منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   واحة الأدب والشعر العربي (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=199)
-   -   شعراء من فلسطين (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=26512)

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 05:38 AM

الموت والخيبة
أحنّ إليك ما يجدي الحنين وبيننا ,
ليل طويل ما له آخر
أحنّ إليك لكن في زمان الجدب ,
ماذا يملك الشاعر ؟
سوى أنّ الرياح تظلّ تجحده ,
يهمّ يعود , تصفعه أياد غير منظورة
تردّ خطاه , يجرح علقم الأحزان ,
أجنحة المنى في النفي مكسورة
خلاء يديه والحلم الذي ماتت أزاهره ,
على عتبات أيامه
يذوب تشوّقا للعيش , دبّ الجوع في بيداء أحلامه
يموت هنا , تراه يموت ؟!
وأنت بعيدة والليل ما أقساه
متى تدنو مراكبنا ,
ألا قولي , متى , أوّاه ؟

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 05:39 AM

راية في الريح
بحثت بأدمعي عنكم
وناشدت الرياح السود عن أحوالكم خبرا
صدى ذكراكم ينداح في غور الجوانح ,
كاحتراق مشاعل الذكرى
ولا من بارق منكم
يمنّيني وينعش قلبي المحرور بالأفياء
ترى ما زلتم أحياء ؟!
يعذّبني الغياب فكيف يا اهلي تغربتم ؟
عن الليمون والتين
وعن عشّ الحساسين
على الزيتونة التي حفرت على أغصانها أسمى محبتّكم
عن البلد الذي روّت ثراه دماؤكم ,
في ساعة الهول التي كانت سنابكها .
تدوس زهورنا الخضراء , تفرش أرضنا حزنا ؟
تشرّدتم
ولكن ما تخاذلتم
ولا بنتم
عن الأرض التي في قلبها يوما توحّدتم
وها أنتم بلا أرض ولا دار
***
وعدت إليكم عبر الليالي السود من منفاي
أقاسي خيبة الآمال ,
أبحث عن أحبتي الذين طواهم الغدر
على جسر الدموع وجدتكم , لا ظلّ , لا مأوى
ولا زاد , ولا سلوى
تمدّدتم على وجع ,
على جوع ,
على عري ,
رفضتم ذلة الشكوى
وكان الحزن يرفدكم , يمدّ وجودكم معنى
يشدّ خطاكمو للأرض ,
يزرعكم بعين الشمس وهج تمرّد , قمما .
***
قدمت إليكم وقد افترشتم حلّة الغبراء
وكان ندائي المكموم
يعانق جرحكم والأرض تصرخ ,
- غاص نبع الصفو , غشّى
جبهة الأفق الكئيب وشاح أرملة ,
حنت ريح المنايا غصن واحدها
فأحلكت الدروب أسى ,
ومات الصبح مخنوقا على بوّابة الأحزان-
" يا تعبي , يا شقاي .
يا شماتة عداي "
نواحك أيقظ الأوجاع في صدري
وأطفأ في عيوني شعلة الفجر
رأيت تحّجر الآلام في الأحداق
سؤالا حائرا مجروح
إلى أينا ؟
تظلّ قوافل الأحباب تغرب عن بيادر ارضنا , تنأى
يرافقها حنين النورس الباكي إلى مرفأ
ارقب يا أحبائي خطاكم وهي تعبر ضفّة النهر
وفي عينيّ أحمل ما بأعينكم من الأحزان والقهر
فمي سدّ أمام تفجّر الكلمات
تعذّبني من الأعماق
وتغرس شوكها في قلبي الدامي
لأن الصمت والكلمات ما أقساهما مأساة
فيا عاري إذا ما زالت الكلمات
سلاحي , والطريق علامة حمراء
فكيف أصمّ آذاني وأقعد عن نداء الأرض والشهداء ؟
وفي عينيّ إصراري
وشاهدة كتبت حروفها من جرحي الناري
لترفع فوق قبري راية في الريح
" فلسطينية أرضي
فلسطينية أرضي "

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 05:39 AM

جراح فلسطينية
ولو أنّ الطريق إليك ميسور
لما وهنت خطاي , وسمّرت نظراتي اللهفى وراء الباب
ولا سهدت عيونك في انتظار زيارة الأحباب
ولا ما بيننا حال العدى والموت والسور
ولكنّ الثعالب في ربوعك تزرع الأهوال
وتغتال ابتسام الصبح فوق مباسم الأطفال
" يا دار , يا دار ,لو عدنا كما كنّا
لاطليلك يا دار , بعد الشيد بالحنّا "
معتّقة جرار الحزن من عشرين في قلبي
اشيل عذابها الموروث في روحي وفي هدبي
ولا أسطيع إفلاتا ونسيانا
وتصفعني عيون الغير في المنفى تعرّيني
تشير إليّ ,
- أين تروح , أيّ هوية تحمل ؟
.....؟
- فلسطيني , أجل إنّي فلسطيني
هويتي العذاب يظلّ مصلوبا على وجهي ويدنيني
من الينبوع في وطني , هناك " بكفر عانة " وجهي
المفقود وجهي الأصل
وأعبر دربي المزروع بالنظرات والعتمة
وأعبر دونما كلمة
ألوذ بصمتي المشحون بالمأساة
وأحضن حزني الموّار , أركن للأسى الخلاّق يبعثني
ويزهر في غد حقلا من البسمات
أذيب به عذاباتي
وترحل عن فمي مرّ الحكايات
وتحملني الرياح على متون الشوق للأحباب
أعانق طفلة الفجر الجديد وأطبع القبلات فوق جبينها القمحي
وأشدو غنوة الفرح
ولكن آه .. موصدة هي الأبواب
ويأتي صوت والدتي العجوز مبلّلا بالحزن والأمل
" بالله يا طير الحي إن جيت دارنا
ريّض إلا يا طيرنا وارتاح
قل لها بحال الجهل يا طول عزّنا
ياما قعدنا ع الفراش صحاح
يا من درى يصفى زماني وأعاتبه
وأعاتبه باللي مضى لي وراح "
ويزداد الحنين ويقطر الموّال أشجانا
متى يصفو الزمان يعود كلّ مشرّد لتراب أوطانه ؟
يقبلّه , ويجثو في اخضرار الجرح فوق قبور من ماتوا ,
يقول لهم ,
لقد عدنا فلا تبكوا على الأحياء
ونرقب رزقة الفقراء
متى يصفو … ؟
متى يصفو … ؟
أهاجر في العيون أطالع الحرمان
" يا دار.. يا دار..لو عدنا …"
لئن نامت على شرفاتك الأحزان , غنّى طائر الألم
يظلّ هواك نبض دمي
وإن هدموا الجسور إليك , أبحرت المراكب عنك للمنفى
فأنت معي
فأنت معي
وإن سيق البنون , مواكبا للسبي يا وطني
وإن هاموا بصحراء الدجى والتيه والشجن
وإن طعنوا بسكين الطوى في عتمة الليل
وإن نهبت مواسمنا بلا عدل
وإن طالت حبال النفي والبين
فلن ننساك , لن ننساك , يا وطني
فما زال الوميض يشعّ في الأحداق
وميض الرفض , والإصرار والثورة
وما زال المشرّد في الطريق إليك يا حلمي ولن يثنيه
عذاب الغربة المرّة
لأنك فيه أنت الروح , أنت الوهج والفكرة

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 05:49 AM

النسيان , لا
ربطت حول إصبعي الخيطان
وقلت لا , لا يقدر النسيان
أن يسرق الهموم من قصائدي والذاكرة
لأنني مذ كنت لا أجيد حرفة النسيان
لأن قلبي شقّ ذات يوم
وضاع نصفه ,
وذاب في قرار حوض دم
لذا أسير عاريا في وضح الظهيرة
بنصف قلب
أمضي لموعدي هناك مع حبيبتي الأميرة
عمواس يا أميرة
يا حرّة في قبضة العدى أسيرة
عمواس يا قصيدتي الأخيرة

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 05:50 AM

العروس
من الرماد يولد الرجال يا عمواس
من السقائف المهدّمة
ترابك المجبول بالدماء ما يزال مزهرا
يظلّ يحمل الشذى
عبيرهم يظلّ عالقا , على بقية الجدران يا حبيبتي والمصطبة
عمواس يا معذّبة
أتعلمين يا عروس
أتعلمين عن طيورنا المغرّبة
تجيء مثل الريح والرعود والمطر
تشيل في منقارها لجرحك الدواء
فلترقبنّ في الليالي المعتمة
أسرابها إليك قادمة
عمواس يا مهدّمة
عمواس يا مهدّمة
الرمح بعد ما انكسر
الرمح بعد ما انكسر

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 05:50 AM

ريم وانسكاب الجرح
تسألني الصغيرة
تجرحني أصابع البراءة الصغيرة
تقول لي :
" عمو..
وين بيتكو ؟"
الله يا عصفورة
من بدّل الألعاب للصغار بالعذاب
ليسألوا بحيرة ؟
إن كان لي أن أنطق الجواب
فكيف تفهمين يا صغيرتي سطوره ؟
بيتي على المدى هناك داميا ,
في أرضنا المقهورة
تبكي على شبّاكه شحرورة
تبكي لنا ,
لكلّ شعبنا لكي نزوره

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 05:50 AM

عابر الليل
إنني أحمل آلامي وأمضي
عبر آلاف الدروب الشائكه
ليس ينئيني ابتعاد
عنك يا ذات العيون المالكة
فأمديني بشوق لا يموت
إنّه حبّي باق في قرار الأرض يا عمواس ,
منقوش على كلّ البيوت
آه عيناك تحيطاني , تطلاّن عليّ
كيف لي أن أملك الآن مفاتيح الحوار
وحقول الصمت تمتدّ أمامي ,
وأنا أخشى من الأعتاب أن ترفض خطوي ,
قبل أن يأتي النهار ؟
ويراني الغاصبون
كلّموني أيها الأحباب من تحت الركام
جئت مشتاقا إليكم
جئت وا لهفي عليكم
بعد عام
كلّموني ,
كلّموني

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 05:51 AM

السجين
أحكموا الباب عليّ
أغلقوا كلّ الشبابيك وجاؤوا بالستائر
حجبوا عني ضياء الشمس والوجه الذي أهوى ,
وأطفالي الصغار
فتتّوا ما كنت أحوي من سجائر
كسروا ظهري بعقب البندقية
ثم قالوا : أتهاجر ؟
قلت : يا ليت فقلبي صار طائر
وأنا لا أملك الآن زمامه
قيل تبقى ها هنا حتى القيامه
قلت : أحلى في بلادي
تستحيل النار بردا وسلاما
وانثنوا ضربا على رأسي بأكعاب البنادق
قلت : ما همّ فقلبي صار عصفورا ,
وأغصاني حدائق
قلت قلبي صار زرعا وسنابل
أشعلوا فيه الحرائق
واعلموا أنّ جذوري سوف تبقى وتناضل
أحرقوني
يخصب الأرض رمادي

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 05:51 AM

العاصفة
أخفضوا الأصوات , خلّوا السلاح خلوا ,
لتمرّ العاصفة
حان أن تذرع هذا المسرح المخدوع بالأوهام ,
فالطفل الذي طوّف في المنفى يعود
باحثا عن أمه المسبيّة الأحلام من عشرين عام
بعدما أنبت هذا المسرح الكاذب في العينين صبّارا وشوكا
فالهتافات وأزهار الوعود
لم تكن إلاّ ظلالا زائفه
حان دور العاصفه
****
مثلما يطلع صبح
مثلما يعبر رمح
في صميم الليل ماتت كلّ غيلان الأساطير ,
ترامينا على الأبواب , كسّرنا مرايانا القديمة
فاحضنينا
وأعيدينا من المنفى إليك
أنت يا ضوء ليالينا , ويا خبز اليتامى
يا اشتياق الظامىء الملهوف أن يروي غليله
منك يا روح القبيلة
أنت يا رفض المزامير التي بحّت أسى مرّا ,
ولم تخرسك أجراس الهزيمة

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 05:51 AM

إشراقة الصعود
برغم هذا الليل يا رفيقتي الحزينة
برغم جرحنا الذي ينام واهنا على مشارف المدينة
كقطّة تموت في سكينة
ترود عيناها على وليدها يلهو به الصغار
برغم هذا كلّه
نغذّ خطونا لرحلة انتصار
كما يغيب الليل مدبرا ,
سيقبل النهار
***
لمحتها على جرائد الصباح والمساء
كنّا معا ,
عيناك كانتا بحيرتيّ شقاء
وكنت حانيا عليهما ومشفقا
مهدهدا أساهما للحظة اللقاء
***
وقفت كالصليب يا رفيقتي على مداخل " الكرامة "
باركتها وشارعا فشارعا
صلّيت خاشعا
على غبار بابها
حلمت أن أموت واقفا على ترابها
لا باكيا على الأطلال
لا نادبا , لا راثيا من سقطوا ,
في حلبة القتال
فكلّ ما يقال
أصغر من أن يطال
ردما من البيوت
أو زهرة تموت
أو حبة من التراب
مجبولة بأشرف الدماء
لمحتها على جرائد الصباح والمساء
البلدة الصبورة الجلود
لمحتها واغرورقت عيناي
تألقّت إشراقة الصعود


الساعة الآن 11:16 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى