![]() |
كان الحسن بن سهل جمّ السخاء، كثير العطاء، فكتب إليه أعرابي يقول: ما هكذا والله يا حسن سبيل الإحسان ، أما علمت ان لا خير في السّرف؟؟ فأجابه الحسن بن سهل قائلاً : لقد علمت أنا أن لا خير في السّرف ، فهل علمت أنت أيضاً أن لا سرف في الخير؟؟؟
|
قال الحسن البصري رحمه الله( يا ابن آدم انما أنت أيام مجموعة إذا ذهب يوم ذهب بعضك، يا ابن آدم إنما أنت بين مطيتين مطية الليل إلى النهار ومطية النهار إلى الليل حتى يسلمانك إلى قبرك فمن أشد منك خطرا يا ابن آدم)
قال سفيان الثوري رحمه الله ( من أصلح سريرته أصلح الله علانيته، ومن عمل لآخرته كفاه الله أمر دنياه، ومن أصلح فيما بينه وبين الله أصلح الله فيما بينه وبين الناس) |
يروى ان عبد الملك بن مروان استأذن على معاوية رضي الله عنه في الدخول فأذن له . ثم سلم عليه وجلس وبعد أن فرغ من حديثه قام وانصرف . فقال معاوية ما أكمل أدب هذا الفتى فقال بعض الحاضرين نعم يا أمير المؤمنين لقد أخذ بأخلاق أربعة وترك أخلاقاً أربعة . أخذ بأحسن البشر إذا لقي . وبأحسن الحديث إذا حَدّث .
وبأحسن الإستماع إذا حُدّث . وبأحسن الوفاء إذا وعد ، وترك المزح بمن لا يثق بعقله. وترك مجالسة من لا يرجع إلي الحق . وترك مخالطة من لا أدب عنده . وترك من القول والعمل كل ما يعتذر منه،،، |
اجتمع قس بن ساعدة وأكثم بن صيفي فقال أحدهما لصاحبه: كم وجدت في ابن آدم من العيوب؟
قال: هي أكثر من أن تُحصى ، وقد وجدت خصلة إذا استعملها الإنسان سترت عيوبه. قال وماهي: قال: حفظ اللسان . |
قال الغزالي :
إذا رأيت الله يحبس عنك الدنيا ويكثر عليك الشدائد والبلوى .. فاعلم أنك عزيز عنده .. وأنك عنده بمكان .. وأنه يسلك بك طريق أوليائه وأصفيائه .. وأنه .. يراك .. أما تسمع قوله تعالى .. (( واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا )) .. وقال ... إن الخيل إذا شارفت نهاية المضمار بذلت قصارى جهدها .. لتفوز بالسباق .. فلا تكن الخيل أفطن منك .. ! فإنما الأعمال بالخواتيم .. |
كان بشار بن برد يقول الشعر وهو صغير، أعمى ، وكان لا يزال يهجو قوما ، فيشكونه إلى أبيه، فيضربه! حتى رقّ له من كثرة الضرب، فلما طال عليه ذلك، قال له : يا أبت لِمَ تضربني، كلما شكوني إليك؟ قال: فما أعمل؟ قال : احتج عليهم بقول الله تعالى: { ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج } فجاؤوه يوماً يشكونه، فقال لهم هذا القول؟ فقالوا: فقه بُرد أضرّ علينا من شعر بشار!! ^^
ومما يستظرف في هذا أن الكميت وقف على الفرزدق، وهو ينشد فقال: يا غلام، أيسرّك أني أبوك؟ فقال: أما أبي فلا أبغي به بديلاً، ولكن يسرني أن تكون أمي!! فحُصر الفرزدق وقال: ما مرّ بي مثلها!! |
أمثلة على نبوغ القادة السياسيين منذ سنّ مبكرة :
هم قادة عظماء تميّزوا بالهمة العالية، وقوة الشخصية، ونفاذ البصيرة، وهذا لم يكن وليد الساعة!! بل أثبت التاريخ موهبتهم الفذة منذ الصغر، فهذا يعقوب الصفار الذي ملك البلاد، وكان وهو غلام يتعلم عمل الصُّفْر "النحاس" قال معلمه: لم أزل أتأمّل بين عينيه، وهو صغير ما آل أمره إليه؟ قيل له: كيف ذلك؟ قال: ما تأمّلته قط من حيث لا يعلم بتأملي إيّاه إلا وجدته مطرقاً إطراق ذي همة وفكر ورويّة!! فكان من أمره ما كان. وكذلك التفت معن بن زائدة إلى ابن أخيه يزيد الشيباني وما فيه من علامات الفطنة والذكاء، فقدّمه على أبنائه، مما حدا بزوجته أن تعاتبه على ذلك، فقال لها: سأريك في هذه الليلة؟ وفى ساعة متأخرة قال: يا غلام، ادعُ لي أبنائي. فأقبلوا عليه جميعهم عليهم الثياب المطيّبة، ثم قال: يا غلام ادعُ لي يزيد! فلم يلبث إلا قليلاً أن دخل عجلاً، وعليه سلاحه، فوضع رمحه بباب المجلس، ودخل عليه! فقال: ما هذه الهيئة؟ قال: إني قلت إنك لا تطلبني في هذه الساعة إلا لأمر مهم. فقالت زوجته: قد تبيّن لي عذرك. |
أنت الراكب.. وأنا الماشي
خرج إبراهيم ابن ادهم إلى الحج ماشيا.. فرآه رجل على ناقته فقال له: إلى أين يا إبراهيم؟ قال: أريد الحج. قال: أين الراحلة فإن الطريق طويلة؟ فقال: لي مراكب كثيرة لا تراها.. قال: ماهي؟ قال: إذا نزلت بي مصيبة ركبت مركب الصبر وإذا نزلت بي نعمة ركبت مركب الشكر وإذا نزل بي القضاء ركبت مركب الرضا فقال له الرجل: سر على بركة الله، فأنت الراكب وأنا الماشي |
من صور البر
قيل لزين العابدين: إنك أبر الناس بأمك. فلماذا لا تأكل معها في طبق واحد؟ فقال: إني والله أخاف أن تسبق يدي يدها إلى ما تسبق عيناها إليه فأكون قد عققتها |
غيرة محمودة
اختصمت امرأة مع زوجها إلى القاضي "عام 286 هـ" فادعت على زوجها بصداق قيمته 500 دينار.. قالت: ما سلّمه لي . فأنكر الرجل ذلك فجاءت ببينة تشهد لها بالصداق . فقال الشهود: نريد أن تكشف لنا عن وجهها حتى نعلم أنها الزوجة أم لا؟ " والنظر هنا مباح للضرورة "، ولكن الزوج عندما رأى إصرارهم على رؤية وجه زوجته رفض ذلك. وقال: هي صادقة فيما تدعيه !! فأقر بما ادعته صيانة لوجه زوجته من أن ينظر إليه حتى شهود المحكمة فلما عرفت المرأة أنه أقر بما ادعته عليه صيانة لوجهها قالت : هو في حل من صداقي عليه في الدنيا والآخرة |
أحسن الدروس
دخل الحسن والحسين رضي الله عنهما المسجد فوجدا شيخاً يتوضأ فلا يحسن الوضوء، فأرادا أن يرشداه إلى الطريقة الصحيحة في الوضوء ولكنهما خشيا أن يشعراه بجهله فيؤذيا شعوره، فاتفقا على رأى حيث اقتربا من الرجل، وقال كل منهما لأخيه إنه أحسن وأكمل منه وضوءاً فلما رأى الرجل وضوءهما رجع إلى نفسه وأدرك ما كان يقع فيه من الخطأ فقال لهما: أحسنتما في وضوئكما، كما أحسنتما في إرشادي، فبارك الله فيكما.. وأعاد الرجل وضوءه |
تخرب.. ويموت صاحبها
قال عون بن عبد الله: بنى ملك ممن كان قبلكم مدينة، فتفوق في بنائها ثم صنع طعاماً ودعا الناس إليه، وأقعد على أبوابها أناساً يسألون كل من خرج: هل رأيتم عيباً؟ فيقولون: لا، حتى جاء في آخر الناس قوم فقراء وعليهم ثياب بالية غليظة، فسألوهم: هل رأيتم عيباً؟ فقالوا: نعم عيبين، فأدخلوهم على الملك . فقال: هل رأيتم عيباً؟ فقالوا: عيبين، قال: وما هما؟ قالوا: تخرب.. ويموت صاحبها . قال: فهل تعلمون داراً لا تخرب ولا يموت صاحبها؟ قالوا: نعم دار الآخرة، فدعوه، فاستجاب لهم وانخلع من ملكه وتركه وتعبد معهم |
الحق أكبر منه
دخل إياس بن معاوية الشام وهو غلام فخاصم شيخاً كبيراً إلى القاضي، وتقدم عليه فقال له القاضي: أتتقدم شيخاً كبيرا؟! قال إياس: الحق أكبر منه قال: اسكت. قال: فمن ينطق بحجتي إذا لم أتكلم؟ قال: لا أظنك تقول حقاً حتى تقوم. قال: لا إله إلا الله |
علام الهمُّ؟؟
رأى إبراهيم بن الأدهم رجلاً مهموماً، فقال له: أيها الرجل: أيجري في هذا الكون شيء لا يريده الله؟ قال: لا قال: أينقص من رزقك شيء قدره الله؟ قال: لا قال: أينقص من أجلك لحظة كتبها الله في عمرك؟ قال: لا قال إبراهيم: فعلام الهم إذن؟؟ |
خرج ابن أحمد المدني أيام العصبية إلى أذربيجان، فلقيه فرسان، فسقط في يده، فقال: الساعة يسألونني من أنا ? وأخاف أن أقول مضري وهم يمانية، أو يماني وهم مضرية، فيقتلونني؛ فقربوا منه، وقالوا: يا فتى، ممن أنت ?
قال: ولد زنا، عافاكم الله ! فضحكوا منه، وأعطوه الأمان، فأخبرهم بنفسه، فأرسلوا معه من يوصله إلى مقصده. من كتاب جمع الجواهر فى الملح والنوادر |
يحكى أن أحد التجار ذبح معزة ووضعها في القدر ليطهوها ويأكلها فمر به أحد المساكين فجلس بجوار القدر يستنشق الرائحة و يأكل عليها الخبز الحاف حتى شبع
ثم مضى إلى حاله . وفي اليوم التالي مر الفقير فرأى التاجر صاحب المعزة فقال له : إنك ياسيدي أحسنت إلي بالأمس لقد كنت جائعا و كنت أنت تطهو معزتك فأكلت رغيفا كبيرا على رائحتها الشهية . فأمسك التاجر بالفقير من ملابسه و أصر على أن يأخذه إلى الحاكم . وحكى له القصة و كان الحاكم يحب التاجر كثيرا فحكم على الفقير المسكين بغرامة اثنتي عشرة روبية يأخذها التاجر نظير تلك الرائحة التي طعم عليها الخبز . فخرج الفقير يبكي و ينتحب فقابله أبو نواس فعطف عليه و أعطاه المبلغ المطلوب و قال له : سوف أذهب معك الى الحاكم فلا تعطيه المبلغ إلا بعد أن أحضر أنا . وفي الغد ذهب الفقير المسكين و معه المبلغ المطلوب و أخذ يعده و أخذها منه أبو نواس و رنها على الأرض و سأل التاجر : اسمعت صوت رنينها ؟ فقال التاجر : نعم و مد التاجر يده ليأخذ الدراهم . فرده أبو نواس و هو يقول له : حسبك لقد وصلك الآن الثمن ... رنينا برائحة فإذا كان هذا الفقير المعدم قد شبع من رائحة طعامك فأنت لابد قد ملأت يدك من رنين دراهمه . و ترك أبو نواس الدراهم للمسكين الفقير و انصرف إلى داره |
قال بعضهم: كنت عند جسر بغداد فإذا بفتاة حسناء قد مرت، فجاء فتى من الجانب الآخر، فلما رآها قال: يرحم الله علي بن الجهم،
فقالت: ويرحم الله أبا العلاء المعري، ثم انطلق كل لحاجته، ولم يقف قال: فتبعت المرأة وقلت لها: لئن لم تخبريني بما جرى بينكما لأفضحنك، فقالت: لا شيء إلاّ أنه أشار إلى قول علي بن الجهم: عيون المها بين الرصافة والجسر ... جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري فأشرت أنا إلى قول المعري: فيا دارها بالحزن إن مزارها ... قريب ولكن دون ذلك أهوال |
لما أصاب أهل البوادي القحط أيام هشام بن عبد الملك وفدت عليه رؤساء القبائل وفيهم صبي صغير في رأسه ذؤابة، وعليه بردة يمنية فأنكر هشام حضوره وقال للحاجب: ما يشاء أحد أن يصل إلينا إلاّ وصل حتى الصبيان، فقال الصبي: يا أمير المؤمنين إن دخولي لم ينقصك، ولكن شرفني، وإن هؤلاء قدموا لأمر فهابوك دونه، وإن الكلام نشر والسكوت طي لا يعرف إلاّ بنشره، فأعجب هشاماً كلامه " فقال له: " انشر لا أم لك فقال: يا أمير المؤمنين أصابتنا سنون ثلاث، فسنة أذابت الشحم، وسنة أكلت اللحم، وسنة أنقت العظم، وفي يدكم نصول أموال، فإن كانت لله ففرقوها على عباده، وإن كانت لهم فعلام تحبسونها عنهم؟ وإن كانت لكم فتصدقوا بها عليهم، فإن الله يجزي المتصدقين، ولا يضيع أجر المحسنين، فقال هشام: ما ترك لنا الغلام في واحدة من الثلاث عذراً، وأمر بمائة ألف درهم " ففرقت في البادية وأمر للغلام بمائة ألف درهم " فقال: ارددها في جائزة العرب، فما لي بها حاجة في خاصة نفسي دون سائر المسلمين، فكان في هذه أعجب.
|
قال مسلمة بن عبد الملك يوماً لنصيب: أمتدحت فلاناً! لرجل من أهله، فقال: قد فعلت، قال: أو حرمك? قال: قد فعل، قال: فهلا هجوته? قال: لم أفعل، قال: ولم? قال: لأني كنت أحق بالهجاء منه! إذ رأيته موضعاً لمدحي! فأعجب به مسلمة، فقال: اسألني، فقال: لا افعل، قال: ولِمَ? فقال: لأن كفك بالعطية أجود من لساني بالمسألة، فوهب له ألف دينارٍ.
|
دخل محمد بن كعب القوطي على سليمان بن عبدالملك في ثياب رثة، فقال له سليمان: ما يحملك على لبس مثل هذه الثياب؟ فقال: أكره أن أقول الزهد، فأطري نفسي، أو أقول الفقر فأشكو ربي.
|
دخل أبو دلامة على المهدي فقال له:
إني رأيتك في المنا ... م وأنت تعطيني خياره مملوءة بدراهم ... وعليك تفسير العبارة فقال له: هات خيارة تملأ لك، فخرج وأتى بقرعة فقال له: أنت رأيت الخيارة وهذه قرعة فقال: أُم الدلامي طالق إن كنت رأيت إلاّ قرعة، ولكني نسيت فما ذكرتها حتى رأيتها في السوق، فضحك المهدي وأمر له بخمسة آلاف درهم. |
جلس بشار يوماً مع الناس على باب المهدي ينتظرون الإذن، فقال بعض موالي المهدي لمن حضر: ما عندكم في قوله تعالىوَأوْحَى رَبُّكَ إلى النَحْلِ)ما المراد بالنحل؟ فقال بشار: النحل التي يعرفها الناس، فقال: هيهات يا أبا معاذ! النحل هنا بنو هاشم، وقوله: (يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ ألْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ للنّاسِ) هي أنواع العلوم. فقال له بشار: جعل الله طعامك وشرابك وشفاءك ما يخرج من بطون بني هاشم، فغضب وشتم بشاراً. وبلغ الخبر المهدي فدعاهما فسألهما عن القصة، فأخبره بشار بها فضحك حتى أمسك على بطنه.
|
سأل أبو العيناء بعض الوزراء أن يكتب له كتاباً إلى عامل له في رجل يطلب تسريحه فكتب إليه، فلما خرج قال: أخشى أن يكون كصحيفة المتلمس، ففتحه فإذا فيه: أما بعد فقد سألنا من لا نوجب حقه في رجل لا نعرفه، فإن فعلت خيراً لم نشكرك، وإن فعلت شراً لم نلمك، فرجع به إلى الوزير وقال له: ما هذا الذي كتبت أيها الوزير؟ فقال: تلك علامة بيني وبين العامل إذا أراد قضاء حاجة إنسان، فإن السؤال كثير، فقال أبو العيناء: لعن الله الوزير، وقطع يديه ورجليه، وأعمى عينيه، وأصم أذنيه، فقال الوزير: ما هذا الدعاء؟ فقال: هذه علامة بيني وبين ربّي إذا أردت أن يستجيب لي في قضاء حاجة إنسان.
|
نظر أعرابي إلى رجل جيد الكِدْنة أي الشحم يعني سميناً فقال: يا هذا، إني لأرى عليك قطيفة محكمة من نسج أضراسك
|
من أخبار الثقلاء
اعلم أن الثقلاء أشد الخلق ضرراً على العقلاء، وأثقل من رواسي الجبال على قلوب النبلاء، قيل لجالينوس: لم صار الرجل الثقيل أثقل من الحِمْل الثقيل؟ فقال: لأن ثقله على القلب دون الجوارح، والحِمْل الثقيل يستعين القلب عليه بالجوارح، وكان أبو هريرة - رضي الله عنه - إذا استثقل رجلاً يقول: اللهم اغفر لنا وأرحنا منه، وقال الأعمش: من فاتته ركعتا الفجر فليلعن الثقلاء، ونقش على خاتمه: يا مقيت أبرمت فقم، فإذا استثقل جليساً ناوله إياه، وربما أنشد: وما الفيل تحمله ميتاً ... بأثقل من بعض جلاسنا وقال له رجل: مم عمشت عيناك؟ فقال: من النظر إلى الثقلاء أمثالك، وقال جالينوس: لكل شيء حمى وحمى الروح النظر إلى الثقيل. وكان حماد بن زيد إذا استثقل جليساً قال: (رَبَّنَا اكْشِفْ عَنّا العَذَابَ إنّا مُؤْمِنُونَ) وكان يجلس إلى معمر بن المثنى رجل ثقيل اسمه زنباع، فسأل رجل يوماً معمراً عن معنى الزنبعة في كلام العرب فقال: التثاقل، ولذلك سمي جليسنا هذا به. وقال أبو العتاهية لابن له ثقيل: يا بني أنت والله ثقيل الظل، مظلم الهوا، خامد النسيم، بارد حامض منتن. |
وقال زياد بن عبد الله: قيل للشافعي: هل يمرض الروح قال: نعم من ظل الثقلاء قال: فمررت به يوماً وهو بين ثقيلين فقلت: كيف الروح؟ فقال في النزع. وقال سهل بن هارون: من ثقل عليك بنفسه، وأغم عليك بحديثه، فأعره عيناً عمياء، وأذناً صماء. وكان بعض الظرفاء إذ رأى ثقيلاً يقول: قد جاءكم الجبل، فإذا جلس قال: قد وقع عليكم، وقيل لظريف له ثلاثة بنين ثقلاء: أي بنيك أثقل؟ قال: ليس بعد الكبير أثقل من الصغير إلاّ الأوسط.
وكان يلم ببشار ثقيل اسمه أبو سفيان، فسئل عنه فقال: لا أدري كيف لم تحمل الأمانة أرض حملته، ولا كيف احتاجت إلى الجبال بعدما أقلته، كأن قربه أيام المصائب، وليالي النوائب، وكأن عشرته فقد الحبائب، وسوء العواقب، ثم أنشد: ربما يثقل الجليس وإن كا ... ن خفيفاً في كفة الميزان ولقد قلت حين وتّد في البيْتِ ... ثقيل أربى على ثهلان كيف لا تحمل الأمانة أرض؟ ... حملت فوقها أبا سفيان وكان له صديق يستثقل، اسمه هلال، فقال لبشار يوماً يمازحه: يا أبا معاذ، إن الله لم يذهب بصر أحد إلاّ عوضه منه شيئاً، فما عوضك؟ قال: الطويل العريض، قال: وما هو؟ قال: أن لا أراك ولا أرى أمثالك من الثقلاء ثم قال: يا هلال، تطيعني في نصيحة أخصك بها؟ قال: نعم، قال: إنك كنت تسرق الحمير زماناً، ثم تبت وصرت رافضياً، فعد، والله، إلى سرقة الحمير، فهي والله، خير لك من الرفض، وفي هلال هذا يقول بشار: وكيف يخف لي بصري وسمعي ... وحولي عسكران من الثقال قعوداً عند دسكرتي وداري ... كأن لهم عليَّ فضول مال إذا ما شئت جالسني هلال ... وأي الناس أثقل من هلال؟ |
وقال الحمدويّ: بعث إلي أحمد بن حرب المهلبي في غداة غيم فأتيته وعنده عجاب المغنية، فلما أكلنا أخذنا في الشراب والغناء، فمرت لنا أطيب ساعة فقال ابن حرب: اللهم اكفنا ثقيلاً ينغص، فما تم قوله حتى دق الباب ففتح فدخل رجل آدم ضخم، فلم يدر كيف يسلم، ولا بم يتكلم، وخطا فعثر في قدح فكسره، فلما رأيت ما حل بنا أخذت القلم والقرطاس وكتبت:
كدّر الله عيش من كدّر العي ... ش وقد كان صافياً مستطابا جاءنا والسماء تهطل بالغي ... ث وقد طابق السماع الشرابا كسر الكأس وهي كالكوكب الدر ... ي ضمت من المدام لعابا قلت لما رُميت منه بما أكس ... ره والدهر ما أفاد أصابا عجل الله نقمة لابن حرب ... تدع الدار بعد شهر خرابا واستأذن بعض الثقلاء على ابن المبارك فلم يأذن له، فكتب إليه ذلك الثقيل: هل لذي حاجة إليك سبيل؟ ... لا طويل قعوده بل قليل فأجابه ابن المبارك: أنت يا صاحب الكتاب ثقيل ... وقليل من الثقيل طويل وذكر ثقيل عند بعض الأذكياء فقال: هو ثقيل السكون، بغيض الحركة، كثير الشؤم، قليل البركة، كأنه ثقل الدين، ووجع العين، وما أحقه بقول القائل: ثقيل يطالهنا من أمم ... إذا سرّه رغم أنفي ألم لنظرته وخزة في القلوب ... كوخز المحاجم في الملتزم أقول له إذ أتى لا أتى ... ولا حملته إلينا قدم: عدمت خيالك لا من عمىً ... وسمع كلامك لا من صمم ووصف آخر ثقيلاً فقال: هو بين الجفن والعين قذاة، وبين القدم والنعل حَصاةٌ، ما أشبه طلعته إلاّ بوقت الفراق، أو كتاب الطلاق، أو طلعة الرقيب، أو موت الحبيب: مشتملٌ بالبغض لا تنثني ... إليه طوعاً لحظة الرامق يظلّ في مجلسنا قاعداً ... أثقل من واش على عاشق |
هذا لص طرد إبلاً فتوخى أي قصد بها مجرى سهيل، وهو اليمن، وترك الشام وأعلامه أي جباله خلفه تطول وتقصر في السراب فلما رأى أن النطاف أي المياه تعذرت في طريقه رأى أن ذا الكلبين أي سيفه، والكلبان مسماران في قائمه، لا يتعذر فينحر ويفتظ الكرش فيشرب ما فيه: وقول الآخر:
إنا وجدنا طرَدَ الهوامل ... خيراً من التأنان والمسائل وعِدّةِ العام وعام قابل ... ملقوحة في بطن ناب حامل يقول: إن سرقة الإبل الهوامل " أي " التي لا راعي معها خير لنا من الأنين والتشكي وسؤال الناس، فهذا يردنا، وهذا بالعطاء في العام أو القابل جنيناً في بطن أمه. |
وقول الآخر:
عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذا عوى ... وصَوَّتَ إنسان فكدت أطير درى الله إني للأنيس لمبغض ... ويقليه مني شاهد وضمير وإني لأستحيي من الله أن أرى ... أطوف بحبل ليس فيه بعير وأن أسأل المرء اللئيم بعيره ... وبُعرانُ ربي في البلاد كثير هذا لص يستوحش من الناس لئلاّ يقبض، ثم زعم أنه يستحيي أن يأتي بحبل يسأل من يعطيه بعيراً فيربطه به، وأن يسأل البخلاء وإبل الله كثيرة يسرقها. وقول الآخر: أيا بارح الجوزاء مالك لا ترى ... عيالك قد أمسوا مراميل جوعاً البارح الريح الشديدة تهبّ في القيظ، فهو يطلبها فإذا سرق الإبل عفت أثره فلا يدرك، وجعل عياله عيالاً للريح لأنه يعولها به. ومثله قول الآخر: جزى الجوزاء عنّا الله خيراً ... فقد أغنت عن الحبل الجذيم أي أغنتنا بريحها فنأخذ ما شئنا ولا ندرك ولم نحتج إلى حبل جذيم أي مقطوع نأتي به صاحباً يعطينا فيه بعيراً. |
وقول الآخر:
ألا يا جارتا بأُباضَ إنّي ... رأيت الريح خيراً منك جارا تغذينا إذا هبّت علينا ... وتملأ وجه ناظركم غبارا أُباض كغراب قرية باليمامة ويقال: لم يرَ أطول من نخيلها فيقول هذا اللص لجاريته بها: إن الريح خير منكما، وذلك أنه يسرق التمر فإذا هبت الريح أسقطته له، وأعمت أربابه، فلا يرونه حتى يقضي منه أربه. وقول الآخر: خليليّ لا تستعجلا وتبينا ... بوادي حَبَوْني هل لهن زوال ولا تيأسا من رحمة الله وادعوا ... بوادي حَبَوْنى أن تهب شَمال أي فتعفي الأثر وتعمي عيون الرعاة فيأخذوا حاجتهم. |
سمع فيلسوف صوت مغن فاسد الضرب، خارج من الإيقاع، فقال لتلميذ له: يا بني، يزعم أهل الكهانة أن صوت البومة يدل على موت إنسان، فإن كان ما ذكروا حقا فإن صوت هذا المغني يدل على موت البومة.
|
تقدم رجلان إلى قاض فتكلم أحدهما ولم يترك الآخر يتكلم فقال: أيها القاضي، يقضى على غائب، قال: وكيف؟ قال: لأني غائب إذا لم أترك أتكلم.
|
قيل لاعرابي: ايسرك ان تكون احمق ولك مئة الف درهم!
قال: لا! قيل: ولم قال: لان حمقة واحدة تاتي على المئة الف درهم وابقى احمق معدما! |
نظروا إلى فيلسوف في الحرب، وكان أعرج، فضحكوا به فقال: إنما يحتاج في الحرب إلى الشجاعة وآلة الحرب، والذي فقدته فهو آلة الهرب.
|
نظر المأمون إلى غلام حسن الوجه في أحد المواكب فقال له :ياغلام ما اسمك ؟قال : لا أدري .قال :أو يكون أحدٌ لا يعرف اسمه؟ فقال :يا أمير المؤمنين ,اسمي الذي أعرف (لا أدري) ,فقال المأمون :
وسميت "لا أدري" لأنك لا تدري بما فعل الحب المبرح في صدري. |
من أجمل ما روى عن الخليل بن أحمد البصري، قال اليزيدي: دخلت عليه يوماً فقال لي: إلي إلي يا أبا محمد، فإن سم الخياط لا يضيق على متصادقين، والدنيا لا تسع متباغضين.
|
استقرض جار الأصمعي منه دريهمات فقال له: أين الرهن؟ قال: ألست واثقاً بي؟ قال: بلى، وهذا خليل الله صلوات الله وسلامه عليه كان واثقاً بربه حيث قال: " ولكن ليطمئن قلبي " .
|
ذكر المتنبي في مجلس أمير(الشريف الرضي) بمحضر المعري ,وجماعته ,فأخذ الأمير يطعن على المتنبي , ويضعف شعره , ويذكر مقابحه , وكان المعري حاملاً على الأمير لقلة إحسانه إليه ,فحمله ذلك على أن خالفه , وأثنى على المتنبي,وقال : هو أشعر الشعراء وأحسنهم شعراً , ولو لم يكن له إلاّ قصيدته التي أولها :
لكِ يا منازلُ في القلوب منازلُ فأمر به الأمير أن يضرب بالسياط , فضرب وأخرج ,فعظم ذلك على من حضر المجلس , وقالوا للأمير : رجل كبير من أهل العلم تضربه لما يقول عن المتنبي أشعر الشعراء ,ماذلك بصواب! فقال : ليس كما قلتم , وأنما ضربته على تعريضه بي! قالوا : وكيف ذلك ؟ قال : لأنه لم يفضله بقصيدة من عالي شعره , وإنما فضّله بتلك القصيدة ,مع إنها ليست من عالي شعرة ,لأنة يقول فيها بعد أبيات : وإذا أتتك مذمتي من ناقص ٍ ...فهي الشهادةُ لي بأنّي كاملُ فاستحسن من حضر فهمه , وحدة ذهنه , وعذره فيما فعل . وسئل المعري بعد ذلك , فقال : نعم والله , ما قصدت غير ذلك. |
كان المعتضد اذا راى ابن الجصاص قال : هذا احمق مرزوق وكان ابن الجصاص اوسع الناس دنيا وله من المال مالا ينتهي الى عده ولايوقف على حده وبلغ من جده انه قال :
تمنيت ان اخسر مرة فقيل لي اشتر التمر من الكوفة وبعه في البصرة وكانت بها نخيل كثيرة وتمرها متوفر بكثرة وكانت الكوفة قليلة التمر ففعلت ذلك فاتفق ان نخل البصرة لم يحمل في هذا العام فربح ربحا واسعا. |
قال أحدهم:
أتيـــت عمــــرا سحـــــرا فقــــــــال إنـــــي صــــــــائم فقــــــــــــــلت إنــــــي قاعد فقـــــــــــال إنــــــــي قـــــائم فقــــــــلت آتــيك غــــــــدا فقــــــال صــــــومي دائــــــــم |
الساعة الآن 02:17 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |