منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   المكتبة العامة (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=239)
-   -   حـكايـات عـربـيـة (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=17740)

صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 04:31 AM

الإيمـان بحـق الوطـن
علم عمرو بن الجموح، أن أبناءه خارجون للقتال في سبيل الله، فخرج يستبقهم، فوقفوا جميعاً في وجهه، يصدونه عن ذلك ويقولون:‏ ‏ أما نكفيك نحن نجاهد عنك في سبيل الله؟‏ ‏ إن الله يعذرك لعرجتك، فصاح فيهم، ما بالكم تمنعوني أن أدخل الجنة؟!‏ ‏ وذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:‏ ‏ ادع الله أن أستشهد في سبيله. ثم رفع يديه إلى السماء داعياً، اللهم لا ترجعني إلى أهلي خائباً، ثم سأل الرسول:‏ ‏ أإذا استشهدت في سبيل الله أدخل الجنة بعرجتي هذه؟‏ ‏ فأجابه الرسول بل تدخل الجنة صحيحها، وذهب فقاتل حتى استشهد، فقال عليه الصلاة والسلام: والله لكأني أرى عمرو بن الجموح، يمشي بعرجته هذه سليماً في الجنة، ثم قال:‏ ‏ والله إن منكم يا معشر الأنصار من لو أقسم على الله لأبره، ومنهم عمرو بن الجموح. ‏

صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 04:31 AM

الاخــتزال
لليونانيين قلم يعرف بالساميا، ولا نظير له عندنا. فإن الحرف الواحد منه يحيط بالمعاني الكثيرة، ويجمع عدة كلمات. قال جالينوس: ‏ ‏ كنت في مجلس عام، فتكلمت في التشريح. فلما كان بعد أيام لقيني صديق لي، فقال إن فلانًا يحفظ عليك في مجلسك العام أنك تكلمت بكذا وكذا، وأعاد عليّ ألفاظي بعينها. فقلت: من أين لك هذا؟ قال: إني التقيت بكاتب ماهر بالساميا، فكان يسبقك بالكتابة في كلامك. ‏ ‏ وهذا القلم يتعلمه الملوك وجلّة الكتـّاب، ويُمنع منه سائر الناس لجلالته. وقد جاءنا من بعلبك رجل متطبّب زَعَم أنه يكتب بالساميا. فجرّبنا عليه ما قال، فرأيناه إذا تكلمنا بعشر كلمات أصغى ثم كتب كلمة فاستعدناها فأعادها بألفاظنا. ‏ ‏ وللصين كتابة يقال لها كتابة المجموع؛ وهي أن لكل كلام يطول شكلاً من الحروف يأتي على المعاني الكثيرة. فإن أرادوا أن يكتبوا ما يكتب في مائة ورقة، كتبوه في صفحة واحدة. ‏ ‏ قال محمد بن زكريا الرازي: ‏ ‏ قصدني رجل من الصين، فأقام بحضرتي نحو سنة، تعلم فيها العربية كلامًا وخطّا في مدة خمسة أشهر حتى صار فصيحًا حاذقًا سريع اليد. فلما أراد الانصراف إلى بلده، قال لي قبل ذلك بشهر: ‏ ‏ إني على الخروج، وأحبُّ أن تُملي عليَّ كتب جالينوس الستة عشر لأكتبها. ‏ ‏ فقلت: ‏ ‏ لقد ضاق عليك الوقت، ولا يفي زمانُ مقامك لنسخ قليل منها. ‏ ‏ فقال الفتى: ‏ ‏ أسألك أن تهب لي نفسك مدة مقامي، وتملي عليّ بأسرع ما يمكنك، فإني أسبقك بالكتابة. ‏ ‏ فتقدّمت إلى بعض تلاميذي بالاجتماع معنا على ذلك، وكنا نملي عليه بأسرع ما يمكننا، فكان يسبقنا. ولم نصدّقه إلا في وقت المعارضة، فإنه عارض بجميع ما كتبه. ‏ ‏ وسألته عن ذلك فقال: ‏ ‏ إن لنا كتابة تعرف بالمجموع، فإذا أردنا أن نكتب الشيء الكثير في المدة اليسيرة كتبناه بهذا الخط، ثم إذا شئنا نقلناه إلى القلم المتعارَف والمبسوط. ‏
من كتاب "الفهرست" لابن النديم. ‏


صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 04:31 AM

الاعتــدال
ذهب رجل إلى الإمام الشافعي رضي الله عنه، يشكو ألماً في أسنانه، على صغر سنه.‏ ‏ وكان الإمام، مع كبر سنه، يتمتع بأسنان كاملة سليمة، لم يشك ألماً بها قط.‏ ‏ قال الرجل:‏ ‏ أيها الإمام الأعظم، خبرني عن سبب تمتعك بأسنانك كاملة.‏ ‏ فقال له الإمام:‏ ‏ يا هذا، أعضاء الله حفظناها في الصغر، فحفظها لنا في الكبر. ‏

صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 04:32 AM

البيروني على فراش الموت
قال الفقيه أبو الحسن عليّ بن عيسى: ‏ ‏ دخلتُ على أبي الرِّيحان البيروني وهو يجود بنفسه، قد حَشْرَجَ نَفَسُه، وضاق به صدرُه. فقال لي وهو في تلك الحال: ‏ ‏ ذكرتَ لي يومًا حِسَاب الجَدَّات من قِبَل الأم، وقد أُنْسِيتُه فأعده عليّ. ‏ ‏ فقلت له إشفاقًا عليه: أفي هذه الحالة؟ ‏ ‏ قال: يا هذا أُودِّع الدنيا وأنا عالم بهذه المسألة، ألا يكون خيرًا من أن أُخَلِّيها وأنا جاهل بها؟ ‏ ‏ فأعدتُ عليه ذلك وحَفِظَه. ‏ ‏ وخرجتُ من عنده فسمعتُ الصراخ عليه وأنا في الطريق. ‏
من كتاب "معجم الأدباء" لياقوت.


صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 04:32 AM

التاسع نلقيه في البحر
‏ رأيتُ بعض الأصحاب يأخذ ثلاثين قطعة من قطع الشطرنج، نصفها من السُّود ونصفها من البيض، ويرصّها رصّا مخصوصًا في صورة دائرة، ويدّعي أن مركبًا كان على ظهر البحر، وفيه مسلمون (بيض) وكفّار (سود). فأشرفوا على الغرق، وأرادوا أن يرموا إلى البحر نصف عددهم ليخفّ المركب، فينجو بعضهم ويسلم المركب. فقالوا: ‏ ‏ نقترع، ومن وقعت عليه القرعة ألقيناه في البحر. ‏ ‏ فتأملهم الريّس بعض الوقت وهم جالسون في دائرة، ثم قال: ‏ ‏ ليس هذا حكمًا مرضيّا. و إنما الحكم أنّا نعدّ الجماعة، فكل من كان تاسعًا ألقيناه في البحر. ‏ ‏ فارتضوا بذلك، ولم يزل يعدّهم ويلقي التاسع فالتاسع فإذا هو قد ألقى الكفار أجمعين، وسلم المسلمون! ‏
من كتاب "شرح لامية العجم" للصفدي.‏


صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 04:33 AM

التُّـفَّاحـة
‏ في مدينة جَبْلَة قبرُ الوليّ الصالح الشهيد إبراهيم بن أدهم رضي الله عنه، وهو الذي نَبَذَ المُلْكَ وانقطع إلى الله تعالى حسبما شُهِرَ ذلك. ولم يكن إبراهيم من بيت مُلْك كما يظنه الناس، إنما ورثَ المُلْكَ عن جدّه أبي أمّه. وأما أبوه أدهم فكان من الفقراء الصالحين السائحين المتعبّدين الوَرِعين المنقطعين.‏ ‏ ويُذكَر أن أدهم هذا مرّ ذات يوم ببساتين مدينة بُخارى وتوضّأ من بعض الأنهار التي تتخللها، فإذا بتفاحة يحملها ماء النهر. فقال: "هذه لا خَطَرَ لها". فأكلها. ثم ندم ووقع في خاطره من ذلك وسواس. فعزم على أن يعترف لصاحب البستان وأن يَسْتَحِلّه. فقرع باب البستان فخرجت إليه جارية، فقال لها: ‏ ‏ ادعي لي صاحب المنزل.‏ ‏ فقالت: إنه لامرأة.‏ ‏ فقال: استأذني لي عليها.‏ ‏ ففعلت، فأخبر المرأة بخبر التفاحة، وطلب عفوها، فقالت له:‏ ‏ إن هذا البستان نِصفُه لي ونِصفُه للسلطان. (والسلطان يومئذ بمدينة بَلْخ، وهي مسيرة عشرة من بُخارى). ‏ ‏ وأحَلَّتْه المرأة من نصف التفاحة. فذهب إلى بلخ، فاعترض السلطان في موكبه وأخبره الخبر واستحلّه، فأمره أن يعودَ إليه في الغد.‏ ‏ وكان للسلطان بنت بارعة الجمال، قد خطبها أبناء الملوك فتمنّعت، وحُبِّبتْ إليها العبادة وحُبّ الصالحين، وهي تحبّ أن تتزوج من ورِع زاهد في الدنيا. فلما عاد السلطان إلى منزله أخبر بنتَه بخبر أدهم، وقال: ‏ ‏ ما رأيتُ أروعَ من هذا، يأتي من بُخارى إلى بلخ لأجل نصف تفّاحة؟ ‏ ‏ فرغبت في تزوّجه. فلما أتى أدهم من الغد قال له السلطان: ‏ ‏ لا أحِلُّك إلا أن تتزوج ببنتي.‏ ‏ فتمنَّع أولاً ثم قبِل الزواج منها. وحملت منه فولدت إبراهيم رضي الله عنه الذي أسند الملكُ إليه بعد وفاة جدّه. ‏
من كتاب "رحلة ابن بطوطة". ‏


صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 04:33 AM

التجمـُّل فـي المسألــة
‏ كان عبد الرحمن الداخل ببعض مجالسه، فمثل بين يديه رجل من جند قـِنسرين يستجديه، فقال:‏ ‏ يا ابن الخلائف الراشدين والسادة الأكرمين، إليك فررت، وبك عذت، من زمن ظلوم، ودهر غشوم، قلَّ المال وكثر العيال، وشعث الحال فصيـَّر إلى نداك المآل، وأنت ولي الحمد والمجد، والمرجوُّ للرِّفد، فأجابه عبد الرحمن على الفور:‏ ‏ سمعنا مقالتك، وقضينا حاجتك، وأمرنا بعونك، على دهرك، على كرهنا لسوء مقالك فلا تعودَنَّ ولا سواك لمثله، من إراقة ماء وجهك، بتصريح المسألة، والإلحاف في الطلبة، وإذا ألمّ بك خطب أو مر بك أمر، فارفعه إلينا في رُقعة لا تعدوك، كيما تستر عليك خلتك وتكف شماتة العدو عنك، بعد رفعك لها إلى مالكك ومالكنا عز وجل، بإخلاص الدعاء، وصدق النية. ‏

صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 04:33 AM

التحاسـد والتخـاذل
‏ قال أبو عبيدة مَعمر بن المُثنَّى:‏ ‏ مرَّ قيس بن زهير ببلاد غطفان، فرأى بها ثروة وعددا،‏ ‏ فكرِه ذلك.‏ ‏ فقيل له: ‏ ‏ أيسوءك ما يسُرُّ الناس؟‏ ‏ قال:‏ ‏ إنك لا تدري أنَّ مع النعمة والثروة التحاسد والتخاذل، وأن مع القلة التحاشد والتناصر. ‏

صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 04:34 AM

الثقــة بـالله
علم الرشيد، أن في دمشق رجلاً من بقايا الأمويين، عظيم السطوة، كثير الأعوان والجنود، يـُخشى خطره على الدولة، فأرسل إليه من يحضره مقيداً، فلما ذهب إليه الرسول، قيده وحمله على راحلته وسارا، فلما وصلا إلى ظاهر دمشق التفت الأموي إلى بستان حسن وقال:‏ ‏ هذا بستان لي، وفيه غرائب الأشجار وبدائع الأثمار، ثم انتهى إلى مزارع حسان وقـُرى واسعة وقال:‏ ‏ مثل ذلك، فعجب الرسول من هدوء الأموي، ورباطة جأشه، وقال له:‏ ‏ ألست تعلم أن أمير المؤمنين أقلقه أمرك، فأرسل إليك من انتزعك من بين أهلك ومالك وولدك؟ لا تدري عاقبة أمرك ولا ما ينتهي إليه حالك؟‏ ‏ فقال الأموي:‏ ‏ إنا لله وإنا إليه راجعون، وإني على ثقة من الله عز وجل، وفي يده ناصية أمير المؤمنين، ولا يملك أمير المؤمنين لنفسه نفعاً ولا ضراً إلا بإذن الله!

صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 04:34 AM

الحـُبّ والطعــام
‎ كان أبو الحارث حسين يـُظهرِ لجارية من المحبة أمرًا عظيمـًا. فدعتـْه وأخـّرت الطعام إلى أن ضاق، فقال:‏ ‏ يا سيـّدتي، مالي لا أسمع للغداء ذِكـْرًا؟‏ ‏ فقالت:‏ ‏ يا سبحان الله! أما يكفيك النظر إليّ وما ترغبه فيّ من أن تقول هذا!‏ ‏ فقال:‏ ‏ يا سيدتي، لو جلس جميل وبثينة من بكرة إلى هذا الوقت لا يأكلان طعامـًا لبصق كلُّ واحد منهما في وجه صاحبه! ‏
من كتاب "جمع الجواهر في المُلـَح والنوادر" للحُصْري.



الساعة الآن 09:33 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى