![]() |
المثل الثالث والعشرون، الرابع والعشرون والخامس والعشرون
المثل الثالث والعشرون يقول القرآن في الآية 18 من سورة إبراهيم: ﴿ مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ﴾. تناولت الآية بيان أعمال الكفار الصالحة، وتلمّح بأنَّ أعمالهم بسبب كفرهم غير مقبولة. من هنا كان احتمال حساب أعمالهم الصالحة بمعزل عن كفرهم أمراً مرفوضاً. ﴿مَثَلُ الّذِيْنَ كَفَرُوا بِرَبِّهِم﴾ إنَّ أمثال القرآن على قسمين: قسم يُضرب على أعمال الإنسان، وآية المثل هذه من هذا القسم حيث تناولت دراسة أعمال الكفار. القسم الآخر هو الامثال التي تضرب على الشخصيات ذاتها بأن يشبّه الاشخاص أنفسهم بشيء ما مثل ما مرّ في الآية الشريفة 261 من سورة البقرة، حيث شبّهت المنفق بحبة الحنطة التي تنتج سبعمائة حبّة. على أي حال، الآية الشريفة تناولت اولئك الذين كفروا بربهم، لكن الملفت في الآية هنا هو أنَّها استخدمت مفردة (رب) بدل مفردة (الله)، وكأنها تريد الاشارة إلى الآثار الربوبية في كل مكان ورحمة الله وبركاته على جميع أعضاء جسم الإنسان وفي جميع اللحظات، فهي تريد القول للإنسان: إنَّك تستفيد من نعم الله - التي يكفي واحدة منها لشكر الله - كل يوم وعلى طول العمر، رغم ذلك تكفر وتجحد به، مع أنَّ على الإنسان أن يكون شاكراً لله على نعمه دائماً. ﴿أعْمَالُهُمْ كَرَمَاد﴾ الآية شبَّهت أعمال الكفار الصالحة بالرماد، ولم تتطرق الآية إلى أعمال الكفار السيئة، وذلك لأنَّها دون القيمة التي تستدعي التطرّق لها وبحثها. ﴿اشْتَدّتْ بِهِ الرِّيْحُ فِي يَوْم عَاصِف لاَ يَقْدِرُونَ على شيء مِمّا كَسَبُو﴾ من الواضح أنَّ اليوم اذا كان عاصفاً أخذ الريح معه كل ما كان خفيفاً ودقيقاً، وكلما كان ذلك الشيء أدق كلّما صعب جمعه، أما اذا كان رماداً فاستحال الجمع; وذلك لصغر الأجزاء المكونة للرماد وتلوّنها بلون البيئة التي تسقط فيه. وإذا اجتمع اهالي المدينة كلهم - لا صاحب الرماد فحسب - ما استطاعوا أن يجمعوا شيئاً مما فقدوه من الرماد ولو بمقدار مثقال، إنّ عاصفة الكفر والجحود تعمل بأعمال الكافر كما تعمل العاصفة الطبيعية بالرماد، بحيث لا يبقى شيء من ذلك العمل للكافر يتمتع به ﴿ذَلك هُوَ الضّلاَلُ البَعِيْدُ﴾ إنَّ انحراف هؤلاء عن الصراط المستقيم كالانحراف والضلال البعيد عن الطريق الذي يصعب جبرانه والرجوع عنه نحو الطريق الصواب. المثل الرابع والخامس والعشرون: الكلمة الطيبة والكلمة الخبيثة جاء في الآيات 24 و 25 و 26 من سورة إبراهيم ما يلي: ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ﴾. هذه الآيات من أجمل الآيات ومن أبلغ الأمثال القرآنية. إنّ في الآيات الثلاث تمثيلا جميلا وبليغاً للكلمة الطيبة من جانب، وللكلمة الخبيثة من جانب آخر، وفيها يعدّ الله الفوائد والآثار المترتبة على كل واحدة منهما. ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلا كَلِمَةً طَيّبَةً كَشَجرَة﴾ إنَّ هذه الشجرة التي ضرب الله بها مثلا ذات خصائص طَيِّبَةً. أول خصائصها أنها طيّبة أي طاهرة وذات رائحة مطلوبة. أصْلُهَا ثَابِتٌ الخاصية الاخرى لهذه الشجرة أن جذورها ثابتة ومحكمة في الأرض. من مظاهر قدرة الله تعالى أنه جعل تناسباً بين غصون الشجرة وجذورها فكلما كانت الغصون أعظم وأكثر، كانت الجذور عظيمة وكثيرة وعميقة بتلك النسبة التي لللغصون ، وهي تحفظ الشجرة وغصونها من العواصف والفيضانات كما يفعل الحبل بما شدّ به. ﴿فَرْعُهَا فِي السَّماء﴾ الخاصية الاخرى أنّ نموها صعودي وعمودي نحو السماء ﴿بإذْنِ رَبِّهَا﴾ الخاصية الاخيرة لهذه الشجرة هي أنَّها رغم كون ثمارها تنضج في جميع الفصول، إلاّ أنَّها تنمو وتعمل حسب قوانين الطبيعة ولا تشذّ عنها، وهي مطيعة لهذه السنن التي جعلها الله تعالى. إن هذا الأمر لم يختص بأمثال هذه الشجرة، بل جميع ما في الطبيعة خاضع وخاشع له:﴿وَلَهُ أسْلَمَ من فِي السّمَاوَاتِ والأرْضِ﴾. فهذه الشجرة الطيبة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء، وهي في الحقيقة شجرة سعادة الإنسان. إنّ هذه الشجرة التي هي حقيقة التوحيد، تحيي قلب الإنسان وتكسر كل ما فيه من أصنام، بحيث تجعله لا يسجد أمام أصنام المال والرشوة والربا والسرقة والاعتداء. ولا يكذب الآف الكذبات لأجل الحفاظ على مقامه، ولا يرتكب الجرائم لأجل الحفاظ على مال الدنيا; وذلك لأنّ أعمالا كهذه تعدّ شركاً ولذلك يُدعى المرائي في الاخرة منافقاً أو فاجراً.وعكس ذلك الكلمة الخبيثة التي لا تفيد إلا الفتن والإنشقاق والدمار والخراب كالشجرة الخبيثة التي لا فائدة للبشر من وجودها .. |
المثل السادس والعشرون، السابع والعشرون والثامن والعشرون
المثل السادس والعشرون يقول الله تعالى في الآية الكريمة 60 من سورة النحل: ﴿لِلّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ مَثَلُ السّوْءِ وَللهِ المَثَلُ الأعْلَى وَهُو العَزِيْزُ الحَكِيْم﴾. غرض أمثال القرآن هو بيان المسائل العقلية المعقدة في صيغة مسائل حسية قابلة للاستيعاب من قبل الجميع، وذلك لأنَّ القرآن للجميع، فكما أنّه يخاطب النوابغ من العلماء، يخاطب ابسط الناس والاميين منهم كذلك. إنَّ الذين لا يؤمنون بيوم القيامة والمعاد لا في العمل ولا في العقيدة، لهم مثل السوء كالامثال التي ذكرت لهم في القرآن المجيد. و لله من الأمثال ما ليس لغيره، فلله المثل الأعلى، ويُعدُّ كل مثل في حقه ناقصاً مهما ارتفع شأنه، وذلك لأن أمثلتنا من عالم الموجودات الممكنة، وهي جميعاً ناقصة ومحدودة، ولا يمكن تصوير اللامحدود بالمحدود. المثل السابع والعشرين: المؤمن (عبدالله) والمشرك (عابد الصنم) يقول الله تعالى في المثل السابع والعشرين وفي الآية 75 من سورة النحل ما يلي: ﴿ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً عَبْدًا مَّمْلُوكًا لاَّ يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾. تحدّثت الآية عن عبيد الأصنام والمؤمنين. ويشبّه الله عبدة الأصنام هنا بالعبد المملوك الذي لا يملك شيئاً من المال، كما أنّه غير حرّ في اتخاذ القرار. أمّا المؤمنون فإنّ الله هو رازقهم، كما أنهم يشركون الاخرين بأرزاقهم، وذلك بالانفاق سراً وجهراً. فالآية سعت للتمييز بين المؤمن (عبد الله) والمشرك (عابد الصنم)، فشبّهت المشرك بالرق الذي لا إرادة له بل إرادته تابعة لمولاه، كما أنّه لا يملك شيئاً من المال ولا يملك قرار نفسه، بل إنَّ بعض المالكين يجيزون لأنفسهم قتل عبيدهم في حالة الغضب والضجر، فهم كانوا يعتقدون أنَّ المالك له الحق في التصرف بأمواله بأي شكل شاء. إنّ المشركين لهم شأن كهذا الرق الذي يفقد الارادة والاختيار. أمّا المؤمن الموحّد فهو بمثابة الإنسان الحر الذي رزقه على الله هنيئاً مريئاً، ويشرك الاخرين في هذا الرزق الحسن بالانفاق إليهم في السر والعلانية. هل يتساوى هذان الاثنان؟ طبعاً لا يتساوون،إنَّ الذي جرّ هؤلاء المشركين إلى هذا العمل هو جهلهم. المثل الثامن والعشرون: المؤمن والمشرك يقارن الله في الآية 76 من سورة النحل بين المشرك والمؤمن ويقول: ﴿ وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىَ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾. عنت الآية بالمقارنة بين الإنسان المؤمن والإنسان المشرك، وقد قارنت الآية بين الاثنين بمثل جميل ودقيق بحيث لا يمكن إثره انكار الفوارق بين الإنسانين، وبخاصة إذا لاحظنا الصفات التي ذكرت للمشرك في الآية، فانَّ ملاحظتها يفرض علينا القول بعدم امكانية المقارنة بينهما لشدة الاختلاف في هذه الصفات. ﴿وَضَرَبَ اللهُ مَثَلا رَجُلَيْنِ﴾ في هذا المثل قارن الله بين شخصين الأوّل وهو المشرك يحمل الصفات الخمس التالية: 1- ﴿أَحَدُهُمَا أبْكَمٌ﴾ أي أنّه أخرس. وأبكم مفردة اخرى للاخرس، والفرق بينهما أن الأخرس هو الذي عرضت له هذه الحالة أثناء حياته، ولم يكن أخرس منذ الولادة. أمّا الأبْكَم فهو الذي يلد على هذه الحالة. 2- ﴿لاَ يَقْدِرُ عَلَى شَيء﴾ الخصلة الثانية لهذا الإنسان هي أنّه غير قادر على عمل شيء، فهو ضعيف روحياً وجسمياً. 3- ﴿وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَولَيهُ﴾ الخصيصة الاخرى لهذا الإنسان أنّه كلٌّ أو ثقل على الآخرين، أي أنّ هذا العبد ثقل على مولاه. 5- ﴿أيْنَمَا يُوجّههُ لاَ يَأتِ بِخَيْر﴾ آخر خصلة له أنه لا يتوفّق في أي عمل يقدم عليه، ويرجع منتكس الرأس كلّما اُرسل لقضاء حاجة. وعلى هذا، فإنَّ المشرك يبدو شخصاً يحمل الصفات التالية: 1- عبد يفقد الارادة. 2- أبكم منذ الولادة. 3- لا يستطيع انجاز عمل ما. 4- كَلُّ على مولاه. 5- فاشل في جميع أعماله. ﴿هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ...﴾ أي هل يستوي هذا الإنسان الحامل لهذه الصفات مع إنسان أخر وهو: (المؤمن) الذي من صفاته: 1- ﴿يَأمُرُ بِالعَدْلِ﴾ أول خصائصه أنّه يأمر بالعدل والقسط، أي أنَّه عادل ويعمل طبقاً لما تستلزمه العدالة. وأمره بالعدالة يكشف عن شخصيته القيادية والادارية. 2- ﴿وَهُوَ عَلَى صِرَاط مُسْتَقِيم﴾ فهذا الإنسان اضافة إلى عدالته وأمره بها، يحضى بخصيصة اُخرى، وهي أنَّه يخطو على الصراط المستقيم. |
المثل التاسع والعشرون: حديثو العهد بالإسلام
يقول الله في الآية 92 من سورة النحل: ﴿وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ﴾. كان المسلمون في صدر الإسلام أقلية والمشركون يشكلون الأكثرية. وتلك الثلة من الشباب، الذين عشقوا الرسول وآمنوا به، كانوا يواجهون ضغوطاً من قبل عوائلهم وأصدقائهم والمجتمع المشرك عموماً، فبعض منهم مثل أبي ذر وبلال وعمار قاوموا جميع الضغوط وثبتوا على عقيدتهم وضحّوا لأجلها وماتوا وهم مسلمون، إلاّ أنّ البعض الآخر لم يطق ملامة المحيطين به (وهم الاكثرية) واعتراضاتهم، وارتدّوا بعد ما اجتازوا مراحل الإسلام والايمان الصعبة، والآية هذه تعرضت للثلة الاخيرة من المسلمين المتزلزل إيمانهم. ﴿وَلاَ تَكُونُوا كَالّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّة أنْكَاثَ﴾ يخاطب الله في هذه الآية حديثي العهد بالإسلام الذين تحمّلوا مشاق الإسلام والايمان وتخطّوا مشاكل هذه المرحلة وتتوجوا بالإسلام أفضل دين سماوي، ويحذّرهم دون أن يكونوا كتلك التي نقضت غزلها بعد أن تحملت مشاق ومتاعب الغزل والحياكة. فإنَّ مثل الذي يرتد عن الإسلام والايمان إلى الشرك كمثل تلك السفيهة أو البلهاء. اختلف العلماء في اسم تلك السفيهة، فبعض قال: انها رائطة، وبعض قال: انها ربطة، وبعض آخر قال: إنّها رابطة. المهم أنها امرأة كانت تعيش في عهد الجاهلية ولشدة غبائها وبلهها كانوا يسمونها حمقاء. إنَّ ما كانت تعمله هذه الحمقاء المتموّلة هو أنّها في صباح كل يوم كانت تعدُّ صوفاً وتأمر جارياتها بغزل الصوف، ثم تأمر الجاريات عصر ذلك اليوم بارجاع الغزل إلى الصوف، أي تأمر بنقض الغزل. وعملها هذا كان يتكرر كل يوم. يحذّر القرآن الكريم حديثي العهد بالإسلام أن لا يعملوا بايمانهم واسلامهم كما كانت تعمل هذه المرأة الحمقاء بغزلها. ﴿تَتَّخِذُونَ أيْمَانَكُمْ دَخَلا بَيْنَكُمْ﴾ أي لا تتخذوا قسمكم ذريعة للخيانة والفساد ولا تتماطلوا في بيعتكم مع الله. ﴿أنْ تكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أرْبَى مِنْ أمَّة﴾ أي لا تتخذوا قلتكم وكثرة المشركين ذريعة لنقض بيعتكم مع الله ورسوله، فإنَّ القلة والكثرة ليستا إلاّ ذرائع وتبريرات. ﴿إنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللهُ بِهِ﴾ أي أنَّ هذه القلة في العدد هي امتحان لكم، وما عليكم إلاّ السعي لأجل اجتيازه بنجاح. ﴿وَلَيُبَيِّننَّ لَكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيْهِ تَخْتَلِفُونَ﴾ لا شك أنّ الله سيبّين للجميع يوم القيامة ما كان يختلف فيه الناس، وآنذاك سيندم الكفار والمشركون على عدم إيمانهم. هذا المثل جميل وبليغ وجذّاب جداً، كما أنَّه تحذير للمسلمين على أن يغزلوا حبال إيمانهم باستحكام وقوة خوف النقض بعد هذه المشاق والمتاعب وخوف الوقوع في الشرك تارة اخرى. |
المثل الثلاثون: كفران النعمة
يقول الله تعالى في الآيتين 112 و 113 من سورة النحل:﴿وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَوَلَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مِّنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ ﴾ تعرّضت الايتان إلى مصير اولئك الذين لا يشكرون نعمَ الله بل يكفرون بها، ولأجل ذلك استحقوا العذاب الشديد من الله. ﴿ضَرَبَ اللهُ مَثَلا قَرْيَةً﴾ شبّه القرآن المجيد الكافرين بنعم الله والمنكرين لها بالقرية المعمورة التي تحضى- بسبب عمرانها المادي والمعنوي- بالمواصفات الأربع التالية: 1- ﴿آمنة﴾، إنَّ الأمان هو أوّل صفة لهذه القرية، وباعتبار أنَّ نعمة الأمان أهم النعم الإلهية لذلك قدّمها على غيرها من النعم على ما يبدو. في الحقيقة، الامان إذا كان مفقوداً في مكان ما فإنَّ المكان سيفقد الإقتصاد السليم، كما أنَّه سيفقد امكانية التعليم والصناعة والتقنية الحديثة، وامكانية العبادة وأداء الشعائر الدينية، وخلاصة سوف لا يُنجز عمل بشكله الصحيح إذا لم يقترن بالأمان. فإنَّ قضية الأمن تحضى بأهمية كبيرة تؤثر حتى على العبادة وكيفية أدائها. عندما وطأت قدما إبراهيم الخليل عليه السلام أرض مكة الجرداء، وبنى بين الجبال بيت الله الحرام، دعى لأهل تلك المدينة دعاءً ينقله الله في الآية 126 من سورة البقرة كما يلي: ﴿رَبِّ اجْعَلْ هَذا بَلَدَاً آمِنَاً وارْزُقْ أهْلَهُ مِنَ الثّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخَر﴾ في هذه الآيات النورانية نقرأ أنَّ أوّل دعاء دعى به إبراهيم لأهل المدينة هو الأمن. 2- ﴿مُطْمَئِنَّةً﴾ قد تحضى المدينة بأمان، لكنَّ أمانها متزلزل وغير ثابت، وقد تحضى بأمان ثابت وغير متزلزل، والامان الذي أشارت إليه الآية هو الأمان المتواصل والثابت. 3- ﴿يَأتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدَاً مِنْ كُلِّ مَكَان﴾ كما مضى فإنَّ الأمان يجلب كل شيء حتى الإقتصاد السليم والقوي. في هذا البلد الذي أمن من السوء تأتي الناس أرزاقهم من كل مكان وصوب. 4- ﴿وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُم﴾ أي أنَّ الله إلى جانب ما وفَّر لهم من نعم مادية (الأمان والإقتصاد السليم) منحهم نعمة معنوية وهي إرسال نبيّ معصوم وبصير منهم; لكي يتمَّ تعاليمهم ومعارفهم. إنَّ أهل هذه المدينة يتمتعون بهذه الخصال الأربع ويعيشون في رخاء، رغم ذلك لم يشكروا الله على نعمه. 5- ﴿فَكَفَرَتْ بِأنْعُمِ اللهِ فَأذَاقَهَا اللهُ لِبَاسَ الجُوعِ والخَوفِ﴾ إنّ أهالي هذه البلدة كفرت بدل أن تشكر نعم الله، وكانت النّعم سبباً لتكبرّهم وغرورهم وأنانيتهم، فظلموا بدل أن يستفيدوا من النعم بشكل صحيح، وكان نتيجة ذلك نزول العذاب الإلهي، وأذاقهم الله، إثر ذلك، الطعم المرَّ للجوع وسلب منهم الأمان، فكانت السرقات والغارات تهددهم في كل وقت، وتسلَّط أوباشهم عليهم، وتدمَّر اقتصادهم إثر تزلزل الأمان عندهم. 6- ﴿ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ﴾ أي أنَّ صنيعة أهل القرية هو السبب في نزول هذا العذاب الإلهي، فانَّ الإنسان قد يقترف الذنوب التي ترجع عواقبها عليه، رغم صعوبة تحمّلها |
المثل الحادي والثلاثون والثاني والثلاثون
المثل الحادي والثلاثون: أمثال الكفَّار يقول الله تعالى في الآية 48 من سورة الاسراء: ﴿اُنظُر كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الأمثالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطيعُونَ سَبيلاً﴾. هذا المثل يختلف عمَّا تقدَّم وعمَّا سيأتي من أمثال، لأنَّ الأمثال التي جاءت في القرآن أوضحت أموراً عقلية معقَّدة وغير حسية، أمَّا هذه الآية فحكت الأمثال التي جرت على ألسن الكفَّار في حق الرسول صلى الله عليه وآله، وهي أمثال استهدفوا بها الإضلال، عكس أمثال الله حيث استهدفت الهداية والإرشاد. ويستفاد من آية المثل الشريفة أنَّ المشركين كانوا قد ضربوا للرسول أكثر من مثل واحد عَدُّوه فيها مسحوراً أو مجنوناً أو كاهناً وساحراً وشاعراً. المثل الثاني والثلاثون: المستكبرون والمستضعفون إثنى عشر آية من سورة الكهف (وهي الآية 32 إلى 44) تشكِّل المثل الثاني والثلاثين يقول الله في هذه الآيات: ﴿وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا * كلتا الجَنَّتَينِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظلِم مِنْهُ شَيئاً وفجَّرنَا خِلالهُمَا نَهَراً * وكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقالَ لِصَاحِبِه وهَوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أكْثَرُ مِنكَ مَالاً وأَعَزُّ نَفَراً * وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفسِه قَالَ مَا أُظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أبَداً * وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا * قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا * لَّكِنَّا هُوَ اللهُ رَبِّي وَلاَ أُشْرِكُ بِرَبِّي أحَداً * وَلَولاَ إذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللهُ لا قُوَّةَ إِلاَّ باللهِ إنْ تَرَنِ أَنَا أقَلَّ مِنكَ مَالاً وَوَلَداً *فَعَسَى رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِّنَ السَّمَاء فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا * أوْ يُصِبحَ مَاؤُهَا غَوْراً فَلَن تَستَطِيعَ لَهُ طَلَباً * وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا * وَلَمْ تَكُن لَهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللهِ ومَا كَانَ مُنتَصِراً * هُنَالِكَ الوَلايةُ لله الحَقِّ هُوَ خيرٌ ثَوَاباً وَخيرٌ عُقْباً﴾. تضمَّنت الآيات الإثنى عشر مثلاً هو من أكبر أمثال القرآن، وهو مثل المؤمنين والكافرين أو المستكبرين والمستضعفين، فشبَّه الله الطائفتين بشخصين، أحدهما: ثري ومغرور بماله وثروته، والآخر: مستضعف لكنه موحِّد. ونهاية هذين الشخصين زوال ثروة الثري وفناءها، ممَّا أدى إلى استيقاظه من نوم الغفلة. والمثل يستبطن نكات ظريفة ولطيفة نعرض لها تدريجياً. يطلب الله من الرسول أن يضرب لهم مثل رجلين أخوين أو صديقين. ﴿جَعَلْنا لأحَدِهمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أعْنَاب وَحَفَفْنَاهُما بِنَخْل وَجَعَلْنا بَيْنهُما زَرْعَاً كِلْتا الجَنَّتَينِ آتَتْ اُكُلَهَا وَلَمْ تَظلِمْ مِنْهُ شَيئاً وَفجَّرْنَا خِلالَهُمَا نَهَراً وَكَانَ لَهُ ثَمَر﴾. المستفاد من عبارة ﴿وَفَجَّرْنَا خِلالَهُما نَهَراً﴾ أن البُستان كان يُسقى من الخارج، ثم اكتفى ذاتياً من حيث السقي بعد ما فُجرِّ النهر في داخل آرضه. ﴿فَقَالَ لِصَاحِبِه وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أكْثَرُ مِنكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً﴾. عندما ينال ضيّقو الصدر والمغرورون شيئاً من مال الدنيا ويبلغون مستوى فيها يبدون وكأنَّ الزمان والمكان يدين لهم، فبعضهم عندما يبلغ شأناً في المجتمع ينسى صديقه الذي كان إلى جنبه مدَّة سنوات، وعندما يلتقيه يتصرَّف وكأنَّه لم يلتقِ به من قبل. إن صاحب البستان الثري الذي تحدَّثت عنه الآية كان من هذا القبيل، فقد اغترَّ بنفسه عندما شاهد بستانه والنهر الذي يجري فيه وما انتج من ثمار، فكان يتفاخر بما حصل وينظر إلى صديقه القديم والفقير نظرة تحقير ويقول: أنا أكثر منك مالاً وأعزُّ نفراً من العمال والمزارعين والحشم والخدم. ﴿وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لَنْفسِهِ قَالَ مَا أظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أبَدا﴾ أي أنه ما كان يظن أن بستانه سيفنى يوماً ما بل سيبقى دون أن يزول بآفة أو ما شابه. عبارة ﴿وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِه﴾ تشير إلى أن كل ظالم يبدأ بظلم نفسه في البداية ثم ظلم الآخرين، كما هو حال المحسنين حيث يفيدون أنفسهم بأعمالهم الصالحة ثمّ يفيد الآخرون بها. على أي حال، نسى هذا المغرور ذكر الله الذي خلق له هذه الجنَّة والذي يمكنه أن يفنيها في كل لحظة بحيث لا يبقى لها أثر مذكور. ﴿وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قائِمةً وَلئِنْ رُدِدْتُ إلى رَبِّي لأَجِدَنَّ خَيْراً مِنْهَا مُنْقَلَبا﴾. لقد أنكر هذا الرجل يوم القيامة بسبب تفاخره وغروره ونسيانه ربّ العالمين، وبلغ جحوده مستوى أن قال لصديقه: لا أظن أنَّ هناك قيامة، ولو كانت هناك قيامة كان ذلك يعني موتي وانفصالي عن أموالي وجنتي وزراعتي، وأنا لا اُريد الانفصال عن الدنيا لذلك أنكر يوم القيامة. ثمّ قال: على فرض وجود قيامة فإنِّي سأكون من المقرّبين كذلك، ولو لم أكن من المقرّبين لما أعطاني الله هذا المقدار من المال والثروة، فكثرة الثروة دليل على قربي إلى الله في عالم الآخرة ـ على فرض وجوده ـ وسأكون هناك أقرب منك إلى ربِّ العالمين. هذا هو ظن كثير من الأثرياء، جهلاً منهم بأنَّ ذلك اختبار إلهي وقد يكون بلاءً. ﴿قالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أكَفَرْتَ بالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُراب ثُمّ مِن نُطْفَة﴾ إلى أخر الآيات. صديقة الفقير صاحب الصدر المشروح يرى رفيقه مريضاً فيهمُّ في علاجه بأساليب نفسانية جميلة لعلاج مرض الغرور فيه، أي مرضه الأساس الذي سببته كثرة النعم، ولو عالج مرضه هذا تعالجت باقي أمراضه |
المثل الثالث والثلاثون: الحياة الدنيا
يقول الله تعالى في الآيات 45 و46 من سورة الكهف: ﴿ وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا * الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا ﴾. شبَّه الله تعالى الحياة الدنيا في هذا المثل بماء الغيث. الخصوصية البارزة لهذا الماء أنَّه يضفي طراوة ونشاطاً على الزرع والنباتات مدّة أيام، لكن هذه الطراوة والنشاط تنتهي بحلول فصل الخريف، أي فصل الموت المؤقت للنباتات، وينتهي به شوط قصير من حياة النباتات. وهذا الشوط تحذير في الحقيقة إلى الانسان الغارق في الحياة الدنيوية بأنَّ حياته سيحلُّ فيها فصل الخريف حيث بداية الموت. ﴿وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الحَياةِ الدُّني﴾. يخاطب الله بهذه الآية الرسول صلى الله عليه وآله بأن يضرب للناس الغارقين في الدنيا مثلاً على هذه الحياة ويشبّهها بما شببهها. ﴿كَمَاء أنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ﴾. يسقط هذا الماء على أرجاء الأرض كلها سواء كانت خصبة أو سبخة، لكن الأراضي لم تستفد من هذا الماء بنحو واحد، فقد يكون هذا الماء سبباً للحياة في جزء وقد يكون سبباً للعذاب الإلهي في جزء آخر. ﴿فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأرْضِ﴾. عندما يسقط هذا الماء على الأراضي الخصبة يضفي عليها حياة وطراوة ونشاطاً وافراً، فتنبت من جراء ذلك نباتات مختلفة ومتنوّعة، كلٌّ منها تكشف عن قدرة الخالق، وتتشكل بذلك مناظر طبيعية خلابة ومحيّرة للعقول في فصلي الربيع والصيف، وتحرّض كل صاحب بصيرة لتمجيد الخالق وتحسينه. ﴿فَأصبَحَ هَشيماً تَذْرُوهُ الرِّياحُ﴾. لكن عمر الطراوة والنشاط، الذي منحه الماء للنباتات وجمَّل الارض، قصير; لأنّه بعد أيام حيث يحلُّ فصل الخريف والشتاء ويتبدَّل الخضار إلى صفار والنشاط إلى خمول وموت، وعندما تهبُّ الرياح حاملة معها رسالة الموت الظاهري للطبيعة تتساقط أوراق الأشجار التي كانت تجمّل الطبيعة وتجعلها خضراء خلابة، وبعدما ترقص في الهواء للحظات تقع على الأرض لتُدفن في باطنها. ﴿وَكَانَ اللهُ عَلى كُلِّ شىء مُقتدِرَ﴾. بالطبع، هذه التحولات والتغييرات التي تطرأ على الانسان وجميع الموجودات في العالم تحتاج إلى قدرة الله من حيث الوجود والبقاء، فهي فقيرة إلى قدرته تعالى، أمَّا ذات الحق فقادرة ومستطيعة دائماً، ولا يؤثّر فيها مرور الزمان وتحوّلات الفصول والمناخات وغير ذلك، بل الله بقدرته أوجد هذه التحوّلات، وكل شيء يتغيّر إلاَّ ذاته الطاهرة. نعم، الله قادر على كل شيء. ﴿المَالُ والبَنُونَ زِينَةُ الحَيَاةِ الدُّنْيَ﴾. البنون كالمال بمثابة رأس مال في الحياة الدنيا، كما هو حال النباتات ففي برهة من الزمن تُعدُّ سبباً لجمال الأرض ويتباهى بها الانسان أحياناً، لكنها ممَّا لا ينبغي الوثوق بها، ولا ممَّا تسبب إنقاذ الانسان ونجاته في الدنيا وفي الآخرة. ﴿والبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ ربِّكَ ثَواباً وَخَيْرٌ أَمَل﴾. الرصيد الذي يمكن الاعتماد عليه والذي يُعد ذخراً حَسَناً عند الله تعالى هو الأعمال الصالحة الباقية التي عبَّر عنها الله في هذه الآية بالباقيات الصالحات.نعم، الأعمال الصالحة والقيم الثابتة تعدُّ رصيداً يعتمد عليه، فهي ذات صبغة خالدة ولا خريف فيها ولا موت . |
آيات الأمثال الأخرى
http://www.almaaref.org/uploaded/maq...hal-l2o5ra.jpg ﴿ وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا ﴾ الكهف: 54. الآية 31 من سورة الحج جاء فيه: ﴿وَمَنْ يُشرِكْ باللهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّماءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَان سَحِيق﴾. جاء في الآية 73 من سورة الحج: ﴿يَا أيُّها النّاسُ ضُرِبَ مَثلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً وَلَو اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبُهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالمَطْلُوبُ﴾. الآية 35 من سورة النور جاء فيه: ﴿اللهُ نُورُ السَّمَاواتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشكَاة فِيهَا مِصْبَاحٌ المِصْبَاحُ فِي زُجَاجَة الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَة مُبَارَكَة زَيتُونَة لاَّ شَرْقِيَّة وَلاَ غَرْبِيَّة يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِىءُ وَلَو لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُور يَهدِي اللهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللهُ الأمْثَالَ للنَّاسِ وَاللهُ بِكُلِّ شَيء عَلِيمٌ﴾. في الآية 39 من سورة النور: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا أعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَة يَحْسَبُهُ الظَّمآنُ مَاءً حتى إذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللهَ عِنْدَهُ فَوَفّاهُ حسابَهُ واللهُ سَرِيعُ الحِسَابِ﴾. في الآية 40 من سورة النور: ﴿ أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ﴾. في الآية 44 من سورة الفرقان: ﴿أمْ تَحْسَبُ أنَّ أكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أو يَعْقِلُونَ إنْ هُمْ إلاَّ كالأنعَامِ بَلْ هُمْ أضَلُّ سَبيل﴾. ا لآية 41 من سورة العنكبوت تشكّل المثل الحادي والأربعين من أمثال القرآن، حيث جاء فيه: ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾. يقول الله تعالى في الآية 28 من سورة الروم: ﴿ ضَرَبَ لَكُم مَّثَلًا مِنْ أَنفُسِكُمْ هَل لَّكُم مِّن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن شُرَكَاء فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنتُمْ فِيهِ سَوَاء تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾. يقول الله تعالى في الآيات 13 ـ 30 من سورة يس: ﴿وَاضْرِبْ لَهُم مَثَلاً أَصْحَابَ القَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا المُرسَلُونَ * إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ *قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمن مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ* قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ * وَمَا عَلَيْنَا إِلاَّ البَلاغُ المُبِينُ * قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ * قَالُوا طَائِرُكُم مَعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُم بَل أَنتُمْ قَومٌ مُسْرِفُونَ * وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ * اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ* وَمَالِيَ لاَ أَعْبُدُ الذِي فَطَرَنِي وَإِلَيهِ تُرجَعُونَ * أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَن بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلاَ يُنقِذُونِ * إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ* إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ * قِيلَ ادْخُلِ الجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ * بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ المُكْرَمِينَ * وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِّنَ السَّمَاء وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ * إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ * يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون﴾. يقول الله تعالى في الآية 29 من سورة الزمر: ﴿ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلًا فِيهِ شُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾. الآيات 57 إلى 59 من سورة الزخرف تشكّل مثلنا الخامس والأربعين، حيث جاء فيه: ﴿ولَّما ضُرِبَ ابنُ مَرْيَم مَثلاً إذا قَومُكَ مِنْهُ يَصُدُّونَ وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ إنْ هُوَ إلاَّ عَبْدٌ أنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِبَني إسْرائِيلَ﴾. آخر آية من سورة الفتح تشكّل المثل السادس والأربعين من أمثالنا، يقول الله فيه: ﴿مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾. يقول الله في الآية الثانية عشر من سورة الحجرات: ﴿يَا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اجتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظنِّ إنَّ بَعْضَ الظنِّ إثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أيُحِبُّ أحَدُكُمْ أنْ يَأكُلَ لَحْمَ أخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ واتَّقُوا اللهَ إنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ﴾. يقول الله تعالى في الآية 16 من سورة ق: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسَانَ وَنَعْلَمُ ما تُوسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أقرَبُ إلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الوَرِيدِ﴾. الآية 20 من سورة الحديد تعدُّ مثلاً آخر للحياة الدنيا، يقول الله فيه: ﴿اعْلَمُوا أَنَّمَا الحَيَاةُ الدُّنيَا لَعِبٌ وَلَهوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُر بَينَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَموَالِ وَالأَولادِ كَمَثَلِ غَيْث أَعجَبَ الكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَراً ثُمَّ يكُونُ حُطَاماً وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَديدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللهِ وَرِضوانٌ وَمَا الحَياةُ الدُّنيَا إلاَّ مَتَاعُ الغُرُورِ﴾. الآيات 14 ـ 17 من سورة الحشر تشتمل على مثلين، يقول الله فيه: ﴿ لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ * كَمَثَلِ الذِينَ من قَبْلِهِم قَرِيباً ذاقُوا وَبَالَ أمْرِهِم وَلَهُمْ عَذَابٌ ألِيمٌ * كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ* فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ﴾. يقول الله تعالى في الآية 21 من سورة الحشر: ﴿لَوْ أنْزَلنَا هَذَا القُرآنَ عَلَى جَبَل لَرَأيْتَهُ خَاشِعاً مُتصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللهِ وتِلْكَ الأمْثالُ نَضْرِبُهَا للنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرونَ﴾. الآية الخامسة من سورة الجمعة تشكّل مثلاً آخر من أمثال القرآن الجميلة، يقول الله تعالى فيه: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلوا التّورَاة ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئسَ مَثَلُ القَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بآياتِ اللهِ واللهُ لا يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾. جاء في الآية الرابعة من سورة المنافقون: ﴿ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾. يقول الله تعالى في الآية 10 من سورة التحريم: ﴿ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ﴾. يقول الله في الآية الحادية عشر من سورة التحريم: ﴿وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً للَّذِينَ آمَنُوا امرأةَ فِرْعَوْنَ إذْ قَالَتْ رَبِّ ابنِ لي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الجَنَّةِ ونجِّني مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ ونَجنِي مِنَ القَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾. يقول الله تعالى في الآية 12 من سورة التحريم: ﴿وَمَرْيمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتي أحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنا فِيه مِنْ رُوحِنا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ ربِّها وكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ القَانِتِينَ﴾. يقول الله تعالى في الآية 22 من سورة الملك: ﴿أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾. يقول الله تعالى في الآيات 17 ـ 33 من سورة القلم: ﴿ إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ * وَلاَ يَستَثنُونَ * فَطَافَ عَليها طائِفٌ مِن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ * فَأَصبَحَتْ كَالصَّرِيمِ * فَتَنَادوا مُصبِحِينَ * أنِ اغذُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إن كُنتُم صَارِمِينَ * فانطَلَقُوا وَهُم يَتَخافتُونَ * أَن لا يدَخُلَنَّهَا اليومَ عَلَيكُم مِسكِينٌ * وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ * فَلَمَّا رَأوهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُونَ * بَلْ نَحْنُ مَحْرُمُونَ * قَالَ أَوسَطُهُم أَلَمْ أَقُل لَكُم لَوْلاَ تُسَبِّحُونَ * قَالُوا سُبحانَ رَبِّنا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ * فَأَقبَلَ بَعْضُهُم عَلَى بَعْض يَتَلاوَمُونَ * قَالُوا ياوَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ * عَسَى رَبُّنَا أَن يُبدِلَنَا خَيراً مَنهَا إنَّا إلى رَبِّنَا راغِبُونَ * كَذَلِكَ العَذَابُ وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أكبَرُ لَو كَانُوا يَعْلمُونَ﴾. يقول الله في الآيات 49 ـ 51 من سورة المدثر: ﴿ فَمَا لَهُمْ عَن التذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ * كَأنَّهُم حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ * فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ﴾. |
الاخت الفاضله ارب
بارك الله فيك هذا الادراج الرائع لما ورد من حكمة ربانيه في الامثال ..والمثال في النص القرءآني جزء مهم من الغاية الالهيه المعلنه الصريحه . للمقاربة والمقارنه والتخصيص ليتمحص المؤمن العدل الالهي في مدلوله .والامثال في القول الألهي لاتلعب دور التشبيه كما يعتقد البعض . بارك الله فيك وجزيت خير الجزاء . |
موضوع رائع وقيم ومفيد
سنثبته حتى يكون مرجعا لنا ولي عودة للقراءة بالتفصيل بارك الله فيك استاذة ارب |
بارك الله بك وأثابك الجنة وجعله في ميزان حسناتك شكرا على الإفادة والطرح |
الساعة الآن 04:01 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |