![]() |
واقرأ نصً آخر في وصف مونتيلاّ:
صريعًا في الوادي ملء جسمه الزنابق وعلى صدغه الجلنار" (ص62) وفي مقطع آخر: "ريح شرقية ومصباح درب والخنجر في القلب والشارع يهتز كالوتر المشدود" (ص63) وسميح القاسم يرى لوركا: "زنبقة خلف ستار شباك"، فهل هذه الرؤية بعيدة عن معرفة الجو الذي وصف لوركا به نفسه: "إن مت دعوا الشرفة مفتوحة" (انظر كتاب عبد الغفّار مكاوي: ثورة الشعر الحديث ج2، ص54) ولغة" قنديل الحزن القمر" فيها تجميع من القاموس الشعري اللوركيّ... ألفاظ ثلاثة تتوارد في شعره بنفس روح التشبيه القاسمي، وقلبي تفاحة... ومشتعلاً بلهيب الوردة والجيتار المشتعل... عيّنات أخرى لا يصعب علينا إيجاد مثائل لها في شعر لوركا... والتحليق في أجواء الشاعر الذي يكتب عه دليل عافية للقصيدة المستخدمة، ودليل على أن الشاعر يعيش بكليته في تجربة. وفي ختام القول لن أذهب ما ذهب إليه سنير- في مقالته التي أشرت إليها –أن الشاعر يرى الكتائب السوداء وكأنها الجيش الإسرائيلي المحتل، وأن الشاعر الفلسطيني ضحيّة لهذا الاحتلال... ذلك لأني أرى أن القصيدة تصب في وجهة المقارعة ومناهضة الاحتلال لا في جهة اليأس والانعزال. وتوجه القاسم إلى لوركا فيه تمثل لمعاناته، كأنني أنا أنت، ولكن نهايتي ستؤول إلى نهايتك... ستكون الزنبقة والرهفة (الفراشة) والتمسيد برومانسية حالمة وحياة وادعة... أما الكتائب السوداء- وهي عنصر الشر أنّى حل –فهي تحيق بنا منن كل حدَب... وهذا الاستصراخ المعبّر عنه بتقطيع لفظه فدر.. ري... كو تارة ...وبتكرار الاستغاثة والاستجارة تارة أخرى ، وببحر الخبب/ المتدارك، كل هذا يؤدي بالتالي إلى شحن الجو بالفجيعة والدرامية، بسبب ما يراه الشاعر على أرض الواقع من انتصارات الشر على البراءة وعلى الإنسانية العذبة.... ويبقى مع ذلك خلود الخير، فهو لا يموت، حتى لو شبع موتًا، وهو يضم كل باحث عنه ولاجئ إليه. |
مجموعة متنوعة من قصائده
أغاني الدروب من رُؤى الأثلام في موسمٍ خصبِ و من الخَيْبةِ في مأساةِ جدْبِ من نجومٍ سهرت في عرشها مؤنساتٍ في الدّجى قصةَ حبِّ من جنون اللّيل..من هدأتهِ من دم الشّمس على قطنة سُحْبِ من بحار هدرتْ..من جدولٍ تاهَ..لم يحفل به أيُّ مَصَبِّ من ذؤابات وعت أجنحةً جرفتها الريح في كل مهبِ من فراش هامَ في زهر و عشبِ ونسورٍ عشقت مسرحَ شُهب من دُمى الأطفال.. من ضحكاتهم من دموع طهّرتها روحُ رَبِّ من زنود نسّقَتْ فردوسها دعوةً فضلى على أنقاض حرب من قلوب شعشعت أشواقها شُعلاً تعبرُ من رحب لرحب من عيون سمّمت أحداقها فوهةُ البركان في نظره رعب من جراحاتٍ يضرّي حقدَهـا ما ابتلى شعبٌ على أنقاض شعب من دمي.. من ألمي.. من ثورتي من رؤاي الخضرِ.. من روعة حبّي من حياتي أنتِ.. من أغوارها يا أغانيَّ ! فرودي كل درب |
جيل المأساة هنا.. في قرارتنا الجائعهْ هنا.. حفرت كهفها الفاجعهْ هنا.. في معالمنا الدارساتِ هنا.. في محاجرنا الدامعهْ نَبوخَذُ نصّرُ و الفاتحون و أشلاء رايتنا الضائعهْ فباسمكَ يا نسلَنا المرتجى و باسمكِ يا زوجنا الضارعه نردُّ الزمان إلى رشده و نبصق في كأسه السابعه و نرفع في الأفق فجر الدماء و نلهمه شمسنا الطالعه ! |
ما زال دم أسلافي القدامى لم يزل يقطـــرُ منّي و صهيل الخيل ما زال ، و تقريعُ السيوفْ و أنا أحملُ شمساً في يميني و أطــوف في مغاليــقِ الدّجى.. جرحاً يغنـّي !! لأننــا أحسُّ أننا نمــوت لأننا..لا نتقن النّضال لأننا نَعيد دون كيشوت لأننا... لهفي على الرجال! في القرن العشرين أنا قبل قرونْ لم أتعوّد أن أكره لكنّي مُكره أن أُشرِِعَ رمحاً لا يَعيَى في وجه التّنين أن أشهر سيفاً من نار أشهره في وجه البعل المأفون أن أصبح ايليّا (1) في القرن العشرين أنا.. قبل قرون لم أتعوّد أن أُلحد ! لكنّي أجلدْ آلهةً.. كانت في قلبي آلهةً باعت شعبي في القرن العشرين ! أنا قبل قرون لم أطرد من بابي زائر و فتحت عيوني ذات صباح فإذا غلاّتي مسروقه و رفيقةُ عمري مشنوقه و إذا في ظهر صغيرتي.. حقل جراح و عرفت ضيوفي الغداّرينْ فزرعوا ببابي ألغاماً و خناجر و حلفت بآثار السكّينْ لن يدخل بيتي منهم زائر في القرن العشرين ! أنا قبل قرون ما كنت سوى شاعر في حلقات الصوفيّينْ لكني بركان ثائر في القرن العشرين .................. (1) نبيّ يهوديّ حارب الأوثان، و ينسب إليه أنّه قتل كهنة بعل |
أمطار الدم ((النار فاكهة الشتاءْ)) و يروح يفرك بارتياحٍ راحتين غليظتينْ و يحرّك النار الكسولةَ جوفَ موْقدها القديم و يعيد فوق المرّتين ذكر السماء و الله.. و الرسل الكرامِ.. و أولياءٍ صالحين و يهزُّ من حين لحين في النار.. جذع السنديان و جذعَ زيتون عتيـق و يضيف بنّاً للأباريق النحاس و يُهيلُ حَبَّ (الهَيْلِ) في حذر كريم ((الله.. ما أشهى النعاس حول المواقد في الشتاء ! لكن.. و يُقلق صمت عينيه الدخان فيروح يشتمّ.. ثم يقهره السّعال و تقهقه النار الخبيثة.. طفلةً جذلى لعوبه و تَئزّ ضاحكةً شراراتٌ طروبه و يطقطق المزراب.. ثمّ تصيخ زوجته الحبيبة -قم يا أبا محمود..قد عاد الدوابّ و يقوم نحو الحوش.. لكن !! -قولي أعوذُ..تكلمي! ما لون.. ما لون المطر ؟ و يروح يفرك مقلتيه -يكفي هُراءً.. إنّ في عينيك آثار الكبَر ؟ و تلولبت خطواته.. و مع المطر ألقى عباءته المبللة العتيقة في ضجر ثم ارتمى.. -يا موقداً رافقتَني منذ الصغر أتُراك تذكر ليلة الأحزان . إذ هزّ الظلام ناطور قريتنا ينادي الناس: هبوا يا نيام دَهمَ اليهود بيوتكم.. دهم اليهود بيوتكم.. أتُراك تذكرُ ؟.. آه .. يا ويلي على مدن الخيام ! من يومها .. يا موقداً رافقته منذ الصغر من يوم ذاك الهاتف المشؤوم زاغ بِيَ البصر فالشمس كتلة ظلمة .. و القمح حقل من إبر يا عسكر الإنقاذ ، مهزوماً ! و يا فتحاً تكلل بالظفر ! لم تخسروا !.. لم تربحوا !.. إلا على أنقاض أيتام البشر من عِزوتي .. يا صانعي الأحزان ، لم يسلم أحدْ أبناء عمّي جُندلوا في ساحة وسط البلد و شقيقتي.. و بنات خالي.. آه يا موتى من الأحياء في مدن الخيام ! ليثرثر المذياع (( في خير )) و يختلق (( السلام )) !! من قريتي.. يا صانعي الأحزان ، لم يَسلم أحدْ جيراننا.. عمال تنظيف الشوارع و الملاهي في الشام ، في بيروت ، في عمّان ، يعتاشون.. لطفك يا إلهي ! و تصيح عند الباب زوجته الحبيبه -قم يا أبا محمود .. قد عاد الجُباة من الضريبه و يصيح بعض الطارئين : افتح لنا هذي الزريبه أعطوا لقيصر ما لقيصر !! *** و يجالدُ الشيخ المهيب عذاب قامته المهيبه و تدفقت كلماته الحمراء..بركانا مفجّر -لم يبق ما نعطي سوى الأحقاد و الحزن المسمّم فخذوا ..خذوا منّا نصيب الله و الأيتام و الجرح المضرّم هذا صباحٌ.. سادن الأصنام فيه يُهدم و البعلُ.. و العزّى تُحطّم *** و تُدمدم الأمطارُ..أمطار الدم المهدوم.. في لغةٍ غريبهْ و يهزّ زوجته أبو محمود.. في لغة رهيبه -قولي أعوذُ.. تكلّمي ! ما لون.. ما- لون المطر ؟ ويلاه.. من لون المطر !! |
أطفال سنة 1948 كَوَمٌ من السمك المقدّد في الأزقة . في الزوايا تلهو بما ترك التتار الانكليز من البقايا أُنبوبةٌ.. و حطام طائرةٍ.. و ناقلةٌ هشيمه و مدافع محروقة.. و ثياب جنديٍّ قديمه و قنابل مشلولة.. و قنابل صارت شظايا *** ((يا اخوتي السمر العراة.. و يا روايتيَ الأليمه غنّوا طويلاً و ارقصوا بين الكوارث و الخطايا )) لم يقرأوا عن (( دنُ كشوت )) و عن خرافات القتال و يجنّدون كتائباً تُفني كتائب في الخيال فرسانها في الجوع تزحف.. و العصيُّ لها بنادق و تشدّ للجبناء، في أغصان ليمونٍ، مشانق و الشاربون من الدماء لهم وسامات الرجال *** يا اخوتي ! آباؤنا لم يغرسوا غير الأساطير السقيمه و اليتم.. و الرؤيا العقيمه فلنجنِ من غرسِ الجهالة و الخيانة و الجريمه فلنجنِ من خبز التمزّقِ.. نكبة الجوع العضال *** يا اخوتي السمر الجياع الحالمين ببعض رايه يا اخوتي المتشرّدين و يا قصيدتيَ الشقيّه ما زال عند الطيّبين، من الرثاء لنا بقيّه ما زال في تاريخنا سطر.. لخاتمة الروايه ! |
غرباء ..! و بكينا.. يوم غنّى الآخرون و لجأنا للسماء يوم أزرى بالسماء الآخرون و لأنّا ضعفاء و لأنّا غرباء نحن نبكي و نصلي يوم يلهو و يغنّي الآخرون *** و حملنا.. جرحنا الدامي حملنا و إلى أفق وراء الغيب يدعونا.. رحلنا شرذماتٍ.. من يتامى و طوينا في ضياعٍ قاتم..عاماً فعاما و بقينا غرباء و بكينا يوم غنى الآخرون *** سنوات التيهِ في سيناءَ كانت أربعين ثم عاد الآخرون و رحلنا.. يوم عاد الآخرون فإلى أين؟.. و حتامَ سنبقى تائهين و سنبقى غرباء ؟! |
القصيدة الناقصة أمرُّ ما سمعت من أشعارْ قصيدةٌ.. صاحبها مجهول أذكر منها، أنها تقول: سربٌ من الأطيارْ ليس يهمّ جنسُه..سرب من الأطياء عاش يُنغِّمُ الحياه قي جنَّةٍ..يا طالما مرَّ بها إله *** كان إن نشنَشَ ضَوءْ على حواشي الليل..يوقظ النهار و يرفع الصلاه في هيكل الخضرة، و المياه، و الثمر فيسجد الشجر و يُنصت الحجر و كان في مسيرة الضحى يرود كل تلّة.. يؤم كل نهرْ ينبّه الحياة في الثّرى و يُنهِض القرى على مَطلِّ خير و كان في مسيرة الغيابْ قبل ترمُّد الشعاع في مجامر الشفق ينفض عن ريشاته التراب يودّع الوديان و السهول و التلال و يحمل التعب و حزمة من القصب ليحبك السلال رحيبةً..رحيبةً..غنيّة الخيال أحلامُها رؤى تراود الغلال و تحضن العِشاشُ سربَها السعيد و في الوهاد، في السفوح، في الجبال على ثرى مطامحِ لا تعرف الكلال يورق ألف عيد يورق ألف عيد.. *** و كان ذات يوم أشأم ما يمكن أن يكون ذات يوم شرذمةٌ من الصّلال تسرّبت تحت خِباءِ ليلْ إلى عِشاشِ.. دوحها في ملتقى الدروب أبوابها مشرّعةْ لكل طارقٍ غريب و سورها أزاهرٌ و ظل و في جِنان طالما مرَّ بها إله تفجّرت على السلام زوبعهْ هدّت عِشاشَ سربنا الوديع و هَشَمتْ حديقةً.. ما جدّدت (( سدوم ))(1) و لا أعادت عار (( روما )) الأسود القديم و لم تدنّس روعة الحياه و سربُنا الوديع ؟! ويلاه.. إنّ أحرفي تتركني ويلاه.. إنّ قدرتي تخونني و فكرتي.. من رعبها تضيع و ينتهي هنا.. أمر ما سمعت من أشعار قصيدة.. صاحبها مات و لم تتم لكنني أسمع في قرارة الحروف بقيّة النغم أسمعُ يا أحبّتي.. بقيّة النغمْ |
بوابة الدموع أحبابنا.. خلف الحدود ينتظرون في أسى و لهفة مجيئنا أذرعهم مفتوحة لضمنا لِشَمِّنا قلوبُهم مراجل الألم تدقّ.. في تمزّق أصم تحارُ في عيونهم.. ترجف في شفاههم أسئلة عن موطن الجدود غارقة في أدمع العذاب و الهوان و الندم *** أحبابنا.. خلف الحدود ينتظرون حبّةً من قمحهم كيف حال بيتنا التريك و كيف وجه الأرض.. هل يعرفنا إذا نعود ؟! يا ويلنا.. حطامَ شعب لاجئ شريد يا ويلنا.. من عيشة العبيد فهل نعود ؟ هل نعود ؟! |
صوت الجنة الضائع صوتها كان عجيباً كان مسحوراً قوياً.. و غنياً.. كان قداساً شجيّاً نغماً و انساب في أعماقنا فاستفاقت جذوة من حزننا الخامد من أشواقنا و كما أقبل فجأة صوتها العذب، تلاشى، و تلاشى.. مسلّماً للريح دفئَه تاركاً فينا حنيناً و ارتعاشا صوتها.. طفل أتى أسرتنا حلواً حبيباً و مضى سراً غريبا صوتها.. ما كان لحناً و غناءاً كان شمساً و سهوباً ممرعه كان ليلا و نجوما و رياحاً و طيوراً و غيوما صوتها.. كان فصولاً أربعه لم يكن لحناً جميلاً و غناءا كان دنياً و سماءا *** و استفقنا ذات فجر و انتظرنا الطائر المحبوب و اللحن الرخيما و ترقّبنا طويلا دون جدوى طائر الفردوس قد مدّ إلى الغيب جناحا و النشيد الساحر المسحور.. راحا.. صار لوعه صار ذكرى.. صار نجوى و صداه حسرةً حرّى.. و دمعه *** نحن من بعدك شوق ليس يهدا و عيونٌ سُهّدٌ ترنو و تندى و نداءٌ حرق الأفقَ ابتهالاتِ و وجْدا عُدْ لنا يا طيرنا المحبوب فالآفاق غضبى مدلهمّه عد لنا سكراً و سلوانا و رحمه عد لنا وجهاً و صوتا لا تقل: آتي غداً إنا غداً.. أشباح موتى !! |
أنتيــجونا أنتيــجونا ((ابنة أوديب_ الملك المنكوب_التي رافقته في رحلة العذاب.. حتّى النهاية ! )) (1) خطـوه.. ثِنْتـان.. ثلاث.. أقدِمْ.. أقدِمْ ! يا قربانَ الآلهة العمياء يا كبشَ فداء في مذبحِ شهواتِ العصرِ المظلم خطـوه.. ثِنْتـان.. ثلاث.. زندي في زندك نجتاز الدرب الملتاث ! *** يا أبتاه ما زالت في وجهك عينان في أرضك ما زالت قدمان فاضرب عبر الليلِ بِأشأمِ كارثةِ في تاريخ الإنسان عبرَ الليل.. لنخلق فجر حياه *** يا أبتاه ! إن تُسْمِـلْ عينيك زبانيةُ الأحزان فأنا ملءُ يديك مِسرَجَةٌ تشربُ من زيت الإيمان و غداً يا أبتاه أُعيد إليك قَسَماً يا أبتاه أُعيد إليك ما سلبتك خطايا القرصان قسماً يا أبتاه باسم الله.. و باسم الإنسان *** خطـوه.. ثِنْتـان.. ثلاث.. أقدِمْ.. أقدِمْ ! ........................................... |
بابل أنا لـم أحفـظ عـن الله كتابا أنا لـم أبنِ لقـديسٍ قبـابـا أنا ما صليت.. ما صمت.. و ما رهبت نفسي لدى الحشر عقابا و الدم المسفوك من قافيتـي لم يراود من يَدَيْ عَدنٍ ثوابا فهو لو ساءلتـَه عن مَطْمَـحٍ ما ارتضى إلا فدى النور انسكابا *** غضبي.. غضبة جرح أنشبت فيه ذؤبانُ الخنا طفراً و نابا و انتفاضاتي عذابٌ.. ودَّ لو ردّ عن صاحبِهِ الشرقُ عذابا و أنا أومن بالحق الذي مجدهُ يؤخذ قسراً و اغتصابا و أنا أومن أني باعثٌ في غدي الشمسَ التي صارت ترابا فاصبري يا لطخة العار التي خطّها الأمسُ على وجهي كتابا و انظري النار التي في أضلعي تهزم الليل و تجتاح الضبابا شعشعت في آسيا فاستيقظت و صحت افريقيا.. غاباً فغابا! *** يا حمام الدوح! لا تعتب أسىً حسبنا ما أجهش الدوحُ عتابا نحن لم نزجرْك عن بستاننا لم نُحكّمْ في مغانيك الغرابا نحن أشباهٌ و قد أوسعنا غاصب الأعشاش ذلاً و اغترابا فابكِ في الغربة عمراً ضائعاً و ارثِ عيشاً كان حلواً مُستطابا علّ نار الشجو تُذكي نخوةً في الأَُلى اعتادوا مع الدهر المصابا فتهد اللحدَ عنـها جُثــثٌ و يمور البعث شِيـباً و شبابا *** يا قرى.. أطلالُها شاخصةٌ تتقرّى غائباً أبكى الغيابا يا قرىً يُؤسي ثرى أجداثها أنّ في النسل جراحاً تتغابى يا قرانا.. نحن لم نَسْلُ.. و لم نغدر الأرض التي صارت يبابا خصبها يهدر في أعراقنا أملاً حراً، و وحياً، و طِلابا و الذرى تشمخ في أنفسنا عزةً تحتطبُ البغي احتطابا ! *** يا بلاداً بلّلت كلَّ صدىً و صداها لم يَرِدُ إلا سرابا يا بلادي نحن ما زلنا على قسم الفدية شوقاً و ارتقابا يا بلادي! قبل ميعاد الضحى موعدٌ ينضو عن النور حجابا ! *** نكبةُ التيهِ التي أوردت بنا فطرقنا في الدجى باباً فبابا عَمّقت سكِّينها في جرحنا و جرت في دِمنا سُمّاً و صَابا و تهاوينا على أنقاضنا فخرابٌ ضمّ في البؤسِ خرابا و من الأعماق.. من تُربتنا هتف التاريخ.. و المجد أهابا فإذا أيامنا مشرقةٌ بدمٍ.. من لونه أعطى الترابا و إذا روما نداءٌ جارحٌ طاب يومُ النارِ يا نيرونُ طابا! *** أيها العاجمُ من أعوادنا نحن ما زلنا على العَجمْ صِلابا فاسأل الجرح الذي عذّبنا كيف ألّبنا على الجرح العذابا نكبةُ التيه التي سّدّت بنا كل أُفق ضوّأت فينا شهابا فأفاقت من سُباتٍ أعينٌ وُلِدَ الدهرُ عليهنّ و شابا و اشرأبّت في المدى ألويةٌ خفقت في الأربع الجُرد سحابا و على وقعُ خطانا التفتت أمم أغضت هواناً و اكتئابا و رؤانا أخصبت فاخضوضرت أعصُرٌ ناءَت على الشرق جِدابا *** شعَفَاتُ الشمس من غاياتنا فازرعي يا أمتي الليلَ حِرابا و إذا الأسداف أهوت جُثثاً و إذا أحنى الطواغيتُ رقابا و إذا فَجّرْتِ أنهارَ السنى و سنون الجدبِ بُدّلن خِصابا فانشري النور على كل مدى و ابعثي أمجاده عجباً عجابا نحن أحرى مستجيباً إن دعا : من يُفَدّي؟ و هو أحرى مستجابا ! |
أكثر من معركة في أكثر من معركةٍ دامية الأرجاءْ أشهر هذي الكلمات الحمراء أشهرها.. سيفاً من نارِ في صفِّ الإخوة.. في صفِّ الأعداء في أكثر من درب وعْرِ تمضي شامخةً.. أشعاري و أخافُ.. أخاف من الغدرِ من سكين يُغمد في ظهري لكني، يا أغلى صاحب يا طيّبُ.. يا بيتَ الشعرِ رغم الشكّ.. و رغم الأحزانِ أسمعُ.. أسمعُ.. وقع خطى الفجرِ! رغم الشكّ.. و رغم الأحزانِ لن أعدم إيماني في أنّ الشمس ستشرقُ.. شمس الإنسانِ ناشرةً ألوية النصرِ ناشرةً ما تحمل من شوقٍ و أمانِ كلماتي الحمراء.. |
الساحر والبركان ((أسطورة مهداة إلى الحكم العسكري)) و شَعوذَ الساحر فانطلقْ من قُمقُمِ البحار.. ماردٌ صغير يريد للزورق.. أن يقبّل الغرق يريد للحريّة الحمراء أن تقطن في كوخ.. من الورق يريد للجذور أن تحيا بلا شجر يريد للأشجار أن تحيا بلا ثمر يريد للإنسان أن يموت في الحياة! يريد أن... و انفجر البركان ! و التهمت ساحِرَهُ النيران فعاد للقمقمِ يستجير بساحرٍ جديد بساحرٍ.. ليس له وجود !! |
أخوة .. ((إلى الذين يعرون الأخوة من جلدها,, ((و يتركونها مرتجفة في صقيع الزيف! *** أيا سائلي في تحدٍّ و قوّهْ أتُنشدُ ؟ أين أغاني الأخوّه؟ قصائدك السود بركان حقد و مرجل نار، و سخط و قسوه فأين السلام.. و أين الوئام أتجني من الحقد و النار نشوة و صوتُك هذا الأجشّ الجريح صئمنا صداه الكئيبَ و شَجْوَه فهلاّ طرحت رداء الجداد و غنيت للحبّ أعذبَ غنوه *** أيا سائلي! خلّ عنك العتاب ! تلوم جريحاً إذا ما تأوّه أخوك أنا! هل فككتَ القيود التي حَفرتَ فوق زنديَّ فجوه أخوك أنا! من ترى زج بي بقلب الظلام.. بلا بعض كوّه .؟ أخوك أنا ؟ من ترى ذادني عن البيت و الكرْم و الحقل.. عنوه تُحمّلني من صنوف العذاب بما لا أطيق و تغشاك زهره و تشتمني.. و تُعلّمُ طفلَك شتمَ نَبيّ..بأرض النبوه تشكُّ بدمعي إذا ما بكيت و تُسرف في الظن ان سِرتُ خطوه و تُحصي التفاتاتي المُتعبات. فيوماً ((أشارَ)) و يوماً ((تفوّه )) *** و إن قام، من بين أهلك، واعٍ يبرّئُني.. تردريه بقسوه و تزجره شاجباً ((طيشه )) و تعلن أنَّى توجّهتَ (( لُغوَه ))! و إما شكوتُ.. فمنك إليك.. لتحكم كيف اشتهت فيك شهوه فكيف أغني قصائد حبٍ و سلمٍ.. و للكُره و الحربِ سطوه و أنشد أشعار حريه.. لقضبان سجني الكبير المشوّه أيا لائميّ أنتَ باللوم أحرى! إذا شئتَ أنتَ.. تكون الأخوه !! |
السلام ... ليُغنِّ غيري للسلامْ ليُغنِّ غيري للصداقة، للأخوّةِ، للوئامْ ليُغنِّ غيري.. للغراب جذلانَ ينعقُ بين أبياتي الخراب للبوم.. في أنقاضِ أبراجِ الحمام ! ليُغنِّ غيري للسلام و سنابلي في الحقل تجهشُ بالحنين للنورج المعبود يمنحها الخلود من الفناء لصدى أغاني الحاصدين لِحُداء راعٍ في السفوح يحكي إلى عنزاته.. عن حّبّه الخَفِرِ الطموح و عيونهِا السوداء.. و القدِّ المليح *** ليُغنِّ غيري للسلام و العينُ ما عادت تبلُّ صدى شُجيرات العنب و فروعُ زيتوناتها.. صارت حطب لمواقد اللاهين.. يا ويلي.. حطب! و سياجُنا المهدودُ أوحشهُ صهيل الخيل في الطِّفلِ المهيب و الُجرن يشكو الهجرَ.. و الإبريقُ يحلم بالضيوف بالـ (( يا هلا )) ! .. عند الغروب و رؤى البراويز المُغَبَّرةِ الحطيمه تبكي على أطرافها، نُتفٌ من الصور القديمة و حقائبُ الأطفال... أشلاءٌ يتيمه لبثت لدى أنقاض مدرسةٍ مهدّمةٍ حزينه ما زال في أنحائها.. ما زال يهزاُ بالسكينه رَجعٌ من الدرس الأخير.. عن المحبة و السلام !! *** ليُغنِّ غيري للسلام و هناك.. خلف حواجز الأسلاك.. في قلب الظلام جثمت مدائن من خيام سُكّانُها.. مستوطنات الحزن و الحمّى، و سلّ الذكريات و هناك.. تنطفئ الحياة في ناسِنا.. في أبرياء.. لم يسيئوا للحياة ! و هنا... ! هَمَت بيّارةٌ من خلقهم.. خيراً كثير أجدادهم غرسوا لهم.. و لغيرهم، يا حسرتي، الخير الكثير و لهم من الميراث أحزان السنين ! فليشبع الأيتام من فضلات مأدبة اللئام !! *** ليُغنِّ غيري للسلام.. و على ربى وطني، و في وديانه.. قُتِل السلام ؟ (الأسطر الثمانية الأخيرة من هذه القصيدة محذوفة بالشكل التالي: )x x x x x x x x لا نُصبَ.. لا زَهرةَ.. لا تذكار لا بيتَ شعرٍ.. لا ستار لا خرقة مخضوبة بالدم من قميص كان على إخوتنا الأبرار لا حَجَرٌ خُطّت به أسماؤهم لا شيءَ.. يا للعار *** أشباحُهم ما برحت تدورْ تنبش في أنقاش كَفْر قاسم القبور |
روما روما احترقت قبل قرون لكنَّ الجدرَ الضارب في أرضهْ لم يفقد في النكبة معنى نبضه روما عادت.. يا نَيرون .. |
كرمئيــل كرمئيــل ((مدينة الحقد و الجوع و الجماجم)) صباحَ مســاء يطالعنا.. و جهُها و السماء و نبسمُ.. لا بسمةَ الأغنياء و لكنها بسمةُ الأنبياء تَحدّاهم صالبٌ تافه يغطي الشموس.. ببعض رداء ! *** غداً.. يا قصوراً رست في القبور غداً يا ملاهي,, غداً يا شقاء سيذكر هذا التراب، سيذكرُ أنّا منحناهُ لون الدماء و تذكر هذي الصخور رعاةً بنوها أدعيةٍ من حداء و تذكر أنّا.. *** هنا سِفرُ تكوينهم ينتهي هنا.. سفر تكويننا.. في ابتداء ! |
من وراء القضبان السجين الأول دوريّة البوليس لا تنامْ ما فتئت تبحر في مستنقع الظلام تجوس كل قرية.. تطرق كل بابْ و تَنْكُتُ العتمةَ في الأزقة السوداء من غيظها.. تكاد أن تُقلّب الجيوب لعابرٍ.. كان لدى أصحاب ! *** ((يا بيتنا الوديع,, يا شبّاكنا المضاء ((ما أجمل السلامَ في حَلْقةِ أصدقاء ((يطالعون الشعرَ، يشربون، يَرَون من النّكات ((ما يُضحك الأحياءَ من بليّةِ الحياة ! ((محارب مخضّبُ لواء ((سلاحه.. أشعار ((تقطر من حروفها الدماء ! *** و داهمت مجلسَهم دوريةُ البوليس لتلقيَ القبضَ على محارب وِجهتُهُ النهار . . . . . . . . . . . . . و باتت الخمرة في الكؤوس |
رسالة من المعتقل ليس لديّ ورقٌ، و لا قلمْ لكنني.. من شدّة الحرّ، و من مرارة الألم يا أصدقائي.. لم أنمْ فقلت: ماذا لو تسامرتُ مع الأشعار و زارني من كوّةِ الزنزانةِ السوداء لا تستخفّوا.. زارني وطواط وراح، في نشاط يُقبّل الجدران في زنزانتي السوداء و قلتْ: يا الجريء في الزُوّار حدّث !.. أما لديك عن عالمنا أخبار ؟..؟! فإنني يا سيدي، من مدّةٍ لم أقرأ الصحف هنا.. لم أسمع الأخبار حدث عن الدنيا، عن الأهل، عن الأحباب لكنه بلا جواب ! صفّق بالأجنحة السوداء عبر كُوّتي.. و طار! و صحت: يا الغريب في الزوّار مهلاً ! ألا تحمل أنبائي إلى الأصحاب ؟.. *** من شدة الحرّ، من البقّ، من الألم يا أصدقائي.. لم أنم و الحارس المسكين، ما زال وراء الباب ما زال .. في رتابةٍ يُنَقّل القدم مثليَ لم ينم كأنّه مثليَ، محكوم بلا أسباب ! *** أسندت ظهري للجدار مُهدّماً.. و غصت في دوّامةٍ بلا قرار و التهبتْ في جبهتي الأفكار . . . . . . . . . . . . . .. . . . . أماه! كم يحزنني ! أنكِ، من أجليَ في ليلٍ من العذاب تبكين في صمتٍ متى يعود من شغلهم إخوتيَ الأحباب و تعجزين عن تناول الطعام و مقعدي خالٍ.. فلا ضِحْكٌ.. و لا كلام أماه! كم يؤلمني ! أنكِ تجهشين بالبكاء إذا أتى يسألكم عنّيَ أصدقاء لكنني.. أومن يا أُماه أومن.. .. أن روعة الحياه اولد في معتقلي أومن أن زائري الأخير.. لن يكونْ خفّاش ليلٍ.. مدلجاً، بلا عيون لا بدّ.. أن يزورني النهار و ينحني السجان في إنبهار و يرتمي.. و يرتمي معتقلي مهدماً.. لهيبهُ النهار !! |
يهـوشع مــات ((على حد ما يبدو من القصيدة، فإن يهوشع هو اللفظ الآخر الذي يقصد به الشاعر به يشوع بن نون، القائد العسكري اليهودي الذي عبر الأردن من تيه سيناء، و احتل أريحا، و أحرقها..{ و كان بعد موت موسى، عبد الرب، أن الرب، كلم يشوع بن نون خادم موسى قائلا*موسى عبدي قد ما العهد القدم_ يشوع_الأصحاح الأول )) يا حائرين في مفارق الدروب ! لا تسجدوا للشمسِ لن يرقى لها صدى صَلاتكم بينكمُُ و بينها سقفٌ من الذنوب لا تسكبوا الدموع، لن ينفعكم ندم الشمس في طريقها.. راسخةُ القدم لا تركعوا.. لا ترفعوا أيديكم إلى السماء تدمّرتْ و اندثرت أسطورة السماء و أطرقتْ على متاه بؤسكم جنازة الهباء يا حائرين في مفارق الدروب ! أغواركم خاوية.. إلا من الخواء صلاتكم خاوية.. إلا من الخواء يا ويلكم ! يا ويلكم سرعان ما تغوص في أعماقكم أظافر الغروب ! *** يهوشَعٌ ماتَ فلا تستوقفوا الشمس، و لا تستمهلوا الغروب سور أريحا شامخٌ في وجهكم إلى الأبد يا ويلكم ! يا ويلكم ! سرعان ما تغوص في أعماقكم أظافر الغروب يَهوشَعٌ راح.. و لن يؤوب يهوشع مات !! |
الذئاب الحمر حُمّت سراياك فاشربْ من سرايانا كأساً جَرَعت بها للذلّ ألوانا أركانُ عرشِكَ، آلينـا نقوّضها فاحشد فلولَكَ.. حيّاتٍ و عُقبانا أسطورة الأسَدِ المهزوم تمهرها جداولٌ من دمٍ تجتاح (( ردفانا )) بلادنا.. القَدَرُ المحتوم قاطنها مُذْ كانت الشمسُ، ما لانت و ما لانا يا عابد النار ! ما زالت مُؤَرَّثةً على القَنال.. فماذا تعبد الآنـا يا غازياً غُسِلتْ بالنار حملتُه لقد فتحتَ لدفن التاج كثبانا بلادنا.. القَدَرُ المحتوم قاطنها مُذْ كانت الشمسُ، ما لانت و ما لانا و طارفُ المجدِ أقسمنا نشيّده على التليد الذي شادت ضحايانا يا عابد النار ! ما زالت مُؤَرَّثةً على القَنال.. فماذا تعبد الآنـا |
توتم ((توتم_رقصة إفريقية. تمثل صراع القبيلة ((مع وحش أسطوري مخيف.. يهاجم مضاربها من ((الغابة و لكنها تنتصر عليه !.. ألسنةُ النارِ تزعردُ في أحشـاءِ الليلْ و يُدمدم طبلْ و تهدُّ بقايا الصمت طبولٌ ضارية و صنوج و يَهيجُ الإيقاعُ المبحوحُ.. يهيج فالغابة بالأصداء تموج صرخاتُ وحوشٍ تطفو فوق هدير السيل و أفاعٍ جائعةٌ تحت الأعشاب العملاقة تنسَلّ و يُحلّقُ حولَ النار زنوج ! أشباحٌ ترقص حول النار و إلى أطراف الغابة يمتد الظل بخطى تترددُ.. هيابه و يمزّق قلب الليل دويُّ الثار تَوْتَمْ.. تَوْتَمْ.. تَوْتَم ! و أكفٌ سودٌ تُلهب جلدَ طبول فتدمدم من ألمٍ.. و تدمدم دُم دُم.. دُ.. دُ.. دُم دُم دُم.. دُ.. دُ.. دُم أحقاد قرون تتضرّم و يعود يمزق قلب الليل دوي الثار تَوْتَمْ.. تَوْتَمْ.. تَوْتَم ! و تُشَرّعُ في وهجِ النيران رماح تنقضّ لتعصر عار عصور الظلمة بالدمّ ((الغابة قبركَ..يا استعمار !! |
باتريــس لومومبا باتريــس لومومبا ((شاعر الحرية و رسولها. في مجاهل غابات الكنونغو الزنجي المعذب ! )) لاطم الريح بالجناجين.. و اصعد.. يا حبيب الحرية المتمرّدْ أيهذا النسر الذي راعه العيشُ بوادِ كابٍ.. ذليلٍ.. مقيّد فتلوّى في بؤرة الوحل و الشوك.. بشوقٍ إلى السنى متوقّد و أضاءت أحلامُه برؤى موسى، و عيسى، و أمنيات محمد و أضاءَ الحنينَ للذروة الشماءِ.. بين النجوم.. أعلى و أبعد فنَزاه للعلاء.. ميناؤه الشمروخ، في قمة الإباء الموطّد *** يا هتافا، لوقعه زُلزِلَ الكونغو الحزين المعذبُ المستعبَد أغفلته عصابةٌ ساقت الشعب عبيداً.. لأجنبيّ مسوّد نسرَ إفريقيا العظيمَ.. نداءُ الشمسِ دوّى على الوجود و أرعد فاستجبتَ النداءَ.. لبيكِ أمي.. غدا في أفق البطولات موعد و شددتَ الجناح، في القلبِ نبضٌ لهبيٌ.. و أدمعٌ تتجلّد بعد عهد من الظلامِ، طويلٍ، في سماء العبيد أشرقت فرقد فاحمل المشعل العظيم و مزّقْ ما أراد الغزاةُ ليلاً مُخلّد ! |
في صف الأعداء أمس استوقفني في الشارع يسأل عن (( بارْ )) يقضي فيه بقيّةَ ليله زنجي بحّار يعمل عتّالا في إحدى سفن الدولار و تحدّثنـا فإذا بي أستلطف ظلّهْ _هل نشرب كأساً يا صاحب ؟.. و لدى مائدةٍ واجمةٍ في المقهى الثرثار كان صديقي يشربُ.. يشربُ باستهتار هذا الزنجيُّ يحبّ النسيان فلماذا؟.. من أيةِ أغوار ينبع هذا الإنسان ؟ _قل لي.. حدّثني عنكم في أميركا الحرّة عن مدرسة البيِض، كنيستهِم، فندقهم، و عبارات كتبتْ بالفوسفور و جابت كل الحارات: ((ممنوع إدخال كلاب و يهودٍ و زنوج )) ! _او.. وه.. اتركني باسم الشيطان هل حولَكَ لي أُنثى؟ فقُبَيْلَ الفجر سنُسيّبُ هذا الميناء.. و نمضي عبر الأخطار ! _حسناً ! حدثني عن وطنِ النارِ السوداءْ هل تسمع عن أسدٍ يُصطاد عن أدغالٍ تهوي تحت الليل رماد عن حقل مزروع شهداء عن شعب يَنْبَتُ في أرضٍ بدماء القتلى مرويّه عن شمسٍ تولّد حاملةً خبزاً.. أحلاماً.. حريّه هل تسمع عن افريقيّة ؟! _أسمع.. أسمع.. دقات طبول (( السمبا )) و أرى الحسناء الزنجيّه تترجرج كالنار الغضبى في رقصة حبّ دمويّه _حسناً.. حسناً.. حدّث عن كوبا هل تعرف شيئاً عن شعبٍ ما عاد مسيحاً مصلوبا لو أنشد هذي الليلةَ أغنيّه _كوبا؟ لو أحمل هذه الليلة قيثاره أغنيّه فتزاح ستاره عن جسدٍ بضّ في إحدى الشرفات *** يا ساقية الحانه وَيْلمِّكِ.. فارغةٌ كأسي و أنا ما زلتُ أُحُسُّ على عنقي، رأسي و رفيقُكِ.. ما لرفيقِكِ أخمدَ ألحانه ؟ .. أمس استوقفني في الشارع يسأل عن بار و اليوم صباحاً كان من الأخبار أمريكيٌ أبيض مات مات و في شفتيه نداءٌ: فلتسقط كلمات كتبت بالدمّ و بالأحزان فليسقط عارُ الإنسان يرفعه الفاشست على وحل الرايات ((ممنوع إدخال كلابٍ و يهود و نزنوج )) ! |
من أجل من أجل صباح ! نشقى أياماً و ليالي نحمل أحزان الأجيالِ و نُكوكِبُ هذا الليل جراح ! *** من أجل رغيف ! نحمل صخرتنا في أشواك خريف نعرى.. نحفى.. و نجوع ننسى أنّا ما عشنا فصلّ ربيع ننسى أنّا.. |
عروس النيل أسمعُهُ.. أسمعُهُ ! عبرَ فيافي القحط، في مجاهلِ الأدغال يهدرُ، يَدْوي، يستشيط فاستيقظوا يا أيها النيام.. ولْنبتنِ السدود قبل دهمة الزلزال تنبهوا.. بهذه الجدران تنزل فينا من جديد نكبة الطوفان ! *** لمن تُزَيّنونَها.. حبيبتي العذراء ! لمن تبرّجونها ؟ أحلى صبايا قريتي.. حبيبتي العذراء ! حسناؤنا.. لمن تُزَفّ ؟ يا ويلكم، حبيبتي لمن تُزَفّ لِلطّمْيِ، للطحلب، للأسماك، للصّدف ؟ نقتلها، نُحْرَمُها، و بعد عام تنزل فينا من جديدٍ نكبةُ الطوفان و يومها لن يشفع القربان يا ويلكم، أحلى صبايا قريتي قربان و نحن نستطيع أن نبتنيَ السدود من قبل أن يداهمنا الطوفان ! *** بَدارِ.. باسم الله و الانسان فانني أسمعُهُ.. أسمعُهُ : و لي أنا.. حبيبتي العذراء !! |
الجنود الجنــود قوموا اخرجوا من قَبْوِكم، يا أيها النيام ! اليوم للأعراس دُقّوا له الأجراس و ارفعوا الأعلام لاقُوه في حماس لاقوه بالهتاف.. بالأفراح.. بالأغاني هبّوا اصنعوا أعظم مهرجانِ غَطُّوا المدى بأغصنِ الزيتون و طيّروا الحمام جاءكم السلام يا مرحبا.. جاءكم السلام ! نحن على الحدود نحن على الحدود.. لا ننام أكُفُّنا لصيقةٌ على مقابض الحديد عيوننا ساهرةٌ.. تجود في الظلام قلوبنا تدق في انتظارهم.. أعدائما الغزاة نحن تعلّمنا.. تعلّمنا.. أن نسلب الحياة ! *** نحن على الحدود.. كالكلاب، كالقرصان ! لا نعرف الهدوء.. لا ننام فاستقبلوه.. استقبلوا السلام عاش السلام.. عاش السلام !! |
إلى صاحب ملايين نَمْ بين طيّاتِ الفراش الوثيرْ نَمْ هانئَ القلب، سعيداً، قريرْ فكل دنياك أغَاني سرور ! *** المال في كفّيـك نهـر عزير و القوت، أغلاهُ، و أغلى الخمور و ألفُ صنفٍ من ثياب الحرير و الصوف و السجاد، منه الكثير (( و كادِلاك )).. في رحاب القصور و الغيد، و اللحن و سحر الدهور ! نَمْ خالياً.. لا قارَبَتْك الشرور و كلّ ما تبغيه.. حتماً يصير إن شئت.. فالليل صباح منير أو شئت.. فالقفر ربيع نضير و القبر إن ترغبْ.. حياةٌ و نور و اطلب.. ففي الجلمود يصفو غدير و الآن ! يا نجلَ العلى يا أمير يا عالي المقامِ.. يا .. يا خطير يا تاجَ رأسي.. يا زعيميَ الكبير إسمحْ لهذا الشيء.. هذا الفقير إسمح له بكلمةٍ لا تضير عندي سؤالٌ مثل عيشي حقير أرجوك أن تسمعه، ألاّ تثور من أين هذا المال.. يا (( مليونير )) ؟! |
المطر والفولاذ و ينتصب المصنع الماردُ إلهاً.. كلانـا لـه عابدُ و تَدوي الدواليبُ مزهوةً و يدري بنا شوقُنا الصامدُ فيا سُحُبَ الغيثِ مُدّي يداً سحابُ مداخننا صاعد و صبّي الحياة على شرقنا فقد هيّأَ المنجل الحاصد و آلتنا وَعَدَتْ طفلَنــا بكعكٍ.. فهل يكسف الواعد ؟ *** تهلّل بنا يا غداً لم يكن سوى مطمحٍ.. فالسنى عائد تهلّل! ستخضرّ أشواقُنا و ينبض شريانُها الخامدُ ففي كل أُفقٍ لنا مشرقٌ و في كلِّ دربٍ لنا رائد و مِغْزَلُنا بعد طول انتظارٍ تحرّكَ منوالهُ البارد و ضم غيوم البحار و غيم الـ مصانعِ.. منهجُنا الواحد إذا ماتَ من يأسِهِ عاجزٌ فإنّ الرجاءَ.. بنا خالد |
السرطان ((إلى قابين و هابيل العصر اللذين لم يصرع بعد، أحدهم الآخر !؟؟)) _1_ شواهد الرخام تجثمُ في الطين، تغطي الشاطئَ المديد و لم تزل سفائن العبيد مُثقَلةً بالنارِ، بالسموم، بالحديد تَمخرُ بحر الدمع و الصديد و خلفها مدائن الموتى و الصمتُ، و الخراب، و الدخان و في مغاور المدى الدفينِ في الظلام يَعوِي مخاضُ الرعب و القَتامْ و السرطان يُطفئُ الشمس و يستفيق يشبّ من شهوتِه حريق متى تزلزل الوجود صرخة اللئام؟ إلى الأمام.. إلى الأمام !!.. _2_ من ألفِ ألفِ عام لا يَنْشفُ السكينُ.. و الجراحُ لا تنام حمائمُ القماش في الفضاء مطلقة بالمعدنِ الممسوخِ.. بالرياء و خلف بيرق السلام تَغلي صنابيرُ الدماء و يرجف التراب في الأعماق و يَهْلَعُ الاسفنجُ في القيِعان و الرعب يُقلِقُ النجوم و السرطان يطفئُ الشمس و يستفيق ينتظر الدم المراق و فُضلة الجذورِ و العظام من ألف ألف عام _3_ مفترق الطريقِ من أين يا قوافلَ الرقيق ؟ في أي شعْبٍ تزحفين ؟ لأي أُفْق ترحلين ؟ تمهلوا يا حاملي الصخور تمهلوا.. مفترق الطريق و البحر من ورائكم يموجُ و العدو من أمامكم يموج و الشواظ.. و الحريق يُفَزِّع الغِلال و المروج و الصخرُ في الأغوار يضخمُ.. يعلو.. ينذرُ الخليج و خلفكم، يا ضائعون، ماتت الشطآن و لم يعد مكان تُغرَسُ في جراحه شواهد الرخام خلفكمو لم يبق غير البومِ و الديدانِ و الغربان و الرّعبِ، و الأوباءِ، و الظلام و القيظِ، و الصدى، و الازدحام و خطوة المصير في مفترق الطريق و السرطان ! يطفئ الشمس و يستفيق !! |
طفل يعقوب ((إلى فمك بالبوق، كالنسر على بيت الرب، لأنهم قد تجاوزوا عهدي، و تعدوا على شريعتي )).. التوراة من هذا الصخر.. من الصلصالْ من هذي الأرض المنكوبه يا طفلاً يقتُل يعقوبَهْ نعجن خبزاً للأطفال ! من ترمي في ليلِ الجُبِّ أُنظر.. و احذر من حفرة غدرٍ تحفرها في دربي يا خائنَ عهدِ الربِّ !! |
اقطاع يا ديداناً تحفر لي رمسي في أنقاض التاريخ المنهار لن تسكت هذي الأشعار لن تخمد هذي النار ما دامت هذي الدنيا ما دمنا نحيا في عصر الاقطاع النفسي فسأحمل فأسي سأشُجُّ حماقات الأوثان و سأمضي.. قُدماً، قُدماً، في درب الشمسِ باسم الله الطيب.. باسم الانسان !! |
الانسان الرقم رفَعَ المقعدُ لي نظارتيه سيدي ماذا تريد ؟ و مضى.. بالقلم المسلول، و الوجه الكليل يحرث الأوراق في صمت بليد و الحروف الصمّ و الأرقام ثلجٌ في يديه : سيدي.. ماذا تريد ؟ *** و تنحنحتُ.. أنا أبحثُ عن نفسي هنا رَقَمي.. خمسةُ آلافٍ و تسعه *** و مضى يبحث عن خمسةِ آلافٍ و تسعه ليس يعنيه (( أنا )) ! *** ثم عاد الأخطبوط الأصفر الشاحبُ من وعرِ الرحيل غاضباً.. بالقلم المسلول و الوجه الكليل : (( سيدي.. ليس له أي وجود )) !! *** ثم عاد المقعد الميّتُ يجثو من جديد كُوَمَ الأوراقِ يغتالُ الحروفَ السودَ و الأرقامَ في صمتٍ بليد *** رقمي ليس له أي وجود و (( أنا )) .. ليس له.. أي وجود !! |
مرثيــة أغنية قديـمة كم استثرتِ عندهم كوامنَ الأشواق كم كنتِ بينهم حمامة السلام فعاودتْ قلوبَهم نوازغُ الغرام و دمعت عيونهم من الفرح فاختصروا العتاب و عمّروا مجالس الشراب *** من سنةٍ.. آخرهم.. يرحمه اللهُ و يومها.. _و لم يكن يفهم ما تحكين إلاّهُ_ من سنةٍ يرحمكَ الله ! يا طابعاً أهمله البريد فلن يُعيد من حلوةٍ جواب لمدنفٍ مُتيّمٍ.. لن يجمع الأحباب *** لن تستثيري عندهم كوامنَ الأشواق لن تبعثي أجدادَنا العشاق يا جدّةً طاهرةَ الرفات يا حيّةَ الممات.. يا مَيْتَةَ الحياة !! |
درب الحلــوة عيناك!!.. و ارتعش الضياء بسحر أجمل مقلتينْ و تلفّتَ الدربُ السعيد، مُخدّراً من سكرتين و تبرّجَ الأُفُقُ الوضيء لعيد مولد نجمتين و الطير أسكتها الذهول، و قد صدحتِ بخطوتين و الوردُ مال على الطريق يودّ تقبيل اليدين و فراشةٌ تاهت إلى خديكِ.. أحلى وردتين ثم انثنيت للنور في عينين.. لا.. في كوكبينْ و نُحَيْلةٌ همْتْ لتمتص الشذى من زهرتين رحماك!.. ردّيها.. و لا تقضي بموتي مرتين فأنا.. أنا دوّامةٌ جُنّت ببحرٍ من لُجين أصبحتُ، مذ نادى بعينيك السبيل.. كما ترين سُكْرٌ غريب الخمر.. منكِ.. اجتاحني قلباً و عين ماذا؟.. أحُلماً ما أرى.. أم واقعاً.. أم بين بين يا طلّة الأسحار قلبي ذاب في غمّازتين و ثوى هنالك ناسكاً، ما حمّلَ المعبودَ دَين يا حلوة العينين، إنكار الهوى زورٌ، و مَيْن فتشجّعي .. و بقبلةٍ صغرى أبيعك قبلتين و تشجّعي .. و الحبّ يخلقُ هيكلاً من هيكلين إن تعطِني عيناكِ ميعاداً ألمّ الفرقدين أيكون من حظي لقاءٌ يا ترى ؟ و متى ؟ و أين ؟ .. |
يوم الأحد ((إلى الجنة الحزينة.. و اللقاء الأول.. و شجرة الكرمل )) *** المواعيد سَهتْ عن موعدي فتشـرّدتُ بتيـه الأبـَدِ أنكرتْ سود الليالي أرَقي و جناح الدفء جافي مرقدي و القتينا صدفةً قِدّيسةً جمعتْ قلبين يومَ الأحدِ فغدى يوم المسيح المفتدى بدءَ تاريخي، و ذكرى مولدي *** حلوتي، يا جنّةً مخزونةً أنا من قبلُ، بها لم أنشد طائري ما كان يبني عُشّه في جِنانِ الحب لو لم توجدي فاحضنيني.. أدمعاً حائرةً أقسم الحرمان ألاّ تهتدي رُوِيتْ منها قلوبٌ جّمّةٌ و أنا.. منبعُها الثرّ.. الصدي عانقيني بهجةً ناسكةً غير أرباب الهوى لم تعبدِ و خيالاتٍ تجلّت في دُنىً لم تطُفْ أشباحها في خَلَدِ عالمٌ للروح طوّفت به شطه استعصى على كل يد أنا أهواكِ.. هوىً نيرانُه اتخذت أحطابها من جسدي طهّرتْ روحي، و مسّتْ شفتي فإذا فيها الذي لم يُعهَدِ قُبَلٌ تسألني عن شفةٍ لم تنَلْ.. كالوهم في ظنِّ الغد و حروف يسجد الوحيُ لها لسوى عاطفتي لم تسجد يا ابنة الأحلام في غيبوبتي جسّدي أحلامَ حبي.. جسّدي المواعيد التي لم نَحْيَها أمسِ.. نحياها غداً.. في موعدِ |
غوانتانامو هنا يَفسُدُ الملحُ. يأسنُ ماءُ الينابيعِ. يؤذي النسيمُ. ويُعدي الغمامُ هنا تثلجُ الشمسُ. مبخرةُ الثلجِ تُشعلُ شعرَ الحواجبِ والأنفِ. تدنو الأفاعي. وينأى الحمامُ هنا يسهرُ الموتُ في اليومِ دهراً. وروحُ الحياةِ تنامُ نهاراً ودهراً تنامُ بكاءُ الرجالِ هنا. وبكاءُ النساءِ. ليضحكَ ملءَ البكاءِ لئامٌ لئامُ هنا غوانتانامو.. وجوهٌ وما من وجوهٍ. وصوتٌ ولا صوتَ. والوقتُ لا يعرفُ الوقتَ. لا ضوءَ. لا همسَ. لا لمسَ. لا شيءَ. لا شمسَ. ليلٌ. وليلٌ يجبُّ النهارْ وقيدٌ يُسمَّى السِّوارْ وقيدٌ دماءٌ. وقيدٌ دمارْ وراءَ الجدارِ. وراءَ الحديدِ. وراء الجدارْ هنا قلقٌ لا يفيقُ. هنا أرقٌ لا ينامُ هنا غوانتانامو.. تدفُّ رفوفُ العصافيرِ رُعباً. وتخفقُ أجنحةُ الموتِ في فخِّ أسلاكِهِ الشائكهْ ويسطو طنينُ الذبابِ على ثَمَرِ الأعينِ الهالكهْ وتعلو على لهبِ الدمِّ والدّمعِ أبخرةٌ فاتكهْ ويهوي الظلامُ هنا غوانتانامو.. أتعلمُ أُمُّكَ أنّكَ تذوي حنيناً إليها؟ أتعلمُ أمّكَ يا أيّهذا الأسيرُ الغريبْ أتعلمُ أنّك تلمحُ في الموتِ كفَّ الطبيبْ أتعلمُ أمكَ أنكَ في ربقةِ الأسرِ تحلمُ حرّاً بدفءِ يديها وتبكي عليكَ. وتبكي عليها وأنّك تدعو وتدعو. وأنّ السماواتِ لا تستجيب لأنك في غوانتانامو وبعضُ الدّعاءِ مَلامُ.. تضنُّ القلوبُ بأسرارها. ويبوحُ المسدَّسُ. ما الحلُّ؟ يا جنرالَ الظلامِ . ويا سيّدَ النفطِ والحلِّ والرّبطِ . ما الحلُّ يا سيّدَ البورصةِ الخائفهْ ويا قاتلَ الوقتِ في رَحْمِ ساعاتِنا الواقفهْ إلى أين تمضي جنائزُ أحلامِك النازفهْ إلى أين يمضي السلامُ؟ إلى أين يمضي الكلامُ؟ إلى غوانتانامو.. تعيشُ اللغاتُ هنا. وتموتُ اللغاتْ على الملحِ والدمعِ والذكرياتْ وتؤوي بقايا الرفاتِ بقايا الرفاتْ وأحذيةُ الجندِ لا تستريحُ. وقبضاتُهم لا تريحُ. وما من شرائعَ. ما من وصايا. ولا دينَ. لا ربَّ. لا شرقَ. لا غربَ. ما من حدودٍ. وما من جهاتْ هنا كوكبٌ خارجَ الأرضِ. لا تُشرقُ الشمسُ فيه. وما من حياةٍ عليه. وما من حروبٍ. وليسَ عليه سلامُ هنا كوكبٌ خارجَ الجاذبيَّهْ وما من معانٍ إلهيَّةٍ تدَّعيهِ وما من رؤىً آدميَّهْ ظلامٌ ظلامٌ ظلامُ هنا.. غوانتانامو.. جناحُ الفراشةِ ينسى زهورَ الربيعِ. جناح الفراشةِ ينسى الربيعَ القديمَ الجديدَ القريبَ البعيدَ. ويسقطُ في النارِ. لا طَلْعَ. لا زرعَ. كفُّ الأسيرِ جناحُ الفراشةِ. مَن أشعَلَ النارَ في البدءِ؟ مَن أرهبَ النسمةَ الوادعَهْ ومن أرعبَ الوردةَ الطالعهْ لتسقطَ كفُّ الأسيرِ. ويسقطَ قلبُ الطليقِ. على لهبِ الفاجعَهْ ويرحلَ بالراحلينَ المقامُ إلى غوانتانامو.. كلامٌ جميلٌ عن العدلِ والظلمِ. والحربِ والسلمِ. في مجلسِ الحسنِ والصونِ والأمنِ. في كافيتيريا الرصيفِ. وفي البرلمانِ. وفي المهرجانِ. وبين القضاةِ. وفي الجامعاتِ. كلامٌ غزيرٌ. وحلوٌ مريرٌ. ومَرَّ الكرامِ يمرُّ عليه الكرامُ ويمضي الصدى. ويضيعُ الكلامُ ولا شيءَ يبقى سوى.. غوانتانامو.. ويبقى غبارٌ على صُوَرِ العائلهْ ووجهٌ يغيبُ رويداً رويداً. وتشحُب ألوانُه الحائلهْ وسيّدةٌ عُمرُها ألفُ عُمرٍ. تقاومُ قامتُها المائلهْ لترفعَ عينينِ ذابلتينِ إلى صورةِ الأُسرةِ الذابله "تُرى أين أنتَ؟" "متى ستعودُ؟" "وهل ستعودُ قُبيل رحيلي؟" "لأمِّك حقٌّ عليكَ. ترفَّقْ بأمِّك يا ابني. تعالَ قليلاً. ألستَ ترى أنّني راحلهْ؟" "تُرى أين أنتَ؟" وتجهلُ أُمُّ الأسيرِ البعيدِ مكاناً بعيداً يسمُّونَهُ غوانتانامو وتبكي.. وتبكي عليها العنادلُ. تبكي النسورُ. ويبكي اليمامُ.. هنا وطنُ الحزنِ من كلِّ جنسٍ ولونٍ. هنا وطنُ الخوفِ والخسفِ من كلِّ صنفٍ. هنا وطن السحقِ والمحقِ والموتِ كيف تشاءُ المشيئةُ موتٌ ترابٌ. وموتٌ رخامُ هنا غوانتانامو أراجيحُ ضوءٍ شحيحٍ عقاربُ ساعتِهِ المفلتهْ ورقّاصُ ساعتِهِ الميّتهْ هنا غوانتانامو يغنّي المغنّي الأسيرُ دماً. يا صديقي المغنّي لجرحِكَ إيقاعُ جرحي لصوتِكَ أوتارُ حزني لموتِكَ ما ظلَّ لي من حياتي وما ظلَّ للموتِ منّي وكلُّ زمانٍ هُلامُ وكلُّ مكانٍ هُلامُ سوى غوانتانامو.. لبرجِ المراقبةِ الجهْمِ أن يستثيرَ الرياحَ وأن يستفزَّ الجهاتْ وللحارسِ الفظّ أن يشتُمَ الأمَّهاتْ وللثكناتِ .. وللأسلحهْ ممارسةُ الحلمِ بالمذبحهْ وللزيتِ والشَّحم والفحمِ أن تتحدّى طموحَ الزهورِ وأن تتصدّى لتوقِ النباتْ وللقبضاتِ. وللأحذيهْ معاقبةُ الأغنيهْ وقمعُ الصَّلاةْ هنا ما يشاءُ النِّظامُ وفوضى تُرتِّبُ فوضى ويُسكِتُ جوعاً صِيامُ هنا غوانتانامو.. ينامون بين الأسرَّةِ والريحِ. أهدابُهم في النجومِ. وأطرافُهم في مياهِ المحيطِ. ينامونَ صفراً عُراةً وسوداً وبيضاً عراةً وسُمراً عُراةً. لحافُ السماءِ غطاءٌ ثقيلٌ. ينامون بين شفيرِ الجحيمِ وحبلِ الخلاصِ. وهل من خلاصٍ سوى ما تُتيحُ حبالَ المشانقِ؟ هل من خلاصٍ سوى ما تُتيحُ حبالُ المشانقِ؟ مَن يُصدرُ الحُكمَ يا حضراتِ القضاةِ الغزاةِ الطغاةِ؟ ينامون أسرى الحنينِ وأسرى الجنونِ. ولا نومَ . لا صحوَ. ما من أسِرَّهْ سوى شُهُبٍ من شظايا المجرَّهْ وما من لحافٍ سوى ما يُهيل القتامُ على غوانتانامو وأكفانِ حزنٍ. ونيرانِ حَسْرَهْ هنا غوانتانامو تقولُ الدساتيرُ ما لا تقولُ البنادقْ تقولُ المغاربُ ما لا تقولُ المشارقْ تقولُ الأراجيحُ ما لا تقولُ المشانقْ يقولُ الأساطينُ في فنِّ قتلِ المحبَّةِ. ما لا تقولُ أناشيدُ عاشقْ فماذا يقولُ لنا الاتهامُ؟ وماذا يقولُ لنا غوانتانامو؟ وماذا يقولُ رمادُ المحارِقِ. ماذا يقولُ رمادُ المحارقْ؟ وماذا يقولُ زجاجُ النوافذِ للشمسِ والريحِ؟ ماذا يقولُ القميصُ العتيقُ لعاصفةِ الرملِ والثلجِ؟ مِن أينَ تأتي الأفاعي إلى غُرفِ النّوم؟ ما يفعلُ الطفلُ بالقنبلهْ وكيف يردُّ الذبيحُ على الأسئلهْ وماذا تقولُ لصاعقةٍ سُنبُلهْ وماذا تقولُ الصبيّةُ بعد اقتناصِ أبيها وكيف يجيبُ الغُلامُ على غوانتانامو؟ لأنَّ دماءَ المسيحِ تسحُّ على شُرفةِ الأرضِ من شُرفةِ الآخرهْ لأنَّ دموعَ النبيّينَ تنفعُ إن لم تعُدْ تنفع الآصرهْ وتَشفع للأُممِ الصابِرهْ لأنّ الخليقةَ مؤمنَةٌ أوّلَ الأمرِ بالله. موعودةٌ آخرَ الأمرِ بالرحمةِ الغامرهْ لأنّ النفوسَ البسيطةَ طيّبةٌ غافرهْ فهل تتخلَّى السماءُ؟ وهل يستريحُ الأنامُ إلى الصمتِ والموتِ في غوانتانامو؟ لإيكاروسِ العصرِ حكمةُ ذيذالوسِ العصرِ.. o.k... فهمنا الرسالةَ. لكنَّ أجنحةَ الطائراتِ الرهيبةِ أقوى من الرّيشِ والريحِ. أسرعُ من نبضةِ القلبِ في قلعةِ البنتاغونِ القصيَّهْ ويسقطُ إيكاروسُ العصرِ. تسقطُ حكمةُ ذيذالوسِ العصرِ، بين المارينـزِ وحاملةِ الطائراتِ العصيَّهْ وتبقى التفاصيلُ. لكنْ تضيعُ القضيَّهْ ويبقى الحلالُ. ويبقى الحرامُ ويبقى النـّزيفُ على غوانتانامو.. متى تسقطُ الكأسُ من كفِّ يوضاسَ؟ أين الوصايا؟ وأين المرايا؟ أليسَ هنا أَحَدٌ؟ أين أنتم؟ وهُم؟ أين نحنُ؟ وأين قضاةُ النظامِ الجديدِ؟ ألم يفرغوا من طقوسِ العشاءِ الأخيرِ؟ ومن خطّةِ الضَّربِ والصَّلبِ؟ أين رُعاةُ الحقوقِ؟ وأينَ حُماةُ الحدودِ؟ ألم يشبعوا من طعامِ العشاءِ الأخيرِ؟ ألم يكفِهم جسدي خبزهم ودمي خمرهم؟ يتخمونَ على رسلِهم. يثملونَ على رِسلِهم. يصخبونَ. وشاهدةُ القبرِ بينهم المائدهْ ووجبتُهم جثّتي الخامدهْ هنا غوانتانامو هنا تتهاوى النواميسُ. يسقطُ سرُّ اللّغاتِ. هنا تتشظّى الجراحُ. هنا تتلظّى الرياحُ. متى تنهضُ الشمسُ من قبرِها؟ متى تُسفرُ الأرضُ عن فجرِها؟ متى تتصدَّى حياةٌ لموتٍ؟ متى تتحدّى الحروبَ السلامُ؟ كفى غوانتانامو كفى غوانتانامو كفى غوانتانامو كفى |
البيان قبل الأخير .. البيان قبل الأخير عن واقع الـحال مع الغزاة الّذين لا يقرأون ---------------- لاَ. لاَ تَعُدُّوا الْعَشَرَهْ.. يَوْمُ الْحِسَابِ فَاتَكُمْ وَبَعْثَرَتْ أَوْقَاتَكُمْ أَرْقَامُهَا الْمُبَعْثَرَهْ فَلاَ تَعُدُّوا الْعَشَرَهْ... تَدَفَّقُوا مِنْ مَجْزَرَهْ وَانْطَلِقُوا فِي مَجْزَرَه أَشْلاَءُ قَتْلاَنَا عَلَى نَهْرِ الدِّمَاءِ قَنْطَرَهْ فَلاَ تَعُدُّوا الْعَشَرَهْ.. تَزَوَّجُوا دَبَّابَةً وَأَنْجِبُوا مُحَنْزَرَهْ وَحَاوِلُوا وَعَلِّلُوا وَقَاتِلُوا وَقَتِّلُوا كُلُّ شَهِيدٍ غَيْمَةٌ تَصْعَدُ مِنْ تُرَابِنَا تَهْمِي عَلَى حِرَابِكُمْ وَمَرَّةً أُخْرَى وَرَاءَ مَرَّةٍ أُخْرَى يَعُودُ غَيْمَةً مِنْ بَابِنَا كُلُّ شَهِيدٍ غَيْمَةٌ كُلُّ وَلِيدٍ شَجَرَهْ فَلاَ تَعُدُّوا الْعَشَرَهْ.. يَا أَيُّهَا الآتُونَ مِنْ عَذَابِكُمْ عُودُوا عَلَى عَذَابِنَا عُودُوا إِلَى صَوَابِنَا أَلشَّمْسُ فِي كِتَابِنَا فَأَيُّ شَيْءٍ غَيْرَ هَذَا اللَّيْلِ فِي كِتَابُكُمْ يَا أَيُّهَا الآتُونَ مِنْ عَذَابِكُمْ لاَ. لاَ تَعُدُّا الْعَشَرَهْ وَغَازِلُوا قَاذِفَةً وَعَاشِرُوا مُدَمِّرَهْ وَأَتْقِنُوا الْمَكَائِدَ الْمُحْكَمَةَ الْمُدَبَّرَهْ خُذُوا دَمِي حِبْرًا لَكُمْ وَدَبِّجُوا قَصَائِدَ الْمَدِيحِ فِي الْمَذَابِحِ الْمُظَفَّرَهْ وَسَمِّمُوا السَّنَابِلْ وَهَدِّمُوا الْمَنَازِلْ وَأَطْلِقُوا النَّارَ عَلَى فَرَاشَةِ السَّلاَمْ وَكَسِّرُوا الْعِظَامْ لاَ بَأْسَ لَوْ تَصِيرُ مَزْهَرِيَّةً عِظَامُنَا الْمُكَسَّرَهْ لاَ. لاَ تَعُدُّوا الْعَشَرَهْ مَنْ أَوْصَدَ السِّحْرَ عَلَى قُلُوبِكُمْ؟ مَنْ كَدَّسَ الأَلْغَازَ فِي دُرُوبِكُمْ؟ مَنْ أَرْشَدَ النَّصْلَ إِلَى دِمَائِنَا؟ مَنْ دَلَّ أَشْبَاحَ الأَسَاطِيرِ عَلَى أَسْمَائِنَا؟ مَنْ أَشْعَلَ الْفَتِيل؟ مَنْ لاَطَمَ الْقَتِيلَ بِالْقَتِيلْ؟ لاَ تَسْأَلُوا لاَ تَقْبَلُوا لاَ تَعْبَأُوا بِالدَّمْعَةِ الْمُفَكِّرَهْ وَلاَ تَعُدُّوا الْعَشَرَهْ.. مِنْ هَهُنَا كَرَّتْ جُيُوشٌ مِثْلَكُمْ وَهَهُنَا فَرَّتْ جُيُوشٌ قَبْلَكُمْ فَاقْتَحِمُوا وَالْتَحِمُوا وَأَخْطِئُوا وَاتَّهِمُوا مَا دَامَ فِي الدُّنْيَا لَكُمْ قَاضٍ، بِمَا تَرَوْنَهُ حَقًّا وَعَدْلاً يَحْكُمُ وَنَحْنُ لَسْنَا غَيْرَ اُسْطُوَانَةٍ مُكَرَّرَهْ أَقْوَالُنَا. فِي عُرْفِكُمْ. مُزَوَّرَهْ كُوشَانُنَا، شُهُودُنَا، عُقُودُنَا مُزَوَّرَهْ وَجَدُّنَا مُزَوَّرٌ وَأُمُّنَا مُزَوَّرَهْ وَلَحْمُنَا وَدَمُّنَا شَهَادَةٌ مُزَوَّرَهْ لاَ.. لاَ تَعُدُّوا الْعَشَرَهْ... جِئْتُمْ إِذَنْ، فَلْيَخْرُجِ الْقَتْلَى إِلَى الشَّوَارِعْ وَلْيَخْرُجِ الآبَاءُ وَالأَبْنَاءُ.. لِلشَّوَارِعْ وَلْتَخْرُجِ الأَقْلاَمُ وَالدَّفَاتِرُ الْبَيْضَاءُ وَالأَصَابِعْوَلْتَخْرُجِ الْمَكَاحِلْ وَخُصَلُ النَّعْنَاعِ وَالْجَدَائِلْ وَلْتَخْرُجِ الأَفْكَارُ وَالأَشْعَارُ وَالآرَاءُ وَالْفَصَائِلْ وَلْيَخْرُجِ الْمُنَظِّرُ الْمُبَشِّرُ الْمُقَاتِلْ وَلْتَخْرُجِ الأَحْلاَمُ مِنْ كَابُوسِهَا وَلْتَخْرُجِ الأَلْفَاظُ مِنْ قَامُوسِهَا وَلْتَخْرُجِ الْبُيُوتُ وَالْوَرْشَاتُ والْمَزَارعْ وَلْتَخْرُجِ الْمِحْنَةُ وَاللَّعْنَةُ لِلشَّوَارِعْ وَلْتَخْرُجِ النَّكْبَةُ وَالنَّكْسَةُ لِلشَّوَارِعْ وَلْيَخْرُجِ الدَّجَاجُ وَالسِّيَاجُ لِلشَّوَارِعْ وَلْتَخْرُجِ الْبُطُونُ وَالأَفْخَاذُ وَالأَحْلاَفُ وَالأَحْزَابْ وَلْتَخْرُجِ الأَدْيَانُ وَالشَّرَائِعْ وَلْتَخْرُجِ الأَشْيَاءُ وَالأَسْمَاءُ وَالأَلْقَابْ وَلْيَخْرُجِ الْحُبُّ عَلَى أَجْنِحَةِ الضَّغِينَهْ أَبْيَضَ فِي أَزِقَّةِ الْمُخَيَّمْ أَسْوَدَ فِي كُوفِيَّةِ الْمُلَثَّمْ أَخْضَرَ فِي حَارَاتِنَا الْحَزِينَهْ أَحْمَرَ فِي انْتِفَاضَةِ الْقَرْيَةِ وَالْمَدِينَهْ وَلْتَخْرُجِ الأُهْزُوجَةُ الشَّعْبِيَّهْ وَلْتَخْرُجِ الْقَضِيَّهْ... حِئْتُمْ إِذَنْ فَلْتَخْرُجِ السَّاحَاتُ وَالشَّوَارِعْ فَيْضًا مِنَ النُّورِ عَلَى الْعَتْمَةِ فِي السَّاحَاتِ وَالشَّوَارِعْ سَدًّا مِنَ اللَّحْمِ عَلَى مَدٍّ مِنَ الْفُولاَذِ وَالْمَطَامِعْ أَلْكُلُّ.. لِلسَّاحَاتِ وَالشَّوَارِعْ وَالْكُلُّ.. فِي السَّاحَاتِ وَالشَّوَارِعْ وَلْتُدْرِكِ الْمَصَارِعُ الْمَصَارِعْ وَلاَ تَعُدُّوا الْعَشَرَهْ لاَ. لاَ تَعُدُّوا الْعَشَرَهْ... جِئْتُمْ إِذَنْ فَلْيَأْخُذِ الْفُولاَذُ مَا يَشَاءْ وَلْتَأْخُذِ الْهِرَاوَةُ الْحَمْقَاءْ وَلْيَأْخُذِ الْمَطَّاطُ وَالرَّصَاصْ وَلْتَأْخُذِ الأَسْلاَكُ وَالْغَازَاتُ مَا تَشَاءْ أبْرَقَتِ الْكَآبَهْ فِي أُفُقِ الْكَوَارِثِ الصَّمَّاءْ وَأَرْعَدَتْ إِرَادَةُ الْخَلاَصْ فَلْتَخْتَصِرْ تَارِيخَهَا السَّحَابَهْ وَلْتُمْطِرِ الدِّمَاءْ وَلْتُمْطِرِ الدِّمَاءْ وَلْتُزْهِرِ السُّفُوحُ وَالسُّهُولُ وَالْوِدْيَانْ قَتْلَى وَزَيْتُونًا وَزَعْفَرَانْ وَلْتَقْدَحِ الشَّرَارَهْ بِحِكْمَةِ الْحِجَارَهْ وَلْيَخْتَرِعْ إِنْسَانَهُ الإِنْسَانْ فَلاَ تَعُدُّا الْعَشَرَهْ وَلاَ نَعُدُّ الْعَشَرَهْ تَرَاجَعَ الصِّفْرُ إِلَى الصِّفْرِ انْطَلِقْ مِنْ قُمْقُمِ الْمَوْتِ إِلَى سَمَائِكَ الْمُحَرَّرَهْ وَأَرْضِكَ الْمُحَرَّرَهْ عِمْلاَقُنَا مِقْلاَعُنَا مِقْلاَعُنَا عِمْلاَقُنَا وَلاَ تَعُدَّ الْعَشَرَهْ لاَ لاَ تَعُدَّ الْعَشَرَهْ!! |
مزامير ..!
مزمور الجنرالات اسمعوا يا آل إسرائيل صوت الأنبياء واسمعوا يا آل هارون النداء نصدر الأمر لكل الملحدين الأشقياء ولكل الطيبين الأتقياء : اعبدوا أصنام واشنطن ، قوموا واعبدوها : خالطوا أوثان بون القاتلة واجعلوا أبناءكم قربان آي . بي . سي. وفي القلب احفظوها باسمها . . دكوا البيوت الآهلة وأريقوا تحت رجليها الدماء وعلى أقدام كنعان اسجدوا ، يا آل يا هودا، ولا بأس إذا صارت مغانيكم ، صحاري قاحلة ! هللويا . . هللويا ! مزمور بقايا الفلسطينيين من هنا من مطهر الأحزان في ليل الجريمة . أيها العالم ، تدعوك العصافير اليتيمة . من هنا من غزة الموت، زمن جينين ، والقدس القديمة ... أيها العالم ندعوك فرد الغاز ، والنابالم ، والأيدي الأثيمة ! هللويا .. ذات يوم كان في غزة صبر وحنين وفلول من أناس طيبين ذات يوم ، كان موال حزين يشعل النكبة في كل خيام اللاجئين ذات يوم ، كان في القدس صغار ينشدون : راجعون .. راجعون .. راجعون ! هللويا كان في القرميد أعشاش ، وفي الأفق سنونو كان في المنفى قلوب وعيون تحت لفح الشمس .. تحت الريح .. كانت تتمنى ، "يا إله المجد ! جُربنا طويلا .. فأعِدنا .." هللويا .. هللويا كان يا ما كان ، وانقضت نسور معدنية لم تكن حاملة من آل صهيون – إلى صهيون- أفواج البقية . لم تكن حاملة لحائط المبكى .. مزامير تقيه . يا إله المجد .. ماذا حملت . ؟ نارا .. وغازا .. ودخانا ومجاعات .. وصلبانا .. ويتما .. وهوانا ! ! يا إله المجد فاسمع صوت شعب – يتفجع يا إله المجد .. يكفيننا قرونا ما حملنا نحن جربنا طويلا .. –كيف لا تقنع ؟ – جُربنا طويلا .. فأعِدنا .. هللويا .. هللويا .. هللويا.. مزمور أطفال العالم يا إله الانتقام ! يا إله الانتقام اظهر .. ورد الخيلاء ! رد من يذبح في القدس اليتامى والثكالى والايامي .. رد من يظلم ميراثك من يصلب في القدس سلاما كيف لا يسمع من كوّن سمعا للبشر؟ كيف لا يبصر ، من سَوى البصر يا إله الانتقام هللويا شق للفاسق حفره رد للماكر مكره ! مزمور أحفاد أشعياء نحن أحفاد إشعياء، نناديه، ننادي وجهه السمح الهلامي ، الذي يرتج ، من خلف الدموع القانيه ! نحن أحفاد إشعياء نناديه .. غضابا مجهشين : يا إشعياء الذي أغفى قرونا وقرون ! كيف صارت هذه القرية .. صارت زانية ؟! زغلا فضتها صارت ، على أيدي الطغاة الأغبياء كيف يقضون بعسف لليتيم ؟ كيف لا تبلغهم دعوى الأرامل ؟ يا أشعياء المناضل هللويا ...... رسل السلم هنا يبكون حقدا ومرارة بعد أن حز رؤوس الآمنين أدعياء الحق .. أعداء الحضارة . يا أشعياء الحزين . فانهض اليوم في قرية تهوي على سفح المهالك : "بعد سبعين ، رعاك الله يا هذي، "فلم عدت إلى الأجرة، "تزنين مع التجار ، من كل الممالك ؟ أنهض اليوم ، وصح في تل أبيب: "ألف ويل للذي لا يطلب الرب "ويمضي نحو مصر "حاملا للشرق أعواد الصليب. يا إشعياء الحبيب . ذاك وحي جاء من تيماء ، من أرض العرب : احملوا الماء ولاقوا اللاجئين أيها الناس : ووافوا الهارب الجائع أياما بخبزه .. ضمدوا للمرة الأخرى جراح النازحين من أمام السيف ولو هاربين ومن القوس الذي شدته للحرب أكف المجرمين يا أشعياء الشجاع إنهض اليوم لكي يلعب أطفال فلسطين ولا يخشون أنياب الصلال ولكي يأمن حملان ، بآجام السباع ....... هللويا .. ثم يقضي في الأمم دون أن يزهق حق دون أن يكتم فم ........ يا أشعياء المناضل . ثم تغدو سككا كل السيوف ورماح القوم تنصب مناجل ثم لا ترفع سيفا أمة كما تقاتل . وصغار القوم لا يدرون ما الحرب وما سفك الدماء وسيحلو ليهودا وفلسطين الغناء : هللويا .. هللويا .. يا إله المجد حارنا طويلا وذُبحنا .. وذَبحنا وسفحنا دمنا ، دهرا ، سفحنا يا إله المجد . جُربنا طويلا .. واسترحنا ... هللويا .. هللويا .. هللويا .. |
الساعة الآن 03:15 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |