منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   القرآن الكريم والأحاديث وسيرة الأنبياء والصحابة (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=95)
-   -   وقفة مع آية قرآنية ومعنى (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=30829)

عاشق تراب الأقصى 26 - 7 - 2013 01:36 AM

رد: وقفة مع آية قرآنية ومعنى
 
جزاك ربي الجنة وبارك بك

أوراق الزمن 26 - 7 - 2013 01:49 AM

رد: وقفة مع آية قرآنية ومعنى
 
بارك الله فيك وجزاك الله كل خير
لا حرمنا مشاركاتك القيمة
في انتظار المزيد من مواضيعك

B-happy 26 - 7 - 2013 02:33 AM

رد: وقفة مع آية قرآنية ومعنى
 
بارك الله فيك وجزاك الله كل خير
لا حرمنا مشاركاتك القيمة
في انتظار المزيد من مواضيعك

ايمن جابر أحمد 26 - 7 - 2013 02:41 AM

رد: وقفة مع آية قرآنية ومعنى
 
قال الله سبحانه وتعالى :
{ وقضينا إلى بني إسرائيلَ في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علواً كبيرا { } فإذا جاءَ وعدُ أولاهما بعثنا عليكم عبادا ً لنا أولي بأس ٍ شديد ٍ فجاسوا خلال الديار وكان وعدا ًمفعولاً {} ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال ٍ وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا ً {} إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها فإذا جاءَ وعدُ الآخرة ليَسُوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرةٍ وليُتبروا ما علوا تتبيرا ً}.

بين الله سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة ان بني اسرائيل سوف يفسدون في الارض افسادا عظيما ويظهر فسادهم في الارض مرتين ويعلون علوا كبيرا وهذا العلو موافق للإفساد فهو سببه وإن تأخر عنه بالعطف لأن التنبيه على الأمر الأعظم وهو الإفساد

سأطرح بعض الاسئلة مرتبطه مباشرة في صلب الموضوع تحدد لنا المسار والتوجه الي نسير فيه

- هل حصل الفساد والعلو الاول والثاني لبني اسرائيل في الارض ؟ ام حصل احداهما ؟

- في اي زمن كان علوهم ؟


- من هم العباد الذين أذلوا اليهود في المرة الأولى و دخلوا المسجد ثم انتصر عليهم اليهود بعد أن امدهم الله بأموال و بنين و جعلهم أكثر نفيرا ثم عاد اليهود فأفسدوا فسلطوا عليهم ثانية و دخلوا المسجد ؟



الكثير من المفسرين والمؤرخين اختلفوا في تحديد الزمن الذي حدث فيه العلو الاول او الثاني ولعل افضل ما قرأته للمفكر الدكتور طارق السويدان واستعراضه لتاريخ اليهود في فلسطين قد يكون ذكر ما اجتهد فيه كفيلاً بطرحه لتوضيح بعض الجوانب المهمه للبحث والتقصي في هذا الصدد .


وإليكم رأي الدكتور طارق السويدان في تفسير هذه الآيات :

" وقد قرأت كثيرا ً في كتب التفسير التي تبحث في معنى هذه الآيات ، ولكني لم أقع منها على ما يقنع المرء ، وخصوصا ً أنها لا تنسجم مع التسلسل التاريخي لليهود ، فمعظم المفسرين يعتبر أن علو بني إسرائيل في الأرض قد حصل مرة ولم يحصل المرة الأخرى ، ويعتبر المرة الأولى هي علوهم في زمن الملك البابلي ( نبوخذ نصر ) ، ولكن ذلك مخالف للسياق القرآني والسياق التاريخي ، وفي اعتقادي الشخصي أن كلا المرتين من علو بني إسرائيل لم يحدثا حتى وقتنا الحالي ، وذلك لعدة أسباب نبينها في التالي :

1 -
الملك البابلي ( نبوخذ نصر ) لم يكن من عباد الله ، فقد كان كافرا ً، والله سبحانه وتعالى يقول في الآية: ( بعثنا عليكم عبادا ً لنا ) ، ويقول بعدها مباشرة عز وجل: ( ثم رددنا لكم الكرة عليهم فإذا جاء وعد الآخرة ) ، وهذا يدل بوضوح على أن الذين يغلبون اليهود في المرة الأولى هم أنفسهم الذين سيدخلون عليهم المسجد مرة ثانية ( ثم رددنا لكم الكرة عليهم ) ، و ( نبوخذ نصر ) لم يدخل المسجد مرة ثانية ، فلا يمكن تفسير المرة الأولى به.

2 -
فسر بعض الناس الدخول الأول بأنه دخول عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وهذا مناف تماما ً للصواب ، فإن الخليفة العادل عندما دخل القدس لم يكن فيها يهود ، وإنما دخل رضي الله عنه على النصارى.

3 -
لكنني أرى – والله تعالى أعلم – أن المرة الأولى هي التي نعيشها اليوم ، وهي العلو الأول ، وسيأتي على دولة اليهود هذه عباد لله يخرجونهم من فلسطين ، غير أن اليهود سيتجمعون وينصرهم العالم ويمدهم بالأموال وينصرهم اليهود المنتشرين في باقي العالم فيكونون أكثر نفيرا ً بالنصرة العالمية لهم فينتصرون علينا ، يقول الله عز وجل : ( ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال ٍ وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا ً) ، وبعدها يأتي وعد الآخرة أي المرة الثانية ، والتي سنتغلب فيها نهائيا ً على اليهود ونخرجهم إلى غير رجعة من أرض المقدس ، يقول الله عز وجل : ( إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا ً ) ، أي ما بناه اليهود سيدمر تدميرا ً. والله سبحانه أعلم.

4 -
ولن يقضى على اليهود نهائيا ً في الأرض ولكنهم سيشردون فيها مصداقا ً لقوله تعالى :
( عسى ربكم أن يرحمكم وإن عدتم عدنا ) ، وهذا تهديد ووعيد من الله تعالى إن عادوا لإفسادهم في الأرض فإن الله سيعود عليهم بالعذاب والتشريد. والله عز وجل أعلم.

5 -
وهناك أدلة كثيرة تدل على بقاء اليهود في الأرض منها حديث الدجال والذي ينص على أنه عندما يخرج الدجال يتبعه 70 ألفا ً من يهود أصفهان.

6 -
جاء في أحاديث أخرى إشارة إلى معركة فاصلة تقوم مع اليهود منها الحديث المشهور الذي يرويه الشيخان ( لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقاتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر و الشجر فيقول الحجر والشجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود ) ، وجا في إحدى روايات الحديث : ( تقاتلون اليهود أنتم شرقي النهر وهم غربيه )، فقال أحد الصحابة في حديث صحيح : أي نهر يا رسول الله ، قال : ( نهر الأردن ) ، يقول الصحابي : والله ما كنت أعرف أن في الأرض نهرا ً يسمى الأردن. فإذا ً المعركة الحاسمة ستكون بالحدود الحالية، هم غربي نهر الأردن ونحن شرقيه ، وأرى أن هذه المعركة ستحدث بعد العلو الثاني لليهود ، ( والعلم عند الله سبحانه وتعالى )

خلاصة التفسير :

وعلى ذلك فإني أرى أن هذا الذي نعيشه هو العلو الأول لبني إسرائيل ، ثم تقوم دولة المسلمين الملتزمين بطردهم من القدس ، وليس بالضرورة كل فلسطين ، فيأتيهم الدعم العالمي من بني إسرائيل في العالم ، ومن الدول العظمى فيكونون جيشا ً أقوى من الجيش الإسلامي ، ويعيدون احتلال القدس ، ولكن المؤمنين يتجمعون مرة أخرى ويهزمونهم الهزيمة النهائية ، والتي تخرجهم من القدس وفلسطين ، ويظل الأمر كذلك إلى حين خروج المسيح الدجال الذي يؤيده اليهود آنذاك فيسيطر على الأرض ومنها فلسطين ، وتكون نهايته على يد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام في مدينة اللد في فلسطين قبيل قيام الساعة ، والله أعلم " .


وهنا استعرض بعض اقوال العلماء والمفسرين للآية


من تفسير ابن كثير :
وقد اختلف المفسرون من السلف والخلف ، في هؤلاء المسلطين عليهم من هم ، فعن ابن عباس وقتادة : أنه جالوت الجزري وجنوده ، سلط عليهم أولا ثم أديلوا عليه بعد ذلك ، وقتل داود جالوت ، ولهذا قال ( ثم رددنا لكم الكرة عليهم ) الآية ، وعن سعيد بن جبير : أنه ملك الموصل سنحاريب وجنوده ، وعنه أيضا وعن غيره : أنه بختنصر ملك بابل .

من تفسير الطبري :

فكان أول الفسادين قتل زكريا ، فبعث الله عليهم ملك النبط ، فخرج بختنصر حين سمع ذلك منهم ، ثم إن بني إسرائيل تجهزوا فغزوا النبط ، فأصابوا منهم واستنقذوا ما في أيديهم ، قال ابن زيد : كان إفسادهم الذي يفسدون في الأرض مرتين ، قتل زكريا ويحيى بن زكريا ، سلط الله عليهم سابور ذا الأكتاف ، ملكا من ملوك النبط في الأولى ، وسلط عليهم بختنصر في الثانية .

ثم اختلف أهل التأويل ، في الذين عنى الله بقوله أولي بأس شديد فقال بعضهم : كان الذي بعث الله عليهم في المرة الأولى جالوت كما ذكره ابن عباس وكان مجيء وعد المرة الآخرة عند قتلهم يحيى ، بعث عليهم بختنصر

ما روي عن سعيد بن جبير ، قال : بعث الله عليهم في المرة الأولى سنحاريب عليهم في المرة الآخرة بختنصر

من تفسير الألوسي :

واختلف في تعيين هؤلاء العباد المبعوثين ، بعد أن ذكروا قتل يحيى عليه السلام في إفسادهم الأخير ، فقال غير واحد إنهم بختنصر وجنوده ، وتعقبه السهيلي وقال بأنه لا يصح ، لأن قتل يحيى بعد رفع عيسى عليهما السلام ، وبختنصر كان قبل عيسى عليه السلام بزمن طويل ، وقيل الاسكندر وجنوده ، وتعقبه أيضا وقال : بأن بين الاسكندر وعيسى عليه السلام نحوا من ثلاثمائة سنة ، ثم قال لكنه إذا قيل إن إفسادهم في المرة الأخيرة بقتل شعيا ، جاز أن يكون المبعوث عليهم بختنصر ومن معه ، لأنه كان حينئذ حيا ، والذي ذهب إليه اليهود ، أن المبعوث أولا بختنصر ، وكان في زمن آرميا عليه السلام ، وقد أنذرهم مجيئه صريحا ، بعد أن نهاهم عن الفساد وعبادة الأصنام ، كما نطق به كتابه ، فحبسوه في بئر وجرحوه ، وكان تخريبه لبيت المقدس ، في السنة التاسعة عشر من حكمه ، وبين ذلك وهبوط آدم ثلاثة آلاف وثلثمائة وثماني وثلاثين سنة ، وبقي خرابا سبعين سنة ، ثم إن أسبيانوس قيصر الروم ، وجّه وزيره طيطوس إلى خرابه ، فخربه سنة ثلاثة آلاف وثمانمائة وثمانية وعشرين ، فيكون بين البعثين عندهم أربعمائة وتسعون سنة ، وتفصيل الكلام في ذلك في كتبهم ، والله تعالى أعلم بحقيقة الحال .

وقال الألوسي : " ونعم ما قيل إن معرفة الأقوام المبعوثين ، بأعيانهم وتاريخ البعث ونحوه ، مما لا يتعلق به كبير غرض ، إذ المقصود أنه لما كثرت معاصيهم ، سلط الله تعالى عليهم من ينتقم منهم مرة بعد أخرى ، وظاهر الآيات يقتضي اتحاد المبعوثين أولا وثانيا "



جمال جرار 26 - 7 - 2013 03:45 AM

رد: وقفة مع آية قرآنية ومعنى
 


أثابك الله الجنة وجعله في ميزان حسناتك



اخي ايمن
شكرا على الإفادة والطرح



ايمن جابر أحمد 26 - 7 - 2013 04:42 AM

رد: وقفة مع آية قرآنية ومعنى
 
شكرا احبتي على المتابعة
والتحفيز بكلمات راقية وطيبة منكم
وسعيد لتواصلكم أخي جمال جرار
أحييك و سعداء جدا بتواجدكم في صفحتنا

ايمن جابر أحمد 27 - 7 - 2013 05:15 AM

رد: وقفة مع آية قرآنية ومعنى
 
تفسير الآية التالية : ( الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات) سورة النور

اختلف المفسرون في معناها على أقوال متقاربة ، لا يناقض بعضها بعضا .
فمن معاني " الخبيث " و " الطيب " في الآية :
1. الخبث والطيب في الأقوال .
فيكون معنى الآية : الكلمات الخبيثات من القول للخبيثين من الرجال ، وكذا الخبيثون من الناس للخبيثات من القول ، وكذا الكلمات الطيبات من القول للطيبين من الناس ، والطيبون من الناس للطيبات من القول .
وهذا قول عبد الله بن عباس ، ومجاهد بن جبر ، وسعيد بن جبير ، والشعبي ، والحسن البصري ، وحبيب بن أبي ثابت ، والضحاك ، واختاره ابن جرير الطبري .
قال النحاس في كتابه " معاني القرآن " :
وهذا من أحسن ما قيل في هذه الآية .

2 . الخبث والطيب من الأشخاص في النكاح :
ويكون معنى الآية : الخبيثات من النساء للخبيثين من الرجال ، وكذا الخبيثون من الرجال للخبيثات من النساء ، والطيبات من النساء للطيبين من الرجال ، والطيبون من الرجال للطيبات من النساء .
وهو قول عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، وقال :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم طيِّباً ، وكان أولى بأن يكون له الطيبة ، وكانت عائشة الطيبة , وكانت أولى بأن يكون لها الطيب .
قال القرطبي – رحمه الله - :
وقيل : إن هذه الآية مبنية على قوله : ( الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة ) النور/3 ، الآية ، فالخبيثات : الزواني ، والطيبات : العفائف ، وكذا الطيبون ، والطيبات .
واختار هذا القول النحاس أيضاً ، وهو معنى قول ابن زيد
.
" تفسير القرطبي " ( 12 / 211 ) .

قول الإمام القرطبي فى تفسير قول الله تعالى
(‏الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ) ‏‏قال ابن زيد: المعنى الخبيثات من النساء للخبيثين من الرجال, وكذا الخبيثون للخبيثات, وكذا الطيبات للطيبين والطيبون للطيبات.

وقال مجاهد وابن جبير وعطاء وأكثر المفسرين: المعنى الكلمات الخبيثات من القول للخبيثين من الرجال, وكذا الخبيثون من الناس للخبيثات من القول, وكذا الكلمات الطيبات من القول للطيبين من الناس, والطيبون من الناس للطيبات من القول. قال النحاس في كتاب معاني القرآن: وهذا أحسن ما قيل في هذه الآية.
ودل على صحة هذا القول "أولئك مبرءون مما يقولون" أي عائشة وصفوان مما يقول الخبيثون والخبيثات.
وقيل: إن هذه الآية مبنية على قوله "الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة" [النور: 3] الآية; فالخبيثات الزواني, والطيبات العفائف, وكذا الطيبون والطيبات. واختار هذا القول النحاس أيضا, وهو معنى قول ابن زيد. ‏ ‏أُوْلَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ‏‏يعني به الجنس. وقيل: عائشة وصفوان فجمع كما قال: "فإن كان له إخوة" [النساء: 11] والمراد أخوان; قاله الفراء. و "مبرءون" يعني منزهين ممـا رموا به.

قال بعض أهل التحقيق:
إن يوسف عليه السلام لما رمي بالفاحشة برأه الله على لسان صبي في المهد, وإن مريم لما رميت بالفاحشة برأها الله على لسان ابنها عيسى صلوات الله عليه, وإن عائشة لما رميت بالفاحشة برأها الله تعالى بالقرآن; فما رضي لها ببراءة صبي ولا نبي حتى برأها الله بكلامه من القذف والبهتان.
وروي عن علي بن زيد بن جدعان عن جدته عن عائشة رضي الله عنها قالت: (لقد أعطيت تسعا ما أعطيتهن امرأة: لقد نزل جبريل عليه السلام بصورتي في راحته حين أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتزوجني ولقد تزوجني بكرا وما تزوج بكرا غيري, ولقد توفي صلى الله عليه وسلم وإن رأسه لفي حجري, ولقد قبر في بيتي, ولقد حفت الملائكة بيتي, وإن كان الوحي لينزل عليه وهو في أهله فينصرفون عنه, وإن كان لينزل عليه وأنا معه في لحافه فما يبينني (أي يبعدني ) عن جسده, وإني لابنة خليفته وصديقه, ولقد نزل عذري من السماء, ولقد خلقت طيبة وعند طيب,ولقد وعدت مغفرة ورزقا كريما; تعني قوله تعالى: "لهم مغفرة
ورزق كريم )
انتهى كلام الإمام القرطبي رحمه الله
ومن خلال تفسير هذه الآية نعلم أن هذه سنة شرعية أي أن الله سبحانه وتعالى يقول اجعلوا الطيبين للطيبات واجعلوا الطيبات للطيبين والسنة الشرعية جعلها الله لاختيار الناس ولم يجبرهم عليها وهذا كسائر العبادات والسنة الشرعية تختلف عن السنة الكونية حيث إن الأخيرة فرضها الله عليهم ولم يجعل لهم حرية الاختيار فيها وذلك كما يتنفس الإنسان ويهضم الطعام ويتدفق الدم فى شرايينه وغير ذلك .

ومن هذا تتبين الحكمة فى وجود رجل طيب يتزوج امرأة خبيثة وامرأة طيبة تتزوج برجل خبيث وإن كان هذا خلاف الذي ينبغي أن يكون وذلك ليبتلى الله بعضنا ببعض .
والله تعالى أعلم


ايمن جابر أحمد 27 - 7 - 2013 05:25 AM

رد: وقفة مع آية قرآنية ومعنى
 
تفسير الايات قال الله تعالى :
﴿أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلاً أَمْ شَجَرَةُ ٱلزَّقُّومِ. إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ. إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِيۤ أَصْلِ ٱلْجَحِيمِ. طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ ٱلشَّيَاطِينِ﴾


هذا مما يُسَمَّى بالتشبيهِ الوهميِّ...

وهو التشبيهُ بما لا يُدرَكُ بالحواسِّ الخمسِ الظاهرةِ، كقولِه تعالى ﴿أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلاً أَمْ شَجَرَةُ ٱلزَّقُّومِ. إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ. إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِيۤ أَصْلِ ٱلْجَحِيمِ. طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ ٱلشَّيَاطِينِ﴾ (الصافات:62-65)، فإنَّ اللهَ
http://vb.tafsir.net/images/smilies/sbhanh.png قد بيَّنَ لهم شجرةَ الزَّقُّومِ وعرَّفَهم بها، وأخبرَهم بأنها شجرةٌ تخرجُ في أصلِ الجحيمِ، فأصبحت بهذا معهودةً ومعروفةً لهم، ثمَّ بعد ذلك شبَّه اللهُ لهم ثمرَها برؤوسِ الشياطينِ، وذلك أنَّ للشيطانِ صورةً ذهنيَّةً عند العربِ، وهي ما كان في مُنتهى القُبحِ والشناعةِ، فيقولون: كأنَّ هذا وجهُ شيطانٍ، في الدلالةِ على قبحِ منظرِه، وتناهيه إلى الغايةِ في السوءِ والشرِّ.

يقولُ الزمخشريُّ في تفسيرِ هذه الآيات:

(وشبَّه برؤوسِ الشياطينِ دلالةً على تناهيهِ في الكراهيَةِ وقبحِ المنظرِ؛ لأنّ الشيطانَ مكروهٌ مستقبحٌ في طباعِ الناسِ، لاعتقادِهم أنَّه شرّ محضٌ لا يخلِطه خيرٌ، فيقولون في القبيحِ الصورةِ: كأنَّه وجهُ شيطانٍ، كأنَّه رأسُ شيطانٍ، وإذا صوَّرَه المُصَوِّرون: جاؤوا بصورتِه على أقبحِ ما يُقَدَّرُ وأهولِه؛ كما أنهم اعتقدوا في المَلَكِ أنَّه خيرٌ محضٌ لا شرّ فيه، فشبَّهوا به الصورةَ الحسنةَ. قالَ اللهُ تعالى ﴿مَا هَـٰذَا بَشَرًا إِنْ هَـٰذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ﴾ (يوسف: 31) وهذا تشبيهٌ تخييلِيٌّ. وقيلَ: الشّيطانُ حيَّةٌ عرفاءُ لها صورةٌ قبيحةُ المنظرِ هائلةٌ جدّاً. وقيلَ: إنّ شَجَراً يقالُ له الأَسْتَنُ خَشِناً مُنتِناً مرّاً مُنكَرَ الصورةِ، يُسَمَّى ثمرُه رؤوسَ الشياطينِ. وما سمَّت العربُ هذا الثَّمَرَ رؤوسَ الشياطينِ إلاّ قصداً إلى أحدِ التشبيهينِ) (3).

ويقولُ الشّوكانيُّ في تفسيرِها:

(ثمَّ بيَّنَ سبحانَه أوصافَ هذه الشَّجَرَةِ ردًّا على مُنكريها، فقالَ ﴿إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ ٱلْجَحِيمِ﴾ أي: في قعرِها، قال الحَسَنُ: أصلُها في قعرِ جهنَّمَ، وأغصانها تُرفَعُ إلى دَرَكاتها، ثمّ قالَ ﴿طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءوسُ ٱلشَّيَـٰطِينِ﴾ أي: ثمرُها، وما تحمِلُه كأنَّه في تناهي قُبحِه، وشناعةِ منظرِه رؤوسُ الشياطينِ، فشبَّهَ المحسوسَ بالمُتَخَيَّلِ، وإن كان غيرَ مرئيٍّ، للدلالةِ على أنَّه غايةٌ في القُبحِ، كما تقولُ في تشبيهِ من يستقبحونه: كأنَّه شيطانٌ، وفي تشبيهِ من يستحسنونه: كأنَّه مَلَكٌ، كما في قولِه ﴿مَا هَـٰذَا بَشَرًا إِنْ هَـٰذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ﴾ (يوسف: 31)، ومنه قول امريءِ القَيسِ:
أيقتُلُني والمَشرَِفِيُّ مُضاجِعِي ... ومَسنونَةٌ زُرْقٌ كَأنيابِ أغوالِ
وقالَ الزَّجَّاجُ، والفَرَّاءُ: الشياطينُ: حيّاتٌ لها رءوسٌ، وأعرافٌ، وهي من أقبحِ الحيَّاتِ، وأخبثِها، وأخَفِّها جِسماً. وقيلَ: إنَّ رؤوسَ الشياطينِ اسمٌ لنبتٍ قبيحٍ معروفٍ باليمنِ يقالُ له: الأَسْتَنُ، ويقالُ له: الشيطانُ. قال النَّحَّاسُ: وليس ذلك معروفاً عند العَرَبِ. وقيلَ: هو شَجَرٌ خَشِنٌ مُنتِنٌ مُرٌّ مُنكَرُ الصورةِ، يُسَمَّى ثمرُه رؤوسَ الشياطينِ) (4).

فالشيطانُ عند العَرَبِ لمَّا كانَ الغايةَ في القُبحِ، والمَلَكُ والمَلاكُ لمَّا كانَ الغايةَ في الجمالِ والحُسْنِ والأخلاقِ، والغُولُ لمّا كانَ غايةً في إدخالِ الرَّهبةِ والهَلَعِ والخوفِ إلى القلوبِ، كانت لهذه الألفاظِ معانٍ مُتَصَوَّرَةٌ في أذهانهم ومُتَخَيَّلَةٌ، لذلك تجدُ أنَّ من يريدُ أن يرسِمَ الشيطانَ أو يُصَوِّرَه جاءَ به على أقبحِ ما يكونُ، وأشدِّ ما يكونُ شناعةٍ ممّا يَتَخَيَّلُه في ذهنِه، بخلافِ من أرادَ رسمَ المَلاكِ أو تصويرَه، فإنَّه يأتي به على أحسنِ ما يَتَخَيَّلُه ويَتَصَوَّرُه في ذهنِه، وكذلك الأمرُ في الغولِ، يأتي به من يريدُ تصويرَه ورسمَه على أشدِّ ما يكونُ تخويفاً في ذهنِه.


وسُمِِّيَّ هذا التشبيهُ وهميّاً لأنَّ هذه الصُّوَرَ الذِّهنيَّةَ موجودةٌ في أوهامِهم وتخيُّلِهم، بغضِّ النَّظَرِ عن وجودِها في الخارجِ أو عدمِه. وقد ذكرنا فيما سبقَ أنَّ الألفاظَ موضوعةٌ بإزاءِ الصُّورِ الذِّهنيَّةِ، فهي إذن مُتصوَّرةٌ في الوهمِ ومُتخيَّلَةٌ ومُدركةٌ، سواءٌ أكانَ لها وجودٌ في الخارجِ أم لم يكن لها وجودٌ.


وقولُك في وصفِ رجلٍ غنيٍّ "هو جبلٌ من ذهبٍ" أو في وصفِ حصانٍ سريعٍ "هذا حصانٌ يطيرُ بجناحين" أمرٌ مُتَخَيَّلٌ موهومٌ لا وجودَ له في الواقعِ الخارجيِّ أو الواقعِ الموضوعيِّ، ومع ذلك فهو مُتصوَّرٌ في الذِّهنِ ومعهودٌ له، لما في العقلِ من قدرةٍ على التَّركيبِ والتَّجزئةِ والتخييلِ. فالجبلُ والذهبُ والحصانُ والأجنحةُ مفرداتٌ مدركةٌ معروفةٌ معانيها، ولها وجودٌ في الذهنِ والخارجِ، أمّا "جبلٌ من ذهبٍ" و "حصانٌ بجناحين" فصورةٌ مُرَكَّبَةٌ لا وجودَ لها إلا في الذهنِ فقط، وقد يضعُ لها الإنسانُ لفظاً خاصّاً بها ويدُلُّ عليها مع أنَّه لا وجودَ لهذه الصُّوَرِ إلاّ في الذِّهنِ فقط.


وعليه فإنَّ هذه الألفاظَ ومعانِيَها معهودةٌ للعَرَبِ ومعروفةٌ لهم، فلا يقالُ إنَّ القرآنَ خاطبَهم بما لا يعرفون، وجاءهم بتشبيهاتٍ لا عهدَ لهم...


والله أعلم...

ايمن جابر أحمد 27 - 7 - 2013 10:56 PM

رد: وقفة مع آية قرآنية ومعنى
 



http://www.alamuae.com/gallery/data/media/123/0201.gif




يقول الإمام القرطبى رحمه الله فى تفسيره الاية

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوّاً لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ }

}التغابن14{



فيه خمس مسائل:

الأولى:
قال ابن عباس : نزلت هذه الآية بالمدينة في عوف بن مالك الأشجعي؛ شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم جفاء أهله وولده؛ فنزلت. ذكره النحاس.
وحكاه الطبري عن عطاء بن يسار قال : نزلت سورة التغابن كلها بمكة إلا هؤلاء الآيات
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوّاً لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ } نزلت في عوف بن مالك الأشجعي كان ذا أهل وولد، وكان إذا أراد الغزو بكوا إليه ورققوه فقالوا : إلى من تدعنا؟ فيرق فيقيم؛ فنزلت الآية كلها بالمدينة في عوف بن مالك الأشجعي. وبقية الآيات إلى آخر السورة بالمدينة. ""


وروى الترمذي عن ابن عباس"" - وسأله رجل عن هذه الآية - قال : هؤلاء رجال أسلموا من أهل مكة وأرادوا أن يأتوا النبي صلى الله عليه وسلم، فأبى أزواجهم وأولادهم أن يدعوهم أن يأتوا النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أتوا النبي صلى الله عليه وسلم رأوا الناس قد فقهوا في الدين هموا أن يعاقبوهم؛ فأنزل الله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوّاً لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ } الآية.
هذا حديث حسن صحيح.




الثانية:
قالالقاضي أبو بكر بن العربي : هذا يبين وجه العداوة؛ فان العدو لم يكن عدوا لذاته وإنما كان عدوا بفعله. فإذا فعل الزوج والولد فعل العدو كان عدوا، ولا فعل أقبح من الحيلولة بين العبد وبين الطاعة.


وفي صحيح البخاري من حديث أبي هريرة عن النبي صلىالله عليه وسلم قال : (إن الشيطان قعد لابن آدم في طريق الإيمان فقال له أتؤمن وتذردينك ودين آبائك فخالفه فآمن ثم قعد له على طريق الهجرة فقال له أتهاجر وتترك مالك وأهلك فخالفه فهاجر ثم قعد له على طريق الجهاد فقال له أتجاهد فتقتل نفسك فتنكح نساءك ويقسم مالك فخالفه فجاهد فقتل، فحق على الله أن يدخله الجنة).

وقعود الشيطان يكون بوجهين :

أحدهما : يكون بالوسوسة.

والثاني : بأن يحمل على ما يريد من ذلك الزوج والولد والصاحب؛

قال الله تعالى {وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاء فَزَيَّنُوا لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ } [فصلت : 25].

وفي حكمة عيسى عليه السلام : من اتخذ أهلا ومالا وولدا كان للدنيا عبدا. وفي صحيح الحديث بيان أدنى من ذلك في حال العبد؛

قال النبي صلى الله عليه وسلم : (تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد الخميصة تعس عبد القطيفة تعسوانتكس وإذا شيك فلا انتقش).البخارى
ولا دناءة أعظم من عبادة الدينار والدرهم، ولا همة أخس من همة ترتفع بثوب جديد.





الثالثة:
كما أن الرجل يكون له ولده وزوجه عدوا كذلك المرأة يكون لها زوجها وولدها عدوا بهذا المعنى بعينه. وعموم قوله {من أزواجكم} يدخل فيه الذكر والأنثى لدخولهما في كل آية. والله أعلم.



الرابعة:
قوله تعالى {فاحذروهم} معناه على أنفسكم.
والحذر على النفس يكون بوجهين :
إما لضرر في البدن، وإما لضرر في الدين.
وضرر البدن يتعلق بالدنيا، وضرر الدين يتعلق بالآخرة.
فحذر الله سبحانه العبد من ذلك وأنذره به.




الخامسة:
{وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيم}
""روى الطبري عن عكرمة"" قال : كان الرجل يريد أن يأتي النبي صلى الله عليه وسلم فيقول له أهله : أين تذهب وتدعنا؟ قال : فإذا أسلم وفَقُهَ قال : لأرجعن إلى الذين كانوا ينهون عن هذا الأمر، فلأفعلن ولأفعلن؛ قال : فأنزل الله عز وجل {وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم}.


وقال مجاهد : ما عادوهم في الدنيا ولكن حملتهم مودتهم على أن أخذوا لهم الحرام فاعطوه إياهم. والآية عامة في كل معصية يرتكبها الإنسان بسبب الأهل والولد. وخصوص السبب لا يمنع عموم الحكم.



بصيرة الأعمى 28 - 7 - 2013 12:40 AM

رد: وقفة مع آية قرآنية ومعنى
 
بارك الله بك اخي الكريم
واكرمك بالجنة امين
فعلا وقفات يستفاد منها
مشكور لطرحك الراقي
وان شاء الله يتواصل الموضوع لما بعد رمضان
محبتي
بصيرة
#cc#


الساعة الآن 03:37 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى