منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   واحة الأدب والشعر العربي (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=199)
-   -   شعراء من فلسطين (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=26512)

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 05:55 AM

الوداع
أقف الآن وحيدا
تحت شبّاك أماسيك ولا أحكي ,
عن السهد وعن جرح المواويل ,
وعن موتي الطويل
هذه المرّة لا أحمل قيثارا ,
ولا أتلو نشيدا
وجيوب السترة السوداء خلو من قصيدة
فاعذريني من نفاذ الصبر ؟
ها أنا آخذ شارات الرحيل
عابرا ليل المسافات , لآفاق بعيدة

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 05:55 AM

مكابدة الشوق والغصة
-1-
أشتاق أن أراك في شوارعي المغبّرة
أشتاق , أشتاق يا قبّرة
موّال حب
ينقذني من الجفاف في حياتي المسوّرة
بالشوك والأسلاك
أواه يا مدينتي المنوّرة
متى يحين موعدي , متى أراك ؟
متى تذيب غربتي يداك ؟‍
-2-
يصدف أن ألقاك ,
في دروبي المنتحبة
سحابة مغتربة
فنعبر الدائق العجاف ,
مثل طائرين ظامئين
لا نملك الإنسداد
الله يا عيني على الحنين والبعاد
الله .. يا فراقنا المجتاح ما استطعت
أن تزرع النسيان في قلوبنا المعذّبة

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 05:55 AM

الموت والعناق
حينما تسقط في ساحاتنا حتى الحجارة
حينما يهدم بيت تلو بيت
يصبح الموت إشارة
وبدايات لصوت
***
عانق الموت بوجه الريح عانق
كلّ لون فوق وجه الأرض , في
نسغ البدن
أنت إن أصبحت عاشق
يسقط المحتلّ في الطين , ويبقى
وحده مجد الوطن

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 05:55 AM

تعالي نبوس التراب
تعالي ,
لنمحو أسماءنا من جواز السفر
تعالي لنكتب أسمائنا من جديد
تعالي لنرسم خارطة للبلاد ,
ونغتال فينا انتظار البريد
تعالي ,
فبعد فوات الأوان
وموت القصيدة
سنشقى , ونرضخ قسرا ,
لتقويم هذا الزمان
تعالي نبوس التراب
تعالي نعانق كلّ الشجر
تعالي نسطّر تاريخنا ,
وسط هذا الحريق
ونصغي لصوت ينادي : تعالي
تعالي , تقول الرياح : إذا ما أتيت ,
سنفقد حتى الكفن
ويبرأ منا تراب الوطن ..
***
غدا ,
آه لو عيّروني
بماذا أجيب ؟
وأين أخبىء وجهي
وهم يسألون ؟
عن الحب والياسمين
وكيف انتهى كلّ هذا ؟
تعالي نقيم لنا منزلا ,
أو كمين
نواصل منه لظى المعركة
لقد خاننا الأصدقاء
علانية ,
فاحذري من ستار النهاية
وألمحهم يستبيحونك الآن ,
ويصلب وجهك في كلّ ساحة
وتمحى تضاريس جسمك ,
تبنى عليه الهياكل
وإسمك ينفى من الخارطة
تعالي
تعالي
تعالي نقاتل

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 05:56 AM

إيقاع 1
وشوشني الريح , قال عنك : سافرت
وقال هاجرت
ضربت رأسي في الجدار
حضنت بندقية عتيقة
وكان صوت النار
يجيء ناضجا , محمّلا ,
بأطيب الثمار
يقول لي : حبيبتك
لمّا تمت ببد ..
ولم تهاجر ..


إيقاع 2
أراك على امتداد سواحل الغربة
معفّرة الجبين , تعيسة , تعبة
أراك هنا , هناك ..
تلملمين القش والأوراق
وتهيّئين طعامك العشبيّ للغياب
تمرّ عليك قافلة الظلام , حداؤها
الليليّ يبعث فيك رنّة كامن التذكار
ويعلو في فناء الدار
نداء بنيك جوعانين ما أكلوا
ووحدك أنت , وحدك ترقبين ..
إياب من رحلوا

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 05:56 AM

عودة المغني
أبيع المدينة
أبيع المواعيد والأغنيات
أبيع دفاتر شعري ,
وكلّ حكايا الأماسي الحزينة
وآتي لأشرب من حدقتيك ,
شعاع الحياة
وأزهو بأني
أعيش بأرض بلادي
وأحضن رمل بلادي
وأنّي أسير هواك
وأنّي حظيت كعشب البراري
بخصب التراب ,
وسرّ حنان المطر
لأن المغنّي
تعذّب فوق الصليب
وطاف أقاصي الدروب
وظلّ يلوب
سنينا ليأتيك طفلا جديدا ..
تعّرى ,
وألقى ثياب السفر

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 05:56 AM

الصورة والتذكار
-1-
وأذكر لم يكن أحد ,
عشيّة أن رحلت فعادني حزني
تلفّت قلبي الموجوع بالأشواق
وألقى نظرة مكسورة الأهداب ,
فوق رفوف مكتبتي ..
وكان فراس
جميلا يرسم البسمات خلف إطار
وكان فراق
يجلّل وجه أمّي بالأسى ,
فتهمّ أن تبكي ..
فأضحك كي تشاركني
وفي جنبات قلبي يطلع الصبّار
فيا تعبي :
أشيل حقائبي , أمشي ..
ولا ألقاكمو قربي
وأحمل ما تضيق به الجوانح ,
-2-
يا شوارع أينهم صحبي ؟1
ويا مقهى " رقيق الحال " كانوا ..
أمس في ركنك
ترى غابوا ؟‍
فهات إذن " طويل العنق " , أشربه ,
وآخذه معي تذكار
ونمشي والطريق أمامنا تمتدّ للصحراء
فتورق في القرار قصائد التحنان ,
أدرك أنّني في التيه ..
أنقل يا أحبّائي الخطى
وأكابد الإعياء
وأقرأ فوق صفحة هذه الكثبان
رسائلكم
تقول سطورها ويجاهر العنوان
بأنّ طريقنا تفضي إلى البحر
فعد يا أيّها الربّان ,
عد لعروسة الفقر ..
وأومن أن في كلماتكم ..
يا أيّها الأحباب منجاتي
من التجوال والغربة
وأومن أنّ نارا في العروق تعانق الآتي
وتبدع من أحاسيس العذاب خيوط رايتنا
-3-
وماذا بعد ؟
وماذا ينبيء العرّاف , ماذا تضمر الأيام ؟
يقول الكفّ أنّي ..
سوف أرحل باتجاه جزيرة الأحلام
وسوف أخوض نهرا من دم ,
ويصير لون قميصي الكاكيّ ..
أحمر مثل حطّة والدي ,
- الله يرحمه – أبيّا كان
فعاجله رصاص الإنجليز ,
- وكان عمري يومها سنتين
فهاهت ساعة أمي ,
وكان البين
عميق الحزن ,
فيا أحباب
بعيد ذلك الجرح الذي ,
يمتدّ من عمري
إلى قبري
فذاكرة الطفولة لا تموت ,
ولم تزل في دفتري صورة
لأمي وهي جاثية أمام أبي
وكان جبينه ينزف
وكانت ساقه تنزف
ولهوي يومها بعقاله ,
فلبسته وركضت في الحارة
فأشرق وجهه بالبشر ..
أذكر أنّه قد قال :
" يا ولدي "
وأحنى رأسه وغفا
ولم ~أعرف
لماذا كان يبتسم لي ..
لماذا كان يبتسم لي

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 05:57 AM

بطاقة إلى فراس
يا لغتي , يا رعشتي المنسابة
في جانحيّ , يا تدفّق الكآبة
يا كلّ هذه المكابدات ,
والتأوهات ,
والرؤى الأسيانة
يا جوع هذا القلب , يا عذابه
يا قمرا على بوّابة
إذا أتتك هذه الكتابة
من يحمل الربابة
من يبعث الحياة في الأوصال
من ينشد الموّال ؟
ومن ..
ومن ..
ومن
تعبت من مرارة السؤال
هل تهطل السحابة ؟
ويهدل الحمام في الوطن ؟

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 05:57 AM

أيتها الغربة وداعا
-1-
كان صديقي خالد
ممتلئا بالحب
كان رقيقا وعنيفا كالنسمة والإعصار
كان معي في هذا البلد يكابد ..
غربته ,
مرتقبا سيل النار
مسكونا بالفعل الحيّ الصامت
وكان يعانق في الصحراء
واحته المنفيّة خلف جدار باهت
ويحدّثني إذ ألقاه
عن فقدان المعنى والتيه
عن تلك الأيام الصفراء
عن موت الإنسان الضائع ,
خلف قناع التمويه
عن غضب سوف يجيء
يكنس فينا هذا الفقر المعتم ويضيء
غرفا في النفس رماديّة
كان يواجهني بالبسمة
محتجّا ..
إذ أسمعه بعض الشعر الأسيان
- يا قيسيّ
دعنا من هذي السوداويّة
- الحزن خميرتنا يا خالد
والحزن سلاح لا يغمد
نغسل أعماق الروح به ,
نسمو , نتجدّد
حين يرافقنا في اليقظة والنوم
يتنفّس معنا , ويشاركنا الخبز
لا نقدر أن نتجاهل هذي النعمة
يا خالد
-2-
كان جريئا في زمن الصمت
لا يخفض هام الكلمة
لا يرسلها زلفى لأمير أو حاكم
كان يجلّ الصدق
يحلم بمدائن تحتضن الإنسان
لا تورده الموت
لكنّ صديقي خالد
طولب أن يصمت
طولب أن يكسر قلمه
طولب أن يخنق ألمه
طولب أن يرضى بالأمر الواقع
-3-
أسألكم ..
من يرضى أن يسقط طوعا ؟
من يقدر أن يمنع أمّا ,
معدمة , جوعى
من أن تحمل سيفا ؟
وإذا لزم الأمر
أن تسرق ثمن حليب الطفل الجائع ؟
طوبى لأبي ذر
-4-
لم يسرق خالد , لم يحمل سيفا
لم يقتل يوما نملة
كان صديقا للناس , محبّا للفقراء
لكنّ الخوف على أمن الدولة
يلزمهم أن لا تبقى الكلمة مسموعة
أن لا يبقى خالد حرّا
-5-
فوجىء خالد ذات صباح
بدخول الشرطيّ عليه
يحمل بين يديه
كومة أصفاد
في اليوم التالي
نشرت بعض الصحف اليوميّة
أمر الإبعاد
-6-
" ملاحظة ..
في ذلك اليوم , بكت طفلتان صغيرتان , لأن
أباهما تأخر عن موعده , ولم يعد للبيت ,
كانت تنتظران أن يحمل لهم حبّا , وأمنا ,
وحلوى ..
ربما كانت جائعتين .."
-7-
لم أر خالد ذاك اليوم
لكّني كنت أرى جبهته ,
سارية في الريح , منارة
لم يوهنها الإبحار
كان الإصرار
مرسوما في عينيه علامة
كان يردّد أنّ الصبح ,
- وإن طال سيأتي
واحتضن وسامه
ومضى ..
يبحث عن أرض ,
تطعمه خبزا وكرامة ..
-8-
لا أذكر كم مرّ من الأعوام
حين تقابلنا أول مرّة
في باحة فندق
وسط دمشق
أذكر كان عناقا ,
عبر الصمت مليئا بالصدق
حيث أعاد إلى سمعي الكلمات الحرّة
كان كلانا ,
يبحث في رحلته عن شاطىء
عن قطعة أرض غالية ,
يسند جبهته المتعبة عليها ..
تطفىء ظمأ الأيام
عن شجر يمنحه الظلّ
عن بيت دافيء
يؤويه إذا جاء الليل
-9-
وفتحنا كلّ شبابيك الجرح
-10-
كان تراب الوطن العربي
ما زال طريّا أخضر
والجثث المقتولة في سيناء
وغزة والجزلان
ينهشها الطير ولم تدفن
وتحدّثنا في ذاك اليوم ,
عن الآمال البرّاقة
وعن السفر الثاني ,
وزنود الفتيان الغلاّبة
إذ تلج بجنح الليل
أبواب فلسطين بلا تصريح
مثل الريح
تحمل شارات الصبح ..
-11-
كنّا نعبر في الطرقات معا
أحزنني وجه دمشق
بردى كان بلا صوت
لاحظت لأول مرّة
أنّ ملابس خالد كانت كاكيّة
لكن فيما بعد عرفت
أنّ صديقي من زمن ,
يلتزم بتدريبات يوميّة
فسرحت ببصري في الصمت
وتحدّث خالد , فاجأني بسؤاله
- ما حال الغربة والأصحاب ؟
جالت في أعماقي الكلمات المرّة
لكنّي أطرقت
-12-
يا أيام الغربة أعطيني إسمي
أعطيني أوراقي ويدي
أعطيني قلمي
آن لنا أن نفترق الآن
آن لهذا القلب المحكوم عليه
أن يرتاد الأبعاد
ركضا خلف خلاص موهوم
آن له أن يستقبل ,
فعل المرتقب المحتوم
بعد سنّي التجوال
أزهر يا غربة في أرضي الليمون
وامتلأ " المارس " بسنابل معطاءة
وابتهج الفلاحون
أمّا الفقراء فقد مدّوا أيديهم ,
واحتضنوا قمر الثورة
يا غربة هاتي كفيّك
أودعك بها كلماتي المرّة
ورنين الزمن الجاحد
إني أرتحل الآن
فيّاضا بالفرح إلى خالد

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 05:58 AM

الخيط
عيناها دوريّان طعينان
والأرض كما تبدو ضيّقة ,
يأخذها الرجفان
كانت تلمس قلبي
وأنا أرفو أيامي كجوارب بالية ,
وأحاول أوّل خيط يوصلني بالموّال ,
أغني هذا الريحان
كيف يسبّح في بستان يديها ,
ويسيل
إذ تهدل أو تسكن أوتارا وأناجيل !
كانت تلمس قلبي وتقوم
فتشيع الموسيقى صامتة من خجل ,
وينّور لوز ,
ويحوم
رفّ نورس في أفق ,
من قمح وغيوم
كانت تلمس قلبي وأغنّي
عيناها دوريّان طعينان
والأرض كما تبدو ضيّقة ,
لا تسع اثنين معا ..
لا تسع اثنين فهل
يأتي الطوفان !


الساعة الآن 08:40 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى