![]() |
الفارس والشيخ والباشا دليوان المجالي http://www12.0zz0.com/2008/12/23/23/777418029.jpg دليوان باشا المجالي "ابو عناد"الرجل الذي شغل منصب رئيس بلديه الكرك فترة خمس عقود من القرن العشرين &****37;&****32; عاما وهو شقيق رفيفان المجالي وعم صالح المجالي وانشاء الله ستعرفونهم في لايام القادمه . وهو شاعر موهوب وفارس مرهوب وطبيب بارع وذكى لامع وصاحب راي سديد وعزم جبار كريم النفس ولد زعيم في التصرف والسلوك قائد ورائد في المعارك والخطوب رجل مواقف جسور ومع الحق دائما عطوف على الايتام وكريم ومع الانام. حصل على لقب باشا من الدولة العثمانية وهو ممن استقبل الملك عبدالله المؤسس ومن رجالات الدوله الذين وضعوا بصمة لاتمحى في تااريخ المملكة وهو ذو حنكة في القضاء العشائري فكان مرجعا للقضاء العشائري لم تفقد الكرك رجلا مثل الشيخ دليوان ولم يمر يوم اسود على الكرك مثل يوم وفاة الشيخ دليوان حيث اخذ اهل الكرك ينشدون : والكرك لبست سواد &****32;&****32;&****32;حزنن عالباشا ابو عناد كونه الشخص الذي نهض بالكرك بايصال جميع الخدمات لها باستلامه البلديه لمده &****37;&****32;عاما مكرسا حياته لخدمة اهلها &****32; http://www12.0zz0.com/2008/12/23/23/320379747.jpg وله عدة القاب منها : ابو الكرك فكاك النشب ابو الشيوخ ظهر الشيب في مرفقيه فلاحظ شقيقه الشيخ رفيفان فسال .ما هذا اللمعان يا شقيقي دلـــــــيوان... فاجاب دليوان شقيقه بقصيده قال فيها : يا راكب اللى لون ضبي الفريد... هي منوة اللى يغزون الاجانيب وازن عليها شدادها يا وديدي... وكرب حبالها بططانها والمحاقيـــب خرج العقيلى والدوريرع جديد... وعلق بقايا عقولها بدواليب من ساس هجن ما اعلموها العبيد.. وما تسايل عن مشيى الضحا باللهيب يا راكبه هاته على ما تريد...هي منوة اللي يطلبون المطاليب ملفاك شيخا كاسبا للحميد... عشيرضيفه زايدا بالتراحيب له منسفه بقلطة وريد... ومكوم لضيوفها والمعازيب يعطي العطايا صادقا بالمواعيد... يا شبل حرا ماضينا بالتجاريب شيخا بالكون حربه شديد... يوم الوغا فكاك زمل الرعابيب ارفيفان للشيخان قرما عنيد... يوم الوغى فكاك زمل الرعابيب له بندق بالكون رميا صويب... صويبها كثر عليه النواديب اعلمك يا شيخ بهرج وكيد.. يا الصقر يا القرناس يا خلفه الديب من شيخة الاوباش ولد الزهيد... تالي زماني لحيتي شيب دعنا نجازيهم بضرب الحديد.. ونطلب على بعض القبائل تصاليب فخوان خضرا حربهم له وقيد..يا ما دعوا بعض العشاير تخاريب اليا سمعو حس الوعي والرجيد... وعاداتهم يروا السيوف تخاريب وختمت قولي وهرجتى بالنشيد.. بالواحد الماجود يا علم الغيب.. |
الشيخ محمد علي سلمان القضاه رحمه الله
الشيخ محمد علي سلمان القضاه رحمه الله ولد في بلدة عين جنة – محافظة عجلون / الأردن عام 1935 من اسرة علمية على راسها والده الشيخ علي سلمان القضاة رحمه الله ، طلب العلم في صغره على يد والده المجاز بالافتاء والتحديث من كبار علماء الشام في حينه كالشيخ علي الدقر ، ووالده من اقران الشيخ حسن حبنكة الميداني ونايف عباس رحمهم الله جميعا ، ثم سافر الشيخ محمد إلى دمشق في مطلع الخمسينات وطلب العلم في المدرسة الغراء وغيرها من معاهد الشام وحلقاتها العلمية واجيز في علوم الفقه والتوحيد كما اجيز بقراءة القرءان وإقرائه من الشيخ محمد راجح كريّم شيخ قراء الشام ثم عاد ليلتحق بسلك القوات المسلحة الاردنية / الافتاء ثم مرشدا للامن العام ثم واعظا وخطيبا في مختلف مساجد محافظة عجلون ، وقد اختلف اليه الكثير من طلبة العلم وهو معروف بالعلم والفضل لدى معظم المختصين في علوم الشريعة ومشهور بينهم بذكائه وسرعة حافظته وشدة زهده وورعه ، وقد ترك الكثير من طلبة العلم الشرعي وقد منعه عن التاليف اشتغاله بالتدريس ، وهو الشقيق الاكبر لسماحة الشيخ الدكتور نوح علي سلمان القضاة وفضيلة الشيخ هود علي سلمان والشيخ زكريا علي سلمان ، توفي رحمه الله عام في اذار1997 . ان الشيخ محمد رحمه الله هو من خير من برى القوس وسددها وهو معدل عند كثير من علماء الشريعة ويعرفون قدره وجلالته وعلى راسهم اخوه سماحة الشيخ الدكتور نوح علي سلمان القضاة ( دكتوراه من جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية بالرياض )والذي اصبح مفتي المملكة في اذار 2007 والدكتور ياسين درادكة عميد كلية الشريعة في الجامعة الاردنية سابقا وفضيلة الدكتور علي الصوا وابن اخته الدكتور شرف القضاة وفضيلة الدكتور الشيخ محمود الشويات مفتي القوات المسلحة الاردنية سابقا وسماحة الشيخ إبراهيم زيد الكيلاني وفضيلة الدكتور محمد الطوالبة وفضيلة الشيخ الدكتور محمد فالح المطلق المدرس في جامعة اليرموك وفضيلة الدكتور محمد عصام القضاة وفضيلة الشيخ يوسف البرقاوي وفضيلة الشيخ عبد القادر الشيخ والشيخ احمد أبو ستة وغيرهم كثير وهم جميعا يشهدون له بحمد الله ـ ان سالتهم ـ بالعلم والفضل والاستاذية في تعليم التوحيد. اما علم الشيخ رحمه الله فيعرف من طلبته فجميع الاساتذة والدكاترة وطلبة العلم في هذه العائلة هم من نتاجه اولا ، والشيخ ومثله واخوانه ليسوا بمجاهيل لدى اهل العلم في هذا الزمان . والحمد لله رب العالمين' |
قدري طوقان..العالم الذي لم تأخذه السياسة هزاع البراري - في العام 1910 م دخل قدري طوقان الحياة ، مولوداً جديداً يفك أسرار حياة قادمة، وحافلة بالأحداث المؤثرة ، فنابلس مسقط رأسه لم تكن على حافة ما يجري، بل مكانتها كمركز متصرفية في التقسيم العثماني، جعلها حاضرة بقوة في المشهد الحي للفترة القلقة ، فرغم إنتماء قدري طوقان لأسرة عريقة، وذات شأن في الحياة الاجتماعية والسياسية ، فإنه كان أقرب إلى نبض الشارع ، متمثّلاً في شخصه البساطة والطيبة والتواضع ، والتحق بالمدرسة ، حيث أنهى دراسته الإبتدائية والثانوية في كلية النجاح الوطنية في نابلس ، وكانت في ذلك الحين كلية أهلية قد تأسست سنة 1918م ، وتمكن بعد هذا النجاح في التحصيل المدرسي، من تحقيق حلمه المتمثّل في الدراسة الجامعية ، لذا كان عليه الإنتقال إلى مدينة بيروت، التي أعدت في تلك المرحلة من أهم الحواضر العلمية والفكرية في المشرق العربي ، حيث إلتحق بالجامعة الأمريكية ، وهي فرصة لا تتاح للكثيرين ، خاصة مع ما تمثله هذه الجامعة من إنفتاح على كل التيارات الفكرية والسياسية ، وتلك الحرية الكبيـرة التي تمتع بها الطـلاب في تلك الحقبة الصعبة من التاريخ العربي الحديث (سليمان الموسى). في محطات حياته المختلفة، كان قدري طوقان ينثر مزاياه الحميدة وسماته النبيلة ، بين معارفه ومحبيه وأصدقائه ، فلم يحظ بغير الإعجاب والحب والتقدير ، فكان جدياً يحترم العلم والعلماء ، واستطاع أن يحقق معرفة كبيرة من خلال دراسته الجامعية ، ودراسته على نفسه ، صار لديه ثقافة عالية، وسعة إطلاع وسمعة كبيرة، ولعل لنشأته في أسرة كبيرة وممتدة جعلته على إحتكاك مباشر مع أبناء عمومته الأستاذ أحمد طوقان والشاعر إبراهيم طوقان، بالإضافة إلى أشقائه ، مما وسّع مداركه صغيراً وحببه بالعلم والأدب كبيراً ( حوار له في مجلة الرسالة ،أجراه سليمان المموسى عام 1961م). ولا شك أن دراسته الجامعية في الجامعة الأمريكية، التي كانت ميداناً لنمو وتشكل ما عرف بحركة القوميين العرب، والقوميين السوريين وباقي التيارات الفكرية والسياسية ، والمناظرات والحوارات التي تحدث داخل الحرم الجامعي ، كان لها التأثير العميق في تشكيل وعيه، ضمن إستقلالية تفكريه وشخصيته المتفردة ، فكان رغم كل شيء بشوشاً محباً للفرح والنكات، بعيداً كل البعد عن التجهم والإنغلاق ، وكان عملياً لا يضيع وقته ، فما أن تخرّج وحصل على الشهادة الجامعية ، حتى إنخرط في سلك التدريس ، حيث عيّن مدرساً في كلية النجاح مدرسته القديمة ، فلقد رغب في مهنة التدريس لدرجة العشق ، وهذا لم يمنعه من مواصلة القراءة والبحث، خاصة في علم الرياضيات والتاريخ ، وقد قادته إهتماماته هذه الى كتابة مقالات علمية نشر أولاها في مجلة المقتطف بدءاً بالعام 1931م. وقد تتابعت كتابته في هذا المجال ، حيث صدرت كتاباته هذه في كتاب مشترك لكتاب مجلة المقتطف ، وفي العام التالي أصدر كتابه الخاص عن مجلة المقتطف، وهو كتاب موسوعي هام بعنوان ( تراث العرب العلمي في الرياضيات والفلك) ، ونظراً لإهتمام الباحثين والأكاديميين به ، قامت جامعة الدول العربية بإعادة طباعته ، وتمكن قدري طوقان من تحقيق مكانته العلمية بفضل جودة أبحاثه، ومواظبته على الكتابة والبحث ، حيث صدر له عديد الكتب منها (الكون العجيب ) وهو كتاب في الفلك ، يبحث في الأرض والقمر والشمس والنجوم والكواكب بشكل علمي ميسر ، وصدر له (محاضرات ابن هيثم التذكارية ) وقامت بنشره جامعة القاهرة سنة 1946م. وقد تنوعت إهتماماته ، وبالتالي كتب في غير موضوع ، فمن كتبه الأخرى كتاب (جمال الدين الأفغاني ) 1947، وكتاب (العيون في العلم ) وهو بحث في الآلة والأشعة والأمواج اللاسلكية وغيرها ، وقد كان لأحداث النكبة أثر موجع وعميق ، ولكنه كان متأكداً من حتمية الإنتصار، وإسترجاع الأرض الفلسطينية ، لذا أصدر كتاب بعنوان (بعد النكبة ) سنة 1950 م ، وأتبعه بكتاب (وعي المستقبل ) عام 1953م ، كان يضم مقالات تنويرية حول التوجه القومي، وأساليب الخلاص من الهيمنة والإستعمار ، وتوالت كتبه في الصدور بوتيرة دلّت على قدرة علمية فذة ومثابرة عز نظيرها ، فأصـدر (الخالدون العرب) 1954 ، و ( بين البقاء والفناء) 1960م، و(العلوم عند العرب )1960 م والذي كان قد صدر قبل ذلك في مصر سنة 1956 م، و كتاب (مقام العقل عند العرب ) سنة 1960 م وغيرها من الكتب ، ونلحظ من خلال مؤلفاته أنها ترجمة عملية وعلمية لحسّه القومي العربي الأصيل ، فهو رجل علم عمل بالدرجة الأولى بعيداً عن التنظير غير المدعّم بالإنجاز. وقد نال قدري طوقان ما يستحق من مكانة علمية ، فنال عضوية عدد كبير من المجامع العلمية ومجامع اللغة العربية، في عدد من الدول العربية والعالمية ، وشارك في مؤتمرات وندوات في أكثر من قارة ، وفي العام 1964 م منحه الرئيس جمال عبد الناصر وسام الجمهورية من الطبقة الأولى ، كما منحته جامعة البنجاب في الباكستان الدكتوراة الفخرية عام 1967 م ، ورغم ميوله العلمية والأدبية فقد إستقطبته السياسة في فترة حرجة ، فكان ملتزماً ومتفانياً كعادته ، ففي العام 1964 م أصبح وزيراً للخارجية ، وترك إنطباعاً طيباً لدى كل من عمل معه، أو إلتقاه خلال عمله السياسي - الدبلوماسي كوزير للخارجية ، وكان قبل ذلك وخلاله، رئيساً للجنة الأردنية للتعريب والترجمة والنشر من عام 1961 إلى عام 1967م. كان قدري طوقان بإنتظار الإنتصار القادم ، غير أن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن ، فلقد إندلعت الحرب عام 1967 م ، لتقضي على حلم الإنتصار القريب ، وضاعت الضفة الغربية وقطاع غزة ، وخسرت كل من مصر وسوريا شبه جزيرة سيناء ومرتفعات الجولان ، ولم يحتمل تجوال العسكر اليهود في المدن والقرى الفلسطينية بما فيها مسقط رأسه نابلس ، فتأثرت صحته وتعب قلبه ، وعانى من إنتكاسات متعددة ، وتوفي قدري طوقان في البلد الذي درس فيه ، فلقد لفظ أنفاسه الطيبة الأخيرة، في مستشفى الجامعة الأمريكية في بيروت في 26 شباط عام 1971 م ، ودفن في نابلس قريبا من ملاعب الصبا والذكريات البعيدة ، لكن ما تركه لنا يجعله دائماً في متناول الذاكرة ، قريباً من القلب والوطن. |
عيسى الناعوري: مبدع مغامر تقاسمته الامكنة
كان مولعاً بقريته ناعور فانتسب إليها في كتابته ، حتى صار اللقب كنية له ولإخوانه وذريته من بعده ، فهو من عشيرة الدبابنة السلطية ، غير أن جدّه إشترى أرضاً في ناعور ، وما لبث أن حمل عائلته من السلط ليستقر في ناعور، تلك القرية الجميلة والرابضة على سفح كبير يطل على نهر الاردن . وأثناء زيارة والدته إلى أهلها في الفحيص أنجبت ''عيسى الناعوري'' بينهم في شهر أيلول عام 1918 م ، وكأن في ذلك إشارة لقدر هذا الطفل الذي ستتقاسمه الأمكنة، وحياة الترحال وشظف العيش ، فأعمامه في السلط، وأهله في ناعور، وولد بين أخواله في الفحيص. نشأ عيسى الناعوري كأبناء المزارعين الكادحين ، يزرع ويعشّب ويحصد العدس والشعير والقمح ، ويبعثر طفولته البائسة على حواف البيادر، وبين الأودية الوعرة لجمع الحطب ، لذا أنقذته حياة المدينة، عندما أرسله والده إلى مدرسة الرهبنة في القدس ، تمهيداً لدخوله إلى الكهنوتية عندما ينهي عشر سنوات من الدراسة اللاهوتية ، فدخل المدرسة عام 1929م ، ولم يمض فيها غير أربع سنوات ، تعلّم خلالها الحياة المدنيّة ، والمواعيد المحددة لكل شيء ، وتعلم اللغة الايطالية التي تعتمدها المدرسة، بالإضافة إلى الإنجليزية والفرنسية واللاتينية واليونانية ، ولعلّ ذلك ساعده في الاطّلاع على الآداب العالمية والإستماع للموسيقى ، وهي عوامل أظهرت موهبته الأدبية، فإذا أضفنا ما يشعر به في تلك السن، من إحساس بالوحشة والغربة وهو بعيد عن أهله، في هذه المدرسة الدينية الداخلية ، فلا شك أن أدبه جاء معبراً عن كل ما اختلج دواخله من هواجس وأحلام ورغبة في التغيير. مع مرور الوقت تفتّحت ذهنيته، وقدرته العالية على التعلم السريع ، حيث أخذ يترجم عن الإيطالية ، وهو في تلك العمر أي قرابة الأربعة عشرة، وتمكّن من نشر قصة مترجمة في إحدى المجلات ، وهذا الوعي السريع جعله يضيق بالمدرسة ويثور على النظام القاسي الذي تفرضه على الطلبة ، وشعر بأن الحياة الرتيبة والمكرورة بشكل يومي وعلى مدى السنوات الأربع لا تحتمل ، فترك المدرسة وغادرها من غير رجعة ، وقد ضحّى في سبيل حريته وحبّه للمغامرة بالحياة المدنية المأمونة ، والتي توفر له اللباس الحديث والطعام الجيد ، وعاد إلى ناعور، ليكد ويتعب ويواجه قسوة حياة المزارع، من أجل تأمين القوت البسيط الذي لايكاد يسد الرمق (سليمان الموسى). لقد ساعده حبه لأمه وتعلقه بها على تحمل هذا الواقع ، لكن وفاتها المفاجئة آلمته ، وأدخلت الحزن إلى ملامحه ، فلقد خطب والده عروساً في اليوم الذي فارقت فيه أمه الحياة، تمشياً مع حياة القرية وعاداتها ، وأمام هذه الحال فكّر أن يخوض عباب الحياة بالمغامرة، وأن يغيّر واقعه بنفسه، فترك البيت متوجّهاً إلى القدس في رحلة إستغرقت منه أربعة أيام، سيراً على الأقدام عبر الأحراش والأرض الخلاء ، حتى كادت تفتك به الوحوش ، أو يهلك من الجوع والعطش لولا مساعدة بعض البدو والقرويين . وفي القدس عمل أعمالاً متواضعة وشاقة مقابل قرشين باليوم ، وهي أعمال لا تليق به ولا بأحلامه الكبيرة ، حتى أنه اضطر إلى مساعدة أخوه الأكبر، وإرسال بعض المال لأبيه في ناعور ، لكنه لم يلبث أن تمرّد على محاولات استغلاله، فانفصل عن اخيه وعمل في مكان آخر ، وتحسّن أجره فواظب على شراء الصحف والمجلات والكتب ، ونشط في الكتابة ونظم الشعر ، وأخذ إسمه يظهر في الصحف والمجلات التي عوّضت عليه إحساسه بالغربة والفقر والألم ، فالفتاة التي أحبها لم يتمكن من الزواج بها لتكبّر أهلها على أهله القرويين البسطاء، فتركها ولم يعد إليها. كان التحاقه بالعمل في التدريس تحولاً كبيراً في حياته ، فأخيراً وجد عملاً دائماً يليق به وبأحلامه ، فعمل مدرساً في مدرسة الساليزيان في القدس ، وهذا شجّعه على الزواج عام 1939 م ، لتدخل السكينة قلبه ويشعر بالإستقرار الذي تمناه كثيراً، غير أن المدرسة أغلقت مع دخول إيطاليا الحرب ضد بريطانيا صاحبة الإنتداب على فلسطين(المصدر السابق) ، فانتقل للتدريس في مدرسة دير اللاتين في رام الله ، ومن أجل تحسين ظروفه المعيشية حيث لم تكن المدرسة تدفع رواتب العطلة الصيفية لمدة ثلاثة أشهر، اضطر للعمل في معسكرات الجيش البريطاني لفترة من الزمن ، ليعود للتدريس في كلية ترسانطة في القدس ، لينزح بعد ذلك خلال عام 1948 م إلى الأردن فوصل إلى السلط ، وبعد فترة عمل في الحصن مدرساً في مدارس الإتحاد الكاثوليكي ، وتحوّل للعمل الإداري لهذه المدارس في عمان ، لكن حبّه للتغيير دفعه للعمل مدرساً في كلية ترسانطة في عمان. كان العمل الأطول في حياة عيسى الناعوري، هو عمله في زارة التربية والتعليم الذي إمتد من عام 1954م وحتى عام 1975م ، ليتقاعد ويعمل بعد ذلك أميناً عاماً لمجمع اللغة العربية الادبي حتى وفاته ، ولعلّ من أهم منجزاته في الصحافة الثقافية، هو عمله على تأسيس مجلة مختصة بالأدب باسم '' القلم الجديد '' وذلك عام 1952م ، ورغم قلّة الإمكانيات والصعوبات الإدارية إستمرت بالصدور عاماً كاملاً ، حيث اضطر لإغلاقها لغياب التمويل من جهة ، ولتعديل قانون المطبوعات الذي إشترط في رئيس التحرير أن يكون جامعيّاً ومتفرغاً ، وهذان الشرطان لم يكونا متوفرين عند عيسى الناعوري ، لكن إصداراته الأدبية كانت كثيرة ومتنوعة ، وقد نشر في الصحافة المصرية واللبنانية والفلسطينية والأردنية . وأصدر في الشعر : الربيع الذابل 1939م ، أناشيدي 1955م ، أخي الإنسان 1962م ، همسات الشلال 1983م ، وغيرها من الدواوين . في القصة أصدر محموعة كبيرة منها : طريق الشوك 1955م ، خلّي السيف يقول 1956م ،أقاصيص أردنية 1963م ، حكايات جديدة 1974، وغيرها الكثير . وله في الرواية : مارس يحرق معداته 1955م ، بيت وراء الحدود 1967، ليلة في القطار 1974 م وغيرها. وله دراسات عديده منشورة وكتابات في أدب الرحلات وترجمات مختلفة عن اللغة الإيطالية نشرت على فترات متعددة. لقد نال عيسى الناعوري التكريم الكبير، الذي دل على ما تمتـع به من مكانة أدبية وعلمية كبيرة ، فمنحته جامعة باليرمو الإيطالية درجة الدكتوراة الفخرية ، وحصل على عضوية الشرف في مركز العلاقات الإيطالية العربية ، وعضوية أكاديمية أصدقاء أومبريار ، كما منحته الأكاديمية العالمية للفنون والثقافة في تايوان الدكتوراة الفخرية . ولأن روحه قد تقاسمتها الأماكن في طفولته وشبابه ، فإن وفاته جاءت تتويجاً لذلك ، ففي الثالث من تشرين الأول من عام 1985م أصيب بنوبة قلبية وهو في تونس مشاركاً في مؤتمر ثقافي خاص بمجلة ''الفكر'' ، وفارقت جسده الروح وهو في الطريق من الفندق إلى المستشـفى ، ليدفن بعد ذلك في عمان تاركاً إرثاً أدبياً وفكرياً لن تمحوه الأيام ، ورحل كما عاش عزيز النفس دائم العمل والعطاء |
حسني زيد الكيلاني http://www.n5555n.com/folder1/n55n.com_4LhH5O9xbc.jpg كان صديقا للعذاب وشقيقا لليأس .. حسني زيد الكيلاني المولود في السلط عام 1905 والراحل عام 1979، ذلك الفنان المبدع والفيلسوف الذي لو أدركنا سمو مكانته فينا، وقدرناه حق قدره لبكته القلوب والحناجر، مثله من لا يمر بحياة الأمم والشعوب الا تذكره!!. انه ذلك المفكر والعبقري الذي ضيّعناه على ارصفة الاهمال والنسيان!! كان ذلك الفقير المتوجع المتألم، والمندفع نحو الشراب ولعل ذلك كان هروبا من واقعه المر المؤثر.. ثيابه رثة.. لا يستر جسمه غير اسمال بالية!! هذا ما جاء في وصف شاعرنا حسني زيد الكيلاني في المراجع الأدبية الاردنية قديما في العام 1982 والعام 1983 عبر كتاب أعلام الفكر والأدب في الاردن لـ ''محمد أبو صوفة'' وفي دراسة لـ ''عبدالفتاح حياصات'' في مجلة الشباب. وعن هذا الشاعر البوهيمي فقد أورد عنه الباحث والناقد كايد هاشم في كتابه قاموس المؤلفين في شرقي الاردن: ''ان حسني زيد الكيلاني كان قد تعلم في مدارس السلط واشتغل في شبابه بالتعليم، ثم انصرف الى الشعر، الا انه (انقطع) عنه في مرحلة مبكرة من حياته!! على الرغم من شاعريته المتدفقة!!''. هذا وكان للشاعر الكيلاني والذي لم يتزوج أبدا ديوان شعر واحد يتيم طبع عام 1946 في عمان!! ولذلك فضل للناشر (أمين أبو الشعر) الصحفي والسياسي والاعلامي الشهير قديما وصاحب مجلة (الرائد) الاسبوعية و(الرأي العام) اليومية الاردنية.. اذ انه عز عليه ان يرى أشعار حسني زيد الكيلاني مبعثرة هنا وهناك في الصحف وفي أوراق حسني الخاصة.. فقدم لصديقه وللأدب الاردني خدمة كبيرة وذلك بالقيام بجمع أشعاره في ديوان صغير أصدره عام 1946!! ولولا ذلك لضاعت ربما أشعار هذا الشاعر الاردني المهم.. لأن صاحب هذه الأشعار كان دائما فارغ الجيب ومليء البطن بالشراب!! ولأن هذا ما كان يعيش عليه يومه كما عاش من قبل صديقه الحميم المرحوم مصطفى وهبي التل. وفي دراسة قديمة لأديبنا الاردني عيسى الناعوري رحمه الله ظهرت في مجلة رسالة الاردن في الستينات نقرأ بعضا منها اذ يقول: ''ان صمت (أديب عباسي) الطويل ينطبق كذلك على صاحب الديوان اليتيم (أطياف وأغاريد) حسني زيد الكيلاني.. فقد صمت الكيلاني عن الشعر منذ بدء النكبة (نكبة فلسطين) او قبل ذلك بزمن ما.. فلم نعد نقرأ له شيئا جديدا، وكان من قبل لا يعرف الصمت أمام الحسن والجمال وفي مشاهد الطبيعة وازاء الكأس ورقة الحب. لقد كان حسني شاعرا موهوبا، وكان اكثر ما ينطقه الجمال!! فشعره (غزلي) في أغلبه، وان يكن في ديوانه الوحيد قد قسم قصائده الوانا وفصولا: قصائد المناسبات، والقصائد الاجتماعية، والقصائد الوطنية، والقصائد الوصفية والغزلية، وقصائد البؤس والمراثي. وكان قد نعى نفسه وشعره الى الناس في قصيدة بعنوان (رثاء نفسي) ومما جاء فيها: انا ابن يأس قاتل ولربما أقضي بيأسي ذهب الشباب فلا رجاء ولا عزاء ولا تأسي ماذا اؤمل في الدنى والشيب مشتعل برأسي ماتت لياليَّ الحسان وغال صرف الدهر أُنسي عفّى الزمان على الهوى وعلى المدامة والتحسي وعلى ليال اطلعت من دنها المخبوء شمسي ويعقد الأديب والناقد عيسى الناعوري مقارنة ما بين شاعرنا الاردني حسني زيد الكيلاني والشاعر العراقي (احمد الصافي النجفي) ويقول: ''ان بينهما شبه كبير، فهما بوهيميان وبائسان، وقد صورا بؤسهما جليا في شعرهما. واذا كان حسني قد (رثى) نفسه حيا. وقد (هجا) الصافي نفسه وشكله فقال: وجهي دميم وقلبي - عدو كل دميم لو كان وجهي بكفي - ألقيته في الجحيم أبيع جسمي بديم - لو صح بيع الجسيم وفي كتابها عن (حسني زيد الكيلاني - حياته وشعره) تقول الباحثة (عيدة الهربيد): ''لقد امعن شاعرنا حسني في وصف البيئة التي عاش في أحضانها ولازمها في طفولته وشبابه، انها مدينة السلط وواديها الذي اشتهر باخضراره على مدار العام، وتفتح أزهاره، وجذب زواره اليه، فوصف هذا الوادي وصفا دقيقا من حيث الأشجار بغصونها، الأزهار بألوانها كالنرجس، ووصف تجرد الوادي من الليل ودخوله في الصباح، وتتبع الشمس الى مشارف الأفول ساعة الأصيل، واكتمال مشاهد الطبيعة في (وادي السلط) بكثرة الجداول فيه التي تمتاز بالمياه العذبة السلسة وهي تزين الوادي نهارا بانعكاس الشمس فيه، دليلا بانعكاس النجوم فيه.. وقد قال في ذلك: كم طوى دهرك عنا أمما رشفوها مثلنا بالأكؤس فانشد البان وناج العلما عن هوى في صدرنا محتبس هذا وقد اعتادت الفتيات على التجوال والتنزه في وادي السلط، فأصبح الوادي كعبة حسن له هيبة مقدسة: درك الله اذا جزت الربوع ورأيت عينك أسراب المها فارسل القلب نديا بالدموع أنت في كعبة حسن وبها اما المنطقة الثانية فهي (غور الاردن) وجاء وصفها من خلال مدح الملك عبدالله الأول، فوصف نباتها المتجدد، والندى المتناثر على الأعشاب كالاكليل والمياه المنسابة كالذهب، ثم أشار الى ما فيه من حياة للانسان والطيور، وعرّج على الزهور وعبيرها، ثم ذكر الليل بهدوئه وصمته. ثم انه يصف الاردن عامة بانه فردوس بما فيه من طبيعة غناء، فهو جنة شكلتها امجاد الجدود: انما الاردن فردوس الخلود صفحة غراء من مجد الجدود وكان الكيلاني قد عمل ايضا في الجيش ككاتب مدني لمدة (8) سنوات حيث أحيل الى التقاعد في سن الخمسين، فقد عومل خلال هذه الفترة برفق ولين ولم تطبق عليه قوانين الجيش الصارمة، فقد كان ينتظم بومين او ثلاثة ثم يتغيب بقية الاسبوع.. وقد كان راتبه الشهري الذي يتقاضاه بعد تقاعده يكاد لا يذكر!! وفي الحقيقة فقد كان يتلقى المساعدة من الملك عبدالله الأول ثم من الملك الحسين رحمهم الله جميعا. وكان يقيم مع أمه في سفح (جبل القلعة) في عمان في حالة يرثى لها من البؤس والعدم، ولم يعد يستطع العمل وقد غزته الشيخوخة ونفثت الأمراض سمومها في جسده المتهالك.. وكان يقول: يئست من الدنا او من بينها كأني في الحقيقة لست فيها أخيرا توفي حسني زيد الكيلاني في مدينة الزرقاء ودفن فيها في العام 1979 ونعاه الشعراء والأدباء. |
زيد بن شاكر من بيان وفاة زيد بن شاكر حين اعلنه الديوان الملكي: رئيس وزراء وقائد جيش وعضو مجلس العائلة الهاشمية الاردنية - زيد بن شاكر.. الموت يطوي صفحات مثيرة لسياسي وعسكري مخضرم وكان أن اعلن الديوان الملكي الاردني عن وفاة الامير زيد بن شاكر وهو من ابناء عمومة الملك الراحل الحسين بن طلال وأحد ابرز الشخصيات السياسية في تاريخ الاردن والذي شغل منصبي رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة. وذكر الديوان الملكي في بيان ان الامير الراحل توفي في عمان اثر نوبة قلبية مفاجئة . وكان سيتم عامه الثامن والستين ان الامير كان أحد رجالات الرعيل الاول الذين ساهموا في بناء الوطن وازدهاره ووقفوا الي جانب المغفور له باذن الله جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه في مراحل دقيقة مرت علي المملكة . ويعد الامير زيد صديق الطفولة للملك حسين واحد الشخصيات الاكثر قربا منه لاسيما ان عمرهما كان متقاربا. انخرط في العمل العسكري حيث برز فيه بقوة، منذ السبعينيات من القرن الماضي حتي نهاية الثمانينيات حيث شغل مناصب عسكرية رفيعة من بينها رئيس هيئة الاركان والقائد العام للقوات المسلحة الاردنية. وبعد ذلك وحتي منتصف التسعينيات عينه الملك حسين في مناصب سياسية مهمة من بنيها رئيس الديوان الملكي ورئيس الوزراء ووزير الدفاع. ولد الامير زيد بن شاكر في عمان في الرابع من ايلول (سبتمبر) عام 1934 ودرس فيها قبل ان ينتقل الي الدراسة في كلية فكتوريا بالاسكندرية لينتقل بعدها الي كلية ساند هيرست في لندن عام 1955 ثم كلية ليفنورورث في الولايات المتحدة عام 1963. والتحق المغفور له الامير زيد بن شاكر بالقوات المسلحة عام 1953 برتبة مرشح وتدرج فيه الي ان وصل الي رتبة مشير ركن عام 1987 . وتقلد الفقيد عددا من المناصب العسكرية حيث عمل مساعدا لرئيس الاركان للعمليات عام 1970 ورئيساً للاركان 1974 ثم قائداً عاماً للقوات المسلحة الاردنية عام 1976. كما تولي منصب رئيس الديوان الملكي العامر ثلاث مرات في الاعوام 1993/1989/1988 وشكل الحكومة ثلاث مرات في الاعوام 1996/1991/1989. ويحمل الامير زيد بن شاكر عددا من الاوسمة الاردنية من اهمها وسام الكوكب الاردني من الدرجة الاولي عام 1964 ووسام الاستقلال الاردني من الدرجة الاولي عام 1967 ووسام النهضة الاردنية من الدرجة الاولي عام 1970 ووسام النهضة المرصع العالي الشأن عام 1974 اضافة الي عدد من الشارات والميداليات. كما يحمل عددا من الاوسمة من عدد من الدول الشقيقة والصديقة والامير زيد بن شاكر متزوج وله ولدان شاكر ونسرين. وفي عهده جرت اول انتخابات تشريعية في البلاد في العام 1989 حين اعاد الملك الحسين الديموقراطية للبلاد منهياً بذلك ثلاثة عقود من الاحكام العرفية. وظل زيد بن شاكر يحمل لقب الشريف الي ان منحه الملك الحسين لقب الامير الذي كان يحمله والده الراحل الامير شاكر بن زيد. والامير الراحل يعتبر احد اهم اعضاء مجلس العائلة الهاشمية الحاكمة في الاردن وفي العادة يحسم هذا المجلس القرارات الكبيرة في ما يخص شؤون العائلة الحاكمة. ومن المهمات التي شارك فيها الامير زيد بن شاكر قبل سنوات ثلاث اختيار الملك عبد الله الثاني للحكم من بعد انهاء ولاية الامير الحسن للعهد في العام 1999. وشارك الامير زيد بن شاكر في كل المعارك التي خاضها الاردن ضد اسرائيل منذ نعومة اظفاره حيث انضم الي صفوف الجيش الاردني الذي تدرج في رتبه الي ان حاز رتبة المشير وقيادة الجيش. كما انه وقف الي جانب ابن عمه الملك الحسين في احلك الظروف السياسية التي كانت تعصف بالبلاد داخليا ابتداء من اول مؤامرة لقلب نظام الحكم في العام 1957 وصولا الي احداث ايلول (سبتمبر) 1970. ويري مراقبون ان وفاته مهما اختلف بعضهم في تقييم دوره تعد خسارة لعقل كبير وخبرة في ادارة البلاد وشؤونها. جريدة (الزمان) العدد 1230 التاريخ 2002 - 8 -31-30 |
حسين باشا الطراونـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـه
[IMG]http://www.al-sijill.com/files/images/Hu**in%20Tarawneh.preview.JPG[/IMG] ولد في الكرك العام 1870، وتلقى تعليمه الأول على يد الشيخ محمد القصرواي، ثم سافر إلى اسطنبول حيث أتقن هناك اللغة التركية. عين العام 1902 عضوا في محكمة بداية الكرك، وفي العام 1920، عين رئيسا للجنة القوانين في حكومة الكرك الوطنية، أي أنه كان يمثل الجانب التشريعي في الحكومة، في الوقت الذي كان فيه رفيفان المجالي يمثل الجانب التنفيذي، بتوليه مهام متصرف اللواء. خلال العمر القصير لحكومة الكرك، عمل حسين الطراونة بجد كي لا تنتقل لعنة الانشقاقات التي كان يغذيها البريطانيون في المنطقة إلى الكرك، ومن هنا سعى الطراونة لمنع انفصال الطفيلة الذي كان محتملا لأن “الحالة الأمنية والعشائرية في الطفيلة مستقرة أكثر من الكرك، وإذا لم نضع حدا للخلافات في الكرك ، فإننا نعطي المبرر للطفيلة بالانشقاق ، حتى لا تكون شريكة في هذه النزاعات العشائرية»، من هنا أجرى الطراونة اتصالاته مع شيخ مشايخ الطفيلة آنذاك صالح العوران، وهي اتصالات أسفرت عن بقاء قائمقامية الطفيلة تابعة للكرك. عندما وصل الأمير عبد الله إلى معان أعلن حسين الطراونة في اجتماع لحكومة الكرك الوطنية تأييده للأمير، ورأى أنها فرصة لتشكيل حكومة عربية واحدة برئاسة الأمير، تكون بديلا عن حكومة الكرك التي لم تستطع فرض هيبتها على المناطق التابعة لها، إذ كانت هذه المناطق مرتعا للتناحرات العشائرية، وبالتحديد بين عشائر «الشراقا والغرابا»، ولم يكن لرجال الدرك المحلي قدرة على حفظ النظام. مؤازرة الطراونة للأمير جاءت أيضا على أمل أن تضع الحكومة العربية المرتقبة حدّا للنفوذ البريطاني في المنطقة، ومن هنا جاءت خيبته وغيره من الوطنيين في العام 1928، عندما وقعت المعاهدة البريطانية الأردنية. كردة فعل على المعاهدة، تأسس المؤتمر الوطني، بمشاركة 150 شخصية من الوطنيين وزعماء العشائر، وانتخبوا الطراونة رئيسا للجنة التنفيذية فيه. وقد دفع الطراونة ثمن معارضته، إذ سحبت منه العام 1929 ألقابه، وقطعت عنه مخصصاته المالية. في العام 1931، انتخب عضوا في المجلس التشريعي الثاني، كما انتخب العام 1942 في المجلس التشريعي الخامس. توفي الطراونة في الكرك العام 1951 |
عبد المهدي المرافي.. فارس من موطن الثوار لم تكن يوماً بلاد الجبال الطفيلة بمنأى عن سيل الأحداث الجارفة، التي اجتاحت المنطقة العربية أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين ، فهي المعصومة بالقمم الشاهقة والمنحدرات السحيقة، كانت فاعلة في مسرح الحدث ، بل أن معارك الطفيلة ضد الجنود الأتراك، كانت نتائجها حاسمة في تحقيق بشائر النصر النهائي بعد ذلك ، وفي خضم هذه التحولات والانزياحات المتلاحقة، كان أحد فرسان الثورة العربية الكبرى، يفرد راية نضاله على ذرى الشواهق ، فلقد شهدت جبال الطفيلة مولد الفارس الملثم عبد المهدي محمود المرافي عام 1878م ، وهو بالتأكيد توقيت يوافق ميلاد مرحلة تعد فاصلة هامة في التاريخ العربي الحديث ، فعبد المهدي ولد لشيخ عشيرة وعضو بارز في مجلس قضاء الطفيلة هو محمود المرافي ، وكان هذا الشيخ متعلماً بمقاييس تعليم تلك الأيام ، حتى انه قام في أواخر العهد العثماني بمهام تحريرات كاتبي أفندي ، كما يذكر ذلك الأستاذ سليمان القوابعه في بحثه. وكحال كثير من بلدات الأردن في تلك الأيام ، لم يكن في الطفيلة مدرسة واحدة ، لذا درس عبد المهدي المرافي في الكتاتيب ، وبعد مرحلة الكتاب قام والده الذي أحب التعليم، بإرساله إلى الشام ليدرس الابتدائية، ومرحلة الرشدي نسبة للمدرسة الرشيدية في دمشق ، وكان المرافي متفوقاً في دراسته ، حيث ساعده هذا التفوق بالإضافة إلى مكانة والده في الحصول على بعثة دراسية في معهد عالٍ في اسطنبول ، فكان بذلك أول رجل من أبناء قضاء الطفيلة يحصل على شهادة في التعليم العالي. تعد فترة تواجده في عاصمة الدولة العثمانية ذات غنىً على صعيد الدراسة من جهة ، وعلى صعيد الانفتاح على العالم والتواصل مع أبناء العرب وغيرهم من جهة أخرى ، فلقد تمكن من تعلم اللغة الفرنسية، إضافة إلى إتقانه اللغة التركية أيضاً ، وقد التقى في اسطنبول بشبيبة العرب المتعلمين، وممن كان لهم شأن في مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية، الذين انخرطوا فيما بعد في جيش الثورة العربية الكبرى ، من أمثال علي خلقي الشرايري وتوفيق الحلبي وأفراد من عائلة البكري في سوريا ، ومولود مخلص من العراق الذي عرف من خلال قيادته للفرقة الأولى في معارك الثورة في جنوب الأردن المرجع السابق . بعد مرحلة الدراسة انتخب عبد المهدي محمود المرافي في مجلس المبعوثان العثماني وهو شبيه بمجلس النواب اليوم ، وكما انتخب في مجلس الولايات مندوباً عن قضاء الطفيلة ، غير أن استيلاء جماعة الاتحاد والترقي على السلطة في الدولة، ونظرتهم الدونية للعرب ، وما قاموا به من ممارسات تسلطية نالت من مكانة العرب وكرامتهم ،ولد رد فعل عربي عارم تجسد في قيام الثورة على الظلم والاستبداد التركي ، وقد مهدت اللقاءات والاتصالات السرية التي شارك فيها عبد المهدي مع الأمير فيصل لقيام هذه الثورة، حيث ذكر المرافي في مذكراته أن لغة الرموز هي المتداولة حتى في المدن الأردنية ، وكانت بعض الرموز تخصص للمدن فيقال عن الكرك الأم وعن السلط العمة وعن الطفيلة الخالة ، ويقال عن معان الابنة ، وخصصت رموز أخرى للتعبير عن الرجال والوقائع وهكذا. وقد عرف عبد المهدي بالجرأة وقوة الشخصية في قول الحق ، موظفاً بذلك ثقافته المسؤولة ، ويعتبر من أصحاب المواقف الإصلاحية ، حيث استغل مناصبه في مجلس المبعوثان ومجلس الولايات، لمطالبة الدولة بإجراء الإصلاحات، ومراعاة أحوال الرعية فيما يتعلق بجمع الضرائب، خاصة في فترات القحط والجراد، حتى انه اقترح جدولة الضرائب على المحاصيل والقطعان ، غير أنه جوبه بالرفض واعتبرت آراؤه خروجاً عن دوره في دعم الدولة فسجن بسبب ذلك عدة شهور. لعب عبد المهدي المرافي دوراً هاماً في الثورة العربية الكبرى ، وقد انتسب إلى جمعية سرية بغية التمهيد لقيام الثورة والحشد لها ، ويذكر في مذكراته واصفاً إحدى اللقاءات السرية مع الأمير فيصل، في مزرعة آل البكري في القابون قائلاً: وبعد أن أقدم جمال باشا السفاح على فعلته الثانية بحق أحرار العرب ، وكنا في لقاء سري مع الأمير فيصل نهاية الأسبوع الأول من شهر أيار 1916م، في القابون بضواحي دمشق في مزرعة آل البكري، جاءتنا الأخبار من خلال صحيفة (الشرق) تقول أن جمال باشا السفاح نفذ جريمته الثانية بحق مجموعة من أحرار العرب ، وعلقوا على أعواد المشانق ، وفي تلك اللحظة من الاجتماع اختلفت ملامح الأمير فجأة، فنهض من مقعده متأثراً من الخبر ، فنزع كوفيته بيمينه ورماها على الأرض وداسها غاضباً وصرخ بأعلى الصوت : (لقد طاب الموت يا عرب) . وكان هذا النداء إعلاناً غير رسمي لبدء الثورة وحتمية انتصارها ، وبذلك انضم عبد المهدي المرافي إلى جيش الثورة خلال المعارك من العقبة إلى الطفيلة، وكان برفقة الأمير زيد بن الحسين ، وقام بدور إعلامي الثورة في الطفيلة ، حيث حشد المتطوعين واشترك في القتال ، وعمل على تدوين يوميات المعارك في المنطقة، حتى اعتبر مرجعاً مسؤولاً عن الأحداث. لم يكن المرافي من هواة الأضواء ، بل اكتفى بالهيبة والفروسية ، وابتعد عن مواقع الكسب والمناصب ، وقد انتهت حياة هذا الرجل المناضل، صاحب الفعل القومي، بشكل غامض في دمشق في أعقاب معركة ميسلون ، قيل استشهد، وقيل أنه جرح فيها، ذهب بصمت شهيداً أو مفقوداً، بعيداً عن أهله وذويه وبواكيه ، وها نحن نستذكره كتلويحة تقدير مفاخرين به، وبالوطن عرين الرجال الذين يقبضون على جمرة الانتماء الأوسع، بصمت الكبرياء وينتهون أبطالاً لا ينسون. |
ناصر الدين الأسد ، السيرة الوثائقية.. طرفٌ من حديث الحكام والثائرين محمد رفيع - صاحب الكتاب هو ابو بشر، ناصر الدين الأسد ، مع حفظ كل القابه، العلمية والاكاديمية والرسمية. وهو المؤسس الاكاديمي، واول رئيس، للجامعة الاردنية في العام 1962، وشغل العديد من المناصب والمواقع الرسمية والعامة، وعضو في الكثير من المؤسسات المعرفية الاردنية والعربية: كمجمع اللغة العربية، ومجالس الأمناء، وغيرهما. وله العديد من الكتب والمؤلفات والابحاث، اشهرها رسالته للدكتوراه، التي صارت كتاباً في العام 1956 مصادر الشعر الجاهلي وقيمتها التاريخية . ومن باب الدقة العلمية الشديدة، والتواضع العلمي ايضاً، شاء ان يضع اسمه على هذا الكتاب على هذا النحو: استخلصها من اوراقه ابنُه ، ولم يستخدم كلمة مؤلف او محقق او جامعة او شارح او معد . فهو اذن، بالنسبة الى هذا الكتاب، وكما اراد مستخلص . فأين تبدأ مسؤولية المستخلص واين تنتهي؟ وما المسؤولية العلمية والتاريخية التي يحملها على كاهله؟. الأسد الكبير الكتاب كله هو سيرة لحياة محمد احمد الأسد والد الاستاذ الدكتور ناصر الدين . ويتناول فترة قصيرة نسبياً، كحياة للأفراد، هي عمر والده (1893-1939م)، أي ستة واربعين عاماً. ولكنها فترة زاخرة بالأحداث الكونية والاقليمية والمحلية. ففيها اندلعت الحرب الكونية الاولى وانتهت، وبدأت حرب كونية ثانية، وانهارت امبراطوريات ودول، ونشأت اخرى. وفيها بادت امارات وممالك في الاقليم ونهضت اخرى، وماجت مدن الاقليم بخضّات اجتماعية كبرى غيرت وجهها. فعلى مستوى حياة صاحب السيرة، يمكن تخيل حجم تلك التغيرات، حين نعرف ان صاحبها كان حاكماً للعقبة، حين كانت تتبع مملكة الحجاز، وشهد انتقالها وتبعيتها الى المملكة السعودية، ثم انتقاله مسؤولاً لمرفأ جدة، ثم عودته حاكماً للعقبة، بعد تبعيتها لامارة شرقي الاردن. وعليه، فان تجربة الستة والاربعين عاماً، بما زخرت به من احداث وتحولات، تصبح نسبياً اكبر من الانطباع القصير الذي تتركه في الأذهان، حين نقرأها كعُمر لصاحب سيرة. غير ان الحياة القاسية، في بلادنا، تطوي الرجال كما تطوي ايامها. فلا احد يعرف عن صاحب السيرة شيئاً، ما دفع ابنه ناصر الدين الى انشاء هذا الكتاب عنه وله ، فهو كما يذكر ابنه عنه: لم يعرف عنه اهل عمان (....) الا انه كان تاجراً في شارع السعادة، ثم في ساحة الجامع العمري . شُجاع المُلك وناصره وبالطبع، لا يغني عرض الكتاب عن قراءته، فهو يقدم الكثير من القصص الطريفة والمثيرة، وذات المغزى، في ذلك الزمان، ومنها، ان شجاع المُلك مهراجا جترال مرّ بالعقبة في الطريق الى الحج، و جترال مقاطعة في شمالي الهند. وكان حينها محمد الاسد قائم مقام العقبة، ونشأت بينهما صداقة ومودة، وذكر المهراجا انه اذا وُلد له ولد سيسميه ناصر المُلك ، على اسم الابن الاكبر لمحمد الاسد، الذي كان موجوداً في ذلك الحين (ولد بتاريخ 1922)، ورجا المهراجا الاسد ان يسمي ولده الثاني باسمه: شجاع المُلك . وهو ما حدث في العام 1925، حين ولد ابنه الثاني في العقبة، فسماه شجاع المُلك . المهتدية امينة وفي شرح الاستاذ ناصر الدين، لسيرة والده، يروي قصة زواج هذا الوالد في دمشق من فتاة لبنانية اسمها امينة بنت عبدالله وقبل الاسم المهتدية ، أي: التي هداها الله للاسلام . والسيدة امينة هي والدة الاستاذ ناصرالدين، واخيه شجاع واخته، و محل ولادتها جبل لبنان في العام 1899م، واسم والدتها برجوت . اما وثيقة الاهتداء، ففيها: بناء على الاستدعاء المرفوع بتوقيع ماري بنت جريس شعيا من اهالي جبل لبنان ومن الطائفة (المارونية) (...) المتضمن طلب قبول اسلامها (...) استجوبت المستدعية، فأفادت ان طلبها لم يكن مبنياً على جبر او اكراه من قبل احد ما، بل هذا ميلها الوجداني، وعليه جرت المعاملة القانونية الشرعية بحقها وسميت امينة بطلبها (...) 8 تشرين الثاني 1921 . الاستقلاليون العرب المبعدون معروف ان الاستقلاليين العرب جرى ابعادهم من شرقي الاردن، بضغوط من الانتداب البريطاني آنذاك، في شهر آب 1924. وفي يوميات محمد الأسد، الذي كان حينها حاكماً للعقبة، التي كانت تتبع هي ومعان الى الحجاز، كتب:. الثلاثاء 9 ايلول 1924 / 10 صفر 1342هـ. مساء سافرت الباخرة الطويل الى جدة عن طريق الوجه وعليها 60 حاجاً، وعبدالله عارف والامير عادل ارسلان وسامي السراج واحمد مريود، واسلفناه 11 افرنجي وفؤاد سليم ورفقاهم قاصدين مكة . ما يعني المرحلة الاولى من وجهة الاستقلاليين العرب قبل تشتتهم في العراق وايران ومصر وغيرها، ثم عودة بعضهم ثانية واستشهادهم في الثورة السورية الكبرى عام 1925. طَرف من حديث الأنسي يورد الكتاب قصة طويلة بين محمد الأسد وبين محمد الانسي، الذي شغل مناصب عديدة في شرقي الاردن، منها وزارة المعارف ورئاسة الديوان الأميري. وهي شخصية خلافية في التاريخ الاردني، ما لبثت ان اختفت وانسلّت من بين سطور الاحداث والحياة الاردنية. وفي القصة ان الانسي استدان من الاسد مبلغاً من المال في العام 1927، ثمناً لمحصول من الشعير والقمح في (الجيزة) لم ينضج بعد. ولم يقم الانسي بتسليم المحصول او المال، وابتدأ الاسد يطالبه بالمال لفترة طويلة وصلت نحو عشر سنوات. وفي يوميات الاسد التي يوردها الكتاب جاء ما يلي:. الاثنين 13 كانون الثاني (1) / 1936. ذهبت للقدس لمواجهة محمد بك الانسي حسب اتفاقنا معه يوم الجمعة، فوجدته ينتظرني، ولديه كمبيالة لأمره موقعة من (استاوري اسليميت) بمبلغ خمسين جنيهاً لمدة ثلاثة اشهر من تاريخ 12/1/1936، فجيرها لأسمي، واعطيناه الوصل المشروح التالي (استلمت ..................) . وتلك ملاحظة بالغة الأهمية، تقود الحديث الى منحى آخر من حياة الانسي، ولا مجال للتفصيل فيه، وهو منحى بالغ الأهمية، ويتصل بوثائق اخرى اكثر اهمية، هي يوميات عارف العارف المحفوظة في جامعة اكسفورد، والتي يرد فيها بالتفصيل ذكر الأسد وذكر الانسي. بنية الكتاب. في الصفحة (57) من الكتاب، يورد الاستاذ ناصر الدين في يوميات والده للعام 1925: (تحركنا بصحبة السيد محمد راغب العثماني صاحب جريدة ابو العلاء!)، ويضع علامة تعجب. ولم افهم فيما اذا كانت علامة التعجب للفت الانتباه، ام للاستغراب. وبصرف النظر عن هذا، فان صحيفة ابي العلاء المعري هي صحيفة اصدرها محمد راغب العثماني في دمشق في 28/3/1924. وبالعودة الى بناء الكتاب وانشائه، فان الدكتور الاسد يقول انه سيرة وثائقية ، من اوراق ورسائل ومفكرات، مبعثرة ومتفرقة. حيث جمعها ونسقها ، ثم استخلص ما فيه اشارة لشأن خاص، يكون حلقة في سلسلة حياة والده، او ما فيه شأن عام يكشف عن مجرى الأحداث، او مواقف بعض رجال الحكم وصفاتهم، او ما فيه وصف لأحوال البلاد حينئذ . وقد قام بترتيب الكتاب متسلسلاً حسب سنوات الرسائل والاحداث قدر الامكان . ويضيف الدكتور الأسد جملة قصيرة هي ان ما عدا ذلك من اوراق ووثائق، فقد طوي عن هذه السيرة(!) . هذا كتاب بالغ الأهمية، وهو يشكل مادة للبحث والدرس والمقارنة والمطابقة مع وثائق ويوميات اخرى، محلية وخارجية. غير ان السؤال الذي يبقى معلقاً هو: الى أي حد يملك المستخلِص حق ان يطوي عن السيرة بعضاً من اوراق صاحبها؟. |
http://www12.0zz0.com/2009/08/26/18/839146057.jpg الشيخ الشهيد منصور بن طريف شهيد الكرك في اجتماع حضره ابرز مشايخ الكرك ومنهم قدر المجالي وصحن المجالي وحسين الطراونة ومنصور بن طريف وعوده القسوس وعاتق الطراونة . وغيرهم الكثير من رجال الكرك .كان التخطيط للثورة ضد الدولة العثمانية ومن هنا ننطلق لنصف الشيخ منصور بن طريف. اما شهيدنا فهذا تعريف بسيط به وإن كان لا يوفيه حقه هو منصور احمد غبن فاعور بن طريف ، ابن الشيخ احمد الملقب بالأمير النبيل ، وقد أطلق عليه هذا اللقب الرحالة الأنجليزي تريسترام في عام 1872، وكان تريسترام قد زار ابن طريف في ذلك الوقت بناءًعلى نصيحة قدمها له صديقه(( بالمر )) وبالفعل فقد كانت من أروع النصائح التي سمعها في حياته . عندما قابل تريسترام احمد ابن طريف ، استغرب من هذا الرجل الذي يكاد يكون مفقوداً في هذا الزمان فهو عملة نادرة ، وبعد رحلة طويلة قال تريسترام هذه الكلمات واصفاً ابن طريف : هذا الشيخ يكاد يكون مفقوداً في هذا الزمن ، فبالرغم من كون العربي في طبيعته جشع إلا أن هذا الشيخ يحمل بريقاً في عينيه يدل على النبل والرقي والشهامة العربية الأصيلة ، وهو عاشق لهذه الأرض محب لها وهو وريث هذه الحضارة الماثلة امام اعيننا ((حضارة مؤاب )) . كتاب رحلات في شرق الأردن _ تريسترام _ ترجمة احمد العويدي _ص 82. وقد أورث احمد ابن طريف حب هذه الأرض الى ابنه الشيخ منصور ابن طريف ، الذي تربى على نفس القيم والمبادىء واكاد أجزم انها معروسة بداخله بالفطرة ، وكان رحمه الله محباً لوطنه مستعداً للتضحية في أي وقت في سبيل قبيلته ومدينته الغراء الكرك الأبية . لقد جاهد الشيخ منصور بن طريف خلال حياته ضد محاولات اللتريك المتبعة من الدولة العثمانية ، وقد قاوم قرارات الدولة العثمانية التعسفية من ضرائب وتتريك وتجنيد اجباري ، فقام هو وابناء قبيلته الغراء (( بني حميده )) بحركات تمرد ضد الدولة العثمانية وكانت ابرزها حركة 1889 وكان سببها الرئيس فرض الدولة العثمانية التجنيد الأجباري و زيادة الضرائب ضد قبيلة بني حميده والتي بلغت في ذلك الوقت 300 ألف قرش . وهو مبلغ خيالي في ذلك الوقت . وقد أغار فرسان بني حميده في ذلك الوقت على مراكز العسكر العثماني والتي كانت تسمى (( الدول )) واشتبكوا مع عسكر الدولة العثمانية وقتلوا منهم الكثير حتى أطلق عليهم اللقب الدارج (( بني حميده ذباحة الدول )) . وفي عام 1910 أتفق اهل الكرك قاطبة عاى اعلان ثورة ضد الدولة العثمانية (( الهيه )) وذلك بسبب قرارات حكومة الأتحاد والترقي التعسفية وازدياد سوء المعاملة تجاه العرب من قبل حكومة الأتحاد والترقي ، وقد سطر رجال الكرك وفرسانها أروع ملاحم التضحية في سبيل الدفاع عن الوطن ومنهم : 1) الشبخ فجيج طاعة الطراونة. 2) الشيخ محمد البحيري. 3) الشيخ ذياب الطراونة. 4) الشيخ منصور بن طريف. 5) الشيخ عاتق طاعة الطراونة وقد أعدم جميعهم في قلعة الكرك . (( من كتاب اضواء على ثورة الكرك)) د نوفان السواريه وقد أطلقت بني حميده شرارة الثورة بقتلهم لمجموعة من العسكر التركي قبل الموعد الفعلي للثورة بيوم او يومين ومن أراضي قبيلة بني حميده انطلقت الثورة لتشمل كل أراضي الكرك ، وطرز رجال الكرك اسمائهم بالبارود ونحتوها بالبندقية . وبعد سيطرت الثوار على عدة مراكز حكومية في الكرك وقراها ، أرسلت الدولة العثمانية سامي باشا الفاروقي لأخماد الثورة بأي طريقة ، وفعلاً كانت الطريقة بشعة موحشة فقد قْتل الرجال والشيوخ وهربت النساء والأطفال الى الجبال . وقد أسر سامي باشا الفاروقي عدد كبير من شيوخ ورجال قبيلة بني حميده وعددهم 38 رجل وقد تم تعذيبهم والتنكيل بهم وقد صرح القائمقام بأنه لن يطلق سراحهم الا إذا سلم منصور بن طريف نفسه ، وسلم الشيخ منصور بن طريف نفسه مقابل فك أسر بني حميده ، وتم أخذه الى اسطنبول وحوكم هناك بعد أن صادق السلطان عبد الحميد على الحكم ورفض وساطة الأمير فيصل بن الحسين للأعفاء عنه . (( أعمدة الحكمة السبعة )) وأعيد الشيخ ابن طريف الى الكرك لتنفيذ حكم الأعدام وأثناء عملية الأعدام وقعت المشنقة به ثلاث مرات وفي المرة الرابعة توفي ورماه العسكر التركي من أعلى قلعة الكرك الى الوادي السحيق المجاور للقلعة ، ولم تجد أرض الكرك انقى من دمه لنرتوي به . http://www.albdoo.info/imgcache2008/...484ea0d95d.jpg من هنا رمى العسكر التركي الشيخ منصور بن طريف |
الساعة الآن 09:27 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |