![]() |
على أن الحالة الفكرية لأية أمة من الأمم تتكون عادة من ثلاثة ألوان من الفكر هي:
1- الفكر التراثي: وهو عبارة عن تراكمات فكرية تراثية، بكل ما فيها من إيجابيات وسلبيات، وحوافز ومثبطات، وصعود وهبوط، وتقدم وانحطاط. وموقف الأمة من هذا الفكر، أجدى أن يكون موقف الباحث الأمين في دربه، المقلب في نظرياته، المتمكن من الأخذ منه بما يحقق الأصالة، ويبرز شخصية الأمة، في توازن وقصد، لا إفراط فيه ولا تفريط. 2- الفكر الوافد (الغازي): وهو الفكر الغازي المتسرب من الحضارات المعاصرة، وهو أخطر ما تواجهه الأمة في انطلاقاتها نحو حضارة عصرية حديثة؛ لأن أجنبي التربة، غريب النزعة. وموقف الأمة منه، أحرى أن يكون موقف الحذر والتيقظ، تأخذ منه ما يتناسب مع قيمها، وتفتح له من النوافذ، بقدر ما يتلاءم مع تصوراتها للمبادئ الإنسانية، كما عرفها لها ديننا الحنيف. 3- الفكر الذاتي: وهو ذلك البناء العقلي، الذي ينمو من مجموعة القيم والمبادئ، التي تمثل عقيدة الأمة، والذي استقر في وجدانها، عن طريق الإسلام، الذي تؤمن به، وترسب في ذهنها، على أيدي رجال أوتوا الحكمة. (( ومن يُؤْتَ الحكمة فقد أُوتى خيراً كثيراً )) ( البقرة:269 ). إن تعاقب الأجيال، وقيام حضارات، واندثار أخرى، ليجعلنا نؤكد على أن الأفكار يجب ألا تورث مع الأرض. وإنما هي مهمة كل جيل، أن يبصر لنفسه، وكذلك الحال في عالم النظم، التي هي وليدة عالم الأفكار، من حيث كانت ديناميكية الأفكار تستدعي ديناميكية النظم، وديناميكية النظم، تستدعي، ديناميكية الأفكار وهكذا يدور كل منها مع الآخر ، وجوداً وعدماً، وتكون النتيجة تبعا لذلك، طرداً وعكساً من حيث: ((السمو الحضاري )) أو ((الانحطاط الحضاري )). الركيزة الخامسة: تمييز الحضارة المعاصرة وتصحيح النظرة إليها إن التحديات الحضارية المعاصرة، تقتضينا بالضرورة، أن نصحح نظرتنا إلى الحضارة الغربية المعاصرة، المسيطرة على مجريات الأحداث، في كل أرجاء الأرض، بنظمها، وأدواتها، ومنجزاتها، وكل ما يصدر عنها، وهذا التصحيح، ما يأتي من خلال البحث في دروبها، عن الإيجابيات التي تزخر بها، كي نستفيد منها، ونقلدها، ونحتوي سبلها، وعن السلبيات التي تلتصق بها، لعزلها، حتى لا نتأثر بها، وبذلكم، يكون موقفنا من هذه الحضارة، موقفاً موضوعياً محايداً نكثف فيه جهودنا على الإعداد، ونركز فيه طاقاتنا على الاحتشاد، لدورة حضارية جديدة، وإقلاع حضاري رشيد. وإذا استلهمنا تاريخنا، وجدنا أن أسلافنا المسلمين، قد أفادوا من سوابق النظم الساسانية، والبيزنطية، التي وجدوها في البلاد المفتوحة، في كل مجال، وأخذوا منها ما وافق مبادئ الإسلام العامة، وكلياته، وأصوله، ولم يتعارض مع أحكامه القطعية، وبدا ذلك ((الاقتباس المباح ))، جليا في بعض جوانب تراثنا. فاستفادت الأمة من مناخ هاتين الحضارتين، وتمثلت خير ما فيهما، ثم تجاوزته، بما قدمت من منجزات، ذات خصائص قيمية، تصل إلى عمق (( الكيف )) و ((الجوهر ))، ولا تقف عند حدود ((الكم ))، و ((الشكل )). كما لم يأخذ أسلافنا لحضارتهم ((ميثولوجيا )) اليونان، أو نحتهم، ومعنى هذا: ألا تقبل أمتنا جزئيات الحضارة القائمة، ومفرداتها كلها، بل عليها أن تحكم معايير قيمها، وإيحاءات دينها، في تحديد ((الإيجابيات )) و ((السلبيات ))، وتقرر ماذا تأخذ، وماذا تدع وأن تستفيد من خبرات أهل الحضارة المعاصرة أنفسهم، في ((نقد )) حضارتهم، وتحليل أزمتها ومعضلاتها، كافتقاد العفاف، والطهر، في بعض مظاهر حياتها، وشيوع التحلل الخلقي، عند قطاعات من مجتمعاتها، والسفه المدمر في الإنفاق على التسليح، وإنتاج أسلحة الدمار، والتوسع المهول، في وسائل الترف والزينة، والاستهلاك لمجرد الاستهلاك، والإعلام المطلق لترويج المنتجات، وتسلط المادية القاتلة، والأنانية المسفة، والجمود العاطفي، والتفسخ الأسري، والإبادة الجماعية، وإفرازات القلق، والموت الجماعي، حتى بدا وكأن الإنسان قد تحول في ظل التقدم التقني الرهيب، إلى ((آلة ))، أو ((رقم )) أو ((نمط )) مطرد لا تفرد فيه؛ أو تحول ((الإنسان )) إلى عاهة مرضية مكررة من: ((التمزق ))، و((القلق )) و((الضياع ))، و ((الاغتراب )). ومع ذلك فللحضارة الراهنة منجزات، لها قيمتها غير المنكورة في مجالات: ((النظم ))، و ((الفكر )) السياسي، والاجتماعي، والاقتصادي، فضلا عن مجالات التقدم التقني. وأمتنا أحوج ما تكون، للإفادة من وسائلها المنهجية في البحث، وأساليبها في العرض، والنشر، والإعلام، والمؤسسات السياسية، والإدارية، والقضائية، والتعليمية، والاقتصادية على سائر المستويات. لا ينبغي للأمة أن تعزل نفسها، عن المناخ والتيار الحضاريين الراهنين، وإلاّ تكون قد حكمت على نفسها بالتيبس، والجمود، والانقراض، وبقيت الحضارة الراهنة في شوطها، وإلى أجلها المقدور. أجل: إن اللحاق بحضارة العصر يتنافى مع اعتزالها. كما أنه أيضا لا يعني ((احتضان )) كل ما فيها على حالاته وعلاته، من غير فرز، ولا تصنيف، ولا انتقاء تقتضيه قيمنا، وزماننا، وبيئتنا، وبنيتنا، وتركيبنا الديني، والنفسي، والخلقي، والاجتماعي، وإلا وقعنا ثانية، فيما وقعنا فيه من قبل، فعندما نقلنا العلوم الإنسانية من الغرب، نقلناها بحرفيتها، مع أنها علوم قيمية، وليست علوما بحتة مجردة . . فبناء شخصية الطفل المسلم مثلا في العالم الإسلامي، تختلف عنه في الحضارة الغربية، ((والسيكلوجية )) في العالم الإسلامي، تختلف عنه في الحضارة الغربية، ((والسيكلوجية )) المطلوبة لهذا الطفل، تختلف عنها بالنسبة للطفل الغربي .. وعلم الاجتماع الذي يقوم عندنا على التكافل والتراحم اللذان أمر بها الدين، ونظر إلى الاجتماع الإنساني على أنه عبادة، يختلف عن علم الاجتماع في مجتمع يتطاحن ويتصارع، والبقاء فيه للأقوى.. وعلم الاقتصاد الذي يقوم في الغرب، في شقه هذا أو ذاك على المنفعة، يقوم في الإسلام على مجموعة من المبادئ العليا. والحق .. أن قبول كل ما لدى الغرب دون تمييز، وفحص، وانتقاء، إن هو إلا مظهر من مظاهر القابلية للاستعمار، والارتماء في أحضانه، دون قناعة، طائعين، أو كارهين، إذ ليس الاستعمار فقد، مجرد جيوش جرارة، ومعسكرات، واحتلال مادي، خطر لبقاعنا وبلادنا، ولكنه أيضا وبصورة أخطر، استعمار الأدمغة والعقول، والأخلاق والسلوك، والايديولوجيات والمذاهب. إن أمتنا ـ بل والإنسانية جميعا ـ في أمس الحاجة إلى الحضارة المؤسسة على: ركائز الوحي، وهداية الحق، وإلهام القيم، وتلكم جميعا بحمد الله متوافرة عندنا. ولديها القدرة الكاملة، على أن تعالج كل أدواء الإنسانية، من تخلف وفراغ، وخلل، وانحطاط، دون أن تتجاهل الواقع الآني للحضارة المعاصرة، وما تحقق فيها من مكاسب، وإيجابيات، ودون أن تصاب بسلبياتها، وجراثيمها، ومن غير أن تفرط قيد أنملة في أصولها الكلية، وثوابتها الخالدة، وجزئياتها القطعية. الركيزة السادسة: حماية المنجزات الحضارية للأمة منجزات الحضارة هي ثمار العمل الدائب، والجهد المضني، والتضحية الغالية، من الأمة جميعا، وحماية منجزات الحضارة، تعني أول ما تعني: أن المؤسسات الحضارية متطورة في عملها، متقدمة في نظمها، حركية في إنجازاتها. ولعلنا نتفق، على أن قدرة الأمة على حماية نفسها، مما عرف بأمراض الحضارة، إبان تلقيها للعملية الحضارية، وفي مرحلة إقلاعها الحضاري أمر مهم وحيوي، وجزء لا يتجزأ من الإعداد الحضاري، والتواكب الواقعي مع الحضارة. وواقع أمم الحضارة يعج بمختلف المتناقضات، والعلل الإنسانية، والفكرية، والاجتماعية، والسلوكية، التي لا تخفي على أحد،. كما أن شيوع مذاهب النفعية، والتبرير فيها، ونبذ الضوابط، والخروج على الأعراف، والنظم، والمبادئ، والقيم المحلية، والعالمية أصبحت أمورا لا يقبلها عاقل. إن العمل على حماية المؤسسات الحضارية في أمتنا، إنما يستهدف التأكيد على عصمة المنطلق، واستقامة الدرب، وانضباط الخط، بما يتناغم مع إيحاءات عقيدتنا السمحة، ومعطيات ديننا العالمي الحضاري، الخالد الخاتم، وهذه الحماية لها شقان: ذاتي وخارجي.. الشق الذاتي: ونعني به أن يتسم الفرد المسلم، بأعلى سمات الحرص، واليقظة والتبصر؛ حتى يحمي مجتمعه، ويحرس المنجزات الحضارية لأمته، وحتى يظل التجاوب الواعي منه لكل ما يمر به مجتمعه من تحولات وتغيرات، ذا أثر متجدد، ومردود فعال، يفرض حول المجتمع سياجا من الضمانات، لحماية قيمة الصالحة، من الذبول والزوال. إن هذا الشق مطلوب، لحماية المنجزات الحضارية، من الأمراض التي تصيب الحضارات، عندما يصاب المجتمع بالغفلة والوهن. ويركن إلى الترف والدعة، وينسى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتحيط به ملذاته وأهواؤه ، وتصدأ نفسه فيصبح عالة على غيره من الأمم: ((زبونا )) يأكل ما يزرعون، ويلبس ما ينسجون، ويستهلك ما يصنعون .. ثم هو مطلوب لديمومة التعديل في النظم، في إطار المبادئ والقيم، وفي نطاق الوقاية من هذه الأمراض الحضارية، فلا يسمح مثلا لنظامه الاقتصادي بأن يوجد إنسان مترف، وبجواره فقير معدم، أو أن يغدوا الفرد ((ترساً )) في الآلة، أو يتحول إلى آلة صماء لا رأي له، ولا مشورة، أو أن يكون نظامه الاجتماعي متفككاً بحيث تنتفي منه روح الأخوة، وتنعدم فيه روح الأسرة، أو أن يعمل نظامه الثقافي على تبلد الفكر، وركود المعرفة، فإن واحدا من هذه الأمراض يكفي لإصابة المجتمع بالعجز عن حماية ما أنجزه وحققه،ومن ثم فلا بد من أن تكون نظم الحضارة نظما فعالة، قائمة على ديمومة الرقابة الذاتية، لنفسها ضد الأمراض الحضارية التي تصيبها من داخلها ، وخاصة التي تتصل بتحويلات المجتمع، من التوازن إلى الخلل، ومن الاستقامة إلى العوج، ومن الفطرة إلى الجنوح، ومن الروح إلى المادة، ومن الواجب إلى النفعية، ومن عبادة الله إلى عبادة غيره، وكلها علل فطن لها المجتمع الغربي، فغدا الآن يسعى إلى طب نفسه منها، وإنقاذ حضارته من أوضارها، عن طريق إعادة النظر في أسس هذه الحضارة وقاعدتها، والنظم الحاكمة لها، في محاولة لإعادة وصلها بعلوم القيم والأخلاق، والهندسة الاجتماعية والإنسانية. وهذا في الواقع، أمر في غاية الأهمية بالنسبة لنا ولهم. أما بالنسبة لهم، فلأنهم قوم وضعوا أيديهم على بعض أمراض الحضارة، وحاولوا أن يبحثوا لها عن علاج، وأن يتعرفوا على أثر الروح وجودا أو عدما، وأن يدركوا مفعولها في مسيرة البشر الحياتية والحضارية، كوقاية وبلسم وشفاء، وري يلطّف من هجير المادة وجفافها .. وأما بالنسبة لنا، فمن حيث إننا نسعى جاهدين لنطل على مشارف دورة حضارية جديدة، ينبغي في سعينا هذا، أن نضع في اعتبارنا، كيف نتوقى من البداية هذه العلل والأدواء الحضارية، حتى لا نتوحل في عقابيلها، ونصاب بجراثيمها، ثم نذهب ونبحث عن العلاج حالما يستعصي، ولا يكون. ومنهج الوقاية بين أيدينا ـ بحمد الله ـ ميسور مذخور، يكمن فيما لدينا من خلايا البقاء، إن الحضارة، تبقى ما بقي الإنسان بهويته، ومشخصاته، وخطوطها المتوازنة في روحه وبدنه، في دينه وتدينه، في أشواق روحه، وحاجات بدنه، في توجهاته وتطبيقاته، في مفهوماته ومدركاته، ووسائله وغاياته، في بواعثه ومقاصده، في ضميره وسلوكه، في شعوره ونزوعه، وحركته ونشاطه، في مسيرته وترداده بين سنن النفس، وسنن الكون، في عبوديته لربه، وتسخيره لكونه، في رغبته في الله ورهبته منه، ثم في التوازن الشامل في مجال التوجيه والمعرفة، بين خطوط الوحي، والكون، والعقل معا، والعمل للدنيا والآخرة جميعا. الشق الخارجي: إن هذا الشق لحماية المنجزات الحضارية للأمة، يلعب دوراً مهما، في درء الأخطار القادمة من وراء الحدود بجميع أشكالها، وفي منعها من غزونا، والتسلل إلينا من خلف الثغور. وهذا أمر يجب أن يعنى بالقدرة على بناء أنظمة منيعة، وأجهزة دفاع قوية، تذود عن حمى المنجزات الحضارية كلها: عسكريا، واجتماعيا، ونفسيا، وثقافيا، وتربويا، وسياسياً .. الخ.. وبناء الأجهزة على هذا النحو، يحتاج إلى جهد متكامل، وبصيرة نافذة، ووعي عال، وفكر يقظ، فلا يكفي مثلا، أن يكون لدى الأمة جيش دفاع قوي، مجهز بأحدث الأسلحة والعتاد، في حين نظامها التعليمي لا يحمي الأمة من الغزو الفكري المضلل، ولا يعد الشباب لمواجهة أخطاره، ولا يبث فيهم روح الرجولة والإقدام، ولا ينشر بينهم القدرة على الصمود ببسالة، وعلى الجهاد ببطولة. |
الخلاصــــــة: والخلاصة هي: أننا ـ بإذن الله ـ واجدون ـ بكل تأكيد الشروط الضرورية، والأصول الأولى، الكفيلة بالبعث الحضاري المرتقب، والاستراتيجية الحضارية المناسبة، لتنقذنا مما تعانيه مجتمعاتنا وديارنا، من الحرمان والتخلف، وذلكم من خلال: 1- ((فعالياتنا الروحية ))، ومعطياتنا القيمية،وعقيدتنا الموحية، وخطوطنا التربوية المأمولة في البيت، والمدرسة، والمناخ العام، والقدوة الصالحة. 2- ((استيعابنا لحضارة العصر )) على أسس علمية وتعليمية متطورة، وتزاوج بين العلم والحرفة، يمكننا بها وبالجهد والمجاهدة من ((استنبات التقنية )) في بلداننا. 3- ((تبني الأساليب الحضارية )) الإيجابية، التي تناسبنا في الحضارة المعاصرة، دون أن نصاب بسلبياتها الفكرية والاجتماعية، مع الجد والاجتهاد في ((إبداع البدائل )) للنظم الحضارية الحاكمة، على أيدي المتخصصين في دراسات النظم، التي تحكم مؤسسات شبيهة بمؤسساتنا المرجوة، سيما وأن ديننا بسعته يشتمل على الأصول العامة، والقواعد الكلية: والثوابت اللازمة كافة لانبثاق أرقى النظم الحضارية. 4- ((ضرورة التفاعل المطلوب بين ديناميكية كل من: الأفكار، والنظم، والزمن )) من حيث إن النظم والأفكار، قديمها وحديثها، أمرا ينقصه الكمال، وليس فيها جميعاً شيء مقدس، ولكأن الزمن نهر جار يخط طريقه في حياة البشر، فتتحرك الأفكار والنظم والزمن، كل خلف الآخر، في دورة ديناميكية، تستهدف دائما ـ في مجال التطور ـ الوصل إلى الكمال. 5- ((تصحيح النظرة إلى الحضارة المعاصرة )) بعد فحصها وفرزها، من خلال التعامل معها، والبحث في دروبها، والفقه العميق لعملية ((توارث )) الحضارات ((حلولها ))، و ((احلالها )) ونشأة أطوارها، ودوراتها، كل في ظلال الآخر، وحضانته، ومناخه، وضرورة الإفادة من نقد العلماء، والمصلحين للحضارة الغربية، والتركيز على ((الكيف )) و ((الجوهر )) والإيجابيات في عوالم النظم، والفكر ، والمنهجية، كل بما يناسب بيئتنا ، وبنيتنا، وتركيبنا. 6- ((ثم حماية منجزاتها الحضارية المأمولة )) بديمومة التطور والتقدم، والحركة، وحماية الأمة من أمراض الحضارة، من خلال العناية بسماتنا الذاتية، والاهتمام بسياجاتنا الواقية لقيمنا ومبادئنا من جراثيم الحضارة، والحرص على بناء أجهزتنا الدفاعية الحامية لثغورنا وأنظمتنا في كل مجال وأفق. الخاتمـــــــة: وبعد، فالحق الذي لا ريب فيه، أن بين أيدينا في كل ما سلف أعظم منهاج، وأكرم دين يمنحنا هذه الاستراتيجية، ويضع أصابعنا على شتى أصولها وفروعها، وكلياتها وجزئياتها، وجميع خطوطها المتوازنة والمقاطعة. لقد أراد الله لديننا الإسلامي الحنيف، أن يكون مثابة للناس وأمنا، وشفاء ورحمة، وفضلا وهدى، ونعمة لا تطاولها في دنيا الناس نعمة. جدير بمن حباه الله به، أن يقدر نعمته، وأن يلزم جادته، وألا يستدرك عليه، من حيث قد احتوى بين برديه خيري الدنيا والآخرة. دين كفل الله به لأتباعه، الأمن والأمان، والمجد والعزة، والبشرى لهم بالتوفيق، ما مضوا على سننه، وساروا على دربه، وكانوا على مستوى التبصر والتغيير، والديناميكية والحركة، من السيء إلى الحسن، ومن الحسن إلى الأحسن، في خط بياني صاعد، في نطاق مبادئه وإطار عقيدته. يقول الحق تبارك وتعالى: ((يأيُّها النَّاسُ قد جاءتْكُم موعظةُُ من ربكم وشفاءُُ لما في الصدور وهدىً ورحمةُُ للمؤمنين قل بفضلِ الله وبرحمتهِ فبذلك فليفرحوا هو خيرُُ مما يجمعون. قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراماً وحلالاً قل آلله أذن لكم أم على الله تفترون. وما ظنُّ الذين يفترون على الله الكذب يوم القيامة إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثرهم لا يشكرون . وما تكون في شأنٍ وما تتلو منه من قرآنٍ ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهوداً إذ تفيضون فيه، وما يعزبُ عن ربك من مثقال ذرةٍ في الأرضِ ولا في السماءِ، ولا أصغرَ من ذلك ولا أكبرَ إلا في كتاب مُبين. ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، الذين آمنوا وكانوا يتقون. لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم. ولا يحزُنك قولهم. إنّ العزة لله جميعاً هو السميعُ العليم. ألا إنّ لله من في السموات ومن في الأرض وما يتبعُ الذين يدعون من دون الله شركاء إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون )) . ((يونس: 57 ـ66 )) سدد الله على طريق الهدى خطانا، وبصرنا بأمور ديننا ودنيانا، وأعاننا على همومنا، وحقق آمالنا، وهدانا جميعا إلى سواء السبيل .... وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين |
[gdwl]
جزاك الله الجنه على الموضوع . ولاحرمك ربـــي الأجــــر اسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يثيبك على ما طرحت خير الثواب والأجر [/gdwl] |
أشكر لك مرورك واهتمامك بنت بلادي ، أطيب الدعوات مني لك
|
غاليتي ميارى جزاك الله خير الجزاء وبارك فيك معلومات وتعريفات قيّمة حريّ بنا ان نرفع هاماتنا بوجود اخت مثقفة مثلك معنا بالمنتدى لا عدمنا حضورك وتواجدك |
كتــآآب رائــع : ) أشكرك على الموضوع الجميــل ,,, |
الساعة الآن 01:16 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |