![]() |
القسم الثالث الأرض http://www.harunyahya.com/arabic/kid...y/planet04.gifمن خلال هذا القسم سوف تتعرفون على كوكب الأرض عن قرب، وسوف تعرفون كذلك شكل الأرض وأهمية الغلاف الجوي بالنسبة إلى حياتنا· وإلى جانب ذلك سوف تفهمون أن الله تعالى هو الذي خلق هذا النظام المتكامل الذي ترونه باستمرار لفائدة حياتنا · الموازين التي أعدت بعناية في أرضنا http://www.harunyahya.com/arabic/kid...s_glory/57.jpg أيها الأطفال، حتى القرن السادس عشر، أي قبل 500 سنة من الآن لم يكن معروفا أن الأرض عبارة عن كوكب· غير أنه وبفضل الملاحظات التي أجريت في هذه الفترة توصل الإنسان إلى هذه الحقيقة· وفي القرن العشرين الذي تركناه خلفنا تم التأكد من أن الأرض تحتل مكانا ضمن المجموعة الشمسية· ووفقا لهذه الاكتشافات فإن الأرض تعد ثالث كوكب من حيث بعدها من الشمس وخامس كوكب من حيث الحجم من بين الكواكب الأخرى · http://www.harunyahya.com/arabic/kid...s_glory/59.jpg ويعتقد أن الأرض تكونت من نواة حديدية، وبالنسبة إلى الحرارة الموجودة في مركزها فهي تبلغ 7500 درجة تقريبا· وهذه الحرارة هي أشد حتى من حرارة سطح الشمس· وبالرغم من ذلك، فأنتم لا تشعرون بهذه الحرارة على الإطلاق وتتابعون دروسكم في الفصول، أو تستريحون ليلا على فرشكم· فالقشرة الأرضية تمنع هذه الحرارة من الظهور على السطح· فالله تعالى رحيم بنا، ولكي يحفظ لنا هذه الأرض التي نعيش عليها خلق لها قشرة سميكة بحيث تحمينا من تلك الحرارة الملتهبة· وإلى جانب ذلك، فقد خلق الله تعالى الفضاء على هيئة تساعد الإنسان على الحياة في أحسن الظروف· كما منح سبحانه وتعالى خصائص محددة تجعل النباتات محافظة على التوازن الدقيق والثابت في نسبة الأوكسجين والكربون · فهذه التوازنات الحساسة وغيرها تبين أن الأرض قد صممت على شكل مناسب تماما لحياة الإنسان · http://www.harunyahya.com/arabic/kid...ory/star01.gifلكي تستطيع الأسماك الموجودة في المسبح الصناعي أن تحيا لا بد لها من عناية كاملة· والغلاف الجوي هو الذي يقوم بهذه الوظيفة لأرضنا · إن الأرض سواء من حيث شكلها أو بعدها عن الشمس وجميع ما فيها من توازنات قد خلقت لتساعد الإنسان على الحياة في أحسن الظروف· ومثال ذلك يمكن أن نشبه أرضنا بمسبح صناعي للأسماك· فهذا المسبح توجد فيه جميع الشروط المناسبة التي تساعد السمك على الحياة· فهناك جهاز يحافظ على درجة حرارة معينة، وهناك محرك يزوده بالهواء· فالرمل الذي يوضع في الأسفل، والعلاج الذي يلقى في الماء والغلاف الوقائي للمسبح ونظام تصفية الماء الذي يعمل باستمرار والغذاء الذي يزود به السمك كلما نقص ··· كل هذه الأشياء تؤمن للسمك الحياة في هذا المسبح الصناعي · http://www.harunyahya.com/arabic/kid...s_glory/60.jpgغير أن السمك الموجود في هذا المسبح لا علم له بتركيب هذا النظام· فهو يعتقد أن كل ذلك أمر ''طبيعي''، بمعنى أن يظن أن هذا النظام قد تكون من تلقاء نفسه· فالسمك لا يمكنه تعديل الحرارة ولا تعديل مستوى الماء، ولا يعرف كذلك تعديل محرك الهواء والحال أن من أعد هذه الأمور معروف؛ فصاحب هذا المسبح هو الذي وفر جميع هذه الحاجيات · ولا ريب أن الحياة الموجودة على الأرض هي أعقد بكثير وذات توازن أكثر دقة من الحياة الموجودة في المسبح الصناعي · والإنسان العاقل لا يمكنه أن يكون مثل السمك الذي يعيش في المسبح الصناعي بحيث لا يعرف شيئا عن طبيعة ما يحيط به· فهو يفهم أن ثمة خالقا ومنظما لهذه الأرض التي سويت وهيئت لأجله· ولا يوجد أدنى شك في أن هذه الأنظمة وهذه الموازين الحساسة التي تحافظ على الحياة في الأرض هي من صنع الله سبحانه وتعالى · وهكذا، فإن الإنسان العاقل يريد أن يعرف ربنا الذي وهبنا جميع هذه النعم، ويريد أن يعرف كذلك ما الذي أراده منا· والله سبحانه وتعالى عرفنا بنفسه وأعلمنا بماهو مطلوب منا في القرآن الكريم الذي أنزله الله لجميع البشر · ولا يراودنا أدنى شك في أن واضع هذه الانظمة وهذه الموازين من أجل حفظ الحياة على وجه الأرض هو الله رب العالمين· وقد بين الله سبحانه وتعالى هذه الحقيقة في كتابه الكريم فقال : وَجَعَلْنَا فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلاً لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ . سورة الأنبياء، الآيـة 31-32 فالأرض خلقت وفق موازين حساسة من أجل أن تساعدنا على الحياة فيها· والإنسان الذي يعرف هذا الأمر ينبغي أن يؤمن بالله تعالى ويتبين قدرته اللامحدودة ويشكره على كل ما أعطاه من نعم· والآن لنتأمل بشكل أكثر تفصيلا في بعض الموازين الموجودة في الأرض والتي أوجدها الله تعالى خالقنا وخالق جميع الكائنات الحية وغير الحية، ولنكن شهداء عن قرب على قدرة الله وعظمته · |
موقع الأرض في الكون
ماذا كان سيحدث لو أن المسافة التي تفصل الآن أرضنا عن الشمس كانت أكثر بقليل مما هي عليه؟ في الحقيقة، ينبغي أن يكون الجواب على هذا السؤال واضحا لكم جميعا، ذلك أن الجميع يعرفون أن حرارة الشمس حارقة ملتهبة· وهكذا أيها الأطفال، فبسبب هذه الحرارة لن يكون هذا الفضاء الموجود الآن ولن تكون هناك محيطات ولا بحار ··· فالحرارة كانت سوف تكون شديدة إلى درجة أن كل ما على الأرض من ماء يتبخر ويزول· وبالتأكيد، ففي تلك اللحظة لن يبقى على وجه الأرض ماء، وتجف الأرض كلها وتصبح عبارة عن صحراء · وكمثال على ذلك، فقد اطلعنا في القسم السابق على كوكب فينوس، فكما تعرفون يعتبر أقرب إلى الشمس من الأرض· ولهذا السبب، فإن الحرارة في هذا الكوكب أشد بأضعاف كثيرة من حرارة كوكب الأرض· ويمكن لهذه الحرارة أن تصل إلى 475 درجة· ولكي تفهموا شدة هذه الحرارة حاولوا أن تحضروا هذا المثال في أذهانكم! فإذا وضعتم الماء على الموقد فإنه يبدأ في التبخر عندما يصل إلى 100 درجة مئوية · http://www.harunyahya.com/arabic/kid...s_glory/63.jpg ولنفكر الآن بشكل معكوس تماما، فماذا لو أن أرضنا كانت أقرب إلى الشمس بقليل مما هي عليه الآن؟ فبالتأكيد أيها الأطفال في هذه الحالة سوف لن يصل إلى الأرض سوى مقدار ضئيل من الحرارة· وسوف تقولون ماذا لو لم تتلق الأرض سوى قدر ضئيل من الحرارة؟ إن كل ما على الأرض من ماء سوف يتجمد ويتحول إلى جليد· في هذه الحالة يتحول سطح أرضنا إلى غطاء من الجليد مثلما هو الأمر في كوكب المريخ الذي يبعد عن الشمس مسافة أطول من بعد الأرض عنها · http://www.harunyahya.com/arabic/kid...s_glory/62.jpg ومن خلال هاتين الحالتين نتوصّل إلى النتيجة التالية: إن الأرض توجد تماما في الموضع الذي ينبغي أن توجد فيه· حسنا، فحسب رأيكم كيف يمكن أن يحدث هذا؟ هل يمكن أن توجد الأرض تماما في مكانها المناسب مصادفة؟ لا شك أن ذلك غير ممكن، فالأرض كوكب بلا روح ولا تفكير· وليس من الممكن على الإطلاق أن تأخذ مكانها في الفضاء وتحدد هذا المكان على سبيل المصادفة· فالمكان المناسب الذي توجد فيه الأرض الآن هو من إبداع صاحب الخلق الكامل، أي من صنع الله تعالى · وحسب ماتوصل إليه العلم أخيرا، فإنّ وجود الكواكب الأخرى في المجموعة الشمسية تحمل أهمية بالغة بالنسبة إلى الحفاظ على الأرض وحمايتها· فكوكب المشترى يعتبر مثالا على ذلك· فوجود كوكب المشترى وهو أكبر كوكب ضمن المجموعة الشمسية يعمل في الحقيقة على ضمان توازن الأرض · فلو لم يكن كوكب المشترى موجودا في المكان الذي هو فيه وبهذا الحجم نفسه لكانت الأرض هدفا للشهب والمذنبات التي توجد في الفضاء· وباختصار فالمشترى، كأنما وجد خصيصا لحماية الأرض· فلو لم يكن المشترى في المدار الذي يوجد فيه الآن وكان في مدار آخر غيره لما وجد هذا الكوكب الذي نعيش عليه، ولما وجدنا نحن أيضا · إن الإنسان العاقل الذي يدرك جميع هذه الحقائق يفهم أنه لا شيء في الكون خلق بلا غاية وبلا هدف· وهذا الأمر يعبرالله عنه في إحدى آيات القرآن الكريم على النحو التالي : إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الألَبْاَبِ . سورة آل عمران، الآيـة ·190 ينبغي عليكم هنا أن تفكروا في موضوع خلق السموات والأرض، وهذا ما دعت إليه هذه الآية· ومن خلال ما تعلمتموه من هذا الكتاب تدركون عظمة الله سبحانه وتعالى في خلقه للكون· وعند تأملكم في هذه المعلومات تدركون أكثر معنى عظمة القوة الإلهية · |
شكل الأرض في القرآن الكريم
أيها الأطفال، تعرفون أن الأرض مكورة الشكل· وقد اتضح ذلك من خلال تطور التكنولوجيا، فالصور الملتقة من الفضاء تبين هذه الحقيقة· إلا أن هذه الحقيقة التي تم اكتشافها فقط في القرن العشرين أشار إليها القرآن الكريم المنزل من عند الله تعالى قبل 1400 عام على النحو التالي : خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأِجَلٍ مُسَمًّى أَلاَ هُوَ الْعَزِيزُ الغَفَّارُ . سورة الزمر، الآيـة ·5 إن معنى كلمة ''التكوير'' الواردة في الآية السابقة يعني الالتفاف، بمعنى التفاف جسم على شيء مكور· فالمعلومات الواردة في الآية بشأن التفاف الليل على النهار يعني في الوقت نفسه أن الأرض مكور الشكل· وهكذا يكون القرآن الكريم الذي أُنزل قبل 1400 عاما قد ذكر مسألة تكوير الأرض · وكان الناس في تلك الفترة يعتقدون أن الأرض مسطحة الشكل وليست مكورة· وكانت جميع الحسابات العلمية تجرى على هذا الأساس· وكان بعض الناس في الماضي يعتقدون- بسبب الجهل الكبير بالفضاء -أن الأرض تقف فوق قرني ثور · وكما رأيتم أيها الأطفال، فالمعلومات التي توصل إليها العلماء بعد مئات السنين من نزول القرآن الكريم قد ذكرها الله تعالى في القرآن· وهذا أيضا، يمثل دليلا بينا على أن القرآن الكريم هو كلام الله تعالى خالق الكون كله والعالم بكل شيء · حرارة الأرض أيها الأطفال، هل تعرفون معدل درجة الحرارة في الفضاء؟ إنها 270 درجة تحت الصفر! لا يمكن لنا ولا لأي كائن حي أن يعيش في هذه البرودة· وأما معدل درجة الحرارة في أرضنا فهو مابين 15 و20 درجة مئوية· وهذه الحرارة تختلف اختلافا كبيرا كلما صعدنا في طبقات الجو · http://www.harunyahya.com/arabic/kid...s_glory/68.jpg http://www.harunyahya.com/arabic/kid...ory/star01.gifبسبب الفروق الموجودة في الارتفاعات على سطح الأرض، توجد مناطق يكون فيها أناس يسبحون في البحر في مناطق منخفضة وآخرون يلعبون بكرات الثلج ويتزحلقون على الجليد في المناطق المرتفعة · يساعد دوران الأرض حول نفسها بسرعة رهيبة على تعديل درجة الحرارة· فالأرض تدور حول نفسها مرة واحدة في كل 24 ساعة، ولهذا السبب فإن الليل والنهار لا يستمران سوى وقت قصير، وبسبب هذا القصر في الزمن بينهما فإن الفرق بين الليل والنهار في درجة الحرارة يكون قليلا جدا · ولنتذكر الآن كوكب عطارد مرة أخرى، فاليوم في هذا الكوكب يستمر لمدة سنة كاملة تقريبا، ولهذا السبب فالفرق في درجة الحرارة بين الليل والنهار يصل إلى 1000 درجة · كما أن وجود التضاريس على سطح الأرض يحافظ على التوازن في درجة الحرارة· فالفرق بين درجة الحرارة في خط الاستواء والقطبين يصل إلى 100 درجة مئوية· فلو لم توجد الجبال التي نراها الآن لهزت الأرض عواصف هوجاء· فهذه الجبال تمثل حواجز أمام الرياح العاتية· فسلسلة الجبال هذه تبدأ من الهمالايا في الصين وتمتد في الأناضول في جبال طوروس وتصل إلى سلسلة جبال الألب في أوروبا · http://www.harunyahya.com/arabic/kid...s_glory/70.jpg إن السلاسل الجبلية التي تحيط بأرضنا تحميها من العواصف الشديدة التي تتكون في القطبين الشمالي والجنوبي، وتساعد على الحفاظ على توازن الحرارة في الأرض· وهذه الأنظمة التي خلقها الله تعالى توفر لنا الظروف المناسبة لحياة جميلة · لقد تعلمنا الآن كيف أن درجة حرارة الأرض جعلت بشكل يناسب تماما حياتنا بالرغم من أن درجة الحرارة هذه تصل إلى 270 درجة تحت الصفر في الفضاء· فلو أن درجة الحرارة في الأرض كانت شديدة جدا أو باردة جدا بحيث لا تتحملها أجسامنا لكانت حياتنا إما شاقة أو مستحيلة· وهذا يعني أن وجود الحرارة بالشكل المناسب هو إحدى نعم الله علينا، فالواجب علينا بعد ما رأينا عناية الله بنا هو أن نشكره حق الشكر، فاحذروا أن تنسوا هذا أيها الأطفال · كيف وفر الله عز وجل الحماية للأرض من بقية الأجسام السماوية الأخرى بعد أن خلقها على الكمال الذي ذكرناه؟ والآن لنواصل رحلتنا لكي نجيبكم على هذه الأسئلة ··· |
حجم الأرض وحمايتها من الأجسام السماوية الأخرى
إذا كنتم تذكرون فنحن تحدثنا سابقا عن أن هناك فروقا كبيرة في الأحجام بين الكواكب · والآن نجري مقارنة بين الأرض وبين الكواكب الأخرى من ناحية أحجامها· ويمكننا أن نقوم بهذا التشبيه: لنتصور أن أرضنا هي في حجم حبة البازيليا (جلبان)، ففي هذه الحالة سوف يكون حجم الكواكب الأخرى على النحو التالي؛ يكون عطارد في حجم حبة السمسم وفينوس مثل الأرض أيضا في حجم حبة البازيليا، وكوكب مارس في حجم البطيخ، ويكون كوكب المشترى في حجم البرتقالة، ويكون كوكب زحل في حجم اليوسف أفندي (المندلينا)، ويكون حجم كوكب الزهرة ونبتون في حجم حبتي كرز ضخمتين، وأما كوكب بلوتون فيكون بدوره في حجم حبة السمسم· وأما حجم الشمس فيكون أكبر بكثير من حجم كرة السلة · حسنا، هل كان حجم الأرض- ضمن الأحجام المختلفة لهذه الكواكب- مصادفة؟ كلا! فنحن عندما ندرس خصائص الكرة الأرضية، سوف نكتشف أن حجمها كان بالخصائص التي ينبغي أن يكون عليه · فلو كانت الأرض أصغر بقليل مما هي عليه لضعفت جاذبيتها كثيرا ولما استطاعت أن تحافظ على الغلاف الجوي· وكما تعرفون، ففي حالة انعدام الغلاف الجوي فإن الأرض تكون عرضة للنيازك والشهب الموجودة في الفضاء، وينعدم الأوكسجين، وباختصار فذلك يعني انعدام الحياة على وجهها· ولو كانت الأرض أكبر بقليل مما هي عليه، ففي هذه الحالة ترتفع درجة جاذبيتها كثيرا وتمتص أيضا بعض الغازات السامة القاتلة · http://www.harunyahya.com/arabic/kid..._glory/73a.jpg http://www.harunyahya.com/arabic/kid..._glory/73b.jpghttp://www.harunyahya.com/arabic/kid..._glory/73c.jpg http://www.harunyahya.com/arabic/kid...ory/star01.gifأن ما ينتجه الإسكافي أو النجار أو النحاسي هو في النهاية نتيجة عمل وتصميم دقيقتين· فأصحاب هذه المهنة في عملهم يقومون بعملية التخطيط والقياس في كل مرحلة من مراحل عملهم · والقول بأن ما ينتجونه من صناعة قد جاء عن طريق المصادفة ولا أثر فيه لتفكير أو تخطيط يكون مثارا للسخرية، والأمر نفسه عندما يقال إن مليارات المجرات والكواكب والنجوم الموجودة في الكون العظيم قد تكونت بالمصادفة من تلقاء نفسها · وإلى جانب شكل الأرض فإن بناءها الداخلي أيضا صمم بطريقة دقيقة· فالطبقات التي توجد في داخلها تتحرك فوق بعضها البعض· وهذه الحركة، تكون حول الأرض مجالا مغناطيسيا قويا· وهذا المجال المغناطيسي في غاية الأهمية لحماية الحياة على وجه الأرض· فالمجال المغناطيسي يمكن تشبيهه بالدرع· فالإشعاعات التي تتجه نحو الأرض تصطدم بهذا الدرع ثم تتناثر · فبفضل هذا الدرع، تكون الأرض بمأمن من الأخطار التي يمكن أن تأتي من الفضاء· فالإشعاعات القادمة من الشمس ومن النجوم الأخرى لا يمكن أن تخترق هذا الحاجز الذي يحيط بالأرض · وتبين الحقائق الأخرى التي توصل إليها العلم أن الكون لم يخلق عبثا· ولا شك أن الله رب العالمين هو المتحكم في الكون كله، وهو الذي شكله على النحو الذي يريد وهو الذي يمسك المجرات والنجوم والكواكب بقدرته العظيمة · إن الكوكب الأزرق الذي نعيش عليه قد نظمه الله تعالى على نحو خاص· وفي الآية الثلاثين من سورة النازعات يذكر الله تعالى في القرآن الكريم هذا الخلق المتقن بقوله: وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا .سورة الزمر، الآيـة· فهذه الآية تفيد بأن الله تعالى خلق الأرض على نحو منظم ووفقا لما يحتاجه الإنسان · وسوف نواصل أصدقائي الأطفال رحلتنا على سطح الأرض في القسم التالي · |
المحيطات والبحار
إن نسبة 71 بالمائة من سطح الأرض مغطاة بالماء· والأرض هي الكوكب الوحيد الذي يكون فيه الماء على سطحها في شكل سائل· وهذا الماء يتجمع في منخفضات كبيرة ليكون المحيطات· وهذه المحيطات، تقوم بوظائف غاية في الأهمية من أجل الحفاظ على حياة الكائنات الحية على وجه الأرض · http://www.harunyahya.com/arabic/kid...s_glory/75.jpg وكمثال على ذلك فهي تحول دون وقوع التغيرات الفجائية في الحرارة الموجودة في الغلاف الجوي· وعلى هذا النحو تساعد على بقاء الكائنات الحية ضمن درجة حرارة معينة مناسبة للحياة· وبالإضافة إلى ذلك فإن المحيطات تقوم باستمرار بتغيير شكل الأرض من خلال عمليات جرف التربة· وهذا النوع من العمليات لا يمكن مشاهدته في أي كوكب آخر ضمن المجموعة الشمسية · http://www.harunyahya.com/arabic/kid...ory/star01.gif إن ما ينتجه البحر من إنتاج لذيذ هو من بين النعم التي أنعم الله بها علينا · وإلى جانب ذلك، فإن الكثير من الأسماك التي نحبها ومنتجات بحرية كثيرة أخرى توجد في هذه البحار· فالمأكولات اللذيذة التي نتمتع بها ويكون مصدرها الكائنات البحرية وكذلك رحلاتنا الجميلة على سطح البحار هي من النعم التي وهبها الله لنا · نعم أيها الأطفال، لقد خلق الله تعالى كل شيء خال من أي نقص لفائدتنا ولمصلحتنا نحن· وإلى جانب كل هذا الجمال فهناك في بعض الأماكن جبال بركانية ولكنها بشكل عام تبقى ذات أصوات خفيفة· وإذا أردتم أنْ نواصل رحلتنا، ونقوم بزيارة إلى هذه الجبال · الجبال البركانية أيها الاطفال، مثلما ذكرنا قبل قليل، فتحت القشرة الأرضية توجد حمم بركانية شديدة، وإذا وجدت لها متنفّسًا تشق القشرة الأرضية من حين إلى آخر وتظهر إلى السطح من خلال انفجار كبير· ويقال لهذا الحادث بركان· ويتحدث القرآن الكريم عن هذه الظواهر المخيفة على النحو التالي: وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ . سورة الطارق، الآية 11- 12 . http://www.harunyahya.com/arabic/kid...s_glory/76.jpg وهكذا فإن الانفجار الذي يحدث بعد تشقق الأرض وخروج الحمم إلى سطح الأرض يرافقه إطلاق أطنان كبيرة من الغبار والوحل في السماء· وإثر ذلك تبدأ الحمم في الخروج إلى السطح وتدمر كل شيء في طريقها من جبال ومدن وتذرها قاعا صفصفا· وبعد فترة من الزمن تبرد هذه الحمم وتتحول إلى صخور · http://www.harunyahya.com/arabic/kid...ory/star01.gifتبين الانفجارات البركانية حجم النيران المستعرة في قلب الأرض· ولو لم تكن أرضنا في حماية الله تعالى لأصبحنا في كل يوم عرضة للانفجارات البركانية المدمرة · وهناك مدن كثيرة دمرتها مثل هذه الكوارث عبر التاريخ· ومن الأمثلة على ذلك البركان الذي حصل في القرن الأول للميلاد في مدينة بومباي الإيطالية والتي كانت من أغنى المدن في تلك الفترة، فقد أدى الانفجار المفاجئ لبركان ''فيزوف'' إلى إزالة هذه المدينة من على وجه الأرض· ومن هول سرعة ما حدث لم يتمكن سكان المدينة حتى من الفرار· فالحمم البركانية لهذا البركان زحفت على مدينة بومباي بسرعة وغمرت سكان المدينة فأهلكتهم · وسكان مدينة بومباي كانوا مشهورين بكثرة فسقهم وفجورهم وعصيانهم لأوامر الله تعالى، وحلت بهم هذه الكارثة فلم تبق منهم أحدا· وهذه العاقبة التي حلت بهم -ولا مفر للظالمين منها -يصفها القرآن الكريم على النحو التالي : فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذْتُهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضُ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ . سورة العنكبوت، الآيـة ·40 أيها الأطفال، فحسب ما نفهمه من هذه الآية فإن الله عز وجل قادر على كل شيء، وهو إذا شاء أفنى كل ما على الأرض· ولا أحد في أمان من عذاب الله تعالى· ولكن، وفي الوقت نفسه فإن الله عز وجل رؤوف ورحيم بعباده· ومن خلال هذا الكتاب رأينا أدلة كثيرة على رحمة الله التي لا حدود لها· ومثلما بينا في هذا القسم، فقلة حدوث الانفجارات البركانية هي إحدى النعم الربانية على عباده · |
الغلاف الجوي
http://www.harunyahya.com/arabic/kid...s_glory/78.jpgأيها الأطفال، هل تعجبون لما ترونه عندما تنظرون إلى السماء؟ نعتقد أنكم جميعا تعجبون لذلك· ومادام الأمر كذلك فلنبدأ رحلتنا في الفضاء الأزرق · يقال للطبقة الهوائية التي تحيط بالكرة الأرضية ''الغلاف الجوي''· ويتكون الغلاف الجوي من سبع طبقات، وتحتوي كل طبقة على مجموعة من الغازات المختلفة، وهناك انسجام كامل بينها· وجاء في القرآن الكريم ذكر لهذه الطبقات التي تشكل الغلاف الجوي : فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ العَزِيزِ العَلِيمِ . سورة فصلت، الآية 12 . واستعملت عبارة ''السماء'' في القرآن الكريم للدلالة على الفضاء بشكل عام، واستعملت أيضا بمعنى السماء الدنيا· وإذا أخذنا هذه الكلمة بمعنى السماء الدنيا يتبين أن الغلاف الجوي يتكون من سبع طبقات · واليوم أصبح من المعروف علميا أن الغلاف الجوي يتكون من طبقات مختلفة بعضها فوق بعض، ومثلما ورد في الآية الكريمة فهو يتكون من سبع طبقات رئيسية · والآن نستعرض هذه الطبقات التي ذكرتها الآية : تروبوسفير: هي الطبقة الأكثر قربا إلى سطح الأرض والقسم الأدنى من هذه الطبقات· وسمك هذه الطبقة يختلف حسب المناخ· وعندما يتم الصعود في هذه الطبقة تنخفض درجة الحرارة، وفي أعلى مستوى منها تكون درجة الحرارة ما بين 51 درجة تحت الصفر و79 درجة تحت الصفر · ستراتوسفير: هي الطبقة التي توجد فوق طبقة تروبوسفير، وكلما صعدنا في هذه الطبقة ترتفع درجة الحرارة · ميزوسفير: هي الطبقة التي تلي طبقة ستراتوسفير، وفي هذه الطبقة تنزل درجة الحرارة إلى 73 درجة تحت الصفر · تيرموسفير: هي الطبقة التي تلي طبقة ميزوسفير، ويلاحظ أن الحرارة ترتفع مجددا في هذه الطبقة· والفرق بين حرارة الليل والنهار يمكن أن يفوق 100 درجة · إيونوسفير: هي طبقة تبعد عن الأرض مسافة تتراوح بين 40 إلى 80 كيلومترا، وأطلق عليها اسم ''إيون'' لأنها تحتوي على شحنات كهربائية· وأطلق على الطبقة التي تحتوي على الشحنات الكهربائية طبقة إيونوسفير · إكسوسفير: هي الطبقة التي تبدأ بعد مسافة 500 كيلومتر من الأرض · مانيتوسفير: سميت هذه الطبقة بهذا الاسم لما تحمله من قوة مغناطيسية· وهذه الطبقة التي تقوم بوظيفة الدرع يبلغ سمكها مابين 3000 و30000 كيلومتر· وكما بينا من قبل فإن هذه الطبقة هي التي تحمي أرضنا من الإشعاعات الخطيرة القادمة من الفضاء· وهذه الطبقة يقال لها أيضا ''حزام فان ألين ''· لا شك أن الغلاف الجوي يمثل أهمية كبرى، وأنتم قد فهمتم ذلك جيدا، ولنلق الآن نظرة على الكواكب الأخرى· وكمثال على ذلك، نتصور أنفسنا في كوكب عطارد· ففي هذا الكوكب لا يوجد غلاف جوي، فالغلاف الجوي كما تعرفون مهم للغاية من عدة جوانب· وإلى هذا الحد تحدثنا جزئيا عن طبقة الغلاف الجوي التي تقوم بوظيفة الحماية والتي تحتوي أيضا على مجموعة من الغازات ومنها الأوكسجين· فهذه الطبقة في غاية الأهمية بالنسبة إلى حياة الإنسان · يتكون الغلاف الجوي من هواء خفيف جدا· ولكن هذا لا يعني أن الغلاف الجوي ليس ثقيلا، وفي الحقيقة فإن طبقات الهواء التي تمتد فوقنا لعدة كيلومترات ثقيلة للغاية · وحسب الأبحاث فإن الغلاف الجوي يمارس ثقلا يبلغ عدة أطنان على كل واحد منا، وهذا ما يقال له ''الضغط الجوي''· والآن يمكن أن يرد إلى أذهانكم السؤال التالي: ''كيف لا نسحق تحت هذا الضغط؟'' أيها الأطفال، إن السبب في ذلك هو أن أجسامنا خلقت على هيئة يمكنها أن تحمل ثقل هذا الهواء· ولو كنا تحت ضغط مختلف عن هذا لما أمكن لنا أن نستمر في الحياة· فلو لم يكن هذا الضغط لتحرك الدم الذي يتنقل بسرعة في عروقنا إلى الخارج، وإذا لم يحدث توازن بين ضغط الدم وضغط الغلاف الجوي فإن عروق أجسامنا تتفجر بفعل الضغط المرتفع · ولهذا السبب فالمكان الذي لا يوجد فيه غلاف جوي مثل كوكب عطارد مثلا لا يمكن بحال من الأحوال أن تستمر فيه حياة الإنسان · أما كوكب فينوس فيوجد فيه غلاف جوي، غير أن الضغط الموجود هناك يبلغ 90 ضعفا حجم الضغط الموجود في الغلاف الجوي للأرض، ولذلك فهو غير صالح لحياة الإنسان· ونفهم من هذا أن الحياة مستحيلة في كوكب فينوس لأن الإنسان يسحق ويموت تحت كثافة الضغط وشدته · ونعيد الآن باختصار ما شرحناه إلى حد الآن: فالغلاف الجوي يمثل إحدى الشروط المهمة من أجل استمرار الحياة على وجه الأرض، ويقوم الغلاف الجوي بوظائف كثيرة وقد تحدثنا عن قسم منها باختصار· وإذا تذكرون، فمن بين هذه الوظائف ما يوجد في هذا الغلاف من غازات ضرورية لحياة الإنسان· ولو لم يوجد الغلاف الجوي فإن الكائنات الحية ما كان يمكن لها أن تتنفس وبالتالي تستحيل حياتها · ومن بين وظائف الغلاف الجوي الأخرى حماية أرضنا من المخاطر الكثيرة التي تتهددها من الفضاء· ومن بين هذه المخاطر التي تتربص بأرضنا- وكما ذكرنا ذلك قبل قليل- النيازك التي تتجول في الفضاء· وهكذا، فمن وظائف الغلاف الجوي الحيلولة دون سقوط هذه النيازك على الأرض وإلحاق الضرر بها · وهناك وظيفة أخرى للغلاف الجوي وهي حماية الأرض من الإشعاعات الضارة التي تأتي من الفضاء· فبفضل هذا الغلاف لا يصل إلى الأرض من هذه الإشعاعات سوى 7 بالمائة · وهكذا أيها الأطفال، فهذا موضوع جديد يستحق منكم التفكير فيه··· فلا يصل من هذه الإشعاعات إلى الأرض سوى ماهو كاف تماما لحياتنا· وإذا تذكرون، فإن بعد الشمس عن الأرض مناسب تماما، فهي ليست بالبعيدة جدا ولا بالقريبة جدا ··· http://www.harunyahya.com/arabic/kid...s_glory/84.jpg حسنا أيها الأطفال، هذا الغلاف الجوي الذي كما ترون غاية في الأهمية بالنسبة إلينا، هل يمكن أن يكون قد تكوّن من تلقاء نفسه على سبيل المصادفة؟ http://www.harunyahya.com/arabic/kid...ory/star01.gifهل كنتم تصدقون إذا قيل لكم إن حلوى القرابية اللذيذة التي تأكلونها يمكن أن تتكون بالمصادفة من تلقاء نفسها؟ بالطبع، إنكم لن تصدقوا مثل هذا الهُراء لأنكم تعرفون أن أمهاتكم هن اللائي صنعن هذه الحلوى· وهكذا فالأمر نفسه يقال للكون فهو لم يتكون صدفة بل هناك من خلقه · ولكي نبين لكم أن مثل هذا الأمر لا يمكن أن يحدث بأي شكل من الأشكال نقدم لكم المثال التالي: فكّروا جيدا في حلوى القرابية التي تصنعها أمهاتكم· ما هو الشيء الذي يضفي على هذه الحلوى لذتها؟ لا بد أن يكون الشيء الذي أضافته الأم بالمقدار اللازم إلى الدقيق، والكيفية التي أعدتها بها هو السبب في تلك اللذة· فإذا طلع عليكم شخص وقال لكم: ''لا حاجة لنا بالأم حتى نصنع هذه الحلوى اللذيذة، فهي يمكن أن تتشكل بالمصادفة وتأتي أمامنا وتكون باللذة نفسها''، فهل يمكن أن تصدقوه؟ لا شك أن ذلك غير ممكن· حسنا أيها الأطفال، إذا كانت حتى حلوى القرابية صغيرة الحجم لا يمكن أن تتشكل من تلقاء نفسها، فهل يمكن لأرضنا الضخمة وللغلاف الجوي الذي يحيط بها أن يتكونا من تلقاء نفسيهما، وهل يمكن لنا نحن الذين نعيش على ظهرها أن نتكون بالمصادفة؟ فالذي لا ريب فيه أن استحالة حدوث مثل هذا الأمر أصبح معلوما لديكم جميعا · ونقدم مثالا لما يمكن أن يفكر فيه من ينظر إلى السماء وهو يعرف هذه الحقائق· ومن أمثلة ذلك أن يقول وهو ينظر إلى الفضاء ''لو لم يخلق الله سبحانه وتعالى الغلاف الجوي لاستحالت الحياة على وجه الأرض''· أو يمكن أن يكون تفكيره على النحو التالي: ''حقيقة إن الله تعالى عظيم القدرة، ولو أن ربنا تعالى لم يحم أرضنا لاصطدمت بها النيازك ولحولتها إلى قطع متناثرة''· فأنتم، اعتمادا على المعلومات التي تعلمتموها يمكنكم أن تفكروا تفكيرا شبيها بالأمثلة السابقة التي ذكرناها· وفي الوقت نفسه فإن ذلك يدفعنا إلى حمد الله وشكره على أن حمانا بتلك الطرق · |
ملاءمة الغلاف الجوي لحياتنا
إنّ الغلاف الجوي لأرضنا يكتسب جميع الخصائص التي تساعد على الحياة· والآن نقدم توضيحا لطبيعة تكوين غلافنا الجوي هذا · http://www.harunyahya.com/arabic/kid...s_glory/85.jpgإن الغلاف الجوي للأرض يتكون من نسبة 77 بالمائة من النتر وجين ونسبة 21 بالمائة من الأوكسجين ونسبة 1 بالمائة من ثاني أكسيد الكربون ومجوعة من الغازات الأخرى· ونبدأ أولا في دراسة غاز الأوكسجين · يعتبر الأوكسجين مهما جدا بالنسبة إلى الكائنات الحية؛ ذلك أن الكائنات الحية تحصل على الطاقة الضرورية لها من خلال بعض العمليات الكيميائية· وأغلب هذه العمليات الكيميائية تتحقق بفضل الأوكسجين· ولهذا السبب فنحن أيضا نشعر بحاجة مستمرة إلى الأوكسجين· وبالطبع، فلكي نحصل على حاجاتنا منه فنحن نقوم بعملية التنفس باستمرار · إنّ الأوكسجين الموجود في الغلاف الجوي هو تماما بالنسبة التي تساعد على الحياة· ولو أن هذه النسبة بدل أن تكون 21 بالمائة كانت 22 بالمائة لنشبت الحرائق في الغابات بسبب صاعقة واحدة· فما بالكم لو ارتفعت هذه النسبة إلى 25 بالمائة، ففي هذه الحالة تلتهم الحرائق الهائلة أرضنا وتدمرها تدميرا، ذلك لأن الأوكسجين غاز شديد الاحتراق · http://www.harunyahya.com/arabic/kid..._glory/86b.jpg وعند اطلاعكم على هذه الحقائق، ربما تبادر إلى أذهانكم السؤال التالي: ما العمل لو أن كمية الأوكسجين نفدت في يوم من الأيام؟ إنه بالرغم من شدة التلوث خلال السنة الماضية فليس هناك خوف من مثل هذه الكارثة، ذلك لأن أكثر من 80 بالمائة من نسبة الأوكسجين يتم إنتاجه من قبل الكائنات المجهرية التي تعيش في المحيطات· أي بمعنى لو أن جميع الغابات الموجودة على سطح الأرض أزيلت لأمكننا أن نواصل حياتنا ·http://www.harunyahya.com/arabic/kid...ory/star01.gifالصورة على اليسار: لو كانت نسبة الأوكسجين في الفضاء 22 بالمائة وليست 21 بالمائة لكان ذلك كافيا لأن يصبح الكون قابلا للاحتراق في أية لحظة، وهذا من شأنه أن يجعل أرضنا عرضة للمخاطر · إن بقاء توازن نسبة الأوكسجين في الغلاف الجوي يتم بفضل نظام غاية في الكمال، ويقال له ''نظام التحول العكسي''· فالحيوانات والبشر يستهلكون الأوكسجين وينتجون ثاني أكسيد الكربون· وأما النباتات فهي تقوم بعكس هذه العملية، فهي تحول ثاني أكسيد الكربون إلى أوكسجين وبذلك تحافظ على حياة الكائنات الحية· وفي كل يوم تنتج النباتات مليارات الأطنان من الأوكسجين وتطرحها في الفضاء · http://www.harunyahya.com/arabic/kid..._glory/86a.jpg وننبه هنا إلى حقيقة غاية في الأهمية وهي: لماذا فقط النباتات وحدها هي التي تنتج الأوكسجين؟ فلو أن جميع الكائنات الحية كانت تنتج الأوكسجين أفلم تكن الحياة أكثر سهولة؟ http://www.harunyahya.com/arabic/kid...ory/star01.gifالصورة على اليمين: 80 بالمائة من نسبة الأوكسجين الموجودة في الغلاف الجوي تنتج من قبل الكائنات الحية المجهرية التي توجد في المحيطات كما هو مشاهد في الصورة أعلاها · كلا، إن الحياة لن تكون على الإطلاق أكثر سهولة، فلو أن البشر والحيوانات والنباتات كانوا جميعهم ينتجون الأوكسجين لارتفعت نسبة الأوكسجين في الغلاف الجوي بكمية كبيرة، ولأصبح الغلاف الجوي ذا خاصية ''ملتهبة''· ولأصبحت أصغر شرارة كافية لإشعال حرائق هائلة · ومن جانب آخر، بإمكانكم أن تفكروا في عكس هذا تماما: ماذا كان سيحدث لو كانت النباتات شأنها شأن الكائنات الحية الأخرى لا تنتج الأوكسجين بل تنتج ثاني أكسيد الكربون؟ فلو أن جميع الكائنات الحية كانت تنتج ثاني أكسيد الكربون، ففي هذه الحالة ينفد الأوكسجين بسرعة، وبعد مدة قصيرة وبالرغم من استمرار عملية التنفس فإن هذه الكائنات الحية تكون تتنفس هواء لا أوكسجين فيه فتموت جميعها اختناقا · أيها الأطفال أنتم كما ترون، فالغلاف الجوي إلى جانب أنه يحمينا فإنه في الوقت نفسه يساعدنا على تنفس هواء فيه ما يكفينا من الأوكسجين· وقد خلق الله سبحانه وتعالى لنا أنظمة كثيرة حتى يحافظ الأوكسجين على نسبة ثابتة· وهكذا فإن الله عز وجل خلق كل ما على الأرض وفق حسابات وموازين على غاية من الدقة· إن كل ذلك ليس على الله بعزيز · فحذار و لا تنسوا، إنّ كل نفس تتنفسونه هو مناسبة لكم لكي تشكروا الله أكثر فأكثر، فلو لم يرد لما كان هناك غلاف جوي ولما كان هناك أوكسجين ··· |
السحب السّائرة
عندما نرفع رؤوسنا إلى السماء نرى كتلا من السحب تشبه القطن ومنها ما يكون أبيض ومنها ما يكون بني اللون· بل هناك حتى من يشبه أشكالها المختلفة بأشياء نعرفها في حياتنا، أليس كذلك؟ حسنا، ولكن كيف تتكون هذه السحب، هل فكرتم في ذلك يوما؟ إذا أردتم لنرَ معا كيف تكونت هذه الكتل القطنية · http://www.harunyahya.com/arabic/kid...s_glory/89.jpg إن متوسط حجم السحابة الممطرة يحتوي على 300 ألف طن من الماء (300 مليون كيلوجرام .( كل يوم يتبخر قسم من المياه الموجودة على سطح الأرض بفعل حرارة الشمس· بمعنى أن الماء يصعد في الهواء في شكل قطرات دقيقة جدا· وعلى هذا النحو يقال للماء الذي يصعد إلى الهواء ''بخار الماء''· والهواء الذي يقترب من الأرض تزيد حرارته، وهذا الهواء الذي يسخن يرتفع حاملا معه بخار الماء· وعندما يلامس الهواءُ الساخنُ وما يحمله من بخار الماء الهواءَ الباردَ يتحول إلى حبيبات من الثلج· وهذه الحبيبات هي التي تكون السحاب · إن الماء المتبخر من البحار المالحة ومن البحيرات المعدنية يحمل معه الأملاح إلى أعلى· وحبيبات الملح هذه صغيرة بحيث لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة· وبفضل الرياح التي تحمل هذه القطرات الصغيرة فإن الغلاف الجوي يزود يوميا بـ 27 مليون طن من الملح· وهذه الأملاح تكون نواة قطرات المطر التي تنزل بعد ذلك · تبدو السحب عند النظر إليها مثل قطع القطن، ولهذا السبب فأنتم ربما تصورتم أن هذه السحب خفيفة جدا· والحال أن حبيبات الماء عندما تكبر بما فيه الكفاية وتتحول إلى أمطار تلاحظون أنها ترسل أطنانا كبيرة من الماء· ونسبة الماء الموجودة في سحابة ممطرة هي حوالي 300 ألف طن من الماء· (1 طن يساوي 1000 كيلو جرام، و300 ألف طن يساوي 300 مليون كيلوجرام· وعندما تعرفون أن معدل وزن الإنسان البالغ هو ما بين 60 و 70 كيلوجراما تدركون كم يكون هذا الرقم كبيرا)· نعم إنكم لم تسمعوا خطأ فهناك 300 ألف طن معلقة في الهواء ··· وهكذا فإن الله عز وجل يحول هذه السحب الكثيفة إلى أمطار ويسقي بها الأرض· وعلى هذا النحو ينال كل مكان من الأرض نصيبه من الماء· وقد بين الله سبحانه وتعالى في إحدى آيات القرآن الكريم كيف يكون السحاب سببا للمطر بقوله : أَلَمْ تَرَ أَنَّ الله يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلاَلِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَّنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالأَبْصَارِ . سورة النور، الآية ·43 ومن جانب آخر، ينبه الله عز وجل في القرآن الكريم إلى طهارة الماء الذي ينزله من السماء : ···وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا . سورة الفرقان، الآية ·48 فكما تبين الآية المذكورة فإن الماء ينزل من السماء على هيئة نظيفة، ويوجد في هذا الماء بعض الأملاح والمعادن· وفي الحقيقة فإن هذا أيضا مظهرا من مظاهر نعمة الله لأن التربة تتغذى بهذا المقدار القليل من الأملاح والمعادن· ولو أن الماء الذي يتبخر من المحيطات ثم يعود بعد ذلك في شكل أمطار كان يحتوي على نسب عالية من الأملاح لتسبب ذلك في أضرار كبيرة للأرض· فلو أن الأمطار التي تنزل كانت مالحة جدا لأهلكت التربة وأحرقت النباتات، ونتيجة لذلك فإن الكائنات الحية لا تجد ما تأكله فتهلك هي أيضا، وباختصار فإن جميع مظاهر الحياة على الأرض تنتهي في فترة وجيزة· بيد أن شيئا من ذلك لا يحدث لأن الله عز وجل رحيم بعباده· وفي القرآن الكريم يقول الله عز وجل : أَفَرَأَيْتُمُ المَاءَ الذِي تَشْرَبُونَ ءَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلاَ تَشْكُرُونَ . سورة الواقعة، الآية 68- 70 . وتبين الآية بشكل واضح أن كل شيء خلق حتى يكون مناسبا لحياة الإنسان · أيها الأطفال، مثلما ترون فليس لدينا القوة الكافية حتى نفعل أي شيء لحماية حياتنا· فلو لم يشأ الله تعالى لما كانت هناك حياة على وجه الأرض، ولهذا السبب يجب أن نتذكر في كل لحظة أن الله هو خالق كل شيء وعلينا أن نشكره في كل حين · لقد تعلمنا كيف يتبخر الماء الموجود على سطح الأرض، وكيف تتكون السحب وكيف تتحول إلى أمطار· حسنا، ماذا تقولون لو اطلعنا على أن الأمطار التي تنزل إنما تكون بكميات محسوبة؟ ولكي نعرف ذلك علينا أن نواصل رحلتنا لنكتشف هذه الحقيقة · مقدار الأمطار ينزل المطر على الأرض بكميات معلومة، وقد بينت الأبحاث التي أجريت في عصرنا الحالي دقة كمية الأمطار النازلة· وحسب هذه القياسات فإن الماء الذي تبخر في الثانية الواحدة تبلغ كميته 16 مليون طن· وتصل هذه الكمية إلى 505 تريليون طن في العام، والأمر نفسه نجده في كمية نزول الأمطار فهناك 505 تريليون طن من الأمطار النازلة في السنة· والغريب أن هذه الكمية هي نفسها في كل عام ولا تتغير أبدا· وهذه الحقيقة العلمية التي كشفها العلم الحديث ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم قبل 1400 عام : وَالذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنْشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ . سورة الزخرف، الآية ·11 http://www.harunyahya.com/arabic/kid..._glory/92a.jpghttp://www.harunyahya.com/arabic/kid..._glory/92b.jpg لا تنسوا أيها الأطفال! فهذه المعلومة التي ذكرها القرآن الكريم قبل أكثر من ألف عام في وقت لا يملك فيه الإنسان أي علم إنما تدل على أن هذا القرآن هو معجزة من الله تعالى، وهو دليل على أن هذا الكتاب المقدس قد أنزله رب العالمين، وفي القرآن الكريم توجد معجزات كثيرة غير هذه · http://www.harunyahya.com/arabic/kid...ory/star01.gifينزل على أرضنا كل عام معدل 505 تريليون طن من المطر، وهذا المعدل لا يتغير في كل عام· وهذا دليل على أن الله تعالى خلق كل شيء بميزان وتوازن كبيرين · فالحياة على وجه الأرض، محفوظة بفضل التوازن الكبير بين تبخر الماء ونزوله من جديد في شكل أمطار، وهذه العملية تسمى ''الدورة المائية''· ولو بذل الإنسان جميع ما يملك من إمكانيات علمية لما استطاع أن يحقق مثل هذا التوازن · ولو حدث أي تغيير في نظام هذه الدورة المائية فإن الطبيعة يلحق بها اضطراب شديد بعد فترة قصيرة من الزمن، وهذا يعني نهاية الحياة· ولكن شيئا من ذلك لا يحدث أبدا، فكمية الأمطار التي تنزل تكون بمقادير محددة كل عام تماما مثلما ذكر القرآن الكريم · لا بد أن تكونوا قد فهمتم الآن أن نزول الأمطار إنما يكون بمشيئة الله عز وجل، وإلا كيف يمكن أن تنزل الكمية نفسها من الأمطار كل عام؟ فجميعنا يعرف أن ذلك غير ممكن لولا إرادة الله عز وجل· فالله هو مالك الكون كله، وكل شيء يتحرك بإرادته · عند تجولنا بين قطرات الأمطار النازلة نشاهد منظرا غاية في الجمال متكونا من ألوان مختلفة، فلنكتشف معا في رحلتنا هذا الشيء الجميل · |
قوس قزح ذو الألوان الساحرة
سوف تكون رحلتنا الآن داخل قوس قزح متعدد الألوان· لا بد أن تكونوا قد رأيتم في يوم من الأيام قوس قزح· تكونون قد رأيتم ذلك في إحدى الكتب أو في التلفزيون على الأقل، ونحن على قناعة بأن ألوان قوس قزح الجميلة قد سحرت أبصاركم· حسنا، هل فكرتم يوما كيف تكون هذا التاج الجميل الذي يُتوّج السماء؟ وحتى إذا لم تفكروا في ذلك إلى الآن فقرأتِكُم لهذا العنوان تجعلكم تتنبهون لهذا الأمر· وحتى لا نجعلكم تتحيرون أكثر نشرع للتو في شرح هذا الأمر · http://www.harunyahya.com/arabic/kid...s_glory/94.jpg يظهر قوس قزح عندما تنزل الأمطار وتظهر الشمس في الوقت نفسه، فقوس قزح يكون في شكل نصف دائرة على هيئة تاج ومتكونا من سبعة ألوان، وعلى هيئته هذه يكون ساحرا للغاية · في الحقيقة، يعتبر قوس قزح بمثابة لعبة ألوان، وهو يحمل الألوان السبعة الرئيسية للشمس· نعم إن الشمس التي تبدو لنا بيضاء هي في الحقيقة متعددة الألوان· ويقال لهذه الألوان التي تأتي من الشمس الألوان الرئيسية، وهي كالتالي: الأحمر والبرتقالي والأصفر والأخضر والأزرق الفاتح والأزرق الغامق والبنفسجي· ولون أشعة الشمس البيضاء تظهر باتحاد هذه الألوان جميعا، غير أنه عندما تمر قطرات المطر من خلال أشعة الشمس تظهر ألوانها الحقيقية، فالماء يعكس أشعة الضوء وعندما تنعكس الأشعة على الماء تتبين الألوان· وهذه الألوان تنعكس خلف قطرات المطر ثم تظهر للعيان · http://www.harunyahya.com/arabic/kid...ory/star01.gifعندما تنفذ الأمطار من شعاع الشمس يتكون قوس قزح، وهو يتشكل من سبعة ألوان مختلفة· وعند النظر إلى قوس قزح من الفضاء يظهر في شكل دائرة كاملة· ولكننا من الأرض لا نرى سوى نصف دائرة منه · ألم يَبْدُ ذلك واضحا؟ إذا كان الأمر غير واضح فيمكنكم أن تأخذوا كأسا من الكرستال واعكسوا عليه ضوءا قويا، فالبلور هنا يمكن أن يقوم بوظيفة قطرات الماء· وسوف ترون أنه عندما يُسلّط على الكأس ضوء قوي ينعكس على الحائط قوس قزح صغير · في هذه الأثناء، وعندما نتحدث عن قوس قزح يتبادر إلى الأذهان أيها الأطفال أنه لا يكون إلا في شكل نصف دائرة، وهذا غير صحيح، فقوس قزح في الحقيقة هو عبارة عن طوق كامل ولكن هذا الطوق لا يمكن أن يرى بأكمله من الأرض· ولهذا السبب يظهر قوس قزح في العادة في شكل نصف دائرة، ولا يمكن رؤيته كاملا إلا عندما نكون في الطائرة · http://www.harunyahya.com/arabic/kid...s_glory/95.jpgإنّ مركز دائرة قوس قزح تكون دائما هي النقطة التي تنعكس عليها أشعة الشمس، وعندما ترتفع الشمس إلى الأعلى يرتفع قوس قزح معها أيضا · إنّ منظر قوس قزح المثير للإعجاب بألوانه الساحرة هو من بين ما خلقه الله تعالى لنا من مظاهر الجمال في الأرض لكي نتمتع بها، وهو قادر على أن يخلق ما لا يحصى من الأشياء الجميلة، ولهذا السبب فهذا لا يثير استغرابنا بل يدعونا لكي نعرف الله أكثر فأكثر ولكي نشكره على آلائه ونعمه · ونواصل رحلتنا الملونة لنكتشف مظهرا آخر من مظاهر الجمال التي تبهر العيون· وفي هذه المرة نتأمل في كوكب من الكواكب الجميلة التي تظهر لنا في الفضاء ليلا، وهو كوكب القمر · القمر الذي يضيء ليالينا http://www.harunyahya.com/arabic/kid...y/planet11.gifhttp://www.harunyahya.com/arabic/kid..._glory/vit.gif إن القمر هو عبارة عن كرة من الصخر تدور حول أرضنا، والقمر يظهر لنا مضيئا ليلا عندما تكون السماء صافية· غير أن هذا النور ليس نور القمر لأنه ليس للقمر نور خاص به، فهذا النور هو انعكاس لضوء الشمس على سطحه· وهكذا يظهر لنا القمر في شكل كتلة كبيرة من النور· وقد جاء في القرآن الكريم حديث عن خاصية القمر هذه في قوله تعالى : http://www.harunyahya.com/arabic/kid...s_glory/97.jpgتَبَارَكَ الذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا . سورة الفرقان، الآية ·61 يظهر لنا القمر دائما بالشكل نفسه، وهو يدور حول نفسه وحول الأرض مرة في كل 29 يوما· وبسبب أن دورانه حول نفسه وحول الأرض يتم في المدة نفسها فهو يظهر لنا بالشكل نفسه· ومن جانب آخر فنحن عندما ننظر ليلا إلى السماء نرى القمر أحيانا مدورا وأحيانا أخرى في شكل نصف دائرة، والسبب في ذلك أنه عندما يدور حول الأرض يأخذ القمر أشكالا مختلفة وفقا للجانب المضيء منه · هناك تجاذب متبادل بين الأرض والقمر، ولكن قوة جاذبية الأرض تفوق جاذبية القمر بستة أضعاف· وبالرغم من ذلك فإن جاذبية القمر تؤثر في الأرض، وهذه الجاذبية تكون سببا في عملية ''المد والجزر'' التي تحدث في المحيطات· فمستوى المياه تمتد في السواحل لمدة من الوقت ثم تعود إلى طبيعتها الأولى، ولو كانت قوة جاذبية القمر أشد مما هي عليه لكانت عملية المد http://www.harunyahya.com/arabic/kid...s_glory/96.jpgوالجزر أقوى، وبالتالي تتسبب مياه السواحل في كوارث كبيرة في المناطق المجاورة لها · غير أن عمليات المد والجزر هذه لا تتسبب بصفة عامة في ارتفاع المياه ارتفاعا كبيرا جدا، والله عز وجل خلق جاذبية الأرض والقمر على هيئة تكون مناسبة تماما لحياتنا · الليل والنهار والمواسم http://www.harunyahya.com/arabic/kid...s_glory/99.jpg عند دوران الأرض حول نفسها تأخذ وضعا مائلا قليلا في مدارها· وهذا هو السبب الوحيد في تكون المواسم الأربعة التي نطلق عليها الربيع والصيف والخريف والشتاء · http://www.harunyahya.com/arabic/kid...ory/star01.gifالشمس خط الإستواء تتكون المواسم المختلفة في أرضنا بفضل الانحناء الذي يبلغ 23,5 درجة · ولو أراد الله تعالى لجعل الأرض في وضع قائم، ولكن لو ظلت الأرض قائمة في مدارها لما وجد أي موسم من هذه المواسم، ولكانت الأرض في كل ناحية منها في المستوى نفسه من الحرارة، ولعشنا في جوي مختلف تماما انطلاقا من الأشياء التي نأكلها إلى الهواء الذي نتنفسه · حسنا أيها الأطفال هل فكرتم يوما كيف يتكون الليل والنهار؟ فالفضاء السحيق كله ظلام، بينما يتعاقب على الأرض الليل والنهار· ففي الصباح يكون الجو مضيئا وعند حلول المساء تظلم الأرض· حسنا، كيف يضيء الصباح بينما تسبح الأرض في ظلام دامس؟ إنّ السبب في ذلك هو أن الأرض وهي تتقدم في مدارها تدور حول نفسها مثل الدوامة، وعند دورانها حول نفسها يضاء المكان الذي يكون مقابلا للشمس · أمّا كوكب الزهرة فهو يتحرك في مداره تماما مثل الكرة، وهذا ما يتسبب في حالة غير عادية: فقسم منه يكون مضيئا دائما والقسم الآخر يكون مظلما دائما · حسنا، ماذا لو كان جانب من الأرض نهارا دائما بينما الجانب الآخر ليل دائما؟ لا شك أنه في هذه الحالة لن يكون للإنسان ساعة معلومة للنوم، فالجميع ينامون في أوقات مختلفة ويستيقظون في أوقات مختلفة، وبذلك يحدث خلل كبير في علاقات الناس ببعضهم البعض · لنتصور أولا أننا نعيش باستمرار في نهار دائم: هل كنا سنشعر بالراحة ياترى؟ وبالإضافة إلى ذلك، فإننا لن نشاهد على الإطلاق القمر والنجوم التي لا نراها إلا باليل · وماذا لو كان الوقت كله ظلاما؟ فقبل كل شيء لن يكون بالإمكان مشاهدة جمال الشمس ولا جمال السحاب الذي لا نراه إلا بعيون النهار· ومن سيعرف في ذلك الجو ماهي ساعة النوم وماهي ساعة الذهاب إلى المدرسة؟ ففي ظلام الليل الدامس كنا سنذهب إلى المدارس وفي ساعات الاستراحة من الدروس كنا سنحاول أن نلعب في الحدائق في ظلام دامس · غير أن الأهم من كل ذلك هو أن النباتات التي هي في حاجة إلى النور والظلام لكي تعيش سوف تنتهي بسرعة، وبالتالي هذا يعني نهاية الحياة · إلا أن الله تعالى خلق لنا الليل والنهار لكي يسهل لنا حياتنا، وهو الذي خلق الليل والنهار من أجلنا حتى نواصل حياتنا في أحسن الظروف· وقد بين القرآن الكريم السبب من خلق الليل والنهار في الآية التالية : http://www.harunyahya.com/arabic/kid..._glory/102.jpgوَهوَ الذِي جَعَلَ لَكُمْ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا . سورة الفرقان، الآية ·47 أيها الأطفال، فكروا جيدا في كل يوم تخترع أشياء جديدة أو تكتشف أشياء جديدة، غير أن ما يتم صنعه ليس مختلفا كثيرا عن فهم ما هو موجود أو تقليد هذا الموجود· فتأملوا جيدا··· من الذي يمكن أن يحرك هذه الأرض الضخمة حول نفسها فيتكون بذلك الليل والنهار؟ إنه لا أحد يقدر على ذلك، أليس كذلك؟ إن القادر على ذلك هو الله وحده خالق السموات والأرض ومافيهما · ولكن حذارِ أيها الأطفال أن تنسوا الأمر التالي، فالله الذي خلق الليل والنهار قادر أيضا على أن يسلبهما· وفي تلك الحالة سوف تعترضنا صعوبات لا تحصى، بل وكما ذكرنا ذلك من قبل فلا نستطيع أن نستمر حتى في الحياة· وفي إحدى الآيات القرآنية يذكر الله عز وجل أنه لو شاء لجعل الليل طويلا لا نهاية له أو لجعل النهار بلا نهاية : http://www.harunyahya.com/arabic/kid..._glory/103.jpgقُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللهُ عَلَيْكُمْ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلاً تَسْمَعُونَ . سورة القصص، الآية 71 . قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللهُ عَلَيْكُمْ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنونَ فِيهِ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ . سورة القصص، الآية 72 . نعم أيها الأطفال، يفهم من هذه الآية أنه لولا إرادة الله عز وجل لما كان هناك ليل ولما كان هناك نهار· أن الله عز وجل هو خالق الكون وكل شيء فيه · انتبهوا أيها الأطفال ولا تنسوا! إن الله عز وجل هو الذي خلق كل شيء بلا نقص وبلا عيب وهو الذي خلقكم أنتم أيضا · |
الخاتــمة أحبّاءنا الأطفال، إلى هذا الحد تنتهي رحلتنا في الكون، وقد رأيتم طوال هذه الرحلة أن أرضنا لا شبيه لها، وقد خلقت من أجلنا، وقد جعل الله تعالى موازين حساسة غاية في الدقة· ويمكن أن نعيد بشكل مختصر ما رأيناه في هذا الكتاب · http://www.harunyahya.com/arabic/kid...glory/sato.jpgتوجد أرضنا في مكان من الفضاء لا هواء فيه، وفي فراغ بارد ولا حياة فيه· إن هذا الفضاء المترامي الأطراف والذي لا ماء فيه ولا حرارة يشبه الصحراء، وأرضنا تشبه القلعة الجميلة التي توجد وسط هذه الصحراء القاحلة· وهذه القلعة الموجودة في الصحراء تحمينا من العواصف الرملية وتحمينا كذلك من الحرارة القاتلة، بل وتمدنا كذلك بجميع ما نحتاجه من وسائل الرفاهية· وأرضنا هي تماما مثل هذه القلعة وسط الفضاء· فالأرض تتقدم دائما في هذا الفراغ، والغلاف الجوي هو الذي يحمينا من المخاطر· فالأرض شبيهة بسفينة الفضاء وهي تحمينا من جميع المخاطر التي يمكن أن تهددنا· وكما أن هذه القلعة الموجودة في الصحراء لا يمكن أن تتكون من تلقاء نفسها فكذلك الأمر تماما بالنسبة إلى الأرض فهي لا يمكن أن تكون قد تكونت عن طريق المصادفة· فالواضح أن أرضنا قد وجدت بعد عملية خلق معجزة · إن هناك المليارات الأخرى من الموازين الحساسة الموجودة في الكون شبيهة بما تعلمتموه في هذا الكتاب· وهذا يمثل دليلا على أن الكون والأرض لا يمكن بحال من الأحوال قد يكونا قد ظهرا نتيجة للمصادفة العمياء · http://www.harunyahya.com/arabic/kid...ory/saturn.gifإن كل هذا يمثل مرة أخرى حقائق دامغة لا سبيل إلى إنكارها، وهي حقائق ماثلة أمام العيون· والله عز وجل هو خالق الكون والنجوم والكواكب والجبال والبحار، وهو سبحانه مانح الحياة للإنسان ولجميع الكائنات الحية، فهو ذو القوة الخارقة والقدرة المطلقة· وهذا الكمال في الخلق بينه القرآن الكريم في الآية التالية : ءَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا وَالجِبَالَ أَرْسَاهَا مَتَاعًا لَكُمْ وَلأِنْعَامِكُمْ . سورة النازعات، الآية 27- ·33 أيها الأطفال! انتبهوا ولا تنسوا، فالله عز وجل هو الذي خلقكم وخلق كل ماعندكم، وكل شيء هو نعمة من الله عليكم، وعليكم أن تنتبهوا في كل لحظة إلى هذه الحقيقة، وينبغي عليكم أن تفكروا في ما عندكم من النعم وأن تشكروا الله سبحانه وتعالى الذي مدكم بها · قَالُوا سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ العَلِيمُ الحَكِيمُ سورة البقـرة، الآيـة ·32 |
الساعة الآن 03:13 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |