منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   القرآن الكريم والأحاديث وسيرة الأنبياء والصحابة (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=95)
-   -   التجارة في القرآن الكريم (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=6727)

ميارى 12 - 5 - 2010 04:20 PM

الثاني : علاج مشكلة اجتماعية قوله تعالى : فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى و ثلاث و رباع , أي زيادة عدد النساء على الرجال لا يسبب إلى العزوبة أو العنوسة .
إن القرآن الكريم نور يهدي المؤمنين إلى الحرية والعدل والأخوة والتضحية والإيثار والسمو إلى درجة الملائكية ، وكل أسباب سعادة الدنيا والآخرة . لقد أرشد القرآن إلى كل ما يسمو به في الدنيا حتى يبلغ مرتبة الإنسان الكامل . فهو يعلمه كيف يعيش ، ويتعامل مع نفسه ومع عائلته ومجتمعه بأحسن وجه ، ليحيا حياة طيبة في الدنيا والآخرة . فالمؤمن يمتلك بذلك مفاتيح تفتح بها أبواب الخزائن القرآنية لمعالجة كل حال ومعضلة تواجهه في حياته اليومية ، لتأخذ بيده إلى الخير العميم .
و أذكر ما نفلته من كتاب التجديد في التفسير الذي يدل على أن القرآن كتاب شامل لأمور الحياة وهي :
( ولما كان القرآن الكريم رسالة عالمية للبشر كافة في كل عصر وزمان ، فيلزم أن تتجدد دراسته وبيانه حسب حاجات الإنسان فلم يترك القرآن حاجة من حاجات الإنسان العظيمة أو اليسيرة إلا وعالجها بلا نقص ، وفي أتم الكمال . ولا نبالغ إذا قلنا إن في القرآن الكريم غاية مطلوب العاقل ، فمثلا الإيمان وما يتعلق به ضرورة لا يستغني عنها البشر . فنجد في القرآن الكريم تفصيل الإيمان ، وأسماء الخالق الجليل ، وصفاته واستحقاقه وحده بلا شريك للعبادة ، والإرشاد إلى تصديق الرسل والملائكة والكتب المنزلة ، والبعث بعد الموت ، والحشر والحساب والجزاء ، والعبادات مثل الصلاة والصوم والزكاة والحج وما ينفع الإنسان في حياته من حلال وحرام ، وبيع وشراء ومعاملات ، وأحكام اليتامى والوصية ، والنكاح والصداق والنفقة والعدة والرضاع ، وكذلك وضع الحدود والقصاص والعقوبات على الجرائم مثل القتل خطأ والقتل العمد وقطع الطريق ، والسرقة ، والزنا ، والقذف ، وبين سبل فض النزاع والقتال . ورأب صدع الشقاق في العائلة ، والتعامل مع غير المسلمين ، والصلح والحرب والاستعداد لها والجرأة على الأعداء والنهي عن الفرار من الزحف ، وحال المستأمنين ، ومعاملة أسرى الحرب ، والعهود ، وعلاقات ذوي القربى ، ورد الشر بالخير ، وفضل الصفح والعفو ، والحث على الاستقامة والصدق ، وأداء الأمانة ، ولزوم العدل ، وفضل التواضع وذم الكبر ، والنهي عن السخرية والتنابز بالألقاب ، وسوء الظن والغيبة والتجسس ، ورعاية حرمة البيوت وآداب دخولها ، وعفة النساء ، وآداب الضيافة ... وخلاصة القول أن القرآن يحوي أمورا متنوعة في مساحة واسعة جدا . وفيه مطلوب كل قاصد ، فلا غناء عنه في حل كل معضلة وتلبية كل حاجة ) . انتهى نقلا منه (1) .
__________
(1) د. جمال أبو حسن , التجديد في التفسير

ميارى 12 - 5 - 2010 04:23 PM

[align=justify]صدق الله في جميع ما شرع فما أجمله و ما أبدعه من تعاليم و شرائع . و بقي الآن دور المسلمين في التعامل معه و هو الموضوع التالي
الفصل الثاني : التعامل المطلوب مع القرآن
الإيمان بأن القرآن منهج الحياة و دستور لها يقتضي من المسلمين التعامل معه تعاملا مميزا و متكاملا , فلا يقرأ فحسب ولكن يتدبر و يفهم و أخيرا يوضع في حيز العمل (يطبق) , و قد ذكر لنا القرآن كيف يكون التعامل معه من عدة آيات منها :
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ,خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ , اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ , الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ , عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (1) , وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا (2), وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (3), أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلْ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً (4) , كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ (5), أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (6) , لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ (7) , وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنْ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنْ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (8) .
وغير هذه الآيات كثيرة التي ترسم للمسلمين التعامل المطلوب مع هذا القرآن العظيم , و يمكن أن نستفيد من الآيات منهج التعامل معه في هذه الصورة
Radial Diagram
فالتعامل مع القرآن يتم من ثلاث كيفيات :
__________
(1) العلق 1-5
(2) الفرقان : 30
(3) القمر:17
(4) المزمل:4
(5) ص: 29
(6) محمد:24
(7) الواقعة:79
(8) المائدة: 83
[/align]

ميارى 12 - 5 - 2010 04:25 PM

[align=justify]التعامل التصديقي أو الاعتقادي , يعني التصديق بأنه من عند الله تعالى لهداية البشر , و هذا من هو المقصود من الآية { يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا (1)} ، والعدولُ عنه إلى غيره -من شعر أو قول أو غناء أو لهو أو كلام أو طريقة مأخوذة من غيره -من هجرانه، فنسأل الله الكريمَ المنانَ القادرَ على ما يشاء، أن يخلّصنا مما يُسْخطه، ويستعملنا فيما يرضيه، من حفظ كتابه وفهمه، والقيام بمقتضاه آناء الليل وأطرافَ النهار، على الوجه الذي يحبه و يرضاه (2) . ولم يتجاوز هذا التعامل إلى منطقة القراءة لا سيما منطقة العمل , لأسباب متعددة منها : الفهم الجزئي للقرآن , الاشتغال بأمور الدنيا وبعبارة الحديث الوهن أي حب الدنيا و كراهية الموت (3) .
__________
(1) الفرقان : 30
(2) أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي [ 700 -774 هـ ] تفسير القرآن العظيم , ج 6 ص 108 , تحقيق سامي بن محمد سلامة , دار طيبة للنشر والتوزيع الطبعة : الثانية 1420هـ - 1999 م
(3) تمام الحديث كما في سنن أبي داود رقم 3745, عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا فَقَالَ قَائِلٌ وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ قَالَ بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ وَلَيَنْزَعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمْ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ الْوَهْنَ فَقَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْوَهْنُ قَالَ حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ .
[/align]

ميارى 12 - 5 - 2010 04:26 PM

[align=justify]التعامل الخارجي أو الظاهري , بقراءته و الطهارة قبل مسه و وضعه في مكان مرتفع و مسابقة تلاوة القرآن(1) , و تكريم حفطة القرآن إلى غير ذلك من ألوان التكريم و التبجيل ولم يتعد إلى العمل و التطبيق في ميدان الحياة . قال ابن كثير في تفسير الآية السابقة : كانوا إذا تلي عليهم القرآن أكثروا اللغط والكلام في غيره، حتى لا يسمعوه. فهذا من هجرانه، وترك علمه وحفظه أيضا من هجرانه، وترك الإيمان به وتصديقه من هجرانه، وترك تدبره وتفهمه من هجرانه، وترك العمل به وامتثال أوامره واجتناب زواجره من هجرانه (2).
التعامل التدبري و الإيجابي الذي بقود إلى العمل و التطبيق ,و هذا أعلى و أفضل أنواع التعامل مع القرآن , لأنه يجعله هاديا ودليلا في الحياة و هو الهدف الرئيسي من القرآن , و يأتي هذا التعامل نتيجة التدبر الفعالي مع القرآن .
__________
(1) ليس المقصود نقد ما عقدته الحكومة لمسابقة القرآن كل سنتين أو ثلاث التي صرفت من أجله ملايين ولكن هذا من باب الاقتراح حتى يتطور إلى التطبيق و العمل .
(2) تفسير ابن كثير , ج 6 ص 108
[/align]

ميارى 12 - 5 - 2010 04:27 PM

و التدبر بمعنى : هو التفكر والتأمل لآيات القرآن من أجل فهمه وإدارك معانيه وحكمه والمراد منه . و له علامات , ذكرها الله تعالى في كتابه الكريم تصف حقيقة تدبر القرآن وتوضحه بجلاء من ذلك : {وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ } (1) ،{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} (2) ، {وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ }(3) ، { قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا} (4), {وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا} (5) ،{وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ} (6) ، {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} (7) , فتحصل من الآيات السابقة سبع علامات هي:
1- اجتماع القلب والفكر حين القراءة ، 2- البكاء من خشية الله ، 3- زيادة الخشوع ، 4- زيادة الإيمان ، 5- الفرح والاستبشار ، 6- القشعريرة خوفا من الله تعالى ثم غلبة الرجاء والسكينة ، 7- السجود تعظيما لله عز وجل .فمن وجد واحدة من هذه الصفات أو أكثر فقد وصل إلى حالة التدبر والتفكر ، أما من لم يحصل أيا من هذه العلامات فهو محروم من تدبر القرآن ولم يصل بعد إلى شئ من كنوزه وذخائره(8) . و هذا هو التعامل المطلوب معه .
و قد بين النبي أهمية هذا النوع من التعامل , فقال الرسول صلى الله عليه وسلم في عدة أحاديث , منها (9) :
" من قرأ القرآن وعمل بما فيه أُلبس والداه تاجا يوم القيامة ضوءه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا لو كانت فيكم . فما ظنكم بالذي عمل بهذا " . ( أبو داود ) (10)
" لا حسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار " . متفق عليه (11)
" من قرأ القرآن واستظهره فأحل حلاله وحرم حرامه أدخله الله به الجنة وشفعه في عشرة من أهل بيته كلهم وجبت له النار " . ( الترمذي ) (12)
__________
(1) المائدة : 83
(2) الأنفال : 2
(3) التوبة : 124
(4) الإسراء : 107-109
(5) الفرقان : 73
(6) القصص : 53
(7) الزمر : 23
(8) خالد بن عبد الكريم اللاحم , مفاتح تدبر القرآن والنجاح في الحياة 16 -17، 1425 الطبعة الأولي , من موقع www.tafsir.net
(9 محمد زكي محمد خضر , هذا القرآن في مائة حديث نبوي, 33 - 45 ,
(10) سنن أبي داود , باب ثواب قراءة القرآن , ج 4 ص 246
(11) اللؤلؤ و المرجان فيما انفق عليه الشيخان , 1 ص 225
(12) سنن الترمذي , باب ماجاء في فضل القرآن ج 10 , ص 145


ميارى 12 - 5 - 2010 04:37 PM

[align=justify]" كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخير ما بعدكم وحُكم ما بينكم هو الفَصْلُ ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة ولا يشبع منه العلماء ولا يخلق على كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه . هو الذي لم تنتهي الجن إذ سمعته حتى قالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد . من قال به صدق ومن عمل به أُجر ومن حكم به عَدَل ومن دعا إليه هُدي إلى صراط مستقيم " . ( الترمذي )(1)
فما أعظم فوائد من عمل بالقرآن و ما أكبره من أجور نتيجة الاستجابة و المبادرة للعمل بعد العلم , و هذا هو التعامل الأمثل لكتاب الله . ندعو ربنا عز و جل أن يوفقنا إلى ما يحب و يرضاه .
الفصل الثالث : أنواع التفسير
قسم العلماء التفسير إلى قسمين رئيسين هما : التفسير بالمأثور و التفسير بالرأي .
النوع الأول : التفسير بالمأثور هو التفسير الذي يعتمد على صحيح المنقول من تفسير القرآن بالقرآن , أو بالسنة لأنها جاءت مبينة لكتاب الله , أو بما روي عن الصحابة لأنهم أعلم الناس بكتاب الله , أو بما قاله كبار التابعين لأنهم تلقوا ذلك غالبا عن الصحابة (2). و هذا النوع هو أحسن و أفضل أنواع التفسير , حيث إنه يحتاط و يبتعد عن القول في كلام الله بغير علم .
__________
(1) سنن الترمذي , باب ما جاء في فضل القرآن , 10 ص 147
(2) مناع القطان , مباحث في علوم القرآن , 337
[/align]

ميارى 12 - 5 - 2010 04:38 PM

[align=justify]النوع الثاني : التفسير بالرأي و هو التفسير الذي يعتمد المفسر في بيان المعنى على فهمه الخاص و استنباطه بالرأي (1). و عرفه الذهبي بأنه عبارة عن تفسير القرآن بالاجتهاد بعد معرفة المفسِّر لكلام العرب ومناحيهم فى القول، ومعرفته للألفاظ العربية ووجوه دلالاتها، واستعانته فى ذلك بالشعر الجاهلة ووقوفه على أسباب النزول، ومعرفت بالناسخ والمنسوخ من آيات القرآن (2) .
و قد حرم بعض العلماء هذا النوع من التفسير و استدلوا بحديث " مَن قال فى القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ" (3) .
قالوا : إن الحديث دليل على تحريم الكلام عن القرآن إلا إذا وجدت رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الذين شهدوا التنزيل من الصحابة رضى الله عنهم، أو عن الذين أخذوا عنهم من التابعين (4), و حتى لا نقول على الله بما لا نعلم يورد الباحث الجواب عن ذلك الرأي , و المعنى الصحيح للحديث كالآتي:
أن النهى محمول على مَنْ قال برأيه فى نحو مشكل القرآن، ومتشابهه، من كل ما لم يُعلم إلا عن طريق النقل عن النبى صلى الله عليه وسلم والصحابة عليهم رضوان الله.
__________
(1) المرجع السابق , 342
(2) محمد حسين الذهبي , التفسير و المفسرون , 113 , من مكتبة المشكاة .
(3) صحيح الترمذي باب تفسير القرآن برأيه , الحديث رقم 2876 من المكتبة الشاملة .
(4) التفسير و المفسرون , ص 113
[/align]

ميارى 12 - 5 - 2010 04:40 PM

[align=justify]أن النهى محمول على مَنْ يقول فى القرآن بظاهر العربية، ومن غير أن رجع إلى أخبار الصحابة الذى شاهدوا تنزيله، وأدُّوا إلينا من السنُن ما يكون بياناً لكتاب الله تعالى، وبدون أن يرجع إلى السماع والنقل فيما يتعلق بغريب القرآن، وما فيه من المبهامات. والحذف، والاختصار، والإضمار، والتقديم، والتأخير، ومراعاة مقتضى الحال، ومعرفة الناسخ والمنسوخ، وما إلى ذلك من كل ما يجب معرفته لمن يتكلم فى التفسير، فإنَّ النظر إلى ظاهر العربية وحده لا يكفى، بل لا بد من ذلك أولاً، ثم بعد ذلك يكون التوسع فى الفهم والاستنباط. (1)
و المراد - بالرأى - الرأى الذى يغلب على صاحبه من غير دليل يقوم عليه، فيكون القرآن تابعا لا متبوعا و محكوما لا حاكما و فرعا لا أصلا .
فمن قال في القرآن بمجرد رأيه فهو مخطئ و إن أصاب , و كلمة مجرد تفيدنا بأنه قال في القرآن بغير علم ولا أهلية و هو الذي يقصده حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : مَنْ قَالَ فِي الْقُرْآنِ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ , قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ (2) , فهو مخطئ و إن أصاب لأنه تكلف ما لا علم له به و سلك غير ما أمر به , فلو أنه أصاب المعنى في نفس الأمر , لكان قد أخطأ : لأنه لم يأت الأمر من بابه , كمن حكم بين الناس على جهل فهو في النار , وإن وافق حكمه الصواب في نفس الأمر (3) .
__________
(1) التفسير و المفسرون , ص 114 .
(2) سنن الترمذي , باب تفسير القرآن عن رسول الله الحديث رقم 2874 من المكتبة الشاملة .
(3) يوسف القرضاوي , كيف نتعامل مع القرآن , 211[/align]

ميارى 12 - 5 - 2010 04:41 PM

[align=justify]فالطريقة هي المهمة , كما أن الوسيلة معتبرة في جميع الأمور فهي لا تبرر الوسيلة , ففي تفسير القرآن ليس المعيار صواب التفسير أو خطؤه لكن كيف يصل إلى هذا التفسير , هل وصل إليه عن طريقة العلم أو طريقة الجهل أو التخمين ؟ هل وصل إليه بعد قراءة كتب التفسير الكثيرة قديما و حديثا ؟ أو وصل إليه فقط بعلم زهيد من اللغة و صاحبه الجرأة على الكلام في كتاب الله مع الهوى اعتمادا بالتحزير و التنجيم ؟ فتعالى الله أن يكون كلامه ميدان التنجيم و مجال التخمين .
الفصل الرابع : التفسير الموضوعي
من أنواع التفسير الذي سلكه العلماء قديما و حديثا هو التفسير الموضوعي, و يحسن لي قبل البدء في الحديث عن التجارة في القرآن أن أمهد بشيء من الإيجاز عن هذا النوع من التفسير في معناه و خصائصه , و طريقة البحث فيه .
التعريف
التفسير الموضوعي هو إفراد الآيات القرآنية التي تعالج موضوعا واحدا وهدفا واحدا، بالدراسة والتفصيل، بعد ضم بعضها إلى بعض، مهما تنوعت ألفاظها، وتعددت مواطنها - دراسة متكاملة مع مراعاة المتقدم والمتأخر منها، والاستعانة بأسباب النزول، والسنة النبوية، وأقوال السلف الصالح المتعلقة بالموضوع (1).
مميزات التفسير الموضوعي
و لهذا النوع من التفسير خصائص و مميزات من أهمها (2):
أنه تفسير للقرآن بالقرآن .
الوقوف على عظمة القرآن الكريم من خلال مواضيعه المتنوعة والتعرف على تشريعاته النيرة والمتعددة .
الهداية الربانية من خلال المواضيع المختلفة .
التخلق بأخلاق القرآن والانتفاع به من حيث زيادة الإيمان.
التمكن من فهم القرآن الكريم فهما جيدا.
جمع الآيات المتناثرة في القرآن ذات الموضوع والهدف الواحد في مكان واحد ثم دراستها دراسة متكاملة.
__________
(1) أحمد بن عبد الله الزهراني , التفسير الموضوعي للقرآن الكريم ونماذج منه , ص , 6 مقالة من صيد الفوائد
(2) المرجع السابق , يتصرف يسير , ص 2 - 3
[/align]

ميارى 12 - 5 - 2010 04:43 PM

[align=justify]إزالة ما يوهم التعارض بين آيات القرآن وتوجيه ذلك توجيها سليما.
طريقة البحث في التفسير الموضوعي
لهذا النوع من التفسير طريقان (1):
أن ينظر الباحث إلى السورة القرآنية من أولها إلى آخرها على أنها وحدة متكاملة الفكرة والمنهج والموضوع .
أن ينظر الباحث إلى الآيات القرآنية المتنوعة في القرآن كله، بجمع تلك الآيات ذات الموضوع الواحد والهدف المشترك في موضوع واحد، ويقوم بدراستها دراسة متكاملة مراعيا ترتيبها حسب أسباب النزول لكي يعرف المتقدم منها من المتأخر مستعينا في ذلك بالسنة الصحيحة وفهم السلف لذلك. ومحاولا قدر جهده وطاقته الإحاطة بجوانب الموضوع كله .
و على هذا الطريق , يحاول الباحث أن يتناول موضوع التجارة في القرآن مستعينا بحول الله و قدرته راجيا من الله أن يوفقه في ذلك .
__________
(1) المرجع السابق , ص 6 - 7
(2) محمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري , لسان العرب , ج 4 صفحة 89 دار صادر بيروت , الطبعة الأولى من المكتبة الشاملة
[/align]


الساعة الآن 07:43 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى