إذا كان يغلب على ظن السابح عدم دخول الماء إلى معدته من الفم أو الأنف ، وكان يحسن السباحة بحيث يضمن الحفاظ على صيامه ، فلا بأس عليه حينئذٍ من السباحة ، ويكون حكمها حكم الاغتسال للصائم ، وقد نص العلماء على جوازه ، ولو للتبرد فقط .
قال البخاري رحمه الله : بَاب اغْتِسَالِ الصَّائِمِ . وَبَلَّ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ثَوْبًا فَأَلْقَاهُ عَلَيْهِ وَهُوَ صَائِمٌ .
وَدَخَلَ الشَّعْبِيُّ الْحَمَّامَ وَهُوَ صَائِمٌ .. وَقَالَ الْحَسَنُ : لا بَأْسَ بِالْمَضْمَضَةِ وَالتَّبَرُّدِ لِلصَّائِم ... وَقَالَ أَنَسٌ : إِنَّ لِي أَبْزَنَ أَتَقَحَّمُ فِيهِ وَأَنَا صَائِمٌ .

الأبزن بفتح الهمزة وسكون الموحدة وفتح الزاي بعدها نون : حجر منقور شبه الحوض ، وهي كلمة فارسية
أتقحم فيه " أي : أدخل
عن أنس بن مالك يقول : " إن لي أبزن إذا وجدت الحر تقحمت فيه وأنا صائم " وكأن الأبزن كان ملآن ماء فكان أنس إذا وجد الحر دخل فيه يتبرد بذلك .

إذا استقاء الإنسان وهو صائم أفطر لأنه استدعى القيء باختياره: <لقوله صلى الله عليه وسلم: "من استقاء فليقض"> رواه الترمذي وحسنه. وقال: العمل عليه عند أهل العلم أما إذا غلبه القيء وخرج بغير اختياره فصيامه صحيح: <لقوله صلى الله عليه وسلم: "من ذرعه القيء فليس عليه قضاء، ومن استقاء عمداً فليقضي"

فإن ما يدخل الجسم عن طريق الجهاز التنفسي: مثل البخاخ للربو وما يستنشق من الأدوية والنشوق (السعوط) وغيرها لا يعد من المفطرات لأنه ليس طعاماً ولا في معنى الطعام.

. وأما بخاخ الربو فمن المعلوم أنه عبارة عن غاز مسال بالضغط، ويتحول بمجرد خروجه من الصورة السائلة إلى الصورة الغازية مرة أخرى، وكذلك الحال في البخاخ الكهربائي فإن الناتج من التفاعلات التي تحدث فيه عبارة غاز محمل بدواء فيدخل من الأنف أو الفم على البلعوم إلى المريء إلى البلعوم الحنجري، ومنه إلى الرغامي، فالشعب الهوائية فالرئتين.

. فالحاصل أنه يذهب إلى الجهاز التنفسي في صورة هواء -غاز-، وتنفس الهواء -كما هو معلوم- ضروري لحياة الإنسان، ولم يقل أحد قط إن استنشاق الهواء مفسد للصيام؛ وقد قرر مجمع الفقه الإسلامي المنعقد في دورته العاشر بجدة في المملكة العربية السعودية خلال الفترة من 23-28 صفر 1418هـ الموافق 28 - (يونيو)1997م، أن بخاخ الربو لا يعتبر من المفطرات.