![]() |
سورة النَّاس بَين يَدَيْ السُّورَة * سورة النَّاس مكية، وهي ثاني المعوذتين، وفيها الاستجارة والاحتماء برب الأرباب من شر أعدى الأعداء، إِبليس وأعوانه من شياطين الإِنس والجن، الذين يغوون الناس بأنواع الوسوسة والإِغواء. * وقد ختم الكتاب العزيز بالمعوذتين وبدأ بالفاتحة، ليجمع بين حسن البدء، وحسن الختم، وذلك غاية الحسن والجمال، لأن العبد يستعين بالله ويلتجئ إِليه، من بداية الأمر إِلى نهايته. الاستعاذة من شر الشياطين {قُلْ أَعُوذُ} أي قل يا محمد أعتصم وألتجئ وأستجير {بِرَبِّ النَّاسِ} أي بخالق الناس ومربيهم ومدبر شئونهم، الذي أحياهم وأوجدهم من العدم، وأنعم عليهم بأنواع النعم قال المفسرون: إِنما خصَّ الناس بالذكر - وإِن كان جلت عظمته رب جميع الخلائق - تشريفاً وتكريماً لهم، من حيث إِنه تعالى سخَّر لهم ما في الكون، وأمدهم بالعقل والعلم، وأسجد لهم ملائكة قدسه، فهم أفضل المخلوقات على الإِطلاق {مَلِكِ النَّاسِ} أي مالك جميع الخلق حاكمين ومحكومين، ملكاً تاماً شاملاً كاملاً، يحكمهم، ويضبط أعمالهم، ويدبّر شؤونهم، فيعز ويذل، ويغني ويُفقر {إِلَهِ النَّاسِ} أي معبودهم الذي لا ربَّ لهم سواه. قال القرطبي: وإِنما قال {مَلِكِ النَّاسِ* إِلَهِ النَّاسِ} لأن في الناس ملوكاً فذكر أنه ملكهم، وفي الناس من يعبد غيره فذكر إنه إِلههم ومعبودهم، وأنه الذي يجب إن يستعاذ به ويُلجأ إِليه، دون الملوك والعظماء، وترتيب السورة بهذا الشكل في منتهى الإِبداع، وذلك لأن الإِنسان أولاً يعرف أن له رباً، لما يشاهده من أنواع التربية {رَبِّ النَّاسِ} ثم إِذا تأمل عرف أن هذا الرب متصرفٌ في خلقه، غني عن خلقه فهو الملك لهم {مَلِكِ النَّاسِ} ثم إِذا زاد تأمله عرف أنه يستحق أن يُعبد، لأنه لا عبادة إِلا للغني عن كل ما سواه، المفتقر إِليه كل ما عداه {إِلَهِ النَّاسِ} وإِنما كرر لفظ الناس ثلاثاً ولم يكتف بالضمير، لإِظهار شرفهم وتعظيمهم والاعتناء بشأنهم، كما حسن التكرار في قول الشاعر: لا أرى الموتَ يسبقُ الموتَ شيء نغَّص الموتُ ذا الغِنَى والفقيرا قال ابن كثير: هذه ثلاث صفات من صفات الرب عز وجل "الربوبية" و "الملك" و "الإِلهية" فهو ربُّ كل شيء ومليكه وإِلهه، وجميع الأشياء مخلوقة ومملوكة له، فأُمر المستعيذَ أن يتعوذ بالمتصف بهذه الصفات {مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ} أي من شر الشيطان الذي يلقي حديث السوء في النفس، ويوسوس للإِنسان ليغريه بالعصيان { الْخَنَّاسِ} الذي يخنس أي يختفي ويتأخر إِذا ذكر العبد ربه، فإِذا غفل عن الله عاد فوسوس له وفي الحديث "إِن الشيطان واضع خطمه - أنفه - على قلب ابن آدم، فإِذا ذكر الله خنس، وإِذا نسي الله التقم قلبه فوسوس" {الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ} أي الذي يلقي لشدّة خبثه في قلوب البشر صنوف الوساوس والأوهام. قال القرطبي: ووسوستُه هو الدعاء لطاعته بكلام خفي يصل مفهومه إلى القلب من غير سماع صوت {مِنْ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} {مِنْ} بيانية أي هذا الذي يوسوس في صدور الناس، هو من شياطين الجِن والإِنس كقوله تعالى: {شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا} فالآية استعاذة من شر الإِنس والجن جميعاً، ولا شك أن شياطين الإِنس، أشدُّ فتكاً وخطراً من شياطين الجن، فإِن شيطان الجن يخنس بالاستعاذة، وشيطان الإِنس يُزين له الفواحش ويغريه بالمنكرات، ولا يثنيه عن عزمه شيء، والمعصوم من عصمه الله. |
دُعَاءُ خَتْمِ القُرْآنِ الكَريمِ اللَّهًمَّ ارحَمْني بالقُرانِ وَاجْعَلَهُ لي إِمَاماً وَنُوراً وَهُدىً وَرَحْمَةً اللَّهُمَّ ذَكِّرْني مِنْهُ مَا نَسِيتُ وَعَلِّمْني مِنْهُ مَا جَهِلْتُ وَارْزُقْني تِلاَوَتَهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَأَطْراَفّ النَّهارِ وَاجْعَلْهُ لي حُجَّةً يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لي دِيني الَّذي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي وَأصْلِحْ لي دُنْيَايَ الَّتي فِيهَا مَعَاشِي وَأَصْلِحْ لي آخِرَتي الَّتي فِيهَا مَعَادِي وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةَ لي في كُلِّ خَيْرٍ وَاجْعَلِ المَوْتَ رَاحَةَ لي مِن كُلِّ شَرٍّ اللَّهُمَّ اجْعَلْ خَيْرَ عُمْرِي آخِرَهُ وَخَيْرَ عَمَلِي خَوَاتِمَهُ وَخَيْرَ أَيَّامِي يَوْمَ أَلْقَاكَ فِيهَ اللَّهُمَّ إِنّي أَسْأَلُكَ عِيشَةَ هَنِيَّةً وَمِيتَةً سَوِيَّةً وَمَرَدّاً غَيْرَ مُخْزيٍ وَلا فَاضِحٍ اللَّهُمَّ إِنّي أَسْاَلُكَ خَيْرَ الْمَسأَلَةِ وَخَيْرَ الدُّعَاءِ وَخَيْرَ النَّجَاحِ وَخَيْرَ الْعِلْمِ وَخَيْرَ الْعَمَلِ وَخَيْرَ الثَّوَابِ وَخَيْرَ الْحَيَاةِ وَخَيْرَ المَمَاتِ وَثَبِّتْني وَثَقِّلْ مَوَازِيني وَحَقِّقْ إِيمَاني وَارْفَعْ دَرَجَتِي وَتَقَبَّلْ صَلاتي وَاغْفِرْ خَطِيئَاتي وَأَسْأَلُكَ الْعُلا مِنَ الْجَنَّةِ اللَّهُمَّ إِنّي أَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ وَالسَّلامَةَ مِن كُلِّ إُثْمٍ وَالْغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ وَالْفَوْزَ بِالْجَنَّةِ وَالنَّجَاةَ مِنَ النَّارِ اللَّهُمَّ أَحْسِنْ عَاقِبَتَنَا في الأُمُورِ كُلِّهَا وَأَجِرْنَا مَنْ خَزْيِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الآخِرَةِ اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا تَحُولُ بِهِ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعْصِيَتِكَ وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهَا جَنَّتَكَ وَمِنَ الْيَقِينِ مَا تُهّوِّنُ بِهِ عَلَيْنَا مَصَائِبَ الدُّنْيَا وَمَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّتِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا وَاجْعَلْهُ الْوَارٍثَ مَنَّا وَاجْعَلْ ثَأْرَنَا عَلى مَنْ ظَلَمَنَا وَانْصُرْنَا عَلى مَنْ عَادَانَا وَلا تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا في دِينِنَا وَلا تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا وَلا مَبْلَغَ عِلْمِنَا وَلا تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لا يَرْحَمُنَا اللَّهُمَّ لا تَدَعْ لَنَا ذَنْباً إِلاَّ غَفَرْتًهُ وَلا هَمّاً إِلاَّ فَرَّجْتًهُ وَلا دَيْناً إِلاّ قَضَيْتَهُ وَلا حَاجَةً مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ إِلاّ قَضَيْتَهَا يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيا حَسَنَةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عّذَابَ النَّارِ وَصَلَّى اللهُ عَلى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلى آلِهِ وَأصْحَابِهِ الأَخْيَارِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً |
جزاك الله خيرا وبارك بك ,,
وجزاك الفردوس الاعلى وجعله في ميزااان حسناااتك دمت بخير |
بارك الله بك على المجهود في نقل التفسير لنا
جزاك الله الخير |
جزاك الله خيرا وبارك بك ,,
وجزاك الفردوس الاعلى تسلم ايدك |
جزاك ربي كل الخير وبارك بك بعدد الحروف التي نقلتيها لنا
مشكورة |
جزاك الله عنا كل خير
سلمت عزيزتي جعله في ميزان حسناتك |
بارك الله بك وأثابك الجنة وجعله في ميزان حسناتك شكرا على الإفادة والطرح |
رد: تفسير سور القرآن الكريم كاملة
شكرا على الطرح الرائع والمميز
لك مني أجمل وأرق تحية |
رد: تفسير سور القرآن الكريم كاملة
جــــــــــــــــــــــــــــزاك الله خيرا
وجعله في ميزان حسناتك |
الساعة الآن 08:23 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |