![]() |
رد: ساعة قضيتها مع الأرواح
كشف الحقيقة قال الله تعالى في سورة البقرة {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ} ، والمعنى : لا تظنّوا أنّ هؤلاء الذين قتلوا قي سبيل الله انتهت حياتهم لأنّكم ترون أجسامهم ملقاة على الأرض ودماءهم تسيل بل هم أحياء ولكن لا تشعرون بهم لأنّكم ترون الأجسام ولا ترون النفوس ؛ والإنسان الحقيقي هو النفس لا الجسم . وقال تعالى في سورة آل عمران {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} ، فقوله تعالى {عِندَ رَبِّهِمْ} يعني في الجنات الأثيرية تحت العرش يرزقون من ثمارها ويشربون من أنهارها ، فلو أنّ الله تعالى قصد يذلك أجسامهم لقال : أحياء في القبر يرزقون . وقال تعالى في سورة ي س في الرجل الصالح غمالائيل لَمّا مات {قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ . بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ} ، فهل يقال لجسم ميت ادخل الجنّة ؟ كلاّ بل القول لنفسه لا لجسمه لأنّ النفس باقية لا تفنى ، ولمّا دخلت نفسه الجنّة الأثيرية حينئذٍ قال {يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ} . وقال تعالى في سورة الحج {وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} ، فقوله تعالى {لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ} يعني يرزق نفوسهم لأنّ النفوس باقية لا تفنى . وقال تعالى في سورة النساء {وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} يعني معهم في الجنان يتنعّمون . وقال تعالى في سورة نوح حاكياً عن قومه {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا} ، فلما كانت أجسامهم غرقى في الماء فأين تكون النار منهم ؟ ولكن المعنى : أغرقت أجسامهم في الماء وأدخلت نفوسهم في النار ، واعلم أنّ دخول الجنّة في عالم البرزخ هو خاص لبعض النفوس ، وكذلك دخول النار . وقال تعالى في سورة فاطر{وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ} فلو كان الإنسان يدخل النار بجسمه المادّي فكيف لا يموت وهي نار جهنّم وإنّ أقلّ نار من نار الدنيا تميت الإنسان ؟ ولكن لَمّا كان العذاب للنفوس جاز أن يقول { لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا} لأنّهم نفوس والنفوس لا تموت ولو في النار . وقال تعالى في سورة إبراهيم {وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِن وَرَآئِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ} ، وقال تعالى في سورة طه {إِنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيى} يعني لا يموت فيستريح من العذاب ولا يحيى حياة طيبة . وقال أبو العلاء المعرّي : خُلـقَ النـاسُ لِلبقـاءِ فَضَلّـتْ أمّــةٌ يَحسَبونـهـم للـنـفـادِ إنمـا يُنقَلـونمِـن دارِ أعمـا لٍ إلـى دارِ شِقـوةٍ أو رَشــادِ قال الله تعالى في سورة الفجر {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ . ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً. فَادْخُلِي فِي عِبَادِي .وَادْخُلِي جَنَّتِي} ، فإنّ الله تعالى قال {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ} ولم يقل يا أيّها الإنسان . وقال تعالى في سورة البقرة {وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ} ، فإنّ الله تعالى خصّ النفوس بذلك دون الأجسام . وقال تعالى في سورة آل عمران {فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ} ، فإنّ الله تعالى خصّ النفوس بالمكافآت على أعمالِها دون الأجسام . والآيات كثيرة في القرآن التي تصرّح بأنّ الحساب والجزاء للنفوس دون الأجسام . |
رد: ساعة قضيتها مع الأرواح
نفوس الأولياء |
رد: ساعة قضيتها مع الأرواح
قبور الأولياء يا صاحبي لا تَبْكِ رَبعاً قد خلا ودَعِ المنازِلَ تشْتكي طولَ البِلى منْ أين تدري الدَّارُ انكَ عاشقٌ أوْ عنْدها خبرٌ بأَنكَ مُبْتلى وقال تعالى في سورة الأحقاف {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ} يعني لو بقي يدعوه إلى يوم القيامة لا يستجيب له ولا يقضي حوائجه لأنّ الأولياء في الجنان غافلون عن دعاء من يدعونَهم لا يسمعونَهم ولا يعلمون بِهم , {وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاء وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ} أي ينكرون عليهم ويتبرّؤون منهم ولا يشفعون لهم . وقال تعالى في سورة الأعراف {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} يعني فليقضوا حوائجكم إن كنتم صادقين بأنّهم يقضون الحوائج ويشفون المرضى ويفتحون عيون العمي . وقال تعالى في سورة العنكبوت {إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ}يعني لا يستطيعون أن يرزقوكم فاطلبوا الرزق من الله وهو يرزقكم . وقال تعالى في سورة الإسراء {قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً} يعني لا يتمكّنون من أن يدفعوا عنكم بليّة ولا ينجوكم من قضية . وقال تعالى في سورة آل عمران {وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ الْمَلاَئِكَةَ وَالنِّبِيِّيْنَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ} وما أحسن قول الشاعر: لا تسألنّ بنيّ آدمَ حاجةًوسَلِ الذي أبوابُهُ لا تُغلَقُ فإن قلتَ إنّهم يعلمون الغيب فيعلمون مقصدي فيسألون الله قضاء حاجتي ، أقول في جوابك : لا يعلم الغيب إلاّ الله تعالى ، فلا نبيّ أو وليّ يعلم الغيب ، والشاهد على ما أقول قول الله تعالى في سورة الأنعام {قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ} ، وقال تعالى في سورة الأعراف {قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} ، وقال تعالى في سورة هود حاكياً عن قول نوح {وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلاَ أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلاَ أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ} ، وقال تعالى في سورة النمل مخاطباً رسوله الكريم {قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} ، وقال تعالى في سورة سبأ في نفي الغيب عن الجنّ {تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ} ، وقال تعالى في سورة الأنعام {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ} . وهنا خطرت ببالي حادثة وقعت لي في زمن طفولتي وكان عمري حينئذٍ خمس سنين ، فسافرت والدتي من كربلاء إلى بغداد لزيارة أهلها بعد أن استأذنتْ من والدي وأخذتني معها ، ثمّ ذهبتْ إلى الكاظم للزيارة وأخذتني معها ، ولَمّا وصلنا الكاظمية اشترت لي شمعة برافين وأوقدتها وأخذتُها بيدي وأنا فرِح بِها ، ولَمّا وصلنا صحن الكاظم أخذها منّي بعض الخدم فأغاظني إذ سلبني شمعتي التي كنت مسروراً بِها ، ولَمّا دخلنا الرواق سألتُ والدتي : أين الكاظم الذي جئنا لأجله زائرين ؟ قالت : "هو داخل هذا الشبّاك. " فأمعنت النظر فيه فلم أرَ أحداً داخل الشبّاك ، فقلتُ لَها : "ليس داخل الشبّاك أحد ." فقالت : "هو في القبر الذي داخل الشبّاك ." فقلتُ : "إذاً هو ميّت ، فكيف تخاطبين الميّت وتسألين منه حاجتك وتطلبين منه أن يبقيني حياً لا أموت ؟" فقالت : "هو حيّ يسمع كلامي ويفهم مرامي ." قلتُ : "إذاً لماذا حبسوه في هذا القفص الفضّي فما كان ذنبه ؟" قالت : "هذا مرقده وليس حبساً ." فلم أفهم حينئذٍ جوابَها ، فمرّةً تقول هو حيّ وهذا مرقده ، ومرةً تقول ميّت وهذا قبره . فإن شئت قضاء حاجتك فاذهب إلى بيتٍ من بيوت الله ، وهي المساجد والجوامع ، وصلِّ ركعتين لوجه الله واسأل حاجتك من الله وهو القادر على قضائها ، فقد قال تعالى في سورة النور {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ} ، وقال تعالى في سورة البقرة {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} ، وقال تعالى في سورة غافر{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} ، وقال تعالى في سورة الزمر {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } ، وقال تعالى في سورة النمل {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} . |
رد: ساعة قضيتها مع الأرواح
الاقتداء بالأولياء نجاح وفي ذلك قال الشاعر : تلهج بإيّاكَ نستعين وبغير الله تستعين فالاستعانة بالأنبياء والأولياء عند القيام والقعود لا تجوز وهي نوع من الإشراك ، والإشراك من أكبر الكبائر عند الله . وبعض الناس يسأل المدد بالخيرات من الأنبياء أو الأولياء فيقول (مدد يا نبي ، مدد يا ولي) -- وبعضهم يقول (يا علي مدد) وهذا نوع من الإشراك . فالمدد بالخيرات و الأرزاق هو من الله وليس من المشايخ والأولياء ، فقد قال الله تعالى في سورة الشعراء {وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُم بِمَا تَعْلَمُونَ . أَمَدَّكُم بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ . وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ}، وقال تعالى في سورة الإسراء {كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُورًا} ، وقال تعالى في سورة المدثر{وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَّمْدُودًا . وَبَنِينَ شُهُودًا} ، وقال تعالى في سورة الأنفال {فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ} . |
رد: ساعة قضيتها مع الأرواح
تشييد القبور خطيئة وتقديسها إشراك [قصة النبي إدريس : النبي إيليا] فقد قال الله تعالى في سورة مريم في قصة إدريس {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا . وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا} : هو النبي إيليا من أنبياء بني إسرائيل وكنيته إدريس لأنّه كان يدرّس التوراة لتلاميذه ، وفي السنوات (875-853 ق م) حارب العبادات الوثنية التي أدخلتها إيزابل زوجة الملك آخاب ، فنفي إلى صرفت حيث ردّ إلى الحياة إبن أرملة بدعائه وأهطل المطر على الأرض بإذن الله بعد انقطاعه عنها ثلاث سنوات قرب جبل الكرمل ، وخذل كهنة البعل وعشتاروث وأمر بقتلهم ، فلحقته إيزابل بوابل غضبها فهرب إلى صحراء سيناء ، ثمّ عاد فتنبّأ لآخاب بانتقام الله عليه لأنّه أشرك وعبد البعل مع زوجته إيزابل . رُفِع إلى السماء بعد موته ، أي رُفِع إلى الجنان ، وقد أخبر أصحابه بذلك قبل موته ، فخرجا خارج المدينة من الأردن هو وتلميذه إليشع يمشيان نحو الجبال المقابلة للمدينة فجاءت عاصفة من الريح فحملت إيليا وألقته على تلك الجبال فمات هناك وغطّت العاصفة جسمه بالأتربة والرمال فلم يعثر أصحابه على جسمه وصعدت نفسه الأثيرية إلى السماء . وكان ضياع جسمه في تلك الجبال بإرادة من الله ، كما مات هارون فوق الجبل ولم يعثروا على جسمه . وكذلك موسى بن عمران وعيسى بن مريم : وذلك لئلاّ تشَيَّد لهم قبور فتعبد . أمّا قبر موسى الموجود حالياً في الخليل فهو قبر رمزي وليس قبره الحقيقي[جاء في الفصل الرابع والثلاثين من سفر التثنية من التوراة قال : "فمات هناك موسى عبد الربّ في أرض مؤاب بأمر الربّ . ودفنه في الوادي في أرض مؤاب تجاه بيت فغور ولم يعرف أحد قبره إلى يومنا هذا ."] والغاية من ذلك لئلاّ تعبد بنو إسرائيل قبورهم بعد موتهم ، كما أصبحت اليوم قبور الأنبياء والمشايخ تعبد من دون الله عند بعض المسلمين . والذي تجدر الإشارة إليه هو أنّ سيرة وأعمال الأنبياء والصالحين من الأولياء لا يمكن أن تعزّزها هذه الممارسات من الغلوّ ، ذلك لأنّ أعمالهم خالدة في ضمير كلّ مؤمن . |
رد: ساعة قضيتها مع الأرواح
معاجز الأنبياء فإنّ المشركين من العربطلبوا من النبيّ معاجز كثيرة فلم يسعِ النبيّ أن يأتيهم بواحدةٍ منها إلاّ القرآن الذي أنزله عليه جبرائيل بأمرٍ من الله عن طريق الوحي . وذلك من قوله تعالى في سورة العنكبوت {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ} ، فقال المشركون : الكتاب وحده لا يكفي دلالة على دعوته ؛ إنّما نريد معجزة مادّية كعصا موسى وناقة صالح ، وذلك قوله تعالى في سورة الأنبياء حاكياً عنهم {فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الأَوَّلُونَ} ، يعني فليأتِنا بمعجزة كما أرسل موسى بالعصا وأرسِل صالح بالناقة ، فردّ الله عليهم بقوله تعالى{مَا آمَنَتْ قَبْلَهُم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ} ، والمعنى : لم يؤمن فرعون ولا قومه بموسى حيث أعطيناه العصا معجزة له ، وكذلك قوم صالح لم يؤمنوا به حيث أعطيناه معجزة مادّية وهي الناقة ، بل كذبوا بِها فانتقمنا منهم فأهلكناهم ، فكذلك قومك لن يؤمنوا إذا أعطيناك معجزة مادّية ورأوها بأعينهم ، بل يكذّبون ويقولون : هذا سحرٌ مبين ، كما قالت أسلافهم ، ولكنّنا أعطيناك معجزة علمية أحسن من المعجزة المادّية فادعُهم بِها ، وذلك قوله تعالى في سورة النحل {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} . ومع تصريح هذه الآيات وكثير مثلها في القرآن تصرّح بأنّ الأنبياء والرسل والملائكة لا يمكنهم أن يأتوا بمعجزة من تلقاء أنفسهم إلاّ المعجزة التي يعطيها الله لمن يشاء من أنبيائه ورسله ، نجد أكثر الناس يزعمون أنّ المشايخ والأئمّة لهم القدرة على إتيان المعاجز وقد جاؤوا بمعاجز كثيرة ، ولكن لا يسمّونَها معاجز بل يقولون هي كرامات الأولياء ، فالمعنى واحد ولكنّ الألفاظ مختلفة . أقول إنّ الأنبياء والأولياء لا يرضَون بِهذه الأعمال التي لا يرضاها الله ويبرؤون مِمّن يعملها ومن يشركهم في التعظيم والتقديس مع الله . |
رد: ساعة قضيتها مع الأرواح
الولاية لله والشفاعة بيده فقد قال الله تعالى في سورة الكهف {أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِن دُونِي أَوْلِيَاء إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا} ، وقال تعالى في سورة السجدة {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ} ، فتأمّل قوله تعالى {مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ} يعني لا تتّخذوا أولياء من المخلوقين تقدّسونهم وتعبدونهم من دون الله وإنْ كانوا من الأنبياء أو الملائكة المقرّبين ، أو تتّخذونهم شفعاء لكم عند الله ، فإنّ الشفاعة بيد الله ولا يشفعون إلاّ لِمن ارتضاه الله . وقد قال تعالى في سورة الأنعام {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} ، وقال تعالى في سورة البقرة في آية الكرسي {مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ} ، وقال تعالى في سورة الزمر{قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} ، وقال تعالى في سورة البقرة {وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ} ، وقال تعالى في سورة يونس {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} . وكذلك اليوم أصبحت أكثر الناس تعبد قبور الأئمة والمشايخ التي لا تضرّ ولا تنفع ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله ، كما عبد المشركون الملائكة في زمن الجاهلية وقالوا هؤلاء شفعاؤنا عند الله . |
رد: ساعة قضيتها مع الأرواح
منهج التوحيد طريق الفلاح فقد قال الله تعالى في سورة الزمر مخاطباً رسوله محمّداً خاتم النبيّين {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ . بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنْ الشَّاكِرِينَ} ، وقال تعالى في سورة النساء {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء} ، وقال تعالى في سورة لقمان عن لسانه{يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} وقال تعالى في سورة البينة {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ} . وصور الإشراك مختلفة ومتعدّدة وليس الذي يعبد صنماً هو المشرك وحده ، فقد تعبد مزاراً أو قبراً لإمامٍ أو أحد المشايخ وفي ظنّك أنّه مجرّد مزار مقدّس تزوره وتقدّسه وتقبّل الأبواب والجدران ظناً منك أنّ هذا عمل صالح وأنّ الله يأجرك عليه ، ولكن ظنّك هذا خاطئ وأملك خائب وعملك إشراك وأنت معاقَب عليه ، لأنّ الله تعالى غيور لا يرضى أن تقدّس المخلوقات والمخلوقين أو تقبّل قبور الأنبياء والأولياء أو تقبّل الأبواب والجدران أو تركع لَهم بالتحية أو تنذر لَهم أو تستعين بِهم عند قيامك وقعودك أو تبكي عليهم أو تحلف بِهم ، فاليمين لا يجوز إلاّ بالله ، وحروف القَسم ثلاثة ، وهي الواو والباء والتاء (و ب ت) فتقول والله ، أو تقول بالله أو تالله . وقد علّمنا الله سبحانه في كتابه المجيد بأن نحلف به ولا نحلف بغيره ؛ فقال تعالى في سورة يونس مخاطباً رسوله الكريم {وَيَسْتَنبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ} ، وقال تعالى في قصة يوسف {قَالُواْ تَالله تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ} ، وقال تعالى في سورة التغابن {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ} . فالتعظيم لغير الله إشراك ، واليمين بغير الله إشراك ، وتقبيل القبور وجدران الأضرحة والأبواب إشراك : فقد قال تعالى في سورة الكهف {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا. الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} ، فكذلك اليوم أصبحت أكثر الناس تشرك بالله في هذه الأعمال وهم يحسبون أنّهم يحسنون صنعاً ، وقد قالوا كما قال الأوّلون ، وذلك في سورة الزمر {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} ، وقال تعالى في سورة يونس {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ} ، فإنّ قبور الأولياء لا تضرّ ولا تنفع ولا تقضي حوائج المحتاجين ، فقد قال تعالى في سورة المائدة {قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلاَ نَفْعًا وَاللّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} ، وقال تعالى في سورةالإسراء{وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} ، وقال تعالى في سورة الأعراف {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} . هذا بعض ما جاء في القرآن نهياً عن عبادة الأوثان والقبور والمزارات . وإليك بعض ما جاء في التوراة في هذا الخصوص :
2 المنحوتات : هي تماثيل المخلوقين كما تستعمله النصارى من تمثال مريم والمسيح والصليب وغير ذلك . 3 النصُب : هي أحجار ظاهرة تُنصَب في الجدار أو فوقه رمزاً لأحد الآلهة المزعومة أو لأحد الملوك أو لغيرهم ، ومثال ذلك حجر في إيران في "قدم كاه" يزورونه ويقبّلونه . 4 ما أكثر الأحجار المزخرفة في مراقد الأئمة والمشايخ ، وما أكثر من يقبّلها ويقدّسها ويتبرّك بِها في زماننا هذا .]
|
رد: ساعة قضيتها مع الأرواح
الله يغضب على المشركين |
رد: ساعة قضيتها مع الأرواح
التقليد الأعمى ضلال [القادة والمقلِّدين يوم القيامة] ثمّ بيّن سبحانه بأنّ القادة تتبرّأ من مقلِّديهم يوم القيامة وتكون عداوة بين القادة والمقلِّدين ، وذلك في سورة البقرة فقال{إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ .وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ} لرؤسائهم {لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً} أي رجعة إلى الدنيا {فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا} ، وقال تعالى في سورة الأحزاب حاكياً عن المقلِّدين {وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا} ، وقال تعالى في سورة ص {هَذَا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ لَا مَرْحَبًا بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُوا النَّارِ} : هذا قول القادة لمقلِّديهم ، فتجيب المقلِّدين قادتَهم {قَالُوا بَلْ أَنتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا} أي قدّمتم لنا هذا المنهج الباطل منهج الإشراك وحسّنتموه لنا حتّى تمسّكنا به وأشركنا بربِّنا فصار جزاؤنا العذاب ومصيرنا إلى هذا المكان {فَبِئْسَ الْقَرَارُ} لكم ولنا {قَالُوا} أي المقلِّدون {رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ} . أقول يجب على المسلم أن لا يقلِّد أحداً من العلماء تقليداً أعمى دون رويّة أو تفكّر ، ولا مذهباً من المذاهب الباطلة ، بل يتبع القرآن وهو قول الله لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ؛ أمّا المذاهب والفرق الإسلامية فقد أصبحت ثلاثاً وسبعين فرقة ، والنبيّ (ع ) لم يأتِ إلاّ بدينٍ واحد وكتابٍ واحد وشريعةٍ واحدة ، ولكنّ أعداء الله فرّقوا بين المسلمين وجعلوهم فرقاً عديدة بقصد الرئاسة ، كما قيل في المثل (فرِّقْ تسُدْ ) ، وكلّ فرقة تقول نحن على حقّ والباقي على ضلال ، وكلّ منهم مقتدٍ بآبائه وأجداده وإن كانوا على باطل ، كما قال الله تعالى في سورة الأعراف{إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ اللّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ} ، ويريد بالشياطين زؤساء الضلال وعلماؤهم . وقال تعالى في سورة الزخرف{وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ} . أقول يا ترى هل جعلوا حكماً فيما بينهم من الأنبياء أو من الملائكة فحكم لإحدى الفرق الإسلامية بأنّها على حقّ والفرق الباقية على ضلال ، أو أنزل الله في القرآن بأنّ الفرقة الفلانية على حقّ ؟ كلاّ لا هذا ولا ذاك ، وإنّما هو تقليد أعمى ، ولكنّ الله تعالى أوضح في القرآن وبيّن في عدّة سور منه بإنّ الموحّدين على حقّ وهم مهتدون ، وأنّ المشركين على ضلال وفي النار خالدون . وإذا قلتَ لأحدهم إنّك مشرك ، أنكر عليك وغضب وقال أنا موحّد وإنّ الله واحد لا شريك له – ولذلك إذا سئلوا يوم القيامة عن إشراكهم {قَالُواْ وَاللّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} (23) سورة الأنعام – فإنْ قلتَ له إذاً لماذا تعبد القبور وتقدّسها ؟ فيقول هؤلاء شفعاؤنا عند الله ، كما قالت العرب في زمن الجاهلية الذين كانوا يعبدون الملائكة ، ومن ذلك قوله تعالى في سورة يونس {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ} ، وقال تعالى في سورة الزمر{مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} ، فكذلك اليوم يقول من عبد قبور الأولياء وقدّسها . أقول هل إنّ الفضة والذهب في قبور الأولياء تقرّبهم إلى الله زلفى أم إنّ نفوس الأولياء تفعل ذلك ؟ فإنْ قالوا الفضة والذهب فقد أخطأوا ، فقد قال الله تعالى في سورة سبأ {وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى} ، وإنْ قالوا نفوس الأولياء تقرّبنا إلى الله زلفى ، فأقول إنّ الأنبياء والأولياء حين مماتِهم صعدوا إلى السماء إلى الجنان ولم يبقَ على الأرض غير الأجسام البالية التي لا تضرّ ولا تنفع ، ولَمّا كان مقرّ الأنبياء والأولياء في السماوات فهم لا يسمعون من يدعوهم ولا يعلمون بمن يناجيهم ولا قدرة لَهم على قضاء حوائج الناس . فقد قال الله تعالى في سورة فاطر {إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ} ؛ فإنْ شئت أن تكون من الناجين فاترك عبادة البشر وتقديسهم وإنْ كانوا أنبياء واعبد ربّك وحده ولا تشرك في عبادته أحداً من المخلوقين . قال الله تعالى في آخر سورة الكهف {فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} . |
الساعة الآن 12:22 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |