![]() |
لمقدم: بسم الله الرحمن الرحيم. الأحبة الكرام سلام الله عليكم ورحمتهوبركاته. موعد ولقاء جديد نخطو فيه سوياً خطوات على طريق الهداية. أريد أن أتكلم مع حضراتكم عن فضل رمضان وأريد أن أتكلم وأتمنى أن يكون كلامنا ليس مجرد كلام ولكن كلام وفعل أو كلام وعمل هذا هو مفتاح الكلام اليوم ومفتاح النقاش في طريق الهداية أرحب بكم وبالدكتور محمد هداية، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الدكتور هداية: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد ففي قوله (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) البقرة) الحكاية هذه أريد أن أقول لك لما تتدبر الآية وأنت سؤالك لماذا الصيام مع شهر القرآن؟ هل تستطيع أن تنكر يا علاء أو ينكر مسلم أن القرآن هو أكبر نعمة أنعم الله بها على هذه الأم؟ استحالة لأن هذه نعمة كبيرة جداً أنا أقولها لك قد يكون بعض المسلمين في هذه الأيام لا يحسون فيها لأنه هو قرآن بالنسبة له علاج للمس والسحر فلم يعد كتاب منهج وكتاب منهج هو أصل النعمة أنك لديك منهج ماشي عليه بانت جداً مع (الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآَنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4) الرحمن) بانت هنا نعمة قيمة المنهج أنني أولد على منهج وأنا من قبل ضريت مثال كأني باثنين رايحين مكان مش عارفينه ولا عارفين قوانينه فعلاء أكبر نعمة يقدمها لهم في الطائرة أن يعطيهم قانون هذا البلد ولو لم يعطيهم سيحصل لخبطة قوية جداً ولما علاء يأتي يحاسبهم يقولون له نحن لا نعرف فيبقى أن علاء يعطيهم القانون أو المنهج هو يعطيه لهم بحكمة ولحكمة الحكمة الأولى أنك تهديهم والحكمة الثانية (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا (15) الإسراء) أي بمنهج أي بكتاب الخ لكي يقام عليهم الحجة فلو أنت أعطيتهم الكتاب أو المنهج وأحدهم أخطأ فيقول لو أنه لم يعطينا أو يقول لنا كنا سنقول لا نعرف ولكنه أعطانا فقس على هذا إذاً الصياغة القرآنية في الآية فيها وقفة نريد أن نستخلص منها المعنى (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) أولاً أريد أن أقف عند النقطة الأولى (هُدًى لِلنَّاسِ) في حين أنه في مطلع البقرة عندك آية حاكمة (الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) البقرة) فمرة(لِلنَّاسِ) وفي البداية (لِلْمُتَّقِينَ) ولكن يجب أن أضع في بالي أنه هنا قال (ذَلِكَ الْكِتَابُ) وللناس قال (الْقُرْآَنُ) فإذاً الكتاب هدىً للمتقين والقرآن هدىً للناس فيجب أن أنتبه أنه لما كان القرآن قرآناً ما زال ينزل والرسول على قيد الحياة الهداية تكون للناس ولما مات الرسول وأصبح القرآن كتاباً اقتصرت هداية الكتاب على المتقين، علاء بسيوني: أليس كثير من المستشرقين الذين يأخذون القرآن ويذاكرونه لكي يبحثوا عن أي غلطة فيه لكي يثبت قومه بأن هذا القرآن ليس من عند الله وهو داخل وهذه نية وسبحان الله بعد فترة تجده يشهر إسلامه بعد أن يتأكد أن هذا الكلام لا يوجد فيه نصف غلطة واحدة ومش ممكن يكون صياغة بشرية طيب هنا هو كيف يكون من المتقين وحصلت له هذه الهداية؟ الدكتور هداية: هو داخل ليه؟ الطعن عنده أنه يخليه واعي يعني ما ينفعش الحالة التي تضربها أنه يقرأ الآية كقراءة ابن القرآن –إن صح التعبير- بالسرعة التي يريد أن يحصل فيها حسنات ويخلص ويقول لك اطمئن أنا في ال17 في الثلاثين لأنه يقرأ وهو مطمئن وهو مسلم وهو بيجمع حسنات لكن هذا المستشرق يقرأه بوعي الطاعن نحن عندما نأتي ونكتب طعن نقد على حكم كيف نقرأ الحكم؟ كلمة كلمة لماذا؟ لكي أطعن عليه هو أيضاً يفعل هكذا هذا الواعي لأنه فاتح لن أقول القلب لكنه فاتح الإدراك أو فاتح مواطن الإدراك لكي يعيب الكلام إلهي وليس بشري فلا يتعيب وصياغته أحكم مما كان هو مقبل هو مقبل على أنه سيطعن لكن الكلام محكم الكلام متقن الكلام صياغة بلاغية بيانية عالية فعملت فيه أيه؟ الوعي خلاه تلقى وجاء في لحظة من اللحظات فهو وضع أمام أمرين وهو جاء لكي يطعن أنا ممكن أضحك على أمة ولكن لا يمكن أن أضحك على نفسي؟ أودي نفسي في داهية! ففي هذه اللحظة وضع هو أمام اختبار حقيقي وسأل نفسه سؤال ها هل ستكمل في الظلام؟ أم ستعمل ؟ أو ستعمل حساب يعني ستخاف خاف اتقى فلما خاف شغل الوقاية فقال هل أضحك على نفسي وأدخل النار؟ الموضوع جدي فأنا أستطيع أن أضحك على أمة لكن لا أضحك على نفسي، وهذا بالضبط مثل الذي يقول العلاج بالقرآن والقرآن الخ بعدين مسك في المستشفى فلما سألوه ما الذي تفعله هنا؟ لماذا تتعالج؟ لماذا لا تتعالج بالقرآن؟ هنا هو يضحك على الناس لكن يضحك على نفسه فهي دي هو لما خاف الخوف هذا بداية تعرف القول المأثور لعلي رضي الله عنه (من عرف الله خافه) وأنت تقول القوي القدير كلام اللسان لكن الذي يقولها من قلبه يخاف القوي يخاف القدير ونحن قلنا من قبل قلنا كل صفة كمال أنت مطمئن لها تقابلها صفة جلال هو الرحمن عن ضعف؟ لا عن قوة فكما شغلت الرحمن شغل المقتدر شغل القدير شغال علام الغيوب شغل عليم بذات الصدور فهمت؟ فلا تشغل الرحمن تطمئن لها فهو ليس رحمن عن ضعف هو ليس رحمن عن غفلة هو رحمن عن قدرة وقوة فلو شغلت القدرة وخفت منها تشتغل لك الرحمن فالرحمن تطمئنك أنت فاهم؟ أنه مهما عملت وأنت نيتك سليمة ورجعت فربنا يرحم إنما تتطاول ستتعطل الرحمن وسيكون هناك القدير والمقتدر هذه حقائق، علاء بسيوني: هنالك من يرتكب الذنوب الصغيرة ويقول الله غفور رحيم وقد أعجبني كلام للدكتور القرضاوي عندما سأله شخص عن التدخين وقال له أنكم متشددين وتقول عن التدخين أنه حرام شرعاً وهناك من يقول أنه مكروه فرد عليه الشيخ القرضاوي وقال: هو ليس مكروه ولكن لو أنا جاريتك في الكلام الذي يشرب سيجارة ويشرب مكروه وراء مكروه وراء مكروه ويضرب له خمسين ستين مكروه في اليوم الإصرار على خمسين مكروه ألا يجعله حرام؟ الدكتور هداية: الدكتور يوسف القرضاوي من الحكمة بمكان أنه لما رد هذا الرد هو يجاري الذي يقول طيب فلكين مكروه طيب ترتكب المكروه لماذا؟ كأنك تسعى للمكروه وأنت عندك آية مقلوب هذا المفهوم وهي حكاية أنني أريد ونفسي لو أخذت بالك وهو يصف عباد الرحمن وقال جزاءهم قال (أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا (75) الفرقان) حتى يبين لك أنهم لما عملوا كان يتمنون أشياء وكان في حاجات نفسهم فيها وحاجات يريدونها لكنهم صبروا على تركها طاعة لله تبارك وتعالى ففازوا ليس بالجنة؟ بل بالغرفة وتذكر لما شرحناها قلنا أن الغرفة هذه أكيد أنها أعلى وأحلى الجنة بدليل أنه قال أولئك ويتكلم عن صنف مش مسبوق في القرآن ليس له مثيل قال (أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا (75) الفرقان) أيضاً بما صبروا،أريد أن أقول أن الصبر على الطاعات والمعاصي هو عنوان المتقي أرجع مرة أخرى (هُدًى لِلنَّاسِ) (هُدًى لِلْمُتَّقِينَ) هدى للناس كانت تشتغل أثناء لما القرآن كان ينزل والرسول موجود ولكن لما أصبح القرآن كتاب أصبح (هُدًى لِلْمُتَّقِينَ) إن لم تقبل متقي فاتقي بعد أن تقرأ يعني لما تجد آية نار وعمل حسابها صاحبنا هذا أسلم هو جاء يعيب لما اتقى اهتدى. نعود إلى نقطة القرآن والصيام (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ) أنا قارنتها بقوله (هُدًى لِلْمُتَّقِينَ) وقلنا أن القرآن هدىً للناس والكتاب للمتقين وهذه مفهومة وخلاص ولكن عندما تسمع الآية بتمعن يبان لك النقطة التي تسأل عنها لماذا القرآن مع الصيام؟ (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) أتت بعد أن قال أنت ستصوم الشهر الذي هو أنزل فيه القرآن الذي هو (هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) هذه نعمة يعني أنت ستصوم شهر القرآن كما يقال أو شهر النعمة فقوله (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) أنا أفهمها كأني بالله تبارك وتعالى يقول ولله المثل الأعلى وله ما شاء وأراد في قرآنه وكتابه لو لم أفرض الصيام عليكم لو فيكم واحد واعي كان قال الشهر الذي أنزل فيه (الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) سأصومه شكراً لله، علاء بسيوني: طيب لماذا الصيام بالذات؟ ففي ناس كثر عندما يحصل لهم شيء جيد يقولون أسجد سجدة شكر لله أو أصلي ركعتين؟ الدكتور هداية: أولاً نحن عندنا سجود الشكر وليس لدينا صلاة شكر، أن تريد أن تشكر على نعمة أعلى من السجدة صم يوم فاهم؟ ولماذا الصيام بالذات؟ تذكر مريم عليها السلام قالت (إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26) مريم) ما الذي نذرته؟ نذرت الصيام شكراً فلما جاءت تقدم الشكر على نعمة صامت ولما صامت لم تصم عن الأكل والشرب بل قالت (فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا) يعني أنا صيامي عن الأكل والشرب سأضيف لهم ماذا الكلام لن أتكلم أيضاً يعني لن أتكلم كلام فراغ فحددت إنسياً يعني لو جاء جبريل أتكلم معه يعني كأن الصيام بهذه الطريقة رقاها من البشرية إلى الملائكية فهو في القرآن يريد أن يعلمك أن الصيام هو أفضل شيء تشكر به النعمة الكبيرة فقال (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) أي شكراً لله على إنزال القرآن يعني بالله عليك يا علاء لو كانت تركت هكذا كان من فطن أنه يصوم هذا الشهر؟ حتى لو كما قلت كان سيسجد سجدة شكر ويصوم يومين ثلاثة لكن يصوم شهر كامل! فلازم أنا أعرف...... إن صيام الشهر الكامل ارتبط بشهر القرآن كأني أنا أصوم الشهر هذا شكر لله أن أنزل القرآن وأن جعلني من أمة القرآن لأن أنا لو مش من أمة القرآن لن أصوم هذا الشهر. علاء بسيوني: عندي ملمح شايف ارتباط ثاني، فيه قرآن يعني منهج ومنهج يعني تكليف والتكليف فيه مشقة شئنا أم أبينا وعندي كلام الرسول صلى الله عليه وسلم (الدنيا جنة الكافر وسجن المؤمن) إن صح الحديث لكن المعنى أن المسلم ساجن نفسه في القواعد هذا حلال وهذا حرام في المنهج في سور بيحكمه هذه حدود الإسلام هذا يغضب ربنا فلا أفعله وهذا جيد أفعله بينما الكافر هذا الدنيا بالنسبة له فسحة يأكل حرام يشرب حرام ليس لديه مشاكل فهو لا يضع في اعتباره الآخرة، فبما أن القرآن فيه منهج فيه تكليف فيحتاج إلى صبر والصيام يولد الصبر فجاءت علاقة الصبر أن الصبر على الصيام سيدربك ولكي تفهم أن التكليف يحتاج إلى صبر أنك ستصبر على الطاعة أنها تستجيب ولا تمل وتنصرف وتصبر عن الحرام فلا ترتكبه وترى الشهوة الحرام ولا ترتكبها فأنا أشعر أن الصبر ربط الإثنين القرآن كمنهج وتكليف فيه مشقة والصيام أيضاً فيه مشقة، الدكتور هداية: أنت تريد أن تقول أن الصوم هذا الذي سيكون لمدة شهر سيصبرني على أمور من غير الصيام أنا لن أكون صابر عليها فانتبه لقوله أنه (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) كشهر ثلاثين يوم 29 يوم تعطي عملية صبر متكرر فهو ليس صبر يومين أو ثلاثة لا هذا صبر شهر فهذا له ملمح ثاني أضفه إلى ما قلته أن هو الصبر جاء تراكمي ومدة طويلة فشهر كثير ولذلك نحن نقول الكلام الذي قلته أن الشهر هذا يدربك لسنة فيقول الرسول تأكيداً لما قلته يقول صلى الله عليه وسلم (من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال) كأن الرسول لا يريدك أن تطلع انفلات لا يريدك أن تحمل الصبر وتأخذه وتربط نفسك به ستة أيام ولما يأتي 13 و14 و15 الأيام البيض في كل شهر عربي يعني صمت ستة من شوال وصمت ثلاثة من كل شهر عربي وهو علمك صلى الله عليه وسلم الإثنين والخميس فإذاً يقوم بالتدريب كالمعسكر بتاع المنتخب كذا تدريب مدة على بعضها ثم تدريبات على فترات متقطعة لكن لا يقطع مرة واحدة فلا تقطع مرة واحدة أولاً ثانياً لا تقطع الصيام يعني أنت عندك في الشهر للذي يتبع السنة الصحيحة عندك في كل شهر يومين في الأسبوع يعني 8 أيام وثلاثة أصبحت 11 فال11 من الشهر العربي يكون تقريباً نص الشهر تقريباً وفي الحديث (خير الصيام صيام أخي داوود) كان يصوم يوم ويفطر يوم لو قمت بهذا الصيام ستقابلك جمعة أو عيد أو شيء يعطلك لكن لو عملت سنة الرسول أخذت صيام داوود لكن على أدق أو على أحسن لماذا؟ فلا يكون هناك جمعة تصومها والجمعة عندك عيد لكن لو مشيت يوم ويوم لازم ستقابلك جمعة وفي نفس الوقت أنت عملت بصيام داوود 15 يوم في الشهر دول 11 يعني قربت وأيه؟ وهذه سنة الرسول لأن في ناس تسألنا نصوم داوود أو محمد؟ لا أنا أصوم محمد صلى الله عليه وسلم خير الصيام داوود فيما عدا محمد لغاية إلى أن جاء الرسول صلى الله عليه وسلم أخذ سنته وليست بعيدة عن بعض وأحسن بالنسبة ليوم الجمعة الغرض منها أنك 11 يوم في الشهر طبعاً هذا ليس فريضة هذا فقط للقادر فيعمل لك التدريب الذي تريد أن تقول عليه وهو الصبر الذي يثبتك فهذا شهر على بعضه وبعدين هذه الأيام تدريب متقطع يعمل لك نقطة أن المنهج يحتاج إلى الصبر الذي تقول عليه لكي أصبر على الطاعة وأصبر على الأوامر وأصبر على النواهي وعشان كذا مش من قبيل الصدفة أن الصبر يتفرق في القرآن بين بعض الآيات بطريقة مبدعة كآية آل عمران (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200) آل عمران) انتبه لهذه الكلمة (وَاتَّقُوا اللَّهَ) يعني لاحظ أنت ربطت ربط حلو في موضوع الصبر وخذ معها أيضاً التقوى يعني خذ حكاية (هُدًى لِلنَّاسِ) و (هُدًى لِلْمُتَّقِينَ) لما جاء في آخر آل عمران وقال (اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ) لو أنت عملت هذا من غير تقوى لن تقوم بها بالطريقة الصحيحة فمن الناس من يصبر ولا يصابر ومنهم من يصابر ولا يرابط ومنهم يصبر ويصابر ويرابط ولا يتقي فأدوات مختلفة تعمل عملية تكاملية تعمل ربط لعملك فعملك دائماً محكوم بقواعد فعندما تشتغل تحتاج إلى صبر والصبر هذا عبارة عن ماذا؟ فآية آل عمران عجيبة جداً (اصْبِرُوا وَصَابِرُوا) بالله عليك أخذت بالك فهذا فعل أمر والثاني فعل أمر لكن الثاني فيه مفاعلة فالمصابرة غير الصبر ورابطوا تعني أي لا تزهق لا تمل يعني هو قال لك الصبر لا تزهق والمصابرة ممكن تعمل لك زهق فرابطوا كأنك على الجبهة لأنك فعلاً على الجبهة فأنت مع الشيطان والنفس على الجبهة جبهة مواجهة كل يوم مواجهة يومياً حتى لحظياً بالله عليك اليوم الشيطان في وسط الذي نحن فيه هذا يومياً؟ لا والله قلها بقلب جامد لحظياً أنا أسأل الله تبارك وتعالى أن تمر لحظة من غير معصية لأن الحياة فتحت فعلاً أبوابها بالفتن والخ فلاحظ أنت أن المدنية والحضارة والتكنولوجيا جاءت بأشياء لم تكن موجودة قبل الآن يعني سهلت على الشيطان شغله، علاء بسيوني: أنا كلما نظرت إلى هذه الفتن وكل هذا الزخم من الزينة والمبالغة في الترف والكماليات أقول في نفسي ربما يكون يوم القيامة خلال هذه الأيام، الدكتور هداية: فالمجاهدة هنا تكون لحظية (حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (24) يونس) وظن هنا من ظن التي تأتي بمعنى ظن ففي ظن في القرآن بمعنى العلم لكن هنا بمعنى الظن والوهم ففي قوله (إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ (20) الحاقة) الظن هنا بمعنى العلم لكن لا أستطيع أن أقولها في حضرت الله، لكن في الآية (وَظَنَّ أَهْلُهَا) بمعنى الوهم، فكما قلنا المواجهة تكون لحظياً أنت على الجبهة فعلاً أنت على الجبهة 24 ساعة فقال لك (وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ) يعني كمان وأنت ترابط لا ترابط من غير تقوى من غير وقاية من غير منهج لا ينفع لأنك وأنت ترابط يجب أن تتقي وهذه التقوى تأتي من افعل ولا تفعل اللي منها تكليفك بالصيام وقال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا) ولم يقل أسلموا لماذا؟ مع أن الصيام ركن من أركان الإسلام وليس الإيمان طيب نادى هنا بالإيمان لماذا؟ وبعدين قال (لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) يعني انتبه أنه لو قال يا أيها الذين أسلموا كانت ستصلح لأن الرسول قال (بني الإسلام على خمس) منهم الصيام ولم يقل الإيمان لما حتى سأله جبريل قال له الصيام في الإسلام وليس في الإيمان لأنه سأله ما الإسلام وما الإيمان وما الإحسان لما تكلم عن الإيمان لم يقل الصيام بل ذكره في الإسلام طيب لما يكون الصيام من أركان الإسلام وربنا ينادي في القرآن (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا) يريد أن يلفت نظرك أنك ستترقى لو صمت لو صمت ستصعد من الإسلام إلى الإيمان لو أنت فاكر زمان الذي قلته إسلام إيمان تقوى إحسان إسلام وجه قلت لك خذ بالك هذه درجات العبودية الإسلام هذا عشرين سلمة الإيمان الدرجة الواحد وعشرين يعني هنا عندك من واحد وعشرين إلى أربعين وهنا من واحد وأربعين إلى ستين فأنت في الإسلام لو عملت الصيام تطلع إلى الإيمان فشجعك قال لك (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ (183) البقرة) لكن الآية تعلمني أنني ممكن أن أرتقي في داخل الدرجة وأطلع إلى درجة أعلى والذي يقوم بهذا من أركان الإسلام هو الصيام، فالصيام يعملك إيمان ونهايته تعمل لك تقوى (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) البقرة) وهذه درجة أعلى من الإيمان كما قلنا من قبل إسلام إيمان تقوى إحسان إسلام وجه الصيام هنا وصلك بالتنفيذ للتقوى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) البقرة) فالصيام يرقيك درجتين درجة التكليف قال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا) ودرجة الفعل توصلك للتقوى وداخل التقوى يكون (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ (26)المطففين) علاء سيصوم مثل محمد؟ ولا سيختلف؟ ولا سيرتقي؟ فممكن واحد يدخل التقوى ويظل على السلمة الأولى وواحد يصل إلى العشرين منها فيكون قريب من الإحسان (بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ 112 البقرة) ترقى مرة أخرى لأنك أنت تريد (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) آل عمران) هذا إسلام آخر درجة عبودية إسلام الوجه لله تبارك وتعالى. علاء بسيوني: طالما أنه شهر قرآن ونحن عندما نقول شهر قرآن لا نقصد فقط شهر القراءة أو التلاوة شهر قرآن يعني شهر منهج يحكمك فيه مثل بقية الشهور الأخرى افعل ولا تفعل هذا حلال وهذا حرام ومن ضمن الموضوع التلاوة والقراءة ولكن هل التلاوة والقراءة هي منتهى المراد؟ أريد أن أخذ حسنات والسلام؟ أم لكي أفهم وأتدبر وأشتغل وأعمل لأني من عمل لن يكون هناك جزاء والقرآن واضح في هذا السياق دائماً الجنة جزاء للعمل وليست جزاء للكسل لأن طبعاً تتذكر لما أشرت إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم(لا أقول(ألم) حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف وكل حرف له حسنة والحسنة.....الخ) نحن لا ننكر كلام النبي صلى الله عليه وسلم ولا ننكر أن الذي يقرأ سيأخذ حسنات، الدكتور هداية: كلام الرسول صلى الله عليه وسلم صح 100% لكن المشكلة في الفهم البعض لا يفهم وأنا ما زلت عندي وعدي سنتكلم في الحلقة ليست القادمة ولكن التي تليها سأذكر الأحاديث والآيات ولو وجدت قرآن من غير عمل يكون بذلك كلامكم صح، علاء بسيوني: واليوم ونحن في الطريق رأينا سيدة تقرأ القرآن وهي تسوق السيارة ووضعت القرآن على عجلة القيادة وهي تسوق لكي لا تضيع وقت وهي تريد أن تقرأ وتجمع حسنات فماذا لو سألنا هذه السيدة لو رأيت سيدة أخرى في مثل وضعك أمام مدرسة ابنتك وأدى قراءتها للقرآن –وعدم انتباهها للقيادة- إلى أن تتعرض ابنتك إلى حادث بسبب إهمالها، هل ستسامحها لأنها كانت تقرأ القرآن أم ستطالب بحق ابنتها؟ ما رأيك؟ الدكتور هداية: أنا رأيي أنها ربنا يهديها أنها متأثرة بالحديث (لا أقول ألم حرف ...الخ) هي تجمع حسنات لكن أنا سأسألك سؤال هل هذه القراءة تثمر عن تدبر إذا قلت لي نعم سأقول لك أتحداك! أولاً مع السواقة لا يمكن أن يكون في تدبر علاء بسيوني: وتعريض أرواح الأبرياء للخطر يتنافى مع المنهج الذي هي تقرأه؟ الدكتور هداية: أنا معك تماماً أنها من حيث تعريض أرواح الناس للخطر بانشغالها عن القيادة أياً كانت هي منشغلة به هذا ليس من الإسلام ولكن أرجع للقرآن هل القرآن بالطريقة التي أنت رأيتها وذعرت منها ينفع فيها تدبر؟ يعني كيف أتدبر وأنا أقول لك لو وضعت عيني ثانية سأجد سيارة تتعداني أو أنا أريد أن أطلع من سيارة الخ فلا يمكن أن يستقيم قول الحق تبارك وتعالى (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24) محمد) وهذا الحاصل القلب مقفول بقفل وهي تقرأ فالحاصل تسمع من هنا، أقول لك شيء لو كنت لا أريد أن أضيع هذا المشوار طيب ممكن أن أستمع إلى الكاسيت أو السي دي وأسمع وهذا أسهل وتظل عيني على الطريق وسأقول جزء وربما يقولوا عنا أننا متشددين، لا أرى تدبر إلا إذا كنت متفرغاً لهذه العملية أنا جالس في الغرفة فاتح مصحفي ولا أعرف أقرأ ومشغل الكاسيت وأسمع وعيني هنا لأنني لا أعرف أقرأ لكن كل كلمة أسمعها أو عيني تقع عليها أعمل لها عملية تدبر يعني مثلاً (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا) وأنا أول ما سمعتها قلت قال بني الإسلام على خمس وقال الصيام فهذه أركان إسلام وليس إيمان طيب هل لما قال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا) لله حكمة في ذلك؟ طيب أشوف تفسير كذا وتفسير كذا الخ فاهم؟ وهذا لا ينفع لا وأنا أسوق السيارة أو وأنا منشغل بأي شيء وحتى لو في المطبخ وكان بيني وبين أخت فاضلة حكاية في موضوع المطبخ بالذات هي في البداية كانت تشغله وهي تطبخ يعني فتسمع فقلت لها طيب جربي نفس الذي سمعته نفس الآيات وأنت لست في المطبخ فقالت لي بصراحة الوضع مختلف قلت لها هذا الذي أراده الله (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ) وأنت متفرغة للتدبر، سأقرأ الآية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ) كم أخذت من الوقت في قراءتها؟ فلنقل دقيقة لكن عندما سمعت (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا) وقارنتها بـ(بني الإسلام على خمس) وقلت الصيام ركن من أركان الإسلام فراجعت حديث جبريل عندما جاء يسأل ما الإسلام وما الإيمان الخ وتأكدت أن الصيام وضع في الإسلام بعدين رحت فتحت التفاسير وبحثت لماذا قال الله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا) هكذا هو التدبر، السؤال لما قرأتها (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ) وعدت هل ستبقى في قلبي كما لو قرأتها وبحثت في الأحاديث والتفاسير وأخذت مني ساعة؟ قارن ساعة بدقيقة بس وأنا شغال في دنيتي أصبحت آية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ) أصبح لها وقع ومفهوم وأنه لما قال (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) والتقوى درجة ثالثة والصيام مكتوب في الإسلام درجة أولى فأنا ارتقيت من و1 إلى 2 إلى 3 وأصبحت قريب من الإحسان وقريب من إسلام الوجه لله فإذاً الساعة كان لها نتيجة وفرقت عن الدقيقة، مثال كنا اثنين تلاميذ واحد أخذ ساعة والآخر أخذ ساعتين هل تستطيع أن تقول لي أنت بدون تفكير أن الاثنين كبعضهما البعض؟ أو ستقول لا طبعاً صاحب الساعتين هذا أكيد عمل عملية مقارنة بين التفاسير ورجع الكلمة لغوياً ولما شاف لغوياً قال لك الأعراب كيف كانوا يستخدمونها وما هي التقوى وما هو الإحسان؟ فكل ما أعطيت وقت في التدبر عملت لك حصيلة وقاية أصبحت تقواي أنا أبو ساعة غير أبو ساعتين وأبو دقيقة ليس في الخطة فأبو دقيقة هذا يشتغل في دقيقة ونحن قبل الحلقة اشتغلنا أن الجنة جزاء للعمل وليست مكافأة وليس لأن باب الجنة فتح وباب النار قفل فلابد من العمل ولذلك كل آيات الإيمان أتبعها سبحانه وتعالى بقوله (إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (25) الإنشقاق) فاهم؟ فآمن فقط لا تعطي فإيمان الدروشة لا ينفع بل يجب إيمان وإذا كنت سأعمل لازم أقول لك سأعمل ماذا فأتدبر وبعدين أعمل ولذلك كل آيات الجنة تجدها (جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17) السجدة) وأنا قلت لك في عباد الرحمن (أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا (75) الفرقان) فهنالك عمل والعمل هذا بمناط وهو الصبر وكل آيات الجنة فيها (جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) وليس ينامون أو يتدروشون ولا يمكن أن تسير الأمور هكذا، علاء بسيوني: تذكرت من كلامك في موضوع الغرفة الناس دائماً تتندر في الدنيا أن منتهى اكتمال النعمة عندهم الماء والخضرة والوجه الحسن والجنة سبحان الله كل هذه الشروط التي وضعها البشر للمتعة موجودة فيها فالخضرة الموجودة في الجنة نحن أساساً لا نعرف كيف شكلها من جمالها والماء الأنهار التي تجري من تحت الجنة والوجه الحسن الموجود في الحور العين والوجوه الوضاءة وهم الملائكة الذين يدخلون علينا من كل باب وتسلم وتحيي يعني تخيل حضرتك لما يدخل عليك واحد كويس تقول عنه يا سلام فلان هذا رجل نظيف ويضع عطر جميل الخ طيب هذه الملائكة ستدخل عليك الجنة وتسلم عليك وتراهم ويرونك ويسلموا عليك وتسلم عليهم هل هناك نعيم أكثر من هذا؟ الدكتور هداية: لاحظ أن الرجل الذي قال الماء والخضرة والوجه الحسن قال هذا الكلام لكي يمتع عينه أليس كذلك؟ (فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17) السجدة) يعني هو قدم في الدنيا فكانت له جزاء بس الجزاء ليس فقط عينيه تنبسط أو ترتاح لا بل قرة أعين وبعدين الذي يجهز لهم (فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ) كأن الذي سيريك إياه لم يره غيرك فكلمة أخفي لهم لازم أنا أفهمها أنها مكافأة أخرى فكان يقدر أن يقول أعد بس علاء يراه وغيره يراه لكن لا فأنا الذي عملته لهذا لن أجعل أحد يراه وهذا نتيجة أنني لا أريد أن يكون هناك من يتمتع قبله، طيب هو لو يراها لن ينقصها لكن لا هي أن تكون مخفية مكافأة أخرى فكلمة (أُخْفِيَ لَهُمْ) وحتى سيكولوجياً أن الجائزة عندما تكون مفاجأة تكون أحلى لم يرها أحد وعندما تظهر فجأة تكون أحلى كمان هي المكافأة داخلها لكن كمان اللفة هذه لما تظهر بعد شوية يعني مثلاً الطاولة فارغة غير لما تكون اللفة على الطاولة والكل رآها تطلع فجأة ثم تفتح وتطلع فجأة واللي داخلها يطلع فجأة يعني القرآن عندما يصيغ الصياغة مبدعة في أن الكلمة كان ممكن أن تكون أعد وأعد أيضاً مبنية وكل حاجة لكن (أُخْفِيَ لَهُمْ) يعني أخفي لمن؟ لهم لصحاب النصيب فهذه مجهزة لهذا وكانت مخفية عنه وعن الكل لأنه قال (فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ) وأنا صاحب الجائزة إن شاء الله نفس أيضاً فحتى أنا كانت مخفية عني فكأنك أنت تشتغل يا علاء وأنت ايه الجنة أو النعمة أنت مش متصورها فأنت تزود في هذا لكي تكون الحقيقة عالية لأنك أنت مش متصور لم يقال لك هذا يكافئ هذا لا فأنت تشتغل والمكافأة أعلى مما تتصور أنت وأعلى من علمك (فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ) فالأمور هذه ليست صدفة والصياغة ليست صدفة والكلام يحتاج إلى (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ) شيء يستحق التعب ويستحق المنافسة وشيء يستحق المفاعلة ولذلك قال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) يعني أسأل الله تبارك وتعالى أن نعي أن المسألة ليست مسألة حسنة وألم حسنات فالحسنات هذه معروفة لكن الجنة ليست معروفة فأنت عندما تقول الحسنة بعشرة فأنت عبيط جداً فأنت بذلك قفلتها لأن الله يضاعف لمن يشاء (وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (261) البقرة). بُثّت الحلقة بتاريخ 28/8/2009م |
رمضان كريم:
محور 1: بيدأ الأخ المقدم الحلقة بسؤال الدكتور هداية أن الناس يرددون عبارة "رمضان كريم" ورمضان هو شهر كريم وتتجلى فيه معاني الكرم من الله تعالى فالله تعالى كرّمنا بنزول القرآن فيه ومضاعفة الأجور وجعله شهراً أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار ثم أكرمنا بليلة القدر، لكن هل أدرك المسلمون في مجتمعاتنا معاني الكرم أم غاب عن الأمة هذه المعاني وهل الأمة تائهة عن معنى الصوم؟ فعلاً ما يحدث الآن يدل على أن الأمة تائهة وبحاجة لمن يرشدها إلى طريقها ولا يجب أن نكتفي بالعبادات فقط لكن علينا أن نأخذ معالم الطريق من الله تعالى ومن الرسول r والأمة فعلاً غابت أو غُيّبت عن صحيح دينها. والتعبير الذي نطلقه "رمضان كريم" تعبير له عمق في الفهم وهذا الشهر أكرمنا به الله تعالى على مدار الأعوام منذ نزول القرآن على الرسول r إلى أن تقوم الساعة والبديع أن معالم الطريق قد تتضح فيه وقد تختفي ونحن السبب في ضياع المعالم أو اثباتها. ومن الأخطاء التي يتناقلها الناس أنهم يقولون أن الرسول r عندما جاءه بريل u بالوحي كان يتعبّد في غتر حراء وهذا التعبير (يتعبّد) تعبير خاطئ فهل كان للرسول r وحي سابق أو يعرف عن الديانات السابقة حتى يتعبد بها وهذا التعبير فتح الباب أمام المستشرقين فإذا كان القرآن الكريم يقول للرسول r(نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآَنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3) يوسف) أي لم يكن لديه دين يتعبّد به وإنما كان يتحنّث ويتدبر تماماً كما فعل ابراهيم u. الإسلام ترسيب في عقيدة الإنسان إما بنواة سليمة أو بوحي من الله تعالى فسيدنا ابراهيم رفض عبادة الأصنام وخرج يبحث عن الإله الحق قبل أن يوحى إليه (فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) الأنعام) كان يسير في الكون يتدبر ويتفكّر فرأى النجم ثم أفل ورأى القمر ثم أفل ورأى الشمس ثم أفلت فلم يقتنع أن هذه قد تكون إلهاً وإنما قال الإله لا يتغيّر وإذا تغيّر فلا بد أن هناك من يغيّره فهو أحق بالعبادة وهكذا حتى وصل بتدبره إلى أن يقول (إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79) الأنعام) وكلمة حنيفاً تعني مائلاً قالها ابراهيم u بفطرته أي مائل عن عبادة الأصنام وما ئل عن المائل هو غاية الاستقامة وأبقى الله تعالى هذا التعبير في القرآن إكاماً لابراهيم u والرسول r الذي بنتهي نسبه إلى ابراهيم u فعل الشيء نفسه ولم تعجبه عباده قومه للأصنام التي كانوا يصنعونها بأيديهم فكان يخرج إلى غار حراء يتدبر ويتفكر ويبحث عن الإله الحقّ فجاءه الوحي فكأن الله تعالى رحِم رسوله r وكأنه يقول له كفى تدبراً واقرأ. ونسأل لماذا قال تعالى (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)) خلق وليس يعلّم مثلاً؟ لأن الرسول r يعلم تماماً أنه لا يكتب وأنه لا يقرأ قراءة الكتابة لكنه يقرأ قراءة السماع لأننا سبق وقلنا أن الأمي هو الذي يقرأ لكنه لا يكتب بدليل أن الذي لم يتعلم يقرأ القرآن سماعاً والله تعالى يعلم أن محمداً r يدرك أنه لا يكتب فقال (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) العلق) ساعة خلق الله تعالى خلق عن عدم وساعة أراد أن يُقرئ محمداً r أقرأه من عدم فقرأ الرسول r. محور 2: الهدية التي أرسلها الله تعالى رحمة للعالمين فهل تقبّل الكل هذه الهدية؟ والكرم في البعثة والكرم في رمضان في الأجر والثواب والعبادات فما حال المسلمين؟ وهل أدرك الإنسان هذه المعاني وهل أصبحت الشكليات هي الأولويات؟ هذا ما يجب أن يهتم به المسلمون من حيث أننا صرفنا الاسلام والمسلين عن لُبّ العبادة إلى المراسم والأشكال والمناصب. وعلينا أن نفهم مشروعية الصيام كما شرحناها في الحلق السابقة فالقرآن يربّي الأخلاق والصيام تربي النفس فالمسلم في هذا الشهر يربي النفس والأخلاق ويخرج من هذا الشهر على التقوى. ونسأل لماذا نصوم؟ قلنا أن الآية (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) كأن الله تعالى يقول لو لم أفرض عليكم الصيام في هذا الشهر لكان لزاماً عليكم أن تفرضوا على أنفسكم الصيام شكراً لله تعالى أن أنزل القرآن في هذا الشهر وجعلكم من أمة القرآن وأمة محمد r. تعبير: رمضان كريم يجب أن يكون حاملاً مقومات تربية النفس وتلقّي القرآن على أحسن وجه الرسول r نزل عليه القرآن في رمضان وهو في سن الأربعين فحفظه وهذه حجة على الذين يقولون أنه لا يمكنهم حفظ القرآن لأنهم كبار في السن لكن للأسف أن النسلمين سلّموا أنفسهم للتكاسل والتراخي. وكما قلنا في الحلقة السابقة أن الصيام شرع في السنة الثانية للهجرة فتقل المسلمون من لا صوم إلى صوم. وهناك فرق بين الصوم والصيام كما استعملهما القرآن الكريم. ففي قصة مريم عليها السلام (فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26) مريم) فمريم كانت صائمة عن الطعام والشراب والمجادلة والكلام مع البشر لكنها تكلمت مع جبريل فالصوم هو الامساك عن كل شيء حتى الكلام في هذه اللحظة ترتقي فيها النفس من البشرية إلى الملائكية وهذا رُقيّ لم يكلّفنا الله تعالى به. وعلينا أن نرتقي من الصيام (الذي هو الامساك عن الطعام والشراب والشهوة) إلى الصوم مصداقاً لحديث رسول الله r " من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه". محور 3: نسمع كثيراً عبارة "سلّي صيامك" فمن المقصود بالتسلية الصوم أو الانسان وما هي التسلية؟ نظرة لواقع المجتمع وقد غاب عن الناس مفهوم الصيام ويعتبره مشقة وينتظر الأذان ويريد أن يسلي نفسه فيوقف أعماله وأعمال وغيرها من سلوكيات ليس لها علاقة بالصيام. والحقيقة أن الناس معذورون لأننا لما عرّفنا الصيام قلنا أنه الامساك عن شهوتي البطن والفرج وما لم نأخذ المفهوم المناظر لهذا وهو (قول الزور والعمل به) فكله منصرف لمفهوم الصيام عن الطعام والشراب والشهوة ولم نتكلم للناس عن المفهوم الحقيقي للصيام والتدبر فيه حتى في الأكل والشرب فأسأنا الفهم والمفروض في هذا الشهر أن نأكل أقل من الأشهلا الباقية لكنا عملياً ترانا نأكل أكثر ونخزن المواد الغذائية. وإذا استعرضنا حياة الرسول r واستعداده لشهر رمضان فكان يمهّد لرمضان من رجب فيقول اللهم بلّغنا رمضان وفي شعبان يقول اللهم بلّغنا رمضان ثم كان تدريبه العملي على الصيام فكان يصوم شهر شعبان وهو أكثر الشهور التي صامها الرسول بعد رمضان واستثنى منه يوم الشك حتى تقتدي الأمة به وتمهّد لرمضان وتستقبله. فإذا عملنا مقارنة بين تجهيز الرسول r لرمضان وتجهيزنا نحن: نحن نعرف قرب حلول ذكرى مولد الرسول r من الشوادر التي تُنصب في الشوارع ونعرف قرب حلول رمضان بالفوانيس والكنافة وأخذنا مظاهر المراسم والأشكال أما الرسول r فكان يجهّز له بصيام شهر شعبان وأحبُّ شيء نتقرب به إلى الله تعالى هو مما افترضه علينا. يمكننا أن نستعد لرمضان بمصحف جديد أو شريط قرآن أو مصحف مرتّل أو تعلّم القراءة في المصحف أو أُحضر شيخاً يعلمني وأهلي القرآن في البيت. صفاء النفس بالصيام يجعلك تتدبر القرآن لكننا عملنا تسلية تنازع الصيام والقرآن كالتلفزيون والخيم الرمضانية والشيشة وغيرها فكأنك ما صمت وأخشى أن نتقابل يوم القيامة مع رسول الله r ونكون كمن صام وما صام وحج وما حجّ وأنصح الجميع أن نؤدّي العبادات كما أدّاها رسول الله r ونحن لا نعمم فكما أن هناك من المسلمين من هو مقصّر فإن هناك أُسراً على أحسن ما يكون فنقول (الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كان لنا أن نهتدي لولا أن هدانا الله). وبعض الناس تعبّر عن الصيام بالجوع والعطش وتقتصر أعمالها بعد الافطار على مشاهدة المسلسلات بدلاً من أن تنصرف للصلاة وكأن مهمة المجتمع في رمضان الاستهزاء بعباد الله فهل هذه هي القيم الذي يجب أن تُلهي المسلم الصائم عن خصوصية هذا الشهر؟ ونسأل لماذا لا تتسارع المحطات التلفزيونية لعرض هذه البرامج في غير رمضان؟ ولو أنهم حريصون على مصالح الأمة لكرّسوا جهودهم لشرح العبادات. عندما يصوم الانسان في النهار عن الطعام والشراب يُضيّق مسالك الشيطان ثم يُفطر مساءً ويقوي نفسه ليقوم إلى الصلاة ويتدبر ويتفكر في القرآن لكن الذي يحصل أننا نجلس في رمضان نضيّع الوقت إلى الفجر وغاب عن بالنا أن هذا الوقت ثمرة ذخيرة العام. وكما تعود المسلم في رمضان الإمساك عن الحلال في نهار رمضان فيجب أن أُمسك عن الحرام في غير رمضان فاليوم حياة وغداً موت. ونحن بحاجة إلى مراجعة للبرامج على المحطات لأن هذه المحطات تسعى لرصد الربح المادي لأن شهر رمضان بالنسبة لهم يجلب الاعلانات. والحمد لله بالمقابل المساجد على مرأى ومسمع من الدنيا وهذا نوع من الابتلاء التي تجعلنا نصرف أنفسنا إلى مجالس العلم وبيوت الله لأن الله تعالى لن يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. فعلينا أن نتحرك قبل أن يأتي يوم لا مردّ له من الله ولنعمل حتى نكون ممن قال فيهم الرسول rفي الحديث الشريف"اشتقت إلى أحبابي" وأحبابه الذين يأتون بعده يؤمنون به ولم يروه وأمّته يُحشرون يوم القيامة غُراً محجّلين ومن هذه التعليمات من رسولنا الكريم r نخرج بأن "الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملأن ما بين السماوات والأرض، الصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك أو عليك" ومن هذه التوجيهات المحمدية نتعلم أن علينا أن نحمد الله تعالى في السراء والضراء والعمل بالقرآن وللأسف نحن لم نعد نحمد الله تعالى لا في السراء ولا في الضراء وغاب عن بالنا أن كلمة الحمد كلمة تقال عند الكرب فتفرّجه وتقال عند النعمة وهي أول آية في كتاب الله بعد البسملة. الطهور شطر الإيمان والطهور من الوضوء أما الغسل فمن الجنابة والصيام تطهير النفس طهارة جسدية وروحية وعقلية ونفسية لأن من يصوم على مُراد الله تعالى يرتقي بنفسه وعقله. والشطر الثاني للإيمان هو الصبر فالإيمان طهور ينقي النفس والذات والعقل وصبر على المصائب والفرق بين الطهارة والطهور أن الطهارة هي ما تقوم به من غسل ووضوء أما الطهور فهو نوعه وكنهه. (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) البقرة) الهاء تعود على أن الاستعانة تكون بهما معاً الصلاة والصبر فكأن الصلاة تستمد حسنها من الصبر فإن لم تصبر لن تصلّي جيداً (التأنّي من الرحمن والعجلة من الشيطان).كما يقول تعالى الشمس ضياء والقمر نور القمر يأخذ نوره من ضياء الشمس. والصدقة برهان: في هذا الزمان مناط واثبات إيمانك أن تتصدق لأنه رغم غنى المسلمين فالكثير منهم فقراء ويقال أنه إن رأيت مسلماً جائعاً فاعلم أن هناك مسلماً غنياً لم يؤدّي زكاته. محور 4: ما هي أنواع الصيام؟ هناك صوم العوام وصوم الخواص وصوم خواص الخواص. صوم العوام: هو صوم غالبية الأمة وعامة الناس وهو إمسام عن الطعام والشراب والشهوة ثم يفطروا عند المغرب ولا يقدموا عبادات أخرى وقد يقرأ بعضهم جزءاً من القرآن أو يصلي التراويح والعوام لا يصلّون التهجد إلا في رمضان وهذا النوع من الصيام هو صيام طارئ لا يتأتى إلا في رمضان. صوم الخواص: الذين يصومون طوال العام ولو أكلوا ولو شربوا يصومون إخلاصاً لله تعالى يقرأون القرآن يومياً يتهجدون ويقومون الليل يومياً حتى بعد المغرب يصومون عن كل شيء في سلوكياته فهم صائمون أبداً عن ما يُغضِب الله تعالى. صوم خواص الخواص: الذين يصومون آناء الليل وأطراف النهار ويقومون بالقرآن ويستعملون القرآن في كل معاملاتهم صادقون فلا يغشّون لا يكذبون ولا يجهلون على من جهل عليهم يعفون ويصفحون وهؤلاء نسبة قليلة جداً فهموا معنى شهر رمضان فصامت جوارحهم كلها. معنى صام إيماناً واحتساباً: الحساب بيننا نحن البشر والاحتساب عند الله تعالى فإذا احتسبنا الأجر عند الله نتوقع الأجر منه تعالى الذي يضاعفه إلى سبعمئة ضعف. نقول أخيراً أن الصيام هو عملية تدريب للمسلم عن الإمساك عن الحلال طاعة لله تعالى ويجب أن أتدرب ختى أمنع نفسي عن الحرام في غير رمضان. ونحن نحتاج للصبر على المعاصي التي تودي بنا إلى النار بالمنطق قبل الدين فكل معصية يرفضها العقل والمنطق قبل الدين (مبدأ لا يأمركم بمنكر ولا ينهاكم عن معروف) ونحتاج للصبر على الطاعة كذلك بأدائها والصبر على المعاصي باجتنابها والابتعاد عنها والصبر ضروري وأساسي للمسلمين فالسملم وهو يؤدي الصلاة يحتاج للصبر حتى يقيم الصلاة ونلاحظ أنه لم ترد الصلاة في القرآن إلا بتعبير (إفامة الصلاة) ولم ترد مرة واحدة تأدية الصلاة أو أداؤها لأن الإقامة هي حسن الأداء ونحن نحتاج إلى الصبر على الطاعة حتى نقيم صلاتنا ونحسن أداءها (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى (132) طه). والله تعالى في آية الصوم اختتمها بقوله (لعلّكم تتقون) وقال تعالىأيضاً (والعاقبة للتقوى). ختم الدكتور هداية الحلقة بإعادة وصفة مرض البُعد عن الله. |
حلقة خاصة ماذا بعد رمضان؟ تقديم علاء بسيوني المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم. الأحبة الكرام سلام الله عليكم ورحمته وبركاته. موعد ولقاء جديد نخطو فيه سوياً خطوات على طريق الهداية. كل سنة وحضراتكم طيبين. الشهر الكريم الذي نسميه نحن الشهر الكريم أريد أن نقف عند ملمح هل هو كريم لأنه كريم بذاته أو كريم مع الشخص الذي كان كريماً بأعماله وزكاته وصدقاته فأخذ هذا الكرم من الكريم سبحانه وتعالى. هل هذا الشهر هو منتهى المطاف أو أننا ما زال لدينا أياماً قادمة؟ هل استفدنا من رمضان أم لم نستفد؟ ماذا سنفعل في شوال وباقي الشهور؟ هل سنكمل المشوار أم أن الصيام كان حالة مؤقتة فيها الأكل والشرب والتخمة والولائم والفوانيس والكعك وأول ما انتهى الشهر الكريم لم نستفد منه شيئاً. سؤال مهم وخطير لأننا من سلوكياتنا للأسف الشديد تظهر أننا لم نستفد من شهر رمضان. ماذا بعد رمضان؟ هذا ما سنتحدث عنه في هذه الحلقة. أرحب بكم وأرحب بضيفي وضيفكم الكريم الدكتور محمد هداية. نسأل الله أن يعيد علينا هذه الأيام ونحن أحسن حالاً وأحسن عملاً وأحسن قولاً (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا (33) فصلت) الكلام جاء وراءه عمل . ما هو تأثير شهر رمضان؟ ونحن نبحث اليوم عن المعيار الذي نعرف منه إذا كان فلان استفاد أو لم يستفد من رمضان، كيف نعرف أن رمضان كان شهر خير وبركة على فلان ولم يؤثر على شخص آخر؟ كيف نعرف هذا؟ د.هداية : أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم يا ربنا تسليماً كثيراً وبعد. بداية كل عام وأنتم بخير والله تبارك وتعالى أسأل أن يعيد علينا هذه الأيام إن كنا من أهل الدنيا وقد تحقق لكل واحد منا مراد الله تبارك وتعالى فينا إن الله ولي ذلك والقادر عليه. السؤال مهم وعميق، هل تغير السلوك بعد رمضان أم ظل على ما كان عليه قبل رمضان؟ هل رمضان أثر في سلوكي الذي لم يكن منضبطاً قبل رمضان؟ ويجب أن نضع في اعتبارنا أن هناك أناس قبل رمضان وفي رمضان وبعد رمضان منضبطين وملتزمين أسأل الله تعالى أن نكون منهم ونحن نغبطهم ونتمنى أن نكون مثلهم. وهناك أناس عكس الحكاية لا أثّر فيه رمضان فهو لا يصوم ولا يصلي ويسخر من المسلمين. الغالبية العظمى نرجو أن نكون عملنا معهم بحيث أنهم يخرجوا من رمضان على عكس ما كانوا عليه قبل رمضان. القرآن الكريم يقول (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ (185) البقرة) فهل قراءتهم للقرآن وهل صيامهم وصلاتهم وقيامهم نتج عنه هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان أم لا؟ إذا كان الأمر مجرد ذهاب للمسجد ومجرد صىة مع الجماعة فقط وأبكي قليلاً لأن هذا الإمام يبكيني أكثر من ذاك، هذا لا ينفع. قبل أن ننطلق في الحلقة حتى نعرف النتيجة. يجب أن نتكلم عن نقطة مهمة في الذين ما زالوا يقولون ما المانع أن يقرأ البعض القرآن ويأخذوا أجراً على القرآءة؟ نحن لم ننكر الأجر على القراءة لكن القراءة التي نقصدها على التي يتبعها عمل لأن الأجر أساساً يكون على العمل. لما تكلم المولى تعالى عن الجنة قال (جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17) السجدة) لم يقل جزاء بما كانوا يقولون. الأجر يكون على العمل. وأنا أتيت بنموذج من القرآن وهو سورة التكوير، قبل هذا نسأل سؤالاً مهماً هل القرآن غاية أم وسيلة؟ هو وسيلة لكن لما تقول الأجر يكون على القراءة فقط تكون حولته إلى غاية، وتكون لا تعلم إلى أين أنت ذاهب. ضربنا مثالاً سابقاً أنا إذا كنت ذاهباً إلى مشوار معين أجهز نفسي له وآخذ معي الأدوات التي تنجح مشواري والذي خرج ولا يدري إلى أين هو ذاهب فهو تائه منذ البداية. سنتحدث في الآيات في سورة التكوير ونقف عند (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ) هذا هو القول لكن هل القول نزل ليبقى قولاً؟ من هو الرسول؟ محمد صلى الله عليه وسلم أو جبريل؟ ثم الصاحب؟ ثم توصيف القرآن وتوصيف القول؟. (فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ ﴿١٥﴾ الْجَوَارِ الْكُنَّسِ ﴿١٦﴾ وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ ﴿١٧﴾ وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ ﴿١٨﴾ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ﴿١٩﴾ ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ ﴿٢٠﴾ مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ ﴿٢١﴾ وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ ﴿٢٢﴾ وَلَقَدْ رَآَهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ ﴿٢٣﴾ وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ ﴿٢٤﴾ وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ ﴿٢٥﴾ فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ ﴿٢٦﴾ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ ﴿٢٧﴾ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ ﴿٢٨﴾ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴿٢٩﴾ التكوير) د. هداية: (فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ ﴿١٥﴾ الْجَوَارِ الْكُنَّسِ ﴿١٦﴾ وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ ﴿١٧﴾ وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ ﴿١٨﴾) (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ) هذا هو المقسم عليه. لن نتحدث في اللغة حتى لا ينزعج بعض الناس. (فلا أقسم) هذا قسم منفي وقلنا أنه أشد من القسم المثبت مثل (فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76) الواقعة) القسم المنفي المفروض يكون أقوى من القسم غير المنفي مثل (والضحى). لكن عندما يقول (فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ ﴿١٥﴾ الْجَوَارِ الْكُنَّسِ ﴿١٦﴾ وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ ﴿١٧﴾ وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ ﴿١٨﴾) معناه أنه يُقسم ولا يعني أنه لا يقسم. القسم المنفي المقسّم عليه شيء لم يكن يحتاج إلى القسم لكن أقسم لأن الذي أقسم له يناقش ويجادل فأنا أقسم على أمر واضح لا يحتاج لقسم ونحن نستعملها في حياتنا اليومية نقول والله ليس لك عليّ يمين. والأمر الثاني أن أقسم على أمور أنت لا تعرفها، أحلف بأشياء لا تعرفها أنت، فمتى عرفت مواقع النجوم؟ بعد سنوات عديدة؟ وما هي الخنس؟ الخنّس وجود النجوم مع الشمس لا تظهر وإنما تظهر في ظلمة الليل، هي موجودة في مواقعها مع الشمس لكنها لا تظهر لأن نور الشمس يغطيها فيقال خُنّس لأنها متأخرة عنها، إذن هي خنس تظهر عندما تختفي الشمس. (وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ ﴿١٧﴾ وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ ﴿١٨﴾) كأن الصبح يُبعد الليل بظلمته ويبدأ بالتنفس، (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ) تصوير عظيم!. هل في الكتب السابقة مثل هذا الكلام؟! القول هنا مجرّد (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ) هذا القول هل يظل قولاً؟ بالطبع لا. هل الرسول الكريم جبريل يعطيه للرسول والرسول يعطيه لنا ويظل القول قولاً أو أنه (إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ ﴿٢٧﴾ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ ﴿٢٨﴾). هناك مرحلو للقول أن جبريل يعطي الرسول صلى الله عليه وسلم وهذه المرحلة عبارة عن تعليم وليست مجرد إقراء، إنما يعلمه وحتى يعطينا حماية للقول يقول (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ) الرسول الكريم هو جبريل عبارة عن (ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ ﴿٢٠﴾ مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ ﴿٢١﴾) أمين يعني لا يضيف شيئاً من عنده ولا يحذف كما يشاء، إذن هذه صيانة للناقل وهو الرسول الكريم جبريل. من عظمة القرآن يمكن لمن يتلقاه أن لا يفهمه جيداً فقال (وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ) يعني صاحبكم عاقل وواعي لأن المجنون لا يمكن أن تأخذ منه ولا تتعامل معه. وقال صاحبكم لأنه صلى الله عليه وسلم بقي بين قومه أربعين سنة لم يقولوا عنه إلا الصادق الأمين لم يقولوا عنه مجنون ولا متهور ولا كذاب ولا أشر. (وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ) الأفق هنا هي سدرة المنتهى، هذا مجاز. (وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ) على من يعود الضمير هو؟ وما هو الغيب؟ وما هو ضنين؟ (وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ). هذا الغيب، القرآن هو الذي يتضمن كل الغيب فيريد أن يقول لنا أنه على القرآن غير بخيل ليس من حقه أن يحذف ولا يزيد من عنده. ضنين يعني بخيل أو متهم، تأتي من الضنّ بمعنى بخيل وتأتي من الظنّ متهم. المقدم: لا نريد أن نبتعد عن موضوع الحلقة أين نحن بعد رمضان. ولدي أسئلة في قوله (فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ). د. هداية: القول يجب أن يتحول عند عمل، هو قول عند أحد ويتحول عندي إلى عمل، هو بالنسبة لجبريل قول المقدم: أنا أرى أنه حتى عند جبريل هو قول وعمل أيضاً، لما كلف الله تعالى جبريل بمهمة هل كان التكليف قول فقط أو قول وعمل؟ د. هداية: عمل أيضاً. =========فاصل======== المقدم: الآيات التي نشتغل بها فيها وقفات وعبر لكن نأخذ منها بقدر ما يسمح وقت الحلقة. (وَلَقَدْ رَآَهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ ﴿٢٣﴾ وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ ﴿٢٤﴾) د. هداية: ضنين إما بخيل وإما متهم. لا هو بخيل سيخفي شيئاً على تفسير أهل اللغة في (الضن) وعلى تفسير بعض أهل اللغة أن (بضنين) من الظنّ. كلمة ظننت فلاناً وتسكت يعني عدّيت الفعل لمفعول واحد يعني اتهمته، ظننت أنه كذا يعني عدّيت الفعل لمفعولين إذن هذا الظن الذي قد يأتي بمعنى العلم. إنما لو قلت أظنه وتسكت يعني اتهمته. هو لا هو بخيل لا أنتم قلتم عنه شيئاً قبل البعثة ولن يبخل بأي آية من آيات القرآن في التبليغ. قال (فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ) يعني أين ستذهبون من التوصيف الحق للقرآن بالقرآن؟ هذه كانت واضحة في الوليد بن المغيرة لما سمع القرآن والكلام الذي قاله فيه. (إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ (27) لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ (28)) هل الاستقامة تأتي بالقول أو بالقرآءة؟ متى نقول فلان مستقيم؟ لأنه يجيد قراءة القرآن؟ إذا قلت فلان على الصراط المستقيم يعني يسير عليه ويعمل، هذا ماهر بالقرآن أو ماهر بالقرآن يعني الذي يقرأ جيداً؟ يستقيم يعني يجب أن يكون هناك عمل. (لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ) إذن توصيف القول بأنه ذِكر والذكر لماذا؟ (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ) (إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ (27) لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ (28)) (هو) عائدة على القرآن. القرآن نزل لا ليقرأ وإنما نزل لمن شاء منكم أن يستقيم. ومشيئتكم هذه (وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) وهذه قالها أهل الجنة لما دخلوا الجنة قالوا (وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ (43) الأعراف) توفيقي في الاستقامة لم تأت مني وإنما بفضل من الله تبارك وتعالى فالقرآن قول في مرحلة لكن أول ما يقوله الرسول لا يتوقف عند القول إنما يتحول هذا القول إلى منهج لا بد أن يطبق بعد قراءته ولا بد أن يتوقف عند تدبره (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ). المقدم: لمن شاء منكم أن يستقيم في العمل ومن منهج حياته. د. هداية: في العمل "قل آمنت بالله ثم استقم". (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا (30) فصلت) قالوا أولاً ثم استقاموا ولم يقولوا وناموا!. المقدم: (ثم) أعطتنا معنى فترة التدبر، قالوا ربنا الله واستوعبوا المنهج جيداً وهذا يحتاج لوقت لذلك قال (ثم) د. هداية: ثُم تعطي التراخي أن هؤلاء قالوا ربنا الله ثم قالوا طالما ربنا الله إذن لديه منهج لذلك ثال (ثم) الفترة الانتقالية من القول إلى الاستقامة والعمل تحتاج لتدبر فقال (ثم). البعض يُسلم حديثاً فلو استعجلت عليه تكون ظلمته لأنه يجب أن يسلم بقناعة إذن يحتاج إلى وقت. المقدم: رأينا أناساً أسلموا من الغرب وفي تطبيقهم أفضل بكثير ممن ولد مسلماً بآلآف المرات. د. هداية: لأن هؤلاء أخذوا وقتهم بين قالوا وثمّ، نحن خلقنا مسلمين بالسليقة فنحن في نعمة لا نقدرها بينما هؤلاء الغربيون الذين اسلموا يشعرون بقيمة هذه النعمة. المقدم: أيهم الأسهل المولود في نعمة مفترض أن يكون أسهل عليه أن يضبط أفعاله، صحيح هو مسلم وهناك أمور كثية سيئة لا يفعلها لكن هناك أمور أخرى بحاجة إلى ضبط لكن الجدال والكبر تمنعه من تصحيحها مثل التدخين والنميمة والرشوة، هل هذا أسهل أم الذي كان موجوداً في الجاهلية في قريش أول ما نزل القرآن وأن عبادة الأصنام شيء تافه أن يعبد الإنسان شيئاً هو صنعه بل للكون إله خلقه وهذا الإله له منهج بعد أن كان الناس يعيشون في جاهلية مطلقة يفعلون ما بدا لهم، فقيل لهم الإسلام منهج إفعل كذا ولا تفعل كذا، فهناك أناس كانوا يعيشون على الفوضى ثم قيل لهم هذا المنهج وله قواعد، هل هذا أسهل أم الذي ولد على الإسلام ولكن لديه بعض الأمور التي تحتاج إلى ضبط ومع هذا الناس لا تنضبط. د. هداية: حتى نفهم هذه النقطة ونستوعبها بشكل صحيح، الآية تقول (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا) الرجل لما سأل الرسول حتى نفهم أن الرسول قرأ وتدبر وفهم وطبق قال له: "قل آمنت بالله ثم استقم" جاء بنفس صيغة الآية، الآية قالت (ثم) وهو صلى الله عليه وسلم قال (ثم) لم يقل له قل آمنت بالله فاستقم أو واستقم. الرسول صلى الله عليه وسلم فهم جيداً. أنت لما تقابل واحداً يقرأ القرآن لمجرد القرآءة تجد أن سلوكه غير منضبط مع أنه يقرأ لكن لما تقابل من يسألك لو راقبته من بعيد بعد أسئلته تجده منضبطاً في العمل لأنه يسأل لا لمجرد القول والقرآءة وإنما للتطبيق والعمل ولذلك (إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ (27) لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ (28)) الذي لا يريد أن يستقيم لن يذكر. هو ذكر للعالمين لكن هؤلاء العالمين بعضهم سيتحرك والبعض الآخر لن يتحرك. أتمنى أن نستوعب القرآن (إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ (27) لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ (28)) لمن شاء من العالمين أن يستقيم كأن الذي سيقرأ لمجرد القرآءة لن يستقيم. المقدم: يجب أن يكون في نيته أن يستقيم. د. هداية: إذا كان كذلك سيتلقى جيداً ويسمع الكلام ولن يجادل وسيطبق ويتوب. ليس المفترض أن القرآن يهدي بتلقائيته (بالبركة كما يفهم البعض) القرآن أنت تتلقاه وتستوعبه وتطبقه هو ليس له هداية أن تمسح رأس ولد وتقرأ كما يتصور الناس بدليل لو كان الكلام الذي نسمعه عن العلاج بالقرآن صحيح كان الطفل يُكلّف لأنه هو له هداية ذاتية لكن لماذا لا نكلِّف إلا العاقل البالغ؟ لأن الطفل لا يفهم والبالغ يفهم لذا تطالبه بالتطبيق. لو القرآن له هداية ذاتية لكان الطفل أفضل الناس لأنه ليس له شهوات والبالغ له وبالتالي يكون للقرآن هداية ذاتية. القرآن ليس له هداية ذاتية شفاء القرآن للعقيدة وإلا لكان الأطفال أفضل منا في التطبيق لأننا نحن تتنازعنا الشهوات وهم لا فالهداية الذاتية يفترض أن تنجح معهم أكثر، الأمر ليس هكذا. القرآن شفاء لما في الصدور بدليل قوله تعالى (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا (82) الإسراء) شفاء ورحمة للمؤمنين ولم يقل ولا يزيد المرضى إلا خساراً وإنما قال الظالمين الذي رفضوا إذن هو شفاء عقيدة. المقدم: كلمة شفاء لما في الصدور فهمها الناس أنه شفاء للأمراض الصدرية والجهاز التنفسي. وللأسف ينتشر بين الناس أوراق فيها آيات لشفاء بعض الأمراض. د. هداية: للأسف الناس لا تعرف معنى شفاء لما في الصدور. (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ (194) الشعراء) قال على قلبك والقلب في الصدر يعني كأن القلب محل الوعي والتدبر والتفكر. هو قول لجبريل وحتى ينقل جبريل هذا القول للرسول صلى الله عليه وسلك هذا عمل أيضاً والأمانة في النقل عمل كونه ينقله كما أمره الله تبارك وتعالى هذا أيضاً عمل. والرسول صلى الله عليه وسلم يعطيه لنا هذا هو الذكر. المقدم: الرسول وهو يبلِّغ كان يعمل ويتكلم ويفاوض. د. هداية: قال تعالى (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنذِرْ (2)) قال له قم واعمل، قُم تحتاج لشرح. (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2)) كل هذا عمل. مرحلة القول مرحلة والذكر مرحلة وإلقاء الذكر مرحلة (إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ (27) لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ (28)) الذكر كمنهج والعالمين يتلقوا ويتدبروا وينفذواز لمن شاء منكم أن يستقيم بالعمل، الاستقامة بالعمل وليس بالقول. المقدم: توصيف الشهر الكريم شهر رمضان شهر القرآن يعني شهر العمل فلماذا يعود الناس إلى أوضاع كما كانوا قبل رمضان وأحياناً أسوأ مما كانوا عليه قبل رمضان؟ هل معنى هذا أنهم لم يعيشوا الشهر الكريم؟ د. هداية: هؤلاء تأثروا بالحديث المنكر أنهم عملوا لمجرد العمل، ذهبوا لصلاة التراويح لمجرد التراويح لا ليسمعوا القرآن فيعملوا به. هم يذهبون للمسجد من صلاة العشاء إلى التراويح فقط لكن القليل الذي يذهب فلما يسمع آية فيها أمر أو نهي يتدبر ويفكر في نفسه هل أنا أطبق هذا الكلام أم لا، ويبدأ يتحاور مع نفسه لماذا لا يفعل هذا الأمر وينوي على فعله. لما تأتي ىية توبة أو استغفار تجد المتدبر يستغفر بقلبه مباشرة وأول ما يسمع كلمة توبة يبدأ عقله بالتفكير في التوبة. المقدم: تذكرت موقفاً حصل معي أحد الأقرباء آذاني بشكل قوي جداً فتأثرت منه جداً ولم أستطع مسامحته وفي أحد أيام الجمعة ذهبت للصلاة في مسجد ما وكان الإمام يقرأ قوله تعالى (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ (22) النور) فنزلت هذه الآية في قلبي كأنها موجهة لي شخصياً بسبب هذه الواقعة. مهما كانت الغلطة كبيرة فمغفرة الله أكبر وقلت في نفسي نعم أحب ان يغفر الله لي فذهبت للشخص الذي اساء إلي وصالحته. د. هداية: لمن شاء منكم إن يستقيم إذا كانت تريد ذلك فاعمل إذن. حتى العمل سيتوقف عليه عمل آخر. نحن نسأل أنفسنا ونحن نسمع الآيات هل نحن نطبقها؟ إذا أردنا أن نطبق يجب أن نعمل، لا أن نسمع الآيات ونبكي قليلاً ثم لا نعمل شيئاً. في إحدى المرات رايت رجلاً يبكي في المسجد فسألته لماذا تبكي؟ قال هذا الشيخ صوته جميل جداً، لم يؤثر فيه الكلام وإنما تأثر بصوت الشيخ! كان يجب أن يتوقف عند آية ما تجعله يفكر فيها وفي تطبيقها. لو طبقنا هذه الأمر في كل آيات القرآن ابتداء من (بسم الله الرحمن الرحيم) هذا الباء في (بسم الله) فيها 16 عمل للباء لو فهمناها عملنا بها. الباء قد تكون للاستفتاح والابتداء وغيرها. (أفلا يتدبرون القرآن) عندما تنفعل بالقرآن تنفعل لأن في داخلك شيء تحرك ليدفعك للعمل. هذا هو التلقي والذكر. المقدم: أشعر أن ما زال أمامنا مشوار طويل في التدبر والتلقي ثم العمل نسأل الله تعالى أن يعطينا العمر وسياسة النفس الطويل لنتمكن من إيصال هذه المفاهيم للناس. ======فاصل====== المقدم: كيف نعرف أن ربنا قبل عملي أم لا؟ وكيف أعرف ما هو الدواء المناسب إذا لم تنضبط أحوالي في شوال بعد انتهاء رمضان؟ كيف أعرف آخذ الجرعة المناسبة في الوقت المناسب لأن البعض يعتقدون أن الأمر سهل كنت لا تصلي فصلي، كنت تظن أن قيام الليل سنة في رمضان وليس في غيره فاعلم أنه سنة في كل الشهور، ما هي الجرعة المناسبة والطريقة المناسبة لأننا نرى للأسف سلوكيات سيئة في الجتمع متعلقة بالشهر الكريم ومن الأمثلة التي تتحجب فقط في رمضان ثم تخلع الحجاب بعد رمضان، بعض المحلات تعمل طوال العام خمارات وفي رمضان يحولون هذه المحلات إلى خيم رمضانية لكن بدون راقصات، هل هؤلاء يخافون رمضان؟ أين ربنا في باقي الشهور؟ د. هداية: هذا ما نعترض عليه من تسميات الناس لشهر رمضان بأنه شهر الكرم وشهر الفضل، ليس هناك شهر كذا وإنما هي أشهر نقول عنه شهر التدريب نعم لأنه يدربنا على باقي الشهور لكن أن نخصصه شهر كذا وكذا تنفصم عرى التلقي بعد رمضان فلا نكون قد استفدنا شيئاً. تعرضت لموقف مع أحد الإخوة بارك الله فيك ذهبت لمسجد أخطب فيه في آخر جمعة في رمضان قال رمضان جاء وانتهى ولم أستفد شيئاً فماذا أفعل؟ فخطر في بالي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم "من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال" فقلت له صم ستاً من شوال وطبق الذي كنت تعمله في رمضان. فقال لي لكن من أين آتي بروح رمضان والمدفع؟ فأخذته وتحاورت معه وكان رجلاً واعياً فقال رمضان مختلف وله روح خاصة به والرجل كان ينزل لصلاة التراويح لكن لم تؤثر لأنه نزل لأجل روح رمضان وجو رمضان. فتناقشنا فخلصنا إلى أن لو كان هذا الجو الرمضاني له تأثير لكان أثّر على الكل كما قيل عن القرآن أنه سحر فقلنا لو كان سحراً لسحر كل الناس فطالما أن البعض لم يُسحر إذن هو ليس بسحر. المقدم: للأسف الجو الرمضاني هو في المسلسلات على الفضائيات وفي الشيشة في الخيم الرمضانية، تخمة برامج تافهة. د. هداية: قابلت أحد الأشخاص الذين يعملون أعمالاً كوميدية فسألسته لماذا تأتي البرامج الكوميدية في رمضان؟ فقال حتى نفرفش الناس، الناس في رمضان لا تحتاج لفرفشة وإنما تحتاج لتوعية وشرح وفهم لكن لما تجد القيم قد انقلبت والمفاهيم قد انقلبت فالمعادلة خطأ. المقدم: أنا أفهم أن دوري لا ينحصر فقط في تقديم رسالة إيجابية للناس وإنما قررت أن لا أكون سلبياً في موضوع المقاطعة وأقسمت أن أقاطع القنوات التي تقدم هذه البرامج التافهة وأقاطع الإعلانات التي تعرض فيها حتى لو كنت محتاجاً لها وأطلب من الجميع أن لا يكونوا سلبيين. د. هداية: هذه دعوة صحيحة لأن الذي يرعى هذا هو يشجع الفساد. نعود للرجل الذي كنت أتناقش معه ووضحت له أن المسألة ليست في جو رمضان وأن العملية أن الرسول صلى الله عليه وسلم أعطانا وصفة في صيام ست من شوال فهذه الأيام إما أن يؤكدوا عليك التدريب الذي قمت به في رمضان فإن فاتك شيء في رمضان يجبره هذه الست من شوال. "من صام رمضان واتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر" والدهر يعني العام أو السنة. اقسم بالله أن هذا الرجل الآن هو أحسن مني ومنك فقد كانت نيته صادقة في البداية وسمع النقاش واقتنع فطبق فلما طبق صام الست من شوال أنا لا أزكيه على الله وأقول أنه أحسن مني لأنه عندما ناقشني كان صادقاً في مناقشته وكان يريد الدواء فعلاً لا لمجرد الجدال والمناقشة. وهذا كله بتوفيق من الله تعالى وليس لي فضل في هذا وإنما كان توفيق من الله أن أذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم فنصحته بصيام الست من شوال ومعها الأيام البيض والاثنين والخميس فجمعناها فصارت تقريباً شهر، وهو صام اياماً إضافية ليكمل الثلاثين يوماً لأنه فهم أن صيام الثلاتين يوماً تدريب للسنة كلها. هذا مصداق قوله (لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ). المقدم: نتكلم عن قيمة العمل وقد يظن البعض أن كلامنا مقصور على العمل الصالح من عبادات فقط د. هداية: المعاملات قبل العبادات المقدم: كم ينتج ويبدع العالم غير المسلم وكم ننتج نحن المسلمون؟ د. هداية: هذا الذي قاله الشيخ محمد عبده رأيت هناك إسلاماً بلا مسلمين وفي بلادنا مسلمون ولا إسلام. الأخلاق هناك هو المنهج عندنا والمهنج عندنا مفتقد. أنت عندما تصلي في جوف الليل هذا العمل يريحك أنت ولصالحك وأنا حقي عندك أن تعاملني جيداً. عبادتك بينك وبين ربك ويعود نفعها عليك أنت. الذي يصلي في المسجد كل الأوقات في كل الأيام أنا أكن له الاحترام لأنه رجل ملتزم لكن علينا أن نرى عمله. قال تعالى (لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ) والاستقامة تعني العبادات والمعاملات كأن العبادات تقوم فكر المعاملة وتجعل الرجل الذي استفاد من المنهج قرأ وطبق فلما تعرض عليه رشوة لا يرضى، تزوير لا يرضى، لا يحلف كاذباً، لا يخالف ضميره، هذه (لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ) وباستقامتي سيستقيم المجتمع فبعادتي تؤثر على معاملتي فيرتاح غيري معي. وإلا فما نفع العبادة إذا لم تؤثر إيجاباً على معاملتي مع الناس. القرآن لم يترك شيئاً (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ (89) النحل). الفيصل الوحيد (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً (15) الإسراء) المقدم: والرسول في عصرنا الحالي قد يكون شيخاً في جامع، كلمة في برنامج، جارك ينصحك نصيحة فطالما عرفت عليك أن تشتغل. د. هداية: يجب أن تشتغل الرسول عليه الصلاة والسلام دوره لم ينتهي كما يقول البعض ببقاء القرآن وكلام الرسول في السنة الصحيحة فيأخذ إمام المسجد مثلاً منها ويقول ولذلك قلنا في قوله تعالى (رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا (193) آل عمران) من سمع الرسول؟ الصحابة. لا التابعين ولا نحن سمعنا لكننا سمعنا كلامه لما نسمع حديثاً صحيحاً للرسول فيها قال رسول الله أو سمعت رسول الله يقول، طالما قال ابن عمر سمعت أو ابن عباس قال سمعت إذن أنا سمعت طالما تحققت من صحة الحديث أكون قد سمعت وإذا تحققت من كذب الحديث ونكرانه أرفضه. المقدم: إذن مهم جداً أن أكون سمعت بالمعنى السماعي في الأذن ثم سمعنا وأطعنا وليس سمعنا وجادلنا. د. هداية: وعلينا أن نستغل الستة من شوال بحيث نكمل التدريب، القرآن قال (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ) والرسول صلى الله عليه وسلم أعطانا وصفة فقال "من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال". المقدم: باختصار الذي يريد الجو الرمضاني إبق مع الصيام ومع التقوى ومراقبة النفس والأفعال والاجتهاد في العمل لأننا إذا كنا نجتهد في رمضان بالعمل حتى يتقبل منا الله تعالى علينا أن نجتهد حتى نكون أمة من العاملين المطبقين حسب المنهج الذي يسيرون على هدى وليس على ضلالة حتى نكون من الناس الذين يريدون الإستقامة وغاية الاستقامة أن تمشي على طريق مستقيم يوصلك إلى الجنة وأية غاية غيرها نكون من الخاسرين ونحن نريد أن نكون من الفائزين. ربنا يتقبل منا صالح الأعمال ويكون شهر رمضان فاتحة خير علينا بأن نكمل المنهج ونكمل العمل لنصل إلى ما نتمناه رضى ربنا سبحانه وتعالى. جزاكم الله كل خير يا دكتور. وكل عام وأنتم والأمة الإسلامية بألف خير وأسأل الله أن يقدرنا على أنفسنا ويقدرنا على جهاد النفس الذي هو من أشد الأعمال على قلب الإنسان المسلم الذي يعرف أن المهمة صعبة لكن بتوفيق من ربنا كل الصعب يهون إن شاء الله. نراكم على خير السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بُثّت الحلقة بتاريخ 29/9/2009م |
الساعة الآن 09:03 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |