منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   القرآن الكريم والأحاديث وسيرة الأنبياء والصحابة (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=95)
-   -   كتاب " أخلاق القرآن هي الحل " لهارون يحي (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=7411)

ميارى 8 - 6 - 2010 02:41 AM

عواقب عدم اتباع أحكام القرآن في الحياة

لقد ذكر الله جل جلاله في سورة النساء أن كل مؤمن مسؤول عن مساعدة المستضعفين:
"وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا."؟ (سورة النساء: 75)
إن ما يتوجب فعله في هذه المرحلة هو دعوة الناس إلى خشية الله وتذكيرهم بأن كل إنسان سوف يُسأل عن أعماله يوم القيامة. وستبوء كل المحاولات الأخرى لمعالجة تلك المشكلة بالفشل، لأن الإنسان الذي يخاف الله سبحانه وتعالى هو وحده الذي يتجنب الظلم ولا يستخدم العنف ضد الآخرين. ذلك أن الخوف من الله هو وحده القادر على أن يمنع الإنسان من ارتكاب الآثام؛ لأن الإنسان يستغل كل فرصة تسنح له كي يعود إلى سلوكياته غير المرغوب فيها. ولن "يرجع" إلى الحياة الشريفة سوى أولئك الذين يدركون رفعة شأن القرآن، لأنهم يتبعون أحكامه ويدعون غيرهم لفعل ذلك أيضا. ومن ثم، يجب على كل مسلم جاد أن يبلغ الدين للناس. ويجب على المؤمنين أن يخبروا كل الناس بما يهبه الدين للإنسان من بركة، ومتعة، وإحساس بالأمان والثقة. ومن ثم، لن يظل هناك سبب لاستمرار هذه الحروب، لأن كل النزاعات سوف تتم تسويتها سلميا. ومع ذلك، يجب التأكيد أيضا على أن هذا السلام لا يمكن بلوغه إذا اقتصر الامتثال لأحكام القرآن الكريم على بعض الناس فقط. ذلك أن السلام الدائم حول العالم لن يتحقق إلا إذا اتبع الناس عموما قيم القرآن والسنة. وإذا لم يحدث ذلك، لن تستفيد سوى مناطق معينة من المتعة التي يمنحها القرآن للمؤمن وسيظل الآخرون يعيشون في كآبة، ويعانون من الاضطهاد، ويقاسون بشدة من الفقر والعنف.
نداء من البلدان التي تحتاج إلى مساعدة

يرى المؤمنون بالله، الذين يتبعون أحكام القرآن الكريم والسنة في كل لحظة من لحظات حياتهم، أن كل حادثة تقع تحمل في جوهرها دلالات وغايات كثيرة. ذلك أن الله يقدر كل حادثة لغاية يختبر بها موقف الإنسان وسلوكياته. وتقع على عاتق كل مؤمن مسؤوليات يمكن إيجاز أهمها فيما يلي: أن يشهد بوجود الله جل جلاله ووحدانيته، وأن يأمر بالمعروف وأن ينهي عن المنكر، وأن يقاوم بالحجة الذكية كل حركة تقوم على إنكار وجود الله. وإذا تم تبليغ الدين بدقة للناس، فسوف تظهر مجتمعات ذات ضمير حي تخشى الله بعمق. وحينئذ، سوف تظهر حلول تلقائية لكل المشكلات التي ترجع جذورها إلى عدم الامتثال لأحكام الدين. ويذكرنا الله عز وجل في الآية التالية بالمسؤوليات التي يجب على المؤمنين أن يحملوها على عاتقهم:
"وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ." (سورة البقرة: 193)
وكما ذكرنا سابقا، يجب أن تعطى الأولوية في عصرنا الحالي للمقاومة الفكرية ضد الفلسفة المادية التي ترفض الدين صراحة. ولا شك في أن هذه المقاومة سوف تتم في إطار السلام والتفاهم الذي وصفه المولى عز وجل في كتابه الحكيم. وما إن يتم تدمير الأسس الأيديولوجية والفلسفات الضمنية، سوف تنهار كل الأيديولوجيات المستندة إليها، الواحدة تلو الأخرى. ويخبرنا الله جل وعلا في القرآن الكريم أنه ما إن يظهر الحق حتى يزهق الباطل:
"بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ." (سورة الأنبياء: 18)

http://www.harunyahya.com/arabic/ima...lution/119.jpghttp://www.harunyahya.com/arabic/ima...ution/119a.jpghttp://www.harunyahya.com/arabic/ima...ution/119b.jpg
إن أولئك الذين يتبعون قيم القرآن في كل لحظة من لحظات حياتهم، لا يمكن أن يهملوا الاستجابة لنداء البائسين.
ولهذا السبب، يجب علينا أن نبلغ الدين لكل من يبتعد عن قيم القرآن. ولنفس السبب، يجب أن نشجع الإنسانية جمعاء على نبذ العالم المظلم الذي يجلبه الكفر. وفي الصفحات التالية، سنخصص مساحة كبيرة لبعض البلدان المضطربة التي ابتليت بالنزاعات. ومع ذلك، فإن الاهتمام الموجه إلى هذه البلدان لا يخدم الأغراض التثقيفية فحسب، لأن هناك آلاف الكتب وعشرات الآلاف من التقارير المتاحة لهذا الغرض. بل تتجه النية في هذا الكتاب إلى تشجيع أصحاب الضمائر الحية على مساعدة المضطهدين الذين ينتظرون هذه الحلول بفارغ الصبر. ومن المهم أن نذكِّر المؤمنين بهذا الواجب الجليل، وأن نجعلهم يتأملون في النزاعات التي تدمر البلدان، والمحن التي يواجهها الرجال، والنساء، والأطفال المضطهدون. وينبغي ألا يعتقد أحد أنه في منأى عن هذه النزاعات، التي تدمر الكثير من البلدان، وأنه بالتالي لا يستطيع أن يفعل شيئا للتغلب عليها.
ومن الواضح أن جمعيات حقوق الإنسان ومنظمات التنمية التي تقدم خدماتها تحت ستار توفير الحماية والمعونة لا تقدم أي حلول واقعية على الإطلاق. ذلك أن هذه المنظمات، التي تستهلك أموالا طائلة وتوظف أعدادا كبيرة من الموظفين، لم تظهر حتى الآن أداء ملائما ولم تقدم العون إلا لعدد محدود جدا من الناس. ويجب أن يدرك الناس أنه بالنسبة لأولئك المضطهدين في كوسوفا، أو البوسنة، أو كشمير، أو فلسطين اليوم، الذين ينتظرون "المخلص" بفارغ الصبر، لا يوجد سوى حل واحد هو: الالتزام بأحكام القرآن في حياتنا.
الشيشان

إن الحرب الروسية الشيشانية الدائرة هي إرث من تركة القرن العشرين يحتل مكانة في أجندة العالم اليوم. وتزداد خطورة الموقف في هذا الجزء من العالم نتيجة الاعتداءات الروسية على الشيشان، التي يقتل فيها غالبا النساء والأطفال المدنيون. إذ تتجلى أمام أعين العالم صور القنابل التي تسقط على الأسواق، دون أن تعطي أي فرصة لنجاة النساء والأطفال الشيشانيين المستضعفين والمدنيين العزل. وفي عملية قصف واحدة فقط استهدفت مستشفى للولادة، لقي خمسة عشر رضيعا حتفهم. وتتضح الأبعاد المذهلة للعنف من خلال تصرفات القادة الروس الذين يأمرون الجنود بإطلاق النار على المدنيين الذين يتركون قراهم بحثا عن ملجأ في البلدان المجاورة.
ويروي لنا القرآن الكريم قصة مذبحة مشابهة في التاريخ، وهي المذبحة التي ارتكبها فرعون ضد شعبه:
"وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ." (سورة البقرة: 49).
http://www.harunyahya.com/arabic/ima...lution/122.jpghttp://www.harunyahya.com/arabic/ima...ution/122a.jpghttp://www.harunyahya.com/arabic/ima...ution/122b.jpghttp://www.harunyahya.com/arabic/ima...ution/122c.jpg
يشاهد العالم بأكمله الفظائع الدائرة في الشيشان. ومع ذلك، لم تقم سوى قلة من أصحاب الضمائر الحية بمد يد العون، التي ثبت في كثير من الأحيان أنها غير ذات نفع نظرا لقلة الموارد المتاحة.
ويؤكد القرآن الكريم أن المستضعفين ظلوا، على مدار التاريخ، عرضة للأعمال الوحشية التي يمارسها أصحاب الخلق الفرعوني. وإذا استعرضنا بإيجاز تاريخ الشيشان، الذي يتعرض سكانه للتهديد، فسوف يساعدنا ذلك على تكوين فهم أفضل للعنف السائد في البلاد.
ففي عام 1918، كانت القوقاز، بما فيها الشيشان، تحت حكم روسيا السوفييتية. وفي ذلك الحين، كانت موسكو الشيوعية تسيطر على أراض واسعة تقطنها مجموعات عرقية يفصلها عن بعضها البعض ترسيم حدودي مصطنع. وقد ازدادت حدة هذا الفصل العرقي نتيجة عمليات الترحيل الإجبارية. وأثناء الحرب العالمية الثانية، كان النظام الشيوعي ينفذ عمليات في منتصف الليل يجبر فيها سكان القوقاز على أن يرحلوا على متن قطارات متجهة إلى سيبيريا والشرق الأوسط. ولم يتمكن آلاف الناس من الوصول إلى وجهتهم أحياء، وبناء على أمر صادر من النظام الشيوعي، تم توطين مجموعات عرقية أخرى في الأراضي التي رحل عنها سكانها. وعندما عاد القوقازيون إلى أوطانهم بعد بضع سنوات وجدوا أناسا آخرين يعيشون في منازلهم. ولا شك في أن سياسة "فرِّق تسُدْ" التي استخدمتها موسكو في ذلك الوقت أدت إلى تفاقم التوترات العرقية التي نعاني منها اليوم.
http://www.harunyahya.com/arabic/ima...ution/122e.jpghttp://www.harunyahya.com/arabic/ima...ution/122d.jpg وقد أزاح انهيار الاتحاد السوفييتي النقاب عن الطموحات القومية والمنافسات العرقية التي دفعت عددا من المجموعات العرقية الموجودة داخل حدود أراضي الاتحاد السوفييتي السابق إلى إعلان استقلالها. كما سعت مجموعات عرقية أخرى للاستقلال الاقتصادي مع البقاء تحت سيطرة الاتحاد الروسي. وهكذا، بدأ سكان الشيشان البالغ عددهم 1.2 مليون نسمة، الذين عانوا طويلا من الضغط الروسي القاسي، رحلة كافحوا فيها تحت قيادة زوكار دوداييف كي ينالوا الاستقلال.
وفي عام 1996، انتهت الحرب الروسية – الشيشانية التي دامت 18 شهرا وأعلن الشيشانيون استقلالهم عند انسحاب القوات الروسية. وفي عام 1997، وقعت موسكو وجروزني رسميا اتفاقية سلام أنهت الحرب ومنحت الشيشان استقلالا فعليا. ومع ذلك، سمحت اتفاقية سابقة لروسيا بتأجيل تحديد الوضع النهائي للأراضي الشيشانية حتى عام 2001.
وحذت جمهوريات أخرى حذو الشعب الشيشاني الذي كافح من أجل الاستقلال. وفي عام 1998، اجتمع مجلس شعوب شمال القوقاز في عاصمة الشيشان، جروزني. وفي ذلك الاجتماع، اتفقت شعوب شمال القوقاز على ألا تحارب بعضها البعض. فنتج عن القرارات المتخذة في هذا الاجتماع نشوب النزاعات التي حدثت عام 1999، عندما شنت القوات الروسية حملة قصف بالقنابل استهدفت قرى عديدة في داغستان يقطنها 1500 شخص. وعندما استنجدت تلك القرى بالشعب الشيشاني، لبى نداء الاستغاثة في صيف عام 1999 محارب شيشاني محنك يدعى شامل بساييف. ونتج عن القصف الروسي العنيف تدمير القرى الداغستانية تدميرا كاملا لم ينج منه سوى شخصين. ونتيجة لهذه العملية انساق الشيشان إلى حرب جديدة مع روسيا.
http://www.harunyahya.com/arabic/ima...lution/123.jpg
http://www.harunyahya.com/arabic/ima...ution/123a.jpg
Crescent International, May 16-31, 2000

http://www.harunyahya.com/arabic/ima...ution/123b.jpg

Crescent International, April 16-30, 2001

وجدير بالذكر أن داغستان جارة للشيشان، وأن غالبية سكانها من المسلمين (80%). ويرجع السبب الرئيسي الذي جعل الداغستانيين يستنجدون بالشيشانيين لمواجهة الاتحاد الروسي إلى النجاح الكبير الذي حققه الشيشانيون ضد الروس عام 1996.
http://www.harunyahya.com/arabic/ima...lution/124.jpg
في رسالة بعث بها إلى البابا يوحنا الثاني، كتب الرئيس الشيشاني أصلان مسخادوف أن 3265 مدنيا قتلوا وأصيب 5000 آخرين في هجوم جوي شنته القوات المسلحة الروسية بدأ في الخامس من أيلول/ سبتمبر واستمر لمدة شهر.
وهناك أسباب كثيرة تكمن وراء الهجوم الروسي الضاري على الشيشان. ومع ذلك، مهما كانت مبررات نشوب الحرب، فإن النساء، والأطفال، والفقراء هم دائما أكثر الفئات معاناة من ويلات الحرب. فهم دائما الذين يضطرون للكفاح من أجل الصمود في مواجهة الفقر، والمجاعة، والأوبئة. ولطالما تمثل الطموح الروسي الأساسي في الشيشان في إجبار مواطنيه على الهجرة من وطنهم، حتى يمتصهم ويفتح الأراضي الشيشانية أمام أشخاص من أصول عرقية أخرى. ولتحقيق هذا الغرض، تمت الموافقة على مذبحة جماعية قتل فيها آلاف الأبرياء، والعزل، والمستضعفين، وفضلا عن ذلك، ظل العالم بأسره غير مبال بهذا الفعل الوحشي الذي حدث أمام ناظريْه.
http://www.harunyahya.com/arabic/ima...ution/124c.jpghttp://www.harunyahya.com/arabic/ima...ution/124d.jpghttp://www.harunyahya.com/arabic/ima...ution/124b.jpg


ميارى 8 - 6 - 2010 02:42 AM

شعب كشمير بلا حماية

كشمير هي منطقة مضطربة يحتدم فيها العنف باستمرار بسبب الحرب الدائرة بين الهند وباكستان. ومن الناحية التاريخية، ظلت كشمير منطقة يقاسي فيها المدنيون الأبرياء من خسائر ضخمة. وبعد جلاء بريطانيا عن الهند، التي ظلت تحت الحكم البريطاني لمدة طويلة، أسس المسلمون الهنود دولة إسلامية مستقلة تدعى باكستان. وقد جرى تبادل السكان بين باكستان والهند وهاجر الكثير من المسلمين الذين يعيشون داخل الحدود الهندية إلى باكستان. ومع ذلك، بقيت جامو وكشمير، وهي منطقة مليئة بالسكان المسلمين، تحت الحكم الهندي من خلال الجهود التي بذلتها نيودلهي ودعمتها إنجلترا. ومنذ تلك الأيام وحتى الوقت الحاضر، لم تقِل قط حدة التوتر السائد في كشمير. وجدير بالذكر أن الكشميريين لا يسعون للاستقلال بل يتمنون فقط الانضمام لباكستان. ومع ذلك، فقد بلغ الضغط الذي يمارسه الهنود على المسلمين الكشميريين حد استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين.
كان المسلمون الكشميريون قد قاموا من قبل بمقاومة الإدارة الهندية طالبين بالاستقلال لذا فقد وقعت ثلاث مذابح كبيرة في اعوام 1947، و1965، و1971، مما تسبب في مقتل آلاف المسلمين الكشميريين. وكانت طبيعة عمليات القتل مروعة؛ إذ لم يُستثنَ منها الشيوخ، والمرضى، والأطفال الصغار، والرضع، كما اغتصبت النساء أيضا. وما زالت سياسة المذابح والتطهير العرقي وسياسة الاذابة مستمرة حتى اليوم. وبناء على ما تنقله المنظمات الدولية من كشمير، فقد لقي مئات الأشخاص مصرعهم نتيجة التعذيب وأصبح الآلاف مقعدين. كما أشعل الهنود النيران في المنازل، وأغلقوا الصحف والمدارس التي تتبع منهجا إسلاميا. ولكن الألم لم ينته بعد؛ إذ يعيش حاليا الكثير من الناس في ظروف صعبة للغاية داخل ملاجئ أشبه بالكهوف.
http://www.harunyahya.com/arabic/ima...ution/128a.jpghttp://www.harunyahya.com/arabic/ima...lution/128.jpg
لسنوات طويلة، أبدى المسلمون الهنود في كشمير الصبر في مواجهة العنف. والسبيل الوحيدة لإيقاف هذا التعذيب هي العيش وفقا لأحكام القرآن الكريم.

http://www.harunyahya.com/arabic/ima...ution/128c.jpg
http://www.harunyahya.com/arabic/ima...ution/128b.jpg
ويعتقد الكثيرون أنه لا يوجد ما يربطهم بهؤلاء الناس الذين يعيشون في أماكن نائية من العالم، على بعد مئات بل آلاف الأميال منهم. ومع ذلك، فإن طريقة التفكير هذه غير إنسانية وبعيدة كل البعد عن المنهج القرآني. وكما ذكرنا آنفا، تتمثل مسؤولية المؤمن في إبلاغ الدين للجميع، سواء كانوا من أفراد العائلة المقربين أو كانوا يعيشون في جزء مختلف من العالم. وفيما يلي سطور مقتبسة من تقرير أعده صحفي زار مخيمًا للاجئين في كشمير. وهذا الوصف في حد ذاته كفيل بأن يحرك ضمير الإنسان، لأنه يوضح الأوضاع الخطيرة في المخيم:
"أسس مخيم اللاجئين في أمبور عام 1990 لاستيعاب الكشميريين الذين فروا من جامو وكشمير. إن الأوضاع المعيشية هنا بائسة للغاية، إذ يتكدس الناس في أكواخ طينية صغيرة. وعندما دخلنا أحد الأكواخ المكونة من غرفة واحدة، لم يكن هناك سوى سرير واحد. وسألنا كم عدد الأشخاص الذين يعيشون في هذه الغرفة، فكانت الإجابة "9". ويستوعب المخيم 214 عائلة، يبلغ إجمالي أفرادها 1110 أشخاص. ولا شك في أن رؤية الكوخ الطيني كفيلة برسم صورة دقيقة للحياة الكئيبة في المخيم. وتتكون هذه الأكواخ عادة من غرفتين... وبضع أوانٍ فخارية قديمة، وسرير أو سريرين، إذا جاز للمرء أن يسميه سريرا. وفي أحد أركان الكوخ جثت أم على الأرض تحمل طفلها الرضيع بين يديها، وعلى النار قِدر تغلي تشعلها بضعة أغصان جافة. ولكني لم أر في الكوخ شيئا يمكن أن يؤكل! ولم تواتني الشجاعة كي أفتح القدر لأرى ما إذا كانت تحتوي على شيء بداخلها. وقد لاحظت في الخيام العديدة التي رأيتها أنه لا يوجد طعام ولا يوجد أي شيء يمكن النوم عليه! وفي إحدى هذه الخيام، كانت هناك ملاءة قديمة مفروشة في الوسط، يبدو أنها كانت تستخدم كسرير. وعندما سألت: "كم عدد الأشخاص الذين يعيشون في هذه الخيمة؟" كانت الإجابة: "11 شخصا"..... ومع ذلك لم يكن بالخارج سوى قِدر معدنية تغلي! "

ميارى 8 - 6 - 2010 02:43 AM

التطهير العرقي في كوسوفا

بقيت كوسوفا، المنطقة التي تعيش فيها أغلبية مسلمة، تحت الحكم العثماني حتى نشوب حرب البلقان عام 1912. وما زال سكان كوسوفا مسلمين حتى اليوم، وهم يشكلون إرثا من الإمبراطورية العثمانية. وفتح انتهاء الحرب الباردة الباب أمام عصر جديد في العالم اتسم بحدوث تغييرات جذرية في الحدود والأنظمة، لا سيما في منطقة البلقان. وظل الجيل المستمسك بالإرث العثماني محورا لهذا التغيير، لأن ما يحدث اليوم في البوسنة وكوسوفا هو نتيجة لهذا التطور التاريخي. إذ إن الدول الجديدة التي ظهرت بعد الحربين العالميتين لم تستطع أن تسد الفجوة التي حدثت بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية، التي كانت بمثابة "عامل موازنة" في الأراضي التي كانت تحكمها. وتعتبر النزاعات التي تحدث في المنطقة اليوم نتائج لهذه الفجوة.
إن 90% من سكان كوسوفا - البالغ عددهم مليونَي نسمة - من الألبان المسلمين. وتشكل أراضي الإقليم 12% فقط من مساحة صربيا. وفي عام 1989، ارتكبت قوات الشرطة، المكونة بالكامل من السلوفانيين، أعمالا قمعية. وفي غضون ذلك، منع الصرب تدريس اللغة الألبانية في المناهج المدرسية. ومنذ الثامن والعشرين من شباط/ فبراير وحتى يومنا هذا (أي حتى كتابة هذا الكتاب في تشرين اول /1999) ، ما زال الصرب يمارسون العنف ضد أهل كوسوفا.
http://www.harunyahya.com/arabic/ima...lution/131.jpg
http://www.harunyahya.com/arabic/ima...ution/131a.jpg
هذه عائلة واحدة فقط من بين ثلاثمائة ألف عائلة فرت من كوسوفا بعد بدء عمليات حلف الناتو في الرابع والعشرين من آذار/ مارس 1999. تمتد صفوف اللاجئين الجوعى لأميال. وعلى الرغم من ذلك فهم يعتبرون أنفسهم أفضل حالا من الذين ظلوا في كوسوفا ليصبحوا ضحايا للعنف والاغتصاب, أو من الذين لم تكتب لهم النجاة نتيجة ظروف الشتاء القاسي فماتوا في الطريق.


لم يُسمح لعشرة آلاف لاجئ أن يتابعوا سيرهم إلى وجهتهم المتمثلة في بوابة مورينا الحدودية على الحدود الألبانية – اليوغسلافية. فقد أُخذوا وحُبسوا في مبان استراتيجية، تعتبر كلها أهدافا محتملة للقصف. وقد أبلغت السفارة الألبانية في روما عن فقدان خمسة وعشرين ألف لاجئ كوسوفي. وقالت القوات الأوروبية التابعة لحلف الناتو (شيب SHAPE ) إن الحرب في كوسوفا نتج عنها 960.000 ألف لاجئ. واستنادا إلى المعلومات الواردة من جيش تحرير كوسوفا، فقد ذكر وزير الخارجية البريطاني أن أكثر من 400.000 مدني ألباني لجأوا إلى المناطق الجبلية في كوسوفا، تتهددهم المجاعة والموت باستمرار. ووفقا لمصادر مسؤولة في جيش تحرير كوسوفا، فقد أطلق الصرب نيرانًا كثيفة على 40.000 مدني ألباني، كانوا ينشدون الحماية في المنحدرات السفلية من جبل بِيريشا.
بعد الحرب العالمية الثانية، ارتكبت صربيا أكبر إبادة جماعية على الإطلاق في تاريخ أوروبا. وكانت النية الأساسية تتجه إلى إبادة الألبان المسلمين في كوسوفا، الذين يشكلون 90% من إجمالي السكان، وتحويل كوسوفا إلى أرض صربية. واصل الصرب سياستهم ضد المسلمين فقتلوا، ونهبوا، واغتصبوا، ودمروا المنازل والقرى، وأبعدوا الألبان المسلمين. وبدأ النظام الصربي ينفذ حملة شعواء لزرع مستوطنين صرب في كل مكان ممكن بكوسوفا في محاولة واضحة لتمزيق النسيج الأساسي للحياة الألبانية هناك. وكانت النية تتجه إلى تغيير الهيكل الديموغرافي لصالح الصرب. وكما قال أحد متحدثي حلف الناتو، لكي يمحو الصرب كل شيء له علاقة بالهوية الثقافية للمسلمين في كوسوفا، لم تسلم حتى وثائق الزواج وسندات تسجيل الملكية من التغيير.

http://www.harunyahya.com/arabic/ima...lution/132.jpg
http://www.harunyahya.com/arabic/ima...ution/132f.jpg

بحلول آذار/ مارس 1999 بدأ السكان المسلمون في كوسوفا يفرون من منازلهم بسبب التهديدات أو الهجمات، فخلفوا وراءهم قرى مهجورة. وتحت الأمطار الغزيرة وفي البرد القارص، ترك النساء، والأطفال الصغار، والمسنون كل شيء وراءهم ومشوا إلى وجهة مجهولة. وبعد ثلاثة أشهر تقريبا، عندما حاولوا العودة، لم يكن أي شيء باقياً على حاله. فالمنازل أحرقت وصارت خربة، والأقارب فقِدوا، والأطفال مرضوا، والممتلكات نُهبت... وهكذا، أشاعت الحرب والهجرة في حياة كل كوسوفي مسلم، غنيا كان أو فقيرا، فوضى عارمة.
وفي كوسوفا، ذكرت المنظمات الإنسانية في المنطقة أيضا أن الصرب أبادوا المسلمين إبادhttp://www.harunyahya.com/arabic/ima...ution/132c.jpgة جماعية. وتعرض اللاجئون والشعب لكل أشكال العنف والتعذيب. فقد اغتصب الصرب النساء، وقتلوا الحوامل، وهدموا المباني والممتلكات، وقتل أكثر من 100.000 شخص. وكانت حالة الكوسوفيين الذين اضطروا للهجرة مزرية. ومات على الحدود المقدونية – اليوغسلافية نحو أربعين شخصا، 20 منهم من الرضع والباقي من المسنين، أثناء فترة الإيقاف القسري الطويل لمسيرة ما يقرب من 250 إلى 300 ألف مهاجر.


ميارى 8 - 6 - 2010 02:43 AM

مذبحة البوسنة الوحشية التي دامت ثلاث سنوات

تقدم سنوات العنف الثلاث التي عانى منها المسلمون في البوسنة أفضل مثال لوضع أولئك الذين يعانون من الاضطهاد حول العالم. ففي الحرب التي شنها الصرب في نيسان/ إبريل 1992، كانت الخطة تهدف إلى إبادة المسلمين في بضعة أسابيع لإجبارهم على الهجرة. ولكن القوات البوسنية المسلمة أبدت مقاومة غير متوقعة. واستمرت الحرب حتى ربيع عام 1995. وتجدر الإشارة إلى أن العنف الذي احتدم طوال هذه الحرب لم يسبق له مثيل في تاريخ العالم. فقد قتل الصرب أكثر من مائتي ألف مسلم بوسني، وأجبروا مليوني شخص على مغادرة منازلهم، واغتصبوا أكثر من خمسين ألف امرأة مسلمة. وفي معسكرات الاعتقال الصربية، كان المسلمون يتعرضون لتعذيب غير محتمل، وتحوَّل عشرات الآلاف إلى مُقعدين... ومما يثير قدرا أكبر من الذهول أن الصرب الذين ارتكبوا هذه الأعمال الوحشية والبوسنيين _ محور الغضب الصربي المحتدم _ ينحدرون من نفس الجنس ويتكلمون نفس اللغة، ولكن عامل الاختلاف الوحيد بينهم هو الدين. وفي عبارة أخرى، إن ما يحدث في البوسنة وكوسوفا هو مجرد حرب دينية، يرى كثيرون أنها نشبت نتيجة الحقد الدفين على الإسلام من الكنيسة الأرثوذكسية.
http://www.harunyahya.com/arabic/ima...ution/135d.jpghttp://www.harunyahya.com/arabic/ima...ution/135c.jpgكل شيء مهجور في سراييفو؛ ولا يكاد يوجد مبنى واحد في المدينة نجا من التدمير بسبب إطلاق النار. وفي الشوارع، توجد أكوام من الحافلات والمركبات التي دمرتها الهجمات الصاروخية. ولا يوجد منزل واحد سلمت نوافذه من التكسير.
أحد معسكرات الاعتقال الصربية في البوسنة.
ضرب الجنود الصرب في البداية حصارا حول القرى البوسنية، وفرضوا سيطرتهم على جميع المخارج. وكلما تحركوا تدريجيا نحو الداخل، كثفوا إطلاق النار وأرهبوا القرويين. وبعد ذلك، أصدروا لأهل القرى بيانات تأمرهم بالتجمع في الميدان الرئيسي للقرية والاستسلام. وإذا لم يمتثلوا للأوامر، فسوف يكون مصيرهم الموت. وكان تقرير مصير القرويين يعتمد على أهواء الجنود.
لم يعد هناك مكان في المقابر، فاتبع الناس نظام المقابر الموضح في هذه الصورة.

ميارى 8 - 6 - 2010 02:45 AM

الديكتاتورية المعادية للدين في أكبر بلد إسلامي:
إندونيسيا

تتسم حياة المسلمين في إندونيسيا، وهي مجموعة من الجزر في الشرق الأقصى، بقدر كبير من عدم الاستقرار مشابه لذلك الذي يعيشه أناس آخرون كثيرون يواجهون الحرب في مناطق أخرى من العالم. وجدير بالذكر أن هذا البلد الذي يمتد على مساحة ضخمة من الأرض، تعادل مساحة أراضي أوروبا بأكملها، يحتل المركز الرابع بين أكثر بلدان العالم ازدحاما بالسكـان، إذ يبلغ عدد سكانه 210 ملايين نسمة (في أواسط عام 2000). ويدين أكثر من 87% من السكان بالإسلام، وتوجد نحو 300 مجموعة عرقية. ولطالما كان المجتمع المسلم، على الرغم من كونه أكبر المجتمعات، هدفا للاضطهاد الشديد.
ففي إندونيسيا، وهي مستعمرة هولندية سابقة، ظل حكم البلاد دائما في أيدي أناس من أصل جاوي، وهم يشكلون 7% من السكان. وبعد أن استولت الصفوة الجاوية على مقاليد الحكم، كافحت من أجل الاحتفاظ بسيطرة كاملة على البلاد. ولتحقيق هذا الغرض، عملت هذه الصفوة بجد لتنفيذ مشروع يهدف إلى تعزيز فكرة القومية الإندونيسية، أو القومية الجاوية، على الرغم من النسيج العرقي المتعدد في البلاد. وفي عام 1953، قامت جماعات من مسلمي جزيرة سومطرة بإعلان الاستقلال ردا على المشروع السابق. حينئذ، أعلنت الصفوة الحاكمة أن المسلمين خونة ونفذت فيهم عمليات إعدام جماعية. وفي غضون ذلك، أصبح سوهارتو، المدعوم من الولايات المتحدة، رئيسا للبلاد في عام 1968، فذبح مليون شخص، وفقا لتقارير منظمة العفو الدولية.
"قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُم بِهِ قَبْلَ أَن آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَـذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُواْ مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ. لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلاَفٍ ثُمَّ لأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ." (سورة الأعراف: 123-124)
وبحلول عام 1998، السنة التي أصبح فيها سوهارتو رئيسا للبلاد للمرة السابعة، كان الفساد قد استوطن فعليا في إندونيسيا، لأن سوهارتو استخدم سياسة محاباة الأقارب إلى أقصى حد ممكن. وكانت هذه الخيانة الأخيرة لثقة الشعب سببا في إشعال فتيل الشغب، لأن النظام الشنيع والاضطرابات الاقتصادية أفسدت حياة الجماهير فعليا. ومن ناحية أخرى، مثلت زيادة أسعار المنتجات الاستهلاكية بنسبة 100% القشة الأخيرة التي قصمت ظهر الشعب الذي دخل بدوره في صدامات عنيفة في شوارع جاكرتا. وحاولت الإدارة العسكرية أن تخمد هذه الثورة بإطلاق الرصاص مما تسبب في ذبح آلاف الأشخاص. بينما كان المطلب الوحيد للشعب هو الحصول على ظروف معيشية أفضل والتحرر من اظلم والاضطهاد.
http://www.harunyahya.com/arabic/ima...ndon1earth.jpghttp://www.harunyahya.com/arabic/ima.../endontime.jpg
بحلول عام 1968، أصبح الجنرال سوهارتو، المدعوم من الولايات المتحدة، رئيسا للبلاد وذبح مليون شخص، وفقا لتقارير منظمة العفو الدولية. وفي هذا البلد، انقض العنف والوحشية على المسلمين، كما هو موضح في الصور، على الرغم من أنهم يمثلون الأغلبية.
ولم يتحسن الوضع أو يعُد النظام إلى إندونيسيا حتى بسقوط سوهارتو. وعلى الرغم من تعاقب إدارات كثيرة، فلم تتوقف النزاعات في البلد مطلقا.
والسبيل الوحيدة لضمان بيئة خالية من الظلم، والعنف، والفوضى، كما ذكرنا مرارا وتكرارا في هذا الكتاب، هي العيش وفقا لقيم القرآن والسنة. ذلك أن النمط القرآني في الحياة يزيل التفاوت الاقتصادي، والخلاف الناتج عن تضارب الأفكار، والظلم، والعنف. وفي غياب تلك القيم السيئة سوف تتوفر بيئة لا يتعرض فيها أي شخص للمعاملة الوحشية.

ميارى 8 - 6 - 2010 02:46 AM

المجتمع المسلم الذي انقطعت كل صِلاته بالعالم: أتراك اليوجور في تركستان الشرقية

قد لا يعرف الكثيرون سوى القليل عن البلد المسمَّى "تركستان الشرقية"، على الرغم من أن مساحته ضعف مساحة تركيا. ولا تدرك بقية العالم الأعمال الوحشية التي يرتكبها النظام الصيني ضد حقوق السكان المسلمين، الذين لا يطمحون في شيء أكثر من أداء واجباتهم الدينية. ذلك أن السلطات الصينية لا تسمح لأي شخص بالخروج من أراضي هذا المجتمع التركي المسلم أو الدخول إليه. ويسمى مجتمع المسلمين باليوجور Uigur ، ولكن الصين تطلق عليه اسم إقليم زنجيانج Xinjiang . ويرجح أن الأرقام المعلنة لا تتسم بالدقة، ومع ذلك فقد نقلت المؤسسات والجمعيات ذات الصلة أن عدد سكان الإقليم يبلغ 20 إلى 30 مليون نسمة. ويؤكد المسلمون أن الصينيين يتعمدون تقليل عدد السكان، وأن عدد المسلمين أكثر بكثير مما تشير إليه الإحصائيات الصينية.
وكثرة وجود الموارد الطبيعية هي سبب اهتمام الصين الكبير بتركستان الشرقية. ذلك أن وجود طبقات غنية بالبترول داخل حدود تركستان الشرقية هو العامل الأساسي الذي دفع الصين للاهتمام بهذا البلد، لا سيما أن البحوث الأخيرة كشفت عن وجود مزيد من احتياطيات البترول. وتؤكد المصادر الصينية الرسمية وجود 20 إلى 40 بليون طن من احتياطيات البترول في المنطقة. وتدعي بعض شركات البترول الغربية أن هذه الاحتياطيات من الضخامة بمكان بحيث يمكن مقارنتها بالاحتياطيات السعودية.

http://www.harunyahya.com/arabic/ima...lution/141.jpg
تتزايد الإبادات الجماعية في تركستان الشرقية، البلد الذي ما زال ضمن الأراضي الصينية. إذ تؤخذ النساء اللاتي يجتمعن في المساجد إلى المقرات الأمنية، ويضربن، ويعذبن عادة حتى الموت على أيدي الجنود الصينيين. ولا تتوقف الاعتقالات والتعذيب. وما بين 4 إلى 7 شباط/ فبراير 1997، أي في غضون ثلاثة أيام فقط، اعتقل 3500 يوجوري وأخذوا إلى معسكرات الاعتقال. وفي عام 1997، تم اعتقال أكثر من سبعين ألف شخص. واتخذ التخويف والعنف الموجه ضد اليوجور أشكالا متنوعة: التعقيم، والإجهاض الجماعي، والاختبارات النووية، والقلاقل التي يسببها المستوطنون الصينيون، والبطالة، وحظر ممارسة الشعائر الدينية، وعرقلة التعليم، وسجن المراهقين.
لقد ظلت تركستان الشرقية تحت السيادة الصينية لما يقرب من 250 سنة. ولم تعترف الصين مطلقا بحق شعب تركستان الشرقية في الاستقلال، وقابلت كل مبادرة للاستقلال بقمع واسع النطاق. ونظرت الصين إلى تركستان الشرقية، وهي مجتمع مسلم، بوصفها مجرد إقليم تابع لأراضيها. وفي عام 1949، أدى استيلاء ماو على الحكم إلى ممارسة مزيد من القمع على تركستان. فقد تعرض السكان المسلمون الذين قاوموا سياسات التطهير العرقي والاذابة الصينية إلى عمليات ذبح وحشية وحرموا من حقوقهم. ومنذ عام 1949 حتى اليوم، قتل نحو خمسة وثلاثين مليون شخص. وفي غضون ذلك، ظل التعذيب، وكل أشكال العنف، والقمع العنيف يشكل نمط الحياة اليومي بالنسبة لمن مكثوا في البلاد. فقد دفن الناس أحياء واغتصبت النساء... وفي عام 1953، شكل المسلمون 75% من عدد السكان في حين شكل الصينيون 6%. ومع ذلك، ففي عام 1990، انقلب هذا الوضع لصالح الصينيين، فشكل الصينيون 53% في حين انخفضت نسبة السكان المسلمين إلى 40%. وتفسر هذه الأرقام في حد ذاتها أبعاد الإبادة الجماعية التي تعرض لها المسلمون في تركستان الشرقية.
ومن المؤكد أن ما قاساه الناس في تركستان الشرقية لا يختلف عما حدث للمسلمين في البوسنة وكوسوفا. ولكن الفارق الوحيد بالنسبة لتركستان الشرقية هو أن عدم السماح لها بإقامة أي نوع من الاتصالات مع بقية العالم، جعل الحصول على أي معلومات منها أمرا صعبا للغاية. وقد كرست الصين جهودها بنجاح كي لا يتناقل العالم أي أخبار عن الفظائع المرتكبة في تركستان الشرقية. ولتحقيق هذه الغاية، أخضعت الصين الإنترنت لرقابة صارمة. ومن ناحية أخرى، يغض العالم الطرف عن المحن المروعة التي يمر بها الأبرياء والمستضعفون في هذه المنطقة ويتناولون المسألة بوصفها مشكلة صينية داخلية. وتفسر الإبادة الجماعية في تركستان الشرقية "قيمة" حياة الإنسان في بلدان مثل الصين ينتشر فيها الكفر. وتحت تأثير هذا النظام السائد، لا يرى الناس سببا يمنعهم من قتل الآخرين إذا كانوا لا يشاركونهم الرأي، أو إجراء تجارب عليهم، أو تعذيبهم بقسوة.


ميارى 8 - 6 - 2010 02:47 AM

بلد فقير تغطيه الواحات: تشاد

بعد أن نال تشاد، وهو بلد غالبية سكانه من المسلمين، استقلاله، استولى المسيحيون على مقاليد الحكم في البلاد واقتسموا الوزارات بالتساوي مع المسلمين. ومع ذلك، كانت البلاد تضم مليوني مسلم وثمانمائة ألف مسيحي فقط.
http://www.harunyahya.com/arabic/ima...tion/cadym.jpg

(الجهة اليسرى) ارتكبت فظائع مروعة ضد المدنيين التشاديين.
وبدأت السلسلة الأولى من الصدامات عندما أقام الحكام المسيحيون، الذين كانت تربطهم روابط قوية بالمستعمرين السابقين، علاقات دبلوماسية مع إسرائيل. وكان التشاديون المسلمون حساسين لهذا الموضوع لأسباب مفهومة، نتيجة أحداث فلسطين، فاعتبروا أن إقامة حلف سياسي مع إسرائيل يعد خيانة لفلسطين. وفي غضون ذلك، اتخذ الكادر المسلم في الحكومة موقفا ضد إسرائيل، ولكن هذه السياسة كلفت الوزراء المسلمين مناصبهم في الحكومة. وفي صبيحة أحد الأيام، تم طردهم جميعا؛ واعتقل كثير منهم، وسجنوا، وصودرت ممتلكاتهم. وأدت هذه الأحداث إلى بدء عصر من القمع الموجه ضد المسلمين وإلى قيام ثورة فاشلة فيما بعد راح ضحيتها ألف شخص وأصيب من جرائها الآلاف.


الفلبين
http://www.harunyahya.com/arabic/ima.../filipin_a.jpghttp://www.harunyahya.com/arabic/ima...on/filipin.jpg

ديكتاتور الفلبين ماركوس (الجهة اليسرى). بدأ نظام ماركوس عملية لاذلال المسلمين وارهابهم واخضاعهم. (الجهة اليمنى) مسلمون يخضعون للتعذيب.

في بداية القرن العشرين، خضعت الفلبين للسيطرة الأمريكية، وفي عام 1946 نالت استقلالها. وبعد انسحاب أمريكا من الجزيرة، وصل الفلبينيون الذين يخدمون المصالح الأمريكية إلى الحكم وأصبح المسلمون خاضعين لسلطتهم. وقام نظام الفلبينيين على دعامة أساسية تتمثل في سياستهم الخاصة بمصادرة أراضي المسلمين، استنادا إلى استراتيجيتهم الرامية إلى تدعيم السلطة في الجزيرة. ولتحقيق هذه الغاية، تم إصدار قانون ينظم تخصيص الأراضي بين الفلبينيين والمسلمين. ووفقا لهذا القانون، لا يستطيع المسلم أن يحصل إلا على ثلث الأرض التي يحق للفلبيني الحصول عليها. وضمنت هذه السياسة توطين 3.5 مليون مهاجر فلبيني في أراضي المسلمين، مما أشعل فتيل الصدامات بين المسلمين والفلبينيين. وفي محاولة منهم لحماية حقوقهم، أراد المسلمون أن يصلوا إلى حل وسط مع الرئيس فرديناند ماركوس ولكنهم لم ينجحوا في ذلك. فقد بدأ نظام ماركوس في تنفيذ عملية تهدف لامتصاص المسلمين. فمن خلال رفع المرتبات والترقيات الانتقائية، حوَّل ماركوس القوات المسلحة إلى آلته السياسية الشخصية، وأوقف تنفيذ القانون الدستوري، واستبدل به الأحكام العرفية.
وخاضت جبهة التحرير الوطنية مورو معارك دامية نيابة عن المسلمين، راح ضحيتها أكثر من خمسين ألف مسلم، غالبيتهم من المدنيين. وقتل آلاف السيدات، والأطفال، والشيوخ، وتم تجهيز فرق مدربة تدريبا خاصا لإبادة المسلمين شنت حروب عصابات ضارية تمادت فيها كثيرا في استخدام العنف، كتهشيم جماجم ضحاياها أو شرب دمائهم. كما طبقت أساليب خاصة في التعذيب على كل ضحية من الضحايا، وبعد قتلهم، كانت تصادر كل ممتلكاتهم.
وبعد عهد ماركوس واصل الحكام المتعاقبون نفس السياسة الوحشية وارتكبوا نفس الإبادة الجماعية.

ميارى 8 - 6 - 2010 02:48 AM

لبنان

تدمر المعارك والحروب الدامية بلدان المسلمين في جميع أرجاء العالم. ومن المعروف أن المقاومة الفلسطينية للغزو الإسرائيلي هي الأطول بين كل عمليات إراقة الدماء. وتجدر الإشارة إلى أن هذا الغزو الذي نفذته إسرائيل وساندته البلدان الغربية كان نظاميا، وخلف وراءه تاريخا دمويا ومئات الآلاف من الموتى واللاجئين. ولا تعكس الصدامات، والحروب، والمذابح إلا نزراً قليلا مما عاناه المدنيون طوال الغزو الإسرائيلي.
فبعد فترة الخمسينيات، قامت القوات الإسرائيلية بعدة تدخلات في البلد المجاور لها، لبنان. حيث أشعلت إسرائيل فتيل النزاع بين عدة مجموعات داخل لبنان، دخلت في حرب أهلية، وحافظت على صلاتها مع إسرائيل وحصلت منها على الدعم. ونتيجة لهذه الصدامات أصبح ميزان القوى في لبنان ضعيفا للغاية، وتحول إلى بلد معرض للغزو. وحرض الإسرائيليون الجماعات التي كانت تعيش في لبنان، أي المارونيين، والمسيحيين، والمسيحيين الأرثوذكس الشرقيين، والمسلمين الشيعيين، والمسلمين السنيين، والدروز، فجنوا تدريجيا ثمار سياسة "فرِّقْ تسُدْ".
المبنى الأصلي في بيروت وحالته بعد الغزو.

ما زال هناك الكثير من الأسرى الفلسطينيين معتقلين في الزنزانات الإسرائيلية يعانون من قسوة المعاملة الوحشية وغير الإنسانية. وبعد كل اتفاقية، تعلن السلطات الإسرائيلية عن إطلاق سراح هؤلاء الأسرى ولكنها لا تفي بوعودها مطلقا. ويحاول بعض الأسرى أن يلفتوا انتباه العالم إليهم من خلال الإضراب عن الطعام، إلا أن هذه المحاولات كثيرًا ما تبوء بالفشل لأن البلدان الغربية تصم آذانها ببساطة عن هذه النداءات.
وانتهت الاستراتيجية التي خططت لها إسرائيل منذ ثمان وعشرين سنة بالغزو الفعلي للبنان في عام 1982. فقد قسمت الحرب الأهلية بيروت إلى مناطق تسيطر على كل منها مجموعة من الأقليات. ومن الطريف أن كل أقلية كانت تحصل على دعم وسلاح من إسرائيل. وكان حزب الكتائب على وجه الخصوص، الذي استولى على الحكم، مرتبطا بروابط قوية مع إسرائيل.
لقد بدا الأمر وكأن الحرب الأهلية في لبنان قد نشبت بسبب الفلسطينيين الذين طردهم الملك حسين من الأردن وتم توطينهم في لبنان. فقد قام المسيحيون، الذين تم تلقينهم ضرورة طرد الفلسطينيين من لبنان، بشن حرب شاملة لطرد الفلسطينيين. وبدا الأمر وكأن المسيحيين والمسلمين كانوا طرفا في هذه الحرب، إلا أن كليهما لم يسلما من التمزق الداخلي. وفي أثناء الحرب، بدأت إسرائيل تنتهك الحدود اللبنانية. وفي غضون ذلك، تدهور الأمن اللبناني تدهورا كبيرا بعد الهجوم الذي دعمته كل من الولايات المتحدة وإسرائيل ضد لبنان ونفذته سوريا، الدولة المسلمة ظاهرياً!
وكان ترسيخ حزب الكتائب لسلطته السياسية من خلال الدعم الإسرائيلي بداية لحرب دموية دمرت بيروت. وتعرض الفلسطينيون واللبنانيون المسلمون لضغوط كبيرة. وقد أدى غزو عام 1978 في النهاية إلى الغزو الإسرائيلي لبيروت في عام 1982. وأصبح لبنان بلدا مدمرا ممزق الأوصال بسبب الحرب. وفي غضون ذلك، شهد التاريخ المذبحة الوحشية التي ارتكبها حزب الكتائب وراح ضحيتها مئات المدنيين الفلسطينيين في مخيم صبرا وشاتيلا للاجئين بتحريض ودعم من القوات الإسرائيلية.
المذابح لا تقتصر على المسلمين
هاييتي
إن تاريخ هاييتي، أفقر بلد في النصف الغربي من الكرة الأرضية، زاخر بالفوضى والبؤس. فقد ظلت هاييتي تحت الاحتلال الأمريكي خلال الفترة ما بين عامي 1915 و1934. وبعد ذلك، أعلنت هاييتي استقلالها اسميا فقط لأنها دولة تأسست تحت ظل الولايات المتحدة ويطبق فيها دستور فرضه الأمريكيون على أهلها. وفي الفترة ما بين عامي 1957 و1986، كانت هاييتي خاضعة للحكم الديكتاتوري.
وخلال تلك الحقبة، تولى الحكم في البداية دوفاليي Duvalier الأب ثم خلفه ابنه جون- كلود دوفاليي. وكون كلاهما اتحادات احتكارية في كل القطاعات ونهبوا البلايين من الاقتصاد الهاييتي. وأسس دوفاليي نظاما ديكتاتوريا شأنه في ذلك شأن أي دولة أخرى مجاورة له. وفي هذا البلد الصغير، أُسست وحدة استخبارية أطلق عليها النمور the Leopards ، ومنظمة شُرطية صغيرة تسمى تونتون مافوت Tontons Mavoutes ، أرهبت الشعب وارتكبت جرائم قتل جماعية فظيعة. وكما هي الحال في كل الديكتاتوريات، تنعمت عائلة دوفاليي في حياة البذخ بينما عاش الشعب في بؤس شديد. وتحت ذريعة انتشار الفوضى في البلاد في عهد عائلة دوفاليي، دبرت الولايات المتحدة انقلابا في عام 1994. ويعتبر هذا البلد الصغير مثالا نموذجيا آخر لتبعات انعدام الإيمان في المجتمع: العنف، والصدامات، والفوضى...
هي دولة مقامة على جزيرة في المحيط الهندي جنوب شرق الهند، ويبلغ عدد سكانها ستة عشر مليون نسمة، 20% منهم من التاميل الهنود وغالبيهم من السنهاليين البوذيين (74%) الذين يحكمون البلد. وفي عام 1980، شن التاميل، الذين يعيشون في شمال سريلانكا، حرب عصابات ضد النظام السنهالي تحولت إلى حرب أهلية دامية ما زالت مستمرة.
في سريلانكا، حتى الأطفال الصغار يخوضون غمار الحرب الأهلية.

ميارى 8 - 6 - 2010 02:50 AM

"الكراهية الناتجة عن التعصب": العنصرية

"إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا." (سورة الفتح: 26)
إن الكراهية التي يشعر بها البعض تجاه الأجناس الأخرى هي المسؤولة عن غالبية النزاعات، والصدامات، والحروب الأهلية حول العالم. وإذا نظرنا إلى المواقف العدائية التي يتخذها الجنس الأبيض تجاه السود، أو الهدف النازي المتمثل في إيجاد جنس نقي ,والنزاع اللاحق مع الحلفاء الذي راح ضحيته ملايين الأشخاص في التاريخ الحديث، أو الصراعات القبلية في أفريقيا، فإننا نواجه نفس العامل: "الكراهية الناتجة عن التعصب".
ويلمح سوء الفهم هذا إلى أن هناك جنسا معينا أسمى، من الناحية الجسمانية أو العقلية أو كليهما، من جنس آخر وأن من غير الضروري أن يُكن الجنس الأسمى أي مشاعر رحمة، أو شفقة، أو احترام للجنس الآخر. ويعتبر نفس المنطق، في بعض الحالات المتطرفة، أنه حتى وجود الجنس الأسمى مع الأجناس الأخرى يعد خطأ. ومع ذلك، فإن هذا منهج قاس جدا لأنه يقود مزيدا من الناس للاعتقاد بأنه لا يوجد سبب لوجود أمم مختلفة، مما يجعل التخلص من الأجناس "المختلفة" أمرا إجباريا.
http://www.harunyahya.com/arabic/ima...ution/1963.jpg
وفي القرآن الكريم، يوضح المولى عز وجل أنه خلق الأمم والقبائل المختلفة "لتتعارف". ولا شك في أن تنوع الأمم، والأجناس، والقبائل، واللغات صفة جمالية فريدة لا توجد إلا في خلق الله سبحانه وتعالى. ومن ثم فإن من غير المقبول أن يكن شخص مشاعر الغضب لشخص آخر لأنه أقصر منه أو لأن لون بشرته سمراء. ذلك أن كل هذه الصفات الفريدة هي من السمات المميزة لخلق الله جل وعلا الذي يحمل في طياته جماليات، وأسراراً دقيقة، وغايات لا حصر لها. ويدرك المؤمن تماما أن المعيار الوحيد للنبل والتفاضل هو تقوى الله، كما توضح الآية التالية:
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ." (سورة الحجرات: 13)
وتجدر الإشارة بشكل خاص إلى الأصول العلمية الزائفة التي يقوم عليها سوء الفهم العنصري، الذي يتجلى في صور بالغة الوحشية، لأن هذه الأصول تمثل أيضا أساسا لكثير من الأيديولوجيات الخاطئة السائدة اليوم. ذلك أن أصول المادية، والشيوعية، والرأسمالية الجامحة تنبع من هذا الأساس العلمي الزائف الذي تستمد منه كل هذه الأيديولوجيات قوتها.
وهذا الأساس العلمي الزائف هو ما يطلق عليه نظرية التطور لداروين. وقد يفترض بعض الذين سمعوا عن "نظرية التطور" أنها تتعلق بمجال البيولوجيا فقط. ومع ذلك، فإن نظرية التطور تمثل في الواقع أكثر من ذلك بكثير، لأنها ليست مجرد مفهوم بيولوجي، بل هي الدعامة الأساسية لكثير من الفلسفات التي يقع الناس تحت تأثيرها. الأساس العلمي الزائف للعنصرية
عندما اقترح داروين نظريته لأول مرة، تبناها علماء تلك الفترة بشيء من التحفظ، لا سيما علماء الحفريات، الذين كانوا يدركون أن النظرية لا تزيد كثيرًا عن كونها ضربًا من ضروب الخيال. وعلى الرغم من ذلك، تمكن داروين من دخول الدوائر العلمية لأن نظريته وفرت أساسا أيديولوجيا غير مسبوق للقوى السائدة في القرن التاسع عشر.
وبينما كانت فكرة التطور تنتشر بسرعة – من خلال نشر كتاب داروين الذين يحمل عنوان "أصل الأنواع" – ظل الأوروبيون يستعمرون قارات وحضارات أخرى في أماكن بعيدة من العالم. وركزت البلدان الأوروبية - وعلى رأسها إنجلترا وفرنسا – جهودها على أجزاء من جنوب آسيا، وأمريكا اللاتينية، وعلى القارة الأفريقية ككل. وفي غضون ذلك، تعرض السكان الأصليون في أمريكا الشمالية إلى مذابح وحشية. وباختصار، نهبت الإمبراطوريات الغربية حضارات العالم الأخرى في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. واستولت، دون أي حق، على مقاليد الحكم في بلدان أخرى باستخدام القوة والترويع، كما صادرت الموارد الطبيعية لتلك البلدان. ولكن الغربيين شعروا بقوة بضرورة إضفاء الشرعية على تصرفاتهم غير المشروعة. وفي تلك المرحلة، قدمت الداروينية فرصة عظيمة للإمبرياليين. فمن خلال هذه النظرية، أصبح من الممكن تقديم "ما يسمى" بالأساس العلمي للفكرة المتمثلة في أن الشعوب المستغلة هي مجرد نوع من "أنواع الحيوانات".
وبين داروين آراءه بشأن أصل البشر بوضوح في كتابه المعنون "سلالة الإنسان" المنشور في عام 1871. وفي هذا الكتاب، قال داروين صراحة إن الإنسان تطور عن أسلاف شبيهة بالقردة. وتمادى إلى القول بأن الأجناس البشرية الموجودة تقع على درجات مختلفة من "سلم التطور"، وأن الأجناس الأوروبية هي الأكثر "تقدما"، وأن أجناسا أخرى كثيرة ما زالت تحمل صفات "القردة".

"الكلوكلوكس كلان" هي جمعية سرية تأسست في الولايات المتحدة بعد الحرب الأهلية لإعادة التأكيد على تفوق الجنس الأبيض من خلال الإرهاب، وهي مسؤولة عن مقتل آلاف الرجال، والنساء، والأطفال. وتضرب لنا هذه الجماعة، التي استخدم أعضاؤها العنف ضد الناس لا لشيء إلا لأنهم من أعراق أخرى، مثالا واضحا للوحشية والفوضى التي تتخلل المجتمعات في غياب قيم القرآن. وأن هذه الأعمال الوحشية ما زالت تمارَس في القرن الحادي والعشرين لهو أمر غريب وجدير بالتأمل.

وقعت هذه الحوادث العنيفة الموجهة ضد السود في التسعينيات. ومن السهل أن يوضع لها حد في عصرنا هذا إذا عاش الناس وفقا لقيم القرآن.
وكان في نظرية داروين بعد آخر مهم. فقد بنى داروين تطور الكائنات الحية، بما في ذلك البشر، على مصطلح "الصراع من أجل البقاء". ويرى داروين أن هناك صراعا ضاريا ونزاعا مستمرا دائرا في الطبيعة تكون الغلبة فيه دائما للقوي على حساب الضعيف، وهكذا يحدث التقدم.
وأكد داروين أن هذا "الصراع من أجل البقاء" ينطبق أيضا على الأجناس البشرية. وقد ظهرت نظرته العنصرية بوضوح في العنوان الفرعي لكتابه أصل الأنواع:
"أصل الأنواع بواسطة الانتقاء الطبيعي"، أو الحفاظ على الأجناس المميزة في صراع الحياة.
ويرى داروين أن الأوروبيين هم الجنس المميز. ومن ناحية أخرى، فإن سكان أمريكا الأصليين، والأفارقة، وكل الأجناس والأمم الأخرى تمثل الأجناس البدائية التي تخلفت عن ركب التطور. ووفقا لهذا المنطق الفاسد، يعتبر ترويض هذه الأجناس الدنيا، أو استرقاقها، أو حتى قتلها أمرا مشروعا مثلما هو مشروع بالنسبة للقردة والحيوانات الأخرى. ولهذا السبب، رأى داروين أن من الممكن أيضا مصادرة ممتلكاتهم. وأشار داروين في كتابه إلى الأجناس الدنيا قائلا: "في فترة ما في المستقبل، ليست بعيدة جدا بمقياس القرون، يكاد يكون من المؤكد أن الأجناس البشرية المتحضرة سوف تبيد الأجناس الهمجية الأخرى وتحل محلها في جميع أنحاء العالم. وفي نفس الوقت، سوف تباد القردة الشبيهة بهيئة البشر دون شك. عندئذ، سوف تزيد الهوة الفاصلة بين الإنسان وأقرب أسلافه". 16
ويتضح من هذه العبارات أن داروين كان عنصريا. فقد اعتقد أن الأوروبيين أسمى من الأمم الأخرى، وبالتالي فإن هذا يعطيهم الحق في استرقاق الآخرين وإبادتهم.
ويطلق على هذه النظرية اسم "الداروينية الاجتماعية"، وهي صيغة معدلة من نظرية التطور تطبق على المجتمعات. وتجدر الإشارة إلى أن هذه النظرية وضعت الأساس الرئيسي الذي أضفى الشرعية على الإمبريالية والعنصرية. وكانت ألمانيا أحد البلدان التي اعتنقت الداروينية الاجتماعية بحماسة.

ميارى 8 - 6 - 2010 02:51 AM

النازيون والداروينية
ليس من قبيل الصدفة أن يستلهم النازيون الجدد أفكارهم من نظرية التطور لداروين، ذلك أنه منذ مولد الداروينية وهي تشكل جزءا لا يتجزأ من الأيديولوجية النازية.
ولدت النازية في ألمانيا المهزومة بعد الحرب العالمية الأولى. وكان أدولف هتلر، أحد مؤسسي الحزب النازي الألماني ورئيسه، رجلا طموحا وعدائيا بنى جزءا من نظرته للحياة على العنصرية. وآمن هتلر إيمانا راسخا بسمو الجنس الآري، أي "الجنس المسيطر"، وبأن هذا الجنس هو الذي سيقود كل الأمم الأخرى. وكرس هتلر نفسه لكي يؤسس "الرايخ الثالث" الذي يضم كل الألمانيين، ويستمر لمدة ألف سنة. وكانت نظرية التطور لداروين تمثل الأساس العلمي لنظريات هتلر العنصرية.
وتأثر هتلر تأثرا كبيرا بهنريك فون تريتشك Heinrich von Treitcshke ، المؤرخ الألماني العنصري الذي كون آراءه العنصرية أيضا تحت تأثير نظرية التطور لداروين. ورأى أن الأمم لا تستطيع أن تتقدم إلا من خلال منافسة شرسة شبيهة "بالصراع من أجل البقاء" الذي اقترحه داروين. وتكشف العبارات التالية عن موقف تريتشك تجاه الأجناس الأخرى: "لا تملك الأجناس الصفراء المقدرة الفنية وهي محرومة من مفهوم الحرية السياسية. إن قدر الأجناس السوداء أن تخدم البيض وأن تكون موضع اشمئزاز من البيض إلى الأبد... لانه لا يمكن ان توجد حضارة من دون خدم ..."17
http://www.harunyahya.com/arabic/ima...ion/kavgam.jpg
لقد استوحى هتلر اسم كتاب "كفاحي" من فكرة داروين حول الصراع من أجل البقاء.
http://www.harunyahya.com/arabic/ima...ion/hitler.jpg وأثناء صياغة نظرياته، استلهم هتلر من داروين فكرته حول الصراع من أجل البقاء. وكان اسم كتابه الشهير "كفاحي"، مستلهما أيضا من فكرة داروين حول الصراع من أجل البقاء. وشارك هتلر داروين الرأي حول الأجناس واعتبر، مثل داروين تماما، أن الأجناس غير الأوروبية كائنات شبيهة بالقردة:
"اذا استثنيت الألمانيين الشماليين من تاريخ الانسانية ; لن يتبقى لديك سوى رقص القردة." 18
كانت الآراء التطورية التي يؤمن بها النازيون سببا في تبنيهم جزءا من فكرة "اليوجينيا"، التي تعني "علم تحسين السكان (البشر بالأخص) عن طريق تطهير المجتمع من المرضى والمعوقين والتحكم في النسل من أجل الحصول على صفات وراثية مرغوبة". ومع ذلك، كان أكثر ما اشتهر به النازيون هو المبدأ المتمثل في أن فكرة اليوجينيا يمكن تحقيقها بشكل أفضل من خلال منع المعاقين جسديا وذهنيا من التزاوج، حتى إذا استدعى ذلك تعقيمهم، وقد انتشرت هذه الفكرة في جميع أرجاء أوروبا في ذلك الوقت حتى فيما يسمى بالمجتمعات الليبرالية مثل السويد. وكما هو متوقع، فقد اقترح هذه النظرية الداروينيون: ليونارد داروين Leonard Darwin ، ابن تشارلز داروين، وابن عمه فرانسيس جالتون Francis Galton .
وفي ألمانيا، أصبح إرنست هيجل Ernst Haeckel ، البيولوجي التطوري المعروف، أول من ناصر "اليوجينيا" ونشرها. وظل هيجل، صديق داروين المقرب، يمده بأفكار تمثلت إحداها في الإسراع بعملية التطور عن طريق قتل الأطفال الرضع المعاقين. وفي فكرة أخرى رأى هيجل أن المرضى المصابين بالجذام والسرطان والمعاقين ذهنيا يجب أن يقتلوا دون ألم، لأنه كان يعتقد أنه إذا لم يُقتل هؤلاء الناس، فسيظلون يشكلون عبئا على المجتمع.
أصبح المعتقد الفاسد الذي يرى أن البشرية سوف تتقدم من خلال الصدامات والعنف مصدرا لأيديولوجيات أخرى. فعلى سبيل المثال، استعان بينيتو موسوليني بالأفكار الداروينية في محاولته لإرساء قواعد إيطاليا الفاشستية، وقيَّم الغزو الإيطالي لإثيوبيا من ناحية التسلسل العرقي الذي اقترحته الداروينية.
معسكر القوات الإيطالية في إثيوبيا.
وبعد أن تولى هتلر زمام الحكم، وضع أفكار هيجل هذه في سياسة رسمية، أنشأ بموجبها مراكز خاصة اعتقِل فيها المعاقون ذهنيا وجسديا، والعمي، وأولئك الذين يعانون من أمراض وراثية. ومن وجهة النظر الفاسدة هذه، كان هؤلاء الناس يعتبرون عوامل "ملوِّثة" لنقاء الجنس الآري تعرقل عملية تطوره "المزعومة". وبعد أن عُزلت هذه الفئات من الناس بعيدا عن المجتمع لفترة، أعطى النازيون أنفسهم الحق في قتلهم سرا بأمر خاص من هتلر.
وبعد انهزام "الرايخ الثالث" في الحرب العالمية الثانية، أصبح هذا الرايخ نسيا منسيا، وخلف وراءه ملايين الأبرياء المدمرين. ومع ذلك، استمرت الداروينية الاجتماعية التي كانت أساس الأيديولوجية النازية.
هناك كثيرون يعرفون ما رويناه حتى الآن. ومع ذلك، تظل الحقيقة أنه لا يوجد سوى قليلين يأخذون العبر عن هذه الحوادث التي عاشتها الانسانية في السابق والتي لا تزال اَثارها ممتدة الى أيامنا الحالية. ذلك أن عمليات الإعدام التي نفذت بعنف وبلا رحمة على أناس بسبب حالتهم الذهنية أو الجسمانية تكشف الروح المريضة والمنحرفة الموجودة لدى منفذيها، التي يُسأل عنها الكفر. وطالما ظل الكفر متفشيا، يستطيع المرء أن يتوقع كل أشكال السلوكيات الشاذة، والقاسية، والمنحرفة. كما أن وجود الملايين الذين ضلوا الطريق بسبب هؤلاء الأشخاص غير الأسوياء يعد دلالة أخرى على مسؤولية الكفر.
إن الشخص الذي يخاف الله ويثق به جل جلاله، يعرف أن الله هو القوي الجبار، لذلك لا يميل هذا الشخص أبدا إلى القسوة والانحراف. وفضلا عن ذلك، تجده يسعى أيضا بشجاعة وحماسة لإنقاذ الآخرين من استرقاق الطغاة لهم، وهدايتهم إلى الطريق القويم، وإنذارهم من عاقبة أعمالهم. فمثلا، كافح رسول الله موسى، عليه السلام، وحده ضد فرعون، الذي كانت لديه نفس العقلية الديكتاتورية العنصرية القاسية التي كانت لدى هتلر وموسوليني، واستطاع أن ينقذ بني إسرائيل من حكمه القاسي. وقد استمد رسول الله موسى كل هذه الشجاعة من إيمانه العميق بالله ومما أمده به إيمانه من قيم وضمير حي. ويتضح بجلاء من الطريقة التي تحدث بها موسى مع فرعون مدى قوة إيمانه بالله وثقته به:
"ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَظَلَمُواْ بِهَا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ. وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ. حَقِيقٌ عَلَى أَن لاَّ أَقُولَ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُم بِبَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ." (سورة الأعراف: 103-105)

المعاملة التي يتلقاها المعاقون
في أوائل القرن العشرين، استهل إرنست هيجل، البيولوجي التطوري، دعاية على مستوى العالم تهدف إلى الإسراع بما سُمي بعملية تطوير المجتمعات. ويرى هيجل أن قتل الأطفال المعاقين فور ولادتهم من شأنه أن يضمن تطورا سريعا للسلالة. وتمادى هيجل إلى القول بأن المعاقين والمرضى المصابين بالسرطان والمضطربين عقليا يجب أيضا أن يعدموا سرا لأن وجودهم يشكل عبئا كبيرا على المجتمع. وأكد أنهم – بسبب الحالة التي هم عليها - يشكلون عائقا في طريق عملية تطور المجتمعات. وتمثل أحد الأصداء المعاصرة لهذه الآراء، المدعومة بفكرة الداروينية المتمثلة في "الصراع من أجل البقاء"، في الطريقة التي يُعامَل بها المعاقون في المجتمع. http://www.harunyahya.com/arabic/ima...on/ozurluc.jpgففي كثير من البلدان، يعامل المعاقون معاملة مختلفة. ومع ذلك، فمن حق كل شخص أن يحصل على قدر كافٍ من الحب والاحترام، ولا تتغير هذه الحقيقة إذا كان في جسم الشخص عضو تالف أو أكثر، أو إذا لم يهبه الله جسما كاملا. ذلك أن شخصية الإنسان تتحقق بسلوكه، وخوفه من الله، وحرصه على الالتزام بأوامر الله جل وعلا. ويعفي المولى عز وجل المعاقين من بعض مسؤولياتهم ولا يحاسبهم إلا على الطاعة والسلوك القويم. ويجب أن يتعامل الإنسان مع عباد الله هؤلاء بشفقة وتفهم، لأن المولى عز وجل يحيطهم برحمته ويخفف عنهم بعضا من أعباء عبادته.
http://www.harunyahya.com/arabic/ima...rusyasakat.jpg
"لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَن يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا." (سورة الفتـح: 17)
في كثير من البلدان، يعزل الأطفال المعاقون عن بقية المجتمع. (الجهة العلوية) طفل معاق مربوط اليدين.



الساعة الآن 03:39 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى