منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   المكتبة العامة (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=239)
-   -   قاموس النحو (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=26610)

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 02:55 AM

لات



هي ( لا ) النافية ثم زيدت عليها التاء من أجل المبالغة والتأنيث ، كتأنيث ربت وثمت على رأي الجمهور ، وقيل غير ذلك ، وتعمل عمل ليس ، فترفع الاسم وتنصب الخبر بشروط هي :

1 – أن يكون اسمها وخبرها بلفظ الحين خاصة ، وبألفاظ الزمان عامة .

2 – أن يحذف اسمها أو خبرها ، والغالب حذف اسمها .

نحو قوله تعالى ( ولات حين مناص )(1) .

ومنه قول الشاعر * :

ندم البغاة ولات ساعة مندم والبغي مرتع مبتغيه وخيم



نماذج من الإعراب



قال تعالى ( ولات حين مناص ) .

ولات : الواو استئنافية ، لا حرف نفي يعمل عمل ليس ، والتاء للتأنيث اللفظي ، واسمها محذوف تقديره الحين .

حين : خبر لات منصوب ، وهو مضاف .

مناص : مضاف إليه مجرور ، وتقدير الكلام : ولات الحين حين مناص .



ـــــــــــــــ

(1) ص [3] .

* لقد اختلف في نسبة الشاهد إلى قائل معين ، فقد ورد في العيني ج2 ص146 منسوباً إلى محمد بن عيسى بن طلحة ، أو مهلهل بن مالك الكناني ، وهو بلا نسبة في بقية مصادره في كتب النحو ، وانظر في ذلك معجم شواهد النحو الشعرية الشاهد رقم 2528 ص607 .

لا سيما لبيك لدى



لا سيما

( لا ) النافية للجنس واسمها (1) .

لبيك

مفعول مطلق منصوب على المصدرية ، وقال سيبويه أنه منصوب بالفعل
( أي مفعول به ) ، ويستعمل بمعنى الإقبال على الأمر والاستجابة له ، ولا يكون إلا بصيغة المثنى (2) ، وقال البعض ليس بمثنى وإنما هو مثال عليك وإليك (3) .

نحو : لبيك اللهم لبيك .

لدى

ظرف للمكان مبني على السكون في محل نصب بمعنى ( عند ) لا يأتي مجروراً بمن ولا يضاف إلى الجمل .

كقوله تعالى ( كل حزب بما لديهم فرحون )(4) .

وقوله تعالى ( وألفيا سيدها لدى الباب )(5) .

وتأتي ( لدى ) خبراً ، وصفة ، وصلة ، وحالاً ، وذلك بخلاف ( لدن ) .

ومنه قول زهير :

لدى أسد شاكي السلاح مقذف له لبد أظفاره لم تقلم

وتأتي ( لدى ) ظرفاً زمانياً بمعنى ( حين ) .

نحو : سآتيك لدى وصولي ، أي : حين وصولي .

ـــــــــــــــ

(1) أنظر ص317 و ص461 .

(2) أنظر اللسان ج1 ص731 .

(3) أنظر اللسان ج15 ص238 .

(4) المؤمنون [53] (5) يوسف [25] .
يتبع

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 02:56 AM

لدن لذا



لدن

ظرف للمكان بمعنى ( عند ) يحل محل ابتداء غاية مبني على السكون ، ويأتي غالباً مجروراً بمن ، وهو من الظروف المضافة لفظاً ومعنى .

نحو قوله تعالى ( من لدن حكيم خبير )(1) .

وقوله تعالى ( وهب لنا من لدنك رحمة )(2) .

وقوله تعالى ( وعلمناه من لدنا علما )(3) .

وهي في الأمثلة السابقة مضافة إلى الاسم الظاهر والضمير ، وتضاف إلى الجملة كما في قول القطامي :

صريع غوان راقهن ورقنه لدى شب حتى شاب سود الذوائب

وقد تنصب على الظرفية الزمانية نحو : ذهبت إلى عملي لدن طلوع الشمس .

وإذا أضيفت إلى ياء المتكلم جاز أن تلحقها نون الوقاية فنقول : لدني ، وتحذف النون فتقل : لدني ، بتخفيف النون .

ويجوز حذف نون لدن كما تحذف نون كان ، فنقول : لد ، والاسم الذي يليها يكون مجروراً بالإضافة . وإذا تلاها ظرف زمان جاز جره بالإضافة أو نصبه على التمييز ، نحو : زرته لدن غدوةٍ ، أو غدوةً .



لذا

لفظة مؤلفة من ( اللام ) الجارة ، واسم الإشارة ( ذا ) .

وإعرابها جار ومجرور ، نحو قولنا : " لذا أقول إليها لو تطاوعني " .



ـــــــــــــــ

(1) هود [1] (2) آل عمران [8] (3) الكهف [65] .
يتبع

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 02:56 AM

لعل



حرف مشبه بالفعل من أخوات إن يفيد الترجي ، وهو توقع الأمر المحبوب .

نحو : لعل الله يرحمنا .

وتفيد الإشفاق ، نحو : لعل الجرح مميت .

والفرق بينهما : أن الترجي في المحبوب والإشفاق في المكروه .

وتفيد التعليل ، كقوله تعالى ( فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى )(1) .

وهذا المعنى أثبته الكسائي والأخفش ، أما مذهب سيبويه والمحققين فإنها في الآية للترجي ، والمعنى : اذهبا على رجائكما ذلك من فرعون .

وتفيد الاستفهام ، كقوله تعالى ( لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا )(2) .

ومنه قول امرئ القيس :

وبدلن قرحاً دامياً بعد صحة لعل منايانا تحولن أبؤسا

وإذا دخلت ( ما ) الحرفية عليها كفتها عن العمل .

نحو : لعلما والدك قادم .

ومنه قول الفرزدق :

أعد نظراً يا عبد قيس لعلما أضاءت لك النار الحمار المقيدا

وقد تحذف لام ( لعل ) الأولى فيقال : عل ، " أنظر ( على ) ص334 " .

وإذا اتصلت بها ياء المتكلم كثر تجردها من نون الوقاية ، فنقول : لعلي .

ومنه قوله تعالى ( لعلي أعمل صالحاً فيما تركت )(3) .

وقل مجيئها بالنون ، نحو : لعلني .





ـــــــــــــــ

(1) طه [44] (2) الطلاق [1] (3) المؤمنون [100] .
يتبع

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 02:57 AM

لعمري



لفظة مؤلفة من لام الابتداء ، و ( عَمْرُ ) الذي يعرب مبتدأ ، وياء المتكلم في محل جر بالإضافة ، ويحذف خبره وجوباً لأن المبتدأ مشعر بالقسم .

نحو : لعمري لأعاقبنك .

ومنه قول أبي العلاء :

برود المخازي لابن آدم حلة لعمري لقد أعيت عليه الملابس

وتأتي مضافة إلى كاف الخطاب ، نحو : لَعَمْرُك .

ومنه قول لبيد :

لعمرك أن الموت ما أخطأ الفتى لكا الطول المرخى وثنياه باليد

ومنه قول زهير :

لعمرك ما جرت عليهم رماحهم دم ابن نهيل أو قتيل المثلم



نماذج من الإعراب

قال الشاعر : " لعمري لقد أعيت عليه الملابس " .

لعمري : اللام لام الابتداء حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

عمري : مبتدأ ، وهو مضاف ، وياء المتكلم في محل جر بالإضافة ، وخبره محذوف وجوباً تقديره : قسم ، أي : لعمري قسم .

لقد : اللام واقعة في جواب القسم ، قد حرف تحقيق .

أعيت : فعل ماض ، والتاء للتأنيث الساكنة .

عليه : جار ومجرور متعلقان بأعيت .

الملابس : فاعل مرفوع .

والجملة لقد أعيت ... إلخ لا محل لها من الإعراب جواب القسم .

يتبع

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 02:57 AM

لغة

تأتي على وجهين :

أولاً : إما حالاً منصوبة ، نحو : قولهم : السنة لغة هي الطريق .

ومثلها كلمة اصطلاحاً .

نقول : السنة اصطلاحاً هي أقوال الرسول وأفعاله وتقريراته .

وقد توهم بعض النحاة ونصبوها على نزع الخافض ( أي على حذف حرف الجر ) ، والتقدير عندهم : السنة في اللغة .

ولا أرى هذا صحيحاً من وجوه أذكرها ، مع أن مقام البحث لا يقتضي ذلك ، ولكن أردت أن أوضح حثيثة غفل عنها البعض ، يقول سيبويه ( كما لم يجز حذف حرف الجر إلا في الأماكن في مثل دخلت البيت ) .

ويقول ابن عقيل : تقدم أن الفعل المتعدي يصل إلى مفعوله بنفسه .

وأذكر هنا أن الفعل اللازم يصل إلى مفعوله بحرف الجر ، نحو : مررت بزيد ، وقد يحذف حرف الجر فيصل إلى مفعوله بنفسه ، نحو : مررت زيداً .

قال الشاعر جرير :

تمرون الديار ولم تعوجوا كلمكم عليّ إذاً حرام

والتقدير : تمرون بالديار .

ومذهب الجمهور أنه لا ينقاس حذف حرف الجر مع غير ( أنَّ ) و ( أنْ ) بل مقتصر فيه على السماع (1) ، وقال الأشموني ( وإن حذف حرف الجر فالنصب للمنجر وجوباً وشذ إبقاؤه على جره ) ، ثم قال في موضع آخر : وحيث حذف الجار في غير ( أنَّ ) و ( أنْ ) فإنما يحذف نقلاً ، لا قياساً مطرداً وذلك على نوعين الأول وارد في السعة ، نحو : شكرته ، ونصحته ، وذهبت الشام ، والثاني مخصوص بالضرورة .

ـــــــــــــــ

(1) شرح ابن عقيل ج1 ص538 – 539 .

لغة

كقوله ( أليت حب العراق الدهر أطعمه ) ، والتقدير : على حب العراق (1) .

ونخلص من الأقوال السابقة إلى الآتي :

1 – أن حذف حرف الجر لا يكون عند جميع النحاة إلا في الأماكن التي ارتبطت بالجار مسبوقة بالفعل اللازم الذي تعدى في الأصل لمفعوله بواسطة حرف الجر المحذوف ، فعندما حذف حرف الجر نصب الاسم إما بالفعل قبله ، وهذا مذهب الجمهور ، وإما بنزع الخافض وهذا مذهب أخل الكوفة ، كما ذكر ذلك الصبان نقلاً عن ياسين في حاشيته (2) .

ومثلوا لما سبق بقولهم : دخلت البيت ، وذهبت الشام وتوجهت مكة ، وقد أكد ذلك ابن يعيش بقوله : قال صاحب الكتاب ( يعني سيبويه )(3) .

ويحذف حرف الجر فيتعدى الفعل بنفسه .

كقوله تعالى ( واختار موسى قومه سبعين رجلاً )(4) .

2 – أن الحذف غير قياسي وإنما اقتصر على السماع إلا ما كان مع ( أنَّ ) و ( أنْ ) و ( كي ) المصدرية ، فمثال حذفه مع ( أنّ ) ، قوله تعالى ( شهد الله أنه لا إله إلا هو )(5) .

ومثال حذفه من ( أنْ ) ، قوله تعالى ( أوعجبتم أنْ جاءكم ذكر من ربكم )(6) .

والتقدير في الآيتين : بأنه ، ومن أنْ جاءكم .

ومثال كي ، قولنا : جئتك كي تقوم ، والتقدير : لكي تقوم .

ومع ذلك يشترط في حذف حرف الجر فيما سبق أمن ( اللبس ) فإذا لم يؤمن اللبس لم يجز حذفه .

ـــــــــــــــ

(1) حاشية الصبان على شرح الأشموني ج2 ص89 – 90 .

(2) المرجع السابق . (3) شرح المفصل لابن يعيش ج8 ص50 .

(4) الأعراف [155] (5) آل عمران [18] (6) الأعراف [63] .

لغة



وإذا تتبعنا المواطن التي يحذف فيها حرف الجر لا نجد فيها واحداً يشير إلى أن كلمة ( لغة ) أو ( اصطلاحاً ) أو ما شابههما مما ينصب على نزع الخافض .

وقد ذكرت كتب النحو تلك المواطن بالتفصيل ، وخصها شرح الأشموني بثلاثة عشر موطناً ، وليس فيها واحد جاء منصوباً بعد حذف الجر وإنما بقيت جميعها على جرها ، ومنه على سبيل المثال :

1 – الجر بعد حذف رب ، وقد ذكرنا ذلك في باب رب ، فارجع إليه .

2 – بعد كم الاستفهامية إذا دخل عليها حرف الجر ، نحو : بكم ريال اشتريت ، والتقدير : بكم من ريال ، خلافاً لمن جعل الجر بالإضافة .

3 – لفظ الجلالة في القسم دون عوض ، نحو : والله لأفعلن .

4 – في جواب ما تضمن مثل المحذوف .

نحو : زيد في جواب بمن مررت .

وللاستزادة راجع شرح الأشموني ج2 ص300 وما بعدها .



ثانياً : أو مجرور بحرف الجر الظاهر ، نحو قولهم : في اللغة ، وفي الاصطلاح ، والجار والمجرور متعلقان بفعل محذوف تقديره أعني ، والجملة المقدرة معترضة .

نحو : السنة في اللغة هي الطريق .

ونحو : والحال في اللغة فضلة نكرة .

ونحو : الفقه في اللغة العلم بالشيء .

لكنْ

1 – مخففة من الثقيلة لا عمل لها ، وتكون للاستدراك إذا سبقها نفي ، وتدخل على الجمل الفعلية والاسمية ، فمثال دخولها على الجمل الفعلية ، قوله تعالى ( وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون )(1) .

ومنه قول ابن زيدون :

ومن الشعر مما أدعيه فضيلة ترن ولكن انطقتني بالفواصل

ومنه قول العجير السلولي :

ولكن ستبكين خطوب كثيرة وشعت أهينوا في المجالس جوع

ومثال دخولها على الجمل الاسمية ، وهي عندئذ ابتدائية لمجرد إفادة الاستدراك ، قول زهير بن أبي سلمى :

إن ابن ورقاء لا تخشى بوادره لكن وقائعه في الحرب تنتظر

ومنه قوله تعالى ( لكنا هو الله ربي )(2) ، وأصله : لكن أنا ، فحذف ألفها فالتقت النون وكان التشديد .

كما تدخل على الأسماء ولا تعمل فيها ، كقوله تعالى ( لكن الراسخون في العلم منهم )(3) .

2 – وتكون لكن حرف عطف بشروط هي :

أ ـ أن يكون معطوفها مفرداً .

ب ـ أن تسبق بنفي أو نهي ، وألا تقترن بالواو ، نحو : ما قرأت نحواً لكن أدباً ، وما أكلت رطباً لكن عنباً .

3 – وتكون ابتدائية لإفادة الاستدراك أيضاً إذا سبقت بالواو .

نحو قوله تعالى ( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله )(4) .

ـــــــــــــــ

(1) النحل [118] (2) الكهف [38] .

(3) النساء [162] (4) الأحزاب [40] .

يتبع

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 02:58 AM

لكنْ لكنّ



ومنه قول العجير السلولي :

وما ذاك إن كان ابن عمي ولا أخي ولكن متى ما أملك الضر أنفع

وكذا إذا سبقت بإيجاب ، نحو : نجح محمد ولكن علي لم ينجح .



لكنّ

حرف مشبه بالفعل من أخوات إنّ ، ينصب الاسم ويرفع الخبر ، يفيد الاستدراك والتوكيد .

نحو : السلع متوفرة لكن الأسعار مرتفعة .

ومنه قوله تعالى ( وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد )(1) .

ومنه قول المتنبي :

ولكن صبا خامر القلب في الصبا يزيد على مر الزمان ويشتد

ومنه قول عنترة :

إذ يتقون بي الأسنة لم أخم عنها ولكني تضايق مقدمي

وإذا اتصلت بها ( ما ) الحرفية الزائدة كفتها عن العمل ، وعم دخولها على الجمل الاسمية والفعلية على حد سواء .

كقول ساعدة بن جؤية :

ولكنما أهلي بواد أنيسه سباع تبغّي الناس مثنى وموحد

ومنه قول امرئ القيس :

ولكنما أسعى لمجد مؤثل وقد يدرك المجد المؤثل أمثالي

ـــــــــــــــ

(1) الحج [2] .

لكنْ لكنّ



نماذج من الإعراب



قال تعالى ( لكن الراسخون في العلم منهم ) .

لكن : حرف استدرا يفيد الاستثناء لا عمل له مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين .

الراسخون : مبتدأ مرفوع بالواو .

في العلم : جار ومجرور متعلقان بالراسخون .

منهم : جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من الضمير المستتر في الراسخون .

وخبر المبتدأ قوله تعالى ( يؤمنون بما أنزل إليك )(1) ، ويصح أن يكون الخبر أيضاً قوله تعالى ( أولئك سنؤتيهم أجراً عظيماً ) في آخر الآية .



قال تعالى ( ولكن عذاب الله شديد ) .

ولكن : الواو للاستئناف ، لكن حرف مشبه بالفعل ناصب لاسمه رافع لخبره ، مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

عذاب : اسم لكن منصوب بالفتحة ، وعذاب مضاف .

الله : لفظ الجلالة مضاف إليه .

شديد : خبر لكن مرفوع بالضمة ، والجملة لا محل لها من الإعراب استئنافية .





ـــــــــــــــ

(1) أنظر إعراب القرآن للنحاس ج1 ص470 ، وأنظر إعراب القرآن الكريم وبيانه للشيخ محي الدين الدرويش مجلد 2 ص377 .

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 02:59 AM

لَمْ لِمَ

لمْ

حرف جزم ونفي وقلب ، تجزم الفعل المضارع ، وتنفي وقوعه وتقلب معناه إلى الماضي .

كقوله تعالى ( لم يلد ولم يولد )(1) .

وقوله تعالى ( ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل )(2) .

ومنه قول طرفة :

إذا القوم قالوا من فتىً خلت أنني عنيت فلم أكسل ولم أتبلد

ومنه قول لبيد :

أو لم تكن تدري نوار بأنني وصال عقد حبائل جذامها

لِمَ

مؤلفة من ( اللام ) الجارة و ( ما ) الاستفهامية التي حذفت ألفها لدخول حرف الجر عليها ، وقد تلحقها ( ها ) السكت فنقول : لمه .

نحو قوله تعالى ( قل يا أهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله )(3) .

وقوله تعالى ( قل يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله )(4) .

ومنه قول زياد الأعجم :

يا عجباً والدهر جم عجبه من عنزي سبني لِمَ أضربه

وكثير من النحاة يقولون بوجوب حذف ألف ( ما ) الاستفهامية إذا سبقها حرف الجر (1) .

كقول ابن مقبل :

أأخطل لم ذكرت نساء قيس فمل روعن عنك ولا سبينا

ـــــــــــــــ

(1) الإخلاص [3] (2) الفيل [1] .

(3) آل عمران [99] (4) آل عمران [98] .

لمّا



1 – حرف جزم ونفي واستغراق , فهي تنفي المضارع وتجزمه ويستغرق النفي جميع أجزاء الزمن الماضي ، ولذلك فهي مختلفة عن لم بأن نفيها مستمر حتى زمن المتكلم .

كقوله تعالى ( ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم )(2) .

ومنه قول امرئ القيس :

فقلت له لما عوى أن شأننا قليل الغنى إن كنت لما تمول

والشاهد في البيت قوله : لما تمول .

ومنه قول الحطيئة :

وأنت امرئ تبغي أبا قد ضللته ثكلت ألما تستفق من ضلالكما



2 – وتأتي لما ظرفية بمعنى ( الحين ) متضمنة للشرط غير جازمة مبنية على السكون في محل نصب ، وامتناع جزمها لاختصاصها بالدخول على الأفعال الماضية ، كقوله تعالى ( فلما أخذتهم الرجفة قال رب لو شئت أهلكتهم )(3) .

ومنه بيت امرئ القيس السابق : فقلت له لما عوى ... إلخ .

ومنه قول عنترة :

فلما وردن الماء زرقا جمامه وضعن عصى الحاضر المتخيم





ـــــــــــــــ

(1) أنظر المغني لابن هشام ج1 ص298 ، وخزانة الأدب للبغدادي ج6 ص100 .

(2) آل عمران [142] .

(3) الأعراف [155] .

لمّا



3 – وتكون ( لما ) بمعنى ( إلا ) ، نحو : سألتك لما فعلت ، بمعنى : إلا فعلت ، وهي لغة هذيل ، ومنه قوله تعالى في قراءة من أقر به ( إن كل نفس لما عليها حافظ )(1) ، ومعناه ما كل نفس إلا عليها حافظ .

ولما التي بمعنى ( إلا ) كأنها ( لم ) ضم إليها ( ما ) فصارت جميعها بمعنى ( إن ) التي تكون للجحود فضموا إليها ( لا ) فصارا حرفاً واحداً وخرجا من حد الجحد ، فنقول ( إلا ) وكذا الحال في ( لما )(2) .



نماذج من الإعراب



قال تعالى ( ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ) .

ولما : الواو للحال ، لما : حرف جزم ونفي واستغراق مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

يعلم : فعل مضارع مجزوم بلما وعلامة جزمه السكون ، وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين .

الله : لفظ الجلالة فاعل .

الذين : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به .

جاهدوا : فعل وفاعل .

منكم : جار مجرور متعلقان بالفعل جاهد .

وجملة جاهدوا لا محل لها صلة الموصول ، وجملة لما يعلم في محل نصب حال .

ـــــــــــــــ

(1) الطارق [4] (2) أنظر اللسان ج12 ص552 .

يتبع

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 02:59 AM

لمّا لن



قال الشاعر :

لما رأيت القوم أقبل جمعهم يتذامرون كررت غير مذمم

لما : ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب متضمن معنى الشرط غير جازم ، وهو مضاف .

رأيت : فعل وفاعل .

القوم : مفعول به أول .

والجملة الفعلية في محل جر مضاف إليه إلى لما .

أقبل : فعل ماض .

جمعهم : فاعل ، والهاء في محل جر بالإضافة .

والجملة من أقبل جمعهم في محل نصب مفعول به ثان لرأيت .

يتذامرون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل والجملة في محل نصب حال من الضمير في جمعهم .

كررت : فعل وفاعل .

غير : حال منصوبة من الضمير في كررت ، وغير مضاف .

مذمم : مضاف إليه مجرور .

والجملة كررت ... إلخ لا محل لها من الإعراب جواب الشرط .



لن

حرف نفي واستقبال ونصب ، تختص بالدخول على الفعل المضارع فتنفيه وتخلصه للاستقبال وتنصبه وكان الفعل قبل دخولها صالحاً للحال والاستقبال معاً .

نحو : لن يهمل المجد واجبه .



لن



ومنه قوله تعالى ( ولن تجد لسنة الله تبديلا )(1) .

ومنه قول أبي طالب * :

والله لن يصلوا إليك بجمعهم حتى أوسد في التراب دفينا



نماذج من الإعراب



والله : الواو للقسم ، الله لفظ الجلالة مجرور ، والجار والمجرور متعلقان بفعل القسم المقدر ، أي أقسم بالله .

لن يصلوا : لن حرف نفي واستقبال ونصب مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، يصلوا : فعل مضارع منصوب ، وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل .

إليك : جار ومجرور متعلقان بيصلوا .

بجمعهم : جار ومجرور متعلقان بيصلوا أيضاً ، والضمير في محل جر بالإضافة .

حتى : حرف جر وغاية مبني على السكون لا محل له من الإعراب .



ـــــــــــــــ

(1) الأحزاب [62] .

* أبو طالب : هو بن عبد المطلب بن هاشم ، من قريش ، وكنيته أبو طالب ، وطالب آخر أبنائه ، وهو والد علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وعم النبي صلى الله عليه وسلم وكافله ومربيه وناصره ، كان من أبطال بني هاشم وفرسانهم ، ومن الخطباء العقلاء الأباة ، كان صاحب تجارة ، دعاه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام فامتنع خوفاً من أن تعيره العرب بتركه دين آبائه ، ونزل فيه قوله تعالى ( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ) 56 القصص ، توفي كافراً بمكة المكرمة قبل الهجرة النبوية الشريفة بثلاث سنين وأربعة أشهر .

يتبع

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 03:00 AM

لن لو



أوسد : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوباً بعد حتى ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنا ، والمصدر المؤول من أن المحذوفة والفعل في محل جر بحتى .

في التراب : جار ومجرور متعلقان بأوسد .

دفينا : حال منصوبة بالفتحة .

لو

وله أربعة أقسام :

أولاً : حرف شرط غير جازم يربط بين جملتي الشرط والجواب ، ويفيد الامتناع
( امتناع الجواب لامتناع الشرط ) وهي للتعليق في الماضي .

نحو : لو درست جيداً لنجحت في الامتحان .

ومنه قوله تعالى ( لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً )(1) .

ومنه قول الشاعر :

لو كل كلب عوى ألقمته حجراً لأصبح الصخر مثقالاً بدينار

وتأتي ( لو ) الشرطية بمعنى ( إن ) الشرطية فيليها فعل مضارع دال على الاستقبال أو ماض فتصرفه إلى الاستقبال وهي غير جازمة أيضاً .

كقوله تعالى ( وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية )(2) .

ومنه قول الشاعر القطامي :

لا يُلفِك الراجوك إلا مظهرا خلق الكرام ولو تكون عديما

ومثال الماضي المصروف للمستقبل : قوله تعالى ( وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين )(3) .

ـــــــــــــــ

(1) الحشر [31] (2) النساء [8] (3) يوسف [17] .

لو

ومنه قول الأخطل :

قوم إذا حاربوا شدوا مآزرهم دون النساء ولو باتت بإظهار

تنبيه :

1 – الأصل في لو الشرطية أن يليها فعل ، ولكن قد يليها اسم فيكون فاعلاً لفعل محذوف ، كقولة عمر رضي الله عنه : " لو غيرك قالها يا أبا عبيدة " .

ومنه قوله تعالى ( لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي )(1) .

ومنه قول الغطمش الظبي :

أخلايَّ لو غير الحمام أصابكم عتبت ولكن ما على الدهر معتب

ولكن في هذا خلاف ، لأن بعض النحاة يرى أن ( لو ) لا يليها فعل مضمر إلا ضرورة كما في البيت السابق .

ونقول إن انفصال الضمير عن الفعل المحذوف من الآية السابقة يعمم ذلك .

وقد تأتي ( أن ) المشبهة بالفعل بعد لو ، وللنحاة في إعرابها وجوه .

فقد أعربها سيبويه مبتدأ حذف خبره في قوله تعالى ( ولو أنهم صبروا )(2) ، وقوله تعالى ( ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام )(3) ، ومنه قول الشاعر * :

ما أطيب العيش لو أن الفتى حجر تنبو الحوادث عنه وهو ملموم

أما الكوفيون وكثيراً من النحاة يرون أنها فاعل لفعل محذوف تقديره : تبت ، أو حصل ، أو استقر ، وهذا هو الأفصح . والله أعلم .

ـــــــــــــــ

(1) الإسراء [100] (2) الحجرات [5] (3) لقمان [17] .

* ابن مقبل : هو تميم بن أبي بن مقبل من بني العجلان ، ويكنى أبا كعب ، شاعر جاهلي مجيد مغلب ، أدرك الإسلام وأسلم ولكنه كان جافياً في الدين ، وكان في الإسلام يبكي أهل الجاهلية ، عمر طويلاً ، وكان يهجي النجاشي الحارثي قيس بن عمرو بن مالك ، ولكن النجاشي تغلب عليه ، وجعله ابن سلام من الطبقة الإسلامية الخامسة .

لو



ومنه قول المعري :

ولو أني حببت الخلد فرداً لما أحببت في الخلد انفرادا

2 – يغلب في خبر لو أن يقترن باللام كما مر معنا في بعض الأمثلة السابقة .

ومنه قول المتنبي :

وخفوق قلبي لو رأيت لهيبه يا جنتي لظننت فيه جهنما

وقد لا يقترن باللام ، كقول عنترة :

لو كان يدري ما المحاورة اشتكى ولكان لو علم الكلام مكلمي

3 – ويحذف جواب لو إذا تقدم ما يدل عليه ، ويغلب ذلك إذا سبقها واو الحال .

كقوله تعالى ( ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم )(1) .

ومنه قول المتنبي :

أتى خبر الأمير فقيل كروا فقلت نعم ولو لحقوا بشاش (2)



ثانياً : تأتي ( لو ) حرف مصدري غير ناصب وعلامة ذلك أن يصلح في موضعها ( أن ) المصدرية ، يغلب ذلك في وقوعها بعد الفعل ( ود ) أو ما في معناه .

كقوله تعالى ( يود أحدهم لو يعمر )(3) .

وقوله تعالى ( ودوا لو تدهن فيدهنون )(4) .

ومثال مجيء ( لو ) بعد مصدر ( ود ) ، قول الشاعر * :

وودت ودادة لو أن حظي من الخلان أن لا يصرموني

ـــــــــــــــ

(1) البقرة [221] (2) شاش : بلد ما وراء النهر .

(3) البقرة [96] (4) القلم [9] .

* الشاهد بلا نسبة في مصادره .

لو



وقد ترد لو المصدرية غير مسبوقة بالفعل ( ود ) أو مشتقاته .

كقول الأعشى :

وربما فات قوما جل أمرهم من التأني وكان الحزم لو عجلوا

ومنه قول الشاعر * :

ما كان ضرك لو مننت وربما من الفتى وهو المغيظ المحنق

ثالثاً : تأتي للعرض ، وجوابها عندئذ فعل مضارع منصوب بالفاء .

كقولهم : لو تنزل عندنا فتصيب خيراً .

رابعاً : تأتي للتمني :

نحو : لو تأتينا فتحدثنا ، ومنه قوله تعالى ( فلو أن لنا كرة فنكون )(1) .

ومنه قول الشاعر المهلهل ** :

فلو نبش القابر عن كليب فيخبر بالذنائب أي زير

ـــــــــــــــ

(1) البقرة [167] .

* قتيلة بنت النضر : هي قتيلة بنت النضر بن الحارث بن كلدة ، أحد بني عبد الدار ، وقيل هي أخت النضر ، أمر الرسول صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب فقتل أباها النضر يوم بدر كما أمر بقتل عقبة بن مخيط ، فقامت قتيلة ترثي أباها بقصيدة طويلة مخاطبة الرسول صلى الله عليه وسلم فلما بلغ النبي ذلك قال " لو سمعت هذا قبل أن أقتله ما قتلته " ، فيقال أن شعرها أكرم شعر موتور وآلفه وأحلمه .

** المهلهل : هو أبو ليلى المهلهل عدي بن ربيعة ، وقيل : امرؤ القيس بن ربيعة بن الحارث بن زهير التغلبي خال امرئ القيس الشاعر المشهور ، ولقب مهلهل لأنه أول من هلهل الشعر أي رققه ، ويقال أنه أول من قصد القصيد ، كان من أصبح الناس وجهاً وأفصحهم لساناً ، عكف في صباه على اللهو والتشبيب بالنساء ، حتى قتل أخوه كليب فكانت وقائع بكر وتغلب المعروفة بحرب البسوس .

لو

خامساً : للتقليل :

نحو : تصدق ولو بريال ، ومنه قول الرسول صلى الله عليه وسلم عن عدي بن حاتم " اتقوا النار ولو بشق تمرة " متفق عليه .

نماذج من الإعراب

1 – لو الشرطية : قال تعالى ( لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً ) .

لو : حرف شرط غير جازم يفيد الامتناع مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

أنزلنا : فعل وفاعل .

هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب مفعول به .

القرآن : بدل منصوب ، وجملة أنزلنا ... إلخ ابتدائية لا محل لها من الإعراب .

على جبل : جار ومجرور متعلقان بأنزلنا .

لرأيته : اللام واقعة في جواب لو ، رأيت فعل وفاعل ، والهاء في محل نصب مفعول به .

خاشعاً : حال من المفعول به ، لأن الفعل رأى بمعنى أبصر يتعدى لمفعول واحد .

وجملة لرأيته ... إلخ جواب لشرط غير جازم فهي لا محل لها من الإعراب .

2- لو المصدرية : قال تعالى ( يود أحدهم لو يعمر ) .

يود : فعل مضارع مرفوع بالضمة .

أحدهم : فاعل ، والضمير في محل جر مضاف إليه .

وجملة يود ... إلخ ابتدائية لا محل لها من الإعراب .

لو : حرف مصدري مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

يعمر : فعل مضارع مرفوع ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو .

وجملة يعمر لا محل لها من الإعراب صلة لو المصدرية ، ولو وما دخلت عليه في تأويل مصدر مفعول به ، والتقدير : يود أحدهم التعمير .

لو



3 – لو التي للعرض والتمني :

" لو تنزل عندنا فتصيب خيراً " .

لو : حرف عرض وتمني لا عمل له مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

تنزل : فعل مضارع مرفوع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .

عندنا : ظرف مكان متعلق بتنزل ، ونا المتكلمين في محل جر مضاف إليه .

وجملة لو تنزل عندنا لا محل لها من الإعراب ابتدائية .

فتصيب : الفاء حرف عطف يفيد السببية ، تصيب فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوباً بعد فاء السببية ، والفاعل ضمر مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .

والمصدر المؤول من أن المضمرة والفعل معطوف على مصدر مقدر ، وجملة تصيب لا محل لها من الإعراب صلة أن المقدرة .

خيراً : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة .



4 – لو للتقليل :

قال الرسول صلى الله عليه وسلم " اتقوا النار ولو بشق تمرة " .

اتقوا : فعل أمر مبني على حذف النون ، وواو الجماعة فاعله .

النار : مفعول به ، وجملة اتقوا ابتدائية لا محل لها من الإعراب .

ولو : الواو استئنافية ، لو حرف تقليل لا عمل له .

بشق : جار ومجرور متعلقان باتقوا ، وشق مضاف .

تمرة : مضاف إليه مجرور ، وجملة ولو بشق تمرة استئنافية لا محل لها من الإعراب .


صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 03:00 AM

لولا

وهي على ثلاثة أقسام :

أولاً : حرف شرط غير جازم يفيد امتناع الجواب لوجود الشرط ، وهي مركبة من ( لو ) و ( لا ) الزائدة التي لا عمل لها .

كقوله تعالى ( ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين )(1) .

ويقترن جوابها باللام كثيراً ، ويغلب على الاسم بعدها أن يكون مبتدأ حذف خبره ، كقوله تعالى ( فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين )(2) .

ومنه قول جرير :

لولا الحياء لهاجني استعبار ولزرت قبرك والحبيب يزار

وقد لا يقترن جوابها باللام ، كقول الشاعر * :

لولا أبوك ولولا قبله عمر ألقت إليك معد بالمقاليد

ثانياً : تأتي لولا حرف تحضيض وعرض ، إذا تلاها فعل مضارع .

كقوله تعالى ( لولا تستغفرون الله )(3) .

وقوله تعالى ( لولا أخرتني إلى أجل قريب )(4) .

ومثال العرض ، قوله تعالى ( فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة )(5) .

ومعنى التحضيض : الطلب بإزعاج وعنف ، أما العرض فهو الطلب بلين وأدب .

ـــــــــــــــ

(1) الصافات [57] (2) البقرة [64] (3) النحل [46] .

(4) المنافقون [10] (5) التوبة [22] .

* أبو العطاء السندي : هو أفلح بن يسار وقيل مرزوق ، عبد أسود من موالي بني أسد بن خزيمة ، ويكنى أبا العطاء ، سندي الأصل منشأه الكوفة من مخضرمي الدولتين وفي لسانه عجمة ، كان شاعراً فحلاً قوي البديهة ، وقد تشيع للأمويين وهجا بني هاشم ، مات في أواخر أيام المنصور وقيل حوالي سنة 180 هـ .

لولا



ثالثاً : وتأتي حرف توبيخ إذا تلاها فعل ماض ، كقوله تعالى ( ولولا إذ سمعتموه قلتم )(1) ، وقوله تعالى ( لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء )(2) .



نماذج من الإعراب

1- لولا الشرطية : قال الشاعر :

لولا الحياء لهاجني استعبار ولزرت قبرك والحبيب يزار

لولا : حرف شرط غير جازم .

الحياء : مبتدأ حذف خبره وجوباً ، والتقدير : لولا الحياء موجود .

وجملة الحياء مع خبر المحذوف ابتدائية لا محل لها من الإعراب .

لهاجني : اللام واقعة في جواب لولا ، حرف مبني على الفتح لا محل لها من الإعراب ، هاج فعل ماض ، والنون للوقاية ، والياء في محل نصب مفعول به .

استعبار : فاعل مرفوع ، وجملة هاجني استعبار لا محل لها من الإعراب جواب شرط غير جازم .

ولزرت : الواو حرف عطف ، لزرت معطوف على لهاجني ، والتاء في محل رفع فاعل .

قبرك : مفعول به ، والكاف في محل جر مضاف إليه .

والحبيب : الواو للاستئناف ، الحبيب مبتدأ مرفوع .

يزار : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو ، والفعل ونائب فاعله في محل رفع خبر المبتدأ ، وجملة المبتدأ وخبره لا محل لها من الإعراب استئنافية .

ـــــــــــــــ

(1) النور [16] (2) النور [13] .

لولا لوما



2 – لولا التحضيضية والعرضية : قال تعالى ( لولا تستغفرون الله ) .

لولا : حرف تحضيض وعرض مبني على السكون لا عمل له ولا محل له من الإعراب .

تستغفرون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون وواو الجماعة في محل رفع فاعله .

الله : لفظ الجلالة مفعول به منصوب بالفتحة .

والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب ابتدائية .

3 – لولا التوبيخية : قال تعالى ( لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء ) .

لولا : حرف توبيخ مبني على السكون لا محل له من الإعراب ولا عمل له .

جاءوا : فعل وفاعل .

عليه : جار ومجرور متعلقان بجاءوا .

بأربعة : جار ومجرور متعلقان بجاءوا أيضاً ، وأربعة مضاف .

شهداء : تمييز مجرور بالإضافة ، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لمنعه من الصرف لأنه اسم جنس ينتهي بالألف الممدودة .



لوما

أولاً : حرف شرط غير جازم يفيد امتناع الجواب لوجود الشرط ، وهي مركبة من ( لو ) و ( ما ) الزائدة (1) ، كقول الشاعر :

لوما الاصاخة للوشاة لكان لي من بعد سخطك في رضاك رجاء

ثانياً : تأتي حرف تحضيض بمعنى ( هلا ) ويدخل على الجمل الفعلية .

كقوله تعالى ( لوما تأتنا بالملائكة إن كنت من الصادقين )(2) .

ـــــــــــــــ

(1) أنظر أحكام لولا وإعرابها . (2) الحجر [7] .

ليت ليس



ليت

حرف مشبه بالفعل من أخوات إنّ يفيد تمني المستقبل ، كقول الشاعر * :

ألا ليت الشباب يعود يوماً فأخبره بما فعل المشيب

ومنه قول عمر بن أبي ربيعة :

ويا ليت أم الفضل كانت ضجيعتي هنا أو هناك في جنة أو جهنم

وإذا اتصلت بها ياء المتكلم وجب التفريق بنون الوقاية ، فنقول : ليتني .

ومنه قوله تعالى ( يا ليتني لم أشرك بربي أحدا )(1) .

ومنه قول قيس بن الملوح :

يقولون ليلى في العراق مريضة فيا ليتني كنت الطبيب المداويا

وإذا اتصلت بها ( ما ) الحرفية الزائدة كفتها عن العمل ، وقد تعمل (2) .

كقول النابغة الذبياني :

قالت ألا ليتما هذا الحمام لنا إلى حمامتنا أو نصفه فقد

ليس

فعل ماض ناقص غير متصرف من أخوات كان ، ترفع المبتدأ وتنصب الخبر وتفيد نفيه ، كقوله تعالى ( وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها )(3) .

ـــــــــــــــ

(1) الكهف [42] (2) أنظر إعراب ما ص510 . (3) البقرة [189] .

* أبو العتاهية : هو إسماعيل بن القاسم بن سويد بن كسيان العنزي بالولاء ، ويكنى أبا إسحاق ، وأبو العتاهية كنية غلبت عليه لأنه كان يحب الشهرة والمجون فكني لعتوه بذلك ، ولد بالقرب من المدينة سنة 130 هـ ونشأ في الكوفة ، كان جراراً يبيع الفخار بها ، ويقول الشعر حتى برع فيه ، وهو أحد الشعراء المطبوعين القلائل ، أحب عتبة جارية المهدي ، وقد قصر عنها ، ثم تزهد في آخر أيامه وله في الزهد أشعار كثيرة ، كانت وفاته سنة 211 هـ وقيل 213 هـ ببغداد .

ليس



وقوله تعالى ( فليس عليكم جناح )(1) ، وقوله تعالى ( ليس البر أن تولوا وجوهكم )(2) ، ومنه قول امرئ القيس :

أجارتا ما فات ليس يؤوب وما هو آت في الزمان قريب

ومن خصائصها اقتران خبرها بالباء الزائدة كثيراً وعدم تقدمه عليها ، كقوله تعالى ( أليس الصبح بقريب )(3) ، وقوله تعالى ( لست عليهم بمسيطر )(4) .

ومنه قول جرير :

فليس بصابر لكم وقيط كما صبرت لسوأتكم زرود (5)

وقول طرفة :

ولست بحلال التلاع مخافة ولكن متى يسترفد القوم أرفد

نماذج من الإعراب

قال تعالى ( ليس البر أن تولوا وجوهكم ) .

ليس : فعل ماض ناقص مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

البر : خبر ليس مقدم منصوب بالفتحة ، وفي رواية الرفع يكون اسم ليس مرفوع .

أن تولوا : أن حرف مصدري ونصب ، تولوا فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه حذف النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله ، والمصدر المؤول من أن والفعل في محل رفع اسم ليس مؤخر على رواية نصب البر ، ويكون في محل نصب خبر ليس على رواية رفع البر .

وجوهكم : وجوه مفعول به ، والكاف في محل جر مضاف إليه .

وجملة تولوا وجوهكم لا محل لها من الإعراب صلة أن المصدرية .

ـــــــــــــــ

(1) النساء [101] (2) البقرة [177] (3) هود [81] .

(4) الغاشية [22] (5) وقيط : ماء لبني مشاجع .

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 03:02 AM

حرف الميم




1 – حرف من حروف الزيادة التي تجمعها كلمة ( سألتمونيها ) .

2 – حرف بدل من لام التعريف في لغة ( طي ) وقيل هي لغة أهل اليمن .

ومنه حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي رواه النمر بن ثولب قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " ليس من أمبر أمصبيام في أمسفر " .

ومنه قول عبد الله بن عتبة * :

ذا خليلي وذو يواصلني يرمي ورائي بامسهم وامسلمه

3 – حرف للدلالة على جمع الذكور العقلاء ، فحولهم ، كتبكم ، كتبتم ... إلخ .

4 – وتأتي حرف استفهام حذف ألفه لدخول حرف الجر عليه ، نحو : لم ، عم ، إلام .

ومنه قوله تعالى ( عم يتساءلون )(1) .

وقوله تعالى ( قل يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله )(2) .

5 – وتأتي حرفاً للقسم بضم الميم ، نحو : قولك : م الله .

فالميم في ذلك حرف جر يدل على القسم عند بعض النحاة ، والله أعلم .

ـــــــــــــــ

(1) أنظر إلام ص 104 ، وعم ص 340 .

(2) النبأ [1] .

(3) آل عمران [98] .

* عبد الله بن عتبة : هو عبد الله بن عتبة بن حرثان بن ثعلبة بن ذويب ينتهي نسبه إلى إلياس بن مضر شاعر إسلامي مخضرم ، شهد القادسية وكان متزوجاً من بني شيبان ، نازلاً فيهم وهو ابن أختهم ، والبيت في العيني لبحير بن غنمة الطائي ، أنظر حاشية الصبان ج1 ص157 .

ما



تنقسم ( ما ) إلى قسمين :

1 – ما الاسمية . 2 – ما الحرفية .

أولاً : ما الاسمية : تنقسم إلى أنواع هي :

1 – اسم موصول لغير العاقل بمعنى الذي مبني على السكون ، وتعرب حسب موقعها من الكلام ، كقوله تعالى ( ولله يسجد ما في السموات وما في الأرض )(1) .

ومنه قول ابن زيدون :

فانحل كان معقوداً بأنفسنا وانبت ما كان موصولاً بأيدينا

ومنه قول العباس بن الأحنف * :

فلو علمت فوز بما كان بيننا لقد كان منها بعض ما كنت أرهب

2 – اسم شرط لغير العاقل يجزم فعلين ويربط بين جملتي الشرط بذات واحدة غير عاقلة ، كقوله تعالى ( ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها )(2) .

ومنه قول الفرزدق :

وما تحي لا أرهب وإن كنت جازما ولو عد أعدائي على لهم ذحلا

ومنه قول زهير :

فما يك من خير أتوه فإنما توارته آباء أبناء آبائهم قبل

وتعرب ما الشرطية إعراب مهما (3) .

ـــــــــــــــ

(1) النحل [49] (2) البقرة [106] (3) أنظر إعراب مهما ص545 .

* العباس بن الأحنف : هو أبو الفضل العباس بن الأحنف بن الأسود بن طلحة الحنفي اليمامي الشاعر المشهور شاعر بغداد ، رقيق الحاشية لطيف الطباع ، وجل شعره في الغزل ، وله مع الرشيد أخيار ، كان جميل المنظر نظيف الثوب حسن الألفاظ كثير النوادر شديد الاحتمال طويل المساعدة ، توفي سنة 193 هـ .

ما



1 ـ تأتي في محل رفع مبتدأ إذا كان فعل الشرط متعدياً وقد استوفى مفعوله ، أو كان لازماً لا يحتاج إلى مفعول ، وخبره جملة الشرط في محل رفع .

2 ـ في محل نصب خبر إذا كان فعل الشرط ناقصاً ولم يستوف خبره .

3 ـ في محل نصب مفعول به إذا كان فعل الشرط متعدياً ولم يستوف مفعوله .

4 ـ في محل نصب مفعول مطلق إذا دلت على حدث .

3 – اسم استفهام لغير العاقل ويعرب بحسب موقعه من الجملة ، كقوله تعالى ( ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم )(1) .

وقوله تعالى ( وما تلك بيمينك يا موسى )(2) .

ومنه قول المتنبي :

أين الذي الهرمان من بنيانه ما قومه ؟ ما يومه ؟ ما المصرع ؟

ومنه قول الشاعر * :

وإن تغل أحد منا منيته فما الذي بقضاء الله يصنعه

4 – نكرة ناقصة موصوفة بمعنى ( شيء ) .

نحو : مررت بما معجب لك ، والتقدير : بشيء معجب لك .

ومنه قول الشاعر ** :

لما نافع يسعى اللبيب فلا تكن لشيء بعيد نفعه الدهر ساعيا

ـــــــــــــــ

(1) النساء [147] (2) طه [170] .

* ابن زريق البغدادي : هو أبو الحسن بن زريق البغدادي ، أحد شعراء العصر العباسي الثالث ، أصابته فاقة فرحل إلى الأندلس وقد خلف وراءه أهله وزوجته ، وفي الأندلس اعتل ومات تاركاً قصيدة الأولى والأخيرة عند رأسه ، وقد كانت وفاته سنة 420 هـ .

** الشاهد بلا نسبة في مصادره .

ما



5 – نكرة تامة خاصة بمعنى ( شيء ) لا تحتاج إلى وصف ، وتكون في محل رفع مبتدأ إذا تلاها نكرة ، أو خبراً مقدماً إذا تلاها معرفة ، ولا تكون إلا في أسلوب التعجب ، والمدح والذم .

مثال التعجب : ما أجمل الصباح .

ومنه قول العباس بن الأحنف :

ما أقدر الله أن يدني على شحط جيران دجلة من جيران جيحانا

ومنه قول الطغرائي :

ما أجمل الدين والدنيا إذا اجتمعا وأقبح الكفر والإفلاس بالرجل

ومثال المدح والذم : نعما زيد ، وبئسما تزويج ولا مهر والتقدير : نعما شيئاً .

ومنه قوله تعالى ( إن الله نعما يعظكم به )(1) ، والتقدير : نعم هو شيئاً .

و ( ما ) في ذلك وجوه في الإعراب أشهرها :

1 ـ إذا تلاها اسم كما في المثالين الأولين ، كانت ما نكرة غير موصوفة في موضع نصب على التمييز ، والفاعل مضمر أو معرفة تامة وهي الفاعل .

2 ـ إذا تلاها فعل كما في المثال الثالث كانت ( ما ) نكرة منصوبة على التمييز ، والفعل بعدها صفة لمخصوص محذوف .

أو نكرة منصوبة على التمييز أيضاً ، والفعل صفة لها ، والمخصوص محذوف .

أو كانت ( ما ) اسماً تاماً معرفة ، وهي فاعل فعل المدح أو الذم ، والمخصوص محذوف ، والفعل صفة له .

أو موصولة والفعل صلتها ، والمخصوص محذوف ، وهذا أضعف الوجوه .

ـــــــــــــــ

(1) البقرة [271] .

ما



6 – وتكون ( ما ) معرفة تامة بمعنى ( الشيء ) وهي الواقعة بعد فعلي المدح والذم ، نحو قوله تعالى ( إن تبدوا الصدقات فنعما هي )(1) .

والتقدير : فنعم الشيء هي .

7 – وتكون صفة للإبهام ، ويسميها البعض نكرة إبهامية .

كقوله تعالى ( إن الله يستحيي أن يضرب مثلاً ما بعوضة )(2) .

والتقدير : مثلاً من الأمثال .

ومنه قولهم : لآمر ما يسود من يسود .

ثانياً : ما الحرفية : وتنقسم إلى الآتي :

1 – ما النافية . 2 – ما المصدرية . 3 – ما الزائدة .

أولاً : ما النافية :

أ ـ ما النافية العاملة عمل ليس ، وهي تعمل بالشروط الآتية :

1 ـ ألا يتقدم خبرها على اسمها .

2 ـ ألا ينتقض نفيها بإلا .

3 ـ ألا يتلوها ( أن ) .

4 ـ ألا يتقدم غير ظرف أو جار ومجرور من معمول خبرها على اسمها .

فإذا توفرت الشروط السابقة عملت ما النافية عمل ليس رفعاً للاسم ونصباً للخبر ، ولا يبطل عملها إذا لم تستوف الشروط السابقة .

كقوله تعالى ( ما هذا بشراً )(3) .

ومنه قول المتنبي :

ما الشوق مقتنعاً مني بذا الكبد حتى أكون بلا قلب ولا كبد

ـــــــــــــــ

(1) البقرة [271] (2) البقرة [16] (3) يوسف [31] .

ما



ومنه قول جرير :

فما أم الفرزدق من هلال وما أم الفرزدق من صباح

ب ـ حرف نفي لا عمل له ، ويختص بالدخول على الأفعال سواء كانت ماضية أو مضارعة ، نحو : ما جاء محمد .

ومنه قوله تعالى ( قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي )(1) .

ومنه قول عمر بن أبي ربيعة :

فما راعني إلا مناد ترحلوا وقد لاح مفتوق من الصبح أشقرا

ومنه قول كثير عزة :

وما تبصر العينان في موضع الهوى ولا تسمع الأذنان إلا من القلب

ثانياً : ما المصدرية : وهي نوعان :

أ ـ مصدرية زمانية : وهي المقدرة بمصدر ناب عن ظرف الزمان .

كقوله تعالى ( خالدين فيها ما دامت السموات والأرض )(2) .

ومنه قول قيس بن الملوح :

فما طلع النجم الذي يهتدى به ولا الصبح إلا هيجا ذكرها ليا

ومنه قول الآخر :

ما بين طرفة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال

ومنه قول امرئ القيس :

أجارتا إن الخطوب تنوب وإني مقيم ما أقام عسيب

ب ـ مصدرية غير زمانية : وهي المؤولة مع صلتها بمصدر ولا يحسن تقدير الوقت قبلها ، كقوله تعالى ( وضاقت عليكم الأرض بما رحبت )(3) .

ـــــــــــــــ

(1) يونس [15] (2) هود [107] (3) التوبة [25] .

ما



ونحو : يسرني ما فعلت ، أي : فعلك ، ومنه قول الشاعر * :

يسر المرء ما ذهب الليالي وكان ذهابهن له ذهابا

ثالثاً : ما الزائدة :

أ ـ الزائدة لمجرد التوكيد ولا عمل لها ، وتزاد بين الجار والمجرور .

كقوله تعالى ( فبما رحمة )(1) ، وقوله تعالى ( مما خطيئاتهم أغرقوا )(2) .

ب ـ الزائدة عن عوض : إما عن الفعل ، كقولهم : أما أنت منطلقاً انطلقت .

فهي زائدة عوض عن ( كان ) المحذوفة ، لأن الأصل : لأن كنت منطلقاً انطلقت ، فحذفت لام التعليل ، وحذفت كان ، وعوض عنها ( بما ) .

أو عوض عن إضافة ، وتكون بعد أدوات الشرط ( إذ ) ( حيث ) ( كيف ) ، فنقول : إذ ما ، حيثما ، كيفما .

كقول الشاعر ** :

وإنك إذ ما تأت ما أنت آمر به تلف من إياه تأمر آتيا

وكقوله تعالى ( وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره )(3) .

ومنه : كيفما تعامل الناس يعاملوك .

ج ـ تزاد بعد ( إذا ) الظرفية الشرطية ، كقول الشاعر *** :

إذا ما تريني اليوم أزجي مطيتي أصعد سيراً في البلاد وأفرع

ـــــــــــــــ

(1) آل عمران [159] (2) نوح [25] (3) البقرة [144] .

* الشاهد بلا نسبة في مصادره . ** الشاهد بلا نسبة .

*** عبد الله السلولي : هو عبد الله بن همام بن نبيشة بن رباح بن مالك السلولي شاعر إسلامي مجيد ، جعله ابن سلام في الطبقة الإسلامية الخامسة ، رثى معاوية وحضه على البيعة لابنه يزيد .

ما



ومنه قول الأخطل :

إذا ما نديمي علني ثم علني ثلاث زجاجات لهن هدير

د ـ تزاد في تركيب ( لا سيما ) ، إذا كان ما بعدها منصوب أو مجرور .

كقول امرئ القيس :

ألا رب يوم لك منهن صالح ولا سيما يوم بدارة جلجل

هـ ـ وتزاد بعد كلمتي ( قليل ) و ( كثير ) .

نحو : كثيراً ما ينفع الحذر ، وقليلاً ما ينجي الكذب .

ز ـ ( ما ) الزائدة الكافة عن العمل :

1 – تزاد بعد الحروف المشبهة بالفعل ( إن وأخواتها ) .

كقوله تعالى ( إنما المؤمنون إخوة )(1) .

ومنه قول المتنبي :

وإنما نحن في جيل سواسية شر على الحر من سقم على بدن

2 – المتصلة بفعلي ( طال ) و ( قل ) ، كقول الشاعر * :

أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم فطالما استعبد الإنسان إحسانا

ونحو : قلما ينجح الكسول .

3 – بعد ( رب ) و ( ربة ) .

ـــــــــــــــ

(1) الحجرات [10] .

* أبو الفتح البستي : هو أبو علي بن محمد بن الحسن بن محمد الكاتب البستي الشاعر المشهور ، قال عنه الثعالبي هو صاحب الطريقة الأنيقة في التجنيس البديع التأسيس ، وكان يسميه المتشابه ، كان كاتباً لبايتوز صاحب بست فلما فتحها الأمير ناصر الدولة أبو المنصور سبكتكين ، خصه بشئون ديوانه ، توفي سنة 400 هـ وقيل 401 هـ ببخارى .

ما



كقول الشريف الرضي :

لا تيأس فربما عظم البلاء وفرجا

4 – بعد ( كي ) ، كقول أبي العلاء :

يهاجر غابة الضرغام كيما ينازع ظبي رمل في كناس

نماذج من الإعراب

على ( ما ) وأنواعها

1 ـ ما الموصولة : قال تعالى ( ولله يسجد ما في السموات وما في الأرض ) .

ولله : جار ومجرور متعلقان بالفعل يسجد .

يسجد فعل مضارع مرفوع بالضمة .

ما : اسم موصول بمعنى الذي مبني على السكون في محل رفع فاعل .

وجملة يسجد ... إلخ لا محل لها من الإعراب ابتدائية .

في السموات : جار ومجرور متعلقان بمحذوف صلة ما .

وما في الأرض : معطوفة على ما قبلها .

وجملة الصلة المحذوفة لا محل لها من الإعراب ابتدائية .

2 ـ ما الشرطية : قال تعالى ( ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها ) .

ما : اسم شرط جازم لفعلين في محل نصب مفعول به مقدم للفعل ننسخ .

ننسخ : فعل مضارع مجزوم وهو فعل الشرط ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره نحن .

من آية : جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال في محل نصب لما ، والتقدير : أي شيء ننسخه حال كونه من الآيات .

أو ننسها : أو حرف عطف ، ننسها معطوف على ننسخ ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره نحن ، والهاء في محل نصب مفعول به .

ما



نأت : فعل مضارع مجزوم وهو جواب الشرط ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره نحن .

بخير : جار ومجرور متعلقان بنأت .

منها : جار ومجرور متعلقان بخير .

3 ـ ما الاستفهامية : قال تعالى ( ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم ) .

ما : اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب مفعول به .

يفعل : فعل مضارع .

الله : لفظ الجلالة فاعل .

وجملة يفعل الله ابتدائية لا محل لها من الإعراب .

بعذابكم : جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما ، والكاف في محل جر بالإضافة .

وقيل ما نافية والجملة بعدها مستأنفة ، والباء حرف جر زائد ، وعذابكم مفعول به ، والكاف في محل جر بالإضافة ، والوجه الأول أحسن (1) .

إن : حرف شرط جازم لفعلين .

شكرتم : شكر فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل في محل جزم فعل الشرط ، والتاء في محل رفع فاعله .

والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب ابتدائية ، وجواب الشرط محذوف تقديره : فلن يفيده شيئاً .

4 ـ ما النكرة الموصوفة : قال الشاعر :

لما نافع يسعى اللبيب فلا تكن لشيء بعيد نفعه الدهر ساعيا

ـــــــــــــــ

(1) الوجه الأول أحسن لأن ما استفهامية وتقدير الكلام : أي منفعة له سبحانه في عذابكم ، أنظر صفوة التفاسير للدكتور محمد علي الصابوني ج1 ص313 .

ما

لما : اللام حرف جر ، ما نكرة ناقصة موصوفة بمعنى ( شيء ) في محل جر ، والجار والمجرور متعلقان بالفعل بعده .

نافع : صفة مجرورة لما .

يسعى : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة .

اللبيب : فاعل مرفوع بالضمة .

فلا : الفاء استئنافية ، لا ناهية جازمة .

تكن : فعل مضارع ناقص مجزوم وعلامة جزمه السكون ، واسمه ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .

لشيء : جار ومجرور متعلقان بساعيا الآتي .

بعيد : صفة مجرورة لشيء .

نفعه : فاعل للنعت السببي بعيد ، والهاء في محل جر مضاف إليه .

الدهر : ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بساعيا .

ساعيا : خبر تكن منصوب .

5 ـ ما نكرة تامة : قال الشاعر :

ما أقدر الله أن يدني على شحط جيران دجلة من جيران جيحانا

ما : نكرة تامة بمعنى ( شيء ) تعجبية مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ .

أقدر : فعل ماض مبني على الفتح للتعجب ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً على غير قياس تقديره أنت .

الله : لفظ الجلالة مفعول به .

وجملة ( ما ) مع خبرها لا محل لها من الإعراب ابتدائية .

أن يدني : أن حرف مصدري ونصب ، يدني فعل مضارع منصوب بالفتحة الظاهرة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على لفظ الجلالة .

على شطط : جار ومجرور متعلقان بيدني .

ما



جيران : مفعول به منصوب بالفتحة ، وهو مضاف .

دجلة : مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لمنعه من الصرف .

من جيران : جار ومجرور متعلقان بجيحانا ، وجيران مضاف .

جيحانا : مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لمنعه من الصرف .

6 ـ ما المعرفة التامة : قال تعالى ( إن تبدوا الصدقات فنعما هي ) .

إن : حرف شرط جازم لفعلين .

تبدوا : فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف النون ، وهو فعل الشرط ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله ، وجملة إن تبدوا لا محل لها من الإعراب ابتدائية .

الصدقات : مفعول به منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم .

فنعما : الفاء واقعة في جواب الشرط ، نعم فعل ماض جامد دال على إنشاء المدح وما معرفة تامة بمعنى ( الشيء ) في محل رفع فاعل لنعم ، والتقدير : نعم الشيء هي . وإذا اعتبرنا ( ما ) نكرة تامة بمعنى ( شيئاً ) فتكون ( ما ) في محل نصب على التمييز ، والفاعل ضمير مستتر ، والتقدير : نعم شيئاً هي .

والجملة ( نعما ) في محل رفع خبر مقدم .

هي : ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ مؤخر مخصوص بالمدح .

وجملة هي وخبرها في محل جزم جواب الشرط .

7 ـ ما صفة للإبهام :

قال تعالى ( إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلاً ما بعوضة ) .

إن الله : إن حرف مشبه بالفعل ، الله لفظ الجلالة اسم إن منصوب .

يستحيي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة للثقل ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على لفظ الجلالة ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر إن .

والجملة إن الله ... إلخ لا محل لها من الإعراب ابتدائية .

ما



أن يضرب : أن حرف مصدري ونصب ، يضرب فعل مضارع منصوب ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على لفظ الجلالة ، والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جار ومجرور بحرف جر محذوف تقديره : من ضرب ، والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما ، هذا رأي الخليل بن أحمد .

ويرى سيبويه أن المصدر المؤول في محل نصب على نزع الخافض ، والرأي الأول أحسن .

مثلاً : مفعول به أول على اعتبار الفعل يضرب بمعنى (يصير) فيتعدى لمفعولين .

ما : صفة منصوبة ( لمثلاً ) أو زائدة للتوكيد .

بعوضة : مفعول به ثان ، ويجوز أن تكون عطف بيان أو بدل من مثلاً .

وهذا أقرب وجوه الإعراب في ( مثلاً ما بعوضة ) ، وفيها وجوه أخرى لا يتسع المقام لذكرها ولا نرى فيها الفائدة المرجوة (1) .

8 ـ ما النافية العاملة : قال تعالى ( ما هذا بشراً ) .

ما : حرف نفي يعمل عمل ليس مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع اسمها .

بشراً : خبر ما منصوب بالفتحة .

9 ـ ما النافية غير العاملة : قال الشاعر :

وما تبصر العينان في موضع الهوى ولا تسمع الأذنان إلا من القلب

وما : الواو حسب ما قبلها ، ما نافية لا عمل لها حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

تبصر : فعل مضارع مرفوع .

ـــــــــــــــ

(1) راجع إعراب القرآن للنحاس ج1 ص153 ، ومعاني القرآن للفراء ج1 ص22 .

ما



العينان : فاعل مرفوع بالألف لأنه مثنى .

وجملة تبصر العينان ابتدائية لا محل لها من الإعراب ، واستئنافية إذا اعتبرنا الواو للاستئناف .

في موضع : جار ومجرور متعلقان بتبصر ، وموضع مضاف .

الهوى : مضاف إليه .

ولا : الواو حرف عطف ، لا نافية لا عمل لها .

تسمع : فعل مضارع مرفوع .

الأذنان : فعل مرفوع بالألف لأنه مثنى .

وجملة لا تسمع الأذنان معطوفة على جملة ما تبصر .

إلا : أداة حصر لا عمل لها .

من القلب : جار ومجرور متعلقان بتسمع .

10 ـ ما المصدرية الزمانية : قال تعالى ( خالدين فيها ما دامت السموات والأرض ) .

خالدين : حال منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم .

فيها : جار ومجرور متعلقان ( بلهم ) في الآية التي قبلها ، وقد يكون المجرور متعلق بخالدين .

ما : مصدرية زمانية مبنية على السكون لا محل لها من الإعراب .

دامت : دام فعل ماض تام مبني على الفتح ، والتاء للتأنيث الساكنة .

السموات : فاعل مرفوع .

والأرض : الواو حرف عطف ، الأرض معطوفة على السموات .

وجملة ما دامت السموات بتأويل مصدر في محل نصب نيابة عن الظرفية الزمانية متعلق بخالدين .

يتبع

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 03:03 AM

ما



11 ـ ما المصدرية غير الزمانية :

قال تعالى ( وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ) .

وضاقت : الواو للحال ، ضاقت فعل ماض ، والتاء للتأنيث الساكنة .

عليكم : جار ومجرور متعلقان بضاقت .

الأرض : فاعل مرفوع ، وجملة ضاقت عليكم الأرض في محل نصب حال .

بما : الباء حرف جر زائد ، ما مصدرية غير زمانية مبنية على السكون لا محل لها من الإعراب .

رحبت : فعل ماض ، والتاء للتأنيث الساكنة ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هي ، والمصدر المؤول من ( ما والفعل ) في محل جر ، والجار والمجرور متعلقان بضاقت .

12 ـ ما الزائدة : قال تعالى ( مما خطيئاتهم أغرقوا ) .

مما : من حرف جر ، ما : زائدة حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، والغرض من زيادته التوكيد .

خطيئاتهم : اسم مجرور ، والهاء في محل جر بالإضافة ، والجار والمجرور متعلق بالفعل أغرقوا ، والتقدير : من أجل خطيئاتهم أغرقوا .

أغرقوا : أغرق فعل ماض مبني للمجهول ، وواو الجماعة في محل رفع نائب فاعل .

13 ـ ما الكافة : قال تعالى ( إنما المؤمنون إخوة ) .

إنما : إن حرف مشبه بالفعل ، ما زائدة كافة ومكفوفة .

المؤمنون : مبتدأ مرفوع بالواو .

إخوة : خبر مرفوع بالضمة .

يتبع

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 03:04 AM

ماذا



1 – اسم استفهام مبني على السكون ، ويعرب بحسب موقعه من الجملة باعتباره كلمة واحدة ، نحو : ماذا أكلت ؟

ومنه قوله تعالى ( ماذا ينفقون قل العفو )(1) .

ومنه قول المتنبي :

إذا لم تكن نفس النسيب كأصله فماذا الذي تغني كرام المناصب

ومنه قول جميل بن معمر :

ماذا عسى الواشون أن يتحدثوا سوى أن يقولوا أنني لك عاشق

ولمعرفة إعراب ( ماذا ) من الجملة كغيرها من بقية أدوات الاستفهام يجب معرفة معمول فعل الجواب ، وتأخذ ( ماذا ) إعرابه ، ونوضح ذلك بالأمثلة .

إذا قلنا : ماذا أكلت ؟ فالجواب : أكلت فاكهة ، فمعمول فعل الجواب كلمة فاكهة ، وإعرابها مفعول به ، إذن تعرب ( ماذا ) في هذه الحالة : اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم ، وهكذا بقية حالات إعرابها .

2 – تكون ماذا كلمة مؤلفة من ( ما ) الاستفهامية ، واسم الإشارة ( ذا ) ، وشرطها أن يليها اسم وهو المشار إليه ، نحو : ماذا الكتاب .

وتعرب ( ما ) مبتدأ و ( ذا ) زائدة لا محل لها من الإعراب ، والكتاب خبر .

كما يمكن اعتبار ( ذا ) بعد ( ما ) موصولة ، نحو : ماذا في الحقيبة .

وتعرب ( ما ) اسم استفهام في محل رفع مبتدأ ، و ( ذا ) اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر ، وفي الحقيبة جار ومجرور متعلقان بمحذوف صلة ( ذا ) . ولكن يستحسن في الإعراب الوجه الأول ( لماذا ) ليسره وسهولته وعدم التكلف فيه .

ـــــــــــــــ

(1) البقرة [219] .
يتبع

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 03:04 AM

متى



أولاً : اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب ظرف زمان متعلق بالفعل إذا تلاه فعل ، نحو : متى حضرت ؟

أما إذا تلاه اسم فيكون متعلقاً بمحذوف خبر مقدم ، والاسم بعده مبتدأ مؤخر .

نحو قوله تعالى ( ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين )(1) .

وقوله تعالى ( متى نصر الله )(2) .

وتأتي ( متى ) ظرف زمان مبني لا يدخل عليه من الحروف سوى ( إلى ) و ( حتى ) ، نحو : إلى متى تتمادى في غيك ؟ ، ونحو : حتى متى تتغطرس ؟

ثانياً : اسم شرط لتعميم الزمان يجزم فعلين ، رابطاً لجواب الشرط بفعله مبنياً على السكون في محل نصب على الظرفية .

كقول طرفة بن العبد :

متى يشـأ يوماً يقده لحتفه ومـن تك في حبـل المنية ينقد

فما لي أراني وابن عمـي مالكاً متى أدن منه ينأ عني ويبعد

ومنه قول عمرو بن كلثوم * :

متى ننقل إلى قوم رحانا يكونوا في اللقاء لها طحينا



ـــــــــــــــ

(1) الأنبياء [38] (2) البقرة [214] .

* عمرو بن كلثوم : بن مالك بن عتاب بن زهير ، شاعر جاهلي مشهور وفارس من فرسان العرب المعدودين وأحد فتاكها ، فهو الذي فتك بعمرو بن هند وقتل النعمان بن المنذر ، وكنيته أبو الأسود ، وأخوه مرة بن كلثوم ، وأمه أسماء بنت مهلهل بن ربيعة ، أحد شعراء المعلقات وعده ابن سلام في الطبقة الجاهلية ، وقد عمر طويلاً وتوفي سنة 50 هـ عن عمر يناهز المائة والخمسين عاماً .

متى



ثالثاً : عده بعض النحاة حرف جر بمعنى ( من ) أو ( في ) وذلك في لغة هذيل ، يقولون : " أخرجها متى كمه " ، والتقدير : من كمه .

ومنه قول الشاعر :

أخيل برقاً متى حاب له زجل إذا يغتر من توماضة حلجا

وأقول : أرى غير ذلك لأن الجر بمتى لغة لبعض القبائل لا ينقاس عليه .



نماذج من الإعراب

" متى حضرت ؟ " .

متى : اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية متعلق بالفعل بعده .

حضرت : فعل وفاعل .

قال تعالى ( متى نصر الله ) .

متى : اسم استفهام متعلق بمحذوف خبر مقدم في محل رفع .

نصر : مبتدأ مؤخر ، ونصر مضاف .

الله : لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور .

قال الشاعر :

متى ننقل إلى قوم رحانا يكونوا في اللقاء لها طحينا

متى : اسم شرط جازم لفعلين مبني على السكون في محل نصب ظرف زمان متعلق بالجواب ، وهو مضاف .

ننقل : فعل مضارع مجزوم وهو فعل الشرط ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره نحن ، وجملة ننقل في محل جر بالإضافة .

إلى قوم : جار ومجرور متعلقان بننقل .

متى



رحانا : مفعول به .

يكونوا : فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف النون جواب الشرط ، وواو الجماعة في محل رفع اسمه .

في اللقاء : جار ومجرور متعلقان بيكونوا .

لها : جار ومجرور متعلقان بطحينا .

طحينا : خبر يكون منصوب .

وجملة يكونوا ... إلخ لا محل لها من الإعراب جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء .


يتبع

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 03:05 AM

مذ ومنذ

في مذ ومنذ عدد من الأقوال والآراء وهذا دليل على عدم استقرار الرأي فيهما أهما حرفان أم اسمان ، ونحن في هذا المقام سوف لا نتعرض للخلافات والآراء ، وإنما سنذكر ما قال به النحاة ، ثم بعد ذلك سنطرح رأينا للمناقشة مفصلين القول فيهما ومرجحين الرأي الأصوب بإذن الله .

لقد جعل النحويون في ( مذ ومنذ ) ثلاثة أوجه لا نقدم أحدها على الآخر للأهمية (1) وإنما بحسب مقتضى الحال .

أولاً : تكون مذ ومنذ حرفي جر إذا تلاهما اسم مجرور .

نحو : ما رأيته مذ يومين أو منذ يومين .

ومنه قول الشاعر امرئ القيس :

قفا نبك من ذكرى حبيب وعرفان وربع خلت آثاره منذ أزمان

ومنه قول الشاعر زهير بن أبي سلمى :

لمن الديار بقنة الحجر أقوين مذ حجج ومذ دهر

وقد جاءت الأسماء في الشواهد السابقة مجرورة بعد مذ ومنذ على اعتبارهما حرفي جر ، وقد ذهب إلى ذلك جمهور النحاة ، لا يرون فيهما الظرفية وما بعدهما مضاف إليه ، كما يرى ذلك بعض النحاة ، وفي هذه الحالة لا يجران إلا الزمان لأنهما لابتداء غاية الأيام والأحيان كما هو الحال في ( من ) مع فارق أن ( من ) للمعنيان غالباً .

فعندما نقول : ما لقيته مذ اليوم إلى ساعتك هذه ، جعلنا اليوم أول الغاية ، فأجريت ( مذ ) في بابها كما أجريت ( من ) في بابها حيث قلت من مكان كذا إلى مكان كذا . كما نقول : ما رأيته مذ يومين ، فجعلتها غاية ، كما قلت أخذته من ذلك المكان فجعلته غاية أيضاً .

ـــــــــــــــ

(1) الكتاب لسيبويه ج4 ص226 .

مذ ومنذ

وإن كان ما بعد مذ ومنذ زماناً ماضياً فهما بمعنى ( من ) ، نحو : ما رأيته مذ يوم الجمعة أو منذ يوم الجمعة . وإن كان حاضراً فهما بمعنى ( في ) أو( إلى ) فيدخلان على الزمان الذي وقع فيه ابتداء الفعل وانتهاؤه ، نحو : ما رأيته مذ اليوم أو منذ يومنا . أما إذا كان الزمن الماضي بعدهما معدوداً فهما حرفا غاية في المعنى (1) ، نحو : ما رأيته مذ يومين أو منذ أربعة أيام ، والتقدير : أمد انقطاع الرؤية يومان أو أربعة أيام .

ثانياً : وتكون مذ ومنذ اسمين ، والاسم بعدهما مرفوع ، نحو : ما رأيته مذ يوم الجمعة أو منذ يومان ويعربان في المعرفة بأول الوقت ، وفي النكرة بالأمد ، وهذا في رأي بعض النحويين ، وفي رأي آخر قال به الكوفيون ، إن ما بعدهما فاعل بفعل مقدر وتقديره : مذ كان يومان ، وهما حينئذ ظرفان مضافان إلى جملة حذف صدرها ، وفي رأي ثالث أنهما ظرفان منصوبان على الظرفية ، ويكونان في موضع خبر والاسم المرفوع بعدهما مبتدأ ، والتقدير : بيني وبين لقائه يومان .

وهذا الخلاف في الرأي سيكون حجة على الجزم بحرفيتهما إن شاء الله .

ثالثاً : ويكونا في محل نصب ظرف زمان إذا تلاهما جملة فعلية أو اسمية ، والأغلب أن تكون جملة فعلية ، كقول الفرزدق :

ما زال مذ عقدت يداه إزاره فسما فأدرك خمسة الأشبار

ومثال الاسمية ، قول الشاعر * :

ما زلت محمولاً عليّ ضغينة ومضطلع الأضغان مذ أنا يافع

ـــــــــــــــ

(1) الجنى الداني ص503 ، ورصف المباني ص386 .

* الكميت بن معروف : الكميت بن معروف بن الكميت بن ثعلبة بن رباب الأشتر الأسدي شاعر مخضرم من شعراء البدو أمه سعدة بنت مزيد ، وهو أحد المعروفين في الشعر ، فأبوه شاعر وأمه شاعرة .

مذ ومنذ

وهما في هذه الحالة ظرفان مضافان إلى الجملة بعدهما ، كما إذا وليهما اسم مرفوع .

نماذج من الإعراب

قال الشاعر :

قفا نبك من ذكرى حبيب وعرفان وربع خلت آثاره منذ أزمان

قفا : فعل أمر مبني على حذف النون ، وألف الاثنين في محل رفع فاعله .

نبك : فعل مضارع مجزوم في جواب الأمر ، وعلامة جزمه حذف الياء ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره نحن .

من ذكرى : جار ومجرور متعلقان بنبك ، وذكرى مضاف .

حبيب : مضاف إليه .

وعرفان : الواو حرف عطف ، عرفان معطوف على حبيب مجرور مثله .

وربع : الواو حرف عطف ، ربع معطوف على حبيب أيضاً .

خلت : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف المحذوفة ، للتخلص من التقاء الساكنين منع من ظهورها التعذر ، والتاء للتأنيث الساكنة .

آثاره : فاعل ، وهو مضاف ، والهاء في محل جر بالإضافة .

منذ : حرف جر مبني على الضم لا محل له من الإعراب .

أزمان : مجرور بمنذ ، والجار والمجرور متعلقان بخلت .

" ما رأيته مذ يوم الجمعة " .

ما : نافية لا عمل لها .

رأيته : فعل وفاعل ومفعول به .

مذ : وفيها وجوه من الإعراب كما بينا آنفاً هي :

1 – إما أن تكون اسماً مبنياً على الضم في محل رفع مبتدأ .

يوم : ظرف زمان مرفوع بالضمة خبر ، وهو مضاف ، الجمعة : مضاف إليه .

مذ ومنذ

2 – وإما أن تكون ظرف زمان مبني على الضم في محل نصب ، وهو مضاف .

يوم : فاعل مرفوع بالضمة لفعل محذوف تقديره : كان يوم ، وهو مضاف .

الجمعة : مضاف إليه ، والجملة من الفعل المحذوف وفاعله في محل جر بالإضافة لمذ .

3 – أو تكون ظرف زمان مبني على الضم في محل نصب على الظرفية الزمانية متعلق بمحذوف خبر مقدم في محل رفع .

يوم : مبتدأ مؤخر ، وهو مضاف .

الجمعة : مضاف إليه .

قال الشاعر :

ما زال مذ عقدت يداه إزاره فسما فأدرك خمسة الأشبار

ما : نافية حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

زال : فعل ماض ناقص ، واسمه ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو .

مذ : ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب متعلق بزال ، وقيل هو في محل رفع مبتدأ ، وخبره لفظ زمان مضافاً إلى الجملة الفعلية بعده .

عقدت : فعل ماض ، والتاء للتأنيث الساكنة .

يداه : فاعل مرفوع بالألف لأنه مثنى ، والهاء في محل جر مضاف إليه .

إزاره : مفعول به ، والهاء في محل جر مضاف إليه .

فسما : الفاء حرف عطف ، سما فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو .

فأدرك : الفاء حرف عطف ، أدرك فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو .

خمسة : مفعول به لأدرك ، وهو مضاف .

الأشبار : مضاف إليه .

رأي للمناقشة في ( مذ ومنذ )



وضح لنا من خلال الآراء في إعراب ( مذ ومنذ ) والاسم الواقع بعدهما إذا كان مرفوعاً ، أن هذا الاختلاف منشأه عدم القطع باسمية ( مذ ومنذ ) وإنما القول الأرجح والرأي الأصوب هو الأخذ بحرفيتهما لأسباب كثيرة سنذكرها في موضعها إن شاء الله .

ولكن قبل أن نقول برأينا في حرفيتهما أو اسميتهما نستعرض معاً أقوال النحويين فيهما لنخرج منها بصورة واضحة وأكثر شمولية عن هذين اللفظين .

يقول سيبويه ( وأما مذ فتكون ابتداء غاية الأيام والأحيان ) كما كانت ( من ) فيما ذكرت لك ، ولا تدخل واحدة منهما على صاحبتها .

وذلك قولك : ما لقيته مذ يوم الجمعة إلى اليوم ، ومذ غدوة إلى الساعة ، وما لقيته مذ اليوم إلى ساعتك هذه ، فجعلت اليوم أول غايتك فأجريت مذ في بابها كما جرت ( من ) حيث قلت من مكان كذا إلى مكان كذا (1) .

وقال في موضع آخر ( والضم فيها ـ أي في الحروف : منذ فيمن جربها لأنها بمنزلة ( من ) في الأيام )(2) .

وقوله أيضاً ( وأما منذ فضمت لأنها غاية )(3) .

ويقول الأشموني ( وإن يجرا فهما حرفا جر ، ثم إن كان ذلك في ما مضى فكمن هما في المعنى ، نحو : ما رأيته مذ يوم الجمعة ، ومنذ يوم الجمعة أي من يوم الجمعة ... إلخ ، واستطرد قائلاً وكونهما إذا جرا حرفي جر ، هو ما ذهب إليه الأكثرون (4) .



ـــــــــــــــ

(1) الكتاب لسيبويه ج4 ص226 . (2) الكتاب لسيبويه ج1 ص17 .

(3) الكتاب لسيبويه ج3 ص287 . (4) شرح الأشموني ج2 ص297 .

مذ ومنذ



ثم قال أكثر العرب على وجوب جرهما للحاضر ، وعلى ترجيح جر منذ للماضي على رفعه (1) .

ويقول شارح المفصل : والعرب تستعملهما ( أي مذ ومنذ ) اسمين وحرفين والأغلب على منذ أن تكون حرفاً ويجوز أن سكون اسماً ، والأغلب في مذ أن تكون اسماً للحذف الذي لحقها ، والحذف بابه الأسماء ... إلخ .

وإنما قل الحذف في الحروف لأن الحذف ضرب من التصرف ، والحروف لا تصرف لها لجمودها .

وإذا كانت الحروف إنما جيء بها للإيجاز والاختصار ، فلو ذهبت تحذف منها شيئاً لكان اختصار المختصر وهو إجحاف فلذلك كان الغالب على منذ الحرفية والغالب على مذ الاسمية إذا كانت حرفاً كان ما بعدها مخفوضاً وكانت بمعنى الزمان الحاضر (2) .

ويقول صاحب كتاب حروف المعاني ( أما منذ فحرف خافض لما بعده دال على زمان ، ومذ اسم يدل على زمان يرفع ما مضى ويخفض ما أنت فيه )(3) .

ويقول صاحب كتاب معاني الحروف ( منذ وهي تكون اسماً وحرفاً ، فإذا كانت اسماً ارتفع ما بعدها على نحو ما ارتفع بعد مذ ، وإذا انجر ما بعده كانت حرفاً وحكمها حكم مذ إلا أن الاختيار أن تجر بها على كل حال ما مضى وما أنت فيه ، فنقول : ما رأيته منذ يومين ، ومنذ يومنا ، ومنذ اليوم )(4) .

ـــــــــــــــ

(1) حاشية الصبان على شرح الأشموني ج2 ص228-229 ، وشرح الأشموني ص297 .

(2) شرح المفصل لابن يعش ج4 ص94 .

(3) كتاب حروف المعاني للزجاجي ص29 .

(4) كتاب معاني الحروف للرماني ص104 .

مذ ومنذ



ومن دلالة الأقوال السابقة يستفاد الآتي :

أولاً : أن مذ ومنذ حرفان لابتداء الغاية الزمانية ، كما هو الحال في ( من ) إلا أنها لابتداء الغاية المكانية ، ولا يقبل إحداهما الدخول على الآخر ، وهذه علامة من علامات الحرف ، حيث لا يقبل دخول حرف آخر عليه .

وإذا كانت بعض الحروف قد قبلت بدخول حرف الجر عليها فإن ذلك مؤول بالاسم (1) .

ثانياً : يتضح من أقوال النحويين أنهم أقرب إلى الاتفاق على القول بحرفية ( مذ ومنذ ) بدليل قولهم أن منذ يجر بها باتفاق مع جواز مجيئها اسماً .

كما أنهم قالوا بحرفية مذ وإن جعلوا غلبة الاسمية عليها مستندين في ذلك للدلالة على اسميتها بأنها قد لحقها حذف ، والحذف لا يلحق الحروف لأن الحروف وضعت في الأساس للإيجاز والاختصار .

وفي هذا القول حجة على من قال باسميتها لا حجة له ، لأنه لم يكن هناك دليل بيّن على أن مذ هي منذ في الأصل وحذفت منها النون فأصبحت مخففة منها ، كما خففت ( لد ) من ( لدن ) مستدلين على ذلك بتصغير ( مذ ) فقالوا منيذ بإعادة النون المحذوفة ، وليس ذلك بحجة على اسميتها ، لأنه يعوزه الدليل القاطع .

وإن اعتبرنا الحذف دليلاً على اسمية مذ تجاوزاً ، نقول أن الأغلب في الحذف لا يكون إلا في الثقيل من الحروف مثل ( رب ) و ( إن ) و ( لكن ) ... إلخ ، وليس الحذف بحال أن تنقل الكلمة من الحرفية إلى الاسمية لأن جميع الألفاظ التي يلحقها الحذف لا ينقلها من حالة إلى حالة أخرى مغايرة للأصل الذي كانت عليه ، ولكنه قد يغير من عملها .

ـــــــــــــــ

(1) راجع كتاب الشافي في النحو ( مخطوط ) ج1 ص210-211 .

مذ ومنذ



ثالثاً : جزم بعض النحويين أن منذ حرف خافض لما بعده دال على الزمان ، وأن مذ يجر الحاضر من الزمان ويرفع ما مضى منه ، وفي هذا ترجيح لحرفية كل منهما بدليل غلبة المواطن التي يكون كل منهما فيها حرفاً للجر .

رابعاً : لم نلمس من أقوال النحويين السابقة ما يدل دلالة ولو يسيرة على اسمية
( مذ ومنذ ) فهم لم يذكروا علاماتها كأسماء ، بل أقول : إن عدم قبولهما علامات الاسم دليل قاطع على حرفيتهما ، فهما لا يقبلان دخول حرف الجر عليهما ، ولا يقبلان التنوين ، ولا التعريف بأل ، ولا يقبلان علامات الإعراب كالرفع والنصب والجر ، وناهيك عن بنائهما وعدم تصرفهما ، وإن كانت بعض العلامات السابقة مما يتجاوز فيه النحاة في بعض الأسماء التي لا خلاف في اسميتها ، وإنما كان ذلك مبنياً على التصور العقلي للقارئ أو السامع عندما يقرأ قولهم : ما رأيتك منذ يومان ، أو مذ يوم الجمعة .

فإذا تصور القارئ أن كلمة يومان أو يوم الجمعة في المثالين السابقين مرفوعة كانت منذ ومذ اسمين ، فلماذا ؟ وما دام الأمر تصوراً لا نقرأ كلمة يومان أو يوم الجمعة في كل حين على وجهها الصحيح بالجر وتكون مذ ومنذ حرفي جر ، وهذا أقرب إلى المنطق الصحيح إذا كان القياس يعود على المنطق والذوق .

والدليل على تحكيم التصور في ذلك ما يقوله النحويون بأن مذ ومنذ لفظ مشترك بين الاسمية والحرفية ، فمتى جاء ما بعدهما مرفوعاً كانا اسمين ، ومتى جاء ما بعدها مجروراً فهما حرفان .

والسؤال : من الذي يعين ما بعدهما رفعاً أو جراً ، إذا لم تكن هناك قاعدة قاطعة ؟ لأن المتكلم إذا لم يعين ما بعدهما رفعاًَ أو جراً ترك الأمر لتصور القارئ وهنا يكون الخلاف .



مذ ومنذ

فإذا قال قائل إن دلالة الكلام بعدهما هو الذي يحدد اسميتهما أو حرفيتهما ، نقول : إن دلالة ما بعدهما لا تخرج عن كونها لما مضى من الأزمنة والأحيان أو لما هو في الحاضر ، وفي كلا الحالتين تجر منذ ومذ الأزمان الماضية .

نحو : ما رأيته مذ يوم الجمعة ، ومنذ يوم الجمعة .

وهما في ذلك يكونان بمعنى ( من ) إلا أنها تكون لابتداء الأمكنة ، وكذلك تجر ما كان حاضراً من الزمان ، نحو : ما رأيته مذ ساعة .

والتقدير : في هذه الساعة الحاضرة ، وبذلك لا يكون لما بعدهما من الكلام تأثير على تحديد أو تعيين اسميتهما ، بل يعود ذلك إلى المنطق والتصور العقلي ليس غير ، وفي ظني المتواضع أن ( مذ ومنذ ) أقرب في الاستعمال إلى الحرفية منه إلى الاسمية لأن عملهما كحرفين لا لبس فيه ولا خلاف ، بعكس ما رأينا من خلاف في الآراء بين النحاة حول اسميتهما وما يلحقه من خلاف حول إعراب الاسم الواقع بعدهما ، إلى جانب ما ينطبق عليهما من ميزات الحرفية .

وأخيراً يحضرني أن زهير بن أبي سلمى كان لا يستعمل مذ إلا في موضع الحرفية ، علماً بأن النحاة جعلوها أقرب إلى الاسمية ناهيك عن منذ التي كانت الآراء ترجح حرفيتها ، فزهير يقول :

لمن الديار بقنة الحجر أقوين مذ حجج ومذ دهر

فالشاعر قد جر كلمة حجج ، وكلمة دهر ، وهما اسما زمان بمذ التي لابتداء الغاية الزمانية لكون الزمن المجرور بهما ماضياً ، وهذا ما قررناه سابقاً وأقره غيرنا .

وقد روى الكوفيون البيت السابق ( أقوين من حجج ومن دهر ) ليدللوا به على أن ( من ) تأتي لابتداء الغاية الزمانية وهذا ما لا يقره أحد ، بل إن رواية البيت الصحيحة كما ذكرنا في الشاهد ، والله أعلم بالحقيقة .

والنقطة الأخيرة التي نتحدث فيها عن حرفية ( مذ ومنذ ) هي دخولها على الجمل .

مذ ومنذ

فقد ذكر النحويون أن ( مذ ومنذ ) تدخل على الجمل فعلية كانت أو اسمية ، والغالب في دخولها يكون على الجمل الفعلية .

نحو : لم أرك مذ كان يوم الخميس ، وما رأيته مذ خرج زيد .

ومنه قول الشاعر الفرزدق :

ما زال مذ عقدت يداه إزاره فسما فأدرك خمسة الأشبار

أو على الجمل الاسمية وهو قليل ، واستشهدوا له بقول الأعشى :

وما زلت أبغي المال مذ أنا يافع وليداً وكهلاً حين شبت وأمردا

وذكروا أن المشهور في ( مذ ومنذ ) حينئذ أنهما ظرفان واختلفوا في إعراب الجملة بعدهما ، هل هي المضافة إليهما أم أن هناك زمناً مقدراً هو المضاف إلى الجملة ويكون خبراً لمذ أو منذ .

ونقول : ما دام الأمر كذلك فإن دخول مذ ومنذ على الجمل لا يمنع من حرفيتهما ، فإذا اعتبرنا الرأي الأول القائل بإضافة مذ للجملة عند من قال باسمية ( مذ ومنذ ) ، نقول أيضاً بحرفيتهما والجملة بعدهما بتأويل مصدر في محل جر بمذ أو منذ ، نحو : حضرت منذ أن خرج أخوك ، وما رأيتك مذ أن زيداً زارنا .

والتقدير : حضرت منذ خروج أخوك ، ومذ زيارة زيد لنا .

وإذا اعتبرنا الرأي الثاني وهو تقدير زمان مضاف للجملة يكون هو الخبر عند من قال باسميتهما أيضاً ، ونقول : إن هذا الزمن المقدر يكون هو المجرور بمذ أو منذ على رأينا ، ويكون التقدير : حضرت منذ زمن خرج أخوك فيه ، ومذ زمن زارنا زيد فيه ، ومنه قول المتنبي :

ما منبج مذ غبت الأمقلة سهرت ووجهك نومها ولا تمد

والتقدير : ما منبج مذ غيابك ، أو مذ زمن غيابك .

وذلك بجر المصدر بمذ على اعتبارها حرف جر ، أو بجر الزمن المضاف إلى الجملة بعده ، والله أعلم .

يتبع

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 03:06 AM

مرحبا مرة مع



مرحبا

مفعول به منصوب لفعل محذوف تقديره : حللت مرحبا ، أو صادقت مكاناً رحباً ، وهي من الكلمات الترحيبية التي يكثر استعمالها منفردة بدون أفعال (1) .

نحو : مرحباً بك ، ومنه قول عمر بن أبي ربيعة :

أشارت بطرف العين خيفة أهلها إشارة محـزون ولم تتكلـم

فأيقنت أن الطرف قد قال مرحبا وأهلاً وسهلاً بالحبيب المتيم

مرة

مفعول به منصوب على الظرفية الزمانية متعلق بالفعل قبله .

نحو : زرتك مرة .

مع

ظرف ملازم للظرفية الزمانية أو المكانية ، وذلك حسب ما تضاف إليه ، يفيد المصاحبة ، كقوله تعالى ( إن مع العسر يسرا )(2) ، ونحو : جئتك مع العصر .

ومثال ظرف المكان ، قوله تعالى ( قال كلا إن معي ربي سيهدين )(3) .

ومنه : سيروا والله معكم .

وقد تقع ( مع ) خبراً ، وصفة ، وصلة ، وحالاً ، وتجر بمن دلالة على اسميتها ، نحو : ذهب من معه (4) ، وإذا سكنت عين ( مع ) فهي إذاً حرف جر معناه المصاحبة ، والعامل فيها فعل وما جرى مجراه كسائر حروف الجر ، ولا يحكم فيها بحذف ولا وزن ولا يسأل عن بنائها لثبوت الحرفية (5) .

ـــــــــــــــ

(1) أنظر أهلاً ص162 . (2) الشرح [6] (3) الشعراء [62] .

(4) الجنى الداني ص306 ، ومغني اللبيب ج1 ص333 .

(5) رصف المباني ص 394 .

مع معاً



ومنه قول الراعي النميري :

قريش منكم وهواي معكم وإن كانت زيارتنا لماما

فمعكم في البيت جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لهواي ، والتقدير : هواي كائن معكم .

وزعم أبو جعفر النحاس أن الإجماع منعقد على حرفيتها إذا كانت ساكنة ، والصحيح أنها اسم ، وكلام سيبويه مشعر باسميتها (1) .

تنبيه :

من جعل ( مع ) حرف جر له معنى الظرفية ، نحو : جاء الطالب مع والده ، فقد توهم لأن ( مع ) ظرف يفيد المصاحبة ، ويقبل بدخول حرف الجر عليه ، وينون ، ومنه قولهم : ذهبت من معه ، وقراءة بعضهم في قوله تعالى ( هذا ذكر من معي )(2) ، وكل ذلك دلالة على اسميتها بلا شك .

معاً

هي ( مع ) منونة غير مضافة ، وتعرب حالاً .

نحو : جاء الرجلان معاً ، ومنه قول الصمة القشيري * :

حننت إلى ريا ونفسك باعدت مزارك من ريا وشعبا كما معا

ـــــــــــــــ

(1) الجنى الداني ص 306 . (2) الأنبياء [24] .

* الصمة القشيري : هو الصمة بن عبد الله بن قرة ، قيل ابن مرة بن عامر بن سلمة الخير القسيري ، شاعر غزل إسلامي بدوي مقل من شعراء الدولة الأموية ، وكان لجده قرة بن هبيرة صحبة بالنبي صلى الله عليه وسلم ، فقد وفد عليه وأسلم ، وأحب الصمة امرأة من قومه ولم يزوجها أهلها له فاشتد وجده بها ، فتزوج غيرها من بنات عمومته ولكنه حزن على صاحبته الأولى بعد أن رحل بها زوجها ، فهجر قومه إلى الشام ، وخرج في إحدى الغزوات إلى بلاد الديلم بطبرستان فمات هناك .

معاً معاذ



وقد تكون خبر ، كما في قول الشاعر جندل بن معمر :

أفيقوا بني حرب وأهواؤنا معا وأرواحنا موصولة لم تقضب

وتستعمل للجماعة والمثنى ، نحو : جاء الطلاب معاً ، وجاء الطالبان معاً .

ومنه قول الخنساء :

وأفنى رجالي فبادروا معاً فأصبح قلبي بهم مستفزا



معاذ

مفعول مطلق منصوب لفعل محذوف ، ملازم للإضافة .

كقوله تعالى ( معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي )(1) .



الإعراب

معاذ : مفعول مطلق منصوب بالفتحة لفعل محذوف ، وهو مضاف .

الله : لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور ، والعامل في المفعول المطلق مقول القول .

إنه : إن حرف مشبه بالفعل ، والهاء ضمير الشأن في محل نصب اسمها .

ربي : مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها حركة المناسبة ، والياء في محل جر مضاف إليه .

أحسن : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو .

مثواي : مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف ، وياء المتكلم في محل جر مضاف إليه ، والجملة الفعلية أحسن مثواي في محل رفع خبر إن .

وجملة إنه ربي ... إلخ استئنافية لا محل لها من الإعراب .

ـــــــــــــــ

(1) يوسف [13] .

يتبع

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 03:07 AM

مم مما



مم



لفظ مركب من حرف الجر ( من ) و ( ما ) الاستفهامية ، وتكون مبنية على السكون على الألف المحذوفة ، لدخول حرف الجر عليها وشددت الميم لإدغامها في النون .

نحو : مم يصنع الفخار ؟

ومنه قوله تعالى ( فلينظر الإنسان مم خلق )(1) .



مما



لفظ مركب من ( من ) الجارة و ( ما ) الموصولة .

نحو : كل مما يليك .

أو ( ما ) المصدرية الحرفية .

كما في قول الشاعر :

وأنا لمما يضرب الكبش ضربة على رأسه تلقي اللسان على الفم

أو ( ما ) الزائدة .

كما في قوله تعالى ( مما خطيئاتهم أغرقوا )(2) .





ـــــــــــــــ

(1) الطارق [5] .

(2) نوح [25] .

من



حرف جر يأتي لكثير من المعاني :

أولاً : تأتي لابتداء الغاية في الأمكنة اتفاقاً .

نحو : خرج الطلاب من المدرسة .

ومنه قوله تعالى ( من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى )(1) .

وقوله تعالى ( فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين )(2) .

وتأتي لابتداء الغاية في الأزمنة ، وهو قليل ، ويكون في المواضع التي تصلح فيها ( مذ ومنذ ) قال بذلك الكوفيون ، ووافقهم ابن مالك والمبرد وابن درستويه .

نحو : انتظرتك من الصباح حتى الظهيرة .

ومنه قوله تعالى ( لله الأمر من قبل ومن بعد )(3) .

وقوله تعالى ( لمسجد أسس على التقوى من أول يوم )(4) .

ومنه قول النابغة الذبياني :

تخيرن من أزمان يوم حليمة إلى اليوم قد جربن كل التجارب

وقد تأول نحاة البصرة في ( من ) التي لابتداء الغاية الزمانية مضافاً محذوف لأنهم لا يجعلون لابتداء الغاية الزمانية إلا ( مذ ومنذ )(5) .

وقال المرادي : وتأويل البصريين فيما ورد من ذلك تعسف (6) .





ـــــــــــــــ

(1) الإسراء [1] (2) الحجر [12] .

(3) الروم [4] (4) التوبة [108] .

(5) أنظر ( مذ ومنذ ) ص 521 وما بعدها .

(6) الجنى الداني ص 309 .

من



ثانياً : للتبعيض : وهو اقتطاع جزء من كل ، نحو : أكلت من الطعام .

ومنه قوله تعالى ( حتى تنفقوا مما تحبون )(1) .

ومن علامات ( من ) التبعيضية أن يخلفها ( بعض ) ، وقد قرأت الآية ( حتى تنفقوا بعض مما تحبون ) .

ومنه قوله تعالى ( تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله )(2) .



ثالثاً : لبيان الجنس : وعلامتها أن يخلفها اسم موصول ، وكثيراً ما تسبقها ما ومهما الشرطيتين لفرط إبهامها .

نحو : لبست ثوباً من قطن .

ومنه قوله تعالى ( فاجتنبوا الرجس من الأوثان )(3) .

وقوله تعالى ( ما يفتح الله للناس من رحمة )(4) .



رابعاً : للتعليل : نحو : جزع من الخوف ، ومات من البرد .

ومنه قوله تعالى ( مما خطيئاتهم أغرقوا )(5) .

وقوله تعالى ( يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت )(6) .

ومنه قول الفرزدق :

يغضى حياء ويغضى من مهابته فلا يكلم إلا حين يبتسم

ـــــــــــــــ

(1) آل عمران [92] (2) البقرة [253] .

(3) الحج [30] (4) فاطر [2] .

(5) الأعراف [132] (6) البقرة [19] .

من



خامساً : للبدل : نحو : قبلت بالغث من السمين .

ومنه قوله تعالى ( أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة )(1) .

ومنه قول الشاعر * :

أخذوا المخاض من الفصيل غلبة ظلما ويكتب للأمير أفيلا

سادساً : تأتي متضمنة معنى ( عن ) ، وتسمى للمجاوزة .

نحو : لا ترحلوا من هنا حتى يؤذن لكم .

ومنه قوله تعالى ( يا ويلنا قد كنا في غفلة من هذا )(2) .

ومنه قوله تعالى ( فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله )(3) .

سابعاً : متضمنة معنى ( الباء ) .

نحو : أمسكته من يده ، وضربته من السيف ، أي بالسيف .

ومنه قوله تعالى ( ينظرون من طرف خفي )(4) .

ثامناً : متضمنة معنى ( في ) ، نحو : سأرحل من أول الشهر .

ومنه قوله تعالى ( إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة )(5) .

وقوله تعالى ( أروني ماذا خلقوا من الأرض )(6) .



ـــــــــــــــ

(1) التوبة [38] (2) الأنبياء [97] .

(3) الزمر [22] (4) الشورى [45] .

(5) الجمعة [9] (6) فاطر [40] .

* الراعي النميري : هو عبيد بن حصين بن معاوية بن جندل النميري ، ويكنى أبا جندل ، والراعي لقب غلب عليه لرعيه الإبل وكثرة وصفه لها ، شاعر فحل من شعراء الإسلام ، وكان مقدماً مفضلاً ، وقد هجاه جرير بقصيدة منها :

فغض الطرف إنك من نمير فلا كعباً بلغت ولا كلابا

من

تاسعاً : متضمنة معنى ( إلى ) ، نحو : اقتربت منك .

والتقدير : إليك ، وهي تعرف بمن التي للانتهاء .

عاشراً : متضمنة معنى ( على ) ، وتعرف بمن التي للاستعلاء .

نحو : لعل الله ينصفنا من الظلم .

ومنه قوله تعالى ( ونصرناه من القوم الذين كذبوا )(1) .

أحد عشر : الموافقة ( رب ) عند اتصالها ( بما ) .

كقول الشاعر :

وإنا لمما نضرب الكبش ضربة على رأسه تلقي اللسان من الفم

اثنا عشر : الموافقة ( عند ) .

كقوله تعالى ( لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئاً )(2) .

ويصح أن تكون ( من ) في الآية للبدل فتنبه لذلك .

ثلاثة عشر : تأتي للفصل : كقوله تعالى ( والله يعلم المفسد من المصلح )(3) .

وقوله تعالى ( حتى يميز الخبيث من الطيب )(4) .

أربعة عشر : للغاية : نحو : رأيته في ذلك الموضع ، وأخذت من الصندوق .

و ( من ) في هذا الموضع تفيد ابتداء الغاية وانتهائها معاً .

خمسة عشر : وتكون للقسم ، ولا تدخل إلا على كلمة ( الرب ) وميمها إما مكسورة أو مضمومة ، نحو : من ربي لأفعلن .

ـــــــــــــــ

(1) الأنبياء [77] (2) آل عمران [10] .

(3) البقرة [220] (4) آل عمران [179] .

* أبو حية النميري : هو الهيثم بن الربيع بن زرارة بن كثير بن جناب النميري شاعر مجيد مقدم من مخضرمي الدولتين ، مدح الخلفاء فيهما جميعاً ، كان فصيحاً راجزاً من ساكني البصرة ، وكان أهوجاً جباناً ، نحيلاً كذاباً معرفاً بذلك ، حدث ابن قتيبة بأن لأبي حية سيف يسميه لعاب المنية ليس بينه وبين الخشبة فرق .

من

ستة عشر : تأتي ( من ) زائدة عاملة لتوكيد الاستغراق ، وتدخل على الأسماء النكرة الموضوعة للعموم ، ويشترط في هذه الأسماء أن تكون منيفة .

نحو : ما جاءني من أحد .

ومنه قوله تعالى ( ما لكم من إله غيره )(1) .

قوله تعالى ( ما جاءنا من بشير ولا نذير )(2) .

أو منهية ، نحو : لا يقم من أحد .

أو مسبوقة باستفهام ولا يكون إلا ( هل ) .

كقوله تعالى ( هل من خالق غير الله )(3) .

سبعة عشر : وتأتي زائدة للتنصيص على العموم ، وتسمى الزائدة لاستغراق الجنس ، نحو : ما في الدار من رجل .

وقد يتوهم الدارس أن ( من ) الزائدة للتنصيص على العموم لا فرق بينها وبين ( من ) التي لتوكيد الاستغراق نقول الفرق بيّن ، لأنه عند قولنا : ما في الدار رجل محتمل أن يكون ذلك لفني واحد من هذا الجنس دون ما فوق الواحد ، ولذلك يجوز أن يقال : ما في الدار رجل بل رجلان فلما زيدت ( من ) صار نصاً في العموم ولم يبق فيه احتمال (4) .

تنبيه :

وتزاد ( من ) في المواضع الآتية :

1 – المبتدأ : كقوله تعالى ( ما لكم من إله غيره )(5) .

2 – الفاعل : كقوله تعالى ( ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث )(6) .

ـــــــــــــــ

(1) الأعراف [59] (2) المائدة [19] .

(3) فاطر [3] (4) الجنى الداني ص217 بتصرف .

(5) الأعراف [59] (6) الأنبياء [20] .

من

3 – المفعول به : كقوله تعالى ( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه )(1) .

4 – الحال : كما في قراءة بعضهم لقوله تعالى ( ما كان لنا أن نتخذ من دونك أولياء )(2) .

وهذا مختلف فيه ، أي في زيادتها قبل الحال فتدبر ذلك (3) .

وتزاد في التمييز بغير شرط ، نحو : لله درك من فارس (4) .

نماذج من الإعراب

قال تعالى ( من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ) .

من المسجد : من حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، وحرك بالفتح لالتقاء الساكنين ، المسجد اسم مجرور ، والجار والمجرور متعلقان بالفعل أسرى . الحرام : صفة مجرورة للمسجد .

إلى المسجد : جار ومجرور متعلقان بأسرى أيضاً .

الأقصى : صفة للمسجد الثانية مجرور بالكسرة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر .

قال تعالى ( ما لكم من إله غيره ) .

ما : نافية لا عمل لها .

لكم : جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم في محل رفع .

من إله : من حرف جر زائد صلة ، إله مبتدأ مؤخر مجرور لفظاً مرفوع محلاً .

غيره : صفة مرفوعة لإله على المحل ، أو بدل ، أو مجرورة على اللفظ ، وإذا قرأ بالنصب فهو مستثنى ، وغير مضاف ، والضمير في محل جر مضاف إليه .

ـــــــــــــــ

(1) إبراهيم [4] (2) الفرقان [18] .

(3) راجع الجنى الداني ص219 ، وابن يعيش ج8 ص12-13 .

(4) الكتاب لسيبويه ج2 ص307 طبعة بولاق .

من



تأتي لعدد من الوجوه :

أولاً : اسم استفهام للعاقل ، نحو : من كسر الزجاج ؟

ومنه قوله تعالى ( ومن أظلم ممن منع مساجد الله )(1) .

ومنه قوله تعالى ( من بعثنا من مرقدنا )(2) .

ومنه قول أبي فراس :

بمن يتق الإنسان فيما ينوبه ومن أين للحر الكريم صحاب

ثانياً : اسم موصول بمعنى الذي يدل على العاقل .

كقوله تعالى ( والله يؤتي ملكه من يشاء )(3) .

ومنه قوله تعالى ( وأما من آمن وعمل صالحاً )(4) .

ومنه قول حسان بن ثابت :

فكفى بنا فضلاً على من غيرنا حسب النبي محمد إيانا

ثالثاً : اسم شرط جازم لفعلين ورابط بين الفعل وجوابه بذات واحدة عاقلة .

كقوله تعالى ( من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها )(5) .

ومنه قوله تعالى ( فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره )(6) .

ومنه قول زهير :

ومن يغترب يحسب عدواً صديقه ومن لا يكرم نفسه لا يكرم

رابعاً : وتأتي ( من ) نكرة موصوفة كما هو الحال في ( ما ) ، والدليل على ذلك دخول رب عليها .

ـــــــــــــــ

(1) البقرة [114] (2) يس [52] .

(3) البقرة [247] (4) الكهف [88] .

(5) النساء [85] (6) الزلزلة [7] .

من



كقول الشاعر * :

رب من انضحت غيظاً قلبه قد تمنى لي موتاً لم يطع

ومنه قولهم : مررت بمن معجب لك .

نماذج من الإعراب

أولاً : المواقع الإعرابية لمن الاستفهامية :

تعرب من الاستفهامية بحسب موقعها من الجملة ، فتأتي في مواضع إعرابية مختلفة :

1 – تأتي في محل رفع مبتدأ .

كقوله تعالى ( من يحيي العظام وهي رميم )(1) .

من : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .

يحيي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على آخره ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو .

العظام : مفعول به منصوب بالفتحة ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر من .

وجملة من يحيي العظام لا محل لها من الإعراب ابتدائية .

وهي : الواو للحال ، هي ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ .

رميم : خبر مرفوع ، والجملة الاسمية في محل نصب حال .

ـــــــــــــــ

(1) يس [78] .

* سويد بن أبي كاهلة : هو سويد بن أبي كاهلة بن الحارثة بن حسن بن مالك بن كنانة الشيكري ، شاعر مقدم مخضرم عاش في الجاهلية وأدرك الإسلام وعمر طويلاً ويكنى أبا سعد ، وجعله ابن سلام في الطبقة السادسة مع عنترة وعمرو بن كلثوم والحارث بن حلزة ، وكان أبوه شاعراً ، ومات سنة 60 هـ .

من



تنبيه :

لقد جاءت من مبتدأ لأن الفعل بعدها متعد استوفى مفعوله ، وكذلك إذا جاء الفعل بعدها لازماً ، نحو : من حضر الليلة ، أو تلاها شبه جملة ، نحو : من في الدار ؟ ومن عندك ؟

2 – تأتي في محل نصب مفعول به ، إذا جاء بعدها فعل متعد لم يستوف مفعوله .

نحو : من رأيت في المدرسة ؟

من : اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم على فعله .

رأيت : فعل وفاعل .

في المدرسة : جار ومجرور متعلقان بالفعل .

3 – تأتي خبراً إذا تلاها اسماً معرفة ، نحو : من هذا ؟

أو فعلاً ناقصاً ، نحو : من كان القادم ؟

من : اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب خبر كان مقدم .

كان : فعل ماض ناقص .

القادم : اسم كان مؤخر مرفوع .

ثانياً : المواقع الإعرابية لمن الموصولة :

من الموصولة اسم مبني دائماً على السكون ويعرب بحسب موقعه من الجملة ونكتفي بإعراب حالة واحدة .

قال تعالى ( والله يؤتي ملكه من يشاء ) .

والله : الواو للاستئناف ، الله لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع بالضمة .

يؤتي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على آخره ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على لفظ الجلالة .

ملكه : مفعول به أول ، والهاء في محل جر بالإضافة .

من

من : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به ثان .

يشاء : فعل مضارع مرفوع ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على لفظ الجلالة .

وجملة يشاء لا محل لها من الإعراب صلة الموصول والعائد محذوف .

وجملة يؤتي ملكه في محل رفع خبر المبتدأ .

ثالثاً : المواقع الإعرابية لمن الشرطية :

تعرب من الشرطية اسماً مبنياً على السكون في محل رفع .

1 – مبتدأ : إذا كان فعل الشرط متعدياً واستوفى مفعوله .

كقوله تعالى ( من يعمل سوءاً يجز به )(1) .

أو كان الفعل لازماً ، نحو : من يجتهد ينجح .

من : اسم جازم لفعلين مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .

يعمل : فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو .

سوءاً : مفعول به .

يجز : فعل مضارع مجزوم جواب الشرط وجزاؤه ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو .

به : جار ومجرور متعلقان بالفعل قبله .

وجملة الشرط من الفعل والجواب في محل رفع خبر المبتدأ من .

وهذا هو الرأي الأرجح ، وقد يكون الخبر جملة فعل الشرط ، وقد يكون جملة جواب الشرط ، وهذا فيه قول .

وجملة من يعمل ... إلخ لا محل لها من الإعراب ابتدائية .

ـــــــــــــــ

(1) النساء [133] .

من



2 – مفعول به : إذا كان الفعل متعدياً ولم يستوف مفعوله .

نحو : من تصافح أصافح .

من : اسم شرط مبني على السكون في محل نصب مفعول به تقدم على فاعله .

تصافح : فعل الشرط مجزوم ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .

أصافح : جواب الشرط مجزوم ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنا .

3 – تأتي اسماً لكان الناقصة إذا استوفت خبرها ولم تستوف اسمها .

نحو : من يكن جواداً يحمده الناس .

من : اسم شرط مبني على السكون في محل رفع اسم كان مقدم عليها .

يكن : فعل مضارع ناقص مجزوم لأنه فعل الشرط .

جواداً : خبرها منصوب بالفتحة الظاهرة .

يحمده : فعل مضارع مجزوم جواب الشرط ، والهاء في محل نصب مفعول به .

الناس : فاعل مرفوع .

4 – تأتي خبراً لكان إذا لم تستوف خبرها .

نحو : من يكن عمله لله يجز به .

من : اسم شرط مبني على السكون في محل نصب خبر يكن مقدم .

يكن : فعل مضارع ناقص مجزوم فعل الشرط .

عمله : اسم يكن مرفوع ، والهاء في محل جر مضاف إليه .

لله : جار ومجرور متعلقان بعمله .

يجز : فعل مضارع مجزوم جواب الشرط ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو .

به : جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلها .


صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 03:07 AM

منذ مه مهما

منذ

حرف جر لابتداء الغاية الزمانية .

نحو : ما رأيتك منذ يوم الجمعة . راجع مذ ص 520 .

مه

اسم فعل أمر مبني على السكون بمعنى ( اكفف ) ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .

مهما

اسم شرط جازم لفعلين رابط لفعل الشرط وجوابه بذات واحدة مبهمة غير عاقلة ، كقوله تعالى ( مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين )(1) .

ومنه قول زهير :

ومهما تكن عند امرئ من خليقة وإن خالها تخفي على الناس تعلم

ومنه قول ساعدة بن جؤية :

قد أوبت كل ماء فهي خاوية مهما تصب أفقاً من بارق تشم

مواقع مهما الإعرابية :

تعرب مهما وما الشرطيتين اسمين مبنيين على السكون في محل المواضع الإعرابية الآتية :

1 – في محل رفع مبتدأ إذا كان فعل الشرط متعدياً واستوفى مفعوله .

نحو : مهما تخفه في نفسك يعلمه الله .

أو كان فعل الشرط لازماً لا يحتاج إلى مفعول به ، نحو : مهما تعمر فلا بد من الموت ، ومنه بيت ساعدة بن جؤية السابق :

قد أوبت كل ماء فهي خاوية مهما تصب أفقاً من بارق تشم

ـــــــــــــــ

(1) الأعراف [132] .

مهما



قد : حرف تحقيق مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

أوبت : فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء للتأنيث الساكنة ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هي .

كل : مفعول به ، وهو مضاف .

ماء : مضاف إليه ، والجملة ابتدائية لا محل لها من الإعراب .

فهي : الفاء للسببية ، هي ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ .

خاوية : خبر مرفوع ، والجملة الاسمية في محل نصب على الحال من الفاعل المحذوف والرابط الضمير .

مهما : اسم شرط جازم لفعلين مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .

تصب : فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط ، وعلامة جزمه السكون ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هي يعود على السحابة .

أفقاً : مفعول به .

من بارق : جار ومجرور متعلقان بالفعل تصب .

تشم : فعل مضارع مجزوم بالسكون جواب الشرط ، وحرك بالكسرة لموافقة الروي ، فاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هي يعود على السحابة أيضاً .

والجملة من فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر المبتدأ مهما .

2 – تأتي اسماً مبنياً في محل نصب مفعول به إذا كان فعل الشرط متعدياً ولم يستوف مفعوله ، نحو : مهما تخف من أمر يعلمه الله .

مهما : اسم شرط مبني على السكون في محل نصب مفعول به تقدم على فعله .

تخف : فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة , وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .

من أمر : جار ومجرور متعلقان بفعل الشرط .

مهما



يعلمه : جواب الشرط مجزوم ، والضمير في محل نصب مفعول به .

الله : لفظ الجلالة فاعل مرفوع ، وجملة جواب الشرط لا محل لها من الإعراب .

3 – تأتي اسماً مبنياً في محل نصب خبر كان الناقصة إذا جاءت فعلاً للشرط ولم تستوف خبرها ، نحو : مهما يكن عملك فأنت ملوم .

مهما : اسم شرط مبني على السكون في محل نصب خبر يكن مقدم عليها .

يكن : فعل مضارع ناقص مجزوم لأنه فعل الشرط ، وعلامة جزمه السكون .

عملك : اسم يكن مرفوع ، والكاف في محل جر مضاف إليه .

فأنت : الفاء واقعة في جواب الشرط ، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، أنت ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ .

ملوم : خبر مرفوع ، وجملة الاسمية في محل جزم جواب الشرط .

4 – تأتي في محل نصب مفعول مطلق إذا دلت على حدث .

نحو : مهما تسر فلن تبلغ المكان بسهولة .

مهما : اسم شرط مبني على السكون في محل نصب مفعول مطلق .

تسر : فعل الشرط مجزوم ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .

فلن : الفاء واقعة في جواب الشرط ، لن حرف نصب .

تبلغ : فعل مضارع منصوب ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .

المكان : مفعول به .

بسهولة : جار ومجرور متعلقان بتبلغ .

وجملة فلن تبلغ في محل جزم جواب الشرط .

تنبيه :

ما ينطبق على مهما من الإعراب ينطبق أيضاً على ( ما ) و ( من ) الشرطيتين ، ما عدا الحالة الأخيرة فلا تنطبق على ( من ) .

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 03:08 AM

حرف النون



تأتي النون لعدد من الأوجه :

أولاً : نون التوكيد الثقيلة والخفيفة ، وهما حرفان ، الأولى مشددة ، والثانية ساكنة ولا محل لهما من الإعراب ، يتصلان بالفعل المضارع والأمر فيبنى الفعل بهما على الفتح ، نحو : تالله لأساعدن الضعيف .

ومنه قوله تعالى ( ليسجنن وليكونن )(1) ، ونحو : أعملن الواجب .

ومنه قول امرئ القيس :

ألا عم صباحاً أيها الطلل البالي وهل يعمن من كان في العصر الخالي

ومنه قول الشاعر * :

لاستسهلن الصعب أو أدرك المنى فما انقادت الآمال إلا لصابر

ويؤكد فعل الأمر بها مطلقاً ، أما المضارع فيشترط فيه أن يكون جوابها للقسم مثبتاً مستقلاً متصلاً بلامه ، وأن يكون غير مقرون بحرف تنفيس أو بقد وألا يكون مقدم المعمول ، فإذا استوفى هذه الشروط وجب توكيده بالنون ، وإذا اختل شرط منها امتنع توكيده ، ويجوز إذا كان طلبياً ، أو أمراً ، أو نهياً ، أو استفهاماً ، أو تمنياً ، أو تحضيضاً .

وقد جاء توكيد الماضي بالنون وهو شاذ ومقصور على الشعر ، كقول الشاعر :

دامن سعدك إن رحمت متيماً لولاك لم يكن للصبابة جانحا

ثانياً : نون النسوة : ضمير يتصل بالفعل المضارع أو الماضي أو الأمر ، فيبنى الفعل بها على السكون ، وتكون خفيفة مفتوحة ، وتلحق الضمائر للدلالة على جمع الإناث ، وتكون عندئذ مشددة .

مثال الخفيفة : الطالبات يكتبن الدرس .

ـــــــــــــــ

(1) يوسف [32] .

* الشاهد بلا نسبه .

النون

ونحو : الطالبات كتبن الدرس ، واكتبن الدرس يا طالبات .

ومنه قوله تعالى ( والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء )(1) .

ونحو : أنتن مجتهدات ، ورجعت بهن .

ولنون النسوة مواقع إعرابية مختلفة ، فتأتي فاعلاً ونائباً له واسماً لكان ، وذلك بحسب موقعها من الكلام .

مثال الفاعل كما في الأمثلة السابقة ، أما نائب الفاعل : الفائزات يكرمن .

ومثال اسم كان : كن قانتات .

ثالثاً : نون الوقاية : حرف عماد تأتي قبل ياء المتكلم .

نحو : ضربني ، وأنني ، وليتني ، ويعلمني .

ومنه قوله تعالى ( يا ليتني كنت تراباً )(2) .

ومنه قول الشاعر معن بن أوس :

أعلمه الرماية كل يوم فلما اشتد ساعده رماني

ومنه قول أبي فراس :

ولكنني أمضي لما لا يعيبني وحسبك من أمرين خيرهما الأسر

رابعاً : تأتي للتنوين : وهي نون زائدة ساكنة في آخر الاسم لفظاً لا خطاً .

نحو : جاء محمدٌ ، ورأيت محمداً ، ومررت بمحمدٍ .

ومنه قول الشاعر أبي فراس :

فيا حسرتي من لي بخل موافق أقول بشجوي مرة ويقول

خامساً : نون المثنى المكسورة ، ونون جمع المذكر السالم المفتوحة ، وهما نونان زائدتان تأتي الأولى بعد ألف أو ياء المثنى ، وتأتي الثانية بعد واو أو ياء جمع المذكر السالم .

ـــــــــــــــ

(1) البقرة [228] (2) النبأ [40] .

النون نا



نحو : وصل المسافران ، وسلمت على الرجلين .

ونحو : جاء المعلمون ، ومررت بالمعلمين .

وهاتان النونان تحذفان عند الإضافة .

نحو : جاء لاعبا الكرة ، ورأيت مهندسي البناء .

ومنه قوله تعالى ( يا صاحبي السجن )(1) ، وقوله تعالى ( وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون )(2) .

سادساً : نون الرفع في الأفعال الخمسة : هي نون زائدة بدليل حذفها في حالتي الجزم والنصب .

نحو : الطلاب يكتبون الدرس ، ومنه قوله تعالى ( يا ليت قومي يعلمون )(3) .

ونحو : أنت تعملين الواجب ، ومنه قوله تعالى ( قالوا أتعجبين من أمر الله )(4) .

ونحو : هما يلعبان الكرة ، ومنه قوله تعالى ( فيهما عينان تجريان )(5) .

وهذه النون مفتوحة مع جماعة الذكور ، والمفردة المؤنثة ، وتكسر مع المثنى .

نا

ضمير متصل بجماعة المتكلمين مبني على السكون ، ويعرب في محل رفع أو نصب أو جر ، كقوله تعالى ( ربنا إننا سمعنا منادياً )(6) .

وقوله تعالى ( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا )(7) .

ومنه قوله تعالى ( إننا آمنا فاغفر لنا )(8) .

ـــــــــــــــ

(1) يوسف [39] (2) القصص [59] .

(3) يس [26] (4) هود [73] .

(5) الرحمن [50] (6) آل عمران [193] .

(7) البقرة [276] (8) آل عمران [16] .

نبأ نحن نزال نعم



نبأ

فعل ينصب ثلاثة مفاعيل أصل الأول اسم ظاهر أو ضمير ، والثاني والثالث أصله المبتدأ والخبر .

وتسد ( أن ) واسمها وخبرها مسد المفعولين الثاني والثالث .

نحو : نبأت محمداً أن علياً مريض . أنظر أنبأ وعلم .

نحن

ضمير رفع منفصل مبني على الضم لجماعة المتكلمين .

كقول عمرو بن كلثوم :

ونحن الحاكمون إذا أطعنا ونحن العازمون إذا عصينا

ومنه قوله تعالى ( نحن نقص عليك أحسن القصص )(1) .

نزال

اسم فعل أمر مبني على الكسر معدول عن الفعل نزل ، كقول الشاعر :

ودعوا نزال فكنت أول نازل وعلام أركبه إذا لم أنزل

نعم

حرف جواب للإثبات في الاستفهام المثبت لا عمل له ولا محل له من الإعراب ، نحو : هل حضر والدك ؟ نعم .

ومنه قوله تعالى ( فهل وجدتم ما وعد ربكم حقاً قالوا نعم )(2) .

ومنه قول عمر بن ربيعة :

فقالت نعم لا شك غير لونه سرى الليل يحيي نصبه والتهجر

ــــــــــــــ

(1) يوسف [30] .

(2) الأعراف [44] .

نعم نِعْم



وتكون للوعد بعد الطلب : الأمر أو النهي أو الاستفهام .

نحو : اضرب المهمل ، الجواب : نعم أعدك .

ونحو : لا تقصر في عملك ، الجواب : نعم أعدك .

وإذا وقعت في صدر الكلام كانت للتوكيد ، كقول جميل بن معمر :

نعم صدق الواشون أنت كريمة عليَّ ، وإن لم تصف منك الخلائق

وتكون جواباً للنفي في الاستفهام المنفي .

نحو : ألم أبلغك الأمر ؟ ، الجواب : نعم لم تبلغني .

قال المرادي : وهي لتصديق خبر ، كقولك : نعم لمن قال : قام زيد ، أو إعلام وتخبر ، كقولك : نعم لمن قال : هل جاء زيد ؟ ، أو وعد طالب ، كقولك : نعم لمن قال : اضرب زيداً ، أي نعم اضربه .



نِعْم



فعل ماض جامد مبني على الفتح لإنشاء المدح يليه فاعل وله أربعة أحوال ، أنظر بئس .

نحو : نعم الصديق الكتاب .

ونعم عملاً الأمانة .

ونعم صديق المرء الكتاب .

ونعم ما يفعله المخلصون لأوطانهم .

وجوه إعراب مخصوص المدح والذم .

" نعم الصديق الكتاب " .

نعم : فعل ماض جامد مبني على الفتح لا محل له من الإعراب لإنشاء المدح .

الصديق : فاعل مرفوع .

الكتاب : إما مبتدأ ، والجملة الفعلية قبله في محل رفع خبر .

وجملة الكتاب وخبره لا محل لها من الإعراب ابتدائية .

أو الكتاب : مبتدأ وخبره محذوف تقديره ( ممدوح ) .

وجملة نعم الصديق ابتدائية لا محل لها من الإعراب .

أو الكتاب : خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو .

وجملة نعم الصديق ابتدائية لا محل لها من الإعراب .

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 03:10 AM

حرف الواو






ينقسم حرف الواو إلى قسمين :

أ ـ الواو العاملة . ب ـ الواو غير العاملة .

وتنقسم الواو العاملة بدورها إلى الأنواع الآتية :

أولاً : واو القسم : وهي حرف جر تدخل على الاسم الظاهر ولا تتعلق إلا بمحذوف ، نحو قوله تعالى ( والشمس وضحاها )(1) .

وقوله تعالى ( والتين والزيتون وطور سينين )(2) .

ومنه قول الشاعر حسان بن ثابت :

والله ما في قريش كلها نفر أكثر شيخاً جباناً فاحشاً غمرا

ثانياً : واو رب : ولا تدخل إلا على الاسم النكرة ويجر بعدها برب المحذوفة ، وليس لها متعلق لأن رب حرف جر شبيه بالزائد .

كقول امرئ القيس :

وليل كموج البحر أرخى سدوله عليّ بأنواع الهموم ليبتلي

ومنه قول الأخطل :

وكأس مثل عين الديك صرف تنسي الشاربين لها العقولا

ثالثاً : واو المعية : واو بمعنى ( مع ) وتسمى واو المصاحبة والاسم بعدها منصوب لأنه مفعول معه .

نحو : استوى الماء والخشبة ، وجلست وضوء القمر .

ومنه قول كثير عزة :

فكأني وإياها سحابة ممحل زجاها فلما جاوزته استهلت



ـــــــــــــــ

(1) الشمس [1] (2) التين [1-2] .

الواو



وهناك نوع آخر من أنواع واو المعية ، هو في حقيقته حرف عطف يدخل على الأفعال المضارعة ، فينتصب الفعل بعده بأن مضمرة وجوباً ، وتسمى واو الجزاء ، وما بعدها مصدر مؤول معطوف على مصدر مؤول مقدر ، وشرطها أن يتقدم على الفعل طلب أو نهي .

كقول الشاعر :

لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم

كما تضمر أن بعد الواو العاطفة السابقة الذكر جوازاً ، وهي حينئذ تعطف مصدراً مؤولاً على مصدر صريح .

ولكونه لا يجوز عطف فعل على اسم أول ما بعد الواو من أن المضمرة جوازاً والفعل ، وعطف على الاسم قبله ، وهو المصدر الصريح كما في قول ميسون بنت بحدل * :

للبس عباءة وتقر عيني أحب إليّ من لبس الشفوف

والمصدر الصريح في البيت كلمة ( لبْس ) من الفعل لبس .

الواو غير العاملة وتنقسم إلى الأنواع الآتية :

أولاً : واو العطف : حرف يجمع المتعاطفين تحت حكم واحد ، ويعطف اسماً على اسم ، نحو : جاء الولد ووالده ، وحضر محمد وأحمد .

وعطف جملة على جملة .

نحو : بدأ العام الدراسي وانتظم الطلاب في الدراسة .

ـــــــــــــــ

* ميسون بنت بحدل : هي زوجة معاوية بن أبي سفيان وأم يزيد سمعها تقول شعراً تحن فيه إلى مسقط رأسها نجد فطلقها وردها إلى أهلها بعد أن وهب لها قصراً بكل ما فيه فولدت يزيد في البادية ، فأرضعته سنتين وأخذه منها .

الواو



وتمتاز الواو العاطفة عن غيرها من حروف العطف الأخرى بالآتي :

1 – قد تقترن بإما ، كقوله تعالى ( فإما منا بعد وإما فداء )(1) .

2 – تقترن بلا إذا سبقها نفي ، نحو : لا هذا ولا ذاك .

ومنه قول أبي العلاء :

فإن أنت لم تملك وشيك فراقها فعف ولا تنكح عواناً ولا بكرا

3 – تقترن بلكن ، نحو : قام محمد ولكن علي جالس .

4 – تعطف العام على الخاص .

كقوله تعالى ( رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمناً وللمؤمنين والمؤمنات )(2) .

5 – تعطف الخاص على العام .

كقوله تعالى ( وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح )(3) .

6 – وتعطف المحذوف إذا بقي معموله .

كقولهم : علفتها تبناً وماءً بارداً ، والتقدير : وسقيتها ماءً بارداً .

7 – وتعطف الشيء على مرادفه .

كقوله تعالى ( إنما أشكوا بثي وحزني إلى الله )(4) .

8 – وتعطف ما لا يستغنى عنه ، نحو : وقفت بين خالد ومحمد .

ثانياً : واو الاستئناف : وهي الواو التي يكون ما بعدها مختلفاً عما قبلها في المعنى أو في النوع ولا يشاركه في الإعراب ، وتسمى بواو الابتداء أيضاً .



ـــــــــــــــ

(1) محمد [4] (2) نوح [18] .

(3) الأحزاب [7] (4) يوسف [86] .

الواو



كقوله تعالى ( ثم قضى أجلاً وأجل مسمى عنده )(1) .

وقوله تعالى ( لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء )(2) .

ثالثاً : واو الحال : وتختص بالدخول على الجمل الاسمية .

نحو : جاء أخوك وهو يبتسم .

ومنه قول البحتري :

تسربلته والذئب وسنان نائم بعين ابن ليل ما له بالكرى عهد

ومنه قول الآخر :

بخلت بالمال والأكياس مفعمة فكم درهماً أخذت منها المساكين

وتدخل على الجمل الفعلية إذا تصدرت بالفعل الماضي المقترن بقد كثيراً .

نحو : جاء والدك وقد غربت الشمس .

ومنه قول امرئ القيس :

فجئت وقد نضت لنوم ثيابها لدى الستر إلا لبسة المتفضل

رابعاً : الواو الزائدة : وهي إحدى الحروف التي تجمعها كلمة ( سألتمونيها ) .

وتأتي بعد ( إلا ) للتأكيد .

كقوله تعالى ( وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم )(3) .

وقد لا تسبقها ( إلا ) ، كقوله تعالى ( حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها )(4) .

ـــــــــــــــ

(1) الأنعام [12] (2) الحج [5] .

(3) الحجر [4] (4) الزمر [71] .

الواو

ومنه قول الشاعر * :

فإذا وذلك إلا ذكرة وإذا مضي شيء كأن لم يفعل

ومنه قول الآخر :

ولقد رفعتك في المجالس كلها فإذا وأنت تعين من يبغيني

كما تزاد الواو لفظاً في الاسم ( عمرو ) ما عدا حالة النصب ، وفي ( أولو وأولات ) ، وفي أسماء الإشارة ( أولاء وأولي وأولئك ) ، وتسمى الواو الزائدة في ( عمرو ) بواو الفصل لأنه يفصل بها بين عمر وعمرو ، كقول الشاعر :

لقد ذهب الحمار بأم عمرو فلا رجعت ولا رجع الحمار

وقول الآخر :

وجهك يا عمرو فيه طول وفي الوجه الكلاب طول

خامساً : واو الثمانية : هي الواو التي تلحق الثامن من العدد ، إشعاراً بأن السبعة عدد كامل لقولهم : واحد ، اثنان ، ثلاثة ، أربعة ، خمسة ، ستة ، سبعة ، وثمانية .

واستدلوا على ذلك بقوله تعالى ( التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر )(1) .

وتعرب حرف مبني لا محل له من الإعراب ، وهو إما عاطف أو للحال .

ومنه قوله تعالى ( حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها )(2) .

ـــــــــــــــ

(1) التوبة [122] (2) الزمر [73] .

* أبو كبير الهزلي : ويقال أن الشاهد لأبي كثير ، ولم أقف لأبي كثير على ترجمة ، أما ترجمة أبي كبير فهي : هو عامر بن الحليس شاعر جاهلي له أربع قصائد مطلع كل منها قوله " أزهير هل عن شيبة .. إلخ " وقد ذكر في الإجابة أنه أسلم وجاء النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال له : أحل لي الربا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم " أتحب أن يؤتى إليك ومثل ذلك " ، قال : لا ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم " فارضى لأخيك ما ترضى لنفسك " .

الواو

قال بعض المفسرين : الواو هنا تدل على أن أبواب الجنة ثمانية ، ومنه قوله تعالى ( والناهون عن المنكر )(1) .

قال المفسرون : لأنها أتت في الثامن من السبعة الأسماء قبلها , ومنه قوله تعالى ( وثامنهم كلبهم )(2) .

وهذه الواو وإن وقعت دالة على الثمانية ، أو في الثامن من الأسماء ، لا يخرجها ذلك عن معنى العطف أو الحال في مثل قوله تعالى ( وفتحت أبوابها ، وقد وقعت في الثامن بالغرض لا بالقصد .

وهي واو قال عنها ابن هشام : لقد ذكرها جماعة من الأدباء كالحريري ، ومن النحويين الضعفاء كابن خالويه ، ومن المفسرين كالثعالبي (3) .

سادساً : واو الجمع : وهي ضمير رفع لجماعة الذكور يتصل بالفعل ماضياً كان أو مضارعاً أو أمراً ، نحو : الطلاب جاءوا متأخرين .

ومنه قوله تعالى ( وجاءوا على قميصه بدم كذب )(4) .

وتتصل بالأفعال الخمسة ، نحو : يدرسون ، ويعملون .

ومنه قوله تعالى ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون )(5) .

ومنه قول جرير :

تمرون الديار ولم تعوجوا كلامكم علي إذن حرام

ومع غير الأفعال الخمسة تلحقها ألف فارقة لتميزها عن واو العلة ، نحو : قالوا ، وباعوا ، وتعرب فاعلاً ، ونائباً للفاعل ، واسماً لكان الناقصة أو إحدى أخواتها ، نحو قوله تعالى ( ولا تلبسوا الحق بالباطل )(6) ، الواو في تلبسوا في محل رفع فاعل .

ـــــــــــــــ

(1) التوبة [122] (2) الكهف [22] (3) المغني ج1 ص362 .

(4) يوسف [8] (5) آل عمران [92] .

الواو

ونحو : إذا قصرتم ستحرمون من الجائزة ، الواو في تحرمون في محل رفع نائب فاعل .

ونحو قوله تعالى ( عسى أن يكونوا خيراً منهم )(1) ، الواو في يكونوا في محل رفع اسم كان ، وقس على ذلك .

سابعاً : ( الواو ) علامة الرفع في جماعة الذكور السالمة ، والأسماء الستة .

نحو : جاء المعلمون ، ومنه قوله تعالى ( ونحن له مخلصون )(2) .

وقوله تعالى ( قتل الخراصون )(3) .

ومثال الأسماء الستة : كان أخوك أصيلاً .

ومنه قوله تعالى ( وأبونا شيخ كبير )(4) .

ثامناً : ( الواو ) حسب ما قبلها : وأقول هي الواو التي تأتي في أول الكلام المعرب ولا يعلم ما قبلها حتى نعرف جهة إعرابها ، فنتخلص منها بالقول : " الواو حسب ما قبلها " ، نحو : واتقوا الله .

فإذا علم ما قبل الواو أعربت حسب الأنواع السابقة .

نماذج من الإعراب

1 – واو القسم : قال تعالى ( والشمس وضحاها ) .

والشمس : الواو حرف للقسم مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، الشمس اسم مجرور بالواو والجار والمجرور متعلقان بمحذوف فعل القسم تقديره : أقسم .

وضحاها : الواو حرف عطف ، ضحى معطوف على الشمس مجرور وعلامة جره الكسرة المقدرة على الألف ، وضحى مضاف ، والضمير في محل جر مضاف إليه .

ـــــــــــــــ

(1) البقرة [42] (2) الحجرات [11] (3) البقرة [139] .

(4) الذاريات [10] (5) القصص [23] .

يتبع

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 03:11 AM

الواو



2 – واو رب : قال الشاعر :

وليل كموج البحر أرخى سدوله علي بأنواع الهموم ليبتلي

وليل : الواو واو رب حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، ليل مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد المحذوف بعد الواو .

كموج : جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة لليل ، وموج مضاف .

البحر : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة .

أرخى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود إلى ليل .

سدوله : سدول مفعول به ، وهو مضاف ، والضمير في محل جر بالإضافة ، والجملة الفعلية أرخى ... إلخ في محل رفع خبر المبتدأ ليل .

علي : جار ومجرور متعلقان بأرخى .

بأنواع : جار ومجرور متعلقان بأرخى أيضاً ، وأنواع مضاف .

الهموم : مضاف إليه مجرور بالكسرة .

ليبتلي : اللام للتعليل ، يبتلي فعل مضارع منصوب بأن مضمرة جوازاً بعد لام التعليل ، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الياء منع من ظهورها معاملة المنصوب معاملة المرفوع .

وأن المحذوفة مع الفعل بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل ، والجار والمجرور متعلقان بقوله أرخى .

3 – واو المعية : " استوى الماء والخشبة " .

استوى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على آخره للتعذر .

الماء : فاعل مرفوع .

الواو



والخشبة : الواو للمعية ، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، الخشبة مفعول معه منصوب بالفتحة الظاهرة .

واو المعية العاطفة : قال الشاعر :

لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم

لا : ناهية جازمة .

تنه : فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت ، وجملة لا تنه ابتدائية لا محل لها من الإعراب .

وتأتي : الواو للمعية ، حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، تأتي فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوباً ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .

وأن المضمرة والفعل بتأويل مصدر معطوف على مصدر متوهم سابق مقدر ، وتقدير الكلام : لا يكن منك نهي وإتيان .

وجملة تأتي لا محل لها من الإعراب صلة أن المصدرية المضمرة .

4 – واو العطف : قال الشاعر :

فإن أنت لم تملك وشيك فراقها فعف ولا تنكح عوانا ولا بكرا

فإن : الفاء حسب ما قبلها ، إن أداة شرط جازمة .

أنت : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده .

لم : حرف نفي وجزم وقلب .

تملك : فعل مضارع مجزوم بلم ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .

وشيك : مفعول به ، وهو مضاف .

فراقها : مضاف إليه ، والضمير في محل جر بالإضافة .

الواو



وجملة أنت لم تملك ... إلخ في محل جزم فعل الشرط .

فعف : الفاء واقعة في جواب الشرط ، عف فعل أمر مبني على السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت ، والجملة في محل جزم جواب الشرط .

ولا : الواو حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، لا ناهية جازمة .

تنكح : فعل مضارع مجزوم ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .

عواناً : مفعول به منصوب بالفتحة .

وجملة لا تنكح معطوفة على جملة فعف .

ولا بكراً : الواو حرف عطف ، لا نافية لا عمل لها ، بكرا معطوف على عواناً منصوب مثله ، وجملة فإن أنت لم تملك لا محل لها من الإعراب ابتدائية .

5 – واو الاستئناف : قال تعالى ( ثم قضى أجلاً وأجل مسمى عنده ) .

ثم : حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب يفيد الترتيب مع التراخي .

قضى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو .

أجلاً : مفعول به منصوب بالفتحة ، والجملة معطوفة على ما قبلها .

وأجل : الواو للاستئناف حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، أجل مبتدأ مرفوع بالضمة .

مسمى : صفة لأجل مرفوع ، وهي التي جوزت الابتداء بالنكرة .

عنده : عند ظرف مكان متعلق محذوف خبر المبتدأ ، وعند مضاف ، والهاء في محل جر مضاف إليه .

وجملة أجل مسمى عنده لا محل لها من الإعراب استئنافية .

الواو



6 – واو الحال : قال الشاعر : " تسربلته والذئب وسنان نائم " .

تسربلته : فعل وفاعل ومفعول به .

والذئب : الواو للحال حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، الذئب مبتدأ مرفوع بالضمة .

وسنان : خبر مرفوع بالضمة .

نائم : خبر ثان مرفوع بالضمة .

وجملة تسربلته لا محل لها من الإعراب ابتدائية .

وجملة والذئب ... إلخ في محل نصب حال ، والرابط الواو .



7 – الواو الزائدة : قال تعالى ( وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم ) .

وما : الواو حسب ما قبلها ، ما نافية لا عمل لها .

أهلكنا : فعل وفاعل ، والجملة لا محل لها من الإعراب ابتدائية .

من قرية : من حرف جر زائد ، قرية مفعول به منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد ، والجار والمجرور متعلقان بأهلكنا .

إلا : أدلة حصر لا عمل لها .

ولها : الواو حرف زائد لا عمل له ، لها : جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم .

كتاب : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة .

معلوم : صفة مرفوعة لكتاب ، والجملة الاسمية لها كتاب معلوم في محل جر صفة لقرية على اللفظ ، أو في محل نصب صفة لقرية على المحل .



الواو



8 – واو الثمانية :

حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ولا عمل له .



9 – واو الجمع : قال تعالى ( وجاءوا على قميصه بدم كذب ) .

وجاءوا : الواو للاستئناف ، جاءوا فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، وواو الجماعة ضمير مبني على السكون في محل رفع فاعل .

والجملة لا محل لها من الإعراب مستأنفة .

على قميصه : جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من بدم ، وقميص مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .

بدم : جار ومجرور متعلقان بجاءوا .

كذب : صفة مجرورة لدم .



10 – واو الرفع : قال تعالى ( ونحن له مخلصون ) .

ونحن : الواو للحال ، نحن ضمير منفصل مبني على الضم في محل رفع مبتدأ .

له : جار ومجرور متعلقان بمخلصون .

مخلصون : خبر مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والجملة في محل نصب حال .



11 – الواو حسب ما قبلها : " واتقوا الله " .

واتقوا : الواو حسب ما قبلها حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، اتقوا فعل أمر مبني على حذف النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل .

الله : لفظ الجلالة مفعول به منصوب بالفتحة .


يتبع

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 03:11 AM

وا واه واها

وا

حرف نداء مختص بالندبة ، وهو نداء المتوجع عليه أو المتوجع منه ، ويجوز أن يستعمل في النداء الحقيقي ، مثال المتوجع عليه : وا محمدُ ، وا عليُ .

ومثال المتوجع منه قولهم : وامصيبتاه .

ومنه قول مجنون ليلى :

فوا كبداه من حبيب يحبني ومن عبرات ما لهن فناء

ومنه قول المتنبي :

وا حر قلباه ممن قلبه شبم ومن بجسمي وحالي عنده سقم

ومنه قول قيس بن ذريح :

فوا كبدي من شدة الشوق والأسى ووا كبدي إني إلى الله راجع

ومثال استعمالها للنداء الحقيقي : وا متعبداً لقد غربت الشمس .

ويجوز أن تكون ( وا ) اسماً لأعجب ، كقول الشاعر :

وا ، بأبي أنت وفوك الأشنب كأنما ذر عليه الزرنب

والتقدير : أي أفديك بأبي ، والتعجب للاستحسان (1) .

واه واها

كلمة للتلهف : وهي اسم فعل مضارع مبني على الفتح ، وينون ( واهاً ) بالنصب بمعنى أعجب أو أتلهف ، نحو : واهاً لفلان .

ومنه قول أبي النجم العجلي :

واهاً لريا ثم واهاً واهاً يا ليت عيناها لنا وفاها

ومنه قول المتنبي :

أوه بديل من قولتي واها لمن نأت والبديل ذكراها

ـــــــــــــــ

(1) أنظر شرح شواهد المغني للسيوطي ج2 ص786 .

يتبع

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 03:12 AM

وحده وشكان



وحده

وقال الخليل بن أحمد : فإذا قلت : هو نسيجُ وحدِه ( خفضته ) يعني إضافة نسيج لوحده (1) ، ومنه قول دكين بن رجاء :

جاءت به معتجراً ببردته سفواء تردي بنسيج وحدِه

ويقال : رجل وحده ، أي منفرد ، وقولهم : وحده بالتحريك أفصح .

ومنه قول النابغة الذبياني :

كأن رحلي وقد زال النهار بنا يوم الجليل على مستأنس وحده

وفي نصب ( وحده ) كما ذكرنا سابقاً رأيان أحدهما بصري قال به الخليل بن أحمد ، والآخر كوفي قال به يونس .

أما رأي الخليل : فقد نصبه على المصدرية شبيهاً بقولك : مررت برجل خصوصاً .

وهو أقوى الرأيين ، لأنه وحده أشبه بالمصدر في معناه ، وله نظائر كثيرة في المصادر ، ولظهور معنى الاختصاص فيه .

أما يونس : فنصبه على الظرفية شبيهاً بقولك : هو عنده ، ومثله : مررت برجل على حاله ، وقد حمل يونس نصبه على الظرفية لأن ( وحده ) في هذا الموضع ناقص التمكن كنقصان تمكن ( عنده ) ، ونصب كما نصب ( عنده ) ، كما لزمته الإضافة كما لزمت ( عنده ) أيضاً ، وفيه معنى ( على حياله ) ، والله أعلم .



وشكان

اسم فعل ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب بمعنى ( ما أسرع ) .

ـــــــــــــــ

(1) أنظر كتاب الجمل المنسوب للخليل بن أحمد ص114 .


يتبع

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 03:12 AM

وع وي ويك



وع

اسم صوت لابن آوى .

وي ويك

( وي ) اسم فعل مضارع مبني على السكون لا محل له من الإعراب بمعنى
( أعجب ) ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنا .

كقوله تعالى ( ويكأن الله يبسط الله الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر )(1) .

ومنه قول الشاعر * :

وي كأن من يكن له نشب يحبب ومن يفتقر يعش عيش ضر

وتتصل الكاف بوي ، فنقول : ( ويك ) ، وقد قال الأخفش فيها : ( وي ) اسم فعل والكاف حرف خطاب ، وقال الخليل : ( وي ) وحدها اسم فعل والكاف للتحقيق ، وقال الكسائي : ( ويك ) أصلها ( ولك ) فالكاف ضمير مجرور (2) .

ومنه قول عنترة :

ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها قيل الفوارس ويك عنتر أقدم

وقد تتصل اللام ( بوي ) فنقول : ( ويل ) ، وهي بمعنى ويك وويلك ولا فرق بينهما .

ـــــــــــــــ

(1) القصص [82] (2) أنظر المغني ج1 ص369 .

* زيد بن عمرو : هو زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى وينتهي نسبه إلى لؤي بن غالب ، أحد من اعتزل عبادة الأوثان وامتنع من أكل ذبائح قريش في الجاهلية ، كان يقول : والله لا أعلم على ظهر الأرض أحداً على دين إبراهيم غيري ، وخرج إلى الشام يبحث عن دين يتبعه فلما بلغه خبر النبي صلى الله عليه وسلم أقبل يريده فقتله أهل ميقعة ، وقال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم أنه يأتي يوم القيامة وحده ، كان شاعراً وله شعر حسن .


يتبع

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 03:13 AM

ويب ويح ويل



ويب

كلمة تعني حلول الشر والهلاك بمعنى ( ويل ) ، وهي مرفوعة على الابتداء .

نحو : ويب لك .

أو منصوبة على المفعولية ، وفعلها مقدر .

نحو : ويباً له ، والتقدير : أنزل الله به ويباً .



ويح

كلمة تفيد الترحم والتوجع .

فإذا كانت منونة تنوين رفع فهي مبتدأ ، كقول شوقي :

ويح له ويح لي ماذا عسى أقول له

وإذا كانت منونة تنوين نصب فهي غالباً ما تكون نائباً عن المفعول المطلق .

نحو : ويحاً لزيد .

وإذا كانت منصوبة بلا تنوين فهي مفعول به لفعل محذوف .

نحو : الويح له ، والتقدير : ألزمه الله الويح .

يتبع

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 03:13 AM

ويل

لفظ يفيد التهديد والوعيد بحلول الشر والهلاك ، يقال : ويله ، وويلك ، وهي بمعنى ويب لغة ومعنى ، وقد يكون العكس .

نحو : ويل لزيد ، وويلاً لكم .

ومنه قوله تعالى ( فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم )(1) .

ـــــــــــــــ

(1) البقرة [79] .

ويل ويه ويها



وقوله تعالى ( وويل للكافرين من عذاب شديد )(1) .

ومنه قول الأعشى قيس :

قالت حريرة لما جئت زائرها ويلي عليك وويلي منك يا رجل



ويه ويها



لفظ يفيد الإغراء والتحريض ، والحث على الشيء .

وتستعمل بلفظ المفرد والمثنى والجمع وللمؤنث والمذكر دون تغيير .

وهي أيضاً اسم صوت للصراخ على الميت .

وتكون مبنية على الفتح أو الكسر .

وتنون فتقول : ويهاً .

نحو : ويهاً يا فلان .

ومنه قول الكميت :

وجاءت حوادث في مثلها يقال لمثلي ويهاً مل

ومنه قول حاتم :

ويهاً فدى لكم أمي وما ولدت حاموا على مجدكم وكفوا من اتكلا

ـــــــــــــــ

(1) إبراهيم [2] .

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 03:14 AM

حرف الهاء

الهاء

1 – ضمير في محل نصب مفعول به إذا اتصلت بالفعل .

نحو : ضربته ، وضربه ، واضربه .

ومنه قوله تعالى ( ليسجننه حتى حين )(1) .

2 – ضمير في محل نصب اسم إن أو إحدى أخواتها إذا اتصلت به .

نحو : أنه ، كأنه ، ليته .

ومنه قوله تعالى ( أنه الحق من ربهم )(2) .

3 – ضمير في محل جر بالإضافة إذا اتصل بالاسم .

كقوله تعالى ( فأما من أوتي كتابه بيمينه )(3) .

ـــــــــــــــ

(1) يوسف [35] (2) البقرة [26] (3) الحاقة [19] .

الهاء ها



ومنه قول المتنبي :

فكأن صحة نسجها من لفظه وكأن حسن نقائها من عرضه

4 – ضمير في محل جر بحرف الجر ، نحو : به ، له ، عليه ... إلخ .

ومنه قوله تعالى ( ما أغنى عنه ماله وما كسب )(1) .

5 – حرف للغيبة : كما في قوله تعالى ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه )(2) .

6 – هاء السكت : وهي الهاء الساكنة لبيان حركة الحرف في كل مبني متحرك .

كقوله تعالى ( هاؤم اقرءوا كتابيه )(3) .

ومنه قول حسان بن ثابت :

إذا ما ترعرع فينا الغلام فما أن يقال له : من هوه

وتأتي في صيغة الندبة ، نحو : وامعتصماه ، واليلاه .

وأكثر ما تزاد هاء السكت بعد الفعل المحذوف الآخر جزماً .

نحو : لن يعطه ، ولم يرمه . أو وقفاً ، نحو : أعطه ، وارمه .

كما تزاد بعد ما الاستفهامية المجرورة ، نحو : لمه ، وعمه ، وعلامه .

وهي واجبة في الوقف على الفعل الذي بقي على حرف واحد أو حرفين إحداهما زائد ، نحو : قه ، في قولك : قِ زيداً ، ولا تقه ، في قولك : لا تقِ زيداً .

وتجب في الوقف على ( ما ) الاستفهامية المجرورة بالإضافة ، نحو : اقتضاءمه ، وهي في غير ذلك جائزة ، لك أن تثبتها أو تحذفها والوقف بها أجود .

ها

1 – اسم فعل أمر مبني على السكون بمعنى ( خذ ) لا محل له من الإعراب ، كقوله تعالى ( هاؤم اقرءوا كتابيه )(4) .

ـــــــــــــــ

(1) المسد [2] (2) الإسراء [23] (3) الحاقة [19] (4) الحاقة [19] .

يتبع

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 03:15 AM

ها



وقد تلحقه كاف الخطاب ، نحو : هاك الكتاب ، وهاكما ، وهاكِ ، وهاكن ، وفي التثنية نقول : هاؤما ، وفي الجمع : هاؤم ، ولجماعة الإناث : هاؤن .

2 – ضمير للمؤنث الغائبة مبني على السكون في محل نصب مفعول به إذا اتصلت بالفعل ، نحو : ضربها ، يضربها ، اضربها .

ومنه قول المتنبي :

ومطالب فيها الهلال أتيتها تبت الجنان كأنني لم آتها

وفي محل جر بحرف الجر أو الإضافة إذا اتصلت بالحرف أو بالاسم ، نحو : بها ، منها ، لها ، كتابها ، ضميرها .

ومنه قوله تعالى ( وقال الإنسان ما لها )(1) .

وقوله تعالى ( إذا زلزلت الأرض زلزالها )(2) .

3 – ضمير للمؤنث الغائبة في محل نصب اسم إن أو إحدى أخواتها ، إذا اتصلت بها ، نحو : ليتها ، أنها ، كأنها .

ومنه قول المتنبي :

وكأنها شجر بدت لكنها شجر جنيت الموت من ثمراتها

4 – حرف تنبيه يدخل على الآتي :

أ ـ أسماء الإشارة : نحو : هذا ، هؤلاء .

ومنه قوله تعالى ( هذا صراط مستقيم )(3) .

ب ـ ضمير الرفع : كقوله تعالى ( ها أنتم أولاء تحبونهم )(4) .

ج ـ أي ، وأية : وصلة النداء للمنادى المعرف بأل .

ـــــــــــــــ

(1) الزلزلة [3] (2) الزلزلة [1] .

(3) مريم [36] (4) آل عمران [119] .

ها هاها هئ هئ هأهأ



كقوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله )(1) .

وقوله تعالى ( يا أيتها النفس المطمئنة )(2) .

د ـ ( أن ) المشبهة بالفعل ، نحو : ها أن محمداً قادم .

ومنه قول النابغة :

ها أن تاعذرة إن لم تكن نفعت فإن صاحبها قد تاه في البلد

5 – حرف للغيبة مع ضمائر النصب :

نحو : ما أقدر إلا إياها .

ومنه قولنا : وما لقلبي خلّ إلا إياها .



ها ها

اسم صوت لزجر الكلب أو حضه على ملاحقة فريسته .

كقول أبي فراس :

تلاه في الحضر إذا ما هابه يكاد أن يخرج من اهابه



هئ هئ

اسم صوت تدعى به الإبل للعلف .



هأ هأ

اسم صوت لزجر الإبل .



ـــــــــــــــ

(1) الأنفال [20] (2) الفجر [27] .

يتبع

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 03:15 AM

هات هب



هات

فعل أمر جامد بمعنى ( أعط ) مبني على الكسر لا محل له من الإعراب .

ويقال إنه اسم فعل أمر بمعنى ( أعطني ) .

نقول للمذكر : هات ، وللمؤنثة : هاتي .

ومنه قول امرئ القيس :

إذا قلت هاتي ناوليني تمايلت على هضيم الكشح ريا المخلخل

وتتصل به ألف الاثنين ، وواو الجماعة ، فنقول : هاتا ، وهاتوا .

ومنه قوله تعالى ( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين )(1) .



هب

فعل أمر من ( وهب ) ( يهب ) بمعنى منح وأعطى .

نقول : وهبتك هذا ، أي منحتك إياه وأعطيته لك منحة .

قال صاحب القاموس : وهبه يهبه ، كودعه يدعه .

والأمر : هب ، بمعنى أحسب .

فقال : هبني فعلت ، أي أحسبني فعلت (2) .

ويأتي فعل أمر جامد بمعنى ( افرض ) ومنه قولهم في المسألة الفقهية المعروفة في أحكام المواريث بالمسألة المشتركة الخاصة بالإخوة الأشقاء .

قال أحدهم : يا أمير المؤمنين ، هب أن أبانا كان حجراً ملقى في اليم ... إلخ (3) .

ـــــــــــــــ

(1) البقرة [111] .

(2) أنظر القاموس المحيط ج1 ص138 .

(3) أنظر الأحكام الأساسية للمواريث والوصية للدكتور زكريا البري ص114 .

هب هكذا هل



ومنه قول المتنبي :

هبيني أخذت الثأر فيك من العدى فكيف يأخذ الثأر فيك من الحمى

وقوله أيضاً :

وهبك طويتها وفرحت عنها انطوى ما عليك من الجمال



هكذا

مؤلفة من ( ها ) التنبيه ، و ( كاف ) التشبيه الجارة ، و ( ذا ) اسم الإشارة ، ويكون في محل جر بالكاف ، نحو : هكذا الإخلاص في العمل .


يتبع

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 03:16 AM

هل

حرف استفهام مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، يختص بالتصديق والإيجاب ، ويفيد معرفة مضمون الجملة لأن السائل بجهله .

كقوله تعالى ( هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً )(1) .

ومنه قول عنترة :

هل غادر الشعراء من متردم أم هل عرفت الدار بعد توهم

وتدخل ( هل ) على الأفعال كما في الأمثلة السابقة ، وتدخل أيضاً على الأسماء بحيث لا يليها أفعال ، نحو : هل زيد قائم ، ولا نقول : هلا زيد قام .

ولا تدخل على جملة الشرط لاحتمالها الإيجاب والنفي ، فلا نقول : هل إن قام محمد تقم .

ولا تدخل أيضاً على الجملة المؤكدة بإن ، فلا نقول : هل إن زيداً قائم .

ـــــــــــــــ

(1) الإنسان [1] .

هل



وتدخل على الفعل المضارع فتصيره للاستقبال فلا يجوز اتصاله بالسين أو سوف ، فلا نقول : هل ستحضر اليوم ، ولا نقول : هل سوف تحضر اليوم .

ولكن نقول : هل تحضر اليوم أو غداً .

وتختلف هل عن الهمزة في كثير من المواطن وأهمها :

1 – أن الهمزة إلى جانب الاستفهام بها ، لمعرفة مضمون الجملة .

نحو : أحضرت إلى المدرسة مبكراً ؟ والجواب : نعم .

ترد أيضاً لطلب التصور أو التعيين ، وهو تعيين أحد أمرين يسأل عنهما السائل لأنه يعرف مضمون الجملة ، نحو : أشربت ماء أم لبناً ؟ ، والجواب بتعيين أحد الأمرين ، كأن تقول : شربت الماء .

2 – وتدخل الهمزة على النفي ، كقوله تعالى ( ألم نشرح لك صدرك )(1) .

بينما لا تدخل هل على النفي ، لأنه قد يقصد من الاستفهام بها النفي .

كقوله تعالى ( وهل نجازي إلا الكفور )(2) .

ويتعين ذلك بدخول ( إلا ) كما في الآية السابقة .

ولا يخفى عليك الاختلافات الأخرى التي بيناها في معرض الكلام عن الهمزة .

تنبيه :

قد يلمح من هل عند مجيئها في الكلام معان أخرى غير الاستفهام ذكر منها النحويون الكثير نخص بعضها بالذكر .

فهي تأتي بمعنى ( قد ) ، كقوله تعالى ( هل أتاك حديث الغاشية )(3) .

وقوله تعالى ( هل أتى على الإنسان حين من الدهر )(1) .

والتقدير : قد أتاك ، وقد أتى .

ـــــــــــــــ

(1) الشرح [1] (2) سبأ [7] (3) الغاشية [1] .

هلا



حرف تحضيض لا يليه إلا فعل أو معموله ، وهي أكثر استعمالاً في التحضيض من ( ألا ) ، وقد ذهب بعضهم أن هاء ( هلا ) بدل من همزة ( ألا ) .

فإذا دخلت ( هلا ) على الفعل المضارع أفادت الحث على العمل .

نحو : هلا تساعد الضعيف .

وإذا دخلت على الماضي كانت للتوبيخ ، كقول المتنبي :

فهلا كان نقص الأهل فيها وكان لأهلها منها التمام

ومنه قول عنترة :

هلا سألت الخيل يا بنت مالك إن كنت جاهلة بما لا تعلم

تنبيه :

1 – ذكر سيبويه أن هلا مركبة من ( هل ) الاستفهامية و ( لا ) النافية (2) .

2 – ومعلوم أن ( هلا ) لا تدخل إلا على الأفعال ، فإذا وليها اسم كان على إضمار فعل ، كقول مجنون ليلى :

ونبئت ليلى أرسلت بشفاعة إليَّ فهلا نفس ليلى شفيعها

وقد تأول ابن طاهر البيت السابق على إضمار كان الشأنية ، وتأوله بعضهم خبر لمبتدأ محذوف ، والتقدير : هي شفيعها ، والوجه الأول أحسن وأقرب (1) .

ـــــــــــــــ

(1) الإنسان [1] .

(2) أنظر الكتاب لسيبويه ج3 ص5 ، و ج4 ص222 .

يتبع

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 03:17 AM

هلم



فعل جامد يلزم صورة واحدة في لغة الحجاز ، أما في لغة تميم فهو بمنزلة الفعل المضعف المتصرف مثل : رد .

فيصرفونه ونقول : هلم للمفرد المذكر ، وهلما للمثنى ، وهلموا لجمع الذكور ، وهلمي للمفردة المؤنثة ، وهلمن لجماعة الإناث .

ومنه قوله تعالى ( قل هلم شهداءكم الذين يشهدون )(2) .

وذكر سيبويه أنه عند بعضهم مركب من ( لم ) و ( ها ) التنبيه ، كما هو الحال في ( هلا ) و ( هذا ) وقال أنه زعم (3) .

وقد ذكر صاحب شرح المفصل أن ( هلم ) اسم فعل أمر بمعنى ( أقبل ) ، مثل : دونك ، ورويدك .

وتأتي متعدية ، نحو : هلم زيداً ، ومنه قوله تعالى ( هلم شهداءكم )(4) .

وغير متعدية ، نحو : هلم يا زيد ، وهي حينئذ بمعنى ( إيت ) و ( أقرب )(5) .

كقوله تعالى ( هلم إلينا )(6) .





ـــــــــــــــ

(1) الجنى الداني ص613 .

(2) الأنعام [150] .

(3) أنظر الكتاب لسيبويه ج3 ص332 ، ص529 .

(4) الأنعام [150] .

(5) شرح المفصل ج4 ص43 .

(6) الأحزاب [18] .

هلم هنا هنالك



ومن التراكيب التي تتردد على ألسنة الكتاب ، قولهم : هلم جراً .

وهو تركيب لغوي بمعنى تابع .

وتعرب كلمة ( جراً ) حال منصوبة لأنها في الأصل مصدر للفعل جر أي سحب ، إلا أن المقصودة بالسحب المعنى المجازي ، والمعنى عندئذ تعالوا على هيئتكم جارين أي مثبتين (1) .



هنا هنالك



اسم إشارة للمكان والزمان ، فإن أشرت به للمكان فهو ظرف مكان .

كقوله تعالى ( إنا هاهنا قاعدون )(2) .

وإن أشرت به للزمان فهو ظرف زمان .

كقوله تعالى ( هنالك دعا زكريا ربه )(3) .

وقوله تعالى ( هنالك تبلو كل نفس )(4) .

والمعنى المراد في قوله تعالى ( هنالك دعا زكريا ربه ) أنه لما رأى زكريا إتيان الرزق لمريم في غير أوانه ، دعا ربه .

وقد لحقت ( هنا ) لام البعد وكاف الخطاب ، ودخلت عليها ( ها ) التنبيه ، كما في الآيتين السابقتين .

ـــــــــــــــ

(1) معجم الأدوات النحوية للدكتور محمد التونجي ص122 .

(2) المائدة [27] .

(3) آل عمران [38] .

(4) يونس [30] .

يتبع

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 03:17 AM

هناك هنيئاً مريئاً هنّا وهنّاك هه هو



وتلحقها كاف الخطاب فقط ، فنقول : هناك ، ومنه قولنا :

هناك على ناصعات البياض بنيت لها من فؤادي قصـر

هنـاك هنـاك إذا جئتنـي سأهديك حبي على بيت شعر

سأنقـش منه لـك أسطراً تخلـد ذكـرى لنـا كالقمـر

هنّا وهنّاك

بمعنى هنا وهناك .

هنيئاً مريئاً

صفتان من الفعلين ( هنئو ومرؤ ) إذا كان الطعام سائغاً لا تنغيص فيه ، وهو ضرب من المبالغة في الإباحة ونوعها الإشتقاقي : صفتان من الفعلين السابقين .

كقوله تعالى ( فإن طبن لكم عن شيء منه نفساً فكلوه هنيئاً مريئاً )(1) .

ويعربان حالين من الضمير المنصوب في فكلوه ، والتقدير : مهنئاً ممرأ ، ويجوز أن تعرب هنيئاً حالاً لفاعل محذوف في نحو : هنيئاً لك ، والتقدير : وجب لك الخير هنيئاً .

وقيل أنهما صفتان لمفعول مطلق محذوف والتقدير : فكلوه أكلاً هنيئاً مريئاً ، ولكن الوجه الأول أقوى ، والله أعلم .

هه

اسم صوت للتذكرة والوعيد .

هو

ضمير رفع منفصل مبني على الفتح في محل رفع للمفرد المذكر ، ويعرب بحسب موقعه من الكلام .

ـــــــــــــــ

(1) النساء [4] .

هو هو ذا



فيأتي مبتدأ ، كقوله تعالى ( هو الأول والآخر )(1) .

وفاعل ، نحو : ما حضر إلا هو .

اسم مؤخر لفعل ناسخ ، نحو : لم يكن في المنزل إلا هو .

وغيرها من المواقع الإعرابية بحسب مقتضى الكلام .

ومثنى ( هو ) : هما ، وجمعها : هم للمذكر .

وهما وهن للمؤنث تثنية وجمعاً .

ومنه قول أبي تمام :

هن عواد يوسف وصواحبه فعزما فقد أدرك السؤل طالبه

إعراب قوله تعالى ( هو الأول والآخر ) .

هو : ضمير رفع منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ .

الأول : خبر مرفوع .

والآخر : الواو للعطف ، والآخر معطوف على ما قبله .

والجملة لا محل لها من الإعراب ابتدائية .



هو ذا

لفظ مركب من ( هو ) ضمير الرفع المنفصل و ( ذا ) اسم الإشارة .

وقد تدخل عليها ( ها ) التنبيه ، فنقول : ها هو ذا .

ها : حرف تنبيه مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

هو : ضمير منفصل مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع خبر .

ـــــــــــــــ

(1) الحديد [3] .

يتبع

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 03:17 AM

هيا هيّا هيت



هيا

حرف لنداء البعيد أو ما نزل منزلته كالنائم والساهي .

وربما كان أصله ( أيا ) بالهمزة ، وقلبت ( هاء ) .

والصحيح أن كلا منهما غير الأخرى ، نقول : هيا النائمون استيقظوا .

ومنه قول الحطيئة * :

فقال هيا رباه ضيف ولا قرى بحقك لا تحرمه تالليلة اللحما



هيّا

اسم فعل أمر مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت ، نحو : هيا بنا نلهوا .

وذكر بعض النحاة أن ( هيا ) مثنى ( هي ) ، وجمعها : هيوا .

هيت

اسم فعل أمر مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، بمعنى ( أسرع ) و
( أقبل ) ، وهو للمفرد والمثنى والجمع تأنيثاً وتذكيراً .

كقوله تعالى ( وقالت هيت لك قال معاذ الله )(1) .

ـــــــــــــــ

(1) يوسف [23] .

* الحطيئة : هو جرول بن أوس بن مالك بن جوية بن مخزوم ، ولقب بالحطيئة لقصره وقربه من الأرض ، يكنى أبا مليكة ( ابنته وأمها أمامة ) ، شاعر مخضرم ، كان راوية لزهير ، أسلم ثم ارتد ثم أسلم ، وكان رقيق الإسلام لئيم الطبع هجاء مراً ، فقد هجا أمه وأباه ونفسه ، وكان ذميماً قبيح الوجه دنيئاً جشعاً سؤولاً ، حبسه عمر ولكنه رق لحاله فأطلق سراحه ، عده ابن سلام من الطبقة الثانية للجاهلية وكان متين الشعر .

هيه هيه هيهات

هيه هيه

كلمة للزجر والاستزادة من محدثك أثناء الحديث .

هيهات

اسم فعل ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب بمعنى ( بَعُد ) .

نحو : هيهات أن يفوز الكسول ، ومنه قول تحبة بن جنادة :

وقد تراخت بنا عنها نوى قذف هيهات مصبحها من بعد ممساها

ومنه قول عمر بن أبي ربيعة :

هيهات من أمة الوهاب منزلنا إذا حللنا بسيف البحر من يمن

وتأتي مكررة فتكون الثانية للتوكيد اللفظي .

كقوله تعالى ( هيهات هيهات لما توعدون )(1) .

والمعنى : بَعُد بَعُد هذا الذي توعدونه من الإخراج من القبور ، والعرض من الاستبعاد أنه لا يكون أبداً (2) ، ومنه قول جرير :

فهيهات هيهات العقيق ومن به وهيهات خل بالعقيق نواصله

هيهات : اسم فعل ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على اسم الموصول .

هيهات : توكيد لفظي للأولى .

لما : اللام حرف جر زائد ، ما اسم موصول مبني على السكون مجرور لفظاً مرفوع محلاً لأنه فاعل هيهات .

والتقدير : هيهات الذي توعدون ، أي : بَعُد الذي توعدون ، والجار والمجرور متعلقان بتوعدون .

توعدون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل .

ـــــــــــــــ

(1) المؤمنون [36] (2) أنظر صفوة التفاسير ج2 ص309 .

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 03:19 AM

حرف الياء



ولها عدد من الوجوه :

أولاً : ضمير في محل رفع فاعل إذا اتصلت بالأفعال الخمسة أو ملحقاتها .

نحو : تقومين ، قومي .

وفي محل رفع نائب فاعل ، نحو : ادرسي حتى لا تلامي .

وفي محل رفع اسم كان أو إحدى أخواتها ، نحو : كوني نشيطة .

ثانياً : في محل نصب مفعول به إذا اتصلت بالفعل ، ولا بد من الفصل بينهما بنون الوقاية ، نحو : أهداني مصحفاً شريفاً ، وأكرمني بلطفه .

ثالثاً : في محل نصب اسم إن أو إحدى أخواتها ، نحو : إنني قادم .

ومنه قوله تعالى ( يا ليتني كنت تراباً )(1) .

رابعاً : في محل جر بالإضافة إذا اتصلت بالاسم ، أو بحرف الجر إذا سبقها جار .

نحو : هذا كتابي ، وهذا لي .

خامساً : وتأتي حرفاً من حروف العلة ، نحو : يرمي ، ويجري .

سادساً : أحد أحرف المضارعة التي تجمعها كلمة ( أنيت ) .

وتختص بالغائب في المفرد والمثنى والجمع ، وبجمع الغائبة .

نحو : يكتب ، يكتبان ، يكتبون ، يكتبن .

سابعاً : أحد حروف الزيادة التي تجمعها كلمة ( سألتمونيها ) .

ثامناً : علامة النصب في المثنى وجمع المذكر السالم .

نحو : رأيت الزائرين ، وصافحت المهنئين .

تاسعاً : تأتي علامة جر في المثنى وجمع المذكر السالم والأسماء الستة .

نحو : مررت بالحارسين ، وجلست مع المهندسين ، وأخذت الكتاب من أخيك .

ـــــــــــــــ

(1) النبأ [40] .

يا

حرف نداء يستعمل مع القريب والبعيد ، وهو أكثر أحرف النداء استعمالاً ، لذلك لا يقدر عند الحذف سواه ، وتدخل في باب الندبة ، إذا أمن اللبس .

كقول الشاعر :

حملت أمراً عظيماً فاصطبرت به وقمت فيه بأمر الله يا عمر

ولا ينادى لفظ الجلالة ، ولا المستغاث ، وأي ، وأية إلا بها .

نحو : يا الله ، ويا للمؤمن ، ويا أيها القادم ، ويا أيتها المرأة .

وقد يحذف المنادى بعدها ، نحو قوله تعالى ( يا ليتني مت قبل هذا )(1) .

وقد تكون ( يا ) في الآية السابقة للتنبيه لعدم وجود المنادى .

ومنه قول الشاعر :

يا هل تعود سوالف الأزمان أو لا فمنصرف إلى الحدثان

والتقدير في الآية والبيت : يا قوم .

وقد تفيد ( يا ) معنى التعجب ، كقول سالم بن دارة :

أنا ابن دارة مشهوراً بها نسبي وهل بدارة يا للناس من عار

يا : حرف نداء يفيد التعجب ، للناس : منادى واللام فيه للاستغاثة .

وقد دخلت على المنادى لأنه يستغيث ، وقد تفيد اللام التعجب كما ذكر العيني (2) .

ـــــــــــــــ

(1) مريم [23] .

(2) أنظر خزانة الأدب ج3 ص265 .



منقول عن المؤلف

مسعد محمد علي زياد

الآماكن 19 - 8 - 2012 11:46 PM

بارك الله بك على مجهودك المتميز
يعطيك العافية

صائد الأفكار 20 - 8 - 2012 03:41 AM

بارك الله بكم على مروركم وردودكم
شكرا لكم جميعا مع تحياتي

#cc#

صائد

أبو جمال 22 - 8 - 2012 01:21 AM

بارك الله بك اخي الحبيب على الافادة
احترامي

ابوايمن 2 - 9 - 2012 01:00 PM

الله يكرمك علي الطرح القيم والهادف
جزاك الله خيرا لجهودك القيمة

ناجي أبوشعيب 10 - 9 - 2012 08:46 AM

لي رجعة لأستفيد أكثر وكلّ مرّة
بارك الله فيك أخي الغالي
دمت بألف ودّ

ايمن جابر أحمد 25 - 9 - 2012 07:15 PM



الساعة الآن 08:58 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى