منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   مواضيع ثقافية عامة (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=67)
-   -   مما قرأت .. صفحة متجدده املؤوها بقرائاتكم اليوميه .. (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=14976)

محمد ماهر مرعي 23 - 6 - 2011 05:36 PM

علمتني الحيــاة ، ان ابتسم لليــوم ، واحلم بالغــد ، و اتطلع للمستقبل " بقلــب" يملؤه الامــل

محمد ماهر مرعي 23 - 6 - 2011 05:37 PM

هناك دائما :
قليل من الحقيقة وراء ... كلمة ( كنت بهزر)
وقليل من المشاعر وراء كلمة ( لا عادي )
وقليل من الألم وراء .. كلمة ( مش مشكله )
وقليل من الحاجه وراء .. كلمة (مش عاوز حاجه)
والكثير من الكلمات وراء .. (الصمت).
لذلك جربوا الإهتمام بـ المشاعر
وليس فقط بـ الكلمات !!

محمد ماهر مرعي 23 - 6 - 2011 05:39 PM

أنا من هو أحبك وهام فى دروب العاشقين
أنا من هو نادى باسمك فى العالمين
أنا من هو عاداكى يوما صار من المتيمين
أنا من هو رثاه جموع العاشقين
أنا من كان يوما عاشقا فأصبح من الهالكين
أنا من كان يوما يطلب الوصال فصار من المهجورين
أيا جموع العاشقين ان زكرتونى يوما من المحبين
فأكتبوا على قبرى هذا هو عبرة العاشقي

محمد ماهر مرعي 23 - 6 - 2011 05:40 PM

الشر في الكون كالظل في الصورة يبدو من قريب عيباً .. فإذا ابتعدت بعينيك ونظرت الى الصورة نظرة كلية اكتشفت ان هذا العيب هو الظل .. وانه جزء مكمل للصورة

د. مصطفى محمود

محمد ماهر مرعي 23 - 6 - 2011 05:41 PM

انما يظهر الانسان على حقيقته اذا حرم مما يحب .. اذا حُمل ما يكره .. فهنا تتفاضل النفوس فهناك نفس تحمد وتشكر ولا تعترض وتفوض الامر الى الله .. وهناك نفس تعاتب ربها وتحتج ! .. وهناك نفس تتعجل فتسرق وتقتل وتعتدي لتصلح حالها وتنهي حرمانها

د. مصطفى محمود

محمد ماهر مرعي 17 - 7 - 2011 02:59 AM

قلت انتهينا .. و قالوا انتهينا
و ها انت ذا تمد أصابعك الدقيقة نحوي
ثم تغرسها في قلبي مرة واحدة كخمسة خناجر
حين يغمى على الذاكرة
ويرحل الصحو عن مغاور القلب
يزهر الفرح العتيق
و أعود قادرة على النظر إلى وجهك
دون أن ينزف جرح سري في روحي
و هاأنت تزهر .. وتزهر
هاأنت تسري في الأرض أزهاراً بنفسجية اسمها " لا تنسي "
من قال لك أنني نسيت ؟!
عبثاً نحاول التحليق عن أرض آثامنا
وإساءاتنا المتبادلة
حبال ستظل تشدنا أبداً إلى مستنقع التيه
على زجاجك الموصد هطلت أكثر من مرة
وكنت دوماً تبكي رحيلي دون أن تحول دونه !
لماذا بعد أن علمتني أن أعيشك وهماً
وتعيشني حلماً !!
عدت تبحث عن حقيقتي ؟
لن أكون لك .. وكي أمعن في إيلامك
لن أكون لسواك أيضاً !


لــ غاده السمان

محمد ماهر مرعي 17 - 7 - 2011 03:12 AM

ليست القضية متى يأتي .. القضية هل يبقى حين يأتي ؟


التقته وهي في الثلاثين من عمرها في وقت ظنت أنها فقدت قدرتها على الحب والحلم والأمل وأشياء أُخرى تحتاج إليها المرأة في منتصف العمروبعد أن ذاقت من الأشياء أمرها وبعد أن مرت بظروف حملتها من الألم فوق طاقتها وبعد أن اتسعت الفجوة بينها وبين الفرح وأصبحت السعادة من مستحيلات حياتها



عندها
جاء هو بقلبه الكبير
وببحور حنانه الباحثة عن أُنثى تكون نصف قلبه الآخراقترب منها كالأحلام الهادئةعشقها بصدق فرسان الحكايات القديمة
وطرق بابها في أشد مراحل عمرها ظلمة ليمنحها باقة من النور لم يكن آخر أطواق النجاة بالنسبة إليها بل كان الشاطئ والقبطان والسفينة



غيرها تماما نسفها داخليا ً وخارجيا لون كل المساحات السوداء في داخلها فتعلقت به تعلق الأم بطفلها وتعلق الأنثى بفارسها
وتعلق الإنسان بوطنه وشعرت معه بأمان لم تشعر به طيلة سنواتها



اقترب من أعماقها أكثر ملأ إحساسها كالدم وملأ حياتها كالهواء
كانت تنام على وعوده وتستيقظ على صوته تمادت معه بأحلامها
منحت نفسها حق الحلم كسواها
حلمت بأطفال بعدد نجوم السماء
وبقدرة إلهية تهديه إياها وبليلة من العمر تجمعهما في جنة فوق الأرض تعيش فيها معه



كان رجلا ً رومانسيا ً شفافا ًبادلها أحلامها بنقاء
لم تكن بالنسبة إليه حكاية يسعى إلي إنهاء دوره فيها
ولم يكتبها رقما ً في أجندته
ولم يسجلها رقما ً قابلا ً للانتهاءكانت شيئا ً آخر
إحساسا ً مختلفا وامرأة لا يمكن تصور حياته بدونها


اعتادت وجوده في حياتها
تماما ً كما اعتاد هو وجودها في عالمه كان إحساسهما طاهرا ً نقيا لم تدنسه مواعيد الغرام ولم تلوثه اللقاءات المحرمة كان يصونها كعرضه
وكانت تحفظه كعينيها



سألها يوما ً :- ماذا لو خنت ُ ؟
قالت :- سأقتلك
قال :- ماذا لو مت ؟
قالت :- ستقتلني
عندها أدرك أنها امرأة ترفض الحياة بغير وجوده فتمسك بحياته أكثر
وتمنى أن يعيش إلى الأبد كي يجنبها ألم فقدانه وفجيعة رحيله


منذ أن عرفته وهي تعشق المساء جدا ًففي المساء يأتي صوته حاملا ً لها فرح العالم كله ويُعيدها رنين هاتفه إلى الحياة التي تفارقها حين يفارقها
وما أن ترفع سماعة الهاتف حتى يبادرها متسائل:-



من تحبين أكثر ؟ أنا ؟ أم أنا ؟
فتجيبه بطفولة امرأة عاشقة



أحبك أنت أكثر من أنت "
ثم يتجولان معا ً في حالم من الأحلام


وهذا المساء انتظرت صوته كالعادة ومرت الدقائق
وتلتها الساعات شئ ما في قلبها بدأ يشتعل
شئ ما تتجاهل صوته لكنه يلح شئ ما يصرخ فيها إنه لن يعود وشئ ما يوقظ في داخلها كل شكوك الأنثى في لحظة الانتظار تري هل نسى ؟
هل خان ؟
هل رحل ؟
ومع أول إشعاع نور للصباح
حادثها أحدهم ليخبرها بضرورة وجودها في المستشفى لأن أحدهم يصر علي رؤيتها قبل دخوله غرفة العمليات


وهناك التقته
باسما ً في وجهها كعادته برغم الألم
قال لها



سامحيني ..
أعلم أن رحيلي سيسرق منك كل شئ
وأعلم كيف ستكون لياليك ِ بعدي
وأعلم مساحة الرعب التي سيخلفها رحيلي في داخلك
وأعلم أن لا شئ سيملأ الفراغ خلفي
وأعلم كم ستقتلك البقايا وأعلم كم ستكسرك الذكرى
وأعلم تحت أى مقاصل العذاب ستنامين وفي أى مشانق الانتظار ستتعلقين وأعلم كم ستبكين وكيف ستبكين وأعلم أني قد خذلتك وأعلم أنك ِ ستغفرين "




ومضى إلى مصير يجهله
كانت رائحة الوداع تملأ حديثه
ولكنها تعلقت بآخر قشة للأمل
وانتظرت
انتظرت
انتظرت
وكانت تردد بينها وبين نفسها
ماذا لو أنه رحل ؟
ماذا سيكون لون حياتها؟
بل ماذا سيتبقي من حياتها ؟
لم تحتمل ثقل سؤالها . فجسلت فوق الأرض
ما عادت قدماها تقويان على حملها
استندت إلى الجدار في انتظار حكم الحياة عليها



ومن بعيد لمحته يأتي
يتقدم نحوها
إنه الطبيب الذى أجرى له العملية تمنت أن يقف مكانه
أن لا يتقدم أكثر
أن لا يفتح فمه بنبأ رحيله دقات قلبها تزداد
أنفاسها تتصاعد
ترى .. هل رحل ؟
أغمضت عينيها
ووضعت يديها على أذنيها
لا تريد أن تسمع ..
لا تملك القدرة على أن تسمع نبأ كهذا النبأ



لا أحد يعلم كم من الوقت قد مر قبل أن يصلها الطبيب
ربما لحظات وربما سنوات لكنه أخيرا ً وصل
وقف أمامها باسما ً .. قائلا كُتب له عمر جديد سيدتي
نجحت العملية وسيعيش
وانتظر أن ينطلق منها صوت الفرح
لم تنطق ولن تنطق أبدا
لقد رحلت ..
قتلها الانتظار والخوف والترقب
عفــــوا .
إنها امرأةوصلت بتعلقها به إلى درجة رفض الحياة في غيابه هل توجد مثل هذه المرأة الآن ؟
هل يوجد مثل هذا الرجل الآن ؟


لــ شهرزاد الخليج

محمد ماهر مرعي 17 - 7 - 2011 03:13 AM

في أحد المستشفيات كان هناك مريضان هرمين في غرفة واحدة كلاهما معه مرض عضال .. أحدهما كان مسموح له بالجلوس في سريره لمدة ساعة يوميا بعد العصر .. ولحسن حظه فقد كان سريره بجانب النافذة الوحيدة في الغرفة .. أما الآخر فكان عليه أن يبقى مستلقياً على ظهره طوال الوقت


كان المريضان يقضيان وقتهما في الكلام دون أن يرى أحدهما الآخر
لأن كلاً منهما كان مستلقياً على ظهره ناظراً إلى السقف
تحدثا عن أهليهما.. بيتيهما.. حياتهما .. كل شيء



وفي كل يوم بعد العصر كان الأول يجلس في سريره حسب أوامر الطبيب
ينظر في النافذة واصفاً لصاحبه العالم الخارجي
وكان الآخر ينتظر هذه الساعة كما ينتظرها الأول لأنها تجعل حياته
مفعمة بالحيوية وهو يستمع لوصف صاحبه للحياة في الخارج
ففي الحديقة كان هناك بحيرة كبيرة يسبح فيها البط



والأولاد صنعوا زوارق من مواد مختلفة وأخذوا يلعبون فيها داخل الماء


وهناك رجل يؤجِّر المراكب الصغيرة للناس يبحرون بها في البحيرة
والنساء قد أدخلت كل منهن ذراعها في ذراع زوجها والجميع يتمشى حول حافة البحيرة .. و آخرون جلسوا في ظلال الأشجار أو بجانب الزهور ذات الألوان الجذابة .. ومنظر السماء كان بديعاً يسر الناظرين




وفيما يقوم الأول بعملية الوصف ينصت الآخر في ذهول لهذا الوصف الدقيق الرائع .. ثم يغمض عينيه ويبدأ في تصور ذلك المنظر البديع للحياة خارج المستشفى



وفي أحد الأيام وصف له عرضاً عسكرياً ورغم أنه لم يسمع عزف الفرقة الموسيقية .. إلا أنه كان يراها بعيني عقله من خلال وصف صاحبه لها



ومرت الأيام والأسابيع وكل منهما سعيد بصاحبه
وفي أحد الأيام جاءت الممرضة صباحاً لخدمتهما كعادتها
فوجدت المريض الذي بجانب النافذة قد قضى نحبه خلال الليل
ولم يعلم الآخر بوفاته إلا من خلال حديث الممرضة عبر الهاتف
وهي تطلب المساعدة لإخراجه من الغرفة
فحزن على صاحبه أشد الحزن




وعندما وجد الفرصة مناسبة طلب من الممرضة أن تنقل سريره إلى جانب النافذة .. ولم يكن هناك مانع فأجيب طلبه ولما حانت ساعة بعد العصر تذكر الحديث الشيق الذي كان يتحفه به صاحبه انتحب لفقده ولكنه قرر أن يحاول الجلوس ليعوض ما فاته في هذه الساعة وتحامل على نفسه وهو يتألم ورفع رأسه رويداً رويداً مستعيناً بذراعيه ثم اتكأ على أحد مرفقيه وأدار وجهه ببطء شديد تجاه النافذة لينظر العالم الخارجي .. وهنا كانت المفاجأة





حيث لم ير أمامه إلا جداراً أصم من جدران المستشفى، فقد كانت النافذة على ساحة داخلية .. نادى الممرضة وسألها إن كانت هذه هي النافذة التي كان صاحبه ينظر من خلالها .. فأجابت إنها هي!! فالغرفة ليس فيها سوى نافذة واحدة .. ثم سألته عن سبب تعجبه فقص عليها ما كان يرى صاحبه عبر النافذة وما كان يصفه له



كان تعجب الممرضة أكبر إذ قالت له : ولكن المتوفى كان أعمى ولم يكن يرى حتى هذا الجدار الأصم .. ولعله أراد أن يجعل حياتك سعيدة حتى لا تُصاب باليأس فتتمنى الموت

محمد ماهر مرعي 17 - 7 - 2011 03:15 AM

عادة قضم الأظافر:
يعانى الكثير منا صغار كانوا أو كبارا من هذه العادة السيئة التى تسبب الإحارج الشديد كذلك الشكل الغير محبب للأظافر .
الثقة بالنفس تبدأ أولا من الأظافر والأيدى الجميلة سواء للرجال أو السيدات، فشكل الأظافر يدل على الشخصية وصفاتها، كالهدوء والثقة بالنفس وغيرها من الصفات الحسنة لذوى الأيدى الجميلة، بينما تدل الأظافر المقضومة على نفسية متوترة وعصبية.
وننصح المرضى بقضم الأظافر بعدة نصائح للتخلص من تلك العادة قائلة: أولا لابد من الحرص على تقليم الأظافر والعناية المنتظمة بها، ووضع مادة طعمها مرّ عليها، كما يجب الاتجاه إلى وسائل بديلة للتغلب على حالات التوتر أو الملل أو العصبية التى قد تنتاب المريض كسماع الموسيقى أو محاولة الحفاظ على هدوئك أكبر قدر ممكن من الوقت.

المصدر اليوم السابع

محمد ماهر مرعي 17 - 7 - 2011 03:19 AM

الدين.. ما هو؟؟
الدين حالة قلبية.. شعور.. إحساس باطني بالغيب.. و إدراك مبهم ، لكن مع إبهامه شديدالوضوح بأن هناك قوة خفية حكيمة مهيمنة عليا تدبر كل شيء.
إحساس تام قاهر بأنهناك ذاتا عليا.. وأن المملكة لها ملك.. و أنه لا مهرب لظالم و لا إفلات لمجرم.. و أنك حر مسئول لم تولد عبثا ولا تحيا سدى وأن موتك ليس نهايتك.. و إنماسيعبر بك إلى حيث لا تعلم.. إلى غيب من حيث جئت من غيب.. و الوجود مستمر.

وهذا الإحساس يورث الرهبة والتقوى والورع ، ويدفع إلى مراجعة النفس ويحفز صاحبه لأن يبدع من حياته شيئا ذا قيمة و يصوغ من نفسه وجودا أرقى وأرقى كللحظة متحسبا لليوم الذي يلاقي فيه ذلك الملك العظيم.. مالك الملك.

هذهالأزمة الوجودية المتجددة والمعاناة الخلاقة المبدعة والشعور المتصل بالحضور أبدامنذ قبل الميلاد إلى ما بعد الموت.. و الإحساس بالمسئولية والشعور بالحكمة والجمال والنظام والجدية في كل شيء.. هو حقيقة الدين.
إنما تأتي العبادات والطاعات بعد ذلك شواهد على هذه الحالة القلبية..
وينزل القرآن للتعريف بهذا الملك العظيم .ملك الملوك.. و بأسمائه الحسنى وصفاته وأفعاله وآياته ووحدانيته.
و يأتيمحمد عليهالصلاة والسلام ليعطي المثال والقدوة.
و ذلك لتوثيق الأمر وتمامالكلمة .
و لكن يظل الإحساس بالغيب هو روح العبادة وجوهر الأحكام والشرائع، وبدونه لا تعني الصلاة ولا تعني الزكاة شيئا.

و لقد أعطى محمد عليه الصلاةوالسلام القدوة والمثال للمسلم الكامل، كما أعطى المثال للحكم الإسلامي والمجتمع الإسلامي.. لكن محمدا عليه الصلاة والسلام وصحبه كانوا مسلمين في مجتمعقريش الكافر.. فبيئة الكفر، و مناخ الكفر لم يمنع أيا منهم من أن يكون مسلما تامالإسلام .

وعلى المؤمن أن يدعو إلى الإيمان ، و لكن لا يضره ألا يستمع أحد، ولا يضره أن يكفر من حوله، فهو يستطيع أن يكون مؤمناً في أي نظام و في أي بيئة.لأن الإيمان حالة قلبية، والدين شعور وليس مظاهرة، و المبصر يستطيع أن يباشرالإبصار ولو كان كل الموجودين عميانا ، فالإبصار ملكة لا تتأثر بعمى الموجودين ،كما أن الإحساس بالغيب ملكة لا تتأثر بغفلة الغافلين ولو كثروا بل سوف تكون كثرتهمزيادة في ميزانها يوم الحساب .

إن العمدة في مسألة الدين والتدين هي الحالةالقلبية.
ماذا يشغل القلب.. و ماذا يجول بالخاطر ؟
و ما الحب الغالب علىالمشاعر ؟
و لأي شيء الأفضلية القصوى ؟
و ماذا يختار القلب في اللحظة الحاسمة؟
و إلى أي كفة يميل الهوى ؟

تلك هي المؤشرات التي سوف تدل على الدين منعدمه.. و هي أكثر دلالة من الصلاة الشكلية ، و لهذا قال القرآن.. و لذكر اللهأكبر.. أي أن الذكر أكبر من الصلاة.. برغم أهمية الصلاة.
و لذلك قال النبيعليه الصلاة و السلام لصحابته عن أبي بكر.. إنه لا يفضلكم بصوم أو بصلاة و لكنبشيء وقر في قلبه.

و بهذا الشيء الذي وقر في قلب كل منا سوف نتفاضل يومالقيامة بأكثر مما نتفاضل بصلاة أو صيام.
إنما تكون الصلاة صلاة بسبب هذا الشيءالذي في القلب.
و إنما تكتسب الصلاة أهميتها القصوى في قدرتها على تصفية القلبوجمع الهمة وتحشيد الفكر و تركيز المشاعر.

وكثرة الصلاة تفتح هذه العينالداخلية و توسع هذا النهر الباطني، و هي الجمعية الوجودية مع الله التي تعبر عنالدين بأكثر مما يعبر أي فعل .
و هي رسم الإسلام الذي يرسمه الجسم على الأرض،سجودا، و ركوعا وخشوعا وابتهالا، وفناء.. يقول رب العالمين لنبيه :
اسجد واقترب.
و بسجود القلب يتجسد المعنى الباطني العميق للدين، وتنعقدالصلة بأوثق ما تكون بين العبد والرب.

و بالحس الديني، يشهد القلب الفعلالإلهي في كل شيء.. في المطر والجفاف، في الهزيمة و النصر، في الصحة و المرض،في الفقر و الغنى، في الفرج و الضيق.. وعلى اتساع التاريخ يرى الله في تقلبالأحداث و تداول المقادير.

و على اتساع الكون يرى الله في النظام و التناسقوالجمال ، كما يراه في الكوارث التي تنفجر فيها النجوم و تتلاشى في الفضاء البعيد.

و في خصوصية النفس يراه فيما يتعاقب على النفس من بسط و قبض ، وأمل وحلم، و فيما يلقى في القلب من خواطر و واردات.. حتى لتكاد تتحول حياة العابد إلى حوارهامس بينه و بين ربه طول الوقت .
حوار بدون كلمات.
لأن كل حدث يجري حولههو كلمة إلهية و عبارة ربانية ، و كل خبر مشيئة ، وكل جديد هو سابقة في علم اللهالقديم.

و هذا الفهم للمشيئة لا يرى فيه المسلم تعطيلا لحريته، بل يرى فيهامتدادا لهذه الحرية.. فقد أصبح يختار بربه، و يريد بربه، و يخطط بربه، و ينفذبربه.. فالله هو الوكيل في كل أعماله.
بل هو يمشي به ، و يتنفس به ، و يسمع به، و يبصر به ، و يحيا به.. و تلك قوة هائلة ومدد لا ينفد للعابد العارف ، كادت أنتكون يده يد الله و بصره بصره، و سمعه سمعه ، و إرادته إرادته .

إن نهرالوجود الباطني داخله قد اتسع للإطلاق.. و في ذلك يقول الله في حديثه القدسي :
لم تسعني سماواتي و لا أرضي و وسعني قلب عبدي المؤمن. [ قال الحافظ العراقي في تخريج أحاديث الإحياء : لا أصل له ]
هذا التصعيدالوجودي، و العروج النفسي المستمر هو المعنى الحقيقي للدين.. و تلك هي الهجرة إلىالله كدحا.
{ يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه}
و لا نجدغير الكدح كلمة تعبر عن هذه المعاناة الوجودية الخلاقة ، و الجهاد النفسي صعودا إلىالله.

هذا هو الدين.. و هو أكبر بكثير من أن يكون حرفة أو وظيفة أو بطاقةأو مؤسسة أو زيا رسميا.

لــ مصطفى محمود


الساعة الآن 05:41 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى