![]() |
تَمنَع تمنع مدينة يمنية قديمة كانت عاصمة الدولة القتبانية، تقع على الضفة اليسرى من أسفل وادي بيحان، ومحلها اليوم موقع أثري يسمى هَجَر كُحلان. ورغم أن الاسم تمنع ورد كثيراً في النقوش اليمنية القديمة، إلا أن قراءة الاسم في كتابات المحدثين لم تستقر على صيغة واحدة. وسبب ذلك أن الدارسين الأوروبيين اعتمدوا في قراءته على تهجئته كما وردت في المصادر القديمة، وربطوا بينه وبين تمنة اسم القبيلة الأدومية التي جاء ذكرها في التوراة. وقد قلدهم في ذلك عدد وافر من المؤلفين العرب المحدثين. فمن ذلك على سبيل المثال، ما ورد في معجم يمني حديث كتب الاسم تمنع بصيغته التوراتية تمن، وكذلك استعملت الصيغة نفسها اسما لأحد الشوارع في مدينة يمنية كبيرة. كانت تمنع القديمة تقع على طريق اللبان مثل شبوة عاصمة دولة حضرموت ومأرب عاصمة سبأ. ومما يدل على أهميتها التجارية، ما ذكرته النقوش من وجود جماعات معينية وبعض قبائل أمير كانت تقيم بالعاصمة القتبانية. والمعروف أن المعينيين وقبائل أمير كانوا أشهر المشتغلين بالجمال، عماد النقل البري على امتداد طريق اللبان الطويل. ولا تزال في تمنع إلى اليوم بقايا مسلة قتبانية نقشت على جوانبها أحكام التجارة في سوق المدينة لتروي طرفا من ازدهار تلك العاصمة المنسية التي تنتظر التنقيب الشامل لتكشف تاريخها الذي طمرته الرمال. توصلت بعثة أثرية إيطالية فرنسية في نهاية عام 1999م إلى اكتشاف معبد قديم في تمنع يعود تاريخه إلى الفترة ما بين القرون الثلاثة قبل الميلاد والقرنين الأول والثاني بعد الميلاد، وهي فترة ازدهار مملكة قتبان. ومساحة المعبد تصل إلى 23.5 مترا، بالإضافة إلى أن المعبد المكتشف واسمه معبد يشهل، كان مكرسا للمعبودة القتبانية "أثيره"، وقد قام على أنقاض معبد سابق يعود تاريخه إلى القرن السابع وربما الثامن قبل الميلاد. وكان هذا المعبد هو الرابع الذي يتم اكتشافه في تمنع. كما عثر أيضا على 185 قطعة أثرية، وكذلك على 43 نقشاً صغيراً، من بينها نقش مكتوب بخط سير المحراث يذكر معبودين جديدين لمملكة قتبان هما ورخ وصورت. ويؤرخ النقش في القرن السابع قبل الميلاد. |
تمودة تقع تمودة الأثرية وسط سهل خصب على الضفة اليمنى لوادي مارتيل، وعلى بعد 5 كلم جنوب غربتطوان المغربية بجانب الطريق المؤدية إلى شفشاون . يعتبر "التاريخ الطبيعي" لبلنيوس الشيخ الذي توفي سنة 79م أقدم نص ذكر المدينة. وقد تمكن علماء الآثار من توطينها بالموقع بعد أن عثروا بين أنقاضها على نقيشة لاتينية تحمل اسم تمودة. وتبرز البقايا الأثرية التي عثر عليها في هذا الموقع المستوى الحضاري الرفيع الذي بلغته هذه المدينة خلال القرنين الثاني والأول قبل الميلاد. ويبدو ذلك جلياً من خلال تصميم المدينة ما قبل الرومانية ذات الطابع الهلينستي المنتظم وكذلك من خلال الجودة التي طبعت بناياتها المتناسقة. فقد عرفت تمودة المورية تمدناً وازدهاراً سريعين بحيث اتسعت شوارعها المتعامدة وتعددت المنازل المطلة عليها. ولقد ساهم موقعها الاستراتيجي في هذا النمو إذ مكّن السكان من العمل على بناء وتطوير مدينتهم في مأمن من المخاطر الخارجية. في النصف الأول من القرن الأول الميلادي، ونظرا للمزايا المتعددة لموقع تمودة، عمل الرومان على تشييد مدينة ثانية فوق أنقاض المدينة المهدمة. وكان أول ما قاموا ببنائه هو معسكر دائم للمراقبة، استمر في لعب دوره إلى غاية الربع الأول من القرن الخامس الميلادي. أثبتت الحفريات الأثرية لموقع تمودة وجود آثار مدينتين متعاقبتين، تتشكل الأولى من المدينة البونية المورية التي أسست حوالي 200 ق. م وهدمت خلال النصف الأول من القرن الأول قبل الميلاد، ليعاد بناؤها قبل أن تخرب مرة ثانية سنة 40 م على إثر أحداث ثورة أيدمون. أما تمودة الثانية فهي عبارة عن حصن روماني شيد وسط المدينة المهدمة، وهو معلمة مربعة الشكل، يصل ضلعها إلى 80 مترا، وتحيط بها أسوار ضخمة مبنية بالحجارة ومدعمة بعشرين برجا ومفتوحة بأربعة أبواب تحميها أبراج متينة. كما تم الكشف عن مذبح خاص بآلهة النصر الأغسطسية وعدد كبير من اللقى المتمثلة في تماثيل برونزية ونقود وأوانٍ خزفية فاخرة. |
تموسيدة يوجد موقع تموسيدة أو سيدي علي بن أحمد على الضفة اليسرى لنهر سبو، على بعد 10 كيلومترات من مدينة القنيطرة المغربية. يرجع استيطان الإنسان بهذا الموقع إلى فترة ما قبل التاريخ كما تدل على ذلك البقايا الأثرية التي تم الكشف عنها بالمنطقة . دلت الحفريات التي أجريت في الموقع على بقايا منازل ترجع للفترة المورية وعدة أوانٍ فخارية تعود في غالبها للنصف الأول من القرن الثاني قبل الميلاد .وقد كشفت الأبحاث الأثرية التي تجري حاليا بالموقع على بقايا من الفخار والأمفورات تعود للقرنين الثالث والرابع ق.م. خلال العهد الروماني عرفت المدينة تطوراً عمرانياً مهماً. كما تميز الموقع بإنشاء معسكر روماني إضافة إلى منشآت عمومية كمعابد وحمامات ومبانٍ خاصة. عرفت المدينة خلال عهد الإمبراطور تراجان (117-97م) أو الإمبراطــــــور أدريان (117- 138م) إعادة هيكلة عمرانية مهمة، حيث تم توسيع عدة بنايات منها الحمامات المحاذية لنهر سبو وعدة منازل ذات طابع روماني. ويعد معسكر تموسيدة من أهم المنشآت العسكرية بموريتانية الطنجية. وخلال الربع الأخير من القرن الثاني الميلادي، أحيطت المدينة بسور يحتوي على عدد من الأبواب والأبراج . وقد عرفت المدينة حركة اقتصادية مهمة كما تدل على ذلك البقايا الفخارية التي كانت تصل عبر نهر سبو من مختلف بلدان البحر الأبيض المتوسط . وعلى غرار المدن الرومانية التي توجد جنوب نهر اللوكوس، عرفت تموسيدة جلاء الإدارة الرومانية ما بين 274 و280 بعد الميلاد. ويعد هذا الموقع من أهم المدن الأثرية الموجودة بمنطقة الغرب |
تونـس http://www.al-hakawati.net/arabic/ci...es/city87a.gif مدينة تونس هي عاصمة الجمهورية التّونسية وإحدى أهمّ المُدن الواقعة على ساحل البحر الأبيض المتوسّط. تطلّ على خليج تونس لجهة الشّرق حيث مرفأها التّجاري المُزدهر، وهي تتميّز بمناخها المتوسطيّ المُعتدل، وكثرة البساتين والجنائن. تونس -العاصمة- مركزٌ مهمّ من مراكز التجارة والصّناعة. وتتعدّد فيها المصانع التي تنتجُ الأدوات الكهربائية والمنزلية والمنسوجات القطنية والصّوفية والحريريّة والزّيوت النباتية والصّابون والمواد البلاستيكيّة والأدوية الزّراعية ومبيدات الحشرات والمُنظّفات والأسمدة والأسمنت، كذلك فإنّها تنتج بعضًا من الصناعات التّحويلية الحديثة. يُعدّ مرفأ تونس من أهم المرافىء الواقعة على الشّاطىء الجنوبي الغربي للبحر المتوسط، وبه عدة أحواض لإستقبال السّفن من جميع البلدان. وفيها مطار دولي يتّسع لإستقبال أكبر الطائرات. وفي تونس العديد من الجامعات والمعاهد الفنية والصّناعية والزراعية. أبرز معالم تونس جامعها التاريخي الشهير المعروف "بجامع الزيتونه " في قلب العاصمة، وهو مميّز بعمارته وقبابه وأقواسه وأعمدته الرخامية، والخطوط العربية وأعمال السيراميك، وصومعته -أيّ مئذنته ـ التّي تقوم على قاعدةٍ مربّعة الشكل كسائر مآذن شمال إفريقيا، وهي من أجمل المآذن. وجامع الزيتونة في الوقت نفسه جامعة دينية وعلمية، على غرار الجامع الأزهر بالقاهرة؛ وقد تخرّج فيه كبار العلماء أمثال ابن خلدون وأبو الحسن الشاذلي والبوصيري أبو الحسن علي، صاحب القصيدة البوصيرية في مدح النبي المعروفة بـ"البُردة"، وأبو القاسم الشابي وغيرهم كثيرون. http://www.al-hakawati.net/arabic/ci...es/city87b.gif تونس مدينة تاريخية قديمة عُمّرت من أنقاض قرطاجنة. وكان اسمها في القديم "ترشيش". وكان يحيط بها سور حصين طوله21 ألف ذراع ولها خمسة أبوابٍ، أهمّها باب الجزيرة القبلي، يخرجُ منه إلى القيروان ويقابله جبل التّوبة. وكان أهلها يشربون من الآبار والمجامع التّي يتجمّع فيها ماء المطر. وفي كلّ دارٍ مجمع. وهي من أصح بلاد إفريقيا هواءً، وأطيبها ثمارًا، وأنفسَها فاكهةً، منها اللّوز الفريك والرّمان الضّعيف الذي لا عجو له البتّة، والتين الخارمي الأسود الرّقيق القشر والكثير العسل، وغيرها من الفاكهة الطّيبة والعنّاب. وفيها من أجناس السّمك ما لا يوجد في غيرها، يملّح فيبقى لمدةً صالحًا للأكل. تَحّدثَ القدامى عن القصر الذي كان يشرف على تونس وعلى البحر، وعن الغار الموجود في أسفل جبل التوبة المُطل على المدينة، كما تحدثوا عن جامعها الرّفيع البناء المُطل على البحر. وتحدثوا عن أسواقها الكثيرة ومتاجرها وفنادقها وحمّاماتها ودور أهاليها المبنيّة بالرّخام البديع. وقعت تونس تحت حكم الرّومان، وافتتحها العرب في عهد عبد الملك بن مروان. من معالمها: http://www.al-hakawati.net/arabic/ci...es/city87e.jpg 1- متحف باردو القومي وهو أكبر المتاحف التونسية، ويحوي آثارًا من مختلف أنحاء الجمهورية. ويشتهر بصفةٍ خاصةٍ بما يحتوي من فُسيفساء. وبعض قاعات المتحف كانت في الأصل جزءًا من قصر الباي السّابق. تضم الآثار المعروضة في المتحف آثارًا تمثّل عصر ما قبل الميلاد، وآثارًا رومانيةً ومسيحيّةً وإسلاميةً. 2- المتحف القومي للفنون الإسلامية، وهو يُمثّل بيتًا عربيًا يعود إلى القرن الثامن عشر للميلاد. ويحتوي هذا المتحف على عددٍ من الأشياء المصنوعة في تونس والمشرق، كالأواني الزجاجية والأواني المصنوعة من الفخار، بالإضافة إلى الأقمشة والمخطوطات إلخ... 3- المتحف الإقليمي للفنون والتراث الشعبي وهو عبارة عن بيت جميل يرجع بناؤه للقرن الثامن عشر والتاسع عشر الميلادي. ويعرض هذا المتحف الملابس والمجوهرات والأدوات المنزلية.. إلخ، التّي تُمثّل العادات والتقاليد http://www.al-hakawati.net/arabic/ci...es/city87c.gif التونسية القديمة. 4- متحف القطع النّقدية. وفيه مجموعةٌ كبيرةٌ من القطع النقدية التّي تمّ اكتشافها في تونس، وتعود إلى عهد الحضارة القرطاجية حتّى الآن. 5- متحف الطّوابع التّذكارية، ويعرُض تاريخ النّظام البريدي التونسي منذ نشأته، ويبرز ذلك بالصُّور والمستندات والطوابع، ويمكن شراء بعض الطوابع التذكارية منه. 6- المعهد القومي للدراسات المائية في سلامبو، وهو معرض للأبحاث المائية، حيث تُعرَض فيه حياة الكائنات البحرية. 7- متحف قرطاج القومي، يعرض تاريخ قرطاجه والحضارة الرومانية. وقد تمّ تجديده مؤخّرًا وجرى تقسيمه إلى أربعة أقسامٍ: ما قبل التاريخ، حضارة قرطاجة، الحضارة الرومانية والحضارة المسيحية. 8- http://www.al-hakawati.net/arabic/ci...es/city87d.gif متحف سلامبو ويعرض الأماكن القديمة التي كانت تُقدَّم فيها القرابين لآلهة قرطاجة. 9- حمّامات أنطونيوس وهي حمّامات رومانية ضخمة، وأحياء رومانية قديمة بشوارعها ومبانيها الأثرية، بالإضافة إلى وجود متاحف صغيرة تقع تحت الأرض، وأعمدة وأحواض تعود لعهد قرطاجة القديمة. 10- المُنتزه الأثري وهو يعرض آثار قرطاجة وروما القديمَتين. وتُعرَض الآثار الرومانية في الهواء الطلق، الأمر الذي يجعل منظرها خلاّبًا. من صناعاتها اليدويّة: تمتاز تونس بتاريخها الطّويل في الصّناعات الحِرَفية اليدويّة، وقد اكتسبت خبرةً في هذا المجال من الحضارات والشعوب المختلفة التي مرّت بها، فترى في السّوق الصواني النّحاسية المُزخرفة والأواني المنزلية الجميلة وتحفًا من خشب الزيتون المحفور والحقائب الجلدية والتحف المكتبية والبلاط الصّيني والأوعية الفخارية والتطريز اليدوي الرائع والمجوهرات الفضية المعدنية بصفةٍ خاصةٍ، والسّجاد والبسط والمنتوجات الفاخرة منتشرة بشكلٍ واسعٍ في مختلف أسواق تونس. ويشرف على صناعة هذه الأشياء بشكلٍ دقيقٍ المكتبُ القومي للفنون اليدوية. http://www.al-hakawati.net/arabic/ci...ges/city87.jpg صنفتها منظمة اليونيسكو مدينة تراثية عالمية عام 1979 |
تيزنيت جاء تأسيس مدينة تيزنيت المغربية سنة 1882م عقب حركات السلطان المولى الحسن الأول بمناطق سوس. وقد كان الغرض من ذلك درء أي توغل للأوروبيين، انطلاقا من المحيط الأطلسي وكبح نفوذ زاوية تازروالت بإليغ. كان لاختيار موقع تيزنيت عدة دواعٍ أهمها قربها من السواحل الأطلسية (15 كلم) ووجدوها على الطريق التجاري المتجه من كلميم إلى الصويرة، بالإضافة إلى عدم الحاجة إلى استقطاب سكان جدد لإعمارها، إذ كان الموقع مأهولاً من قبل أهالي أزاغار تيزنيت. تم توحيد القرى الصغيرة بواسطة سور بعلو8 أمتار وبطول بلغ 7 كيلومترات. هذا السور الذي استغرق بناؤه سنتين، بني على شاكلة أسوار المدن العتيقة المغربية، إذ يدعمه 56 برجا وتتخلله خمسة أبواب هي باب آكلو وباب الخميس وباب تاركاو وباب المعذر وباب أولاد جرار. يطغى على هذه الأبواب طابع الهندسة المعمارية العلوية، كما أن هناك تشابها ملحوظا بينها وبين أبواب مدينة الصويرة. أما داخل المدينة فقد قسم إلى أحياء تحمل أسماء العائلات الأصلية وهي إدآوكفا وآيت محمد وإد زكري وإد صلحا. شيدت البيوت والمنازل وفق الطراز المغربي الأندلسي المعروف بالرياض. ويوجد بتيزنيت أيضا قصر لممثل السلطان يعرف بإسم القصر الخليفي، وبساحة كبيرة تعرف بساحة المشور حيث كانت تقام المراسيم. |
جبلة مدينة جبله من المدن المشهورة في اليمن . وهي ذات طبيعة ساحرة وهواء عليل. وكانت تسمى مدينة النهرين لأنها تقع بين نهرين كبيرين. وترجع تسميتها بجبله إلى عبد الله بن علي الصليحي الذي ابتناها سنة 458 هـ وسماها جبلة باسم تاجر كان يبيع الفخار في الموقع الذي بنيت عليه . تقع مدينة جبله إلى الجنوب من مدينة إب وتبعد عنها 6 كيلومترات. وكانت عاصمة الملكة أروى بنت أحمد الصليحي التي انتقلت اليها من صنعاء في العام 458 هـ وبقيت فيها حتى وفاتها في العام 532 هـ حيث تم دفنها في الجامع الذي قامت هي ببنائه. الملكة أروى المولودة في العام 444 هـ كان قد كفلها الملك الكامل علي بن محمد الصليحي وزوجته الملكة اسماء بنت شهاب فتعلمت الأدب حتى اصبحت كاتبة فذة وذات سياسة ودهاء. تزوجت أروى من الملك المكرم بن علي بن محمد الصليحي وأنجبت له أربعة من الأولاد هم علي ومحمد وفاطمة وأم همدان، وقد توفى علي ومحمد وهما طفلان . أما أم همدان فقد تزوجت من أحمد بن سليمان بن عامر الزواحي ورزقت منه بعبد المستعلي وتوفيت قبل أمها سنة 516 هـ . وأما فاطمة فتزوجها شمس المعالي بن الراعي بن سبأ وتوفيت بعد والدتها بسنتين وذلك سنة 534 هـ . من آثار جبلة: دار العز وتسمى كذلك دار السلطنة. وقيل إنها كانت مكونة من 360 غرفة أي على عدد أيام السنة. اتخذتها السيدة أروى مقراً لحكمها، ولا زالت بقايا هذا الدار قائمة حتى الآن. الجامع الكبير الذي يقع فوق تل مرتفع وله مئذنتان يعود أقدم تاريخ للمئذنة الشرقية إلى عام 747 هـ. أما المئذنة الغربية فهي أكثر قدما من الشرقية ويحتمل أن تعود للقرن الخامس الهجري لما بها من زخارف معمارية مماثلة لما عرف في الدولة الفاطمية. مكتبة جامع السيدة. من يدخل إلى المكتبة التي تحتل مكانا صغيرا داخل جامع السيدة أروى يشعر بالفخر لما وصلت إليه المرأة اليمنية في ذلك العصر المتقدم ليس فقط لأن الملكة أروى كانت تتربع على عرش اليمن، بل لأنه كان إلى جوارها نساء فاضلات عالمات. ويتضح ذلك من خلال تلك المخطوطات والكتب والشروحات عليها والتي قامت بها نساء كن في عهد الملكة حيث سطرن بأناملهن الرقيقة تلك المخطوطات والكتب بخط جميل كجمال تلك الأسماء وعقولها النابغة في العلم والمعرفة وعلى رأسهن الملكة أروى التي كانت متضلعة وعالمة بأخبار التاريخ والعلوم المعرفية الأخرى ولها العديد من التعليقات والشروحات للعديد من الكتب تضمها هذه المكتبة . متحف الملكة القائم بجوار بقايا دار العز والذي تكون من العديد من الغرف الصغيرة التي يضمها مبنى قديم ربما كان من ملحقات دار العز. ويضم المتحف أجزاء من الأدوات والنماذج التي كانت مستخدمة في زمن الملكة أروى، مثل أدوات الحرب والأكل والزراعة والحدادة والنجارة ومختلف المهن الحرفية التي وصلت آنذاك إلى أعلى درجاتها، بالإضافة إلى النماذج التي تصور طرق التدريس والمناهج التي كانت تدرس في عصر الملكة وكل ذلك مصحوبا بتعليقات تبرز تاريخ الملكة والأدوار التي قامت بها طيلة 55 عاما من حكمها لليمن بما في ذلك حياتها الخاصة وأقوالها ووصاياها. وبرغم تواضع المتحف، إلا أنه يظهر جزءا كبيرا في الجانب التعريفي لهذه الملكة لكل زائر وسائح . |
جبيل مرّت على مدينة جبيل اللبنانية حضارات متنوّعة أخذت منها وأعطتها الكثير. تعتبر جبيل من أقدم المدن المأهولة في العالم وهي، كما نعرفها اليوم، تقوم على طبقات عدّة من البقايا والآثار التي تعود الى العصر الحجري. http://www.al-hakawati.net/arabic/ci...ges/city29.jpg يرتبط تاريخ جبيل بشكلٍ وثيق ومُحكم بتاريخ المتوسط. ويعتقد المؤرخون أنّ مجموعة من الصيادين بنوا جبيل قبل ما لا يقل عن 7000 سنة، ثم تبعتهم مجموعات وشعوب أخرى اتخذوها موطناً لهم وجلبوا معهم عاداتهم وأنماط عيشهم وصناعاتهم. وهكذا تحوّلت جبيل الى منطقة تزخر بالآثار القديمة، إذ انه يمكن اليوم رؤية بقايا أكواخ تعود الى العصر الحجري مع أرضياتها الكلسية المسحوقة وبقايا أساسات منازل حجريّة وبقايا هياكل وحصون دفاعية فينيقية... كانت جبيل أيضاً مركزا ً تجاريا مهماً وأصبحت، في عهد الفينيقيين الكنعانيين حوالى 3000 ق.م. أول مدينة فينيقية مرتبطة تجارياً بالمملكة المصرية القديمة. وتعاظمت لاحقاً أهميتها التجارية في شرق المتوسط وراحت تصدّر زيت الزيتون وخشب الأرز والنبيذ وتستورد المرمر والذهب وورق البردى وغيرها من مصر. نجد في مقبرة جبيل الملكية، تسع مقابر تحت الأرض لملوك جبيل. إنطلق الحرف الحديث والمأخوذ من الكتابة اللفظة الفينيقية من شواطئ جبيل وحمله بحارة وتجار فينيقيا عبر المتوسط الى العالم . وهذا ما تؤكدّه الكتابة المنقوشة على ناووس الملك أحيرام المعروض في المتحف الوطني في بيروت. مع وصول الاسكندر الكبير، وقعت جبيل تحت الحكم الإغريقي فاعتمدت اللغة والثقافة الإغريقية. كان الإغريق أول من أطلقوا على هذه المدينة اسم بيبلوس ومعناه بالإغريقية "الورق" وذلك نظراً للأهمية التي اكتسبتها هذه المنطقة في مجال تجارة ورق البردى. وفي القرن الأول قبل الميلاد، أقام الرومان الهياكل والحمّامات وغيرها من المباني التي لا زالت أطلالها قائمة http://www.al-hakawati.net/arabic/ci...es/city29b.jpg حتى اليوم، منها: مسرح روماني وأعمدة شارع معمّد قديم ونافورة رومانية . حكم جبيل ايضاً البيزنطيون والعرب. ولكن المواقع الاثرية التي خلّفوها قليلة قياسا بمخلفات من سبقوهم. ثم وصل الصليبيون في العام 1104 واستعملوا حجارة واعمدة الهياكل القديمة في بناء قصر خاص بهم وخندق مائي. وقد رمم المماليك والعثمانيون على التوالي هذا القصر الذي يطلّ اليوم على بقايا مدينة جبيل والبحر . دفنت معالم جبيل تحت التراب لقرون طويلة قبل أن يقوم العلماء في القرن التاسع عشر والقرن العشرين بالتنقيب عنها. وهكذا أزيلت الطبقات والأحجار التي خنقتها لتولد جبيل مرةً أخرى من رحم الأرض والتاريخ وتهب نفسها للسياح ليقوموا بتنقيباتهم الخاصة وليكشفوا النقاب عن الحضارات القديمة التي مرت بها . |
جـرش ترتفع جرش ، المدينة ألاردنية، قرابة ستمائة مترٍ عن سطح البحر، ويعود تأسيسها إلى عهد الإسكندر الكبير في القرن الرّابع قبل الميلاد. لكنّ بعض الآثار فيها تُبيّن أنّ مدينة جرش من العصر البرونزي، نحو 2500 قبل الميلاد. وتعود بعض الآثار التّي اكتُشفَت في شمال جرش إلى العصر الحديدي. http://www.al-hakawati.net/arabic/Ci...istcity17a.jpg نَعمت هذه المدينة بالهدوء والإستقرار والسّلام وتأثّرت كثيرًا بالحضارة الرّومانية، وأصبحت من المُدن العشر. وتعاقبت عليها العصور وانتشرت فيها الدّيانة المسيحيّة حتّى أصبح لها في عام451 أسقف. ثم احتلّتها جيوش الفرس ودمّرت كنائسها. ووصلها العرب المُسلمون، بقيادة شرحبيل بن حسنة، في زمن الخليفة عمر وسيطروا عليها، وذلك في عام 635 ميلاديًا. لكنّ الزّلازل المُتلاحقة التّي ضربت تلك المناطق أدّت إلى انهيارها الكامل. كتب عنها ياقوت في كتابه "معجم البلدان" قائلاً: <<جرش، هذا إسم مدينةٍ عظيمةٍ كانت، وهي الآن خرابًا. حَدّثَني مَن شاهدها، وذكر لي أنّها خرابة وبها آبار عاديّة تدلّ على عظمةٍ. فقال: "في وسطها نهرٌ جارٍ يدير عدّة رُحى عامرةً إلى هذه الغاية. وهي في شرقي جبل السّواد من أرض البلقاء وحوران، ومن عمل دمشق وهي في جبلٍ يشتمل على ضياع وقُرى. ويُقال للجميع جبل جرش، إسم رجلٍ، وهو "جرش بن عبد الله". ويُخالط هذا الجبل جبل عوف. وإليه يُنسب حمى جرش، وهو من فتوح شرحبيل بن حسنة، في أيّام عمر". http://www.al-hakawati.net/arabic/Ci...istcity17b.jpg بقيت جرش مجهولةً حتّى عَثَر عليها سائح ألمانيٌّ سنة 1806. وفي سنة 1878، أرسل الحاكم التّركي مجموعةً من الشّركس للعيش فيها. كشفت الحفريات الحديثة أنّ سورًا كان يحيط بالمدينة يبلغ امتداده خمسة كيلومتراتٍ ونصف كيلومترٍ. أمّا عرض السّور فَمِن مترين إلى ثلاثة أمتارٍ ونصف المتر. وقد أمرَ الإمبراطور ترايانوس بِشَقّ طريقٍ من مدينة بصرى إلى البحر الأحمر، عُرِفَت بإسم طريق النّصر. وجاءها الأمبراطور أدريانس (117-118) في طريقه لإحتلال بصرى الشّام. وقد أحسن الإمبراطور معاملة أهل المدينة ممّا دفعهم لأن يبنوا له قوسًا، إكرامًا له، قاوم عاتيات الزّمن وبقي قائمًا حتّى يومنا هذا. وطول القوس 37 مترًا وعرضه 9 أمتارٍ، ويبلغ ارتفاع البوّابة الرئيسة الوسطى عشرة أمتارٍ وعرضها خمسة أمتارٍ تقريبًا. إلى الغرب من قوس النّصر، تقع البركة وهي عبارة عن مستطيلٍ طوله 150 مترًا وعرضه 55 مترًا وعمقه 12 مترًا وفيه أربعة مصارف. والمُتجوّل بين آثار جرش سَيَجِدُ المدرج الرّوماني الواقع شمال البركة والمقبرة وهيكل زفس، ثم سيصل المدرج الكبير الذّي يقع للشّمال الغربي من هيكل زفس ومقاعده في الجنوب، ممّا يحمي المُشاهدين من أشعّة الشّمس. |
حدائق بابل المعلقة حدائق بابل المعلقة إحدى عجائب الدنيا السبع في العالم القديم، وتعرف كذلك بحدائق سميراميس المعلقة. بنيت الحدائق تقريبا 600 ق.م. في بابل بالعراق الحالي. http://www.al-hakawati.net/arabic/Ci...histcity65.jpg بناها نبوخذ نصر للملكة أمييهيا والتي كانت من الطبقة الوسطى في البلاد و أتت من المناطق الجبليه إلى ارض بابل المنبسطه و كانت تشتاق إلى رؤية الجبال و لحدائق وطنها ميديا. كانت الحدائق محاطة بخندق مائي وهي عبارة عن أربعةhttp://www.al-hakawati.net/arabic/Ci...istcity65a.jpg أفدنه على شكل شرفات معلقة على أعمدة ارتفاعها 75 قدماً. كان يوجد بها ثماني بوابات وكان أفخم هذه البوابات بوابة عشتار الضخمة . كانت الحدائق وسطية ومحاطة بحيطان المدينة وبخندق مائي لصدّ الجيوش الغازية. وهناك بقايا شكّ بين المؤرخين وعلماء الآثار بالنسبة إلى حقيقة وجود هذه الجنة المفقودة أبدا، إذ ان اعمال التنقيب في بابل لم تجد أثرا جازما لها. الحديقة من جمالها وروعتها الخلابة كانت تدخل المرح والسرور إلى قلب الإنسان عند النظر إليها، وزرعت فيها جميع أنواع الأشجار، الخضروات والفواكهة والزهور وتظل مثمرة طول العام وذلك بسبب تواجد الأشجار الصيفية والشتوية، ووزعت فيها التماثيل بأحجامها المختلفة في جميع أنواع الحديقة. وقد استخدم الملك لبناء هذه الحدائق الأسرى اليهود الذين جلبهم من بلاد الشام في ذلك الوقت وجعلهم يعملون ليل نهار، وهناك تمثال كبير كان في المتحف العراقي يمثل هذه الحادثة ولكن بعد الحرب الأخيرة تم سرقة هذا التمثال وهو ضخم جداَ وهو أول ما سرق من المتحف. لبناء الجنائن المعلقه، شيد نبوخذنصر الثاني قصراً كبيراً وزرع على سطحه كمية كبيرة من النباتات والأزهار ذات الالوان الجذابة بحيث غطى شكل القصر وكأنه جبل مزروع بالنباتات و الأزهار. وزرعت الأشجار والأزهار فوق اقواس حجريه ارتفاعها 23 متراً فوق سطوح الأراضي المجاورة للقصر و كانت تسقى من مياه الفرات بواسطة نظام ميكانيكي معقد و كانت تقع على الضفة الشرقية من نهر الفرات حوالي 50 كم جنوب بغداد. |
حـلب حلب هي المدينة الثانية في سوريا بعد العاصمة دمشق . تقع في الشمال الغربي من سورية ويبلغ عدد سكانها حوالى المليوني نسمة، وتُعدّ مركزًا تجاريًا قديمًا وماتزال. فقد اتّسعت تجارتها قديمًا لتصل إلى الهند والصين وأقاصي أوروبا وغيرها. ولذلك تجد الخانات التي بُنِيَت في القرن الثالث عشر قد تحوّلت إلى مقرٍ لإقامة الجاليات الأجنبية والأوروبية منها خصوصًا. http://www.al-hakawati.net/arabic/ci...es/city89a.gif تُعدّ حلب اليوم مركزًا صناعيًا كبيرًا بالإضافة إلى كونها مركزًا تجاريًا مُهمًا. كما إنّها مدينة أثريةٌ قديمة. فقد كانت جزءًا من الإمبراطورية الحثّية (الألف الثاني قبل الميلاد) وضمّها الآشوريون في عام 738 ق.م. وبقيت تحت حكم الأخمينييّن إلى أن جاء الإسكندر الكبير. وبعد أن أصبحت من ممتلكات سلوقوس نيكاتور، احتلّها الرومان في العام 65 ق.م، وهدمها الفرس بعدهم. ودخل العرب المسلمون حلب سلمًا بقيادة الصّحابيان أبو عبيدة بن الجراح وخالد بن الوليد، رضي الله عنهما، من باب إنطاكية ووقفوا داخل الباب ووضعوا أتراسهم في مكانٍ، فبُنيَ في ذلك المكان مسجدٌ يعود تاريخ بنائه إلى القرن الهجري الأوّل.http://www.al-hakawati.net/arabic/ci...es/city89b.gif عَرَفت مدينة حلب فترة ازدهارٍ في عهد الخلافة العبّاسية، حتّى جعل الحمدانيّون منها إمارةً مستقلّةً ومزدهرةً. ثم وقعت عام 1015م تحت حكم الفاطميين ثم السّلجوقيين (1086-1117م) ثم الزّنكيين والأيوبيين، وغزاها هولاكو، القائد التّتري، ودمّرها في عام 1260م، ثمّ حكمها المماليك وبعدهم العثمانيّون (1516-1918م) وجعلوا منها ولايةً. وفي عام1920م جعلها الفرنسيون قاعدة دولةٍ مستقلّةٍ. من معالم حلب الأثرية الجامع الكبير (جامع زكريا بن يحيى) حيث يوجد فيه قبر له. وهو المسجد الأمويّ حيث بُني في العصر الأموي الذي كانت أرضه في العهد البيزنطي بستانًا للكنيسة العُظمى. ولمّا فتح العرب المُسلمون حلب صالحوا أهلها على موضع المسجد الذي بُنِيَ في عهد الوليد بن عبد الملك أو في أوائل عهد أخيه سُليمان. وقد تهدّم مرّات وجُدّد. وفيها قلعة حلب الشهيرة التي كانت عاصمة الدّولة الحَمَدانيّة التي وصلت إلى أوجها في عهد سَيْف الدَّوْلَة الحَمَداني الذي أكثر من غزو الرّوم. وفي مواجهة القلعة، وقرب المدرسة السلطانية، تقع المدرسة الخسرويّة (وهي عبارة عن جامع ومدرسة وتكية) التي أمر ببنائها خسرو باشا العثماني الذي كان واليًا على حلب ابتداء من عام1537م. والجامع يحوي إلى الآن الثانوية الشّرعية التي تُعلّم العلوم الشرعية والكونية وتمنح الشّهادة الثانوية. وهكذا كانت الجوامع مراكز للعبادة والعلم والأعمال الخيرية الإجتماعيّة. أُحصُوا في حلب أكثر من 60 مدرسةٍ أثريةٍ قديمةٍ وأكثر من 25 زاوية دينية تعليميّة. وتتميّز حلب اليوم بكونها مركزًا صناعيًا مُهمًا، إذ فيها العديد من معامل الصّناعات الثّقيلة، بالإضافة إلى كونها مركزًا تجاريًا مرموقًا بحكم موقعها الإستراتيجي القريب من تركيا والعراق. http://www.al-hakawati.net/arabic/ci...ges/city89.jpg صنفت منظمة اليونيسكو حلب القديمة مدينة تراثية عالمية عام 1986 |
دمشـق دمشق هي عاصمة الجمهوريه العربيه السوريه وأكثر مدنها سكانًا، وقاعدة محافظة دمشق التّي تضمّ أقضية دوما والزبداني والقطيفة والنبك. http://www.al-hakawati.net/arabic/ci...es/city91a.jpg تقع دمشق في الجهة الجنوبية الغربية من البلاد، إلى الشمال الشرقي من جبل الشيخ، في سهلٍ فسيحٍ ومُنبَسطٍ، ويخترقها نهر بردى الذي يسقي بساتينها وجنائنها، ويطلّ عليها لجهة الشّمال جبل قاسيون. هي مركز مُحافظة دمشق ومركزٌ مُهمٌّ من مراكز التّجارة والصناعة والزراعة والثقافة. تشتهر دمشق بالصّناعات الكيماوية والمعدنية والكهربائية وصناعة السّكاكر والحلويات والمرَبّيات، وصناعة الغزل والنسيج بسبب انتشار زراعة القطن فيها، ومطاحن الحبوب والصّناعات البلاستيكية، وصناعة الجلود والأحذية وغيرها كثير.. ممّا يدل على أن الصناعة تمثّل قطاعًا مُتطوّرًا ونشيطًا في الجمهورية العربية السورية حيث تعتمد على صناعاتها المحليّة. أسواق دمشق عامرةٌ دائمًا بالمُنتجات والسّلع، حيث تُعرَض أصنافًا متنوّعةً من السّلع، ويقصدها التّجار من جميع البلدان العربية والأجنبية. وأهمّ أسواقها سوق الحميدية وهو من أكبر الأسواق الشّعبية، يليه سوق مدحت باشا. والسّوقان ما زالا يُحافظان على طابعهما القديم. في دمشق جامعة علميّة عريقة تضمّ مُختلف أنواع التّخصص. وفيها قصر آل العظم والمتحف الحربي والمتحف الوطني ومسجد بني أميّة التاريخي والعديد من الآثار البيزنطية والعربية وعدد كبير من المساجد التاريخية والمقامات، وأهمّها مقام السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب، وهو يستقطب العديد من الزّوار الذين يقصدونه من أماكن مختلفة، ومقام القائد صلاح الدّين الأيوبي والعديد من العلماء والأولياء. كما فيها مزار وكنيسة الرّسول بولس حيث التجأ بعد تحوّله المسيحيّة، ومنها انطلق مُبشّرًا في العالم القديم. وفي دمشق معرضٌ تجاريٌ مشهور، وفيها مطاران: الأول مطار المزّة، وهو مطار قديم يقع إلhttp://www.al-hakawati.net/arabic/ci...es/city91b.jpgى الغرب منها، والثاني مطار حديث متطوّر يقع إلى الجنوب الشرقي ويبعد عنها حوالى 30كيلومترًا. كما شُيّد في دمشق العديد من الفنادق الفخمة الكبيرة، وصروح فارعة كقصر الضيافة الجديد والقصر الجمهوري الضخم ومكتبة الأسد الكبيرة. وتمّ، على طريق المطار، إنشاء مركز للمؤتمرات، وكذلك مدينة السينما والكليّة العسكرية للبنات ومشروع ومجمّع دار الأوبرا. تُعتبر دمشق أقدم العواصم في التّاريخ وأعرقها. سُمّيت بدمشق من "الدّمشَقَة" وهي السّرعة، لأنهم دَمشَقوا في بنائها، أي أسرعوا. وقيل سُمّيت بدمشق على إسم "دماشق بن قاني بن مالك بن أرفخشذ بن سام بن نوح". وقيل إنّ أوّل مَن بَنى دمشق بيوراسف، وقيل جيرون بن سعد بن عاد بن إرم بن سام بن نوح. بناها بعد مولد إبراهيم بخمس سنين. وقيل إنّ بانيها عازر غلام إبراهيم وكان اسمه "دمشق" فسُمّيت بإسمه. وقالوا إنّ أوّل حائط وُضِع في الأرض بعد الطوفان هو حائط دمشق وحرّان. وفي بعض التّفاسير أنّ دمشق هي الربوة في قوله تعالى: "وآويناها إلى ربوةٍ ذات قرارٍ ومعين". كانت دمشق قاعدة الآرامييّن سنة 940 ق.م. افتتحها العرب المسلمون في أولى سنواتهم، ثم صارت عاصمة الخلافة الأموية. وتوالى عليها العبّاسيون، فصارت مركزًا للشّعراء يَفِدُون إليها يمدحون الخلفاء فيها سعيًا وراء التّكسب المادي. ثم توالى عليها الطّولونيون والإخشيديون والفاطميون والأيوبيّون والمماليك . دخلها تيمورلنك سنة 1400م وأحرقها. واحتلّها العثمانيون سنة1516، وحرّرها المصريون سنة 1832، بقيادة إبراهيم بن محمد علي باشا. تشتهر دمشق بحسن عمارتها ونزاهة رقعتها ووفرة فاكهتها وكثرة مياهها. وأجمل ما فيها غوطتها التي لم يُر في الزمن القديم مثلها. نُسِبَ إلى الأحمصي قوله:«جنّات الدّنيا ثلاث: الغُوطة في دمشق ونهر بلخ ونهر الأبلّة». مِن أهمّ مساجد دمشق مسجد إبراهيم، وهو مسجدان، أحدهما في الأشعرين والآخر في برزة، مسجد باب الشرقي. على أنّ أهم مساجد دمشق هو مسجد بني أميّة أو المسجد الأموي، ويُعَد مثالاً رائعًا من الحُسن والصّنعة في العمارة. بدأ عمارته الوليد بن عبد الملك سنة 87هـ. واستمر العمل فيه تسع سنين. وقد قال عنه أحد علماء الآثار الغربيّين: "إن لم يكن أعظم الأبنية التي قامت في أرض الإسلام حتى ذلك الوقت فحسب، بل أحد ابتكارات فن البناء العالمي في كلّ الأزمان وفي البلاد". وفي دمشق من الآثار كنيسة "حنانيا" القديمة، وهي تحتفظ بطابعها البسيط في قلب كهفٍ حجريٍ. وقريبًا من دمشق دير أثريّ شُيّدَ على تلةٍ صخريةٍ في صيدنايا، وهو مزار دينيّ. http://www.al-hakawati.net/arabic/ci...es/city91c.gif وفي دمشق أسواق شرقية، تُعرَض فيها البضائع المحليّة الصنع ذات الطّابع الشّرقي، وخاصّةً الدمشقية، كالموزاييك الدقيق الصنع ونسيج البروكار المصنوع على الأنوال اليدوية وصناعات الخشب المُطعّم بالصّدف والزخرف، والمطرّزات وأشغال الإبرة، والآنية النّحاسية المنقوشة. وأشهر هذه الأسواق: "سوق الحميديّة"، وفيه يقع الجامع الأموي. وقد بنى السّوق السّلطان عبد الحميد قبل أكثر من مئة عامٍ، فسُمّيت بإسمه. أمّا متحف دمشق فهو من أجمل متاحف المنطقة وأغناها. وتشمل آثاره العهود اليونانية والرومانية والبيزنطية والعهد الإسلامي. وأهمّ ما في فرع الآثار السّابقة للفتح اليوناني مجموعة آثار ماري من تماثيل الألباستر وقطع الصّدف ولوحات الفخّار وآثار رأس شمرا (أوغاريت)، ومن ضمنها حجر الألفباء الفينيقيّة، وبه مجموعة برونزية ثمينة. وفي دمشق الآثار العثمانية، التّكية السليمانية، وقصر العظم، وهو نموذج جميل للفنّ المعماري في منتصف القرن18، وقد حُوِّل إلى متحفٍ للتقاليد الشّعبية. http://www.al-hakawati.net/arabic/ci...ges/city91.jpg صنفت منظمة اليونيسكو دمشق القديمة مدينة تراثية عالمية عام 1979 |
رأس العين تقع مدينة رأس العين ضمن محافظة الحسكة السورية. وتبعد مسافة 85كم عن مدينة الحسكة. تجاور الحدود التركية و تبلغ مساحتها 23كم مربع. سبب تسميتها بـ"رأس العين" يعود لوقوعها على أكبر عيون منابع نهر الخابور الذي كان ينقل تجارتها إلى بغداد وبقيّة مُدن ما بين النهرين. رأس العين هي بالفعل جنّةٌ من جنان الأرض في الجزيرة السّورية. فهي تجمع بين التاريخ الذي يمتدّ ستة آلاف عامٍ في غور الزّمن، والطبيعة الخلابة التي كانت تمتلئ بالعيون الصافية كالزجاج، ومياه العيون الكبريتية التي تستخدم كعلاجٍ طبيعيٍ للعديد من الأمراض الجلدية. وقبل هذا وذاك فهي المدينة التي استطاعت أن تأسر خالد بن الوليد عندما قام بفتحها. أثبتت المُكتشفات الأثرية التي تمّت في قرية تل حلف منذ عام 1899 على يد عالم الآثار الألماني "ماكس فون اوبنهايم" أنّ تل حلف ما هي إلاّ مدينة رأس العين التّاريخية القديمة ذاتها. وهناك أسماء أخرى لها غير إسم "تل حلف"، إذ كان يُطلق على رأس العين إسم "تل الفخيرية" و"واشوكاني" و"فاشوكاني" و"غوزانا" و"رش عينا" و"عين الوردة". ويُؤكّد علماء الآثار والمؤرّخون أنّ مُنظّمة "ينابيع الخابور" كانت قاعدةً لحضارة الشعب السّوباري الذي ظلّ قرونًا طويلةً في هذه المنطقة إلى أن آل الأمر إلى قبائل انحدرت من الشمال الغربي واستولت على بلاد سوبارتو. لكنّ الأمر لم يدم طويلاً لهذه القبائل، إذ هبط عنصر آري من الشمال الشرقي بعد منتصف الألف الثّالث ق.م واستقر في منطقة ينابيع الخابور في تل حلف وأسّس الدولة الميتانيّة. ثم زحف الأشوريون على الدّولة الميتانية واستولوا عليها ودمّروا عاصمتها "فاشوكاني" أو "رأس العين". إلاّ أنّهم لم يستقروا بسبب الحروب بينهم وبين الحثييّن، الأمر الذي مهّد لظهور الدولة الآرامية التي أسّسها الملك "كابارا". ويُعتَقَد أن إسم نهر الخابور جاء من إسم هذا الملك "بن قاديانو". وفي القرن العاشر ق.م قام "تيفلات تلاصر الأوّل" ملك آشور بغزو الدّولة الآرامية، ودمّر مدينة تل حلف رأس العين. ومنذ ذلك الحين أصبحت الجزيرة السورية مقاطعة آشورية حتّى انهيار هذه الدولة على يد الفرس، ثم استولى عليها اليونانيون ثمّ الرومان، الذين اصبحت في عهدهم في مصاف المدن الكبرى. وكانت المنطقة ميدان صراع بين الفرس والروم إلى أن استولى عليها الفُرس عام 602 في عهد الإمبراطور فوكاس. عثُرِ َفي رأس العين على أختامٍ تعود لعصر المملكة الميتانية الكبرى، إضافةً إلى قطعٍ من البرونز كالعقود والأساور والخواتم من العصر الآرامي. كما وُجِدَت مقبرةٌ تعود لعهد كامارا، عُثِرَ فيها على قطعةٍ تُمثّل صحيفةً رقيقةً من الذّهب، كانت تُوضَع على فم الميت لمنع الأرواح الشّريرة من الولوج إلى جسده. ووُجِدَت أيضًا علبةٌ من العاج مُحلاة بخيوطٍ ذهبيّةٍ، وفي داخلها خمسة أقسامٍ يحوي أحدها طلاء أحمر؛ وإلى جانب العلبة أداة فضية صغيرة لمد الطلاء. واكتشفَت بعثةٌ ألمانيّةٌ، عام 1955، بقايا معبد يرجع إلى العصر الآشوري الأوّل، إضافةً إلى مصنوعاتٍ عظميّةٍ وعاجيةٍ وكؤوس لها قواعد مُتقَنة الصّنع من العهد الآشوري الأوسط، وعلى أدواتٍ خزفيةٍ من العهد الآشوري الجديد. ثم عَثَرت بلدية رأس العين أثناء عمليات حفر كانت تقوم بها على تمثالٍ من الحجر البازلتي الأسود، طوله متران وله لحية طويلة، يعود إلى العهد الآشوري. ومن المُكتشفات الأثريّة المُهمّة، الهيكل الملكي الذي بناه الملك الآرامي كابارا بن قاديانو، إذ عُثِرَ على إسم هذا الملك على أحد الجدران المُكتشفة. وعُثِرَ أيضًا على جدارٍ له خمس دعائم مربّعة الشّكل وأكثر من مائة لوحةٍ صخريةٍ تعود إلى العهد السّوباري، تدلّ على أنّ إنسان رأس العين كان قد تقدّم في أساليب حياته التي تقوم على الزراعة، كما استطاع صنع أوانٍ فخاريةٍ متقنة ذات ألوان متعدّدةٍ لامعةٍ. وعَرَف هذا الإنسان كيف يصهر النّحاس ويصنع منه أدوات مختلفة، أو صنع تماثيل صغيرة من الطّمي المحروق تُمثّل سيدات أعضاؤهن ممتلئة. وأجمل ما أظهرته المُكتشفات، أدوات صيد الوحش وصور العربات التي يجرّها حصانان ويركبها محاربان، وصور المعارك التي تدور بين إنسان رأس العين والأُسُود والحيوانات المفترسة. واشتهر سكّان رأس العين بصناعة السّكاكين والفؤوس والصّحون والأقداح الخزفية. كما اشتهرت نساء رأس العين بتزيين أنفسهن بالجواهر والحُلي واللّؤلؤ. فقد عُثِر على خواتم مرصّعة بالأحجار الثّمينة وأساور ذهبيّة. ومنذ عام 1962 انتبه الناس لظهور فوهةٍ صغيرةٍ يتدفّق منها ماء أخضر، على بعد ستّة كيلومتراتٍ من رأس العين. ومنذ ذلك الوقت ظلّت تلك الفوهة تتّسع، وظلّ تدفق المياه الكبريتية في ازديادٍ حتّى صارت الفوهة بحيرة صغيرة وصار النّبع يعطي 43200 متر مكعب/ساعة. وتبلغ درجة حرارة هذا النبع المُسمّى بعين الكبريت 27 درجة مئوية وهو يحدث شلالات أخّاذة عند مصبّه. وعين الكبريت ما هي إلاّ حفرة دائرةٍ كبيرةٍ، يتفجّر منها ماء أخضر زاه يدور حول نفسه بقوّةٍ عظيمةٍ، حتّى يبدو وكأنه يغلي قبل أن يفور ويندفع خارج إنائه التّرابي الأحمر، منطلقًا في مجرى متعرّج شديد الإنحدار، تتصدّره صخور بيضاء، ثم ينتهي في بحيرةٍ صغيرةٍ يتشكّل عندها شلال جميل ومتّسع. وسرعان ما تمتزج مياه النبع الكبريتية بالمجرى العام لنهر الخابور. ويقدّر بعضهم عمق هذا النبع بمائتي متر وأكثر، وبعضهم يدّعي أنّه ليس له قرار. أمّا غزارته فقد بلغت 458 م مكعب/ ثانية. ولهذا، فَعين الكبريت بالمقارنة مع الينابيع الموجودة في سورية تُعتبر مصدرًا عملاقًا لمياهٍ معدنيةٍ نادرة الوجود في المنطقة. وهي أيضًا من الينابيع المعدنية الضخمة في العالم، مياهها دافئة وهي نافعة صحيًا. ومن المُعتاد أن يستحمّ الناس بها عند نهاية المجرى المُنحدر من العين، حيث تتشكّل بحيرة صغيرة قليلة العمق، هادئة المجرى نسبيًا، تزدحم بالرّاغبين في العلاج الطّبي بواسطة المياه المعدنية، حيث أثبتت التّحاليل التي أجرتها وزارة الصّحة أن المياه الكبريتية الموجودة في رأس العين تصلح لمعالجة الكثير من الأمراض الجلدية والرّئوية. |
رجم الملفوف يقع هذا المعلم الأثري غربي الدوار الرابع في جبل عمّان بالأردن. وهو عبارة عن برج أقيم في العصر الحديدي. وهو كباقي الأبراج العمونية التي أحاطت بعمّان، كان يهدف إلى مراقبة تحركات الأعداء لحماية عاصمتهم "ربة عمون"، اسم عمّان قديما. وقد بني من الحجارة الصوانية الصلبة وجاء بشكل دائري ويرتفع أربعة أمتار. سمي بالملفوف لشكله الدائري. وأوضحت الحفريات الأثرية أن البرج كان يتألف من طبقتين أو ثلاث وكان له مدخل رئيس وفيه أربع غرف بدون سقف. |
زويـلة هي مدينةٌ ليبيّةٌ صحراويّة في منطقة فزّان، إلى الجنوب الشّرقي من سبهَا، قائمة في واحةٍ من النخيل . كانت في القديم على طريق مدن القوافل، وأحد مراكز التّجارة مع إفريقيا. تحدّث عنها أهل السّيَر، فقالوا إنّها غير مسوّرة في وسط الصّحراء، وهي أوّل حدود بلاد السودان . وكان فيها جامع وحمّام وأسواق. وكان بها خيل وبساط للزّرع يُسقى بالإبل. ولمّا فتح عمرو بن العاص "بَرقَة"، بعث عقبة بن نافع حتّى بلغ زويلة، فصار ما بينها وبين بَرقَة للمُسلمين. وذكروا أنّه كان لأهل زويلة حكمةً في احتراس بلدهم، وذلك أنّ الذّي عليه نوبة الإحتراس منهم، يعمد إلى دابّة فيشدّ عليها حزمةً كبيرةً من جريد النّخل، ينال سعفها الأرض، ثم يدور بها حوالى المدينة؛ فإذا أصبح من الغد، ركّب ذلك المُحترس ومن تَبِعه على جمال السّروح وداروا على المدينة. فإن رأوا أثرًا خارجًا من المدينة، اتّبعوه حتى يدركوه أينما توجّه، لصًا كان أو عبدًا، أم أمةً أو غير ذلك. ومن زويلة كان يُجلَب الرّقيق إلى ناحية إفريقيا، فتتمّ مبايعتهم بثيابٍ حمر. صُكّت الدّنانير الذّهبية في زويلة أيّام ازدهارها واستقلالها، في الفترة التّي حكمها الهواريّون خلال الحكم الفاطمي. وبعد زوال الفاطمييّن، ارتبطت زويلة بالمُرابطين والموحّدين والحفصييّن. وخلال هذه الحقبة، أضحت مدينة كبيرة لها مسجد وأسواق وحمّامات. وما يزال في زويلة قلعتها التّاريخية وجامعها العتيق ومقابر على الطّراز البيزنطي. ويقولون إنّها تضمّ رفات عددٍ مِن الصّحابة الفاتحين أيّام الفتح الإسلامي. وبزويلة قبرُ دعبل بن علي الخُزاعي الشّاعر المشهور. |
سوسة تقع مدينة سوسة على الساحل التونسي وهي ثالث أكبر مدينةٍ في تونس . ومن مينائها http://www.al-hakawati.net/arabic/ci...s/city111a.jpgيُصدَّر الإنتاج الزراعي لمنطقة السّاحل والملح من السّبخات. تمتدّ هذه المدينة النشطة والحيوية جزئيًّا على شاطئٍ رمليٍ طويل وجميل مع تواجد الفنادق الحديثة فيه. بُنِيَت سوسة فوق مدينةٍ فينيقيّةٍ قديمةٍ وكانت نقطةً تجاريةً للفينيقييّن القادمين من صور والقاصدين إسبانيا. ثم أقام فيها الرّومان والبيزنطيون فالعرب. أعيد بناؤها أكثر من مرّةٍ، أوّلاً مع بني الأغلب في القرن التّاسع، ثم فيما بعد الحرب العالمية الثانية. للمدينة عدّة بوّابات، وفيها المسجد الكبير والرّباط الذي هو عبارة عن قلعة حصينة بناها المسلمون الأوائل للدفاع عن مناطقهم. كذلك توجد في المدينة القصبة المُحاطة بالأسوار وقلعة القبة وبعض المعالم الأثرية الرومانية والقرطاجية والبيزنطية والمسيحيّة.http://www.al-hakawati.net/arabic/ci...es/city111.jpg صنفتها منظمة اليونيسكو مدينة تراثية عالمية عام 1988 |
شالة ورد ذكر موقع شالة المغربي الأثري عند المؤرخين القدامى كمدينة صغيرة تقع على نهر يحمل اسم "سلا " والذي يطلق عليه حاليا اسم وادي أبي رقراق. وفي العهد الإسلامي، أصبحت هذه التسمية مقتصرة على المدينة الحديثة الواقعة على الضفة اليمنى للوادي، أما الموقع فبدأ يحمل اسم شالة. يرجع تاريخ "شالة" إلى القرن السابع أوالسادس قبل الميلاد. ويبدو أن المدينة قد ازدهرت تحت حكم الملوك الموريين خاصة خلال عهدي الملكين يوبا وابنه بطليموس، حيث جهزت بعدة بنايات عمومية جسّد جلها التأثير الهليني والروماني، وكما سكّت نقود تحمل اسمها. شهدت المدينة ابتداء من سنة 40 م تحولاً جديداً تحت الحكم الروماني، حيث تميزت بتغيير في مكوناتها الحضرية بإنشاء الساحة العمومية والحمامات والمعبد الرئيس وتحصينها بحائط متواصل امتد من الساحل الأطلسي إلى حدود وادي عكراش. وفي سنة 144م أحيطت المدينة بسور دفاعي، لتبقى خاضعة للاحتلال الروماني حتى أواخر القرن الرابع أو بداية القرن الخامس الميلادي. حدود المدينة القديمة ما زالت غير معروفة، إذ لم يتم الكشف لحد الآن إلا عن الحي العمومي. هذا الأخير ينتظم بجانبي شارع رئيس (الديكومانوس ماكسموس) مرصّف ينتهي في جهته الشرقية بالساحة العمومية (الفوروم). أما بشمال غرب الساحة، فيوجد معبد مكون من خمس مقصورات تبرز التأثير المعماري الموري. وقد كشفت الحفريات جنوب الديكومانوس عن حوض الحوريات ومخازن عمومية وحمامات. أما بشماله فقد ظهرت بقايا المعبد الرسمي (الكابتول) وهو بناية ضخمة بني جزء منها فوق صف من الدكاكين المقببة، فتعلو بذلك فضاءً واسعا يضم كلا من قوس النصر ودار العدالة التي لم يتبق منها إلا أجزاء من الواجهة الرئيسة. |
شفشاون تتسم مدينة شفشاون المغربية بالسمات الجبلية ذات التضاريس الصعبة والانحدارات المفاجئة والأودية المنخفضة والانكسارات الحادة. عرفت المدينة وجود الإنسان منذ العصور القديمة، كما عرفت وصول الفاتحين العرب كموسى بن نصير الذي بنى مسجداً له بقبيلة بني حسان شمال غربي شفشاون، وكذلك طارق بن زياد الذي لا يزال مسجده يحمل اسمه بقرية الشرفات (قيادة باب تازة). فمنذ الفتح الإسلامي للمغرب، أصبحت هذه المنطقة مركزاً لتجمع الجيوش العربية. وفي عهد الأدارسة في القرن التاسع، أصبحت المنطقة تحت حكم عمر بن إدريس الثاني الذي جعل من تيكساس عاصمة لإمارته. كما عرفت المنطقة وقوع حروب ونزاعات مختلفة حتى تأسيس مدينة شفشاون في 876هـ/1471م على يد مولاي علي بن راشد، لإيقاف الزحف البرتغالي على المنطقة. تحتضن المدينة العتيقة لشفشاون مجموعة مهمة من المباني التاريخية التي تعكس إلى حد كبير الطابع التاريخي والحضاري الذي تكتسيه المدينة ومنها: القصبة . تؤكد المصادر التاريخية أن اختطاط المدينة كان في الجهة المعروفة بعدوة وادي شفشاون في حدود 876هـ/1471م، على يد الشريف الفقيه أبي الحسن المعروف بابن جمعة. وقام من بعده ابن عمه الأمير أبو الحسن علي بن راشد باختطاط المدينة في العدوة الأخرى، فبنى قصبتها وأوطنها بأهله وعشيرته. تقع القصبة في الجزء الغربي للمدينة، وتعتبر نواتها الأولى. وهي من الناحية المعمارية، محاطة بسور تتوسطه عشرة أبراج. وتجسد طريقة بنائها النمط الأندلسي في العمارة. يحتوي الفضاء الداخلي للقصبة على حديقة كبيرة مزينة بحوضين، في حين يحتل المتحف الاثنوغرافي الجزءَ الشمالي الغربي من القصبة. ويرجع تاريخ بناء المبنى الذي يأوي المتحف إلى نهاية القرن 11هـ/17م. وقد بناه علي الريفي والي السلطان مولاي إسماعيل على المنطقة. ويتخذ المبنى تصميم المنازل التقليدية المغربية التي لها ساحة داخلية مفتوحة تتوسطها نافورة مائية محاطة بأروقة وغرف بالإضافة إلى طابق علوي. ساحة وطاء الحمام. تعتبر ساحة وطاء الحمام ساحة عمومية بالمدينة العتيقة نظراً لمساحتها التي تبلغ 3000م2. كما أنها قطب المدينة التاريخي والسياحي باعتبار كل الطرق تؤدي إليها. صممت الساحة في البداية لتكون مقرا لسوق أسبوعي، يؤمه سكان الضواحي والمدينة. وتغيرت وظيفة الساحة حاليا من سوق أسبوعي إلى ساحة سياحية واحتلت المقاهي مكان دكاكين البيع، كما زينت الساحة بنافورة مياه جميلة. المسجد الأعظم. يقع المسجد الأعظم في الجهة الغربية للقصبة. بناه مولاي محمد بن علي بن راشد في القرن 10هـ/16م. يحتل مساحة تقدر بـ 130م2، كما تتوفر له كل المرافق المعمارية من صومعة وساحة داخلية مفتوحة تتوسطها نافورة وقاعة للصلاة ومدرسة لتعليم القرآن. ويخلو المسجد الأعظم من الزخرفة، ماعدا في مدخله الرئيس، والصومعة ذات ثمانية أضلاع. حي السويقة. يعتبر هذا الحي ثاني أقدم تجمع سكني بني بعد القصبة. ضم في بدايته ثمانين عائلة أندلسية قدمت مع مولاي علي بن راشد. سمي الحي بهذا الاسم لوجود قيسارية بنيت فيه في أواخر القرن الخامس عشر. ويضم هذا الحي أهم وأقدم البيوتات الموجودة بمدينة شفشاون التي ترتدي لونا أبيض ممزوجا بالأزرق السماوي خاصة. وتعتبر النافورة الحائطية الموجودة بأحد دروب القيسارية، من أهم نافورات المدينة نظراً للزخرفة التي تزين واجهتها. حي ريف الأندلس. بني هذا الحي على أساس إيواء الفوج الثاني من المهاجرين الأندلسيين الذين قدموا إلى مدينة شفشاون سنة 897هـ/1492م. يتشابه هذان الحيان من حيث التصميم. غير أن حي ريف الأندلس مختلف عنه فيما يخص طبوغرافية الموضع التي حتّمت على ساكنيه بناء منازل ذات طبقتين أو ثلاث، مع وجود أكثر من مدخل. حي العنصر. يعتبر باب العنصر الحد الشمالي الغربي لسور المدينة الذي عرف عدة إصلاحات في بنائه، سيرا مع التوسع العمراني للمدينة. فالمهاجرون القادمون من الأندلس لم يحافظوا على المعايير الأصيلة في بنائهم لهذا الحي، سيما في برج المراقبة الذي يختلف شكلاً في بنائه عن حي السويقة. أضف إلى هذا أن برج المراقبة الحالي الذي يتوسطه سور الحي، ليس سوى ترميم عصري للبرج القديم الذي بني على نمط مثيله الواقع بحي باب العين، والذي يذكرنا هو الآخر في عمارته بأبراج غرناطة. حي الصبانين. يقع هذا الحي على طول الطريق المؤدية إلى رأس الماء. يضم الحي مجموعة من الطواحين التقليدية التي كانت تستعمل لطحن الزيتون. كما يوجد به فرن تقليدي يجاور القنطرة. منبع رأس الماء. يشكل منبع رأس الماء أساس بناء مدينة شفشاون. فهذا المنبع كان ولا يزال المزود الوحيد للمدينة بالمياه الصالحة للشرب والزراعة أيضا. |
صبراتة تقع مدينة صبراته التاريخية على بعد 67كم غرب العاصمة اللّيبية طرابلس، على ساحل البحر الأبيض المتوسّط، وسط وشاحٍ أخضر، تلتقي عنده نهايات سهل جفارة الفاصل بين حواف الجبل الغربي ومياه المتوسّط. وعلى بعد كيلومترٍ واحدٍ من شوارع المدينة .عماراتها وحركتها الدّائبة، تجثم، بجلالٍ وسكينةٍ، آثار صبراته الفينيقيّة الرّومانية بجدرانها الدّهرية الفخمة ومدافنها الفينيقية وأعمدتها المرمريّة ومسرحها الفخم المُرمّم وممرّاتها المرصوفة، متحدّيةً عاديات الزّمن، وشاهدةً على ما عرفته المنطقة من حضاراتٍ ودولٍ وعصورٍ ومواسم. فالأضرحة الفينيقيّة تتجاورُ مع الآثار الرّومانية الهائلة المُتجهّمة التي تحملُ الكثير من قسمات الرّومان أنفسهم. وتنبىء عن الطّينة التي خبزوا منها، مثلما يشي موقع المدينة السّاحر والإستراتيجي بمدى حنكة مؤسّسيها الفينيقييّن وشاعريّتهم. http://www.al-hakawati.net/arabic/ci...es/city14a.jpg ليس ثمّة اتّفاقٍ بين المؤرّخين على تحديدٍ دقيقٍ لتاريخ تأسيس مدينة صبراته، وإن كان البعضُ يرجّح أن تكون اُسِّسَت في القرن السّادس قبل الميلاد. ويؤيّد هذا الكلام الحفريات التّي أُجريَت حديثًا بمدينة صبراته، في المنطقة ما بين الفورم والبحر، حيث وُجِدَت بها آثار فينيقيّةٌ تتمثّل في مصاطب رمليةٍ، كان الفينيقيّون يقيمون فوقها أكواخًا مؤقّتةً لفترةٍ قصيرةٍ من السّنة. وأثناء الحفريّات، وُجِدَت فوق المصاطب طبقاتٌ سميكةٌ من الرّمال. وهذا دليل على أنّ الموقع ظلّ مهجورًا لفترةٍ زمنيّةٍ طويلةٍ. وفي تلك الأكواخ، وُجِدَت جرارٌ بونيقيّةٌ، وقدور يونانيّةٌ ترجع للقرنين السّادس والخامس قبل الميلاد. وعلى جانب المدينة الفينيقيّة، بُنِيَت المدينة الرّومانية بمسرحها الفخم وبيوتها العالية وأعمدتها وأقواسها. وشكّلت هذه المدينة أحد أهمّ المراكز التّجارية على السّاحل الإفريقي لحوض البحر الأبيض المتوسّط، وإحدى المُدن الثّلاث التّي سُمّيَ بها إقليم طرابلس، وهي: لبدة الكبرى وأويا (طرابلس الحاليّة) وصبراته. ومن هذه الحواضر الفينيقيّة الشّقيقات الثلاث، سُمّيَ الإقليم كلّه: طرابلس. أمّا بالنّسبة للتّسمية، فقد وُجِدَ إسم المدينة بصيغة "صبرات" على العملة البونيقيّة الحديثة، وأحيانًا "صبراتن". وتَعني هذه العبارة "سوق الحبوب"، لذا يُرجّح بعض المؤرّخين أنّ المدينة كانت تلعب دورًا كبيرًا في المُبادلات التّجارية بين شرق وشمال المتوسّط من جهةٍ وتُجّار محاصيل المنطقة الطّرابلسية وحتّى الجبل الغربي (جبل نفوسة) وغدامس من جهةٍ أخرى. وإن كان المؤرّخ فيليب وارد يرى أنّ يونان جزيرة صقلّية هُم مَن كانوا يُصدّرون الحبوب لصبراته- لا العكس. وقد ذكر وبلينيوس الأكبر في كتابه "التّاريخ الطّبيعي" وكذلك بطليموس في كتابه "الجغرافيا" أن إسم صبراته أُطلِقَ لتحديد منطقتين: الأولى بالدّاخل، وكانت تدفع الضرائب للثّانية السّاحلية. والمصادر التّاريخية تذكر وجود آثار رومانيّة بالقرب من الجوش، القائمة في عمق البرّ. وهذا دليلٌ على سابق وجود مدينةٍ مهمّةٍ، والمصادر التّاريخية نفسها تُسمّي هذه المدينة صابريّة، وهو يشبه إسم المدينة السّاحلية "صبراته" التّي نتحدّث عنها هنا. وإذا رجعنا مع التّاريخ، نجد أنّ بداية تأسيس المدينة مُرتبط بموجة الإكتساح الحضاري الفينيقيّ لسواحل حوض البحر المتوسط. وربّما يكون من الضّروري أن نشير في هذا المقام إلى أن الفينيقييّن هؤلاء هم شعب سامٍ، كان يتركّز أساسًا ببلاد الشّام. وقد مهروا في الملاحة البحرية والتّجارة، وكانوا شعبًا وديعًا مُسالمًا، وهم مَن بنى صور وصيدا وغيرهما من حواضر بلاد الشّام. كما أسّسوا مراكز حضريّة في جُزر المتوسط، ووصلوا إسبانيا وبريطانيا. وكانوا يمرّون بمحاذاة شواطىء شمال إفريقيا ليتمكّنوا من اللّجوء إليها في حالة هبوب العواصف العاتية. ومع مرور الوقت أسّسوا عددًا كبيرًا من المُدُن على هذه الشّواطىء الإفريقية الشّمالية. كانت أبرزها: قرطاج والمدن الطّرابلسية، وجزيرة قرقنة بتونس، وقابس، وحضرموت (سوسة بتونس الآن)، وهيبو رحبيس (عنابة) وغيرها.. وهكذا نلاحظ أنّ الفينيقييّن لم يؤسّسوا هذه المحطّات فحسب، بل إنّهم أقاموا العديد منها. وكان غالبها مجرّد محطاتٍ صغيرةٍ تُقام على الشّاطىء في كلّ 30 كلم تقريبًا، وذلك خوفًا من الإبتعاد عن السّواحل ولكيّ يستريحوا من تعب السّفر ويتزوّدوا بالطّعام والماء، ويستطيعوا إصلاح سُفُنهم إن أصابها عطل. وقد لعبت تلك المحطّات، التّي أُنشئت لأغراض سوقيّة وتجارية، دور الوطن البديل الذّي هاجرت اليه موجاتٌ من الفينيقيّين بعدما اشتدّ ضغط الآشوريين في وطنهم الأصلي، حيث قام مهاجرون من صيدا بالإستيطان نهائيًا بالإقليم الطّرابلسي، ولحق بهم آخرون من صور. http://www.al-hakawati.net/arabic/ci...es/city14b.jpg يُخبرنا الشّاعر اللاّتيني سيليوس ايتاليكوس أنّ مدينة صور ومُهاجريها هم مَن أنشأوا مدينتي لبدة وصبراته، ولكنّ مَن قام بإنشاء مدينة أويا (طرابلس) هُم مهاجرون من صقلّية، من أصلٍ فينيقيٍّ. أمّا المؤرّخ سالوستيوس كرسبيوس 34-86) ق.م) الذي كان ينتمي لأسرةٍ من العامّة، وشغل منصب بروقنصل لإفريقيا الجديدة في عهد قيصر، فقد قال إنّ مهاجرين من صيدا هُم مَن أنشأ لبدة؛ وعند مقارنتنا لرأي الكاتبين، يتبيّن أنّ الكُتّاب اللاّتين كانوا يخلطون في كتاباتهم بين مدينتي صيدا وصور. وفي كلتا الحالتين، فإنّ المقصود هو أنّ صبراته والمُدن الطّرابلسية قد أسّسهما واستقرّ بهما الفينيقيّون أوّلاً. وعلى أيّة حالٍ، فإنّ مدينة صبراته لم تبلغ أوج ازدهارها إلاّ بعدما بسطت عليها قرطاجة سيطرتها، إثر تدخّلها لطرد اليونانيين الذّين حاولوا، بقيادة دوريوس، بناء مستوطنةٍ باقليم غرب ليبيا عند مصبّ وادي كنبس (وادي كعام). وظلّت المدينة قرطاجية مع نوعٍ من الحُكم الذّاتي حتى تمكّن الرّومان من تدمير قرطاج وإحراقها نهائيًا في نهاية الحروب البونيقية عام 146 ق.م، لينتهي بذلك حلم فينيقيّ بدأته مُؤَسِّسة قرطاجة أليسار، شقيقة الملك الصّوري بجماليون. أمّا على مستوى الحياة الرّوحية، فقد كانت تسود صبراته الدّيانات الشرقية التي استقدمها الفينيقيّون والمُتميّزة بتعدُّد الآلهة الأسطوريّة، وفي مقدّمة تلك الآلهة، الإلهة "تانيت بينبعل" التّي هي في الأصل الألهة "أسطرطة" إلهة القمر عند الفينيقييّن بمدينة صور. وكانت بمثابة الإلهة "هيرا"، زوجة الإله زيوس عند اليونان، وفي مقام الإلهة "يونوسيليستس" زوجة الإله جوبيتر عند الرّومان. يعتقد أحمد صقر، في كتابه "مدينة المغرب العربي في التّاريخ"، أنّ تانيت بينبعل كانت تُعبَد كإلهة للبذر والحصاد والتّناسل، ويُستغاث بها عند الولادة. وقد دلّت الحفريات التّي أُجرِيَت بمنطقة رأس المنفاخ بمدينة صبراته، في سنتيّ 1974-75م، أنّ الإلهة تانيت هي المعبود الرّئيسي بالمدينة، حيث أنّ معظم الأحجار النّذرية التي وُجِدَت بالمقبرة البونيقية، تحتوي على عظام الأطفال المحروقين والمُقدّمين قربانًا للإله "بَعل". ومن بين الأدلّة التي تُبَيّن عادةُ التّضحية بالأطفال تلك الصّورة المنحوتة على النّصب التّذكاري الموجود بتونس والذّي يمثّل كاهنًا يرتدي جبّة شفّافة وهو يرفع يديه مبتهلاً ومتضرعًا إلى المعبود "بعل" ومُقدّمًا له القرابين. وقد اصطلح علماء الآثار على تسمية الجِرار والمدافن التي تحوي عظام أطفالٍ محروقةٍ كقرابين فينيقيا بإسم "توفيت"؛ ويُؤكّد مثل هذه العبادة المؤرّخ اليوناني القديم بلوتارخ (45-125م) الذي يقول إنّ "المؤمنين الحقيقييّن كانوا لا يتردّدون في تقديم أطفالهم قرابين على مذبح الآلهة. أمّا الأغنياء ذوو العقلية الواقعيّة، فقد كانوا يقدّمون للآلهة صغار الرّقيق أو يشترون أبناء الفقراء ويستعيضون بهم عن أبنائهم قرابين". استُعيضَ لاحقًا عن تقديم قرابين بشريّةٍ بقرابين من الماعز والماشية. والدّليل على ذلك أنّ الأواني الفخارية التي اكتشفت برأس المنفاخ بصبراته كانت ملأى بعظام ماشيةٍ محروقةٍ. وقد أيّدت هذا الكلام الحفريات الأثرية وكذلك النّقوش التي وُجِدَت على الأنصاب الرّومانية في نقاوس، حيث يقول النّقش: "روح بروحٍ ودم بدمٍ وحياة بحياةٍ"؛ وهذه العبادة تعني أنّ الإله "بَعل" قد قبل التّعويض عن حياة البشر بحياة الحيوان، كما تُعدّ دليلاً على أنّ الديّانة التّوحيدية قد عَرفت طريقها إلى الفينيقيين في آخر عهودهم أيضًا. حين بَسَط الرّومان سيطرتهم على المدينة، بالغوا في بناء مبانٍ ضخمةٍ، مازال بعضها قائمًا حتّى الآن بصبراته، كالمسرح ومعبد الفورم والأقواس الفخمة التي تُذكّر بقوس ماركس أورليوس بطرابلس. وعرفت المدينة ازدهارًا شديدًا على المستويين الفكري والتّجاري. وقد سَجّلت لنا وثيقةٌ الصّراعات الفكرية بين رومان صبراته، في كتاب المُطارحات الشّهير: "دفاع صبراته"؛ فحين وصل الفاتحون أبواب صبراته، فتحت لهم ذراعيها بكلّ حُبٍ. وتُحدِّثُنا كتب المغازي بأنّ أهالي هذه المدينة فتحوها للمُسلمين صلحًا من دون قتالٍ، ربّما لأن الأرض تحنّ إلى أهلها. فهذه المدينة العربية الفينيقية رأت في الفتح الإسلامي عودةً إلى الأصل وخلاصًا من براثن الرّومان. بعد عدّة قرونٍ من صراعات دول شمال إفريقيا الإسلامية، أصاب المدينة تهميشًا، بعدما نهضت مدنٌ أخرى في الدّواخل، كانت أكثر أمنًا وأبعد عن طارقي البحر وغزاته ومُغامريه. فتآكل الكثير من أحياء المدينة وحلّ بالبعض الآخر الخراب، وذلك لطبيعة المواد التي استُعملَت في البناء ومعظمها من الحجر الجيري المُغطّى بطبقةٍ من الجبس (السّتوكو). فكانت طبقة الجبس تتآكل مع الزّمن لتنهار ومعها المباني، ويتحول الكلّ إلى أكوامٍ من الحجارة والأعمدة المنهارة أو المتصدّعة. وقد ذكر الرّحالة اليعقوبي، في أواخر القرن الحادي عشر الميلادي، أنّه مرّ بصبراته وأنّ بها مباني وتماثيل فخمةٍ. أمّا التيجاني فقد مرّ بها في القرن الرّابع عشر ووصف أعمدة الرّخام والمباني بقوله: "وبهذه المدينة آثار قديمة وأعمدة مرتفعة من الرّخام قائمة إلى الآن لا بناء يكنفها، وَوُجِدَت ساريتان منها متجاورتان على شكلٍ واحدٍ، وكلّ واحدةٍ مؤلّفةٍ من أربع قطعٍ في غاية الفخامة والإرتفاع وحُسن الصّنع". كما وَصَف آثار صبراته الكثير من الرّحالة الأوروبييّن في القرن التّاسع عشر، مثل "بارت" الذي تحدّث عن المسرح والأعمدة والأقواس. وقد رأى أيضًا رصيف الميناء وتمثالين من الرّخام، أحدهما لامرأةٍ ذات جسمٍ متناسقٍ. كما وصفها الرّحالة "فون مالتزان" ووصف المسرح الدائري والتّماثيل والميناء وبعض الأبنية البيزنطيّة المتأخّرة. ومع الإحتلال الإيطالي لليبيا عام 1911م، قرّرت الحكومة الإيطالية تكليف بعثةٍ من كبار المؤرّخين وعلماء الآثار بالبحث عن الآثار الرّومانية بصبراته وغيرها من المُدن اللّيبية. وبدأت الحفائر المُكثّفة بصبراته من سنة 1923 إلى 1936، وأدّت إلى اكتشاف وترميم معظم مباني وشوارع ومسرح ومدافن المدينة القائمة حتّى الآن. ربّما تكون هذه هي الحَسنة الوحيدة التي تركها الطّليان بليبيا، وإن كانوا نهبوا الكثير من الآثار ثم رمّموا الضّريح البونيقي الشّهير، العائد للقرنين الثّالث والثاني قبل الميلاد، والذي هو مسلّة شاهقة تُرى مع المسرح من عدّة كيلومتراتٍ. وإلى جانب مدينة صبراته الأثرية، تقف الآن ثانيةً المدينة الحديثة بشوارعها وعماراتها ونخيلها وزيتونها؛ فأرضها شديدة الخضرة تمتدّ حتّى دحمان وحرمان شرقًا وجبار والعجيلات وسوق العلالقة جنوبًا. http://www.al-hakawati.net/arabic/ci...ges/city14.gif |
عقرا (المعروفة أيضا بتاكري) عقرا بلدة صغيرة تقع على سفح الجبل المعروف باسمها. وعقرا هي تسمية بلغة العراق القديمة السريانية وتعني الجذر او اسفل الجبل. لها منظر خلاب سكنها السريان الآشوريين واليهود منذ قديم الزمان وشاركهم الاكراد في الأزمنة المتأخرة, عرف أهلها الاصليون بممارسة مهنة الحياكة والصياغة التي ما زال البعض منهم يزاولها فى الموصل وبغداد ويبرعون بها, هجرها اليهود عام 1949 وبدأت هجرة الآشوريين منها بعد عام 1961 نتيجة الضغوطات التي مورست بحقهم مما تسبب في هجرتهم الى تركها نهائيا .وكان في القرية مقر للمطرانية الذي أغلق نهائيا بسبب تلك الهجرة. وباتت عقرا التي تقع شمال غرب العراق بعد ان سكنها الاكراد تعرف بـ "تاكري" وتتبع اليوم محافظة دهوك بعد ان كانت تابعة لمحافظة نينوىوبهذا أصبحت تابعة لمنطقة الحكم الذاتي الكردي. كانت تسمى هذه المنطقة قديما بحسب المخطوطات العراقية القديمة التي دونت باللغة السريانية وبحسب الرحالة العرب بـ (مركا) ومعناها (المرج). اعتنق سكان عقرا الديانة المسيحية منذ القرن الثاني، وتشهد على ذلك كنائسها واديرتها، ومن اهمها دير (بيث عابي) وكنيسة السريان الأرثوذكس المنقورة في الصخر في اعلى قلعة عقرا. ونتيجة قدوم البعثات التبشيرية الاوربية للمنطقة غير السريان الاشوريين في عقرا مذهبيهم العراقيين (النسطوري واليعقوبي) ليعتنقوا المذهب الاوربي الفاتيكاني (الكاثوليكي) وسموا من وقتها بـ (الكلدان) وتأسست بعدها اسقفية كلدانية عام 1833 وتولى ادارتها المطران مار اوراها. وبلغ عدد سكانها في عهده ما يقارب 17 الف نسمة. قلعتها الأثرية توجد في عقرا قلعة اثرية شامخة تطل على المدينة ، وقد بنيت على لفحها مئات الدور بحيث تشكل طرازاً معمارياً فريداً من نوعه. وهي قديمة جداً قدم تاريخها . جزء من القلعة صخري والبقية ترابي. وهي مربعة الشكل طول ضلعها 110 أمتار وبذلك تكون مساحتها 12,100 متر مربع. كما يوجد على مقربة من البلدة بقايا وخراب دير مار قرياقوس فهو الدير الذي يطل على قرية برتا الآشورية والتي تبعد مسافة عشرين كيلومترا عن عقرا ولا زالت المئات من عوائلها تعيش في المدن العراقية المختلفة وقسم اخر في المهجر. هذا والجدير ذكره انه تكثر في هذه المنطقة والاقضية المجاورة لها الاثار والمنحوتات الاشورية التي اكتشفها عالم الاثار البريطاني الشهير هنري لايار. اما اجمل ما في عقرا منظرها القائم على منحدر قلعتها الأثرية. ويشبه هذا الجبل بتكوينه الطبيعي مدرجاً رومانياً، فيخال للناظر إليها من بعد أنها تتكون من طبقات بعضها فوق بعض تطل على واد فسيح بساتينه تزدان بالأزهار وأشجاره مبدعة بالثمار فإذا ما مد الشتاء رواقه لبس الجبل المذكور ثوبا قشيبا من الثلوج .. وفيها من الفواكه اللذيذة والأشجار المثمرة الكثيرة ما يفيض عن حاجاتها فتمون بها مدينة الموصل والقرى الملحقة بها .. وبطيخها من أجود أنواع البطيخ في العراق وتينها مشهور بنكهته وحلاوته.. اما الأرز الذي تجود به تربتها فقد نال شهرة واسعة في عموم العراق. في سنة 533 ق.م حصّنها الأمير "زه ند" تحصيناً جيداً وأجرى إليها الماء من نبعِ يسمى "كانيا باشاى" على السفح المقابل للجهة الشمالية للقلعة وذلك بواسطة القاعدة الفيزياوية الأواني المستطرقة حيث تم حفر قناة في الصخر رُبطت بواسطة أواني فخارية وتم دفنها بالطين حتى لا ينفذ منها الماء . ويصب هذا الماء داخل أحواض أو صهاريج موزعة على سطح القلعة استُخدم البعض منها لخزن المياه والبعض الأخر لخزن الحبوب. وقد صممت على أشكال هندسية مخروطية ومطلية بطبقة من الجيبسوم والشيل أي الكلس. ومن طبيعة هذه المادة هي امتصاص الرطوبة فتبقى باردة جافة فتحافظ على المواد المخزونة لفترة من الزمن. كانت المنطقة العلوية من القلعة خاصة بسكن الأمير وحاشيته. أما الجزء السفلى فهو للرعية. ويوجد ممر محفور داخل الصخر بشكل هندسي مقوس لكي يتحمل ثقل الصخور بطول 15 متر وعرض 4 أمتار. وتحتوي الغرفة الصخرية على ثلاث فتحات لدخول الضوء والتهوية. وهي محفورة بشكل مخروطي إلى الخارج لتوزيع اكبر كمية من الضوء داخل الغرفة. http://www.al-hakawati.net/arabic/Ci...histcity22.jpg في الجهة الشرقية من القلعة زندان، وهو عبارة عن نفق طويل محفور من الصخر الصلد باتجاه وسط القلعة بطول 44 متر وبارتفاع 6-8 أمتار. وهذا النفق ذو مرحلتين: الأولى واسعة بطول 25 متر وعرض 9 أمتار وتنتهي بدرجات تؤدي إلى نفق آخر ذي ممرين بطول 5 أمتار وارتفاع متر واحد يؤديان إلى فسحة وممرِ بمستوى أعلى من سطح الفسحة وبشكل متعرج. أما باب الزندان فهو على شكل راس صقر وأمامه موقع للحراسة .. وفي بداية الزندان في الربع الأول منه توجد في السقف فتحة للتهوية ومرور الضوء من جهة ولإنزال الماء والمواد الغذائية على شكل وجبات للمذنبين المسجونين داخل الزندان الرهيب. وقد تمت عمليات الحفر في حينها في الصخور بواسطة محلول حامضي يحتمل أنه كان حامض الخليك الذي يعمل على تفتيت الصخور. ولقلعة ئاكرى الأثرية بابان رئيسان يؤديان إلى قلعة الباب الأول الجنوبي ويطل على المدينة، والباب الشمالي يطل على الجبال وبساتين الأمير. والى يومنا هذا يسمى ذلك البستان ببستان الأمير. كانت القلعة محصنة ومسورة من جميع الاتجاهات ولا زالت آثار السور شاخصة إلى يومنا. وفي الجهة الشمالية يوجد خندق كثير الثلوج في الشتاء يسمى محليا "جالا به فرى" لاستعمالها في فصل الصيف . وتوجد عدة نقاط للحراسة في جميع اتجاهات القلعة. وبمرور الزمن أهمل أمر القلعة. وفي سنة 1133م شن عماد الدين الزنكي هجوما عسكريا على ئاكرى واحتل قلعتها الأثرية وهدم سورها بسبب مساندة أبناء ئاكرى الحميديين للخليفة العباسي المسترشد بالله . وحين تولى السلطان حسين الولي بن السلطان حسن بك زمام حكم إمارة بادينان سنة 1534م اهتم بتنظيم أمور بلاده. وكانت أيامه اخصب أيام الحكام البادينيين إنتاجا فكريا وعمرانيا واقتصاديا .. وفي سنة 1550م حصّن قلعة ئاكرى بالمقاتلين الأشداء وأجرى إليها الماء ثانية وجدد بناء سور قلعتها وزين الباب المطل على المدينة بلوحة مرمرية كتب عليها تاريخ تجديد القلعة وتتضمن خمسة عشرة سطرا .. واللوحة المذكورة موجودة في لندن الان استولى عليها الإنكليز بعد نهاية الحرب العالمية الاولى. للقلعة نفق سري لم يهتد إليه أحد إلى يومنا هذا. وفي سنة 1842 هاجمت القوات العثمانية المدينة التي قاومتها طيلة ثلاثة اشهر فضربت تلك القوات قلعتها بالمدفعية ولكن بدون جدوى. ولولا خيانة عدد من المقاتلين المدافعين عن القلعة لما استسلمت ئاكرى. ولما تمت للقوات الغازية السيطرة على القلعة أمر حافظ باشا قائد قوات الغزو بهدم سور القلعة. وتعتبر تلك السنة سقوط الإمارة البادينية. تاريخها ألسحيق إذا أردنا أن نتعرف بتاريخ عقرا العراقية الغابر السحيق، علينا أن نقلب صفحات التاريخ إلى الوراء حتى زمن سحيق. ففي الحقبة التي كانت تغمر منطقة الشرق الأوسط بأكملها مياه بحر هائل أطلق عليه العلماء بحر تيثيس، وبعد انحسار مياه هذا البحر شيئا فشيئا، برزت عقرا إلى الوجود. كانت هناك أصداف متكلسة من حيوانات حاملات الثقوب، ذات أشكال هندسية جميلة، عثر عليها في مناطق بحرية مختلفة يعود تاريخها إلى اكثر من 420 مليون سنة.. وعدد أنواع حاملات الثقوب ثلاثين ألف نوع. وهي معروفة في بيئات مائية مختلفة، غير أنها تفضل العيش في مياه البحر الضحلة. وفي قضاء ئاكرى توجد متحجرات كثيرة لهذه الأحياء يظن العلماء إنها هي التي كوّنت النفط العراقي. يعود تاريخ أنشائها إلى العصر الطباشيري أي بداية ظهور القرى والمدن في العالم .. ولعل الاكتشافات التي يقوم بها العلماء الاثاريون مستقبلا تزيح الستار عن شئ كثير من تاريخ هذه البلدة التي هي من اقدم مدن العراق قاطبة. تقول أسطورة قديمة إن طائراً غريب الشكل حط فوق قمة جبل ئاكرى. وبعد مغادرته بفترة وجيزة انفجر بركان هائل وانسابت سيول من أعلى القمة لتغمر السفوح والوديان بمياه يطفو فوقها اللهب المستعر. وعند هدوء البركان تكوّنت مغارات تسطع بالماس والذهب وتتناسق في الوديان أشجار الخوخ والرمان والتفاح وتنبثق مئات الينابيع الباردة العذبة .. وتبدأ حياة جديدة مفعمة بالخير والبركة .. وتصدق نبوءة عرافة عجوز قالت يوما: إن وجه المنطقة سيتغير وإنها ستغتسل من آثامها وتتطهر مما علق بها من معتقدات خرافية تستوجب وأد كل فتاة تولد سمراء. وفعلا منذ ذلك الزمان اخذ وجه ئاكرى يتغير وتكتسب سماء وجمالية وبهاء. والعقر (تاكري) أيضا قلعة حصينة في جبال الموصل وهي شرقي الموصل تعرف بعقرة الحميدية. وان كل فرجة بين شيئين فهو عقر. فلا يستبعد أن تسمية هذه البلدة اقتبست من هذا المعنى لاسيما أنها تقع بين جبلين. وفي رواية أن ألاسم الكردي لعقرا هو "تاكري" وهو مشتق من "ئاكر" بالكردية بمعنى النار .. والعقر واقعة على منحدر الجبل بنيت على لفح قلعتها الأثرية وتطل على واد فسيح فيه الحدائق الغنية المحتوية على أنواع الفواكه والأشجار. ولكثرة خياراتها كانوا يسمونها "كجك استانبول". وهي تبعد عن شمال شرقي الموصل 64 ميلا.. وفي الجهة الشرقية الجنوبية من هذه القصبة شلال يتدفق منه الماء بغزارة وارتفاع فينشأ منه ما يسميه الأهلون "سى به" وارتفاعه ثلاثون مترا .. وقد عدها بعض المؤرخين من بلاد المرج. |
عنجر تُعتَبَر مدينة عنجر اللبنانية الأثرية الواقعة على بُعد 8 كيلومتراتٍ من زحلة نموذجًا لما كانت عليه المحطّات التجارية الكبرى التي يتحدّث عنها التاريخ القديم والوسيط. فقد أُقيمَت على مقربةٍ من أحد أهمّ منابع أو عيون نهر اللّيطاني في موقعٍ مُميّزٍ على خارطة الطّرقات التي كانت تشقّ البقاع في الأزمنة القديمة والوسيطة. وعلى الرّغم من موقعها المُميّز هذا، تختلف عنجر اختلافًا أساسيًا عما سواها من المواقع والمدن الأثرية الأخرى في لبنان .http://www.al-hakawati.net/arabic/Ci...istcity15a.gif فعلى عكس صور وصيدا أوبيروت وجبيل أو طرابلس وبعلبك التي شهدت تسلسلاً تاريخيًا مُتواصلاً منذ إنشائها حتى اليوم، تعاقبت فيه الحقب والثقافات بشكلٍ قلّ مثيله، فإنّ عنجر تبدو وكأنّها منشأة عابرة، لم تعش أكثر من بضع عشرات من السّنين في بدايات القرن الثّامن للميلاد. وبإستثناء مسجد بعلبك الأثريّ الكبير الذي بُنِيَ في الفترة عينها، فإنّ عنجر تُشكّل الموقع اللّبناني الوحيد الذي يعود تاريخ إنشائه إلى العصر الأموي، تلك الحقبة الزّاهرة في تاريخ الحضارة العربيّة. يُشكّل موقع عنجر عقدةً رئيسةً تلتقي عندها الطّرق التي كانت تصل مناطق سورية الشّمالية بشمال فلسطين وتلك التي كانت تصل الساحل بغوطة دمشق. وقد أسهم في ازدهارها في العصور القديمة والوسيطة، وما يزال، وجود عين تتفجّر عند سفوح جبال لبنان الشرقية، وهي العين التي أعطت المدينة اسمها الحالي. فقد أُطلِقَ على تلك العين إسم "عين جرا" نسبة إلى "جرا"، وهي حصنٌ قديمٌ وُرِدَ ذكره في أيّام حكم خلفاء الإسكندر المقدوني، أي في غضون ما يُسمّى بالعصر الإغريقي أو "الهلنستي". دام حكم بني أميّة الذين أسّسوا أوّل سلالةٍ وراثيّةٍ حاكمةٍ في الإسلام زهاء مئة سنةٍ، إذ استمرّوا في الحكم من 660م حتّى 750م. وبفضل عددٍ من الخلفاء العظام، اتّسعت حدود الدولة الإسلامية حتّى بلغت السّند شرقًا وجنوب فرنسا غربًا. بيد أن الخلفاء الأمويين، وعلى الرغم من انشغالهم بإدارة شؤون إمبراطوريتهم، فقد أبقوا على الأواصر التي كانت تربطهم بالقبائل البدوية التي كان لها شأن كبير في بسط سيطرتهم على تلك الأصقاع الواسعة، فكانوا يغادرون العاصمة دمشق، ولا سيّما في أيام الربيع، لقضاء بعض الوقت على تخوم بادية الشام، متنقّلين بين تلك القبائل. http://www.al-hakawati.net/arabic/Ci...istcity15b.gif ورغبةً في البقاء على اتّصالٍ بهذه القبائل، أقام الخلفاء على تلك التّخوم مضارب صيد واستجمام، ما لبثت أن تحوّلت إلى مستقرّاتٍ مشيّدةٍ بالحجر، تلعب دورًا مُتشعّب الوجود. فكانت تلك المنشآت قصورًا وقلاعًا من جهةٍ، ومراكز إنتاجٍ زراعيٍ وتجارةٍ من جهةٍ أخرى، من شأنها استجلاب البدو إلى التّحضر والإستقرار. في هذا الإطار الحضاري وفي ظلّ تلك السياسة التي انتهجها خلفاء بني أمية، أمر الخليفة الوليد بن عبد الملك بإنشاء مدينة عنجر المُحصّنة على بُعد نحو كيلومترٍ واحدٍ إلى الجنوب الغربي من النبع المعروف بـ"عين جرا". ولتنفيذ مشروعه، استعان الخليفة بعددٍ من المهندسين والحرفييّن والصنّاع البيزنطيين والسوريين العارفين بتقاليد العمارة والزّخرفة القديمة الموروثة من أيّام الرومان والإغريق. وقد استخرج هؤلاء الحجارة اللازمة للمشروع من عددٍ من المقالع المجاورة، كمقالع بلدة كامد اللّوز، كما نقلوا أعدادًا من العناصر البنائية الأخرى، كالأعمدة وقواعدها وتيجانها وتعتيباتها، من بقايا الأبنية الرومانية والبيزنطية التي عثروا عليها في جوار الموضع الذي كان يقوم فيه حصن "جرا". غير أنّ حياة عنجر لم تدم طويلاً بعد وفاة مؤسّسها. فقد دمرها الخليفة مروان الثّاني سنة 744، على أثر انتصاره على منازعه إبراهيم بن الوليد في معركة دارت رحاها على مقربةٍ منها. وما لبثت البلدة أن أخذت تتداعى حتّى تحوّلت في القرن الرابع عشر إلى تلالٍ من الأطلال والتّراب وسط مساحاتٍ شاسعةٍ من المُستنقعات. وظلّت على هذه الحال حتّى سنة 1943، عندما بدأت المديرية العامّة للآثار اللبنانية أعمال استكشافها، وإعادة الحياة إليها. وهي اليوم مدينة صغيرة تسكنها أكثرية أرمنية هُجِّرت في مطلع القرن العشرين من تركيا. http://www.al-hakawati.net/arabic/Ci...histcity15.jpg |
فاس فاس مدينة مغربية تتميّز بموقعها الجميل الذي تحيط به التّلال من كلّ جانبٍ، وتتكوّن من قسمين: فاس البالية أي القديمة والتّي تُعَدّ من مدن القرون الوسطى والتي ما زالت مأهولة؛ وفاس الجديدة التي تكوّنت سنة 1276 وتوسّعت جنوبًا. تأسّست فاس على يد إدريس الثّاني سنة 809م في الموقع نفسه الذي اختاره والده إدريس بن عبد الله. وكان إدريس الثّاني هو الذي طوّر المملكة الإدريسيّة، فتطوّرت فاس معها. وأمّت فاس جموع النازحين المُسلمين من الأندلس بعد حركة العصيان في قرطبة، سنة 818م، واستقرّوا في المكان الذي عُرِفَ بِعَدوة الأندلس. http://www.al-hakawati.net/arabic/ci...es/city95a.gif تحوّلت فاس تحت حكم خلفاء إدريس إلى عاصمةٍ عربيّةٍ زاهرةٍ وإلى مركزٍ دينيٍ هامٍ، خصوصًا بعد تأسيس جامع القرويين وجامع الأندلس. وأصبح جامع القرويين مركزًا للعلم والتربية، توافد إليه المسلمون من جميع أنحاء العالم الإسلامي وأيضا العلماء المسيحيون في القرون اللاّحقة، وأخذ مكانته من النفوذ والأهمية في شمال إفريقيا، ولم ينافسه إلاّ جامع الأزهر الذي تأسّس سنة 972م. تقاتل خلفاء قرطبة الأمويون مع حكّام تونس الفاطمييّن للإستيلاء على مدينة فاس، وذلك مع سقوط حكم الإدريسييّن في النصف الثاني من القرن العاشر. وكان كلّ حكمٍ يقيم الأسوار والإستحكامات ويبني الأسوار على ضفاف نهر فاس لتحصين المدينة. وارتبط مصير فاس بالأحداث في إسبانيا المُسلمة. وبانهيار الحكم الأموي في قرطبة، سنة 1031م، زالت جميع أنواع المعارضة في وجه الحاكم الفاطمي العام في فاس. وحدث فراغ في السلطة، في شمال المغرب، ملأه المرابطون، وهُم من بربر زيناتا قدموا من الصّحراء، وكانوا محاربين ومتديّنين. انتعشت مدينة فاس في هذه الحقبة من الإستقرار، وبقيت مدينة مراكش مركزًا إداريًا وثقافيًا خلال حكم المرابطين. واتّسعت حركة المرابطين وأصبحت جميع بلاد الأندلس تحت حكمهم عند موت قائدهم سنة 1106م. بعدها نزح الكثير من مُسلمي الأندلس، ولم تستقبلهم مدينة مراكش لوجود قادة مُتشدّدين فيها، فما كان منهم إلا أن استقرّوا في فاس وساهموا في انتعاش المدينة وجعلها مركزًا تجاريًا للمغرب. http://www.al-hakawati.net/arabic/ci...es/city95b.jpg وبعد المُرابطين، جاء الموحّدون من الجنوب واستولوا على فاس ودمّروا أسوارها سنة 1146م بقيادة أوّل سلطان لهم يُدعى عبد المُؤمن، واستولوا على مراكش وبقيّة المراكز في السّنة التالية. بعد ذلك، أعادوا بناء فاس من جديدٍ، وجعلوا مراكش عاصمتهم والرّباط القاعدة العسكرية الرئيسة لهم. وبالرّغم من ذلك، استمرّت فاس بالإنتعاش، فكانت همزة الوصل بين المغرب وإسبانيا المُسلمة. وبمجيء المرينيين واستيلائهم على فاس سنة 1250م، دخلت المدينة عصرًا ذهبيًا، فجعلها السلطان أبو يوسف اليعقوب عاصمةً له. وأنشأ فاس الجديدة سنة 1276 التي أصبحت المركز الإداري للبلاد ومعقلاً للمرينييّن. وعلى نقيض مَن سَبقوهم، ركّز المرينيّون اهتمامهم على المغرب بدلاً من الأندلس، وكانت إسبانيا بالنّسبة إليهم دولةً عازلةً تردّ عنهم تحرّشات المسيحيين المحتملة بالمغرب. وعرفت فاس عصرها الذّهبي أيّام حكم أبي الرّبيع وأبي سعيد عثمان، وأقاموا في محيط جامع القرويين وجامع الأندلس أمكنةً خاصةً لإستقبال التلامذة الأجانب. وأصبحت فاس بالتالي مركزًا علميًا مرموقًا. إنّ استكشاف فاس الجديدة وفاس البالية يتمّ سيرًا على الأقدام لأنّه من الصعب إيجاد موقف داخل المدينة المُحاطة بالأسوار. تبدأ الرّحلة من ساحة المقاومة ثم التّوجه إلى شارع مولاي يوسف ومنه إلى ساحة العلويين الضخمة التي يقع فيها مدخل القصر الملكي. ومن الساحة يوجد شارع بو قصيصات ومنه الوصول إلى باب سمارين، وبعده الشارع الكبير الذي يمرّ بالقرب من جامع الأزهر الذي بناه أحد سلاطين المرينيين، سنة 1357م. http://www.al-hakawati.net/arabic/ci...es/city95c.jpg يفضي الشّارع الكبير إلى ساحةٍ صغيرةٍ تُدعى "المشوار الصّغير" مقابل باب الدّكاكين الذي كان سابقًا المدخل إلى القصر المَلكي. والزّيارات السياحية ممنوعة إليه. ولقد بدأ ببناء هذا القصر أبو يوسف يعقوب من المرينيين وأكمله خلفاؤه من بعده، وذلك عند البدء بتشييد مدينة فاس الجديدة. يضمّ القصر الهائل، وبمساحة 200 فدّان، الحدائق والساحات والمعسكرات. تقع ساحة "المشوار الصّغير" المحاطة بأسوارٍ عاليةٍ بين باب الدّكاكين و"باب سيجما". وكانت هذه الساحة قديمًا مكان استعراض فرق الجيش من قِبَل السلطان ومكان استقباله للسفراء الأجانب. لكنّها اليوم خليط غريب من مُحتالين وحكواتية وراقصين وغيرهم. بعد ذلك، يقع الباب المحروق الذي بناه محمد الناصر رابع سلاطين الموحّدين. تنتشر حدائق بوجلود إلى جانب باب الدكاكين؛ أمّا الساحة التي تقع بعد باب الشمس، فتمتدّ ما قبل باب بوجلود إلى مدخل فاس البالية. وهذه أعلى نقطة حول منخفض المدينة حيث كان مقر قيادة الدّفاع فيما مضى. الشّارع الرئيسي في فاس البالية هو شارع التلّة الكبيرة الذي يتّجه نزولاً من باب بوجلود. وعلى اليمين تقع مدرسة بو عنانية، وهي كتلة دينية، الأكبر من بين مثيلاتها في ذلك الوقت. ولقد بناها أبو عنان من سلاطين المرينييّن بين عاميّ 1350 و1357. بعد ذلك، تأتي دار البطحاء. وقد كانت قصر السلطان مولاي حسن من القرن التاسع عشر. وفي هذا الدّار يوجد متحف المغرب للفنون والحرف. وفيه معروضات جميلة من الأعمال الحرفية والملابس والسّجاد وأفضل النّماذج من الأسلحة. http://www.al-hakawati.net/arabic/ci...ges/city95.gif |
قرطاج قرطاج أو قرطاجنة مدينة اندثرت ولم يبق منها إلا أنقاضها. بناها الفينيقيون على الساحل التونسي سنة 814 ق.م. ويقول التاريخ القديم إن أليسار أو أليسا أو الملكة ديدون ملكة صور اختلفت مع أخيها بغماليون على وراثة العرش. فالعرف المتبع آنذاك في هذه المملكة الفينيقية الصغيرة لم يفرق بين رجل وامرأة في وراثة العرش واكتفى بالقول إن المولود الأول هو الذي يرث الحكم. ولما كانت أليسار هي البكر فقد تبوّأت العرش. فقامت بينها وبين أخيها نزاعات عنيفة انتهت بأن خرجت أليسار مع مؤيديها ليلاً وأبحرت إلى الشواطئ الأفريقية الشمالية وانتهى بها المطاف إلى تونس حيث اشترت من قبائل هناك مساحة من الأرض أقامت عليها مدينتها التي تحولت مع الزمن إلى قوة اقتصادية وعسكرية هددت الامبراطورية الرومانية. تقع آثار هذه المدينة اليوم على بعد عشرة كيلومترات من تونس العاصمة. وقد نشات قربها بلدة جديدة يقع فيها القصر الجمهوري التونسي. وكان لقرطاج القديمة مرفأ طبيعي ممتاز ساعد أليسار ورجالها وأحفادها على مد خطوط اتصالات واسعة مع الشمال الأفريقي وأوروبا. ولما كان الصوريون القدامى بناة سفن فقد عمدوا فور تأسيس مدينتهم- الدولة إلى بناء أسطول تجاري كبير وسيطروا على البحر بين مدينتهم والجانب الغربي والشمالي من البحر الابيض المتوسط . وكانت أهم تجارتهم تشمل الفضة والرصاص والعاج والذهب والمجوهرات والأواني الزجاجية والخزفية والحبوب والفاكهة والحيوانات الأفريقية البرية. واجه القرطاجيون عدوين: الإغريق والرومان. طالت حروبهم مع الإغريق حوالى مئتي سنة انتهت بفوز للقرطاجيين. أما حروبهم مع الرومان والتي عرفت بالحروب الفونية أو البونية فامتدت من 264 إلى 146 ق.م. وانتهت بانتصار الرومان وتدمير قرطاج. حمل القرطاجيون معهم إلى مدينتهم- الدولة الجديدة تقاليدهم وعاداتهم ولغتهم وديانتهم الفينيقية. فكان الإله بعل كبير الألهة، رغم اقتباسهم تقاليد دينية جديدة من الإغريق وتقبلهم لبعض الآلهة اليونانية مثل ديميتر وبرسيفون. وكان القرطاجيون على عادة أجدادهم في فينيقيا يقدمون القرابين البشرية لآلهتهم. امتدت سلطة القرطاجيين في القرنين السابع والسادس قبل الميلاد لتشمل جزيرة صقلية وليبيا والأجزاء الغربية بمصر وغرباً إلى مراكش وإسبانيا فضلا عن جزيرتي سردينا ومالطة. برز من قادة قرطاج العسكريين هملكار وابنه هنيبعل. وكان الأول قد وصل إلى إسبانيا وأكمل ابنه تقدمه باتجاه روما قاطعاً جبال الألب حتى وصل إلى أبواب روما حيث وقعت بينه وبين الرومان معركة فاصلة انتهت بانكساره وتدمير الأسطول القرطاجي الذي كان قد أبحر من قرطاج لمساندة هنيبعل. ولما فر هذا الأخير عائداً إلى قرطاج ليقود الدفاع عنها لحق به الرومان ودمروا المدينة وأحرقوها وقتلوا أهلها. استعادت قرطاج بعض حيويتها عندما أسس الإمبراطور الروماني أغسطس سنة 29 ق.م. مدينة جديدة على أنقاضها دعاها "جوليا قرطاغو". ولم يمض وقت طويل حتى ازدهرت هذه المدينة وأصبحت الثانية بعد روما عظمة وغنىً. وفي سنة 439م احتل جنزريك ملك الفندال قرطاج وجعلها عاصمة له. وبعد قرنين من الزمن جاءها العرب في زحفهم نحو الساحل الأفريقي الشمالي ودمروا المدينة التي اندثرت منذ ذلك الحين إلى الأبد. http://www.al-hakawati.net/arabic/Ci.../histcity9.jpg |
قصر النويجيس يقع هذا المعلم الأثري قرب مثلث طبربور في منطقة طارق بالأردن. وهذا القصر عبارة عن ضريح يعود إلى عائلة رومانية، ويرجع تاريخه إلى القرن الثالث الميلادي. تبلغ مساحته مع الأرض التي يقوم عليها حوالى أربعين دونما. بني الضريح بأيدٍ فنية بارعة. فهو مزدان بالزخارف والنقوش، ومبني على الحجارة المشذبة، وله أربعة أقواس داخلية وثلاث طاقات للتهوية، وتغطي سقفه قبة الفلك التي تشبه قبة قصر عمرة. وهناك تمثال يقبع في أعلى الواجهة الأمامية للضريح، لكن عوادي الأيام نالت منه، كما لحق الخراب معظم أجزائه. |
قليهات قليهات مدينةٌ عُمانيةٌ قديمةٌ. وُردَ ذكرها عند العديد من الكتّاب العرب القدماء. أمّا الآن فالبلدة لا تزيد على كونها مجموعة من الخرائب، تغطّي مساحةً من سطح تلك الأرض التي لا يوجد فيها غير مبنى واحد لا يزال قائمًا،http://www.al-hakawati.net/arabic/Ci...histcity10.gif يُصارع البلى واستقرّ في حالةٍ مقبولةٍ من الصّيانة. هذا المبنى هو الجامع الصّغير الذي كُسِيَت جدرانه بالقرميد الملوّن المصقول، نُقِشَ عليها بعض آياتٍ من القرآن الكريم . توجد إلى الشمال من هذه الخرائب قريةٌ صغيرةُ تسكنها جماعة من صائدي الأسماك. ويقوم سكّان هذه القرية أحيانًا بالنّبش في خرائب المدينة، بحثًا عمّا قد يجدونه من عملاتٍ ذهبيّةٍ تُعدّ من أنقى المسكوكات الذهبية معدنًا. وتعود هذه العملات إلى عهد الخليفة هارون الرشيد حيث اسمه مضروب عليها. |
مدينة لبدة كانت منطقة لبدة الليبية موطنًا لجماعاتٍ بشريّةٍ في عصور ما قبل التّاريخ كما تدلّ على ذلك بعض حجارةٍ وُجِدَت على ضفاف وادي الرّملة، حيث أسّس الفينيقيون المراكز الأولى للبدة وصبراته . ولبدة مدينة عظيمة من مُدُن الشّمال الإفريقي الكُبرى، أسّسها الفينيقيّون في أوائل القرن العاشر ق.م، عند بداية استعمارهم إفريقية. وهذا التّاريخ يقرب من تاريخ إنشاء قرطاجنه . وكانت لبدة معروفة عند القرطاجنيين بإسم "لبكي"، ثم حرّفها اليونانيون إلى "لبشس". وبقيت هذه الكلمة مُستعملة إلى القرن الثّالث ق. م، ثمّ حُرِّفَت في اللّغة اليونانية من "لبشس" إلى "لبتس" لسهولة النّطق في اللّغة اليونانية بكلمة "لبتس" عن "لبشس".. وبما أنّ "لبتس" إسم لمدينةٍ في "بيزاشينا" الإغريقية. خافوا أن يحصل التباس بين المدينتين، فأضافوا إلى لبتس الإفريقيّة كلمة "مانيا"، فصارت "لبتس مانيا"، ومعناها لبدة العظيمة، أو لبدة الكبيرة. استطاع الفنيقيون أن يعمّروا البلاد بسرعةٍ نظرًا لخصوبة أرضها واعتدال مناخها وصلاحيّته للسّكن، ولأن لها ميناء مأمونًا وصالحًا للملاحة ولوقوعها على نهر عين كَعَام الذي يقع شرقيّها بقليلٍ. وممّا زاد في سرعة عمرانها العلاقات الطّيبة التّي نشأت بين السّكان والفينيقييّن نتيجةً لحُسن معاملتهم لهم. وذكر هيرودوت معركة كبيرةً عند مصبّ "شنبس"، وادي عين كعام. ويستنبط بعض المؤرّخين أنّ هذه الواقعة كان لها أثر سيّئ في تأخّر لبدة وتدهور حضارتها. وقد اعتراها الإنحطاط في أواخر القرن السّادس ق. م. وفي هذا الوقت، حاولت عصابة من اليونان، برئاسة الأسبرطي ديور، أن تنشىء مستعمرةً عند مصبّ نهر "شنبس" أيّ نهر عين كعام، منتهزةً ما أصاب "لبدة" من التأخر والإنحطاط. وقد تمّ للعصابة ما أرادت. http://www.al-hakawati.net/arabic/Ci...histcity11.jpg حاول اليونانيون أن يحلّوا محلّ الفينيقيين في هذه المنطقة، لكن القرطاجنيين خافوا تسرّب نفوذ اليونان غربي سرت، فلم يلبثوا أن هاجموها وخربوا مستعمراتها وطردوا اليونانيين ومَن معهم. واستولوا على لبدة وما حولها، وأعادوا إليها ما فقدت من عمرانها وحضاراتها. وتوطّد ملك القرطاجنيين فيما بين السرت الكبير والسرت الصغير، وأطلق على هذه المنطقة إسم "أمبوريا". وصارت جزءًا من أملاك الإمبراطورية القرطاجنية، مُتمعتّةً باستقلالٍ داخليٍ. بقيت لبدة تحت حكم القرطاجنيين إلى أوائل القرن الثاني قبل الميلاد. وفي أوائل هذا القرن، أصبحت تابعةً للنوميديين في الفترة ما بين الحربين القرطاجنتين الثانية سنة 218 والثّالثة سنة 149ق. م. وكانت تبعيتها للنّوميديين شكليّةً لأنها كانت مقصورة على دفع الجزية. وفي سنة 111ق.م، أرسلت لبدة وفدًا إلى روما طالبةً صداقتها والتّحالف معها للتّخلص من حكم النوميديين. وفي سنة 107ق.م أمدّتها روما بأربع كتائب من الجنود لمحاربة النوميديين. ويظهر أن هذه القوات لم تتمكّن من التّغلب عليهم، وبقيت تحت سيادتهم الإسمية، متمتّعة باستقلالها الدّاخلي، إلى أن احتلها الرّوم سنة 42 ق.م، وانتهى حكم النوميديين. وبدخولها تحت الرّوم صارت جزءًا من إفريقيا. هذا بالنّسبة للسّواحل. أمّا الدّواخل، فبقيت تحت سلطة حاكم من نوميديا حتّى أوائل القرن الثالث ميلاديًّا، حيث أقيم خطّ دفاعٍ ضدّ سكّان الجنوب، وسمّوه "ليمس تريبوليتانوس". تعرّضت لبدة لغارات الجرمنتيين بين سنتي 24 و17ق. م، واستعانوا بقبائل أخرى من الجنوب، وذلك بسبب نزاع قام بينها وبين "أويا" (طرابلس الحالية) بسبب اختطاف الماشية، والتّعدي على بعض الأشخاص. فاستنجدت "أويا" طرابلس بالجرمنتيين وبعض قبائل الجنوب، فخفوا لنجدتها، وهاجموا لبدة فتغلبوا عليها وخرّبوا ضواحيها. واضّطر السكان إلى الإحتماء بأسوار المدينة حتّى أدركهم "فاليريوفيستو" بجيشه، وطرد الجرمنتيين، وأعاد إلى المدينة طمأنينتها وما فقدته من الأهميّة التي كانت تتمتّع بها كمحطةٍ للقوافل القادمة من ساحل البحر الأبيض بالجنوب والسّودان. وفي سنة 146م، ظهر في لبدة ستيميو سيفير، وهو من إحدى الأُسَر الكريمة فيها، فتولّى عرشها، وعَنِي بشؤونها، ونشر فيها العلم والأمن. وقد أمعن في مطاردة المُعتدين عليها من قبائل الجنوب حتّى أقصاهم عنها. وعني برقيّها الدّاخلي، فوفّر لها سبل الحياة الصّالحة بما أنشأ فيها من وسائل العمران والتّقدم.. وتقديرًا لأعمال هذا الرجل المُصلح واعترافًا بإخلاصه، أطلق السّكان على أنفسهم إسم السّتيمييّن تيمّنًا بإسم ستيميو، واشتهروا بذلك. وفي القرن الثّالث الميلادي، زمن الإمبراطور سيفيروس سيبتيموس، من سنة 193 إلى 211م، وزمن ألكسندر سيفيروس، من سنة 222 إلى سنة 235م، بلغت لبدة مبلغًا عظيمًا في الحضارة والتّقدم العمراني. وفي هذا العصر، كان سكّانها خليطًا من القرطاجنيين والرّوم واليونان والليبيين، وبلغ عددهم ثمانين ألفًا. وكانت أويا (طرابلس) في هذا العهد لم تبلغ شأوا يُمكّنها من مزاحمة لبدة في النّفوذ والسّلطان. وفي القرن الرّابع، أصدر دقيانوس أمره بإعطاء أويا لقب ولايةٍ، وكانت لبدة لها الصّدارة، فأخذت أويا تزاحمها في صدراتها ومكانتها. وفيما بين سنتي 363 و366 من القرن الرّابع ميلاديًا، اعتدى الإستريانون على ولاية لبدة، فألحقوا بها أضرارًا بالغةً، وخصوصًا بالمدينة، حتّى ساءت أحوالها وأخذت في الإنحطاط حتّى طمع فيها الوندال. وفي سنة455م، احتلّها الوندال، ولكنّهم لم يعنوا بها وتركوها للفوضى. وامتدت إليها يد النّهب والسّلب من القبائل البربرية المُقيمة في المدينة وحولها، وأكبرها قبيلة لواتة. وفي هذه الفترة، أُصيبت بفيضانٍ كبيرٍ من وادي عين كعام، فحطَّم الجسور والأسوار، وكان له أسوأ الأثر في شلّ الأيدي العاملة، وتسرّب اليأس إلى النفوس من القُدرة على الإصلاح. فأُهمِلَ شأنها، وزحفت الرّمال عليها، ودبّت روح التّمرد في القبائل القاطنة حولها. ولم تأت سنة 533م حتّى حوّلت هذه القبائل الفوضوية المدينة إلى خرابٍ، وطمع البيزنطيون في احتلالها. احتلّ البيزنطيون لبدة سنة 533م. وكان احتلالهم لها بداية عهدٍ جديدٍ لعمرانها واسترداد بعض ما فقدت من حضارتها. وأصلح حاكمها الجديد جوستنيان كثيرًا ممّا امتدّت إليه أيدي الفساد في العهد الذي قبله. وأدخل عليها الرّوم من فنون العمارة والزّخرفة ما زاد في ضخامتها وجمالها. يشهد بذلك ما اكتُشِفَ من آثارها الجميلة زمن الإحتلال الإيطالي، من سنة 1911 إلى أواخر سنة1942. لكنّ اللواتيين دأبوا على الثورة والتخريب، ولم يخضعوا لما أقيم في لبدة من حكمٍ وانتهى الأمر بانسحاب حاكم البلد "سيرجيو" منها. وبعد جوستنيان، أخذت البلاد في الإنحطاط والسّير إلى الخراب بخطى واسعةٍ. وفي سنة 643م، وصلت إليها طلائع العرب الأولى للفتح الإسلامي، فلم تجد في لبدة من العمران إلاّ بقايا من قصورها العظيمة ودُورها الفخمة، وبقايا من السّكان، خليطًا من أجناسٍ متعدّدةٍ، يعيشون فيما بقي من خرائب دورها وقصورها. وقد مرّ بهم العرب الفاتحون في ذهابهم وإيّابهم، فلم يكن لهم معهم شأن، نتيجةً لما هُم فيه من ضعفٍ واستكانةٍ وفقرٍ مُدقَع. تقع لبدة شرقي مدينة طرابلس بنحو تسعين كيلومترًا، وقد أكل البحر جزءًا كبيرًا منها. وبُنِيَت مدينة الخمس في أوائل القرن التّاسع عشر على جزءٍ منها وبأنقاضها. ولمّا بنى مراد آغا جامعه الذّي بـ"تاجورة" نقل إليه منها أعمدة الرّخام التي أقامها عليها، وكثيرًا ما نُقِلَت منها أعمدة الرّخام للجوامع. http://www.al-hakawati.net/arabic/Ci...istcity17b.jpg |
لكسوس تقع مدينة لكسوس المغربية الأثرية على بعد ثلاثة كيلومترات ونصف شمال شرق مدينة العرائش، على الضفة اليمنى لوادي اللوكوس، فوق هضبة مطلة على الساحل الأطلسي على علو 80 متراً. تعتبر المصادر التاريخية المدينة إحدى أقدم المنشآت الفينيقية بغرب البحر الأبيض المتوسط إذ يذكر بلنيوس الشيخ، الذي توفي سنة 79م، بناء معبد أو مذبح هرقل المتواجد بجزيرة قريبة من مصب نهر اللوكوس، ويؤرخ له بالقرن الثاني عشر قبل الميلاد. كما يوطن المؤرخون القدامى بلكسوس موقع قصر أنتيوس ومعركته ضد هرقل، وكذا حديقة الهسبيريسات ذات التفاح الذهبي التي كان يحرسها تنين رهيب، هو في نظر بلنيوس تمثيل رمزي لنهر اللوكوس. إلا أن هذه المعطيات النصّية لا تستند إلى أي إثبات أركيولوجي. وتبقى أقدم البقايا الفينيقية بالموقع ترجع إلى القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد، كما هو الشأن بالنسبة للمستوطنات الفينيقية على الضفة الشمالية لمضيق جبل طارق. ابتداء من القرن الثالث ق. م عرفت المدينة تطوراً معمارياً تمثل في بناء حي سكني يحده من الناحية الغربية سور ذو طابع هلينستي يؤرخ بالقرن الثاني ق. م، وحياة دينية يبرزها المعبد القائم على قمة الأكروبول. ومع بداية القرن الأول ق. م، شيدت بالمدينة معامل لتمليح السمك وصناعة الكاروم والتي تعتبر من أهم المنشآت الصناعية في غرب البحر الأبيض المتوسط وتدل على مكانة المدينة التجارية بالمنطقة. أصبحت لكسوس مستعمرة رومانية خلال حكم الإمبراطور الروماني كلود (42-43 ب. م). وعرفت خلال الفترة الرومانية عهداً جديداً تمثل في إنشاء عدة بنايات، إذ أصبح الاكروبول مركز الحياة الدينية وشيدت به عدة معابد ضخمة كما تم بناء حمام عمومي ومسرح – مدرج يعتبر فريداً من نوعه بالشمال الإفريقي. على إثر الأزمات التي عرفتها الإمبراطورية الرومانية مع نهاية القرن الثالث بعد الميلاد تم إنشاء سور حول الاكروبول والحي الصناعي ودخلت المدينة عهداً من الانحطاط. تفيد المصادر أنه خلال العهد الإسلامي عرفت لكسوس تحت اسمها الجديد تشمس انبعاثاً جديداً، حيث أصبحت عاصمة لإحدى الإمارات الادريسية. إلا أن الأبحاث الأركيولوجية التي أجريت بالموقع لم تكشف إلا عن مسجد صغير ومنزل بفناء بالإضافة إلى عدة قطع خزفية تؤرخ بالفترة الممتدة من القرن الثاني عشر إلى القرن الرابع عشر الميلاديين. |
مدائن صالح/ الحجر تقع مدائن صالح أو "الحجر" على بُعد عشرين كيلومترًا تقريبًا عن مدينة العلا. وهو موقع أثريّ في المملكة العربيه السعوديه بوادي القرى، جنوب غربي تيماء. http://www.al-hakawati.net/arabic/Ci...histcity12.jpg إنّ مقوّمات الإستقرار السّكاني منذ قديم الزمان كانت متوافرة في موقع الحجر من حيث موقعها على طريق التجارة ووفرة الماء وخصوبة التربة والحماية الطبيعية المتمثّلة في الكتل الصخرية الهائلة والمنتشرة في الموقع. وعلى ذلك ليس من الغريب أن يكون تاريخ الإستقرار السّكاني بالحجر أبعد من التاريخ الذي حدّده العلماء. كانت الحجر مقرًا لقوم ثمود، رغم أنّه لم يُعثَر على تاريخٍ مُحدّدٍ لقوم ثمود بالحجر. ثمّ سيطر اللّحيانيّون على الحجر بعد أن قضوا على السّيادة الديدانية بالعلا، واستمرّ حكمهم حتى تغلّب الأنباط عليهم. http://www.al-hakawati.net/arabic/Ci...istcity12a.jpg أقام الأنباط مستوطناتهم الأولى في شمال الأردن وفلسطين . وأٌقدم أثَرٍ لهم عُثِرَ عليه يعود إلى القرن التّاسع قبل الميلاد. وبرز دورهم في المنطقة من القرن الرابع قبل الميلاد إلى القرن الثاني ميلادي. وكان أشهر حُكّامها: الملك أريتاس، الملك الحارث الثاني، الملك الحارث الثالث، الملك عبادة الثاني، الملك مالك الأول، الملك عبادة الثالث، الملك مالك الثاني، الملك مالك الثالث. وفي الحجر آثار ثمودية ونَبطية ولحيانيّة قديمة. ويبلغ عدد المدافن في مدائن صالح 131 مدفنًا، منها 32 مدفنًا عُرِفَ تاريخها؛ وتقع في الفترة من العام الأول قبل الميلاد وحتى العام 75 ميلادي. بعد سيطرة الرومان على شمال شبه الجزيرة العربية والقضاء على المملكة النّبطيّة عام 106م وتحوّل طريق التجارة إلى البحر الأحمر، فَقَدت الحجر أهميّتها الإستراتيجية كمركز تبادلٍ تجاريٍ وحماية قوافل وتحصيل الضرائب، وهَجَرها النّاس. وبعد انتشار الإسلام في مختلف أقطار العالم، عاد النّشاط لطريق القوافل كطريقٍ يسلكه الحجّاج القادمين من الشّام قاصدين المدينة المنوّرة ومكّة المُكرّمة، فأصبحت الحجر محطةً من محطّات الحجّاج. ذكر القرآن الكريم قصّة صالح مع قومه، في 17 موضعًا من القرآن الكريم ، بأنهّم قوم وَهَبَهم الله النّعمة والثراء وأنهم جابوا الصّخر بالواد وأنهم كانوا يبنون قصورهم في الواد ويتّخذون من الجبال بيوتًا. ومع ذلك فقد كفروا بنعمة الله وعبدوا الأوثان من دون الله، فأرسل إليهم عبده ورسوله صالح ليدعوهم إلى عبادة الله، فآمن منهم القليل وكذّبه أغلب القوم. مدائن صالح أول موقع من المملكة في قائمة الأماكن "ذات القيمة العالمية الاستثنائية" اليونيسكو تضم "مدائن صالح" السعودية إلى لائحة التراث العالمي أضافت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) "مدائن صالح"، أو موقع "الحجر الاثري" السعودي على لائحتها للتراث العالمي، بحسب ما أعلن الاثنين 7-7-2008. http://www.al-hakawati.net/arabic/Ci...stcity12a1.jpg وتعدّ هذه المرة الأولى التي يدرج فيها موقع سعودي على لائحة المواقع المعمارية والطبيعية التي تتمتع "بقيمة عالمية استثنائية". ويحوي الموقع مقابر ضخمة مصانة بشكل جيد تعود واجهاتها المزخرفة إلى القرن الاول قبل الميلاد. وهو يقع على بعد 500 كلم جنوب شرق البتراء ويضم نحو خمسين نقشا من الحقبة التي سبقت فترة الانباط وعددا من رسوم الكهوف. ويشكل موقع الحجر شهادة فريدة عن حضارة الانباط وتعد مقابره الضخمة البالغ عددها 111 مقبرة زين معظمها بالزخارف اضافة لآباره المائية مثلا استثنائيا للانجازات المعمارية للانباط وخبراتهم الهيدرولوجية. كما اضافت لجنة خبراء المنظمة التابعة الامم المتحدة منطقة مورن الجبلية الطبيعية التي تقع على ارتفاع 550 مترا وكانت ملاذا للعبيد في جزيرة موريشيوس في القرنين 18 و19, الى لائحة التراث العالمي. واضيف الى اللائحة ايضا موقع تولو في فوجيان. ويضم هذا الموقع 46 من البيوت الكينية التي بنيت بين القرنين 12 و20 في جنوب شرق الصين. أما الموقع الرابع الذي اضيف هو 3 أديرة ارمنية في محافظة اذربيجان الايرانية, هي ديرا القديس اصطفان والقديس تداوس (قره كليسا او الكنيسة السوداء) وكنيسة مريم في زورزور)كليسا مريم مقدس زورزور( وقالت اليونيسكو ان هذه المواقع المسيحية الثلاثة التي تعود الى القرن السابع للميلاد تدل على "المبادلات المهمة التي جرت مع ثقافات اخرى وخصوصا البيزنطية والارثوذكسية الفارسية". إلا ان المنظمة لم توافق على ادراج المنطقة الطبيعية في جزيرة بالي الاندونيسية. وتعتمد المنظمة على مبدأين لادراج موقع على لائحتها للتراث العالمي هما "القيمة العالمية الاستثنائية" للموقع وخطة الحماية التي تقدم معه. وفي حال استبعاد أي موقع, يمكن للدولة التي قدمته سحب الملف لاستكماله واعادة ترشيح الموقع. وبذلك اصبحت لائحة اليونيسكو للتراث العالمي تضم 855 موقعا. وستدرس اليونيسكو الاثنين وربما الثلاثاء ايضا 38 موقعا آخر مرشحة للانضمام الى هذه اللائحة. ويستمر الاجتماع السنوي للجنة الخبراء الذين يمثلون 21 دولة اعضاء في اليونيسكو حتى العاشر من يوليو في كيبيك. مدائن صالح أو «الحجر»، الاسم القديم لهذه المدائن، ترجع في تاريخها القديم إلى حضارة الديدان و اللحيان والأنباط، و تعد آثار الحجر من أهم المواقع الأثرية في المملكة العربية السعودية، حيث تدل المقابر المنحوتة في الصخور وعلى واجهات الجبال على وجود حضارات قديمة مزدهرة في فن العمارة والهندسة والنحت فكل واجهة تمثل مقبرة لعائلة ما، وبعض المقابر تكون فردية وأخرى منقوشة أبوابها بشكل متصل، وتقع مدائن صالح على بعد 22 كم شمال شرق مدينة العلا التي تتبع لمنطقة المدينة المنورة، وهي مدينة تاريخية قديمة حيث كانت تسمى بوادي القرى، كتب عنها التاريخ كثيراً و تغنى بها الشعراء، ويسميها الأثريون بعاصمة الآثار . تعتبر الحجر من المناطق المشهورة عبر التاريخ نظراً لموقعها على طريق التجارة القديمة الذي كان يربط جنوب الجزيرة العربية والشام، و يبدو أن توافر الظروف المناخية والبيئة المناسبة كان العامل الأساسي في استقرار السكان في هذه المنطقة، وبالإضافة إلى موقعها الجغرافي تتوافر فيها التربة الصالحة والمياه العذبة والبيئة الطبيعية التي تحميها من الأخطار المتمثلة في الصخور الكبيرة التي تنتشر على أطراف الموقع مدافن عريقة توجد في الموقع آثار تعود لعهد اللحيانيين الذين سيطروا على الحجر بعد أن قضوا على الديدانيةhttp://www.al-hakawati.net/arabic/Ci...stcity12a2.jpg، وكذلك آثار تعود لفترة حكم الأنباط، وتتميز بوجود عدد كبير من المقابر ففي هذه المنطقة الأثرية نجد 131 مدفناً منها 32 مدفناً عرف تاريخها وتقع في الفترة الممتدة بين العام الأول قبل الميلاد و حتى عام 75م . كما تمتاز آثار الحجر بالصخور الهائلة في حجمها وأعدادها، حيث حددت العوامل المناخية التي مرت عليها شكلها النهائي بالإضافة ليد الإنسان الماهر الذي تفنن في رسم النقوش والنحت عليها لتشكل واجهات المدافن، وهي اليوم على شكل بقايا مبانٍ كانت مطمورة تحت التراب لم يكشف منها إلا القليل، وكذلك النقوش والنحت على الصخور، ويزخر الموقع بآثار للمباني على شكل بيوت وقصور وأسواق تجارية وشوارع رئيسة إضافة إلى المباني الدينية والعسكرية، ويوجد في الحجرعدد كبير من الحجرات، ليست سوى قبور منحوتة في جوف الصخور المنتشرة في السهل والمنحوتة واجهتها بطريقة فنية تظهر فيها روح الإبداع، وتزينها الزخرفة، وتتميز كل مقبرة عن الأخرى بالنقوش التي تغطي واجهتها، كما تتميز بعض المدافن بوجود نصوص نبطية توضح فيها ملكية المقبرة وتاريخها كما يمكن مشاهدة المقابرالنبطية موازية إلى مناطق ووحدات مشهورة وهي الخزيمات وقصر البنت والديوان والكهف والعجوز والفريد وهناك واجهات منحوتة تختلف عن المقابر كديوان أبي زيد و محاريب وقنوات منحوتة وكهوف لحفظ المياه، و هذا دليل مادي على بلوغ سكان مدينة الحجر درجة عالية من التمدن والحضارة، وإلى جانب نحت الصخور لدفن الموتى نحتوا أماكن للعبادة و آباراً استخرجوا منها الماء، و يقول د عبدالله آدم نصيف في كتابه «العلا والحجر» ( مدائن صالح) إن الكتابات القديمة في الحجر تدل على أن المدينة كانت متطورة إبان الازدهار السياسي والاقتصادي لدولة الأنباط. تعاقب الحضارات تعاقبت على حكم الحجر ممالك عديدة، حكمها الديدانيون ثم اللحيانيون ثم الأنباط ثم الرومان الذين سيطروا على شمال شبه الجزيرة العربية في عام 106م، و حولوا طريق التجارة إلى البحر الأحمر الأمر الذي أفقد الحجر أهميتها الإستراتيجية من ناحية التجارة وحماية القوافل وتحصيل الضرائب، ويقال إنه كان مقراً لقوم ثمود الذين جاء القرآن الكريم بذكرهم أنهم رفضوا دعوة نبي الله صالح وعقرهم الناقة التي أرسلها الله لهم آية. لكن مع ظهور الإسلام وانتشاره الكبير في مختلف أصقاع العالم عاد النشاط التجاري إلى سابق عهده بل بزخم أكبر وأصبحت الحجر محطة من محطات الحجاج وممراً للقوافل القادمة من الشام والمتجهة نحو المدينه المنوره ومكه المكرمه . |
مـراكـش مدينة مراكش، التي يطلِقُ عليها المغاربة إسم "الحمراء"، تتكلّم بنفسها وعن نفسها من خلال المناظر الخلاّبة وأسوارها الحمراء وأشجار النخيل وساحاتها الفسيحة بكل ما توفّره من ترفيهٍ مُسلٍ ومأكولاتٍ شعبيةٍ لذيذةٍ. http://www.al-hakawati.net/arabic/ci...es/city58a.jpg يرتبط إسم مراكش في الأذهان بصورة مدينةٍ عريقةٍ زاخرةٍ بالنشاط والحيوية. أسّسها البربر في موقعٍ رائعٍ داخل واحةٍ تتوسّط سهلاً خصبًا بجوار جبال الأطلس الشّاهقة. تُعتبر مراكش التي مَنَحت المغرب اسمه القديم واحدةً من مُدُن المغرب الإمبراطورية الأربع، وهي لؤلؤة حقيقية وسط مدن شمال إفريقيا. وطالما اشتهرت مراكش بأسواقها المُزدحمة بالمتسوّقين وأكشاك الأطعمة الشعبيّة اللّذيذة، والحكواتية، والسَّحَرة، والبهلوانات والمُهرّجين الإستعراضيين والموسيقييّن وقُرّاء الكف. من أبرز النزهات الشّاعرية في هذه المدينة هي تلك التي تتمّ في عرباتٍ تجرّها الخيول. وتتركّز المطاعم والمراكز الترفيهية بصورةٍ رئيسةٍ في المنطقة التي يطلق عليها السّكان إسم "المدينة الجديدة" حيث تنتشر عشرات المقاهي ومطاعم الوجبات الخفيفة. وتوجد المطاعم التي تقدّم الأطباق المَغربيّة التقليدية والعروض الفولكلورية التّرفيهية في المدينة القديمة، وخاصّةً في قصر الرياض القديم. http://www.al-hakawati.net/arabic/ci...es/city58b.jpg ولعلّ ما يجذبُ أنظار الزائرين لمراكش قمم جبال الأطلس المكسوة بالثلوج والمطلّة على المدينة التي يحيط بها أسوار حمراء اللّون تعطيها ذلك اللون الورديّ الجميل، والتي بدورها تحيط بها أشجار النخيل الباسقة لتعطي منظرًا فنيًا طبيعيًا رائعًا يسرّ العيون. تُحدّد المصادر التاريخية بناء النواة الأولى لمراكش سنة 1070م من قِبَل المرابطين، وهم مجموعة قبائل أمازيغيّة رُحَّل أتت من الصحراء. وقد تطوّرت هذه المدينة تحت حكم السلطان يوسف بن تاشفين (1061– 1107م) إلى حدٍ كبيرٍ من نتائج التّوسع المرابطي في إفريقية والأندلس لتصبح المركز السّياسي والثقافي للغرب الإسلامي. بعد استتباب الأمر للموحّدين، عقب دخولهم المدينة سنة 1147م، اتّخذوها عاصمةً لحكمهم وأنجزوا فيها عدّة معالم تاريخيةٍ مازالت تُشكّل مفخرة عصرهم، كصومعة الكتبية بمسجديها والأسوار والأبواب والحدائق إضافة إلى قنطرةٍ على وادي تانسيفت ظلّت تُستَعمَل حتّى عهدٍ قريبٍ. هكذا عَرَفَت مراكش، تحت حكم الموحّدين، إشعاعًا كبيرًا جعل منها مركزًا ثقافيًا واقتصاديًا وسياسيًا لا نظير له في الغرب الإسلامي. أمام ضعف الموحدين ، استولى المرينيون القادمون من الشرق سنة 1269م على المدينة. غير أنهم اتّخذوا فاس عاصمةً لَهُم لقرب هذه الأخيرة من موطنهم الأصلي، ممّا أدى إلى تراجع مدينة مراكش وتحولها لمركزٍ ثانويٍ. في سنة 1551م استعادت المدينة مكانتها كعاصمةٍ للسعدييّن (1589م– 1659م). فعلى عهدهم تمّ تشييد بناياتٍ ومنشآتٍ جديدةٍ، أهمّها قصر البديع ومجمع المواسين ومدرسة ابن يوسف وقبور السّعديين وعدد من السقايات. تحت حكم العلويين، قام المولى رشيد بترميم مسجد بن صالح المريني، غير أن خلفه المولى إسماعيل أولى كل اهتمامه بعاصمة حكمhttp://www.al-hakawati.net/arabic/ci...es/city58c.jpgه الجديدة مكناس. وقد عمل السلطان سيدي محمد على إعادة مراكش إلى مكانتها وذلك من خلال إنشاء أحياء ومعالم جديدةٍ. ويمكن القول إنّ مراكش اتّخدت شكلها النهائي ابتداءًا من فترة حكم هذا السلطان، إذ اقتصرت المراحل القادمة على ترميمٍ لم يتم إنجازه منذ العصر الوسيط. ونظرًا لما تزخر به من إرثٍ حضاريٍ كبير، أصبحت مدينة مراكش قبلةً للسياحة العالمية ومقرًا للمؤتمرات الدولية ذات المستوى الرفيع، لتحتلّ بذلك مكانةً خاصةً في المغرب الحديث. |
معبد أشمون يقع معبد أشمون فوق تلة على مسافة 3 كلم شمالي شرقي مدينة صيدا اللبنانية على الضفة اليسرى لنهر الأولي، في المنطقة المعروفة اليوم باسم بستان الشيخ. كرّس هذا البناء الديني لإله صيدا الرئيس الإله الشافي، أشمون. وكانت الأعمال البنائية الأولى في هذا المكان سابقة للعهد الفارسي (أي من أواخر القرن السابع ق.م.). بيد أن هذا الصرح الديني اكتمل شكله النهائي في القرن السادس ق. م. خلال حكم أسرة أشمون عزر الصيدونية. وقد بني في جوار نبع مهم ما زالت مياهه تجري شرقي الموقع. وهو النبع الذي عرف في النصوص الفينيقية باسم "عين يدل" . غير أن تطور طقوس العبادة وتبدلها كانا من عوامل استمرار أعمال البناء طوال قرون عدة. إلا أن ما بقي قائماً من المعبد الأساسي الذي كان قد بناه الملك الصيدوني بود عشترت في أواخر القرن السادس ق.م. يكاد ينحصر بمصطبة عالية. ويبدو أنه تعاقب في هذا المكان نفسه معبدان من مرحلتين مختلفتين: الأولى من القرن الخامس ق.م. وقد نقلت منه إلى المتحف الوطني في بيروت عناصر معمارية جميلة من الرخام هي عبارة عن تيجان أعمدة على شكل مقدمتي ثورين رابضين متدابرين، وقواعد أعمدة منحوتة. يرجح أن هذا المعبد المبني بحسب الطراز المعماري الفارسي قد دمر أثناء ثورة المرازبة عام 351 ق.م. أما المعبد الثاني وهو من الطراز الكورنثي فلم يبق منه سوى أطلال مبعثرة. ثمة مصطبة أخرى مبنية بحجارة كلسية أصغر حجماً من تلك المستخدمة في المعبد السابق، قد تعود أيضاً إلى أواخر القرن السادس ق.م. من عهد أشمون عزر الثاني الذي شيد فوقها على ما يبدو، معبداً لم يبق منه سوى قاعدتي عمود من الحجر الكلسي وبعض العناصر الزخرفية المعمارية. وتعود إلى هذا العهد أيضاً تلك البنى المعمارية المميزة التي يفترض أنها كانت جزءاً من مساكن خصصت للقيمين على المعبد ولزواره من الحجاج. وهنالك مجموعة من تماثيل رخامية صغيرة تمثل أطفالاً وتحمل اهداءات طقوسية باللغة الفينيقية نقلت بدورها إلى المتحف الوطني. أما ذلك النظام المعقد من أقنية المياه في جوار المعبد فما زالت آثاره باقية في أماكنها إلى اليوم. وفي العهد الهلينستي، استمرت ممارسة الطقوس في المعبد حيث أضيفت إليه أبنية جديدة، ومنها المصلى الذي ما زلنا نرى فيه عرشاً كبيراً من الحجر، جانباه على شكل أبي الهول ويعرف باسم عشتروت. وفي جوار هذه القاعة آثار بناء كبير من المرحلة التاريخية نفسها تزينه منحوتات ناتئة تستلهم الميتولوجيا اليونانية. وقد أكدت عبادة هذه الآلهة في بستان الشيخ كتابة تحمل اسمها وجدت منقوشة على قاعدة تمثال عثر عليه في المكان نفسه. ونرى هنا آثار قناة تنطلق من خلف مصطبة معبد أشمون لتغذي الأحواض المجاورة بالمياه العذبة. أما في الشمال الشرقي من المصطبة الرئيسة، فبنيت في القرن الرابع ق.م. منصة أشمون المزينة بمشاهد مستوحاة من الميتولوجيا اليونانية هي اليوم في المتحف الوطني. وأمام هذه المصطبة، شيد في القرن الثاني ميلادياً، بناءان لم تحدد هويتهما بدقة يفصل بينهما صف من الأعمدة من القرن الثالث وزينت أرضيتهما بالفسيفساء الجميلة. وعلى مقربة منهما بناء مقدس يعرف باسم معبد هيجيا. وهنالك صف آخر من الأعمدة بني والكنيسة البيزنطية في القرن الرابع. بيد أنه لم يبق من هذه الأخيرة سوى الأساسات وأرضية من الفسيفساء. |
مقابر ما قبل التاريخ في الجزائر كانت مقابر أهالي المدن الجزائرية على قدر كبير من الفخامة. ففي مدينة الجزائر تقع هذه المدافن بقمة جبل مسيد، في المكان المسمى "نصب الأموات". كما اكتشفت قبور أخرى تقع تحت "كهف الدببة" وأخرى بناحية "بكيرة". كما توجد مقابر أخرى بمنطقة "الخروب" بالمواقع المسماة "خلوة سيدي بو حجر" قشقاش، وكاف تاسنغة ببنوارة وتعود كلها إلى مرحلة ما قبل التاريخ وتنتشر في أكثر بقاع الجمهورية الجزائرية. المقبرة الميغاليتية لبونوارة التي تقع على بعد 32 كلم عن قسنطينة ، وعلى الطريق الوطني المؤدي باتجاه فالمة. وتقوم هذه المقبرة الميغاليتية لبونوارة على المنحدرات الجنوبية الغربية لجبل "مزالة" الكلسي على بعد كيلومترين شمال قرية بونوارة. وتتكون هذه الدولمانات أي المناضد الصخرية من طبقات كلسية متماسكة تعود إلى عصر ما قبل التاريخ، ويبدو أن عددا كبيرا منها قد تعرض للتلف والاندثار. والنموذج العام لهذه المعالم التاريخية يكون على شكل منضدة متكونة من أربع كتل صخرية عمودية وطاولة، مشكلة بدورها غرفة مثلثة الشكل. وعادة ما يكون الدولمان محاطا بدائرة من حجارة واحدة، وفي بعض الأحيان من دائرتين أو ثلاث أو أربع. وقد كان سكان المنطقة القدامى يستعملونها لدفن موتاهم بهذه الطريقة المحصّنة التي يبدو أنها قد استمرت إلى القرن الثالث ق.م. كهف الدببة ويبلغ طوله 60م ويوجد بالصخرة الشمالية لقسنطينة. كهف الأروي: يوجد قرب كهف الدببة ويبلغ طوله ستة أمتار ويعتبر كلا الكهفين محطتين لصناعات أثرية تعود إلى فترة ما قبل التاريخ. ماسينيسا وضريح بالخروب الواقع على بعد 16 كيلومترا جنوب شرق قسنطينة . الضريح عبارة عن برج مربع، تم بناؤه على شكل مدرجات به ثلاثة صفوف من الحجارة وهي منحوتة بطريقة مستوحاة من الأسلوب الإغريقي- البونيقي. وقد نسب هذا الضريح لماسينيسا الذي ولد سنة 238 ق.م وتوفي سنة 148 ق.م. والذي حمى هذه المنطقة لمدة 60 سنة. ويعود له الفضل في تأسيس الدولة النوميدية، كما أسهم في ترقية العمران وتطوير الزراعة بالمنطقة وأسس جيشاً قوياً. ضريح لوليوس الذي يقع في جبل شواية بالمكان المسمى "الهري" على بعد حوالى 25 كيلومتراً شمال غرب قسنطينة، غير بعيد عن "تيدس". له شكل أسطواني. بني من حجارة منحوتة، وشيده لوليوس إبريكيس حاكم روما آنذاك تخليدا لعائلته. مدافن تيديس الواقعة على بعد 30كلم إلى الشمالُ الغربي من قسنطينة وتختفي في جبل مهجور. كانت لها قديما أسماء عديدة مثل: "قسنطينة العتيقة"، "رأس الدار" كما سميت أيضا "مدينة الأقداس" نظراً لكثرة الكهوف التي كان الأهالي يتعبدون بها. ويبدو أن إسمها الحالي "تيديس" هو اسم محلي نوميدي. أما الرومان فأعطوها اسم كاستيلي رسبيبليكا. ومعنى "كاستيلي" هو المكان المحصن، ومعنى "روسبيبليكا" أي التمتع بتنظيمات بلدية. وقد كان دور هذه المدينة هو القيام بوظيفة القلعة المتقدمة لحماية مدينة سيرتا من الهجمات الأجنبية. ولا تزال آثار الحضارات التي تعاقبت على "تيديس" شاهدة إلى اليوم، بدءا بعصور ما قبل التاريخ، فالحضارة البونيقية، الحضارة الرومانية، الحضارة البيزنطية إلى الحضارة الإسلامية. ويتجلى عصر ما قبل التاريخ في مجموعة من القبور تسمى "دولمن" ومعناها" المناضد الصخرية". وهناك عدد من المقابر القديمة تقع على منحدر الجانب الشمالي وتجمع عدداً من المباني الأثرية الدائرية المتأثرة بطريقة الدفن الجماعي والتي تسمى "بازناس". وتدل النصب والشواهد الموجودة على أنها تعود إلى العصر البونيقي، فيما يتجلى الطابع الروماني في المناهج المتعلقة بنظام تخطيط المدن. وخلاصة القول إن الزائر لتيديس يسمع صدى الإنسان في تحولاته. إنها باختصار المكان المثالي لقراءة تاريخ هذه المنطقة وتأمل تفاصيلها الغنية. |
مقالع طوما
تقع هذه المقالع جنوب غرب الدار البيضاء بالمغرب على بعد حوالى 8 كلم. ترجع أهمية هذه المقالع إلى مجموعة من الاكتشافات التي تمت فيها، حيث تم العثور على بقايا ما يسمى "بالإنسان القائم"( فك سفلي، عظام الجمجمة وفك علوي)، وكذلك على أدوات حجرية ترجع إلى الفترة الأشولية وبقايا عظام الحيوانات. ترجع هذه البقايا إلى حوالى أربعمئة ألف سنة مضت، وقد أثبتت أعمال التنقيب بموقع طوما في عام 1986 أن مجموعة من الأدوات تعود إلى العهد الآشولي القديم وترجع إلى حوالى سبعمئة ألف سنة. هذه الأدوات هي إحدى العلامات الذي تدل على أن استيطان الإنسان بالمغرب يرجع إلى حوالى بداية العهد البليوستوسين الأوسط. |
مكنـاس تقع مكناس المغربيّة بمنطقةٍ فلاحيةٍ خصبةٍ بين مُلتقى الطّرق التجارية التي كانت تربط بين عدّة جهاتٍ، ممّا جعل منها منطقة عبور واستقرار منذ عهدٍ قديمٍ خصوصًا في العصر الوسيط حيث برز اسمها لأوّل مرةٍ كحاضرةٍ، ثم في العصر الحديث كعاصمةٍ من أبرز العواصم التي لعبت دورًا مُهمًا في تاريخ الغرب الإسلامي. ارتبط إسم مدينة مكناس في البداية بقبائل أمازيغ زناتة الذين استوطنوا وسط المغرب وسهل سايس وخصوصًا على ضفاف وادي بوفكران ووادي وسلان. مع مجيئ المرابطين ازدهرت المدينة، وظهرت بعض الأحياء، أهمّها القصبة المرابطية "تاكرارت" كما شيّدوا مسجد النّجارين وأحاطوا المدينة بسورٍ في نهاية عهدهم. ويُعتبر الحي الذي ما زال يوجد قرب مسجد النجارين المشيّد من طرف المرابطين أقدم أحياء المدينة. تحت حكم الموحدين عرفت المدينة ازدهارًا عمرانيًا حيث تمّ توسيع المسجد الكبير في عهد محمد الناصر (1199-1213م)، وتزويد المدينة بالماء بواسطة نظامٍ متطورٍ انطلاقًا من عين "تاكما" لتلبية حاجات الحمّامات والمساجد والسّقايات. كما عرف هذا العهد ظهور أحياء جديدة، مثل حيّ الحمام الجديد وحي سيدي أحمد بن خضرة. خلال العهد المريني، شهدت المدينة استقرار عدد كبير من الأندلسيين قدموا إلى مكناس بعد سقوط أهم مراكز الأندلس. وقد شيّد السلطان المريني أبو يوسف يعقوب (1269-1286م) قصبة خارج المدينة لم يصمد منها إلاّ المسجد. كما عرفت مكناس بناء مدارس عتيقة كمدرسة فيلالة والمدرسة البوعنانية ومدرسة العدول. ومساجد مثل مسجد التوتة ومسجد الزرقاء، وخزانة الجامع الكبير ومارستان الباب الجديد وحمام السويقة. في عهد الدولة العلوية، خاصّة إبان فترة حكم السلطان المولى إسماعيل، استعادت المدينة مكانتها كعاصمةٍ للدولة، بحيث عرفت أزهى فترات تاريخها. فقد شُيّدت فيها بنايات ذات طابعٍ دينيٍ، كمسجد باب البردعيين ومسجد الزيتونة ومسجد سيدي سعيد. وتوحي منارات هذه المساجد من خلال طريقة تزيينها بتأثيرٍ سعديٍ واضحٍ. بالإضافة إلى القصور وبناياتٍ أخرى مُهمةٍ، فقد قام السلطان المولى إسماعيل بتشييد الدار الكبيرة فوق أنقاض القصبة المرينية وجزء من المدينة القديمة كما أنه أنجز حدائق عديدة (البحراوية-السّواني)، وإسطبلات للخيول ومخازن للحبوب وصهريجًا لتزويد الأحياء بالماء، وأحاط المدينة بسور تتخللّه عدّة أبراجٍ عمرانيةٍ ضخمةٍ وأبواب تاريخية، كَبَاب منصور وباب البردعييّن. وقرب هذه الأبواب قامت فنادق أو محطات لإستراحة القادمين من مناطق بعيدةٍ. أمّا الأسواق فكانت منظّمة بحسب نوع الحِرفة أو الصّناعة، مثل سوق النجارة وسوق الحدادة وغيرها. تتميّز مدينة مكناس بشساعة مساحتها وتعدّد مبانيها التّاريخية وأسوارها، حيث أحاطها المولى اسماعيل بأسوارٍ تمتدّ على طول 40 كيلومترًا تتخلّلها مجموعة من الأبواب العمرانية الضّخمة والأبراج. |
منارة الاسكندرية فنار الإسكندرية أو منارة الإسكندرية (باليونانية: Φάρος της Αλεξάνδρειας) من عجائب الدنيا السبع وكانت تسمى فاروس "Pharos"، موقعها كان على طرف شبه جزيرة فاروس وهي المكان الحالي لقلعة قايتباي في مدينة الاسكندريه في مصر . تعتبر أول منارة في العالم أقامها سوسترات في عهد "بطليموس الثاني" عام 270 ق.م مكونة من أربعة طوابق وترتفع 120 مترا ودمرت في زلزال عام 1323. كان الغرض من بنائها هو هداية البحارة عند سواحل مصر المنخفضة فقد كان النور المنبعث من النار الموضوعة في قاعدة المنارة ينعكس من المرايا النحاسية كضوء يتجه إلى المناطق المحيطة بالمنارة . الثابت تاريخياً أن فنار الإسكندرية التي كانت من عجائب الدنيا السبع، قد أُنشأت عام 280 ق.م، في عصر "بطليموس الثاني"، وقد بناها المعماري الإغريقي "سوستراتوس"، وكان طولها البالغ مائةً وعشرين متراً، يجعلها أعلى بنايةً في عصرها، ويعتقد البعض أن الحجارة المستخدمة في بناء قلعة قايتباي هي من أحجار الفنار المدمر ، كما أن موقع القلعة هو ذاته موقع فنار المنهار ، وقد وصف "المسعودي"، في عام 944 م، الفنار وصفاً أميناً، وقدَّر ارتفاعها بحوالي 230 ذراعاً. وقد حدث زلزال 1303 م في عهد السلطان "الناصر محمد بن قلاوون"، فضرب شرق البحر المتوسط ودمر حصون الإسكندرية وأسوارها ومنارتها. بناء المنارة كان من الحجر الجيري أما الأعمدة فكان أغلبها من الجرانيت .. وقد حليت أجزاء من البناء بالرخام والبرونز.. ومما يذكر عن "المنارة" أنها كانت مبنية بالحجارة المنتظمة والمطلية بالرصاص على قناطر من الزجاج، وتلك القناطر على ظهر سرطان بحري. الطابق الأرضي من المنارة كان ارتفاعه حوالي 60 متراً .. وكان مربع الشكل وبه العديد من النوافذ وعدد من الحجرات يبلغ عددها 300 حجرة كانت مجهزة لسكن عمال تشغيل المنارة وأسرهم .. وكذلك لتخزين الآلات والأدوات الخاصة بالمنارة.. وينتهي هذا الطابق بسطح في جوانبه الأربعة تماثيل ضخمة من البرونز تمثل تريتون( triton)ابن نبتون ( Neptune )إله البحار . أما الطابق الثاني فقد كان مثمن الأضلاع وارتفاعه نحو 30 متراً والطابق الثالث مستدير الشكل يعلوه قمة المنارة وبها مصباح كبير ( فانوس ) .. ( وهو مصدر الإضاءة في المنار ) وقد أقيم على ثماني أعمدة تحمل قبة فوقها تمثال يبلغ ارتفاعه حوالي سبعة أمتار .. ويرجح أنه كان لإله البحار والزلازل " بوسيدون ". وقد وصف "المقريزي "، في خططه، ما أصاب المدينة من دمار، وذكرَ أن الأمير "ركن الدين بيبر الجشنكير" قد عمَّر المنارة، أي رمَّمها، في عام 703 هـ. وبعد ذلك الزلزال المدمر بنصف قرن، زار "ابن بطوطه" الإسكندرية، في رحلته الثانية، في عام 1350 م، وكتب يقول: " و قصدتُ المنارة، عند عودتي إلى بلاد المغرب، فوجدتها قد استولى عليها الخراب، بحيث لايمكن دخولها ولا الصعود إليها؛ وكان "الملك الناصر" رحمه الله، شرع في بناء منارة بإزائها، فعاقه الموت عن إتمامها " . ويروي المؤرِّخ المصري "ابن إياس"، أنه عندما زار السلطان "الأشرف قايتباي" الإسكندرية، في عام 1477 م، أمر أن يُبنى مكان الفنار برج جديد ، وهو ماعُرف فيما بعد ببرج قايتباي، ثم طابية قايتباي، التي لاتزال قائمةً، حتى اليوم. ولم يعرف أحد، يقيناً، كيف كانت تعمل المنارة، أو الفنار، وقد ظهرت بعض الإجتهادات، لم يستقر الخبراء وعلماء التاريخ على أيٍ منها. وثمَّة وصفٌ لمرآة ضخمة، كاسرة للآشعة، في قمة الفنار، كانت تتيح رؤية السفن القادمة، قبل أن تتمكن العين المجرَّدة من رصدها. وقد كتب الرحَّآلة العربي القديم "ابن جبير "، أنَّ ضوء الفنار كان يُرى من على بُعد 70 ميلاً، في البحر. وهناك رواية تُفيد بأن مرآة الفنار، وكانت إحدى الإنجازات التقنية الفائقة في عصرها، قد سقطت وتحطَّمت في عام 700 م، ولم تُستبدل بغيرها وفقد الفنار صفته الوظيفية منذ ذلك الوقت، وقبل أن يدمِّره الزلزال تماماً. ويُقال أن الصعود إلى الفنار، والنزول منه، كان يتم عن طريق منحدر حلزوني أما الوقود، فكان يُرفعُ إلى مكان الفانوس، في الطابق الأخير، بواسطة نظام هيدروليكي. وقد وصف فورستر طريقة أخرى لرفع الوقود (الخشب) إلى موقع الفانوس، فذكرَ أن صفَّاً طويلاً من الحمير كان في حركة دائبة، لايتوقف ليلاً أو نهاراً، صعوداً ونزولاً، عبر المنحدر الحلزوني، تحمل الوقود الخشبي على ظهورها!. واسم جزيرة فاروس "Pharos" أصبح عَلَماً على اصطلاح منارة ، أو فنار، في اللغات الأوربية، واشتُقَّت منه كلمة فارولوجي "Pharology" للدلالة على علم الفنارات. |
موقع القصر الصغير يقع موقع القصر الصغير بساحل البحر الأبيض المتوسط على بعد 35 كلم من الطريق الرابطة بين طنجه وتطوان بالمملكة المغربية. عرفت المناطق المجاورة للموقع استقراراً قديما يعود إلى الفترة الرومانية. إلا أن أهميته لم تظهر إلا خلال العهود الإسلامية، إذ يزخر الموقع ببقايا أثرية تتمثل في مسجد وحمام ومركز تجاري تعود إلى فترات تاريخية تمتد من القرن 12 الميلادي إلى غاية القرن 14 الميلادي، وهي تشهد على عظمة الدولة المرينية، وعلى دور القصر الصغير كقاعدة لجواز الجيوش المغربية في اتجاه الضفة الشمالية للمضيق ومركزاً مهما للتبادل التجاري بين المغرب ومملكة غرناطة. استولى الجيش البرتغالي في 23 أكتوبر 1558م بقيادة ألفونس الخامس على القصر الصغير، وسمح للمسلمين بمغادرة المدينة بممتلكاتهم. بينما استقرت حامية عسكرية بالمدينة تحت قيادة القائم دون إدواردو ذو ننسيس. وهي تعتبر بذلك المدينة المغربية الثانية التي وقعت تحت الاحتلال البرتغالي بعد سبتة سنة 1415م وبعد المحاولة الفاشلة لاحتلال طنجة سنة 1437م. ولقد ظل البرتغال بالقصر الصغير زهاء 90 سنة ولم يتم إخلاؤها إلا سنة 1550م. يرجع الفضل في الكشف عن خبايا هذا الموقع الأثري إلى البعثة الأمريكية التي شرعت سنة 1972م في إجراء حفريات. وقد أسفرت هذه الحفريات عن العثور على كنيسة مبنية على أنقاض مسجد ومنازل خاصة بنيت فوق أساسات إسلامية بالإضافة إلى مبانٍ تجارية بأبواب متينة ونوافذ مزخرفة على الطراز المانويلي. وقد بيّنت هذه الحفريات كذلك عن اهتمام البرتغال بالساحات العمومية والشوارع المعبدة بالحجارة، بالإضافة إلى مطاحن ومخازن وأفران ومعاصر. كما قاموا بسلسلة من التغييرات على شكل المدينة الإسلامية، تمثلت في تدعيم الأسوار الدفاعية وفي إقامة الخنادق حول الحصن الذي بني في الجهة الشمالية الشرقية للمدينة مدعّما بأبراج للدفاع والمراقبة، بالإضافة إلى إنجاز ممر مغطى يعرف بالكوراسا يمتد من الموقع إلى الشاطئ، وتحويل الحمام الإسلامي إلى خزان للأسلحة ثم بعد ذلك إلى سجن. |
موقع الأقواس يقوم موقع الأقواس الأثري على بعد سبعة كيلومترات شمال مدينة أصيلا المغربية، على الساحل الأطلسي. تتكون البقايا الأثرية التي تم الكشف عنها من آثار تجمع سكني وأخرى لمصانع للخزف يعود للفترة البونية المورية (القرن السادس– القرن الأول ق.م). وقد كانت تصنع في أفرانه، بالإضافة إلى الأواني الخزفية، الأمفورات لتخزين ونقل المواد الغذائية، وخاصة نقيع السمك المملح التي عثر على بعض منها في بلاد اليونان، وخاصة بمدينتي أولمبيا وكورنثيا. كما كشفت التنقيبات عن بقايا أثرية تعود للفترة الرومانية، تتكون من قناة مائية يتجاوز طولها 400 متر وأحواض تعتبر جزءاً من مصنع لتمليح السمك يرجع تاريخ تشغيله إلى نهاية القرن الأول قبل الميلاد والقرن الثالث بعد الميلاد. |
موقع المغطس http://www.al-hakawati.net/arabic/Ci...histcity43.jpg تم الكشف مؤخراً عن معلومات مهمة جداً عن منطقة "بيت عنيا عبر الأردن" حيث كان يوحنا المعمدان يبشر ويعمد في الفترة الأولى من بشارته . وقد تم الكشف عن هذه المعلومات على اثر الحفريات التي تمت على امتداد "وادي الخرار" منذ عام 1996 . قد أشارت الأدلة الواردة في النص الإنجيلي ، وكتابات المؤرخين البيزنطيين ومؤرخي العصور الوسطى ، وكذلك الحفريات الأثرية التي أجريت مؤخراً ، أن الموقع الذي كان يوحنا المعمدان يبشر ويعمد فيه ، بما في ذلك تعميد السيد المسيح على يد يوحنا المعمدان ، يقع شرقي نهر الأردن. http://www.al-hakawati.net/arabic/Ci...istcity43a.jpg يتحدث إنجيل يوحنا عن "بيت عنيا عبر الأردن" حيث كان يوحنا المعمدان يعمد . ويشار هنا الى عبارة "عبر الأردن" الى الضفة الشرقية من النهر . وفي إشارة لاحقة الى الموقع نفسه، على الضفة الشرقية إذ يقول إنجيل يوحنا أن السيد قد ذهب ايضاً الى عبر الأردن حيث كان يوحنا المعمدان يعمد في البداية وذهب مرة أخرى الى المكان نفسه وأقام هناك . وخلال الحفريات الأخيرة التي جرت في الأردن في عام 1997 ، تم العثور على سلسلة من المواقع القديمة المرتبطة بالموقع الذي كان يعمد فيه يوحنا المعمدان. وتقع سلسلة المواقع هذه على امتداد وادي الخرار، شرقي نهر الأردن . كذلك تم الكشف على دير بيزنطي في موقع تل الخرار الذي أشير اليه باسم "بيت عنيا عبر الأردن". ويقع هذا الموقع على بعد حوالي كيلومترين شرقي نهر الأردن في بداية وادي الخرار . وهناك عدد من الينابيع الطبيعية تشكل بركاً يبدأ منها تدفق الماء الى وادي الخرار وتصب في نهر الأردن . وكذلك واحة رعوية تقع في بداية وادي الخرار وموقع تل الخرار. http://www.al-hakawati.net/arabic/Ci...istcity43b.jpg تلــة ايليــا وادي الخرار هو الإسم الحديث لـ "صفصافص" والذي يظهر على خريطة الفسيفساء الموجودة في مادبا. ويقع الموقع شرقي نهر الأردن ، غربي قرية الكفرين. وهو ليس بعيداً عن موقع أريحا . وفي بداية وادي الخرار وبالقرب من مجمع الدير، تله تعرف بجبل مار الياس في اللغة العربية وهي التلة التي صعد منها النبي ايليا الى السماء. تدفق الحجاج على هذا المكان منذ زمن طويل وخاصة أيام الحملة الصليبية . وقد اثر هذا المكان تأثيراً بالغاً على الحاج الروسي، الأب دانيال، الذي كتب في عام 1106م يقول: "في مكان قريب من النهر ولا يبعد عنه اكثر من رمية سهمين، يوجد المكان الذي إختطف فيه النبي ايليا الى السماء في عربة من نار، وهناك ايضاً الكهف الذي كان قد عاش فيه القديس يوحنا المعمدان ، حيث يتدفق سيل جميل من الماء فوق الحجارة ويصب في نهر الأردن" . الماء بارد جداً وله مذاق طيب . وهو الماء الذي كان يشرب منه يوحنا المعمدان عندما كان يعيش في الكهف المقدس . ولم تفت المؤرخ "ثيودوسيوس" أن يذكر هذا المكان ايضاً. فقد كتب يقول : " في المكان الذي تعمد فيه الرب هناك على الطرف الأخر من نهر الأردن توجد التلة الصغيرة المسماة حرمون والتي أختطف منها النبي ايليا الى السماء" . وقد كتب أحد الحجاج من "بياشينزا" قائلاً : "هذا هو المكان الذي إختطف منه النبي ايليا الى السماء" . ففي هذا المكان تقع تلة حرمون الصغيرة الوارد ذكرها في سفر المزامير . مغاطس العمودية http://www.al-hakawati.net/arabic/Ci...istcity43c.jpg يوجد ثلاث برك في تل الخرار . وتقع البركة الأولى في المنحدر الغربي السفلي للتل ، وهي تعود للعهد الروماني ، أي ما بين القرنين الثالث والرابع بعد الميلاد . أما البركتان الاخريتان، فتقعان على قمة الطرف الشمالي لتل الخرار . والبركة الجنوبية مستطيلة الشكل ولها درج داخلي على الجهة الشرقية وأربع درجات تمتد على امتداد عرض البركة. ويستطيع الحجاج النزول الى البركة من اجل أن يتعمدوا . وهنالك بركتان مربعتان تعودان الى الفترة الرومانية . وقد أضيفت الحجارة المربعة المنحوتة الى الزاوية الجنوبية الغربية للبركة الشمالية الغربية في فترات لاحقة. وربما كانت تستعمل كدرج للنزول الى البركة. ويصل الماء الى البرك بواسطة اقنية مغطاة بالقناطر . وقد دلت الحفريات اللاحقة تحت أرضية البركة التي أصابها التلف على وجود خزان ماء يعود الى ما بين العهد الروماني المبكر الى العهد البيزنطي المتأخر . والخزان في أعلاه على شكل مربع، وهو مبني من الحجارة المربعة المنحوتة . كنيسة يوحنا المعمدان اكتشف منقبو الآثار المعاصرون في منطقة نهر الأردن بقايا دير بيزنطي يوجد بداخله كنيسة بنيت في عهد http://www.al-hakawati.net/arabic/Ci...istcity43d.jpg الإمبراطور انسطاسيوس . ويعتقد انها بقايا بيتابارا كنيسة يوحنا المعمدان ، التي تم اكتشافها على مسافة 300 متر شرق نهر الأردن في منطقة "زور" وتحيط بها صخور "اللسان" على مسافة "300" متر الى الشرق . كانت هذه الكنيسة من أهم كنائس يوحنا المعمدان على الضفة الشرقية لنهر الأردن . وهي تقع في الموقع التقليدي الذي يعتقد انه تم تعميد السيد المسيح فيها . وقد دلت الحفريات على وجود القناطر والجدران . ويمكن مشاهدة الأرضية الرخامية والفسيفسائية التي تم ترميمها بشكل جزئي . كما تم العثور على مواد أخرى مثل الخزف والعملات المعدنية وبلاط الرخام المستعمل في تبليط الأرضية. وكل هذه الآثار تدل على أن الموقع يعود الى الفترة البيزنطية المتأخرة ، ما بين القرنين الخامس والسادس بعد الميلاد . دير روتوريوس، الكنيسة الغربية http://www.al-hakawati.net/arabic/Ci...istcity43e.jpg يعود هذا الدير البيزنطي الى القرن الخامس- السادس بعد الميلاد. وهو يتبع اليوم الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية . كما يوجد في الدير كنيستان وقاعة مربعة ، ويوجد مدخل الدير في الحائط الشمالي. وهو يؤدي الى غرف معيشة الرهبان . وهناك نظام للماء الجاري في الدير . تتألف الكنيسة الغربية من قسمين: الأول هو بمثابة جزء ناتئ نصف دائري على شكل قوس أو قبة محفورة في الصخر الطبيعي ، ويقع تحت البركة الشمالية الغربية . وقد جهز هذا الجزء الناتئ بأكثر من مشكاة أو محراب وضعت فيها القناديل. وهو محفور في الجزئيين الجنوبي والغربي من الكنيسة . وتوجد بقايا باب الهيكل أمام الجزء الناتئ من الكنيسة . أما الجزء الثاني من الكنيسة ، فانه يتكون من أربع قواعد مبنية من الحجر الرملي. وقد قطعت هذه الحجارة في شكل مربعات كبيرة بحيث يظهر في داخلها صحن الكنيسة والممرين الاثنين في داخلها . وقد تم اكتشاف قطع مكسورة من الخزف في الموقع ، وهي تدل على أن الموقع يعود الى العهد البيزنطي . تدور أهم أسطورة بالنسبة لمنطقة وادي الخرار حول حياة القديسة مريم المصرية، والتي عاشت حياة تلفها الخطيئة في الإسكندرية، في شبابها. وقد تركت حياة الخطيئة خلال زيارة قامت بها للقدس وأصبحت نموذجاً للتوبة يحتذى به . وبعد السماع إلى نصيحة العذراء مريم في القدس ، سمعت صوتاً يقول لها " اعبري نهر الأردن وستجدين الراحة"، فعبرت الى الضفة الشرقية من نهر الأردن وأمضت السبع وأربعين سنة المتبقية من عمرها تعيش لوحدها، تصلي وتصوم في الصحراء الأردنية حيث كان بامكانها أن تكون قريبة من الله . وقد تم العثور عليها من قبل الراهب "زوسيما" الذي كان يعيش في دير قريب من هناك والذي كان يصلي معها ، وقد استمع الى قصتها. وقبل وفاتها ، ناولها القربان المقدس وقام بدفنها. وتقول الأسطورة أن أسدا قد ساعد الراهب "زوسيما" في حفر قبرها بمخالبه . |
موقع زليل يوجد موقع زليل المعروف حاليا بالدشر الجديد في إقليم أصيلا المغربي على بعد 13 كلم شمال شرق مدينة أصيلا. يعتبر هذا الموقع واحدا من بين المستعمرات الثلاث التي أقامها الإمبراطور الروماني أغسطس في المملكة المورية ما بين 33 و25 ق.م. وقد ورد إسمها في النصوص التاريخية تحت اسم يوليا كوسطنتيا زليل. تعود أقدم البنايات الأثرية المكتشفة بالموقع إلى القرن الثاني ق. م على الأقل. وتتكون من مجموعة سكنية دمرت حوالى 100 ق. م. وأقيمت على أنقاضها بنايات جديدة تؤرخ للفترة الممتدة بين 60 و40 ق. م وتعرضت بدورها للهدم فيما بعد. عرفت زليل تطوراً معمارياً كبيراً ابتداء من القرن الأول ب. م، حيث كشفت التنقيبات الأثرية عن بقايا منازل فوق الهضبة الشمالية، وعن حمامات وقناة مائية في الجنوب الشرقي، وسور يحيط بالمدينة ومسرح مدرج. وخلال منتصف القرن الثالث الميلادي، تم إخلاء المدينة والجلاء عنها لأسباب لا زالت غامضة، غير أنها عرفت مجددا الاستقرار في القرن الرابع الميلادي. وأبرز أثاره تتمثل في الحي الصناعي والتجاري وكنيسة ترجع للفترة المسيحية الأولى. |
موقع كوطا تقع كوطا على بعد 10 كلم جنوب مدينة طنجه المغربية في منطقة محاذية لمغارات هرقل وأشقار. وتعود أقدم المستويات بالموقع إلى القرن الثالث ق. م كما تدل على ذلك اللقى الأثرية التي كشفت عنها الحفريات. وكوطا عبارة عن مجمع صناعي خاص بتمليح السمك، وهو يتكون من عدة أحواض يصل عمقها إلى مترين. وقد عرف هذا النشاط في عهد الملك يوبا الثاني وابنه بتوليمي، تطوراً كبيراً أدى إلى ظهور صناعات أخرى كاستخراج مادة الملح. وحين كان يقل السمك كانت تتحول أحواض التمليح إلى أحواض لاستخراج مادة التلوين الأرجوانية التي جسدت شهرة يوبا الثاني. يتكون الموقع حاليا من مجموعة من البنايات، ومن أهمها وأشهرها مصنع لتمليح السمك ومرافق أخرى من أبرزها الحمامات ومبانٍ ذات أروقة ومعبد. موكادور هذا الموقع عبارة عن جزيرة صغيرة توجد قرب مدينة الصويره المغربية. ويعتبر من أهم المواقع الفينيقية بغرب البحر الابيض المتوسط . أتبثت الحفريات الأثرية التي أجريت بالجزيرة وجود بقايا أركيولوجية تتمثل في أوانٍ فخارية وأمفورات يرجع أقدمها إلى النصف الثاني من القرن السابع قبل الميلاد . وقد دلت الأبحاث الأركيولوجية أن جزيرة موكادور عرفت فترة فراغ ما بين القرن الخامس والأول ق.م . إلا أن وجود بعض القطع الفخارية ترجع للقرن الرابع ق.م يدل على وجود علاقات تجارية بين الجزيرة وباقي المدن الموريتانية بالمغرب القديم . عرفت الجزيرة في عهد الملك الموري يوبا الثاني، ازدهاراً مهماً، إذ كانت تتواجد بالموقع مصانع لإستخراج الصباغة الأرجوانية . دلت الحفريات الأثرية على استيطان الجزيرة خلال الفترة الرومانية إلى حدود القرن الخامس الميلادي. |
مومياء جديدة في وادي الملوك إكتشفت بعثة اميركية تابعة لجامعة ممفس بالولايات المتحدة مقبرة جديدة في وادي الملوك في الاقصر التي تبعد عن القاهرة حوالى 500 كيلومتر . وهذه البعثة هي بقيادة ادوين بروك المدير المشارك في اعمال التنقيب في وادي الملوك يشاركه عدد من دائرة الآثار المصرية برئاسة رئيس الدائرة زاهي حواس . وهذا هو أول اكتشاف اثري مهم في وادي الملوك منذ ان اكتشف عالم الاثار البريطاني هوارد كارتر في 4 تشرين الثاني / نوفمبر 1922 المقابرالملكية في وادي الملوك، وافترض منذ ذلك الوقت ان لا حاجة للتنقيب عن مقابر اضافية . يعتقد علماء الاثار ان المقابر الجديدة تعود الى ايام الأسرة الثامنة عشرة ايام وتوتنخ عمون او امنحتوب الثالث او ربما حورمحب . ولا تعتقد البعثة المنقبة ان احداً من المومياء الجديدة ، وعددها خمس ، يعود الى الاسرة المالكة انما الى افراد مقربين من هذه الاسرة ، ذلك لان وادي الملوك كانت مخصصة لموتى الاسرة الحاكمة وحدها . وكانت هذه الاسرة الثامنة عشرة قد حكمت مصر من حوالى سنة 1500 الى 1300 ق.م. http://www.al-hakawati.net/arabic/Ci...es/athar19.jpg إكتشفت البعثة الاميركية المصرية المشتركة المقبرة الجديد صدفة عندما كانت تجري تنقيبات قرب مقبرة امنمسس ، احد افراد الاسرة التاسعة عشرة ، ووجدت بقايا كوخ صغير للعمال القدامى وبقربه منخفض في الطبقة الصخرية اوصلهم الى منور رأوا من خلاله غرفة صغيرة تضم خمسة توابيت فيها خمس مومياء وبقربها حوالى 20 جرة من الألبستر ، بعضها سالم وبعضها مصاب بكسور عند العنق . أما المومياء فواحدة منها انقلبت من تابوتها واصبحت تواجه الباب واخرى ملفوفة بغطاء بني داخل التابوت . يعمل المنقبون الان على توسيع الفتحة وفتح باب الغرفة للدخول الى حيث التوابيت والقيام بفحص المومياء والموجودات . ويأمل هؤلاء بالتمكن من نقل المومياء في الاشهر القليلة القادمة قبل بدء فصل الصيف الحار . |
نـينوى قال ياقوت إنّ نينوى قرية يونس، ابن متى عليه السلام، بالموصل في العراق . وقال ابن حوقل عند كلامه عن الموصل:"وفيها رستاق نينوى وكانت لهُم مدينة في سالف الزّمان، آثارها بيّنة وأحوالها ظاهرة وسورها مُشاهَد، وهي من شرقي دجلة تجاه الموصل ". كانت مدينة نينوى، عاصمة الأشوريين ، قائمةً على ملتقى نهر خوسور بنهر دجلة. وما تزال أطلالها اليوم بجوار قريتي كورنجك والنبي يونس. كانت نينوى مقرًا لملوك الآشوريين، إذ تُرَى فيها آثار شلمنصر الأوّل. وفي القرن التاسع قبل الميلاد تحوّل عنها ملوك آشور إلى مدينة كلش، ثم عادوا إليها في عهد الملك سرجون والملك سنحاريب اللذين زادا في حصونها واتّخذا بها قصرًا فاخرًا ما تزال آثاره في قرية النبي يونس ظاهرة حتى الأن. بعد ذلك هجرها الملك أزار حدون وانتقل إلى بابل ؛ ولكن الملك أشور بانيبال عاد إليها في القرن السابع ق.م وقضى زمنًا طويلاً في زخرفتها. كانت نينوى حينئذٍ من أكثر مدُن الشرق سكانًا وأعظمها حصانةً وبُنيانًا، إذ كان لها ثلاثة أسوار، بعضها داخل بعض. ولكن الميدييّن استولوا عليها في أوائل القرن السابع بعد حصارٍ عنيفٍ. قامت على أطلال مدينة نينوى القديمة مدينةٌ حديثةٌ بقيت غير مشهورةٍ في عهد الفرس والمقدونييّن. وفي أواخر القرن الثاني للميلاد وقعت في قبضة الرومان. وبعد أن تداولوها هُم والفرس زمنًا، دخلها هرقل حوالى سنة862 ق.م بعد أن انتصر على جيوش كسرى، ومنه أخذها العرب. وفي أوائل القرن التاسع عشر ق.م، اندثرت تمامًا وقد شرع المنقّبون عن الآثار في الحفر في جنباتها منذ أواسط القرن التاسع عشر، فعثروا على قصر الملك سرجون ضمن خرائب قرية خورذاباد. |
الساعة الآن 09:04 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |