![]() |
(( اعتقال مقدمات فراق)) كأن الموسيقى القادمة عبر النوافذ وجدت لتعذبنا... تذكرنا كيف كنا يوم استمعنا الى هذا اللحن منذ عام و كيف صرنا.. و كيف كان الحب متقدا كاتون و كيف انطفأت النار و همدت و لم يبقى في لحظتنا الآن غير مزيج الرماد و ماء المطر : طين اللامبالاة... *** كأن الصور وجدت لتعذبنا و لهفة نظراتنا في صورنا القديمة و التهاب ضحكات الفرح تجعل وجوهنا في هذه اللحظة صورة للفتور و اللامبالاة الكئيبة قليلا و الكالحة كثوب عتيق.. *** كأن اللقاء وجد ليعذبنا... و الغرفة التي كانت تحتضننا كتوأم في رحم حجري صارت آلافا من الغرف تضم آلافا من الجدران و الدهاليز بيني و بينك و صار الصمت حاكما و الاغتراب سيدا... و الحذر المهذب العدواني المناخ حوارنا.... *** كأن الشموع وجدت لتعذبنا... فهي تشتعل و تحترق و تنتهي دون ان تشعل في عيوننا ومضة و دون ان تركض في عيوننا شرارة... *** كأن البخور وجد ليعذبنا فقد صارت رائحته الكآبة و النعاس و تثاؤب كاهنة في معبد مهجور... *** إن شيئا في هذا الكون لايمكن ان يلتقي بآخر دون حادث ما... له صوت و رائحة و مذاق لقائنا.. و في هذه اللحظة ألصق بأذني كاس الماء و بداخله قطعة الثلج فاسمع صوت فوران ما كالغليان الا لقائنا ...صار دون الغليان او التبريد صار له صورة الموت و هموده دون وقعه.. و هذا الكاس المشبوب بالغليان المائي و الثلجي فيه من الحياة اكثر مما في التقائنا... *** موسيقانا شموعنا صورنا لحظات لقائنا و حتى قطعة الثلج في كأس مائنا تصرخ كلها في وجوهنا: انتهى زمن الحب... بدأ زمن الفراق... فمن يقولها للآخر أولا؟ *** من أحب اكثر سيمضي اولا... من وعي حيوية الماضي النابض ستفجعه بلادة الحاضر... من منا سيصرخ في وجه الآخر - قبل الآخر- لم يبقى من صرخة حبنا الا الصدى... لم تبق منه في مرآة الذكرى غير ما تبقى داخل المرآة بعد ان نغادرها؟... 5/2/1976 ________ |
(( اعتقال قبلة مختلسة)) أوقفني الحاجز: كنت قادمة من لقاء حبيبي و ذاهبة الى لقاء حبيبي فتشوني ووجدوا جيوبي محشوة بالنجوم و قال رجل الحاجز: سنعتقلها بتهمة نقل متفجرات *** سالوني: ايتها المرأة الغامضة ماذا تفعلين في شوراع الليل؟ قلت لهم : احاول اعتقال تلك القلبة المختلسة الهاربة الى الماضي لحظة قبلني في الشارع امام باب "نبتون روم" الملجأ و أمام الهاربين من القصف كانت السماء صفحة حمراء و الشوارع بارودا متفجرا.. و الزمن لحظة هاربة ... و العمر قطا راكضا يغيبه المنعطف... و كانت القبلة المختلسة زخما من الحياة المتوقدة في وجه هذا الموت كله و قال رجال الحاجز: سنعتقلها بتهمة ممارسة الارهاب ايضا *** قال رجال الحاجز : افتحي صندوق سيارتك افتحي عينيك جيدا تفتيش نريد تفتيشهما... و فتشو عيني و شاهدوا صورتك و انا اهديك وردة و انت تقول لي : اني جائع و تلتهم الوردة!! و انزلقت عبر مواسير رشاشاتهم اركض نحو ذلك المقهى نحو تلك الطاولة و علبة غلواز و قهوة حارة نحو تلك اللحظة البالغة العذوبة و الشراسة و انت تلتهم ورودي و نضحك كالبكاء تلك اللحظة التي قضت من يومها اشهرا و هي تركض هاربة الى الخلف وسط قطار الزمن المتجه الى الوراء! دون ان تغادرني حرارتها! *** سالوني : ماذا تفعلين لو تركناك؟ قلت لهم : ساتابع اعتقال تلك القبلة المختلسة ساتابع زراعة الياسمين في غمازتيه حين يضحك! سألوني : ما هذه الاوراق؟ قلت : رسالة حب و هنا صرخ رئيسهم : مناشير... مناشير للتحريض على الحياة ... اقتلوها.."حب؟". اقتولها الآن *** حين اخترق الرصاص راسي لم اتالم كثيرا فقد كنت في تلك اللحظة بين ذراعيك على رصيف " نبتون روم" و انت تغمرني بتلك القبلة المختلسة اللمنسية و قد نجحت اخيرا في اعتقالها!... 31/12/1977 _______ |
(( اعتقال خرافة )) ..و كان وسيما دونما حدود و اظلمه حين اقول "وسيما" كان في وجهه لهبة من التوق الى المجهول و كان في جبينه لفحة من الجوع الى المستحيل و كان في خديه ظل ذلك الحزن الالهي الغامض و في عينيه تشتعل براكين شهوة ما و عند شفتيه تضيىء برك الجنون *** ...و كان ساحرا مستعصيا على الاعتقال بالرسم او الكتابة او الموسيقى او حتى السحر.. ولو شاهده مايكل انجلو لملأبتماثيله ما تبقى من تلال فلورنسا... ولو شاهده رفائيل لبدل تقاطيع جسد المسيح في لوحاته *** ...و كان خرافي السحر و الحضور مضيئا كسواد المطلق و معتما كوضوح الشمس و حينما يخفي وجهه بيده تصير اصابعه فخا للوعي و تترك نفسك تسقط و تسقط و تتدحرج على جبال صدره و كتفه و صمته و سريته و تتلاشى ....و تحتضر بسعادة مطلقة ... 1/8/1976 |
(( اعتقال ذاكرة مثقوبة )) بدأت انسى كل شيء الا انت... بدأت انسى تفاصيل ملامح الرجال اللذين عرفتهم قبلك و ظننت علاماتهم الفارقة مصابيح مضيئة في درب ايامي الاسفلتية الموعرة ... *** بدأت انسى فوق الخد الايمن ام الايسر كانت تلك الشامة النافرة التي اتعثر بها كلما قبلته ذلك الرجل الذي اشقاني و اشقيته... بدأت انسى فوق ساعده الايمن او الايسر كان اثر الجرح المندمل لذلك الرجل الذي حاول اغراقي في بركة من التخدير...و فشل لكنني احببته... *** بدأت انسى ذاكرتي و بدا جسدك يصيير الليل و شفتاك الافق و معك صرت اتذكر اللحظات العتيقة كلها التي كنت اتوهمها ستصيير مؤلمة حين تصير مجرد ذكريات: فتنزلق الآن فوق جلدي كغبار الطريق.. *** و معك صار بوسعي ان استمع الى الموسيقى التي سمعتها و اياهم في ذلك الزمان الهارب دون ان احلم بغير حياتي معك.. معك لم تعد الموسيقى جرحا في القلب يذكر بتلك الايام السائبة عبر الاصابع... و ذلك الثقب في الذاكرة الذي حفرته فرغت عبره رمالا كانت رجالا... *** بدأت اغرق تماما في بركة ذقنك و اضيع في غابات شاربيك... بدأت ...أحبك و اضبطك تحت جلدي اكثر من مرة و لكن حذار من ذاكرتي المثقوبة فقد تتسرب انت ايضا عبرها ... ذات يوم! 2/9/1976 |
(( اعتقال لحظة هشة )) ما اجمل ان اكون معك... يصيير حديث العاديين مثيرا كنظرية اينشتاين.... و السموم سحابة بنفسجية اطير عليها لا مسمارا لوجع الجسد... *** ما اجمل ان اكون معك لا بارحة و لا غدا و قارب اللحظة يرحل بنا الى جزر نتوهم انه لم تطاها قدم.. و مرتفعات لم تعرفها رئة بشرية .. ما اجمل ان اكون معك و تحتلني موجات فرح خفي لاسباب غامضة و اصير مرهقة لومضاتك كلها و لصمتك و كلامك و احبك و احبك و احبك 13/4/1975 طرابلس صباحا |
((اعتقال عقاب)) انه العقاب... ان تكون لك ساقان مختلفتان و ليل اخر و فراش اخر و حلم اخر و قدر اخر و اصدقاء آخرون و درب اخرى و أن احبك!... *** انه العقاب ان تمضي كائنا مستقلا ان تفكر باشخاص باشخاص لا اعرفهم و تتذكر احداثا لم نعشها معا و تحاور اصواتا لم اسمعها و تصافح أي لم المسها و أن أحبك!... *** انه العقاب انهم قصوك من ضلعي و منحوك جدسا غير جسدي و ذاكرة غير ذاكرتي و نزوات غير نزواتي و عمرا غير عمري و أن أحبك بعد هذا كله ! 22/10/1977 |
(( اعتقال لحظة دنيئة)) آه كيف تتحرك و كل عضو في جسدك يرحب بالآخر سعيدا بجواره! *** شهي و مفترس و حينما تنهض عن مقعدك و تنتصب بقامتك الوقحة تطاردك شهواتي كيعاسيب الحقول المضيئة و أغرس فيك اسنان احلامي كسمكة القرش *** تمشي مهرجانا من الرجولة امام باب منامة طالبات مراهقات... يحلمن بك و يحملن منك كل ليلة بينما هن يضاجعن عفتهن *** شهي و مفترس و كلما غادرتني ولو الى الشجرة المجاورة اشعر بوحشة من أجهضت بعد مقتل حبيبها... *** شهي و مفترس أتأملك و افكر بوسيلة لتحنيطك هنا!.... 18/12/1976 __________ |
(( اعتقال منقار طائر!...)) لا ترتد قبعتك الملونة الهزلية الرياش الشبيهة بطرابيش الكرنفالات *** و لا تجرني من يدي في الشوارع المزدحمة بالحمقى و السكارى... و لا تغمرني بالبالونات الملونة و القبلات المتفجرة كفراقيع العيد ... و لا تضع في فمك تلك الصفارة الحمقاء التي تتطاول حين تنفخ فيها و تبدو مثل منقار طائر غبي... *** و لا تقل لي " كل عام و انت بخير " فأنا لست بخير حينما تبدو لي ضالا كطفل في غابة الوهم و الديكورات و الصفارة في فمك كمناقير الطيور الغبية الضالة ووجهك مشوه بفرحة مفتعلة... *** " كل عام و انت ذاتك حقا" يا حبيبي الطائر الضال المنقار.. *** الا ترى مضاضي الدماء خلف زينة الاعياد الملونة يحيقون بنا من كل جانب؟ الا تراهم يخترعون لنا افراحا مزيفة و اعيادا وهمية نتلهى بها عن دق المسامير في اخشاب مشانقهم؟! 1977/1978 ليلة راس السنة الميلادية __________________ |
(( اعتقال القاتل و القتيل معا )) ...ها انا انتهي كالعادة مع رجلين احدهما كنت احبه و الآخر صرت اكرهه و كلاهما أنت!.. ** لقد انتصب جدار بيني و (بينكما) عبثا احطمه بمعول التفاؤل الزجاجي *** آه ماذا تقول ( لكما) من قلبها موجة ملونة استسلمت لمراكب الرياح النارية آه ماذا تقول ( لكما) من نسيت ان الحب حفنة غبار مضيء على شاطىء رمال الزمن عبثا نعتقله بين الأصابع كطفل بريد امتلاك حفنة رمل في يده... و لأنه يشدد قبضته عليها تنزلق من بين تنهدات اصابعه... *** و ها انا انتهي كالعادة مع رجلين رجل خذلني و رجل خذلته و كلاهما انت ... رجل قتلني و رجل قتلته و كلاهما انت رجل احببته و رجل كرهته و كلاهما انت *** و ها انا من جديد وحيدة و معزولة و يتدفق من عروقي دم اخضر كنزف غابات تتوجع على امتداد الافق دونما نهاية ... و عبثا اعمر بيت سكيني بهدوء النملة و عبثا الملم ذاتي الممزقة ( بينكما) *** .. و ها انا انتهي كالعادة مع رجلين احدهما كنت احبه و الآخر صرت اكرهه و كلاهما انت!.. *** اطوف في خرائب حبنا و الزمن كلب يعوي في اثري و يطاردني ناهشا اطراف ذاكرتي... و البلابل المعدنية تزعق بحناجرها النارية المنصهرة و الفرح يولي الادبار .. و اكاد اعلق في صنارة الشوق و اتدلى منها في شحوب الغابة مثل مشنوق على شجرة الفجر *** و تطلع الي من رئتي فيموت الانتحار منتحرا!.. *** لكن نجوم النسيان الخضراء تسارع لتنبت بارضي المحروقة و اخلعك عني كما تخلع الافعى ما كان بعضها و انضوك عني كما ينضو الجريح كفنه وقت الغروب ليرتدي شمس الغد *** وداعا لرعبي من عذوبة احدكما و شراسة الآخر ... وداعا لسحر احدكما لمسة الموت الخاطف للآخر! *** وداعا حنان الدفء الربيعي يعقبه العنف الصقيعي البارد و عنف المناخات اللانسانية و الصمت المشحون العدواني الصمت الصراخي الفتاك وداعا ايها السيدان معا: القتيل و القاتل .... 1/12/1977 |
(( اعتقال الرجل الآتي )) اقترب او ابتعد و املأ ايامي ببياض البجع في الذاكرة و أغاني السواقي... و ضحك السنابل في الريح و عنفوان اضاءة الغابات... او خلفني لأمسية أخرى باردة يجلدها نزف المطر.. *** اقترب او ابتعد و اغمرني بعذوبة القبل الشتائية المختلسة قرب بائع الكستناء.. او خلني فريسة وحيدة امام نوافذ البيوت الموصدة المجهولة نصف المضاءة... تعال و دع السلام المضيء يغمرني كنوم الطفل... او اهجرني و دع صبير التوق ينمو فوق لساني .. لا فرق ... فقد احببتك تماما كما احببت قبلك و كما ساحب بعدك... *** سواء لدي حنوت او قسوت سواء لدي الرعد الليلي او النها المشمس فالينبوع في داخلي انا و هو يتفجر في المناخات كلها و الانواء و القارات و الفصول كلها ... ليغسل كل شيء بالحب ...الحب ... *** أنا المرأة التي لا تدمع لأنها لا تعرف من الفصول غير فصل الحب و ساظل أحب و احب ... أحبك الآن بصدق كما أحببت الآخر قبلك بصدق و كما سأحب الرجل الآتي !... 12/11/1977 ____________ |
(( اعتقال صرخات بلا أفواه )) تحبني ؟ إذن أنت خصمي الوحيد! *** اذا كنت معي فأنت ضدي ! *** تحبني ؟ هل تعرف كيف ترتق ثقبا في القلب ؟ و كيف تخيط انابيب الايام الحزينة النازفة في روحي ؟ و كيف تربط الكمامات على صرخات بلا افواه في داخلي؟ و هل تقدر على ايقاف احتضار الروح ؟ *** تحبني ؟ اذن انت خصمي الوحيد و كل خيانة صغيرة طالما اقترفتها ( سرا ) هي (بروفة) لخيانة الحياة لنا و كل كذبة صغيرة هي موت صغير يذكرني بكذبة الحياة الكبيرة التي عبثا نبتلعها كل مساء مع اقراصنا المنومة و المخدرة ... و كل غلطة صغيرة منك هي جريمة بحق الفرح لانك تكشف لي كم هو هش و زائف *** تحبني؟ اذن انت خصمي الوحيد... لكن الألم لقحني ضد الكلمات الناعمة العذبة كعذوبة لسان الافعى ... و صارت لدي مناعة ضد حبك الخطر... انا المرأة المصفحة بالكدمات اتقنت فنون الالم قبل الحب و اشهد ان هذا الذي يلتمع في يدك هو نصل خنجر لا هلال وفاء فانا ابصر جيدا لانني مغمضة العينين معك! *** تحبني ؟ اذن انت خصمي الوحيد و حين الاطفك احسني مثل محكوم بالاعدام يبدي اعجابه بالكرسي الكهربائي و يغازل حبل المشنقة ويراقص الجلاد 12/4/1977 _ |
(( اعتقال اشلائي المتناثرة)) حين كانت الحمى تقضمني عضوا اثر عضو عظما اثر الآخر كنت افكر بزحام احبائي واحدا بعد الآخر بكلماتهم المشبةبة بلوعة اشواقهم بالاكاذيب كلها التي قالوها لي و التي قلتها لهم و الصدق كله... و بينما الحمى تقضمني من الوريد الى الوريد كنت اتسائل اين هم ؟ *** الآن و اشلائي متناثرة فوق سريري... و على جانبيه... و رأسي المقطوع قرب الوسادة يدي تحت المنضدة.. قدمي في الناحية الأخرى من السرير يركض حولها صرصار ارى بحياد ان احدا لم يقس علي... و انني ارغب حقا في ان تكون الاشياء كما هي عليه و ان اظل وحيدة مع موسيقاي و جنوني و اقلامي و احزاني و احلامي و شريط الهاتف المقصوص يشهد علي و تهربي المستمر منهم كقطرة زئبق يشهد علي... *** وحيدة اكتشفت نفسي مثل طفلة سقطت خلسة من باص المدرسة ووحيدة كنت معهم ووحيدة انا بدونهم ووحيدة انا بدونهم الى الابد..! ليلة17/3/1977 ___ |
(( اعتقال لحظة توق)) لو يرن الهاتف في هذه اللحظة لناديت أي صوت يطالعني "يا حبيبي " فانا وحيدة هذا المساء و مسكونة بارتجاف التوق... و انا وحيدة و اعرف ان العمر لا يتسع لصعوبة اختياراتي و انا وحيدة و اتدفق حبا على غير هدى و أي انسان يهمس الآن " مساء الخير " اناديه " حبيبي " ...مساء الحب ... *** الحب هو انا هو رغبتي في ان امنح ! اما الطرف الآخر الملقب بالحبيب فاسطورة اسبغ عليها عباءة الحب التي اغزلها أنا ...أنا ...أنا.... *** الحب بالنسبة إلي توقيت و لا فضل لرجل على آخر عندي إلا بالتوقيت !... *** ما زلت انتظر صوتا لا اعرفه كي أحبه فورا ! فالحب يتدفق من اعماقي بصورة غير ارادية كما الكهرباء من اضطراب الغيوم المسعورة *** ما زلت انتظر رجلا لا اعرفه كي احبه الليلة ... و لا اطلب منه ان يكون وسيما او ثريا او ذكيا او عبقريا ... يكفي ان يكون صامتا كي الصق فوق صمته ملايين الكلمات التي اتمنى لو اسمعها و ان يكون وحيدا كي اتوهم انه كان ينتظرني و ان يكون حزينا كي اتوهم انه مثلي و بعدها سوف احبه و اضطهده بحي ... 6/7/1977 ________ |
(( اعتقال اهداء كتاب )) و احيانا ينزف القلب اكثر مما تسمح به التقاليد فنهرب الى الصيغ السائدة لاهداء كتاب !... ترى ماذا تفضل جرحي العاري الموسخ بدم الفوضى الحائرة ام قناعي اللائق؟... 16/11/1975 __________ |
(( اعتقال لحن هارب )) انه اللحن العتيق الذي سمعناه معا - لا ادري ما اذا كان جميلا ام لا – لكننا سمعناه معا و سمعنا معا ... ...و سجل اصواتنا و اعتقل في داخل تلك اللحظات الهشة المضيئة الهاربة ... و ها هو يكررها ... *** انه اللحن العتيق لكنها كانت تمطر تلك الليلة اين صوت الريح ؟ و لماذا لا تنفجر العاصفة فجأة من قلب الدفء المزيف و الربيع الموهوم *** و لماذا لا يقف القلب ليصرخ دونما خجل كطفل بريء باسم ذلك الحب الضال و يكتبه على جدران الليل كالشعارات و يوزعه على العشاق كالمناشير و يدقه على الاشجار كحكم عتيق باعدامه ؟... *** آه فليصرخ القلب باسم ذلك الحب الضال متخبط في المتاهة باسم ذلك الحب الموهوم و الحقيقي كوجه يحدق وسط عشرات المرايا بحثا عن وجهه! *** انه اللحن العتيق ... تنقصه العاصفة ... آه لماذا لا تمطر الليلة كما امطرت يومئذ ليتوهم القلب انه ما يزال حيا ... آه ومضة برق تشق القلب كسيف ليتدفق الدم فيه من جديد!... 22/5/1976 ___________ |
(( اعتقال طائر صار قردا)) ...و لن اسمح لهم بسرقة الدم الاخضر من عروقي و سرقة قدرتي اللامتناهية على الفرح و على الحب و الحياة و الطيران *** ...و لن اسمح لهم بسرقة اجنحتي و لن يحولوني الى مسخ آخر عاجز عن الطيران يمتهن الكراهية في المجاري الارضية التحتية ... *** فأنا طائر البرق حرة كالبرق صادقة كالبرق علنية كالبرق و ابراج الكراقبة في العالم كله لن تسرق عن شفتي كلمة حب لك و للكون و لن تسرق من عيني ومضة لهفة اليك و الى الدهشة و المعرفة ...و لن اسمح لهم بقص اجنحتي و تشويه روحي و دمغها بميسم الكراهية العمياء و ساظل ابكي لأي جناح يقطع فالانسان ولد طائرا و البعض يختار ان يكون قردا ... *** يستطيعون تسليط السنتهم علي مثل حراب الجحيم المسمومة و يستطيعون رجمي بنظرات الغضب الحادة كاشعة لايزر و يستطيعون مواجهتي بالصمت المستنكر و لكنني ساظل امارس كوني حية و ساظل انا الحب أي الحرية و الصدق و ساظل طائرة خارج الاطارات كلها و خارج قوارب النجاة و خارج المتاريس خارج النوافذ ذات الستائر المزوقة و المزركشة ساظل كالنمرة اركض فوق اشجار الحرية و اطير في غابات العطاء و الاحق ظلك... و احبك و احبهم و احبك! 22/8/1977 |
(( اعتقال كلمة "مذكرة")) خبأت يدك في جيبك لحظة الوداع كأنما لتنجو بها من امتلاك يدي آه هذا هو الفراق ... *** تلك الصلابة الرافضة كلها التي كان يواجهك بها جسدي لم تكن اوامر الاجداد و ارادتهم و انما كانت صدى ارادة روحي التي لم تصدق انها تسكنني: كان يصعب عليك ان تصدق ان للمراة روحا ايضا و ارادة لا جسدا فقط!... *** تفترسني ذكرى المك و يفترسني المي الذي لم تصدق انه يمكن لي معاناته (ربما لأن كلمة الألم مذكرة!!) *** "الألم العطاء الاخلاص الوفاء" كلها كلمات (مذكرة) في الكتب المذكرة معك كنت اطمح الى لغة ما بعد التخرج!... 9/9/1977 ___________ |
(( اعتقال غربة )) بأي حب تنشدق ما دام الكرسي الكهربائي لا يتسع في النهاية لاكثر من شخص واحد؟... - وداعا و لا تبحث لنفسك عن ذنوب وهمية- وودعتني و دخلت في برتقالة الصمت و اغلقت قشرتها خلفك... وودعتك... و دخلت في كرة الليل و ها هي الكرة تتدحرج فوق سلالم النسيان الوعرة... *** تنفتح نوافذ الغربة و تمضي الريح من جديد أنا ورقة صفراء ضالة في دروب الاعصار... 17/9/1976 |
(( اعتقال شهقة )) حين أضأت أنواري كمنارة عدن تطل على قارات ثلاث لم اكن اقصد مناداة الذباب! *** فكيف تتوهم انني اخونك ؟... 3/1/1975 ___ |
(( اعتقال مدار آخر )) ابعد انفاسك عن اوراقي و ارفع جسدك عن سقف غرفتي و ارحمني من حبك الأعمى الذي لا يلوي على شيء.. فانا نائية ...نائية ... أضحك نائية ...و ابكي نائية ... *** لقد جئتني بحبك و جنونك و صواعقك بعد فوات الأوان... *** الآن انا على الشاطىء الآخر للنهر أراك و أسمعك لكن دربنا لن تتقاطعا مرة أخرى ... *** آه هل فات الأوان؟ أنا أميرة الجنون و الحرية و التحدي و الحب و الحب أليس هنالك من يرويني؟ و لماذا تستولي الخيبة الصامتة على صراخ نزواتي؟ آه ليل قبله ليل بعده ليل آه جرح يسبقه جرح يختمه جرح آه قرف حتى الذهول أسى القلب كله أسى الحلم كله أسى الذاكرة... الدوار الدوار خاتمة محاولات الافلات حتى من الجاذبية الارضية و الاجتماعية... و لكن و لكن للضوء مدار آخر و الحل خارج دائرة اللعبة! 19/10/1977 |
(( اعتقال تناقض)) آه كم أكره أن أحبك و أن يسكنني كل لحظة ذلك الوجع الغامض بك و التوق اللامحدود لسماع صوتك... *** آه كم أكره أن أحبك و ان يغمى على ايامي و تستحيل صفراء و باهتة كصفحات كتاب عتيق منسي في الغبار *** آه كم أكره أن احبك لأعود تلك المهرة البيضاء الراكضة في براري الفضول الرافضة لأي لجام أو كابح... آه كم أكره أن لا احبك و اعود تلك الذئبة التي تاكل بقية الذئاب او ياكلونها ... بدلا من تلك الحمامة البيضاء حارة و نابضة كقلب حي عار *** آه كم اكره ان احبك و تخترقني كحربة و تتجول داخلي بحرية كشبح أثير في بيت مسكون *** آه كم أكره ان لا احبك... و كيف لا احبك و فيك شيء من الصخور و الغابات و الرياح و ازهار الصبار و العواصف و الورود الوحشية و الينابيع و المعادن المائية و العناصر و الحلم و كل ما هو مهيب و ازلي في عمرنا الهش؟... 25/7/1976 |
(( اعتقال 13 بومة)) 3 سبعات و اظافر طويلة و 13 بومة تهب من حضورك ... و أحبك و هذا فأل خير!... *** فأنا أحب حقيقتك لا اساطيرهم عنك و انا احب غضبك السري لا ابتسامتك لعدسات المصورين و احب اشواكك السود في ليل الرعب الذي تحتمي به من جنازير اذلالهم *** 3سبعات و اظافر طويلة و 13 بومة و صاعقة و ليل تمشي في ركابك... و احبك و هذا هو الفأل الوحيد الحقيقي 12/9/1977 |
(( اعتقال عين تقاوم المخرز.."و العين تقاوم المخرز " )) اسافر و حقيبتي النسيان و جواز سفري مكتوب عليه : مواطنة في مملكة اللامبالاة... و احمل شهادة تلقيح ضد الجدري و الكوليرا و شهادة تلقيح ضد حبك اللدود... *** قبل ان ارحل اكدت لك بصوت عال انني احبك.... و كان معنى ذلك انني انتهيت منك ! فالثرثرة منفى الحب قبلها كان عشقي الهمس و صوتي الصمت لكنك لم تسمعني *** ذات يوم كان حبك مؤلما كالجرح الذي يسببه طرف الورقة : موجع و حاد وردي النزف صامت و سري... و يعرفه كل من عايش الورق الحاد الاطراف الذي يحدق فيك بعد ان يجرحك بعينين ناصعتي البراءة و البياض *** ذات يوم كان حبك مؤلما حقا و احببتك حقا و جعلتني اميرة الصقيع في قصرك الثلجي و انا صعلوكة غابات الحرية و كنت تطالبني بغرام بلاغي و اعترافات رسمية بحبك و كنت عاجزا عن الاقتناع بان الصدق يقطن محارة الصمت ... و يومها حدقت فيك .. و كنت عبثا تقاوم المخرز و العين تقاوم المخرز... *** الآن أغلق عيني لأحدق في وجهك بامعان وجهك بصفرته الخافتة العذبة و ابتسامتك الشبيهة برقة منسية و اصابعك النحيلة كالفنانين و النشالين لقد احببتك ذات يوم بصمت و تعذبت بصمت... *** و لم اعد احبك ولم يعد قلبي يموت و يحيا بانتظار هاتفك ولم يعد بوسعك ان تحولني من كنز الى قبر و لم اعد سلحفاة لا تستطيع الحياة الا داخل صدفة حبك الملتصقة بها ... و لم تعد تسيطر على بلاط روحي كاله جحيمي مستبد... و صرت ارى جسدك الآن صحراء من الملح المشقق على امتداد النظر... *** كان حبك و انتهى "كان" فعل ماض ناقص جدا و هو في حياتي لا يرفع و لا ينصب... لا احبك ...لا...لا... لا التي اصرخ بها ليست "لا" النافية للجنس بل"لا" النافية لوجودك باكمله في حياتي ... *** يوم اكدت لك انني احبك كان معنى ذلك انني تخليت عنك! و الآن ستستمتع بلقائي و لن تعي ما فقدته و لن تشعر بالفرق بين عطائي اليوم و البارحة لأن ما سبق و "كان" لك لم تدر به و لم تعرف كيف تغرف منه.... *** الآن ستستمتع "بالموت"معي بعد ان فشلت في "الحياة"معي... الآن سيصيير اللقاء مريحا و مسليا كنكتة نصف سمجة بعد ان فارقته حمى التوتر و العشق اللدود و حين تاخذني الى غاباتك وحدي ساعرف أي مهرة كنت استطيع ان اكون لك مغسولة بالتوقد و الوفاء المرهف... و أي جثة دافئة امنحك الآن : أي غانية ... هذا خيارك فخذه و حذار ان تقول لي : كنت و كنا و كان ... *** كنت المخرز و كنت عينا قاومت المخرز و لم تنهر و العين تقاوم المخرز! 22/12/1977 ___ |
(( اعتقال لحظة عافية )) و انا اتقلب في رفاهية الصحة و الحياة و الحب و الموسيقى اعي جيدا ان السيد الموت يختبىء تحت فراشي و اسمع صوت تنفسه شبيها بتكات الساعة!.. *** تقدم ايها السيد الموت انا امراتك و هذا فراشك و لتكن مشيئتك كي تكون مشيئتي: الضوء لكائن آخر لحظة انطفائه في عيني *** انا امراتك الوفية ايها السيد الموت - و الرجال غرف انتظار – فتعال و ليكن حبنا مزدهرا و لنتناسل و ليكن في عرسنا ما ينفع المدعوين في فندق الكرة الارضية و ليكن في موتي ما يغني حياة احد ضيوفنا: هذا مهري!... 15/12/1977 |
(( اعتقال انفجار)) و ساكتب لانني لا اتقن شيئا آخر و لا امقت شيئا اخر و لا اعشق شيئا اخر !... *** اهوى ارتداء الثياب الجميلة و رفقة الرجال التافهين الاثرياء و اليخوت الانيقة و الطائرات الخاصة الفخمة *** لكن الكتابة جنوني الخاص و هوسي المخلص و هي تبعدني عن ذلك كله لألتهم رغيفي مع ذلك المتسول الجالس تحت اقدام التماثيل الرسمية الجاهزة للتحطيم .... ولأتدفق قطرة مع نهر الدم عبر حجارة الازقة الموحلة الفقيرة ... (للتو انطلق انفجار ملاصق تحطم الزجاج و اتابع الكتابة )... الكتابة انفجاري و الزجاج المسحوق اسفلت دربي و عجيبنة خبزي منذ وعيت الحياة ... الألفة بيني و بين الانفجارات حقيقة منسية تستحق التسجيل... *** حياتي سلسلة انفجارات في المدن التي اختار و الشوارع التي اعرف في نوافذي و شراييني و روحي الانفجارات زمني و قدري فانا بنت هذا التراب المتفجر و هذا الزمن المتفجر *** لماذايدهشني ايها الشقي انفجارك هكذا فجأة في حياتي ؟ 29/10/1977 |
(( اعتقال مخاوف (في حديقة الازهار المعقمة بكحول طبي)..)) و سرنا و كانت الحديقة مثالية النظافة و النظام كمصح للاثرياء ... و الازهار معقمة كقطن طبي و محقونة بابر الفيتامينات و خلعت معطفي و رميت به اليك و انا اركض و اقفز فتلقيته مني دونما ود و علقته على مشجب التهذيب و تلت حولك خجلا بي! و فاحت رائحة السبيرتو من الازهار و شعرت بان هواء الحديقة انبوبة اوكسجين طبي و ضاقت انفاسي و بدا لي المتنزهون الاوربيون ملمعي الوجوه و باريدن و محايدين كبقية تماثيل المكان و تخيلت نفسي اقضي بقية حياتي معك و استحيل تمثالا من تماثيل هذه الحديقة ... و شعرت بحاجة ماسة الى ان اترنم بكل الشتائم العربية التي اعرفها و انطلق هاربة منك الى اول صدر عربي يحب الصحراء حقا و يعيشها بدلا من ان يحترف التغزل بها و الهرب منها و رأيت مستقبلنا معا: نشيخ ملتصقين بحشائش حديقة جنيفية: طحالب 10/4/1976 جنيف _______ |
(( اعتقال خيبة ترتدي الحكمة )) ... و الحب حصان ابيض اسطوري من سقط تحت سنابكه تمزق في حفرة من الوحل و بكي طويلا ريثما تلتثم جروحه... و من ساسه و امتطاه رحل به الى نيا خرافية السحر المهم ان تمتطي الحب لا ان يمتطيك... *** و لا تخلع اقنعتك في دهاليز الحب بل احكم الصاقها على وجهك و على جراحك و خفايا روحك فكل قناع ينزلق قليلا تتلقى في موضعه طعنة حادة ... *** فالحب كما نحلم به هو حلم خلق لنحلم به فقط... و من ( يمارس ) حبه بصدق يتمزق كأي حالم يصر على استمرار حلمه حتى بعد ان يغادر فراشه!... 5/2/1976 _______ |
(( اعتقال نافذة )) لم اعد وحيدة ... و لم يعد بوسعك تدميري ... و قلبي الطفل الاحمق الذي لم يكن يخفق الا لعقمك صار يخفق لجسد بني شاسع يمنح الخصب و الفرح ... و تنبت فيه السنابل و الازهار و تاتي مواسمه دونما اكاذيب *** و لم اعد وحيدة و معزولة و لم يعد بوسعك تدميري فمن احب اليوم كان قبلي و قبلك و سيبقى بعدي و بعدك متسعا لعشق الجميع و لم اعد وحيدة و معزولة ...و ها انا التحم بجزيرة شاسعة من امثالي الكادحين من اجل قلب كالرغيف و رغيف حار كالقلب ... وداعا زمن السجن داخل جسدك المسجون داخل قلعة رفاهيته... لو جعت مثلي ذات ليلة حرب لاكتشفت النافذة !.... 17/4/1976 |
(( اعتقال جثة تحت السطور )) بيدي فتحت ابواب سجنك و دخلت و اقفلت الباب و اوصدته بالمزلاج و احكمت السلاسل حول اعضائي و رشوت السجان كي لا يساعدني على الهرب و اعلنت انني احبك *** نفذت ارادتك المتقمصة ارادتي .. و اعتقلت الشمس بعيدا و رفضتها اذا لم تأت من ثقب في عباءتك *** و المطر ... و الدهشة ... و المفاجأة و اشواقي للركض المجنون في شوراع مدن مجهولة كلها قيدتها بالحبال و جلدتها ... *** و احلامي تلك الشفافة الطليقة كاجنحة الفراشات غرست فيها المسامير و زينت بها جدران سجني و اعلنت انني احبك! لكنني مت و تستطيع ان تجد جثتي ممدة تحت السطور فوق هذه الورقة ... ارفع الكلمات عن وجه الصفحة كما تمسح الثلج عن شاهدة قبر من رخام و ستجدني مرمية كعصفور مات مخنوقا 26/5/1976 زوريخ |
(( اعتقال لحظة وجع)) استيقظي ايتها الحمقاء الحزينة النائمة في شرنقة الحمى و اخرجي الى الشمس و اتركي للظلمة عفن الذكريات ... و عفن الاحلام *** استيقظي ايتها الحمقاء الحزينة و اخرجي من فم التنين و اركضي في غابة المطر عارية و دعي قطراته توقظ مساماتك النائمة و جسدك الساقط في تخدير الكآبة ... *** استيقظي ايتها الحمقاء الحزينة التهمي رجال المائدة و بيوض السمك و اشربي حساء السلاحف في يخت من عاج.. و اكتشفي جمال الفضة و الذهب و اكتشفي بريق الماس و كفي عن البحث عن عينين لهما بريق صدق وهاج و عن حقيقة صلبة كالذهب *** استيقظي ايتها الحمقاء الحزينة التي يطالعني وجهها في المرآة كلما ذهبت الى الحمام لأتقيأ نزف قلبي.. اللحظة هي الحقيقة الوحيدة تذكري ذلك و الكذب البشري هو الصدق الوحيد تذكري ذلك و النسيان هو الدواء الوحيد تذكري ذلك ... 17/12/1977 |
(( اعتقال زلزال صغير )) ماذا يحدث لي ؟ تجمد الدمع في قلبي و تجمد الدم في عيوني و استحالت احزاني الى جبل من الجليد ... *** جرحي اكثر عمقا من ان اواجهه و اكثر نزفا من ان اجرؤ على فك الضمادات عنه لقد انهدم الجسر في داخلي بين عالمي الوحشي السري و العالم الخارجي الداجن و كان لا مفر من ان اعلن - لنفسي على الاقل – بانني اسكن الضفة الوحشية الاخرى ... احلم بجزيرة مسوة و مكهربة لها بحر و سماء و نجوم و قطط و سحالي و فيها نباتات الارض و حيواناته جميعا دون تلك الفصيلة الاكثر ايذاء من الديناصورات : القرد العاري الـ home sapien *** لريد ان اكون وحيدة مع ضربات قلبي لاسمع صوت الزمن و اريد ان اكون وحيدة مع خفقات عقلي لاسمع احد اصوات الحقيقة و اريد ان اتسلق شجرة المعرفة و ان لا اتغذى بسواها و كل تلك الانزلاقات في رمال روحي هي صرخة الحرمان لشرب المزيد من نبع الوعي الكاوي .. 17/3/1977 ليلا |
(( اعتقال لحظة ذل )) فلينفجر القلب بلحظة اعتراف : أحبك أحبك أحبك أحبك اعرفك جيدا على حقيقتك و احبك *** لا واحة لي غير قحطك لا امان لي غير غدرك لا مرفأ لي غير رحيلك لا فرح لي غير خيانتك لا سلام لجرحي غير خنجرك *** احبك كما انت افتقدك كما انت اقبلك كما انت ... *** فلينفجر القلب بلحظة اعتراف : تعال ما زلت احبك اكره كل ما فيك و احبك! *** و يوم افترقنا ... وقفت امام المرآة فلم تظهرفيها صورتي و كان لا اثر لي ... ووقفت فوق الميزان في الصيدلية فلم يتحرك المؤشر و ظل يشير الى الصفر... ووقفت امام قاطعة التذاكر و طلبت مقعدا في السينما فلم ترني و باعت الواقف خلفي ... *** لقد اطبقت علي زهرة حبك المفترسة و غرست اشواكها في روحي و امتصتني بكليتي... *** فلينفجر القلب بلحظة ذل: تعال انني اكره كل ما فيك ... و أحبك أحبك أحبك . التاريخ : الآن و البارحة و غدا (( انتهى الكتاب )) |
http://www.dohaup.com/album/18/dohaup_814172438.gif مجهود رائع وموضوع قيّم بانتظار المزيد من هذا العطاء ارقّ تحية وأعذبها اتركها هنا في ردي لك http://www.dohaup.com/album/18/dohaup_814172438.gif |
|
|
|
الساعة الآن 09:05 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |