![]() |
قال أبو الفتح محمد بن أزدشير: كنت مع الوزير أبي غالب الحسن ابن منصور –الملقب بذي السعادتين- فاتفق أن شربت عنده يوماً وسكرت سكراً، فسقطت من كمي رقاع أعطانيها أربابها، لأنتجز لهم توقيعاته عليها ومن جملتها رقعتان بخطي قد كتبت في إحداهما:
يا قليل الخير مأمون الصلف = والذي في السعي قد جاز السرف كن لئيماً وتواضع تحتمل = أو كريماً يحتمل منك الصلف وفي الأخرى: يا طارق الباب على عبد الصمد = لا تطرق الباب فما ثم أحد فأخذ السفتجة وفتحها فوقع على الرقاع بجميع ما فيها، ووقع على الرقعة التي فيها البيتان: يطلق له ألفا درهم، وعلى التي فيها البيت الواحد: يوجب له في كل شهر ألف درهم، ورد الجميع إلى السفتجة، وجعلها في كمي. وأصبحت في الغداة ولا علم عندي بما جرى، فاستدعاني إلى الطعام وقت الظهر فلم ير عندي أثرا للفعلة التي فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (20) الشعراء: ٢٠ ، ولا سمع مني شكرا على الصنيعة. فقال لي: وقفت على الرقاع؟ فقلت: لا، ثم ذكرت ما كان في الأوراق فتصببت عرقا، واشتغل قلبي، فنهضت إلى الرقاع فتأملتها وعدت إليه، فشكرته واعتذرت، فقال: لا تعتذر فإنا نستحقه؛ إذا لم نقض واجبا، ولم نراع صاحبا. |
دخل على أبي دلف - وكان مشهورا بالكرم يستدين كي يعطي- بعض الشعراء فأنشده مادحا :
الله أجرى من الأرزاق أكثرهـاعلى يديك تعلم يـا أبـا دلـف ما خط " لا " كاتباه في صحيفتهكما تخطط لا في سائر الصحف بارى الرياح فأعطى وهي جاريةحتى إذا وقفت أعطى ولم يقـف |
وذكر ابن الجوزي رحمه الله في كتابه أخبار الحمقى والمغفلين (باب ذكر المغفلين من الأئمة)
-وقرأ إمام في صلاته (وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه خمسين ليلة )فجذبه رجل وقال ما تحسن تقرأ ما تحسن تحسب . - وقرأ إمام في صلاته إذا الشمس كورت فلما بلغ قوله( فأين تذهبون )أرتج عليه وجعل يردد حتى كادت تطلع الشمس، وكان خلفه رجل معه جراب فضرب به راس الإمام وقال أما أنا فأذهب وهؤلاء لا أدري الى أين يذهبون. |
وعن أبي القاسم الحسن قال: كتب بعض الناس "كتبت من طيس" يريد طوس فقيل
له في ذلك فقال: لأن من تخفض ما بعدها فقيل: إنما تخفض حرفاً واحداً لا بلداً له خمسمائة قرية. |
قال ابن هشام الأنصاري :
قلت يوما: تـَــرِدُ الجملة الاسمية الحالية بغير واو في فصيح الكلام خلافـا ً للزمخشري كـقوله تعالى { ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة } الزمر 60. فقال بعض من حضر : هذه الواو في أولها !!؟ |
وعن ابن أخي شعيب بن حرب قال: سمعت ابن أخي عمير الكاتب يقول وهو
يعزي قوماً: آجركم الله وإن شئتم أجركم الله كلاهما سماعي عن الفراء. |
وعن أبي العيناء عن العطوي الشاعر أنه دخل إلى رجل عندنا بالبصرة وهو يجود بنفسه فقال له: يا فلان قل: لا إلهَ إلا الله وإن شئت فقل: لا إلهاً إلا الله والأولى أحب إلى سيبويه.
|
جيران يتشممون الأماني
قال ابن أبي عتيق لامرأته: تمنيت أن يهدى إلينا مسلوخ، فنتخذ من الطعام لون كذا ولون كذا، فسمعته جارة له، فظنت أنه أمر بعمل ما سمعته، فانتظرت إلى وقت الطعام، ثم جاءت فقرعت الباب، وقالت: شممت رائحة قدوركم فجئت لتطعموني منها. فقال ابن أبي عتيق لامرأته: أنت طالق إن أقمنا في هذه الدار التي جيرانها يتشممون الأماني. |
وصف أعرابي قوماً بخلاء فقال:
ألغوا من الصلاة الأذان، مخافة أن تسمعه الآذان، فيهلّ عليهم الضّيفان. وقال شاعر في ذلك: أقاموا الديدبان علـى يفـاعٍ *** وقالوا لا تنـم لـلـديدبـان فإن تبصر شخصا من بعـيد *** فصفق بالبنان على البنـان تراهم خشية الأضياف خرسا *** يصلون الصـلاة بـلا أذان |
قصة تميم بن جميل السدوسي مع الخلفة المعتصم .
حكي أن تميم بن جميل السدوسي خرج على المعتصم، فأتى به أسيرا، فاجتمع الناس من الآفاق ينظرون كيف يقتله، وأحضر السياف، وكان تميم جميل الوجه، عذب المنظر، فرآه المعتصم غير مكثرت لما نزل به؛ فأراد أن يستنطقه ليعلم أين عقله في ذلك الوقت، فقال : يا تميم إن كان لك عذر فات به. فقال: أما إذ أذن أمير المؤمنين فأقول: الحمد لله: الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ (7) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (8) . السجدة: ٧ – ٨ يا أمير المؤمنين: جبر الله، بك صَدْعَ الدَّين، ولمَّ بك شَعَثَ المسلمين، وأنار بك سبيل الحقّ، وأخمدَ بِك شِهَابَ الباطل؛ إن الذنوبَ يا أمير المؤمنين لتُخرِس الألسُن الفصيحة، وتصدع الأفئدَة الصحيحة، وساءَ الظنّ، ولم يبق إلا عفوُك وانتقامُك،وأنت إلى العفو أقرب، وهو بك أشبه وأليق، ثم أنشد: أرى الموتَ بين السيفِ وَالنطْع كامناً = يُلاحظني من حيثما أتلفَّتُ وأكبَرُ ظني أنكَ اليومَ قاتِلي = وأَيُّ امرئ ممّا قضَى الله يفلت ومن ذا الذي يأتي بعُذْرٍ وحُجّةٍ = وسيفُ المنايا بين عينيه مُصْلَتُ وما جزَعِي مِنْ أن أموتَ وإنني = لأعلمُ أنَّ الموتَ شيءٌ موقَّتُ ولكنّ خَلْفي صبْيةً قد تركتهم = وأكبادُهم من حَسْرةٍ تتفتَّتُ فإنْ عشتُ عاشوا سالمين بغِبطةٍ = أذُودُ الرَّدَى عنهم وإن متُّ قد ماتوا وكم قائلِ لا يبعد الله دارَهُ = وآخر جَذْلانٌ يسرُّ ويشمتُ فبكى المعتصم حتى ابتلت لحيته، وقال : "إن من البيان لسحرا"، ثم قال: والله يا تميم كاد السيف يسبق العفوَ، وقد وهبتك لله ولصبيتك، وعفوت عن زلتك. وعقد له لواء في الموضع الذي خرج فيه ووصله بمال كثير. |
الساعة الآن 10:44 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |