منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   واحة الأدب والشعر العربي (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=199)
-   -   مختارات من الشعر الليبى (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=17577)

المفتش كرمبو 26 - 7 - 2011 03:44 PM

بعض ما قيل في طرابلس شعرًا





أعــزّ مكـانٍ وأكـرمُ حـيٍّ
طرابلـس الغرب لـي وطــنٌ

مصـطـفى بن زكـري



فقلت : كلّ الـمعالي في طرابلس
قالوا الجمال هنا والـمجد فاقتبس

محمـود غنيـم 1945

حسـان الـوجـوه باطرابلـس
لقـد طـال شوقي إلـى فتيـة

عـلى الشّـوق إلاّ دموع الحبس
وقـد عيل صبري فما مسعـدي

أحـمد بن يحي


وأرى العقيـدة فيك والتّـوحيدا
وطـني بحبّـك لا أزال متيّـمًـا

عطفـت عليّ من القديم وليـدا
إنّـي امـرؤ أرعى طرابلـس التي

أحمد الفقي حسـن


وهل يدنـو الذي كان قـد ذهـب
طرابلس الغرّاء ترى لي عودة إليك

ولا زال فيك مـن رياح الصّبا يهب
سقا الجانب الشّرقيّ منك سحـابة

فمنها نـبات الزّعفران كـذا العنب
بـلاد لـها بالخلد آيـة شبهـة
بشمس الضّحى أضحت لجيننها ذهب
ترى سوحلها من فضّة فإذا اكتست

برؤيتـها خضراء من سندس القصب
وفي كلّ حول حولها حلـّة حلـّت

تـهب عليها أسقطـت يانع الرُّطب
وفيهـا نـخيل باسقات إذا الصّـبا

بأوراقهـا الورفاء غنّت من الطّـرب
وفيها من الأشجار مـا جلّ وصفـه

ويا حبّذا عين بـها الـماء قد عذب
فيا حبّـذا ثـغر له النّـصر خـادم

فيسقط دمعي الشّكل من شدّة التّعب
أمثل شوقًا شكلـها فـي ضـمائري

وآمن أهليها من الـخوف والشّـغب
بديعـة حسن زادهـا الله بـهجـة

وكـلّ الذي أملى وكـلّ الذي كتب
لقد أعجزت أوصافـها كلّ معـرب

بقـوم لهم فـي العلم باع وفي الأدب
وكيف بـدار قـد حوت كـلّ رقعة

أحـمـد البـهلول

المفتش كرمبو 26 - 7 - 2011 03:45 PM

جَوَى الأَشْجَـــان



صلاح الدين الغزال

jazalus@yahoo.com



أَمُـوتُ مِنْ هَـوْلِ مَا عَانَيْتُهُ كَمَـداً

صِفْـرَ اليَدَيْنِ عَلَى الأَطْـلاَلِ أَنْتَحِبُ



مُؤَرَّقَ الجَفْنِ تَحْتَ الدَّمْعِ مُنْسَكِبـاً

أَطْوِي غِمَارَ الأَسَى لِلحُزْنِ أَصْطَحِبُ



أَبْكِي عَلَى تِلْكُـمُ الأَعْـوَامِ مُخْتَنِقـاً

وَقَدْ تَدَاعَـتْ عَلَى أَشْجَـانِهَا الهُدُبُ



مُحَطَّمَ النَّفْـسِ فِي غِـلٍّ يَنُـوحُ بِهِ

قَهْـرِي وَقَدْ مَزَّقَتْ أَسْيَـافِيَ الإِرَبُ



سَقَطْتُ مِنْ خَلَـدِ الأَوْغَـادِ مُذْ زَمَنٍ

وَاجْتَثَّ قَافِلَـتِي مِنْ بِيدِهَـا الطَّلَبُ



أَضْنَانِيَ العَسْفُ حَتَّى صِرْتُ ذَا جَلَدٍ

أُخْفِي جِرَاحاً وَهَتْ عَنْ طَيِّهَا النُّدُبُ



عَلَى المَوَاثِيقِ أَعْـدُو خَلْفَ أَزْمِنَـةٍ

قَدْ زَمَّ مِقْوَدَهَـا وَاسْتَاقَهَـا الكَذِبُ



مُهَدَّمَ السِّجْـنِ لاَ زِنْزَانَتِي انْتَحَبَـتْ

عِنْدَ الفِـرَاقِ وَلاَ سُـرَّتْ بِيَ العَتَبُ



أَجُرُّ أَقْدَامِيَ الحَيْـرَى وَقَدْ عَجَـزَتْ

عَنِ المَسِيرِ وَلَمْ يَرْفُـقْ بِهَا التَّعَـبُ

المفتش كرمبو 26 - 7 - 2011 03:45 PM

سافــرت كالضـــوء



إلى البردوني غداة الرحيل







ها قد ترجَّل عنـكِ الفارسُ القلـقُ

ألقى عصاه فنامي الآن ياطــرقُ



لم يبق في دمــــه حبرٌ يؤرقها

هذى المسافاتُ ، ضاع الحبرُ والورقُ



حافٍ على القهر تأتيه الرؤى ألقاً

كجبهة الحرف حين الحرفُ يأتلق



يظل يغزل مـــن أنساغها نسقاً

قد أرعد الليلَ هذا النسغُ والنسـقُ



ماهمّه وحنـينُ الصحو في دمـــه

أن لامسَ الجمرَ، دربُ العاشقِِ الرَّهقُ



أهدى القناديـــلَ حين الليلُ قد سُرِقتْ

منــه النجومُ وخانت ربَّـــها الحَدَقُ





وراح يُسرجها من روحــه عبقاً

فهل درى الليلُ كيف الضوءُ والعبق



وهل درى الليلُ كيف الشعرُ باغته

وراح منفلتاً في ركب مـن عشقوا



في ركب من كتبوا التاريخ صادقة

حروفهم لا، كمن خانوا ومن لعقوا



ومن أعادوا إلى الأوطان سالمــة

قواتها وهي في جـوف الردى مِزَقُ



صاغوا الهزائم فتحاً فانتشتْ حلبٌ

بسيفها وهو في أوهامـــه غَرِقُ



والشعرُ في الأسر تبكيه حمامتـــه

فهل بكى السيف حين الشعرُ يحترق



يا مبدع الحرف .. لم ترْهِبْهُ عاصفـة

من الصقيع وغالى الثلـــجُ والأرق



وأصدقُ الحرفِ حرفٌ حين تكتبه

تُحْنَى الجبالُ ولا تُحنى له عنـــق



ما خنت دربك .. ما أغرتك بارقة

والشاهدان عليك : البحر والشفق



سافرت كالضوء في أحلامنا وأتت

ـ كما اشتهيت ـ رؤانا وهي تستبق



من جذوة الحب قد صيغت مقاطعها

ورفَّ في دمها طهر الألى صدقـوا

المفتش كرمبو 26 - 7 - 2011 03:46 PM

أحلام لا تخص فرويد



صالح قادربوه




نحلم باللاشيء ... ولا يأتي

بالعصافير ..فتخر من ضربة الشمس

بالماء..فيرتد إلى صخر البلاهة

نحلم بآخرين يشبهوننا

فتنكسر المرايا

ويقفز من الإطار شاربا المتوفى الضخمان

لا يقف فوقهما صقر

ولا ينحني ظل في الترادف

نحلم بأن نقلب البيت

ناسين بأننا نقطن الشوارع منذ

نحلم بأن نأكل الرمان بقشره

في العراء الواسع

نحلم بأن نستتر في ضمير الحاضر

فيفر القرد المعلق إلى موزة في ازدحام الخطوات

نحلم بالبرد فنحترق

بالبحر فنختنق

بالمنارات فتظلم أرواحنا

نحلم بك يا نجمة الظهر

في البصبصة من خلف المواربة

فيضيق النوم

نحلم بنساء ..فيغيرن جنسهن

نحلم بالضفة الأخرى للتجشؤ

دون أن نخمن أن البطن المنفوخة لميت ...

لا لكافر بجوع

نحلم بأن لا نحلم

فينطبق الجفنان

نحلم بكنس الرئات من الغبار

فيفتح علب سجائره

ويدعونا لأن نغازل الكانسر

نحلم بالعودة من مكان لم نقصده

فيفتح دربه للصمت

ويصمت مرتين

نحلم بأكاذيب للشهور كلها

فيستقبلنا إبريل بباقة أمنيات ذابلة

نحلم بأن نتوقف في أي زاوية من الوقت

ونكتب مذكراتنا

فيجف الباركر

ويسلمنا للبلابة في الغيب

نحلم ... ولا نحلم

فمن يرفعنا إلى حبل من السماء

لنطلق قلوبنا في الفراغ الجمي

ونحلم ...

المفتش كرمبو 26 - 7 - 2011 03:47 PM

فارس المستحيـــل: إلى روح الشهيد أحمد ياسين




محمد المزوغي






ترجلت يا فارس المستحيل

فضاءاتْ بآفاقنا نجمة



تُحّدق في الليل علَّ صباحاً

يجيء فتمحو الأسى عزمة



لعلَّ الذي كان يوماً محالا

تجئ به طائعاً همّة



لعلّ الشظايا التي عانقت

عظامك تخضعها نقمة



لعلّ الدماء التي قد أريقتْ

تخلدها عندنا ذمَة



لعلَّ لعلَّ وجاء الصباح

تقودُ أعنته عتمةُ





فلم يستح عندنا حاكمٌ

ولم ترتعد غضباً عمّة



ولولا الشرابُ ولولا الصحونُ

وحقّك لم تنعقد قمّة







ترجلتَ يا فارسَ الأمنيات

وأسرجت للعاشقين المدى



وأخجلَ شيبُك فتياننا

وما سال أخجل قطر الندى



تقاتل عنّا العُدوّ بكفٍّ

وتدفع بالأخرى سقما بدا



وتحتك هذا الجوادُ الأصيلَ

يصول ويفزعُ جيش العدا



وُيخجِلُ هذى العروش التيِ

تبخَّر في مسمعيها الندا



وماتتْ على بابها نخوة

وكُل الأمانيّ ضاعت سُدى



فيا مبتدأً فجره صادق

ويا خبراً أشبه المبتدا



هنيئا لروحك هذا الخلود

وحق لروحَك إن تخلدا

المفتش كرمبو 26 - 7 - 2011 03:48 PM

نصــوص: " أَفراحٌ سريَّة .. "




محمد الشلطامي




بنغازى - مايو – 1982



*********

وطنى ليس تراباً

ميِّتاً تحمله الرِّيحُ إلى ،

كلِّ فجاج الموت فى كلِّ الفصول الأّربعهْ

وطنى ليس بيانات الجواز ،

الخادعهْ .



لا

ولا بوَّابة الجمركِ والأسلاك،

والشُّرطة والتاريخ ،

والسيف الذى أصبح فى كفِّ المماليك

شعاراً دمويَّا



وطنى ليس إلهاً طوطميَّا

وأنا لن أصبح اليومَ ،

وفى ملهاتك المأساة يا قَميص عثمان بن عفَّان

دعيَّا أَمويَّا

فأَنا أَحمل فى جنبىَّ قلباً أُمميَّا



إفرح اللَّيلةَ بالعيد الذى يولد

فى كمبوديا

وأُغنىِّ

لجلال النَّصر فى كلِّ سهول

فيتنامْ

وأُقاتلْ

مرَّة ً أُخرى لكى تأْتى إلى عالمنا الغارقِ ،

فى الهمِّ ،

حَمَامات السَّلامْ



ثمَّ أهفُو

كالفَراشاتِ على قنديل حزن النَّاسِ

فى تشيلى ،

وأشتاقُ إلى الثوَّار ،

فى بيساوْ كى أَشرب نخبَ

البرتغالْ

وأنا فى البيتِ محبوسٌ ، ولكنّى أرى

لشبونةَ الآن تعودْ

هى ذى الآن تعودْ



مِنْ وراء الزَّمن الضائعِ فى تاريخها الممنوع

لشبونه تعودْ

تحمل الأزهار فى سلّتها الحلْوة للشَّعبِ

وللمعتقلين الطَّيِّبين

وأثينا

حطَّمت غطرسة العَسْكرِ ،

والأُوباشِ ،

وامتدَّت إلى الشمسِ

يداها

مرَّةً أخرى لكى تصنع حرِّيتها



وأنا فى البيت محبوسٌ ،

وممنوعٌ من التّجوالِ ،

لكنَّ رجال الأَمنِ لا يستشعرون

من وراءِ البَابِ أَفراحى التى ،

تعبُرُ كالرِّيحِ

إلى كلِّ المدنْ

وتُغنِّى

مهرجانَ النَّصر والحريَّة الكبرى ،

وميلادَ الرّبيعْ

عندما يُولَدُ من أَشلاءِ قتلاىَ على

أرصفةِ العالم فالفجر الوديعْ



هوذا يزرعنى فى آسيا

ثم يروينى بماء النِّيل فى أفريقيا الأمّ وتمتدُّ

جذور المستحيلْ

فى ضفاف الأمازونْ

وبلادى

أينما تنتصر الحريَّةُ الكبرى

بإسم البشريَّهْ ولأجل البشريَّهِ



وأنا لا أُصبح اليومَ وفى ملهاتك المأساة

يا قَميص عثمان بن عفَّان

دعيًّا أُمويَّا

وطنى ليس إلهاً طوطميَّا

فبلادى

أينما تنتصر الحريَّة الكبرى بإسم البشريّهْ

ولأجل البشريَّهْ

المفتش كرمبو 26 - 7 - 2011 03:49 PM

في ليبيا خمسة شعراء فقط..



الشاعر: صالح قادربوه





أنـــا

الثابت هنا

النابت في الآخرين

المعشب بفواكه كثيرة

مقطوعة إلا عليَّ

ممنوعة على اختلاق البقية



وهــم

الأربعة الغائبون

الحاضرون في قدرة الظل على تقبيل الغيم دون تعبٍ

نحن . . النجوم الخمسة

مشاعل القصيدة . . وندلة المجد

العوكلي

مقعده يتسع لأكثر من مخيلة عاشقين بريين

العجيلي

الحاذق تقليم شجر الكلام . . ومعيره لثغته

الطويبي

يجر اللغة إلى نهر الموسيقى المتخفي عن ظنهم

الزني

أحلام كثيرة لفتاة مطر واحدة . . ليست بواحدة

و أنــا ...

متهم الشجرة بال...

القادة المدنيون الخمسة لضوء ليبي

في عتمة الحواة الصغار

سنظل نبرق . . ولن يمطر المدى . .



الثلاثاء 30 نوفمبر 2004


http://forum.ma3ali.net/imagesn/stat...er_offline.gif

المفتش كرمبو 26 - 7 - 2011 03:49 PM

ياحاملي الأوطان في المنفى أسمعوني



نص: محمد جربوعة



الإهداء : إليهم وحدهم وهم يتوسدون نسيم البحر الأبيض المتوسط ذكرى وطن وللتاريخ كلام ..



ياحاملي الأوطان في المنفى أسمعوني



تأبطوا المنفى



أين أنتم ... ؟!



أيها الماضون نحو الغيب في ظلم القيود



أين أنتم ... ؟!



غرباء الأرض يا إخواننا



يانخيلاً تأكل النيران من أضلاعه



يانخيلاً هجر الأرض مساءً



غاب عن حقل الجدود



وتأبطتمُّ تنانير المنافي



وتوسَّدتُم وحوش الغربة السوداء والبُعد وأحجار اللحود ..



وتغنيتم بطه , والطواسين وياسين وقافٍ ..



وبصاد وبهودْ ..



وعلى النار تبسمتم طويلاً بالدموعْ وتذكرتم ذراريكم



تبستم , تبستم , تبستم كثيراً في خشوع .



ثم نمتم جوف كهفٍ نائم خلف الحدودْ ..



سيقولون مئاتٍ .. ويقولون إلوفاً ..



ويقولون ويقولون ولكن ..



ربكم يعلم عنكم



أنكم حقلُ جريح .. دمَّروا فيه الورود .







2 مجرَّد أسئلة



وسألنا كل رمل البحر عنكم ..



عن خُطَاكم ..



وسألنا صدَّقوا الذرَّات في هذي المجره ..



وسألنا شهقة الفجرِ وزرقاء اليامه ..



ومياه البحر والأمطار آهٍ ..



قطره من بعد قطره ..



وسألنا ..



وعلى الشطآن أوقفنا خيول البحث عطشى



هكذا مليون مره ..







3 الأسئلة المحرجة



أين أنتم ؟!



كيف تقضون ليالي البرد صيفاً .. ؟!



وليالي الموت - قولوا - حينما يأتي الشتاء ؟!



أمن الدمع تصوغون الأناشيد وذكرى الدار ياحزني !!!



وهل مازال في العينين زاد لهوايات البكاء..؟!



هل نسيتم - كيف تنسونَ - مواويل بلاد زملتكم وثرتكم .



بأغانى الحبّ ورايات الضحايا



ومناديل الوفاء



زمّلتكم بدماء الشهداء ؟!!



تسأل الأجيال عن سُمرٍ حُفاةٍ غادرونا ذات منفى في المساء ..



لم يكونوا أغنياء ..



لم يكونوا فقراء ..



فغلال الأرض كانت في بطون الدخلاء ..



تسأل الأجيال عنكم



مانقول ؟!



أنقول القوم ماتوا ..



سألونا , أين ماتوا !؟



بين أرض الله ماتوا والسماء ..



سألونا :



من بكى الدمَّ عليهم .



من جثا فوق قبورٍ لبسوها غرباء ..



مستحيل كيف يمضي المرءُ للموت وحيداً وغريباً .



دون أمٍّ دون أختٍ دون باك دون ناعٍ ..



أي موتٍ في العراء ؟!!



كذَّبونا ..



سألوا كل صبايا الحي وتواريخ قرونٍ ..



ورواياتِ النساء ..



ربما قُلنَ وراء البحر أنتم ..



قد اتخذتم دوننا أهلاً ودوراً وخدوراً وإماء ..



ربما ..



لا ..



لا..



ولكن ..



والوطن ؟



هل وجدتم بَعْدَ دفء الأرض دفئاً ؟.



هل يعيش المرءُ - قولوا -



لحظة دون هواء ؟!



إن دفء الأرض فردُ .. مرة .. لامرتان ..



مثل كل الموت فرد .. كالولاده -



مرة طول الزمان .



يا ألون الغرباء



ليس في المنفى هواء







4 مشكلة



لا أحياء - لا أموات



والخلاصة ..



لم تموتوا ..



فضحايا الظلم دوماً



ليس تعنيهم قرارات الممات ..



ما أتخذتم زوجة.. ابناً .. بعيداً ..



كيف يحيا العبدُ يوماً ..



في فضاء تائهٍ دون جهات .



بين بين .. لاحياة لاممات ..



وإذن ياحاملي الأوطان في المنفى اسمعوني .



أنتم الأحياء في الذكرى هنيئاً ..



وهنيئاً .. هكذا خير الحياة ..

المفتش كرمبو 26 - 7 - 2011 03:51 PM

بلاد تحبها وتزدريك



الشاعر: عــمر الــكدي




ليبيا بدويةٌ شرسةْ

تحب حين تحب من تشاءْ

وتكره حين تكره من تشاءْ

تسقي العابرين القاحلين،

بدلوٍ من أجاجٍ وغناءْ

وتستسلم لمن يطوقها بالقوافي

وينفذ إلى قلبها على صهوة الخيالْ





ليبيا فرس جامحة

لا يمتطيها إلا من يركب الريح،

بلا سرجٍ ولا لجامْ





ليبيا نخلةٌ سامقة

لا تمنح عراجينها،

إلا لمن يعبر الأشواك

وتذبح كفيه الحبالْ

أنثى بشهوة محمومة

يمر فوقها السحاب بارداً

لاشيء يدركه البللْ

سوى نهديها المتباعدين

وهذا العنق الهارب نحو البحر

مثل حصان مجنونْ





ليبيا زيتونة وارفةْ

زيتها يرطب الجوع

ويُضحك الظلامْ







أحبها مثلما أحب

هذا الوجه الذي

يقابلني دائماً في المرايا

مقطباً وتائهاً

الذي يُفزع بصليله

قطعان هدوئي وعصافير أحلاميْ

الذي يغيظني ويهزأُ بي

ويفضح حين أخفي

خلجاتي الدقيقة الضامرة

الذي عادة ما يثقب

البالونات في سماء غروري

وينبش في حدائق زهوي

قبر أسراريْ







أحبها مثلما أحب اسمي

الطالع من فيافيها عشبة بريةْ

الناتئ من صخرها مكشراً

مثل وجه ذئب

وأكرهها مثلما أكره عاداتي السمجة

وهذا التطاول الأحمق

على العقل والألم



دليني كيف نتـفق

أيتها الأنثى المكابرة؟

وأرفقي بحبي المبصر

وقدري الكفيف



دليني كيف أبثك

حنيني النخيل ؟



وكيف أتماسك في حضرتك

بوجداني المشطور؟

أرحل هارباً منك

وكأنني أهرب من هواجسي







"يا ليبيا أين المفر"

وأنت نافورة القلب

التي منها يرتوي

أرحل هاربا منك

وأعود إليك مثلما يعود

الظل إلى غصنه



ليبيا لوزة في الخريف

أزهارها عوانس الربيع

دائماً يباغتها المطر عارية

تهزها الريح عارية

واللوزة العارية لا تصلح

للأعشاش والطيور





أشتُمها مثلما أشتم

حظي الأحمق

أسبها مثلما أسب عاهتي المستديمة

وأترفق بها مثلما أترفق

بعجوز تعبر الطريق





لاشيء في البال أهبه لك

سوى كياني المهشم

وقلبي الواسع الوثير



دليني كيف أحبك أكثر؟

وكيف أروُّض هذا الدلال الفج ؟

وكيف لا أدوس ارتباكي في الشارع المزدحم ؟

وأنت تتأبطين ذراعي

مثل امرأة عارية أو شديدة التحجب



تمهلي قليلا ً

ودعيني أنظر في عينيك

لعلني أصطاد فيهما تهربك الأملس

وأوهامك الخشنة



ليبيا طعنتي المؤجلة

وقدري الأخيرْ

من أجلك نموت كل يوم

نلد الأطفال كل يوم

نطلق النار والأبواق كل الخميس

ونغسل يوم الجمعة كل شيء



من أجلك نحتمل ألقابنا المتوحشة

ونحمل هذه الملامح المرة المشاغبة

من أجلك تصعد ابتهالاتنا

في سمائك الزرقاء

لتحجبها الغيوم



من أجلك نسطو عليك

ومن أجلك نموت



أحبك ببساطة قاحلة

لا تنبت الغيرةْ

أحبك بلا ابتذال

وكأنني آدم وكأنك حواء

أحب أطفالك الأشقياء

حين يصفعونني

حين يعضون أصابعي

حين يخدشون وجهي

وحين ينعتونني بالحمارْ





أحب فتياتك الصاخبات صباحاً

الهامدات في المساء

من أجلهن تنبض أسلاك الهواتف

وتنام السماعات الهامسة

على الوسائد البكماءْ

أحب نساءك المقهورات

اللواتي يروضن الرجال بالصبر والأولاد

الأميات اللواتي شققن دروبك

بحثاً عن الحطب

وحفرن صخورك بحثاً عن الماءْ

المتعلمات الهاربات من بياض اللحاف

لسواد الحجابْ





وأحب العانسات

كيف تذبل العيون ضاحكة

خلف تجهم الأبواب ؟

كيف ينضج الخوخ ثم يتغضن

تحت الثياب ؟

وكيف تعيش نخلة لم تهزها الريح

لم يستيقظ على عراجينها الندى؟





أحب رجالك المتكبرين

في حضرة النساء السافرات

الذين تزوجوا كيفما أتفق

الذين يندبون في الحانات الغريبة

أيامهم القاحلة

الذين يصطحبون زوجاتهم

في الكراسي الخلفيةْ

ويصطحبون العاهرات

في الكراسي المجاورة





أحب شبابك الضائعين

الواقفين أبداً عند مفترق الطرقات

الصاخبين الضاجين الضاحكين

الغاضبين دون سبب

المتبرمين بكل شيء

الذين يبيعونني خمر المساء

في الأزقة المظلمة.ْ



الذين يدخنون الحشيش

ويراقبون شوارعك من خلف النظارات القاتمة

وفي السيارات البطيئة المسالمةْ

شبابك المتشنجين المتزمتين

الذين يؤمنون بالعنز حين تطير

الذين ينخرهم الفراغ

وتطردهم شيخوخة مبكرةْ





أحب شيوخك الطيبين المتصلبين

الذين يعرفونك أكثر مما يجب

لذلك لم يقلموا الهواجس

ولم ينسوا كفيك القاحلتينْ





أحب هذه الشوارع القذرة

التي نبتت على جانبيها الحكاياتْ

غاصت في جدرانها أصابع الطفولة

وتسلقتها الذكرياتْ



أحب أصدقائي الرائعين

الذين يهدهدون وحدتي

نتعاطى السخرية والشعر

ونتساند حتى لا نقعْ

أحب أقاربي البسطاء

الذين تؤرقهم عزوبتي

ويصافحون مزاجي الأعسر

بتسامح أيمنْ





أحبك بسادية متعبة

وألعنك في اليوم ألف مرة

ألعنك وأنا أنفذ إلى

قهوة الصباح بمشقة بالغة

وألعنك وأنت تـندسين

بيني وبين وسادتيْ





أحبك هكذا لأنني ضميرك المشاغب

الذي يزعجك حيث ينفض تبلده

ويقرِّعك مثل طفلة تبول في فراشها





لا شيء في البال أهبه لك

سوى عمري المبدد

الذي لم أحبه كما ينبغي،

ولم أفصله كما أشتهي

المفتش كرمبو 26 - 7 - 2011 03:51 PM

من يجْرؤ علي القضْبان
علي السلاسل والسجّان
من يجرؤ علي البوْح
علي التنْبيه من خطرٍ
أو الصُراخ من الآلام
من يجْرؤ...

عُقُوبته هي الإعْدام
فليْسَ عندنا عدْلٌ
وليْس عنْدنا دسْتور
وليْس شرْعنا التوْراة والإنجيل
وليْس شرْعنا الإسلام
مذابحُنا...
مشانقُنا...
وسْط الشوارع والدُروب
تنْصب فوْق كل مَكان
ومن ينْجو من الموْت
يعيْش ضحيّة المرض
يعيش ضحيّة النَكبات
والفَجعات والبرْدِ
يُمارس لعْبة النسيان
يُمارس فكْرة النوْم
ينام ليهْجر الأحْزان
والجيران والأهْل
لمن نشْكي لمن نحْكي
قضية جرحنا المزمن
صَارت فوق كل لِسان
ولا أحد يُساعدنا
لا أحداً يؤازرنا
فصرنا بعْد ذاك المجْدِ
جسدٌ ملأهُ أسقام
لك الله
لك الله يا شعْباً
يمُوت بحسْرت المظْلوم
وأخوانٌ له بالقربِ
تقبع لا تهزّ بنان
هلموا يا بني قحْطان
هلموا نحْرق البغضاء والأحزان
ونصْنع في العلا مجْداً
يكون لموْطني عنوان


محمد عزوز ـ بنغازي ـ ليبيا
mazzuoz@yahoo.com

نقلا عن
صحيفة القدس العربي اللندنية

المفتش كرمبو 26 - 7 - 2011 03:52 PM

شهد يوم الخميس الثامن، من أغسطس 1974، رحيل شاعر من شعراء ليبيا المهمين الذين آخوا في نظمهم

بين فصيح الشعر وعاميه ... شاعر أحب وطنه حتى النخاع، وتغني به في ظروف صعبة ومريرة

زمن الاحتلال الإيطالي، وذاق مرارة الغربة الحالكة السواد، بينما في الأشهر القادمة ستمر ذكرى وفاته الثلاثون.

حسين لحلافى.

شهر أغسطس، على ما يبدو، هو شهر وفاة الشعراء المبدعين، فقد شهد،

إضافة الى وفاة لحلافى، رحيل شعراء آخرين ليبيين :

• الشاعر / احمد الشارف في 11/8/1959

• الشاعر / محمد عبد السلام الشلماني في 28/8/1984

• الشاعر / عبد ربه الغناى في 16/8/1985،

الذي عرف لحلافى زمن الدراسة في الأزهر خلال ثلاثينيات القرن العشرين .

• والشاعرة ... خديجة الجهمي – بنت الوطن – في 11/8/1996 -

شاعرة ( الجوبة بعيدة ) و (تباعدت عني ) و ( بعد ولفتى )، ابنة الشاعر المعروف

( محمد عبد الله الجهمى – 1900 – 1955 )،

صاحب المساجلات الشعرية المعروفة ايضاً مع لحلافى أثناء لقائهما في المهجر بمصر، خلال الحرب العالمية الثانية .

• وعلى مستوى آخر ... شهد أغسطس، اللهاب أبدا،

وفاة شعراء مهمين آخرين ظلت آثار نزفهم المبدع تضئ عبر مسيرة الشعر الإنساني الطويلة :

• لوركا الشاعر الأندلسي الذي اعدم في 20/8/1936، آبان الحرب الأهلية الأسبانية.

• وطاغور، شاعر الهند الكبير في 7/8/1941 .

• وبشارة الخورى – الأخطل الصغير -، شاعر الصبا والجمال في 1/8/1968 .

• ومحمد سليمان الأحمد – بدوى الجبل- في 18/8/1981 .

• وعبد الوهاب البياتي ... شاعر العراق ... الذي يأتي ولا يأتي في 3/8/1999 .

• وعبد الله البردونى ... شاعر اليمن الضرير ..

صاحب قصيدة ( أبو تمام وعروبة اليوم ) الشهيرة، في 30/8/1999 .

* وعلى مستوى آخر ايضاً ...

فهذا ( الأغسطس ) اللهاب جداً – شهد أحداثاً جساماً خفق لها قلب العالم،

كان لها تأثيرات واضحة في تاريخه الحافل، ليس اقلها اندلاع الحرب العالمية الأولى في سنة 1914 ...

لتنتهي من ثمّ في سنة 1918، وإلقاء القنبلة الذرية لأول مرة في التاريخ الإنساني فوق هيروشيما

ونجازاكى اليابانيين في 6 و 9/8/1945، وأحراق المسجد الأقصى في 21/8/1969 .... وهكذا .

أحداث ووقائع مريرة اجتازها العالم ... وسيخلدها الأدب الإنساني، ويحفظها للأجيال المتعاقبة،

وفي مقدمة ذلك، الشعر ... الشعر بناره الأزلية المشتعلة على الدوام .

وقد كان لحلافى .... الشاعر المولود في بدايات القرن العشرين، شاهداً، هو الآخر، بنفسه وبشعره

على أمور كثيرة فقد عاصر في طفولته أواخر العهد التركي في ليبيا،

ثم وصول قوات الغزو الإيطالي الى الشواطئ الليبية، حيث وطأت أقدامها أول نقطة،

هي طبرق، وتوغلها، من بعد، في دواخل الوطن واحتلاله كلية، والمقاومة الشجاعة في كل المناطق،

وطوابير الشهداء، ومشاهد المجاعة والأوبئة، والنفي والقهر والأبعاد، واندلاع حربين عالميتين شرستين،

فيما تخللت تلك الأعوام الموجعة هجرته وغربته وحنينه الى الوطن بصورة منقطعة النظير،

وتشبثه بتحقيق النصر دون إحساس بالإحباط واليأس . إن لحلافى بهذا الشكل مثّل حالة منفردة

بين بقية الشعراء الليبيين، وصار في الوقت نفسه شاهداً على عصره .. وشاعر قضية .

عندما ولد حسين بن محمد بن حسين بن احمد لحلافى سنة 1905 في المخيلى، جنوب الجبل الأخضر،

كان التعليم وقتها مقتصراً على الزوايا والمدارس الدينية،

والدروس الفقهية واللغوية التى يقوم بها في الغالب، الفقهاء تطوعاً، وعلى ايديهم نال نصيباً من التعليم

في منطقته وحفظ القرآن الكريم في محيط عامر بالعلم والثقافة، فزاوية المخيلى حيث ولد ونشأ تولى

مشيختها أهله وأقاربه من آل لحلافى العائدة أصولهم الى المغرب البعيد .

قبل مولد لحلافى – بعشر سنوات، تحديداً في سنة 1895، شعرت الحكومة التركية،

كما يوضح الدكتور وهبي البورى : (بالحرج جراء ازدياد عدد المدارس الأجنبية في المدن والتحاق

بعض أبناء ضباطها وموظفيها الأتراك للدراسة بها، فسارعت بتأسيس مدرستين ابتدائيتين،

وأخرى ثانوية في بنغازي، ومدرسة في درنة،

وأنشأت في طرابلس التى كانت، افضل تعليماً، مدراس أخرى).

في هذا الإطار ... في هذه البيئة، في المخيلى وما حولها، وبينما عاش لحلافى طفلاً ثم صبياً

(بل في الوطن الليبي كله) .... ولقلة المثقفين والمتعلمين برز الشعر الشعبي صوتاً للناس واحتل موقع

الصدارة وأضحت لـه مكانة بارزة في نفوس سكان الحضر والبادية على السواء .

كان الشعراء – رجالاً ونساء – يؤدون بذلك وظيفة اجتماعية وإعلامية بمقياس عصرنا الحالى –

إن صح التعبير -، وبواسطته يفصحون بكل تلقائية عن ظروفهم، ولحظاتهم الهانئة والمرهقة بأبيات

سهلة مليئة بالصور الرائعة، وكان الناس يقبلون في أسمارهم ومنتدياتهم المختلفة على سماع هذا الشعر،

وأغاني العلم، والقصص والحكايات الشعبية، وسيرة الهلالية، وتجريدة حبيب ....

وغيرها من ملاحم لا يغيب الشعر الشعبي عنها، على اىِّ من الوجوه. كان الشعر الشعبي هو لسان الحال .

لحلافى، بعدئذ، سيصبح من الشعراء الفنانين الذين امتلكوا ناصية الشعر الشعبي،

وبجدارة فائقة . لقد كان، مثل غيره . ابن البيئة المعاشة وليس غريباً عنها.

************

الشيخ ( محمد الحسين لحلافى) المتوفى سنة 1929، والد الشاعر، كان رجلاً فقيهاً ...

وعالماً، إضافة الى انه من رفاق المجاهد (احمد الشريف)، ومن ضمن المؤسسين لدور (الظهر الحمر)

جنوب مدينة درنة لمواجهة الغزو الإيطالي، ومن المجاهدين ايضاً في دور ( وادي قمره ) في برقه البيضا،

والأبيار، ثم معسكر خولان جنوب القبة في الجبل الأخضر.

هذا الوالد – الشيخ سيضطر فيما بعد، للهجرة صحبة أسرته – مثلما اضطرت كثير من العوائل والاسر الليبية –

الى الأقطار المجاورة، وستقيم تلك الأسرة في مرسى مطروح، سنة 1925 .

كان الشاعر قد وصل الى أعتاب العام العشرين، وهناك، يلتحق بالدراسة في الأزهر،

ليلتقى من خلالها بعديد من زملائه من أبناء الوطن على اختلاف أعمارهم ومناطقهم ومراحلهم التعليمية،

في(رواق المغاربة)، فوحدتهم الغربة، وحب الوطن المأسور في قبضة الفاشست والحنين إليه،

ومن اولئك : الزبير احمد الشريف .... الشاعر ايضاً والذى تساجل معه شعراً في الرواق، والسنوسي الغزالى،

واحمد الغزالى، وصالح بويصير، وعلى صفى الدين السنوسي، وحسن السوسى، وعلى مصطفى المصراتي،

وعبد ربه الغناى، و محمد الصابرى، وعلى فرهود، ورجب عبيدة، ومراد عبد السلام، وعلى زاقوب، وغيرهم،

ثم مع بوادر اندلاع الحرب العالمية الثانية وتشكيل القوة العربية الليبية في 9/8/1940 ـ

ترك الدراسة مع بعض منهم وانضموا الى تلك القوة، واختير اماماً لإحدى كتائبه المقاتلة .

المفتش كرمبو 26 - 7 - 2011 03:53 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
أحبتي الكرام :
إن القلب ليتفطر وهو يرى ويسمع أنات أطفال أبرياء ويرى دموع الأمهات تتحدر فوق الخدود ، أطفال طعنتهم يد الغدر الآثمة بداء الإيدز اللعين ، ثم نرى وشهد زيارات لرؤساء ووساطات ومحاولات لتخفيف الحكم على هؤلاء المجرمين ، فأين الضمير العالمي وأين حقوق الإنسان ،فوالله لو أن من قام بهذا العمل مسلم في أطفال الغرب لقامت الدنيا ولم تقعد ، أما أطفال المسلمين فلا حقوق لهم ،إن الإعدام عقوبة قليلة في هؤلاء ، أين الذين يدينون ، ويصرخون حين يصيب الموت الأمريكان والصهاينة ، أين هؤلاء ألا يسمعون ؟! ألا يتألمون ؟! ألا يعقلون ؟! ألا يؤمنون؟!
ثم أدعو القضاة في هذه المحكمة إما أن يثبتوا حكم الإعدام ،وإما أن يستقيلوا من هذه القضية ، فالتاريخ لن يرحمهم ، وفي مثل هذا الموقف تبرز الوطنية والغيرة على الحرمات ، فبأي وجه سيقابل أهالي الضحايا بعد ذلك إن خفف الحكم ، لترك وظيفته خير له من عار الأبد ولعنة الولد . إن قتل طفل بريء بهذه الطريقة البشعة ،جريمة لاتغتفر فكيف بقتل أربعمائة طفل . يا الله !
أهدي هذه القصيدة إلى أطفال بنغازي ، وإلى آباء وأمهات هؤلاء الأطفال المصابين ،وأسأل الله لهم أن يفرغ عليهم صبرا وأن يعظم لهم أجرا ، وأن يربط على قلوبهم ،فمصيبتهم والله عظيمة وفاجعتهم بأبنائهم أليمة ، إنه دم الطفولة إنه :




" دم الطفولة "

عَبَثَـتْ بِأَجْنِحَـةِ الحَمَـامِ شِـفَـارُ
وَتَأَجَّجَـتْ بِـدَمِ الطُّفُـولَـةِ نَــارُ

نَارٌ تَهِيجُ وَجَمْرُهَـا مِـنْ أَضْلُعِـي
نَـارٌ تَـذُوبُ لِحَـرِّهَـا الأَحْـجَـارُ

نَـارٌ تَهُـزُّ الأَرْضَ مِـنْ أَرْكَانَهَـا
وَبِلَفْحِـهَـا تَتَـوَهَّـجُ الأَشْـعَـارُ

تَرْوِي فُصُولَ حِكَايَـةٍ عَـنْ مَوْطِـنٍ
أَوْدَى بِزَهْـرِ مُـرُوجِـهِ الـجَـزَّارُ

وَتَسَلَّلَـتْ فِيـهِ العَقَـارِبُ خِلْـسَـةً
وَالسُّـمُّ فِــي أَذْنَابِـهَـا فَــوَّارُ

وَأَتَـتْ تَبُـثًّ السُّـمَّ فِـي أَوْصَالِنَـا
فَتَسَاقَطَـتْ مِـنْ غَدْرِهَـا الأَزْهَـارُ

بَلَـدِي رَمَتْـكِ يَـدُ البُغَـاةِ رَزِيَّـةً
وَعَـدَا عَلَيْـكِ حَبِيبَـتِـي الـغَـدَّارُ

بِالأَمْسِ عَاثَ الفَاشِيُـونَ بِرَوْضِهَـا
وَالْيَـوْمَ يَسْحَـقُ زَهْرَهَـا البلْغَـارُ

قَدْ هَـبَّ بِالأَمْـسِ الأُبَـاةُ لِخَيْلِهِـمْ
يَتَسَـابَـقُـونَ وَلَـيْـثُـهُـمْ زَأْاَرُ

عُمَـرٌ وَآلآفُ الـجَـوَارِحِ حَـوْلَـهُ
وَالْـيَـوْمَ لا عُـمَـرٌ وَلا مُخْـتَـارُ

بَلَـدٌ يَمُـوتُ وَأَهْلُـهُ فِـي غَفْـوَةٍ
وَعَـلَـى ذُرَاهُ تَـرَبَّـعَ الأَشْــرَارُ

بَلَـدٌ يُقَتَّـلُ أَهْلُـهُ فِـي ضَـحْـوَةٍ
وَبِلَيْـلِـهِ تَتَبَـعْـثَـرُ الأَسْـــرَارُ

وَيُبَاعُ فِي وَضَحِ النَّهَـارِ وَيُشْتَـرَى
أَنَّـى يَشَـاءُ وَيَرْغَـبُ السِّمْسَـارُ

يَاسَيِّـدَ البلْغَـارِ عُــدْ لامَرْحَـبـاً
بِقُدُومِـكُـمْ وَلْيَحْـكُـمِ الـبَـتَّـارُ

أَوْلادُنَــا أَحْبَـابُـنَـا أَكْـبَـادُنَـا
لِعُيُونِهِـمْ تُسْتَـرْخَـصُ الأَعْـمَـارُ

أَغْلَى مِنَ الشَّمْسِ المُنِيرَةِ فِي الضُّحَى
وَأَمَامَـهُـمْ تَتَـضَـاءَلُ الأَسْـعَـارُ

لَمْلِـمْ نُقُـودَكَ لانُـرِيـدُ دَرَاهِـمـاً
وَارْحَلْ فَـلا يَمْحُـو الأَسَـى دُولارُ

(لا يَسْلَمُ الشَّرَفُ الرَّفِيعُ مِـنَ الأَذَى
)إِنْ لَـمْ يَهُـبَّ لِصَوْنِـهِ الأَحْــرَارُ

إِنْ لَمْ يَهُبَّ الشَّعْبُ مُنْتَظِـمَ الخُطَـى
وَبِعَـزْمِـهِ يَتَـدَفَّـقُ الإِعْـصَـارُ

يَافِتْيَـةَ المُخْتَـارِ هَــذَا يَوْمُـكُـمْ
إِنَّ انـفْـلاتَ المُجْرِمِـيـنَ لَـعَـارُ

قُومُوا فَـإِنَّ الأَرْضَ تَنْـدُبُ أَهْلَهَـا
أَوَلا يَـهَـبُّ لِصِوْتِـهَـا الأَبْــرَارُ

قُومُوا فَقَدْ بَـرَحَ الخَفَـاءُ وَكَشَّـرَتْ
عَـنْ نَابِهَـا الذُّؤْبَـانُ وَالشُّـطَّـارُ

قُومُوا لِتَشْقَى العَاهِـرَاتُ بِبَطْشِكُـمْ
وَيَذُقْـنَ بَـأْسَ الحُـرِّ حِيـنَ يَغَـارُ

هَـذَا دَمُ الأَطْفَـالِ يَهْتـفُ صَارَخـاً
وَالأَرْضُ وَالأَطْـيَـارُ وَالأَشْـجَـارُ

أَيْـنَ العَدَالَـةُ يَـا مَحَاكِـمَ شَعْبِنَـا
أَمْ لَيْـسَ لِلإِنْسَـانِ فِيـكِ وَقَــارُ

أَوَتَصْفَحُـوا عَـنْ قَاتِلِـي أَطْفَالِنَـا
أَوَ لَيْـسَ فِيكُـمْ للمُضَـامِ جِــوَارُ

أَيْـنَ المُـرُوءَةُ وَالشَّهَامَـةُ وَالإِبَـا
وَكَـرَامَـةُ الإِنْـسَـانِ وَالـثُّـوَّارُ
يَـا لِيبِيَـا المُخْتَـارِ لا لا تَصْفَحِـي
فَالْعَفْوُ عَـنْ غَـدْرِ اللئِـامِ صَغَـارُ

صُبِّي عَلَـى البَاغِيـنَ أَلْـوَانَ الأَذَى
وَلْتُخْـلَـعِ الأَطْــرَافُ وَالأَظْـفَـارُ

وَدَعِي الجَوَارِحَ تَنْتَشِي مِنْ لَحْمِهِـمْ
لِيَرَوْا كُؤُوسَ الْمَـوْتِ كَيْـفَ تُـدَارُ

وَيُـرَوْا بَبَطْحَـاءِ الـبِـلادِ أَذِلَّــةً
وَالْقَيْـحُ مِـنْ أَجْسَادِهِـمْ أَنْـهَـارُ

وَتَتَابُـعُ اللعَنَـاتِ فَـوْقَ رُؤُوسِهِـمْ
يَـوْمَ القَصَـاصِ كَأَنَّـهُ الأَمْـطَـارُ

يَـا لِيبِيَـا هَـذَا سَبِيلُـكِ فَاسْلُكِـي
نَهْجـاً قَوِيـمـاً خَـطَّـهُ الجَـبَّـارُ

سِيرِي عَلَى نَهْـجِ الحَبِيـبِ مُحَمَّـدٍ
وَلْيَخْسَـأِ الطَّاغُـوتُ وَالسِّمْـسَـارُ

فَـإِذَا جَعَلْـتِ العَـدْلَ فِيـكِ سَجِيَّـةً
أُمَّـاهُ فُـزْتِ وَأُخْــزِيَ الكُّـفَّـارُ

وَتَرَاقَصَتْ فِيـكِ الغُصُـونُ وَفُتِّحَـتْ
أَزْهَـارُنَـا وَتَبَـسَّـمَ المُـخْـتَـارُ



أخوكم فارس عودة

المفتش كرمبو 26 - 7 - 2011 03:54 PM

قصيدة ( زمان أغبر )


للشاعر : محمد المزوغي


لا ليس شعرا بل رُكامُ أمان

هذا الذي ألقيه في ديواني

الشعرُ وحيُ الحب في عليائـه

وتوحّدُ الإنسانِ بالإنسان

ماذا تفيدُ الأمنياتُ ودونها

صعب الذُّرى مُتمنِّع االأركان

وهجرت إغراء القصائد مُمعنا

في هجرها متأبطا نسياني

واليوم عدتُ لسوحها مستغفرا

ماكان هجرُ الشعر في إمكاني

شعري حروفُ النار حيث تناثرت

أبصرتَ أروع َما ترى عينان

أبصرتَ صحوَ دمِ غَفا شريانُه

فأفاق يتلو سورةَ َالعصيان

أبصرتَ عُقما قد تململ مؤذنا

بولادة فاستبشرتْ كفّان

هزّت بجذع النخلِ لكنْ ساقطتْ

حجرا وفوق جبينه حرفان

امضِ على اسم الله جئت مباركا

امض فمعجزةُ النبيِّ تعاني

لا تلتفت لعروبة منكوبة

حكامها موتى بلا أكفان

موتى إذا عاث الدخيلُ تعللوا

حتى أرونا النصر في الإذعان

وإذا رأينا الجهل يحرق أرضنا

قالوا: ونار العلم كالبركان

وإذا تطاولنا إلى حرية

في القول دلونا على السّجّان

فمن المحيط إلى الخليج زنازن

تأتي على الإنسان في الإنسان

ومن المحيط إلى الخليج كرامةٌ

مهدورة يندى لها الثقلان

ومن المحيط إلى الخليج معابدٌ

شيدت لغير الواحد الديّان

ومن المحيط إلى الخليج مقابرٌ

تبكي السماء عليها كلّ أوان

"طَرَفَه" على مرمى التساؤل لم يزل

يشكو ظلام الظلم حين رأني

ماذا تفيد الأمنياتُ يقولُ لي:

سيف القريب له هنا حدّان

حدٌّ يراقب نخلة إمّا رنت

للأفق في شوق بلا استئذان

ويغضّ حدّ طرفه إمّا دنا

نبت غريب من ثرى الأوطان

ياصاحبي هذا زمان أغبر

نسجت حكايته رؤى الخذلان

مازال يجري بعد أحقاب دمي

فكانني المقتول قبل ثوان

ومضى قتيلُ الشعر نحو ذهوله

الأبديّ يلهث خلفه بيتان

وأنا وشعري مفردان يسوقنا

ليلٌُ بلا قمر وطيفُ دخان

المفتش كرمبو 26 - 7 - 2011 03:55 PM

النبْرَاس


صلاح الدين الغزال
30/05/2005

--------------------------------------------------------------------------------



وَتَحَسَّسَتْ كَفِّي اللِسَانْ
مَازَالَ يَبْرِقُ كَالسِّنَانْ

لَمْ يَبْتُرُوهْ … !!!
هُوَ لَمْ يَقُلْ شَيْئـاً

عَنِ الحَقِّ المُصَادَرْ
هُوَ كُلُّ مَا يَرْجُوهُ

أَنْ يُصْبِحَ ..
لِلإِنْسَانِ حَاضِرْ

قَدْ مَلَّ قَوْلَ الزُّورِ
مُشْتَاقـاً لِنِبْرَاسِ الحَقِيقَهْ

هُوَ كُلُّ مَا يَرْجُوهُ
أَنْ يَنْبُسَ بِالبِنْتِ دَقِيقَهْ

فَعَلاَمَ جَزَّ النَّصْلُ
بِالكَيِّ مَكَانَهْ

وَعَلاَمَ يُطْلَبُ ..
مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ

تَقْدِيسُ المَهَانَهْ
مِنْ بَعْدِ شَحْذِ المَقْتِ

لِلخَرَسِ المُدَلَّسِ بِالإِعَانَهْ
الخَوْفُ يَغْمُرُنِي
..
أٌحِسُّ بِأَنَّنِي قَدْ لاَ أَعُودْ
لَكِنَّنِي رَغْمَ الجُحُودْ

سَأَذُودُ عَنْ أَلَقِي الهَزِيلْ
وَلَنْ أُسَاوِمَ أَوْ أَبِيعْ ..

وَإِنْ تَمَازَجْتُ بِفِيزُوفٍ
وَإِنْ عُتِّقْتُ بِالإِمْلاَقْ

الرِّيحَ لِلبَحْرِ الضَّنِينْ
أَنِّي مَلَلْتُ مِنَ التَّوَسُّلِ

وَالتَّشَبُّثِ بِالرَّجَاءْ
وَلَسَوْفَ أَمْشِي ..

دُونَمَا خَوْفٍ لِتَذْلِيلِ العَنَاءْ
وَلَنْ أُمَرِّغَ فِي التُّرَابْ

وَجْهِي لِيُخْطِئَنِي العَذَابْ
وَلَنْ أُكَحِّلَ بِالهُرَاءْ

جَفْنَ الصُّمُودْ
وَلَنْ أَمُوتْ

فَالعَيْشُ فِي ظَنِّي ..
بِأَنْ تَطْوَي التَّلاَشِي

قَبْلَ أَنْ تُجْتَثَّ
وَلْيَنْأَ الخُلُودْ


--------------------------------------------------------------------------------

23/8/1999م
بنغازي/ليبيا
jazalus@yahoo.com

المفتش كرمبو 26 - 7 - 2011 03:56 PM

قالوا:- في شاعرنا الليبي أحمد رفيق




*** الــعــقــــاد ***



يقول العقادعن شاعرنا الليبي أحمد رفيق المهدوي :-
إن شعره ملأ النفوس بإيناس ٍ غطى على كل ما هنالك
من وحشة الظلام ، ووحشة المصير المجهول ، ويستطرد
العقاد فيقول :- من الواجب أن أنبه في صحافتنا الأدبية
إلى مكان هذا الشاعر الذي يـقل نظراؤه في العصر ِ الحاضر ،،

المصدر( كتاب الشعر والشعراء لمحمد الصادق عفيفي )
نقلا ً عن جريدة أخبار اليوم المصرية عدد ( 15- أكتوبر – 1954 )






*** محمد الصادق عفيفي ***


يقول محمد الصادق عفيفي :- كان شعر رفيق أيام
الإحتلال الإيطالي لليبيا ممنوعا ً محرما ً حتى أنه
كان يقع تحت طائلة القانون من يتعاطى شعره ،
وحتى كان الصديق يطلب من صديقه أن يعود
أدراجه إذا كان يتأبط شيئا ً من شعر أحمد رفيق ،،



المصدر ( كتاب رفيق شاعر الوطنية ) لمحمد الصادق عفيفي




*** عمر الدسوقي ***


يقول عمر الدسوقي:- رفيق شاعر مطبوع بلغ الشعر
الليبي الحديث على يديه منزلة لم يصل إليها من قبل
وكان بطبعه محبا ً للحرية متمردا ً على الظلم.



المصدر( كتاب في الأدب الحديث ) لعمر الدسوقي الطبعة الثالثة



( الشاعر عزيز أباظة )


في تقديمه لديوان رفيق الذي طبع في القاهرة
يقول الشاعر الكبير عزيز أباظة :- لعل أروع
ما يتضح لنا في هذا الديوان القيم تلك التجارب
الشعورية التي صورها الشاعر فأحسن تصويره
، دون أن يحيد بها عن نطاق الحقيقة ، والصدق
والأصالة تعبير زائف أو فكرة مشوبة ، فنحن
بإزاء شاعر يطل على مرائي الطبيعة ،
ومجالي الكون ، ومواكب الحياة من خلال
أحاسيسه اليقضة الواعية ، ثم يرسم بريشته
ما أنبثق في وجدانه من خلجات وخفقات
وما ألتمع في عقله من لمحات ، وومضات ( الخ.. ).
وينهي عزيز أباظة تقديمه فيقول :-
انصهر أحمد رفيق ذاتية وشعورا ً في بوثقة
الألم فإذا بقيثارته تنطلق بهذا النغم الباكي
واللحن الحزين ، وواضح أن نصيب العاطفة
أوفى من نصيب الجزلة ..... ،،،،،،





( محمد فريد أبو حديد )




يقول محمد حديد أبو فريد في كلمته المنشورة في
آخر ديوان رفيق المطبوع بمطبعة الرسالة بالقاهرة :-
أنه أعجب أيم إعجاب بشعر رفيق كما يعجب بقصيدته
( يا من على البعد ) التي قالها في منفاه ويراها من
أبدع ما سجل في الشعر العربي قديمه وحديثه وكذلك
يعجب بقصيدة رفيق في الشاعر الإيطالي ( دنونزيو ).




[ ( الشاعر علي الجندي )


يقول الشاعر علي الجندي :- رفيق شاعـر واسع
الأفق سريع التأثر بكل ما حوله من مظاهر الكون
المختلفة فإلى جانب المشاعر الفردية نجد المشاعر
الجماعية مصورة خير تصوير ، إنه شاعر يعرف حقا
ً معنى الشاعرية ، شديد الحساسية ، عميق الوجدان
.


بعد مطالعتنا ما كتب من أراء ِ لبعض الكـُتـَاب ِ والأدباء العرب
عن شاعرنا الكبير شاعر الوطن أحمد رفيق المهدوي ،
أود في عجالة أن أقدم نبذة مختصرةٍ عن السيرة الذاتية لشاعرنا الفحل


ولد شاعرنا في فساطو سنة ( 1318هـ / 1898 م ).
درس بنالوت ، ثم إلتحق بمدرسة ( الزاوية ) حيث كان
والده موظفا ً فيها ، وحصل على الإبتدائية التركية أنذاك بها
وتقول بعض المصادر أنه تعلم اللغة الفرنسية بمدينة( مصراتة )



للشاعــر هجرتين ، ومنفى ،،،،،،،


الهجرة الأولى حين رحل رفقة أسرته إلي الإسكندرية بمصر
عام ( 1910 م ) وأكمل تعليمه فيها وحصل علي شهادة الكفاءة
وفي الإسكندرية نطق أحمد رفيق المهدوي بالشعر لإول مرة.



عاد عام ( 1921م) إلى بنغازي ، وعين سكرتيرا ً لبـلـديتهــا
تذكر بعض المصادر أن عودته كانت عام ( 1920 م ) لا ( 1921م).
وبقــى شاعرنــا في بنغازي حتى عام ( 1925م) حيث كانت هجرته التانية




الهجرة التانية:- هاجر شاعرنا طواعية ضيقا ً من ظلم الإستعمار الفاشي
وكانت هجرته هذه إلى تركيا طواعية إذ أن لشاعرنا إقامة بتركيا تانية منفيا ً
عــاد إلي أرض الوطن من هجرته التانية إلي تركيا سنة ( 1934م ).



بعد عودته بعامين ومناؤته للمستعمر صدر في حقه حكم تعسفي بالطرد
عام ( 1936م) فخرج منفيــا ً إلى مدينة ( جيحان ) في تركيا.
بقى منفيا ً لمدة عشر سنوات حتى عام ( 1946م ) حين عاد للوطن.
عام ( 1951م) عين عضوا ً في مجلس الشيوخ أنذاك.



توفي شاعرنا في اليوم السادس من شهر يوليو عام ( 1961م ).



المصدر ( كتاب قصة الإدب في ليبيا العربية )
د. عبــد المنعــم خفاجي

المفتش كرمبو 26 - 7 - 2011 03:57 PM

مقاطع من( الوطنيات ) لشاعر الوطن أحمد رفيق المهدوي



*** الحنين إلي الوطن ***


كـادت تطير بأضلعي أشواقي (*) يـوم الفـراق فهل يكون تـلاق ِ
ودعــتــه والله يـعـلـــم أنــنــي (*) ودعــت راحـة قـلبي الخفـاق ِ
لـو كان قـبل الـيـوم يوم قـيامة (*) كــان الفــراق قـيامة العـشاق ِ
وطني من الإيمان حبك ليس لي (*) مـنٌ عـليك وأنت ذو استحقاق ِ





( الـــوطن )



يا أيها الـوطن المقـدس عـندنا (*) شـوق إلـيك فكـيـف حالـك بعدنا
كـنا بأرضك لا نـريـد تحـــولا ً (*) عـنها ولا نــرضى سواهـــا موطنا
في عـيشة لو لم تكن ممزوجة (*) بالــذل ِ كـانـت ما ألـذ وأحسـنــا
عـفنا رفاة العيش فيك من العـدا (*) وأبـى لـنا شمـم النفـوس وعـزنا
قـالوا لـنا جـئـنا نـمـدن أرضكم (*) أيـن الـتمدن والـذي قالوا لـنا ؟!
هـدموا من الأخلاق في أوطننا (*) أضعــاف ما شادوه فيها من بـنا




( فـارقــتكم )


فـارقـتـكـم وفــؤادي لا يفــارقــكــم (*) قــيـدتـمـوه بأسـبـاب ٍ وثـيـقــات ِ
أهــل الــوداد وحـبي لــلـبـلاد هـمـا (*) أسباب تعذيـب قـلبي وأشتياقـاتي
تركـت مـوطن آبـائي عـلـــى مضض ٍ (*) مـما تجـــرعـــت من هــم ٍ وويـــلات
والله ما بـإخـــتــيـاري أن أفارقـه (*) لو لم يـنغــصــه حكم الظالـم العاتي
إني لأذكــر يـوم الـبـيــن إذ هـمـلـت (*) مـدامعي فـوق خـــدي مستــهــلات ِ
وقد تحـيـرت فـي أمرين مـا فـتـئـا (*) يــنـكـدان حـيـاتـي في منـاجــاتي
لم ترض عـزة نفـسي بالـمقـام ِ على (*) ضيـم الأعــادي وأربــاب الجهــالات
خرجت من موطني مثل الطــريد فما (*) ودعـت خــلا ً ولا أدركـت ثـــاراتــي

المفتش كرمبو 26 - 7 - 2011 03:58 PM

ولد في بنغازي عام 1907م، ودرس في المدرسة العربية الإيطالية، ومنح شهادةالتعليم عام 1938م، وشغل بعض المناصب التعليمية والإدارية والقضائية، يجيد الإيطالية، ويتزود بقسط من الثقافات الأجنبية. يؤثر مدرسة البارودي وشوقي وحافظ على مدرسة مطران، ومن شعره قصيدة عنوانها "آدم" ومنها:



مصائب مثلي قد أتتهم من العقل
رجعت إلى اصل الخلائق باحثاً

وفتشت هذي الأرض شرقاً وغرباً
فلم ألف فيها عنصراً طاب أصله


فيا ليتني أعطى قليلاً من الجهل
لكي اهتدي منه إلى منبع النبل

وفتشت فيها من جنوب ومن شمل
سوى عنصر من نسل خاتمة الرسل

المفتش كرمبو 26 - 7 - 2011 04:02 PM

لد بمدينة طرابلس عام 1922م من أبوين ينحدران من أرومة عربية خالصة، ثم ما لبث أن حفظ القرآن الكريم، وتلقى بعض الدروس الخاصة ثم ذهب الى مصر والتحق بالازهر، وحصل على الشهادة العالمية سنة 1943م، وعلى الشهادة العالية لكلية الشريعة سنة 1937م، وقد ظل محتفظا بمكافأة الأولية فيها طوال سنوات الدراسة، كما حصل على دبلوم الصحافة المصرية بالقاهرة.
ولما عاد الى ليبيا في اواخر ديسمبر سنة 1947م كانت البلاد تستعد لاستقبال هيئة التحرير التي قدمت قبيل لجنة التحقيق الدولية، فوجد نفسه مسوقا الى خوض غمار الحركة الوطنية التي كانت اذ ذاك على اشدها، ولقد شغل وظيفة سكرتير للمؤتمر الوطني الذي يتألف من جميع الأحزاب لمواجهة الخطر الذي كان يهدد مصير الأمة وفي هذه الفترة عرضت عليه جريدة المصري ان يكون مراسلا لها فقبل، وفي بعض العهود أجبر على تولي رئاسة تحرير جريدة "طرابلس الغرب" اليومية.
وفي سنة 1951م عين مدرسا بدار المعلمين بسيدي المصري وظل بها الى ان التحق بوظيفة المدير المساعد لمكتب رئيس المجلس التنفيذي.
ويقول الشاعر عن نفسه: "كانت لقصائد الشاعر محمود غنيم في مطلع حياتي الاثر الخاص في نفسي، ولست من الداعين الى تحرير الشعر العربي من قيوده القديمة، ولكنني من المؤمنين بضرورة الدعوة الى التجديد والابتكار في معانيه، وأخيلته.



باقة من أشعاره



يلوموننا

دعوت فهل من سامع لدعائيا
أيحيا غريب الدار في الدار سيدا

يقولون: إن البغي ولى زمانه
وأصبح أمر الشعب للشعب خالصا

فياليت شعري ما لعيني لا ترى
جراحات هذا الشعب تدمي ولم أجد

فلا شع نور الصبح إن عشت في عمى
ولا كان في الدنيا سلام وراحة

يلوموننا أنا نثور لحقنا
أيحمد من يبغى على الناس صنعه

فلا درّ در المرء إن عاش تابعا
إذا لم يكن للمرء من عز قومه



وناديت هل لبى الشباب ندائيا؟
ونحيا عبيدا بينه ومواليا؟

وأضحى معين القوم عذبا وصافيا
وأصبح صوت الحق كالرعد داويا

مظاهر هذا العهد إلا مخازيا
لها من دعاة الحق يوما مداويا

ولا فج نبع الماء إن مت صاديا
إذا كان هذا الشعب لا زال عانيا

ونغضب إن لم نأخذ الحق وافيا
وينعى على من ضيم إن ضج شاكيا

ولا نام جفن الحر إن بات باكيا
لبوس وإن أبلى فلا زال عاريا

مصر

يا مصر يا هديا لمستهديك
يا تاج هذا الشرق فوق جبينه

بشبابك الوثاب بالنفر الأبي
بأبر من حملوا لواءك عاليا

ومنارة الأجيال في ماضيك
من العنيد لكل من ساءوك

مل الرحيب بكل ذات حلوك
يا غمد كل مهند: يهنيك

يبنون مجدك في ضحى ودلوك
بالقادة الأحرار خير بنيك

أبو جمال 26 - 7 - 2011 06:06 PM

مشكور يالغالي على هذه الموسوعه
لعمري ابدعت ثم امتعت بالمعلومات الجديده والقيمه

بنت بلادي 26 - 7 - 2011 09:15 PM

مواضيعك مميزة وتعرفنا على الكثير من المواضيع وكتاب الوطن العربي واحداثه
اهنيك على ثقافتك وسعة اطلاعك وبورك بك يا مفتش كرمبو

روح الياسمين 26 - 7 - 2011 10:27 PM

سلمت الايادي على مجهودك الكبير
لا عدمناك ولا عدمنا حضورك ومواضيعك
شاكرة لك اختيارك


الساعة الآن 08:04 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى