منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   واحة الأدب والشعر العربي (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=199)
-   -   إيليا أبو ماضي (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=14113)

صائد الأفكار 19 - 2 - 2011 12:49 AM

[frame="13 98"]

ألقيت في حفلة تكريم الشاعر مسعود سماحة

--------

عادت رياض القوافي وهي حالية وكان صوّح فيها الزهر والعشب
واسترجعت دولة الأقلام نخوتها وكان أدركها الإعياء والتعب
بشاعر عبقريّ في قصائده عطر، وخمر رائق عجب
فاشرب بروحك خمرا كلّها أرج واشق بروحك عطرا كلّه طرب
وامرح بدنيا جمال من تصوّره فإنها السحر إلا إنه أدب
والبس مطارف حاكتها براعته تبقى عليك ويبلى الخزّ والقصب
كم درة يتمنّى البحر لو نسبت إليه باتت إلى مسعود تنتسب
لو أنها فيه لم تهتج غواربه لكنها لسواء فهو يصطخب
فلا جناح إذا ما قال شاعرنا للبحر _ يا بحر أغلى الدرّ ما أهب!
يا شاعر ((الدير)) كم هلهات قافية غنى الرواة بها واختالت الكتب
طلاقة الفجر فيها وهو منبثق ورقّة الماء فيها وهو منكسب
مرت على هضبات الدير هائمة فكاد يورق فيها الصّخر والحطب
إذا تساقي الندامى الراح صافية كانت قوافيك في الرّاح التي شربوا
فأنت في ألسن الأشباح إن نطقوا وأنت في همم الشّبان إن وثبوا
مسعود عيدك والشهر الجميل معا قد أقبلا ، وأنا في الأرض أضطرب
يحزّ في نفسي أني اليوم مبتعد وأنت من حولك الأنصار والصّحب
ألبيد (( والناس)) ما بيني وبينكم ليت المهامه تطوي لي فأقترب
ما كان أسعدني لو كنت بينكم كيما يؤدي لساني بعض ما يجب
لصاحب أنا تيّاه بصحبته وشاعر طالما تاهت به العرب
[/frame]

صائد الأفكار 19 - 2 - 2011 12:53 AM

[frame="13 95"]
نظمها بلسان أرغمها ذووها على الاقتران برجل طاعن في العمر

--------------------

لي بعل ظنّه الناس أبي صدّقوني أنه غير أبي
واعدلوا عن لوم من لو مزجت ما بها بالماء لم يستعذب
ربّ لوم لم يففد إلا العنا كم سهام سدّدت لم تصب؟
يشتكي المرء لمن يرثي له ربّ شكوى خفّفت من نصب
زعموا أن الغواني لعب إنما اللعبة طبعا للصي
وأنا ما زلت في شرخ الصّبا ذاك بالغصن وذا بالكوكب
قد جرى حبّ العلى مجرى دمي فهي سوّلي والوفا من مشربي
أنا لو يعلم أهلي درّة ظلمت في البيع كالمخشلب
أخدوا الدينار مني بدلا أترابي سلعة للمكسب؟
لا، ولكن راعهم عصر به ساد في الفتيان حبّ الذّهب
ليس للآداب قدر بينهم آه لو كان نضارا أدبي!
حسبوني حين لازمت البكا طفلة أجهل ما يدري أبي
ثمّ بالغول أبي هدّدني أين من غول المنايا مهربي؟
أشيب لو أنّه الدّجى شاب ذعرا منه رأس الغيهب
ليت ما بيني وبين النوم من فرقة بيني وبين الأشيب
يا له فظا كثير الحزن لا يعرف الأنس قليل الطّرب
يخضب الشّعر ولكن عبئا ليس تخفي لغة المستغرب
قل لأهل الأرض لا تخشوا الرّدى إنّه مشتغل في طلبي
ولمن يعجب من بغضي له أيها الجاهل أمري اتّئب
إنما الغصن إذا هبّ الهوا مال للأغصان لا للحطب
وإذا المرء قضى عصر الصّبا صار أولى بالرّدى من مذهبي

[/frame]

صائد الأفكار 19 - 2 - 2011 12:54 AM

[frame="13 98"]
أحبّ إله في صباه إلاهة جرى السحر في أعطافها والترائب
تمنّت عليه آية يجىء بها إله سواه في العصور الذواهب
ليمسي على الأرباب أجمع سيّدا ، وتمسي تباهي كلّ ذات ذوائب
وكان إلها جامحا متضرّما هوى، فأتى بالمعجزات الغرائب
كسا الأرض بالزهر البديع لأجلها ورصّع آفاق السما بالكواكب
وما زال حتى علّم الطير ما الهوى فحنّت وغنّت في الذّرى والمناكب
وأنشأ جنات وأجرى جدواولا ومدّ المروج الخضر في كلّ جانب
وشاء، فشاع العطر في الماء والضّيا وفي كلّ صوت أو صدى متجاوب
ومسّ الضّحى فارفضّ تبرا على الربى وسال عقيقا في حواشي السباسب
وقال لأحلام البحار تجسّدي مواكب ألوان وجيش عجائب
فكانت لآل في الشطوط ، وفي الفضا غيوم، وموج ضاحك في الغوارب
ولما رأى الأشياء أحسن ما ترى وتّمت له دنيا بغير معايب
دعاها إليه كي تبارك صنعة ولم يدر أنّ الحبّ حمّ المطالب
فقالت له : أحسنت! أحسنت مبدعا فيا لك ربّا عبقريّ المواهب
ولكنّ لي أمنية ما تحقّقت إذا لم تنلنيها فما أنت صاحبي!
******

فدنياك هذي على حسنها وسحر مشاهدها والصور
تشاركني سائر لالآهات لذاذاتها ونساء البشر
أريد دنيا فيها شعاع يبقي أذا غابت النجوم
أريد دنيا تحسّ نفسي فيها نفوسا بلا جسوم
أريد خمرا بلا كؤوس من غير ما تنبت الكروم
أريد عطرا بلا زهور يسري وإن لم يكن نسيم
وزادت فقالت: أريد أنينا يشوّش روحي ولا محتضر
وماء يموج ولا جدول، ونارا بلا حطب تستعر
فأطرق ذاك الاله الفتيّ وفي نفسه ألم مستتر
وقال امهليني ثلاث ليال أذلّل فيها المراد العسر!
وراح يجوب رحاب الفضاء يحدوه شوق ويدعوه سر
فسال مع الشمس فوق الربى وغلغل في الحندس المعتكر
وأصغى إلى نسمات المروج وأصغى إلى نفحات الزّهر
وبعد ثلاث ليال أتاها فظنته جاء لكي يعتذر
فقال وجدت الذي تطلبين لدي شاعر ساحر مبتكر
وأخرج خيطا قصير المدى بلون التراب ولين الشّعر
فلما رأته عراها الأسى وغوّر إيمانها واندثر
فصاحت بغيط: أتسخر مني؟ إذن فاحمل العار، او فانتحر!
أجاب رويدّك ، يا ربّتي فما في التعجّل إلاّ الضرر!
وشدّ إلى آله خيطه ودغدغة صامتا في حذر
ففاضت خمور ، وسالت دموع، وشعّت بروق، ولاحت صور!
فصاحت به وهي مدهوشة: ألا إنّ ذا عالم محتضر!

فيا ليت شعري ماذا يسمّى؟ فقال لها: إن هذا الوتر1

[/frame]

صائد الأفكار 19 - 2 - 2011 12:55 AM

[frame="13 98"]
حرّ ومذهب كلّ حرّ مذهبي ما كنت بالغاوي ولا المعتصب
أني لأغضب للكريم ينوشه من دونه وألوم من لم يغضب
وأحبّ كلّ مهذب ولو أنّه خصمي، وأرحم كلّ غير مهذب
يأبى فؤادي أن يميل إلى الأذى حبّ الأذية من طباع العقرب
لي أن أردّ مساءة بمساءة لو انني أرضى ببرق خلب
حسب المسيء شعوره ومقاله في سرّه : يا ليتني لم أذنب
أنا لا تغشّني الطيالس والحلى كم في الطيالس من سقيم أجرب؟
عيناك من أثوابه في جنّة ويداك من أخلاقه في سبسب
وإذا بصرت به بصرت بأشمط وإذا تحدثه تكشّف عن صبي
إني إذا نزل البلاء بصاحبي دافعت عنه بناجذي وبمخلبي
وشددت ساعده الضعيف بساعدي وسترت منكبه العريّ بمنكبي
وأرى مساوئه كأني لا أرى وأرى محاسنه وإن لم تكتب
وألوم نفسي قبله إن أخطأت وإذا أساء إلّي لم أتعتّب
مقترب من صاحبي فإذا مشت في عطفه الغلواء لم أتقرب
أنا من ضميري ساكن في معقل أنا من خلالي سائر موكب
فإذا رآني الغباوة دونه فكما ترى في الماء ظلّ الكوكب

[/frame]

صائد الأفكار 19 - 2 - 2011 12:56 AM

[frame="1 98"]
خرج الناس يشترون هدايا العيد للأصدقاء والأحباب
فتمنّيت لو تساعفني الدنيا فأقضي في العيد بعض رغابي
كنت أهدي، إذن ، من الصبر أرطا لا إلى المنشئين والكتّاب
وإلى كلّ نابغ عبقريّ أمّة أهلها ذوو ألباب
وإلى كلّ شاعر عربيّ سلّة من فواكه الألقاب
وإلى كلّ تاجر حرم التوفيق زقّين من عصير الكذاب
وإلى كلّ عاشق مقلة تبصر كم من ملاحة في التراب
وإلى الغادة الجميلة ((مرآة)) تربها ضمائر العزّاب
وإلى الناشىء الغرير مرآنا وإلى الشيخ عزمة في الشباب
وإلى معشر الكسالى قصورا من لجين وعسجد في السحاب
علّني أستريح منهم فقد صاروا كظلّي في جيئتي وذهابي
وإلى ذي الغنى الذي يرهب الفقر ازدياد الذي به من عذاب
كلّما عدّ ماله مطمئنا أبصر الفقر واقفا بالباب
وإلى الصاحب المراوغ وجها أسودا حالكا كوخه الغراب
فإذا لاح فرّت الناس ذعرا من طريق المنافق الكذّاب
وإلى المؤمنين شيئا من الشكّ وبعض الإيمان للمرتاب
وإلى من يسبّني في غيابي شرفا كي يصونه من سبابي
وإلى حاسدي عمرا طويلا ليدوم الأسى بهم مما بي
وإلى الحقل زهرة وحلاه من ندى لامع ومن أعشاب
فقبيح أن نرتدي الحلل القشب وتبقىء الرّبى بغير ثياب
لم يكن لي الذي أردت فحسي أنني بالمنى ملأت وطابي
ولو انّ الزمان صاحب عقل كنت أهدي إلى الزمان عتابي

[/frame]

صائد الأفكار 19 - 2 - 2011 12:57 AM

[frame="2 98"]
سئمت نفسي الحياة مع الناس، وملّت حتى من الأحباب
وتمشت فيها الملالة حتى ضجرت من طعامهم والشراب
ومن الكذب لابسا بردة الصدق، وهذا مسربلا بالكذاب
ومن القبح في نقاب جميل ومن الحسن تحت ألف نقاب
ومن العابدين كلّ إله ومن الكافرين بالأرباب
ومن الواقفين كالأنصاب ومن الساجدين للأنصاب
ومن الراكبين خيل المعالي ومن الراكبين خيل التصابي
والألى يصمتون صمت الأفاعي والألى يهزجون هزج الذباب
صغرت حكمة الشيوخ لديها واستخفّت بكلّ ما للشباب
قالت أخرج من المدينة للقفر ففيه النجاة من أوصابي
وليك الليل راهي، وشموعي الشهب، والأرض كلها محرابي
وكتابي الفضاء أقرأ فيه سورا ما قرأتها في كتاب
-----------

وصلاتي الذي تقول السواقي وغنائي صوت الصّبا في الغاب
وكؤوسي الأوراق ألقت عليها الشمس ذوب النّضار عند الغياب
ورحيقي ما سال من مقلة الفجر على العشب كاللّجين المذاب
ولتكحّل يد المساء جفوني ولتعانق أحلامه أهدابي
وليقبّل فم الصباح جبيني وليعطّر أريجه جلبابي
ولأكن كالغراب رزقي في الحقل ، وفي السفح مجثمي واضطرابي
ساعة في الخلاء خير من الأعوام تقضى في القصر والأحقاب
يا لنفسي فإنها فتنتي بالحديث المنمّق الخلاّب
فإذا بي أقلى القصور ، وسكناها ، وأهلى القصور ذات القباب
فجرت العمران تنفض كفّي عن ردائي غباره وإهابي
وتركت الحنى وسرت وإياها وقد ذهّب الأصيل الروابي
نهتدي بالضحى، فإن عسعس الليل جعلنا الدليل ضوء الشهاب
وقضينا في الغاب وقتا جميلا في جوار الغدران والأعشاب
تارة في ملاءة من شعاع تارة في ملاءة من ضباب
تارة كالنسيم نمرح في الوادي، وطورا كالجدول المنساب
في سفوح الهضاب والظلّ فيها، ومع النور وهو فوق الهضاب
إنما نفسي التي ملت العمران ملّت في الغاب صمت الغاب
فأنا فيه مستقل طليق وكأني أدبّ في سرداب
علمتني الحياة في القفر أني ، أينما كنت ، ساكن في التراب
وسأبقى ما دمت في قفص الصّلصال عبد المنى أسير الرغاب

خلت أني في القفر أصبحت وحدي فإذا الناس كلّهم في ثيابي!

[/frame]

صائد الأفكار 19 - 2 - 2011 12:58 AM

[frame="3 98"]
القصيدة التي ألقاها الشاعر في حفلة تكريم الدكتور ظافر الرفاعي وزير خارجية سوريا والدكتور فريد زين الدين سفير سوريا في واشنطن

ومندوبها الدائم في الأمم المتحدة.

-------------

جعت والخبز وفير في وطابي والسنا حولي وروحي في ضباب
وشربت الماء عذبا سائغا وكأني لم أذق غير سراب
حيرة ليس لها مثل سوى حيرة الزورق في طاغي العباب
ليس بي داء ولكني امروء لست في أرضي ولا بين صحابي
مرّت الأعوام تتلو بعضها للورى ضحكي ولي وحدي اكتئابي
كلما استولدت نفسي أملا مدّت الدنيا له كفّ اغتصاب
أفلتت مني حلاوات الرؤى عندما أفلت من كفي شبابي
بتّ لا الإلهام باب مشرع لي ، ولا الأحلام تمشي في ركابي
أشتهى الخمر وكأسي في يدي وأحس الروح تعرى في ثيابي
يا رفاقي حطموا أفداحكم ليس في دني خمر لانسكاب
جفّ ضرع الشعر عندي وذوى ولكم عاش لمري واحتلاب
أيها السائل عني من أنا أنا كالشمس إلى الشرق انتسابي
لغة الفولاذ هاضت لغتي لا يعيش الشدو في دنيا اصطخاب
لست أشكو إن شكا غيري النّوى غربة الأجسام ليست باغتراب
أنا كالكرمة لو لم تغترب ما حواها الناس خمرا في الخوابي
أنا كالسوسن لو لم ينتقل لم يتوّج زهرة رأس كعاب
انا في نيويوريك بالجسم وبالروح في الشرق على تلك الهضاب
في ابتسام الفجر، في صمت الدّجى ، في أسى تشرين، في لوعة آب
أنا في الغوطة زهر وندى أنا في ((لبنان)) نجوى وتصابي
ربّ هبني لبلادي عودة وليكن للغير في الأخرى ثوابي
أيها الآتون من ذاك الحمى يا دعاة الخير، يا رمز الشباب
كم هششنا وهششتم للمنى وبكيتم وبكينا في الهضاب؟!
وأشتركنا في الجهاد أو عذاب والتقينا في الحديث أو كتاب؟
وعرفتم وعرفنا مثلكم أنما الحقّ لذي ظفر وناب
كلّ أرض نام عنبا أهلها فهي أرض لاغتصاب وانتساب
إنني ألمح في أوجهكم دفقة النور على تلك الروابي
وأرى أشباح أعوام مضت في كفاح ونضال ووثاب
وأرى أطياف عصر زاهر طالع كالشمس من خلف الحجاب
ليته يسرع كي أبصره قبل أن أغدو ترابا في التراب

[/frame]

صائد الأفكار 19 - 2 - 2011 12:59 AM

[frame="3 98"]
يا نفس هذا منزل الأحباب فانسي عذابك في النّوى و عذابي
و تهلّلي كالفجر في هذا الحمى و تألّقي كالخمر في الأكواب
و لتسمح البشرى دموعك مثلما يمحو الصباح ندى عن الأعشاب
و استرجعي عهد البشاشة و الرّضى فالدهر عاد تضاحكا و تصابي
أنا بين أصحابي الذين أحبّهم ما أجمل الدنيا مع الأصحاب
قد كنت مثل الطائر المحبوس في قفص ، و مثل النجم خلف ضباب
يمتدّ في جنح الظلام تأوّهي و يطول في أذن الزمان عتابي
و أهزّ أقلامي فترشح حدّة و أسى ، و يندى بالدموع كتابي
حتى لقيتكم فبت كأنّني لمسرّتي استرجعت عصر شبابي
ليس التعبّد أن تبيت على الطّوى و تروح في خرق من الأثواب
لكنه إنقاذ نفس معذّب من ربقة الآلام و الأوصاب
لكنه ضبط الهوى في عالم فيه الغوايه جمّة الأسباب
و حبائل الشيطان في جنباته و المال فيه أعظم الأرباب
هذا هو الرأي الصواب و غيره مهما حلا للناس غير صواب

[/frame]

صائد الأفكار 19 - 2 - 2011 01:00 AM

[frame="3 98"]
( في يوم من أيام الصيف الشديد الحر كان الشاعر جالسا مع بعض اصحاب له أمام داره فهبت ريح شديد اثارت الغبار و عقدته في الفضاء كالسرادق . و كان في مشهد الغبار ما حمله على التفكير فنظم القصيدة التاليه

--------------

من أين جئت ؟ و كيف عجت ببابي ؟ يا موكب الأجيال و الأحقاب
من القبور ؟ فكيف من حلّو بها أهناك ذو ألم و ذو تطراب ؟
و لهم صبابات لنا ؟ أم غودروا في بلقع ما فيه غير خراب ؟
***

أمررت بالأعشاب في تلك الرّبى و ذكرت أننك كنت في الأعشاب
حول الصخور النائمات على الثرى و على حوااشي الجدول المنساب
و على م تصعد كالسحابة في الفضا و إلى التراب مصير كلّ سحاب
لما طلعت على الشعاع كوزّعا مترجرجا كخواطر المرتاب
و ذهبت في عرض الفضاء كخيمة رفعت بلا عمد و لا أطناب
قال الصحاب لي : و تراكضوا للذعر يعتصمون بالأبواب
و هب اتقيتك بالحجاب فإنّني لا بدّ خالعة و أنت حجابي
كم سارح في غابة عند الضحى جاء المساء فكان بعض الغاب
و مصفق للخمر في أكوابه طربا ، و طيف الموت في الأكواب
أنا لو رأيت بك القذى ، محض القذى ، لسترت وجهي عنك مثل صحابي
لكن شهدت شبيبة ، و كهزلة ، و منى ، و أحلاما بغير حساب
و الشاربين بكلّ كأس ، و الألى عاشوا على ظمأ لكلّ شراب
و الضاربين بكلّ سيف في الوغى ، و الخانعين لكلّ ذي قرضاب
و الصارفين العمر في سوق الهوى و الصارفين العمر في المحراب
و الغيد بين جميلة و دميمة و العاشقين - الصّب و المتصابي
و العبد في أغلاله و حباله و الملك في الديباج و الأطياب
آبوا جميعا في طريق واحد الخاسر المسبّي مثل السابي
فضحكت من حرصي على ملك الصبا و عجبت كيف مضى عليه شبابي
ووقعت أنت على تراب ضاحك لما وقعت عليّ في جلبابي
و كذاك أشواق التراب مآلها و لئن تقادم عهدها لتراب

[/frame]

صائد الأفكار 19 - 2 - 2011 01:01 AM

[frame="4 95"]
ذات شوك كالحراب أو كأظفار العقاب

ربضت في الغاب كاللّص ، لفتك و استلاب

تقطع الدّرب على الفلاح و المولى المهاب

صنت عنها حرّ وجهي ، فتصدّت لثيابي

كلما أفلتّ من ناب تلقّتني بناب

فلها نهش الأفاعي ، و لها لسع الذئاب

و أذاها في سكوني ، كأذاها في اضطرابي

و هي كالقيد لساقي ، و لجيدي كالسّخاب

فكأنّا في عناق ، لا نضال ووثاب

.......

قلت : يا ساكنة الغاب ، و يا بنت التراب

لا تلجّي في اجتذابي ، أو فلجّي في اجتذابي

إن عودا فيه ماء ليس عودا لاحتطاب

أنا في فجر حياتي ، أنا في شرخ شبابي

الهوى ملء فؤادي ، و الصبى ملء إهابي

و المنى تنبت في دربي و تمشي في ركابي

أنا لم أضجر من العيش و لم أملل صحابي

لم أزل ألمح طيف المجد حتى في السراب

لم أزل استشعر اللّذة حتى في العذاب

لم أزل أستشرف الحسن و لو تحت نقاب

......

ما بنفسي خشية الموت و لا منه ارتهابي

أنا للأرض ، و إن طال عن الأرض اغترابي

غير أنّي لم يزل ضرعي لمري و احتلاب

لم أهب كلّ الذي عندي ، و لم يفرغ و طابي

......

أنا نهر لم أتمم بعد في الأرض انسيابي

أنا روض لم أذع كلّ عبيري و ملابي

أنا نجم لم يمزّق بعد جلباب الضباب

أنا فجر لم تتوّج فضّتي كلّ الروابي

لي رغاب لم تلد بعد فتبلى بالتباب ؟

و بنفسي ألف معنى لم يضمّن في كتاب

.......

فإذا استنفدت ما في دنّ نفسي من شراب

و إذا أنجم آمالي توارت في الحجاب

و إذا لم يبق في غيمي ماء لانسكاب

و إذا ما صرت كالعلّيق تمثال اكتئاب

لا يرجيني محتاج ، و لا يطمع ساب

فاجذبيني ... إن يكن منذي نفع للتراب

[/frame]


الساعة الآن 06:41 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى