![]() |
بارك الله بك على هذه القصص التي اخترتها عن الصحابة
|
اقتباس:
|
حتى تعم الفائدة ويكون هذا الموضوع بمثابة مرجع
نثبته وفقك الله اخي |
اولا اشكر الاخ منتصر على تثبيت الموضوع جزيل الشكر
الشهيد الصادق أنس بن النضر رضي الله عنه أنَسُ بن النَّضْر بن ضَمْضَم الأنصاري الخزرجي النجاري: أَخرجه أَبو موسى. عم أنس بن مالك خادم النبي صَلَّى الله عليه وسلم. أمه هند بنت زيد بن سواد. مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لَأَبَرَّهُ في "صحيح الْبُخَارِيِّ" عن أنس بن مالك أنَّ الربَيّع بنت النضر عمته لطمت إنسانًا فطلبوا العفو فأبوا، فطلبوا الأرْش فأبوا، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "كِتَابُ اللهِ القِصَاصُ"، فقال أنس بن النضر: أيكسر سنّ الربيّع؟ لا، والذي بعثك بِالحقِ لا يكسِر سنُها، فرضوا بالأرْش، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللهِ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لَأَبَرَّهُ، مِنْهُمْ أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ" أخرجه مسلم 3/1302 كتاب القسامة باب 5 إثبات القصاص في الأسنان وما في معناها حديث 24 ـــ 1675 وأحمد في المسند 3/128، 167، 584، والبيهقي في السنن الكبرى 8/25، 64، والبغوي في شرح السنة 1/147، والمتقي الهندي في كنز العمال 5932، 5952. قال ابن حجر العسقلاني في "الإصابة في تمييز الصحابة": وأما ما وقع في "صحيح مسلم" من وجهٍ آخر عن أنس أنَّ أخْتَ الربيّع جرَحت إنسانًا، فذكره؛ وفيه: فقالت أمُّ الربيع: يا رسول الله أيقتص من فلانة؟ فتلك قصة أخرى إن كان الراوي حفظ، وإلّا فهو وَهْم من بعض رواته، ويستفاد إن كان محفوظًا أنَّ لوالدة الربيع صحبة . ما عرفت أخي إلا ببنَانِه ولأنس عنها رواية في "صحيح مسلم" في قصةِ قَتْل أخيها أنس بن النضر لما استشهد بأحُد؛ قال أنس: فقالت أخته الربَيّع عمتي بنت النضر: ما عرفت أخي إلا ببنَانِه، وهذا صريح من روايته عن عمته. وليس لأنس بن النضر عَقِبٌ. لَيَرَيَنَّ الله كيف أصنع روى يزيد بن هارون، ومحمد بن عبد الله الأنصاري، عن أنس بن مالك أن عَمَّه أنس بن النضر غاب عن قتال بدر فقال: غُيّبتُ عن أول قتال قاتله رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم المشركين، لئن الله أشهدني قتالًا مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم للمشركين لَيَرَيَنَّ الله كيف أصنع، فلما كان يوم أُحُد انكشف المسلمون، فقال: اللهم إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء ـــ يعني المشركين ـــ وأعتذر إليك مما صنع هؤلاء ـــ يعني أصحابَه المسلمين ـــ ثم مضى بسيفه، فلقيه سعدُ بن معاذ في أخراها فقال: أي سعد، وَاهًا لريح الجنة، والله إني لأجدها دون أحد، قال سعد: فقلت: أنا معك، فلم أستطع أصنع ما صنع، قال أنس بن مالك: فَوُجِدَ قتيلًا فيه بضعٌ وثمانون بين ضربة بسيف، وطعنة برمح، ورمية بسهم، وقد مثلوا به فما عرفناه حتى عرفته أخته بِبَنَانه. (مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ) قال أنس في حديث يزيد فكنا نقول: فيه وفي أصحابه نزلت: {مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ} [سورة الأحزاب: 23]. قال محمد بن عمر في حديثه : لما جال المسلمون يوم أحد تلك الجولة ونادى إبليسُ قد قُتلَ محمد، فَمَرَّ أنسُ بن النضر يقاتل قدمًا، فرأى عمر بن الخطاب ومعه رهطٌ من المسلمين فقال: ما يُقعِدُكم؟ قالوا: قُتِل رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم، فقال أنس بن النضر: فما تصنعون بالحياة بعده؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه، ثم جَالدَ بسيفه حتى قُتِل، فقال عمر بن الخطاب: إني لأرجو أن يبعثه الله أُمَّةً واحدة يوم القيامة. روى أنس بن مالك: أن عَمَّه أنس بن النضر غاب عن قتال بدر فقال: غُيّبتُ عن أول قتال قاتله رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم المشركين، لئن الله أشهدني قتالًا مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، للمشركين لَيَرَيَنَّ الله كيف أصنع، فلما كان يوم أحد انكشف المسلمون، فقال: "اللهم إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء ــ يعني: المشركين ــ وأعتذر إليك مما صنع هؤلاء ــ يعني: أصحابَه المسلمين ــ ثم مضى بسيفه فلقيه سعد بن معاذ في أخراها قال فقال: أي سعد، وَاهًا لريح الجنة، والله إني لأجدها دون أحد، قال سعد: فقلت: أنا معك فلم أستطع أصنع ما صنع، قال أنس: فَوُجِدَ قتيلًا فيه بضع وثمانون بين ضربة بسيف، وطعنة برمح، ورمية بسهم، وقد مثلوا به فما عرفناه حتى عرفته أخته بِبَنَانه، قال أنس في حديث يزيد فكنا نقول فيه وفي أصحابه نزلت: {مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ} [سورة الأحزاب: 23]. قوموا فموتوا على ما مات عليه وقال محمد بن عمر في حديثه: لما جال المسلمون يوم أحد تلك الجولة، ونادى إبليسُ قد قُتلَ محمد، فَمَرَّ أنسُ بن النضر بن ضَمْضَم يقاتل قدما، فرأى عمر بن الخطاب ومعه رهط من المسلمين فقال: ما يُقعِدُكم؟ قالوا: قُتِل رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم، فقال أنس ابن النضر: فما تصنعون بالحياة بعده؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه، ثم جَالدَ بسيفه حتى قُتِل فقال عمر بن الخطاب: إني لأرجو أن يبعثه الله أُمَّةً واحدة يوم القيامة. من كتاب الاستيعاب والإصابة في تمييز الصحابة |
صاحب العصابة الحمراء
أبو دجانة الأنصاري ((أَبو دُجَاَنةَ سِمَاك بن خَرَشة. وقيل: سماك بن أَوس بن خرشة بن لوذان بن عبد وُدّ بن زيد بن ثعلبة بن طَرِيف بن الخَزْرج بن سَاعِدَة بن كعب بن الخزرج الأَكبر الأَنصاري الخزرجي الساعدي، من رهط سعد بن عبادة، يجتمعان في طريف.)) وعن زيد بن أسلم قال: دخل على أبي دجانة وهو مريض وكان وجهه يتهلل فقيل ما لوجهك يتهلل فقال ما من عملي شيء أوثق عندي من اثنتين أما إحداهما فكنت لا أتكلم فيما لا يعنيني وأما الأخرى فكان قلبي للمسلمين سليما. ((أَخرجه أَبو عمر، وأَبو نعَيم، وأَبو موسى.)) أسد الغابة. ((أبو دُجانة الأنصاريّ. هو مشهورٌ بكنيته)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((أمّه حَزمة بنت حَرْملة من بني زِعْب من بني سُليم بن منصور.)) ((ولأبي دُجانة عقب اليوم بالمدينة وبغداد.)) ((كان لأبي دُجانة من الولد خالد وأُمّه آمنة بنت عمرو بن الأجشّ من بني بَهْز من بني سُليم بن منصور.)) الطبقات الكبير. ((شهد بَدْرًا مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وكان بُهْمَةً من البُهَم الأبطال، دافع عن رسولِ الله صَلَّى الله عليه وسلم يوم أُحُد هو ومصعب بن عمير، فكثرت فيه الجراحات)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((له مقامات محمودةٌ في مغازي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وهو من كبار الأنصار، استشهد يوم اليمامة.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((قال محمد بن عمر: وشهد أبو دُجانة اليمامة وهو فيمن شارك في قتل مُسيلمة الكذّاب، وقُتل أبو دُجانة يومئذٍ شهيدًا سنة اثنتي عشرة في خلافة أبي بكر الصّدّيق.)) الطبقات الكبير. ((شهد بدرًا وأُحُدًا وجميع المشاهد مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وأَعطاه رسول الله سيفه يوم أُحد، وقال: "من يأْخذ هذا السيف بحقِّه"، فأَحجم القوم، فقال أَبو دُجَانة: أَنا آخذه بحقه، فدفعه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم إِليه، ففلق به هَامَ المشركين أخرجه أحمد 3/123، وابن أبي شيبة 12/ 206، 14/ 401، والحاكم 3/230 وذكره الهيثمي في الزوائد 6/112، 9/127. وقال في ذلك: [الرجز] أَنَا الَّذِي عَاهَدَنِـي خَلِيلِـي وَنَحْنُ بِالسَّفْحِ لَدَى النَّخِيـــلِ أَنْ لَا أَقومَ الدَّهْرَ فِي الكَيُول أَضْرِبْ بِسَيفِِ الله وَالرَّسُولِ عن ابن عباس، قال: لما رجع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم من أُحُد أَعطى فاطمة ابنته سيفه، وقال: "يَا بُنَيَّةُ، اغْسِلِي عَنْ هَذَا الدَّمِ"، وأَعطاها علي رضي الله عنهما سيفه، وقال: وهذا، فاغسلي عنه دمه، فوالله لقد صدقني اليوم، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "لئن كنت صدقت القتال لقد صدقه سَهْلُ بن حُنِيف، وأَبو دُجَانَة" أخرجه الحاكم 3/124.. صاحب العصابة الحمراء عصابة الموت (العصابة : العمامة ) وكان من الشجعان المشهورين بالشجاعة، وكانت له عصابة حَمْراءِ، يعلم بها في الحرب، فلما كان يوم أُحد أَعلم بها، واختال بين الصفين، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "إِنَّ هَذِهِ مِشْيَةٌ يُبْغِضُهَا الله، عَزَّ وَجَلَّ، إِلَّا فِي هَذَا المَقَامِ". عن أَنس أَن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أَخذ سيفًا يوم أُحد، فقال: "مَنْ يَأْخُذُ هَذَا مِنِّي"؟ فبسطوا أَيديهم كُلُّ إِنسان منهم يقول: أَنا، أَنا، قال: "فمن يأْخذه بحقه"، فأَحجم القوم، فقال سماك أَبو دجانة: أَنا آخذه بِحَقِّه، فأَخذه، ففلق به هام المشركين . أخرجه مسلم كتاب فضائل الصحابة حديث 128 وأحمد 3/123، وابن أبي شيبة 12/206، 14/ 98، 401، والحاكم 3/230.. وهو من فضلاء الصحابة وأَكابرهم، استشهد يوم اليمامة بعدما أَبلى فيها بلاءً عظيمًا، وكان لبني حنيفة باليمامة حديقة يقاتلون من ورائها، فلم يقدر المسلمون على الدخول إليهم، فأَمرهم أَبو دجانة أَن يلقوه إِليها، ففعلوا، فانكسرت رجله، فقاتل على باب الحديقة، وأَزاح المشركين عنه، ودخلها المسلمون، وقتل يومئذ. وقيل: بل عاش حتى شهد صِفين مع عليّ، والأَول أَصح وأَكثر، وأَما الحِرْز المنسوب إِليه فإِسناده ضعيف.)) وقد آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بينه وبين عتبة بن غزوان، وكان شديد الحب لله ولرسوله (، كثير العبادة، اشترك في غزوة بدر وحضر المعارك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبلى فيها بلاء حسنًا. وقف يوم أحد إلى جانب فرسان المسلمين، يستمع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يعرض عليهم سيفه، قائلا: (من يأخذ مني هذا؟) فبسطوا أيديهم، كل إنسان منهم يقول: أنا ..أنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (فمن يأخذه بحقه؟)، فأحجم القوم، فقال أبو دجانة: أنا آخذه بحقه، فأخذه أبو دجانة، ففلق به هام المشركين (أي شق رءوسهم) [رواه مسلم]. وأخذ أبو دجانة عصابته الحمراء وتعصب بها، فقال الأنصار من قومه: أخرج أبو دجانة عصابة الموت، ثم نزل ساحة المعركة، وهو ينشد: أَنَا الذي عَاهَدَنِي خَلِيــلِي وَنَحْنُ بِالسَّفْحِ لَدَى النَّخِيــلِ أَنْ لا أُقِيمَ الدَّهرَ في الكبُولِ أَضــْرِبُ بِسَيْفِ اللَّهِ وَالرَّسُولِ وأخذ يقتل المشركين، ويفلق رءوسهم بسيف الرسول صلى الله عليه وسلم حتى بدأ النصر يلوح للمسلمين، فلما ترك الرماة أماكنهم، وانشغلوا بجمع الغنائم، عاود المشركون هجومهم مرة أخرى، ففر كثير من المسلمين، وثبت بعضهم يقاتل حول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، منهم أبو دجانة الذي كان يدفع السهام عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما رأى كتائب المشركين تريد الوصول إليه، فتصدى لهم بكل ما أوتى من قوة؛ أملا في الحصول على الشهادة. كسرت قدمه ومات الرسول صلى الله عليه وسلم وهو راض عنه، فواصل جهاده مع خليفته أبي بكر الصديق، وشارك في حروب الردة، وكان في مقدمة جيش المسلمين الذاهب إلى اليمامة لمحاربة مدعي النبوة مسيلمة الكذاب وقومه بني حنيفة، وقاتل قتال الأسد حتى انكشف المرتدون، وفروا إلى حديقة مسيلمة، واختفوا خلف أسوارها وحصونها المنيعة، فألقى المسلمون بأنفسهم داخل الحديقة وفي مقدمتهم أبو دجانة، ففتح الحصن، وحمى القتال، فكسرت قدمه، ولكنه لم يهتم، وواصل جهاده حتى امتلأ جسده بالجراح، فسقط شهيدًا على أرض المعركة، وانتصر المسلمون، وفرحوا بنصر الله، وشكروا لأبي دجانة صنيعه من تضحية وجهاد لإعلاء كلمة الله. منقول بتصرف من كتاب الاستيعاب وموقع صحابة رسول الله قال ابن إسحاق : وقال أبو دجانة سماك بن خرشة : رأيت إنسانا يخمش الناس خمشا شديدا ، فصمدت له فلما حملت عليه السيف ولول فإذا امرأة فأكرمت سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أضرب به امرأة والله لأنظرن ما يصنع فاتبعته قال ابن هشام : حدثني غير واحد من أهل العلم أن الزبير بن العوام قال وجدت في نفسي حين سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم السيف فمنعنيه وأعطاه أبا دجانة وقلت : أنا ابن صفية عمته ، ومن قريش ، وقد قمت إليه فسألته إياه قبله فأعطاه إياه وتركني ، والله لأنظرن ما يصنع فاتبعته ، فأخرج عصابة له حمراء ، فعصب بها رأسه فقالت الأنصار : أخرج أبو دجانة عصابة الموت ، وهكذا كانت تقول له إذا تعصب بها ، فخرج وهو يقول أنا الذي عاهدني خليلي ونحن بالسفح لدى النخيل ألا أقوم الدهر في الكيول أضرب بسيف الله والرسول وقول أبي دجانة ألا أقوم الدهر في الكيول قال أبو عبيد : الكيول آخر الصفوف قال ولم يسمع إلا في هذا الحديث وقال الهروي مثل ما قال أبو عبيد ، وزاد في الشرح وقال سمي بكيول الزند وهي سواد ودخان يخرج منه آخرا ، بعد القدح إذا لم يور نارا ، وذلك شيء لا غناء فيه يقال منه كال الزند يكول فالكيول فيعول من هذا ، وكذلك كيول الصفوف لا يوقد نار الحرب ولا يزكيها ، هذا معنى كلامه لا لفظه . وقال أبو حنيفة نحوا من هذا إلا أنه قال كال الزند يكيل بالياء لا غير وَعَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ، قَالَ: رَمَى أَبُو دُجَانَةَ بِنَفْسِهِ يَوْمَ اليَمَامَةِ إِلَى دَاخِلِ الحَدِيْقَةِ، فَانْكَسَرَتْ رِجْلُهُ، فَقَاتَلَ وَهُوَ مَكْسُوْرُ الرِّجْلِ حَتَّى قُتِلَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَمَّا وَضَعَتْ الحَرْب أَوْزَارَهَا، افْتَخَرَ أَصْحَابُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِأَيَّامِهِم، وَطَلْحَةُ سَاكِتٌ لاَ يَنْطِقُ، وَسِمَاكُ بنُ خَرَشَةَ أَبُو دُجَانَةَ سَاكِتٌ لاَ يَنْطِقُ. فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حِيْنَ رَأَى سُكُوْتَهُمَا: (لَقَدْ رَأَيْتُنِي يَوْمَ أُحُدٍ وَمَا فِي الأَرْضِ قُرْبِي مَخْلُوْقٌ غَيْرَ جِبْرِيْلَ عَنْ يَمِيْنِي، وَطَلْحَةَ عَنْ يَسَارِي؛ وَكَانَ سَيْفُ أَبِي دُجَانَةَ غَيْرَ ذَمِيْمٍ وَذَلِكَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَرَضَ ذَلِكَ السَّيْفَ حَتَّى قَالَ: (مَنْ يَأْخُذُ هَذَا السَّيْفَ بِحَقِّهِ؟). فَأَحْجَمَ النَّاسُ عَنْهُ. فَقَالَ أَبُو دُجَانَةَ: وَمَا حَقُّهُ يَا رَسُوْلَ اللهِ؟ قَالَ: (تُقَاتِلُ بِهِ فِي سَبِيْلِ اللهِ حَتَّى يَفْتَحَ اللهُ عَلَيْكَ، أَوْ تُقْتَلَ). فَأَخَذَهُ بِذَلِكَ الشَّرْطِ. فَلَمَّا كَانَ قَبْلَ الهَزِيْمَة يَوْمَ أُحُدٍ، خَرَجَ بِسَيْفِهِ مُصْلَتاً وَهُوَ يَتَبَخْتَرُ، مَا عَلَيْهِ إِلاَّ قَمِيْصٌ وَعِمَامَةٌ حَمْرَاءُ قَدْ عَصَبَ بِهَا رَأْسَهُ، وَإِنَّهُ لَيَرْتَجِزُ، وَيَقُوْلُ: إِنِّي امْرُؤٌ عَاهَدَنِي خَلِيْلِي * إِذْ نَحْنُ بِالسَّفْحِ لَدَى النَّخِيْلِ أَنْ لاَ أُقِيْمَ الدَّهْرَ فِي الكُبُوْلِ * أَضْرِبْ بِسَيْفِ اللهِ وَالرَّسُوْلِ (1/245) قَالَ: يَقُوْلُ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (إِنَّهَا لَمِشْيَةٌ يُبْغِضُهَا اللهُ وَرَسُوْلُهُ إِلاَّ فِي مِثْلِ هَذَا المَوْطِنِ). وَحِرْزُ أَبِي دُجَانَةَ شَيْءٌ لَمْ يَصِحَّ مَا أَدْرِي مَنْ وَضَعَهُ. (1/246) منقول من كتاب سير اعلام النبلاء للامام الذهبي المجلد الاول كبار الصحابه |
شهيد اليمامة
زيد بن الخطاب رضي الله عنه إنه زَيْد بن الخَطّاب بن نُفَيْل القرشي العدوي: يكنى أبا عبد الرحمن. وهو أخو عُمَر بْنُ الخَطَّابِ بن نُفَيل القرشي العدوي رضي الله عنه ،لأبيه، وكان أكبر منه سنًا، وأسلم قبله واستشهد قبله، وأمُّه أسماء بنت وهب، من بني أسد، وأُم أخيه عمر حنتمة بنت هاشم بن المغيرة المخزوميّ. وقد آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين معن بن عدي العجلاني، وظلا معًا حتى استشهدا في اليمامة، وكان إيمانه بالله وبرسوله صلى الله عليه وسلم إيمانًا قويًّا، فلم يتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة أو مشهد، شهد بدرًا وأحدًا والخندق وشهد بيعة الرضوان بالحديبية، وفي كل مرة يقابل فيها أعداء الإسلام كان يبحث عن الشهادة. خذ درعي يا زيد رآه أخوه عمر -رضي الله عنه- يوم أحد، وقد سقط الدِّرع عنه، وأصبح قريبًا من الأعداء، فصاح قائلا : خذ درعي يا زيد فقاتل به، فردَّ عليه زيد: إني أريد من الشهادة ما تريده يا عمر، وظل يقاتل بغير درع في فدائية، ولكن الله لم يكتب له الشهادة في تلك الغزوة. نذر ألا يكلم أحدًا وبعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ارتدت كثير من قبائل العرب، فرفع الصديق لواء الجهاد في وجوه المرتدين حتى يعودوا إلى الإسلام، وكانت حرب اليمامة من أشد حروب الردة، ودارت رحاها بين المسلمين وبين جيوش مسيلمة الكذاب، وكاد المسلمون أن ينهزموا بعد أن سقط منهم شهداء كثيرون، فلما رأى زيد ذلك، صعد على ربوة وصاح في إخوانه: يا أيها الناس، عضوا على أضراسكم، واضربوا عدوكم، وامضوا قدمًا، ثم رفع بصره إلى السماء وقال: اللهم إني أعتذر إليك من فرار أصحابي، وأبرأ إليك مما جاء به مسيلمة وأصحابه. ثم نذر ألا يكلم أحدًا حتى يقضي الله بين المسلمين وأعدائهم فيما هم فيه مختلفون، ثم قال: والله لا أتكلم اليوم حتى يهزمهم الله أو ألقى الله، فأكلمه بحجتي. ثم أخذ سيفه، وقاتل قتالا شديدًا، وعمد إلى الرجَّال بن عنفوة قائد جيوش مسيلمة وقتله، وكانت أمنيته أن يقتل هذا المرتد، وظل يضرب في أعداء الله حتى رزقه الله الشهادة. ما هبت الصبا إلا وجدت منها ريح زيد فحزن المسلمون لموت زيد حزنًا شديدًا، وكان أشدهم حزنًا عليه أخوه عمر الذي قال حينما علم بموته : رحم الله زيدًا سبقني إلى الحسنيين، أسلم قبلي، واستشهد قبلي. وكان دائمًا يقول : ما هبت الصبا إلا وجدت منها ريح زيد، وها هو ذا يقول لمتمم بن نويرة : لو كنت أحسن الشعر لقلت في أخي زيد مثل ما قلت في أخيك مالك، وكان متمم قد رثى أخاه مالكًا بأبيات كثيرة، فقال متمم، ولو أن أخي ذهب على ما ذهب عليه أخوك ما حزنت عليه، فقال عمر: ما عزاني أحد بأحسن مما عزيتني به. أكرمه الله بيدي ولم يُهِنّي بيده روى محمد بن عمر قال: حدّثني كثير بن عبد الله المُزَني، عن أبيه، عن جدّه قال: سمعتُ عمر بن الخطّاب يقول لأبي مريم الحَنَفي: أَقَتَلْتَ زيدَ بن الخطاب؟ فقال: أكرمه الله بيدي ولم يُهِنّي بيده، فقال عمر: كم ترى المسلمين قتلوا منكم يومئذٍ؟ قال: ألفًا وأربعمائة يزيدون قليلًا، فقال عمر: بِئسَ القتلى! قال أبو مريم: الحمد لله الّذي أبقاني حتى رجعتُ إلى الدّين الذي رضي لنبيّه، عليه السلام، وللمسلمين، قال فسُرّ عمر بقوله، وكان أبو مريم قد قَضَى بعد ذلك على البصرة. ما عزَّاني أَحدٌ بأحسن مما عزَّيْتَني به روى محمّد بن عمر قال: حدّثني عبد الله بن جعفر، عن ابن أبي عون قال: وحدّثني عبد العزيز بن يعقوب الماجشون قالا: قال عمر بن الخطّاب لمتمّم بن نُويرة: ما أشَدَّ ما لقيت على أخيك من الحزن! فقال: كانت عيني هذه قد ذهبت، وأشار إليها، فبكيتُ بالصحيحة فأكثرتُ البكاء حتى أسعدتها العينُ الذاهبة، وجرت بالدمع، فقال عمر: إن هذا لَحُزْنٌ شديدٌ ما يحزن هكذا أحَدٌ على هالكه، ثمّ قال عمر: يرحم الله زيدَ بن الخطّاب! إني لأحسِبُ أني لو كنتُ أقدر على أن أقول الشعر لبكيته كما بكيتَ أخاك، فقال متمّم: يا أمير المؤمنين لو قُتل أخي يوم اليمامة كما قُتل أخوك ما بكيتُه أبدًا، فأبْصَرَ عُمر وتَعَزّى عن أخيه، وقال: ما عزَّاني أَحدٌ بأحسن مما عزَّيْتَني به، وكان قد حَزِنَ عليه حُزْنًا شديدًا، وكان عمر يقول: إن الصَّبا لَتَهُبّ فَتَأتيني بريح زيد بن الخطّاب، قال ابن جعفر فقلتُ لابن أبي عون: أما كان عمر يقول الشعر؟ فقال: لا ولا بيتًا واحدًا، قال محمّد بن عمر: وكان زيد بن الخطّاب قُتل يوم مسيلمة باليمامة سنة اثنتي عشرة في خلافة أبي بكر الصّدّيق. وكان لزيد من الولد عبدُ الرحمن وأمّه لُبابة بنت أبي لُبابة بن عبد المنذر، وأسماء بنت زيد وأمّها جميلة بنت أبي عامر بن صَـيْفي. وكان زيد أسنّ من عمر. وكان زيد بن الخطّاب طويلًا بائن الطول أَسمر، شهد بَدرًا وأُحدًا والخندق وما بعدها من المشاهد، وشهد بَيْعَة الرَّضوان بالحديبية، ثم قُتل باليمامة شهيدًا سنة اثنتي عشرة . وروى نافع عن ابن عمر قال: قال عمر لأخيه زيد يوم أُحد: خُذْ دِرْعِي، قال: إِني أُريد من الشّهادة ما تريد، فتركاها جميعًا، وكانت مع زيد رايةُ المسلمين يوم اليمامة، فلم يزَل يتقدم بها في نحْر العدو، ويضارب بسيفه حتى قُتل، ووقعَت الرّاية فأخذها سالم بن معقل، مولى أَبي حذيفة، وذكر محمد بن عمر الواقديّ قال: حدّثني الحَجَّاف بن عبد الرّحمن من ولد زيد بن الخطّاب، عن أَبيه قال: كان زيد بن الخطاب يحملُ رايةَ المسلمين يوم اليمامة، وقد انكشف المسلمون حتى غلبت حنيفةُ على الرَّجَّال، فجعل زيد يقول: أما الرّجال فلا رجال، وأما الرّجال فلا رجال ثم جعل يصيحُ بأعلى صوته : اللّهُمّ إني أعتذرُ إليك من فرار أصحابي، وأبرأُ إليك مما جاء به مُسيلمة، ومُحَكِّم بن الطّفيل، وجعل يُشير بالرايّة يتقدم بها في نحْر العدوّ، ثم ضارب بسيفه حتى قُتِل، ووقعت الرَّاية فأخذها سالم مولى أبي حذيفة، فقال المسلمون: يا سالم، إنا نخاف أن تُؤْتَى من قِبَلك! فقال: بئس حامل القرآن أنا إِن أُتيتم من قبلي، وزيد بن الخطّاب هو الذي قتل الرّجّال بن عُنفوة، وقيل: ابن عفوة، واسمه نهار بن عُنفوَة، وكان قد هاجر، وقرأ القرآن ثم سار إلى مسيلمة مرتدًا، وأخبره أنه سمِع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يشركه في الرّسالة؛ فكان أعظم فتنة على بني حنيفة، وروى عن أبي هريرة، قال: جلسْتُ مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم في رهْطٍ، ومعنا الرّجال بن عُنفوة فقال: "إنَّ فيكم لرجلًا ضِرسُه في النّار مثل أحد" فهلك القومُ، وبقيتُ أنا والرّجال بن عنفوة، فكنت متخوّفًا لها حتى خرج الرجال مع مُسيلمة، وشَهِد له بالنّبوة، وقُتل يوم اليمامة؛ قتله زيد بن الخطّاب، وذكر قيس بن طَلق أن الذي قتل زيد بن الخطاب هو سلمة بن صبيح، ابن عم أبي مريم، وليس أبا مريم الحنفي، وقال أبو عمر رحمه الله: "النفس أميلُ إلى هذا، لأن أبا مريم لو كان قاتِلَ زيد ما استقضاه عمر، والله أعلم". ولما قُتل زيد بن الخطّاب، ونُعي إلى أخيه عمر قال: رحم الله أخي، سبقني إلى الحسَنَيَين، أسلم قبلي، واستشهد قبلي. أريد بنفسي ما تريد بنفسك قال ابن عمر: قال عمر بن الخطّاب لأخيه زيد بن الخطّاب يوم أُحُد: أقْسَمْتُ عليك إلّا لبِسْتَ درعي، فلبسها، ثمّ نزعها، فقال له عمر: ما لك؟ قال: إني أريد بنفسي ما تريد بنفسك. وروى نافع عن ابن عمر قال: قال عمر لأخيه زيد يوم أُحد: خُذْ دِرْعِي، قال: إِني أُريد من الشّهادة ما تريد، فتركاها جميعًا. وذكر ابن عبد البر في كتاب "الاستيعاب في معرفة الأصحاب" أنه كانت مع زيد رايةُ المسلمين يوم اليمامة، فلم يزَل يتقدم بها في نحْر العدو، ويضارب بسيفه حتى قُتل، ووقعَت الرّاية فأخذها سالم بن معقل مولى أَبي حذيفة. منقول كتاب "الاستيعاب في معرفة الأصحاب وغيره |
بورك قلمك مشكووور جزاك الله كل خير |
جزاك الله الخير على هذه القصص الهادفة
بورك بك واثابك عن قارئها |
الساعة الآن 08:25 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |