![]() |
حول نظريات نشأة الكتابة : استعرض د حمودة في كتابه تطور الكتابة الخطيه العربية نظريات نشأة الكتابة العربية باستفاضة ، غير انه اورد فيما بدا ترجيحا ، نقاطا جديرة بالاعتبار تصب في صالح الرأي القائل بان اصل الخط العربي هو المسند . وفي هذا يقول : ان اصل الخط العربي هو المسند للاسباب التالية : (1)ان ا لخط المسند قريب الشبه من ابيه الفينيقي وغير بعيد الشبه عن اخيه الآرامي . (2)ان النبط خالطوا اليمنيين وجاوروهم في علاقات تجارية وجخلوا تحت حكمهم في عض العصور مما يقتضي مبادلة لكتابة بين الطرفين ، كماكان للمنيين حضارة تستحق الاقتباس ، فيبعد مع كل هذا ان يترك النبط خط اليمن بالمرة ويقتصروا على الاخذ من الآرام وحدهم . (3) ان احرف {{ ثخذ ضظغ }} المسماة بالروادف لاتوجد في الفروع الآرامية ، لكنها توجد في المسند ، فلا بد ان تكون وصلت الى الحيرة من المسند . (4) تتضافر الروايات على ان الخط جاء الى الحجاز من اليمن ، فمصادرة كل هذه الروايات والذهاب الى انه لم يجئ للحجاز الا بعض طوائف الآرام دون اهل اليمن ، مصادمة للتاريخ وجحود للاجماع ولايجحد النقل مالمم يدفعه العقل . (5) ان الخط النسخي هو الخط الحيري العادي الذي سمى بعد بناء الكوفة بالخط الكوفي ، وعلى ذلك يكون الخط المسند من اصل الخط العربي ، والسرياني ليس من حلقاته . ونخلص مما سبق الى ان اصل الخط العربي هو المسند بالدرجة الاولى ،ويكفي للتدليل على ذلك ماقدمه الشيخ حفني ناصف من بحث علمي منطقي ، وما قدمه العالم اليمني احمد حسين شرف الدين من بحث ميداني دقيق ، وماذكره الباحث المدقق الدكتور جواد على العراقي ، والآراء المعتدلة المتحفظة التي بينها ، وكذلك ماكتبه المستشرق المنصف موريتز كل ذل الى جانب الروايات القديمة لعلماء العرب القدامى والروايات التي ذكرناها للصحابة والتابعين . ونقل دحمودة عن شكيب ارسلان راي المستشرق موريتز الذي يذهب الى ا ن اصل ايجاد الكتابة بالحروف بعد الكتابة الهيروغليفية كان في اليمن ، وان موريتز يعتقد ان اليمنيين هم الذين اخترعوها كماهو الراي المشهور . ويقول كذلك : ان ابجدية المسند في الاصل تتكون من 29 حرفا كالابجدية العربية الحديثة ، وقاعدتها الشائعة ان يكتب السطر من اليمين الى الشمال والذي بعده من الشمال الى اليمين وهكذا الى نهاية الكتابة ، وليس في حروف المسند شئ من النقط اوالحركات اوالاشارات ، وقد تاثرت ابجدية المسند في الشمال بجاراتها الفينيقية والآرامية فالثمودية (وهي لهجة من لهجات المسند ) فبعض حروفها ( ب ز ق ك ن و) تشبه الى حد كبير الحروف الفينيقية ، مما يدل على ان الاصل لكلتا الابجديتين واحد ، ومنبعهما مشترك ، وموطن هذا الاصل ومنبعه ، هو موطن الجنس السامي الذي قرره الكثيرون انه جزيرة العرب . وكما تاثرت ابجدية المسند في الشمال بالفينيقية فقد تاثرت بالنبطية ، فقد كان العرب الانباط يصلون الحرف ويجمعون الكلم فاقتفاها العرب جميعا لسهولتها ، وبهذا الوصل والجمع تغيرت اوضاع الحروف ، ا لامر الذي صير من حروف المند المستقيمة حروفا اخرى ذات تحوير وتدوير يتناسبان مع طريقة التجديد . (67) ( انظر الشكل رقم (11)/المصدر تطور الكتابة الخطيه العربية / د محمود حمودة) http://hafeed.jeeran.com/shaclkat11.jpg 018- اهم الآثار المكتشفة التي ساهمت في حل اسرار الكتابات القديمة : (1) حجر رشيد : مكان الاكتشاف : اكتشفه العالم الفرنسي شامبليون في مصر في عام 1799م . نوع الكتابة : كتابات باللغة الهيروغليفية والديموطيقية والاغريقية . وعلى اثره تمكن العالم شامبليون من فك اسرار كتابات المصريين القدامى (2) نقش النمارة: مكان الاكتشاف :عثرعليه المستشرق الفرنسي ديسو في الحرة الشرقية من جبل الدروز بالشام ، باطلال قصر صغير كان للروم نوع الكتابة : كتابات بالخط النبطي ترجع الى تاريخ 328 م . (4) نقش زبد : مكان الاكتشاف : عثر عليه في اطلال زبد بين قنسرين والفرات جنوب شرق حلب . نوع الكتابة : مكتوب بثلاث لغات : الوناينية والسريانية والعبرانية القديمة (النبطية) ، ويرجع تاريخ ماعليه من نقوش خطية الى سنة 512م . (5) صخرة بهتسون: مكان الاكتشاف : عثر عليها الضابط الانجليزي " هنري رولنسن " في كردستان سنة 1837م . نوع الكتابة : نقوش قديمة بالخط المسماري (6) احجارفي احدى مقاصير الملك آشور بانيبال الذي ملك سنة 668ق . م : عثر عليها " ارستن ليرد " وعددها اكثر من عشرة الآف حجر وترجع نوع الكتابة : نقوش قديمة بالخط المسماري (7) لوحات منطقة اورو عاصمة الكلدان بين النهرين : يرجع عهدها الى القرن التاسع قبل الميلاد نوع الكتابة : نقش عليها بالخط العبري الاول (8) ناووس الملك اسمونزارملك صيدا المتوفي سنة 380ق.م : نوع الكتابة : كتابة فينيقية (9) صخور ظفار: اكتشفها العالمان الدانمركيان " نيبور وستزن" سنة 1711م نوع الكتابة : نقوش حميرية . (10) آثار نقاب الهجر وحصن غراب : اكتشفها العالم " ولستيد " سنة 1843 م (11) آثار صنعاء الخطية : اكتشفها الرحالة " كوتندن" سنة 1836م نوع الكتابة : الحميرية (12) آثار صخور سد مأرب الخطية : توصل الى معرفتها العالم الفرنسي " ارنود " و " وجلازر " وغيرهم (13) آثار حضرموت : عثر عليها الرحالة " فريده" سنة 1870م . (14) صخور ديار عاد وثمود ومشهد وادي ثقب : بالخط الحميري (68) 019 – نماذج من النقوش المكتشفة ( ما قبل الاسلام ) : سننقل اشكال لاربعة نقوش مكتشفة اوردها الباحثون الذي ارخوا للكتابة العربية ، والقراءة لهذه النقوش ، مع ماامكن الحصول عليه من معلومات حولها . (1) نقش ام الجمال الاول ( شكل 12) http://hafeed.jeeran.com/shaclkat12.jpg النص : (1)دنه نفشو فهرو (2) بن شلي ربو جذيمت (3) ملك تنوخ القراءة: (1) هذا قبر فهر (2) ابن شلي مربي جذيمة (3) ملك تنوخ نوع الكتابة : خط آرامي بلغة نبطية منقوش على قبر تاريخه : ارخه دي فوجي سنة 250 م . ، وارخه ليتمان سنة 270م.تقريبا . مكان الاكتشاف : عثر عليه المستشرق ليتمان في قرية أم الجمال (جنوب حوران ) التي كانت على طريق القوافل الى دمشق . معلومات اخرى : تعود اهمية هذا النقش الى تاريخه لكونه بدأ استعمال القلم النبطي عند ملوك العرب ، اضافة الى ان هذه الكتابة حسب رأي " جواد علي " تدلنا على الصلة التاريخية بين الاسر الحاكمة لعرب العراق وعرب الشام . (69) وقال عن هذا النقش ا.ولفنسون في كتابه تاريخ اللغات السامية : انه يشتمل على بعض حروف غير مرتبط بعضها ببعض مثل حرف الشين في السطر الاول والياء في كلمة جديمة كما نجد حرفي الجيم والحاء شبيهين بحري الخط العربي الكوفي ، ومع ا ن لغة النقش آرامية فان الاستاذ ليتمان يعتقد ان كاتبها عربيا عالما بالآرامية حيث وضع اسماء الاعلام العربية في قالب آرامي بزيادة حرف الواو في كلمة (نفس وفهر ومربي ). وكذلك يرى الاستاذ ان لفظ سلى يحتمل ان يكون مشتق من سُلَّيم العربية ، اما العالم نولدكه فيؤثر ان يكون النطق (سلاء ) . وقال كذلك : ووجود كلمة جديمة لملك تنوخ في هذا النقش ، يدل كما يعتقد ليتمان عل ان العرب قد علموا بوجود ملوك من قبائل تنوخ ، كما يدل على ان العرب قد احتفظوا ببعض اسماء عظمائهم في الجاهلية ، وهناك رواية عن احد ملوك الحيرة واسمه جديمة الابرش التنوخي الذي حارب الزباء ملكة تدمر .(70) يتبع ان شاء الله |
(2) نقش النمارة شكل (13): http://hafeed.jeeran.com/shaclkat13.jpg النص : - ذي نفس مر القيس بر عمرو ملك العرب كله ذو أسر وتاج - وملك الآسدين ونزرو وملوكهم وهرب مذحجو عكدي وجا - يزجي في حبج نجران مدينة شمر وملك معدو ونزل بنيه - الشعوب ووكلهن فرسو لروم فلم يبلغ ملك مبلغه - عكدي هلك سنة 223 يوم بكسلول بلسعد ذو ولده القراءة:- هذه نفس ( قبر) امرئ القيس بن عمرو ملك العرب كلها الذي نال عقد التاج - وملك قبيلتي أسد ونزار اسد ( الأسدين ) ونزار وملوكهم وشتت (هزم ) مذحجا بالقوة (بقوته) وجاء (قاد) - باندفاع (بانتصار) في مشارف ( الى اسوار) نجران مدينة شمر وملك معدا ، واستعمل (وولى) بنيه على القبائل كلهم فرسانا للروم - الشعوب ، ووكله الفرس والروم فلم يبلغ ملك مبلغه . - في القوة ، هلك سنة 223 يوم 7 كسلول ليسعد الذي ولده . ومن الجدير بالملاحظة في السطر الاول ان من كتب هذا النقش قد استعمل ((ذو)) بمعنى ((الذي)) وهي لغة معروفة بين بعض القبائل مثل طي ، كما استعمل كلمة ((أسر)) بمعنى ((عصب وعقد)) وهذا المعنى وارد في المعاجم العربية ، اضافة لعدم استخدامه الالف في كلمة التاج التي لم يكونوا قدثبتوا استخدامها اذا ذاك ، ولانجد كلمة غريبة هنا سوى ((بر)) بمعنى ((ابن )) وهى كلمه آرامية . وفي السطر الثاني : اضاف الواو الى ( نزرو ومذحجو) كما هو متعارف عليها في الكتابة النبطية التي تلحق الواو باسماء العلم . اما عكدي فيحتمل ان تكون ( عكدياً) حذفت منها الالف ، والعكد هي القوة كما ورد في بعض المعاجم في حين ان الاسدين . وفي السطر الثالث : استخدم كلمة يزجي من فعل زجى بمعنى دفع أي باندفاع ، اماحبج فمعناها اشرف ، وقد يكون اراد بها بمعنى المشارف او الحدود وشمر من ملوك حمير واستخدم كلمة نزل بنيه الشعوب أي ولاهم على الشعوب . وفي السطر الرابع : وكلهن باضافة نون التوكيد الى الفعل بعد الضمير ليصبح معنى العبارة وكله الفرس والروم . واخيرا في السطر الخامس : وردت عبارة بلسعد ذو ولده أي ليسعد ولده . نوع الكتابة : مكتوب بالخط النبطي ولغته نبطية ، ويشتمل على جمل عربية . تاريخه : يعود الى عام 228 م. مكان الاكتشاف : اكتشفه دوسو وماكلي سنة 1901 م ، على بعد ميل من بلدة النمارة جنوب شرق مدينة دمشق شرق جبل الدروز على اطلال معبد روماني بالقرب من الاماكن التي عثر فيها على الكتابات الصفوية ، وهوشاهد قبر ملك من ملوك اللخميين يسمى امرأ القيس بن عمرو معلومات اخرى : هو اول نص مكتوب بلهجة قوم لسانهم قريب من لهجة قريش كما يقول جواد علي ، ويمكننا القول بان هذا النص واضح العربية لعدم احتوائه على اية كلمة غريبة سوى (بر) الآرامية اولا ، ولاعتماد ( الـ ) التعريف فيه ثانيا ، هذا علاوة عن صورة الخط نفسها التي تجسد لنا مدى تطور الخط العربي في تلك المرحلة اذا ماقيس بنقش ام الجمال . ولعل في هذا ما يدل على ان اللغة العربية التي شرفها القرآن الكريم بنزوله بها كانت قد اخذت تبسط سلطانها الى شمالي بلاد العرب منذ اوائل القرن الرابع الميلادي وتوجد الروابط بين الحروف في هذا النص وتتخذ الحروف شكلا اكثر استدارة .(71) (3) نقش حران (14): http://hafeed.jeeran.com/shaclkat14.jpg النص : (1) انا شرحبيل بر ظلمو بنيت ذا المرطول (2) سنة 463 بعد مفسد (3) خيبر (4) بعم القراءة: (1) انا شرحبيل بن ظالم بنيت ذا المرطول (2) سنة 463 بعد مفسد (3) خيبر (4) بعام نوع الكتابة : مكتوب وفق القواعد النبطية ، بالخط الحيري الانباري الذي اصبح الكوفي فيما بعد . تاريخه : 569 م ، أي قبل بدأ التقويم الهجري بـ 53 عام وبالتالي يمكن القول انه يعود للعصر الجاهلي . مكان الاكتشاف : اكتشف على حجر فوق باب كنيسة في اللجا في حران شمال جبل العرب بحوران . وقد كتب باليونانية والعربية . معلومات اخرى : عجز المستشرقون عن قراءة النقش ووفق لقراءته العالم ليتمان . وعلق ليتمان على الترجمة بقوله( ان مفسد خيبر انما اراد الاشارة الى غزوة احد امراء بني غسان لخيبر ) ويستدل بقول ابن قتيبة – ثم ملك بعده الحارث بن ابي شمر .. وكان غزا خيبر فسبى من اهلها ، ثم اعتقهم بعد ان قدم الي الشام . ا هـ ويلاحظ تشابه كتابته بشكل كبير مع النسخ القديم ، لقربه من العصر الاسلامي المبكر ، الذي قدر له ان يتطور حتى امسى الخط ا لمفضل لتدوين الداووين والمعارف . (72) (4) نقش أم الجمال الثاني شكل (15) : http://hafeed.jeeran.com/shaclkat155.jpg النص : (1) الله غفرا لأليه (2) بن عبيدة كاتب (3) العبيد أعلى بنى (4) عمرى كتبه عنه من .......................... القراءة: (1) الله غفراً لأليه (2) ابن عبيدة كاتب (3) العبيد أعلى بنى عمرى (4) كتبه عنه من ... نوع الكتابة : من اقرب مايكون للخط العربي تاريخه : القرن السادس الميلادي مكان الاكتشاف : قرية أم الجمال (جنوب حوران ) معلومات اخرى : عثرت على النقش بعثة امريكية من جامعة برنستون سنة 1904 م ، ويعتبر احدث النصوص العربية المكتشفة . وفي هذا النقش نجد ان اللغة تقترب اكثر فاكثر من العربية القرآنية مبتعدة في ذلك عن النبط لغة وكتابة . نظرة عامة حول النقوش السابقة : بالتدقيق في هذه النقوش نجد انها كلها تنحصر بين عامي 250للميلاد ونهاية القرن السادس الميلادي ، وتبرز بوضوح الشبه الكبير بين النقوش العربية والنبطية الاصلية ، وبخاصة ان اماكن اكتشافها كانت في اراض نبطية او ارض تاثرت بهم بصورة او باخرى . وهذا مادفع بالكثيرين الى اعتبار الخط النبطي اصلا للخط العربي . وفي راي جواد علي " ان نص حران " هو النص الوحيد الذي استطاع ان يتهرب من لغة النبط فلغته عربية ، وهو اقرب النصوص من حيث رسم الحروف الى الكتابات العربية الاسلامية الاولى . (73) يتبع ان شاء الله |
020 - من هنا من صدر الاسلام بدأت انطلاقة الكتابة العربية : اوردنا فيما سبق الاهتما م العظيم الذي اولاه الاسلام ، ونبي الاسلام الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه للكتابة ، ور ب لقائل ان يقول ان مكان مااوردناه قديحسن ان يكون سياقه في هذا الجزأ من المبحث ، وربما كان محقا في قوله الذي لم نكن بغافلين عنه ، غير اننا قصدنا ان نضع ذلك في اول البحث ، بهدف ان يُعرف ان ما سنورده لاحقا من نقلات خطيرة في تطور الخط العربي ، التي انجزها افذاذ من أبناء هذه الامة ، والتي اهلته للانتشار عالميا ، انما كان بتاثير هذا الاهتمام الفريد ، وبفضل تشرب قلوبهم بانوار الهدي المحمدي ، ووعيهم للدور القيادي العالمي للرسالة وللامة المحمدية . يقول الاستاذ بلا ل الرفاعي : ونظرا لارتباط الدين الاسلامي باللغة العربية والكتابة العربية كما في قوله تعالى { انا انزلناه قرآنا عربيا } فقد حمل خصائص العرب لكل مكان وصولوا اليه كما يقول آرنست كونل في مقدمة كتابه (( فن الخط العربي )) : لقد منح العرب الدين الاسلامي اللغة والخط ، وانتشر الخط العربي في العالم الاسلامي فاصبح رابطة لجميع الشعوب الاسلامية رغم الحدود الحاضرة (74) . وكانت الكتابة على عهد الرسول تشمل شيئين اولهما وهو الاهم : كتابة الوحي والثاني : تدوين الرسائل التي كان الرسول يكتبها للملوك والروساء يدعوهم الى الاسلام ، وكذلك كتابة العهود والمعاهدات (75) . ويقول الاستاذ حسن سري عن كتابة القرآن : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم حريصا على كتابة القرآن اولا باول : فكلما نزل الوحي بسورة اومجموعة من الآيات اوآية ، اوحتى بجزء من آية امر الكتبة فيكتبون بين يديه على مايتيسر لهم من ادوات الكتابة المتاحة في ذلك العصر ، من العُسُب ( جمع عسيب وهو جريد النخل ) واللِّخاف ( حمع لخفة الحجارة الرقيقة ) والرقاع ( قطع النسيج اوالجلد ) والاقتاب ( جمع قتب وهورحل البعير من الخشب ) والاديم ( الجلد) ، وكان صلوات الله وسلامه عليه يرشد الكتبة الى موضع الآية من السورة ، ويعنى بمراجعة وتصحيح ما يكتبون . وفي يذلك يقول زيد بن ثابت رضي الله عنه : >> كنت اكتب القرآن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يملي علي ، فاذا فرغت قال : أقرأ ، فان كان فيه سقط أقامه << (76). ويوجز د عبدالعزيز الدالي نظرة عامة لاستخدام الكتابة في صدر الاسلام بقول : كما كانت الكتابة مقوما هاما من مقومات نشر الاسلام وعندما اتسعت رقعة الدولة الاسلامية واصبح من الضروري ان يكتب الى الامصار في شؤون الدنيا والدين صارت الكتابة وسيلة من وسائل الحكم ، بها كانت تصدر المكاتبات من الخلفاء الى عمالهم على الاقاليم وتدون الدواوين وتظبط امور الدولة . ولما نزل القرآن الكريم كان يكتبه كتبة الوحي على مواد مختلفة كالقحاف والعسب وغيرها ، كما كان يحفظه الصحابة في صدورهم حتى اذا انتشرت الدولة الاسلامية وشملت اطارات ليست عربية ، اسلم اهلها بعد الفتح وتعلموا العربية ، وبدأ اللحن بفشو على السنتهم ، فخيف على القرآن الكريم من السنة الاعاجم ، ودعا الخليفة عمر الى ان يكتب القرآن الكريم في كتاب واحد ، وخاصة بعد ا ن قتل حوالي سبعين من الحفاظ في واقعة اليمامة ، واقر ابوبكر – اخيرا – ما دعا اليه عمر ، وتمت كتباة القرآن الكريم في مصحف واحد في عهد الخليفة عثمان بن عفان ، وسمي المصحف العثماني ، اوالمصحف الامام ، وهو المصحف الذي بين ايدينا اليوم ... وكتبت من المصحف نسخ ارسلت الى الامصار .(77) سمات الخط في هذه المرحلة : سبق وان اوردنا نماذج لعدد من رسائل الرسول صلى الله عليه وسلم الى قادة الامبراطوريات في ذلك الوقت ( انظر شكل 1&2&3&4 ) ، ونضيف الى ذلك نموذج رسالة النبي صلى الله عليه وسلم الى ملوك عمان (شكل 16) : http://hafeed.jeeran.com/shaclkat16.jpg وتقرأ حسب ترتيب سطورها : بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى جيفر وعبد ابني الجلند ، وسلام على من اتبع الهدى ، أما بعد فإني أدعوكما بدعا ية الإسلام ، أسلما تسلما ، فإ ني رسول الله إلى الناس كافة لأنذر من كان حياً ويحق القول على الكافرين ، فإنكما إن أقررتما بالإ سلام وليتكما ، وإن أبيتما فإن ملككما زائل ، وخيلي تحل ساحتكما وتظهر نبو تي على ملككما" نقش خاتم النبي صلى الله عليه وسلم (محمد رسول الله) كتب الرسالة : الصحابي أبي بن كعب وكان النبي صلى الله عليه وسلم هو المملي عليه . ( 78) وهذانموذج صفحة من الرق من مصحف منسوب الى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه (شكل 17) : http://hafeed.jeeran.com/shaclkat17.jpg وتقرأ الآيات حسب تسلسل السطور : ا واذكروا نعمة ا الله عليكم إذ كنتم أعد اء فالف بين قلوبكم فإصبحتم بنعمته اخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذ كم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون و لتكن منكم إمة يدعون ا وهذاايضا نموذج من صفحة من المصحف المنسوب للامام على بن ابي طالب كرم الله وجهه(شكل18) : http://hafeed.jeeran.com/shaclkat18.jpg (المصدر لشكل 17&18/ موسوعة الخط العربي /ايمن عبدالسلام & فن الخط العربي / عفيف البهنسي ) واذا دققنا في حروف هذه الكتابات التي وصلتنا من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم نجد فيها رسم الحرف العربي واضحا بينا له هويته الخاصة الواضحة بشكلها المقور والمزوي (79) ونجد فيها خصائص الخط المكي والمدني الي اشار اليها ابن النديم في الفهرست (80) . يتبع إن شاء الله تعالى |
021- تدرج الكتابة في التحسين : دخلت الكتابة الى الحجاز على شكلين المقور والمبسوط وهما من اشكال الخط الحيري ، الذي سمي الكوفي فيما بعد ذلك ، فالمقور الذي هو مثل النسخ وكان يستعمل في المراسلات والمبسوط وهو المسمى باليابس وكان يستعمل في المصاحف الكبيرة واستعمل بعد ذلك في النقش على المحاريب وابواب المساجد ، وكان كتاب النبي يكتبون بالمقور كتب به زيد بن ثابت صحف القرآن ، في خلافة ابي بكر ، وبعد بناء الكوفة بأمر من عمر بن الخطاب وكان ينتشر فيها الخط الحيري الذي كان موجودا آنذاك فسمي الخط الكوفي ، و دخلت عليه تحسينات وحلية وزخرفة ، وتحسنت حالة الشكلين الخاصين به وهما المقور والمبسوط ، وكان هذا اول درجات التحسين .(81) وفي العهد الاموي اذا تقدمنا الى عهد الخليفة عبدالملك بن مروان راينا نقلة اخرى في تطور الحرف العربي من حيث الوضوح وحجم الحرف واستقامة الكتابة . ونقش حجر المسافات من فلسطين يوضح لنا هذه النقلة : (انظر شكل 19) http://hafeed.jeeran.com/shaclkat19.jpg وترجمة النص كما يلي : الطريق عبدالله عبد الملك أمير المؤمنين رحمت الله عليه من أيليا إلى هذا الميل ثمنية أميال ونظرة اخرى الى صورة العملة المستعملة في العصر الاموي ترينا بوضوح تطور الحرف العربي وادخال الابداع اليه بابراز الحروف بشكل مزدوج واليك نماذج تمثل هذا اللون من التطور الذي يعود تاريها الى عام 77 هـ & 88 هـ ( انظر شكل 20& 21) (82) http://hafeed.jeeran.com/shaclkat20.jpg http://hafeed.jeeran.com/shaclkat21.jpg 022 - جرس الانذار يدق ... اللحن ... اللحن ... و دواعي ملحة للحفاظ على القرآن واللغة : لم يكن الخط الذي وصل الى العرب مضبوطا بالحركات والسكنات وكان خلوا ممايدل على اشكال الحروف المكتوبة .(83) وقد ظل الناس في مختلف الامصار الاسلامية يقرأون القرآن في مصحف عثمان الى مايقرب من اربعين سنة ، بدون نقط وبدون حركات .(84) وكانت فصاحة العرب وبلاغتهم موهبة إلهية ، وفطرة غريزية فطرهم الله عليها ، غير مكتسبة بالتعليم ، ولذلك كانوا يكتبون ويقرؤن قراءة صحيحة وفصيحة ، وكانت لهم ايضا ملكة قوية لايحتاجون بها الى وضع علامات لتمييز الحروف المتشابهة في الصورة {{ كالجيم والحاء والخاء}} فيدركون من المعنى سياق المقام وقرائن الاحوال .... فلما ظهر الاسلام وانتشر واختلط العرب بالاعاجم يوم فتحوا بلادهم وصاهروهم في صدر الاسلام ، بدأ اللحن في الفاظهم ، فخشي العرب ان تفسد الالسنة وتضيع من ذلك لغتهم ، وان يتطرق الخطأ في القرآن ، وهو عماد الدين . فكل هذه الاسباب حفزت العرب الى وضع طريقة في الكتابة لاصلاح السنة الاعاجم عند القراءة . (85) واللحن : بسكون الحاء هو الخطأ في النطق ، وصرف الكلام عن سنته الجاري عليه ، اما بازالة الاعراب ، واما الخطأ في ضبط اواخر الكلمات ، واما الخطأ في ضبط حروف الكلمات وبنيتها . (86) ومما يروى عن اللحن في القرآن الكريم ، وعن القراءة الخاطئة نتيجة لتشابه الحروف: ما روي ان اعرابيا سمع أماماً يقرأ الآية 221 من سورة البقرة { ولا تُنْكِحوا المشركين حتى يؤمنوا } بالشكل الخاطئ { ولا تَنْكَحوا المشركين حتى يؤمنوا } أي بفتح التاء بدلا من ضمها . ويروى ان سيدنا الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه قد كتب يوما الى اهل مصر في تولية رجل عليهم وقال : (( اذا جاءكم فأقبلوه )) فقرأها الناس (( اذا جاءكم فأقتلوه )) فكانت سببا لفتنة اودت بحياته . وايضا سليمان بن عبد الملك كتب الى عامل له في المدينة: (( أن أحص المخنثين )) فقرأها الكاتب (( أخص المخنثين )) .... ويروى ان امرأة عربية جاءت الفرزدق الشاعر ، ورجته ان يعيد اليها ابنها (خُنَيْس) الذي كان مع تميم بن زيد القيني بالسند ، وقالت للفرزدق : لقد اشتقت اليه ، فان رايت ان تكتب اليه في أن يقفله إلي ... فوعدها الفرزدق ذاك ، ثم لم يفعل . فوجهت اليه أمرأة ابنها ، و كانت جميلة ، فسألته الذي سألته هي أولا ، فسُقِطَ في يده ، فكتب الى تميم – وكانت نقط الاعجام غير موضوعة بعد – يقول : تميمَ ابنَ زيدٍ لاتكونَنَّ حاجتي = بظهرٍ فلا يَخْفى عليَّ جَوابُهَا أتتني فَعَادتْ ياتميمُ بغالبٍ = وبالحُفْرةِ الثَّافي عليه تُرابُها فهب لي ( خُنيساً) وأتخذ فيه منةً = أهبهُ لأمٍ ما يَسُوغُ شَرابُهَا فلما ورد الشعر على تميم بن زيد أشكل عليه الاسم – لأن نقط الاعجام لم تكن موجودة في ذلك الوقت – فقال : " أقفلوا كل من كان اسمه : ( خُنَيْس ) ، أو (حُبَيْش) ، او (حُنَيْش) ، او ( حُشَيْش) ، او ( خُشَيْش) ، فَعُدُّوا فكانوا ثمانين رجلا !!!!!! (87) وفي باب قراءة القرآن الكريم يروى ان اعرابيا سمع أماماً يقرأ الآية 56 من سورة الاعراف{{ قال عذابي أصيب به من أشاء }} هكذا {{ أصيب به من أساء }} . (88) وتمعن على سبيل المثال في الشكلين (17&18) الذين سبق ايرادهما فستجد من الصعوبة قرائتهما بسبب عدم تواجد التشكيل والنقط . اذن كانت هناك معضلات ، وكان لابد من ايجاد حلول . وكانت العقلية العربية المسلمة حاضرة ، وكانت على مستوى التحدي . فكيف تم ذلك ؟؟ 023- فريق العمل يبدأ العمل ... وباكورة الحلول الاعجام : (والاعجام) قال ابوعمرو الداني : تقول : اعجمت الكتاب اعجاما اذا نقطته وهو معجم وانا له معجِم بكسر الجيم . وكتاب مُعْجَمْ ومعجَّم : أي منقوط . وحروف المعجم المعجمة : أي المنقوطة . اما رأس فريق العمل هذا فلم يكن الا التابعي أبوالاسود الدؤلي العالم اللغوي المعروف ، وواضع علم النحو الآخذ اصوله عن الامام على كرم الله وجهه . واما اعضاء الفريق فهم تلاميذه... ومنهم نصر ابن عاصم ، ويحى بن يعمر العدواني الليثي وهما على علاقه بما نحن بصدده في هذه الجزئية من البحث. يقول د عصام نور الدين في كتابه تاريخ النحو في معرض حديثه عن منجزات ابي الاسود الدؤلي وتلاميذه: (ثانيا : التأسيس لعلم ذي منهج وصفي ينطلق الى المستقبل ليتكامل دائما نتيجة الجهود الفردية والجماعية ، أي تشكيل مايسمى بلغة العصر الحديث ، بـ " فريق عمل " من الاختصاصين بقيادة ابي الاسود الدؤلي وعضوية تلاميذه الذين شكلوا طبقةالنحاة الاولى في البصرة ). وقال قبلها شارحا ماقام به هذا العالم تحت عنوان : " نقط ابي الاسود ... نقط الإعراب " : من المسلم به لدى العلماء الثقات ان ابا الاسود الدؤلي المتوفي سنة 67هـ او 69هـ قد اخذ اصول النحو ومبادئه الاولى عن الامام على بن ابي طالب – عليه السلام – الذي سمى هذا العلم بعلم النحو عندما قال لابي الاسود " انح هذا النحو" بعدما لقنه بعض المبادئ واعطاه بعض الاصول ، فوضع ابو الاسود بعض القواعد النظرية ، ثم اخترع نقط الاعراب المدورة : التي كانت تضاف الى الكتابة بلون احمر ، للدلالة على الضم ، والكسر ، والفتح ، والتنوين ، وذلك عندما قال لكاتبه اللقن : اذا رايتني : - قد فتحت فمي بالحرف فانقط نقطة فوقه على اعلاه - وان ضممت فمي فانقط نقطة بين يدي الحرف - وان كسرت فأجعل النقطة تحت الحرف - فان اتبعت شيئا من ذلك غنةً فأجعل النقطة نقطتين . فالنقطتان تشيران الى " الغنة " أي الى التنوين ... ويواصل د عصام ايضاحه: لعمل ابي الاسود في ضبط القرآن الكريم من خلال صورة لصفحة من القرآن بنقط ابي الاسود ( شكل 22 ) قائلا : http://hafeed.jeeran.com/shaclkat22.jpg حاول ان تقرأ الآيات لاحظ التطور الذي ادخله ابو الاسود الدؤلي بنقطه الحمراء ، التي ميزت الحروف من بعضها : - فالنقطة فوق الحرف ..... هي الفتحة . - والنقطة تحت الحرف ..... هي الكسرة. - والنقطة بين يدي الحرف وامامه ..... هي الضمة. - والنقطتان فوق بعضهما هما ..... التنوين. ولاحظ ايضا تلك الاشارة المكونة من ثلاث نقاط كبيرة متعانقة ، وهي باللون الاحمر ، لتدل على انتهاء آية ، وبداية آية اخرى ... وليس هناك نقط اعجام لتمييز الحروف من بعضها ..... الى ان يقول : كما يلاحظ انه ليس هناك علامات تدل على السكون ، او الشدة ، او الهمزة وسنكتب ما جاء في هذه الصفحة كما هو : 1-{ الأَمِينُ .: علَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ .: 2-{بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ .: {وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ 3-{الأَوَّلِينَ .: أَوَ لَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً 4-{أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ .: وَلَوْ 5-{نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الأَعْجَمِينَ .: فَقَرَأَهُ 6-{عَلَيْهِم مَّا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ .: كَذَلِكَ 7-{سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ .: لاَ 8-{يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ 9-{الأَلِيمَ .: فَيَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ .: 10-{فَيَقُولُواْ هَلْ نَحْنُ مُنظَرُونَ .: أَفَبِعَذَابِنَا 11-{يَسْتَعْجِلُونَ .: أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ } فنقط ابي الاسود كما يلاحظ ، ليست الا ضبطا اعرابيا للنص القرآني ، بغية قراءته قراءة نحوية تحدد موقع الكلمة في التركيب اللغوي وتشير الى وظيفتها وتأثيرها في غيرها وتاثرها ، انطلاقا من منهج وصفي آني " سانكروني " SYNSHRONIQUE لااثر فيه لاي فلسفة او منطق غريبين عن النص اللغوي المنطوق ، او عن العقلية العربية التي اشتهرت بدقة الوصف ، كما يتبين لدراس شعر العرب ونثرهم قبل الاسلام . (89) وبهذا فقد استطاع ابو الاسود الدؤلي ان يصل بالقارئ للقرآن الكريم الى صوره منظبطة من خلال تنقيط فوق الحرف و تحته اوبين يديه وبذلك يكون ابو الاسود قد فتح الباب امام المجتهدين للوصول بحركات الاعراب الى شكل سهل يعرفه ويرضى عنه الجميع ... وكانت هذه الصورة اولى درجات التطور التي طرأت على الحرف العربي من حيث الشكل . (90) يتبع ان شاء الله |
024- فريق العمل يواصل المسيرة.... وابداع تاريخي : ونقصد بالابداع التاريخي هو ما تم من عمل لتمييز الحروف عن بعضها . ويحدثنا د. الدالي في كتابه الخطاطة الكتابة العربية عن هذا فيقول : ربما كان من المحتمل ان يقال ان الكتابة استمرت خالية من النقط حت زمن عبدالملك بن مروان ، اذ المشهور أن اختراع الاعجام كان في عهده .... ثم قال : وقد ظل المسلمون يقراون في مصحف عثمان نيفا واربعين سنة ، ثم كثر التصحيف( أي القراءة الخطأ) في العراق ففزع الحجاج الى كتابه في زمن عبدالملك بن مروان ، وطلب منهم ان يضعوا علامات لتمييز الحروف المتشابهة ، ودعا نصر بن عاصم الليثي( ت 89 هـ) ، ويحى بن يعمر العدواني( ت 129 هـ) ( تلميذي أبي الاسود الدؤلي) لهذا الامر ، وكانت عامة ا لمسملين تكره ان يزيد احد شيئا على مافي مصحف عثمان . وبعد البحث والتروي قرر نصر ويحى ، ادخال الاصلاح الثاني : وهو ان توضع النقط افرادا وازواجا لتمييز الحروف المتشابهة ، فلتمييز الدال من الذال تهمل الاولى (أي تترك بدون نقطة) وتعجم( أي تنقط) الثانية بنقطة واحدة علوية . وكذلك الراء والزاي والصاد والضاد والطاء والظاء والعين والغين وجعلا تمييز السين من الشين باهمال الاولى واعجام الثانية بثلاث نقط ، لان لها ثلاث اسنان ، فلو اعجمت بنقطة واحدة لتوهم متوهم ان الجزأ الذي تحت النقطة " نون " ، والباقي حرفان مثل الباء والتاء تسوهل في اعجامهما . واما الباء والتاء والثاء والنون والياء فلم تجعل واحدة منهم مهملة ، بل اعجمت كلها . اما الجيم والحاء والخاء ، فقد جعلت الحاء مهملة واعجم الاخريان ، واحدة من تحت والاخرى من فوق . اما الفاء والقاف ، فكان القياس ان تهمل اولاهما ، وتعجم اخراهما بنقطة كباقي الاحرف الزوجية كالدال والراء والزاي . وقد ذهب المشارقة الى نقط الفاء بواحدة من اعلى ، والقاف باثنتين من اعلى ايضا ، وذهب المغاربة الى نقط الفاء بواحدة من اسفل ، والقاف بواحدة من اعلى . وبعد ان قررا (أي نصر بن عاصم الليثي ، ويحى بن يعمر العدواني) نقط بعض الحروف واهمال بعضها الآخر اتفقا على جمع الحروف المتشابهة بعضها بجانب بعض ، وتركا الترتيب القديم وهو ترتيب ابجد هوز حطي كلمن .. والترتيب الحديث الذي روعي فيه ترتيب المخارج واولها العين ، واتبعا ترتيبا آخر وهو ترتيب أ ب ت ث ج ح خ ........ ولماكان هذا الاصلاح يستدعي اشتبهاه نقط الشكل ( التي اخترعها ابوالاسود الدؤلي) بنقط الاعجام ، قررا ان تكون الشكل بالمداد الاحمر ، ونقط الاعجام بنفس مداد الحروف . وكتبت المصاحف بهذه الطريقة ، وان خالفت مصحف عثمان . واصدر الحجاج امره لكتاب الامارة باتباع طريقة الاعجام ، وابلغ عبدالملك بن مروان ، فاستحسن ذلك وحمل الناس عليه . ولم يختص ذلك بالمصاحف فقط ، بل عم جميع الكتابة حتى عد اهمال الاعجام خطأ في الكتابة يلام فاعله عليه ، واستمر الامر على الاعجام الى الآن . وقد جرت عادة العلماء قديما بان يضبطوا بعض الحروف بالالفاظ فيذكروا اسم الحرف ويتبعوه بالمهملة او المعجمة او الموحدة او المثناة والفوقية او التحتية حذر من تطرق الخطأ الى النقط بالقلم ، ويحذفوا من هذه الالفاظ مايغني عنه آخر .انتهى (91) انظر شكل (23) وهو يبين تنقيط الحروف في كتابة القرآن الكريم ليسهل على المرأ قرائته وترجع الصورة الى القرن الاول الهجري وهي بخط الامام محمد بن ادريس الشافعي . http://hafeed.jeeran.com/shaclkat23.jpg (المصدر للشكل 23 /الخط العربي جذوره وتطوره / ابراهيم ضمرة / 69) 025- خاتمة المطاف في الابداعات يتوجها الخليل الفراهيدي : وضح فيما سبق ان الكتابة استقرت في باقي العصر الاموي على طريقة الاعجام ( النقط) بتمييز الحروف المتشابهة عن بعضها ، جنبا الى جنب مع طريقة ( علامات الشكل) الاعرابية التي اخترعها ابو الاسود الدؤلي والتي كانت ترسم بمداد يخالف لون مداد الكتابة . وحتى نتصورحجم المعضلة التى تصدى لحلها الفراهيدي أخذنا الشكل (22) الذي سبق وان اوردناه وهو في الاصل مكتوب بطريقة ابي الاسودالدؤلي ، وعلامات الشكل فيه ملونه بمداد احمر ، ثم اضفنا في السطرين الاول والثاني نقط الاعجام للحروف . http://hafeed.jeeran.com/shaclkat24.jpg وواضح ان امكانية حصول اللبس والتداخل لاتزال واردة ، اضافة الى ان الكاتب كان عليه استخدام لون مخالف لمداد لون الكتابة ، وفي هذا كما لايخفى جهد مضاعف . فماهو الحل الذي تفقت عنه ذهنية هذا العبقري الفذ ؟؟؟ يتبع إن شاء الله تعالى |
026- عمل الخليل ابن احمد الفراهيدى : اراد الناس في الدولة العباسية ان يجعلوا الشكل بمداد الكتابة نفسها تيسيرا للامر ، وقد عني الخليل بن احمد بهذا الامر فوضع طريقة اخرى للشكل وهى قائمة الآن (92) . وقد دل الخليل على الحركات المختلفة بعلامات من نفس صور الحرف العربي توضع على آخر الكلمة : فالضم واو صغيرة ( -ُ ) والفتحة الف افقية ( -َ ) والكسرة الف سفلية (-ِ ) والسكون دائرة مغلقة تشبه شكل الفم وهو مطبق (-ْ ) واما الغنة أي التنوين فتكرار الحركة مرة اخرى فوقه اوتحته .(93) ووضع للسكون الشديد ( وهو ماصاحب الإدغام) راس شين بغير نقط ( -ّ ) وللسكون الخفيف ( وهو ما لاادغام معه)راس خاء بلا نقط (حـ ) ووضع للهمزة راس عين ( ء ) لقرب الهمزة من العين في المخرج ولالف الوصل راس صاد (صـ) توضع فوق الف الوصل دائما وللمد الواجب ميما صغيرة مع جزء من الدال (مد) وبهذا وضع الخليل ثماني علامات : الفتحة والضمة والكسرة والسكون والشدة والمدة والصلة والهمزة . وبهذه الطريقة امكن ان يجمع الكتاب بين الكتابة والاعجام والشكل بلون واحد . (94) وبهذه الواسطة تمكن العرب من المحافظة على لغتهم العربية وخطهم العربي من العجمة ، وقد رغبوا في الشكل بعد ان كانوا يكرهون اضافة أي شئ على خطهم العربي . وقد قال سعيد بن حميد : ( من سلك طريقا بلا إعلام ضل ، ومن قرا خطا بلا إعجام زل ) . (95) 026- تراجم موجزة لمن لهم فضل ضبط الكتابة وتقييدها : ابو الاسود الدؤلي : هوظالم بن عمرو ، من الدئل بطن من كنانة ، كان من سادات التابعين ورد البصرة من عهد عمر بن الخطاب رضى الله عنه ، ولبث بها الى ان تولى بعض العمل فيها لابن عباس رضى الله عنه ، عامل على كرم الله وجهه ايام خلافته. كان اعلم عصره بكلام العرب ، وهو واضع النحو بتعليم الامام علي كرم الله وجهه ، واول من دون فيه ، كما انه اول من ضبط المصحف بالشكل . وقد تتلمذ على يد ابى الاسود رجال الطبقه الاولى (من النحويين ) جميعا . توفي ابو الاسود سنة 69هـ بعد عمر مديد بلغ خمسا وثمانين سنة . يحي بن يعمر التابعي العدواني : فقيه اديب نحوي مبرز سمع ابن عمر وجابرا واباهريرة واخذ علم النحو عن ابي الاسود . ولمابني الحجاج واسط سال الناس ما عيبها قالوا لانعرف لها عيبا ، وسندلك على من يعرف عيبها يحي بن يعمر . فبعث اليه فساله فقال : ( بنيتها من غير مالط ويسكنها غير ولدك ) فغضب الحجاج وقال : ما حملك على ذلك ؟؟ فقال : ( ما اخذ الله تعالى على العلماء في علمهم الا يكتموا الناس حديثا ) . فنفاه الى خراسان ، فولاه قتيبة بن مسلم قضائها ، فقضى في اكثر بلادها . ( توفي سنة 129 هـ). (96 ) 027- خاتمة الفصل : سلاسل الخط العربي : لعله من المفيد ان نختم هذا الفصل بشكلين يمثلان اصل الخط العربي . احدهما (شكل 24) ويمثل سلسلة الخط العربي على راي العرب والآخر شكل (25) ويمثل سلسلة الخط العربي على راي الفرنجة . http://hafeed.jeeran.com/shaclkat244.jpg http://hafeed.jeeran.com/shaclkat25.jpg وبهذا نكون قد انهينا هذا الفصل . لننتقل بعده للفصل التالي والاخير . نسال الله التوفيق والسداد . (98) |
القسم الثاني :اشهر الخطوط العربية مع ترجمة لاشهر الخطاطين توطئة : كان القصد من جمع القرآن (كما اسلفنا )، ضبط القرآن الكريم من التحريف والسعي الى نشره ، قل الاهتمام بشكله الكتابي ، ثم تطورت الكتابة القرآنية باتجاهين متوازيين ، اتجاه نحو تحسين الخط والرسم واتجاه نحو تحسين قواعدالاملاء بقصد ضبط القرآن وتحاشي اللحن والتصحيف .. وابتدأ التحسين الجمالي باضافة فواتح السور وخواتيمها ، ثم اضيفت عناصر تزيينية ذات دلالة فكانت الآيات القرآنية تفصل باربع اوخمس شرط قصيرة ، ا ما الفواصل بينالسور فكانت شريطا بخطوط متعرجة ، ، ثم تطورت الزخرفة في العصر الاموي ، فكانت السور تبدا بالواح حسنة التنميق ... وفي ختام القرن الاول الهجري تغير شكل المصحف فبدا عرضانيا وكتب المتن بالكوفي وبدا فيه الحرف ( ن . د . ص ) عرضانيا جدا وقل ارتفاع الالف ، واضيف الى السور حليات مزخرفة كتب عليها اسم السورة قبل البسملة ، وتابع هذا الاتجاه مساره في تحسن الخط وتنوعه . (99) 028- المفاهيم الكامنة في الكلمة والحرف العربي : يقول د عفيف البهنسي في كتابه فن الخط العربي : لقد اعطى العرب الخط الجميل عناية خاصة عند كتابة القرآن الكريم ، منطلقين من مبدأ هو في الواقع قول على بن ابي طالب رضي الله عنه (( الخط الجميل يزيد الحق وضوحا )) ، وكما يقول عبدالله بن عباس رضي الله عنهما (( الخط لسان اليد )) . وهكذا كان الخط الجميل موازيا في اهميته للتجويد في القرآن . وسرى في جميع البلاد الاسلامية ، واصبح الحرف العربي واسطة التعبير في جميع اللغات الهندية والفارسية والتركية . واخذ الخط مكانه كفن رفيع مرتبط مباشرة بالثقافة العربية وبالعقيدة الاسلامية . على ان الخط مرتبط بالكلمة العربية ذات الصفة العضوية ، و التي تحمل بصورتها الصوتية مصدر استلهامها . ويتضح هذا المصدر عن طريق (الحدس ) (( التجاوب الرحماني بين الذهن والصورة )) . فأي كلمة عربية مثل : سعادة ، جمال ..... تحتفظ باصولها في الطبيعة . وبنية اللسان العربي كبنية الجسم الانساني هي بنية موحدة منسجمة بجميع عناصرها ، النحو ، الكلام ، الجرس ، كوحدة الجسم الانساني . ولهذا فان اللسان العربي نشأ عن حدوس صادقة لطبيعة الاشياء ، وليس هو مجموعة من الرموز المنفصلة عن مفاهيمها . والكلمة العربية هي صورة تتصمن صوتا ومعنى وخيالا مرئيا . وعلى هذا فان الكلمة العربية عندما استخدمت كعناصر فنية في الرقش العربي ، لم يكن القصد من الافادة من شكل هذه الكلمة الفني بحد ذاته وحسب ، بل كان القصد تركيب لوحة فنية ذات ابعاد مكانية وزمانية . ففي لوحة ( لاغالب إلا الله ) التي تتكرر آلاف المرات في جميع تفاصيل الرقش العربي الاندلسي وفي المغرب العربي ، نستطيع استنادا الى مفهوم اللغة عند الارسوزي والى مدلول الاحرف عند العرب ، ان نرى اولا في (لا ) معنى الاستسلام وهي حرف واحد كما في الحديث الشريف : روي عن ابي ذر (( لام الف حرف واحد ، أنزله على آدم في صحيفة واحدة )) إلخ ... وفي كتاب لشاعر تركي آصف حالت شلبي بعنوان ( لام الف) يشبه فيه هذا الحرف بالانسان الذي يرفع يديه مستعينا مستغيثا . http://hafeed.jeeran.com/shaclkat26.jpg واذاانتقلنا الى الصورة الصوتية في كلمة ( غالب ) التي تعني التغلغل في السيطرة والإمداد بالغلة ، وهذا المعنى مشتق عن الحدس الأولي (غل) الذي يعني القيد ويعني الثروة ، أي ان كلمة غالب في العربية قد جمعت بوقت واحد صفة السيطرة والرحمانية التي يختص بها الله دونسواه ، اما كلمة (الله) فانها الكلمة الاكثر بلاغة والتي تعني مفهم الرب عند الاسلام والعرب ، والتي تستعمل ، حتى في اللغات الاوربية للدلالة على هذا المفهوم المتعالي الازلي غير المشخص . فالتشديد والمد الذي يرافق اللام الاولى يعطيها هذا المعنى المتعالي . كذلك الصفة المستقلة التي تختص بها هذه الكلمة والتي تجعلها غير قابلة للتثنية او الجمع اوالاشتقاق تعطيها معنى غير قابل للتاويل والوصف ، وغير قابل للتكاثر لانه واحد في ذاته . ولقد اكد الخطاطون في على حرف الالف في كلمة الله لدلالته على الوحدانية . وهكذا اصبحت الكلمة صورة تكشف عن المفاهيم الكامنة فيها ، واصبحت الصورة مصعدا يرقى بالحدس الى هذه المفاهيم مباشرة ، للرابطة القوية بين صورة الكلمة وبوادر الشعو بالطبيعة . ويحمل الحرف دلالات مختلفة ، فهو جزء من كلمة تكونت بفعل ارتباط احرفها ارتباطا عضويا بالمعنى ، فالراء مثلا في الكلمات التالية ( جرّ ، خرّ ، فرّ ، كرّ) إلخ ...... لها صورة الحركة التي نفرضها على الكلمة . كذلك شأن الدال ( - مدّ - عدّ – كدّ – ودّ – ردّ ) فيها البذل ، ثم ان للحرف قيمة قدسية سرية ، نراها واضحة في القرآن الكريم ، عندما نبتدي بعض السور بها مثل : ( ياء سين ، ونون ، وكاف هاء ياء عين صاد ....) إلخ ....الى ان يقول : والخط العربي يعتبر مظهر العبقرية الفنية عند العرب والمسلمين ولقد كان اولا وسيلة للمعرفة ، ابتدأ منذ كان جنينا في رحم الكتابة الفينيقية ، ثم توضح في الكتابة الآرامية ، ثم في الكتابة النبطية المتأخرة حتى بلغ كماله وجماله في الكتابة العربية ، واصبح فنا له مايقرب من مئة اسلوب وطريقة ، من اشهرها الكوفي والثلث والرقعي والفارسي والديواني .... وفروع هذه الخطوط ، بل ان ابن البواب (توفي 1021 م ) قدم في نطاق الخط الثلث فقط سبعة عشر قلما ، هي ( الثلث المعتاد - المنثور- المقترن -التواقيع - جليل الثلث – المصاحف -المسلسل -الغبار - النسخ الفضاح – جليل المحقق – الريحان –الرقاع –الرياشي –الحواشي –الطومار)(100) !!!!!!! يتبع |
http://hafeed.jeeran.com/shaclkat27.jpg 029- من خصائص الحرف العربي : - تمتاز الحروف العربية عن الحروف الاجنبية جميعا بانها تقبل ان تتشكل بأي شكل هندسي ، وتتمشى على أي صورة كتابية ولايطرأ على جوهرها تغيير ، ومن هنا ياتي الحسن والجمال للحروف العربية وقد تتغير الاشكال في المستقبل القريب او البعيد ولكن الجوهر ثابت ، بعكس حروف اللغات فانها جامدة على شكل واحد . ومن هنا كان كل خطاط عربي باستطاعته ان يقلد خطا اجنبيا بينا أي خطاط اجنبي لايستطيع ولو بصعوبة تقليد أي نوع من انواع الخط العربي ، وهذا سر من اسرار العربية من حيث الشكل والهيئة العامة ، لانها مرنة وحساسة وكاملة ومتينة وذلك ليس موجودا في حروف اللغات الاخرى لانها في دائرة محصورة ، فمثلا اللغة الانجليزية : لاتوجد فيها هذه الحروف ح خ ذ ث ص ط ظ ع غ ق ، ولا توجد فيها الكلمات التى لها الهمزة في وسطها او آخرها، ولا يوجد قاعدة لما يرسم بالالف او الواو او الياء ، ولا يوجد فيها فرق بين كتابة تاء التانيث والتاء المربوطة ، ولايوجد فيها فرق بين العطف بالفاء والعطف بالواو ، الى غير ذلك مما لاحصر له . - ان مسميات حروفنا دائما في صدر اسمائها ، فصدر كلمة الف ( ء) وصدر كلمة باء حرف (ب) وصدر كلمة جيم حرف (جيم) ، وهكذا الى آخر الحروف ، وهذا بخلاف اللغات الاجنبية ، فان مسمياتها تكون تارة في بدء النطق ، مثل بي / سي / دي ، او آخره مثل إف/ إل / إم ، اوفي وسط الاسم مثل إكس ، اوتكون خارجة عنه مثل إتش .!! - ان كل حرف لفظي له حرف كتابي واحد بخلاف اللغات الافرنجية ، فان الشين تكتب CH او SCH والفاء تكتب احيانا PH وهكذا ، وقد يكون للحرف المنطوق عدة صور مثل حرف الكاف يصور K تارة ، وتارة Q وتارة c . - إن كل ما ينطق يكتب في لغتنا ، بخلاف اللغات الاجنبية فقد يوجد فيها عدة حروف لاتنطق ككلمة " بوت " الانجليزية Bought فيها ثلاثة احرف لم تنطق ، و كذلك Neighbour " نيبر" وفيها حروف لم تنطق ، وقد تنطق حروف لاتكتب مثل كلمة " كولنل" Colonel وهكذا.... .(101) http://hafeed.jeeran.com/shaclkat28.jpg 030- نظرة عامة على مراحل التجويد في الخط العربي: استعرض د .عبد العزيز الدالي في كتابه الخطاطة مراحل التجويد في الخط العربي فقال : كان تجويد الكتابة العربية على مراحل ، وفي مراكز متعددة ، فأول العناية بها كانت في الحجاز في عصر النبوة لشدة لزومها لتدوين القرآن . وكانت الكوفة مركزا من مراكز التجويد والافتنان في التابة العربية ، وذلك عندما اتخذت مقرا للخلافة ايام علي بن ابي طالب رضي الله عنه . والى الكوفة ينتسب خط معروف جاف ذو زوايا كتبت به المصاحف الاولى . وظل هذا الخط الكوفي المصحفي متداولا مفضلا في كتابة القرآن الكريم حتى نهاية القرن الرابع الهجري تقريبا عندما استخدم خط آخر في كتابة القرآن الكريم هو خط النسخ . وقد عرفت الكوفة خطا لينا دونت به الدواوين وكتبت به المراسلات ، وليس من شك في انها جودته ونافست به خط البصرة في ذلك الزمن الذي نشب فيه الخلاف على المسائل العلمية بين الكوفيين والبصريين ، وبلغت المنافسة قمتها في القرنين الثاني والثالث الهجريين . والفروق بين خطوط الكوفة وخطوط البصرة كانت فروق تجويد ، لافروق خصائص لقرب مابين المدينتين من مكان . 031- تجويد الخط في العصر الاموي : ولما قامت الدولة الاموية : انتقلت الخلافة من الكوفة الى دمشق ، وانتقل مركز العناية بالكتابة العربية الى الشام ، وعني خلفاء بني امية بأمر الكتابة لادراكهم وظيفتها في نشر الدعوة الاسلامية . واول من اجاد خط المصاحف خالد بن ابي الهياج ، وكان منقطعا للكتابة للوليد بن عبدالملك ، يكتب له المصاحف وأخبار العرب واشعارهم ، وهو الذي كتب بالذهب المحلى على محراب مسجد النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة سورة {{ والشمس وضحاها }} وما بعدها من السور الى آخر القرآن الكريم . واشتهر بعده بإجادة كتابة المصحف مالك بن دينار المتوفي سنة 131 هـ ، وهو من موالي اسامة بن لؤي ، ولم تكن له حرفة يعيش بها سوى كتابة المصاحف . واشتهر بعده في زمن الرشيد خشنام البصري ومهدي الكوفي ، وفي زمن المعتصم ابوحدى الكوفي من نوابغ الكوفيين . واشتهر بعدهم جماعة في عصر ابن النديم صاحب كتاب الفهرست ، منهم شراشير المصري ، وابو محمد الاصفهاني ، وابو حديدة ، وابو عقيل ، وابو الفرج ، وابن مجالد ، وابن ابي فاطمة ، وابن الحضرمي ، والمسحور ، وابن حسن المليح ، وابن ام شيبان . واول من اشتهر بحسن الخط من كتاب الدولة قطبة المحرر ، وكان اكتب اهل زمانه وهو الذي بدأ في تحويل الخط العربي من الشكل الكوفي الى الشكل الذي هو عليه الآن وينسب له اختراع اربعة اقلام جديدة في مقدمتها القلم الجليل والطومار . http://hafeed.jeeran.com/shaclkat29.jpg http://hafeed.jeeran.com/shaclkat30.jpg (المصدرللشكل 29&30 / الخط والكتابة / محمد الخياري الحسيني) 032- التجويد في العصر العباسي: وقد تنوعت الاقلام في نهاية عصر الدولة الاموية ، وبدأت هندسة الحروف وتجويدها من الفترة الاولى من العصر العباسي في العراق ، وتنسب الى رجلين من اهل الشام كانا يخطان الجليل ، واليهما انتهت جودة الخط في عصرهما ، اولهما : الضحاك بن عجلان وكان اكتب الناس في خلافة السفاح ، وينسبون اله زيادة الافتنان فيما ابكر قطبة من اقلام ، وثانهيما : اسحق بن حماد وكان اكتبهم في خلافة المنصور والمهدي . واخذ عن اسحاق خلق كثير منهم . والمقول ان جهد الضحاك واسحق قدانتهى بالاقلام الى اثني عشر قلما ذكرها حاجي خليفة في كتابه كشف الظنون وهي : قلم الجليل - قلم السجلات – قلم الدياج – قلم الطومار الكبير – قلم الثلثين – قلم الزنبور – قلم المفتح – قلم الحر – قلم المؤامرات { من آمر فلانا في الامر : أي شاوره } - قلم ا لعهود – قلم القصص – قلم الحرفاج . وقبل نهاية القرن الثالث الهجري كان ابراهيم الشجري قد أخذ عن اسحق قلمه الجليل وهو اكبر الاقلام التي كان يكتب بها ، وولد منه خطين جديدين هما : خط الثلث ، وخط الثلثين ، ويغلب ان يكون الخط الجليل هو خط الطوما ر ، وان يكون الثلث ثلث الطومار ، والثلثان ثلثاه . وعن ابراهيم الشجري اخذ الاحول المحرر من صنائع البرامكة وهو الذي اخترع قلم النصف ، وخفيف الثلث ، واخترع قلما متصل الحروف بعضها ببعض وسماه المسلسل ، وقلما مقصوعا الجوانحي ، وقلما لحمام الرسائل سماه غبار الحلبة ، وقلم المؤامرات ، وقلم القصص . وعن الاحول اخذ الوزير ابوعلي بن مقلة المتوفي سنة 328 هـ ، واخوه عبدالله بن مقلة المتوفي سنة 338 هـ ، واليهما انتهت جودة الخط وتحريره على راس الثلاث مائة . ولم يرى الناس ابدع من خطهما ، وكان ابوعلي وزيراً للمقتدر بالله ، وللقاهر بالله ، وللراضي بالله ، وهو الذي اتم ما بدأ به قطبة المحرر من تحويل الخط من شكله الكوفي الى الشكل الذي هو عليه الآن ، وبه ضرب المثل في الخط البديع ، وهو اول من هندس الحروف وقدر مقايسها وابعادها بالنقط وضبطها ضبطا محكما ، وسمي هذا الخط المنضبط بالخط المنسوب ، واجاد خطا عرف بخط الدرج ، وله في قواعد الخط رسائل وتآليف حسنة وهو الذي اطلق على قلم النسخ اسم البديع وعنه انتشر البديع . ثم اخذ عن ابن مقلة محمد بن السمسماني وابوعبدالله محمد بن اسد القارئ المتوفي سنة 410 هـ ، وابن اسد احكم قلم التوقيعات وقلم النسخ اللذين لم يبلغا الإتقان في زمن ابن مقلة ، كما انه حرر قلم الذهب واتقنه . واخذ عن السمسماني وابن اسد ابو الحسن على بن هلال البغدادي المعروف بابن البواب في اوائل القرن الخامس الهجري في العراق ، وهو الذي اكمل قواعد الخط وهندسته وتممها . وعن ابن البواب اخذ : محمد بن عبدالملك ، وعن ابن عبدالملك اخذت الشيخة المحدثة الكاتبة شهدة بنت احمد الابري الدينوري المتوفاة ببغداد سنة 574 هـ ، ةاخذ عنها الخط الجيد والحديث الصحيح خلق كثير من ا لعلماء ومنهم امين الدين ياقوت المكي المتوفي سنة 618 هـ كاتب السلطان ملكشاه وكان مولعا بنسخ معجم صحاح الجوهري . وممن اشتهر بجودة الخط ياقوت الرومي الحموي البغدادي المتوفي سنة 626 هـ ، وهو صاحب معجم البلدان ، ومعجم الادباء ، والشيخ جمال الدين ياقوت المستعصمي البغدادي بن عبدالله . وياقوت المستعصمي هو اشهرهم وهو الذي قلد ابن مقلة وابن البواب والذي عرف بـ ( قبلة الخطاطين ) .... http://hafeed.jeeran.com/shaclkat31.jpg (شكل 31 صفحو من القرآن الكريم بخط ابن البواب ) (المصدر/ فن الخط العربي / د. عفيف البهنسي ) يتبع |
033- دور مصر وشمال الشام في تجويد الخط : وكان لمصر فضل يذكر في تجويد الخط العربي منذ عصر الدولة الطولونية ، ونافست الدولة الفاطمية في مصر دولة العباسيين في تجويد الخط واشتهرت الفسطاط بتجويد الخط وبقيت مدراسه عامرة حتى عصر المماليك حين اصبحت لمصر المكانة الاولى في تجويد اواع الخطوط العربية التي عرفت في ذلك العصر .... وفي شمال الشام منذ اواخر القرن الخامس الهجري حظي الخط العربي بنصيب من التجويد بتحوله من صوره السابقة الى صورتين جديدتين احداهما خط النسخ وهو ابتكار سوري شمالي حذقه السوريون الشماليون ، والثاني خط الطومار ومشتقاته ، ومنذ ذلك التاريخ كتب للخطوط اللينة ان تسود وان يعم استخدامها في الاغراض التذكارية . وكذلك هجرت خطوط الكوفة في كتابة المصاحف ، وحلت محلها الخطوط اللينة بانواعها المختلفة . ومنذ العصر الايوبي في مصر والشام بدأت الخطوط المستديرة تحل محل الخطوط الجافة الكوفية على المباني والاحجار . ولم ينقض القرن السادس الهجري حتى قل شان الخطوط الكوفية سواء في كتابة المصاحف او في كتابة النقوش على الاحجار والمعادن.(102) 034- دور الاتراك العثمانيين في تجويد الخط : ولماجاءت الدولة العثمانية التركية ( 699 هـ - 1341 هـ) تفوق الخطاطون الاتراك ووصل الخط على ايديهم الى الغاية والنهاية ، و فتحت مدرسة الاستانة لتحسين الخط سنة 1326 هـ وهي اول مدرسة انشئت للخط العربي واقبل على الخط الملوك والامراء والخاصة من الناس ، وكان السلطان محمود الثاني من اكبر خطاطي عصره !! وقد بلغ الخطاطون العثمانيون حد الاعجاز في اتقان الخط – وزادوا على قواعد الخط قواعد بعض الاقلام التي لم تكن موجودة من قبل مثل : قاعدة الرقعة والديواني ، وجلي الديواني والطغراء ، وقد انفردوا بخط الطغراء وكانوا مغرمين بتذهيب المصاحف الشريفة وزخرفتها .... ويعتبر عبدالله بك الزهدي التركي من اعظم الخطاطين في عصره وهو الذي طلع على الناس بخط الحرم النبوي الذي يعد آية الآيات في الاجادة والرونق والبهاء ،ويليه الخطاط الحافظ عثمان ، وكذلك مصطفى نظيف الذي نطالع خطه اليوم في المصحف والشهير بقدرغه لي ، فخطه غاية في الجودة والجمال ... ولكن الاتراك استبدلوا باللغة العربية والحروف العربية حروفا لاتينية سنة ( 1947) هـ فقضي على الخط العربي في تركيا بعد ان وصل الى القمة على ايديهم . (103) !!!!!! http://hafeed.jeeran.com/shaclkat32.jpg يتبع |
034- مدارس التجويد ومراكزه : يقول د دالي عن ذلك : ان مدارس التجويد الاولى : هي المدرسة الشامية : التي نقلت عن قطبة المحرر ، والمدرسة العراقية العباسية التي نبغ فيها الضحاك واسحق بن حماد الشجري والاحول وغيرهم وابن مقلة وابن البواب وياقوت المستعصمي وغيرهم . فهذه المدارس الاولى هي التي أبلغت الكتابةالعربية اولى المنازل التي اتصفت بالجمال ، وهي التي وضعت معايير الكتابة ، و أفاضت في احكام هذه المعايير .... http://hafeed.jeeran.com/shaclkat33.jpg (شكل 33 صفحو من القرآن الكريم بخط ياقوت المستعصمي ) (المصدر/ فن الخط العربي / د. عفيف البهنسي ) والمدرسة المصرية المملوكية: استوعبت جميع تراث السلف على نحو واسع يقرره القلقشندي في صبح الاعشى ، وجودت الخطوط المشتقة من خط الطومار الكبير ( خط الثلث والثلثين ) وهي بذلك لاتتميز عن المدرسة العراقية العباسية . والمدرسة السلجوقية الاتابكية : التي قام انتاجها فيما بين القرنين العاشر والثالث عشر الهجريين جودت خط النسخ ، وجائت خطوط المصاحف السلجوقية الاتابكية اروع من خطوط المصاحف المملوكية وأظهر جمالا . والمدرسة التركية العثمانية : اخذت من هاتين المدرستين اللتين لهما الاسبقية في التجويد والافتنان ، اخذت من المدرسة المصرية قلم الثلث وقلم الثلثين بصورتهما المعروفة لدي المماليك ، وطورتهما ، وابدعت في تخريجهما خطوطا جميلة ، واخذت عن السلاجقة خط النسخ وسارت فيه سيرتها الخاصة ولكنها اخذته ناضجا تمام النضوج . ثم اضافت من عندها خطين جديدين هما خط الرقعة وخط الديواني ، وفي القرن الحادي عشر للهجرة اجاد الصدر الاعظم ( شهلا باشا) هذا القلم الاخير ، وزادالاتراك على هذين القلمين خطي الاجازة ، وهو حمع بين النسخ والثلث ، والهمايوني وهو خط مولد من الديواني ، وقد تفرد العثمانيون بخط الطغراء وتوجت الاوامر السلطانية بهذه الطغراء وهو في الاصل توقيع سلطاني .... وفي بلاد فارس : كان للكتابة العربية والخط العربي شأن خاص ، وكما كان للخطاطين مكانة في بلاد الترك فانهم في إيران لم يكونوا اقل حظا من امثالهم في كل مكان . وكانت الكتابة العربية في ايران منذ البداية وسيلة الفرس في قراءة القرآن ، وكان تعلمها امرا شديد الوجوب ، وسرعان ما اصبحت كتابة الفرس الرسمية والقومية ، وحلت الحروف العربية محل الحروف الفهلوية في كتابة اللغة الفارسية ، وافتن الايرانيون في الابتكار ، ونشأت لهم خطوط خاصة بهم كتبوا بها الادب شعرا ونثرا وخطوا بها كتب الدين والتاريخ . (104) وفي بلاد الاندلس والمغرب العربي : احتفي المغربيون والاندلسيون احتفاءا عظيما بالخط العربي ، فاخذوه وزادوا عليه وطوره بحسب اذواقهم وفنونهم ومهاراتهم ، وقد ذكر الضبي في " بغية الملتمس " ان الوزير الشاعر حسان بن مالك ابن ابي عبيدة وزير المنصور بن ابي عامر والذي كان يقيم في الاندلس قد الف وصور كتابا ونسخه في اسبوع وقدمه هدية للمنصور ، ووصلت الحال في الاندلس الى ان هجر الاسبان لغتهم كما يقول " دوزي" في كتابه ( تاريخ المسلمين في اسبانيا ) كي يتعلموا العربية نكقا وكتابة حتى لم يعد هناك من يقرأ الكتب المقدسة باللاتينية ، بل ترجمت الى العربية كي يقرؤها نصارى الاندلس ....!!!! وامتلأت مكتبات الاندلس بالمخطوطات حتى وصلت المكتبة الاموية في قرطبة ذروتها ايام المستنصر بن عبدالرحمن الناصر عام 349 هـ 961 م ، وقد حوت مايزيد عن اربعمائة الف مجلد مخطوط نهبت وضاعت بعد حصار قرطبة عام 399 هـ / 1009 م ومازالت بقاياها في مكتبة الاسكوريال قرب مدريد الى اليوم ..... وقد تميزت الاندلس بخط كوفي سمي بالخط الاندلسي ، او القرطبي نسبة الى قرطبة ، ويتميز بتقوس اشكاله . اماالمغرب العربي فقد ظهرفيه الخط القيرواني نسبة الى القيروان عاصمة المغرب المؤسسة عام 50 هـ ..... ويتميز هذا الخط باستطالة حروفه . (105 ) http://hafeed.jeeran.com/shaclkat34.jpg (شكل 34 المصدر الخط العربي تاريخه وحاضره / بلال الرفاعي) http://hafeed.jeeran.com/shaclkat35.jpg 035- لمحة عن اشهر انواع الخطوط العربية : يمثل الشكل (35) رسم الحروف في ستة انواع من الخطوط العربية ، سنتطرق الى نبذة عن كل نوع منها ، ونتطرق ايضا الى ثلاثة انواع اخرى هي خط الطغراء ، وخط التاج ، وخط الاجازة ، ونورد ماامكن نماذج لهذه الخطوط . والخط قد يسمى باسم المدينة التي نشأ فيها ، وقديسمى باسم الخطاط الذي ابتدعه كالياقوتي نسبة الى ياقوت المستعصمي الذي كان خطاطا في بلاط المسعصم آخر خلفاء بني العباس . وقد يسمى تبعا لمساحة الورق الذي يكتب عليه مثل الطومار نسبة الى القطع السداسي في لغة البردى ، والمثلث الى آخره . وقد يسمى تبعا لنوع الوثيقة التي يكتب بها (كالاشربة) ، وكان يستخدم في كتابة عقود البيع ، و ( الاجوبة ) الذي كان يستخدم في الردود الرسمية ، والبياض الذي كان يستخدم في كتبة المبيضات . وقد يسمى تبعا للاغراض التى كانت تؤديها ( كالتوقيع ) أو ( الاجازة) . وقد يسمى بهيئته (كالمسلسل) الذي ليس في حروفه شئ يفصل عن غيره ، و(الاشعار ) الذي يكتب به الشعر بطريقة خاصة تبين شكل الابيات ، و(المائل ) لميلانه و (الجليل ) لكبره . وقديطلق الاسم على مستوى الجودة كخط ( المحقق والمطلق والمشق) وقد سمي الخط كذلك (بالخط المنسوب ) بمعنى الخط الذي تنتسب حروفه الى الالف بنسبة هندسية ثابتة . وهكذا . وكان الخط العربي وسيلة للعلم ، ثم اصبح مظهرا من مظاهر الجمال يفور بالحياة ويجري فيه السحر ، ومازال ينمو ويتحسن ويتنوع ويتعدد حتى بولغ في أساليب التحويرات الجزئية في حروفه او أجزاء حروفه المفردة والمركبة فاعتبروه بهذا التحوير نوعا ، وبلغت انواعه بهذه التفننات الكمالية في العهد العباسي عند السلاجقة والاتابكة والمغول والتركستانيين نحو ثمانين نوعا أو تزيد ، وهذا بطبيعة الحال ترف فني لم تبلغه أي أمة من الامم . (106) !!!!!! يتبع |
الساعة الآن 03:43 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |