![]() |
(( اعتقال اكذوبة في لحظة صدق )) الحب اكذوبتي المفضلة لانه يخدرني عن التفاصيل و اللامعنى ...و يفجرني ... *** انا اختار الحب و لا يهمني كثيرا اختيار الرجل.. ليس مهما ( من ) أحب المهم ان اكون في ( حالة حب ) *** و لانني اسمع باستمرار تكات ساعة الزمن بصوت عال كطلقات الرصاص اعي باستمرار: ان كل لحظة قد تكون اخر لحظة و كل لحظة تمضي هي شيء فريد و ثمين ما دامت لن تكرر... و لنقض على حبي و افترسه ! *** و ما دام لا غد لنا لماذا لا نعيش دورة حبنا باكملها في يوم واحد بعيدا عن التطويل و الإطناب ؟؟... 2/2/1975 |
((اعتقال لحظة استشهاد )) ... و كان القمر مصفرا و حزينا و صوت البحر صرخات استغاثة و ضربات قلبي عويل سيارة راكضة في شوارع العتمة الحذرة ... الارصفة تنتحب و الديكة تموء و القطط تنبح و الكلاب تطلق شهقات الرعب لهول قادم... *** و كانوا يتربصون بك يا حبيبي *** تلك الليلة كورت صلاتي وسادة لراسك و فرشت حلمي عباءة لجرحك و غسلت وجهك بقهر الاطفال الذين لم يولدوا بعد *** لكن الجلاد رآك حين مر بنا للمرة الاولى و ظنك سنبلة ... و رآك حين مر بنا للمرة الثانية و ظنك شمعة... و رآك حين مر بنا للمرة الثالثة و ظنك فأسا... *** و اذهلني حين امسك بالفاس و قطع بها السنبلة و اطفا الشمعة و لم يلحظ انها تحولت الى اصبع ديناميت !... 31/8/1976 |
(( اطلاق سراح لحظة معتقلة ...)) اين كهفناالبحري ؟ توابيت تلك الايام مصفوفة في الظلام جنبا الى جنب كالعلب البريدية المغلقة تسطو عليها افعى ذات اجراس و الاجراس تقرع في قرية الذكرى و يجتاحها المرتزقة... لن اغفر لك ابدا انك تركت المرتزقة يدنسون كهفنا البحري الذي كان معبدا للبخور و الموسيقى *** اين الماء؟ فمي ينشق عن كلمة وداعا و الجداول جفت و اناولك كاس الماء الوحيدة المتبقية في مدينة الجذام فتحطهما على الارض و اشكرك! *** اين المنارة؟ عينك فاغرة و قد اطفات قناديلها و المرتزقة يجتاحون جسد ايامنا يلتهمون ذكرياتنا و اطفالنا الذين لم احبل بهم بعد *** اين الاساطير؟ ثرثرة عجائز في دار للعجزة حول نارجيلة ماؤها دم *** اين الغابة؟ في عرمون بعد المنعطف الثالث عند الشجرة الخامسة تجد بقايا عظامي و حلي الفضية فقد مت منذ عام *** ذلك الوداع المدبب: طلبت مني المستحيل و اوقفتني عارية على جدار الزمن و تركته يجلدني حتى النزف و حتى صحو الاغماء *** ذلك الشجار: و لم اكن خصمك و لم تكن خصمي كنا نتشاجر مع القدر و لكننا نتجاهل ذلك بتبادل الاتهامات فيما بيننا *** ذلك الحزن سال على اطراف يومنا الاخير.. و شربناه من زجاجة شرابنا المعتق - فازددنا صحوا- و لعقنا عن الاشجار و الشوارع و نوافذ السيارة الراكضة بنا و عبثا استطاع لسان المطر الشفاف ان يمسحه عن وجه يومنا الاخير ... *** ذلك الليل: شهقت بين ذراعيك كسمكة عشقت صنارتها ومع الفجر جاء الفراق ينتزعني من صدرك و يسوقني كالجلاد الى ساحة المطار و يشنقني على جناح طائرة *** اين الضحك؟ بقايا عظام حوت ابيض ابحر بحثا عن حلم شفاف و ظل يسبح وسط الرمال ثم غرق في بركة سراب *** اين ليالينا؟ جثث مقددة و مملحة على اسفلت شوارع نخرها الرصاص *** اين انت؟ بعيد كذكرياتي داخل رحم امي و قريب كجلدي *** اين حبنا ؟ يركض حافيا في البرية و قد اطال شعره و اظافره و اضاع ذاكرته!... 27/5/1976 _________ |
(( اعتقال اميرة المتسولين)) لقد اختلطت الصور و ضاع وجهي و كنت مرآتي التي تحطمت و انا اتسلق تلك الجبال المسننة في دربي اليك *** و كنت تناديني : ايتها الاميرة ...اميرة المتسولين ... و كنت ايضا اميرة جوع القلب الرجيم اميرة الغربة الشهية المجنونة و اميرة الحب اسود البياض اميرة العشب المحروق و اميرة الاشجار المكسورة... *** و كنت اطمح بحبك كي اظل اعي توقيت نسلنا البشري... كي يظل لأسماء الايام مدلولها و اسماء الشهور و بقية الاصطلاحات الهزلية على كوكبنا المضحك... *** و ها أنت تهرب من عالمي المسعور و ها انا اركب من جديد مكنستي طائرة فوق الجبال و الوديان و الازمان بحثا عنك...لأضيعك... 6/4/1977 _________ |
(( اعتقال صدى)) الصدى ميت لم يثأر له *** الصدى قتيل لم تسمع صرخة احتضاره – الوصية *** الصدى استمرار الحياة عبر شريان الموت الموهوم... *** الصدى صرختك الصامتة و الرصاصة تخترقك - بعد ان اخطو فوق جسدك نحو عصفور الفرح الذهبي الذي كنا نطارده معا حين اصطادوك لاتابع المحاولة .... |
((اعتقال مخالب تحت فراء اليد !)) عما قريب تكف لآلىء الضوء عن الرقص فوق البحر الزئبقي... و تمضي الشمس و يمضي معها بعد ظهرنا الاليف ليوم اخر من ايام حبنا المتوحش... *** استرخي على الشمس العق جراح البارحة و انتظر جراح الغد... و استسلم لسلام اللحظة و راحة ما بين الطعنة و الطعنة... لقد اتقنت دروس حبك و تعلمت الا التصق بك تماما كي لا تزهد بي و الا ابتعد عنك تماما كي لا تنساني... *** لقد اتقنت كيف المس حبك – اللغم... و لا اتمسك به كي لا ينفجر و لا اعرض عنه كي لا ينطفىء... و رضيت بان اطوع ايامي و عواطفي النهمة و براكيني لتوازن حبك الجهنمي حيث تكون اللهفة توأما للإعراض و اللقاء مرادفا لبعض الفراق... *** بنيت السدود في وجه ينابيع حبي و بسوط الارادة الكابحة لسعت ظهور قوافل اشواقي... فقد تعلمت ان الكثير لديك يوازي القليل و انك لا تريد ان امنحك حبي بل تريد ان امنحك لذة سرقة حبي!... *** فيما مضى كنت اصرخ في وجهك : أحبك فترد بالصمت البارد... و اليوم أخنق في قلبي صرخة احبك ( و صرخي كقرع طبول بدائية في غابة افريقية ) و اخنق في مسامي صرخة: أحبك و اواجهك بالصمت البارد مستمتعة سرا بصرختك المتاعة بي : أحبك... *** و يوم كان حبي لك حقلا بريا من الازهار الربعية تمنحها اعماقي بكل عفوية الجنون و غزارة الفرح... اعرضت عنه... *** و صار حبي لك اليوم وردة اسطورية سوداء واحدة في حقل من الثلج مسور بالاشواك السامة كأسنان الافاعي... و ها انت تقضي ايامك راكضا حول السور تناديني و لم يعد بوسعي ان اعود حقلا بريا من الازهار الربيعية... و لم يعد بوسعك ان تقطف ولو زهرة واحدة من تلال قلبي الثلجية... *** ها هي الشمس تسقط في حصار السحب... و لآلىء الضوء انطفأ فورانها على صفحة البحر... لكن خيطا رفيعا من النور ما يزال يتسلل عبر اكداس الغيوم نحيلا مرهفا نفاذا كسيف... *** كان حبي لك كحب الرعيان و كان حبك لي كحب العباقرة و الفلاسفة و ها انا اتابع رحلة التوازن الجهنمي في مجاهل حبك.. فلا تلمني اذا سالتني ذات فجر مشمس هل تحبني و اذا أجبتك: نعم و لا! 11/1/1976 |
(( اغتيال لحظة هاربة )) ها أنا من جديد في ذلك العالم الليلي المسعور حيث وجوه الغرباء المستعرة و همهماتهم اللامفهومة حول كؤوس النسيان... و الموسيقى الهائجة و الأوجاع السرية للروح الصاخبة الضحكات *** ها أنا من جديد في ذلك العالم الليلي المسعور و قد غادرت متراس حبك و هربت من عشقك ( المفخخ) أنقذف من جديد في تيار الجنون المشع لأغتال قتلك اليومي لي... *** ها أنا من جديد حيث جنون الرقص و النسيان و الشبان بوجوههم التي تشبه وجه المسيح في الايقونات و كل العيون تتأمل بقية العيون بحثا عن ملجأ و سقف و نجمة و رصاصة للزمن الرابض على عتبة المكان كوحش خرافي يبتلع من يغادره وحيدا... *** ها انا من جديد ادخل في مناخ القسوة و ابدأ حقا رحلة اغترابي عنك متكئة على ذراع شاب ساحبه - و لا أعرف بعد اسمه-! *** أتعذب قليلا لأجلك فقد شاهدنا السحب معا أنت و أنا شاهدنا الجبال معا لمسنا العشب معا و انصتنا الى انهمار المطر معا بكينا معا و هذينا معا و احتضرنا معا في ليالي غربة الروح و الآن نغتال ذلك كله؟.... *** ها أنا من جديد في ذلك العالم الليلي المسعور اكتب اسمك بالحبر على لفافتي ثم ادخنها و ارقب النار تاكل حروف اسمك حرفا بعد الآخر و انفثك دخانا نحو السقف المعدني... أكتب رقمك الهاتفي اللامنسي على لفافة تبغ أخرى ثم ادخنها رقما رقما و أطلق على كل رقم رصاصة صمت... آه موجع هو الحزن المتحضر و لو كنت في غابة لقرعت الطبول و لعويت طويلا كذئاب الأساطير فوق قرص القمر... و لدهنت وجهي بدم التوت البري.. لكنني هنا متأكة على ذراع شاب ساحبه - ولم أساله بعد عن اسمه- و الحزن المحتضر لا يسمح لي الآن بغير البكاء رقصا و الاحتجاج رقصا *** آه موجع و حاد هو شوقي اليك حتى ليكاد يشبه ألما جسديا و تأتيني أيامنا كرمال موجة تجرحني على حباتها و تأخذني الى صدرك ثم تردني الى شاطىء الليل في علية الموسيقى و الصخب و النسيان... *** أيها الليل كالنشافة السوداء امتص دموعي و حذار ان تتنهد احزاني اذا عرفوا تكاثرت السكاكين على النعجة ( الواقعة) في الحب لا ( الواقفة ) فيه *** ها أنا من جديد في ذلك العالم الليلي المسعور ألاطف رجلا لا اعرفه - لأني سأحبه! و اتعذب و اشعر ان انبل مافي اعماقي يموت إنني استحيل الى امراة جديدة لا اعرفها... و اذا التقينا فلن تعرفني انت ايضا... *** لكنني أحلم بأن تنبت الأزهار الربيعية على أطراف جرحي كما شاهدتها هذا الصباح و قد نبتت على حافة الفجوة التي أحدثها الصاروخ و كأن كل زهرة منها تغتال لحظة انفجار الصاروخ...و دماره.. 5/5/1977 ______ |
(( اعتقال غصة )) اهذا أنت حقا؟ أتأملك و أبحث عنك فيك فلا أجدك!... *** أين مضيت دون أن تمضي كيف مضيت دون أن تمضي؟ *** ارى عينيك شفتيك ذراعيك جسدك و لكن أين انت؟ آه كم افتقدك أين أنت؟ *** احببت فيك العبير لا الزهرة.. النبض لا الجسد حفيف الريح عبر اغصانك لا الجذع الخشبي احببت فيك الحلم . الحلم الحلم فكيف اغتلته؟.. 17/8/1977 |
(( اعتقال مخابرة هاتفية !)) . احزري من يتكلم . ... و عرفته ... صوتك الخارج من حقيبة سفر المرمي من طرف سماعة هاتف الى طرف جرح قلبي *** و عرفته ...صوتك... و لم اجرؤ على النطق باسمك كنت مذعورة و مذهولة كما يحدث لنا حين يتحقق حلم الليلة السابقة .. *** و كنت حلم الليالي كلها منذ افترست نظراتي وجهك المفعم بالبراءة الخبيثة و الشر مقدس النضارة *** أية لعنة قذفت بك الى جحيمي؟ اية لعنة قد تنتزعك من جحيمي؟ و هل كانت صدفة ان التقينا للمرة الاولى في مطار و افترقنا كعابرين في قطارين مسرعين كل منهما متجه الى ناحية معاكسة؟ *** و التقينا و من يومها اقتادني حبيبي الى الليل و لم يطلق سراحي .... *** و افترقنا و صوتك ذاكرة الايام الآتية يهمس كنبوءة: سأراك و سأسمعك و سأحبك... و قررت لا أحب ان يعذبك احد سواي اهذا هو ان احبك؟ لا ادري لكنني انتظرتك مثل شجرة وحيدة في جزيرة تحلم بغريق يحتضر بالقرب منها ثم ينجو من الموت و يبقى سجين الشجرة... *** ذلك اللقاء المختزل في المطار صرخت بصمت حين اعلنوا عن اقلاع طائرتك هات قلبك و اتبعني هات جرحك و اتبعني هات جسدك و اتبعني فقلبي حزين و الليل طويل و اعرف انك لو تلمسني سازدهر مثل شجرة مستها اصابع الربيع و ساشتعل بالزهر الابيض... وودعتني بصمت قاتل كصمت الحديد المصهور و ببرود الثلج الحارق و كانت شفافيتك شرسة كموجة بحر هائلة الابعاد... همست فقط ساراك و ساسمعك و ساحبك و لم اهمس لا اريد ان يعذبك احد سواي ! و مضيت يا شاردا كالريح و اخترقتني و لم تخترقني كسحابة ضباب لا تفارقني ... *** احزري من انا تظاهرت بانني لم احزر انك انت الذي لا اريد ان يعذبه احد سواي! *** . و لم تسالي عني !. سالت عنك يا حبيبي العناوين كلها التي اعرف سالت عنك فندق الليل و شارع الامواج و حانات المغاور و ازقة الشواطىء كلها و على شاطىء البحر انتظرتك و كان راسي ينبض كقلب و توقعت ان اراك قادما الى حياتي ( عكس التيار ) *** و سألت عنك الفجر البحري و النوارس المتناثرة فوق الزرقة الزرقاء سالت عنك الاسماك و الاصداف و المرجان و القواقع سالت عنك مخلوقات شباك الصيادين و بحثت عن وقع اقدامك فوق رمال المد و الجزر و ناديتك :سعيد من له مرقد قلب في عمرك يا من تحتلني و تربط راياتك فوق اعصابي و ترفع شاراتك فوق ارض جسدي و انتظاري و تهوم فوق ليلي كخفاش اسطوري... كل اللذين عرفتهم قبلك شيدوا مدينة عزلتي التي تفتح لك الان اسواراها و عمروها حجرا حجرا و بابا بابا و قفلا قفلا.. و كنت تبتعد تقترب تختفي تلوح و مدينة عزلتي تنتظرك لتستيقظ كما في الاساطير... و لم احاول ان انسى ذلك اللقاء على اجنحة الطائرات أنساك؟ كمن يحاول حفر نفق في الجبل بإبرة... *** و انتظرتك سالت عنك حديد الكورنيش الصدىء و قرأت اسمك مكتوبا بحشائش البحر في القاع و ناديتك... و احببتك حبا غير داجن ينتشر و يتسع كالنباتات الليلية الملعونة و صرخت باسمك من قاع الانتظار و على سطح الماء اتسعت دوائر العنفوان... و انتظرتك و فيه كفلاحة و مرهفة كجرح و متهدجة بحبي غير المحتضر: لن يعذبك أحد سواي ! *** حتى جاءني صوتك الهامس الذي يملأ حنجرتي كالغبار الملون و اقرر: لن تعذبك بعد اليوم امرأة سواي! 2/5/1977 ___ |
(( اعتقال لحظة دموية )) ايها الشقي هل كنت تقاتل ام تنتحر و انت تشهر رمحك بيد و هدنتك بالاخرى ؟ *** يوها قلنا : لأجل ان نحيا علينا ان نقتل قليلا... و ان نقتل قليلا... *** ايها الشقي لقد انزلقت شؤون القلب في مغاور النسيان - الا صورتك لحظة انفجارك- و استقرت الرؤيا في محرق الغضب الدموي.. *** لانك همست بلا صوت - لحظة سقطت- دوى صوتك كالرعد: الرافة باجلاد عهر و فعل زنا – مع الموت – بحق الحياة .... لا تخونوا حلمي ... *** و لن اخون حلم الفرح بالطفولة و لن اخون تلك الاجساد كلها التي سئمت الذبح و تتوق لشهقة الولادة... *** و اليوم اقول: لأجل ان نحيا علينا ان نقتل كثيرا و ان نقتل كثيرا ... 7/7/1976 |
الساعة الآن 04:45 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |