منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   المكتبة العامة (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=239)
-   -   حـكايـات عـربـيـة (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=17740)

صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 04:51 AM

المغـفّل وحمـاره
كان بعض المغفلين يقود حماراً. فقال رجل لرفيق له:‏ ‏ يمكنني أن آخذ هذا الحمار ولا يعلم هذا المغفل.‏ ‏ فقال: كيف ومقوده بيده؟‏ ‏ فتقدّم فحلّ المقود ووضعه في رأسه هو، وأشار إلى رفيقه أن يأخذ الحمار ويذهب به، فأخذه ومضى.‏ ‏ ومشى ذلك الرجل خلف المغفل والمقود في رأسه ساعة، ثم وقف، فجذبه فلم يمش. فالتفت المغفل فرآه، فقال:‏ ‏ أين الحمار؟‏ ‏ فقال: أنا هو.‏ ‏ قال: وكيف هذا؟‏ ‏ قال: كنت عاقاً لوالدتي فمُسِخْتُ حماراً، ولي هذه المدة في خدمتك. والآن قد رَضِيت عني أمي فعُدتُ آدمياً.‏ ‏ فقال المغفل: لا حول ولا قوة إلا بالله! وكيف كنتُ أستخدمك وأنت آدمي؟!‏ ‏ قال: قد كان ذلك.‏ ‏ قال: فاذهب في حفظ الله.‏ ‏ فذهب.‏ ‏ ومضى المغفل إلى بيته فقصّ على زوجته القصة، فقالت له:‏ ‏ اذهب غداً إلى السوق واشترِ حماراً آخر.‏ ‏ فخرج إلى السوق فوجد حماره معروضاً للبيع، فتقدّم منه وجعل فمه في أذن الحمار وقال:‏ ‏ يا أحمق، عُدْتَ إلى عقوق أمك؟! ‏
من كتاب "أخبار الحمقى والمغفلين" لابن الجوزي.‏


صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 04:52 AM

المُفاخـِر بقـُوَّتـه
رأى فيلسوفٌ رجلاً يفخر بتفوّقه في المصارعة، فقال له:‏ ‏ هل غلبتَ من هو أضعف منك أو من هو أقوى منك؟‏ ‏ فقال: بل غلبتُ من هو أضعف مني.‏ ‏ قال: فما هذا موضع مدحٍ، وذلك أن كل واحد من الناس يغلب من هو أضعف منه.‏ ‏ فقال له الرجل: بل غلبتُ من هو أقوى مني.‏ ‏ قال: هذا مُحالٌ وباطل.‏ ‏ فقال: بل غلبتُ من هو مُساوٍ لي.‏ ‏ قال: مـَن غلبتـَه لا يكون مساويـاً لك. ‏
من كتاب "البصائر والذخائر" لأبي حيان التوحيدي.


صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 04:52 AM

المنـام
‏ كان الإخشيد، والي مصر، إذا توفى قائد من قوّاده أو كاتب، صادر ورثته وأخذ أموالهم. وكذلك كان يفعل مع التجار المياسير. ثم حدث أن قبض على أبي بكر الماذرائي وأبى أن يطلقه حتى يدفع له ما مبلغه ثلاثة وثلاثون أردبا دنانير. فما صار الماذرائي في الحبس حتى وقع أمر عجيب. وذلك أن رجلاً من أهل العراق صعد فوق زمزم بمكة وصاح:‏ ‏ معاشر الناس، أنا رجل غريب، وقد رأيت البارحة في المنام رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول لي: سِرْ إلى مصر والقَ الإخشيد، وقل له عني أن يطلق أبا بكر الماذرائي. ‏ ‏ ثم سار الرجل ووصل إلى مصر. فلما بلغ الإخشيد خبره، أحضره وقال له: ‏ ‏ إيش رأيت؟‏ ‏ فأخبره. فقال الإخشيد:‏ ‏ كم أنفقت في مسيرك إلى مصر؟‏ ‏ قال: مائة دينار.‏ ‏ فقال: هذه مائة دينار من عندي، وعد إلى مكة، ونم في الموضع الذي رأيت فيه رسول الله، فإذا رأيته فقل له: قد أديت رسالتك إلى الإخشيد فقال: إذا دفع الماذرائي لي ثلاثة وثلاثين أردبا دنانير أطلقه.‏ ‏ فقال له الرجل:‏ ‏ ليس في ذكر رسول الله هزل. وأنا أخرج إلى المدينة وأنفق من مالي، وأسير إلى رسول الله وأقف بين يديه يقظان بغير منام، وأقول له: يا رسول الله، أدّيت رسالتك إلى الإخشيد فقال لي كذا وكذا.‏ ‏ وقام الرجل، فأمسكه الإخشيد وقال:‏ ‏ قد صرنا الآن في الجدّ، وإنما ظننتك في البدء كاذباً. فلا تبرح حتى أطلق الماذرائي من حبسه. ‏
من كتاب "الاغتباط في حلي مدينة الفسطاط" لابن سعيد الأندلسي. ‏


صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 04:53 AM

المُنجِّـم
أتت امرأة مصرية الشيخ رزق الله النّحاس أحد المنجمين بمصر، وسألته أن يقرأ لها طالعها وأعطته درهماً أجراً له. فقاس ارتفاع الشمس وحقّق درجة الطالع والبيوت الاثني عشر ومراكز الكواكب، ورسم ذلك كله في تخت، وجعل يتكلّم على بيت بيت منها ويخبرها بطالعها وهي ساكتة واجمة. فوجم هو لوجومها وأدركه فتور فسكت. ثم عاود الكلام وقال:‏ ‏ أرى فيما يتّصل بالمال أنك تفقدين جانباً من مالك عما قريب، فاحترسي.‏ ‏ فقالت:‏ ‏ الآن أصبت وصدقت، وقد كان والله ما ذكرتَ.‏ ‏ قال:‏ ‏ وهل ضاع لكِ شيء؟‏ ‏ قالت: نعم، الدرهم الذي أعطيتُك الآن إيّاه!‏ ‏ وتركتْه وانصرفت. ‏
من كتاب "تاريخ الحكماء" للقِفْطي. ‏


صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 04:53 AM

الهديـة والرشـوة
اشتهى الخليفة عمر بن عبد العزيز تفاحاً، فأهدى له رجل من أهل بيته بعضاً منه. فقال عمر:‏ ‏ ماأطيب ريحه وأحسنه! ردّه يا غلام على من أتى به. ‏ ‏ فقيل له:‏ ‏ يا أمير المؤمنين، ابن عمك، رجل من أهل بيتك، وقد بلغك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل الهدية.‏ ‏ فقال:‏ ‏ إن الهدية كانت للنبي هدية، وهي اليوم لنا رشوة. ‏
من كتاب "تاريخ الخلفاء" للسيوطي.


صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 04:53 AM

الهـواتـف والجــان
كانت الهواتف قد كثرت في العرب خاصة أيام مولد النبي صلى الله عليه وسلم وفي أولية مبعثه. ومن حكم الهواتف أن تهتف بصوت مسموع، وجسم غير مرئي. ‏ ‏ وإنما تعرض الهواتف والجان للناس من قـِبـَل التوحـّد في القـِفار، والتفرّد في الأودية، لأن الإنسان إذا صار في مثل هذه الأماكن وتوحـّد، تفكـّر، وإذا هو تفكـّر وَجـِلَ وجـَبـُنَ، وإذا هو جـَبـُن داخلتـْه الظنون الكاذبة، والأوهام الفاسدة، فصوّرت له الأصوات، ومثـّلت له الأشخاص، وأوهمته المحال، بنحو ما يعرض لذوي الوسواس. وأُسُّ ذلك سوء التفكير، وخروجه على غير نظام قوي، لأن المتفرّد في القفار مستشعر للمخاوف، فيتوهم ما يحكيه من هـَتـْف الهواتف به، واعتراض الجان له. ‏ ‏ وقد كانت العرب قبل ظهور الإسلام تقول: إن من الجن مـَنْ هو على صورة نصف إنسان، وأنه كان يظهر لها في أسفارها وحين خلواتها. ‏ ‏ وذكروا عن الجن بيتين من الشعر قالتهما حين قـَتَلـَتْ حرب بن أمية، وهما: ‏ ‏ وقـَبـْرُ حـَرْبٍ بمكانٍ قـَفـْرْ ‏ وليس قـُرْبَ قبرِ حـَرْبٍ قَبـْرْ ‏ واستدلـّوا على أن هذا الشعر من قول الجن بأن أحدًا من الناس لا يتأتى له أن ينشد هذين البيتين ثلاث مرات متواليات لا يتتعتع في إنشادهما، لأن الإنسان قد ينشد العشرين بيتـًا والأكثر والأقل أشدّ من هذا الشعر وأثقل منه ولا يتتعتع فيه. ‏
من كتاب "مروج الذهب" للمسعودي. ‏


صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 04:54 AM

الوديـعة
‏ يُحكى أن ملكاً مات له ولد. فاشتدّ حزنه عليه، وأفحش في إظهار التسخّط بسبب ما أصابه.‏ ‏ فأتاه رجل فقال:‏ ‏ أيها الملك، إن لي صاحباً أودعني جوهرة، فكانت عندي مدّة، أتلذّذ برؤيتها. ثم إنه استرجعها فآلمني ذلك. وأنا أسألك إحضاره وإلزامه بإعادة إيداع الجوهرة عندي.‏ ‏ فقال الملك:‏ ‏ أمجنون أنت؟ كيف أُلزِم أحداً بأن يودع ماله عندك؟!‏ ‏ فقال له:‏ ‏ فالله أودع عندك ولداً لك هذه المدّة ثم استردّه، فلِمَ هذا الحزن والسخط؟ ‏
من كتاب "مُعيد النِّعم ومُبيد النِّقم" لتاج الدين السبكي.


حنان عرفه 5 - 8 - 2011 04:54 AM

حكايا رائعة ياصائد
شكرا لك

صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 04:54 AM

الــوزيـر
في يوم الخميس أول شهر ربيع الآخر سنة ثمانمائة وتسعة وخمسين هجرية، طلب السلطان إينال ثلاثة ليختار منهم مـَن يوليه الوزارة. ‏ ‏ استدعى أولاً ابن البخار، فقيل له: هرب من القاهرة واختفى. فطلب ابن الهـَيـْصـَم، فقيل له: مات في هذه الليلة وإلى الآن لم يـُدفن. فطلب فرج بن النحـّال، فحضر. فكلـّمه السلطان أن يستقرّ وزيرًا فامتنع واعتذر بقلـّة مـُتـَحـَصـِّل الدولة. فلما زاد تمنـُّعـُه، أمر به السلطان فحـُطَّ إلى الأرض وضـُرِب نحو ثلاثمائة عصا إلى أن كاد يهلك. ثم عـُمـِلت مصالحة وتولـّى الوزارة. ‏ ‏ ولو مـَنَّ الله سبحانه وتعالى بأن يبطل اسم الوزير من الديار المصرية في هذا الزمان (كما أبطل أشياء كثيرة منها)، لكان ذلك أَجـْوَدَ وأجملَ بالدولة. لأن هذا الاسم عظيم، وقد سـُمـّي به جماعة كبيرة من أعيان الدنيا قديمـًا وحديثـًا في سائر الممالك والأقطار، مثل جعفر بن يحيى بن خالد البرمكي وغيره، إلى الصاحب إسماعيل ابن عبـّاد، وهلمّ جرّا، إلى القاضي الفاضل عبد الرحيم ثم بني حـِنـّاء وغيرهم من العلماء والأعيان، إلى أن تنازلت ملوك مصر في أواخر القرن الثامن حتى وليها في أيامهم أوباش الناس، فذهبت أُبّهة هذه الوظيفة الجليلة التي لم يكن في الإسلام بعد الخلافة أجلّ منها ولا أعظم، وصارت بهؤلاء الأصاغر في الوجود كـَلا شيء، إذ يباشرونها بعجز وضعف، وظلم وعسف.‏ ‏ فلا قوة إلا بالله! ‏
من كتاب "النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة" لابن تعزى بردى.


صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 04:55 AM

الوطـــن
‏ سـُئـِل أعرابي:‏ ‏ ماذا تفعل في البادية، إذا اشتد القيظ، وانتعل كل شيء ظله؟‏ ‏ فقال:‏ ‏ وهل العيش إلا ذاك.‏ ‏ يمشي أحدنا ميلاً، فيرَفضُّ عرقاً.‏ ‏ ثم ينصب عصاه، ويلقي عليه رداءه.‏ ‏ ثم يجلس في فيئه (ظله) يكـْتال الريح، فكأنه في إيوان كسرى. ‏


الساعة الآن 01:54 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى