![]() |
الصراع القرطاجي ـ الروماني (الحروب البونية) :
قبل تلك الحروب كانت روما منشغلة بوضعها الداخلي وهو المحيط الأوروبي لها، في حين كانت قرطاج منشغلة في وضعها الداخلي الذي يعتبر الوسط الإفريقي محيطا لها.. وبعد أن استولت روما على كل إيطاليا ومن بعدها اليونان، كان لا بد أن تنظر الى الجزر في البحر المتوسط والتي كانت تخضع معظمها لسيطرة القرطاجيين .. فدارت حروب بين القوتين استمرت 118سنة. 1ـ الحرب البونية الأولى (264ـ 231) ق م كان السبب لهذه الجولة من الحروب، هو محاولة روما السيطرة على صقلية، في حين السبب الثانوي كان طموح روما في السيطرة على سردينيا وهو السبب المباشر لتلك الجولة من الحروب، إذ غزا مرتزقة طليان مدينة (مسينا) في صقلية واستولوا عليها، فهب حاكم (سيركوز) والقرطاجيون لإنهاء هذا الوضع الشاذ، فاستنجد المرتزقة بروما .. فبدأت الحرب. ولكن حاكم سيركوز قد خذل القرطاجيين فانسحبوا الى البحر ليخوضوا حربا مع اسطول روما الفتي، فدحرهم وأنزل قواته في (عنابة) .. فهب (همليكار برقة) لمحاربتهم ونجح في طردهم بعد أن أسر قائدهم.. لكن الرومان عاودوا الكرة وأعيد انهزامهم. حيث دارت معركة فاصلة في صقلية عام 241 ق م انتصر فيها الرومان مع اتفاقية بإقرار القرطاجيين بهزيمتهم والتعهد بدفع جزية لمدة عشرين عاما. وبعد ذلك خرج ملوك (ليبيا) على القرطاجيين، فانشغلوا بالحروب الداخلية، فاستغل الرومان الفرصة فاحتلوا سردينيا وكورسيكا . 2ـ الحروب البونية الثانية (218ـ 202) ق م : حاولت قرطاج أن تعوض خسارتها الكبيرة في الحروب البونية الأولى، فشددت على بناء قوتها الداخلية وإعادة بناء أساطيلها، والتوجه نحو شبه جزيرة إيبيريا (اسبانيا ) حيث قام همليكار (حاكم) برقة بقيادة هذا المشروع، ثم أكمله زوج ابنته ( هروبال) الذي بنى مدينة (قرطاجنة) أي قرطاج الجديدة، على سواحل اسبانيا المتوسطية . وبدأت الحرب البونية الثانية مع تولي (هانيبال) ابن حاكم (برقة) الحكم في دولة قرطاج، حيث وضع خطة للإلتفاف على روما من الأعلى، فبعد أن هزم حلفائها في اسبانيا، اخترق جبال الألب الوعرة (12000قدم) ، ثم عبر مضيق الرون ثم عاد فعبر السلاسل المتبقية من جبال الألب، على رأس جيش جرار تتقدمه الأفيال، وكان ذلك عام 218 ق م فخاض معركة (بلاسنتيا) مع القبائل الخالية والكلتية، وبعدها نزل الى حوض نهر البو حيث كان الرومان بانتظاره. وفي إيطاليا خاض (هانيبال) ثلاث معارك ضارية انتصر فيها انتصارا ساحقا، وكان مهيئا لحصار روما، لكن الرومان انتبهوا لمسألة إذ ضربوا بقواتهم مدن سيراكوز وقرطاجنة و ميناروس، ولطول الزمن في الحرب حيث انقضت 15سنة وهانيبال في إيطاليا، طلب أهل قرطاج من هانيبال العودة لنصرتهم، فعاد ومني بهزيمة بمعركة فاصلة في (زاما) .. اضطرته للتحالف مع السلوقيين في الشرق، لكن دون جدوى، فلما أحس بانهيار قواته انتحر. 3ـ الحرب البونية الثالثة 149ـ 146 ق م: رغم الخسارة التي لحقت بقرطاج في الحرب الثانية، فقد أزمع قادتها على إعادة العافية لاقتصادها وجيشها، واستطاعت خلال عشرين عاما أن تقترب من الوصول الى ترميم أوضاعها بشكل كامل .. إلا أن حادثة وقعت أربكت اكتمال بناء قوتها، إذ لجأ إليها أحد الثوار ضد قائد (نوميديا) ، فلاحقه القائد (كانو) الذي لم يستأذن من قادة قرطاج ولا روما بتلك الملاحقة، فراعه ما رأى من استعدادات القرطاجيين لاستعادة قوتهم، وعلمت روما بالأمر وكانت على خلاف مع (كانو) وعلمت باستعداد قرطاج لترميم وضعها، فاعتبرت ذلك العمل ذريعة، وحلف قادتها أن يمحو قرطاج من الوجود. طلب الرومان من القرطاجيين إخلاء مدينتهم والابتعاد عنها ليتسنى لهم تدميرها، فرفض القرطاجيون وأحسوا بالخطر فدافعوا عن مدينتهم ثلاث سنوات متواصلة حتى دخلها القائد الروماني (اميليانوس) ودمرها شر تدمير وشتت أهلها إذ باع الرجال والنساء كعبيد في أصقاع الأرض، وسمى البلاد (إفريقيا) وجعل (أوتيكا) عاصمة لها وأصبحت تابعة للحكم الروماني .. ليغيب نجم الفينيقيين الى غير رجعة. المثولوجيا الكنعانية : ( دراسة في الآلهة والأساطير والرموز الكنعانية) لقد كان لاكتشافات عام 1929 على يد المنقبين والآثاريين، لألواح طينية من الكنوز الأوغاريتية في صور وقبرص و قرطاج الأثر الأكبر في تقليل ضبابية علاقة الآلهة عند الكنعانيين وأنسابها وموقعها في المثولوجيا الكنعانية .. وقد رأى البعض سلوك تتبع شجرة الآلهة عند الكنعانيين كطريق أولي والطريق الثاني سيعتمد الألواح الأوغاريتية واعتبارها المرجع الأكثر عراقة حيث يعود تاريخها الى القرن الخامس عشر قبل الميلاد. تتكون شجرة الآلهة الكنعانية من أربعة أجيال كبرى يحتوي كل جيل على مجموعة من الآلهة وهي كما يلي: 1ـ جيل الآلهة القديمة (8000ـ 17000) ق م ظهرت في تلك الفترة أقوام استدل على اسمها من الحفريات فكانت (الكبارية و النطوفية) .. وقد وجد لها بعض التماثيل الآدمية والحيوانية، تعود الى العصر النطوفي القديم ، في (عين الملاحة) و(عين صخري) و(مغارة الواد).. وقد وجد في (عين صخري) تمثال عمره يزيد على 15000سنة يسمى تمثال (العاشقين) لشخصين متعانقين نُحت ببراعة نادرة ويمثل أولى آلهة بلاد الشام . أما في عصر (النيوليت الشامي) (4500ـ 8500) ق م فهناك الآلهة الأم الأفعوانية الشكل وقد وجدت في منطقة(المنحطة) والدمى الجالسة في منطقة (البيضا) ..وتماثيل تؤكد نفس المغزى في (تل المريبط وشاروهان) للآلهة الأم بصورة مركبة تحتوي على الأنثى والحيوان والأفعى والشكل الشيطاني الغريب وربما قصد بها لتحتوي على قوى الطبيعة كلها.. وهذا ما وجد أيضا في (تل الرمد) في سوريا. أما في العصر النحاسي (3200ـ 4000) قبل الميلاد، فقد وجد في جدارية (تليلات الغول) الأردنية نجمة ثمانية تدخل في نجمة ثمانية ثانية ثم تدخل النجمة ثالثة أخرى ثمانية الشكل .. حيث تظهر قوى النجوم ذكورها وإناثها في تلك الجدارية . هذا التقديم لما قبل ظهور الكنعانيين، لكي نعلم كيف تم ارتباط معتقداتهم بما قبلها.. لكن التضليل الذي حدث في تسلسل الآلهة جاء على يد أحد كهنة (جبيل) الذي وضع على رأس الآلهة، الإله الذكر (عيلون) كإله أول وزوج للإلهة (بيروت) أو (بارات) .. وكان انتماؤه لمدينة بيروت، هو ما جعله يضع هذا التمييز .. لكن (عيلون) الذي ظهر في التوراة و نصوص (رأس شمرا) ليس بتلك الأهمية. لكن إذا ما أريد لوضع البحث بخط أكثر نزاهة ودون تأثر بعوامل مربكة، فعلينا تتبع التشابه بين الأسماء (الأكدية والبابلية) من جهة، وبين أسماء الآلهة الكنعانية ـ وهي ليست بعيدة ـ، فعلى سبيل المثال يرد في الحفريات الأكدية القديمة اسم لآلهة (تيامت) ويقابلها عند الكنعانيين (يمو). ولكن الكنعانيون وضعوه في أسفل درجات سلم الآلهة .. ففي حين هو أنثى عند الأكديين، نراه أنثى قد تحولت الى ذكر عند الكنعانيين .. لكن تحوله كاذب وهو إله (البحر ـ اليم) المندحر عندما صرعه وهزمه الإله (بعل) . وهذا الإله ليس بعيدا عن إله السومريين (تمو) وهي إلهة أنثى .. وفي البحث عن آلهة (أوغاريتية) قريبة من هذا الاسم سنجد آلهة تدعى (ثمتم Themtm ) وهي التي يتراءى للبحارة في وسط البحار أنهم يرونها عند انتهاء طرف مدى البحر بالسماء وتشكل دائرة كونية يلتحم فيها السماء مع البحر.. ونرى عند السومريين إله اسمه (أن ـ كي) وهو ابن الإلهة (تمو) وهو مسئول عن ظاهرة التحام السماء بالبحر.. وعندما انفصلا هذين الإلهين الملتحمين نتج عنهم إلهين (شام ـ السماء) و (تم أو دم أو أديم وهو الأرض) عند الكنعانيين .. وفي اعتقاد الكنعانيين أن تزاوجا تم مرة أخرى بين إله السماء (شام) مع الإلهة (أدمة أو أديم ) فولد لهم آلهة أبناء هم ( أرصو ـ أرضو) وأيل وإخوانهما. ولو انتبه أحد الباحثين في الوقت الحاضر الى فرحة الفلاحين في مناطق حوران وما حولها عندما ينزل المطر بغزارة فإن شيخا مبتهجا يقول بدون تكلف : (إلقحت) أي لقد خُصبت الأرض بلقاح السماء وستعطي أُكلها .. أقسام الآلهة عند الكنعانيين والمؤثرات الأخرى: كما هي الحضارات والشعوب القديمة، كان الكنعانيون يتشابهون مع السومريين في تقسيم الآلهة حسب دورها وآثارها .. لكن الكنعانيون كانوا يخشوا أكثر ما يخشون هو انحباس الأمطار، وما يتعلق بها من قلة واردات الحبوب، فكان المطر والماء والندى لها دلالات كبيرة غير التي هي اليوم، واكتسبت تلك العلاقة أهمية كبيرة في اعتقاداتهم. كما كان للعناصر الأربعة المكونة للحياة في اعتقاداتهم ( والتي أخذها الإغريق عن الكنعانيين) دور في تصور أرباب وآلهة لتلك العناصر (النار، التراب، الهواء، الماء). والدليل الذي يؤكد أخذ الإغريق عن الكنعانيين اعتقاداتهم وآلهتهم، هي المقابلة في ذلك العدد الهائل من أسماء الآلهة في الحضارتين الكنعانية والإغريقية، وكون الحضارة الكنعانية قد سبقت الحضارة الإغريقية بزمن طويل، فبات من المؤكد استعارة وتبني تلك الاعتقادات الكنعانية من قبل الإغريق، الذين تعرضوا لاجتياح كنعاني حربي، وتجاري. أولا: آلهة الهواء والنار : وهؤلاء الآلهة هم من نسل الإله (عوص) أو (أوسوس) وأصله (أش) أي النار باللغة الكنعانية، وهو أخ إله السماء (شميم) حيث ظهر من نسله الإله (دامور) [ليلاحظ القارئ منذ اللحظة كم اسم إله له دلالة في أسماء المدن في شرق المتوسط] والدامور الآن مدينة في لبنان و(تدمر) مدينة في سوريا. و(الدامور) هو إله الهواء عند (الأموريين) .. أما الإله الآخر هو (ملقارت) وهو نظير أو نفسه (هرقل) إله النار عند الإغريق وإله مدينة (صور) و(قرطاج). ثانيا: آلهة الماء والتراب: وينقسمون الى قسمين: أ ـ نسل الآلهة الذكور المولودين من تزاوج السماء والأرض.. وكل هؤلاء يمثلون المياه بمختلف أشكالها: • إيل : إله المطر • بيتيل: إله منبع الأنهار. • عتل (أطلس): إله البحر والملاحة. • عاي (أيا): إله المياه البابلي الذي تنسب إليه مدينة عاي الكنعانية. • داجون: إله الجنوب والمطر والأسماك، وأحيانا يوصف كإله الطقس. • سيتون (صيد): إله الصيد البحري (صيدا) .. ب ـ نسل الآلهة الإناث المولودات من تزاوج السماء والأرض، وكلهن يعبرن عن الأرض (التراب) وهن أخوات الآلهة (عشيرة أو عشتارة أو عشتار) و (ريا) و (بعلتيس) و (أنوبرت) . ثالثا: أنصاف الآلهة: وهم من الحكماء أو العماليق الذين ظهروا بعد خلق السماء والأرض مباشرة، وهم من علم الإنسان نواميس الحضارة، وتختلف الروايات في عددهم فهم بين سبعة واثني عشر.. ومنهم عند الكنعانيين (فوس: الضوء) و (فير: النار) و(فلوكس: الشعلة) و (هيفسورانيوس: ألواح القصب) و(صيد: الصيد) و (خوسور: الصناعة ) و (تؤوتوتس: الكتابة) .. رابعا: التنين (تيفون) : ويطلق عليه أيضا (يطفن) في الأساطير الكنعانية، ويكون على شكل ثعبان كبير يصارع الآلهة ( ملقارت .. وهرقل).. خامسا: الإنسان وهو الكائن الذي ظهر بعد خلق السماء والأرض مطابقا لهما في صورة ذكر وأنثى هما (شمم وأدمه) (آدم وأدمه) وربما (آدم وحواء) .. واكتمل نسلهما بسلالات بشرية متتابعة. كما ظهرت أجيال من الآلهة بعد هذا التقديم تتبع : أجيال إيل : من خلال تزاوج الإلهين (إيل وعشيرة) ـ حسب اعتقاد الكنعانيين ـ فقد استوليا على كل شيء حتى الماضي، فحذف كهنة معابد (إيل و عشيرة) كل ما يتعلق بماضي أجدادهما .. وعشيرة بعد زواجها من إيل يصبح اسمها (إيلات). أجيال بعل : وهو ملك الآلهة عند الكنعانيين الذي ينتصر عليها كلها، ويصبح الإله صاحب العرش .. وله من الأبناء الذكور والبنات من الآلهة التي تدخل في قوى غيبية لا زال الكثير من سكان الأرض يعتمدونها في تسيير شؤون البشر: أ ـ آلهة الكواكب: وهم آلهة الشمس والقمر والزهرة ويمثل القمر الإله (يرح) وهو إله (أريحا) والإله (شغش) و قد تزوج الإله (إيل) من الإلهتين (عشيرة وعشتارة) عن طريق التقبيل فقط وهما (شاليم) نجمة المساء و(شهار) نجمة الصباح .. فأصبح إله (أورشاليم) .. ب ـ آلهة الحرب والنار والشفاء.. وهما الآلهة (حرون) إله الحرارة، و(اشمون) إله الطب في صيدا .. و(شررافا) إله الشفاء.. ج ـ آلهة الخصب وهما الإله (أدونيس) إله (جبيل) .. والإله (شان) إله مدينة (بيسان) أو (بيت شان) .. د ـ آلهة الحب والولادة والجبال: منها (عجالين) إلهة مدينة (عجلون) جبال في الأردن .. والإلهة (بارات) إلهة مدينة (بيروت) وغيرها .. *بعد سيطرة بعل على مقدرات الحياة وهزيمته لإيل .. أصبحت كل مظاهر الحياة في بلاد الكنعانيين بعلية .. حتى لا يزال المزارعون في بلاد الشام الذين يعتمدون في زراعتهم على الأمطار يطلقون عليها (بعلية) .. في حين يطلق عليها المزارعون في العراق (ديمية) فالشاميون يربطونها بالإله (بعل) والعراقيون يربطونها بالإلهة (أديم) .. كما تكونت في بلاد الشام حضارة بعلية بنيت حولها الأساطير : أ ـ بعول المدن والأماكن: منها بعل البقاع (بعلبك) وبعل كرم اللوز (كرمل) وغيرها الكثير .. ب ـ بعول الصفات : بعل (أدير) (قدير) [ حيث كانت تقلب القاف الى ألف عند الكنعانيين ولا زال سكان بعض مدن بلاد الشام يلتزمون بذلك] وبعل مرقد (الرقص) وبعل بور (فاغر الفم) المؤابي .. ج ـ بعول الحضارة (الصناعة) : مثل كوثر و حاسيس ( إلها الفنون والحرف) و(أوجار) إله الأرض والزراعة وإله (أوجاريت) د ـ بعول النار : منهم الإله (حموت) إله المباخر وإله مدينة (حماة) الذي كان يقدس في شمال إفريقيا وأطلقوا عليه (حمون) .. |
أبو الأسود الدؤلي
أبو الأسود الدؤلي هو ظالم بن عمرو بن ظالم, ولد في الكوفة ونشأ في البصرة, من سادات التابعين, ويعتبر أول من وضع علم النحو, و شكّل المصحف.توفي سنة 69 هـ. ويروى بأن حديثاً دار بينه وبين ابنته هو ما جعله يهم بتأسيس علم النحو وذلك عندما خاطبته ابنته بقولها ما أجملُ السماء ( بضم اللام لا بفتحها ) فأجابها بقوله (نجومها) فردت عليه بأنها لم تقصد السؤال بل عنت التعجب من جمال السماء, فأدرك حينها مدى انتشار اللحن في الكلام. وهو من أصحاب الإمام علي بن أبي طالب . وهو من وضع النقاط على الأحرف العربية واول من ضبط قواعد النحو، فوضع باب الفاعل، المفعول به، المضاف و حروف النصب والرفع و الجر و الجزم.أبو الأسود الدؤلي ( رضوان الله عليه ) اسمه ونسبه : ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل بن يعمر بن حَلس ابن نفاثة بن عدي بن الدئل بن بكر بن عبد مناة ، من قبيلة كِنَانة . ولادته : المُرجّح عند المؤرخين أنه ولد في الجاهلية قبل الهجرة النبوية بـ ( 16 ) عاماً . إسلامه : كان أبو الأسود ممن أسلم على عهد النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وغالب الظن أن أبا الأسود دخل الإسلام بعد فتح مكة وانتشاره في قبائل العرب ، وبعد وفاة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) انتقل إلى مكة والمدينة . مواهبه العلمية : كان أبو الأسود – من خلال ملكاته النفسية – يميل إلى المجالات الثقافية والفكرية ، ونرى ذلك واضحاً في أعماله وآثاره ، فقد أكَّد المؤرخون والمترجمون على ذلك . وقد شعر أبو الأسود نفسه بما يملكه من مواهب ، فأخذ بتزويد نفسه من مختلف المجالات الثقافية المتعارفة آنذاك ، سواء المجالات التي تتصل بالشريعة الإسلامية ، كالفقه ، والقرآن الكريم ، والأحاديث الشريفة ، أو غيرها كاللغة ، والنحو ، والأدب . أساتذته : اتجه أبو الأسود في عقيدته الدينية لأهل البيت ( عليهم السلام ) ، وربما نشأ هذا الاتجاه في نفسه منذ بداية إسلامه . وبما أنه كان من التابعين والشيعة – كما يجمع على ذلك المؤرخون – فلابد أن يكون أكثر اتصالاً وصحبة للإمام علي ( عليه السلام ) وللصحابة من شيعته ومواليه . وقد روى أبو الأسود عن أمير المؤمنين والحسن والحسين وعلي بن الحسين ( عليهم السلام ) ، وروى أيضاً عن أبي ذر وابن عباس وغيرهم . تلامذته : هناك بعض الأفراد أخذوا العلم من أبي الأسود ، ودرسوا على يَدَيه ، وخاصة علم النحو والعربية ، وقراءة القرآن الكريم ، وقد رووا عنه أيضاً بعض الروايات الشريفة . يقول ابن الأثير في ( الكامل ) ، في حوادث سنة تسعين من الهجرة : وفيها توفي نصر بن عاصم الليثي النحوي ، وقد أخذ النحو عن أبي الأسود الدؤَلي . ويقول أيضاً في حوادث سنة تسع وعشرين ومِائة : وفيها مات يحيى بن يعمر العدوي بـ ( خُرَاسان ) ، وكان قد تعلَّم النحو من أبي الأسود الدؤَلي ، وكان من فُصحاء التابعين ، وغيرهما من النحاة والقُرّاء الذين كان لهم دورهم الثقافي آنذاك . وفي ( الروضات ) : وقيل أن أبا الأسود خَلَّف خمسة من التلامذة ، منهم عطاء ، والآخر أبو حرب – وهما ابناه – ، وثلاثة آخرين ، وهم : عنبسة ، وميمون ، ويحيى بن النعمان العداوني . وفي ( بهجة الآمال ) : وبالجملة ، لأبي الأسود تلامذة فُضَلاء ، منهم سعد بن شداد الكوفي النحوي المُضحِك ، المعروف بـ ( سعد الرابية ) . سيرته : رغم توجه أبو الأسود واهتمامه الكبير بالمجالات الثقافية نراه قد شارك في الكثير من الحوادث والأنشطة السياسية والاجتماعية لتلك الفترة الحاسمة من تاريخ الإسلام . ومن الجدير به أن يشارك في مثل هذه الممارسات ، لِمَا كان يملكه من خصائص ومؤهلات ، فقد وُصِف بالعقل ، والذكاء ، والتدبير ، والفقاهة ، وغيرها مما يوجِّه له الأنظار . ومما يفرض على ولاة الأمور أن يسندوا إليه بعض المهام التي تتلاءم ومؤهلاته ، وأكثر ما وصفه مترجموه أنه كان مُتَّسِما بالعقل ، وأنه من العقلاء . ولعل مرادهم من هذا التعبير حُسن التصرف والتدبير ، والحِنْكة في إدارة الأمور ومعالجة القضايا . وقد نشأ ذلك من مواهب ذاتية ، ومن تربية جيدة ، ومن خلال تجاربه في الحياة كما صَرَّح بذلك نفسه . أقوال العلماء فيه : لو راجعنا كتب الرجال – سواء عند الشيعة أو أهل السنة – لرأينا أكثرها متفقة على مدح أبي الأسود بمختلف التعابير التي تدل على مدحه ، ولو أردنا استعراض أقوالهم وآرائهم في ذلك لطال المجال . فقد ذكره الشيخ الطوسي في عدة مواضع من رجاله مكتفياً بأنه من أصحاب أمير المؤمنين والحسن والحسين وعلي بن الحسين ( عليهم السلام ) وأنه مِمَّن رَوى عنهم . وفي كتاب ( اختيار معرفة الرجال ) : ( أبو الأسود الدؤَلي من أصفياء أصحاب أمير المؤمنين والسبطين والسجاد ( عليهم السلام ) وأجِلاَّئهم ) . وهذه الألفاظ تدل على مدحه إنْ لم نَقُل أنها تدل على توثيقه . ويقول الشيخ المامقاني في ( تنقيح المقال ) بعد ترجمة موسعة له : ( ثُمَّ لا يُخفى أن الرجل من الحسان لكونه شيعياً ممدوحاً بما سَمعتُ ) . وفي ( عمدة عيون صحاح الآثار ) : ( أبو الأسود الدؤلي هو من بعض الفضلاء الفصحاء من الطبقة الأولى ، ومن شعراء الإسلام وشيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ) . ويقول أبو الفرج في ( الأغاني ) : ( وكان أبو الأسود من وجوه التابعين ، وفقهائهم ، ومُحدِّثيهم ) . وقال في ( غاية النهاية ) عنه : ( ثقة جليل ) . ولكن يمكن أن نقول أن توثيق الرجل لا ينحصر بهذه الألفاظ المعينة ، بل يمكن استفادة توثيقه من بعض القرائن والأحوال ، كتأمير الإمام ( عليه السلام ) له على الجيش ، أو ولايته على بلد ، أو من سيرة حياته . وفاته : اتفقت أكثر الروايات على وفاته في سنة ( 69 هـ ) ، وكذلك اتفق أكثر المؤرخين على تحديد عمره حين وفاته بـ ( 85 ) عاماً اهم تلامذته لعالمنا الجليل أبو الأسود الدؤلي ، هو العالم الجليل (( سيباويه ) )رضي الله عنه ، لذلك لابد انكم سمعتم احد ما يتهكم باحدهم بأن يقول له : (( شو مفكر حاله أو حالها _ سيباويه عصره _)) اعذروا ذاكرتي أصدقائي ، التي لم تعد تذكر اسمه بالكامل ، لكن اسم العالم ((سيباويه)) ، هو الاسم الثاني عند نحاة اللغة العربية بعد ابو الاسود رضي الله عنهما ، و هو من بلاد فارس ، ولم يكن ينطق بها إلى ان اسلم فتعلمها من المنبع الأصلي للعلم ، و هنا المفارقة انه افضل من رسخ قواعد اللغة العربية و حفظها مكتوبة و مشروحة إلى يومنا هذا ، لأن الفرس كانوا يدونون و يسجلون كل شيء و هذا العلم علم التدويين أخذوه من سيدنا سلمان الفارسي عليه سلام الله . الأتلاحظون هنا هذا الشرف الرفيع بالتعلم كيف تسلسل ليصب بين يدي المنبع الكريم له مولانا الإمام علي (ع ) . ف ابو الأسود الدؤلي بتكليف من الإمام علي عليه السلام ، قام بتنقيط الحروف ةو التميز بين الحروف المعجمة و الحروف الغير منقوطة ، بينما سيبويه هو من وضع رسم التشكيل و قواعده (إي قواعد اللغة العربية ) و شرحها ايضا ، ومنذ ذللك الوقت إلى يومنا هذا لم تُحدث ، إي قاعدة لغوية عن التي وضعها العالمان الجليلان (ابو الاسود الدؤلي و سيباويه ) بتوجيه و تعليم من إمام العلم الأول علي عليه سلام الله |
ملخص تاريخ فلسطين
فلسطين هي المنطقة التاريخية الواقعة على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، في جنوب شرق آسيا. الأرض تمتلك المنطقة أرض متنوّعة جدا، تقسم عموما إلى أربعة مناطق وهي من الغرب الي الشرق السهل الساحلي، التلال وجبال الخليل، وادي الأردن، و الهضبة الشرقية. في أقصى الجنوب هناك صحراء النقب. تتراوح الإرتفاعات من 395 قدم تحت مستوى البحر على شواطئ البحر الميت، وهي أخفض نقطة على سطح الأرض، إلى 1020 قدم في أعلى قمم جبال الخليل. تمتلك المنطقة عدّة مناطق خصبة. إمدادات المياه للمنطقة ليست وفيرة. نهر الأردن هو النهر الوحيد في المنطقة، يتدفق جنوبا خلال بحيرة طبريا (بحيرة الماء العذبة الوحيدة في المنطقة) إلى البحر الميت الشديد الملوحة. التاريخ العرب الكنعانيون كانوا أول السكان المعروفين لفلسطين. خلال الألف الثالثة قبل الميلاد وقد أصبحوا مدنيين يعيشون في دول ومدن منها أريحا. طوّروا أبجدية ومنها إشتقّت أنظمة كتابة آخرى. موقع فلسطين في مركز الطرق التي تربط الثلاث قارات جعل لها موقع للإجتماع الديني و التأثير الثقافي على مصر، سوريا، بلاد ما بين النهرين، وآسيا الصغرى. وكانت أيضا ساحة للحروب بين القوى العظمى في المنطقة و خاضعة لهيمنة الإمبراطوريات المجاورة، بدأ بمصر في ألفية الثالثة قبل الميلاد. الهيمنة المصرية والحكم الذاتي للكنعانيين كانا بشكل دائم في تحدّ خلال ألفية الثانية قبل الميلاد من قبل غزاة متنوّعين عرقيا كالعموريون، هيتيتيس، وهورريانس. على أية حال، هزم الغزاة من قبل المصريين والكنعانيون. بدأت السلطة المصرية بالضعف بعد القرن الرابع عشر قبل الميلاد، المحتلون الجدّد ومنهم العبرانيين وهم مجموعة من القبائل السامية من بلاد ما بين النهرين، و الفلستينيين (بعد ذلك سميت البلاد باسمهم)، وإيجي وهم شعوب من أصل هندي أوروبي. مملكة إسرائيل بعد خروج القبائل العبرية من مصر (1270 قبل الميلاد) قاموا بغزو مدن الكنعانيين. وتم لهم بقيادة جوشوا السيطرة على أجزاء من فلسطين (1230 قبل الميلاد). أستقر العبرانيون في تلال البلاد، لكنّهم كانوا غير قادرين على السيطرة على كلّ فلسطين. الإسرائيليون، وهم إتحاد القبائل العبرية، أخيرا هزموا الكنعانيون حوالي 1125 قبل الميلاد. لكن تم غزوهم و قوتلوا قتالا شديدا من قبل الفلستينيين. حيث أسّس الفلستينيين دولة مستقلة لهم على الساحل الجنوبي لفلسطين وسيطروا على مدن الكنعانيين بما فيها القدس. وبما كان لهم من قيادة عسكرية منظمة ولإستعمالهم الأسلحة الحديدية، هزموا الإسرائيليين بشدة حوالي 1050 قبل الميلاد. التهديدات المخّتلفة أجبرت الإسرائيليين على التوحد وتأسيس الحكم الملكي. نبي الله داهود علية السلام، هزم الفلستينيين أخيرا بعد قليل من سنة 1000 قبل الميلاد، وتم لهم كامل السيطرة على أرض كنعان. وحدة إسرائيل وضعف الإمبراطوريات المجاورة مكّنا داهود من تأسيس دولة مستقلة كبيرة عاصمتها في القدس. في عهد إبن داهود ووريث، نبي الله سليمان علية السلام، تمتّع نبي إسرائيل بالسلام و الإزدهار، لكن مع موته في 922 قبل الميلاد قسّمت المملكة إلى إسرائيل في الشمال ويهودا في الجنوب. عندما أستأنفت الإمبراطوريات القريبة توسعها، لم يستطع الإسرائيليون المقسّمون في الإبقاء على إستقلالهم. سقطت إسرائيل إلى الإمبراطورية الآشورية في 722-721 قبل الميلاد، ويهودا هزمت في 586 قبل الميلاد من قبل بلاد بابل، الذين حطّموا القدس ونفوا أغلب اليهود الذين يعيشون فيها. الحكم الفارسي اليهود المنفون سمح لهم بالمحافظة على هويتهم ودينهم، بعض من أفضل الكتب اللاهوتية والعديد من الكتب التاريخية و منها العهد القديم كتب خلال فترة النفي أو ما عرف بالسبى البابلي. عندما حكم سيروس العظميم بلاد فارس قهر بلاد بابل في 539 قبل الميلاد أجاز لليهود العودة إلى يهودا وهي منطقة في فلسطين. تحت الحكم الفارسي سمح لليهود بالحكم الذاتي. جدّدوا جدران القدس وصنّفوا التوراة التي أصبحت رمز الحياة الإجتماعية والدينية. الحكم الروماني الحكم الفارسي لفلسطين إستبدلت بالحكم اليوناني عندما أحتل الأكسندر الأكبر المقدوني المنطقة في 333 قبل الميلاد. ورثة الأكسندر، بتوليميس وسيليوسدس، واصلوا حكم البلاد. سيليوسدس حاول أن يفرض الثقافة والديانة الهيلانية (اليونانية) على السكان. في القرن الثاني قبل الميلاد، تمرّد اليهود تحت ماكابيس وبدأ دولة مستقلة (141 - 63 قبل الميلاد) حتى قهرهم بومبي العظيم من روما وجعلها مقاطعة حكمت من قبل الملوك اليهود. خلال حكم الملك هيرود العظيم (37-4 قبل الميلاد) ولد سيدنا عيسى علية السلام. كان هناك ثورتان لليهود وقمعتا في 66-73 و 132-35. بعد الثانية، قتل عدد كبير من اليهود، والعديد بيع كعبيد، أما البقية فلم يسمح لهم بزيارة القدس. بدل أسم يهودا إلى إسم سوريا فلستينيا. لاقت فلسطين إهتمام خاصّ عندما زارت القدس الإمبراطورة هيلينا أم الإمبراطور الروماني قسطنتين الأول الذي شرع المسيحية وأعلنها ديانة للدولة في 313 ميلادي. أصبحت القدس بؤرة للحجّ المسيحي. وكان لها عصرا ذهبيا من الإزدهار، الأمن، والثقافة. أغلب السكان أصبحوا مسيحيين. قطع الحكم البيزنطي (الروماني) خلال فترات قصيرة بغزوات فارسية وأنهى تماما عندما فتحت الجيوش العربية الإسلامية فلسطين والقدس في العام 638. الخلافة الإسلامية الغزو اإسلامي بدأ حكم أسلامي لفلسطين لمدت 1300 سنة. كانت فلسطين مقدّسة للمسلمين لأن الله أمر سيدنا محمد بأن تكون القدس القبلة الأول للمسلمين ( الإتجاه الذي يواجهة المسلم عندما يصلّي) ولأنة صلي الله علية وسلم صعد في ليلة الإسراء و المعراج في رحلة إلى السماء من المدينة القديمة للقدس (المسجد الأقصى اليوم)، حيث بني المسجد الإقصى و مسجد قبة الصخرة بعد ذلك. أصبحت القدس المدينة الأقدس الثالثة للإسلام. الحكام المسلمون لم يجبروا دينهم على الفلسطينيين، وخلال أكثر من قرن تحول الأغلبية إلى الإسلام. المسيحيون واليهود الباقون إعتبروا أهل الكتاب. وسمح لهم السيطرة المستقلة ذاتيا في مجتمعاتهم وضمن لهم أمنهم وحريتهم في العبادة. مثل هذا التسامح كان نادر في تاريخ الأديان و في تاريخ فلسطين. أكثر الفلسطينيين تبنّوا العربية والثقافة الإسلامية. فلسطين إستفادت من التجارة مع الإمبراطوريات المجاورة ومن أهميتها الدينية خلال الحكم الأموي الإسلامي في دمشق. عندما إنتقلت السلطة إلى بغداد مع العباسيين في 750، أصبحت فلسطين مهملة. عانت البلاد بعد ذلك من الإضطراب والهيمنة المتعاقبة من قبل السلجوقيين، الفاطميين، والغزوات الصليبية. شاركت فلسطين، على أية حال، في مجد الحضارة الإسلامية، عندما تمتّع العالم الإسلامي بعصر ذهبي من علم، فنّ، فلسفة، وأدب. حيث بدأ المسلمون تعلّم العلوم اليونانية وبدأوا طريقا جديدا في عدّة حقول، بعد سنين كان لكلّ ذلك مساهمة كبيرة في عصر النهضة في أوروبا. الحكم العثماني الأتراك العثمانيون من آسيا الصغرى هزموا المملوكيين في 1517، وحكموا فلسطين حتى شتاء 1917. البلد كان قد قسّم إلى عدّة مناطق (سناجق) منها القدس. إدارة المناطق وضعت بشكل كبير في أيادي العرب الفلسطينيون. المسيحييون و اليهود، على أية حال، سمح لهم بكل الحريات الدينية والمدنية. إشتركت فلسطين في مجد الإمبراطورية العثمانية خلال القرن السادس عشرة، لكن ضعف ذلك المجد ثانية للإمبراطورية في القرن السابعة عشرة. ضعف فلسطين في التجارة، الزراعة، والسكان إستمرّ حتى القرن التاسع عشر. في ذلك الوقت في بحث الأوروبيين عن الخام والمواد والأسواق، بالإضافة إلى مصالحهم الأستراتيجية، جلبهم إلى الشرق الأوسط. بين 1831 و1840، محمد علي، الوالى العثماني على مصر، حاول توسيع حكمة إلى فلسطين. سياساته حسنت الحال الأقتصادية حيث زادت الزراعة، وتحسن التعليم. عادت السلطة للإمبراطورية العثمانية ثانية في 1840، وفرضت إصلاحاتها الخاصة. تصاعد القومية الأوروبية في القرن التاسعة عشرة، وخصوصا مع أنتشار اللاسامية، شجّع اليهود الأوروبيين لطلب اللجوء الى "أرض الميعاد" في فلسطين. ثيودور هيرزل، مؤلف كتاب الدولة اليهودية (1896)، أسّس المنظمة الصهيونية العالمية في 1897 لحملّ أوروبا على حل "المشكلة اليهودية". كنتيجة لتزايد الهجرة اليهودية إلى فلسطين بشّدة في 1880، العرب الفلسطينيون وهم حوالي 95 بالمائة من السكان بدأوا يشعرون بالتخوف من هجرة اليهود وشراء الأرض ومن ثمّ تحولت الى معارضة للصهيونية. الإنتداب البريطاني بمساعد من قبل العرب، أحتل البريطانية فلسطين من الأتراك العثمانيين في 1917 - 1918. العرب تمرّدوا ضدّ الأتراك لأن البريطانيين وعدوهم، في 1915-1916 من خلال المراسلات مع الشريف حسين إبن علي والى مكة المكرمة، بإستقلال بلدانهم بعد الحرب. بريطانيا، على أية حال، قدمت إلتزامات متعارضة أخرى في السرّ من خلال إتفاقية سيكيس بيكوت مع فرنسا وروسيا 1916، بالتعهد بتقسيم وحكم المناطق العربية مع حلفائها. في إتفاقية ثالثة، في وعد بلفور 1917، وعدت بريطانيا اليهود بالمساعدة على تاسيس "وطن قومي" في فلسطين. هذا الوعد دمج بعد ذلك في صك الإنتداب الممنوح لبريطانيا من عصبة الأمم في 1922. خلال إنتدابهم من 1922 الى 1948،البريطانيون وجدوا أن وعودهم المتناقضة إلى اليهود و العرب الفلسطينيين صعبة التوافق. تصوّر الصهاينة بفتح الهجرة اليهودية بشكل واسع النطاق، والبعض تكلّم عن دولة يهودية تشمل كلّ فلسطين. الفلسطينيون، على أية حال، رفضوا قيام بريطانيا بتقديم بلادهم إلى طرف ثالث و هم لا يملكونها، حدثت الهجمات المضادة للصهيونية في القدس في 1920 ويافا في 1921. في 1922 في بيان سياسي للحكومة البريطانية تم أنكار طلبات الصهيونية بالحصول على كلّ فلسطين وحدّدت الهجرة اليهودية، لكن تم أعادت التأكيد على دعم بريطانيا للوطن القومي لليهود. و قدم أقتراح بتأسّيس مجلس تشريعي، رفض الفلسطينيون هذا المجلس لكون التمثيل فية عدم عدالة. في 1928، عندما زادت الهجرة اليهودية بعض الشّيء، السياسة البريطانية تجاه الهجرة تأرجح تحت تضارب الضغوط العربية واليهودية. الهجرة تزايدة بحدّة بعد أضهاد النظام النازي في ألمانيا لليهود سنة 1933. في 1935 تقريبا حوالى 62,000 يهودي دخلوا فلسطين. الخوف من الهيمنة اليهودية كان السبب الرئيسي للثورة العربية التي إندلعت في 1936 وإستمرّت بشكل متقطّع حتى 1939. في ذلك الوقت حدّدت بريطانيا الهجرة اليهودية ثانية ومنعت بيع الأرض لليهود. فترة مابعد الحرب العالمية الثانية الكفاح الفلسطين، الذي توقف خلال الحرب العالمية الثانية، إستأنف في 1945. الرعب من المحرقة النازية المزعومة أنتج عطفا عالميا و أوروبي لليهود وللصهيونية، وبالرغم من أن بريطانيا ما زالت ترفض هجرة 100,000 يهودي إلى فلسطين، العديد من اليهودي وجد طريقهم الى هناك بشكل غير قانوني. الخطط المختلفة لحلّ مشكلة فلسطين رفضت من طرف أو آخر. أعلنت بريطانيا أن الإنتداب فاشل وحولت المشكلة إلى الأمم المتّحدة في أبريل/نيسان 1947. اليهود والفلسطينيون أستعدوا للمواجهة. بالرغم من أن الفلسطينيون فاقوا عدد اليهود (1300000 إلى 600000)، اليهود كانوا مستعدّين أفضل. إمتلكوا حكومة شبة مستقلة، تحت قيادة ديفيد بن جوريون، وجيشهم، الهاجانا، كان مدرّب بشكل جيد. الفلسطينيون لم يكن لهم الفرصة للتجهز منذ الثورة العربية، وأغلب زعماء الثورة كانوا في المنفى أو سجون الإنتداب البريطاني. مفتي القدس، والناطق الرئيسي للفلسطينيين، رفض القبول بالدولة اليهودية. عندما قررت الأمم المتّحدة تقسيم فلسطين في نوفمبر/تشرين الثّاني 1947، رفض العرب الخطة بينما قبلها اليهود. في الحرب العسكري التي بدأت بعد أنهاء بريطانيا للإنتداب هزم العرب والفلسطينيون. قامت إسرائيل في 14 مايو/أيار 1948، جائت خمس جيوش عربية لمساعدة الفلسطينيين، وقامت بالهجوم فورا. عدم التنسيق وأسباب آخرى كانت السبب في هزيمة الجيوش العربية. إسرائيل أحتلت أكثر مما كان مقررا لها في قرار التقسيم. في حين أخذت الأردن الضفة الغربية من نهر الأردن، ومصر أخذت قطاع غزة. (إحتلّت إسرائيل هذه الأراضي بعد حرب الأيام الستّة 1967.) نتج عن الحرب 780,000 لاجىء فلسطيني. جزء منهم تركوا بيوتهم من الخوف والرعب، بينما البقية أجبرت على الخروج. الفلسطينيون مع إنتشارهم خلال البلدان المجاورة، أبقوا على هويتهم الوطنية الفلسطينية والرغبة في العودة إلى وطنهم. |
الحشاشون، النزاريون، بنو الصباح: او مايعرف ايضا بإسم جماعة الدعوة الجديدة أو ماذاع صيتهم بالحشاشين Hashshashin كانوا طائفة إسماعيلة نزارية نشيطة من القرن الثامن إلى القرن الرابع عشر وهناك الكثير من الجدل حول هذه المجموعة فإستنادا إلى بعض المصادر فإن الرحالة الإيطالي ماركو بولو (1254 - 1324) هو أول من أطلق تسمية الحشاشين على هذه المجموعة عند زيارته لمعقلهم المشهور بقلعة ألموت Alamut التي تبعد 100 كلم عن طهران [1] وذكر إن هذه الجماعة كانوا يقومون بعمليات إنتحارية وإغتيالات تحت تأثير تعاطيهم الحشيش ترجمةحسن بن صباح[2] ، بغض النظر عن هذه التناقضات التأريخية فإن هذه المجموعة قامت بعمليات إغتيال في غاية التنظيم و الدقة ضد الصليبيين و العباسيين والسلاجقة [3]. إحدى الطوائف الشيعية التي تمكنت من تأسيس دويلات في إيران و الشام، بين أعوام 1090-1270 م. بينما يرى البعض إن في هذه القصة تلفيقا وسوء الملقب بشيخ الجبل لإسم زعيم القلعة تفرع مذهبهم من العقيدة النزارية الفاطمية. تمكن قائدهم حسن الصباح (ت 1124 م) من الاستيلاء على قلعة ألموت (جنوب غرب بحر قزوين، الخزر) والجبال المتاخمة لها. و منها بدأ في شن غاراته على شمال إيران و دولة السلاجقة بالخصوص. بعدما أن تملك أتباعه، و ابتداءا من سنة 1092 م بدأ حسن الصباح في شن حملات انتحارية. كان هدف هذه العمليات اغتيال القادة السنيين، و كل من كان يبدي معارضة لمذهب هذه الطائفة. تميز اتباع هذه الطائفة بالحذر الشديد والعزلة التامة، الشيء الذي أبقى على عقيدتهم إلى يومنا هذا.
منذ القرن الـ12 م بدأوا في شن حملات منظمة لاغتيال القادة المسلمين، كان ذلك يتم بالتنسيق مع الصليبيين أحيانا. عرف قائد هذه الطائفة في المنطقة باسم "شيخ الجبل". يعزوا البعض الجرأة التي يتمتع بها النزاريون إلى تناولهم لمادة الحشيش، إلا أن هذا لم يكن حالهم دائماً. في عام 1256 م قام هولاكو بالقضاء على فرعهم في فارس و قلعة الموت. قام قائد المماليك الظاهر بيبرس بعدها سنة 1270 م بدحر آخر معاقلهم في الشام. من اسمهم "حشاشون"، اشتق الصليبيون اللفظ المرادف لكلمة "اغتيال" العربية، وتستعمل الكلمة "Assassin" اليوم في كل اللغات الغربية تقريبا... |
قصة الخليقة الفرعونية
ولادة رع تبدأ النظرية الأولى بمدينة أون (هليوبوليس), معقل عبادة رع إله الشمس, حيث نجد في البدء "نون" او الخواء كما يترجمه البعض, و هو كتلة لم تتشكل بعد و بداخله بذور الحياة الكامنة, يولد من "نون" الشمس "رع" بطريقة مجهولة, الذي يعلن نفسه حاكم الكون, لكن "نون" لا يتوقف دوره عند هذا الحد, لكنه يتوارى عند حدود العالم الحي مكوناً طاقة سلبية هائلة تهدد بإجتياح العالم, و تكون مقرأً دائماً للنفوس الضالة المعذبة, و الموتى الذين لم يحظوا بطقوس دينية مناسبة, أو الأطفال الذين ولدوا موتى. بعد تولي "رع" حكم الكون, يرسل أشعته الذهبية إلى الأرض, لتبدأ الأمواج التي تغطيها في الأنحسار, و تنزل الأشعة على أول تل من الرمال يظهر على سطح الأرض, لتتخذ الأشعة أبعاداً مادية مكونة حجر مرتفع عرف بأسم "بن بن" في مدينة أون, أصبح بعد ذلك محل تبجيل في مصر كلها لأنها مهد الخليقة, كانت تلك الأشعة تحمل المادة الألهية لرع التي اتحدت جنسياَ مع نفسها لتنجب الجيل الثاني من الألهة. كان الجيل الثاني مكوناً من زوجين من الألهة, هما الإله "شو" رب الجفاف أو الهواء في بعض الأراء و الألهة "تفنوت" ربة الرطوبة, و من إتحاد الجفاف و الرطوبة نتج عنه الجيل الثالث, زوجان أخران هما الإله "جب" رب الأرض و الألهة "نوت" ربة السماء, رزقت السماء و الأرض بأربعة أولاد مكونين الجيل الرابع وهم على التوالي "أوزوريس","إيزيس","ست"و"نفتيس". أسطورة إيزيس و أوزوريس مع بداية الجيل الرابع من الألهة, نجد أن الشر بدأ في الظهور على الأرض, بغيرة "ست" من أخيه "أوزوريس" و خاصا بعد إعلان الأخير ملكاً على مصر, يتم إغتياله بيد "ست" و تمزيق جسده و تفريق أشلائه على جميع مقاطعات مصر, لتبدأ "أيزيس" بمساعدة أختها "نفتيس" في رحلة تجميع أشلاء زوجها الحبيب "أوزوريس", التي وصلت رحلتها في البحث إلى بيبلوس في لبنان, بعد تجميع كافة الأشلاء يساعدها "أنوبيس" رب التحنيط و حارس العالم الأخر (الذي يقال أنه أبن غير شرعي "لأوزوريس" و "نفتيس") في تحنيط زوجها, و يعيد "رع" الحياة "لأوزوريس" لمدة يوم واحد لتنجب منه "أيزيس" ولدها "حورس", الذي تخبئه في مستنقعات الدلتا تحت رعاية الألهة "حتحور" البقرة المرضعة, ليشب بعدها و تبدأ الحرب بينه و بين عمه "ست" و ينتصر "حورس" الصقر, تتم محاكمة عادلة برئاسة جده الأله "جب", يحصل حورس على ملك مصر أما "أوزوريس" فينصب حاكماً لعالم الموتى. خلق البشر و القمر أما عن خلق البشر فإن النظرية تقول بأن الأله "رع" فقد إحدى عينيه, و أرسل ولديه "شو"و"تفنوت" للبحث عنها, لما طال غيابهما اتخذ لنفسه واحدة أخرى, لكن العين الغائبة تعود لتجد ما حدث من تغيير, فتذرف الدموع "رموت" من شدة الغيظ فينتج عنها البشر "رمث", و لكن "رع" يقوم بترضية عينه تلك بتسليمها إلى الأله "تحوت" الإله الكاتب, ليرفعها للسماء لتضيء الليل ليكون بذلك مولد القمر, لكن عندما فقد "حورس عينه اليسرى في حربه مع عمه "ست" منحه "تحوت" تلك العين لتصبح النموذج الاسمى للتكامل البدني, لذلك أقتدى به بعد ذلك الفراعنة بوضع تمائم وقلادات و رسومات لتلك العين في الحياة و الموت. ثورة البشر بعد سنين تقوم ثورة للبشر ضد خالقهم "رع", الذي يقرر محوهم من على الارض فيرسل إليهم "حتحور" في صورة وحش هائل, وفي يوم واحد يتم افتراس جزء كبير من البشر, لكن "رع" يشفق عليهم و يقرر أن يسكب الجعة خلال الليل على الارض التي أختلطت بماء النيل لتصبح كالدماء, أخذت "حتحور" تلعق هذا الشراب حتى ثملت و نامت, بذلك نجت البشرية لكن بعد أن خاب ظن "رع" فيها, حيث قرر الانسحاب إلى السماء فاستقر فوق بقرته السماوية التي يرفعها الأله "شو", و سلم إدارة الأرض للأله "تحوت" و الرموز الملكية إلى الأله "جب", وتم الفصل نهائيا بين البشر والألهة, و بدأ من هنا حكم الفراعنة الذين تختارهم الألهة ممثلين عنها في الأرض و شركاء في السماء. |
|
http://www.iconbazaar.com/flowers/dahlia02.gif لن أجد أجمل من وردة أتركها كرد على موضوعك تحيتي وتقديري لك |
الساعة الآن 02:36 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |