منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   المكتبة العامة (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=239)
-   -   حـكايـات عـربـيـة (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=17740)

صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 02:30 AM

فالُوذَجـة بلا عَسـَل
أهدى رجلٌ من ولد عامر بن لؤي إلى إسماعيل الأعرج فالوذجةَ وأَشْعَبُ حاضر. فقال إسماعيل:‏ ‏ كُلْ يا أشعب.‏ ‏ فأكل منها فوجدها بلا عسل.‏ ‏ قال إسماعيل:‏ ‏ كيف تراها؟‏ ‏ فقال:‏ ‏ عليّ الطلاق إن لم تكن هذه الفالوذجة قد عُمِلت قبل أن يُوحي ربُّك إلى النَّحل! ‏
من كتاب "زهر الآداب" للحُصْرِي. ‏



صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 02:30 AM

فخر الدِّين الرازي وتلميذه العلويّ
حدّث النسّابة إسماعيل بن الحسين العلوي، قال:‏ ‏ ورد فخر الدين الرازي إلى مَرْو. وكان من جلالة القدر، وعِظَم الذِّكر، وضخامة الهيبة، بحيث لا يُراجَع في كلامه، ولا يتنفّس أحد بين يديه. ‏ ‏ فتردّدتُ للقراءة عليه. فقال لي يومًا: ‏ ‏ أُحبُّ أن تُصنِّفَ لي كتابًا لطيفًا في أنساب الطالبين لأنظر فيه وأحفظَه. فصنّفتُ له المصنَّف الفَخْري. فلما ناولته إياه، نزل عن مقعده وجلس على الحصير، وقال لي: ‏ ‏ اجلس على هذا المقعد! ‏ ‏ فأعظمتُ ذلك وأبيت، فانتهرني نهرةً عظيمة مزعجة، وزعق عليّ وقال: ‏ ‏ اجلس حيث أقول لك! ‏ ‏ فتداخلني من هيبته ما لم أتمالك إلا أن جلست حيث أمرني. ثم أخذ يقرأ في كتابي وهو جالس بين يديّ، ويستفهمني عما استغلق عليه، إلى أن أنهاه قراءة. فلما فرغ منه قال: ‏ ‏ اجلس الآن حيث شئت، فإن هذا عِلمٌ أنت أستاذي فيه، وأنا أستفيد منك وأُتلمذ لك. وليس من الأدب إلا أن يجلس التلميذ بين يدي الأستاذ.‏ ‏ ‏
من كتاب "الوافي بالوفيات" للصفدي.

صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 02:31 AM

فراسـة المنصـور

جلس الخليفة المنصور في إحدى قباب بغداد، فرأى رجلا ملهوفا يجول في الطرقات. فأرسل إليه من أتاه به. فلما سأله عن حاله أخبره أنه خرج في تجارة فكسب مالا، وأنه رجع بالمال إلى منزله فدفعه إلى أهله، ثم ذكرت امرأته أن المال سرق من بيتها، ولم ير نقبا بالدار ولا أثرا للص. ‏ ‏ فقال المنصور: ‏ ‏ منذ كم تزوجتَها؟ ‏ ‏ قال: منذ سنة. ‏ ‏ قال: أبِكرا تزوجتها أم ثيبا؟ ‏ ‏ قال: ثيبا. ‏ ‏ قال: أفلها ولد من سواك؟ ‏ ‏ قال: لا. ‏ ‏ قال : فشابة هي أم مُسنّة؟ ‏ ‏ قال: بل شابة. ‏ ‏ فدعا المنصور بقارورة طِيب كان يُعمل له، حادّ الرائحة، غريب النوع، فدفعها إلى الرجل وقال له: ‏ ‏ تطيّب من هذا الطيب فإنه يُذْهِبُ همَّك. ‏ ‏ فلما خرج الرجل من عند المنصور قال المنصور لأربعة من ثقاته: ‏ ‏ ليقعد كل واحد منكم على باب من أبواب المدينة الأربعة، فمن مر به أحد فشم منه هذا الطيب فليأتيني به. ‏ ‏ وخرج الرجل بالطيب فدفعه إلى امرأته، وقال لها: ‏ ‏ وهبه لي أمير المؤمنين. ‏ ‏ فشمّته فأعجبها، فبعثت ببعضه إلى رجل كانت تحبه، وهو الذي دفعت إليه مال زوجها، وقالت له: ‏ ‏ تطيّب من هذا الطيب فإن أمير المؤمنين وهبه لزوجي. ‏ ‏ فتطيّب منه الرجل. ‏ ‏ ثم إنه مرّ مجتازا ببعض أبواب المدينة فشمّ المُوكَل بالباب رائحة الطيب منه، فأخذه فأتى به المنصور. فقال له المنصور: ‏ ‏ من أين حصلت على هذا الطيب فإن رائحته غريبة مُعجِبة؟ ‏ ‏ قال: اشتريته. ‏ ‏ قال: من أين اشتريته؟ ‏ ‏ فتلجلج الرجل واختلط كلامه. فدعا المنصور صاحب شرطته وقال له: ‏ ‏ خذ هذا الرجل إليك فإن أحضر كذا وكذا من الدنانير فخلِّه يذهب حيث شاء، وإن امتنع فاضربه ألف سوط. ‏ ‏ فخرج به صاحب الشرطة وجرده ودعا بالسياط ليضربه، فأذعن الرجل وردّ الدنانير. ‏ ‏ ودعا المنصور زوج المرأة وقال له: ‏ ‏ لو رددتُ عليك الدنانير التي سُرقت منك، أتحكّمني في امرأتك؟ ‏ ‏ قال: نعم. ‏ ‏ قال المنصور: ‏ ‏ فهذه دنانيرك، وامرأتُك طالق منك. ‏ ‏ ثم أخبره بخبرها.‏ ‏
من كتاب "الطرق الحكمية في السياسة الشرعية" لابن قيم الجوزية.‏




صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 02:32 AM

فطـانــة

روى الحسن بن إدريس الحلواني قال: سمعت الإمام محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه يقول: الشحم لا ينعقد مع الغم، ثم قال: وكان بعض ملوك الأرض قديماً، كثير الشحم لا ينتفع بنفسه، فجمع الأطباء وقال لهم:‏ ‏ احتالوا بحيلة يخف بها لحمي هذا قليلاً، فما قدروا على شيء فجاءه رجل عاقل متطبب، فقال له: عالجني ولك الغنى. قال: أصلح الله الملك، أنا طبيب منجم، فدعني حتى أنظر الليلة في طالعك، لأرى أي دواء يوافقك. فلما أصبح، قال له: أيها الملك، أعطني الأمان. فلما أمـَّنه قال: رأيت طالعك يدل على أنه لم يبق من عمرك غير شهر واحد، فإن اخترت عالجتك، وإن أردت أن تستوثق من ذلك، فاحبسني عندك، فإن كان لقولي حقيقة فحلّ عني، وإلا فاقتص مني، قال:‏ ‏ فحبسه، ثم رفع الملاهي، واحتجب عن الناس، وخلا وحده مغتماً كئيباً حزيناً وكلما انسلخ يوم ازداد هماً وغماً وكمداً، حتى هزل وخف لحمه، وبعد ثمانية وعشرين يوماً بعث إليه وأخرجه، وقال: ما ترى؟ فقال: أعز الله الملك، أنا أهون على الله من علم الغيب، والله إني لا أعلم عمري، فكيف أعلم عمرك؟ ولكن لم يكن عندي دواء إلا الغم، فلم أقدر أجلب إليك الغم إلا بهذه الحيلة، فإن الغم يذيب الشحم، فأجازه على ذلك وأحسن إليه الإحسان كله، وذاق حلاوة الفرح، وانتفع بحياته الانتفاع كله.

صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 02:32 AM

فكيـف لـو أرى الفيـل

كان ـ منكه الطبيب الهندي ـ صحيح الإسلام وكان إسلامه بعد المناظرة والاستقصاء والتثبت، سمع مرة من رجل وهو يقرأ ـ أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وسمع آخر يقول له فكيف لو رأى الفيل؟‏ ‏ فوبخه الحاضرون، فقال منكه:‏ ‏ لا توبخوه فإنه لا شك أن خلق الفيل أعجب.‏ ‏ قيل له:‏ ‏ فكيف لم يضرب الله تعالى المثل دون البعير؟‏ ‏ قال:‏ ‏ إنما خاطب القرآن العرب، ثم تصير تلك المخاطبة لجميع الأمم بعد الترجمة من لسان هؤلاء العرب الذين بدأت بهم المخاطبة. ‏ ‏
من كتاب "الحيوان" للجاحظ.



صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 02:33 AM

فما جوابك إلا السكـوت
قال أبو الحسن المدائني:‏ ‏ دخل محمد بن واسع على قُتيبة بن مسلم والي خُراسان في مِدْرعَةِ صوف، فقال له:‏ ‏ ما يَدْعُوك إلى لباس هذه؟‏ ‏ فسكت، فقال له قتيبة:‏ ‏ أُكلِّمُك فلا تُجيبني؟‏ ‏ قال: ‏ ‏ أكرهُ أن أقول زُهْداً فأزكِّيَ نفسي، أو أقول فقراً فأشكو ربي، فما جوابك إلا السكوت.

صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 02:34 AM

فما قُعُودُكُم هنـا؟

وقف شحاذ على باب دارٍ وقال:‏ ‏ تصدّقوا عليّ فإني جائع.‏ ‏ قالوا: إلى الآن لم نخبز.‏ ‏ قال: فكَفٌّ من الشعير.‏ ‏ قالوا: ليس عندنا شعير.‏ ‏ قال: فشربة ماء فإني عطشان.‏ ‏ قالوا: ما أتانا السقّاء.‏ ‏ قال: فَنَعْلٌ قديمٌ ألبسه.‏ ‏ قالوا: ما في البيت نعل قديم.‏ ‏ قال: يا أولاد الخنازير، فما قعودُكم هنا؟ قوموا واشحتوا معي!‏
من كتاب "نهاية الأرب" للنُّويري. ‏


صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 02:35 AM

فـهذا مثـل ذاك
قال رجل لإياس بن معاوية:‏ ‏ هل ترى عليَّ من بأس إن أكلتُ تمرًا؟ ‏ ‏ قال: لا. ‏ ‏ قال: فهل ترى عليَّ من بأس إن أكلتُ معه كَيْسُومًا؟ ‏ ‏ قال: لا. ‏ ‏ قال: فإن شربتُ عليهما ماء؟ ‏ ‏ قال: جائز. ‏ ‏ قال: فلم تُحَرِّم السـُّكْر وإنما هو ما ذكرتُ لك؟ ‏ ‏ فقال إياس: ‏ ‏ لو صَبَبْتُ عليك ماء هل كان يضرّك؟ ‏ ‏ قال: لا. ‏ ‏ قال: فلو نثرتُ عليك ترابًا هل كان يؤذيك؟ ‏ ‏ قال: لا. ‏ ‏ قال: فإن أخذتُ ذلك فخلطتُه وعجنتُه وجعلت منه لَبِنَةً عظيمة فضربتُ بها رأسك؟ ‏ ‏ قال: كنتَ تقتلني. ‏ ‏ قال: فهذا مثل ذاك! ‏
من كتاب "نهاية الأرب" للنويري.

صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 02:35 AM

فـي رقـة الأدب
قال عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز: قال لي رجاء بن حَيْوَة: ما رأيت أكرم أدباً، ولا أكرم عِشْرَة من أبيك، سَمَرْت عنده ليلة، فبينما نحن كذلك إذ عَشى المصباح ونام الغلام.‏ ‏ فقلت: يا أمير المؤمنين، قد عَشى المصباح ونام الغلام، فلو أذنت لي أصلحتُه!‏ ‏ فقال: إنه ليس من مروءة الرجل أن يَستخدم ضيْفَه.‏ ‏ ثم حط رداءه عن منكبيه، وقام إلى الدَبَّة فصبّ من الزيت في المصباح، وأشخص الفتيلة.‏ ‏ ثم رجع وأخذ رداءه وقال:‏ ‏ قمت وأنا عمر ورجعت وأنا عمر.

صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 02:36 AM

في قريـة طَهْيَاثَا
قال دعبل الخزاعي:‏ ‏ اجتمعنا ثلاثة من الشعراء في قرية تُسمّى (طَهْيَاثا)، فشربنا يومَنا، ثم قلنا:‏ ‏ ليقل كلُّ واحدٍ منا بيتا من الشعر في وصف يومنا.‏ ‏ وبدأتُ فقلتُ:‏ ‏ نِلنا لَذِيذَ العَيْشِ في طَهْيَاثَا ‏ فقال الثاني:‏ ‏ لَمَّا حَثَثْنا القَدَحَ اسْتِحْثَاثَا ‏ ‏ وأُرْيجَ على الثالث فلم يدر ما يقول، فلما أَعْجَلْناه قال:‏ ‏ وامرأتي طالِقَةٌ ثلاثا!‏ ‏ ثم قعد يبكي وينتحب على تطليقه لزوجته، ويصف لنا حُبَّه لها، وقعدنا نضحك منه ونتعجب مما وقع له. ‏
من كتاب "المحاسن والأضداد" المنسوب للجاحظ. ‏



الساعة الآن 02:12 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى