![]() |
هـــــــذا المـســاء
كنّا نتبادل قرع أجراس الزمن الهارب منّا عنوة صدقني ... لم أفترض يوما هذا الرحيل لم أصدق أني لاأراك صدقني لم أتعود غيابك رغم غيابي لم أصدق أنّ بابك محكوم بالنهاية وانعدام الضوء لم أصدق أنّ فيروز صمت صوتها بمكتبك وأنّي لم أعد أحاورك وأستنطقك وبيننا مسافات عمر وأزمنه تتثاءب لتقول لي وربما قالت لك ذات مساء أنتما محكومان بالغياب |
ذاك المساء تقرّحت عيناي من البكاء
ذاك المساء تقرّحت جروحي صرخت اعذرني للغياب اعذرني لأني لم أودّعك اعذرني لأنّي لم اسمعك اعذرني لأني غيّرت مواعيد الخطا وتركت خلفي عناوين أغلقت عليها سبع أبواب وسبع أقفال |
هذا المساء
صدقت أنّك رحلت وأنّك قنطت من عودتي وأن لسانك ملّ من حروف اسمي وأنّك تعبت من الرسائل الصادرة دون صدى للجواب |
ذاك المساء
قالت لي لم يبنوا له شاهد ولم يكتبوا هنا يرقد شاعر ولم يذكروا عدد كتبه ذاك المساء قالت لي شيئ واحد إنه قضى وهو يردد قصيده |
ذاك المساء قالت لي الحزينه
إنه تجرّع الكثير من الحبر واقتات الكثير من الشعر وعندما نطق التوى عنق القصيدة بعنق شاعر |
هذا المساء
أعادني ألف يوم للخلف حيث كنت أراقب النجوم وأعيد بعضا من أشعارك أتى صوتك عبر الأسلاك تبادلنا لغة وحرفا تناقضنا وتعالى الصراخ وأسكتنا بيت شعر |
ذاك المساء مشيت باتجاه ريح غليونك
ساقتني قدماي حيث كان مكتبك هناك اقتربت قليلا تباطئت حركة قدماي كثيرا سرت بقلبي قشعربرة خوف أن لا ألقاك |
كان العرق يتصبب من جبيني
من كل مسام من مساماتي وصلت للزاوية القاتلة للحلم حيث كانت الحياة تنبض بكل مكان الاّ عند باب مكتبك حينها صدقت أنك رحلت دون وداع |
ذاك المساء هرم الحلم بلحظة وضيّع ذاكرته
كان كل من يمرّ بالطريق ويضحك كان يضحك على حلم عجوز يلبس براشوتا ملونا وشعره أشيب ويمسك لافتة كتب عليها أنا الميت أدناه بمكان ما سوف أدفن جنبا الى جنب عند نيزك سقط بمحض الصدفة ولم يحقق أماني بقدر ما حقق ألم وألم |
هذا المساء المضطرب بذاكرتي المتراكمة والمتداعية أحيانا
تعطرت برائحة الريحان المسكون بأضرحة الشعراء حيث فاحت رائحة قصيدة استعصت وقتلت صاحبها. |
الساعة الآن 11:36 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |