منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   المكتبة العامة (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=239)
-   -   حـكايـات عـربـيـة (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=17740)

صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 04:38 AM

الدِّيـن والعقـل
‏ كتب أحدُ الزائغين إلى الإمام الجليل أبي حامد الغزالي يقول إن المقصود من الدّعوة والداعي، ومن أحكام الشريعة والتكاليف الظاهرة والتعبّد بالفرائض هو حصولُ المعرفة، فإن حصلت المعرفة عند امرئ أمكنه الاستغناء عن ظواهر الشرع وعن مراعاة الوسائط. ‏ ‏ فكان جواب الغزالي: ‏ ‏ مَثَلُ المغتر بعقله والمنخدع بهذا الظن كمثل رجل بنى له أبوه قصرا على رأس جبل، ووضع له فيه سَدًّا من حشيش طيب الرائحة، وأكّد الوصيّة على ولده مرّة بعد أخرى ألاّ يُخْلى هذا القصر عن هذا الحشيش طول عمره، وقال له: ‏ ‏ إيّاك أن تسكن هذا القصر ساعة من ليل أو نهار إلا وهذا الحشيش فيه. ‏ ‏ فلما مات الأب، زرع الولد حول القصر أنواعا من الرَّياحين، وجلب من البرِّ والبحر أحمالا من العُود والعنبر والمِسْك، وجمع في حديقة قصره جميع ذلك، مع شجرات كثيرة من الرياحين الطيبة الرائحة. فانغمرت رائحةُ الحشيش لما فاحت هذه الروائح. فقال الرجل: ‏ ‏ لا أشك أن والدي ما أوصاني بحفظ هذا الحشيش إلا لطيب رائحته. والآن قد استغنيتُ بهذه الرياحين عن رائحته، فلا فائدة فيه الآن. وهو يضيق علي المكان. ‏ ‏ ثم أمر بالحشيش فرُمِيَ من القصر. ‏ ‏ فلما خلا القصر من الحشيش ظهرت من بعض ثُقَبِ القصر حَيَّةٌ هائلة، وضربته ضربةً أشرف بها على الهلاك، فتنبّه حيث لم ينفعه التنبُّه، وفطن إلى أن الحشيش كان من خاصيته دَفْعُ هذه الحية المُهْلِكَة. ‏ ‏ وكان لأبيه في الوصية بالحشيش غرضان: أحدهما انتفاع الولد برائحته، وذلك قد أدركه الولد بعقله، والثاني أن تَرُّدَّ الرائحةُ الحيات المهلكة، وذلك مما قَصَّرَتْ عن إدراكه بصيرةُ الولد، فاغترّ الولد بما عنده من العلم، وظنّ أنه لا سرَّ وراء معلومه ومعقوله. ‏ ‏ قد وقع لأبي حنيفة مثلُ هذا الظن في الفقهيات، فقال: أوجب اللهُ في كل أربعين شاةً شاةً، وقصد به إزالة الفقر، والشاةُ آلةٌ في الإزالة فإذا حصلت الإزالةُ بمال آخر غير الشاة فقد حصل تمامُ المقصود. ‏ ‏ فقال الشافعي: صدقتَ بقولك أن هذا مقصود، وأخطأت في حُكْمِك بأنه لا مقصودَ سواه، إذ كيف تأمن أن يُقال يوم القيامة: قد كان لنا سرٌّ آخر في إشراك الغنيِّ الفقير مع نفسه في جِنس ماله؟! ‏
من كتاب "طبقات الشافعية الكبرى" لتاج الدين السبكي. ‏


صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 04:38 AM

الدليـل علـى الله
قال رجل لجعفر الصادق: ‏ ‏ ما الدليل على اللّه، ولا تَذْكُرْ لي العالَم والعَرَضَ والجوهر؟ ‏ ‏ فقال له: ‏ ‏ هل ركبتَ البحر؟ ‏ ‏ قال: نعم. ‏ ‏ قال: هل عصفتْ بكم الريحُ حتى خفتم الغرق؟ ‏ ‏ قال: نعم. ‏ ‏ قال: فهل انقطع رجاؤك من المركب والملاّحين؟ ‏ ‏ قال: نعم. ‏ ‏ قال: فهل أحسّت نفسُك أن ثَمَّ من يُنجيك؟ ‏ ‏ قال: نعم. ‏ ‏ قال: فإن ذاك هو اللّه. ‏ ‏ ‏
من كتاب "ربيع الأبرار" للزمخشري ‏


صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 04:38 AM

الديـن يســر
‏ عن أنس قال:‏ ‏ كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فمنا الصائم ومنا المفطر، قال:‏ ‏ فنزلنا منزلاً في يوم حار.‏ ‏ أكثرنا ظـِلاًّ صاحب الكساء.‏ ‏ ومنا من يتقي الشمس بيديه، قال:‏ ‏ فسقط الصوَّام، وقام المفطرون، فضربوا الأبنية، وسقوا الركب، فقال الرسول صلوات الله عليه:‏ ‏ ذهب المفطرون اليوم بالأجر كله. ‏

صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 04:39 AM

الذّاهـب والبـاقي
قالت عائشة رضي الله عنها: ‏ ‏ ذبحنا شاةً فتصدّقنا بها. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ‏ ‏ هل بقي منها شيء؟‏ ‏ فقلت: يا رسول الله، ما بقي منها إلا كتفها. ‏ ‏ فقال: ‏ ‏ كلّها بقي إلا كتفها! ‏
من كتاب "المسجاد من فعلات الأجواد" للتنوخي.


صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 04:39 AM

الـرءوس المتهاويــة
‏ قال عبد الملك بن عمير:‏ ‏ كنت عند عبد الملك بن مروان بقصر الكوفة حين جيء برأس مـُصعب بن الزبير فوُضع بين يديه. رآني قد ارتعت فقال لي:‏ ‏ مالك؟‏ ‏ فقلت:‏ ‏ أعيذك بالله يا أمير المؤمنين، كنتُ بهذا القصر بهذا الموضع مع عبيد الله بن زياد فرأيتُ رأس الحسين بن علي بن أبي طالب بين يديه، ثم كنت في هذا المكان مع المختار بن أبي عبيد الثقفي فرأيت رأس عبيد الله بن زياد بين يديه، ثم كنت فيه مع مصعب بن الزبير فرأيت رأس المختار فيه بين يديه، ثم هذا رأس مصعب بن الزبير بين يديك!‏ ‏ فقام عبد الملك من موضعه، وأمر بهدم ذلك المكان الذي كنا فيه. ‏
من كتاب "شرح لامية المعجم" للصفدي


صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 04:39 AM

الرسول ينصف طائـراً
عن عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه قال:‏ ‏ كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر.‏ ‏ فرأينا حـُمـَّرة "طائر أحمر اللون" معها فرخان لها فأخذناهما، فجاءت الحمرة تعرش (تظلل بجناحيها) من أجل فرخيها.‏ ‏ فقال الرسول عليه السلام:‏ ‏ من فجع هذه بولدها؟‏ ‏ ردوا ولدها إليها

صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 04:39 AM

الرشيد بن الزبير والمرأة القاهرية
كان الرشيد بن الزبير على جلالته وفضله، ومنزلته من العلم والنّسب، قبيحَ المنظر، أسودَ الجِلْدَة، ذا شَفَة غليظة وأنف مبسوط كخِلْقة الزنوج، قصيرًا. ‏ ‏ حدّث يومًا فقال: ‏ ‏ مررت بموْضع في القاهرة، وإذا امرأةٌ شابّة، صبيحة الوجه، وضيئة المنظر. فلما رأتني نظرتْ إليّ نظر مُطْمِعٍ لي في نفسه. فتوهمّتُ أنني وقعتُ منها بموقع، ونَسِيت نفسي وأشارت إليّ بطَرْفها، فتبِعتها وهي تدخل في سِكـّة وتخرج من أخرى، حتى دخلتْ دارًا، وأشارت إليّ، فدخلتُ. وَرَفَعَتِ النـِّقاب عن وجهٍ كالقمر في ليلة تمامه، ثم صفـّقتْ بيديها منادية: يا ست الدار! فنزلت إليها طفلة، فقالت لها: ‏ ‏ إن رَجَعتِ تبولين في الفِراش تركتُ سيدَنا القاضي يأكلكِ! ‏ ‏ ثم التفتت إليَّ وقالت: ‏ ‏ لا أَعْدَمَني اللّهُ إحسانَك. ‏ ‏ فخرجتُ وأنا خـَزْيان خَجلاً، لا أهتدي إلى الطريق. ‏
من كتاب "معجم الأدباء" لياقوت. ‏


صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 04:40 AM

الرشيد والرجل الأندلسيّ
حكي أن رجلاً من الأندلس قدم على هارون الرشيد، فقال له الرشيد:‏ ‏ يُقال إن الدنيا بمثابة طائر، ذَنَبُه الأندلس.‏ ‏ فقال الأندلسيّ:‏ ‏ صدقوا يا أمير المؤمنين، وإنه طاووس.‏ ‏ فضحك الرشيد، وتعجّب من سرعة جواب الرجل وانتصاره لبلده. ‏
من كتاب "نفح الطيب" للمقَّرى التِّلمساني. ‏


صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 04:40 AM

السُّعــاة
‏ مشى الخليفة القادر باللّه ذات ليلة في أسواق بغداد فسمع شخصًا يقول لآخر: ‏ ‏ قد طالت دولة هذا المشوم، وليس لأحد عنده نصيب. ‏ ‏ فأمر خادمًا كان معه أن يحضره بين يديه فلما سأله عن صنعته قال: ‏ ‏ إني كنت من السُّعاة الذين يستعين بهم أرباب الدولة على معرفة أحوال الناس فمذ وُلـِّيَ أمير المؤمنين أقصانا وأظهر الاستغناء عنا، فتعطّلت معيشتنا وانكسر جاهُنا. ‏ ‏ فقال له : أتعرف مَن في بغداد من السعاة مثلك؟ ‏ ‏ قال : نعم. ‏ ‏ فأحضر كاتبًا، وكتب أسماءهم، وأمر بإحضارهم ثم أجرى لكل واحد منهم معلومًا، ونفاهم إلى الثغور القاصية، ورتَّبهم هناك عيونًا على أعداء الدِّين. ‏ ‏ ثم التفت القادر إلى مَن حوله وقال: ‏ ‏ اعلموا أن هؤلاء قد ركَّب اللّه فيهم شرًّا، وملأ صدورهم حقدًا على العالم، ولا بدّ لهم من إفراغ ذلك الشّر. فالأَوْلى أن يكون ذلك في أعداء الدِّين، ولا نُنَغِّص بهم المسلمين. ‏ ‏ ‏
من كتاب "فوات الوفيات" لابن شاكر الكتبي ‏


صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 04:40 AM

الشـاعر المُغَنـِّي
كان حُنَين شاعراً مـُغـَنـِّيـاً فحلاً من فحول المغنِّين. وكان نصرانيـّا يسكن الحِيرة، ولم يكن بالعراق غيره، فاستولى عليه في عصره وقَدِم ابنُ مُحْرِز المـُغنـِّي إلى الكوفة، فبلغ خبرُه حُنَيْنـاً، فخشيَ أن يعرفه الناسُ فَيَسْتَحْلُوه ويستولـيَ على البلد فيسقُطَ هو. فتلطّف له حتى دعاه، فغنّاه ابنُ مُحرز لحنـاً، فسمع ما هاله وحيّره. فقال له حنين:‏ ‏ كم مَنَّتْك نفسُك من العراق؟‏ ‏ قال:ألفَ دينار.‏ ‏ فقال: فهذه خمسمائة دينار عاجلة، فخُذها وانصرف، واحلف لي أنك لا تعود إلى العراق.‏ ‏ وكان ابنُ مُحْرِز صغير الهمـّة، لا يحبّ عِشرة الملوك، ولا يُؤْثر على الخَلْوة شيئـاً.‏ ‏ فأخذها وانصرف.‏ ‏ ثم قدم الحِيرة ابن سُرَيج المـُغنـِّي ومعه ثلاثمائة دينار. فأتى بها منزل حُنين، وقال:‏ ‏ أنا رجل من أهل الحجاز، بلغني طِيبُ الحيرة وجَودة خمرها، وحُسن غنائك، فخرجت بهذه الدنانير لأنفقها معك وعندك، ونتعاشر حتى تنفد وأنصرف.‏ ‏ فسأله حنين عن اسمه ونَسَبه، فَغَيـَّرهما، وانتمى إلى بني مخزوم. فأخذ حنين المال منه وقال:‏ ‏ مُوَفَّر مالُك عليك، ولك عندنا كلُّ ما يحتاج إليه مثلُك ما نَشِطْتَ للمُقام عندنا، فإذا دَعَتْكَ نفسُك إلى بلدك جَهَّزناك إليه، ورددنا عليك مالك.‏ ‏ وأسكنه داراً كان ينفرد فيها، فمكث عنده شهرين لا يعلم حنين ولا أحد من أهله أنه يُغَنّي، حتى انصرف حنين من دار الوالي في يوم صائف مع قيام الظَّهيرة، فصار إلى باب الدار التي كان أَنزل ابنَ سُريج فيها، فوجده مغلقـاً. فارتاب بذلك، ودقَّ الباب فلم يُفتح له ولم يُجبه أحد.‏ ‏ فصار إلى منازل الحُرَم فلم يجد فيها ابنته ولا جواريها، ورأى ما بين الدار التي فيها الحُرَم ودار ابن سُرَيج مفتوحـاً. فانتضى سيفه ودخل الدار ليقتل ابنته، فلما دخلها رأى ابنته وجواريها وقوفـاً على باب السرداب وهنَّ يُومِئْنَ إليه بالسكوت وتخفيف الوطء. فلم يلتفت إلى إشارتهن لِمَا تداخله، إلى أن سمع تَرَنُّمَ ابن سريج. فألقى السيف من يده، وصاح به - وقد عرفه من غير أن يكون رآه، ولكن بالنَّعْت والحِذْق:‏ ‏ أبا يحيى، جـُعلتُ فداءك، أتيتنا بثلاثمائة دينار لتنفقها عندنا في حـِيرتنا! فوحقِّ المسيح لا خرجتَ منها إلا ومعك ثلاثمائة دينار وثلاثمائة دينار وثلاثمائة دينار، سوى ما جئت به معك!‏ ‏ ثم دخل عليه فعانقه ورحّب به، ثم صار معه إلى الوالي فوصَلَه بعشرين ألف درهم.‏ ‏ وكان المغنون في ذلك العصر أربعة نفر: ثلاثة بالحجاز هم ابن سريج والغَرِيض ومَعْبَد، وحُنين وحده بالعراق. فاجتمع الثلاثة بالحجاز فتذاكروا أمر حنين، فقالوا: ما في الدنيا أهلُ صناعة شرّ منا؛ لنا أخ بالعراق ونحن بالحجاز، لا نزوره ولا نستزيره؟‏ ‏ فكتبوا إليه، ووجّهوا إليه نفقة.‏ ‏ وكتبوا يقولون:‏ ‏ نحن ثلاثة وأنت وحدَك، فأنت أولى بزيارتنا.‏ ‏ فَشَخَص إليهم . فلما كان على مرحلة من المدينة بَلَغَهم خبرُه، فخرجوا يتلقَّونه، ودخلوا المدينة، فلما صاروا في بعض الطريق قال لهم معبد:‏ ‏ صِيروا إليَّ. فقال له ابن سريج: إن كان لك من الشرف مثلُ ما لمولاتي صِرنا إليك، فقال الغريض: إن كان لكما من الشرف والمروءة مثلُ ما لمولاتي سُكَينة بنت الحسين عَطَفْنا إليك. فقال: ما لي من ذلك شيء.‏ ‏ وعَدَلوا إلى منزل سكينة. فلما دخلوا إليها أَذِنَت للناس إِذْنـاً عامـاً، فَغَصَّت الدارُ بهم يسمعوه، وصعِدوا فوق السطح وازدحموا عليه، فسقط الرِّواق على مَن تحته فمات حنينٌ تحت الهدم. ‏
من كتاب "الأغاني" لأبي الفرج الأصفهاني. ‏



الساعة الآن 11:31 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى