منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   واحة الأدب والشعر العربي (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=199)
-   -   شعراء من فلسطين (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=26512)

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 06:14 AM

فاروق مواسي

ولد الأديب فاروق ابراهيم مواسي في باقة الغربية ـ فلسطين عام في العاشر من نوفمبر ـ تشرين أول ـ 1941م لوالدين من عائلة رقيقة الحال.وقد حفظ فاروق منذ يفاعته الكثير من سورالقرانية والتراتيل الدينية.
في سنة 1957 اغلقت المدرسة الثانوية في باقة الغربية أبوابها، فالتحق فاروق بمدرسة الطيبة الثانوية، حيث أنهى دراسته الثانوية هناك سنة 1959 ، وما لبث أن عمل في الصحافة المحلية، ، وعلى أثر ذلك عين معلمًا شباط 1961، وظل في سلك التعليم في المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية في المدارس المختلفة ، حتى أحيل على التقاعد بدءًا من أيلول 1996، ولكنه لا زال يعمل محاضرًا في كلية ( القاسمي ) في باقة الغربية ، وحصل مؤخرًا على لقب " محاضر كبير " (وهو رئيس مركز اللغة العربية فيها ، وعميد شؤون الطلبة بدءًا من سنة 2002 )، كما يحاضر في الكلية العربية في حيفا ( بدءًا من سنة 1998) ، وكان قد عمل مرشدًا لكتابة الأبحاث لطلاب المدارس الثانوية العربية (1995/1994)، وعين عضوًا في لجنة إعداد منهاج قواعد اللغة العربية في جامعة حيفا (بدءًا من سنة 1984) وعضوًا في لجنة منهاج خاص لتعليم اللغة العربية والتراث للمدارس العربية ، وعضوًا في اللجنة العليا لشؤون اللغة العربية، وهو عضو مؤسس في مجمع اللغة العربية.
http://www.drmosad.com/index252.files/image002.gif وكان عضوًا في المجلس الشعبي للثقافة والفنون ، وعضًوا في دائرة الأدب ( الممثل العربي في المجلس الشعبي) وكان كذلك عضوًا في القسم العربي لمجلس الثقافة، وعضوًا في مجلس الكتاب بدءًا من سنة 1992 وحتى سنة 2000.
http://www.drmosad.com/index252.files/image002.gif وقد شغل مواسي منصب رئيس رابطة الكتاب العرب ضمن اتحاد رابطات الكتاب في البلاد( 1995-1982)، وكان الممثل العربي الوحيد في الإدارة العامة. وعند تأسيس ( اتحاد الكتاب العرب) شغل فاروق نائب الرئيس فيه (1980-1993 )،. ويشغل بدءًا من سنة 2003 منصب نائب رئيس نقابة الكتاب على اختلاف لغاتهم .
http://www.drmosad.com/index252.files/image002.gif أما في مجال التحرير، فقد اختير ليكون رئيس تحرير مجلة "مشاوير"- مجلة رابطة الكتاب العرب- (1978-1980)، وكان عضوًا في هيئة تحرير مجلة " الجديد" (1993-1990)، وعضوًا في مجلس تحرير مجلة (48 ) ، وهو أحد أعضاء أسرة التحرير في مجلة " مواقف " .
http://www.drmosad.com/index252.files/image002.gif وقد شارك مواسي في مهرجانات ثقافية عربية في داخل البلاد وخارجها، ونشط قلمه في الصحافة المحلية والصحافة في الخارج، وذلك بتقديم مقالات أدبية وسياسية واجتماعية.
http://www.drmosad.com/index252.files/image002.gif وكان لمواسي نشاطات سياسية في حلقات عربية يهودية كثيرة، فكان من مؤسسي الحركة التقدمية للسلام، وعين قبيل استقالته منها عضوًا في اللجنة المركزية للحركة، وهذه هي المرة الوحيدة التي انضوى فيها مواسي تحت لواء حزب بصورة رسمية.
أما التحصيل الأكاديمي فقد بدأه في جامعة بار إيلان، حيث درس سنة 1970 موضوعي اللغة العربية والتربية. وفي سنة 1973 واصل دراسته للحصول على الماجستير في الأدب العربي. فتم له ذلك سنة 1976 الرسالة كانت "لغة الشعر عند بدر شاكر السياب وصلتها بلغة المصادر القديمة" ، وفي أثناء ذلك حصل على شهادة التدريس للغة العربية.
http://www.drmosad.com/index252.files/image002.gif والتحق مواسي بجامعة تل أبيب ليقدم اطروحة الدكتوراة فيها بعنوان " أشعار الديوانيين: العقاد والمازني وشكري" بإشراف: الأستاذ ماتي بيلد.
http://www.drmosad.com/index252.files/image002.gif وقد ترجمت أشعاره إلى لغات كثيرة وابرز ما صدر منها " الأحزان التي لم تفهم " بالعبرية. وفاز مواسي بجائزة التفرغ للإبداع من وزارة الثقافة سنة 1989، كما حصل على جائزة توفيق زياد للعام 2001، وعرف عن مواسي نشاطه الجمّ في تقديم المحاضرات الكثيرة في المدارس الثانوية والجامعات ودورات الاستكمال للمعلمين وفي المراكز التربوية المختلفة . كما عرفت عنه الفعاليات الكثيرة في سنة اللغة العربية (1991)… وجدير بالذكر أن مواسي كان قد فاز في مسابقة القرآن، وحصل على لقب "حافظ القرآن" سنة 1967.
http://www.drmosad.com/index252.files/image002.gif كما عرف عن مواسي دعمه للأدباء الشبان، فأسس لهم " الورشة الأدبية" بدءًا من سنة 1980 وحتى سنة 1995.
http://www.drmosad.com/index252.files/image002.gif ويعتز مواسي كثيرًا بمكتبته الضخمة المرتبة التي تسعف الكثيرين من طلاب الدراسات العليا.. وله مراسلات مع كبار الأدباء والمبدعين تدل على اتساع معرفته وشموليتها.
الإصدارات
الشعر:
في انتظار القطار، جمعية عمال المطابع، نابلس-1971.
غداة العناق، المطبعة الأهلية، طولكرم-1974.
يا وطني، مكتبة الشعب، كفر قاسم-1977.
اعتناق الحياة والممات، منشورات الأسوار، عكا-1979.
إلى الآفاق (شعر للطلاب) الأسوار، عكا-1979.
الأعمال الشعرية الكاملة (المجلد الأول) وتضم المجموعات الخمس اأولى وكذلك مجموعة من شذور التعب، القدس-1987.
الخروج من النهر، دار الشفق، كفر قرع-1989.
قبلة بعد الفراق، مطبعة الرسالة، القدس-1993
ما قبل البعد، مطبعة الرسالة، القدس-1993.
لما فقدت معناها الأسماء، دار الفاروق، نابلس-1996.
خاطرتي والضوء (نبضات) بيت الكاتب، الناصرة-1998.
الأحزان التي لم تفهم ( بالعبرية) دار الشفق، كفر قرع-1999.
أغاريد واناشيد ( اشعار للصغار) مركز أدب الأطفال، الناصرة-2001.
في الدراسات والنقد
عرض ونقد في الشعر المحلي، القدس-1976.
صلاح عبد الصبور شاعرا مجددًا،جامعة حيفا-1979.
الرؤيا والإشعاع، دراسات في الشعر الفلسطيني، القدس-1984.
الجََنى في الشعر الحديث، ( 3 طبعات) القدس-1986.
الجنى في النثر الحديث ( 3 طبعات ) القدس-1986 .
أدبيات ( مواقف نقدية ) ، القدس-1991 .
دراسات وأبحاث في الأدب العربي الحديث ، دار آسيا ، دالية الكرمل-1992 .
لغة الشعر عند بدر شاكر السياب ، مطبعة الرسالة ، القدس-1993 .
أشعار الديوانيين ، إصدار دائرة الثقافة العربية ، الناصرة-1995 .
قصيدة وشاعر ، دار الفاروق ، نابلس-1996 .
القدس في الشعر الفلسطيني الحديث ، إصدار مجلة مواقف ، الناصرة-1996 .
هدي النجمة ، دائرة الثقافة العربية ، الناصرة-2001 .
في القصة القصيرة
أمام المرآة ، منشورات البيادر، القدس-1985 .
أمام المرآة وقصص أخرى ، دار الفاروق ، نابلس-1995 .
في النقد الاجتماعي
أستاذ قد الدنيا ، مكتبة الشعب ، كفر قاسم - 1979 .
حديث ذو شجون ( مقالات اجتأدبية ) الناصرة-1994.
في النحو والصرف
http://www.drmosad.com/index252.files/image002.gif الجديد في قواعد اللغة العربية ( 4 كتب معدة للطلا ب الثانويين ) بالاشتراك مع د. فهد أبو خضرة والأستاذ إلياس عطا الله، صدرت في طبعات مختلفة وفي سنوات مختلفة.
http://www.drmosad.com/index252.files/image002.gif دروس في النحو والصرف ( لطلاب كلية الشريعة في باقة) ، باقة – 1990 .–1994.
http://www.drmosad.com/index252.files/image002.gif دروس تطبيقية في النحو والإعراب، طولكرم-1995. – المرشد في تدريس قواعد اللغة العربية للمرحلتين الإعدادية والثانوية ، ( بالاشتراك مع مؤلفين آخرين ) ، وزارة المعارف ، القدس – 2002 .
في التعبير
http://www.drmosad.com/index252.files/image002.gif فصول في تدريس اللغة العربية والتعبير ( لمعلمي وطلاب المعاهد الأكاديمية ) بالاشتراك مع د. نمر إسمير و د. سليمان جبران، معهد موفيت-1999.
ملاحظات نقدية
http://www.drmosad.com/index252.files/image002.gif مداعبة / معاتبة بقلم "أحمد منير" = فاروق مواسي ( جمع وإعداد محمود مرعي -2001.)
سيرة ذاتية :
http://www.drmosad.com/index252.files/image002.gif أقواس من سيرتي الذاتية ، دار الهدى ، كفر قرع - 2002 .
مقدمات لمجموعات شعرية
" سوزان شاعرة الوجدان "- مقدمة ديوان سوزان دبيني. " عندما تضمني إليك" دائرة الثقافة، الناصرة-1994.
مقدمة أو تذييل لديوان " الشاعرة الصغيرة" تضاريس الجنون-1991.
" قصائدنا مهمورة بالدم" تقديم ديوان الشهيد، كفر قاسم-2001.
مقدمة " نص المرايا مرايا النص"- لكتاب النص المجاور ومرايا الناس، لعلا عيسى، كفر قاسم-2001.
قراءة في ديوان، أحلام مؤجلة، لعائدة خطيب، دائرة الثقافة، الناصرة-2001.
" وشمها على جدار الزمن" مقدمة ديوان منى ظاهر، دائرة الثقافة-2001.
تذييل لديوان موسى حلف، معزوفة الطائر الفضي، معليا-1999.
مقدمة العدد الخاص من مواقف، عن الشعر الفلسطيني ( جمع واختيار فاروق مواسي ) العدد 24-25/2000 .
إعداد وتقديم ملف خاص لمجلة الآداب البيروتية ، " حجر الزاوية "، الآداب ، 7-8 / 2003 .
كتاب عن شعر فاروق مواسي
http://www.drmosad.com/index252.files/image002.gif الشيخ علي، خلدون: صورة الشهيد الفلسطيني في شعر فاروق مواسي ( ويضم الكتاب بين دفتيه مقالات أخرى لحسان نزال وعبد الناصر صالح وبدر الكيلاني وسهام عارضة وسناء بدوي )، منشورات المركز الفلسطيني للثقافة والإعلام، جنين-1995.
http://www.drmosad.com/index252.files/image002.gif مجلة الشرق ( شفا عمرو / حيفا ) أصدرت عددين خاصين بالشاعر يضمان المصادر عن دراسة أدبه ونماذج منه لبلوغه الخامسة والخمسين : عدد تشرين الأول 1996 ( العدد الرابع ) ولبلوغه الستين : عدد أيلول 2001 ( العدد الثالث )
شارك في لجنة تحكيم القصة القصيرة لديوان العرب عام 2004 وتم تكريمه في الاحتفال بمنحه درع المج
تودعيــــن …..
٢٤ آب (أغسطس) ٢٠٠٧ ، بقلم الدكتور فاروق مواسي
تودعين بيتــــك الحبيــــبْ
شفيــــقةً رقيـــــقةً
وتذرفين دمعــــةً غريقـــــةً
معِـــينُها صبيــــــبْ
لترتـــــقــــي معارجــــًا كريــــمةَ الذُّرا
أقول : يا لَسحرِهــــا العجيــــبْ
مداعبًا مُــمَسِّـــــدًا وحانيـــــــا
مُكفْـــكِـــفــًا حتى الرِّضــــا :
رِفـــقــًا بنا بُنيَّــــتي ،
حنــــانــــُُك الذي رنـــــا لنــــــا
أوفيـــــهِ لابـنــــــنِـــا الذي ارتــــضاك
لبيـــتهِ – لبيتـــــِـــكِ الجديـــــدْ
منارةً تضـــــيء من سنـــــاك
الفرحةُ التي بـــــدا إشراقــــــُها أمـــــلْ
لا تجعليـــــها عَـــبْرةً تظلُّ في المُــــقـــلْ
جودي بها هُنــــيهةً
كيما تظـــلَُ البســــمةََ التي روتْ عذوبـــتَكْ
ترفُّ فوق وجهــــِكِ الرغيــــد
وتستقـــــي نداوتـــــَكْ
بنيتي !
مرتْ سنيـــــن
مرتْ سنيــــــــــنْ
وعشتــــِهـــا بحبِّــــنــــا وصفوِنــــــا
وسرِّنـــــا وجهرِنـــــــا
راضيــــةً هــنــيـــــَّه
في منبع ما ضنَّ بالعـــــطاءْ
في روضـــةٍ تشعُّ بالوفــــاءْ
فلتصحبي كليهما
عطيـــةً
وفيــــةً
بنيتــــي !
بنيتي
وداعــــةٌ ترافقُــــــك
دعاؤنـــــأ يعانقُـــــك :
يرعاكِ ربي يا جنـــــــى
وجازيًا طيبَ المـُــنــــى
ومسعدًا رفيقــــَكِ الرفيــــقْ
بدربِــــه ….حنوِّهِ
لترفُلا ببهجــــِة الرِّفـــــاءْ !

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 06:15 AM

سلمى الخضراء الجيوسي
باحثة وأديبة وناقدة فلسطينية
٦ نيسان (أبريل) ٢٠٠٥

نشأتها وحياتها :
ولدت سلمى الخضراء الجيوسي في الضفة الشرقية من الأردن (في مدينة السلط) من أب فلسطيني وأم لبنانية عام 1928 وأمضت طفولتها وشبابها المبكّر في عكا والقدس، درست الثانوية في كلية شميت الألمانية بالقدس، ثم درست الأدبين العربي والإنجليزي في الجامعة الأمريكية في بيروت وحصلت على درجة الدكتوراه في الأدب العربي من جامعة لندن.
سافرت إلى بلدان العالم المختلفة وعاشت في مدن عديدة في العالم العربي وأوربا وأمريكا متنقلة بين العواصم كزوجة لدبلوماسي أردني ثم عملت أستاذة للأدب العربي في عدد من الجامعات العربية والأمريكية قبل أن تترك التعليم الجامعي لتؤسس بروتا (مشروع ترجمة الآداب العربية) بعد أن هالها مقدار التجاهل والإهمال الذي يلقاه الأدب والثقافة العربيان في العالم.
تعمل مديرة لمؤسسة بروتا التي أنشأتها عام 1980 ؛ لنشر الثقافة والأدب العربيين في العالم الناطق بالإنجليزية.وما زالت تنتقل بالإقامة بين لندن وأمريكا وتتابع مشروعاتها الثقافية عبر ( بروتا ) وعبر محاضراتها في عدد من المحافل والهيئات الثقافية العربية والعالمية .
مؤلفاتها :
نشرت شعرها وكتاباتها النقدية (بالعربية والإنجليزية) في عدد من المجلات والدوريات وصدرت مجموعتها الشعرية الأولى "العودة من النبع الحالم" عام 1960. وترجمت في مطلع الستينات عدداً من الكتب عن الإنجليزية منها كتاب لويز بوغان "إنجازات الشعر الأمريكي في نصف قرن" (1960) وكتاب رالف بارتون باري "إنسانية الإنسان" (1961)، وكتاب آرشيبالد ماكليش "الشعر والتجربة" (1962)، والجزأين الأولين من رباعيّة الإسكندرية للورنس داريل "جوستين" و"بالتازار".
نشرت دار بريل (ليدن) كتابها "الاتجاهات والحركات في الشعر العربي الحديث" في جزأين عام 1977، ولقد تُرجم الكتاب حديثاً إلى العربية. حررت سلمى الخضراء أكثر من ثلاثين عملاً من أعمال بروتا، ومن بين هذه الأعمال خمس موسوعات ضخمة للأدب العربي وهي:
1-"الشعر العربي الحديث" ( 93 شاعراً ) (منشورات دار جامعة كولومبيا، نيويورك 1987)،
2- أدب الجزيرة العربية" ( 95 شاعراً وقاصاً ) (الذي نشرته كيغان بول عام 1988 ثم جامعة تكساس 1990و 1994)
3- الأدب الفلسطيني الحديث" ( 103 شاعراً وكاتباً ) (منشورات جامعة كولومبيا، نيويورك 1992، 1993،1994)،
4- المسرح العربي الحديث" ( 12 مسرحية كبيرة ) (بالاشتراك مع روجر آلن، دار جامعة إنديانا 1995).
5- القصة العربية الحديثة"( 104 قاصاً ) .
وإلى جانب الموسوعات الأدبية فقد حررت كتاب "تراث إسبانيا المسلمة" وهو مجموعة كبيرة من ثمان وأربعين دراسة متخصصة عن جميع مناحي الحضارة الإسلامية في الأندلس، كتب لها فيه اثنان وأربعون أستاذاً متخصصاً في أمريكا وأوروبا والعالم العربي، وقد صدر عن دار بريل في هولندة عام 1992 في الذكرى المئوية الخامسة لنهاية الحكم الإسلامي في الأندلس، ثم أعيد طبعه عدة طبعات آخرها طبعة ورقية (1994).
بعد ذلك أشرفت على تحرير السيرة الشعبية الشهيرة "سيف بن ذي يزن" التي ترجمتها وأعدّتها لينة الجيوسي وتصدر عن دار جامعة إنديانا (1996). ونتيجة لهذه الدراسة خطّطت لإعداد كتاب شامل عن الثقافة واللغة والأدب في عصر ما قبل الإسلام وعقدت لهذا الكتاب ورشتي عمل في معهد الدراسات العليا في برلين في صيف 1995.
تعمل سلمى الخضراء الجيوسي منذ عام 1989 على أنطولوجيا جديدة للشعر العربي سيصدر بالإنجليزية بعنوان "شعراء نهاية القرن"، كما تعد مجموعتين من المقالات النقدية بالعربية والإنجليزية للنشر.
وقد بدأت منذ عام 1993 مشروعاً شاملاً لدراسة الأدب والثقافة في دول المغرب العربي: الجزائر والمغرب وتونس وليبيا وموريتانيا، وأقامت للكتاب مؤتمراً كبيراً في طنجة عام 1995. وقد دعيت إلى معهد الدراسات العالية في برلين فأمضت عام 1994 – 1995 فيه حيث أجرت دراسة عن تاريخ تقنيات الشعر العربي من عهد ما قبل الإسلام حتى الوقت الحاضر. وصدر لها موسوعة الأدب الفلسطيني المعاصر - الجزء الأول: الشعر، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1997.
لها عدد كبير من الدراسات والمقالات النقدية المنشورة في عدد من الصحف العربية والأجنبية ، وحضرت عددا من المؤتمرات والندوات وشاركت فيها ببحوث متميزة .وعضو الهيئة الاستشارية لشبكة مرايا.
الجوائز التي حصلت عليها سلمى :
1- نالت وسام القدس (1990)
2- الجائزة التكريمية التي يقدّمها اتحاد المرأة الفلسطينية في أمريكا (1991).

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 06:17 AM

زينب عبد السلام عبد الهادي حبش
حياتها
زينب عبد السلام عبد الهادي حبش، ولدت عام 1943م في بيت دجن يافا. لاقت كثيراً من العناية والحنان أثناء طفولتها، فعاشت طفولة سعيدة كان لها أكبر الأثر في صقل شخصيّتها الأدبية فيما بعد. وتُعتبر أسرة الشاعرة هي آخر أسرة هاجرت من يافا بسبب تمسّك الأهل بالمكان، فمكثت فترة في اللد ثم انتقلت إلى نابلس، حيث التحقت الشاعرة بمدرسة تابعة لوكالة الغوث هناك، وقد أظهرت اجتهاداً كبيراً أدّى لترقيتها من الصف الثاني إلى الصف الرابع الابتدائي. وهذا كان طبعاً نتيجة لعناية البيت. وبعد إنهائها المرحلة الابتدائية انتقلت إلى المدرسة العائشية، ثم أنهت المرحلة الثانوية بمدينة نابلس. بعد ذلك بدأت دراستها الجامعية سنة 1961م بجامعة دمشق في سوريا فدرست اللغة الإنجليزية ثم تخرّجت سنة 1965م حاصلة على ليسانس في اللغة الإنجليزية وآدابها. بعد ذلك عادت إلى فلسطين فعملت مُدرّسة للغة الإنجليزية في الفارعة. كانت من أوائل المُعتقَلات في أواخر 67 وبداية 68 حيث اعتُقلت في بداية الاحتلال مع مجموعة أخرى. وبعد انتقالها للإقامة في مدينة رام الله حصلت سنة 1982م على ماجستير في الإدارة والإشراف التربوي من جامعة بيرزيت، وقد صدرت لها كتب عدة في هذا المجال منها كتاب " ترشيد المناهج المدرسية في الضفة الغربية وقطاع غزة " عام 1991م وكتاب " تعلم كيف تتعلم بنفسك " من إصدار اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين، فهي عضو في هذا الاتحاد. تعمل الآن موجّهة للغة الإنجليزية في مدارس وكالة الغوث لمنطقة القدس. كانت لها بعض الاتصالات مع بعض رجال السياسة والأدب كلقائها مع فدوى طوقان، ولقائها مع سيادة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في غزة حديثاً بالإضافة إلى لقاءاتها العديدة مع بعض شعراء فلسطين.
تُعتبر أسرتها ذات ماض عريق في النضال، حيث اسُتشهد اثنان من أخوتها بالإضافة لاستشهاد ابن أخيها، والتحاق كثير من أفراد أسرتها بالثورة الفلسطينية، وربما هذا يفسّر الطابع الوطني الذي يميّز أشعارها.
مصادر شعرها وشاعريتها
تُعتبر الظروف والبيئة التي عاشتها الشاعرة من أكبر المؤثرات التي أدّت بها إلى قول الشعر منذ طفولتها . فقد بدأت بقول الشعر منذ دراستها الابتدائية، وهذا لم يأت من فراغ، فالجوّ العائلي كان له أثر كبير جداً، حيث أن والدي الشاعرة، وباقي أفراد عائلتها، كلهم كانوا يحفظون الشعر. وكانوا معتادين على إلقاء المناظرات الشعرية، كما أن للوالد دوراً كبيراً أيضاً بحيث أنه كان يقوم بغناء القصائد، وكذلك التشجيع على قول الشعر.
وبالنسبة لدور الوالدة، فقد كان تأثيرها كبيراً على الشاعرة. حيث كانت تشجّعها على القراءة والكتابة، وكانت تُعتبر أوّل ناقدة لشعرها وذلك بسبب حبّها للشعر. هذا بالإضافة إلى أخيها الأكبر فهو شاعر بالأصل. حيث انهما كانا يكتبان ويتبادلان القصائد، ويقومان بنقدها، كذلك فإن الأحداث التي جرت في العائلة أثّرت في الشاعرة كثيراً، منها استشهاد اثنين من أخوتها بالإضافة إلى استشهاد ابن أخيها بسام حبش.
هذا بالنسبة للجوّ العائلي، أما بالنسبة لجوّ المدرسة، فقد كان له أثر كذلك، حيث كان لمديرة المدرسة "فاتنة هبّاب والمعلمة فائزة اليحيى ثمّ نوال التيتي" أثر كبير في تنمية الموهبة الشعرية لديها، فكانت كلّ منهن تمدّ الشاعرة بكتب عديدة منها مسرحيّات شيكسبير و مسرحيات أحمد شوقي وغيرهم من الأدباء والشعراء . فمن هنا بدأت بحفظ الشعر بشكل جيّد مكّنها من استعماله في المناظرات الشعرية. كما أن المدرسة كانت تقوم بعمل ما يُسمّى " سوق أدبي " مثل أشعار ، تمثيليات، كلمات، فهذا جعل الطالبات يقمن بالتمثيل وإلقاء الشعر والكلمات وهذا طبعاً كان له أكبر الأثر في تنمية القدرات الشعرية والأدبية عند كثير من الطالبات.
تُعتبر الحياة المدرسية امتداداً لرعاية البيت ، ومُؤثّرة بذلك في صقل الموهبة الشعرية لدى الشاعرة زينب حبش، فكان لها الأثر في تنمية الشعر ، فَقد ازداد بعد انتقال الشاعرة إلى المدرسة العائشية الثانوية، حيث أنها كانت أكثر فترة للقراءة بالإضافة إلى قيام الشاعرة في تلك الفترة بعمل مقابلة مع الشاعرة فدوى طوقان نسّقتها المعلّمة نوال التيتي. وهذا كان حافزاً كبيراً جداً لاستمرارها في قول الشعر، حيث كانت تحفظ الكثير من أشعار فدوى طوقان.
كذلك فقد تأثّرت الشاعرة بكثير من الأدباء والشعراء مثل بدر شاكر السياب، فهي تقريباً قرأت لكل شعراء العرب الموجودين في تلك الفترة، كما أن قراءاتها لم تقتصر على الشعر، بل كانت تتضمّن معظم أنواع الشعر،والرواية، والقصة القصيرة، وعلم النفس، والكتب السياسية. ولكن الشعر كان أكثر الموضوعات التي تشدّ الشاعرة مثل شعراء المهجر وعمر أبو ريشة. وسعيد عقل، ونزار قباني وفدوى طوقان،ومحمود درويش،وسميح القاسم..الخ بالإضافة إلى أشياء من التراث القديم، وخاصّة شعر المتنبي .
أيضاً تأثرت ببعض الشعراء الأجانب- وهذا يعود بطبيعة دراستها وهو الأدب الإنجليزي- مثل شيللي، وكيتس، وكولريدج..بالإضافة لقراءاتها لمسرحيات شبكسبير.

أغراض الشعر والأسلوب
بدأت الشاعرة زينب حبش بكتابة الشعر بشكل رسمي تقريباً في المرحلة الثانوية، فأقدم قصيدة قيلت سنة 1958 حيث كان عمر الشاعرة حوالي خمسة عشر عاماً، وكانت بعض أشعارها تُنشر في الصحف والمجلات ، وبالطبع كان قول الشعر قبل هذه الفترة.
كما كانت ترسل بعض القصائد لتذاع في الإذاعة، خاصة في برنامج " مع أدبنا الجديد " وكان يشرف على هذا البرنامج الشاعر عبد الرحيم عمر، وقارئة القصائد عائشة التيجاني. فكانت القصائد التي ترسلها الشاعرة غالباً ما تنال إعجاب الجميع وتُنشر، ومن هذه القصائد. قصيدة بعنوان " مناجاة " سنة 1962م عندما كان عمر الشاعرة أقلّ من عشرين عاماً، وقد اختيرت هذه القصيدة كقصيدة خاصة لمجلة الإذاعة. وكانت هذه أول قصيدة تُعطى فيها لقب "الشاعرة " زينب حبش . من هذه القصيدة:

بلادي وحبّك يَغمر دربي
وطيفك يغفو بأعماقِ قلبي
أراكِ بعيدةْ
كبعدِ القمرْ
وكيفَ أضمُّ إليّ القمرْ

كذلك هناك بعض قصائد نُشرت في مجلة " الأفق الجديد " مثل قصيدة " الغربة " وقصيدة " عرائس البحار " في رثاء أخ فدوى طوقان .
بعد ذلك وخلال الدراسة الجامعية، دخل الأدب الإنجليزي كعنصر جديد بصفة مكّثفة، والأدب العالمي بصفة عامة، إلا أن دراسة الأدب الإنجليزي لم تحدّ من الدراسة الخاصّة للأدب العربي. فقد ألفت قصائد كان معظم أغراضها في الشعر العاطفي والشعر الوطني أكثر من غيرهما. كما قالت بعض القصائد في روح والدها ومن هذه القصائد قصيدة بعنوان " بفقدك صار للموت اشتهاء " عام 1984م ومنها: (1)

ثمانونٌ مضتْ والقلبُ طفلٌ
وروحكَ شمعةٌ تمحوالضّلالا
حديثكَ عنبرٌ ودعاك مسكٌ
وصار حنانك الثرّ مثالا
بفقدك صارَ للموتِ اشتهاءٌ
وصارَ الموتُ يَنبوعاً زُلالا

ومن قصائدها في والدها أيضاً قصيدة " يقف المجد فاغراً منك فاه " كما لها قصيدة نظمتها إلى روح أمها قيلت عام 1994م، بعنوان " أماه " وهي لم تُطبع بعد، ومنها :

يا من تعيشينَ في فكري ووجداني
قلبي عليكِ فهل تكفيكِ أحزاني
يا ظبية في جنانِ الخلد ألمحُها
ترنو إلىّ كأنّي إبنُ يقظانِ
مازالَ صوتُكِ في سمعي يُلازُمني
ولا يزالُ رضاكِ الثرّ يرعاني

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 06:18 AM

وفي عام 1967م تغيّر كل نمط الشعر، واتّجه اتّجاهاً واحداً هو الاتجاه الوطني. وكانت قصيدة " حديثنا اليومي " المنعطف الحاد الذي غير اتّجاه الشعر، وهي لم تُطبع ومنها:
الذكرياتُ والحنينُ لم تعدْ
حديثَنا اليوميّ
والعطرّ
والكوافيرّ
والحريرْ
لا.. لم تعدْ حديثَنا اليوميّ
والأغنيات الحلوةُ الملأى حنانْ
لا.. لم تعدْ حديثنا اليومي

(1)حبش،زينب-ديوان قول للرجل-ص63- ط1-مكتب الكرمل للدعاية والتصميم - رام الل
حديثُنا مُموسَقٌ برنّةِ السلاحْ
مُوشّحٌ برايةِ الكفاحْ
حديثُنا اليوميّ
مُعطّر بحُلمِ الانتصارْ
بروعةِ الرّجوعِ للدّيارْ

وهذه طبعاً كانت مع بداية الاحتلال، فبداية الاحتلال كانت تعني بداية المقاومة ليس بالكلام، وإنما بالفعل وبكل الأساليب الممكنة. ونتيجة لذلك تمّ اعتقال الشاعرة مع مجموعة أخرى في سجن الجلمة، وقد قالت بعض القصائد خلال وجودها في السجن مثل قصيدة بعنوان " معذرة " سنة 1968، توجّه القصيدة إلى أمها ومنها :

رأيتُ الدمعَ في عينيك يا أمي
يّناديني
وكنتُ أحسُّ أنّ الحزنَ
أضناكٍ
وأنَّ السهدَ والخوفَ العميقَ عليَّ
أشقاكِ
وكنتُ إذا غفتْ عينايَ
في الأحلامِ ألقاكِ

وهناك قصيدة أخرى كتبت في ليلة الحكم، وقد نُشرت هذه القصيدة في جريدة " الاتحاد الحيفاوية " في 9/7/1968م في العدد السادس عشر، والقصيدة بعنوان " أحكم ما شئت " وهي توجّه كلامها فيها إلى القاضي.
ومن قصائد الشاعرة التي قيلت في السجن أيضاً قصيدة بعنوان " فجر الانتصار " قيلت سنة 1968م في سجن نابلس المركزي، وهي ذات أهميّة بالنسبة للشاعرة حيث تحدّثت فيها عن تجربتها في السجن ومنها : (1)

يا ظلمةَ السجنِ الرهيبةَ
فيكِ أقسمُ
أنني
سأحوككُ فجرَ الانتصارْ

(1)حبش، زينب - ديوان حفروا مذكراتي على جسمي - غير مطبوع
قبل ذلك، كانت الشاعرة قد كتبت مجموعة قصائد منها " قصة القدس الحزينة " بعد أوّل زيارة لها لمدينة القدس في 2/10/1967م، تحدّثت فيها عن الدّمار، والمشاهد التي شاهدتها، خاصّة في الأقصى، وكنيسة القيامة، وحيّ المغاربة، فتصف فيها تغيّر معالم مدينة القدس.
ثم قصيدة " حكاية غدر " سنة 1967م تحدّثت فيها عن الشباب الذين كانوا يتسللون عن طريق النهر، وقصيدة " لن أهاجر " في 25/10/1967م، وكذلك قصيدة " الريح الغضوب " وفيها نوع من التحدّي والمقاومة للاحتلال، وقصيدة " على حطام لوحة " سنة 1968م في بداية الاحتلال، وغيرها وكل هذه القصائد لا تزال تحت الطباعة.
كذلك لها قصيدة بعنوان " صوت الثورة " في 25/6/1968م، موجّهة لصانعي النصر، وهي ردّ على قصيدة لمحمود درويش في إذاعة فلسطين، ومنها:

إذاعتكمْ مساءَ اليومِ
قد كانتْ تناديني
وصوتُكمُ
وصوتُكمُ الذي أهواهُ
كان اليومَ يدعوني
إلى الثورةْ
إلى أن أغرسَ البسَمَاتِ بالثّورةْ
وأن أمضي بجّبهتي العريضةِ
نحو دربِ النصرْ
فلسطينيةَ الخُطوةْ
فلسطينيةَ الغُنوةْ
فلسطينيةَ التصميم والنخوةْ
ومن قصائدها أيضاً قصيدة بعنوان " من أجل إحلال السلام " وفيها سخرية من منطق الاحتلال، فهي تصف الأعمال الوحشية التي يمارسها الاحتلال، وكلها تأتي تحت شعار " من أجل إحلال السلام " ومنها :

وإذا سألتَ
لِمَ اختطفتمْ تربتي من ساعديّ
ولِمَ اغتصبتمْ بسمتي
وسعادتي
من مُقلتيّ
قالوا بلطفٍ
إنّه
من أجلِ إحلالِ السّلامْ

كذلك لها قصيدة بعنوان " الأقصى يحترق" في يوم 21/8/1969م يوم إحراق الأقصى، تحتوي على سخط على المسلمين في العالم، الذين يشاهدون كل ما تقوم به إسرائيل من تدنيس للأماكن المقدسة دون أن يفعلوا شيئاً، وتصف كلامهم بأنه حبر على ورق، ومنها:

يا ويحَنا
يا ويحَنا
النارُ تأكلُ الكلامَ والأحلامْ
النارُ تركلُ الإنجيل والقرآنْ
وتبصقُ الدّخانْ
على الذين يحلمونَ بالسلامْ

وهذه القصائد كلها من ديوان لا يزال تحت الطباعة وهو ديوان " حفروا مذكراتي على جسدي".
وهناك ديوان آخر لا يزال تحت الطباعة وهو ديوان " لا تقولي مات يا أمي ".
وهذا الديوان تبدأه الشاعرة بقصيدة إلى روح أخيها أحمد الذي استشهد في 14/7/1970م في معركة " بتاح تكفا "، كما أنها أهدت هذا الديوان له أيضاً.

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 06:18 AM

كذلك في هذا الديوان قصيدة بعنوان " رفيق السجن " سنة 1970م وهي مهداة للشاعر سميح القاسم تعقيباً على قصيدته: " ما تيسّر من سورة السّلاسل " ومنها :
صرخةٌ
فجّرتُها في وجهِ أعداءِ النهارْ
اشنقوني ألفَ مرّةْ
وافقأوا عينيّ إن شئتمْ
ولكنْ
شئتمُ ....... سيّانَ
أو أنتمْ أبيتمْ
ستعودُ الأرضُ حرّةْ

ومن دواوين الشاعرة المطبوعة ديوانان هما :" قولي للرّمل " وديوان " الجرح الفلسطيني " وقد طبع ديوان " قولي للرّمل " قبل الثاني رغم أن قصائد الديوان الأخير قيلت قبل قصائد الديوان الأول.
كذلك لها ديوانان تحت الطباعة وهما " حفروا مذكراتي على جسمي " ، " ولا تقولي مات يا أمي". وهناك ديوانان آخران لا يزالان في بداية التنسيق بانتظار الطبع وهما : " المناجاة " و "عقد من النجمات ".
(*)حبش، زينب - ديوان " حفروا مذكراتي على جسدي "- لم تطبع بعد.
الخــــاتمة:
من خلال الأشعار السابقة، ترى الباحثة غلبة الجانب الوطني بأشكاله على شعر زينب حبش، وربما هذا يعود إلى الأحداث التي جرت في العائلة، ومنها استشهاد بعض أفرادها. وكذلك فإن معظم القصائد هي قصائد رمزية تصوّر الواقع بشكل رمزي وليس بشكل مباشر.
أيضاً التشبيهات كثيرة جداً في الأبيات الشعرية كتشبيه نشيد الأطفال بتغريد البلابل، وكذلك استخدام الكنايات والاستعارات، فالصور الشعرية المختلفة موجودة بكثرة في كل القصائد تقريباً، وهذا مردّه إلى خيال الشاعرة الخصب، والذي يستمدّ من الواقع. أيضاً هنالك بعض القصائد التي تحوي مبالغة كبيرة تعود إلى تضايق الشاعرة من الوضع. ومن خلال القصائد تبيّن مدى استخدام الأفعال التي تدلّ على المستقبل مما يجعل هناك نوع من التنبؤ بما سيكون.
أيضاً خلال القصائد المختلفة نلاحظ أن الشاعرة تمثّل نفسها في الشخصيات التي تتحدث عنها. أي باستخدامها ضمير المتكلّم.
كما أن معظم قصائدها والتي تصف القتل والدمار وبشاعة الاحتلال فيها شيء من التفاؤل بالمستقبل، كما أنها بنفس الوقت تحمل كثيراً من الفخر بنضال الشعب الفلسطيني عامّة، وبنضال أسرة الشاعرة بصفة خاصّة.
فشعر زينب حبش برأي الباحثة هو شعر يستحقّ القراءة لأنّه يُصّور الواقع الفلسطيني، كما يُصوّر بشاعة الاحتلال.
1-حبش، زينب - ديوان الجرح الفلسطيني- الطبعة الأولى- 1993م مكتب الكرمل للدعاية والتصميم - رام الله.
2-حبش، زينب - ديوان حفروا مذكراتي على جسدي - مخطوط .
3-حبش، زينب-ديوان عقد من النجمات - مخطوط.
4-حبش، زينب-ديوان قولي للرمل- الطبعة الأولى- 1993م- مكتب الكرمل للدعاية والتصميم -رام الله.
5-حبش، زينب-ديوان لا تقولي مات يا أمي - مخطوط.
6-حبش، زينب-ديوان مناجاة - مخطوط.

قصيدة " لا تقولي مات يا أمي " (1)
لا تقولي ماتَ يا أمي
فإني لم أمتْ
قتلوني
قتلوني قتلوني
سلخوا جلْديَ عن عَظمي
ولكنْ لم أمتْ
غرفة التشريح يا أميَ داختْ
وارتمت تحت حذائي
آلة التعذيب يا أمي بكتْ واسترحّمّتْ
إنه لا يعترفْ
ابعثوا غيري
فقدْ شُلَّت يدايْ
إنه لا يعترف
إنه لا يعترف
عمّدوني بِدِمائي
فابتَسَمْتْ
وَبُحبّ الأرْضِ يا أمي
اعْتَرفتْ

فقأوا عَيْنيّ يا أمي
وقالوا لي اعْترفْ
فَرأيْتُ الله من خَلفِ الضّبابْ
يَمسحُ الدّمعاتِ عن وجه القَمَرْ
لم يُمتْ إبنُكِ من فرْطِ العذابْ
صِرتُ يا أمي قضاءً
صَافَحَتْ كفيّ القدَرْ
قَطّعوني
عَلّقوني منْ يَدَيّ
فإذا بي أقطفُ النجماتِ في كفيّ
أحلقْ
وأحدقْ
في عُيونِ الشمسِ

أشدو
أسبقُ الأحلامَ
يا أمي الحبيبةْ
امنحيني لْحظةً … يا حُلْوَةَ العيْنينِ
أصحو
من سُباتي
وسَأعْطيكِ حياتي
حرَقوا بالنارِ… يا أمي
جَبيني
فابتسمتْ
ضَحكَتْ غَمّازَتاي
أغمدوا في الصّدر خِنجَرْ
صرْتُ يا أميَ أكبرْ
صرتُ أكبرْ
صِرتُ أكبرْ

منْ عيونِ الفَجْرِ
فرّتْ دَمْعَتانْ
أزْهَرَتْ في الجرْحِ وَرْدةْ
زَيّنتْ صَدْرَ الزَمانْ


كتبت الشاعرة العديد من الكتب التربوية منها:
1)ترشيد المناهج المدرسية عام 1991م.
2)تعلم كيف تتعلّم بنفسك عام 1991م.

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 06:20 AM

خالد نصرة

من مواليد مدينة جنين الفلسطينية عام 1927 .
من الشعراء ذوي الإنتاج الغزير ، فقد صدرت له عدة دواوين منها:
أغاني الفجر- عمان، 1956
لظى وعبير- أريحا، 1958
هزيم وتسابيح- الدار القومية للطباعة والنشر- القاهرة، 1968
لمن الخيول -طولكرم، 1980
شواطئ الضباب- غزة، 1987
زنابق شعر منسية- 1992
القنديل- القدس، 1995
أحلى الأناشيد- 1997
قلادة المجد/ ملحمة شعرية- 1998
فوق السحاب- 1999.


خالد نصرة في ذمة الله
أسلم الروح الشاعر الفلسطيني خالد نصرة، فارس القصيدة العمودية في فلسطين كما يسميه البعض ،في مدينة البيرة تاركا خلفه تراثا شعريا كبيرا.
لم أتشرف بمعرفة الشاعر المرحوم شخصيا بيدَ أني شعرت بحزنٍ كبير لسببين:
الأول: إيماني أن ترجل فرسان الإبداع ينعكس سلبا على حال الأمة ككل ، فما بالك والأمة تعيش أسوأ سني تاريخها.
الثاني : أن المرحوم عمل محررا للصفحة الأدبية في أول صحيفة فلسطينية نشرت أولى قصائدي عام 1986م. وكان لي وقتذاك من العمر خمس عشرة عاما.
والديوان الوحيد منها الذي سعدت باقتنائه يوما هو ديوان شواطئ الضباب، بيدَ أنه ضاع من ضمن مقتنياتٍ ورقية فقدتها في أواسط التسعينيات.
وقد نال المرحوم عددا من الجوائز على المستويين المحلي والعربي.
عمل محررا للصفحة الأدبية في عدة صحف.

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 06:21 AM

برهان الدين العبوشي

1. ولد عام 1911 في مدينة جنين ( فلسطين ) .
2. أنهى دراسته الابتدائية في مدارس جنين ، أما دراسته الثانوية فقد تلقاها في كلية النجاح الوطنية بنابلس ثم أنتقل بعدها في عام 1931 ليكمل دراسته في الكلية الوطنية في الشويفات بلبنان.
3. ألتحق بالجامعة الأميركية ببيروت في عام 1933 ، وبسبب مواقفه الوطنية والقومية فإنه لم يتمكن من أكمال ومتابعة دراسته الجامعية فيها إثر صدور قرار فصله منها من قبل إدارة الجامعة مطلع السنة الثانية.
4. عين موظفا في البنك العربي في طبريا نقل بعدها إلى القدس.
5. شارك في ثورة 1936 في فلسطين واعتقل في القدس وتم نفيه إلى ( عوجـا الحـفير ) في صحراء سيناء ثم إلى معتقل ( صرفند الخراب ).
6. تم اعتقاله في معتقل ( المزرعة ) لمدة عشرة أشهر بعد مصرع الحاكم البريطاني ( أندروس ) .
7. أنتدب للتعليم في العراق سنة 1939 ( بـُعَيد اغتيال الملك غازي في بغداد ) .
8. شارك في ثورة رشيد عالي الكيلاني بالعراق سنة 1941 وجرح فيها وبعد فشلها وصدور أمر إلقاء القبض عليه توجه إلى الموصل ( شمال العراق ) ومن هناك تم تهريبه بواسطة العشائر البدوية العربية إلى دمشق حيث مكث فيها أياماً ليعود بعدها إلى مسقط رأسه جنين متخفيا ً.
9. شارك في معركة جنين عام 1948 مع المجاهدين الفلسطينيين جنباً إلى جنب مع الجيش العراقي .
10. انتقل إلى العراق نهائيا ًسنة 1949 مُدَرِسّـاً للغة العربية في مدارسها قام خلال هذه الفترة بالتنقل في مدن العراق المختلفة كالعمارة وسامراء والحلة والديوانية والنجف الأشرف واستقر به المقام أخيرا في بغداد حيث أحيل إلى التقاعد من الثانوية المركزية عام 1972 بعد أن مكث فيها قرابة ثلاث عشرة سنة متواصلة .
11. منح وسام القدس للآداب والفنون في سنة 1991 من قبل السلطة الوطنية الفلسطينية حيث قلَّده الوسام الرئيس الراحل ياسر عرفات بحضور عدد من رجالات الثقافة والأدب العراقيين والفلسطينيين من أمثال الأستاذ عبدالأمير المعلّه وكيل وزير الثقافة العراقي ( أحد طلابه ) و الشاعر حميد سعيد وكيل وزارة الثقافة العراقي والأستاذ الدكتور محسن الموسوي مدير عام دار الشؤون الثقافية والأستاذ صباح ياسين رئيس المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون العراقي والشاعر المرحوم جبرا ابراهيم جبرا وسفير دولة فلسطين السيد عزام الأحمد .
12. شارك في العديد من مؤتمرات الأدباء والكتاب العرب في بغداد والقاهرة وغزه وألقى خلالها قصائد شعرية خاصة بتلك المؤتمرات.
13. بعد جهود بذلها كل من الأستاذ الوجيه خليل كنّـه والأستاذ الوجيه برهان الدين باش أعيان وهما من رجالات السياسة الوطنيين المرموقين في العهد الملكي في العراق فقد تجنس بالجنسية العراقية عام 1951.
14. في عام 1952 تزوج من فتاة عراقية من عائلة آل الحافظ المعروفة في مدينة الموصل العراقية وهي من عشائر السادة الحاليين الذين يرجع نسبهم إلى الإمام علي بن أبي طالب ( رض ) ، فكانت ثمرة هذه الزيجة المباركة ولدان البكـر ( سماك ) والثاني ( حسن ) .
15. حكمت عليه المحاكم الأردنية غيابيا ًبالسجن لثلاث سنوات ومصادرة أمواله المنقولة وغير المنقولة في جنين إثر قيامه بإلقاء قصيدة تمجد ثورة 14 تموز 1958ورجالها من دار الإذاعة العراقية من بغداد ، ثم ما لبث أن صدر عنه العفو الملكي عام 1964وأبلغ بذلك رسمياً بكتاب سفارة المملكة الأردنية الهاشمية ببغداد المرقم 2/9/3115 بتاريخ 20/12/1964 مما مكـّنه من زيارة والديه في جنين لأول مرة عام 1965 بعد انقطاع عنهم لفترة ست سنوات متواصلة .
16. لـبّى نداء ربه وانتقل إلى جواره الكريم بتاريخ 8/2/1995 ودفن في مقبرة الشيخ معروف في الكرخ – بغـداد
قالـــوا فــــي الشاعــر برهان الدين العبوشي


أنت أستاذنا في الوطنية والجهاد ... ومنك نتعــلم . 1
شاعر مجاهد ، سَخـّـر شعره لخدمة أمته وبلاده ، وتقلـّد بندقيته وأبلـى في الدفاع عن فلسطين أحسن البلاء، شعره ترجمان صـادق لما يضطرم في جوانحه، لاسيما الشعر الوطني . 2
ثم ظهر الاتجاه الواقعي في الشعر الفلسطيني في العقــد الرابـع من القـرن العشــرين فــربط الشــاعر بـدُنـيـا الواقع ، مـصـوراً مظاهر البطـش والقمع والتنكـيل التي اقترفتها بريطــانيا ضد الشـعب الفلسطيني ، ومخاطر الأهداف الصهيونية ، ثم جرائمها وتعسـفها قـبل النكبة وبعدها، ومصوراً أيضا صمود الشعب الفلسطيني واستـمراره في النضال ، وتحمل الآلام والمشاق والمعاناة المستمرة ، وبذل التضـحيات الغالية وبوجــه عــام شــارك في هذا الاتجاه فلسطين عـامتـهم، وفي طليعتهم ( برهان الدين العبوشي ) ومحمد العدناني و أبو سلمى. 3
من المعلوم أن الشعر الفلسطيني شعر غنائي بوجه عام ، صـوّر حياة شعب فلسطين وأحداث ونكبات هذا البلد وما تلاها من ثورات وتطورات ، أما الشعر القصصي والمسرحي والملحـمي فهو قليل وأشهر ما عرض منه : مسرحيتا " وطن الشهيد " و " شبح الأندلس " ل ( برهان الدين العبوشي). 4
ومع اشتداد الثـورة قامت الحكومة البريطانية بحملة اعتقالات واسعة في البلاد وافـتتحت معتقـلاً في " صرفند " وآخر في " عـوجا الحـفير " في النقب وثالث في " المزرعة " شمال عكـا، هذا عدا عن عشــرات السجون ، واعتقلت أعداداً كبيرة من زعـماء البـلاد والمناضلين كان من المعـتـقلين في معتقل " المزرعة " كل من عبدالحـميد شومان صاحب ومدير البــنك العـربي والدكتور مصطفي بشنـاق من نابلس وصبـحي الخضــرا عضو اللجنة العربية من صفد والشيخ سعيد اليعـقـوبي والشيـخ رامـز مسمار قاضي يافا الشرعي وعبدالغني سنان من جنين والشيخ محمد الأميني من قضاء طولكرم ونجيب الأحمد من رمانة جنين و ( برهان الدين العبوشي ) الشاعر الفلسطيني من جنين. 5
ولا ريب في أن الناقد الذي لا يعرف ( العبوشي ) ومشاركته العريضة في أحداث بلاده بالشــعر وبالعـمل معا ويكتفي بأن يحتكم – في نقد شعر العبوشي – إلى الأحوال الفنية المجردة ، سيغبــن شــاعرنا ويبخسه حقه، ولا يملك من اتـصل بهذه الحقبة من تاريخ فلسـطين وعاصر أحداثــها عن كثب وعرف شعراءها وأدباءها إلا أن يتأثر بعدة عوامل، من جملتها ، الدور الوطني الايجابـــي ألـذي قام به هؤلاء الشعراء والأدباء ، وليس من الطبيعي أن تتطلب من الشـــاعر الذي يخــوض المعركة بشعره وبنفسه، ويوالي نظم قصائده ليلــقيها في المناسبات المتعددة المتلاحقة على طـبقات الشعب المختلفة من تلاميذ المدارس وفرق الكشافة المتجولة والعمال والـتجار ، ليستثير هــممهم وينفخ في عزائمهم ، ليس من الطبيعي أن تتطلب من مثـل هذا الشاعر ما تتطلبه من شاعر يتاح له المجال الزماني والمكاني وتتهيأ له العوامل الفنية الكفيلة بإنتاج فني تتوافر فيه عناصر التجــويد والإبداع. 6
العبوشي ، والجمع (( عَبـابـشـة )) من مدينة جنين ويعود أصلهم إلى " كفر عبوش " وذاع اسـم هذه النسبة بسبب ( برهان الدين العبوشي ) وهو شـاعر وطـني مـــن الطبقة الأولى ، كــتب شعره بدمه لا بخـياله وشارك في الحركة الجهادية من ســنة 1936 وهلم جرا إلى سنة 1948. 7
إن الرجل لم ينصف ولم يكتب عنه شيء ذو بال مع أن الرجل من أوائل الذين جــــاهدوا في فلسطين بالكلمة والرصاص ، ولعل دواوينه ومســرحياته الشعرية المنشورة وجسده المــرصع بالرصاص دليل صادق على صحة ذلك ، إنني أريد أن أنبه الأجيال الحالية التي تتربع على كرسي الثقافة ولا أقول مجدها إلى شاعر كبير ومفكر جاد هضم حقه ولم ينصف لأنه رفض أن يكـون شاعراً بالتعيين ومفكراً بمرسوم . لقد استطاع الشـاعر بعبقريته الــفذة ، وقــدرته الجبـارة وحساسيته النافذة أن يستقرئ المستقبل استقراءاً جيداً ، فقد تـنبأ بقيام دولة اليهود ، وما كـان توقعه ذلك قائماً على الحدس والتخمين وإنما هي فراسة المؤمن الذي يقيس الأمر بمقيـــاس التجربة والعلم والدلـيل القاطـع. 8
وقد عبر الشعر الفلسطيني أصدق تعبير عن فلسطين كقضية قومية، ورفع راية الكفاح المـسلح بوجه العدو منذ المراحل الأولى للاحتلال وبرز شعراء فلسطينيون رواد مثل( عبدالرحيم محمود ، أبو سلمى ، فدوى طوقان ، " برهان الدين العبوشي " ، محمد العدناني ،...) كانت القصــيدة عندهم رصاصة بوجه العدوان. 9
وهكذا يظهر أن ( برهان ) شاعر التزم تلقائياً بقضية بلاده ، فجاء شعره سجلاً واعياً صوّر كفاح الشعب الفلسطيني خلال فترة الانتداب ونكبته بالصهيونية منذ عام 1948 وبعده. 10
الشاعر برهان الدين العبوشي يقدم لنا محاورة شعرية في مطلع مســرحيته " وطن الشهيد " تصور ذلك التخطيط الصهيوني تصويرا عضوياً متماســكاً وتعرب عن الفرحة التي غمرت الحركة الصهيونية حين ظفرت بالوعد. 11
شاعر من أرض المعراج ودنيا الأماكن المقدسة، هاجر من وطنه فلسطين العربية يوم أصابتها النكبة وحل بها المصاب، أعتـقل وجرح ونظم مسرحياته الشعرية كلها تنم عن الوعي العــربي واليقظة الوطنية ، شاعر حمل البندقية مجـــاهداً في سبيل وطنه وعروبته قبل أن يحمل اليراع. 12
ويظل الشعر يحمل عبء التـوعية والتـنبيه ويفضح دسائس المستعمرين ، فحين أقبل الجــنرال ( سبيرز ) على دمشق ( منتصراً لها ) على زعمه ضد الفرنسيين نشرت جريدة ( الوحـــدة العربية ) المقدسية في 25 تشرين الأول سنة 1946 على إثر زيارته قصيدة للشاعر ( برهـان الدين العبوشي ) عنوانها ( التاريخ يعيد نفسه ) . 13
برهان الدين العبوشي ... اسم فلسطيني مناضل ارتبط بأذهاننا منذ الصغر وحفظنا قصـائده نقلاً عن آبائنا ... كيف لا وهو شاعر ثورات فلسطين ، لم يترك معركة إلا وكان له فيها نصيب ... ولم يكن بعيدا عن إي حدث في فلسطين أيام أزمتها. أعترف أنها راودتني أفكار كثيرة وأنا في طريقي إلى بيته لإجراء هذا الحوار ... ما الذي يجعل شاعرا فلسطينيا كبيرا ومعروفا ومشهودا له مـن قبل الجميع أن يقبع صامتا في بيته ؟!. 14
وكما في مسرحية برهان الدين العبوشي " شبح الأندلس " الشعرية ألتي اتخذ من معركة جـنين الكبرى في البقاء على أرض الوطن منذ صدور قرار التقسيم الجــائر في 29/نوفمبر/1947 موضوعاً لها. ولما قـدَّم لها، حلـَل الأمــورَ بمعطياتها، ما ظهر منها وما بطن ، في ظل استفراد قوى الاستكبار الفرنجــي الصهيوني، ومن داروا في فلكه ، بالشعب الفلسطيني ، الذي وقف وحــيداً في المعركة ، فتبدت له سحب المأساة ، ومن خلفها شبح الأندلس ، وتسرَّب إلى نفس الشاعر إحـساس بأن ما أصاب الأندلس قد يصيب فلسطين ، فصَّـور، تحت وطأة هذا الهاجس ، تضحيات أهلـها ودفاعهم المستميت عن الديار والمقدسات تارةً ، وراح يـُنْـذِر الأمة ويحذرها ، ويستنجد بــها ويدعوها لرص الصفوف والتماسك ، ضد الهجمة الاستعمارية تارةً أخرى. 15
وليس عجيباً أن يكون " ديوان جنود السماء " للشاعر الفلسطيني الكبير برهان الدين العـبوشي باكورة نتاج هذه اللجنة ، فقد قدم العبوشي خلال نصف قرن خير ما يقدمه شاعر لوطنه ، فكتب بالقـلم شعراً ونثـراً ، وبالرصاص لهباً أحـــرق الغاصبين ، ولعل جسـده المرصع بالرصـاص والشظايا ، ودواوينه ومسرحياته العديدة خير شاهد على ذلك... 16
17- حقا فهو ظـــاهرة فــذة في الشـــعر العربي المعاصر ، أعطى شعراء عصره درساً بليغاً في الالتزام بقضـــــــايا الوطن والأرض والإنسان والثورة ، ذلك من خلال قصائده ، فتجد عمق الارتباط وقـوته قضية أمته الكبرى ، فمن ذاق مرارة الظلم وحيفه ، وحده فقط يعرف ثـقـله على النـفـس البشـرية. العبوشي أديب فنان حقا ، أسبغ على الوجود البشري من فنه ما يكسبه جمالاً وروعة ، وهو شاعر ماهر بعيد النظر ، يمتلك من القدرة ما يجعله قادراً على تصوير أحاسيس كل البشر، بـكل ما فيـهم من عمق المشاعر الإنســـانية وانفعالاتها ، وهذا ما تجده في عمله المسرحي الـفـذ والمنقطع النظــير في الشعر الفلسطيني بخاصة والشعر العربي بعامة ، شاعر غمط حقه ، لم يكن مداحاً ولا متكـسباً بشعره ، ولم يكن في يوم شاعر بلاط يقبل الأرض لينال الحظوة ، ولم يتوان عن الهجاء الــلاذع لمن قصر في حق أمته مهما كانت مكانته ، لم يهادن أحدا على حساب العرب والمسلمين أو عــلى كرامته ، ولم يتزلف أو يجامل جهة على حساب الأخرى ، وهذا لم يرق لبعض المسئولين والحكام ، ولم يلق من الاستحسان كما لقي غيره. 17
18- ربما لا نجافي الحقيقة إذا قلنا أن ( برهان الدين العبوشي ) هو أكثر شعراء فلسطين الذين تعرضـــوا للغبن ، وهو أحد ـ الكبار ـ الذين تم تجاهلهم من المؤسسة الثقافية الفلسطينية ، ولذلك ليـس غريباً أن ترى أجيالاً من الفلسطينيين لا يعرفون شيئاً عن هذا الشاعر، وإن كانت الدراســــــــات الأدبية والنقدية والأكاديمية ألتي تناولت تطور حركة الشعر الفلسطيني في القرن العشرين أفردت مساحة واسعة ومهمة للحديث عن الشاعر وتجربته قياساً بتجارب مجايليه من الشعراء الفلسطينيين. 18
هذا شاعر فلسطيني كبير ، يمكن أن نطلق عليه لقب (الشاعر المظلوم) .. نسيه النقاد والدارسون لأسباب غير معروفة وحتى الذين أتوا على ذكره من أمثال سارة ديكان واصف في (معجم الكتاب الفلسطينيين) ومحمد عبدالله عطوات في كتابه عن الشعراء الفلسطينيين وغيرهما ، فإنهم ذكروا أنه توفي عام 1970 مع أن الرجل عاش حتى عام 1995 ، أي أنهم غيبوه قبل ربع قرن من غيابه . 19
وتأتي أهمية هذا العمل أنه ألـف في أشد السنين قتامة ً في تاريخنا الفلسطيني والعربي المعاصر لأن هذه المسرحية الشعرية أصدرها المؤلف عام 1949 في جنين يحكي فيها ذكرى النكبة الفلسطينية وإنشاء الكيان الصهيوني وجهاد شعب فلسطين ضد الاحتلال الصهيوني من خلال استحضار نموذج حيّ عايشه الشاعر وشارك فيه بسِنانه ولسانه، حيث أرّخ " برهان الدين العبوشي " لمعركة جنـــين البطولية التي شارك فيها الأهالي مع نفر من الجيش العراقي متلاحــمين حتى تمكنوا من دحرالعدوان وحماية مدينة جنين من أن تتحول إلى بقعة محتلة آنذاك كحيفا ويافا وعكا وبلدات الجليل الأعلى والأوسط. هذه المسرحية وثيقة تاريخية وأدبية خطيرة ومهمة تكشف عن تفاصيل جديدة من أرض الواقع ، وتكشف عن جو سياسي قائم آنذاك يتعامل معه أهل فلسطين والجيــوش التي ترابط فيها ، وتحكي المسرحية عن جوانب هي في الغاية من الأهمية تتعلق بالأجواء النفسية ، والمشاعر المختلطة ، والإشاعات السائرة، والمواقف الرسمية والشعبية. 20
وتحتاج كتابة المسرحية الشعرية إلى قدرة شعرية ترفدها قدرة فنية موازية على فهم المسرح وآلياته ، ولذلك كان الإبداع المسرحي الشعري قليلا في إبداع الأدباء الفلسطينيين في موازاة الأجناس الأدبية الأخرى ، فلا يمكن أن توازي عدد المسرحيات الشعرية بعدد الدواوين ، ولذلك يمكن وضع اسم " برهان الدين العبوشي " إلى جانب " أبو خليل القباني " و " أحمد شوقي " و " عزيز أباظة " و " عدنان مردم بك " و " علي محمد لقمان " من رواد المسرح الشعري في مصر واليمن وسورية ، ولا يحضرنا من الأسماء في فلسطين غير" العبوشي " و " محي الدين حاج عيسى " ألذي وصلتنا مسرحيتاه الشعريتان (مصرع كليب) و (ابن شهيد) . 21
وكما نرى أن شعراء المسرحية في فلسطين غلبت عليهم الموضوعات التاريخية المستقاة من التراث العربي والإسلامي فيما سعى " العبوشي " إلى توسيع الدائرة وعالج مأساة فلسطين أو نذر المأساة قبل أن تحدث من خلال وعد بلفور والثورات المتعاقبة التي ناهضت المشروع الصهيوني البريطاني، وهجرة اليهود إلى فلسطين وقضية السماسرة حتى اندلاع ثورة العام 1936 وذلك في مسرحية " وطن الشهيد " التي اعتبرها المسرحية الشعرية الوحيدة التي اهتمت بطرح القضية في وقت مبكر الأمر الذي يشكل إرهاصاً قوياً بكل ما جرى بعد ذلك في العام 1948 وبصرف النظر عن درجة التوفيق التي حالفت هؤلاء الشعراء في كتابة مسرحياتهم الشعرية وعن إمكاناتهم المتاحة لتوظيف الشعر كأداة درامية فإن مؤرخ الأدب في فلسطين سوف يعتبر هذه المحاولات إشارة باكرة إلى وجود مسرح شعري في فلسطين كان يواكب شوقي وعزيز أباظة في مصر وأحمد باكثير في اليمن ما يدل على وعي متقدم في هذا

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 06:22 AM

قصيدة الفرقان – ديوان جنود السماء
تمهــيد
تم اختيار هذه القصيدة لما حوته من تضمين شعري على وزن وقافية واحدة لأسماء سور (القرآن الكريم )،فلقد جاء على لسان الشاعر الراحل في مقدمة ديوانه " جنود السماء " الذي أستهله بهذه القصيدة بقوله ( وكنت أظن أنّ أحداً لم يسبقني إلى ما عزمت عليه ، وتبين لي بعد ذلك أن أحد أدباء الفترة المظلمة قد سبقني بنظم السور الكريمة بقافية مختلفة على غِرار ألفية ابن مالك في النحو ، علمتُ ذلك من الأديب الكبير الأستاذ محمد بهجت الأثري )...

إله العرش يا من مدّ بحـراً
خلقـت الكـون من عـدم فأضـحى
وهيـأتَ الثــرى رزقـاً ومـأوى
من الغفران أرجو منك غَفـرا
بفضـل يديـك آلاءًا وسحـرا
ولـلأخرى جعلتَ الرزق أجرا


الفاتـحة
وأنزلتَ الكتابَ هدىً ونوراً
حمدنا واعتمدناهُ كتاباً
بفاتحة تزيد القلب بشراً
يجود برحمةٍ ويرد شَرّا


البقـرة
أُمرنا لم نكابرْ ثم زدنا
مضى موسى بهديهمْ فطاشوا
فكان جزاؤهم تيهاً ولعناً
ببقرةِ آل إسرائيل ذكرا
وهمّوا في رسول الله نُكرا
ونبذاً من بني حوّا وحِجْرا


آل عِمـران
وكانت آل عمرانٍ وفاءً
تمد نساءنا بِراً وَطُهْرا


النســاء
فالآء النساء تجلّ فعلاً
وتمنح قلبنا حُبّاً وقَدْرا


المــائدة
وتنفحنا بمائدةٍ تجلّى

بها عفو الإله هدىً ونصراً


الأنعــام
وأنعاماً رأينا الخير فيها
يزيد نتاجُها لله نَحرا


الأعراف والأنفال
وللأعْراف نورٌ أي نورٍ
يتم بها سَنا الأنفال بَدْرا


التوبة و يونس
تُجاب التوبة المثلى بهذى
وسورة يونس بالحق عَشْرا


هـود و يُوسُف
وحسبك عبرة أصحاب هودٍ
ويوسفُ إذ رماه ذووه مَكراً


الرعـــد
ومن عَجَبٍ نرى رعداً يُدوّي
بتسبيحٍ ونسكتُ نحن كِبْرا


إبراهــيم
ولو كنا كإبراهيم عقلاً
أقام بمكةٍ حيناً وأمضى
وفي أرض (الخليلِ) ثوى نبياً
فجدّ الأنبياءِ أبو أبينا
فدع عنك افتئات يهودِ شؤمٍ
عرفنا الله لم نعبده صخرا
بأرض القدسِ عمراً كان فخرا
نعمت أيا (خليلُ) حِمَىً وقبرا
رسولُ الله مجدّه وأطرى
فليسوا منه ، إبراهيم يَبْرا


الحِجـْـر
وأنهم كأهل الحِجْر ذُمّوا
وعاشوا في الورى كِبراً وشزرا


النحــل
ولا نفعٌ بهم (فالنحلُ) أجدى
تفيد بآيها ثمراً وزهرا


الإسـراء
وليس لهم بقدسِ الله أرض
لنا المسرى ، بطه اللهُ أسرى


الكهــف
فدعهم في ظلام الكهف أسرى
فقد ضلوا به من قبل عُمرا


مريــم
ومريم حقها فينا فإنا
فقد ولدَ المسيح (ببيت لحمً)
نُقدّس طفلها سِراً وجَهْرا
وأنتم جئتم من مِصر قَسْرا


طـــه
وطه زارها ودعا ولبّى
سيرجعها صلاح الدين منكم
وَعَرّجَ في السماء وعاد فَجْرا
فبالإسلام عَزّ صلاحُ دهرا


الأنبيـاء
وكل الأنبياء بنا كِرام
وشئتم أنتمُ بالرُسْل ضَرّا


الحــج
نحجُ اليهم والحج فرضٌ
لمكة حيث كان الحج يُسْرا


المؤمنـون
هناك المؤمنون يرون نوراً
لرب الكائنات يفيض خيرا


النور والفرقان
ترى النور المبين بدا اتحاداً
يشعُ بآية الفرقان بُشرى


الشــعراء
فلا الخطباء قد وضعوه نثرا
ولا الشعراء قد وضعوه شِعرا


النمل والقـصص
ترى للنمل فيه هدىً وتقوى
وبالقصص العجيبِ ضيّاً وذِكرا


العنكبوت والروم
وبيت العنكبوت به تهاوى
فجرّد بالجهاد ولمّ شعثاً
وآخى تابعيه فلا تَعالٍ
وعِزّ الرومِ والطغيان حَرّاً
وحلّق بالعقول وجَبّ فقرا
ولا فضل لمن قد ساد قهرا


لقـــمان
هو الأخلاق في لقمانَ تلقّى
وصيّته ابنه إذ خاف حَشْرا


السـجدة
يقول له بُنَيّ أُسجد منيباً
لربٍ يجعل (الزرقاءَ) حَمْرا


الأحـزاب
ترى الأحزاب قد دلّت غرارا
لصولتهِ فحزبُ الله أجرا


ســبأ
وهاكم عِبْرة سَبأ سَباها
إله العرش ما أعطى وأجرى


فاطــر
رماها فاطرُ الدنيا بسيلٍ
فقد خرجوا عن الأخلاقِ ظلماً
وجرّدَ ملكها تاجاً وعرّى
وساموا الشعب إرهاقاً وفُجْرا


ـَــس
وَقُدْماً جاء في (يس) ذكرٌ
لخلق نبينا والله أدرى


الصـّافات
يَصُفُّ الخلقَ صفاً إثر صفٍ

ليوم حسابه ويبُتُّ أمرا


ص
وفي صادٍ يعلمنا اعتدالاً
وإنصافاً (بداوودٍ) وصبرا


الزُمــر
فإن نظلِم نُسَـق زُمراً ليومٍ
نذوق به نتاج الظلم حَرّا


غافــر
فخافوا الله غافرَ كلَّ ذنبٍ
وخالق رزقكم حَبّاً وتِبْرا


فُصـِّـلت
ومهما فُصّـلت آيات ربي
تفدْك هدايةً وتزدْك قَدْرا


الشـورى
ترى الشورى بها عِزاً وفضلا
ترى فيها الورى أسنان مشطٍ
يسود الحق فيها مُشمخرّا
فويل للظلوم إذا تجرّا


الزُخـْـُرف
هل الدنيا بزخرفها أفادت
فإن الزخرف الواهي تهرّا



الدخــان
ستصبحُ كالدخان ليومِ حشّر
ويحرقُ كوننا شِبْراً فَشِبْرا


الجــاثية
وتلقى النفس جاثيةً خشوعاً
وينقر أنف عبد السوء نَقرا


الأحــقاف
وما الأحقاف يوم عذابِ عادٍ
سوى كأسٍ يلاقي بعدُ نهرا

محــمد

عسى بمحمد أن نلقى شفيعاً
محمد قد أتى بالذكر نوراً
وإنَّ إلهنا بالعفو أحْرى
ليهدي من عصى الرحمن كُفْرا


الفـتح
فجاهَدَ ثم جاهَدَ يوم فتحٍ
وكان له من الأبطال جيلٌ
وهيمن بعده الأبطال شرقاً
وجاء بُعيدهم جيلٌ أضاعوا
فكان جهاده للعزِّ جِسْرا
غزا العُزَّى بهم وأذل (نَسرا)
وغرباً في فلسطين ومِصرا
فذاقوا من ضياع الدين خُسْرا


الحُجُـرات
وما غنموا ، وإن لهم شبيهاً
بمن نادى ورا الحُجُرات جَهْرا


ق و الذاريات
وقاف سورةٌ فيها إدّكار
كآيّ الذاريات يُزلن وَقْرا


الطور والنجم
وبالطور الذي موسى غشاه
وآي النجم ذو الايمان يَبْرا


القمر والرحمن
يرى القمر المنير فيجتليه
وللرحمن فيه رأيت سِرّا


الواقـعة
واذا دهمته واقعةٌ رمتهُ
صواعقُ تنثر الأفلاك نثرا


الحـديد
ترى زُبُرَ الحديد تذوب مما
أراد الله إمَّا شاء قدرا


المجـادلة
ألا اقرأ في مجادلة بياناً
لتكسب عدله والعفو عُمْرا


الحشر والممتحنة
فقم هيئ ليوم الحشر زاداً
لممتحنٍ يضم الناس سَكْرى


الصــف
ورُصّ الصـَّف والشهداء إني
أرى روض الخلود لهم ممرّا


الجـُمُعَة
وصَلِّ الجمعة الغراءَ واخطب
تعالى منبر الخطبا مَقَرّا


المنافقون والتغابن
وشَهِّر بالمنافق ، مَنْ ينافق
هم العملاء قد هانوا فماتوا
يَجدْ يوم التغابن مُكْفَهِّراً
وخافوا وحدة الاسلام خَضرا


الطــلاق
فطلِّـقهم طلاق البنت خانت
فقد كان الطلاق أعز مجرى


التحـريم
هو التحريم حرم أن تدانى
ذوي السّوأى وتؤذي المرء حُرَّا


الملـك
فكلُّ المُلْك للرحمن يجري
عليه الحكم تثميناً ومهرا


القـلم
وزان الملك بالقلم المجلَّى
وكان العلْمُ والأذهانُ حِبرا


الحـاقـّة
إذا ما الحاقّة الكبرى استقرت
ترى قلمَ الحسابِ جرى وصَرّا


المعــارج
وكان صغيره في اللوح يجري
ويَسْمَع ذو المعارج ما سَيُـقرا


نـوح
جرى مِنْ قبلِ نوح يوم نادى
فتاه ليستقيم فزاد غَدرا


الجـنّ
رمته الجنُّ كم في الجن شرٌ
وخيرٌ يسمع القرأن ذِكْرا


المُزَّمِّل والمُدَّ ثـِّر
يرتل في المزمِّل خير قولٍ
وفي آي المدثـِّر ما أسرّا


القيامة وألانسان
لهم يوم القيامة حكم ربي
وللأنسان ما وَفَّى وأغرى


المرسلات والنبأ
أرتْهُ المرسلات وجود ربي
وفي النبأ المخيف النفس حَرّى


النازعات وعبس
ووجه النازعات تراه جَهماً
إذا عبس ابن آدم أو أصرّا


التكوير والانفطار
له نُذُرٌ مِنَ التكوير تبدو
كوجه الانفطار إذا استمرّا


المطففون والانشقاق
فويلٌ للمطفف ذاب خوفاً
بيوم الإنشقاق ومات ذُعْرا


البروج والطارق
يرى ذات البروج غدت لهيباً
وطارقها غدا نُتَفاً وذَرّا


الأعلى والغاشية
فسبـِّح ربك الأعلى وإلا
جُرِرْتَ بغاشيات الموت جَرّا


الفجر والبلد
وصلِّ الفَجْرَ واشْدُدْ رَحْلَ حجٍ
إلى البلد الحرام تُجازَ عَشْرا


الشمس والليل والضحى والشرح والتين والعلق
تجدْ شمساً محاليلاً ضُحاها
فَمِنْ عَلَقٍ خُلِـقْـت وكنت غيباً
فتشرح أن قرأت التين صدرا
فأهملت اللٌباب وصُنْتَ قِشْرا





القــدر والبيـنة
فقم في ليلة القدر ابتهالاً
ببينةٍ وألا مُتَّ صِفْرا


الزلزلة والعاديات
أذا ما زُلْزِلَتْ دنياك يوماً
فإن العاديات يَصِـْرن عُـقْرا


القارعة والتكاثر
فقارعة الإله أشد فتكاً
ترى فيها التكاثر عادَ شرا


العـصر و الهُـمَزَة
وصَلِّ العصر واترك كل هُمَزٍ
وإلا متُ مثل الفيل عَصْرا


الفـيل
تحدى الكعبة الغَرّا فحامت
أبابيلٌ عليه رمته جَمْرا


قـُرَيش
ولم تنهض لتحميه قريشٌ
فإن العُرْبَ ناموا تحت كِسْرى


الماعـون
لقد جادوا بماعونٍ لضيفٍ
وأولوه سَماحاً ثم جَزْرا




الكـوثر والكـافرون
وأعطى كوثراً بجهادِ حقٍ
وأخزى الكافرين فكان نصرا


النصر والمسد والإخلاص
عَـنَتْ أعناقهم قهراً وذلاً
ففي الإخلاص للرحمن غَوْث
إلهٌ واحدٌ صَمَدٌ غنيٌ
وأنزلَ في الكتاب علومَ بحرٍ
وعَلّمـَنا القتال إذا ظُُلِمْـنا
وعَمّر بالعلوم وما إليها
وصان حياتنا عقلاً وقلباً
وألاء الإلهِ أجل قدراً
فسبح ربك الجبار واسجد
وتاهت أمة الإخلاص فخرا
يعينك إن رماك الإثم إصرا
عن الأولاد والأكْفَان تَُبَرّا
جنيْنا صَيْدَها لحماً ودُرّا
وصُنع الدرعِ إيماناً وشُكْرا
لنزرع أرضنا حباً وتمرا
وجسماً لا يطيق الزاد خَمْرا
عن الإحصاء إمّا رُمْت حصرا
تَنل منه الرضا عَفواً وقصرا


الفـلق والنـاس
أعوذ بخالقٍ فلقاً صَبيحاً
من الشيطان انساناً وجناً
(فبرهان) ليرجو الله نصراً
وأسأله تعالى العفو عنا
رفعت اليك فوق الكتف قلباً
لتغفر لي فإنَّ الذنب طامٍ
ألم أكُ بعض صُنْعِكَ يا إلهي
وأنك قد وعَدت العبد عفواً
برب الناس والأكوان طُرّا
مُفَرّق أمةِ الإسلام شَذْرا
على الأعدا ويرجو منه أجْرا
إذا مُتنا وعاد الكون قبرا
لأجعل من رضاك الغَمْرَ عُذْرا
فليس سوى الرحيم يُقيل عَـْثرا
وإنَّ الذنب مني كان جَهْرا
فسامحني ودع للكَسْرِ جَبْرا

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 06:22 AM

و هذه قصيدة "إلى متى" للشاعر برهان الدين العبوشي

شطّ المزار ولكنْ قلبُنا يَقِدُ = والروح هائمة والعين والكَبِدُ
لُقيا الأحبّة يُحييني ويؤنسني= أمدّ قلبي لهم إنْ لم تُمَدَّ يد
علانيَ الشيب لكن لم ينل وطراً = من همّتي فمشيبي تحته أسد
ألم تروا أنني جدّدت أجنحتي = فطرتُ من دجلةَ الأحرار أجتهد
لألتقي بنسور الموت في بلدٍ = جمالٌ البطل الفادي له سند
أطير فوق ربى الأردنّ مُلتفِتاً = إلى فلسطينَ وهي القلب والجسد
لأنتشي بسجايا من شمائلها = لعلّ قلبي الذي ينشقّ يبترد
فإنها نفحة من معشر ركعوا = عند الخليج وفي الإسبان قد سجدوا
هنا ذكرتُ رسول الله حيث سرى= على البُراق وكل الخَلْق قد هجدوا
اني لأُنشد شعري الحرّ في بلدٍ = جدّ الرسول به يُصغي لمن نشدوا
لعلّ قوم رسول الله تسمعني = آذانهم فيعودوا مثلما وُجدوا
لقد وقفتُ هنا من قبل ممتشقاً = سيفاً وعدت لابكي فيه من لُحِدوا

****
دعنا من الشوق ولنفحصْ مريضتنا = ثُمَّ لْنُسائِلْ أُساةَ العُرْب لِمْ جمدوا
ما لي ارى الناس قد عزّوا بتربتهم= ونحن في أرضنا التمزيق والبَدَد
أَمَا بهم نخوةٌ تُرجى لأنفسهم = أم قلبهم مرض أم عينهم رمد
فيمَ احتفالكم والجنّ قد مَرَدوا = وذاك مسرى رسول الله مُضطهَد
إن الإباء ليأبى أن نُحدِّثهُ = عن المكارم والأعراض تُفتقَد
ألم تروا كيف بتُّم الفَ شرذمةٍ = شعارها الجبن لم يأبه لها أحد
هذا دخيل وهذا تابع وترى = أخاك تقتله الأطماع والحسد
ملأتمُ الأرض تعداداً وأمتكم = ذليلة يعتليها السيف والصفد
فنحن في الأرض آلاف مُؤلّفةٌ = لكننا كغُثاء السيل ننجرد
وليس ينفعكم في ذلكم عددٌ = فعُدّة الحرب تحمي الحق لا العَدَد
إن ثرتُمُ فعلى الأوطان ثورتكم = وخصمكم بينكم ما زال يَحتصِد
إلى متى ولهيب الذعر يُحجمكم = عن خوض معركة في القدس تَتّقد
إنْ تبتغوا الله في الذكرى فدونكم = مسرى الرسول فأدّوا حقه تجدوا
دعوا البكاء وخلّوا الندب واعتمدوا = على العزيمة والإيمان واتّحدوا
إن اعتمدتم على الأقوال سفّهكم = إلهكم ونأى عن أهله البلد
هل كان جيشُ صلاح الدين جيشَ دُعَا = أم كان جيشَ جهاد صانه (الأحد)
القادسية واليرموك شاهدةٌ = لدين طه وذي (بدر) وذي (أُحُد)
تجلّلتْ كلها بالسيف أيّدهُ = قرآننا في صدور زانها الزرد
قرآننا النور لم يترك لدارسهِ = إلا الحقيقةَ أن الصدق مُعتمَد
يا ما أُحيلى شبابَ العرب زيّنهم= قرآنُهم في أتون الحرب إذ صمدوا
ومادتِ البيد واهتزّتْ بأندلسٍ = جبالُها لشباب قادهم أسد
ونحن أحفادهم والشبل من أسدٍ= ومن يُخلّف تراثاً صانه الولد
تراثهم بات نهبَ الإنجليز ومَنْ = يُهمِلْ تراث أبيه عضّه الكمد
يبيع (بلفورُ) غيلاً ليس يملكهُ = لما رأى قومنا من حوله قعدوا
أضحتْ فلسطينُ شاةً تُستدَرّ وما= هناك من عرب يُرجى بهم عَضُد
واللهِ والله لم نُغفِل سلاح فِدا = لولا الملوكُ أتانا منهم النَّكَد
من مطلع القرن خضنا نارها أُسُدا= ولم نكفّ ولكن جِيرتي جحدوا
كنا ثلاثين نغزو جحفلاً لجِباً = من الصهاينة القوم الأُلى فسدوا
كانت لهم (أمريكا) عونهم مدداً = ونحن لم يأتنا من يعربٍ مدد
إخواننا سلبونا كل قارعةٍ = ندكّ فيها قلاع الخصم وابتعدوا
وهادنوا معشراً ما كان هادنهم= نبينا يوم خانوا الله وانتقدوا
ولو رأيتَ (علياً) عند (خيبرهم) = يدكّ قلعتهم في شِدقه الزبد
هاتِ السلاح وأطلقْ سَرْح لاجئنا = على العدوّ يُذقْه النار تتّقد
يا من رأى أَسَداً يبكي بخيمتهِ = قد كبّلوه بقيد الذل واقتعدوا
تدارست نخوة الأحرار واندثرتْ = في أمة ضجّ منها القيد والوتد
اللاجئون هُمُ آساد أمتنا = والنصر منهم وفيهم يثأر الولد
اللاجئون حزازات القلوب لمنْ= يُحسّ بالشرف الغالي ويرتعد
لا تحسبوهم حطاماً إنهم ذهبٌ = قد جاهدوا في سبيل الله واعتقدوا
وإنهم ليرجّون الجهاد غداً = وفيهم الشِّيب والشبّان و(الصَّمَد)

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 06:24 AM

ابراهيم الخطيب
ولد إبراهيم أحمد إبراهيم الخطيب في قرية قومية عام 1938، وحصل على بكالوريوس طب من جامعة دمشق عام 1973، وعلى بورد أمريكي في أمراض النساء عام 1981، ويعمل منذ تخرجه طبيباً في أمراض النساء والولادة والعقم، وهو عضو في رابطة الكتاب الأردنيين وعمل أميناً للشؤون الخارجية للرابطة واتحاد الكتاب العرب، وجمعية الأطباء الشعراء، ونقابة الأطباء، وحصل على الجائزة الأولى لأفضل نصف مغني في مهرجان الأغنية العربية عام 2002، وكتب للإذاعة والتلفزيون العديد من الأعمال الدرامية، وشارك في فعاليات شعرية عربية أهمها مهرجان جرش، ومهرجان المربد.
مؤلفاته:
1- غن لي غدى (ديوان شعر) دار الجاحظ-عمان 1984.
2- قناديل للنهار المطفأ (ديوان شعر) دار ابن رشد-عمان 1985.
3- عز الدين القسام (ديوان شعر) دار الكرمل-عمان 1986.
4- حظيرة الرياح (ديوان شعر) دار طبريا-إربد 1986.
5- الوذ بالحجر (ديوان شعر) دار اليراع-عمان 1988.
6- دم حنظلة (ديوان شعر) دار الينابيع-عمان 1989.
7- وجهاً لوجه (ديوان شعر) دا رالكندي-عمان 1992.
8- ذيقار الأخرى (ديوان شعر) دار الينابيع-عمان 1992.
9- سنابل الأرجوان (ديوان شعر) دار الكرمل-عمان 1990.
10- أرى تقلب حرفك في النساء، شعر، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1996.
11- عرضة للحياة (ديوان شعر) اتحاد العرب، دمشق، 1996.
12- أرى قوافي قد أيعنت (ديوان شعر) دار الينابيع، عمان، 2003
نماذج من شعره:
ربيع عينيك
ربيع عينيك هذا الأخضر الثملُ
أم جدولٌ فاض فيه الشعر والغزلُ؟
لو كل عرقٍ تروّى فيّ عن ظمأ
لزمجر البحرُ أن الماء لا يصل
هل الكواكب خجلى منك حين هوتْ
ولم يكن من سجايا النجمةِ الخجل؟
أهودجٌ فوق هام الريح موكبهُ
أم نزوةُ العطر فالأزهار تحتفل؟
أم جادنا الغيثُ فالآمالُ مورقةٌ
والصخرُ والطيرُ والأغصانُ تغتسل؟
ماذا أصاب رصيفاً كان منشغلاً
لكنه الآن في عينيك منشغل؟
يا فتنةَ اللحظ هذا الهُدْب مشكلتي
هل جفّ حبري أم استعصتْ بيّ الجُمل؟
أذاك شرٌ من العينين أم شررٌ
حتى تمنيت أن الجفنَ ينسدل
لا الصمت يشفي ولا الأشعار دانيةٌ
فكل ما قيل في عينيك مُنتحل
كم شاعر في رماد الصدّ مختنق
أطفأتِ عينيه لما جاء يكتحل
يا واحة الشعراء الحالمين سدىً
ما ضر لو مسّهم من فيضك البلل


الساعة الآن 03:19 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى