![]() |
الكتاب الثالث ـ الفصـل التاسـع (في المسيحيين) ألفاظ (عابدي الأوثان) و(أجنبي) معناها يشمل النصارى ـ نفاق الحاخام ذ. ليفي ـ أدلة تثبت حقيقة هذا التفسير ولكن نعرف أن اليهود مصرح لهم أن يحلفوا زوراً على أن كتبهم المقدسة خالية من الطعن في المسيحيين خوفاً من الضرر أو العداوة، وهم محافظون على هذه القاعدة، وأنهم يعتقدون أن المسيح إنسان لا إله (!!)، ويعتبرون المسيحيين بصفة وثنيين، لأنهم يعبدون مخلوقاً، ولا عبرة باختلاف كيفية عبادتهم عن شكل باقي الوثنيين، لأنه قد يحصل اختلاف في كيفية العبادة ويكون لأحد النحل شكل في العبادة أرقى من الآخرين، مع أنه مادامت العبادة لمخلوق فهي على أي حالة عبادة للأوثان، مثلاً فإن عبادة العجم القدماء كانت أقل شناعة من عبادة أهل كنعان في الشكل. فإذا اللعنات الموجودة في التلمود موجهة على جميع الأمم الخارجين عن مذهب اليهود، ومن ضمنهم المسيحيون غير أنهم يستعملون أسماء الشعوب التي تلاشت واندثرت لإخفاء مقاصدهم، وخوفاً من ضرر وعداوة المسيحيين لهم ومما يثبت ذلك أن الحاخام (ذوي) أراد مرة أن يقنع مسيحياً بأنه في ضلال مبين، حيث يعتقد أن اليهود يعنون بكلمة (جويم) المسيحيين. ولما لم يفلح في إثبات ما أراده ادعى أن هذه اللفظة ليست من ألفاظ الشتم ولا السب، ولكن ثبت أن الأمر بخلاف ما ادعاه، لأنه لما دعى بعض الإسرائيليين بهذه اللفظة غضب واعترض على وصفه بهذه الصفة. ومما يثبت سوء قصدهم هو تغيير هذه الكلمة بكلمة أخرى في نسخة التلمود المطبوعة في فرسوفيا سنة 1862. ويسمون الأمم الخارجة عن دينهم أيضاً (أكيم) لأنه قيل: (إذا صلى يهودي وتقابل في طريقه مع (أكيم) يحمل صليباً، وكان اليهودي وصل للنقطة الواجب الانحناء فيها فعليه أن لا يفعل ذلك ولو كان قصده موجهاً لله). (فالأكيم) الذي يحمل الصليب لا شك أنه المسيحي. وقال (ميمانود) بصراحة أنه لا فرق بين المسيحي وباقي الوثنيين، لأن الناصريين الذين يتبعون أضاليل يسوع معدودون من باقي الوثنيين، ويجب أن يعاملوا معاملتهم. أما كلمة (جويم) فمعناها المسيحيون، لأنه قيل إن اليهود الذين يتعمدون يختلطون (بالجويم) فمحرم على غيرهم من اليهود أن يعيشوا معهم، ويدعوهم أخوة لهم، بل يحتم عليهم الشرع أن يلقوهم في الهاوية. وكذلك الأمر بالنسبة لكلمتي (مين، وميم) اللتين يدعون بهما الكفار. لدغ ثعبان مرة ابن (ضماّ) فتقدم أحد المسيحيين ليرقيه باسم سيده يسوع، فعارضه الرابي إسماعيل قائلاً: إنه ليس من الجائز أن يرقى الإنسان بواسطة أحد الكفرة. ثم إنهم يطلقون كلمة الأجانب على المسيحيين أيضاً لأن الرابي يعقوب الذي كان يعيش في فرنسا في القرن الثاني عشر، وجمع أموالاً كثيرة من الربا كان يقول: إن استعمال الربا جائز مع الأجانب. وكان يقصد بهذه الكلمة الفرنساويين الذين كان ينهب أموالهم، والفرنساويون مسيحيون كما هو معلوم. فلو أن التلمود أوجد فرقاً بين المسيحيين والوثنيين لكان كالفرق الموجود بين العجم والكنعانيين، مع أن الجميع عنده وثنيون. وجاء في التلمود أنه: (من ضمن أيام أعياد الوثنيين أول الأسبوع المسمى بيوم الناصريين، يعني يوم الأحد عند المسيحيين. ويسمى التلمود الناصري: ابن النجار. وهذا مطابق لما كان يقوله اليهود للمسيح أيام حياته على الأرض (راجع إنجيل متى 55.13). ويسمى التلمود يسوع المسيح: تمثالاً. فينتج من ذلك أن المسيحي لديهم وثني، لأنه يعبد المسيح. وجاء في التلمود (أن المسيح كان ساحراً، ووثنياً). فينتج أن المسيحيين وثنيون أيضاً مثله. ويقول التلمود: أن المسيح كان مجنوناً. وهذا مطابق لما كان يعامله به (هيرودس) ومعاصروه الذين كانوا يصفونه بأنه ساحر ومتفق مع الشيطان. ووصف التلمود المسيح بأنه: (كافر لا يعرف الله) فيستنتج من ذلك أن المسيحيين كفرة مثله. وقد سبق أنه من المقرر عندهم أن يقتل اليهودي الوثني إذا قدر، فعليه حينئذ قتل المسيحي لأنه من ضمن الوثنيين[2]. وقال الحاخام (رشي) صراحة اقتل الصالح من المسيحيين[3]. وجاء في التلمود: (المسيحيون من عابدي الأصنام، غير أنه جائز أن يتعامل الإنسان معهم في أول يوم من الأسبوع الذي هو يوم عيد عندهم). وجاء بخصوص القداس والقسيسين والشموع والكؤوس: (إن كل ذلك من عبادة الأصنام). وجاء أيضاً أنه يجوز لليهودي أن يسكن مع الوثنيين ويستأجر منهم منزلاً، لأنهم لا يستحضرون أصنامهم إلا إذا مات أحدهم. كل الشعوب ماعدا اليهود وثنيون، وتعاليم الحاخامات مطابقة لذلك. وقال الحاخام (رشي): (الناصري هو الذي يقبل تعاليم ذلك الرجل الذي أمر أصحابه بالاستراحة في أول يوم من الأسبوع). وكتب (ميمانود) ما يأتي: (المسيحيون الذين يتبعون أضاليل يسوع وثنيون، يلزم معاملتهم كمعاملة باقي الوثنيين، ولو أنه يوجد فرق بين تعاليمهم). وقال أيضاً: (المسيحيون وثنيون، وأول يوم في الأسبوع عندهم يوم مقدس). وقال الحاخام (كمشي): (إن أهل ألمانيا من الكنعانيين،لأن أهل كنعان هربوا أمام يسوع، وذهبوا إلى ألمانيا. ولذلك اسم الألمانيين الآن كنعانيون). ومن المعلوم أن الكنعانيين عند اليهود من أشر الوثنيين، يدعون أيضاً أن المسيحيين وثنيون، لأنهم يجثون أمام الصليب. ويسمى التلمود المسيح يهودياً مرتداً. وكتب (ميمانود) ما يأتي: (يلزم أن يقتل الإنسان بيده الكفرة، مثل يسوع الناصري وأتباعه، ويلقيهم في هاوية الهلاك). وجاء في التلمود الجديد: (إن تعاليم يسوع كفر، وتلميذه يعقوب كافر، وإن الأناجيل كتب الكافرين). وقال الحاخام (اباربانيل): (المسيحيون كافرون، لأنهم يعتقدون أن الله له لحم ودم). وقال (ميمانود): (الكافر هو الذي يعتقد أن الله تجسد). فينتج مما سلف أنه إذا ذكر في أحد كتب اليهود أو تعاليمهم الحاخامية أنه مفروض على اليهودي قتل الكافر، وأنه له الحق في إهلاكه يكون المقصود من ذلك ليس خصوص الأمم السالفة، بل إن المراد ما يعمها ويعم الأمم الموجودة الآن الخارجين عن مذهب اليهود. الفصـل العاشـر (الحرمـان) سبب الحرمان ـ الحرمان على درجتين ـ نص الحرمان العظيم أولاً ـ احتقار الحاخامات ولو بعد وفاتهم. ثانياً ـ احتقار أقوالهم أو احتقار الشريعة. ثالثاً ـ التسبب في إبعاد الناس عن الطريق المستقيم، والمحافظة على الشرع. رابعاً ـ مبيع الحقول والغيطان (الأرض) لغير اليهودي. خامساً ـ تأدية اليمين أمام محكمة غير يهودية ضد شخص يهودي. وللحرمان ثلاث درجات: الأولى يسمونها (ندوى)، والثانية (شريما)، والثالثة غير مستعملة الآن فنضرب عنها صفحاً. أما (الندوى) فنتيجتها انفراد المحروم عن مخالطة باقي الجماعة، ومعيشته منفصلاً عن باقي أبناء جنسه، لا يقرب أحد منه غير زوجته وأولاده وأهل منزله على بعد أربعة أذرع منه. وفي مدة حرمانه محظور عليه أن يغتسل ويحلق. وإذا اجتمع تسعة أشخاص لتأليف الجمعية المقدسة فلا يكون المحروم العاشر. وإذا وجد فيهم يلزمه أن يجلس بعيداً عن الباقين عنه مسافة أربعة أذرع. وإن توفي قبل انتهاء مدة عقوبته يلزم أن يوضع على قبره حجر، علامة على أن الميت كان يستحق الرجم، لأنه مات بدون قصاص وهو محروم. وفي هذه الحالة لا تحزن عليه أهله، ولا يمشون خلف جنازته، ولو كانوا أخص أقاربه. ومدة هذا الحرمان ثلاثون يوماً. فإذا تاب المجرم في خلال تلك المدة فبها، وإلا عاقبوه من ستين إلى تسعين يوماً. فإذا لم ينفع ذلك لردعه يحرم بالحرمان الأكبر المسمى (شريما). ونتيجة هذا الحرمان أن يمنع المحروم من مخالطة الغير، ويمنع من التعليم والتعلم، والأكل والشرب مع أي شخص، ومحرم على أي شخص أن يؤدي له خدمة، كما أنه يحرم عليه تأدية الخدمة لأي شخص. إنما مصرح مبيع الطعام له ليس إلا لأجل ألا يموت جوعاً. ويلزم أن يصدر هذا الحرمان من عشرة أشخاص على الأقل، ويكون صدوره في محفل رسمي، بخلاف الأول فإنه يمكن صدروه من شخص واحد من العوام. وهاك نص الحرمان: (بناء على حكم إلهنا إله الآلهة[4] يُحرَم فلان بن فلان من المحكمتين: محكمة أول درجة، والمحكمة العليا، ومن القديسين والملائكة، ومن الجمعيات الكبيرة والصغيرة. ويصاب بالقروح والأمراض الخبيثة كلها. ويكون منزله مسكناً للجن. ويكون نجمه مظلماً في السماء، ومن المغضوب عليهم. ويطرح جسده للوحوش المفترسة وللثعابين. ويفرح أعداؤه ومن يريد له الشر. وتعطى أمواله من الذهب والفضة لغيره، وتسقط تلك الأموال تحت سلطة العدو. ويلعن أولاده حياته. ويكون ملعوناً من فم (عيد بريرون) و(عشتاريال) و(صندلفون) وعزرائيل و(عنسيل) و(باشتيل) وإسرافيل. و(سنجاسيل) وميخائيل وجبرائيل وروفائيل و(مسكارتيل). ويكون محروماً من فم (زفرا) و(هاهاقيل) الإله الأكبر[5]. وفم العشرة أسماء المعظمة ثلاث مرات، ومن فم (زرتاج) حامل الختم. ويفرق مثل (كوريه) و(جيشه). وتخرج روحه من جسده بخوف وجزع، ويحكم عليه الله بالموت. ويخنق مثل (اشيتوفيل). ويكون جذامه[6] مثل جذام (جينري). ويسقط ولا يقوم. ويلفظ عن قبور بني إسرائيل. وتعطى امرأته لغيره. ويميل إليها آخرون بعد موته. ويسقط هذا الحرمان على فلان بن فلان ويكون من نصيبه. أما أنا وبنوا إسرائيل فيكون لنا بركة الله وسلامه. آمين. تنبيـه وجدنا في هذه المنثورات في آخر كتاب شارل لوران فترجمناها وجعلناها ملحقاً لكتاب روهلنج إتماماً للفائدة. ملحـق ـ إذا خالف أحد اليهود أقوال الحاخامات يعاقب أشد العقاب، لأن الذي يخالف شريعة موسى خطيئته مغفورة أما من يخالف التلمود فيعاقب بالقتل!! ـ يجب على كل يهودي أن يلعن كل يوم النصارى ثلاث مرات، ويطلب من الله أن يبيدهم، وينفي ملوكهم وحكامهم. وعلى كهنة اليهود أن يصلوا ثلاث مرات أيضاً في كنيسهم بغضاً للمسيح الناصري. ـ أمر الله اليهود بنهب أموال المسيحيين وأخذها بأي طريقة كانت، سواء استعملوا الحيلة أو السرقة أو الربا. ـ على اليهود أن يعتبروا المسيحيين حيوانات غير عاقلة، ويعاملوهم معاملة الحيوانات الدنيئة!! ـ على اليهود أن لا يفعلوا مع الوثنيين لا خيراً ولا شراً. وأما النصارى فليسفكوا دمهم ويطهروا الأرض منهم![7] ـ حرام على اليهودي الخدمة عند الحاكم الوثني، وتغفر جريمته، وأما عند الحاكم المسيحي فغير جائزة أصلاً، وجريمته لا تغفر!! ـ كنائس المسيحيين كبيوت الضالين ومعابد الأصنام، فيجب على اليهود تخريبها!! ـ أناجيل النصارى عين الضلال والنقص، ويلزم تسميتها بكتب الظلم والخطايا. ويجب على اليهود إحراقها ولو كان اسم الله فيها!! تم بحمد الله كتاب الكنز المرصود في قواعد التلمود المترجم من اللغة الفرنسية ترجمة الدكتور يوسف حنا نصر الله سنة 1899. ويليه كتاب الفرنسي شارل لوران في حادثة قتل الأب توما وخادمه إبراهيم عمار في دمشق ومحاضر التحقيق في تلك الجريمة التاريخية المشهورة. [1] ـ في الأصل المسيحيون والصواب ما أثبتناه (ز) [2] ـ انظر ما تقدم في الفصـل السادس . [3] ـ انظر ما تقدم في الفصـل السادس . [4]ـ كذا في الأصل ولعل الأليق بالديانة اليهودية أن تكون العبارة (رب الأرباب) ولعل التحريف خلط من المترجم. (ز) [5]ـ هذه الأسماء مما تتنافى وأصل الديانة القائمة على التوحيد (ز) [6]في الأصل جزام والصواب ما أثبتناه وهو مرض الجذام (ز) [7] ـ تقدم في الفصل السادس أن من الواجب على اليهودي قتل كل من ليس يهودياً سواء في ذلك النصارى وغيرهمفلينظر (م) يتبع |
القسم الثاني كتاب (شارل لوران) في حادثة قتل الأب توما، وخادمه إبراهيم عمار الكتاب الأول مقتل الأب توما التحقيقـات التي جرت في قضية خطف اليهود للأب توما وذبحهم إياه لأخذ دمه (راجع المقدمة) وفي المساء ذهب الخواجه (سانتي) الأجزجي[1] باسبتالية دمشق إلى الدير، وطرق الباب مدة طويلة فلم يفتح له أحد، وكان يريد إذ ذاك أن يرد كتاباً كان أخذه من القسيس المذكور على سبيل العارية. ولما رجع بخفي حنين، عرج على دير (تيرسانت) ليخبر الرهبان الذين هناك بما حصل. ولما سمع هؤلاء الخبر جزموا بأن الأب توما تأخر عند أحد المرضى لأنه كان يتعاطى صناعة الطب ولم يرتابوا في ذلك. وفي ثاني يوم الذي هو يوم الخميس /3 من ذي الحجة سنة 1255 (الموافق 6 من فبراير سنة /1840) حضر جملة من الأشخاص من الذين لهم عادة أن يحضروا للدير لسماع قداس الأب توما، ورجعوا بدون أن يتمكنوا من الدخول لأنهم رأوا الباب مغلقاً بخلاف العادة. وقد ظن بعضهم أنه حضر قبل الأوان وأن القسيس لم يزل نائماً، وظن البعض الآخر أنه تأخر، وأن القداس انتهى، وقفل القسيس بابه وذهب لأشغاله. وزاد الترجمان الخواجه (بودن) في تقريره أنه في اليوم ذاته أعني في يوم الخميس، كان الأب توما مدعواً مع باقي الرهبان عند الدكتور (مساري)، وأن الجميع توجهوا ساعة الظهر لأنها الساعة التي كانت محددة لتناول الغداء ما عدا الأب توما، وبعد انتظار هذا الأخير مدة، استولى القلق والانزعاج على الحاضرين، فصاروا إلى قنصلاتو دولة فرنسا لإخطار أولي الأمر بالمسألة، لأن المفقود منتم للدولة المشار إليها. فقام عندئذ جناب القنصل وتوجه إلى الدير، فوجد الشارع مزدحماً بأجناس مختلفة من الأهالي يقولون إن الأب توما توجه أمس لحارة اليهود هو وخادمه، ولا شك في أنهما فقدا هناك. وعند حضور جناب القنصل أمام الدير أمر أحد الحاضرين أن يتسلق على أحد الجدران بواسطة سلم، فتوصل المذكور بهذه الكيفية إلى الدخول إلى الدير المذكور، وفتح الباب الذي وجده مغلقاً من الداخل بالسقاطة فقط لا بالكيلون والقفل. وعند الدخول في المطبخ وجد أكل الأب توما وخادمه بجانب الكانون، واستنتج من هذه المعاينة أنهما كانا يقصدان الرجوع إلى الدير عندما تركاه، وأنهما قتلا خارج الدير، وأن القتل لم يحصل طمعاً في أموالهما. ومما يثبت ذلك هو أن الأشياء تعلقهما التي كانت لهما في الدير وجدت مرتبة كما تركاها ولم يفقد منها شيء ما. هذا وكانت الشبهة تقوى من وقت إلى آخر، والشهود يؤكدون أنهم نظروا الأب توما، داخلاً حارة اليهود بعد العصر، ثم تبعه خادمه عند غروب الشمس، ولم يرهما أحد خارجين من تلك الجهة. على أن القس كان في دمشق أشهر من نار على علم، لأنه سكن في هذا البلد منذ ثلاثين سنة تقريباً، وكان يجري عملية تطعيم الجدري فيه (فلو خرج من الحارة بعد دخوله لنظره بعض الشهود على الأقل). أمر جناب قنصل فرنسا بإرسال ذلك التقرير إلى سعادة شريف باشا والي دمشق لأجل أن تجري الحكومة اللازم في التفتيش على الأب توما وخادمه وتنكشف كيفية فقدهما. وبناء على ذلك أمر سعادة شريف باشا فوراً أن تتخذ الإجراءات اللازمة الموصلة لظهور الحقيقة، وأمر التفتشجي باشا أن يذهب إلى حارة اليهود. وسلمه أمراً بتفتيش جميع المحلات التي يشتبه فيها. ولكن كان ذلك كله لدون فائدة، لأنهم لم يكتشفوا على شيء جديد. غير أنه في أثناء ذلك حضر شخصان يونانيان يسمى أحدهما (ميخائيل كساب) والآخر (نماح كلام)، وقررا بأنهما مراّ في حارة اليهود في يوم الأربعاء الذي غاب فيه الأب توما، وعند وصولهما إلى أول الحارة بالقرب من شارع (طالح القبة) نظرا قبل غروب الشمس بربع ساعة خادم الأب توما داخلاً في الحارة بغاية السرعة، فسألاه إلى أين تذهب ؟ فأجابهما بأنه يفتش على سيده الذي دخل في حارة اليهود ولم يرجع! بعد سماع هذه الرواية تأكدت الشبهة في أن الأب توما وخادمه فقدا في حارة اليهود. ولعدم الاستدلال على شيء يذكر بعد تفتيش بعض المنازل. وضبط بعض المتهمين من اليهود، تقرر معاينة الإعلانات التي أخذها الأب توما عند خروجه من الدير، ولصقها في جملة محلات. فثبت من التحقيقات التي حصلت: انه قبل يوم الجمعة لم يكن يوجد شيء منها على باب الكنيس اليهودي، وبعد مضي يومين من ذلك التاريخ وجد أحد الإعلانات ملصقاً على المحل الظاهر من دكان حلاق إسرائيلي يدعى سليمان، وكان ساكناً بالقرب من باب الكنيس فضبط الشخص المذكور لحصر الشبهة فيه، واجتهد الوالي في الحصول على اعتراف صريح من هذا المتهم. ولكن لم يتحصل على أمنيته، لأن الحلاق اقتصر في دفاعه على أن الأب توما وضع الإعلان وذهب. ولما سئل عن كيفية إلصاق هذه الورقة بظاهر دكانه أجاب أنها ملصقة بواسطة برشانات. وسئل عن لون هذه البرشانات فقال إن أحدهما أحمر، وثانيهما لون الليلك. سئل عن كيفية معرفة تلك الألوان مع أن البرشانات موضوعة تحت الورق، وعن سبب ارتفاع هذا الإعلان عن الأرض ارتفاعاً زائداً. وعن كيفية وصول الأب توما إلى ذلك الارتفاع (لان الإعلان كان مرتفعاً جداً عن الأرض) ؟ فقال أنه كان ينظر المارين يمسون الإعلان ويلعبون به، فخاف عليه من الضياع فأخذه من محله الأصلي ولصقه محل ما وجد. ثم استحضر الإعلان، وبالإطلاع عليه وجد أنه كان حقيقة ملصقاً ببرشانتين إحداهما حمراء والثانية لون الليلك. ثم صار الإطلاع على باقي الإعلانات المعلقة على الكنائس الفرنساوية فوجدت ملصقة بأربع قربانات من القربان المستعمل عند الرهبان، لأنهم كانوا لا يستعملون البرشان الاعتيادي! فأقوال الحلاق، وعدم مشابهة لون المشابك التي استعملت للصق الإعلانات والفرق الموجود بين كيفية تعليق الإعلان الذي وجد بحارة اليهود وباقي الإعلانات التي وجدت على كنائس الإفرنج، كل ذلك قوّى الشبهة وحصرها في سليمان الحلاق، وتأكد لدى المحقق أنه يعرف الحقيقة ويخفيها. ولذلك أمر بضربه بالكرباج، واستجوب بالكيفية الآتية: يوم الجمعة /11/ ذي الحجة سئل الحلاق بإلحاح بعدما كلف بأن يقول الحق، فصمم على الإنكار. فصدر الأمر بضربه بالكرباج، فاعترف بعد الضرب بأنه نظر القسيس المومى إليه مع الحاخامات (موسى بخور يودا)، و(موسى أبي العافية)، و(داود هراري)، وأخويه: (إسحاق وهارون)، و(يوسف لينيوده)، داخلين جميعاً في شارع التلاج بين الظهر والعصر (ما أمكن المتهم أن يعين الوقت بالضبط) في يوم الأربعاء الذي فقد فيه الأب توما، وأن القسيس المذكور كان معهم ـ وأضاف سليمان الحلاق على أقواله ما يأتي: (يمكن الباشا أن يستحضرهم وأنا مستعد أن أعترف أمامهم. وقد مرّ من هنا (إسحاق بتشوتو)، وسألني هل اعترفت بشي ؟ ولما أجبته سلباً قال لي: إني سأتوسط في خلاصك، وتركني ومضى. ولو كنت أعلم قبل ضربي أن مواعيده مواعيد عرقوبية لكنت اعترفت). عند ذلك استحضر الأشخاص المذكورون وسئل كل منهم بالانفراد فيما يختص باعتراف الحلاق فقالوا: ـ يوسف لينيوده ـ كنت في منزلي ولم أخرج إلا يوم الخميس قرب الظهر لأن لي ابنة توفيت من خمسة عشر يوماً، وعادتنا أن لا نخرج من منازلنا مدة سبعة أيام عند وفاة أحد أقاربنا. وبناء على ذلك فإني لا أعلم شيئاً فيما أسأل عنه. ـ إسحاق هراري ـ ليس لي معلومات البتة في هذه المسألة، وإني تاجر مشغول بتجارتي، وحاشى أن أرتكب فعلاً مثل هذا. ـ داود هراري ـ لم أنظر الأب توما منذ شهرين أو ثلاثة وليس لي عادة في الاختلاط بهؤلاء الخواجات. واعترف أن منزلي حقيقة في شارع التلاج ولكني أجهل اجتماع هذه الجمعيات هناك من عدمه. ـ يوسف هراري ـ إن منزلي كائن في شارع التلاج. وبسبب تقدمي في السن لا أخرج إلا قليلاً، ولم أتقابل مع الأب توما منذ ثلاثة شهور، وإني ربيت ما بين المسيحيين، وينامون عندي وأنام عندهم . ـ الحاخام موسى أبي العافية ـ إني متعود أن أدخل منزلي عند المغرب عند عودتي من السوق بواسطة المرور من شارع (الخزاطلية) وأما الشارع الآخر فإني لا أمر فيه إلا مرة في كل أسبوع ولم أختلط بأفراد هذه الجمعية، وأتذكر أني لم أقابل أحداً منهم من مدة ستة شهور ولكن حيث أن الحلاق يؤكد أنه نظرنا معاً فمن المحتمل أن نكون تقابلنا مرة ثم افترقنا، وكل منا ذهب إلى منزله. غير أني لا أتذكر ذلك والإنسان مطبوع على النسيان. أما من خصوص الأب توما فإني لم أنظره منذ شهر ونصف أو شهرين. وإني أجهل إذا كان باقي المتهمين اجتمعوا عليه أم لا. ـ هارون هراري ـ إن منزلي مجاور لقنصلاتو إنكلترا، ولا أذهب عند إخوتي إلا نادراً. وقبل هذه الواقعة لم أتقابل مع الحلاق من منذ ثمانية أيام. وإني من الأشخاص ذوي السلوك الحميد، وإني أترك السوق قرب المغرب. ولا يعقل أننا نجتمع نحن السبعة المغرب في جمعية كهذه الجمعية المقول فيها ذلك. وهذه التهمة ملفقة ضدنا. وربما قال الحلاق ذلك مخافة من الضرب. على أنه إذا كان ذلك حصل حقيقة لكنت قلت إني وجدت في هذا الاجتماع، وإني نظرت كيت وكيت، ولكن لم يحصل شيء من ذلك. ـ الحلاق ـ استحضر الحلاق وصار مواجهته مع باقي المتهمين فصمم على أنه نظرهم بالحالة التي ذكرها. وعندئذ وجه كل منهم الكلام إليه قائلاً: كيف نظرتنا يا صاحبي، وهل يمكنك أن تصمم على ذلك؟ الأوفق أن تطلب من الله أن ينقذك مما أنت فيه. ـ يوسف لينيوده ـ عندي ما يثبت وفاة ابنتي، ويشهد بذلك (يسي مكحول ومتى كبرين) اللذان كانا عندي يوم الأربعاء مساء. ـ باقي المتهمين ـ صمموا على أن أقوال سليمان كاذبة، وأنهم لا يعودون من أشغالهم في الساعة التي قال عنها، ولكن قبل المغرب. ـ ثم أجاب موسى سلونكلي (الحاخام موسى بخور يودا) على الأسئلة التي توجهت إليه بأنه ليس لديه معلومات بالكلية في هذه المسألة، وأنه لم يوجد مع باقي المتهمين ولا يعلم أنهم اجتمعوا معاً أم لا وأنه لا يعود إلى منزله إلا من الساعة عشرة ونصف إلى الساعة إحدى عشر (عربي)[2]، وأنه لم يقابل الأب توما في اليوم المقول فيه ذلك. هذا، وحيث أنه لم يظهر من التحقيقات التي حصلت شيء يعول عليه، ولكون التهمة لم تزل محصورة في المتهمين من أقوال الحلاق، تقرر لزوم استمرار حبسهم على ذمة القضية لأجل إظهار الحقيقة. (يتبـع) [1] ـ أي الصيدلي الذي يبيع الأدوية، وهي لفظة تركية. والاسبتالية: المستشفى وهي لفظة فرنسية. [2] ـ أي على أساس أن غروب الشمس يكون دائماً في الثانية عشرة. |
القسم الثاني كتاب (شارل لوران) في حادثة قتل الأب توما، وخادمه إبراهيم عمار الكتاب الأول مقتل الأب توما التحقيقـات التي جرت في قضية خطف اليهود للأب توما وذبحهم إياه لأخذ دمه (2) بالنسبة للشبهة المحصورة في الحلاق وما كان يظن فيه من أنه كتم الحقيقة صدر الأمر بتعذيبه بالضرب بالكرباج. ولكنه عندما سمع الأمر التمس أن يعافى من الضرب، وهو يقول الحق. وعندما صرح له بذلك قال: (إن المتهمين السبعة الذي قلت عنهم أدخلوا الأب توما في منزل داود هراري، ودعوني بعد الغروب بنصف ساعة وقالوا لي قم فاذبح هذا القسيس! ووجدت الأب توما مربوط الذراعين فقلت لهم لا أقدر على ذبحه، فوعدوني بأنهم سيعطوني دراهم. فأخبرتهم بأن ذلك لا يهمني، فسلموني الإعلان الصغير وأمروني أن أعلقه على دكاني. والذي أعطاه لي هو هارون هراري. وقابلني داود هراري بعد ضبطي عندما كنت منقاداً إلى سراي الحكومة، فسألني هل اعترفت بشيء؟ ولما أجبته سلباً شجعني على الثبات، ووعدني بإعطائي نقوداً. والذي دعاني من الحانوت هو مراد الفتال خادم داود هراري) ومن هنا أمر باستحضار مراد الفتال: س ـ إلى الحلاق ـ قلت أمس كل هذا، واليوم أعدته. إنما يظهر أنك اتهمت باقي الأشخاص الذين قلت عنهم لأنك ضربت. فقل لنا الحق لأنه ليس القصد من التحقيق أنك تتهم أشخاصاً بالزور. فإذا كانت لديك أقوال أخرى فأبدها بدون خوف. ج ـ الحق هو الذي قلته أصمم عليه أمامهم. س ـ هل كان يوجد نساء معهم في المنزل. ج ـ لا لم يوجد إلا هؤلاء السبعة. والخادم كان خارج المنزل. س ـ من فتح الباب ؟ ج ـ داود هراري. س ـ بعدما أمرك بقتل القسيس هل بقيت هناك أو انصرفت ؟ ج ـ لم أبق هناك بل رجعت لقفل حانوتي ثم دخلت منزلي. س ـ هل كان يمكنك سماع صراخ القسيس إذا صرخ وهو في الغرفة التي كان فيها ؟ ج ـ المنزل محاط من كل جهة بمنازل اليهود، ولا يمكن أن يسمع صراخه من الخارج، مع أنهم كانوا يمنعونه من أن يصرخ. س ـ هل كان خادمه معه ؟ ج ـ لا لم يكن معه، إنما الخادم قتل في محل آخر. والذين قتلوه كانوا متفقين على هذا الأمر مع من قتلوا الأب توما. وحين حضر مراد الفتال خادم داود هراري سئل فأجاب: إن سيدي أرسلني عند الحلاق سليمان بعد المغرب فقلت له اذهب إلى منزلنا لأن سيدي يدعوك، وتركته بعد ذلك ودخلت بيتي. س ـ من كان عند سيدك ؟ ج ـ لم أنظر أحداً عنده، وكان مصاباً بنزلة في خده ولم يخرج. ثم استحضر داود هراري، وتليت عليه الإجابات السابقة فصمم على الإنكار. وسئل قبل ذلك عن محل وجوده في يوم الأربعاء الذي حصلت فيه الواقعة فقال: إني كنت في السوق، وتوجهت إلى الجمرك لاستلام جانب جوخ، ثم توجهت عند جرجس عنحوري، وبقيت في السوق لغاية الساعة إحدى عشرة (عربي). استحضر جرجس عنحوري وسئل عن حقيقة ما ادعاه المتهم السابق فقال: ج ـ حضر عندي هراري يوم الخميس لا يوم الأربعاء بعد العصر وقال لي: إن المسيحيين يتهموننا بقتل الأب توما فهل تصدق أننا نرتكب مثل هذا الأمر؟ فأجبته هم يزعمون ذلك.. كتبت إفادة لمصلحة الجمرك للاستفهام منها عن حقيقة ما جاء بأقوال المتهم؟ فورد الرد من رئيس المصلحة يفيد: أن داود هراري لم يحضر إلى المصلحة البتة يوم الأربعاء، بل حضر مخزنجي من طرفه، واستلم جانباً من الجوخ. يوم الثلاثاء /15/ ذي الحجة حضر في هذا اليوم الخواجه بودين إلى سراي الوالي، وسأل الحلاق عمن أعطاه الإعلان الذي وجد على حانوته، فقال: ج ـ هارون هراري هو الذي أعطاني هذه الورقة. س ـ متى أعطاها لك، وفي أي محل؟ ج ـ أعطاها لي يوم الأربعاء بعد المغرب بنصف ساعة حينما كنت عند داود هراري. س ـ من أين استحضرت البرشان؟ ج ـ هارون هراري أعطاه لي. س ـ ومن أين استحضره ؟ ج ـ لا أعلم وهو الذي أعطاه لي مع الورقة. س ـ هل أحد نظرك عندما كنت تعلق هذه الورقة على دكانك ؟ ج ـ لم ينظر أحد، لأني وضعتها يوم الخميس في الفجر. س ـ هل أخبرت والدك أو زوجتك أو أحداً غيرهما بهذا الأمر ؟ ج ـ لم أخبر أحداً. س ـ هل أعطاك نقوداً في كتمان السر ؟ ج ـ لم يعطني شيئاً بل وعدني بذلك. س ـ من يقوم بأود عائلتك مدة وجودك في الحبس ؟ ج ـ وعدوني بأن يقوم بما يحتاج إليه عائلتي، ولكنهم لم ينفذوا ذلك الوعد. س ـ كيف حصل ذلك الوعد ؟ ج ـ لما حضر يوم الأحد التفتشجي باشا أبو شهاب، وضبطني بعد العصر جاء داود هراري بالقرب مني، وقال لي: لا تخف، سنعطيك نقوداً. س ـ هل يمكنك أن تحلف يميناً على حسب أصول ديانتك إذا طلب منك ذلك لتأييد ما قلت ؟ ج ـ إني أحلف بكل ما تريدون. س ـ هل رجعت بعد يوم الأربعاء مساء عند داود هراري لتنظر ما حصل بالقسيس ؟ ج ـ لم يمكني الدخول في المنزل. س ـ هل تعرف إذا كان الأب توما وضع إعلانات يوم الأربعاء أم لا ؟ ج ـ نعم وضع إعلاناً، ولكني لم أنظره وقت وضعه، لأني ما كنت وقتئذ في الدكان، بل كنت عند الحاخام ميمون لأجل حجامة زوجته. ولما ذهبت عنده وجدت أن عملية الحجامة ليست ضرورية فرجعت إلى دكاني، ونظرت جملة من الأشخاص يقرأون الورقة، وأخبروني أن الأب توما لصقها على الحائط وأنها تختص بمزاد عمومي. س ـ هل تعرف من نزع هذه الورقة ؟ ج ـ أنا لا أعلم ذلك، ولكن أظن أنه أحد عائلة هراري، لأنه إن لم يكن الأمر كذلك لم يعطوني ورقة أخرى لوضعها عوضاً عن الأولى. يوم الأربعاء /16/ ذي الحجة استدعي مراد الفتال وسئل: س ـ أين كان سيدك عندما أرسلك لاستدعاء الحلاق؟ ج ـ كنت راجعاً من السوق وعند مروري أمام باب المنزل نظرت سيدي جالساً على العتبة، فقال لي: ادع الحلاق، فذهبت إليه وأخبرته بذلك، وذهبت لمنزلي. س ـ سيدك أنكر إرسالك للحلاق فما قولك ؟ ج ـ أنا صناعتي الخدمة، فصدعت بما أمرت، واعترفت بما حصل. س ـ إذا كان أَمَرك بذلك فلماذا ينكر ؟ ج ـ يمكن أن الحلاق اتهمه بشيء في هذه القضية،وهو خائف أن يعترف خلوصاً من المخاطرة بنفسه. س ـ لا يعقل أنه كان جالساً على عتبة الباب وقت إرسالك إلى الحلاق، لأنه كان مريضاً ولا يمكن أن يعرض نفسه للهواء، فقل لنا على الحقيقة ولا تخف، لأنك خادم مأمور وليس لك دخل في هذه القضية. ج ـ نعم سأقول الحق الآن، وكل ما قلته لا يعول عليه لأن الخوف ألجأني إلى تلفيقه: أما سيدي فلم يرسلني إلى الحلاق، وأنا لم أرسله إليه، وكل ذلك لم يحصل. وحينئذ أّمر بضرب المتهم بالكرباج، ثم سئل فقال: (أنتم استجوبتموني أمام المعلم رفائيل فارحي، فخفت منه لأنه زغر لي بعينه، فعدلت عن أقوالي الأولى). س ـ كيف تخاف من رفائيل أكثر مني ؟ ج ـ لا شك أني أخاف من رفائيل أكثر، لأنه قادر أن يقتلني في الحارة إذا اعترفت. أما سعادتكم فغاية ما في الأمر أنكم تضربوني ثم تخلون سبيلي بعد ذلك. يوم الجمعة /18/ ذي الحجة وجد قنصل فرنسا في منزل (سرازيتوم) اليهودي جارية سوداء اسمها (كيتا)، وسألها بعض أسئلة فلم تجبه بكيفية معقولة. فأرسلها للسراي لأجل استجوابها، ولكنه ظهر من استجوابها أن بها خللاً في قواها العقلية فأعيدت لسيدها. يوم الجمعة /25/ ذي الحجة* حيث أن الشبهة قوية ضد الحلاق وأنها تتقوى من وقت إلى آخر، وأنه يظهر عليه انه يخفي الحقيقة في مسألة قتل الأب توما، وأن باقي المتهمين مصممون على الإنكار، رؤي أنه من الضروري استرجاع سليمان المذكور والتضييق عليه في الأسئلة، وأنه يسامح من العقاب إذا قال الحق في مسألة القتل. فبعد ما توقف قليلاً وأبدى حججاً باطلة اعترف بما يأتي: (إن داود هراري أرسل بعد المغرب بنصف ساعة خادمه ليدعوني من الحانوت. فحضرت عنده ووجدت هارون هراري، وإسحاق هراري، ويوسف هراري، ويوسف لينيوده، والحاخام موسى أبا العافية، والحاخام موسى بخور يودا سلونكلي، وداود هراري صاحب المنزل، والأب توما مربوطاً. فقال لي داود هراري وأخوه هارون. قم فاذبح القسيس، فقلت لهما لا أقدر. فقالا لي، اصبر، وقاما فأحضرا السكين، وألقيته أنا على الأرض، ومسكته مع البقية، ووضعت رقبته على طشت كبير، وأخذ داود السكين الكبير، وذبحه وأجهز عليه هارون أخوه، وحافظا على عدم سقوط نقطة من دمه خارج الطشت! وبعد ذلك جررناه من الأوضة[1] التي ذبحناه فيها إلى التي فيها الخشب. ثم نزعنا ثيابه وأحرقوها. ثم حضر الخادم مراد الفتال ونظره عرياناً في المربع[2] الذي فيه الخشب. فقال لي وللخادم السبعةُ المذكورون؛ قطعا القسيس إرباً إرباً فسألناهم أين ترمونه؟ فقالوا ارمياه في المصارف. فصرنا نقطعه إرباً إرباً، ونضعه في الكيس مرة بعد أخرى، ونحمله إلى المصرف. والمصرف الذي رميناه فيه عند أول حارة اليهود بجانب منزل الحاخام موسى أبي العافية. ثم رجعنا إلى بيت داود هراري،وعند انتهاء المأمورية قالوا للخادم أن يكتم السر، ووعدوه بأنهم يزوجونه من مالهم مكافأة له على ذلك، ولي أنهم سيعطوني دراهم. وتوجهت إلى منزلنا. س ـ كيف عملتم بعظامه ؟ ج ـ كسرناها بيد الهاون. س ـ ورأسه كيف عملتم به ؟ ج ـ كسرناه بيد الهاون أيضاً. س ـ هل دفعوا لك شيئاً من النقود ؟ ج ـ وعدوني بأن يدفعوا لي دراهم إذا كتمت السرّ، وإذا بحت به يتهموني بالقتل. وأما الخادم فوعدوه بالزواج كما ذكرت. س ـ كيف كان الكيس الذي وضعتم فيه الجثة، وهل كان كيساً واحداً أو اثنين، وإذا كان واحداً فهل حملته بمفردك، وإذا يوجد اثنان فهل كنت تحمل واحداً والخادم الآخر؟ وما كان لون هذا الكيس؟ ج ـ الكيس مصنوعاً من القماش المستعمل عادة لتحزيم البضائع، وهو مثل أكياس البن، ولونه سنجابي، وكان يوجد كيس واحد، وكنا نحمله أنا والخادم بمساعدة بعضنا. س ـ كيف كانت تلك المساعدة ؟ ج ـ كنا تارة نحمله معاً، وطوراً كل منا يحمله بمفرده. س ـ وماذا فعلتم بذلك الكيس بعد نقل الجثة ؟ ج ـ تركناه عند داوه هراري. س ـ من تقريرك ظهر أنكم حين ذبحتم الأب توما وضعتم دمه في طشت، ولم يذهب من دمه نقطة واحدة فبعد أن جررتموه إلى المربع الثاني هل خرج منه دم وأنتم تقطعونه ؟ ج ـ بسبب اضطرابي لم أنتبه لذلك. س ـ المربع الذي قطعتموه فيه بأي شيء مفروش وهل هو مبلط أم لا ؟ ج ـ المربع خراب وفيه تراب وخشب فقط والتقطيع كان على التراب. س ـ كيف عملتم بأحشائه وهل قطعتموها ؟ وماذا صنعتم بما في داخلها، وكيف حملتموها ؟ ج ـ أحشاؤه قطعناها وأخذناها في الكيس أيضاً وألقيناها في أحد المصارف. س ـ هل كانت المواد التي وجدت داخل الأحشاء تنقط من الكيس ؟ ج ـ لا لأن أكياس البن لما تكون مبلولة لا ينقط منها شيء. س ـ وقت تقطيع الأب توما كم كان عدد الذين قطعوه، وكم سكين كان معكم، وما هي أجناسها ؟ ج ـ كنت أنا والخادم نقطعه. والسبعة الذين ذكرتهم كانوا يعلموننا كيف نقطعه. وكان معنا سكين واحد أقطع بها أنا والخادم، فكلما تعب الواحد أخذها الآخر وجنسها من جنس السكاكين التي يستعملها الجزارون. س ـ وماذا فعلتم بهذا السكين ؟ ج ـ تركناه في المنزل. س ـ على أي بلاطة كسرتم العظام بعد تقطيع الأب توما ؟ ج ـ على بلاطة موجودة بين المربعين. س ـ هل المحل بين الأوضتين مغطى ؟ ج ـ إنه مكشوف. س ـ لما ذبح الأب توما هل كان الخادم مراد الفتال حاضراً ؟ وإذا كان غير حاضر فهل حضر فيما بعد، ومن الذي فتح له الباب ؟ ج ـ وقت الذبح لم يكن حاضراً، إنما حضر وقت نقل الأب توما من المربع الثاني، ونزع ملابسه عنه. والذي فتح له الباب أحد المتهمين. س ـ هل كان يوجد في المنزل غير المتهمين كنساء أو خلافهن؟ ج ـ لم أنظر غير هؤلاء السبعة والخادم. س ـ في أي ساعة حصل القتل بالتقريب ؟ وتصفى الدم في كم من الزمن؟ وفي أي وقت نقلتموه إلى المربع الثاني؟ وفي أي وقت رجع الخادم ؟ وفي كم ساعة حصل القتل ؟ وبعد أخذ الدم ماذا فعلتم ؟ ج ـ أظن أن القتل حصل في العشاء أو بعد العشاء بقليل واستمر القسيس على الطشت مدة نصف ساعة أو ثلثي ساعة لغاية ما تصفى الدم بالكلية. ثم نقلناه في المربع الثاني بعد العشاء بساعة ونصف. وحضر الخادم وقتما كانت الجثة في الأوضة التي فيها الخشب. ولما تم كل شيء كانت الساعة ثمانية[3] تقريباً. أم الدم فإنه بقي في الطشت في الأوضة المفروشة. ولا أعرف ما صنعوا به وعند خروجي تركت الخادم في المنزل. س ـ في أي محل نزعت الملابس ومن الذي نزعها ؟ ج ـ نزعت الملابس في المربع الذي حصل فيه التقطيع. والذين نزعوها هم داود وهارون هراري، وباقي الحاضرين. س ـ ما هو لون الملابس التي كانت على القسيس ؟ وما نوع ولون الحزام؟ ج ـ الملابس كانت سوداء والحزام حبل أبيض كالعادة. س ـ المصرف الذي ألقيت فيه الجثة مغطى أو مكشوف؟ وإذا كان مغطى فكيف صنعتم في كشفه؟ ج ـ المصرف يوجد في أول سوق الفراخ بالقرب من منزل الحاخام (موسى أبي العافية). ويوجد هناك حجر مغطى به. فرفعناه وألقينا الجثة فيه. (ملحوظـة) بعد استجواب الحلاق أرسل إلى حبس منفرد. واستحضر مراد الفتال، وسئل عما حصل وقت قتل الأب توما. ووُعد أن ينال العفو إذا قال الحق. فأجاب بأنه ما كان حاضراً وقت القتل بل حضر بعده، ووجد الجثة عارية من الملابس في المربع الخراب الموجود فيه التراب والخشب، وأنه قطعه بمساعدة الحلاق، وبحضور داود وهارون هراري، وإسحاق هراري، ويوسف هراري، ويوسف لينيوده، والحاخام موسى أبي العافية، والحاخام موسى بخور يودا المشهور بسالونكلي، وأن الجثة قطعت إرباً إرباً، وأنها رميت بمساعدة الحلاق في أحد المصارف،وأنهما نقلاها في كيس بن. س ـ وماذا فعلتم بعظامه ؟ ج ـ سحقناها على البلاط بيد الهاون. س ـ والرأس ؟ ج ـ كسرناه على البلاط أيضاً بالكيفية نفسها. س ـ هل أخذتم أجرة على ذلك ؟ ج ـ وعدوني أن يزوجوني من مالهم، وقالوا للحلاق أنهم سيعطونه دراهم. س ـ ما نوع القماش الذي كان مصنوعاً منه الكيس الذي نقلت فيه الجثة، وهل كان يوجد كيس واحد أو أكثر، وهل حملتموه معاً، أو كان الحلاق يحمل واحداً وأنت تحمل الآخر، وما لون الكيس ؟ ج ـ كان معنا كيس واحد وكنا نتساعد في حمله وأحياناً يحمله كل منا بمفرده. أما لونه فكان سنجابياً فاتحاً. س ـ وماذا فعلتم بالكيس بعد النقل. ج ـ لا أعرف ما صنعوا به. س ـ ظهر من تقرير الحلاق أنه وقت ذبح الأب توما وضعوا دمه في طشت، ولم يذهب نقطة واحدة ولكن هل وقت تقطيع الجثة في المربع الثاني خرج منها دم ؟ ج ـ نعم قد بل الأرض وقتئذ، ولكن لم يؤخذ ذلك الدم في آنية من الأواني. س ـ كيف عملتم بالأحشاء وهل قطعتموها، وماذا صنعتم بما في داخلها، وكيف حملتموها ؟ ج ـ قطعنا الأحشاء بما فيها، ووضعنا الكل داخل الكيس، ورميناه في المصرف. س ـ هل كان ينقط شيء من الكيس ؟ ج ـ لا، لأن الكيس كان من القماش المتين القوي. س ـ كم كان عدد الذين قطعوا الجثة، وكم سكين كان معكم، وما هي أجناسها ؟ ج ـ كان معنا سكين واحد، وجنسها من جنس سكاكين الجزارين. وكنت أنا وسليمان نقطعه والباقون كانوا حاضرين فقط. س ـ لما حضرت ووجدت الجثة عريانة هل سألت عن الملابس ؟ ج ـ سألت فقيل لي إنها حرقت. س ـ بعد تقطيع القسيس كسرتم عظامه على أي بلاطة ؟ ج ـ على بلاطة بين المربعين وأمام أبوابهما، وهو محل مغطى بسقف في هذه النقطة. س ـ لما كسر الرأس بالطبع خرج منه المخ فماذا صنعتم به ؟ ج ـ جمعنا العظام والمخ ورميناها معاً. س ـ في أي وقت ابتدأتم في التقطيع ومتى انتهيتم ؟ ج ـ ابتدأنا الساعة ثلاثة ليلاً وانتهينا الساعة السابعة على الأكثر. س ـ هل كان المصرف الذي ألقيتم فيه البقايا مكشوفاً أم لا، وإذا كان مغطى فكيف صنعتم ؟ ج ـ هذا المصرف هو بالقرب من منزل الحاخام موسى أبي العافية وكان مغطى بحجر فرفعناه ورمينا ما كان معنا فيه. س ـ وأين توجه الحلاق ؟ ج ـ الحلاق ذهب إلى منزله. س ـ وأنت إلى متى بقيت عند سيدك بعد ذلك ؟ واستيقظ هؤلاء الأشخاص في أي ساعة، وما الذي صنعوه، وأين نمت تلك الليلة ؟ ج ـ مكثت ساعة أو ساعة ونصفاً بعد خروج الحلاق. ولما خرجت من المنزل تركت فيه أناساً لا أعرف أمضوا ليلتهم هناك أم ذهب كل منهم إلى منزله. ولا أعلم ما فعلوه لأني ذهبت لأنام في منزلي بعد ما قدمت لهم بعض نرجيلات ملآنة من التنباك. سؤال من قنصل فرنسا: ما منفعة الدم عندهم ؟ ج ـ يستعملونه في الفطير. س ـ كيف تعلم ذلك. ج ـ سمعت منهم أن الدم يستعمل للفطير. سؤال من الأمير الاي حسن بك: بما أنك ما نظرت الدم فمن أين علمت أنه يستعمل للفطير ؟ ج ـ سألتهم لأي سبب أخذتم الدم ؟ فقالوا لي لأجل عيد الفطير(!!) س ـ هل حصل قتل الأب توما لمسألة دينية، أو كان يوجد بينه وبين القاتلين ضغائن، وهل كانوا يريدون أن يسلبوا دراهمه ؟ ج ـ أنا لا أعلم السبب الحقيقي بالضبط. (ملحوظة) من الأمير الاي حسن بك ـ حيث أن اعتراف المتهمين لا يوجد فيه اختلاف فلنذهب مع الخواجه بودين والدكتور مساري لمعاينة المحل الذي حصل فيه تكسير العظام، لأنه من الجائز أن نجد آثار على البلاط. ثم نعاين ذلك المربع الذي صار تقطيع القسيس فيه، والمصرف الذي ألقيت فيه الجثة، ولنأخذ معنا المتهمين ليدلونا على هذه المحلات كل منهم على حدته. ولنبحث عن إمكان تحويل المياه الجارية في ذلك المصرف عن مجراها الأصلي بسهولة حتى يمكننا أن نجد البقايا التي رميت فيه. بناء على ذلك توجه المذكورون ووصلوا إلى منزل داود هراري، وسئل سليمان الحلاق! س ـ في أي محل ذبحتموه ؟ ج ـ في هذه الأوضة المفروشة، وكان مسطحاً في وسطها، ووضع الطشت تحت رقبته وذبح. س ـ وأين صار تقطيعه ؟ ج ـ في هذا المربع الخراب الموجود فيه الخشب (هنا أشار سليمان أن التقطيع حصل تحت القبوة) بالقرب من باب المربع من جهة الغرب (شوهد وقت المعاينة آثار دم على حائط المربع المذكور). س ـ أين صار تكسير العظام ؟ ج ـ في هذا المحل بين الأوضتين أمام الليوان (وجد البلاط منخفض في الجهة المعينة عن البلاط الموجود في باقي الأوضة). ثم صار استحضار يد الهاون، وعرفها المتهمون أنها هي التي استعملت في التكسير. ثم طلبت السكاكين فاستحضر ثلاثة منها. وعندما نظرها الحلاق قال: إن التي استعملت ليست بينها لأنها أكبر من هؤلاء وأحسن فطلبت سكاكين أخرى، وقيل أنه لا يوجد غير ما استحضر. وبعد ذلك حبس الحلاق في الأوضة التي حصل فيها القتل واستحضر الخادم وسئل عن المحل الذي كان فيه القسيس عرياناً ؟ فعين المحل السابق بعد تعيينه من الحلاق. س ـ أين صار تكسير العظام ؟ ج ـ (عين المحل الذي عينه الحلاق). ثم طلبت يد الهاون ونظرها فقال أنها هي نفسها التي استعملت. وعندما نظر السكاكين قال: إن السكين الذي استعمل في القتل ليس ضمن هؤلاء. ولما أرادوا معرفة المحل الذي ألقيت فيه الجثة دل المتهم على سوق الجمعة المسمى أيضاً بسوق الفراخ أمام منزل موسى أبي العافية،وعين المحل الذي فتح لرمي البقايا. عند ذلك أُخذ مراد الفتال وأرسل إلى السراي، واستحضر الحلاق سليمان من منزل داود هراري، وعند وصوله إلى النقطة التي عينها المتهم الأول قال: ها هي وأشار بيده نحوها. ثم فتح المصرف فوجد فيه آثار دم، قطع لحم. واستحضر بعض الشغالة ونزلوا في المصرف، واستخرجوا منه جملة قطع لحم، ورضفة (فلكة الركبة) وقطعة من القلب، والجمجمة، وبعض عظام، وقطعاً من طاقية القسيس. ووضع كل ذلك في سلة، وسلم إلى قنصل فرنسا لتوقيع الكشف عليه بمعرفة الأطباء بعدما نظره شريف باشا، واطلع المتهمون عليه. ووصل بعد قليل جواب من قنصلاتو فرنسا مرفق بالأوراق الآتية وهي: أولاً ـ شهادة من قنصل النمسا مؤرخة /3/ مارس (آذار) ثانياً ـ تقرير من أربعة أطباء أورباويين. ثالثاً ـ تقرير من ستة أطباء مسلمين ومعهم طبيب مسيحي من البلد. رابعاً ـ شهادة من حلاق الأب توما الذي كان يحلق له عادة. ثم استحضر إسحاق هراري، وسئل عن كيفية حصول قتل الأب توما، ولأي سبب قتل، فقال: ج ـ حقيقة أحضرنا الأب توما عند داود باتفاقنا معاً، وقتلناه لأخذ دمه. وبعد أن وضعنا الدم في قنينة أرسلناه إلى الحاخام موسى أبي العافية. وكنا نصنع ذلك اعتقاداً بأن الدم ضروري لإتمام فروض ديانتنا. س ـ هل الزجاجة التي كان فيها الدم سوداء أو بيضاء ؟ ج ـ الزجاجة كانت بيضاء. س ـ من سلم الزجاجة للحاخام موسى أبي العافية ؟ ج ـ الحاخام موسى سلونكلي. س ـ لماذا يستعمل الدم في ديانتكم ؟ ج ـ يصير استعماله لأجل خبز الفطير. س ـ هل يوزع الدم على جميع اليهود. ج ـ كلا إن ذلك غير ضروري إنما يحفظ عند الحاخام الكبير. س ـ كيف فعلتم لما استحضر الأب توما ؟ ج ـ موسى سلونكلي، وموسى أبي العافية، هما اللذان دبرا هذه الحيلة س ـ أين قتلتموه ؟ ج ـ في الأوضة المفروشة على المسطبة. س ـ من ذبحه ؟ ج ـ موسى أبي العافية وداود هراري. س ـ وبعد الذبح أخذتم الدم في أي شيء ؟! ج ـ في طشت من نحاس س ـ وهل بقي بعد ذلك مدة طويلة في الأوضة ؟ ج ـ بقي نصف ساعة تقريباً. س ـ في أي محل صار تقطيعه ؟ ج ـ في المربع الخراب. س ـ من قطعه ؟ ج ـ كلنا تقريباً، وخصوصاً سليمان ومراد الفتال. س ـ من رمى البقايا وفي أي شيء صار نقلها ؟ ج ـ نقلها الحلاق والخادم، ووضعت في كيس سنجابي من القماش المعد لحزم البضائع. س ـ في أي ساعة حصل القتل وفي أي وقت تم ؟ ج ـ حصل الساعة واحدة ونصف، وانتهى الساعة الرابعة. س ـ هل نمت في المنزل أم كل واحد ذهب إلى منزله. ج ـ بعد انتهاء المسألة كل منا ذهب إلى منزله. س ـ هل كان أحد من الحريم في المنزل ؟ وإذا كن حاضرات ففي أي أوضة ؟ ج ـ أظن أنهن كن في أوضة بحرية ولكني لم أنظرهن. س ـ بالطبع اتفقتم على هذه المسألة قبل وقوعها بأيام، فقل لنا كيف حصل ذلك بينكم. ج ـ اعتمدنا أن يستحضر القسيسَ موسى أبي العافية، وموسى سلونكلي بدعوى أنه يطعم لهما طفلاً بالجدري، وقد اتفقا على استحضاره بهذه الحيلة في منزل موسى أبي العافية من يومين أو ثلاثة قبل حصول الواقعة. ثم استحضرناه عند أخي داود هراري وذبحناه. س ـ قلت إن الزجاجة موجودة عند موسى أبي العافية، فإذا استحضرناه أمامك وأنكر فهل لديك ما يثبت وجودها عنده ؟ ج ـ أنا متأكد أن موسى أبي العافية هو الذي أخذ الزجاجة، ولكني لا أعرف أين وضعها. فإذا أنكر أجادله. س ـ عندما أخذ موسى أبي العافية الزجاجة هل وضعها في علبة أو في شيء آخر ؟ ج ـ لا لم يضعها داخل شيء، بل أخفاها تحت جبته وخرج بها. (يتبع) *ـ لا يملك الإنسان وهو يقرأ تفاصيل هذه الجريمة البشعة والمروعة إلا أن يتذكر قوله تعالى: (ثم قست قلوبكم من بعد ذلكفهي كالحجارة أو أشد قسوة) فأي دين هذا الذي يأمر أتباعه بذبح الآخرين لإتمام نسكهم.. وأي رجل دين هذا الذي يمارس القتل تقرباً إلى الله ؟!! لا شك أن الدين الذي جاء به موسى عليه السلام والوصايا التي تنزلت في التوراة كتاب الله بريئان من موسى أبي العافية وأشياعه وأتباعه.[1] ـ أي الغرفة [2] المربع : الغرفة المرتفعة قليلاً. [3] ـ أي بعد غروب الشمس بثماني ساعات بالتقويم العربي |
القسم الثاني كتاب (شارل لوران) في حادثة قتل الأب توما، وخادمه إبراهيم عمار الكتاب الأول مقتل الأب توما التحقيقـات التي جرت في قضية خطف اليهود للأب توما وذبحهم إياه لأخذ دمه (3) يوم السبت /26/ ذي الحجة استُحضر الحاخام موسى أبو العافية وسئل: س ـ عند من دم الأب توما الذي وضع في الزجاجة ؟ ج ـ الدم بقي عند داود هراري. س ـ هل نظرته بعينك ؟ ج ـ نعم نظرته بعيني. س ـ هل هارون هراري عنده علم بذلك ؟ ج ـ نعم إنه يعرف ذلك بالطبع، لأن الدم عند هارون هراري. س ـ سئل هارون هراري بخصوص هذا الدم، فقال: ج ـ موسى أبو العافية أخذ الدم عنده. س ـ أخذه في أي شيء. ج ـ في زجاجة بيضاء. س ـ هل كان موسى سلونكلي معكم ؟ ج ـ نعم كان معنا وكنا سبعة. س ـ قل لنا عن أسمائهم ؟ ج ـ الأسماء هي التي ذكرتها سابقاً. سئل موسى أبي العافية عما يختص بموسى سلونكلي، فقال: ج ـ نعم كان معنا وكنا سبعة. سؤال ـ إلى هارون هراري ـ ما الذي تم في الدم ؟ ج ـ اتفقنا نحن السبعة على أن موسى أبا العافية يأخذه وقد سلمه إليه بالفعل موسى سلونكلي. سؤال ـ إلى داود هراري ـ أين دم الأب ؟ ج ـ أخذه موسى سلونكلي وسلمه إلى موسى أبي العافية بحضورنا، وكان داخل زجاجة بيضاء يمكن وضع أربع أُقات فيها[1]. سؤال ـ إلى هارون هراري ـ كان الدم في أي شيء قبل وضعه في الزجاجة ؟ كان في طشت. (داود هراري صادق على ذلك) سؤال إلى داود هراري ـ في أي محل سلمته الدم ؟ ج ـ في المربع الخراب. س ـ لماذا لم تحفظ الدم عندك في البيت ؟ ج ـ لأن العادة توجب وجود الدم عند الحاخام. سؤال إلى داود هراري ـ هل موسى سلونكلي كان موجوداً وقت القتل. ج ـ نعم كنا جميعاً حاضرين وقت ذبح الأب توما. سؤال إلى موسى أبي العافية ـ موسى سلونكلي كان معكم ؟ ج ـ نعم كان معنا. سئل موسى سلونكلي عن الدم فقال: ج ـ أنا لا أعلم شيئاً بخصوص ذلك، ولا سمعت عنه. سؤال إلى إسحاق هراري ـ أين زجاجة الدم ؟ ج ـ عند الحاخام موسى أبي العافية. س ـ لأي سبب ينكر اخوتك هذا الأمر ؟ ج ـ ينكرون ذلك مخافة من الضرب أو القتل. س ـ ألستم أنتم السبعة الذين قتلتم الأب توما ؟ ج ـ نعم قتلناه سوية. س ـ مثبوت أن القتل حصل بدون شك، لكن قل لنا أين الدم ؟ ج ـ عند موسى أبي العافية والذي سلمه إليه موسى سلونكلي داخل زجاجة. سؤال إلى داود هراري ـ لماذا قتلتموه ؟ ج ـ لأخذ دمه، وكنا في اضطرار لهذا الدم إتماماً لفروض طقس ديانتنا. (أجاب إسحاق بمثل هذه الإجابة أيضاً) سؤال إلى هارون هراري ـ لماذا، عوضاً عن إرسالكم الدم إلى الحاخام لم تحفظوه في منزل أخيك داود، خصوصاً وأن القتل حصل هناك ؟ ج ـ صار تسليم الدم إلى الحاخام موسى أبي العافية بواسطة موسى سلونكلي، لأن العادة عندنا أن يصير حفظ الدم عند الحاخامات !! يوم الاثنين /28/ ذي الحجة سؤال إلى الحاخام موسى أبي العافية ـ قال إسحاق وهارون هراري إن الذي أعطاك الدم هو موسى سلونكلي فما قولك. ج ـ الحاخام يعقوب العنتابي كان اتفق مع عائلة هراري وغيرهم لأجل الحصول على قناني دم بشري له وكان الهراريون وعدوه بأنهم يأخذون له ذلك الدم ولو كلفهم مائة كيس. ثم مررت بعد ذلك على منزل داود هراري، فأخبرت أنهم استحضروا شخصاً لقتله وأخذ دمه، وقالوا لي خذ هذا الدم وسلمه إلى الحاخام يعقوب العنتابي، لأنك أعقلنا. فأجبتهم: كلفوا موسى سلونكلي بهذه المأمورية، فأبوا وسلموه لي لأني الأعقل. وحصل الذبح حقيقة عند داود هراري. س ـ لماذا ينفع الدم، وهل يوضع في الفطير، وهل يعطى لكل الشعب ؟ ج ـ ينفع الدم لوضعه في الفطير الذي لا يعطى عادة إلا للأتقياء من اليهود !! وكان يرسل بعض اليهود دقيقاً إلى الحاخام يعقوب العنتابي، وهو يعجنه بنفسه، ويضع فيه الدم سراّ بدون أن يعلم أحد بالأمر، ثم يرسل من الفطير لكل الذين كانوا يرسلون الدقيق!! س ـ هل سألت الحاخام يعقوب العنتابي عما إذا كان يرسل من هذا الدم إلى الحاخامات، أو يبقيه لأهل الشام فقط ؟ ج ـ قال لي الحاخام يعقوب العنتابي أنه ملزوم أن يرسل من هذا الدم إلى بغداد. س ـ هل جاء كتابات من بغداد بطلب ذلك الفطير ؟ ج ـ الحاخام يعقوب قال لي بأنه حضر لي كتابات بذلك. س ـ أحقيق بأنكم قطعتم الأب توما إرباً إرباً ؟ ج ـ أنا أخذت الزجاجة وخرجت ولم أعلم أن قصدهم يقطعونه، بل كان قصدهم أن يدفنوه. وقال لي داود هراري أنه يوجد مخبأ تحت سلالم منزله، وأنه يمكن أن يدفنوه هناك، وأظن أنهم كسروا العظام وألقوها في المصرف لما وجدوا أن خبر القتل انتشر. س ـ أحقيق بأن سليمان الحلاق كان قابضاً على الأب توما عند ذبحه ؟ ج ـ إنني نظرتهم كلهم حول الأب توما. وعندما صار ذبحه كانوا مسرورين لأنهم كانوا يتممون فرضاً دينياً !! س ـ لما سلمت الزجاجة إلى الحاخام يعقوب هل كان معه أحد نظرك لما سلمتها إليه ؟ ج ـ لم يعلم بحصول ذلك إلا شركائي في الجريمة، لأني أخذت الزجاجة ليلاً، وسلمتها إليه حالما كان في المكتبة تعلقه. ثم ذهبت إلى منزلي. س ـ هل كان القصد قتل راهب مخصوص، أو قتل أي مسيحي كان ؟ ج ـ كانوا قاصدين أخذ دم أي مسيحي كان، ولكنهم قد انتخبوا الأب توما لأنه هو الذي وقع بين أيديهم بالصدفة. وقبل أن يذبحوه قلت لهم: اتركوه يذهب لأنه يصير التفتيش عليه. فما سمعوا قولي وذبحوه. س ـ هل تعلم من ذبح خادمه ؟ ج ـ أنا لا أعرف سوى ما يختص بمسألة الأب توما. س ـ أقتل الأب وخادمه في منزل داود هراري ؟ ج ـ نعم، ولكنهم ذبحوا القسيس أولاً، ووجدت شخصاً آخر غيره مربوطاً في أوضة أخرى، وأظن أنه هو الخادم. س ـ هل يمكنك تعيين محل وجود جثة الخادم حتى يمكن تصديق أقوالك ؟ ج ـ مسألة إخفاء الجثث كلف بها الخادم أما أنا فلا أعرف شيئاً بخصوصها. س ـ لأي سبب قلت أمس أن الدم عندك في أحد الدواليب. ولما ذهبنا عندك ولم نجده قلت أنك سلمته إلى الحاخام يعقوب العنتابي ؟ ج ـ لم أقل الحقيقة أمس لأني كننت خائفاً من اليهود، وقصدي من توجهي معكم في الحارة هو لأجل أن أريهم حالة انحطاطي وذلي، حتى يعذروني إذا اعترفت بالحقيقة في هذه المسألة المختصة بالدين !! على أني ما كنت أقدر أن اعترف بشيء في أول الأمر، لأن الاعتراف في مثل هذه الأحوال خطيئة عظيمة إن لم يحصل بها العذاب الأليم. ـ ثم أنكر إسحاق هراري ما كان اعترف به أولاً. فسئل لأي سبب حصل منه ذلك الإنكار، فأجاب بأن أقواله الأولى هي الحقيقة، وأنه أنكر فقط من خوفه. ثم زاد بأنه يعرف أن الدم استلمه موسى أبو العافية من موسى سلونكلي. ـ سئل هارون هراري عن دم الأب توما فقال: ج ـ الدم عند موسى أبي العافية. وأما دم الخادم فلا أعلم محل وجوده. ـ سئل داود هراري السؤال نفسه، فقال: ج ـ إن الحاخام يعقوب العنتابي قال لنا نحن السبعة في الكنيس: يلزمنا دم بشري لأجل عيد الفطر. ولذلك يلزم أن نستدعي الأب توما بأي طريقة ونقتله ونأخذ دمه، لأنه يوجد في الحارة في أغلب الأحيان. واستحضرنا بعد ذلك بأيام قليلة الأب توما بعدما أوهمناه أن حضوره لأجل عملية الجدري. ولما حضر عندي بعد المغرب قتلناه. وموسى سلونكلي أخذ الدم، وسلمه إلى موسى أبي العافية. وهذا الأخير أعطاه إلى يعقوب العنتابي. س ـ من نزع عنه ملابسه ؟ ج ـ نحن الجميع. س ـ وخادمه ؟ ج ـ خادمه لم يكن معه. (هنا قال داود هراري أن مشروع قتل الأب توما تقرر في كنيس الفرنج بمعرفة الحاخام يعقوب العنتابي قبل الواقعة بأربعة أو خمسة أيام، وأنه كان يطلب سابقاً دماً بشرياً لاستعماله في الفطير، فذبحوا القسيس لهذا الغرض، وأرسلوا دمه إليه مع موسى أبي العافية). يوم الثلاثاء /7/ محرم سنة /1256هـ/ طلب الحاخام أبو العافية أن يعتنق الديانة الإسلامية. وبعد قبوله تسمى باسم محمد أفندي. ورفع حينئذ تقريره خطاً إلى شريف باشا بالكيفية الآتية أتشرف بأن أبدي لسعادتكم تفصيل واقعة قتل الأب توما. وحيث أني الآن أمنت على حياتي بمعونة الله والنبي محمد صلى الله عليه وسلم، فأنني ملزم بأن أقر بالحقيقة؛ إن الحاخام يعقوب العنتابي قال لي قبل الواقعة بعشرة أيام، أو خمسة عشر يوماً بأنه محتاج لدم بشري لإتمام ما تأمر به الديانة، وأنه تكلم مع عائلة هراري بخصوص ذلك. فاتفقوا بأن يكون القتل عندهم، وأن حضوري هناك أمر لازم. فأجبته بأن نظر الدم يرعبني. فقال لي حضورك أنت وموسى سلونكلي، ويوسف لينيوده ضروري، ولو أنكم تقعدون في الخارج. فوعدته أني سأذهب لتصوري أن عائلة هراري لا يوافقون على هذا الأمر. وفي يوم الأربعاء أول آذار(مارس) عند اليهود كنت خارجاً من منزلي للتوجه إلى الكنيس فقابلت في الطريق داود هراري فقال لي: احضر لأني محتاج إليك، فأجبته بأني ذاهب للصلاة أولاً، وأني سأحضر بعد ذلك عنده. فقال لي تعال معي لأقص عليك مسألة ثم أخبرني بأن الأب توما عنده، وأنهم سيقتلونه عندما يرخي الليل سدوله. فسألته: هل الحاخام أمر بقتل هذا الرجل، أو أنه قال فقط أنه محتاج لدم بشري لإتمام ما تأمر به الديانة؟ فأجابني بأن هذا الرجل هو الذي أوقعه القدر بين أيديهم، وطمنني أني لا أخاف، لأنهم كلهم سيكونون حاضرين. فذهبت معه ووجدتهم جالسين في المربع المفروش، ووجدت الأب توما مشدود الوثاق، ونقلوه في أوضة أخرى غير مفروشة بين المغرب والعشاء، وذبحه داود وأجهز عليه هارون. ثم استنزف الدم في طشت من نحاس، ووضع في زجاجة بيضاء، أخذتها فأوصلتها إلى الحاخام يعقوب العنتابي الذي كان ينتظرني في منزله في الحوش الخارج. ولما نظرني توجه نحو المكتبة فأعطيته الزجاجة، فوضعها خلف الكتب، وتركته وذهبت إلى منزلي. أما الجثة والأشياء تعلق الأب توما فلا أعلم ما تم فيها، لأني لما خرجت من عندهم ما كانوا فعلوا بها شيئاً. ولما تقابلت بعد ذلك مع داود هراري وإخوته، وأخبرتهم بأننا ارتكبنا الشطط بقتلنا هذا الرجل لأنهم سيبحثون عليه، ويتسبب لنا ضرر من ذلك، أجابوني أنه لا يمكن اكتشاف شيء مما حصل، لأن الملابس أحرقت، والبقايا سترمى في المصرف بمعرفة الحاخام حتى لا يبقى منها أثر يذكر. وزاد هارون أنه عنده مخبأ يمكنه أن يضع فيه جسم القتيل مؤقتاً لحين رميه في المصرف رويداً رويداً، وعلى ذلك يلزمني أن أتشجع ولا أخاف !! أما ما يختص بالخادم فأني أشهد الله أني لا أعلم شيئاً بخصوصه، غير أني نظرت ثاني يوم (الذي هو يوم الخميس) داود، وإسحاق، ويوسف هراري، واقفين قبل الظهر أمام خمارة صغيرة، وسمعت إسحاق يسأل داود كيف تمت المسألة ؟ فأجاب لا تفكر في ذلك لأنها قد تمت على أحسن حال، وقد قتلنا الآخر أيضاً. ثم استمر الحديث بينهم بصوت منخفض فتركتهم وذهبت لقضاء أشغالي على أني، كما قلت لسعادتكم سابقاً، ما كنت متعوداً على الاختلاط مع أشراف القوم، وعائلة هراري هي من هذه الطبقة، ولهم ليالي سرور وحفلات لم أحضرها. أما منفعة الدم عند اليهود فأنه يستعمل لوضعه في الفطير، كما أخبرت سعادتكم شفاهياً (وكم من المرار ضبطتهم الحكومات يرتكبون هذه الأفعال !!) ومما يثبت حقيقة ذلك عبارة مرصودة في أحد كتبهم المسمى (سادات ارارهوت)فهذه العبارة يؤخذ منها صريحاً أن اليهود يرتكبون أفعالاً مثل التي ذكرتها. ولو أن المؤلف يدفع فيه لليهود التهمة بقوله: إن هذا الأمر من جملة الأكاذيب المنسوبة لليهود باطلاً. هذا ما أعلمه بخصوص الأب توما وما تم نحوه وعبدكم الآن يصلي لله ونبيه سيدنا محمد، ويرجو العفو عنه. الإمضاء محمد أفندي (أبو العافية) يتبع ذلك إقرار من المعلم روفائيل فارحي يشهد فيه: أن محمد أفندي الذي أسلم قرر أن الخط المحرر به اعترافه هو خطه، وللمعلومية وضع روفائيل المذكور إمضاءه وختمه. (يتبع)... [1] ـ الأقة (بتشديد القاف) مقياس وزني يعادل بالغرامات ألفاً وثلاثمائة وأربعين غراماً تقريباً. |
القسم الثاني كتاب (شارل لوران) في حادثة قتل الأب توما، وخادمه إبراهيم عمار الكتاب الأول مقتل الأب توما التحقيقـات التي جرت في قضية خطف اليهود للأب توما وذبحهم إياه لأخذ دمه (4) يوم الثلاثاء /14/ محرم سنة /1256 هـ/ س ـ ماذا يوجب التلمود بما يتعلق بمن ليسوا من اليهود؟ ج ـ يقولون إن جميع الخارجين عن اليهود هم حيوانات ووحوش، لأن إبراهيم عندما أخذ ولده إسحاق ليقدمه ذبيحة، وكان يصحبه خدمه، قال لهم امكثوا هنا أنتم والحمار بينما أنا وولدي نذهب للأمام. فمن هذه العبارة استنتج التلمود بأن كل من لا يكونون يهوداً حمير!! ـ سئل الحاخام يعقوب العنتابي عن هذه العبارة: أهي صحيحة ؟ فأجاب إنها صحيحة، لأنه عندما نظر إبراهيم وجه الله سأل الخادمَين اللذين كانا معه أنظراه أيضاً ؟ فأجاباه سلباً. فقال لهما: اجلسا هنا أنتما والحمار. واستنتج التلمود من ذلك أنهما شبيهان بالحيوانات غير العاقلة !! حينئذ صار استحضار جملة كتب مكتوبة باللغة العبرانية من مكتبة محمد أفندي (موسى أبي العافية)، فتناول الحاخام يعقوب العنتابي منها كتاباً لأجل قراءة عنوانه وترجمته إلى شريف باشا. ولكن قال عند ذلك محمد أفندي: إن غرض الحاخام يعقوب من قراءة عنوان هذا الكتاب هو الإيهام بأن ما ذكر في الكتاب لا يختص بالأمم التي تعترف بوجود الله، ولكنه يختص بالشعوب الذين كانوا في الأزمان السالفة ولا يعتقدون بوجوده تعالى. ـ إلى محمد أفندي ـ لماذا يكتبون ذلك ؟ ج ـ لإخفاء الحقيقة، وللتمكن من طبع هذه الكتب في أوروبا بسهولة. ولذلك تعود المؤلفون لهذه الكتب على ترك الكتابة في مواضع أثناء عباراتها وسطورها. س ـ إلى الحاخام يعقوب العنتابيـ يظهر أن في هذه الكتب حقيقة مواضع على بياض، فلماذا تركت هذه المحلات بدون كتابة ؟ ج ـ لأجل ذكر اسم المسيح وكل ما يتعلق به من سب وشتم !! س ـ قلت أمس: أنه عند ظهور الله لبني إسرائيل على طور سينا آمنوا به، فيلزم قتل من لم يؤمن به بعد ذلك من نسلهم، أو من يتركون الديانة اليهودية، أهذا الأمر حقيقي؟ ج ـ نعم هذا الأمر حقيقي لأن من لم يؤمن يستحق القتل. س ـ هل مسموح ديانة قتل من لم يقدس يوم السبت ؟ ج ـ نعم إن كان يهودياً. هنا قال محمد أفندي: ومسموح أيضاً قتل من لم يكونوا يهوداً، لأنهم معتبرون نظير حيوانات غير ناطقة، فلا يلزم أن يستريحوا يوم السبت، وعليهم أن يشتغلوا ليلاً ونهاراً. وهذا مذكور في التلمود في فصل سنهدرين صفحة 58: (من لم يكن يهودياً، ويقدس يوم الأحد يلزم قتله بدون استجوابه. والتوراة تختص باليهود فقط. وأما كتب الأمم الأخرى فيلزم إتلافها وإحراقها ولو كان فيها ذكر اسم الله. وإذا كتب الأمي لفظ الجلالة على التوراة يلزم إحراقها، لأنه كتب فيها بيد غير يهودية. س ـ إلى محمد أفندي (موسى أبي العافية): سئل عنا يختص بسلب أموال الغير؟ ج ـ ذلك جائز عند اليهود ضد الشعوب الذين خالفوا السبع وصايا، وهي: أولاً ـ لا تعبد النجوم، ولا الكواكب الخ.. ثانياً ـ لا تزن ثالثاً ـ لا تقتل رابعاً ـ لا تسرق خامساً ـ لا تتغذ بلحم الخروف حياً سادساً ـ لا تَخْصِ أحداً من نسل إبراهيم، ولا أي حيوان سابعاً ـ لا تنكح أي جنس من أجناس الحيوانات فلما وجد الله أن الأمم خالفوا هذه الوصايا حلل أموالهم لليهود. س ـ إلى يعقوب العنتابي ـ هل عندك ملحوظات على هذه الأقوال ؟ ج ـ قد نزل هذا الأمر وقت خروج بني إسرائيل من أرض مصر، ولم يحافظ باقي الشعوب على السبع وصايا. ثم جاء التلمود بعد ذلك وقرر هذا المبدأ. س ـ إلى محمد أفندي (موسى أبي العافية) هل الشعوب الذين لا يعتقدون بالتوراة ملزمون بالمحافظة على هذه الوصايا ؟ ج ـ نعم، لأنها أعطيت لكل الأمم، فمن لم يحافظ على واحدة منها يعد أجنبياً. س ـ من شبلي إلى محمد أفندي (موسى أبي العافية) ـ قلت إنهم أخذوا الدم لأجل الفطير، مع أن الدم عند اليهود محرم، وهو رجس ولو كان دم حيوان. فكيف هذا التناقض ؟ فسر لنا ذلك، إن كنت من الصادقين. ج ـ بموجب التلمود: دمان مقبولان عنده تعالى: دم الفصح، ودم الطهور. (فصادق الحاخام يعقوب العنتابي على هذا التفسير). س ـ إن جوابك لا يظهر جلياً كيف يحل استعمال الدم البشري ؟ ج ـ هذا من أسرار الحاخامات الكبار، كما أن كيفية استعمال الدم هي من أسرارهم أيضاً !! س ـ من الباشا إلى محمد أفندي (موسى أبي العافية) ـ ماذا تحكم الشريعة على اليهودي الذي يقول شيئاً يضر بطائفته ؟ ج ـ كل يهودي يرتكب الزنى أو أي أمر مخل بالديانة يستحق القتل. غير أنه الآن يكتفى بحرمانه بالنسبة لانحطاط قوة اليهود. أما من يقول شيئاً مضراً بطائفته فمن الواجب قتله ولا صفح له، لأن التلمود لا يصفح عنه، والتلمود هو أساس الديانة، وهذا الأمر متبع أيضاً في فرنسا حيث قوة اليهود في زيادة الانحطاط. وعليه لم يكن قط في إمكاني أن أوضح الحقيقة حتى صرت مسلماً. سئل الحاخام يعقوب العنتابي عما يقرره بما يتعلق بهذا الشأن، فوافق على صحتها وقال: نعم إننا نبذل الجهد لإعدام ذلك اليهودي فإذا لم يتم ذلك بواسطة الحكومة، فنجري الأمر رأساً إذا مكنتنا الظروف، لأن بذلك إتمام الشريعة. س ـ هنا سأله محمد أفندي (موسى أبو العافية) ـ وإذا كانت لا ترضى القوة الحاكمة بقتله لسبب من الأسباب فماذا تفعلون؟ ج ـ نبذل الجهد في قتله بأي طريقة، لأننا نعتقد أن قتله واجب. يوم الجمعة /24/ محرم سؤال من القنصل ـ إنك حضرت أمامي مع باقي اليهود، ومنهم هراري واخوته، وماهر فارحي، ومراد يوسف فارحي، وهارون اسلامبولي، ووعدتم أن تدفعوا /50000/ خمسين ألف قرش مكافأة، لمن وجد جثة الأب توما وخادمه. فظهر أنهما قتلا في حارة اليهود، ويلزم أن يكون بلغك أن الجثة وجدت، وأن الأب توما وخادمه قتلا عند داود هراري باتفاقه مع الأشخاص السابق ذكرهم. وقد بلغني أنك دفعت ما يخصك من هذا المبلغ عند اكتشاف مسألة القتل. ولكن هل عندك شك في أن التحقيقات التي أجريت غير قانونية. ج ـ من شهادة (لزبون) تحرر بخطه ـ التحقيق قانوني ولا يوجد شك في كونه قانونياً، لأنه عمل بمعرفة شريف باشا وجناب القنصل. أما من خصوص مبلغ المكافأة فكل منا دفع ما يخصه على حسب الوعد. س ـ أريد أن تجيبني بدون خوف، لأنه ليس الغرض من أسئلتي مسألة المكافأة، ولكن أريد أن أعرف إذا كان حصل في التحقيقات شيء غير قانوني فأخبرني عن الحقيقة بدون مبالاة ؟ ج ـ يظهر أنها كلها قانونية على حسب ما سمعت. س ـ يظهر أنك تقول لي الحق. ويلزم أن تكون سمعت شيئاً في مسألة قتل الأب توما وخادمه خصوصاً قبل ضبط عائلة هراري بليلة واحدة كنت مع هؤلاء المتهمين. فأخبرني بالحديث الذي حصل بينهم ومن كان حاضراً غيرك ؟ ج ـ لما اشتغلنا بهذه القضية توجهنا إلى بحري بك، والتمسنا منه المساعدة، فأجابنا بأنه لا يتداخل في هذه المسألة، وكانت زيارتنا له في أول الليل. فلما رأينا ذلك توجهنا عند داود هراري، فوجدناه هناك ومعه يعقوب أبو العافية، وبتشوتو، وأخوه هراري المذكور فجلسنا معاً لغاية الساعة الرابعة ليلاً. وفي أثناء طلبه إسحاق بتشوتو للتوجه عند مراد فارحي طلب منه الباقون قبل انصرافه أن يرسل لهم خبراً بالاتفاق الذي سيحصل لأجل اطمئنانهم. فأرسل بتشوتو بعد برهة يقول لهم لا تفكروا في المسألة. وكانت الساعة وقتئذ أربعة. وحصلت هذه المسألة قبل ضبط إخوان هراري بليلة واحدة أو اثنين على ما أظن. سؤال من شبلي ـ لماذا أعطيتني مبلغ الخمسمائة قرش الموجودة أمامك في هذه الورقة، وما القصد من ذلك ؟ ج ـ أعطيتك ذلك المبلغ لأجل أن لا أسأل في القضية. س ـ هل طلب منك أحد ذلك المبلغ، أو قدمته من تلقاء نفسك، وما سبب خوفك من استجوابك ؟ ج ـ لم يطلب مني أحد شيئاً إنما المبلغ كان معي، فأردت أن أوفر على نفسي مؤونة السؤال خصوصاً، وأنه ليس لي دخل في هذه القضية. سؤال من القنصل ـ طلبناك من الباشا لأجل سؤالك على الحادثة المعهودة لأنه ظهر من الاستجوابات التي حصلت أنك كنت في ليلة الواقعة عند إخوان هراري، وكنت ضمن الذين وعدوا بدفع المكافأة إذا صار الاكتشاف على كيفية حصول القتل، وحصوله في حارة اليهود. فيظهر من كل ذلك، ومن دفعك ما يخصك في المكافأة، ومن علمك بالاجتماع الذي حصل ليلاً، ومن تقديمك نقوداً لأجل أن لا تسأل في القضية، أن عندك معلومات أخرى فيها تريد إخفاءها. فقل لنا الحقيقة بدون خوف، وإلا تعرض نفسك للشبهة. ج ـ لم يحصل يا جناب القنصل سوى ما قلت في الليلة المذكورة، وإني كنت أجهل أنه إذا كان المتهمون ارتكبوا هذا القتل من عدمه، لأنهم لم يطلعوني على هذا السر. وها أنا الآن أمامكم، فإذا قال أحد إني كنت حاضراً أو إني أعلم شيئاً غير ما قلته، فإني مستعد للدفاع عن نفسي. وقصارى الأمر فإني لا أعلم شيئاً غير ما قلته وما كتبته بخطي. الإمضاء: شهادة لزبون (يتبع) [1] ـ تعادل خمسمائة دينار عثماني ذهباً باعتبار أن الدينار (الليرة) مائة قرش. ( م) |
القسم الثاني مقتطفات من التلمود ترجمة عبارات من التلمود بمعرفة محمد أفندي (موسى أبي العافية) وكان الحاخام يعقوب العنتابي يصادق على التعريب صادق الحاخام يعقوب العنتابي على هذا التعريب. 2 ـ يقتل الأمي الذي يستريح في يوم من أيام الأسبوع، لقوله سبحانه وتعالى (لا يستريحوا الليل ولا النهار). ويلزم أيضاً أن يعاقب بهذا العقاب لو استراح يوماً غير يوم السبت. والوثني الذي يقرأ التوراة يستحق القتل، لأن التوراة مختصة باليهود، فمن أخذها سراً يقتل). صادق على هذه الترجمة يعقوب العنتابي. 3 ـ سنهدرين ص/63 ـ (حرم في التلمود اشتراك اليهود مع الوثني لأنه يعرض نفسه في هذه الحالة للحلف بالأصنام). صادق على هذا التعريب يعقوب العنتابي. 4 ـ سنهدرين ص/57 ـ كل من كان خارجاً عن الديانة اليهودية يسمى (ولد نوح) لأن بني إسرائيل انفصلوا عن هؤلاء القوم، وآمنوا بالله من وقت ظهور إبراهيم لغاية إسرائيل. ويقتل الأمي من أولاد نوح على يد ديان واحد، وشهادة شاهد واحد، ولو كان قريباً له. ويقتل أيضاً إذا ضرب امرأة حاملاً وقتل حملها. وأما الإسرائيلي فلا يقتل لذلك، بل يدفع دية الولد. ولا يقتل أيضاً في الأحوال التي توجب القتل إلا على يد عشرين دياناً وشاهدين). 5 ـ سنهدرين ص/71 ـ (إذا سب اسم الجلالة أحد من أولاد نوح ثم دخل في دين اليهود عوفي من القتل. وكذلك الأمر بالنسبة لمن قتل آخر، أو زنى بامرأة من طائفته. وأما من قتل يهودياً أو زنى بامرأة يهودية فيستحق الموت بدون رحمة). أقر الحاخام يعقوب العنتابي بصحة ذلك. 6 ـ كومارات كوماه ص/39 ـ (إن الله حلل أموال باقي الأمم لبني إسرائيل لما رآهم قد خالفوا السبع وصايا المختصة بعبادة الأوثان، والزنا، والقتل، والسرقة، وأكل لحم الحيوانات الغير مذبوحة، وخصاء الإنسان وإيلاد الحيوان من غير جنسه). صادق الحاخام يعقوب العنتابي على ذلك التفسير 7 ـ عابورة زاده ص/4 ـ ( إن ثبت في الآخرة أن اليهود أتموا الوصايا في هذه الدنيا يصير عرض أفعالهم أمام الأميين لعلهم يخجلون). راجع الحاخام يعقوب العنتابي هذه الترجمة وأقر بصحتها. 8 ـ عابوره زاده ص/8 ـ (حرم في التلمود على اليهود أن يسكنوا خلاف البلاد المقدسة وهي (أوشليم، والخليل، وصفد، وطبريا) لأنهم يعدون كعابدي الأصنام ومحرم عليهم قبول دعوة باقي الأمم، والأكل من مأكولاتهم ولو كان صانعاً يهودياً. فإذا دعا أجنبي يهودياً في فرح، وأكل هذا الأخير من مأكولاته، فكأنه يأكل من ميتة !! ويأثم اليهودي أيضاً إذا ذهب عند الأجنبي في فرح ولو قبل الاحتفال بثلاثين يوماً، سواء حصل ذلك في فرح زوجية، أو في دعوة أخرى). صادق على هذا التعريب الحاخام يعقوب العنتابي. 9 ـ عابوره زاده ص/20 ـ (يجب على اليهودي أن يبذل مجهوده لمنع استملاك باقي الأمم للعقارات، وأن لا يمدحهم، ولا يصفهم بالحسنات والجمال،ولا يهبهم شيئاً بدون ثمنه). صادق على هذا التفسير الحاخام يعقوب العنتابي. 10 ـ عابوره زاده ص/22 ـ (ولا يجوز ربط بهائم بني إسرائيل في خان أمي خشية أن يفتعل بها، لأن الأمم الخارجين عن اليهود فساق يحبون الفسق بالحيوانات أكثر من نسائهم !! وهم فتاك طبعهم الرداءة والخيانة من وقت اجتماع حواء بإبليس عندما اتخذ صورة حية !! وقد كان بنو إسرائيل كذلك لولا تغير أطوارهم بالحسنات من حين وقوفهم على طور سينا. وبناء على ذلك ممنوع جلوس المرأة اليهودية مع الأجانب، وممنوع ذلك لليهودي أيضاً مخافة أن يقتل). صادق على ذلك الحاخام يعقوب العنتابي. 11 ـ عابوره زاده ص/25 ـ (على اليهودي إن صادف أمياً على جنبه سيف أن يجعله يسير على يمينه. وإذا كان حاملاً عصا فعلى شماله حتى إذا سحب السيف على اليهودي تمكن من إمساك يده. وإذا كان في مرتقى أو منحدر يبقى اليهودي أمام الأمي، ولا يحني رأسه لئلاً يقتله الأمي. فإذا سأله عن محل ذهابه فليطل عليه الطريق لكي يتهامل الأمي في قتله، ويتمكن هو من الفرار والخلاص). صادق على هذا التفسير الحاخام يعقوب العنتابي. 12 ـ عابوره زاده ص/29 ـ (محرم على اليهودي مشترى النبيذ والخل من عند أمي، لأنهم يدعون أن الخمر كان يستعمل قرباناً للأوثان. وكذلك إذا لمس الأمي (مسيحياً كان، أو مسلماً، أو وثنياً) إناء اليهودي الذي فيه النبيذ، فعلى الإسرائيلي أن يريق النبيذ على الأرض، ويغسل الإناء جيداً). صادق على هذا التفسير الحاخام يعقوب العنتابي وزاد: (إنه جائز بيع النبيذ في هذه الحالة لأمي عوضاً عن إراقته). 13 ـ عابروه زاده ص/35 ـ (يحرم على اليهودي تزوج نساء باقي الأمم، لأنهن يعتبرن كأنهن دائماً في حالة الحيض منذ نعومة أظفارهن. وحرمت التوراة على بني إسرائيل نكاح بنات الأمم السبعة التي كانت تسكن الأرض الموعود بها. وجاء في التلمود: إن التحريم الذي جاء في التوراة لا يشمل الحيض الحقيقي، لأن هؤلاء النساء لا يعددن من البشر، بل من البهائم، فهي لا تحيض. إنما اختار الحكماء هذه الحيلة لقمع شهوات اليهود، لأنهم كان يمكنهم أن يستنتجوا من عدم نجاسة المرأة الأجنبية عدم نجاسة اليهودية التي تكون في هذه الحالة، فلا يعرفون الفرق بين من هي معدودة من البشر، وبين من هي معدودة من الحيوانات الغير الناطقة. فيستنتج من ذلك أن الخارجين عن اليهود من البهائم) وافق على ذلك الحاخام يعقوب العنتابي 14 ـ (يقتل أبناء نوح إذا سرقوا ولو شيئاً يساوي فلساً واحداً، لأنهم خالفوا إحدى الوصايا التي أعطاها الله لهم. ولا يعفى من القتل من رد منهم الأشياء المسروقة، لأن الله لا يغفر بالرد سوى ذنب الإسرائيليين). 15 ـ براخوت في الكتاب الأول ص/58 ـ (ضرب أحد علماء اليهود موسوياً لكونه زنى بامرأة مصرية من غير ملته. فشكاه الموسوي للحاكم، فقال العالم للحاكم: أنا ضربته لكونه افتعل بحمارة، واستحضر إيليا النبي شاهداً على ذلك. فقال له الحاكم لماذا لم تقتله ؟ فقال له: لأنه لم يؤذن لنا بذلك، فافعلوا به أنتم ما تشاؤون. ثم لما خرجنا قال اليهودي للعالم: (قد كذبت وأعانك إيليا على ذلك فأجابه العالم: كلاّ، ألا تعلم أن الخارجين عن اليهود هم بهائم. فرجع اليهودي. ولما خاف العالم من أن يرفع ذلك للحاكم ضربه فقتله. وهكذا فواجب قتل من يفشي سراً للحاكم، ويكاشفه به، لأنه يبوح بسر من أسرار الديانة). صادق على هذا التفسير يعقوب العنتابي. 16 ـ بياموت البند/6 ـ (يتنجس اليهودي إذا لمس القبور، طبقاً للتوراة. ولكن الغرض من ذلك قبور اليهود. أما ما عداهم من الأمم فليست قبورهم نجسة، لأنهم معدودون من البهائم لا من أبناء آدم). صادق على هذا التفسير الحاخام يعقوب العنتابي. 17 ـ يترابد أول ص/10 ـ (إن الحسنة والصدقة الصادرة من بني إسرائيل ترفع شأنهم وهي مقبولة عنده تعالى. وأما الصدقة الصادرة من بقية الأمم فهي خطاياهم، لأنهم لا يفعلونها إلا كبرياء. فإذا قال اليهودي إن الصدقة التي يفعلها هي لحفظ أولاده واكتساب الجنة فهي مقبولة منه، ولا تقبل في هذه الحالة من الأجنبي). صادق على هذا التفسير يعقوب العنتابي، وقال: (إن ذلك يحصل إذا أعطيت الصدقة بقصد المباهاة والتفاخر). 18 ـ براخوت ص/58 ـ يجب على اليهودي الذي يمر على قبور اليهود أن يقول تبارك الله الذي خلقنا بالشرع. وأحيانا ويميتنا بالشرع، وسيبقينا بواسطة الشرع، تبارك من يحصي عددنا،و يحي الأموات بقدرته. وعلى من يمر على قبور الأجانب أن يقول: تباً لوالدتكم، وسحقاً لمن حملت بكم، لأن آخرة هؤلاء الأمم عقيمة كالصحراء). صادق على هذا التعريب الحاخام يعقوب العنتابي ـ وقال محمد أفندي (موسى أبو العافية): إن كل ما ذكر في التلمود بخصوص الأجانب والوثنيين الغرض منه جميع الأمم الخارجون عن الديانة اليهودية. والشواهد على ذلك كثيرة. منها ما يختص بمسألة النبيذ، فإنه مذكور فيها لفظة وثني، ولكن المقصود منها كل أجنبي. وكذلك الأمر بخصوص سلب أموال الغير. فعلى اليهودي أن لا يرد للأمي ماله المفقود ولو كان عارفاً أنه صاحبه. وإذا ترك أمي شيئاً عند يهودي فمصرح[1] لهذا الأخير عدم رده إليه والانتفاع به. وبالجملة فأنه يحل لليهودي اختلاس أموال باقي الأمم وسرقتها لولا مخافة الحكام !! صادق على هذا التفسير الحاخام يعقوب العنتابي. 19 ـ (إذا ترافع يهوديان تعين عليهما أن يترافعا أمام حكامهما. فإذا أراد أحدهما أن يرفع الدعوى أمام محكمة أجنبية يكون كافراً ومجدفاً ومحروماً من الديانة اليهودية، ولو حكمت المحكمة المذكورة طبقاً للشريعة اليهودية. وعلى الحاخام الأكبر أن يبذل في عقاب هذا المفتري، ويتسبب في تضييع حقه ولو بشهود زور). كل هذه القواعد لم تذكر في التوراة، ولكنها مذكورة في التلمود. ويعتبرون الإسلام[2] من الأجانب أيضاً، ولو أنهم كانوا غير موجودين وقت نزول التوراة. أقر على صحة هذا التفسير الحاخام يعقوب العنتابي، وزاد (أن إقامة الدعاوي أمام المحاكم الأجنبية من الخطايا التي لا تغفر، وعلى من يتسبب في ضرر مثل هذا لأخيه أن يصلح ذلك الضرر). (يتبع) [1] ـ أي مرخص له. (م)[2] ـ يقصد المسلمين. (م) |
القسم الثاني كتاب (شارل لوران) في حادثة قتل الأب توما، وخادمه إبراهيم عمار الكتاب الأول مقتل الأب توما التحقيقـات التي جرت في قضية خطف اليهود للأب توما وذبحهم إياه لأخذ دمه (5) يوم الأربعاء /28/ محرم سنة /1256هـ ج ـ نظرت موسى سلونكلي لما أخذ الساعة ولم أنظر المفاتيح سئل الحلاق هذا السؤال، فقال: ج ـ نزع داود وأخوه ملابس الأب توما والباقون حاضرون، وأنا لم أقرب بجانبه بعد نزع الملابس. س ـ إلى داود هراري ـ ظهر من أقوال الحلاق أنك نزعت ملابس الجثة مع اخوتك، فيلزم أن تكون الأشياء عندك ؟ ج ـ باقي المتهمين كانوا حاضرين أيضاً، ومع ذلك فإن موسى سلونكلي هو الذي أخذ الساعة. استحضر موسى سلونكلي وسئل داود هراري أمامه، فقال: ج ـ الحقيقة هي أني نظرت الساعة في يد موسى سلونكلي. س ـ إلى موسى سلونكلي ـ أين الساعة ؟ ج ـ لم آخذها، ولم أنظرها وليس لي علم بهذه المسألة، لأني لم أتوجه عند داود هراري، ولا وجدت مع المتهمين أيام العيد. هنا وجه الكلام إليه وإلى داود هراري قائلاً: ألم تأخذ الساعة والدم لموسى أبي العافية ؟ ج ـ لم أنظر شيئاً كلية. س ـ يوجد شهادات عديدة ضدك يا موسى، ويقول شركاؤك: إنك كنت معهم فأحضر لي شاهدين يشهدون أنك كنت في محل آخر يوم القتل ؟ ج ـ أنا كنت في منزلي، ويشهد بذلك عائلتي، وليس عندي شهود آخرون. فقيل له إن شهادة العائلة غير كافية. فقرر أنه ليس عنده شهود غير عائلته. س ـ إلى داود هراري ـ هل أنت الذي ناولته الساعة، أو هو الذي أخذها من تلقاء نفسه ؟ ج ـ هو الذي أخذها من تلقاء نفسه عندما نزعت ملابس الأب توما. وأما المفاتيح فإني لم أنظرها معه، ومن المحتمل أن يكون أخذها وأنا لم أنظره. س ـ هل نزعتم الملابس من على جسم الأب توما وأخوك فقط، أو ساعدكما الحاضرون في ذلك ؟ ج ـ نزعنا الملابس نحن السبعة، لأن بعضنا كان يسنده للوقوف، وبعضنا ينزع الملابس. وأتذكر أننا كنا كلنا حاضرين. يوم الخميس /29/ محرم استحضر إسحاق هراري، وداود أخوه، وسئلا: س ـ أين الساعة ؟ ج ـ أخذها موسى سلونكلي. س ـ كيف أخذها. ج ـ مد يده وأخذها. س ـ متى أخذها ؟ ج ـ بعد أن نزع ملابس الأب توما مد يده تحت الملابس وأخذها. استحضر موسى سلونكلي وسئل: س ـ أين الساعة ؟ ج ـ لم آخذها. س ـ شهد داود وإسحاق هراري أنك أخذتها. ج ـ يكذبون. س ـ قالوا أنهم يحلفون على حسب طقس ديانتهم أنك أخذتها ؟؟ ج ـ هما خارجان الآن عن الدين. صار تحليف الشخصين المذكورين على التوراة وبأيمان موسى على أنهما قالا الحق، فحلفا: إننا قلنا الحق، وهو أن موسى سلونكلي أخذ الساعة. عندئذ وجه موسى سلونكلي الخطاب إليهما قائلاً: لا تعذبوني يا أيها الشهود. فأجابه: فليعذبنا الله إذا كانت أقوالنا غير حقيقية. |
القسم الثاني مقتطفات من التلمود ترجمة عبارات من التلمود بمعرفة محمد أفندي (موسى أبي العافية) وكان الحاخام يعقوب العنتابي يصادق على التعريب باقي ما انتخب من التلمود بمعرفة الحاخام السابق لاحظ المترجم هنا أن هذه القاعدة غير متبعة الآن. وبعد أن تكلم على بعض طوائف المعدودين محرومين ذكر موسى أبو العافية شخصاً يدعى رزيق له شروحات على التلمود يقول فيها: في فصول غمارة، وعابوره زاده(أنه يلزم قتل اليهود الذي يوشون في حق بعضهم، ويأكلون اللحم الغير المذبوح). وأما من خصوص ما ذكر في كتاب الطوريورود فالرابي (روبي) يسرد مسألة طبيب يدعى الرابي (شمسي بن عايشي) ركب دواء لمريض أجنبي بدون أجرة، ويستغرب من وقوع هذا الأمر منه، غير أن يجاوب أخيراً بالتعليل الآتي: وهو أنه من المحتمل أن يكون الطبيب أعطى الدواء بدون مقابل لأجل عمل تجربة. وهذا الأمر مصرح للطبيب الغير ماهر في فنه ويريد التعليم. فيستنتج من ذلك أن الطبيب اليهودي لا يجب عليه أن يداوي أمياً مطلقاً ولو بالأجرة إلا إذا خشي عداوته، فعليه أن يدوايه ويطلب الأجرة، إذ أن طلب الأجرة لا يوجب العداوة. 20 ـ غمارة ص/36ـ قال العالم الرباني (رويني موسى بن ميمون) في شرحه المسمى (مشنى) بعدما ذكر لتمهيد مقاتلة ثورين أحدهما ليهودي والآخر لمصري: (إذا جاء مصري وإسرائيلي أمامك بدعوة ما فانظر فيها لصالح الإسرائيلي. فإذا وافقت المصلحة شريعتنا فقل للمصري هكذا تقضي شريعتنا. وإذا وافقت شريعته فقل له تقضي شريعتك بذلك. ولا يلزم الاستغراب من هذا الأمر، لأن الشعوب الذين لم يحافظوا على الوصايا خارجون عن الإنسانية ومخلوقون لخدمة ومنفعة الجنس البشري، أي اليهود). وافق على هذا التعريب الحاخام يعقوب العنتابي. 21 ـ قد لاحظ الحاخام (سلمون) جامع التوراة: بخصوص ما حصل لليهود عند خروجهم من مصر، والأسف الذي حصل عند فرعون لكونه تركهم يخرجون من أرضه،وتوجهه خلفهم لإرجاعهم، ما يأتي: (قال أنه جاء في التوراة: ( فعد فرعون مركباته وجميع فرسانه وشعبه كافة، وأخذ معه ستمائة مركبة منتخبة،وسائر أهل مصر وخيولهم وعليها رجال مجتبون كل واحد منهم بثلاث حراب، لكي يجري في أثر الشعب العبراني) فعند هذه العبارة تساءل الحاخام المذكور قالاً: أترى من أين كان يوجد عند المصريين خيول يركبها الفرسان ليسيروا خلف الإسرائيليين، مع أن البرد أمات كل بهائمهم؟ ثم أجاب ذاته قائلاً [ أنه كتب أيضاً أنه من المصريين من كان يخرج بأن يقول على الأرض ويتلف ما عليها[1] ] فأخفى أعز بهائمهم داخل بيوتهم، وتحفظ عليها منه فلم تمت. وهؤلاء هم الذين كانوا يخافون الله، وكلمة موسى، وهذه الخيول قد غرقت في البحر الأحمر. ثم يقول سلمون المذكور في كتابه: (إننا نفهم منذ هذه العبارة أنه لابد من استخراج النخاع من رأس الحية وقتل الأجانب). وافق على هذا التعريب الحاخام يعقوب العنتابي 22 ـ براخوت ص/59 ـ (فيه كيفية حصول الزلازل. وهي على ما يستفاد منه أن الله يغضب عندما يرى تعاسة الشعب اليهودي، فيضرب برجليه على عرشه فتحصل الزلازل). صادق على هذا التعريب الحاخام يعقوب العنتابي. 23 ـ خاتنين ص/62 ـ (يجب على اليهودي أن لا يسلم على الأميين إلا خوفاً من الضرر والعداوة مرة واحدة ـ اعترض على المؤلف في هذا الموضع أن بعض العلماء يحيون الأميين بالسلام ؟ فأجاب أنهم يضمرون السلام لذاتهم، وللمعلم الذي علمهم التوراة). وافق الحاخام يعقوب العنتابي على هذا التعريب. 24 ـ بتراث ص/16 ـ ( قد أخطأ عيسى بن إسحاق خمس مرات في يوم واحد، لأنه زنى ببنت خاطية، وقتل نفساً، وكفر بالله، وأنكر قيام الموتى كما يزعم البعض عند حضور المسيح ثانياً، وسخر بحقوق البكورية لأنه تركها إلى يعقوب). يدعون أن إسماعيل بن إبراهيم وقت ولادة أخيه إسحاق رأته سارة أمه يضحك، فاستنتجوا من ذلك أنه يزني. ومنهم من قال: رأته يقتل، واستنتج الحاخام سلمون من ذلك أن إسماعيل لم يحافظ على السبع وصايا. وحيث أن الإسلام من نسله فلا يجوز شهادة مسلم على يهودي). 25 ـ هنا ذكر محمد أفندي (أبو العافية) بعض ملحوظات مدحاً في الإسلام، وقال: (إن في ديانة اليهود أشياء غريبة لا يمكن ذكرها كلها بالتفصيل: منها أنه محرم عليهم أن يأكلوا من خبز الأمم ما لم يكن قد صنع مخصوصاً برسم البيع، لئلا يكون سبباً للمحبة بينهم وبين الأمي. وألا يجوز شراء خبز إلا إذا كان قد صنعه في بيته ثم عرضه للمبيع). صادق على هذا التعريب الحاخام يعقوب العنتابي. 26ـ (محرم عليهم الأكل من مأكولات باقي الأمم، ولو وضعت في أواني اليهود، حتى ولا شيء بيضة واحدة. ويوجد مباحثات عديدة بخصوص ذلك في الكتب. أما المشروبات فهي غير مباحة إذا لمسها أجنبي، وعلى اليهودي أن يسكبها على الأرض، ويغسل الإناء. وهكذا الأمر بخصوص العنب. أما سبب ذلك فهو منع العلاقات الودية بين اليهود وباقي الأمم). صادق على هذا التعريب الحاخام يعقوب العنتابي. 27ـ جاء في الإصحاح /388/ من كتاب (كالا حامارات حقاً مشيتي) (إن اليهودي الذي يرفع شكوى على أحد أبناء ديانته، ولو كان أقبح إنسان، لصالح أجنبي، وتضرر أخوه من تلك الشكوى، أو ضرب أو قتل، يستحق ذلك المشتكي نفسه القصاص الذي سبب له. وقد وصف ذلك المشتكي في الكتاب المذكور بأنه ليس له محل في الآخرة. وإذا عزم يهودي على اتهام يهودي آخر بأمر ينعدم به، وعلم أحد اليهود بهذا العزم، لزمه قتله ولا ذنب عليه !! وإذا لم يتمكن من قتل ذلك المفتري فالواجب عقد جمعية للوصول إلى هذه الغاية. وجميع اليهود القاطنين في تلك الناحية يلتزمون بالمساعدة على نفقة العمل). أقر بصحة هذا التعريب الحاخام يعقوب العنتابي. 28ـ براخوت ص/17 ـ (في هذا الفصل أنموذج لصلاة العقلاء والحكماء. ومذكور فيه أن سبب عدم فعلهم إرادة الله هو وجودهم تحت سلطة الشعوب الأجنبية وتسلط الشياطين عليهم). أقر بصحة هذا التفسير الحاخام يعقوب العنتابي. 29ـ براخوت ص/20ـ يوجد في هذا الفصل مقالة يشرح الله فيها للملائكة لأي سبب صرح الله الربا لليهود فقط، فقال الله: لأنني أوصيتهم أن لا يأكلوا ويشبعوا إلا ويسبحوني، فزادوا على ذلك أنهم يحمدوني حتى إذا أكلوا بيضة واحدة أو بقدر حبة الزيتون فقط). صادق على هذا التعريب الحاخام يعقوب العنتابي. 30ـ براخوت ص/25ـ(ذكر في هذا الفصل أن الصلاة ممنوعة أمام الأجانب ولو أنهم معدودون من الحيوانات). صادق على هذا التعبير الحاخام يعقوب العنتابي. عندئذ أمر شريف باشا الحاخام يعقوب العنتابي أن يكتب بخطه بأنه يشهد بصحة هذه الترجمة، فأجاب بأنه لا يعرف أن يكتب باللغة العربية. فأمره بكتابة ذلك بالغة العبرانية، فأبى قائلاً: لماذا أكتب بيدي ؟ إذا أنكر أحد شيئاً فالكتب موجودة تكذبه، وهي أهم من شهادتي. [1] ـ العبارة التي بين القوسين المربعين غامضة. فتأمل (م) |
القسم الثاني كتاب (شارل لوران) في حادثة قتل الأب توما، وخادمه إبراهيم عمار الكتاب الأول مقتل الأب توما التحقيقـات التي جرت في قضية خطف اليهود للأب توما وذبحهم إياه لأخذ دمه (6) في 4 صفر سنة /1256/هـ جواب من جناب قنصل فرنسا إلى شريف باشا تحت نمرة /28 دمشق في 22 /أبريل سنة 1840/ ميلادية الإمضا الكونت ده راتي مانتون إفادة أخرى من جناب القنصل إلى الباشا تحت نمرة /22/ مكررة دولتلو أفندم من الواجب أن أضيف على كل ما ذكرته بتحريري السابق نمرة /22/ المتعلق بمداخلات اليهود ودسائسهم، بأن أحدهم طلب من أحد المنتمين لدولة أخرى غير الدولة الفرنساوية أن يجتمعا مع شبلي[1] أفندي ليتداولوا في قضية مهمة. فصرحت بهذا الاجتماع حبا للوصول لمعرفة السبب الذي ألجأ إليه، فقدم اليهودي هذه الطلبات الأربعة وهي: أولاً ـ التوقف عن ترجمة الكتب العبرية، لأن ذلك مخل بحقوق الأمة اليهودية!! ثانياً ـ أن لا يصير وضع هذه الترجمة، أو أي شيء آخر يختص باليهود، في دوسية القضية، بل يلزم إعدام أو إتلاف كل ما ترجمه موسى أبو العافية. ثالثاً ـ أن يصير التوسط لدي لكي أستحصل من دولتكم على الإفراج عن أحد المتهمين المعلم روفائيل فارحي. رابعاً ـ أن تجري الوسائط لإبدال جزاء الإعدام المحكوم به على المتهمين بأي عقوبة أخرى. وبعد انتهاء ما تقدم ذكره يصير دفع خمسمائة ألف قرش[2] منها مائة وخمسون ألفاً وقت التصريح بالرضا، والباقي أي الثلاثمائة والخمسون ألف قرش عند نهاية القضية. وأن شبلي مفوضاً في توزيع هذا المبلغ حسبما يراه موافقاً. وفي ثاني يوم ذهب هذا اليهودي وتقابل مع شبلي ومعه كيس داخله نقود مرسلة من عائلة ماهر فارحي الذين قتل عندهم خادم الأب توما. وقال حامل هذه النقود أنه لا يعرف الغرض من إرسالها، وأنها تبلغ خمسة آلاف قرش (ظهر أن هذا المبلغ الذي وعد به ماهر فارحي شبلي كما علم ذلك لدولتكم في حينه، وذلك لأجل أن يساعده شبلي المذكور في المسألة التي كان مهتماً بها) وقد وضع هذا الكيس بصفة أمانة لغاية صدور أمر جديد بخصوصه، وسأل الخواجه شبلي ذلك اليهودي كيف أمكنه أن يتحصل على الخمسمائة ألف قرش، ومن هم الأشخاص الذين اشتركوا في دفعها فأجابه: إن بعض الحاخامات، وتحصيلجي صندوق الأمة قرروا أخذ هذا المبلغ من صندوق الكنيس المسمى للفقراء، وأنه لا يخاف من انتشار هذا الخبر، لأنه لم يدفع أحد شيئاً من عنده ولا يعلم به أحد !! أما هذه الطلبات فقد رفضت بالطبع. ثم إن أحد النصارى المعتبرين جاء فعرض على الخواجه بودين، من قبل اليهود، مائة وخمسين ألف قرش، لكي يمنع بقدر الإمكان عن الطائفة اليهودية التهمة الموجهة ضدها. وإن لم يكف هذا المبلغ أمكنت زيادته. فهذه هي الوقائع التي أمكنني الوقوف عليها لغاية الآن: أتشرف الخ الإمضاء الكونت دي راتي مانتون بناء على هاتين الإفادتين استدعي سيد محمد التلي، وخليل صيدناوي، لاستجوابهما. فحضر الأول، ولم يحضر الثاني. فتأجل التحقيق لليوم التالي لحين حضور الثاني أيضاً. يوم الخميس /21 صفر سنة 1256 هـ/ سئل خليل صيدناوي فأجاب: (إني مستأجر خمارة في حارة اليهود بجوار منزل الياهو نحماد. وبينما كنت في خمارتي يوم الاثنين الموافق /16 الجاري/ نادى عليّ الياهو المذكور حالما كان واقفاً على عتبة منزله. فدخلت عنده فقال لي ما هذه المسألة ؟ فقلت له أي مسألة ؟ فقال عندما كنت في الحبس قالت زوجتك أنها ستظهر الأب توما لأنهم أجروا ضربك. فأجبته بأن زوجتي لا يمكنها أن تبدي أقوالاً مثل هذه، خصوصاً وأنها لا تعلم شيئاً في مسألة القسيس المذكور. فقال لي هل تريد أن تكسب بعض نقود، وتتحصل على حماية عوضاً عن توجهك إلى إسكندرية، وتحملك العذاب ومشاق الاستجواب في هذه القضية ؟ فإذا رضيت بذلك سأفعل معك خيراً، لانك سكنت مدة في حارة اليهود، وعملت لهم بعض خدمات. فأخبرت بأن القضية سيعاد النظر فيها بإسكندرية أمام قنصل دولة النمسا العمومي[3]، ولا دخل لقنصل فرنسا فيها الآن. فعندما تطلب أنت، وتلي، ومنصور طيان، وموسى صدقة، وشبلي أيوب، وفرنسيس سليمة، يضرب أحدكم (تلي) فيقول: إن ديمتري بولاد، وحنا عبده لقناه الشهادة التي شهد بها. وعليك أن تقول بعد ضربك أن تلي أمرك برمي العظام في المصرف. ثم يضرب الحلاق فيقول: إن تلي هو الذي أوعز إليه أن يتهم اليهود. وقد اتفقنا على إنهاء هذه المسألة بالكيفية التي أوضحتها. وإني أحلف لك بصدق أقوالي على المسيح والعذراء اللذين تعتقد بهما. وإن لم تصدقني فأحلف لك (بالتفلين)[4] !! ثم حلف لي أنه لا يحصل لي ولا لهؤلاء الأشخاص أدنى ضرر. ثم أعقب أقواله بلفظة: قل لي: فأجبته وماذا أقول ؟ فقال لي: أراك مرتبكاً لغاية الآن ! فهلم معي حتى أطلعك على صورة العفو عن المتهمين، وعلى النقود. فذهبت معه إلى قنصلاتو النمسا، وجلست على كرسي. وكان هناك القنصل، والياهو نحماد، وترجمان القنصل. وكان الخواجه بتشوتو يترجم بيني وبين القنصل ما حدث من الحديث. فقالوا لي أخبرنا بصراحة عن مقصودك حتى تنال المال والحماية ؟ فأجبتهم ماذا تريدون مني ؟ فقالوا لي لماذا حضرت حينئذ ؟ فقلت أن الياهو نحماد أحضرني حتى أقول ما تريدون. فاكتبوا ما أردتم وأنا مستعد للتصديق عليه. فقال لي بتشوتو: تكلم بعد أن وضع يده في جيبه، إشارة على أنه مستعد لدفع المبلغ. فقلت له: إن جيبه صغير جداً ولا يحتمل أن يكون فيه كل المبلغ المتفق عليه. فقال: وماذا يهمك إذا كان هذا المبلغ سيعطى إليك من أي شخص كان ؟ فطلبت منهم ميعاد ثلاثة أيام لأجل أن أتفكر جيداً في المسألة. فقالوا وهل نحن أمامك نساء وأطفال ؟ وأن من يمكنه أن يتكلم بعد ثلاثة أيام يمكنه أن يتكلم حالاً. ثم أخبروني أن جناب القنصل مستعد أن يحلف أمامي بشرفه أني سأبقى معه دائماً مع عائلتي، أو يرسلني إلى الإسكندرية، أو إلى حلب بصفة ترجمان إذا أردت. ويمكنه أيضاً إرسالي إلى بيروت أو إلى أي جهة انتخبها. فطلبت منهم أن يبقوا هذه المسألة إلى الغد. ثم كلموني بأقوال كثيرة لا أتذكرها. فقلت لهم إن الليل أرخى سدوله، وكلام الليل يمحوه النهار. والأوفق الانتظار للغد. فأجابوني أنهم سيعطوني مسافة ستة أيام، على شرط أنه عند حضوري بعد هذه المدة تكون أقوالي بالإيجاب والقبول !! وفي ثاني يوم والذي هو يوم الثلاثاء توجهت عند نحماد فسألني عن شريكي الذي أريد أن أستشيره، فأخبرته أنه محمد التلي. فأجابني أن ما يعرفه التلي أعرفه أنا. فقلت له إني أخافه. فقال لا تخف من أحد. فقلت له إني سمعت أنك توجهت عنده وعرضت عليه أربعة آلاف دوقة هولاندية[5]. فأجابني بأنه ذهب حقيقة عنده ولكنه غير واثق به. وعلى أي حال فأنه سيخبره بأن يقابلني لأجل المداولة معاً في هذا الموضوع كما أرغب، فلا يكون عندي خوف ولا ارتياب. ثم أردت الذهاب إلى التلي لأقص عليه ما جرى وذهب نحماد لاستحضار النقود. فلما سمع التلي هذه المسألة توجه إلى القنصلاتو، واستدعاني جناب القنصل يوم الأربعاء، وسألني عن معلوماتي، فأجبته بما أخبرت الآن به دولتكم. فأمرني أن أذهب وأستحصل على كتابة منهم بخط يدهم وأن أستلم المبلغ منهم، وأستحضره لجنابه حتى يرسلني مع هذه الأدلة بعد هذه إلى دولتكم. فتركته وذهبت عند الياهو نحماد، وأخبرته أن التلي رضي بما اقترحته عليه فما عليه إلا أن يستحضر النقود ويتوجه عنده معي لإعطائها له. فقيل لي أن أوجد شخصاً يستلم النقود، أو أترك المبلغ داخل صندوق في قنصلاتو النمسا يعطوني مفتاحه مؤقتاً لحينما أشهد بما وعدت بأن أشهد به، وبعدها استلم المبلغ نهائياً، وورقة الحماية. فأجبتهم بأني لا أعرف غير دكاني وجيبي فلا أرضى بوضع المبلغ إلا عندي أو عند التلي. ثم اتفقنا أني أحضر بعد المغرب مع التلي المذكور. فذهبت عند التلي ولم أجده في منزله. فأخبرتهم بذلك فحلفوني بشرف زوجتي أن أقول لهم الحق، وأنه يلزم أن أصدقهم لأننا أكلنا خبزاً وملحاً سوية، وأنهم علموني أن التلي المذكور طلب لدي شريف باشا. وسألوني عن سبب طلبه فأجبتهم بأني لا أعلم ذلك، غير أني سأستحضره أمامكم وإني متأكد أنه لا يبوح بالسر. ثم ذهبت بعد ذلك إلى التلي، وقابلته في الطريق وهو راجع إلى منزله، وأخبرته بقلق الجماعة عندما علموا أنني توجهت إلى السراي، وأنهم يريدون أن تتوجه معي. فأجابني إذا عيل صبرهم فليحضروا ومعهم المبلغ. فذهبت إلى نحماد، وأخبرته بذلك. فاسترجعني لاستحضاره. ولما رجعت إليه وجدته في منزل حنا الطويل. فأخبرته بضرورة توجهه معي عند نحماد. وفي الأثناء طرق الباب شخص يدعى جورجي الحماني، وأخبرنا أنه حضر إلى منزل التلي جماعة من اليهود يطلبونه. فخرجنا إليهم ووجدنا الياهو نحماد، وخادماً معه. فسألنا جورجي عن اليهودي الآخر الذي كان معه ؟ فقال لنا إنه منتم لدولة أوروباوية واسمه إسحاق زلطة. وذهب مع اثنين أو ثلاثة من أبناء طائفته نحو باب حارة اليهود. ثم دخلنا في منزل التلي، وكلمه نحماد في المسألة التي حضر بخصوصها. استحضر السيد محمد التلي وتليت عليه أقوال رفيقه المذكور، فقرر أن أقوال صيدناوي مطابقة للواقع. ثم وجه الخطاب إلى دولتلو باشا قائلاً: وما يثبت ذلك هو أني فيما سبق أخطرت دولتكم بهذا الأمر، وإنهم كانوا متفقين على إعطائنا المبلغ أمس مساء. وإني كنت مستعداً أن أحضر اليوم وأقص على مسامعكم ما يتم. وأزيد الآن أن الياهو نحماد كان يريد أن يأخذني إلى منزله (كما يعلم بذلك جورجي ومحمد البواب) ولكنه غير فكره وتوجه نحو حارة اليهود لما علم من إسحاق زلطة أني حاضر من منزل حنا الطويل. ولما دخل الياهو قال لي: إننا كنا اتفقنا معك حقيقة في أول الأمر ولكنا الآن لا نثق بك. غير أني حضرت الآن عندك بسبب الوداد القديم الذي بيننا، ولأجل نفعك، فلا تخف وأعتقد أن جناب قنصل النمسا يريد أن يحميك حماية كلية. إلا أني سمعت أن أشخاصاً آخرين وعدوك بمبلغ /خمسين ألف قرش/ فهل وجدت منهم غير الكذب والأقوال الفارغة ؟ وقد غشوك وأضاعوك. أما نحن فعادتنا الدفع فوراً. فعليك أن لا تعدنا بشيء كتابة إلا إذا وجدت المال داخل كيسك هذا. والخواجا بتشوتو يهنئك ويرجوك أن تصفح عما حصل بينك وبينه، ويريد لك كل الخير، فعليك أن تصدقني فيما قلت، وإلا فهلم إلى جناب القنصل،وهو يؤكد لك ذلك بشرفه،ويحلف إسحاق بتشوتو أمامك بما لا يجعلك مرتاباً في أقواله. فأجبته بأني أصدقه، وأحافظ على الوعد إذا كان يدلني على ما أفعله، لأني اتفقت على ذلك مع خليل صيدناوي. وبعد هذه الحادثة طلبت أن يستحضر لي المبلغ مع من يريد، ولو مع أحد من القنصلاتو، إذا كان يخاف من إنكاره، وعليه أن يحرر مسودة بما يريد، وأنا أنسخها وأختمها بختمي وإمضائي. فأجابني بأنه ليس لديه مسودات، وأنه يريد أن أكتبها أنا. فأجبته أني لا أعلم في مسألة الأب توما غير الحقيقة الظاهرة للجميع كالشمس في رابعة النهار. فإذا كان لديكم طريق آخر لا يعود علي وعليكم بالضرر فعليكم أن تعلموني به وأنا أتبعه. فأجابني أريد منك أن تقول الحق، لأنه إذا كان لدينا طريقة أخرى كالتي تقول عنها لما كنا احتجنا إليك. فأجبته وأنا أيضاً إذا كنت أعلم غير ما قلته لكنت أخبرت به. فقال نحماد: إن صيدناوي طلب منه مبلغاً وهو يدله على محل وجود الأب توما. ويظهر من عدم توجهي معه لدى القنصل أني لا أثق به. فإذا يلزمني أن أدعه يذهب من حيث أتى. فقلت له: إني لا أعرف شيئاً، وأنه كان صيدناوي أخبره بشيء ما فها هو حاضر. فعندئذ توجه المذكور خطابه إلى صيدناوي قائلاً: ألم تقل لي ذلك فأجابه: نعم قلت، وسأقول ذلك، فأعطني النقود،وأنا أخبرك بمحل وجود الأب توما. وبعد هذه الحادثة انسحب السيد محمد التلي. سؤال من القنصل إلى صيدناوي: كيف تؤكد لهم أنك ستخبرهم بمحل وجود الأب توما ؟ ج ـ نعم أؤكد ذلك، لأني أعلم بمحل وجود عظامه كما تعلمون جنابكم أيضاً بذلك. وكان قصدي أن آخذ الدراهم وأقول الحق. وإذا حصلت مشاحنة أو مشاجرة بيني وبينهم بخصوص ذلك أحضر أمام الباشا وهو يفصل في القضية. انتهى تحقيق قضية الأب توما [1] ـ موظف في القنصلية الفرنسية. (م)[2] ـ أي خمسة آلاف دينار عثماني ذهباً. (م) [3] ـ لأن أحد المتهمين موظف في القنصلية النمساوية، وجنسيته نمساوية وهو إسحاق بتشوتو ومعلوم أن البلاد إذ ذاك في عهد لدولة العثمانية كانت ترزح تحت نير الامتيازات الأجنبية (م) [4] ـ التفلين عند اليهود لباس يلبسه الحاخام على ذراعيه وقت التقديس، وهو من الأشياء المقدسة التي يعتبرها اليهودي غاية الاعتبار، كما يعتبر المسيحي الإنجيل والصليب، أو كما يعتبر المسلم القرآن. [5] ـ الدوقة عملة من الذهب تختلف قيمتها على حسب البلاد فمنها ما يساوي تسعة فرنكات ونصف ومنها ما يساوي أحد عشر فرنكاً وخمس سنتيمات ويوجد منها عملة فضة قيمتها من 3.25 إلى 5.2 فرنكات. |
القسم الثاني كتاب (شارل لوران) في حادثة قتل الأب توما، وخادمه إبراهيم عمار الكتاب الثاني حادثة الخادم إبراهيم التحقيقات التي جرت في قضية قتل إبراهيم عمار (2) يوم السبت 18 محرم سنة / 1256 هـ سؤال من الباشا ـ لما حضرت في /16 محرم/ لاستجوابك في مسألة قتل خادم الأب توما دعينا خادمك أمامك، وشهد أنه في الليلة التي ذهبت فيها عند جرجس مقصود كان ذلك بعد العشاء بنصف ساعة تقريباً، وأبواب الحارات كانت مقفلة، وفتحت لك. وبعد هذه النقطة انصرفت قائلاً أنه ليس عندك أجوبة أخرى ورجعت إلى القنصل بدون إتمام التحقيق. وها قد حضرت الآن فهل تريد أن تجاوب عما قاله خادمك أمامك ؟ بتشوتو ـ ولو أني لست ملزماً بأن أجاوب عن شهادة صارت من خادمي ولكني أجاوب لأوضح الاختلافات الموجودة في أقواله لتنوير رؤسائي الغائبين عن دمشق ولا ينظرون ما يجري في هذه القضية، فأقول: إن الخادم قرر أني ذهبت بعد العشاء بنصف ساعة أو بساعة وربع. وفي المرة الثانية قال أنه ذلك كان بعد العشاء بنصف ساعة فقط. ولكن الخادم معذور، لأنه وضع في السجن قبل استجوابه، وباب الخوف طويل وعريض، والحياة ثمينة. وقال جرجس مقصود: إننا وصلنا عنده قبل حضور أحد بعد المغرب بساعة وشهد الصوابيني أننا وصلنا عند جرجس مقصود الساعة اثنين ونصف أو ثلاثة ليلاً. ويستنتج من شهادة بطرس جاهل أنه حضر الساعة اثنين ونصف فوجدنا هناك. وشهد جرجس مقصود في مواجهة الصوابيني أننا وصلنا الساعة واحدة تقريباً، وأنه أرسل خادمه بعد وصولنا ببرهة ليدعو (ميخائيل صالة)، ولما رجع الخادم وجد عنده (شهادة ندافيت) والمعلم (إبراهيم أيوب)، وقال أنه غير ممكنه الحضور فأرسل له مقصود رسولاً آخر لتجديد الدعوة. ثم ذهب الصوابيني وحضر بعد خروجه بطرس جاهل الساعة اثنين ونصف على حسب ما قال. فجميع الوقت الذي مضى بعد مجيئنا ينحصر في لحظة مضيناها عند مقصود وفي المسافة التي لزمت الخادم للتوجه عند (صالة) ورجوعه وإرسال الصوابيني. فشهادة مقصود المؤداة بعد مسألة قتل الأب توما بعشرة أو اثني عشرة يوماً أثبتت كذب شهادة الصوابيني. ومع ذلك فهذا الأخير معلوم لدى الخاص والعام بالكذب. وإذا وافقتم فأحضروا مقصود ودعوه أن يشهد في مواجهته. الباشا ـ يستنتج في ذلك أنك تشك في شهادة الخادم لأنها تأدت بعد حبسه. ومع ذلك فإن الشخص لم يحبس إلا بعد أن قال مراد الفتال أنه قبل ضبط عائلة هراري بليلة واحدة توجهت أنت عندهم، ثم طلبت مراد فارحي، فذهبت عنده بعد انتهاء العزومة، وأنه بعد وصولك أرسلت خادمك يخبر داود هراري بأنه لا لزوم للخوف لأنه لا موجب لذلك. ثم سألنا الخادم عن الوقت الذي توجهت فيه عند مقصود، وحبسناه لمواجهتك به وإتمام استجوابه، وقد علمت بعد ذلك أن حنا بولاد وإبراهيم غورا تقابلا معك في الطريق عندما كنت متوجهاً عند مقصود، فاستحضرتهما أمس يوم الجمعة ورصدت شهادتهما في المحضر، وسأطلعك عليها. أما من خصوص طلبك مقصود وصوابيني لإعادة شهادتهما فلا نرى مانعاً من إجراء ذلك. وسأستحضرهما مع حنا بولاد وإبراهيم غورا لتسمع ما يقولون. استحضر حنا بولاد وإبراهيم غورا فشهدا بما قالاه قبل. ثم حضر مقصود، وسئل بناء على طلب بتشوتو عما حصل في ليلة الخميس وعن الوقت الذي حضر فيه بتشوتو، وكان ذلك بحضور صوابيني، فأجاب: مقصود ـ أنا ما كنت محافظاً على الساعة في يدي حتى أعلم وقت وصول بتشوتو. ولما سألني جناب قنصل إنكلترا عن هذه المسألة من خمسة عشر يوماً أخبرته أن مجيء بتشوتو كان بعد المغرب بثلثي ساعة أو أكثر. ولكن في يوم الأربعاء /15/ الجاري تقابلت مع حنا فريج في خان أسعد باشا، فقال لي: يوجد أربعة شهود مهمين يشهدون أنهم نظروا إسحاق بتشوتو وهو متوجه عندي قبل العشاء، وأحدهم يسمى إبراهيم غورا. ثم توجهت إلى السوق وتقابلت مع يوسف عيروط، وأخبرته بما قال حنا فريج، فقال لي: إن أقوال حنا فريج المذكور حقيقية. ففهمت حينئذ من أقوالهما أنهما يريدان أن أصمم على أقوالي. وعلى أي الأحوال قد أخبرت بما أعلم وما معصوم من الغلط إلا الله. وأجاب الصوابيني أن وصول بتشوتو عند مقصود كان ما بين الساعة اثنين ونصف وثلاثة. وعندما توجه (أي الصوابيني المذكور) إلى ميخائيل صالة كانت الساعة ثلاثة ونصفاً تقريباً. إسحاق بتشوتو ـ أما من خصوص شهادة فارحي فإني أبديت ملحوظاتي عنها. أما شهادة بولاد وغورا فإنه لا يخفى أن بعض الأشخاص يريدون هلاك الأمة اليهودية، ويبذلون الجهد لتحقيق أمنيتهم. وأظن أن سمو الوالي الأكبر الخديوي وقائد العسكر، عالمان بذلك. ورؤسائي سيطلعون على هذه الشهادات، ونظرهم يكفي. الباشا ـ ظهر من التحقيق أنك كنت معزوماً في حارة من حارات المسيحيين ومررت في الساعات السابق تعيينها، ونظرك من شهد، فقلت إن هذه الشهادات لا يعول عليها لأنها تأدت لأغراض خصوصية. ثم قلت إن قصد بعض الناس هلاك الأمة اليهودية، وأن سمو الوالي الأكبر الخيدوي محمد علي باشا وسعادة قائد العسكر يعلمان بذلك، فأخبرني كيف علمت هذا الأمر ؟ ثم شهد بعض الشهود، كمراد الفتال خادم داود هراري، والمعلم أصلان فارحي، وخادمك الذي عين الساعة التي ذهبت فيها إلى الخواجا مقصود، فلم تقبل أيضاً شهادتهم. فقل لنا عن الذين تريد سماعهم في هذه القضية ؟ بتشوتو ـ يظهر لي أن هذه التهمة سببها خبث النية والكراهة الزائدة. وأما ما قلته من أن سمو الوالي الأكبر الخديوي، وقائد العسكر، يعلمان بقصد من يريد هلاك اليهود فإني لم أقل ذلك على سبيل الجزم بل عن طريق الظن إذ من المحتمل أنهما يجهلونه. وأما من خصوص رفض شهادات اليهود والمسيحيين فإني أجبت في المحضر المؤرخ في 16 الجاري عما يختص بأقوال أصلان فارحي. والآن أبدي ملحوظاتي بخصوص ما قاله مراد الفتال خادم داود هراري فأقول: إن هذا الخادم رأى أن يتهمني زوراً وبهتاناً بعدما حبس /15/ يوماً، وعذب بالضرب فقال إنه نظرني عند مراد فارحي لما ذهب إليه من طرف مخدمه، ليخبره عما حصل بخادم الأب توما. وقال أيضاً إني ذهبت ثاني يوم، أي يوم الخميس، عند سيده داود هراري الساعة ثلاثة صباحاً تقريباً وكان هناك أصلان فارحي ومراد فارحي وهارون اسلامبولي ويحي ماهر فارحي، ولكنه كذاب فيما قاله وقد دافعت عن نفسي بكيفية صريحة، وعينت محل وجودي من يوم الأربعاء لغاية ظهر يوم الخميس. وزيادة على ذلك فإن أصلان فارحي كذب أمامكم مراد الفتال خادم داود هراري فيما قاله بخصوص وجودي عند داود هراري يوم الخميس التالي ليوم فقد الأب توما، وأكد أني لم أذهب هناك. ومن ذلك يظهر لكم جلياً كذب الخادم المذكور، لأني إذا كنت ذهبت حقيقة عند داود هراري الساعة الثالثة كما قال مراد الفتال ما كان مراد فارحي ينكر ذلك. وقد زاد مراد الفتال رواية أخرى بعد عشرة أيام وهي أني توجهت عند ماهر فارحي وكنت حضرت وقت قتل الأب توما، فأظن أن أقوال هذا الخادم لا يعول عليها خصوصاً وأنها صدرت منه بعد أربعين يوماً أمضاها في الحبس قاسى الضرب والعذاب الأليم. أما شهادات الشهود المسيحيين فأنها تأدت بسوء نية لأنهم يقولون أني ذهبت عند مقصود الساعة اثنين مع أني كنت هناك الساعة الواحدة. هنا عمل شريف باشا بعض ملحوظات باللغة التركية إلى بحري بك، وكلفه أن يأمر الكاتب أن يكتبها باللغة العربية في المحضر، فأبى بتشوتو، وقال لبحري بك سعادة الباشا هو الذي له الحق في أن يضع الأسئلة لا أنت. فكف وقتئذ بحري بك عن العمل، وتعطل التحقيق لغاية انتهاء الباشا من أشغاله مع الكاتب التركي الذي كان حضر إليه. صورة إفادة من شريف باشا إلى قنصل النمسا بتاريخ 18 محرم سنة /1256/ هجرية وقد حضر اليوم بتشوتو وسئل، ولكن عند إعطائه آخر جواب اشتغلت بمسألة مع الكاتب التركي، وأبديت بعض ملحوظات لصاحبي المحترم بحري بك باللغة التركية حتى يترجمها ويرصدها في المحضر، فغضب بتشوتو ووجه الخطاب لصاحبي قائلاً له: هل أنت الذي لك الحق في وضع الأسئلة أو الباشا ؟ فكف صاحبي المذكور عن استجوابه وليست هذه الملحوظة من بتشوتو تليق بمقام رجل مثل بحري بك حتى ولو كان محقاً. وعلى أي حال فقد تعطل التحقيق لغاية انتهاء المسألة التي كنت مشغولاً بها. وأني أجهل سبب حصول هذا التعدي من بتشوتو، وهل حصل ذلك من تلقاء نفسه أو بإذن منكم ؟ أرجوكم الإفادة. أما من خصوص حبس الخادم الذي تدعون أنكم تجهلونه وأخذتم عنه ملحوظة، فأجيبكم بأنه لدي مكتوب منكم مؤرخ في 18 ذي الحجة سنة /1255/ مذكوراً فيه ما نصه (إذا لزم من الآن فصاعدا استجواب أي شخص منتم لدولة النمسا أو التوسكان بخصوص هذه القضية (وهي قضية الأب توما وخادمه) فإني أصرح بأن تستحضرونه لاستجوابه وإذا لزم الحال لحبسه فلا مانع) هذا ما ذكر في تلك الإفادة بالحرف الواحد بخصوص المنتمين[1] مع أن هذا الخادم من رعايا الحكومة المحلية، وحبس لأن مراد الفتال قال: بتشوتو كان عند إخوان هراري قبل ضبطهم بليلة، وأن الذي دعاه هو مراد فارحي، وبعد وصوله هناك أرسل خادمه لعائلة هراري يخبرهم بأنهم لا يلزم أن يكونوا خائفين لأنه لا موجب لذلك. فاستحضرته لاستجوابه عن هذه الوقائع فأقر بحصولها. ثم سئل عن الوقت الذي توجه فيه عند مقصود فقال أنه توجه بعد العشاء بنصف ساعة أو أكثر فترآى لي أنه من الضروري حجزه لمواجهته مع معلمه، ولذلك حبسته ولا ضرر من بقائه، خصوصاً أنه من رعايا الحكومة المحلية، مع أنه لدي الإفادة التي تصرح لي بضبط كل منتم لدولة النمسا أو التوسكان إذا انحصرت فيه الشبهة، ويظهر أن جنابكم نسيتم هذه الإفادة. يوم الأحد /19 محرم سنة 1256/ هجرية يوم الاثنين /20 محرم سنة 1256 هـ/ أولاً ـ قلت أنك وجدت هنا سوء نية، ولم توضح من الذي استعملها معك، ولا كيفية حصولها، وماذا تعني بقولك هنا ؟ ثانياً ـ قلت أيضاً أنك أجبت سابقاً على شهادة أصلان فارحي. على أن ما قلته لا ينفي تلك الشهادة كما أوضحنا لك ذلك سابقاً. ثالثاً ـ قلت إن شهادة مراد الفتال لم يؤيدها إلا بعد حبسه ثلاثين يوماً وبعد ضربه وتعذيبه، وأنه شهد ضدك زوراً. ومع ذلك فأنه قرر من أول ما سئل أنه ذهب ليدعو الحلاق من طرف سيده، ووافق سليمان الحلاق على ذلك الكلام. وعندما قال ذلك لم يحبس ولم يهدد ولم يهان، بل بعد إقراره ومصادقة الحلاق عليه خلى سبيله. ثم تراءى لنا إعادة سؤاله عن المحل الذي ذهب إليه بعد تأدية المأمورية التي كان مكلفاً بها نحو الحلاق. فلما حضر صادق على وجود رفائيل فارحي. فأنكر الخادم المذكور ما كان اعترف به فضرب على رجليه. وظهر بعد ذلك أن سبب إنكاره نظرة توجهت إليه من المعلم رفائيل فارحي، وقال أنه خاف من المعلم رفائيل المذكور لئلا يتسبب في هلاكه إذا رجع إلى الحارة. ولم يحصل ضرب ذلك الشاهد سوى هذه المرة. أما سبب اعترافه بعد ثلاثين يوماً فلأني كنت مشغولاً تلك المدة في اكتشاف الوقائع المختصة بقتل الأب توما، ولم نر استجوابه عن مسألة الخادم ضرورياً. فلما تم تحقيق قضية القسيس ابتدأت في تحقيق قضية الخادم، وسألت حينئذ مراد الفتال فشهد ضدك بما سمعت. ثم إنك قررت أن اعترافه يخالف ما قاله أصلان، لأنه قال: إن أصلان أنكر ذلك الأمر بالكلية. وعلى حسب فكري حيث أن أقوال هذين الشخصين وجدت مطابقة لبعضها فيما يختص بوقائع قتل خادم الأب توما في منزل ماهر فارحي وحضورك مع الجانيين، حيث كنت ماسكاً إحدى رجليه وأصلان ماسكاً الرجل الأخرى، كل ذلك يكفي لاعتبار هذه الشهادات حقيقية ولو أن فيها بعض اختلاف فيما يختص بوجود أصلان ثاني يوم الواقعة في منزل هراري. على أنه لا يلزم التمسك بجزء من الاعترافات وطرح الجزء الآخر منها ظهرياً. بل إذا اعتبرت أن إقرار أصلان حقيقي يلزم أن تقبله بأجمعه، فلا يصح أن تعتبر ما هو في صالحك وتترك ما يضرك. رابعاً ـ قلت: إن شهادة الشهود مزورة، وأنك أثبت وجودك في محلات عينتها من يوم الأربعاء إلى يوم الخميس الظهر طبقاً لما قررته في المحضر المؤرخ يوم الجمعة 3 /محرم سنة/1256. وجاء في أقوالك أنه: (في ليلة فقد الأب توما توجهت عند جرجس مقصود قبل العشاء، وصادق مقصود على ذلك، وارتكنت أنت على شهادته بقولك أنها أهم من شهادات الصوابيني وخادمك. ولكني استحضرت بعد ذلك (غورا، وبولاد) فقررا أنهما تقابلا معك في شارع (كوكاساي) وأنت متوجه عند مقصود بعد العشاء الساعة اثنتين تقريباً ليلاً. وهؤلاء الشهود مشهورون بالشرف والذمة، وأهم من مقصود الذي تتمسك بشهادته. على أني استحضرت مقصود ثانياً بناء على طلبك لمواجهته مع الصوابيني، فقرر كما هو مثبت في المحضر بأن فريجاً وعيروطاً قد غشاه في شهادته الأولى. وحيث أن شهادته الثانية جاءت منافية للأولى فيوجد عندي شك في كل ما قاله، واستبعد شهادته. وحيث أنه ثبت من جهة أخرى بشهادة شهود معتبرين أنك توجهت عند مقصود الساعة اثنتين ليلاً تقريباً، ويظهر من شهادة أصلان فارحي، والخادم مراد الفتال أنك كنت من ضمن القاتلين لخادم الأب توما الذي ذبح بين المغرب والعشاء، فإنكارك بعد ذلك وادعاؤك إنك كنت عند مقصود في هذه الليلة لا يبرآنك من التهمة. قلت من جهة أخرى أنك متأكد من وصولك عند مقصود قبل الساعة واحدة ليلاً واستنتجت من ذلك أن شهادة (بولاد، وغورا) صادرة عن سوء نية، ولكنك معذور فيما قلت، لأنك لو قبلت هذه الشهادات على علاتها تضر بمصالح الدفاع عن نفسك. يوم الخميس /23 محرم سنة 1256هـ/ طلب إسحاق بتشوتو للإطلاع على الأسئلة السابقة وإبداء ملحوظاته فأطلع عليها، وقال: بتشوتو ـ إني مصمم على إنكاري، وأقول: إني لا أعلم بمسألة قتل الأب توما وخادمه. أما أسماء الأشخاص ذوي النية السيئة بالنسبة لي فسيطلع رؤسائي على هذه القضية، ويثبتون سوء النية. وهذا كافٍ. والإجابة التي صدرت مني بخصوص ما قاله أصلان فارحي كافية، وسيطلع رؤسائي عليها وعلى شهادة مراد الفتال، ويميزون الغث من السمين، خصوصاً وأن هذه الشهادة تأدت بعد تعذيبه. قلتم دولتكم: (إنه يلزم أن اعتبر شهادة أصلان فارحي كما هي وبأجمعها مع أنها مضادة لما قاله مراد الفتال خادم داود هراري بخصوص عدم حضور أصلان يوم الخميس ثاني يوم قتل الأب توما في منزل هراري)، فحاشا لله أن أوافق على ذلك. ولكن الذين أغووا أصلان على الاعتراف نسوا أن يعلموه شهادة موافقة لأقوال الخادم مراد الفتال. ومن ذلك يظهر أن هذه الشهادات كاذبة، ونظر رؤسائي كافٍ لاكتشاف خفايا التهمة الزور التي توجهت نحوي. يظهر أن قصد دولتكم استبعاد شهادة مقصود أنه حضر يوم السبت لإعادة شهادته أمام الصوابيني وقال أن فريجاً وعيروطاً غشاه في شهادته الأولى. ولكن قد شهد مقصود المذكور أمام قنصل انكلترا بعد عشرين يوماً على الأكثر، وكانت تلك الشهادة حقيقية، فلا يمكن استبعادها والحالة هذه. أما ما أبداه من أن فريجاً وعيروطاً غشاه بعد خمسة عشر يوماً فهذا لا يهمني، وعلى رؤسائي أن يميزوا هذه الشهادة وغيرها. قلتم أيضاً (إن ادعائي بوجودي عند مقصود في هذه الليلة لا ينفي عني التهمة) والحقيقة أني كنت هناك في تلك الليلة قبل الساعة واحدة ليلاً كما يعلم الله. أما باقي الشهادات فهي مبنية على سوء النية كما سيظهر ذلك أمام رؤسائي. وحاشا أن تسمح الحكومة النمساوية بأن يذهب أحد رعاياها ضحية لسوء نية الآخرين. وأختم أقوالي بأني لا أعلم شيئاً، وأسأل الله أن يساعدني لصالح الحقيقة. الباشا ـ قد سئلت عن مسألة قتل خادم الأب توما لا عن مسألة القسيس فلا يلزم أن تذكر هذه المسألة الأخيرة ضمن أجوبتك. وقلت (أن كل من شهد ضدك شهد بسوء نية). على أن هذا التعليل ليس له معنى ومن الضروري أن تثبت لنا بأدلة قاطعة وجود سوء النية وكيفيتها لأجل أن ننظر في ذلك. ولكن مجرد إدعاء أن الشهادات كاذبة ومبنية على سوء النية لا يعول عليه. ثم ذكرت أن أصلان فارحي لم يشهد بما قال من تلقاء نفسه بل أغري على ذلك، فأخبرنا من هم الذين أغروه، وقل لنا عن أسمائهم إن كنت من الصادقين. بتشوتو ـ قلتم: (إن الأسئلة الموجهة لي تختص بمسألة الخادم لا بمسألة القسيس). ولكني ذكرت ذلك لأن مراد الفتال شهد بأني عالم بالمسألتين. فالتزمت أن أقرر بعبارة صريحة عدم علمي بمسألة الأب توما ولا بمسألة خادمه. وقلتم أيضاً: (أن مجرد ادعائي أن الشهادات مزورة لا يعول عليه) فأجيب بأني عينت محل وجودي في أيام الواقعة ساعة بساعة وذلك من ظهر يوم الأربعاء الذي فقد فيه الأب توما إلى يوم الخميس الظهر. ولكني ما كنت أعلم أني سأتهم في هذه القضية حتى كنت أستحضر شهوداً تصاحبني أينما أذهب، غير الشهود الذين كنت عندهم. ولكن رؤسائي سيقدرون شهادة جرجس مقصود وشهادة باقي الشهود حق قدرها. طلبتم أن أعين أسماء من أغروا أصلان فارحي، فأقول: (إنه لا لزوم لذلك، لأن كذب هذه الشهادة سيظهر أمام رؤسائي بدون أدنى عناء). الباشا ـ أجبت عما يختص بمسألة اتهامك بقتل خادم الأب توما (التي قال فيها خادم داود هراري أنك كنت حاضراً مع المتهمين) بأنك تجهل مسألة قتل القسيس والخادم معاً. ومع ذلك لم يتهمك خادم هراري بقتل الأب توما، وأنا لم أوجه إليك سؤالاً بخصوصها. فأستنتج من أقوالك أنك تريد مجرد الإنكار بدون إبداء أدنى دليل. وقلت من جهة أخرى: (إنك عينت الجهات التي كنت فيها من يوم الأربعاء إلى ظهر يوم الخميس، وأنك كنت تجهل اتهامك في قضية مثل هذه حتى كنت تصحب معك شهوداً غير الذين كنت عندهم) ولكن ذلك الدفاع لا يجدي نفعاً لأنك لم تثبت لغاية الآن أين كنت في الساعة التي فقد فيها خادم الأب توما، ولم يشهد من كنت معه في صالحك. أما مقصود فليست شهادته مهمة في الدعوى، لأنه قال أنه لم ينظر الساعة وقت حضورك حتى يعرف متى حضرت بالضبط. وقد حضر شهود آخرون، وكذبوه في شهادته، ثم حضر مقصود المذكور ثاني مرة، بناء على طلبك، وشهد بما يخالف شهادته الأولى. فيستنتج من ذلك أن أقوالك كلها غير حقيقية. ومن الغريب أنك تذكر رؤساءك أثناء التحقيق وترتكن على أنهم سيميزون بين الغث من السمين في هذه القضية، مع أنهم غير حاضرين الآن، ولا يمكنهم استحضار من يلزم لتنوير الدعوى. وقد لاحظت أنك تذكر لفظة (رؤسائي) جملة مرات في التحقيق. فيظهر أن لديك قصداً خفياً فقل لي عنه. بتشوتو ـ قلتم دولتكم: (أني لم أُسأل عن قتل الأب توما، ولم يتهمني الخادم مراد الفتال بذلك، مع أني ذكرت في هذه المسألة في جوابي، فيظهر أن قصدي مجرد الدفاع عن نفسي بالإنكار) فأقول بأن أول كذبة لفقها ضدي الخادم ادعاؤه بأني كنت حاضراً عند مراد فارحي لما ذهب من طرف معلمه داود هراري ليخبره بما حصل في مسألة الأب توما. وزاد أيضاً على ذلك (أني وجدت عنده ثاني يوم أي يوم الخميس صباحاً، وأن المتهمين بقتل القسيس كانوا يسألوني كيف صنعت بالخادم فأجبتهم كما صنعتم أنتم بمعلمه). وقد سئلت في أول مرة عندما حضرت أمامكم عن مسألة فقد الأب توما بناء على ما اتهمني به الخادم المذكور، فأنكرت علمي بهذه المسألة. وأزيد الآن: إني ما كنت عند مراد فارحي، ولم أذهب في ثاني يوم عند داود هراري، وكل ما قيل ضدي غير حقيقي. قلتم أيضاً: (لم أوضح الوقت الذي عينته من يوم فقد الأب توما أي يوم الأربعاء إلى يوم الخميس بعد الظهر بنصف ساعة). على أني عند حضوري في أول مرة في يوم الجمعة /3 محرم سنة /1256/ صرحت بما يلزم أن أقوله، وليس في الإعادة إفادة. أما من خصوص ما رأيتموه في شهادة مقصود فهذا أمر ليس من شأني المعارضة فيه، ورؤسائي الذين سيحاكموني سينظرون إذا كانت شهادته يعول عليها أو لا !! وأما من خصوص قولكم (إن رؤسائي غير حاضرين) فمن المعلوم أنهم مع عدم حضورهم سيدققون النظر في هذه القضية بالنسبة لي، مع أنهم سيحكمون فيها طبقاً لما هو مدون في المحضر، وتقارير وكيلهم الحاضر هنا. الباشا ـ قد اكتفيت بملحوظاتك التي أبديتها بخصوص مسألة قتل الأب توما، وبالأجوبة المأخوذة في /3 محرم/ مع ما قلته سابقاً في التحقيق. فكل ذلك مع المعاينة التي حصلت في /19 محرم سنة 1256/، وما صار رصده في المحضر المحرر في ذلك اليوم، يثبت التهمة قبلك. ولكنك لم تجاوب عما سألتك بخصوص ذكر رؤسائك في كل لحظة. فقل لي عن هذا الأمر أيضاً حتى يكون كل شيء مرصوداً في محضر التحقيق، لأنه من المعلوم أنه بعد قفل المحضر لا يعول على ما يقال فيما بعد، ولا يكون مرصوداً في ذلك المحضر. وها قد أفهمتك بالأدلة التي تثبت التهمة قبلك وفعلت الواجب عليّ. هنا صار تلاوة المحضر الذي تحرر في محل المعانة على بتشوتو. بتشوتو ـ تدعون أن الأدلة التي في القضية كافية لإدانتي فهذا الأمر لا شأن لي فيه، بل هو من اختصاص رؤسائي الذي سينظرون إذا كانت تلك الأدلة كافية أو لا. وأما من خصوص شهادة أصلان فارحي ومراد الفتال فإني مصمم على أنها شهادات كاذبة، وأفتكر أنه لا يعول عليها بالنسبة للمنتمين لدولة النمسا. ومع ذلك فإن من له السلطة له الإرادة أيضاً. يوم الجمعة /26 محرم سنة /1256هـ (لم يضبط هذا المتهم إلا في يوم 24 محرم أو قبل ذلك بيوم واحد فقط) سئل المتهم ماهر فارحي: الباشا ـ قل لنا ماذا فعلتم بخادم الأب توما في منزلك، لأنه ثبت من وقائع الدعوى، واعتراف مراد الفتال خادم هراري، والمعلم أصلان فارحي الذي كان وقتها معك، أنك كنت حاضراً وقت القتل. فالأوفق أن تقول الحق ولا تلزمنا بضربك أو تعذيبك. ماهر فارحي ـ لا أعلم شيئاً في هذه القضية. وغاية ما وصلني هو أني كنت يوم الجمعة مع فرنسيس وفرعون لمشترى بعض من اللآلي، فأخبرني عن فقد الاب توما وخادمه. ولا أعلم خلاف ذلك. الباشا ـ إذا حضر أصلان فارحي، ومراد الفتال خادم هراري، وشهدا بذلك أمامك ماذا تقول ؟ ماهر فارحي ـ أقول: إنهما مجنونان وليس عندهما من العقل مثقال ذرة !! استحضر مراد الفتال وقيل له إن ماهراً حضر وأنكر. الباشا ـ يقول ماهر: إنك مجنون، فما قولك ؟ مراد الفتال ـ لو كنت مجنونا لاختلفت في أقوالي التي قلتها منذ أربعين يوماً وأنا في الحبس !! وحيث أني لم أغير شيئاً من أقوالي فهذا الزعم منه غير حقيقي. ثم قص مراد الفتال وقائع الدعوى أمام ماهر فارحي. وعندما وصل إلى النقطة التي يقول فيها (أرسلني معلمي إلى مراد فارحي وهارون اسلامبولي وماهر فارحي) زاد ما يأتي مخاطباً ماهراً: (وقد وجدتك مع أصلان وكنت متكئاً على العامود من جهة اليمين وهو على الشمال) ماهر فارحي ـ أين كان ذلك، أعند الباب ؟ مراد الفتال ـ نعم. (تفطن ماهر هذا السؤال الموجه منه للشاهد يدل على صحة أقوال مراد الفتال). ثم استمر مراد المذكور في قصته، وعندما وصل إلى النقطة التي قال فيها: (إن الدم وضع في الطشت ونقل بعد ذلك في زجاجة) قال له ماهر فارحي: هل أنت مطلع على أسرار الديانة حتى تعلم كل ذلك بدون أن يخفى عليك حرف واحد. الباشا إلى ماهر فارحي ـ إذا لمن تسلم عادة هذه الأسرار ؟ ماهر فارحي ـ ليس لمثل هذا الرجل تسلم الأسرار، وهو لا يعرف شيئاً في حادثة الأب توما ولا خادمه. ثم استحضر أصلان فارحي واعترف أمام ماهر فارحي، فقال هذا الأخير: الأمر في يد من له السلطة، وأنا لا أعلم شيئاً. الباشا ـ لا تتكلم بسرعة لأن الكاتب لا يمكنه أن يتبع حديثك. ولكن قل لي الآن: كيف عرف أصلان فارحي ما قاله أمامك، وهل أوصى إليه حتى أنه لما حضر أعاد ما قاله مراد الفتال بالحرف الواحد ؟! ماهر فارحي ـ لا أعرف. الباشا ـ لنفرض أنك لم تقتل الأب توما، وأنك لا تعلم بهذه القضية، فقل لنا أين كنت في الساعة اثنتين وربع ؟ ماهر فارحي ـ كنت في الكنيس، لأن ذلك الوقت ميعاد الصلاة. الباشا ـ من كان بجوارك في الكنيس ؟ ماهر فارحي ـ لا أتذكر !! هنا ألح عليه الباشا لأجل أن يجاوب عن هذا السؤال فعجز، وقال إذا قلت عن شخص، وسأله الباشا، وقرر أنه لم يكن حاضراً، ماذا تكون النتيجة ؟ الباشا ـ لنفرض أن كل ما جاء في التحقيقات غير حقيقي، فقل لي أين كنت في هذا الوقت، ومن كان معك ؟ ماهر فارحي ـ (لم يزد شيئاً على ما قاله من قبل) الباشا ـ إني أتذكر من كان معي في صلاة الجمعة من أسبوعين أو ثلاثة، ولو أني كنت لا أتوهم وقتها أني سأسأل عن أسمائهم. فكيف أنت مع التهمة الموجهة قبلك لا تفتكر من الذين كانوا بجوارك لأجل أن تدافع عن نفسك ؟ فإذا لم تثبت لنا صحة أقوالك تكون أقوال (أصلان، ومراد) هي الحقيقة. ماهر فارحي ـ لا أتذكر من كان معي، لكن نظرني في الكنيس رفائيل دوك، وموسى أبو العافية. الباشا ـ ماذا تقول إذا استحضروا وأنكروا وجودهما هناك ؟ ماهر فارحي ـ من المحتمل أنهما لم ينتبها لوجودي، أو يكونا نسيا ذلك. الباشا ـ في أي جهة من الكنيس كنت جالساً، أفي جهة الشرق، أو الغرب، أو الجنوب، أو الشمال ؟ ماهر فارحي ـ لا أعرف في أي جهة كنت جالساً. استحضر رفائيل دوك، وسئل ما إذا كان يذهب كل ليلة إلى الكنيس ؟ رفائيل دوك ـ إذا سمحت لي أشغالي بذلك ذهبت، وإلا فلا. وفي الصباح إذا ذهبت لأشغالي مبكراً اعرج على الكنيس. وإني أذهب إليه مرتين أو ثلاثة في كل أسبوع. الباشا ـ هل كنت هناك في ليلة فقد الأب توما ؟ رفائيل دوك ـ في هذه الليلة كان يوسف لينيوده حزيناً على وفاة ابنته، ولم يخرج من منزله. فذهبت عنده لتعزيته وقت آذان المغرب، ووجدت معه (متّى خبرين)، وشخصاً آخر لا أعرفه. وصلينا عند يوسف لينيوده تحت المصطبة. وجلست عنده لقرب العشاء. ثم رجعت إلى منزلي، ولم أذهب إلى الكنيس. وبعد تأدية الصلاة شربت القهوة، ودخنت في الشبق. استحضر محمد أفندي (موسى أبو العافية) ـ وسئل عما إذا كان يصلي كل ليلة في الكنيس أو في منزله ؟ فقال: موسى أبو العافية ـ كنت أصلي تارة في الكنيس المسمى بكنيس الفرنج، وتارة في منزلي أو في الخان. الباشا ـ قيل أنك كنت في الكنيس ليلة فقد الأب توما ؟ موسى أبو العافية ـ لا، لم أذهب إلى الكنيس، بل كنت عند داود هراري. الباشا ـ في أي وقت حضر لينيوده محل ما كنتم ؟ موسى أبو العافية ـ المغرب أو بعد المغرب بربع ساعة. (استحضر ماهر فارحي) ـ وتليت عليه أقوال الشهود، فقال: ماهر فارحي ـ لا أتذكر الآن من كان هناك ؟ الباشا ـ كيف ذكرت بحضور هذين الشخصين هناك، مع أنهما لم يوافقاك على أنهما نظراك في الكنيس ؟ ماهر فارحي ـ ماذا أقول ؟.. افتكرت أنهما كانا هناك، ولهذا السبب قلت عنهما. الباشا ـ قلت إنك لا تعلم بهذه القضية، وإنك لم تكن في منزلك، فقل لي أين كنت ؟ ماهر فارحي ـ لا أتذكر ومن الجائز أني أتذكر أسماء الذين كانوا معي من الآن لغاية باكراً[2]. يوم الاثنين /27 محرم سنة / 1256هـ الباشا ـ يلزم أن تخبرني بعبارة صريحة عما حصل في هذه الليلة، وفي أي وقت حصل قتل خادم[3] الأب توما في منزلك، وأين كنت في ذلك الوقت ؟ ماهر فارحي ـ قلت سابقاً أن اثنين نظراني في الكنيس. ولما سئلا أنكرا ذلك أمام دولتكم. فماذا أقول الآن ؟ وإذا أخبرت عن أسماء أشخاص آخرين فمن المحتمل أني لا أصدق. على أني كنت أجهل في ذلك الحين أني سأتهم في هذه القضية حتى كان يمكني أن ألتفت لمن كان حاضراً، وأطلبه بصفة شاهد عند الحاجة. الباشا ـ يظهر من ذلك حينئذ عجزك عن إثبات وجودك في الكنيس. ماهر فارحي ـ لا أتذكر من كان هناك حتى أني كنت أخبر عنه. انتهى تحقيق قضية إبراهيم عمار خادم الأب توما الخلاصة، والنتيجة القضائية وكيفية صدور العفو وفي أثناء التحقيق توفي من المتهمين اثنان، وهما: يوسف هراري، ويوسف لينيوده. وأربعة منهم نالوا العفو، لأنهم أقروا بالحقيقة، وهم: موسى أبو العافية المسمى الآن بمحمد أفندي، وأصلان فارحي، وسليمان الحلاق، ومراد الفتال. والعشرة الباقون حكم عليهم بالإعدام، وهم: داود هراري، وهارون هراري، وإسحاق هراري، والحاخام موسى بخور يودا المشهور بسلونكلي، وماهر فارحي، ومراد فارحي، وهارون اسلامبولي، وإسحاق بتشوتو، ويعقوب أبو العافية، ويوسف مناحم فارحي. وكاد ذلك الحكم أن ينفذ لو لم يفكر قنصل فرنسا في أن يعرض الحكم على دولتلو إبراهيم باشا لكي يجري المصادقة عليه. ففي أثناء تلك المدة اغتنم اليهود الفرصة، ووكلوا اثنين من عظمائهم في فرنسا وهما: كراميو، ومويز مونتيفيوري، فجاء كلاهما من فرنسا إلى الاسكندرية، مرسلين من قبل الاتحاد الإسرائيلي، وقدما عريضة لصاحب الدولة محمد علي باشا يلتمسان بموجبها إعادة النظر في الدعوى. فقال لهما: إني أفعل معكما أحسن من ذلك، وهو: أني أخلي سبيل المحبوسين وأأمر بإرجاع الهاربين إلى أوطانهم. وأظن أن ذلك أفضل من إعادة النظر في القضية، لأن إعادة النظر مما يتسبب عنها استمرار الضغائن بين المسيحيين واليهود، وهذا أمر لا أوده. وسأخبر القناصل بإرادتي، وأرسل أوامري الليلة إلى شريف باشا. وإني احب اليهود، لأنه شعب مطيع يحب الشغل وإني سأظهر لكم ما يفيد ميلي إليه بكل ممنونية[4]. ثم سلمهما فرمان العفو، فكتب هذا الفرمان وذكر فيه هذه الألفاظ لشريف باشا، وهي: اعف عن المسجونين.. فذهب المندوبان حينئذ إلى سمو الوالي[5] وأظهرا له تأثرهما من كلمة (اعف) التي تضمنتها عبارة الفرمان، لأن كلمة اعف تثبت الذنب، مع أن المتهمين بريئون مما نسب إليهم !! فأمر الوالي بحذف هذه الكلمة وسلم لهما فرماناً آخر هذا نصه: أنه من التقرير المرفوع إلينا من الخواجات مويز مونتيفيوري، وكراميو اللذين أتيا لطرفنا مرسلين من عموم الأوروباويين التابعين لشريعة موسى اتضح لنا أنهم يرغبون الحرية والأمان للذين صار سجنهم من اليهود، والذين ولّوا الأدبار هرباً من تهمة حادثة الأب توما الراهب الذي اختفى في دمشق الشام في شهر ذي الحجة سنة 1255 للهجرة مع خادمه إبراهيم. وبما أنه بالنظر لعدد هذا الشعب الوفير لا يوافق رفض طلبهما، فنحن نأمر بالإفراج عن المسجونين، وبالأمان للهاربين من القصاص عند رجوعهم. ويترك أصحاب الصنائع في أشغالهم، والتجار في تجارتهم، بحيث أن كل إنسان يشتغل في حرفته الاعتيادية. وعليكم أن تتخذوا كل الطرق المؤدية لعدم تعدي أحد عليهم أينما كانوا، وليتركوا وشأنهم من كل الوجوه. (هذه هي إرادتنا) !!! بصمة ختم محمد علي . بيان ثروة اليهود المتهمين في قتل الأب توما وخادمه : مراد فارحي 5000 كيس 625000 فرنك. داود هراري0500 كيس062500 فرنك. إسحاق هراري 0500 كيس 062500 فرنك. هارون هراري 5000 كيس 625000 فرنك. يوسف هراري 0200 كيس 025000 فرنك. يوسف لينيوده 0100 كيس 012500 فرنك. موسى أبو العافية 0050 كيس 006250 فرنك. موسى سلونكلي 0500 كيس 062500 فرنك. أصلان فارحي 0050 كيس 006250 فرنك. يوسف فارحي 2000 كيس 250000 فرنك. يحي ماهر فارحي 0300 كيس 037500 فرنك. يعقوب أبو العافية 0100 كيس 012500 فرنك (لم يتهم). هارون اسلامبولي 2000 كيس 250000 فرنك (لم يتهم). يعقوب العنتابي حاخام يعيش على نفقة الأهالي وضبط بصفة محرك لارتكاب الجريمة. الكيس يساوي /500 قرش[6] أو 125 فرنكاً [1] ـ أي المتجنسين بالجنسية النمساوية من موظفي القنصلية. [2] ـ أي الغد، وهو استعمال عامي. (م) [3] ـ في الأصل (وفي أي وقت حصل قتل الأب توما في منزلك) والصواب ما أثبتناه. لأن الأب توما قتل في بيت داود هراري. (ز) [4] ـ وهذا يدل على أن صاحب الدولة محمد علي باشا قد تلقى من أقطاب اليهود ومن طريق فرنسا ما يلزم قبل وصول كراميو ومونتيفيوري إليه !!! (م) [5] ـ أي محمد علي باشا (م) [6] ـ وكل مائة قرش تساوي ليرة (أي ديناراً) عثمانية ذهبية وزنها مثقال ونصف من الذهب أي خمسة غرامات تقريباً. (م) انتهـــى |
الساعة الآن 01:35 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |