حرف السين


السامرة
منطقة هضبية في فلسطين بين الجليل شمالا واليهودية جنوبا . قاعدتها مدينة السامرة [1] التي قامت على أنقاضها مدينة نابلس . تقع ضمن الضفة الغربية لنهر الأردن ،?كانت قديما عاصمة مملكة إسرائيل . يسكنها ( نابلس ) حاليا عرب وسامريون وهم شيعة من اليهود تؤمن بأسفار موسى الخمسة فقط [2] . كان الامبرطور الآشور شلمانصر قد سبى سكان السامرة وأسكن السامرة قوما من امبرطوريته في القرن الثامن والسامريون هم من سلالة أولئك القوم . أغلب الظن معناها الحارسة من جذر العبري المقابل لـ « سمر »? في اللغة العربية . والسامرة هي المدينة الوحيدة التي يسكن فيها السامريون [3] .

السامريون
شيعة من اليهود تؤمن بالتوراة فقط ، أي بأسفار موسى الخمسة الأولي من العهد القديم . ما زال في السامرة ( نابلس حاليا ) بضعة آلاف منهم يحافظون على طائفتهم وتقاليدهم ولا يتصاهرون مع غيرهم . يعود أصلهم بناء على رواية التوراة إلي أقوام أتى بهم شلمناصر الأشوري « من بابل ، كوث ، عوا ،?حماه ، وصفرا وايم ، وأسكنهم مدن السامرة عوضا عن بني إسرائيل »? ( 2 ملوك 17: 24 ) . معبدهم في جبل جرزيم ،? و « لا يعرفون حرمة لبيت المقدس ولا يعظمونه » [4] . قال عنهم الشهرستاني إنهم ينقسمون إلي فرقتين : إلي « دوستانية ، وهم الألفانية ، وإلي كوسانية . والدوستانية معناها الفرقة المفرقة? الكاذبة . والكوسانية معناها الجماعة الصادقة ، وهم يقرون بالآخرة والثواب والعقاب . والدوستانية تزعم أن الثواب والعقاب في الدنيا » [5] . يعتقد السامريون أنهم هم الإسرائيليون الأصليون ، وأن بقية الإسرائيليين انشقوا عنهم ، ويبرهنون على ذلك بأن لفظ شامريم العبري يعني ( المحافظون » [6] .
__________________
سان ريمو ،?مؤتمر 1920
المؤتمر الذي عقده الحلفاء في سان ريمو ببريطانيا بين 19و 26/4/1920 . وضعوا فيه اتفاقية « سيفر » المتعلقة بمصير الأراضي المحررة من العثمانيين . وضعت سوريا تحت الانتداب الفرنسي ، والعراق تحت الانتداب الإنكليزي . ورفضت اعتبار سوريا خالصة العروبة ،? وبالتالي لا حق لفيصل بن الشريف حسين في حكمها . ورد في رسالة ميليران في فيصل : « إن الحكومة الفرنسية تؤكد اعترافها للأهالي المتكلمين بالعربية من جميع المذاهب في القطر السوري الحق في حكم أنفسهم بأنفسهم » . وقال اللورد كرازون وزير خارجية آنذاك : « إننا قد نندم مستقبلا إذا أنشأنا دولة عربية كبيرة يحكمها رأس واحد » [7] .
__________________
سايكس بيكو – معاهدة 1916

معاهدة سرية بين فرنسا وبريطانيا عقدت في 16/5/1916 . تتألف من 12 مادة . دعيت بهذا الإسم نسبة إلي مارك سايكس مستشار بريطانيا لشؤون الشرق الأوسط بوزارة خارجيتها الذي مثل بلاده في عقد المعاهدة ، وجورج بيكو ممثل فرنسا . كشفت الثورة? الشيوعية في روسيا عام 1917 لأول مرة عن هذه المعاهدة . أرسل الألمان نسخة عنها إلي الحكومة العثمانية ،?وأرسلت الحكومة العثمانية بدورها نسخة عنها إلي شريف مكة عن طريق جمال باشا والي سوريا ، وتمكن الإنكليز من طمأنه شريف مكة وكسب رضاه .

بنود المعاهدة? المتعلقة بالشرق الأوسط :

1- فرنسا وبريطانيا مستعدتان أن تعترفا وتحميا دولة عربية مستقلة ، أو حلف دول عربية تحت رئاسة رئيس عربي ،?في المنطقتين ( أ ) داخلية سوريا و ( ب ) داخلية العراق ، المبينتين في الخريطة الملحقة . ويكون لفرنسا في المنطقة ( أ ) ولانكلترا في المنطقة ( ب ) حق الأولوية في المشروعات والقروض ، وفي تقديم المستشارين والموظفين الأجانب بناء على طلب الحكومة أو حلف الحكومات العربية .

2- يحق لفرنسا في المنطقة الزرقاء ( سوريا الساحلية ) ، ولانكلترا في المنطقة الحمراء ( العراق الساحلي من بغداد حتى خليج فارس ) ، إنشاء ما ترغبان فيه من أشكال حكم مباشرة? أو بالواسطة ، أو من المراقبة ، بعد التنسيق مع الحكومة أو حلف الحكومات العربية .

3- تنشأ إدارة دولية في المنطقة السمراء? ( فلسطين ) يعين شكلها باستشارة روسيا ، وموافقة بقية الحلفاء ، وممثلي الشريف حسين .

4- تنال انكلترا ميناءي حيفا وعكا ومقدارا من نهري دجلة والفرات .

5- الاسكندرون ميناء حر [8] .
__________________

السبت الأسود ، لبنان 1975 [9]
إثر العثور على أربع جثث في منطقة الفنار من بيروت ، قام بعض عناصر الميليشيات بالاعتداء على موظفين وعمال يمارسون أعمالهم ووظائفهم في المرفأ والأسواق التجارية في قلب بيروت ، بتاريخ 6/12/1975 . لاقي الحادث استنكارا واسعا في جميع الأوساط الدينية والسياسية ،?وأجمعوا على اعتبار مثل هذه الأعمال خدمة للسياسة الصهيونية التي تحاول أن تجيش العملاء من هنا هناك لذر الفتنة وتوسيع الشقة بين مختلف شرائح المجتمع اللبناني .
__________________

السراج ، عبد الحميد
عسكري وسياسي سوري . كان الذراع الأيمن للشيشكلي الديكتاتور السوري في منتصف الخمسينات . شغل في دولة الوحدة بين مصر وسوريا من عام 1958-1961 منصب وزير الداخلية ورئيس المباحث والمخابرات العامة في سوريا ( الإقليم الشمالي ) ، وسيطر على جهاز الشرطة والأمن ، وتسلم إضافة إلي كل ذلك الثقافة والإعلام ، وترأس الاتحاد القومي . في عام 1961 قدم استقالته إلي عبد الناصر بسبب تعيينه نائبا لرئيس الجمهورية لتجريده من نفوذه الكبير في دولة الوحدة [10] . اتخذت سلطات دولة? الوحدة الاحتياطات الضرورية خشية من محاولة انفصالية يقوم بها السراج . حاول أنصاره إعادته إلي حكم سوريا إثر الانفصال عام 1961 ولكن دون جدوى [11] .
__________________

سركيس ، الياس ( 1924-1985 )

سياسي وأكاديمي لبناني . ولد في الشبانية من لبنان . حاكم مصرف لبنان المركزي . خاض انتخابات الرئاسة ضد سليمان فرنجية عام 1970 وخسر بفارق صوت واحد . شهابي الاتجاه . انتخب رئيسا عام 1976 قبل خمسة أشهر من الوقت المحدد لأرضاء المطالبين باستقالة الرئيس سليمان فرنجية أثناء الحرب الأهلية اللبنانية . شهدت فترة حكمه مؤتمري الرياض والقاهرة في تشرين الثاني 1976 اللذين شرعا وجود القوات السورية كقوات ردع في لبنان تحت قيادته ، ونصا على سيادة لبنان .

حاول أن يحل الأزمة بإيجاد تفاهم كتائبي سوري ، وكتائبي إسلامي لبناني ، ثم بجمع السلاح من جميع أطراف النزاع . يقول سركيس : « حكمي يقوم على التفاهم بين سوريا وحزب الكتائب اللبنانية . هذا هو المحور الأساسي لعهدي . بلا سوريا تنشب الحرب ، وأنا رجل سلام ، وبلا الكتائب تكون نهاية لبنان ،?وأنا لبناني » [12] .

في 6 تموز 1976 عزم على الاستقالة احتجاجا على قصف القوات السورية للكتائب في حي الأشرفية ببيروت ، ولخيبته من تنفيذ الخطة المتفق عليها في مؤتمري الرياض والقاهرة « وفي أساسها جمع السلاح حيثما وجد في لبنان لقطع الطريق على كل إمكانية لصدام جديد » [13] وفق ما جاء في نص الاستقالة التي رجع عنها بعد أربعة أيام .

« كان سركيس رجل حوار وديموقراطية وسياسة?، لا رجل عنف ، والكل يعترف له بالصدق والاستقامة » [14] . ومن الثوابت عنده « أن لبنان غير قادر على العيش إلا بتفاهم مسيحي إسلامي ( في لبنان ) ، ومسيحي ( لبناني ) سوري ، وسوري مع الغرب … وحينما اتجه في أواخر حكمه إلي المراهنة على بشير الجميل كحل للأزمة اللبنانية باعتباره « الممثل الحقيقي للمسيحيين [15] ، فإنه « لم يلغ الثوابت الأخرى في حياة لبنان السياسية وخصوصا الثابتة السورية ، لكنه أعطى وزنا نهائيا وفاصلا لنتائج عملية 1982 الإسرائيلية » [16]. ولكن حتى الأمل في بشير اغتيل في 14 أيلول قبل أن يتسلم بشير الجميل الرئيس المنتخب مهام منصبه فبكي سركيس بحزن عميق ،?ولم يلبث أن توفي بعد انتهاء? مدة ولايته .

على المستوى الدولي قامت سياسته على اعتبار الولايات المتحدة الضامن لاستقلال لبنان ؛ وعلى المستوى الإقليمي ، دعا إلي علاقات متميزة مع سوريا في إطار احترام السيادة اللبنانية ، وآمن بانتماء لبنان العربي [17] .
__________________

السريان
لفظ يطلق بهذه الصيغة ، وبصيغة سريانية هي سوريويي على رعايا كنيسة? السريان الأرثوذكس والسريان الكاثوليك . ويرد رسميا في عنوان الكنيسة السريانية المارونية ، بينما غلبت صفة الموارنة على رعايا هذه الكنيسة . ويطلق أيضا بصيغته السريانية الشرقية سورايي على? رعايا الكنيسة الشرقية المعروفين أيضا بالآشوريين . وقد غلبت صفة الكلدان على رعايا الكنيسة الكلدانية المنشقة أصلا عن الكنيسة السريانية الشرقية ، كنيسة الشرق القديمة . جميع هذه الكنائس تستعمل اللغة السريانية في طقوسها ، ويتكلم رعاياها ( عدا الموارنة وجزئيا السريان الأرثوذكس والكاثوليك ) بالسريانية وفق لهجتين رئيسيتين هما لهجة السورت أو السوادية ، ولهجة طور عابدين . ولهم جميعا ليتورجية سريانية .

وقد أطلق الاسم في القرون المسيحية الأولي على « الكنيسة السريانية الملكية » وأتباعها السريان الملكيين ، ثم تغير اسم هذه الكنيسة إلي « كنيسة الروم الأرثوذكس » . وتسمت الكنيسة التي انشقت عنها إلي الكثلكة بـ « الكنيسة الملكية للروم الكاثوليك »?. وما زال بعض من أتباع كنيسة الروم الأرثوذكس ينطقون بلهجة سريانية يعتقد أنها الأقرب إلي لهجة السيد المسيح ، وهم سكان بلدة معلولا في جبال القلمون قرب العاصمة السورية دمشق . وما زال هؤلاء يطلقون على أنفسهم ، وعلى لغتهم ، بلهجتهم اسم « سريون » .

يرد اللفظ « سريانيون » ، في التراث العربي ، للدلالة على كل الكنائس المذكورة أعلاه . كما يرد في بعض المعاجم السريانية الحديثة بصيغة « سوريونو » بمعني السرياني أو اليعقوبي [18] . أما أصل الفظ فهو على الأرجح يوناني . استخدم اليونان اللفظ صفة لسكان سوريا الكبرى [19] ، وبالتالي صفة للغتهم الآرامية التي دعيت تبعا لذلك باللغة السريانية [20] .

برز اسم سوريا في الأدب اليوناني منذ القرن الخامس ق . م . ويظهر التحليل اللغوي لبنية? اللفظة سواء بهذه الصيغة أو صيغتها السريانية ، « سوريويو » أو « سوريايا » ، أنها نسبة إلي اسم سوريا ، « ويجمع العلماء على أن السريانية جاءت نسبة إلي سوريا » [21] . و « قد أطلق على اللغة الآرامية اسم اللغة السريانية لأنها كانت لغة الآشوريين أيضا » [22] . ويوفق ثالث بين الرأيين السابقين فيقول : « إن لفظ سرياني وسوريا صاغه اليونان من آشور وسوريا لأن دولة الآشوريين كان سائدة على جميع بلاد ما بين النهرين وسوريا [23] . وقد نسب اسم سوريا إلي آشور جملة ?من مشاهير المستشرقين منهم ارنست رينان والأب لامانس . وقد ورد اللفظ في الترجمة السبعينية اليونانية للكتاب المقدس ( قرن 5 ق . م ) وسترابون ( قرن 1 ق . م ) ويوسيفوس المؤرخ اليهودي ( قرن 1 م ) . وهؤلاء جميعا أطلقوا اسم السريان على سكان سوريا التي عادلت عندهم بلاد الهلال الخصيب [24] .

السريان ، مذابح

تعرض السريان خلال القرنين 19و20 لسلسلة من المذابح في الامبراطورية العثمانية كما تعرض الأرمن المسيحيون فيها . نفذت المذابح بيد بعض الأكراد ضمن إطار تعاونهم مع السلطة العثمانية بصفة حرس حدود الدولة مع إيران وروسيا ؛ فقد شكل الأكراد « فرق الخيالة الحميدية » في عهد سلطان عبد الحميد ، و «فرق الخيالة الخفيفة » في عهد انقلاب حزب تركيا الفتاة . وفي كتابه « تاريخ طور عابدين » ، يظهر البطريرك أفرام برصوم أن سريان طور عابدين ( شرقي تركيا ) تعرضوا إلي مذابح قرابة كل خمسين سنة منذ بدء العصر العثماني [25] .

في 1828 هاجر آلاف منهم إلي أرمينيا نتيجة الاضطهاد [26] .

بين 1943 و 1847 أباد بدر خان عشرة آلاف من السريان المشارقة ( الآشوريين ) في منطقة حيكاري ،? وهرب أو أسلم وتكرد غيرهم . في 1895 قتل خمسة آلاف في ماردين والرها ( أورفا ) في اضطهاد السلطان عبد الحميد .

في 1909 قتل قرابة 800 في أضنة [27] .

خلال الحرب العالمية? الأولي بين 1914 و 1919 قتل قرابة 100 ألف من السريان الأرثوذكس بينهم 154 من رجال الدين ، وإبادة 345 قرية وفق محفوظة في وزارة الخارجية البريطانية [28] .

وبين 1924 و 1926 أفرغت مناطقهم في شرقي تركيا منهم إفراغا شبه تام ، فهجروا إلي سوريا والعراق ولبنان ، ومن هناك بدأوا منذ الخمسينيات يهاجرون إلي مختلف بلاد الدنيا .

ولم يكن للسريان الأرثوذكس أي علاقة أو أي وعي قومي سياسي ، ورغم ذ لك حاق بهم الاضطهاد الذي وقع على الأرمن الذين اتهموا بالعصيان السياسي . وبعد أن فقد السريان المشارقة ( الآشوريون ) حوالي نصف عددهم ووطنهم في حيكاري ( شرقي تركيا ) وأورميا ( إيران ) خلال الحرب الأولي ، وَعَدَهُمُ الانكليز بوطن قومي في ولاية الموصل ( شمالي العراق ) أرض آشور القديمة ، فهاجروا إليها منضمين إلي بني جنسهم فيها ؛ ولكن في عام 1933 تعرضوا إلي مذابح الحكومة العراقية بتواطؤ مع الإنكليز ، أشهرها مذبحة سميلي [29] .

سريان مشارقة ومغاربة
تعبير « السريان المشارقة » في الأدب السرياني يدل على السريان الساكنين شرق نهر الفرات ضمن دولة فارس في العراق الحالي ،?و « السريان المغاربة?» على الساكنين غربه ضمن الدولة? البيزنطية ، وفي رقعة بلاد الشام . وتشير الصفتان إلي تمايز مذهبي ولهجوي بين الفريقين ، فالمشارقة نساطرة ولهم لهجة متميزة تتأثر بها قراءتهم للغة السريانية الفصحى المستعملة للسريانية الفصحى بلهجة طورعابدين . تجدر الملاحظة أن كلتا اللهجتين والسريانية الفصحى المستعملة? عند الفريقين يدرجها المختصون في إطار مجموعة اللهجات الآرامية الشرقية .

السريانية الأرثوذكسية ، كنيسة
تنسب إلي بطرس الرسول في أنطاكية في القرن الميلادي الأول . تبنت عقيدة الطبيعة الواحدة في المسيح منذ رفضها لمجمع خليقيدونية المسكوني الرابع ( 451 ) الذي شرع عقيدة الطبيعتين في المسيح كعقيدة رسمية للإمبراطورية الرومانية . دعاها منافسوها باليعقوبية نسبة إلي المطران يعقوب البرادعي ( ت 578 ) الذي ثبت مؤسساتها ، وأقامها من كبوتها الناجمة? عن سياسة النفي والسجن التي مارستها السلة بحق أنصارها ، وقد دعم البرادعي الإمبرطورة تيودورة زوجة جوستنيان ، والملك الحارث الغساني ، وكان الحارث مع قومه من أتباع هذه الكنيسة.

يعكس تنقل مقرها البطريركي عبر أرجاء الشرق الأوسط التاريخ المضطرب الذي مرت خلاله ، فمن أنطاكية إلي الرها فأرمينيا فملاطية ، وإلي الزعفران في تركيا الحالية بدءا من 1166 ، ثم انقسامها إلي عدة بطريركيات بدءا من القرن 13 حين انشقت عنها بطريركية وطور عابدين ، ثم عودة ماردين إلي البطريركية الأم عام 1412 ، وعودة طور عابدين عام 1839 .

شهدت ازدهارا بشريا وعلميا حتى القرن التاسع حين كان لها ما ينيف على مائة وستين أبرشية ، وفق رواية المؤرخ البطريرك ميخائيل الكبير ( قرن 12 ) [30] . وفي القرن 13 يندب المفريان ابن العبري ( ت 1286 ) فراغ وخراب أبرشيات عامرة مثل أنطاكية وكومايا والرقة والرها وحران ، والأبرشيات السبع المحيطة بملطية [31] .

بدأ انحدار حاد في عدد أبرشياتها منذ القرن الرابع عشر حتى بقي اليوم سبع عشرة أبرشية فقط في كل العالم . ذاب قسم منها في الإسلام بدءا من رعاياها الحميريين في اليمن إلي الغساسنة العرب في القرن السابع ، فإلي اسلام أبرشيات أخرى في فارس والعراق وتركيا على فترات متفرقة . وذاب قسم آخر في كنائس أخرى مثل المارونية والروم الأرثوذكس في لبنان [32] ، وشكل قسم آخر كنيسة السريان الكاثوليك بدءا من القرن 17 واستمر الانضمام إليها من السريان الأرثوذكس حتى مطلع القرن الحالي ، مكلفا الطرفين خسائر مالية دفعت رشاوى للولاة والحكام العثمانيين أنهكت واستنزفت الطرفين .

تعرضت الكنيسة في الحرب الأولي 1914 حتى 1926 إلي مذابح وهجرات ، فقتل من أبنائها 90313 وفق مذكرة من البطريرك أفرام الأول برصوم عام 1920 محفوظة في أرشيف الخارجية البريطانية . قتل هؤلاء وهم عزل غير محاربين ، ولم يقاوم سوى ثلاث قرى : آزخ وعين ورد وبسيرينة ، كما تروي مؤلفات مخطوطة ?وروايات الشيوخ شهود العيان . ترتب على الحرب والمذابح إخلاء السريان إخلاء شبه تام من منطقتهم التاريخية التي تشكل جزءا من بلاد ما بين النهرين وفيها مقر بطريركيتهم منذ القرن 12 ، وفيها عاش نساكهم فدعيت باسمهم بالسريانية طور عابدين أي جبل العابدين . وفي 1924 هجر سكان الرها إلي حلب ، والرها آخر مملكة سريانية ، وأول مملكة مسيحية في العالم .

تبع البطريركية السريانية جاثليقة ( تلي البطريركية في الرئاسة ) دعيت بعد ذلك مفريانية ،?تنقلت بين عدة مراكز من العراق أهمها تكريت ، استمرت من القرن الخامس حتى عام 1859 لتنتقل إلي الكنيسة السريانية الهندية بشكل رسمي وشرعي عام 1964 .

ساهمت الكنيسة السريانية في تبشير الأرمن والعرب والهنود ، وهدى? يوحنا مطران أفسس ( قرن 6 ) ثمانين ألفا من وثنيي آسيا الصغرى إلي المسيحية ، وبنى لهم 92 كنيسة وعشرة أديرة [33] . أسهمت هذه الكنيسة مع شقيقتها السريانية الشرقية النسطورية في حركة الترجمة من اليونانية والسريانية إلي العربية في العصر العباسي ،? وقدمت نخبة كبيرة من الأكليروس العلماء والأدباء? واللاهوتيين والرياضيين والشعراء والفلاسفة والمؤرخين ، تملأ نفائس كتاباتهم أشهر المكتبات في العالم . منم ساويرا سابوخت ( ت 667 )?الفيلسوف والرياضي وأول من أدخل إلي الشرق الأرقام التي انتقلت بعد ذلك إلي الغرب ومازالت مستعملة فيه إلي يومنا هذا . ومنهم يعقوب الرهاوي ( ت 708 ) الذي وضع علامات التشكيل للكتابة السريانية ، وتقليدا لها وضعت علامات التشكيل لكل من العبرية والعربية . ومنهم دائرة معارف القرن الثالث عشر المفريان ابن العبري ( ت 1286 ) . وتتنازع مع غيرها من الكنائس السريانية نسبة مجموعة كبيرة من الأعلام ، وفي المقدمة مار أفرام السرياني .

كان لها حوالي خمسين مدرسة ملحقة بأديرة في أماكن انتشارها من الهلال الخصيب ، أشهرها مدرسة الرها ونصيبين وقنسرين ورأس العين وتل عدا .

عنيت بالكتاب المقدس ترجمة وتفسرا وخطا ونمنمة . في عام 404 تعاون الملفان دانيال السرياني مع مسروب الأرمني على ترجمته من السريانية إلي الأرمنية . وفي عام 643 ترجموه إلي العربية بناء على طلب عمير بن سعد بن أبي وقاص أمير الجزيرة ،?وهي مفقودة الآن . وتعود الترجمة السريانية المعروفة بـ « الفشيطا » إلي القرن الثاني ، تلاها عدة ترجمات سريانية بعد ذلك منها الفلكسينية والحرقلية في القرن السادس . وإن أقدم مخطوطات للإنجيل هي بالسريانية ، ويذكر قداسة البطريرك زكا الأول في دراسة له عن الكتاب المقدس في الكنيسة السريانية ، أن مخطوطاته السريانية تفوق مخطوطاته في كل لغات العالم عددا وقدما .

ومن أهم سمات هذه الكنيسة دور الرهبنة والنسك فيها ، فالحديث عن عدد الأديرة والنساك وقصصهم ومعجزاتهم تشبه الأساطير ، وما زال طورعابدين في تركيا حاليا حاملا اسمهم . وشهرة سمعان العمودي عمت العالم المسيحي كله وقصده الحجاج من أوروبا ، وهو حي ، قبل أن يخلد ذكره في كنيسة هائلة العظمة على شكل صليب بنيت حول عموده ، تحولت بدورها إلي محجة في القرون التالية . ويقول المختصون إلي كنيسة آجيا صوفيا كانت تقليدا لهذه الكنيسة?.

يتبع الكنيسة السريانية اليوم 28 أبرشية : عشر منها في الهند والبقية في الشرق واستراليا وأوروبا والأمريكيتين .

انتشر السريان بعد الهجرة من تركيا في سوريا والعراق ولبنان بشكل أساسي ، ثم اندفعت هجرة كبيرة في السبعينات إلي السويد وأوروبا والولايات المتحدة .

البطريرك الحالي زكا الأول . لقبه « قداسة بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والرئيس الأعلى للسريان الأرثوذكس في العالم » . مقره : دمشق.

للكنيسة مدرسة لاهوتية في دمشق ،?ويبنى حاليا بناء لمدرسة لاهوتية ، تكون مقرا بطريركيا صيفيا في معرة صيدنايا قرب دمشق .

عدد السريان قرابة ثمانين ألفا حسب أرثور فوبوس ومائة وستين ألفا حسب مجلس كنائس الشرق الأوسط . أما الطهران إسحق ساكا فيقدرهم بثلاثة ملايين نسمة [34] ، ولا شك في أنه لم ينس السريان الهنود كما نسي غيره .

من أهم مصادر تاريخ الكنيسة تواريخ يوحنا الأفسسي ( ت 587 ) ، وميخائيل الكبير ( قرن 12 ) وابن العبري ( ت 1286 ) والبطريرك يعقوب الثالث ( ت 1980 ) ، والبطريرك أفرام الأول برصوم ( ت 1957 ) في مؤلفه الضخم « اللؤلؤ المنثور في تاريخ العلوم والآداب السريانية »?.

السريانية الكاثوليكية ، كنيسة
انشقت عن كنيسة السريان الأرثوذكس عام 1662 حين رسم بطرس أخيجان مطرانا على حلب للسريان الكاثوليك . دعمها الرهبان اليسوعيون والكبوشيون الذين قاموا إلي الشرق في القرن الرابع عشر لغاية ليتنة الكنائس الشرقية ، ولعبت فرنسا دورا رئيسيا في إنجاز المهمة عبر نفوذ قناصلها في الإمبراطورية العثمانية . في عام 1774 حاول بطريرك السريان الأرثوذكس ميخائيل جروة أن يضم الكنيسة السريانية إلي الكرسي الرسولي البابوي ، فأقاله مجمع طارئ للآباء من منصبه ، ومات في الشرفة من لبنان حيث يقوم الآن دير الشرفة لهذه الكنيسة . يعد جروة أول بطريرك للسريان الكاثوليك .

تتابعت عملية الانضمام حتى مطلع القرن الحالي وشهدت ظاهرة تخاطف مبني الكنيسة بين أبناء البلدة أو القرية ، ويمكن ذن ندعو هذه الظاهرة بحرب الكنائس ،?فعندما يستولي السريان الكاثوليك في القرية على مبنى الكنيسة ، يقوم الأرثوذكس بالشكوى وجمع المال لرشوة الحاكم العثماني لاستردادها ، فيقبض الحاكم ، ويمنحهم الكنيسة ، ويلقي القبض على وجهاء الفريق الكاثوليكي ، ويسجنهم حتى يدفعوا له ما يطلب من ثمن ليرد لهم الكنيسة ، وعندما يفعلون يلقي القبض على وجهاء وقسوس « وأحيانا مطارنة وبطاركة » الفريق الأرثوذكسي ،? ويسجنهم حتى يجمعوا ويدفعوا له الرشوة المطلوبة ليعيد إليهم الكنيسة من جديد . وهكذا تكرر العلمية عشرات المرات حتى تنتهي مدة الحاكم أو يموت لتتكرر في عهد خليفته وخليفة خليفته ، والمؤمنون الغيارى لا عمل لهم سوى جمع أموال الفقراء الفلاحين لدفعها رشاوى إلي ولاة وحكام بني عثمان الميامين .

شهدت حرب الكنائس أخيرا تكتيكا جديدا ،?فلتجنب التخاطف ودفع الرشاوى ، بدأ أهل القرية يفصلون الكنيسة طوليا بسور يفصل بينهما ، ولكن ذلك لم يمنع صدامات بالأيدي والعصي بين رجال الفريقين ، ويمكن أن يعتبر كل فريق نفسه منتصرا ويعتبر النصر دلالة على صحة المعتقد[35].

يعد هذا تاريخا ميتا الآن ، فالكنيسة? الكاثوليكية السريانية ،?تعمل بروح مسكونية أخوية مع الكنيسة ?السريانية الأرثوذكسية ،?وأبناء الكنيستين لا يميزون فرقا بين الكنيستين إلا فرقا شكليا .

في 1899 انتقل مقرها من ماردين إلي بيروت . لها أربع أبرشيات في سوريا ، واثنتان في العراق ، ولها ثلاث نيابات بطريركية في كل من لبنان وتركيا والأردن ،?ولها في المهجر رعايا وخاصة فرنسا والولايات المتحدة .

لها في العراق مدرسة لاهوتية مشتركة مع كنيسة الكلدان ،?وفي لبنان يدرس أكليروسها في جامعة الروح القدس في الكسليك مع الموارنة . البطريرك الحالي أغناطيوس أنطون حايك . لها في دير الشرفة مكتبة عامرة بالمخطوطات السريانية .

اشتهر من رجالها العلمانيين الفيكونت فيليب دي طرازي مؤسس المكتبة الوطنية اللبنانية ، ومؤلف أصدق ما كان في تاريخ لبنان وصفحة من أخبار السريان . واشتهر من علمائها المطران إقليمس يوسف داود والأب اسحق أرملة .

السريان الهنود [36]

ينسبون أنفسهم إلي القديس توما الرسول . ثمة تقليد كنسي يقول إن القديس توما الرسول بشر في الهند واستشهد طعنا بالرماح على أيدي الكهنة الهندوس . ورواية أخرى تقول :?إن سبعين أسرة هاجرت من الرها إلي الهند في القرن الرابع الميلادي بقيادة تاجر اسمه توما ، جددت المسيحية في الهند ،?وإلي هؤلاء الرهاويين ينتسب طائفة الكناعنة المسيحية في الهند ، وهم لا يتصاهرون مع غيرهم .

ويبدو أن كلا من الكنيستين السريانيتين الأرثوذكسية والنسطورية وصلت في تبشيرها إلي الهند في نطاق التنافس بين الكنيستين على النفوذ في الشرق . والظاهر أن الغلبة كانت للنسطورية في الشرق الأقصى ؛ فقد وصلت إلي الصين ومنغوليا ونصرت على مذهبها كثيرا من القبائل والتركية والصينية .

فيما يتعلق بالسريان الهنود ، دخلت إليهم الكثلكة مع الفتح البرتغالي عام 1594 ، والبروتستانتية مع الفتح الهولندي عام 1665 .

يرتبط حاليا حوال يمليونين منهم بالكنيسة السريانية الأرثوذكس ، ويرأسهم مفريان هندي هو باسيليوس بولس الثاني ،ويلقب الشرق ، وتلي رتبته رتبة البطريرك في الأهمية . ويتبع قسم آخر منهم كنيسة الشرق الآشورية .
__________________

سعادة ،?أنطون ( 1904-1949 )

مؤسس ورئيس الحزب القومي السوري الاجتماعي . مفكر لبناني مسيحي من طائفة الروم الأرثوذكس . والده الدكتور خليل سعادة . ولد في ضهور الشوير من لبنان في 1 آذار 1904 . في 1925 انتمى ثم رئس محفل « نجمة سوريا » الماسوني ،?وبعد عام قدم استقالته ليتفرغ للعمل الحزبي كما جاء في كتاب الاستقالة ( كان والده رئيس هذا المحفل ) . وفي هذه الفترة رئس تنظيما باسم « الأحرار السوريون » ثم وحده مع حزب « سوريا الجديدة » الذي تأسس في العشرينات في أمريكا الشمالية? الذي كان يرأسه سليمان عزام . انكب سعادة على التحصيل الثقافي والمطالعة حتى إنه أتقن ثماني لغات [37] .

في 1930 عاد إلي الوطن وأسس الحزب فيه عام 1932 وظل سريا إلي أن كشف أمره وسجن عام 1935 ، وفي سجن الرمل ببيروت ألف كتاب « نشوء الأمم »?. بين عامي 1935 و 1937 سجن وحوكم مرتين . في 1938 سافر إلي المهاجر حيث أسس جريدة «سوريا الجديدة » في البرازيل ، وجريدة « الزوبعة » في الأرجنتين . في 1947 عاد إلي الوطن [38] . في 1949 قاد انقلابا عسكريا فاشلا في لبنان بالتعاون مع حسني الزعيم رئيس سوريا وقتذاك ، وإثر ذلك سلمه الزعيم إلي السلطة اللبنانية التي أعدمته حالا ( اغتال الحزب رئيس وزراء لبنان رياض الصلح ،?أثناء زيارته للأردن ، انتقاما لزعيمه ) [39] .

درس مفهوم القومية على ضوء? معطيات العلوم الاجتماعية ، وزعم أنه الوحيد بين المفكرين في الوطن فهم وعرف القومية ?السورية تعريفا علميا ، وحدد الوطن السوري تحديدا صحيحا . وفي كتابه نشوء الأمم يقول : « الوطن السوري هو البيئة الطبيعية التي نشأت فيها الأمة السورية ، وهي ذو حدود جغرافية? تميزها عن سواها ، تمتد من جبال طوروس في الشمال الشرقي إلي قناة السويس والبحر الأحمر في الجنوب شاملة شبه جزيرة سيناء وخليج العقبة ، ومن البحر السوري ( المتوسط ) في الغرب شاملة جزيرة قبرص إلي قوس الصحراء العربية وخليج العجم في الشرق . ويعبر عنها بلفظ عام : الهلال الخصيب ونجمته قبرص » [40] .

اتصفت شخصيته بالطموح والتكرس لقضية سوريا الكبرى ، وبجرأة وضعت الاستشهاد نصب عينيها هدفا يحول الحياة إلي وقفة عز أبدي .

سعادة ، خليل ( 1875-1934 ) [41]

والد مؤسس وزعيم الحزب القومي السوري الاجتماعي . ولد في ضهور الشوير من لبنان . درس الطب في الكلية السورية الإنجيلية ( الجامعة الأمريكية حاليا ) . هاجر إلي البرازيل حيث أسس جريدة « الجريدة » ومجلة « المجلة » . ورئس محفل « نجمة سوريا » الماسوني . من مؤلفاته :?« فلسفة تأخر الشرق »?، وترجم إلي العربية كتاب « إنجيل برنابا « ووضع له مقدمة نقدية ?ضافية ،? وهو كتاب أحدث ضجة كبيرة في العالم العربي لم تخمد أصداؤها حتى الآن .
__________________

سلام ، صائب ( 1906-… )

سياسي لبناني سني . ولد في بيروت . يحمل بكالوريوس علوم من الجامعة الأميريكية في لندن . رئيس جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية? عدة مرات . رجل أعمال . أول من أسس شركة طيران في بيروت . عندما اشتد الإضراب في لبنان سنة 1952 كان رئيسا للحكومة ، فأسرع إلي تقديم استقالته ،? وعلى أثرها استقال رئيس الجمهورية بشارة الخوري ، وتولى فؤاد شهاب الحكم [43] . رئس الوزارة في لبنان مرات عديدة . أقوى زعيم سني في بيروت ، لا يضاهيه إلا زعيم سنة طرابلس رشيد كرامي . تزعم سنة بيروت في الثورة على حكم كميل شمعون عام 1958 . انضم في 11 تموز 1976 إلي « جبهة الاتحاد الوطني » المؤلفة من الكتلة الوطنية بزعامة ريمون إده ،?وكل رؤساء الحكومات السابقين ، وطالبت بانسحاب الجيش السوري من لبنان . هاجر إلي جنيف عام 1984 [44] ، وعاد إلي بيروت في 30 تشرين الثاني من عام 1995 ليستقر مع عائلته وأحفاده ،? تسلم ابنه تمام إرثه السياسي وزعامته البيروتية .
__________________

سمعان العمودي ( 389-459 ) [45]

أول ناسك ابتكر ومارس طريقة التنسك على عمود حجري بلغ ارتفاع عموده قرابة الخمسة عشر مترا وفق التقديرات . موقع العمود في جبل سمعان أو قلعة سوريا . وصفه معاصره تيودوريطس أسقف قورش ( قرب حلب ) في كتاب عن نساك العمودي ،?ناسبا إليه معجزات ،?من ذلك أنه توصل بالتدريج أن يقضي الصوم الأربعيني منتصبا على قمة العمود ليلا ونهارا بلا طعام أو شراب أو نوم فاتحا ذراعية للصلاة?،?وقال ،?إنه توفي بهذه لهيئة ، أي منتصبا فاتحا ذراعيه ولم يسقط حتى وهو ميت .

بعد وفاته مباشرة بني الامبرطور الروماني كنيسة فخمة حول العمود على شكل صليب ما زالت قائمة حتى الآن عدا السقف . ظلت مركز حج ديني قصدها الحجاج من أوروبا والشرق سنين طويلة حتى سقوطها بيد صلاح الدين الأيوبي في القرن الثاني عشر حيث حولت إلي قلعة عسكرية عرفت ومازالت تعرف حتى الآن بقلعة سمعان .

ومن دلائل الشهرة العالمية لهذا القديس المترجم أنه أصبح مقصد الحجاج من أوروبا خلال حياته على العمود التي استمرت قرابة عاما . وكذلك تحول شكل العمود إلي رمز مقدس نقض على أحجاز البيوت والأبنية ، وما زالت هذه النقوش بارزة في آثار شمال سوريا . ويذكر أن كل الحوانيت في البندقية ( فينيسيا ) نقشت في أيامه رمز العمود على أبوابها . انتشرت بعده طريقة? التنسك على عمود حجري في القرن التالي . ولعل أول من قلده هو سمعان العمودي الملقب بالأصغر ( 517-592 ) . يشبه شكل العمود كما يظهر في الأيقونات والنقوش شكل المئذنة الإسلامية تماما ، مما يحمل على الظن أنه أصلها .

السماعنة
نسبة كوكبة من العلماء الموارنة الأفذاذ . أولهم يوسف سمعان ( 1687-1768 )? يعرف بالسمعاني الكبير . ولد في طرابلس من لبنان ودرس في روما حيث عين أمينا للمكتبة? الفاتيكانية? . أوفده البابا إلي مجمع اللويزة في لبنان عام 1726 بين الموارنة وكنيسة روما ،?فاستطاع أن ينقل العلاقة بين الكنيستين نقلة نوعية جديدة ما زال أثرها يطبع حاضر العلاقة المتينة بين الكنيستين . ألف موسوعة عن الشرق معتمدا على مخطوطات بأغلب لغاته ،?وتعرف باسم المكتبة الشرقية .

ومنهم ابن أخته يوسف لويس السمعاني ( 1710-1782 ) . وأنطون السمعاني ( ت 1818 ) الذي أدار المكتبة الفاتيكانية . وسمعان السمعاني ( ت 1821 ) الذي درس اللغات الشرقية في أوروبا . كان للسماعنة? الدور الأهم في نشوء وتطور حركة الاستشراق في أوروبا .

السموع
قرية عربية في الضفة الغربية من فلسطين . هاجمتها إسرائيل بتاريخ 13/11/1966 بسبب تصاعد أعمال الفدائيين الفلسطينيين من الحدود الأردنية . استخدمت إسرائيل العربات المدرعة المدعومة بإسناد جوي ، « فقتلت وجرحت 162 مواطنا ودمرت أكثر من 120 منزلا على مدى ست ساعات » [46] . أشرف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إسحق رابين على المعركة ،? فقد « كانت معركة السموع جسة نبض للقوت المتواجدة في الضفة الغربية بعد إعلان قيام القيادة العربية الموحدة ،?وتمهيدا لحرب حزيران [47] .
__________________

سميلي [48]

بلدة أشورية في العراق قرب دهوك . اشتهرت بمذبحة قام بها الجيش العراقي بقيادة بكر صدقي عام 1933 في حق سكانها . حدثت المذبحة في ظروف من التعصب العرقي والديني والأيديولوجي القومي في العراق بين قويمة عربية تتهم بالعمالة للاستعمار كل ما ليس منها ، وقومية كردية مشوبة? بالذهنية العشائرية . كان الأشوريون يسعون إلي إنشاء? كيان قومي لهم في ولاية الموصل حسب وعد الحلفاء ?لهم ،?ولكن مصالح الدول الكبرى تعارضت مع مصالحهم فكان مصيرهم القتل والتشريد .
__________________

السنة [49]

السنة لفظ يعني النهج أو الطريقة أو السيرة . ومذهب السنة في الإسلام يعني اتباع سنة رسول الإسلام أي طريقته المتمثلة في أحاديثه ومواقفه التي تشتمل عليها كتب الحديث الشريف والسيرة النبوية . يشكل أتباع المذهب الغالبية الساحقة من المسلمين في العالم . أهم ما يتميزون به عن الشيعة هو قبولهم بشرعية الخلفاء الثلاثة السابقين لعلي بن أبي طالب . استعمل اللفظ بدلالته على طائفته السنة? بدءا من القرن الرابع الهجري .
__________________
السودا ، يوسف ( 1891 – 1969 )

محام وسياسي وصحفي لبناني . ولد في بكفيا من لبنان . درس في جامعة القديس يوسف . عمل محاميا وصحفيا في مصر [50] . وصف بأنه أبو القومية اللبنانية ،?وأبو لبنان الكبير .

بدأ حياته السياسية عام 1908 حين قاد حملة سياسية وصحفية? عبا فيها اللبنانيين في الداخل والمهاجر ضد الدعوة إلي اشتراك متصرفية لبنان في مجلس المبعوثان العثماني ،?تلك الدعوة التي قامت إثر انقلاب حزب الاتحاد والترقي على السلطان عبد الحميد ، وإعلان الدستور . في 1926 عاد إلي لبنان وانتخب نائبا عن المتن ، وأصدر صحيفة « الراية » . عين سفيرا للبنان في البرازيل بين 1946 و 1952 ، وسفيرا في الفاتيكان بين 1953و 1955 . عين وزيرا عام 1958 في حكومة رشيد كرامي . استند إلي جغرافيا يملأها خمسة آلاف سنة من التاريخ في تحديد هوية لبنان .

من مؤلفاته : « نظام لبنان الأساسي الدول » ، مصر 1900 . و « في سبيل لبنان » ، مصر ، 1911 . و?« المسألة اللبنانية والاتحاد في المصري » . و « استقلال لبنان والاتحاد اللبناني في الإسكندرية » ، 1922 . و « بين القديم والحديث » ، 1922 . « رسالة الشباب » ، 1956 . « في سبيل الاستقلال » . « تاريخ لبنان الحضاري » . وغير ذلك من المقالات الصحيفة نشر بعضها [51] .
__________________

السوري ، الاتحاد ( 1922-1925 )

أعلنت عن إنشائه سلطات الانتداب الفرنسي في سوريا بتاريخ 28 حزيران ( يونيو ) 1922 ،?واستمر العمل به حتى 1/1/1925 حين استبدل به « دولة سوريا » التي تكونت من وحدة دولتي حلب ودمشق . ضم « الاتحاد السوري » كلا من دولة حلب ، ودولة دمشق ، ودولة? العلويين . رئس السلطة التنفيذية رئيس الاتحاد الذي ينتخبه ممثلو هذه الدول في « المجلس الاتحادي » . وقد انتخب صبحي بركات رئيسا للاتحاد . المفوض السامي الفرنسي يصدق قرارات الاتحاد قبل تنفيذها . العاصمة دمشق [52] . لقد دمج الفرنسيون في هذا الاتحاد ما كان يسمى في العصر العثماني ولاية دمشق وولاية حلب ، لواء اللاذقية من ولاية بيروت ، وربط مرجعية الاتحاد بالمفوض السامي الفرنسي بدلا من الباب العالي ،?فهو والحالة هذه ترجمة فرنسية لنص تركي . لم يرض الاتحاد بعض الوطنين لأنه حد من نفوذهم . استثني منه جبل الدروز لرفضه الانضمام إليه ، ولم يرض أغلب العلويين رغم انضمامهم إليه [53] .

سوريا – الاتحاد السوفييتي ،?اتفاقية? اقتصادية 6 آب ( أغسطس ) 1957

وقعتها سوريا مع الاتحاد السوفييتي في عهد شكري القوتلي ،?نتيجة حصار اقتصادي فرضه الغرب على سوريا لاتهامها بالوقوع في شباك الاتحاد السوفييتي والشيوعية . كان لها نتائج بعيدة الأهمية ، فقد ظهرت بوادر حشود حلف بغداد التركية العراقية على الحدود مع سوريا ، بل إن وحدات من الأسطول السادس شوهدت بالعين المجردة على مقربة من الشاطئ السوري . وأرسل عبد الناصر نجدة عسكرية رمزية إلي سوريا ( فوج مدفعية وبعض فصائل مشاة ) .

كتب صلاح نصر مدير مخابرات عبد الناصر يقول في مذكراته : « … ولكن هذه القوة المصرية أقنعت السوريين بوجوب الوحدة من مصر » . ويعتقد بعض المحللين السياسيين أن الهدف من هذه الحشود والمناورات كان دفع سوريا للوحدة مع مصر وهو هدف أمريكي . يقول خالد العظم في مذكراته :?« إن رأينا ما فعل عبد الناصر بالشيوعيين لصرنا أقرب إلي تصديق القول بأن الولايات المتحدة كانت الدافعة نحو الوحدة » [54] فعاني اضطهادا مرا طوال سنوات الوحدة الثلاث .

سوريا ولبنان ، استقلال 1946
في عام 1941 ، بعد أن دخلت قوات ديغول الفرنسية والقوات البريطانية إلي سوريا ولبنان مخرجة أنصار حكومة فيشي الفرنسية ، أعلن الجنرال كاتر وبتاريخ 27/9/1941 استقلال سوريا بعد انتهاء الحرب ( العالمية الثانية ) [55] . وفي 8 أيار ( مايو ) 1945 احتفلت القوات الفرنسية في دمشق بانتهاء الحرب ونصر الحلفاء . وفي 18 أيار 1945 طلب المندوب السامي الفرنسي من حكومتي سوريا ولبنان التوقيع بالموافقة على ثلاثة مطالب فرنسية : وتأسيس قواعد جوية وبحرية لفرنسا بقيادة فرنسية . في اليوم التالي ، عقدت الحكومتان اجتماعا في شتورا ( لبنان ) ورفضتا المطالب الفرنسية ، وفي 26 أيار 1945 رفض البرلمان السوري هذه المطالب [56] . وبعد أيام ثلاثة ، في 29 أيار 1945 ، حدث ما اشتهر في تاريخ سوريا باسم معركة البرلمان ، حين أقدمت القوات الفرنسية على قصف البرلمان السوري بالمدافع وقتل معظم حاميته من الدرك . استمر القصف والاشتباكات مع الثوار في العاصمة السورية مدة ثلاثة أيام .

في 31 أيار قامت بريطانيا ، ضمن سياق نزاع المصالح بينها وبين فرنسا ، بإرغام الجيش الفرنسي على وقف النار ، بعد أن انتزعت طلبا خطيا بذلك من رئيس الجمهورية شكري القوتلي [57] . في شباط ( فبراير ) أقر مجلس الأمن الدولي جلاء فرنسا عن سوريا . في 6 آذار ( مارس ) 1946 ، عقد اجتماع في الخارجية الفرنسية ضم ممثلي سوريا ولبنان وفرنسا وبريطانيا أقر جلاء فرنسا عن سوريا خلال شهر نيسان ( إبريل ) 1946 ، وجلاءها عن لبنان في نهاية العام المذكور [58] . انسحبت آخر وحدة عسكرية فرنسية من سوريا في 17 نيسان ( ابريل ) وفي هذا اليوم من كل عام تحتفل سوريا بـ « عيد الجلاء » . و?« آخر فرقة فرنسية غادرت ميناء بيروت كان في 31 كانون الأول ( ديسمبر ) 1946 ، وبذلك تحقق الجلاء الكامل عن الأراضي اللبنانية ، بما فيه جلاء القوات البريطانية التي اتجهت إلي فلسطين » [59] .

سوريا ، تقسيم
في تشرين الثاني (نوفمبر ) أعلن المفوض السامي الفرنسي ، الجنرال غورو ، تقسيم سوريا إلي أربع دول هي : دولة حلب ( ولاية حلب في العصر العثماني ) ، ودولة دمشق ( ولاية دمشق العثمانية باستثناء شرقي الأردن الذي خضع للانتداب البريطاني ، وباستثناء الأقضية الأربعة : بعلبك ، البقاع ، حاصبيا وراشيا ) [60] ، ودولة العلويين ( لواء اللاذقية من ولاية بيروت في العصر العثماني ) [61] ، ودولة جبل الدروز ( معظم لواء حوران من ولاية سوريا ) [62] . انضمت دول حلب ودمشق وبلاد العلويين إلي الاتحاد السوري من 1922 حتى 1/1/1925 [63] حين أقيمت دولة سوريا من وحدة دولتي دمشق وحلب ، في عهد مفوضية فيغان الذي خلف غورو . وعادت دولة العلويين إلي استقلالها تحت سلطة حاكم فرنسي مرتبط مباشرة بالمفوضية الفرنسية العليا ، وأعلن فك لواء اسكندرونة عن دولة حلب ، ومنحه إدارة مستقلة ، وربطه مباشرة برئيس « دولة سوريا » وكان وقتها صبحي بركات من لواء اسكندرونة [64] . وعقب استلام الكتلة الوطنية للحكم في سوريا عام صبحي بركات في رئاسة الدولة حتى استقالته في 1/12/1925 ، وخلفه أحمد نامي الداماد ( لقب تركي يعني الصهر . لقب بذلك لزواجه من بنت السلطان عبد الحميد الثاني ) واستمر حتى 15 شباط ( فبراير ) 1928 حين خلفه الشيخ تاج الدين الحسني الذي استمر حتى 16 تشرين الثاني ( نوفمبر ) 1931 [65] . في 31 أيار ( يونيو ) سلخت فرنسا لواء اسكندرونة بأقضية الأربعة ومنحته لتركيا [66] .

سوريا ، دولة? ( 1925-1932 )

تأسست في ظل الانتداب الفرنسي بتاريخ 1/1/1925 من وحدة دولتي حلب ودمشق في عهد مفوضية فيغان الذي خلف الجنرال غورو ،? بعد أن حل « الاتحاد السوري » . تعاقب على رئاسة دولة سوريا صبحي بركات حتى 1/12/1925 ، ثم الأمير أحمد نامي الداماد ( الداماد لقب تركي يعني الصهر .

لقب بذلك لزواجه من بنت السلطان عبد الحميد الثاني ) حتى 15 شباط ( فبراير ) 1928 ، ثم الشيخ تاج الدين الحسني حتى 16 تشرين الثاني ( نوفمبر ) 1931 [67] ليبدأ عصر الجمهورية السورية بانتخاب محمد علي العابد رئيسا للجمهورية في 13 حزيران ( يونيو ) 1932 [68] . وفق نظام الدولة السورية ينتخب الرئيس من قبل مجلس تمثيلي يضم ممثلي دمشق وحلب ، وللمفوض السامي الفرنسي حق إقرار هذا الانتخاب أو رفضه كما يحق له عزله لدواعي المصلحة العامة ،?ويصدق المفوض السامي قرارات رئيس الدولة كما يصدق مندوبه قرارات الوزراء [69] .

سوريا ،?جغرافية تاريخية
تمددت وتقلصت الدلالة الجغرافية لسوريا عبر التاريخ كغيرها من الأسماء الدالة على رقعة من الجغرافيا ، « فكانت تشمل أحيانا ما بين النهرين وأرمينيا وبعض آسيا الصغرى وبعض بلاد العرب ، وتضيق أحيانا عن هذه » [70] . وقد ورد اسم ميرزبانة ( ولاية ) آسورستان في نقش بهيستون العائد للإمبرطور الفارسي الإخميني داريوس في القرن السادس قبل الميلاد ذاته ، وردت التسمية عند المؤرخ اليوناني هيرودت بصيغة? يونانية هي أسسيريا . « إن تسمية بلاد أشور بـ « أسسيريا » إغريقية منذ أيام هيرودوتس ( قرن 5 ق . م . ) ، ويعرفها بمنطقة نينوى وبابل ، ويذكر أن التسمية التي أطلقها هيرودت تعني في ذهنه سكان سوريا الطبيعية » [71] . « ونرى اليونان وغيرهم يطلقون اسم سوريا على ما بين النهرين وبعض بلاد فارس فكان مرادفا لـ « أسسيريا » أي مملكة الأشوريين » [72] .

أما عن الفرق بين دلالة صيغة سوريا ودلالة صيغة أسسيريا أو أسوريا ، فيذهب الأب لامانس إلي أن اسم سوريا « لم يكن مضمونه مميزا عن أسوريا ، فكان كلاهما يدل على المملكة الأشورية ( المجلد 27، ص 432 ) [73] . وفي عهد السلوقيين خلفاء الإسكندر المكدوني ( 356-323 ق . م ) شاع اسم سوريا ،? وشملت دلالته المساحة التي شملتها تسمية أسورستان وأسسيريا في عهد الفرس الإخمينيين التي سادت بين القرن السابع ق . م حتى هزيمة داريوس الثالث أمام الإسكندر 331 ق . م . وقد يكون تقلص الدلالة الجغرافية لسوريا ، واقتصاره على دلالة مصطلح « بالد الشام » ، أي باستثناء العراق الحالي من الدلالة الأقدم ، ناجما عن تراجع حدود سوريا السلوقية? أمام زحف الفرس الساسانيين عام 121 إلي غرب نهر الفرات [74] .

وفي العهد البيزنطي قسمت سوريا إداريا إلي سوريا الأولي : وعاصمتها أنطاكية ،?وتشمل اللاذقية وغيبالا ( جبلة ) وبيرويا ( حلب ) وخالسيس ( قنسرين ) . وسوريا الثانية : عاصمتها أفامية ، وتشمل أبيفانيا ( حماه ) وأريغوزة ( الرستن ) ولاريسا ( شيزر ) . وفينيقيا الأولي : عاصمتها صور ، وتشمل دمشق وهليوبوليس ( منبج ) وتدمر . وإلي فلسطين أولي ( قيصرية ) وثانية (?بيسان ) وثالثة ( البتراء ) .

وقد شهدت سوريا تقسيمات أخرى مثل سوريا المجوفة : السهل بين جبل لبنان الغربي والجبل الشرقي المقابل له ( أنتي لبنان ) . وسوريا الداخلة : منطقة غرب نهر الفرات وفلسطين . وسوريا الخارجة : أشور وما بين النهرين [75] .

وعند الفتح الإسلامي لسوريا في القرن السابع الميلادي « لم يكن يطلق الإسم إلا على القسم الغربي الأوسط من خارطة ديار الشام كما نعرفها ، ويدخل في ذلك قسم من العراق » [76] .

وفي العهد العثماني تطابقت دلالة الإسم الجغرافية مع دلالة بلاد الشام ،?وفق يوسف الدبس ، « فضمت ولايات حلب ودمشق وبيروت ومتصرفيتي لبنان والقدس » [77] ، ولكن اسم سوريا في العصر العثماني أطلق على ولاية ضمت فقط « شام شريف وحماه وحوران ومعان » [78] ، وهذه لا تشكل إلا جزءا صغيرا من المساحة التي يذكرها الدبس . واقتصرت منذ 1946 على الجمهورية العربية السورية .

شكلت المنطقة الجغرافية التي مسحتها دلالة التسمية عبر التاريخ وحدة لغوية وحضارية ، فقد عمتها الآرامية منذ القرن السادس ق . م ، وهي اللغة التي دعيت سريانية ( سوريانية ) نسبة إلي سوريا [79] . أما الوحدة الحضارية? فقد دعت المؤرخ البريطاني أرنولد توينبي أن يستعمل مصطلح « الحضارة السريانية?» للدلالة على تلك الحضارة التي تعم الشرق الأدنى بما فيه تركيا وإيران [80] .

السورية ، الجمهورية العربية
أعلنت النظام الجمهوري عام 1941 وباشرت السلطة عام 1944 وأكملت استقلالها التام عن فرنسا في 17 نيسان ( ابريل ) 1946 . وفي 1950 ألغت الاتفاقية الجمركية بينها وبين لبنان الدولة المجاورة . تقع بين خطي عرض 30 و 37 شمالا وبين خطي طول 36 و 42 شرقا . مساحتها 184 ألف كم مربع . طول حدودها 2274 كم .

بلد زراعي . أهم المنتجات الحبوب والكرمة . أهم المعادن الفوسفات ،? وبضعة آبار بترول في المنطقة الشرقية ( كراتشوك ) . أهم الأنهار الفرات والعاصي والخابور [81] .

يحدها البحر المتوسط وفلسطين من الغرب ولبنان من الغرب والجنوب . والأردن من الجنوب والجنوب الشرقي ، والعراق من الشرق . وتركيا من الشمال .

تعرض سوريا الكبرى لتجزئة بموجب اتفاقية سايكس بيكو ففصل عنها لبنان والأردن وفلسطين . وتعرض ما تبقى منها لتجزئة أخرى إبان الانتداب الفرنسي . فسلخ عنها لواء اسكندرونة سنة 1939 ومنح إلي تركيا ، كما جزئت إلي دويلات هي : حلب ، دمشق ، جبل الدروز ، جبل العلويين ، وتمكن الاتجاه الوطني الوحدوي في كل من هذه الدويلات ، متجسدا في حزب الكتلة الوطنية بالدرجة الأولي من إعادة توحيدها بعد الاستقلال في الجمهورية? العربية? السورية .

يتألف المجتمع من أغلبية دينية إسلامية تتوزع في طوائف السنة والعلويين والدروز ، والشيعة الإسماعيلية ( في السلمية من محافظة حماه ) . ومن أقلية مسيحية تتوزع بين طوائف ارثوذكس وكاثوليك وبروتستانت . وهناك أقليات عرقية كالأرمن والأكراد والشركس وغيرهم .

أهم مفاصل تاريخها الحديث بعد الاستقلال قيام الوحدة مع مصر عام 1958 حتى 1961 . وانقلاب البعث عام 1963 ،?وانقلاب 23 شباط عام 1966 ، والحركة التصحيحية عام 1970 بقيادة رئيسها الحالي حافظ الأسد الذي أدخلها في مرحلة متميزة من تاريخها الحديث ، إن تحولت بفضل قوة قيادته إلي مركز قيادي فاعل في مجرى الأحداث السياسية للشرق الأوسط ، بعد أن كانت موضوع نزاع بين العراق ومصر والسعودية ، أو أسيرة عزلة سياسية? إقليمية ودولية [82] .

مركزها السياحي : تمتاز سوريا بمركز سياحي هام لما تحتوية من مواقع أثرية ترقى إلي أقدم الحقب التاريخية وما قبل التاريخية في العالم ، ففيها أقدم موقع لسكن بشري معروف حتى الآن على نهر الفرات في تل مريبط ، وأقدم أبجدية معروفة في أوغاريت شمال اللاذقية ، وأرضها مغطاة بالصروح الأثرية العظيمة من مدن وقلاع وطرق ومسارح ومعابد . وطبقاتها الأثرية تمسح كل الحقب التاريخية والحضارات المعروفة في الشرق ، وقد شكلت ملتقى حضارات وبوتقة انصهار ثقافات الشرق والغرب . يتجلى تشابك الشرق والغرب والقديم والحديث في عمرانها ولهجاتها وفولكورها . في لهجاتها تتداخل العربية والآرامية ، وفي بيوت عبادتها تتواصل الوثنية والمسيحية والإسلامية، وفي بيوت قراها لا يندر أن يتعانق تماثل حجري من آلاف السنين مع لبنات طين جبلت من بضع سنوات .

سوريا الكبرى ( الطبيعية ) ، مشروع وحدوي
يورد القاموس السياسي مصطلح سوريا الكبرى أو سوريا الطبيعية دالا على ثلاثة مشاريع سياسية : مشروع الحزب السوري القومي ،?ومشروع الملك عبد الله ،?والمشروع الفرنسي .

الأول حسب مفهوم الحزب القومي السوري ،? يشمل كل منطقة الهلال الخصيب إضافة إلي قبرص [83] . فهي « تمتد من جبال طوروس في الشمال الشرقي إلي قناة السويس والبحر الأحمر السوري ( المتوسط ) في الغرب شاملة جزيرة قبرص إلي قوس الصحراء العربية وخليج العجم في الشرق . ويعبر عنها بلفظ الهلال الخصيب » [84] .

أما الثاني فقد اقتصر – عند الملك عبد الله ملك الأردن – على ما يعرف ببلاد الشام أي المساحة التي تشكلها الدول الحالية التالية : سوريا وفلسطين والأردن ولبنان ، وقد ظلت سوريا الكبرى حلم عبد الله وهدف وجوده الأكبر إلي يوم اغتياله عام 1951 ، وقد ذكر في رسالة إلي رئيس الوزراء? السوري فارس الخوري عام 1943 : « وإني جاعل نفسي قربان القضية العربية والقطر السوري المجموع راضيا بذلك كل الرضى » [85] . وقال في تصريح له :«? إن سياستي واضحة ، إنني أريد دولة تضم سوري و الأردن وفلسطين ولبنان » [86] . وقد شاء? عبد الله أن يحل القضية? الفلسطينية ، والقضية اللبنانية ضمن سوريا الكبرى التي حلم بها ، ففي تعليماته لرئيس وزرائه توفيق باشا أبو الهدى في 24 آب ( اغسطس ) 1943 يقول : « ليس بد من إدخال فلسطين في الاتحاد أو الوحدة ،? وإن هذا الإدخال لا يتنافى مع أي حل كان قد قدم من أية لجنة بريطانية أوفدت لهذا الغرض … » ويقول بشأن لبنان :?« أما لبنان فلا مانع من جعل الخيار له في الوحدة أو الاتحاد مع كل هذه البلاد العربية ،?واحتفاظه بما يريد من شكل وكيفية ،?على أن مسألة لبنان الكبير هي من جملة? الحقوق السورية التي لا ينبغي إغفالها » [87] .

ويبدو أن مشروع سوريا الكبرى لقب دعما من أوساط أجنبية ،? وتحديدا فرنسية ، عبر عنها المستشرق الأب هنري لامانس اليسوعي عام 1920 في مقال قال فيه : « حذار من إنشاء? لبنان الكبير ، فإن بإمكاننا أن نصنع لبنان الأكبر من سوريا الطبيعية كلها ، بكل فسيفسائها الطائفية والمذهبية والعنصرية وبكل أقلياتها الاجتماعية » [88] .

قاومت كل من مصر والسعودية هذا المشروع لمحاولة مصر زعامة? العالم العربي ، ومعاداة الأسرة السعودية للأسرة الهاشمية .

وقد اعتبر عبد الله إنشاء الجامعة العربية محاولة من مصطفى النحاس ، رئيس وزراء مصر لإفشال مشروع سوريا الكبرى تحت عرشه ، وينسجم مع هذا الاعتبار قول بشارة الخوري ،?رئيس لبنان وقتذاك : « إن فكرة سوريا الكبرى مضادة لفكرة الجامعة العربية » [89] . كما يؤكد كلام عبد الله تأكيد ميثاق الجامعة? العربية لسيادة واستقلال الدول العربية التي أسسها الاستعمار الغربي .

وفي العراق تحدث الأمير عبد الله ،?الوصي على العرش ، عن ضرورة تحقيق مشروع سوريا الكبرى [90] . ودعا نوري السعيد ، رئيس الوزراء في « الكتاب الأزرق » الذي أصدره عام 1943 إلي تحقيق المشروع وإلي منح اليهود شبه حكم ذاتي في فلسطين ضمن نطاقه ، واعتبار القدس مدينة لجميع الأديان [91] .

أما المواقف من المشروع في البلدان التي يعنيها المشروع فقد تراوحت بين التأييد والمقاومة ?حسب الظروف . ففي لبنان قاومه الرئيس بشارة الخوري ،?ووصفه رئيس الوزراء رياض الصلح بأنه « مشروع صهيوني في حقيقته ، عربي سوري في ظاهره » [92] ، بعد أن كان قد ناضل من أجل تحقيقه [93] . وقد اغتيل رياض الصلح من قبل الحزب السوري القومي انتقاما لإعدام الحكومة اللبنانية زعيم الحزب أنطون سعادة إثر انقلاب الحزب الفاشل عام 1949 ، وهو حزب يستهدف إقامة سوريا الكبرى ضاما العراق إلي حدودها . ويبدو من تقرير للوزير البريطاني في بيروت وقتذاك « أنه قد يكون الحزب السوري مدفوعا للتعاون مع مؤيدي سوريا الكبرى مع أنه لا يفضل كلا الاثنين : الملك عبد الله أو الاتفاق البريطاني – الأردني » [94] . وأيده في فلسطين المؤتمر الفلسطيني في 27/2/1920 ومذكرات الجمعية الإسلامية المسيحية 1920-1921 [95] . وفي سوريا قاومه الرئيس شكري القوتلي [96] ، وأيده فارس الخوري ،?رئيس الوزراء ، وأكرم الحوراني رئيس الحزب العربي ، [97] ووزارة هاشم الأتاسي في بيانها في 8/5/1920 ،?والمؤتمر السوري العام 1919-1910 [98] ، ورئيس الوزراء سعد الله الجابري الذي طالب في مؤتمر الإسكندرية 1944 بإلحاق لبنان بسوريا أو بتحقيق مشروع سوريا الكبرى [99] . وقد تشكلت في دمشق بعد استقلال سوريا 1946 لجنة من الحزب السوري القومي ، وعصبة العمل القومي ، وجماعة الأحرار ، والحزب العربي ، لدرس المشروع والمطالبة بتحقيقه [100] .

أما عن الموقف الدولي من المشروع ، فقد كان لبريطانيا دور فاعل وأساسي فيه ، فإن بريطانيا « كان يهمها جدا إقامة سوريا الكبرى تحت لوائها ولواء الأمير ( الملك ) عبد الله من أجل إيجاد مخرج للأزمة الصهيونية قبل إيجاد مخرج للأزمة اللبنانية » [101] . وقد عرض أنطوني أيدن مشروعين لسوريا الكبرى [102] . وجاء موقف الولايات المتحدة ضمن سياق صراعها مع بريطانيا على النفوذ الدولي ، ففي عام 1947 رأت الأخيرة أن المشروع غير قابل للتطبيق إلا بعد تحرر فلسطين وشرقي الأردن من النفوذ البريطاني ، ورفضت تنصيب عبد الله ملكا على سوريا الكبرى ، ولذلك اعتبرها عبد الله مسؤولة عن الاضطرابات في فلسطين [103] .

أما موقف الاتحاد السوفييتي فتجلى في تعليق صحيفة النجم الأحمر في أيلول ( سبتمبر ) 1947 :?« إن الملك عبد الله يبشر بإنشاء دولة تتألف من سوريا ولبنان وفلسطين والعراق وشرقي الأردن ، وستؤلف هذه الدولة مع تركيا كما يقول ممثلو الكتلة الانكلوسكسونية ما يسمى باسم الكتلة الشرقية مع تركيا » [104] .

وقد اكتشف بعضهم ضلعا للصهيونية في هذا المشروع ، ففي عام 1946 قال النائب السوري عبد الرحمن الكيالي في مقابلة مع صحيفة « جمهوريت » التركية : « إن هذه الفكرة صحيحة من حيث الأساس ، ولكن بين ظهرانينا دخلاء هم الصهيوينيون ، وهم الذين يريدون بث هذه الفكرة ؤدبرزاها إلي حيز الوجود أمثال الدكتور سافيس الأستاذ في الجامعة العبرية ، وجابوتنسكي ، رئيس حزب اليهود الأحرار ،?وهم يسعون إلي بسط نفوذ الصهيونية على مدى أوسع ، وجعل دولتها تمتد من سواحل البحر المتوسط وسيناء إلي خليج البصرة ومنطقة دجلة وجبال طوروس » [105] . وتحت عنوان « قضية سوريا الكبرى تثار كلما أثيرت قضية فلسطين » تحدثت صحيفة النهار عن مقال في صحيفة سويسرية يستخلص فيه الكاتب علاقة الصهاينة بمشروع سوريا الكبرى [106] . وقد أشرنا أعلاه إلي دعوة نوري السعيد في « الكتب الأزرق » عام 1943 ، إلي مشروع سوريا الكبرى ينال يهود فلسطين في نطاقها شبه حكم ذاتي ،?وتجعل القدس فيه مدينة لجميع الأديان . كما أوردنا وصف رياض الصلح ، رئيس وزراء لبنان وقتذاك ،?للمشروع بأنه مشروع صهيوني في حقيقته ،?عربي سوري في ظاهره .

أما المشروع الفرنسي ( وهو المشروع الثالث ) ، فيرجع إلي عهد حركة الاستعمار تشكل سوريا الكبرى وفقه امتدادا لثقافة فرنسا واقتصادها مستندة في ذلك إلي عمق تاريخي لها في هذه المنطقة ، كما يقول مفكروها ، يمتد إلي أيام الحروب الصليبية ، فيقول أحدهم : « إن سوريا التي يعرفها تجارنا منذ زمن سحيق … والتي يطالبون بها لفرنسا كأمر لا مراء فيه ، تمتد من جبال طوروس إلي حدود مصر ، شاملة لفلسطين القديمة التي أدخلها التاريخ منذ العصور الوسطى في تراثنا المعنوي » [107] .

في عام 1915 رفع عدة? رؤساء غرف تجارية فرنسية مذكرات إلي وزير الخارجية الفرنسية يطالبون فيها بـ « حق » فرنسا في سوريا لأنها « الأرض التي وضع وطننا بصماته عليها منذ عصور إلي حد أمكن معه تسميتها بفرنسا الشرق … ومن أجدر من غرفة تجارة مارسيليا بهذه المطالبة وهي التي نشأت منذ عام 1599 على علاقة بالشرق فكانت ممارسة تجارها العامل الفعال في تأثير فرنسا وتوطيد نفوذها وخاصة في سوريا بما يسرته إقامة الأسر والبيوتات الفرنسية وسط الصعوبات الجمة ، من نشر محبة فرنسا ولغتها في شرق البحر المتوسط » [108] . وقد حدد صاحب المذكرة ، ورئيس غرفة مارسيليا ، حدود سوريا الكبرى? بأنها « تمتد من جبال طوروس في الشمال إلي خط ينطلق مع العريش على البحر المتوسط في الغرب متضمنة الولايات التالية :?أضنة وحلب وبيروت ومتصرفية? لبنان ومتصرفية القدس وولاية سوريا ،?أي دمشق ، ومتصرفية دير الزور بعدد سكان يقرب من 4008000 نسمة ومساحة من حوالي 338300 كم مربع . » [109] .

سوريا – فرنسا ،?معاهدة 1936

عقدت بين الجانبين إبان الانتداب الفرنسي في سوريا . تنص أهم بنودها على قيام سلم وصداقة بين الجانبين ، وتقدم فرنسا لسوريا حماية – بناء على طلب الأخيرة – بإرسال قوى? عسكرية إلي أراضيها . وتقوم فرنسا بمد سوريا بالمستشارين الفنيين والقضاة والموظفين [110] . مثلت الجانب السوري في المعاهدة الكتلة الوطنية ، وقد وصفها عميد الكتلة الوطنية ، فارس الخوري ،?بأنها « معجزة القرن العشرين » [111] . تكونت المعاهدة من تسع مواد وملحق عسكري ، وتسري فعاليتها لمدة 25 سنة . أهم نتائج المعاهدة استلام الكتلة الوطنية للسلطة ،?وإعادة ارتباط جبل الدروز وبلاد العلويين بالجمهورية السورية [112] .

نص المعاهدة :

1- يسود بين فرنسا وسوريا سلم وصداقة? دائمان ، ويقوم تحالف توثيقا للصلات التي تجمع بينهما وتضمن مصالحهما المشتركة .

2- تتشاور الحكومتان في كل ما من شأنه أن يمس مصالحهما المشتركة ، وتقفان إزاء الدول الأجنبية موقفا يلائم تحالفها مع تجنب كل ما يسئ إلي علاقاتهما مع تلك الدول ، وتقيم كل منهما لدى الأخرى ممثلا سياسيا .

3- يتخذ الطرفان المعتقدان جميع التدابير لنقل الحقوق والواجبات الناجمة عن المعاهدات والاتفاقيات التي عقدتها فرنسا باسم سوريا أو فيما يخصها إلي الحكومة السورية يوم زوال الانتداب عنها .

4- إذا وقع بين سوريا ودولة أخرى خلاف يؤدي إلي قطع العلاقات بينهما ،? تتداول الحكومتان الفرنسية والسورية في أمر تسوية ذلك الخلاف بالطرق السلمية وفاقا لأحكام عصبة الأمم . وإذا اشتبك أحد الطرفين المتعاقدين في نزاع ،? بادر الطرف الثاني إلي نجدته ،?وفي حال وجه خطر محدق يتداولان فورا أمر اتخاذ تدابير الدفاع الضرورية . وتنحصر معونة الحكومة السورية في أن تقدم إلي حليفتها فرنسا في الأراضي السورية كل ما في وسعها من التسهيلات والمساعدات بما في ذلك استعمال السكك الحديدة ومجاري المياه والمرافئ والمطارات وسائر وسائل المواصلات .

5- تقع على الحكومة السورية مسؤولية حفظ النظام في سوريا والدفاع عن أراضيها ، وتقدم لها الحكومة الفرنسية المساعدة العسكرية مدة المعاهدة ?وفاقا لنصوص الاتفاق الملحق . وتسهيلا لقيامها بالواجب المترتب عليها بموجب المادة? السابقة ، تعترف لها الحكومة السورية باستمرار التنقلات الجوية التي تجتاز الأراضي السورية وصيانتها في جميع الظروف لمصلحة التحالف .

6- تبرم المعاهدة بأسرع ما يمكن ، وتبلغ إلي عصبة الأمم ،?وتوضع موضع التنفيذ يوم قبل سوريا في عصبة الأمم .

7- حال وضع هذه المعاهدة موضع التنفيذ ، تسقط عن الحكومة الفرنسية ?المسؤوليات المترتبة عليها فيما يتعلق بسورية وتنتقل تلقائيا إلي الحكومة السورية .

8- كتبت هذه المعاهدة بالفرنسية والعربية والمعول على النص الفرنسي . إذا وقع خلاف بشأن تفسير المعاهدة وتطبيقها ولم يمكن حله نهائيا بطريق المفاوضة المباشرة بين الطرفين المتعاقدين ، يلجأ? إلي أصول التحكيم والمصالحة المنصوص عليها في ميثاق عصبة الأمم .

كتبت في باريس 19 أيلول 1936 .

التواقيع : عن الطرف الفرنسي –ب . فينو – دي مارتيل .

عن الطرف السوري – هاشم الأتاسي ، فارس الخوري ،?جميل مردم ، سعد الله الجابري ، مصطفى الشهابي ، أدمون حمصي [113] .
__________________

سومر
أطلق اسم سومر على القسم الجنوبي من بلاد ما بين النهرين في العراق حاليا . قامت على هذه الرقعة مجموعة من الدول – المدن لشعب غير سامي الجنس واللغة عرف بالسومريين . لا يعرف متى ومن أي مكان قدموا إلي هذه الأرض ،?وما زال ضربا من التخمين كل محاولات تحديد أصلهم ومنشأهم . ترجع أقدم وثائقهم الكتابية إلي 3100 ق . م . انصهروا تدريجيا في البابليين والأشوريين بدءا من قيام امبرطورية? سرجون الأكادي في القرن 25 ق . م . من أهم مدنهم المكتشفة :?أور ،?وأورك ،?وأريدو ، ولكش ، ولارسا .

اكتشف الفرنسيون الحضارة السومرية عام 1877 في تللو من العراق حيث اكتشفت جوليوس جوردان مدينة أوروك جنوب بابل . وبين 1930و 1938 نقب في منطقة نهر ديالي جنوب بابل المعهد الشرقي بشيكاغو . وبين 1933 و 1939 اكتشف اندريه ?ارو مدينة ماري على الفرات الأوسط قرب بلدة تل الحريري من سوريا . ودخل العراق بعد الحرب العالمية الثانية ميدان التنقيب فنقب في مدينة أريدو . في النصف الثاني من القرن التاسع عشر كانت الرموز المسمارية? السومرية والأدكادية قد قرئت ،?ووضع الألمان أول قاموس سومري أكدي . ما زالت حضارتهم تعتبر الحضارة التي قدمت أول كتابة مقطعية وأوائل المنجزات الحضارية .

سومرية ، لغة وحضارة [114]
لغة سكان سومر جنوبي ما بين النهرين . لغة غير سامية لم يتمكن العلماء من ربطها بأي أسرة لغوية من لغات العالم المعروفة . بدأت اللغة الأكدية تنافسها منذ قيام دولة الأكديين في القرن 25 ق . م حتى زالت نهائيا كلغة حديث في وقت يصعب تحديده ،? وبقي بعض دوائرها في الأكدية وفي الآرامية وفي العربية? ككلمة?« هيكل » التي تعني بالسومرية « بيت كبير » .

ترجع أقدم وثائقها الكتابية إلي 100 ق . م وتستمر حتى القرن 17 ق . م . ومنذ 1400 ق .م تظهر وثائق مزدوجة اللغة ،?أكدية وسومرية وتتناقض وثائقها بعد ذلك تدريجيا حتى تختفي في مطلع التاريخ الميلادي . دعيت كتابتها بالمسمارية أو الإسفينية لأنها تشبه المسامير أو الأسافين . مرت كتابتها بثلاث مراحل متداخلة بعض الشيء : المرحلة التصويرية ثم الرمزية? وأخيرا المقطعية ، وهي أول كتابة? مقطعية في التاريخ يرجح بأنها الممهد للكتابة الأبجدية الأولي في التاريخ ،?وهي أبجدية رأس شمرا ( قرن 13 ق . م ) المكتوبة بالحروف المسمارية ذاتها.

تمكن العلماء من قراءة? السومرية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر ، ووضع الألمان أول قاموس سومري أكدي . تعلن وثائقها عن أوائل المنجزات الحضارية البشرية في مختلف مناحي النشاط البشري . من أشهر نفائسها ملحمة « جحجاميش » ملك أوروك ،?وملحمة « أنكمار ولوغالبندا » .

سيادة لبنان [115]

سيادة لبنان أبرز مطالب « الجبهة اللبنانية?» . وحددت أبعادا سياسية وجغرافية لمفهوم السيادة ،?يقرر اللبنانيون بموجبها دون أي تأثير خارجي نظام حكمها وسياستهم الداخلية والخارجية ، وحددت مفهومها الجغرافي في جلاء غير اللبنانيين عن أرض لبنان .
__________________

سيمكو ، إسماعيل آغا ( ت 1930 )

زعيم كردي في إيران . شيخ قبيلة شيكاك . قاد ثورة على الحكومة الإيرانية بهدف إقامة دولة? كردية ،? وتمكن بين 1920و 1925 من السيطرة على قسم كبير من الإقليم الواقع غربي بحيرة أورميا من إيران ، واشتبك مع الأشوريين في المنطقة . في 1925 سيطر رضا بهلوي ، الضابط الإيراني ،?على الحكم ، وأسقط أسرة تاجار الحاكمة ،? ثم أعلن نفسه امبرطورا ، وشاء إقامة امبراطورية? إيرانية? قومية? على غرار تركيا أتاتورك ،?فحارب سيمكو بقسوة ،?وتمكن من قتله بخدعة عندما دعاه للتفاوض مع قائد جيشه في مدينة شنو ، حيث اغتيل بعد وصوله إلي موقع المفاوضات [116] . وكان سيمكو قد اغتال بطريقة الخدعة? ذاتها قائد الثورة الآشورية البطريرك بنيامين [117] .
__________________

[1] - د .وهيب رفلة ، جغرافية الوطن العربي ، ( القاهرة : مكتبة النهضة المصرية ) 328 .

[2] - انظر مدخل : «? نابلس »?.

[3] - صبحي سعيد طوقان ، أبعاد القضية الفلسطينية ، ( الإسكندرية : - ، 1968 ) 61 .

[4] - ابن حزم ، الفصل في الملل والأهواء والنحل ، ( ج 1 ؛ القاهرة ، 1964 ) 78 .

[5] - الشهرستاني ، الملل والنحل ، ج 1 ، 27 . اقتباس د . عبد الرزق أحمد قنديل ، التراث الإسلامي في الفكر اليهودي ، ( القاهرة : دار التراث بالاشتراك مع مركز بحوث الشرق الأوسط ، 1984 ) 89 .

[6] - صحبي سعيد طوقان ،? أبعاد القضية الفلسطينية ، ( الإسكندرية : - ، 1969 ) 61 .

[7] - راشد كيلاني ،?مذكرات راشد كيلاني ،?( دمشق: دار مجلة الثقافة ، 1990 ) 47-51 .

[8] - راشد كيلاني ، مذكرات راشد كيلاني ، ( دمشق : دار مجلة الثقافة ، 1990 ) 43 .

[9] - سعد الدين إبراهيم ، الملل والنحل والأعراق ،? ( القاهرة : مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية ، 1994 ) 797 .

على محمد الآغا ، الإتجاهات السياسية في لبنان ، ( ط 1 ؛ بيروت : مؤسسة الرسالة ، 1991 ) 295 .

[10] - راشد كيلاني ، مذكرات راشد كيلاني ( دمشق ،?دار مجلة الثقافة ، 1990 ) 146 .

[11] - د . سامي عصاصة ، أسرار الانفصال : مصر وسوريا ، ( القاهرة : دار الشعب ، 1989 ) 291 .

[12] - كريم بقرادوني ، السلام المفقود ، عهد الياس سركيس 1976 – 1982 ، (ط 3 ؛ بيروت : عبر الشرق للمنشورات ، 1984 ) 69و70 .

[13] - كريم بقرادوني ، 164 .

[14] - مي كحالة ، جان عبيد ، رئاسيات لبنان 1988 ،?( 7 ؛ دار النهار للنشر ، 1988 ) 8 .

[15] - كريم بقرادوني ، 164 .

[16] - مي كحالة ،?9 .

[17] - كريم بقرادوني ، 282 .

[18] - معجم غوستاز ، وملحق معجم أوجين منا .

[19] - يوسف الدبس ،?تاريخ سوريا ،?( ج 1 ؛ مج 1 ؛ بيروت : - 1893 ) 2 و 3 .

[20] - د . جورج عطية ، « الأثر السرياني في الحياة الفكرية والعلمية في بلاد الشام » ، بلاد الشام في العهد البيزنطي : الندوة الأولي من أعمال المؤتمر الدولي الرابع لتاريخ بلاد الشام ، ( عمان : 1986 ) 140 .

[21] - أوجين منا ، قاموس كلداني عربي ، ( بيروت : مركز بابل ،?1975 ) المقدمة .

[22] - د. عفيف بهنسي ،?الشام والحضارة (?دمشق وزارة الثقافة ) 17 .

[23] - نعمة الله دنو ، مجلة? لسان المشرق ، بغداد ، تشرين وآذار 1951 ، ص 119 . مقتبسا عن توما أودو صاحب المعجم السرياني الشهير .

[24] - انظر مدخلي : « السرياني الشهير » .

[25] - أفرام برصوم ، تاريخ طور عابدين ، ( تعريب بولس بهنام عن السريانية ؛ لبنان : - 1963 ) .

[26] - سرجون يلدا سليفو ، الآشوريون في أرمينيا ، ( مجلة حويادا ، السويد ، أيار 1996 ) .

[27] - سليم مطر ، ولاية ولاية? الموصل بين كماشة التكريد والتتريك ، ( مجلة حويداء ، السويد ، تشرين الأول 1995 ) .

[28] - غريغوريوس يوحنا إبراهيم ،? مجد السريان : مار أغناطيوس أفرام الأول برصوم : حياته ومؤلفاته ، ( حلب :?دار ماردين ودار الرها ،?1996 ) 99 . نص الوثيقة ويبلغ عدد الضحايا وفقها 90313 .

[29] - انظر المداخل :? « بكر ،? صدقي » ، « سميلي » ، « الآشوريون »? و « السريان » .

[30] - اسحق ساكا ،?كنيستي السريانية ، ( ط 1 ، ج 1 ؛ دمشق : مطابع ألف باء – الأديب ، 1985 ) 250 .

[31] - اسحق ساكا ،?250 .

[32] - الفيكونت فيلي? طرازي ، أصدق ما كان في تاريخ لبنان وصفحة من أخبار السريان .

اسحق ساكا ، 255 و 256 . يذكر المؤلف أن الروم الارثوذكس استولوا على دير البلمدن في طرابلس لبنان عام 1725 من الملكيين ( الروم الكاثوليك ) الذين استولوا عليه من الرهبان السريان الأرثوذكس سنة 1603 . أما عن الموارنة فيذكر أنهم استولوا على دير الغوبة من السريان الأرثوذكس في القرن وغير ذلك من الأديرة استولى عليه الموارنة? » .

[33] - اسحق ساكا ، كنيستي السريانية ، 72 .

[34] - اسحق ساكا ،?262 .

انظر المداخل : « عيواظ ، زكا 1933 » ، « برصوم أفرام ، البطريرك أفرام الأول 1877 – 1957 » و « السريان ، مذابح » .

[35] - تفاصيل هذه الوقائع والحكايات ،?وهذه العقلية ، ترد في كتاب من مطلع القرن بعنوان « عناية الرحمن في هداية السريان »?لمطران حلبي سرياني كاثوليكي .

[36] - اسحق ساكا ، كنيستي السريانية ، 234-247 .

[37] - نواف حردان ،? سعادة في المهجر ،?( ج 1 ؛?بيروت : دار فكر ،?1989 ) 15-17و185-187 .

[38] - جبران جريح ، مع أنطوان سعادة ، ( بيروت : - ، 1973 )?.

[39] - انظر مدخل : « الصلح ، رياض »?.

[40] - سامي ذبيان ،?الحركة الوطنية اللبنانية ، ( بيروت : دار المسيرة ،?1977 ) 299 .

انظر المداخل : « سوريا الكبرى ، مشروع » ، « سوريا ، جغرافيا تاريخية » ، « الحزب السوري القومي الإجتماعي » ، « الزعيم ، حسني » ، « الصلح ، رياض » و « عبد الله بن الحسين » .

[41] - نواف حردان ، سعادة في المهجر ، ( ج 1 ؛ بيروت : دار الفكر ، 1989 ) 140 .

[42] - انظر : صبحي عبد الحميد ، أسرار ثورة 14 تموز في العراق ، ( بيروت : الدار العربية للموسوعات ) .

[43] - ناديا شيخاني ، المائة الأولون ، ( بيروت : - ،? 1962 ) 174 .

[44] - مي كحالة ،?ريمون أده ،?رئاسيات لبنان 1988 ، ( 1 ؛ دار النهار للنشر ، 1988 ) 24 .

[45] - ثيودوريطس القورشي ، تاريخ أصفياء الله .

الأب يوسف قوشقجي ، العموديون في سوريا .

[46] - صبري جريس ، العرب في إسرائيل ، ( مؤسسة الدراسات الفلسطينية ، 1973 )?39 .

[47] - عادل رضا ، وصفي التل : القاتل والقتيل ، ( القاهرة : دار هيرودت ،?1972 ) 326 .

[48] - انظر المداخل : « صدقي ، بكر » ، « بنيامين ، البطريرك مار شمعون ت 1918 ، اغتيال » ، « الآشوريون » ، « كنيسة الشرق القديمة?»? و « الكنيسة الشرقية الآشورية » .

[49] - الموسوعة الأمريكية ،?1985 .

[50] - د . جوزيف أنطوان لبكي ،?متصرفية جبل لبنان : مسائل وقضايا 1861 – 1915 ، ( ببيروت : دار الكرمة ، 1995 ) .

[51] - جورج هارون ، أعلام القومية اللبنانية ، 1 – يوسف السودا ،?( ببيروت : الكسليك ،? 1979 ) 5و 10 و 17 .

[52] - يوسف الحكيم ،? سوريا والانتداب الفرنسي ، ( ببيروت : دار النهار : 1983 ) 86و87 و 90 .

[53] - يوسف الحكيم ،? 90و 91 .

[54] - د . سامي عصاصة ،?أسرار الانفصال .

[55] - يوسف الحكيم ، سوريا والانتداب الفرنسي ، ( بيروت : دار النهار ، 1983 ) 322 .

[56] - يوسف الحكيم ،?340و341 .

[57] - يوسف الحكيم ،?345 .

[58] - يوسف الحكيم ، 349 و 350.

[59] - د. حسان حلاق ، التيارات السياسية في لبنان 1943-1952 : مع دراسة للعلاقات اللبنانية – العربية والعلاقات اللبنانية الدولية ، ( - :? معهد الإنماء العربي ، 1981 ) 163 .

[60] - يوسف الحكيم ، سوريا والانتداب الفرنسي ، ( بيروت : دار النهار ، 1983 ) 42-44 .

[61] - يوسف الحكيم ، 44و62 .

[62] - يوسف الحكيم ، 44و 112 .

[63] - يوسف الحكيم ، 86و87و90و102 .

[64] - يوسف الحكيم ، 102 .

انظر مدخل : « اسكندرونة?» .

[65] - يوسف الحكيم ،?271 .

[66] - انظر مدخل : « اسكندرونة » .

[67] - يوسف الحكيم ، سوريا والانتداب الفرنسي ،? ( بيروت : دار النهار ، 1983 ) 102و145و206 و 221.

[68] - يوسف الحكيم ، 230-233 .

[69] - يوسف الحكيم ، 102و103 .

[70] - يوسف الدبس ، تاريخ سوريا ، (ج 1 ؛ مج 1 ؛ بيروت : - 1893 ) 2 .

[71] - فؤاد افرام البستاني ، دائرة معارف البستاني ، ( 14 ؛ بيروت : - ، 1983 ) 81 .

أوجين يعقوب منا ، قامسو كلداني عربي ، ( بيروت : مركز بابل ، 1975 ) . يذكر المؤلف في مقدمته أن هيرودوت ذكرها بصيغة أسسوريا ، وينسب إلي إرنست رينان قوله : « إن أسسوريا اسم عام أطلقه اليونان على آسيا الداخلية كلها .

[72] - يوسف الدبس ، 11 .

[73] - نعمة الله دنو ،?( لسان المشرق ، 1951 آذار ) 119 .

[74] - ورد هذا الرأي لباحث في مقال عن أصل التسمية السريانية ،? نشر منذ بضع سنوات في مجلة آرام ص 51 . وهي مجلة يصدرها مجموعة من الأكاديمين السريان .

[75] - يعقوب أوجين منا .

[76] - د . عفيف بهنسي ،?136 .

[77] - يوسف الدبس ،?3 .

[78] - عبد العزيز محمد عوض ،? الإدارة العثمانية في ولاية سوريا ( 1864-1914 م ) ص 73-81 اقتباس د . ذوقان قرقوط ،?الحركة الوطنية في سوريا ، 1920 – 1939 ، ( بيروت : دار الطليعة ،?1975 ) 5 .

[79] - مع العلم أن سوريا نسبة إلي أشور .

[80] - د . جورج عطية ، « الأثر السرياني في الحياة الفكرية والعلمية في بلاد الشام » ( الندوة الأولي من أعمال المؤتمر الدولي الرابع لتاريخ بلاد الشام ، 1986 ) 1 .

[81] - د . وهيب رفلة وأحد سامي مصطفى ، ( ط 4 ، القاهرة : مكتبة النهضة المصرية ، 1971 ) 289 و 290 .

[82] - باتريك سيل ، الصراع على سوريا .

بارتيك سيل ،?الأسد : الصراع على الأوسط .

[83] - أسد الأشقر ، تاريخ سوريا ، ( ط 1 ؛ ج 1 ؛ - : - ، 1978 ) 77 .

[84] - سامي ذبيان ، الحركة الوطنية اللبنانية ،?( بيروت : دار المسيرة ، 1977?) 299 .

[85] - مذكرات الملك عبد الله ،?243 .

[86] - د . حسان حلاق ،?التيارات السياسية في لبنان 1943-1952 : مع دراسة للعلاقات اللبنانية – العربية والعلاقات اللبنانية – الدولية ، ( - : معهد الإنماء العربي ، 1981 ) 371 .

[87] - مذكرات الملك عبد الله ،? 220 .

[88] - المارونية السياسية ،? ( بيروت : كتاب السفير ، 1970 ) 107 .

[89] - د . حسان حلاق ، 335 .

[90] - د . حسان حلاق ، 347و355 .

[91] - د . حسان حلاق ،?316 .

[92] - د . حسان حلاق ، 347 .

[93] - د. حسان حلاق ،?320 .

[94] - د . حسان حلاق ، 371 .

[95] - د. حسان حلاق ،?373 .

[96]- د. حسان حلاق ،?345و 354 .

[97] - د. حسان حلاق ، 347 .

[98] - د. حسان حلاق ،? 373 .

[99] - مضبطة مشاورات الوحدة العربية 28-29 . اقتباس حسان حلاق ، 337و338 .

[100] - د. حسان حلاق ، 354 .

[101] - د. حسان حلاق ، 351 .

[102] - د. حسان حلاق ، 355 .

[103] - د. حسان حلاق ،?372و374 .

[104] - د. حسان حلاق ،?النهار 3696 ، 24 أيلول ( سبتمبر ) 1947 . اقتباس حسان حلاق ، 374 .

[105] - النهار ، 3245، 25-26 تشرين الثاني ( نوفمبر ) 1945 . اقتباس د . حسان حلاق ، 357 .

[106] - د . حسان حلاق ،?355 .

انظر المداخل : « الجبهة الشرقية » ، « التل ، وصفي » ، « عبد الله بن الحسين » ، « الحزب السوري القومي الاجتماعي » ، « سعادة ، أنطوان » ، « سوريا جغرافيا تاريخية » ، « الزعيم ، حسني » و « زيارة الأسد إلي الأردن 1975 » .

[107] - Arch . Aff . Etr . Guerrer 1914 – 1918 turquie vol . XIII ( 879 ) p . 25 .

اقتباس د . ذوقان قرقوط ،? الحركة الوطنية السورية 1920-1939 ، ( بيروت : دار الطليعة ، 1975 ) 189 .

[108] - Ibid . Letre a Mr Ie Ministre des AFF , Etr , sur Ia Question de Ie syrie .

اقتباس د . ذوقان قرقوط ، 196 .

[109] - د. ذوقان قرقوط ،?196 .

[110] - راشد كيلاني ، مذكرات راشد كيلاني ، دمشق : دار مجلة الثقافة ، 1990 ) 61 .

[111] - يوسف الحكيم ، سوريا والانتداب الفرنسي ،? (?بيروت : دار النهارد 1983 ) 263 .

[112] - يوسف الحكيم ،?271 .

[113] - يوسف الحكيم ، 266و267 .

[114] - الموسوعة الأمريكية ، 1985 .

[115] - نقولا نصر ، حرب لبنان ومداها ، ( لبنان : دار العمل ، 1977 ) 109 .

[116] - سعد الدين إبراهيم ،?الملل والنحل والأعراق : هموم الأقليات في الوطن العربي ، ( القاهرة :?مركز ابن خلدون ،?1994 ) 253 .

[117] - ق . ب . ماتفييف ( بارمتي ) الأشوريون والمسألة الأشورية في العصر الحديث ، ( ترجمة ح . د . آ ؛ دمشق : الأةالي للطباعة والنشر ، 1989 ) 83 .

انظر مدخل : « بنيامين ، البطريرك مار شمعون ت 1918 ، اغتيال » .
__________________

حرف الشين


شاس ،?حزب
انظر مدخل : « حزب شاس » .
__________________
الشافي ،?حيدر عبد الشافي
سياسي فلسطيني ،? رئيس مجلس قطاع غزة أثناء الإشراف المصري على القطاع بين عام 1949 و 1967 . أحد مؤسسي المجلس الوطني الفلسطيني عام 1964 . رئيس الوفد الفلسطيني لمباحثات السلام ، المنبثقة عن مؤتمر مدريد ، مع الإسرائيليين عام 1993 .
__________________

شتيرن ، منظمة
منظمة عسكرية صهيونية ،?تأسست عام 1941 . سلكت نهج الإرهاب ضد العرب والإنكليز معا . اغتالت الوسيط الدولي في فلسطين الكونت برنادوت . من أبرز رجالها إسحق شامير الذي شغل منصب رئيس الوزراء [1] .
__________________

الشرق الأوسط الجديد،?مشروع
مشروع نظام إقليمي للشرق الأوسط ، يرتكز إلي سوق شرق أوسطية مشتركة على غرار السوق الأوروبية ، في ظل منظومة أطر أمنية وسياسية . وفي كتاب من تأليف رئيس الوزراء الإسرائيلي شمعون بيريز بعنوان « الشرق الأوسط الجديد » ، تبرز ملامح هذا المشروع . فهو يقوم على مرتكزين : أمني واقتصادي . يستثني منه العراق لتهديده النووي ، ( متناسيا أنه – بيريز – من مؤسسي مفاعل ديمونا النووي الإسرائيلي ) وإيران لرعايتها الأصولية الإسلامية التي تشكل خطرا جديا في الشرق الأوسط يتطلب تحالفا دوليا لمقاومته . يرتبط المرتكزان : الأمني والاقتصادي ببعضهما البعض ارتباطا وثيقا لأن « النظام الإقليمي المقترح سيؤدي إلي أن تصبح الأعمال الاقتصادية أهم من السياسة ، والسوق أهم من الدول ، والمنافسة أهم من الحدود القديمة »? ( الشرق الأوسط الجدي ص 99 ) . يلقى مشروع بيريز كما يقول دعما من الغرب لانسجامه مع مصالحه الحيوية [2] . يرى بعضهم في هذا المشروع هدفا إسرائيليا بدأ بمشروع الصهيوني جابوتنسكي 1922 القاضي بتشكيل فيدرالية? بين فلسطين والأردن تدخل في كونفدرالية مع الدول العربية « حتى بنغوريون نفسه أعلن في الثلاثينات أن من مصلحة الصهيونيين تأييد مشروعات الوحدة العربية بل والانخراط فيها » [3] .

الشرق الأوسط ، مصطلح [4]

مصطلح فضفاض ، يتسع ويضيق ، فهو عند بعضهم يقتصر على إسرائيل الدول العربية المواجهة لها أي دول الطوق ، إضافة إلي تركيا وإيران ، وهو يتسع عند البعض الآخر ليشمل كل الدول العربية? وتركيا وإيران وأفغانستان وأثيوبيا . استخدمه اللورد كرزون الحاكم البريطاني في الهند ليشمل لمنطقة المحيطة بالخليج الفارسي ( العربي ) وتركيا وإيران . وبرز بشكل واضح عندما أنشأت بريطانيا « إدارة الشرق الأوسط » عام 1921 للإشراف على العراق وفلسطين والأردن . وفي 1932 أضيفت مصر إلي هذا المفهوم عندما أدمجت بريطانيا « قيادة الشرق الأوسط للقوات الجوية? الملكية البريطانية » في العراق مع « قيادة القوات البريطانية »? في مصر تحت اسم « قيادة الشرق الأوسط » . وبهذا يدخل مفهوم «?الشرق الأدنى » ضمن دائرة مفهوم « الشرق الأوسط » .

الشرق الأدنى [5]

برز كمصطلح عندما اكتشف البرتغاليون طريقا تجاريا ،?دون المرور بالبحر المتوسط ، إلي شرق آسيا الذي اسموه « الشرق الأقصى » فبالمناظرة بهذا « الشرق الأقصى » اسموا المناطق الواقعة شرق المتوسط بـ « الشرق الأدنى » .
__________________
الشرقاط
بلدة في العراق . مركز قضاء تابع لمحافظة نينوى أي الموصل . تقع قربها أطلال مدينة? أشور عاصمة الآشوريين التاريخية .
__________________

الشريط الحدودي ،?لبنان [6]

اسم أطلق على مساحة من الأرض اللبنانية المحاذية للحدود مع إسرائيل . أقام فيه الرائد سعد حداد بالتعاون مع إسرائيل « دولة لبنان الحر » عام 1979 بعد انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية التي اجتاحتها عام 1978 . ضم الشريط الحدودي 56 قرية وبلدة من أقضية صور ومرجعيون وبنت جبيل وحاصبيا . ثم توسع بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 فأصبحت مساحته الإجمالية 836 كم مربعا ويشكل ثمانية بالمائة من مساحة لبنان . غرض إسرائيل منه حماية حدودها الشمالية من التسلل الفلسطيني الفدائي .
__________________

شط العرب [7]
التقاء نهري دجلة والفرات قبل أن يصبا في الخليج العربي . طوله 185 كم صالح للملاحة ، ويشكل الحدود المشتركة بين العراق وإيران . شكل بؤرة نزاع حدودي بين العراق وإيران ، ففي 1969 ألغى الشاه اتفاق 1937 المتعلق بالشط بين البلدين مطالبا بحصة لإيران في الشط ، واستمر النزاع بين البلدين حتى كان اتفاق الجزائر عام 1975 الذي قضى بتناصف الشط طوليا بين البلدين :ثم ألغى? صدام حسين رئيس العراق هذا الاتفاق الأخير وشن الحرب على إيران عام 1980 حتى كان اتفاق وقف النار عام 1988 وإعادة العمل مجددا بهذا الاتفاق .
__________________

الشيعة ، عقيدة
تمحورت عقيدة الشيعة أصلا حول أحقية علي بن أبي طالب ، ثم سلالته من « آل البيت » ، بالخلافة . وعدم الاعتراف بشرعية الخلفاء? وعثمان بن عفان ، الذين سبقوا خلافة علي . وتطورت عبر الزمن بما أضيف إليها من عناصر أيديولوجية دينية مستقاة من المحيط الثقافي لدعم الحاجات المستجدة للجماعة من سياسية وروحية . فدخلت مقولة « المهدي المنتظر» بوساطة علي بين زين العابدين الذي زع أن أحد أحفاد علي سيظهر في المستقبل ، ويهدي البشر إلي الصراط المستقيم ، ويعم الخير والصلاح كل الأرض في عهده . كما ظهرت عقيدة? التجسد الإلهي في علي عند النصيرية أي العلوية ، وظهرت عقيدة خلود ورجعة الحاكم بأمر الله الفاطمي عند الدروز أي الموحدين ، وعقيدة « المهدي المستور » عند الإسماعيلية . وتكونت طقوس وشعائر دينية تتمثل في الحج إلي النجف الأشرف حيث قبر علي ، وإلي كربلاء حيث قبر ابنه الحسين ، والاحتفال بيوم « عاشوراء » .

تعرف مساجدهم باسم « الحسينية » تشهد في شهري رمضان ومحرم اجتماعات حاشدة ، يتلى فيها قصص الشهداء الشيعة بدءا من علي وابنه الحسين ،?وتنشد فيها المراثي [34] والبكائيات البالغة التأثير . ولهم نظام كهنوتي قوي كما هو الحال عند المسيحيين ، ولهم أحكام فقهية وتفاسير للقرآن تختلف عما للسنة .

تقسموا إلي فرق منها الاثنا عشرية? التي تعتقد إماما متعاقبين حتى اختفاء الأخير منهم محمد المنتظر ، ولهم رجاء في رجعته الثانية . والزيدية أتباع زيد من الأئمة? الاثني عشر ،? تفضيلا على محمد الباقر . والإسماعيلية أتباع إسماعيل تفضيلا على علي الرضا . أما الدرزية والنصيرية فقد نشأتا فيما بعد زمن الاثني عشر إماما . ويجدر أن يلاحظ أن اعتبار الدرزية فرعا من الشيعة ليس صحيحا تماما .

الشيعة ، تاريخ
هم شيعة علي بن أبي طالب ، أي أنصاره وأتباعه . اتهذت حركتهم طابعا دينيا وسياسيا منذ مقتل علي ،?ومبايعة معاوية خلفة في دمشق عام 661 . لاقت كثيرا من الاضطهاد والهزائم زمن الامويين ،?ولم يدم عطف العباسيين عليهم طويلا ، فإن الخليفة المتوكل هدم قبر علي في النجف الأشرف ، وسوى قبر الحسين بالأرض عام 850 . ولكن حركتهم استمرت متخذة منهاج التقية أي إبطان التشيع وإظهار خلافه . في 901 قام أبو عبد الله الشيعي ( ت 911 ) من اليمن إلي شمال أفريقيا داعيا للخلافة الفاطمية ، فاستقدم عبيد الله المهدي من سوريا وسلمه زمام الحكم ،?فكان أول خليفة فاطمي ، وهكذا نشأت الخلافة الفاطمية الشيعية في تونس وتوسعت وضمت شمال أفريقيا ، ثم مصر عام 969 على يد جوهر الصقلي الذي بني مدينة القاهرة ، ثم ضمت سوريا وفلسطين ولبنان . ثم نشأت الدولة الصفوية واستمرت حتى 1736 . وقامت الدولة? الزيدية الشيعية في اليمن عام 740 بعد مقتل زيد بن علي زين العابدين . وقامت لهم دولة في طبرستان عام 864 . تفرع الشيعة إلي فرق ومذاهب وخلقوا تراثا كتابيا ضخما .

الشيعة في لبنان
لجأ الشيعة إلي لبنان منذ خسارتهم المعركة مع معاوية? والأمويين في القرن الثامن الميلادي . يبلغ تعدادهم حاليا قرابة 800 ألف نسمة ، يشكلون حوالي ربع سكان لبنان . يتركز وجودهم في جنوب لبنان ( جبل عامل ) ، والبقاع ( غالبا مدينة بعلبك ) ، وضواحي ببيروت الجنوبية . تعرض حوالي 120 ألفا منهم للتهجير من بيروت الشرقية إلي الغربية أثناء الحرب الأهلية ،?وحوالي 150 ألفا من الجنوب اللبناني إلي مناطق أخرى بسبب الغارات الإسرائيلية [35] .

انتقل الشيعة نقلة سياسية نوعية في ظروف الحرب الأهلية ، بدأت بوادرها مع قيادة الإمام موسى الصدر وتأسيسه لحركة أمل والمجلس الشيعي الأعلى ، وشهدت نقلتهم أوجها بقيام الثورة الخمينية في إيران ،?ورعايتها المادية والمعنوية لهم ، وتأسيسها حزب الله المرتبط بإيران ارتباطا كليا ، فقد رأي الخميني في « لبنان والعراق قاعدتين مناسبتين لنشر دعوته » [36] ، ولهذا نقلت إلي لبنان قوات إيرانية من «حرس الثورة » « عملا بالاتفاق العسكري بين حكومتي طهران ودمشق » [37] .

تتركز القوة السياسية للشيعة في حركة أمل ( بزعامة? نبيه بري ) ، وحركة أمل الإسلامية وذراعها العسكري « حزب الله » ( بزعامة حسين الموسوي وحسين فضل الله ) ، « وهمهم لا يتعدى رغبتهم في فرض سلطانهم على منطقتي الضاحية الجنوبية من بيروت ،?ومدينة بعلبك في سهل البقاع حيث أقاموا في هاتين المنطقتين دويلتين إسلاميتين ،? وفي هذين المعقلين الموضوعين تحت الوصاية الفعلية لإيران يحتجز الرهائن الأمريكيون والأوروبيون » [38] . في صيف وخريف عام 1985 واصلوا عملية السيطرة على بيروت الغربية ليثبتوا في « الاتفاق الثلاثي » عام 1985 ، ثم في « اتفاق الطائف » عام 1989 انهم الند السياسي الوحيد والأقوى للموارنة [39] .

الشيوعي الإسرائيلي ،?حزب [40]
يسمى الحزب الشيوعي الإسرائيلي بالعبرية « ماكي » . هو امتداد الحزب الشيوعي الفلسطيني الذي تأسس عام 1919 وضم في عضويته عربا ويهودا . « ماكي » من الأحزاب الإسرائيلية التي وقعت على إعلان الاستقلال في 15 أيار 1948 . سعى إلي اعتراف متبادل بالحقوق المشروعة للشعبين العربي واليهودي في فلسطين بوصفها وطنا قوميا للشعبين . طالب بسياسة إسرائيلية محايدة تجاه الجبارين . في عام 1965 انفصل عنه حزب راكاح .

الشيوعي السوري ، حزب
تأسس الحزب الشيوعي السوري عام 1924 على يد فؤاد الشمالي (لبناني من بكفيا ) . في عام 1925 شارك في الثورة السورية الكبرى ضد الفرنسيين ، بتهريب الأسلحة إلي جبل الدروز حيث مقر قائد الثورة سلطان باشا الأطرش . 1935 عين خالد بكداش رئيسا للحزب ، وهو كردي جذب أكراد سوريا إلي الحزب ،?فقد كانت شعبية الحزب تتركز في حي الميدان والشاغور وحي الأكراد في دمشق [41] . « وانتشر في صفوف الطبقة المثقفة وخاصة العائدين إلي البلاد من المغتربين .» [42] . 1954 نجح رئيس الحزب في الدخول إلي البرلمان . 1958 عارض الحزب الوحدة مع مصر بقرار من زعيمه ، ( رغم أن اللجنة المركزية صوتت بالإجماع على قبول الوحدة ) [43] . تعرض الشيوعيون في سوريا للسجن والتعذيب والاضطهاد خلال فترة? الوحدة مع مصر . منذ 1969 انشق الحزب إلي جناحين : جناح بكداش ،?وجناح رياض الترك ( أو الحزب الشيوعي – المكتب السياسي ) . في عام 1983 تعرض جناح بكداش لانشقاق قاده مراد يوسف ، ثم لانشقاق آخر قاده يوسف فيصل [44] .

الشيوعي العراقي ، حزب
تأسس عام 1935 . حمل منذ تأسيسه لواء القضية الكردية فكان من نتائج ذلك انضمام المثقفين الأكراد في العراق إلي الحزب بأعداد كبيرة منذ بدايات الحرب العالمية الثانية . في مؤتمره الأول عام 1945 شكل في كردستان العراق « الفرع الكردي للحزب الشيوعي العراقي » . وكان أثناء الحرب العالمية الثانية قد أصدر أول صحيفة باللغة الكردية باسم « آزادي » أي الخلاص . في العام ذاته انشق عنه جماعة من الأكراد مكونين « الحزب الشيوعي الكردي » ( شورش ) أي الثورة ، وأصدروا صحيفة بالاسم ذاته [45] . شهد الحزب عصره الذهبي في عهد عبد الكريم قاسم الذي شكل مع الحزب والبارزاني تحالفا ضد التيار العروبي الوحدوي [46] . تعرض الحزب لاضطهاد في عهد عبد السلام عارف [47] . وشهد فترة من الاستقرار عندما عقد الرئيس العراقي معاهدة صداقة مع الاتحاد السوفييتي في 1972 . تعرض لاضطهاد وملاحقات في عهد الرئيس صدام حسين .

الشيوعي الكردي ، حزب [48]

تأسس في خريف عام 1945 في أربيل من شمال العراق ،?وذلك من بقايا كتلة « وحدة النضال » الشيوعية الكردية التي تأسست في عام 1943 منشقة عن الحزب الشيوعي العراقي . شكل جبهة تحرير الأكراد . أصدر صحيفة سرية باسم « شورش » أي الثورة ، وعرف الحزب باسمها . وفي عام 1946 انضم قسم من الحزب إلي الشيوعي العراقي، وشكل القسم الآخر مع حزب « هيوا » ما سمي بحزب « رزكاري » أي الانعتاق ، وأصدر صحيفة بالاسم ذاته . ثم سرعان ما تبنى الحزب الجديد منهاج « الحزب الديمقراطي الكردي » في إيران ، فانضم إليه . ويمثل هذا الحزب الأخير البورجوازية الكردية الوسطى والصغرى .

الشيوعي الفلسطيني ، حزب
ترجع بدايات تأسيسه إلي عام 1919 على يد عناصر يهودية يسارية على? أثر قيام الثورة الشيوعية في روسيا عام 1917 . في مؤتمره الخامس عام 1923 قرر مساندة حركة القومية العربية بقدر مقاومتها للاستعمار البريطاني ومقاومة الصهيونية بصفتها رسول الاستعمار البريطاني . في 1924 انتسب إلي الأممية الشيوعية الثالثة . في 1926 عقد مؤتمر « ايحود » أي الوحدة في تل أبيب الذي حضره خمسة وثمانون عضوا بينهم ثمانية عشر عربيا . في 1930 انعقد مؤتمره السابع قرر فيه مجددا مساندة حركة? القومية العربية في نضالها ضد الصهيونية والام?ريالية ، ومقاومة الصهيونية والانتداب البريطاني . وقف موقفا متضامنا مع الثورة السورية الكبرى 1925 ضد الفرنسيين ، وتعاون مع الشيوعيين في سوريا ولندن [49] . انضم إلي الكنيست بعد قيام دولة إسرائيل ، وفي عام 1965 انشق عن « ماكي » ( ماكي : الحزب الشيوعي الإسرائيلي ) جناح غالبية أعضائه من العرب الفلسطينيين متخذا اسم « راكاح » ( راكاح :? الحزب الشيوعي المعادي للصهيونية ) [50] . بعد انهيار الاتحاد السوفييتي أسس الشيوعيون الفلسطينيون العرب « حزب الشعب » الذي شارك في العملية السلمية مع إسرائيل [51] .
__________________

[1] - لواء دكتور . النعماني أحمد السيد ، التركيب الاجتماعي للمجتمع الإسرائيلي وأثره على النسق السياسي 1948-1975 ، ( القاهرة : مكتبة نهضة الشرق ، 1980 ) 174 .

نجيب الأحمد ، فلسطين تأريخا ونضالا ، ( عمان : دار الجليل ،?1985 ) 531 .

[2] - محمد الأطرش ، « عرض ونقد لكتاب الشرق الأوسط الجديد لشمعون بيريز » مجلة المستقبل العربي ، بيروت ، ع 199 ، 9-1995 .

[3] - المصدر السابق .

[4] - علاء عبد الوهاب ، الشرق الأوسط الجديد – سيناريو الهيمنة الإسرائيلية ،?( ط 1 ؛ القاهرة : سينا للنشر ، 1995 ) 54و55 .

[5] - علاء عبد الوهاب ،?الشرق الأوسط الجديد – سيناريو الهيمنة ?الإسرائيلية ( ط 1 ؛ القاهرة : سينا للنشر ، 1995 ) 53 .

[6] - د . عدنان السيد حسين ،?التوسع في الاستراتيجية الإسرائيلية ،? ( بيروت : دار النفائس ، 1989 ) 112 .

[7] - د . نبيل السمان ،?أمريكا وخفايا حرب الخليج ، ( عمان :?- 1991 ) 85 .

[8] - صحيفة الإهرام – القاهرة 30ت1-1995 .

[9] - عبد القادر ياسين ، حماس : حركة? المقاومة الإسلامية في فلسطين ،? ( ط 1 ؛ القاهرة :?سينا للنشر ،?1990 )?51 .

انظر مدخل :« الجهاد الإسلامي ،?حركة?» .

[10] - د . محمد حمزة ،?أبو جهاد :? أسرار بداياته وأسباب اغتياله ،?(?القاهرة : المركز العربي ،? 1989 )? 317 .

[11] - نجيب ،?الأحمد ،?فلسطين تأريخا ونضالا ،?( عمان :?دار الجليل ،?1985 )?694و699 .

[12] - نقولا نصر ،? حرب لبنان ومداها ،?( ط 1 ؛ بيروت : دار العمل ،?1977 ) 324-325 .

[13] - أنطوان خويري ،? كميل شمعون في تاريخ لبنان ،?( بيروت : دار الأبجدية ،?1987 )?.

نقولا ناصف ، كميل شمعون آخر العمالقة ،?( بيروت :?دار النهار ، 1988 )?.

[14] - حازم صاغية ،?موارنة من لبنان ،?( بيروت : المركز العربي للمعلومات ،?1988 )?.

[15] - مي كحالة ،?داني شمعون ،?رئاسيات لبنان ،?( 2 ؛ دار النهار للنشر ،?1988 ) 35 . « في 1983 انتخب رئيسا للحزب خلفا لوالده الذي بقي رئيسا فخريا » .

[16] - انظر مدخل : «?جعجع ،سمير » .

[17] - صلاح زكي أحمد ،?قادة الفكر العربي ،?( الكويت :?دار سعاد الصباح ،? 1993 ) .

[18] - انطوان خويري ، كميل شمعون في تاريخ لبنان ( بيروت :?دار الأبجدية ، 1987 ) 88و98 .

[19] - المارونية السياسية ،?( بيروت : كتاب السفير ، 1970 ) 67 .

[20] - انظر مدخل :?« إده ،?ريمون » .

[21] - د . مسعود ضاهر ، الجذور التاريخية للمسألة الطائفية اللبنانية 1697 – 1861 ،?( بيروت : معهد الإنماء العربي ، 1981 ) 51 .

د. مارون رعد ، لبنان من الإمارة إلي المتصرفية : 1840-1961 عهد القائمثاميتين ، ( لبنان : دار نظير عيود ،?1993 ) 23و24 .

[22] - وليد فارس ،?التعددية السياسية في لبنان ،?( جونية : الكسليك ، 1979 ) 348 .

[23] - حازم صاغية ،?موارنة? من لبنان ، ( بيروت : المركز العربي للمعلومات ،?1988 ) .

[24] - وليد المعلم ،?سوريا 1916 – 1946 : الطريق إلي الحرية ( دمشق : طلاسدار ، 1988 ) 325-337 .

[25] - راشد كيلاني ، مذكرات راشد كيلاني ،?( دمشق : دار مجلة الثقافة ، 1990 ) 173 .

[26] - صبحي عبد الحميد ، أسرار ثورة 14 تموز في العراق ، ( بيروت : الدار العربية للموسوعات ) 158 .

[27] - صبحي عبد الحميد ،? 187 .

[28] - ماجد عبد الرضا ،? القضية الكردية في العراق ،?( بغداد ، الطريق الجديد ، 1985 ) 95و 96 .

[29] - راشد كيلاني ، مذكرات راشد كيلاني ، ( دمشق ، مجلة الثقافة ، 1990 ) 706 .

[30] - راشد كيلاني ، 106-108 .

[31] - د. سامي عصاعة ، أسرار الانفصال ،?( القاهرة: دار الشعب ، 1989 ) 65 .

[32] - راشد كيلاني ، 117و118 .

[33] - سامي ذبيان ، الحركة الوطنية اللبنانية ،?( بيروت : دار المسيرة ، 1977 ) 299 .

[34] - سعد الدين إبراهيم ، الملل والنحل والأعراق ،?( القاهرة : مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية ، 1994 ) 88 و ما بعد .

[35] - جلال يحيى ومحمد نصر مهنا ، مشكلات الأقليات في الوطن العربي ، ( القاهرة : دار المعارف ،?1980 ) 11 .

سعد الدين إبراهيم ،?الملل والنحل والأعراق ، ( القاهرة : مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية ،?1994 ) 114 .

[36] - أمين الجميل ،?الرهان الكبير ، ( - : دار النهار للنشر ، 1988 ) 155 .

[37] - أمين الجميل ،?155 .

[38] - أمين الجميل ،? 158 .

[39] - انظر مدخلي « الاتفاق الثلاثي » و?« اتفاق الطائف » .

[40] - د. لواء النعماني أحمد السيد ، التركيب الاجتماعي للمجتمع الإسرائيلي ، ( القاهرة : مكتبة نهضة الشرق ، 1980 ) 240 .

انظر مدخل :?« الشيوعي الفلسطيني ، الحزب » .

[41] - تمام البرازي ، ملفات المعارضة السورية ( القاهرة : مكتبة مدبولي ،1994 ) 252 .

[42] - وليد المعلم ، سوريا 1916-1946 الطريق إلي الحرية ، ( دمشق طلاسدار ، 1988 ) 263 .

تمام البرازي ، ملفات المعارضة السورية ، ( القاهرة : مكتبة مدبولي ،?1994 ) .

[43] - تمام البرازي ، 252 .

[44] - تمام البرازي ، 252 . وما بعد .

[45] - ماجد عبد الرضا ،?القضية الكردية في العراق ،?( بغداد : الطريق الجديدة ، 1975 ) 82و38 .

[46] - انظر مدخل : « قاسم ، عبد الكريم » .

[47] - انظر مدخل : « عارف ،?عبد السلام » .

[48] - ماجد عبد الرضا ،?القضية الكردية في العراق ، ( بغداد : الطريق الجديدة ، 1975 )?.

[49] - نجيب الأحمد ، فلسطين تأريخا ونضالا ، ( عمان : دار الجليل ، 1985 ) 182و 183 .

[50] - د . النعماني أحمد السيد ، التركيب الإجتماعي للمجتمع الإسرائيلي ، ( القاهرة : مكتبة نهضة الشرق ،?1980 )? 243 و 435 .

[51] - انظر مدخل :?« حزب الشعب » .
__________________
يتبع حرف ص

حرف الصاد


الصابئة
ورد الاسم في القرآن الكريم مشيرا إلي طائفة تؤمن بالكتاب المقدس . من الصعب تحديد هوية الطائفة المقصودة بهذا الاسم الوارد في النص القرآني . إذا افترضنا اللفظ سريانيا فإن كلمة تعني الصباغين أو المعمدانيين ، ولذلك يبدو ملائما أن يطلق الاسم على الطائفة المسماة? بالصابئة والتي تسكن العراق منذ أيام البابليين والأشوريين ، لأن المعمودية هي العمود هي العمود الفقري لديانتهم . ولكن ثمة من يرى أن لا علاقة للصابئة المذكوريين في القرآن الكريم بصابئة العراق ،?لأن صابئة العراق هم أصلا المندعيون (لفظ سرياني يعني المعرفيون أن الغنوص ) ، وأن هؤلاء تبنوا اسم الصابئة ، الوارد في القرآن الكريم بوصفه طائفة من أهل الكتاب ، في العصر العباسي كي يصنفوا في الحكم الإسلامي ضمن « أهل الكتاب?» ، فيتجنبوا بذلك الاضطهاد الذي يحيق بالزنادقة . كان الاسم القديم لهم من جذر ن . ص . ر بمعني « الحافظون » ( للشريعة ) ، هذا لفظ أطلق على المسيحيين منذ القرن 3 م ،?في فارس بصيغة نصارى (أغلب الظن لأن المنتمين إلي المسيحية في العراق الفارسية كانوا أصلا من هؤلاء النصارى البابليين ) .

يستخدم الصابئة? اللغة السريانية البابلية المعروفة باسم « المندعية » في طقوسهم الدينية ، ويستخدمون خطا متميزا خاصا بهم مشتقا من الخط الاسطرنجيلي . أما لغة الحديث فهي العربية يدعون نصارى القديس يوحنا المعمدان ، ولكن ديانتهم تتضمن عناصر وثنية بابلية من عبادة الكواكب ، والمعمودية ضرورية بعد الولادة وقبل الزواج وكل يوم أحد وفي مناسبات كثيرة ، ولذلك يسكنون على ضفاف الأنهار من سهول بابل السفلي . يقدسون يوم الأحد لأنه يوم الشمس . يحرمون التقطيب يمتحدون البشاشة ،?ويحرمون البكاء على الأموات . يؤمنون أن الله واحد أودع سره 360 من مخلوقاته ،?كما يؤمنون بالآخرة . يعملون غالبا في صناعة الزوارق [1] . يبلغ تعدادم حوالي 150 ألف نسمة [2] .

نبغ منهم العالم الفلكي والرياضي ثابت بن قرة الحراني ( 836-901 ) في العصر العباسي ، ترجم كتبا في الرياضيات والفلك من السريانية? واليونانية إلي العربية ،? ومنه العالم الفلكي البتاني ( نسبة ألي بلدة بتان من مقاطعة حران ،? ت 929 ) ،?وقد أسلم وتسمى أبو عبد الله محمد . كانت مدينة? حران من ما بين النهرين ( تركيا حاليا ) مركزهم ،?وهي المدينة التي هاجر إليها إبراهيم الخليل من أور الكلدانيين [3] .
__________________

الصابرا [4]
اسم أطلق على اليهود المولودين في إسرائيل ،? وقد نسب بصفة خاصة إلي المولودين من آباء مهاجرين ( اشكناز ) مثل اسحق رابين وموشي دايان وحاييم وايزمان وشمعون بيريز . دعوا بالصابرا لتشبيههم بنبات الصبار .
__________________

الصاعقة [5]
منظمة فدائية أسستها سوريا إثر حرب 1967 مع إسرائيل . بعثية موالية لسوريا . بدأت عملياتها عام 1969 . تتطابق مع سوريا في العقيدة والهدف . القوات 2500 عنصر نصفهم سوريون ،?ومعظم الضباط سوريون . اغتيل قائدها زهير محسن في باريس . تركزت عملياتها على القطارات التي تقل مهاجرين يهود من الاتحاد السوفييتي إلي إسرائيل
__________________

الصالح ،?الشيخ صبحي ( 1926-1986 )?[6]

الشيخ صبحي الصالح نائب رئيس المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى الذي رئسه مفتي لبنان الشيخ حسن خالد ( اغتيل كصاحب الترجمة ) . عضو عدة مجامع علمية . عضو لجنة الإشراف العليا على الموسوعة العربية الكبرى . أستاذ الإسلاميات وفقه اللغة في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية?. الأمين العام لرابطة علماء لبنان . رئيس اللجنة العليا للقرن الخامس عشر الهجري في لبنان . اغتيل في بيروت بتاريخ 8/10/1986 .
__________________

صبرا وشاتيلا ، مذبحة 1982
في اليوم التالي لاغتيال الرئيس اللبناني المنتخب بشير الجميل ، دخلت القوات الإسرائيلية إلي غربي بيروت في 15/9/1982 ، وتبعها فجر اليوم التالي وحدات من « القوات اللبنانية » [7] ، وقامت طوال اليومين 16و17-9 بقتل حوالي ثلاثة آلاف [8] فلسطيني انتقاما لمقتل بشير الجميل . أدان العالم كله هذه المذبحة ، وتشكل في إسرائيل « لجنة كاهانا » للتحقيق في القضية وأثبتت تورط الجيش الإسرائيلي ،?فأقالت أربيل شارون وزير الدفاع من منصبه . وقعت المذبحة بعد خروج المقاومة الفلسطينية من بيروت الغربية بأيام . كان من نتائجها استدعاء القوات المتعددة الجنسيات مجددا لحفظ الأمن في لبنان ، بعد أن كانت قد غادرت لبنان قبل أسابيع [9] .
__________________

الصدر ، موسى
ما زال اختفاء الزعيم الشيعي اللبناني موسى الصدر في غضون زيارته إلي ليبيا لغزا بالنسبة للجمهور . هل اغتيل في ليبيا ؟ ليبيا تدعي أنه غادرها إلي إيطاليا . قدم موسى الصدر إلي لبنان بدعوة من الأوساط الدينية الشيعية? في لبنان عام 1959 . ولد في إيران ، درس في المدن الشيعية المقدسة في العراق . يشاع أن اسرته ذات أصل لبناني . 1967 أسس المجلس الشيعي الأعلى وترأسه . خلفه في المنصب الشيخ محمد مهدي شمس الدين . 1974 أسس « حركة المحرومين » الشيعية?. 1975 أسس « حركة أمل » وهي ميليشيا . 1978 قام بزيارة إلي ليبيا برفقة شيخين من الشيعة واختفى بعد ذلك [10] .

أهم انجازاته أنه تمكن بشخصيته القيادية أن يحل محل القيادات الشيعية التقليدية في لبنان مثل آل عسيران والأسعد ، وحمادة ، وأسس مرحلة سياسية جديدة في تاريخ طائفته ، فقد « عرف كيف ينفح في طائفته روح التجديد والسعي إلي أهداف سامية لا تقف عند حدود الطائفية » [11] .

الصدر ، باقر ( ت 1980 )

قائد الحركة الشيعية الموالية للخميني في النجف الأشرف بالعراق . تعاون مع الخميني قبل نجاح ثورته في إيران ،?وبعد الثورة شهدت النجف مظاهرات تأييد للثورة ، وبايعت جموع من الشيعة باقر الصدر ، وبدأت عملية صراع بين السلطة وبينه ،?وعندما ضاق عليه الخناق حاول مغادرة العراق ،?أذاع الخميني من إذاعة? طهران طالبا إليه إلبقاء ، فامتثل . في 9/4/1980 أعدمه صدام حسين مع أخته « بنت الهدى » قائدة الحركة النسائية ، وأعلن الخميني الحداد الوطني في إيران لثلاثة أيام .

شكل باقر الصدد رأس حربة الخميني في العراق الذي يشكل فيه الشيعة غالبية السكن ( قرابة 55 بالمائة ) ، فالعراق ، بهذا الاعتبار ، يشكل المجال الأخصب لانتشار ثورة الخميني [12] . حركة الصدر وإعدامه كان الجولة الأولي من الحرب العراقية الإيرانية ، أما الجولة الثانية فابتدأت عندما أمر صدام حسين جنوده في 22/9/1980 بعبور الحدود الدولية للعراق مع إيران ،?واستمرت الحرب ثماني سنوات .
__________________

حرف الطاء


طابا ، 5 أيار / مايو 1996 [1]

بلدة مصرية على ساحل البحر الأحمر . انعقدت فيها محادثات المرحلة الثلاثة من تطبيق اتفاق أوسلو . رئس الوفد الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) ، ومثل إسرائيل يوري سافير . وافق الجانبان على مواصلة العملية السلمية ، وتشكيل لجان لمتابعة? بحث المسائل العالقة وفي مقدمتها مصير القدس ، ثم مسألة اللاجئين الفلسطينيين خارج منطقة الحكم الذاتي ،?والمستوطنات الإسرائيلية في منطقة الحكم الذاتي الفلسطيني .
__________________

طالباني ، جلال
رئيس ومؤسس الاتحاد الوطني الكردستاني . أسس الحزب بتاريخ 1/6/1975 ،?بعد هزيمة مصطفى البارزاني في العراق في العام ذاته . كان الرجل الثاني بعد البارزاني في الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي رئسه البارزاني . استأنف المقاومة الكردية للحكومة العراقية عام 1976 . تعاون مع سوريا خصم العراق حتى عام 1983 حين بدأ? مفاوضات مع حكومة بغداد لم تسفر عن نتيجة إيجابية . في عام 1992 تناصف حزبه السلطة في منطقة كردستان العراق مع الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة مسعود البارزاني [2] . ولكن المنافسة ?بين الحزبين استمرت بعد تناصفهما السلطة ،?واتخذت طابع صراع مسلح في كثير من الأحيان ،?وأهم ذلك هجوم الحزب الديمقراطي الكردستاني على معاقل حزب الاتحاد الوطني بالتحالف مع صدام حسين عام 1997 .
__________________

طلال بن عبد الله ( 1909-1970 )

ولد في مكة . أكبر أبناء الملك عبد الله ملك الأردن . درس العلوم العسكرية لمدة سنتين في انكلترا . رافق جده الملك حسين في منفاه بقبرص إلي يوم وفاته عام 1931 في عمان . خلف أباه إثر اغتياله في 20 تموز ( يوليو ) 1951 فقدم من مصح في سويسرا ليتسلم مقاليد الملك . ( ينسب طلال توتر أعصابه إلي الخلافات المستمرة بينه وبين زوجته الملكة زين ) . في 11/8/1952 خلعه البرلمان الأردني عن الملك لصالح ابنه الملك حسين ، بتدبير من الملكة زين والسفارة البريطانية . أقصي إلي مصح في القاهرة ، ثم نقل إلي مصح في استانبول . يذهب بعضهم إلي أن خلع بتهمة? الجنون هو مجرد ذريعة?، وأن السبب الحقيقي هو أتباعه سياسة مخالفة لسياسة? بريطانيا . يقول طلال :?« كنت أريد أن أطالب بإجلاء القوات البريطانية … ولكني اكتشفت أن معظم السياسيين عملاء لبريطانيا … وأن الأردن تحكم من السفارة? البريطانية ،?وبدأت بالتعاون مع أصدقائي في وضع خطة للتخلص من كل ذلك » [3] . وهذا نص حوار بينه وبين السفير البريطاني قبل خلعه :?

السفير :?جئت لمعرفة سر التغيرات الهامة التي حدثت بين رجال القصر وكبار موظفي الدولة .

طلال : إني أرفض أن أوضح لك أي تفصيلات عن أي عمل أقوم به .

السفير : إننا نتعاون معا يا صاحب الجلالة?.

طلال : أريد تفسيرا لهذه الجملة .

السفير : إن حكم الأردن صعب للغاية ، ومن الضروري أن يستند حكام الأردن إلي دولة تؤمن لهم الحكم وتدعمه .

طلال : إني لا أسمح لك بالاستمرار في الكلام » [4] .

ويروى أن عدنان مندريس رئيس وزراء تركيا زاره مرتين أثناء أقامته في مصح باستانبول ،?عارضا عليه الموافقة على? انضمام الأردن إلي حلف بغداد لقاء ?عودته إلي ملكة في عمان ، فرفض [5] .

أملى مذكراته على أحد مرافقيه ، ونشرت أولا في مجلة « وزير اليوسف » المصرية عام 1965 . يسود المذكرات الألم العميق للملك المخلوع ، ويعيش في أجواء مأساة الملك لير لشكسبير ، وفي مأساة? « الفردوس المفقود » لملتون .
__________________
طور عابدين
جبل في شرقي تركيا حاليا . يجري الصراع من أجل السيطرة عليه بين الحكومة التركية والميليشيات الكردية تسمية سريانية تعني جبل العباد ،?وقد سمي بذلك لكثرة الصوامع والأديرة الكبيرة فيه . ودر ذكره في أرشيف آشورناصربال ( قرن 9 ق . م ) باسم جبل كاشيري ، وترد أسماء معظم قراه وحرف سكانه كما هي عليه حاليا تقريبا .

تناوب الرومان والفرس السيطرة عليه مرات كثيرة . فتحه العرب عام 639 م . يشتهر بأدباره الفخيمة مثل دير مار كبرئيل ، ودير حنانيا ( دير الزعفران ) التي بنيت منذ القرن الخامس . وقد استمر دير الزعفران مركز البطريركية السريانية منذ القرن الخامس حتى . عام 1933 حين نقله إلي سوريا البطريرك أفرام برصوم الذي كتب تاريخا عنه ،?وكتب في مطلع الأربعينيات أن طور عابدين يضم نيفا وخمسين قرية ?قصبتها مدينة مديات . ثلثا سكانه مسيحيون سريانيون والبقية مسلمون ويزيدية [6] .

نكب سريان طور عابدين بمذابح الحرب الأولي مع غيرهم من مسيحيي تركيا وخاصة الأرمن [7] . في عام 1922 سمحت الحكومة التركية لهم الهجرة إلي حيث يشاؤون ،?وفي عام 1925 قامت ثورة كردية على الحكومة التركية فتعرضوا إلي الضغط والتنكيل من كلا الجانبين فهاجر قسم كبير منهم إلي سوريا حيث أسسوا مدينة القامشلي [8] . ومنذ الستينات هاجر سريان طور عابدين إلي السويد وألمانيا ( حيث يزيد تعدادهم على الخمسين ألفا ) ، ولم يبق حاليا فيه أكثر من ألفي نسمة منهم . ينسب سريان طور عابدين في كل مكان هاجروا إلي إسم موطنهم فيدعون بالطوارنة أو طوريوبي ،?وكذلك لغتهم السريانية? المحكية تدعى بالطورانية .
__________________
[1] - شيكاغو تريبيون ، 7 أيار ( مايو ) 1996 .

[2] - سعد الدين إبراهيم ،?الملل والنحل والأعراق :?هموم الأقليات في الوطن العربي ، ( القاهرة : مركز ابن خلدون ، 1994 ) 267و 319 و 320 .

[3] إعداد ممدوح رضا ،? مذكرات الملك طلال ، ( القاهرة : الزهراء للإعلام والنشر ، 1991 ) 179 .

[4] - المصدر السابق ، 137 .

[5] - المصدر السابق ،?218 .

[6] - أفرام برصوم ، اللؤلؤ المنثور : في تاريخ العلوم والآداب السريانية ، ( حلب : سلسلة التراث السرياني ، 1987 ) 517 .

[7] - انظر مدخل : « السريان ، مذابح » .

[8] - انظر المداخل : « القامشلي » و « السريان ، مذابح » و « السريانية? الأرثوذكسية ، كنيسة .
__________________

حرف العين


عارف ،?عبد السلام ( 1921 – 1966 )

عسكري وسياسي عراقي . ولد في بغداد . اشترك في حرب فلسطين عام 1948 . أحد أعضاء اللجنة العليا لتنظيم الضباط الأحرار . قاد مع عبد الكريم قاسم ثورة 14 تموز 1958 التي أنزلت مذبحة بالأسرة الملكية الهاشمية ، وأقامت الجمهورية . حكم عليه عبد الكريم قاسم بالإعدام بتهمة التآمر لقلب الحكم ،? بعد خمسة أشهر من الثورة?، وسجنه دون أن ينفذ حكم الإعدام ،?وأطلق سراحه في 5/11/1961 [1] .

في 8 شباط ( فبراير ) 1963 قام حزب البعث بانقلاب على قاسم ، وعين عارف أول رئيس للجمهورية العراقية على أن تكون القيادة? جماعية من خلال « المجلس الوطني لقيادة الثورة » ، ولكنه تمكن في 18/11/1963 من أن يستأثر بالسلطة بالاعتماد على أنصاره في الجيش ، وقمع البعثيين بشدة .

في 12/1/1964 ترأس مؤتمر القمة العربي الأول في القاهرة? . في 26 أذار ( مارس ) 1964 عقد مع عبد الناصر اتفاقية? حول مشروع وحدة بين العراق ومصر شكل بموجبها مجلس رئاسة مشترك ، وفي 4 أيلول ( سبتمبر ) شارك في مؤتمر القمة العربي الثاني في الإسكندرية بمصر ، كما التقى في العام ذاته بخروتشوف في مصر بمناسبة الاحتفال بانتهاء السد العالي .

في 6/9/1965 بعد عشرة أيام من تولي عارف عبد الرزاق الوزارة إثر استقالة وزارة يحيى طاهر احتجاجا على فردية عارف ، قام رئيس الوزراء لجديد ، عارض عبد الرزاق بمحاولة? انقلاب فاشلة مستغلا سفر عارف لحضور مؤتمر القمة العربي الثالث في الدار البيضاء . اتهم عبد السلام عارف نظيره ، رئيس مصر ، عبد الناصر ، بتدبير الانقلاب . يقول أمين هويدي سفير مصر في العراق أن عارف شكا له من أن « القصر الجمهوري على اتساعه أصبح يضيق بي ، والأسقف على ارتفاعها تكاد تطبق علي » [2]? ، وأنه « تعب من أهل العراق الذين قتلوا الحسين بن علي وأخذوا يبكون » [3] .

في مساء 13 نيسان ( أبريل ) 1966 سقطت به طائرة هليوكوبتر وهو عائد إلي البصرة من احتفال في مدينة القرنة . خلفه شقيقه رئيس الأركان عبد الرحمن عارف . لم يكن لعبد السلام اتجاه سياسي محدد المعالم سوى القول : إنه يؤمن بالعروبة والإسلام [4] اضطهد الشيوعيين ، وقمع البعثيين ، واستعدى الناصريين ، والأكراد والشيعة ، ولم يبق حوله إلا قلة من المستفيدين وذوي القربى [5] . اتسم عهده بتوتر العلاقات مع إيران وسحب البلدين سفراءهما ، واعتداءات إيرانية على الحدود العراقية [6] . اتهم بقبض رشوة 85 مليون دولار من الكويت لقاء? الاعتراف بها مما كان له أثر في الإطاحة به [7] . وقد أسمت الكويت شارعا باسمه فور مصرعه [8] . لم يثبت أن مصرعه لم يكن قضاء وقدرا .

عارف وقاسم
ضابطان في الجيش العراقي ، قاما بثورة 14 تموز 1958 التي قضت على الملكية وأقامت الجمهورية ،? تعود صبحتهما إلي عام 1924 أثناء خدمتها العسكرية? في البصرة وفق ما يذكر عارف في محاكمته أمام المهداوي عام 1959 ، « ومنذ 1954 عملت بأمرته كآمر فوج في اللواء 19 ولم يفرق بيننا شيء بل روح واحدة في جسدين » [9] .ويصف عارف العلاقة بينهما في المحاكمة « أنا من قاسم بمنزلة إسماعيل من إبراهيم » ، وفي رسالة له من السجن إلي قاسم يقول :?« أنا منك بمنزلة? هارون من موسى » . بين عامي 1954 و 1958 أسسا وحدة من الضباط الأحرار مستقلة عن الهيئة العليا للضباط الأحرار في بغداد . وكانت عرى الصداقة? بينها إلي درجة أصر معها قاسم ، بعد أن انضم إلي الهيئة العليا في بغداد على إشراك عارف في تلك المنظمة ، وكان ذلك عام 1956 [10] . في 14 تموز 1958 قاما بالثورة ، وفي 18 تموز بدأ الخلاف بينهما على الزعامة [11] ، ففي هذا التاريخ التقى عارف بعبد الناصر في دمشق ، وصرف الربع الساعة الأولي من الحديث شاكيا محاولة قاسم تزعم الثورة . بعد خمسة أشهر حوكم عارف بتهمة التآمر لقب النظام ومحاولة اغتيال قاسم ( في خلوة بين الاثنين كان قاسم يحاول لمدة عشر ساعات أن يقنع عارف بقبول منصب سفير في بون ) ، وحكم على عارف بالإعدام ولم ينفذ الحكم ، بل استمر معتقلا من 5 شباط ( فبراير ) 1959 حتى 5 تشرين الثاني ( نوفمبر ) 1961 . في 8 شباط ( فبراير ) 1953 استولى عارف على السلطة ، فقال له قاسم وهو أسير في دار الإذاعة ببغداد : سلام ، أنا ما أعدمتك فلا تعدمني . ولكن يبدو أن الأخير لم يستجب لطلب صديقه ، سلام ، أنا ما أعدمتك فلا تعدمني . ولكن يبدو أن الأخير لم يستجب لطلب صديقه ، بل أعدمه وتسلم منصب أول رئيس جمهورية في العراق . خضع العراق لحكمها بالتتالي مدة عشر سنوات . خلافهما شق البلد إلي نصفين ، ودعم قاسم من قبل الشيوعيين ، وعارف من البعثيين والقوميين ،?وكل منهما انقلب على أصحابه في سبيل الاستئثار بالسلطة . وصفهما وزير الإرشاد والثقافة ، صديق شنشل ، لعبد الناصر عام 1958 قائلا : « إن على رأس الثورة العراقية الآن رجلين أولهما نصف مجنون ، والثاني نصف عاقل » [12] .

عارف ، عبد السلام ، مصرعه
في 13 نيسان ( ابريل ) 1966 سقطت طائرة الهليوكوبتر التي تقل الرئيس العراقي عارف مع عشرة من المسؤولين في جو عاصف كما جاء في البيان الحكومي بينما نجت الطائرتان المرافقتان له . أقلعت الطائرات العمودية الثلاث في الساعة السادسة والخمسين دقيقة مساء من مدينة القرنة إلي البصرة ،?وبعد قرابة ربع ساعة سقطت طائرة الرئيس في قرية النشوء على بعد 12 ميلا من القرنة ، ولم يعثر على الطائرة إلا في الساعة الخامسة والعشرين دقيقة صباح اليوم التالي ؛ أي بعد عشر ساعات من سقوطها .

لم يقم دليل مادي على أي جهة مقتعلة للحادث ، ولكن أشيرت أصابع الاتهام إلي أعدائه الكثيرين في الداخل والخارج . وفاء ابنته تتهم المخابرات المصرية « لأن والدي كان منافس عبد الناصر على زعامة المشرق العربي » . وكان العالم الفلكي المصري الشهير الحاج محمد يوسف المنياوي قد حذر عارف من ركوب الطائرات في شهر شباط 1966 أي قبل أقل من شهرين من الحادث ، وهو الذي سبق أن نتبأله بخروجه من السجن وتقلد منصب رئاسة الجمهورية [13] . اتهم أيضا سبق أن تنبأ له بخروجه من السجن أصدر بيانا عقب الحادث يعلن للشعب أنه « قد أنيطت مهام السيد رئيس الجمهورية بالسيد رئيس الوزراء حسب أحكام المادة 56 من الدستور » ،?وعندما نبه إلي أن المادة المذكورة تقول :?« لا يحق لرئيس الوزراء تولي رئاسة الجمهورية في حال غياب الرئيس ، اعتذر بأنه لم ينتبه إلي لفظ « لا » ، وقال : « ماحد راح يدري » . قالت له زوجة الرئيس الراحل عندما ذهب لتعزيتها : جاي تعزيني يا عبد الرحمن ؟ روح ما أريدك تموت موت الله . وعندما تعادلت أصوات الوزراء المؤيدين لانتخاب البزار رئيسا ، وضع الضباط مسدساتهم على الطاولات ، فارضين شقيق الرئيس الراحل رئيس أركان الجيش عبد الرحمن عارف رئيسا للجمهورية . واستمر البزار رئيسا للوزراء ، وأعلن الرئيس الجديد أن موت شقيقه كان قضاء وقدرا [14] .

عارف ، عبد الرحمن
رئيس الجمهورية العراقية بين 1966-1968 . شغل منصب رئيس أركان الجيش في عهد شقيقه وسلفه عبد السلام عارف ، وتمكن وقتها من إحباط محاولة انقلاب عراف عبد الرزاق عام 1965 . بعد مصرع شقيقه الرئيس في حادث طائرة هليوكوبتر في نيسان 1966 ، استدعى من الاتحاد السوفييتي حيث كان يقوم بزيارة ، وفرضه الضباط رئيسا خلفا لأخيه [15] . في حرب 1967 بين العرب وإسرائيل ، أرسل قوات عراقية إلي الأردن لدعمها ، وقاد حركة قطع البترول عن الدول المناصرة لإسرائيل . وشارك في مؤتمر القمة? العربي في تموز 1967 . في شهر تموز من عام 1968 أطاح به انقلاب حزب البعث بقيادة أحمد حسن البكر .
__________________

عون ،?ميشيل ( 1935 - … )

ولد في بيروت ، انضم إلي الكلية الحربية?، في عام 1980 حصل على دكتوراه في العلوم العسكرية من مدرسة? الحرب العليا في باريس . وفي عام 1984 تولى قيادة الجيش اللبناني .

في عام 1988 تولى رئاسة حكومة ?عسكرية انتقالية ، بعد أن انتهت ولاية الرئيس أمين الجميل دون إجراء انتخابات لرئاسة الجمهورية . لكن رئيس الوزراء في عهد رئاسة أمين الجميل ، الدكتور سليم الحص ، لم يعترف بحكومة عون ،وبذلك خضع لبنان رسميا لحكومتين شرعيتين ، شرعية الحص في بيروت الغربية ( إسلامية ) وشرعية عون في بيروت الشرقية ( مسيحية ) .

في 14/2/1989 اشتبك الجيش اللبناني بقيادة عون مع القوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع لمدة اثنتين وسبعين ساعة .

في 14/3/1989 أعلن « حرب التحرير » على القوات السورية في لبنان ، وبدأ بقصف بيروت الغربية . استمرت الحرب حتى 4/9 من العام ذاته .

في 31/12/1989 نشبت الحرب الأهلية المدمرة بين عون وجعجع ،?لم يحسمها أي من الطرفين لصالحه ، ويعد بعض المحللين هذه الحرب المارونية – المارونية سبب خسارة الموارنة لموقعهم السياسي الأول في لبنان .

في 13/10/1990 هاجمت القوات السورية جيش عون الذي لم يلق أي دعم من القوات اللبنانية بعد الشرخ العميق بينهما ، وهكذا لجأ عون إلي السفارة الفرنسية فإلي باريس .

مواقفه السياسية : تحالف عون مع بغداد وياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ، واستهدف الحلف إخراج سوريا من لبنان . ولكن احتلال صدام حسين للكويت قررر مصير عون التراجيدي : لقد أصبح القضاء على عون حليف صدام ، من نصيب سوريا حليفة الولايات المتحدة في حرب الخليج [82] .
__________________

العويني ، الحاج حسين ( 1900-1971 )

رئيس وزراء في لبنان ووزير خارجية . رجل أعملا ومن أقطاب الثروة ، ولد في بيروت ، وتعليم في المدرسة البطريركية [83] . كانت وفاته في 10/1/1971 .
__________________

عيسمي ، شبلي ( 192 - … )

سياسي سوري من الرعيل الأول المؤسس لحزب البعث . نزح إلي لبنان بعد انقلاب 23 شباط ( فبراير ) 1966 بزعامة صلاح جديد . له كتاب « تاريخ حزب العبث العربي الاشتراكي – المرحلة الصعبة 1958 – 1968 » . استلم في الفترة بين 1963 و 1966 وزارة الاصلاح الزراعي ، ووزارة التربية والتعليم والثقافة . عضو قيادة قطرية وقومية [84] .
__________________

عين الرمانة
بتاريخ 13/4/1975 ،?أثناء احتفال بتدشين كنيسة في حي عين الرمانة بضاحية بيروت الشرقية ، وكان الشيخ بيار الجميل رئيس الكتائب يحضر الاحتفال ،?أطلقت النار على فدائي فلسطيني عابر بسيارته في المنطقة فجرح بعد قليل مرت سيارة فيات تقل فدائيين مسلحين ، أطلقت النار على المواكبين فقتل عدد منهم بينهم جوزيف أبو عاصي مرافق بيار الجميل . وفي الساعة الثانية بعد الظهر ، مر بالمنطقة ذاتها باص يقل فدائيين فلسطينيين ، فأطلقت النار على من فيه فقتل وجرح ن فيه وتراوح عددهم بين 22 ضحية ?حسب البيان الرسمي لوزارة الإعلام اللبنانية ، و 31 ضحية وفقا لبيان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي ينتمي إليها الضحايا [85] .

في المساء أصدرت الأحزاب الوطنية بقيادة كمال جنبلاط بيانا طالبت فيه بالقبض على المجرمين وحل حزب الكتائب . في اليوم التالي للحادثة بدأ القصف والقنص وشملت الاشتباكات بيروت والشمال بين طرابلس وزغرتا وامتدت إلي صيدا ، وقدم محمود رياض أمين الجامعة للوساطة بين الفرقاء . هكذا بدأت الحرب الأهلية اللبنانية [86] .

سؤال كبير يطرح نفسه ،?هل كانت الصدفة وحدها وراء مرور الباص المحمل بالفدائيين في ذلك اليوم في نقطة بعينها من عين الرمانة ؟ وبالتالي هي هي الصدفة وحدها وراء الحرب الأهلية اللبنانية ؟ في رأي الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل أن منفذي عملية الباص « قياديون في ميليشيات تحركها على أرضنا أياد وإرادات غريبة » [87] .
__________________

عيواظ ، زكا ( 1933 - … )

بطريرك الكنيسة السريانية الأرثوذكسية . لقبة الرسمي : قداسة البطريرك زكا الأول عيواظ بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والرئيس الأعلى للسريان في العالم . هو أول بطريرك سرياني أرثوذكسي يضاف إلي لقبه عبارة : « والرئيس الأعلى للسريان الأرثوذكس في العالم . تؤشر هذه الإضافة الأخيرة منعطفا هاما في تاريخ هذه الكنيسة وهو انتشار رعاياها وأبرشياتها في أورو?ا والأمريكيتين . مقره :? دمشق العاصمة السورية . انتخب بطريركا في 11 تموز ( يوليو ) 1980 خلفا ليعقوب الثالث .

ولد في الموصل من العراق . نال دبلوما في الفلسفة واللاهوت والحق القانوني واتشح بالإسكيم الرهباني عام 1954 .

عام 1957 خدم سكرتيرا لسلفه البطريرك ورافقه في رحلاته . عام 1963 انتخب مطرانا للموصل وفي 1969 عين مطرانا لبغداد والبصرة .

عام 1972 عين نائبا لرئيس مجمع اللغة السريانية في بغداد [88] .

بني صرحا بطريركيا وكلية لاهوت في معرة صيدنايا قرب دمشق . ينصب اهتمامه على التعليم الديني للناشئة في أبرشيات الكنيسة .
__________________

[1] - صبحي عبد الحميد ، أسرار ثورة 14 تموز في العراق ،?( بيروت : الدار العربية للموسوعات 1994 ) 173 .

[2] - حمد فوزي ، 44 .

[3] - أحمد فوزي ، 50 .

[4] - أحمد فوزي ، 65 .

[5] - أحمد فوزي ، 143 .

[6] - أحمد فوزي ، 38 .

[7] - د . نبيل السمان ، أمريكا وخفايا حرب الخليج ، ( ط 2 ؛ عمان : - 1991 ) 82 .

[8] - أحمد فوزي . 267 .

انظر مدخل : « قاسم ، عبد الكريم » .

[9] - د. أحمد فوزي ، عبد السلام محمد عارف ، ( بغداد : - ، 1989 ) 106 .

[10] - أحمد فوزي ،?58 .

[11] - صبحي عبد الحميد ، أسرار ثورة 14 تموز ، ( بيروت : الدار العربية للموسوعات ، 1994 ) .

[12] - د . أحمد فوزي ،?عبد السلام عارف ( ط 1 ؛ بغداد : - ، 1989 ) 28 .

انظر مدخل : « قاسم ، عبد الكريم » .

[13] - د . أحمد فوزي ، عبد السلام محمد عارف ، ( بغداد : - 1989 ) 141 .

[14] - أحمد فوزي ،?149-153 .

[15] - د . أحمد فوزي ، عبد السلام محمد عارف ، ( ط 1 ؛ بغداد : 1989 ) 153 .

[16] - صلاح زكي أحمد ،?قادة الفكر العربي ، ( ط 1 ، الكويت : دار سعاد الصباح ، 1993 ) 245-256 .

[17] - د . محمد حمزة ، أبو جهاد : أسرار بداياته وأسباب اغتياله، ( - : المركز العربي ، 1989 )? 293 .

[18] - د . أحمد فوزي ، عبد السلام محمد عارف ، ( بغداد : - ، 1989 )?49 .

[19] - راشد كيلاني ، مذكرات راشد كيلاني ، ( دمشق : دار الثقافة ، 1990 ) 86 .

[20] - مذكرات الملك عبد الله ، 181 .

[21] - مقدمة وإشراف مصطفى خرسا ، مذكرات الملك عبد الله ، 218-226 . تتضمن رسائل ومذكرات إلي فارس الخوري رئيس وزراء سوريا ، والحكومة البريطانية ، وبلاغات للشعب في سوريا تدعو بنيرة عاطفية عميقة لتوحيد بلاد الشام تحت زعامته .

[22] - محمد حسنين هيكل ، التحليل النفسي للشرق الأوسط ، ( القاهرة?: الأهرام ، 1960 ) .

[23] - مذكرات عبد الله ، 255 .

[24] - مذكرات عبد الله ، 258 .

[25] - موفق محادين ،?العلاقات الأردنية الفلسطينية من الإلحاق إلي الكونفدرالية ، (?دمشق : دار الصداقة ، 1990 ) 24 .

انظر مدخل :?« فيصل الأول ، الملك 1882-1933 » .

[26] - أعلام النهضة الحديثة ،?(? بيروت : دار الحمراء للنشر ،?1991 ) 195 .

[27] - الأعمال الكاملة للإمام محمد عبده :?الإصلاح الفكري والتربوي والإلهيات ، ( تحقيق وتقديم محمد عمارة ؛ ج 3 :?بيروت :?المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، 1972 ) 187 و 288 .

[28] - صلاح زكي أحمد ،?قادة الفكر العربي (?الكويت : دار سعاد الصباح ،?1993 )? 109-119 .

أنور الجندي ، أعلام وأصحاب أقلام ، ( القاهرة : دار نهضة مصر ) 381-400 .

[29] - د . محمد حمزة ، أبو جهاد : أسرار بداياته وأسباب اغتياله ، ( القاهرة : المركز العربي ، 1989 ) 252 .

[30] -

[31] - يوسف الدبس ، تاريخ سوريا ، ( ج 1 ؛ مج 1 ؛?- : 1893 ) 12.

[32] - يوسف الدبس ، 11 يذكر المؤلف : « ونرى بعض قدماء اليونان وغيرهم يطلقون اسم سوريا على ما بين النهرين أيضا ،?وعلى أرمينية ،?وبعض بلاد فارس ، فكان اسم سوريا مرادفا لاسم اسيريا أي بلاد الأشوريين » .

[33] - سعد الدين إبراهيم ، الملل والنحل والأعراق : هموم الأقليات في الوطن العربي ، ( القاهرة : مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية ، 1994 ) 279 .

[34] - يوسف كميل ،?فواجع الانتداب في الحكومة العراقية ، ( - : 1932 ) 86 .

[35] - كميل منصور ، الشعب الفلسطيني في الداخل، (ط 1 ؛ بيروت :?مؤسسة الدراسات الفلسطينية ، 1990 ) 303 و 315 و 350 .

[36] - شيكاغو تريبيون ، كانون الأول ( ديسمبر ) 1996 .

انظر مدخل : « الغربية ، الضفة » .

[37] - د . محمد حمزة ،?أبو جهاد :?أسرار بداياته وأسباب اغتيالهد ( - : المركز العربي ، 1989 )? 277-279 .

[38] - د . محمد حمزة ،?299 .

[39] - د . محمد حمزة ،?أبو جهاد ، ( - مركز العربي ، 1989 ) 243 .

[40] - د. زياد أبو عمر ، الأحزاب السياسية والمنظمات الفلسطينية ، مجلة المستقبل العربي ، ( 192 . مركز دراسات الوحدة ، 1995 ) .

[41] - د . محمد حمزة ،?342 .

[42] - نبيل عمرو ،?« مجلس عرفات بين المؤيدين الدائمين والمعارضة المدجنة : أما آن لهذه القيادة السياسية أن تترجل ؟ « اتفاق غزة و أريحا ( إعداد د . محمود عبد الفضيل ؛ بيروت : دار الطليعة ، 1994 ) 37و 40 .

[43] - أدوار سعيد ، « منظمة التحرير الفلسطينية ؛: المساومة بعد العزلة والتعب » اتفاق غزة وأريحا ،?34 .

[44] - انظر مدخل « الأفغاني ، جمال الدين » .

[45] - محمد كاظم علي ، العراق في عهد عبد الكريم قاسم – دراسة في القوى السياسية والصراع الايديولوجي 1958-1963 ، ( بغداد : مكتبة اليقظة العربية ، 1989 )?187 .

[46] - مذكرات راشد كيلاني ،?( دمشق : دار مجلة الثقافة ،? 146 .

[47] - ناديا شيخاني ،?المائة الأوائل ، ( بيروت : - ،?1962 ) 223 .

[48] - شيكاغو تريبيون ، 12 أيار ( مايو ) 1966 .

[49] - وليد المعلم ،?سوريا 1916- 1946 الطريق إلي الحرية ، (?دمشق : طلاسدار ،?1988 ) 264 .

[50] - وليد المعلم ،?162 .

[51] - د . جوزييف إلياس ، عفلق والعبث ، ( بيروت : دار النضال ،?1991 ) .

[52] - راشد كيلاني ، مذكرات كيلاني ،?( دمشق : مجلة الثقافة ، 1990 ) .

[53] - د . جوزيف إلياس ، عفلق والبعث ، ( بيروت : دار النضال : 1991 ) 359- 360 .

[54] - د . جوزيف إلياس ، 32 .

[55] - د . وهيب رفلة وأحمد سامي مصطفى ، جغرافية الوطن العربي . ( القاهرة : مكتبة النهضة المصرية ، 1971 ) 363 .

[56] - عبد الستار الطويلة ، من السادات إلي عرفات ، ( القاهرة : الهيئة المصرية العامة للكتاب ، 1993 ) 45 .

[57] - د . محمد علي الآغا ، الاتجاهات السياسية في لبنان ، ( ط 1 ، بيروت : مؤسسة الرسالة 1991 ) 398 .

[58] - د . نبيل السمان ، أمريكا وخفايا حرب الخليج ، ( عمان : - 1991 ) 78-83.

- انظر المداخل :?« حرب الخليج » ، « قضية الديون العراقية » ، « قاسم ، عبد الكريم » و « حسين ، صدام »?.

[59] - د . محمد علي الآغا ، الاتجاهات السياسية في لبنان ، ( ط 1 ، بيروت : مؤسسة الرسالة ، 1991 ) 362 .

- انظر مدخلي : « اتفاق الطائف » ،?« الاتفاق الثلاثي ، لبنان » .

[60] - جابر رزق ، الإخوان المسلون والمؤامرة على سوريا، ( القاهرة : دار العلوم ،?1980 ) 85 . يذهب المؤلف إلي أن الاسم « علويون » أطلق على « النصيرية » عام 1930 من قبل فرنسا تأسيسها دولة العلويين . ويورد المؤلف نصا لابن تيمية يعدهم فيه أكفر من اليهود والنصارى وبراهمة الهند ص 95 . ويتهمهم بمناصرتهم للصليبيين والتتار « فلا تجوز مؤاكلتهم ولا مناكحتهم ولا الصلاة على موتاهم » وغير ذلك مما ينضح بالتعصب والكراهية .

[61] - سعد الدين إبراهيم ، تأملات في مسألة الأقليات ( الكويت : دار سعاد الصباح ،?1992 ) 124 .

[62] - يوسف الحكيم ، سوريا والانتداب الفرنسي ، ( بيروت : دار النهار ، 1983 ) 62 وما بعد .

[63] - انظر مدخل : « لبنان الكبير » .

[64] - د . وهيب رفلة ، أحمد سامي مصطفى? ، جغرافية? الوطن العربي ،?( القاهرة : مكتبة النهضة المصرية ) 362 .

[65] - مجلة إيكونومست البريطانية ، 17 حزيران ( يونيو ) 1995 .

[66] - انظر مدخل : « أزمة الصواريخ» .

[67] - سعد الدين إبراهيم ، الملل والنحل والأعراق ،?( القاهرة : مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية ، 1994 ) 744 .

[68] - نجيب الأحمد ، فلسطين تأريخا ونضالا ، ( عمان : دار الجليل ، 1985 ) 4 ، 8 .

[69] - عبد الوهاب زيتون ، يهودية أم صهيونية : أحداث ووقائع ، ( بيروت : دار الأصالة ، 1991 ) 234 .

[70] - د . محمد حمزة ، أبو جهاد : أسرار بداياته وأسباب اغتياله ، ( - : المركز العربي ،?1989 ) 74و 292 .

[71] - د . محمد حمزة ،?أبو جهاد : أسرار بداياته وأسباب اغتياله ، ( - المركز العربي ،?1989 ) 165 .

[72] - د . محمد حمزة ، 166 .

[73] - محمد حسنين هيكل ، عواصف الحرب وعواصف السلام : المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل ، ( ط 3 ؛ القاهرة : دار الشروق ، 1996 ) 77و 78 .

انظر مدخل :?« حرب السويس ، 1956 » .

[74] - محمد حمزة ، أبو جهاد : أسرار بداياته وأسباب اغتياله ،?( - : المركز العربي ،?1989 ) 74-75و 79 .

[75] - محمد حمزة ، أبو جهاد : أسرار بداياته وأسباب اغتياله ،?( - : المركز العربي ،?1989 ) 74-75و 79 .

[76] - محمد السماك ، الأقليات بين العروبية والإسلام ، (?بيروت : دار العلم للملايين ، 1990 ) 84 .

[77] - عدنان السيد حسين ، التوسع في الاستراتيجية الإسرائيلية ( بيروت : دار النفائس ، 1989 ) 136 .

- انظر المداخل : « عملية سلامة الجليل » و « صبرا وشاتيلا » و « بيروت : حصار 1982 وخروج م . ت. ف . إلي تونس » .

[78] - انظر مدخل :?« قدنا » و « عناقيد الغضب » .

[79] - د . محمد حمزة ، أبو جهاد : أسرار بداياته وأسباب اغتياله ،?( - : المركز العربي ، 1989 ) 73و 79 .

[80] - شيكاغو تريبيون ، 28 كانون الثاني ( يناير ) 1997 .

[81] - شيكاغو تريبيون ، 27 كانون الثاني ( يناير ) 1997 .

[82] - حازم صاغية ، موارنة من لبنان ، ( بيروت : المركز العربي للمعلومات ، 1988 ) .

- سليم الحص ، عهد القرار والهوى .

- انظر المداخل : « الحكومة العسكرية المؤقتة في لبنان » ، « الحص ،سليم » ، « جعجع ،?سمير » و « حرب عون – جعجع » .

[83] - ناديا شيخاني ، المائة الأوائل ، بيروت : - 1962 ) 245 .

[84] - تمام البرازي ، ملفات المعارضة السورية ، ( القاهرة : مكتبة بدوي ، 1994 ) 187و 217 .

[85] - علي محمد الآغا ، الاتجاهات السياسية في لبنان ، ( ط 1 ؛ بيروت : مؤسسة الرسالة ، 1991 ) 233-236 .

[86] - أنطوان خويري ، حوادث لبنان ، ( ج 1 ، بيروت ،?دار الأبجدية ، 1976 ) 17-24 .

[87] - أمين الجميل ،?الرهان الكبير ، ( دار النهار للنشر 1988 ) 29 .

[88] - قالا سوريايا ، ع 26و 27 و 28 ،مايس 1980 – كانون الثاني 1981 ، 145 .

- انظر مدخل : « السريانية الأرثوذكسية ، كنيسة?» و « برصوم ، أفرام الأول » .
__________________

حرف الفاء


فتح ، منظمة فلسطينية
أكبر وأقوى فصائل المقاومة الفلسطينية ، تشكل العمود الفقري لمنظمة التحرير الفلسطينية ، رئيسها ياسر عرفات هو رئيس منظمة التحرير .

كلمة « فتح » هي الأحرف الأولي بشكل معكوس لـ « حركة التحرير الفلسطيني » .

تأسست عام 1957 في الكويت ، وبدأت قبل ذلك بحوارات ثنائية بين شخصين قياديين هما : ياسر عرفات قائدها ، وخليل الوزير ( أبو جهاد ) الرجل الثاني فيها .

ارتكزت إلي أربع قواعد : 1- الوحدة الوطنية . 2- توظيف كل الطاقات من أجل الكفاح المسلح . 3- تفتين جبهة الأعداء بإحداث صراعات داخلها . 4- الحفاظ على القرار الوطني الفلسطيني المستقل .

اشتركت في حرب الجزائر إبان حرب التحرير الجزائرية [1] .

يبلغ تعداد قواتها قرابة العشرة آلاف فدائي .

في 1/1/ 1965 كانت عمليتها العسكرية الأولي فلسطين انطلاقا من شرق الأردن ، وكان شهيدها الأول على يد السلطات الأردنية أثناء العودة من تنفيذ العملية .

هدفها : أقامة دولة فلسطينية في قطاع غزة والصفة الغربية .

انبثق عنها منظمة?« أيلول الأسود » بعد معارك أيلول 1970 بينها وبين السلطة الملكية الأردنية .

تمكنت من تجاوز المعارضة الإسلامية واليسارية فيها لتقوم بتوقيع اتفاق غزة – أريحا عام 1993 مع إسرائيل في واشنطن ، انتخب رئيسها ياسر عرفات رئيسا لسلطة الحكم الذاتي الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة بتاريخ 12/2/1996 [2] .
__________________

فرنجية ، سليمان ( 1910-1992 ) [3]

سياسي لبناني ، ولد في زغرتا . درس الشهادة الثانوية في مدرسة? عينطورة ثم توقف . عمل في السياسة إلي جانب شقيقه الأكبر حميد فرنجية ،?المحامي والزعيم الزغرتاوي ، الذي تنازل لبشارة الخوري في رئاسة لبنان عام 1943 . كان والدهما قبلان فرنجية نائبا في البرلمان .

انتخب سليمان فرنجية نائبا عام 1960 ، وشغل وزارة البريد والهاتف . في عام 1958 وقف إلي جانب المعارضين لكميل شمعون . شغل وزارة الداخلية عام 1968 . في عام 1969 أسس ميليشيا « المردة » أو « جيش التحرير الزغرتاوي » . انتخب رئيسا للجمهورية عام 1970 في أجواء « الحلف الثلاثي ». في عام 1974 دافع عن قضية فلسطين في الأمم المتحدة .

شهد عهده بدء الحرب الأهلية اللبنانية سنة 1975 ، حيث اشترك طرفا فيها بالمردة بقيادة ابنه طوني .

طالبت « الحركة الوطنية?» باستقالته أثناء الحرب الأهلية ، ولكنه رفض ذلك واستمر في منصبه حتى آخر يوم من ولايته حين تسلم الرئاسة ?الياس سركيس عام 1976 .

ترأس سليمان فرنجية « جبهة الكفور » التي دعيت لاحقا بـ « الجبهة اللبنانية » المؤلفة من قيادات الأحزاب المسيحية ?الكبرى ( الأحرار والكتائب والرهبانيات المارونية وشار لمالك الأرثوذكسي ) ، ثم انفصل عنها لتحرشها بالقوات السورية ( الردع ) . وكان الانفصال بينه وبين الجبهة اللبنانية بعد « مجزرة أهدن » التي راح ابنه طوني وعائلته ضحاياتها .

حالف رشيد كرامي وعارض اتفاق 17 أيار . وشهدت فترة حكمه نقمة المسلمين .

جاء بستة رؤساء حكومة بينهم أربعة من خارج نادي رؤساء الحكومة جاء بهم للمرة الأولي إلي الحكم . عرف بالزعيم العشائري كانت وفانته في 23 تموز من عام 1992 .

فرنجية ، طوني [4]

هو نجل الرئيس اللبناني سليمان فرنجية . انتخب نائبا عام 1972 ، وشغل وزارة البريد والبرق والهاتف عام 1973 . قاد ميلشيا « المردة » أو جيش التحرير الزغرتاوي في الحرب الأهلية اللبنانية . إثر النزاع بين الجبهة اللبنانية والرئيس سليمان فرنجية وخروجه من الجبهة ، تعرضت إهدن لهجوم ميليشاوي ، عام 1978 ، أسفر عن مقتل طوني فرنجية وزوجته وطفلته وعددا من أتباعه عام 1978 .
__________________

فضل الله ، حسين [5]

من أبرز علماء الشيعة في لبنان . ارتبط اسمه بحزب الله وحركة « أمل الإسلامية » انشق عن نبيه بري في المؤتمر الرابع العام لحركة أمل عام 1982 . يتبنى الأيديوليوجية الخمينية في السعي لتحقيق الدولة الإسلامية الشاملة لكل العالم الإسلامي .
__________________
فردان ، عملية كوماندوس 1973
قام الكوماندوس الإسرائيلي في نيسان 1973 بالتسلل إلي بيروت واغتيال ثلاثة قادة فلسطينيين هم كمال عدون وكمال يوسف النجار ( وزير خارجية منظمة التحرير الفلسطينية ) وكمال ناصر الناطق الرسمي باسم المنظمة [6] . قام على الأثر في بيروت مسيرة احتجاج على الحكومة متهمة إياها بالتقاعس والإهمال في الدفاع عن أمن الوطن ، مسيرة ضمن حوالي ربع مليون ،? وأصدر كمال جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي بيانا جاء فيه :?« إن الجماهير اللبنانية سوف تتابع الطريق من أجل تغيير جذري في سياسة لبنان لا يحققه سوى حكم وطني ديمقراطي » [7] . شكل الوقع العاطفي لهذه العملية أحد أبرز عوامل التوتير للحرب الأهلية اللبنانية 1975 التي قاد جنبلاط أحد طرفيها .
__________________

فعنونو ، مردخاي
مهندس إسرائيلي . ولد في مراكش ، هاجر إلي إسرائيل ، وعمل في مفاعل ديمونا النووي بوصفه خبيرا ذريا . في 1985 فص من عمله فسافر إلي استراليا ، وفي 5/10/1986 ثارت في أوساط الإعلام العالمي « قضية فعنونو » : نشرت صحيفة « الصندي تايمز » تحقيقا مفصلا عن فعنونو الصور التي التقطها للطبقات السبع تحت الأرض لمفاعل ديمونا النووي الإسرائيلي الذي كان يعمل فيه . في العام ذاته اختطفته إسرائيل من أستراليا ، وسجنته في إسرائيل ، تكمن أهمية القضية ( المدبرة على الأغلب ) في الأثر المقصود منها أن تحدثه في مسار العملية السلمية في الشرق الأوسط .
__________________

الفلاشا
اسم يطلق على يهود أثيوبيا . قامت إسرائيل عام 1984 باتفاق مع رئيس السودان جعفر نميري بتهريب سبعة آلاف منهم عن طريق السودان إلي إسرائيل في عملية أطلق عليها « عملية موسى » . تلقى السودان مائتي مليون دولار من الولايات المتحدة في مقابل موافقته على استخدام أراضيه للعملية [8] .
__________________

الفلسطينيون ، اللاجئون
انظر مدخل :?«اللاجئون الفلسطينيون » .

الفلسطينيون في إسرائيل
انظر مدخل : « العرب في إسرائيل » .

الفلسطينيون في لبنان
بدأ النزوح الفلسطيني إلي لبنان قبل 1948 نتيجة التوطين اليهودي في فلسطين . ثم اتخذ شكلا كثيفا بعد هذا العام نتيجة قيام دولة إسرائيل . تبع ذلك موجة أخرى إثر حرب 1967 حيث تحولت المخيمات إلي معسكرات . وإثر معارك أيلول الأسود 1970 مع السلطة الأردنية انتقلت إلي لبنان القيادات العسكرية? الفلسطينية وأجهزتها السياسية والإعلامية وغيرها واتخذت من العاصمة بيروت عاصمة لها . حاول الفلسطينيون وضع يدهم على السلطة . وفي عام 1975 كان عدد الفلسطينيين يبلغ 400 ألف ، بينما اللبنانيون ثلاثة ملايين . لقد شكلوا دولة ضمن الدولة [9] .
__________________

فلسطين ،?تسمية
يعتقد الدارسون أن أصل التسمية يعود إلي الشعب « الفلستي » الذي قدم من كريت أو نواحي كليكية ، واحتل قسما من ساحل فلسطين بين غزة وعسقلان [10] . ورد ذكر الفلسطينيين في وثائق رمسيس الثالث ( 1198-1166 ) وفي وثائق مصرية أخرى من القرنين 12و 11 ق . م. وتنسب التوراة الفلسطينيين دلي جد باسم فلشتيم وترجع نسبة إلي حام ( تكوين 10: 14 ) . لم تستعمل التوراة التسمية? بدلالة جغرافية ،?وليس بالإمكان تحديد تاريخ دقيق لاستعمالها بهذه الدلالة ،?ولكن من الواضح أن الرومان استخدموها في التقسيم الإداري لسوريا ، فقسموها إلي فلسطين أولي وثانية وثالثة ، وذلك منذ 395 حتى الفتح العربي الإسلامي 637 [11] . وكأي تسمية جغرافية سياسية خضعت لتمدد وتقلص في دلالتها . أما الدلالة الحالية فتحددت بحدود اتفاقية سايكس بيكو 1916 والمساحة غطاها الانتداب البريطاني عليها .

فلسطين ، موقع ومساحة
تقع بين خطي عرض 29.30 – 33.52 شمالا وبين خطي طول 34.30 – 35.30 شرقا . يحدها سوريا ولبنان شمالا والأردن شرقا والأردن شرقا والبحر المتوسط غربا وشبه جزيرة سيناء شرقا وجنوبا . مساحتها حوالي 27 ألف كم ع 22 تكمن أهمية موقعها في كونها حلقة وصل بين آسيا وأفريقيا برا وأوروبا بحرا وجوا [12] .

فلسطينية . دولة
يرجع مشروع إقامة دولة فلسطينية إلي عام 1936 عندما طالبت اللجنة الفلسطينية العليا بإنشاء حكومة وطنية في فلسطين تنضم إلي مشروع سوريا الكبرى تحت عشر الملك عبد الله [13] .

وفي 28/5/1964 انعقد المؤتمر الأول للمجلس الوطني الفلسطيني وقرر إنشاء كيان فلسطيني . كان الأردن معارضا مع هذا الاتجاه لتعارضه مع مشروع سوريا الكبرى تحت العرش الأردني وهي لسبب الأساسي لمعارك « أيلول الأسود » بين م .ت . ف والأردن عام 1970 [14] .

وفي المؤتمر الثاني عشر للمجلس الوطني الفلسطيني في القاهرة عام 1974 تقرر إقامة دولة? فلسطينية? على أي يتم تحريره من فلسطين ،? فتكونت ضمن م . ت . ف جبهة? الرفض للحلول الاستسلامية من عدد من المنظمات ، أهمها : الجبهة الشعبية بقيادة جورج حبش ، والجبهة? الشعبية – القيادة العامة بقيادة أحمد جبريل ، ومنظمة الصاعقة ، وهي المنظمات المعارضة الآن الحل المبني على اتفاق أوسلو 1993 .

وفي 22/10/1974 أصدرت الأمم المتحدة قراران تاريخيان يعتبران الفلسطينيين شعبا له حق تقرير المصير والسيادة ، ويجعلان م . ت . ف عضوا مراقبا في الجمعية? العامة للأمم المتحدة . وفي العام ذاته يخطب ياسر عرفات رئيس المنظمة في الأمم المتحدة داعيا إلي إقامة دولة ديمقراطية في فلسطين يعيش فيها اليهود والعرب على مختلف أديانهم متساويي الحقوق والواجبات [15] .

وفي عام 1982 دعا مؤتمر القمة الثاني عشر في فاس بالمغرب إلي إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس .

في 15/11/1988 أعلنت منظمة التحرير الفلسطينية قيام الدولة الفلسطينية في المنفي [16] ، وفي الشهر التالي اعترف عرفات بحق إسرائيل في الوجود فاستجاب جورج شولتز وزير الخارجية الأمريكي لذلك ببدء حوار مع المنظمة ، وسارعت إسرائيل إلي تشكيل حكومة اتحاد وطني من حزبي الليكود والعلم .

وفق اتفاق أوسلو 1993 يتقرر الوضع النهائي للكيان الفلسطيني الذاتي بعد خمس سنوات من بدء? تنفيذ مراحله .

وبعد اتفاق حبرون عام 1997 بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية أعرب عرفات عن نيته بإعلان قيام الدولة الفلسطينية ، فكان رد فعل حكومة الليكود الإسرائيلية بأن ذلك سيكون له عواقب جادة [17] . ويصرح ناتان ياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية بأن قيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة يشكل خطرا على أمن إسرائيل لأن هذه الدولة في حال قيامها ستمتد بشكل حتمي إلي الجليل والنقب من إسرائيل حيث يعيش مليون عربي فلسطيني [18] .
__________________