منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   المكتبة العامة (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=239)
-   -   حـكايـات عـربـيـة (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=17740)

صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 05:02 AM

تقرأ شيئًا من القرآن؟
قدّم رجل ابنًا له إلى القاضي فقال:‏ ‏ أصلح الله القاضي، إن هذا ابني يشرب الخمر ولا يصلي. فقال له القاضي: ‏ ‏ ما تقول يا غلام فيما حكاه أبوك عنك؟ ‏ ‏ قال: يقول غير الصحيح. إني أصلي ولا أشرب الخمر. ‏ ‏ فقال أبوه: ‏ ‏ أصلح الله القاضي، أتكون صلاة بلا تلاوة؟ ‏ ‏ فقال القاضي: ‏ ‏ يا غلام، تقرأ شيئًا من القرآن؟ ‏ ‏ قال: نعم، وأجيد القراءة. ‏ ‏ قال: اقرأ! ‏ ‏ فقال: بسم الله الرحمن الرحيم، ‏ ‏ علق القلبُ ربابًا بعدما شابت وشابا ‏ ‏ إنّ دين الله حق لا أرى فيه ارتيابا!‏ ‏ قال أبوه:‏ ‏ والله أيها القاضي ما تعلم هاتين الآيتين إلا البارحة، لأنه سرق مصحفًا من بعض جيراننا!‏ ‏ فقال القاضي: قبّحكما الله! تقرآن كتاب الله ولا تعملان به! ‏ ‏
من كتاب"المستطرف" للإبشيهي. ‏


صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 05:02 AM

تقشـــف
عندما زار أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه مدينة حمص بالشام، جاءه أهلها يشكون واليهم، سعيد بن عامر وعابوا عليه أربع خصال، لا يخرج إليهم حتى يتعالى النهار، ولا يجيب أحداً بليل، ويعتزل الناس يوماً في الشهر، ويأتيه إغماء بين حين وحين:‏ ‏ ويسأله عن ذلك، فيعلم أنه يعجن كل صباح خبزه، ويخبزه بنفسه، ثم يخرج، وأنه جعل نهاره للناس، وليله لله، يعبده فيه، وأنه يغسل ثيابه مرة في الشهر، وينتظر حتى تجف، وأما عن الإغماء فقد قال سعيد:‏ ‏ كنت مشركاً، وشهدت مصرع حبيب الأنصاري بمكة، وقد بضعت (قطعت) قريش لحمه، ثم حملوه على جذع، وقالوا له أتحبُّ أن يكون محمد مكانك، فقال:‏ ‏ والله ما أحب أن أكون معافى في نفسي وأهلي وولدي، وأن محمداً شـِيك بشوكة، ثم نادى يا محمد، فما ذكرت ذلك اليوم، وتركي نصرة حبيب، وأنا مشرك لا أومن بالله العظيم، إلا ظننت أن الله عز وجل لا يغفر لي ابداً، فيصيبني ما يصيبني يا أمير المؤمنين.‏ ‏ وأمر عمر رضي الله عنه، أهل حمص يوماً أن يسجلوا له فقراءهم، فلما اطلع على القائمة، قرأ في رأسها (سعيد بن عامر)، فقال:‏ ‏ من سعيد بن عامر؟ قالوا هو أميرنا يا أمير المؤمنين، قال عمر، وأميركم فقير، وأين إذن عطاؤه؟ قالوا:‏ ‏ إنه لا يستبقي منه شيئاً، فأرسل إليه عمر ألف دينار، فلما نظر سعيد إلى تلك الدنانير جعل يقول:‏ ‏ (إنا لله وإنا إليه راجعون) فقيل له:‏ ‏ ما شأنك؟ أأصيب أمير المؤمنين، قال:‏ ‏ أعظم، قيل:‏ ‏ أفظهرت آية، قال:‏ ‏ أعظم من ذلك، الدنيا أتتني، الفتنة أتتني، فقيل له لا عليك، وزع الدنانير على فقراء المسلمين، ففرقها سعيد على جيوش المسلمين. ‏

صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 05:03 AM

تقلـّب الدنـيا
من أعجب ما يُؤرّخ من تقلـّبات الدنيا بأهلها ما حكاه محمد بن غسـّان الهاشمي، قال:‏ ‏ دخلتُ على والدتي في يوم عيد، فوجدتُ عندها امرأة في ثياب رثـّة. فقالت لي والدتي:‏ ‏ أتعرف هذه؟‏ ‏ قلت: لا.‏ ‏ قالت:‏ ‏ هذه أمّ جفعر البرمكي رحمه الله.‏ ‏ فأقبلتُ عليها بوجهي وأكرمتها، وتحادثنا زمانا، ثم قلت:‏ ‏ يا أُمـّه، ما أعجب ما رأيتِ؟‏ ‏ فقالت:‏ ‏ أتي عليّ يا بنيّ عيدٌ مثل هذا وعلى رأسي أربعمائة وصيفة، وإني لأعدُّ ابني عاقـّا لي. ولقد أتى عليّ يا بنيّ هذا العيد وما مُناي إلا جـِلـْدا شاتين، أفترش أحدَهما وألتحفُ الآخر.‏ ‏ فدفعـَتُ إليها خمسمائة درهم، فكادت تموت فرحـًا بها. ‏
من كتاب "وفيات الأعيان" لابن خلـّكان. ‏


صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 05:03 AM

تقـويم الكـلام
‏ كان بسجستان شيخ يتعاطى النّحو. فقال يومًا لابنه: ‏ ‏ إذا أردت أن تتكلم بشيء فاعرضه على عقلك، وفكّر فيه بجهدك حتى تقوّمه، ثم أخرج الكلمة مقوّمة. ‏ ‏ فبينما هما جالسان في بعض الأيام في الشتاء، والنار تتـّقد، وقعت شرارة في جُبـَّة خزّ كانت على الأب، وهو غافل والابن يراه. ‏ ‏ فسكت الابن ساعة يفكـِّر ثم قال: ‏ ‏ يا أبت، أريد أن أقول شيئًا، فتأذن لي فيه؟ ‏ ‏ قال أبوه: ‏ ‏ إنْ حقـّا فتكلم. ‏ ‏ قال: أراه حقـّا. ‏ ‏ فقال: قل. ‏ ‏ قال: إني أرى شيئًا أحمر. ‏ ‏ قال: وما هو؟ ‏ ‏ قال: شرارة وقعت في جُبـَّتك. ‏ ‏ فنظر الأب إلى جُبـَّته وقد احترق منها قطعة. فقال للابن: ‏ ‏ لِمَ لَمْ تُعْلِمْني سريعًا؟ ‏ ‏ قال: ‏ ‏ فكرت فيه كما أمرتني، ثم قـوَّمت الكلام وتكلمت فيه. ‏ ‏ فحلف أبوه بالطلاق أن لا يتكلم بالنحو أبدًا. ‏
من كتاب "أخبار الحمقى والمغفلين" لابن الجوزي.


صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 05:03 AM

تكذيب الناس لابن بطّوطة
‏ لا تنكرنّ ما ليس بمعهود عندك ولا في عصرك شيء من أمثاله. فكثير من الخواص إذا سمعوا الأخبار الغريبة عن الدول السالفة بادر بالإنكار، وليس ذلك من الصواب؛ فإن أحوال الوجود والعمران متفاوتة، ومن أدرك منها رتبة سفلى أو وسطى فلا يحصـُر المداركَ كلـَّها فيها. ‏ ‏ واعتبر ذلك بما نقصـّه عليك من هذه الحكاية المستظرفة: ‏ ‏ ورد بالمغرب في عهد السلطان أبي عنان رجل يـُعرف بابن بطوطة كان رحل منذ عشرين سنة قبلها إلى المشرق، وتقلـّب في بلاد العراق واليمن والهند، ودخل مدينة دهلي حاضرة ملك الهند، واتصل بملكها، وكان له منه مكان، واستعمله في أمر القضاء بمذهب المالكية. ثم انقلب إلى المغرب، واتصل بالسلطان أبي عنان. وكان يحدّث عن شأن رحلته، وما رأى من العجائب بممالك الأرض. وأكثر ما كان يحدّث عن دولة صاحب الهند، ويأتي من أحواله بما يستغربه السامعون. فتناجى الناس بتكذيبه. ‏ ‏ ولقيتُ أيامئذٍ وزيرَ السلطان. ففاوضته في هذا الشأن، وأريتـُه إنكارَ أخبار ذلك الرجل لما استفاض في الناس من تكذيبه، فقال لي الوزير: ‏ ‏ إيـّاك أن تستنكر مثلَ هذا من أحوال الدول بما أنك لم تره، فتكون كابن الوزير الناشئ في السجن: وذلك أن وزيرًا اعتقله سلطانـُه، ومكث في السجن سنين رَبـِيَ فيها ابنه في ذلك المحبس. فلما أدرك وعقل، سأل عن اللحم الذي كان يتغذى به، فقال أبوه: هذا لحم الغنم. فقال: وما الغنم يا أبتِ؟ تراها مثل الفأر؟! إذ لم يعاين في محبسه من الحيوانات إلا الفأر، فحسبها كلها أبناء جنس الفأر! ‏ ‏ وهذا كثيرًا ما يعتري الناس في الأخبار كما يعتريهم الوسواس في الزيادة عن قصد الإغراب. فليكن الإنسان مهيمنـًا على نفسه، ومميزًا بين طبيعة الممكن والممتنع بصريح عقله، ومستقيم فطرته. فما دخل في نطاق الإمكان قـَبـِلـَه، وما خرج عنه رفضه. ‏
من كتاب "مقدمة ابن خلدون".


صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 05:04 AM

تلطـف فـي الإرشـاد
‏ دخل الحسن والحسين رضي الله عنهما المسجد على رجل مـُسـِنّ، فوجداه يصلي، ولكنه لا يجيد الصلاة:‏ ‏ فأرادا نصحه، وكيف وهو شيخ كبير؟‏ ‏ فما كان منهما إلا أن تنازعا على من يتقن الوضوء، الحسن أم الحسين؟ ثم على من يؤدي الصلاة أقوَم، هذا يقول أنا، وذاك يقول أنا، واحتكما إلى الشيخ، فرأى وضوءهما وصلاتهما، فرجع إلى نفسه وقال لهما:‏ ‏ أي وربي، لقد أحسنتما ولم يسيء إلا أنا.‏ ‏ وفي هذا المعنى يقول الإمام الشافعي: ‏ تعهـدنـي بنصحـك فـي انفـرادي وجـنبِّني النصيحـة فـي الجماعة فــإن النصـح بيـن النـاس نـوع مـن التوبيخ لا أرضى استماعه

صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 05:04 AM

تواضــع
قال الحسن بن الربيع:‏ ‏ خرج فارس من المسلمين ملثم فقتل فارساً من العدو كان قد نال من المسلمين، فكبر له المسلمون وعاد فدخل في غمار الناس ولم يعرفه أحد، فتتبعته حتى سألته بالله أن يرفع لثامه فعرفته وقلت:‏ ‏ أخفيت نفسك مع هذا الفتح العظيم، الذي يسره الله على يدك فقال:‏ ‏ الذي فعلت له لا يخفى عليه شخصي. ‏

صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 05:08 AM

توجيـه للمعلــم
قال عمر بن عتبة لمعلم ولده:‏ ‏ ليكن أول إصلاحك لولدي إصلاحك لنفسك، فإن عيونهم معقودة بعينك، فالحسن عندهم ما صنعت، والقبيح عندهم ما تركت، علـّمهم كتاب الله ولا تملهم فيه فيتركوه ولا تتركهم منه فيهجروه.‏ ‏ روِّهم من الحديث أشرفه، ومن الشعر أعفه، ولا تنقلهم من علم إلى علم حتى يـُحكموه فإن ازدحام الكلام في القلب مشغلة للفهم، وعلمهم سنن الحكماء، وجنبهم محادثة النساء، ولا تتكل على عذر مني لك، فقد اتكلت على كفاية منك، قال الشاعر: وإن مــن أدبتـــه فــي الصبــا كالعودِ يُسقى الماء في غرسه حـتـى تــــراه مورقـاً نـاضــراً بعـد الـذي أبصـرت مـن يبسـه مـا تبلــغ الأعـداء مـن جاهـل مـا يبلــغ الجـاهـل مـن نفسـه

صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 05:08 AM

ثقـل الولايــة
‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:‏ ‏ يؤتى بالولاة يوم القيامة، فيقول الله عز وجل: أنتم كنتم دعاة خليقتي، وخزنة ملكي في أرضي. ثم يقول لأحدهم: لِمَ ضربت عبادي فوق الحد الذي أمرت به؟‏ ‏ فيقول: يا رب لأنهم عصوك وخالفوك. ثم يقول لأحدهم: لم عاقبت عبادي أقل من الحد الذي أمرت به؟‏ ‏ فيقول: يا رب إني رحمتهم، فيقول تعالى: كيف تكون أرحم مني؟‏ ‏ خذوا الذي زاد والذي نقص، واحشوا بهما زوايا جهنم. ‏

صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 05:09 AM

ثـلاث خصـال
يُحكى عن بعض قدماء الملوك أنه كان إذا أراد محاربة ملك، وجّه إلى مملكته عيوناً يبحثون عن أخباره وأخبار رعيته قبل أن يُقدِمَ على محاربته، ويأمر هؤلاء الجواسيس بالبحث عن ثلاث خصال من أمره، وهي: ‏ ‏ أن ينظروا فيما يُرفع إلى هذا الملك من أخبار رعيته، هل هي على حقيقتها، أو أن أصحابه ووزراءه يخدعونه ويكذبون عليه فيها؛ أن يبحثوا عن الغِنى والجاه في أي صنف من الناس هما: في أهل الشرف والعقل، أم في الأنذال؛ أن يبحثوا في أمر المشاورة: هل يستعملها في أموره، أم يمضي الأمور على هواه.‏ ‏ فإن قالوا له عند رجوعهم إن الأمور والأخبار تُرفع إليه على حقيقتها، وأن الغِنى والجاه لدى أهل الشرف والعقل، وأنه يستعمل المشاورة، كفّ الملك عن محاربته والطمع في مملكته. ‏
من كتاب "الحكمة الخالدة" لمسكويه. ‏



الساعة الآن 04:17 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى