منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   المكتبة العامة (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=239)
-   -   حـكايـات عـربـيـة (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=17740)

صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 04:41 AM

الشجـرة
استودع رجلٌ رجلاً آخر مالاً، ثم طالبه به فأنكره. فخاصمه إلى إياس بن معاوية القاضي، وقال:‏ ‏ دفعتُ إليه مالاً في الموضع الفلاني.‏ ‏ قال إياس: ‏ ‏ فأيّ شيء كان في ذلك الموضع؟‏ ‏ قال: شجرة.‏ ‏ قال:‏ ‏ فانطلق إلى ذلك الموضع، وانظر إلى تلك الشجرة، فلعلّ الله يوضِّحُ لك هناك ما تُبَيِّنُ به حقَّك. أو لعلك دفنت مالك عند الشجرة ثم نسيتَ، فتتذكّر إذا رأيتَ الشجرة.‏ ‏ فمضى. وقال إياس للمُطالَب بالمال:‏ ‏ اجلس حتى يرجعَ صاحبُك.‏ ‏ فجلس، وانشغل إياس عنه بالنظر في قضايا الناس، وهو ينظر إليه بين الحين والحين. ثم التفت إياس إليه فجأة وقال:‏ ‏ تُرى هل بلغ صاحبك الآن موضع الشجرة؟‏ ‏ فأجاب الرجل:‏ ‏ لا أظن، فهي بعيدة.‏ ‏ فقال:‏ ‏ يا عدوّ الله، هات المال فقد أقررتَ على نفسك! ‏
من كتاب "المحاسن والمساوئ" للبيهقي. ‏


صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 04:41 AM

الشـَّحـّاذ
جلس أحمد بن طولون يومـاً في بعض بساتينه، وأحضر الطعام ومن يؤاكله من خاصته. فرأى من بعيد سائلاً في ثوب خـَلـَق، وحال سيئة، وهو جالس يتأمل البستان ومن فيه. فأخذ ابن طولون رغيفـاً، فجعل عليه دجاجة وشواء لحم وقطع فالوذج كبيرة، وغطـّاه برغيف آخر، ودفعه إلى بعض غلمانه وقال له:‏ ‏ امض إلى هذا السائل فسلـّمه إياه.‏ ‏ وأقبل يراقب الغلامَ في تسليمه الرغيف وما يكون من الرجل. فلم يزل يتأمل السائل ساعة، ثم أمر بإحضاره. فلما مـَثـَل بين يديه كلـّمه فأحسن الجواب ولم يضطرب من هيبته. فقال له ابن طولون:‏ ‏ هات الرسائل التي معك.‏ ‏ فاعترف له الرجل بأنه جاسوس، وأن الكتب معه ما أوصلها ليدبـّر أمره في إيصالها، فوكل به حتى مضى وأُحضرت الكتب.‏ ‏ فقال أحدُ الخاصة لابن طولون:‏ ‏ أيها الأمير، إن لم يكن هذا وَحـْيـاً فهو سحر.‏ ‏ فقال:‏ ‏ لا والله يا هذا، ما هو وحي ولا سحر، ولكنه قياس صحيح. رأيتُ هذا الرجل على ما هو عليه من سوء الحال فأشفقتُ عليه، وعلمتُ أن مثله لا يصل إلى مثل ما بين أيدينا من الطعام. فأردتُ أن أسـُرّه بما أرسلتـُه إليه، فما هشّ له ولا مدّ يدا إليه. فنفر قلبي منه وقلت:‏ ‏ "هذا عينه ملأى وفي غنى عن هذا. هو جاسوس لا شك فيه". فأحضرته أحادثه، فازداد إنكاري لأمره لقوّة قلبه واجتماع لبـّه، وأنه ليس عليه من شواهد الفقر ما يدل على فقره. ‏
من كتاب "سيرة أحمد بن طولون" للبـَلـَوي


صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 04:41 AM

الشـَّـرْط
قيل لرجل:‏ ‏ هل يولد لرجل في الثمانين؟‏ ‏ قال:‏ ‏ نعم، إن كان له جار في العشرين. ‏
من كتاب "الهفوات النادرة" لمحمد بن هلال الصابي.


صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 04:42 AM

الشَّعْبـِيّ وملك الروم
كان الشعبي، نديم الخليفة عبد الملك بن مروان، كوفيا تابعيا جليل القدر، وافر العلم.‏ ‏ حكى الشعبيّ قال: ‏ ‏ أنفذني عبد الملك بن مروان إلى ملك الروم. فلما وصلتُ إليه جعل لا يسألني عن شيء إلا أجبته. وكانت الرسل لا تُطيل الإقامة عنده، غير أنه استبقاني أياماً كثيرة، حتى استحثثتُ خروجي. فلما أردت الانصراف قال لي:‏ ‏ من أهل بيت الخليفة أنت؟‏ ‏ قلت: لا، ولكني رجل من عامة العرب.‏ ‏ فهمس لأصحابه بشيء، فدُفعتْ إليّ رقعة، وقال لي:‏ ‏ إذا أدّيتَ الرسائل إلى الخليفة فأوصلْ إليه هذه الرقعة.‏ ‏ فأديت الرسائل عند وصولي إلى عبد الملك، ونسيت الرقعة. فلما خرجت من قصره تذكّرتها، فرجعتُ فأوصلتُها إليه. فلما قرأها قال لي:‏ ‏ أقال لك شيئاً قبل أن يدفعها إليك؟‏ ‏ قلت: نعم، قال لي: من أهل بيت الخليفة أنت؟ قلت لا، ولكني رجل من عامة العرب.‏ ‏ ثم خرجت من عند عبد الملك، فلما بلغتُ الباب ردّني، فلما مثلت بين يديه قال لي: أتدري ما في الرقعة؟‏ ‏ قلت: لا.‏ ‏ قال: اقرأها.‏ ‏ فقرأتها، فإذا فيها:‏ ‏ "عجبتُ من قوم فيهم مثل هذا كيف ملّكوا غيرَه!"‏ ‏ فقلت له:‏ ‏ والله لو علمتُ ما فيها ما حَمَلتُها، وإنما قال هذا لأنه لم يَرَك.‏ ‏ قال عبد الملك: ‏ ‏ أفتدري لم كتبها؟‏ ‏ قلت: لا.‏ ‏ قال: حسدني عليك، وأراد أن يُغريني بقتلك.‏ ‏ فلما بلغت القصة مسامع ملك الروم قال:‏ ‏ ما أردت إلا ما قال! ‏
من كتاب "وفيات الأعيان" لابن خلكان. ‏


صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 04:42 AM

الشَّفيـعُ العُريـان
غَضِبَتْ النَّوارُ زوجُ الفرزدقِ منه، فخرجت إلى عبد اللّه بن الزبير ونزلت على زوجه خـَوْلة بنت منظور، وسألتْها الشفاعة لها، بينما نزل الفرزدقُ على حمزة بن عبد اللّه بن الزبير، فوعده الشفاعة. ‏ ‏ وتكلمت خَوْلة في النَّوار، وتكلّم حمزة في الفرزدق، فأُنْجِحَتْ خَولة. وأمر ابنُ الزبير الفرزدقَ ألاّ يقربَ النـَّوار فقال الفرزدقُ في ذلك: ‏ ‏ ‏ أمـّا بنــوه فلم تنجح شفاعتـُهــم وشـُفـِّعـَتْ بنتُ منظور بن زَبـَّانا ليس الشـّفيع الذي يأتيك مـُتـّزِرًا ‏ مثلَ الشفيع الذي يأتيك عـُريانا! ‏
من كتاب "الأغاني" لأبي الفرج الأصفهاني.

صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 04:43 AM

الشفاعـة فـي حـد السرقــة
"رُوي أن أسامة بن زيد، ذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليشفع لفاطمة بنت الأسود بن عبد الأسد المخزومية، وكانت سرقت قطيفة وحلياً، فأنكر الرسول صلى الله عليه وسلم على حـِبـّه أسامة، وقال له عليه السلام:‏ ‏ أتشفع في حد من حدود الله، ثم قام فاختطب فقال:‏ ‏ إنما أهلك الذين من قبلكم، أنهم إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق الضعيف أقاموا عليه الحد، وأيم الله، لو أن فاطمة بنت محمد سرقت، لقطعت يدها".‏ ‏ وقال صلى الله عليه وسلم:‏ ‏ من حالت شفاعته دون حد من حدود الله، فقد ضادَّ الله عز وجل، وكما تحرم الشفاعة في الحدود يحرم على الإمام قبول الشفاعة فيها:‏ ‏ فعن الزبير بن العوام، أنه لقى رجلاً قد أخذ سارقاً، يريد أن يذهب به إلى السلطان، فشفع له الزبير رضي الله عنه، فقال له:‏ ‏ لا، حتى أبلغ به إلى السلطان، فقال الزبير:‏ ‏ إنما الشفاعة قبل أن يبلغ السلطان، فإذا أبلغ السلطان وشفع، لـُعـِنَ الشافع والمشفوع. ‏

صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 04:43 AM

الشــمعة
وفد على الخليفة عمر بن عبد العزيز رسولٌ من بعض الآفاق. فلما دخل دعا عمرُ بشمعة غليظة فأُوقدت. وكان الوقت ليلاً. وجعل عمر يسأله عن حال أهل البلد، وكيف سيرة العامل، وكيف الأسعار، وكيف أبناء المهاجرين والأنصار، وأبناء السبيل والفقراء، فأنبأه الرسول بجميع ما عَلِمَ من أمر تلك المملكة. فلما فَرَغَ عمر من مسألته، قال الرسول له: ‏ ‏ يا أمير المؤمنين كيف حالُك في نفسك وبَدَنك، وكيف عيالك؟ ‏ ‏ فنفخ عمر الشمعة فأطفأها، وقال: ‏ ‏ يا غلام، عَلَيّ بسراج. ‏ ‏ فأتى بفتيلة لا تكاد تضيء فعجب الرسول لإطفائه الشمعة وقال: ‏ ‏ يا أمير المؤمنين، فعلتَ أمرًا حيّرني. ‏ ‏ قال: وما هو؟ ‏ ‏ قال: إطفاؤك الشمعة عند مسألتي إياك عن حالك؟ ‏ ‏ قال: الشمعة التي أطفأتُها هي من مال الله ومال المسلمين، وكنت أسألك عن أمرهم وحوائجهم وهي موقدة، فلما صرتَ لشأني وأمر عيالي أطفأتُ نار المسلمين! ‏
من كتاب "سيرة عمر بن عبد العزيز" لعبد الله بن عبد الحكم. ‏


صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 04:43 AM

الصبيّ الغريـق
‏ لما انتصر جيش الخليفة المعتضد على هارون الشاري، نُصبت القِباب ببغداد، وزُيِّـنت الطرقات، وتكاثف الناس على الجسور، فانخسف بهم الجسر الأعلى وسقط على زورق مملوء ناسًا، فغرق في ذلك اليوم نحو من ألف نفس، واستُخرج الغرقى من نهر دجلة بالكلاليب وبالغَاصة، وارتفع الضجيج، وكثر الصراخ من الجانبين جميعًا. ‏ ‏ فبينما الناس كذلك إذ أخرج بعض الغاصة صبيّا عليه حلي فاخرة من ذهب وجوهر، فبصر به شيخ من النظارة، فجعل يلطم وجهه حتى أدمى أنفه، ثم تمرّغ في التراب، وجعل يصيح: ‏ ‏ ابني! لم تَمُتْ إذ أخرجوك صحيحًا سويّا لم يأكلك السمك! ليتني يا حبيبي كحلت عيني بك مرة قبل الموت! ‏ ‏ وأخذه فحمله على حمار، ثم مضى به. ‏ ‏ فما برح القوم الذين رأوا من الشيخ ما رأوا، حتى أقبل رجل معروف باليسار مشهور من التجار، حين بلغه الخبر، وهو لا يشك إلا أن الصبي في أيديهم، وليس يهمه ما كان عليه من حليّ وثياب، وإنما أراد أن يكفِّن ابنه ويصلـِّي عليه ويدفنه. فخبّره الناس بالخبر، فبقي هو ومن معه من التجار متعجبين مبهوتين، وسألوا عن الشيخ المحتال واستبحثوا فإذا لا عين ولا أثر. ‏ ‏ ‏
من كتاب "مروج الذهب" للمسعودي.


صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 04:44 AM

الصـدق ينجيــك
يحكى أن أبا يزيد البسطامي الصوفي، أراد الذهاب إلى بغداد لطلب العلم، فأعطته أمه أربعين ديناراً هي ميراثه من أبيه، وقالت له ضع يدك في يدي، وعاهدني على التزام الصدق فلا تكذب أبداً، فعاهدها على ذلك، وخرج مع قافلة يريد بغداد، وفي أثناء الطريق، خرج اللصوص ونهبوا كل ما في القافلة، ورأوا البسطامي رث الثياب، فقالوا:‏ ‏ هل معك شيء؟ فقال:‏ ‏ معي أربعون ديناراً، فسخروا منه وحسبوا أنه أبله وتركوه، ورجعوا إلى كهف كان به كبير اللصوص، ينتظر ما يأتون به، فلما رآهم قال:‏ ‏ هل أخذتم كل ما في القافلة، قالوا:‏ ‏ نعم، إلا رجلاً سألناه عما معه، فقال:‏ ‏ معي أربعون ديناراً، فتركناه احتقاراً لشأنه، ونظن أن به خبلاً في عقله، فقال:‏ ‏ عليّ به، فلما حضر بين يديه، قال:‏ ‏ هل معك شيء، فقال:‏ ‏ نعم معي أربعون ديناراً، قال:‏ ‏ أين هي؟ فأخرجها وسلمها له، فقال كبير اللصوص:‏ ‏ أمجنون أنت يا رجل؟ كيف ترشد عن نقودك وتسلمها باختيارك؟ فقال له:‏ ‏ لما أردت الخروج من بلدي، عاهدت أمي على الصدق، فأنا لا أنقض عهد أمي، فقال كبير اللصوص:‏ ‏ لا حول ولا قوة إلا بالله، أنت تخاف أن تخون عهد أمك، ونحن لا نخاف أن نخون عهد الله، ثم أمر برد جميع ما أخذ من القافلة، وقال:‏ ‏ أنا تائب على يديك يا رجل، فقال من معه:‏ ‏ أنت كبيرنا في قطع الطريق، واليوم أنت كبيرنا في التوبة، تبنا جميعاً إلى الله، وتابوا توبتهم. ‏

صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 04:44 AM

الصـوم والحـر
كان الحجاج بن يوسف الثقفي، على ما به من صلف وتجبر وحب لسفك الدماء، جواداً كريماً، لا تخلو موائده كل يوم من الآكلين، وكان يرسل إلى مستطعميه الرسل، ولما شق عليه ذلك، قال لهم: رسولي إليكم الشمس إذا طلعت، فاحضروا للفطور، وإذا غربت، فاحضروا للعشاء.‏ ‏ وحدث أن خرج يوماً للصيد، وكان معه أعوانه وحاشيته، ولما حضر غداؤه، قال لأصحابه، التمسوا من يأكل معنا، فتفرقوا كل إلى جهة، فلم يجدوا إلا أعرابياً، فأتوا به، فقال له الحجاج: هلم يا أعرابي فَكُلْ، قال الأعرابي: لقد دعاني من هو أكرم منك فأجبته، قال الحجاج: ومن هو؟ قال الأعرابي: الله سبحانه وتعالى، دعاني إلى الصوم فأنا صائم.‏ ‏ قال الحجاج: صوم في مثل هذا اليوم على حره؟ قال الأعرابي: صمتُ ليوم هو أحرُّ منه، قال الحجاج: فأفطر اليوم وصم غداً، فقال الأعرابي: أَوَيضمن لي الأمير أن أعيش إلى غد؟ قال الحجاج: ليس لي إلى ذلك سبيل. قال الأعرابي: فكيف تطلب مني عاجلاً بآجل ليس إليه سبيل؟‏ ‏ قال الحجاج: إنه طعام طيب. قال الأعرابي: والله ما طيَّبه خبازك ولا طباخك، ولكن طيبته العافية.‏ ‏ قال الحجاج: أبعدوه عني. ‏


الساعة الآن 02:26 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى