منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   المكتبة العامة (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=239)
-   -   حـكايـات عـربـيـة (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=17740)

صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 05:32 AM

عقـل راجــح
‏ تحدث أحدهم، وكان يتلقى الأدب على "المبرد" فقال:‏ ‏ خرجت ذات مساء بعد أن انتهى الدرس من بيت المبرد فرأيت إنساناً أشعث، في أسمال بالية، ولما أن كدت أتجاوزه، أومأ إليَّ وبادرني بقوله..‏ ‏ "أنت تلميذ المبرد، وإنني أعلم أنه عقب إلقاء درسه اليومي، يختتم حديثه ببيتين من الشعر... فماذا كانا اليوم؟‏ ‏ فقلت بسرعة لأتخلص منه.‏ ‏ لقد ختم حديثه بهذين البيتين: أعــار الغيـثَ نائلــه إذا مـا مــاؤه نَفِــدا وإن أسـد شكـا جُبنـا أعـار فـؤاده الأسـدا وما إن انتهيت، حتى أسرع هذا بقوله:‏ ‏ لو أعار نائله للغيث، لأصبح بلا نائل، أي بخيل، ولو أعار الأسد فؤاده، لأصبح بلا فؤاد، فهل هذا مديح أم هجاء؟؟‏ ‏ فدهشت وقلت: "إذاً ماذا كان يقول؟" وكنت أريد إحراجه، فأجاب بعد تمعن وببطء: علم الغيث الندى حتى إذا ما وعاه علم البأس الأسد فـإذا الغيـث مقـرٌّ بالكرم وإذا الليــث مقـرٌّ بالجلــد وتركني مشدوهاً ومشى..

صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 05:32 AM

علاج لسعة الزنبور
‏ خبـّرني ثمامةُ عن أمير المؤمنين المأمون أنه قال:‏ ‏ قال لي بختيشوع بن جبريل الطبيب: إن الذباب إذا دُلـِك به موضعُ لـَسـْعةِ الزنبور سـَكـَن. فلسعني زنبور، فـَحـَكـَكـْتُ على موضعه أكثر من عشرين ذبابةً فما سـَكـَن إلا في قـَدْر الزمان الذي كان يسكـُنُ فيه من غير علاج. فلم يبق إلا أن يقول بختيشوع: كان هذا الزنبور حتفـًا قاضيـًا، ولولا هذا العلاج لقتلك!‏ ‏ وكذلك الأطباء: إذا سقـَوا دواء فضرّ، أو قطعوا عـِرْقـًا فضرّ، قالوا: أنت مع هذا العلاج الصـَّوابِ تجـِدُ ما تجد، فلولا ذلك العلاجُ كنتَ الساعةَ في نار جهنم! ‏ ‏ ‏
من كتاب "الحيوان" للجاحظ ‏


صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 05:33 AM

علم الفلك، ما فائدتـه؟
‏ كان نصيرالدين الطوسي الفيلسوف وعالم الأرصاد، ذا منزلة عالية عند هولاكو، وكان هولاكو يطيعه فيما يشير به عليه، والأموال في تصريفه. فابتنى نصير الدين بمراغة قبة ومرصداً عظيماً، واتخذ في ذلك خزانة فسيحة الأرجاء وملأها من الكتب التي نُهبت من بغداد والشام والجزيرة، حتى تجمّع فيها زيادة على أربعمائة ألف مجلد.‏ ‏ حكى أنه لما أراد بناء المرصد، رأى هولاكو أنه سيكلفه الكثير من الأموال. فقال لنصير الدين:‏ ‏ هذا العلم المتعلق بالنجوم، ما فائدته؟ أيدفع ما قُدِّر أن يكون؟‏ ‏ فقال: أنا أضرب لك مثلاً: يأمر مولاي من يطلع إلى هذا المكان، ويرمي من أعلاه طشت نحاس كبير من غير أن يعلم به أحد.‏ ‏ ففعل ذلك. فلما وقع الطشت كانت له وقعة عظيمة هائلة روّعت كلَّ من هناك، وكاد بعضهم يصعق. وأما هو وهولاكو فإنهما ما حصل لهما شيء لعلمهما بأن ذلك سيحدث. فقال له نصير الدين:‏ ‏ هذا العلم النجومي له هذه الفائدة: يعلم الخبير به ما يحدث فلا يحصل له من الرّوْعة ما يحصل للذاهل الغافل عنه.‏ ‏ فأمر هولاكو بالشروع فيه. ‏
من كتاب "فوات الوفيات" لابن شاكر الكتبي. ‏ ‏


صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 05:34 AM

عن الحـوت وبحـر الظلمـات
قد ركبتُ عدة من البحار، كبحر الصين والروم والقلزم واليمن، وأصابني فيها من الأهوال ما لا أحصيه كثرة، فلم أشاهد أهول من بحر الزنج، وفيه السمك المعروف بالأوال، طول السمكة نحو من أربعمائة ذراع إلى خمسمائة ذراع، والأغلب من هذا السمك طوله مائة ذراع. وربما يهزّ البحر فيـُظهر شيئـاً من جناحه فيكون كالقلع العظيم.وربما يـُظهر رأسه وينفخ الصـُّعـَداء بالماء فيذهب الماء في الجو أكثر من ممر السهم.‏ ‏ والمراكب تفزع منه في الليل والنهار، وتضرب له بالدبادب والخشب لينفر من ذلك. وهو يحشر بأجنحته وذنبه السمك إلى فمه وقد فغر فاه. فإذا بـَغـَت هذه السمكة بعث الله عليها سمكة نحو الذراع تـُدعى اللـَّشك، فتلصق بأصل أذنها فلا يكون لها منها خلاص، فتطلب قعر البحر، وتضرب بنفسها حتى تموت، فتطفو فوق الماء فتكون كالجبل العظيم. وربما تلتصق هذه السمكة المعروفة باللشك بالمركب فلا يدنو الأوال مع عظمتها من المركب، ويهرب إذا رأى هذه السمكة الصغيرة إذ كانت آفة له وقاتـِلتـَه.‏ ‏ وعلى الحدّ بين بحر الروم وبحر أوقيانوس المنارةُ النحاس والحجارة التي بناها هرقل الجبار، على أعلاها الكتابة والتماثيل مشيرة بأيديها أن لا طريق ورائي لجميع الداخلين إلى ذلك البحر. فهو بحر لا تجري فيه جارية، ولا حيوان ناطق يسكنه، ولا يحاط بمقداره، ولا تـُدرَى غايته، ولا يـُعلم منتهاه. وهو بحر الظلمات، أو الأخضر، أو المحيط.‏ ‏ وقد ذهب قوم إلى أن هذا البحر أصل ماء سائر البحار، وله أخبار عجيبة قد أتينا على ذكرها في كتابنا "أخبار الزمان" في أخبار مـَن خاطر بنفسه في ركوبه، ومن نجا منهم ومن تلف، وما شاهدوا منه. وذكرتُ أن منهم رجلاً من أهل الأندلس يقال له خشخاش، وكان من فتيان قرطبة وأحداثها، فجمع جماعة من أحداثها، وركب بهم مراكب أعدّها في هذا البحر المحيط، فغاب فيه مدة، ثم انثنى بغنائم واسعة.‏ ‏ وخبره مشهور عند أهل الأندلس. ‏
من كتاب "مروج الذهـب" للمسعـودي


صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 05:34 AM

عن مـالك بن أنـس
‏ قال حسن بن نعمان:‏ ‏ كنت بالمدينة، فخلا بي الطريقُ نصفَ النهار، فجعلتُ أتغنّى بشِعر ذي يزن وأقول: ‏ ما بالُ قومِك يا ربابُ ‏ ‏ خُزرًا كأنهمُ غِضابُ ‏ ‎‎ فإذا كُوّة قد فُتحت، ووجْهٌ قد بدا منها تتبعه لحية حمراء، وإذا به الإمام مالك رضي اللّه عنه. فقال لي: ‏ ‏ يا فاسق، أسأت التأدية ومنعتَ القائلة. ‏ ‏ ثم اندفع فغنّى الصوت غناء لم أسمع بمثله. فقلت: ‏ ‏ أصلحك اللّه‍! من أين لك هذا الغناء؟ ‏ ‏ قال: نشأتُ وأنا غلام، فأعجبني الأخذُ عن المغنين. فقالت أمي: ‏ ‏ يا بني، إن المغني إذا كان قبيح الوجه لم يُلتَفت إلى غنائه، فدع الغناء واطلب الفقه! ‏ ‏ فتركت المغنين وتبعت الفقهاء، فبلغ اللّه بي إلى ما ترى. ‏ ‏ فقلت: أعِد الصوتَ، جُعلت فداك! ‏ ‏ فقال، لا ولا كرامة! تريد أن تقول: ‏ ‏ أخذتُه عن مالك بن أنس؟ ‏
من كتاب "سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون" ‏ ‏ لابن نباتة المصري


صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 05:36 AM


اطوار 6 - 8 - 2011 01:08 AM

عظـــات
قال حكيم أديب، وناصح أمين:‏ ‏ إِياك وصحبة الملوك، فإنك إن لازمتهم ملوك، وإن تركتهم أذلوك، يستعظمون في الثواب رد الجواب، ويستصغرون في العتاب ضرب الرقاب.‏ ‏ وقيل لحكيم من الذي لا يخاف أحداً؟‏ ‏ فقال:‏ ‏ الذي لا يخافه أحد، فمن عدل في حكمه، وكفَّ عن ظلمه، نصره الحق، وحسنت لديه النـُّعمى، وأقبلت عليه الدنيا، فتهنـَّى بالعيش، واستغنى عن الجيش، وملك القلوب، وأمن الحروب، وصارت طاعته فرضاً، وظلت رعيته جنداً، وإن أول العدل أن يبدأ الرجل بنفسه، فيلزمها كل خلة زكية، وخصلة رضية، في مذهب سديد، ومكسب حميد، ليسلم عاجلاً، ويسعد آجلاً. وأول الجور، أن يعمد إليها فيجنبها الخير، ويعوِّدها الشر، ويـُلبسها الآثام، ويغبغبها المدام، ليعظم وزرها، ويقبح ذكرها.

لي عودة مع الشكر الجزيل على هذه الحكايات استاذ صائد

أرب جمـال 6 - 8 - 2011 02:45 AM

سلمت الايادي صائد على الحكايات القصيرة الممتعة
اكيد لي عودة لتكملة الحكايات
يعطيك الصحة والعافية

أبو جمال 8 - 8 - 2011 06:31 PM

مجهود رائع وموضوع قيّم
استمتعت بتواجدي بصفحتك

بانتظار المزيد من هذا العطاء

لك مني ارقّ تحية وأعذبها

دمت بخير

زمان الصمت 9 - 8 - 2011 12:49 AM

نبيـذ جيـد

حدّث أحد القُصّاص فقال: ‏ ‏ "إذا مات العبدُ وهو سكران، دُفن وهو سكران، وحُشِرَ يوم القيامة وهو سكران".‏ ‏ فقال رجل في طرف الحلقة: ‏ ‏ هذا والله نبيذٌ جيّد، يساوي الكوز منه عشرين درهمًا! ‏
من كتاب "أخبار الأذكياء" لابن الجوزي.

سلمت الايادي صائد على الموضوع الرائع والممتع


الساعة الآن 07:57 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى