![]() |
العاشق والأرض ذلك الشيء الذي أطفأ دفء الكلمات كان عنوان حياة حينما سيف المنايا وقعا باسما كان رفيق الأمنيات فايز العاشق والمحبوب والأرض معا أمس ودّعناه في عرس من النار وعزم الأغنيات ثم عدنا , نشعل الكبريت في الليل , نضىء ألف قنديل على الدرب لتمضي القافلة فهو سوما سيجيء من فؤاد العائلة ما شققنا الثوب آن لوّحت كلّ المناديل لتابوت المسافر ملحوظة صغيرة : حينما لم نبك فايز ليس معناه بأنا لم نعد نملك حسّا والذي بين حنايانا حجر إنّما نحن بشر لم تكن تخلو خوابينا من الجوع وأكواب البكاء وتلفّتنا ولكن , ليس من قلب على أحزاننا يوما شعر فعزمنا بيننا , أن يظلّ الحزن في الداخل وعدا كالبذار ورفضنا الإنتظار وتسربّنا إلى الأرض , انزعنا كبرياء مهرها ليس بكاء مهرها ليس بكاء *** " طلّت البارودة والسبع ما طلّ يا بوز البارودة من الصدا مختلّ بارودة يا مجوهرة شكّالك وين شكّالي ع عاداتو سرى في الليل بارودة يا مجوهرة شكّالك راح شكّالي ع عاداتو سرى مصباح " *** مثلما يأتي المطر مثلما ينبت في الأرض الزهر مثلما المشتاق يأتي من سفر فهو يوما سيجيء لم يمت فايز , من قال يموت ذلك الحبّ الصموت |
أم صابر مثل عمّال بلادي البسطاء راح صابر ودّع البيت صباحا مع جموع الثائرين ومضى يهتف في الشارع مرفوع الجبين وأعادوه مساء *** كانت " الوحدات " عرسا من دماء كلّ أم في انتظار ابنها الغائب , كانت أمّ صابر بعد أن أدّت صلاة المغرب الدامي تدعو , أن يجيء ابنها صابر , لكن لم تعد , ضحكة الوجه البريء سألت عنه الرفاق أين صابر ؟ سألت حتى حجار الطرقات ومشت في كلّ حاره أين صابر ؟ أين صابر ؟ واحتواها الصمت , غابت في تلافيف المخيم وصدى " يا كلّ أولاد الحلال من رأى صابر من ؟ آه يا ابني تعال ..." ظلّ مصلوبا على كلّ جدار |
مقاطع من مدائن الأسفار على جواد الانتظار أرحل في المساء يا أحبّتي إلى مدائن النهار أعانق الآتي على جناح ريح تنشلني يداه من قرارة البحار فأستريح وتنتهي الأسفار *** رأيت سيدي المسيح يبكي على الضفاف والنهر يستحمّ تحت غيمة من الدخان أومأ لي وما ابتسم وكان صمته اعتراف بما يعاني من ألم وراح في تطواف *** رأيته على الخليج ممتطيا خيول الحزن يشكو من اغتراب أعماقه تمور بالنشيج سألته فما أجاب وانسل ّمن عينيّ الزحام , عبر رحلة اغتراب *** طوّفت وحدي في حدائق المساء قبرّة بلا غناء نادمت في الشوارع الملساءغربتي العجوز وحينما جرعت كأسي الأخير واستضافني البكاء مالت برأسها إليّ , تمتمت , الدمع يا صديقي الحزين لا يجوز *** أحبابنا في الريح والأهوال والمطر أحبابنا هناك في العراء يسطّرون روعة البقاء ويجدلون من عذابهم للمجد أغنيات ويبسمون رغم قساوة الحياة أحبابنا , والأرض , والإنسان في خطر .. |
تورّق الأشجار زنبقات الحزن في قلبي , يعانقن الظهيرة يتساقطن على طاولة المقهى .. ووجهي لوحة , ينقصها اللون الأخير قهوتي تبرد في ظلّ الشبابيك الحزينة وأنا أرقب أن تأتي , ولكن .. خاننا التوقيت في هذي المدينة أعرضت عن وجع اثنين مضاعين : أسير وأسيرة زنبقات الحزن في قلبي يعانقن الظهيرة *** " إمبارح جينا حارتكم يا دار ما بيّنتو يا علّة في الصدر ما يداويها إلاّ انتو .." والذي أحضرني اليوم هنا كانت رصاصة أخطأتني أمس أثناء العبور حين تابعنا المسيرة زنبقات الحزن في قلبي , يعانقن الظهيرة *** عذّبتني وأنا أمضي إليها عفّرتني برمال الأرض , آه آه , كم كان جميلا ذلك الرمل الذي , يمسح عن وجهي التعب وهو يستنبت في قلبي , أشجار الغضب *** أنا أحببت زهور الياسمين منذ أشرعنا الكوى ذات مساء صار حبّي شجرا , ينبت في كلّ الحدائق فأنا أعرف أن الموت , قد يأتي وقلبي بعد لم يفرح بزهرة قطفتها لي يداك فوق أرض الشام مرّة فلذا أنزف محموما , لذا حبّي صادق *** أستبيح الأرض عذرا أمس في الطابور والخندق , عانقت ظلالك كانت الغابة موسيقى , من الصمت وكانت تورق الأشجار , مع صوت البنادق فاستحال العرق المخلوط بالرمل , على جلدي رياحين وعطرا وحضنت الظلّ كالطفل , وأسندت جبيني مستريحا .. وتنسّمت على مهلي شذي أرض الوطن *** تحت حدّ السيف يا حبّي , وفي ظلّ السلاسل وعلى الدرب الذي يفضي , لساح الجلجلة تطلع الآن من الجرح , أناشيد وعود , وسنابل وشظايا فوق أرض المعركة يا حبيبي , *** إنّني أفهم أن يبكي نورس حينما يقضي سحاب اليوم جائع وأنا أفهم أن تعبس , في وجهي الشوارع حينما تبعد عن عيني الحبيبة وأنا أفهم أنّ الانتظار خطوة نحو مرايا الضوء , ميلاد خصوبة وتباشير نهار فلماذا صوتي الآن تيّبس ؟ *** إغرسي السكين في صدري , وخلّيني أموت شهقة تتبع شهقة في حنايا الزرع , في ظلّ البيوت واسدلي آه على وجهي خرقة ودعيني لندى الأعشاب , أبتلّ فأحيا وأعود |
آثار جرح من يمنح الحنان في بيروت فاطمة التي شممت في حروفها , تنفّس الأعشاب في الحقول فاطمة التي تمزّقت على أسلاكها .. آهات قلبي الذبيح راحت وخلّتني أموت مخّيما على ضفاف اليأس والسكوت ماذا أخطّ أو أقول ؟ في دفتر الأوجاع والجروح فالحزن في بيروت يحاور الأشجار , يسكن البيوت أبو فراس ها هنا يموت من دون قيد الروم , ها هنا يموت فلتفزعي إليه .. *** وقفت خلف بابكم , ناديت لكنّني أواه , ما افتديت أنا الغريب في أرضكم تدّعني .. عيونكم , شفاهكم , قلوبكم ويستمر , يستمر .. مدّ شوقي المشرّع الكوى لأن أضمّكم في جانحي يا أحبتي برغم أنّكم قوّستمو أخي وصاحبي ولم تزل في ظهري المحنّي صلية . وفوق حاجبي آثار جرح |
الكوكب مشرع صدرك للريح , وطلقات البنادق والتي كنت تحبّ ذات يوم حينما رفرف في جنبيّك قلب يترامى جيدها الموجوع , في كلّ الشوارع تسأل العابر ضوءا وجوابا عن فتى أسمر , يبدو فارع الطول , نحيف الجسم غائب ويشيل الهمّ في جنبيه , سهما كوكبا يطلع من بوّابة المغرب شاحب لم تزل تفترش الأرض اغترابا وهي لا تعرف بعد أنّه صار محارب ربما يبحث في الوديان , عن كسرة خبز ربما يعبر نهر الموت ظمآنا وجائع ربما يرقب إطلالة نجم وهو في ليل الخنادق مشرع صدرك للريح , |
قمر الجوع أمطري في القلب , زخّات عذابات وجوع أمطري .. أرضي ظمأى , وأنا تجتاحني حمّى الرجوع أمطري أيتها الذكرى , ورشّي العين حبّات دموع فالمغنّي كمّموا فاه , وسدّوا .. بحجار القهر بابه خطفوا منه الربابة .. *** مرّة أخرى يعود الآن , يستجديك رشفة .. آه من بخل الزمان إذ يغلّ الفقر أيامك , لا تمنح رجفة رجفة الصعلوك إذ يحظى بخبز وأمان .. أعطني من صمتك الطافح , حزنا ومرارة أعطني من شجر الأيام , من لحم التواريخ القديمة أعطني منها العصارة علّه يطلع من حقل الرماد قمر الجوع رغيفا وثمارا علّني أبعث من هذي التعاسات , نبيّا .. |
السقوط في المنفى صار للريح طعم الدم والأغاني بكاء لا تجيئي لمأتمي وتقولي لي العزاء *** وجهك الأمس كان لي كان خبزي ومطرحي والحكايات بيننا تمّحى , آه تمّحى لحظة الحب والعناق كبر الآن جرحنا راعفا خارج الوطن كيف لا تخجل المحن تحت شبّاكنا بكاء يتلوّى على , جمرة الهجر والفراق فاغفري لي وقوفي على شرفة القنوط وأسعفيني من السقوط .. صار للريح طعم الدم ليته خانني فمي ليت دمعي انهمر قبل أن قلت للتي قلبها الطيب انكسر هات مفتاح غرفتي هات إنّي على سفر |
عزف منفرد الأغاني انطفأت هذا الصباح والمدينة غادة ترفض ودّي وأنا أبحث في كلّ الوجوه عن يد تسند ظهري ها أنا أسقط وحدي وسط هذا الشارع المملوء .. بالأقدام ملتفّا بصمتي ليس لي قدرة أن أصرخ , من يسمع صوتي ؟ هذه الصحراء رحب لا يحدّ الحوانيت بوجهي مقفلة وعيون السابلة أسهم تعبر جسمي .. لا تراني والأغاني , الأغاني انطفأت هذا الصباح فتحسست الجراح والسكاكين التي , تغرس في القلب على .. إيقاع أنغام حزينة ليتني أستطيع أن أبعث , من هذا الرماد نبضة الفرحة والميلاد .. أهديها لطفلي وجه طفلي , |
الدفوف تقاسمتك الدفوف عشية الحب ماتا فما فاد الوقوف ولا مللت التفاتا *** قد عزّ طيفك حتى ذابت جموع الأغاني صلبت جبنا وصمتا بكيت مما أعاني *** كبرت عندي حضورا على حدود المكان وظلّ قلبي أسيرا مسافرا في الزمان |
الساعة الآن 08:23 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |