![]() |
الوداع رفيق الأرصفة
في العيونِ التي تلتقي بالدموعْ يعرفُ المشتكي وجهةَ الطُرُقاتْ النهاراتُ تخجلُ من ضوئها والمواعيدُ توأدُ في لحظةِ الالتفاتْ بالدموعِ يُرىَ كلّ شيءٍ وضيئاً يلوّنُ حريةَ الظلِّ في الحدقاتْ الشوارعُ أوضحُ الانكفاءاتُ أوضحُ العابرينَ إلى الحزنِ أوضحُ واللافتاتْ ... وداعاً ويبقى من الليلِ دفءٌ غريبٌ يتساقطُ من شُهُبِ الذكرياتْ وأسئلةٌ يُسكبُ العِطْرُ من موجهِا هل أراكَ على شاطيءِ الحبِّ خلفَ مدىَ الأمنياتْ؟ هل لنا ما لنا من ظلالٍ تعانقُ حسراتُها الخلجاتْ هل لنا (لحظةٌ)كالتي لا تموتُ على أذرعِ السنواتْ هل لنا أن نعودَ ترانيمَ لا تنتهي في مواويلها الأمسياتْ وداعاً.. أتينا .. ونتركُكم كالمسافاتِ في عتمةٍ لا تطالُ الجهاتْ الثواني تكبِّلُنا بالثواني وداعاً.. يسفُّ دمَ البحرِ للحظاتْ 1 أبريل 2004 |
تمرد أخيْ بلّغِ الماءَ عنيّ زهورَ الحقولِ وكن مثلما تحملُ الريحُ قمحةَ سنبلةٍ طيّبْةْ تمرُّ الحياةُ كنهرٍ يجفُّ ويسري.. ومن حولِهُ نحنُ نشبِهُ طينَ الخليقةِ سوداً وحمراً وبيضاً تقاةً حيارى طغاةً نُجُوماً شُمُوعاً دموعاً كثيفٌ ندىَ البَحْرِ فوقَ سطورِ العيونِ انتبِهْ لمراياَ العيونِ .. انتبهْ وليكن في نهايةِ وردِ الكلامِ أريجٌ لوردٍ جديدٍ سلامٌ على حاملي زهرِهمْ في الكلامْ سلامٌ على البحْرِ يرفعُ وجهَ النوارسِ يسقي الغمامْ .. تمرّدْ وكُن لكتابِ الليالي وُرَيقةِ شمسٍ وفي الصمتِ .. سَهْماً وفي الحَبْسِ .. حُرّاً وفي الموتِ .. نَصْراً تمرّدْ إذا كانَ كفُّ البياضِ على ياقةِ الوردِ شوكاً فكن أنتَ أسودْ تمرْد على قاطِراتِ الحياةِ إذا كانَ في الموتِ مولدْ سيأتيكَ من يشبِهونَ السرَابْ ويقتتلونَ على حفنةِ من ترابْ ويبنونَ في البحرِ بُرجَ الخرابْ تمرّدْ، لأنَ الشموسَ تغيبُ وتنذرُ بالفجرِ وقتَ الغيابْ ويحبسُ رجعُ الجبالِ الصدى للهضابْ لعّلكَ يؤذيكَ حزنُ الشجىَ كي تذيبَ الجليدْ لعلك تفنى على شُرْفةٍ كي تقلم حزنَ الورودْ تمرّدْ وكنْ أنتَ .. ظلاً لرحْمَةِ ربِّكَ مثلَ عظيمٍ على خيلِه لا يبالي ليفتَحَ بابَ الحقيقةِ بالخائفينَ من الخوفِ بالمسبلينَ ثيابَ الضغينةْ تمرّدْ وكُنْ كالظلالِ كماءِ الفراتِ كنحلِ الممالكِ كالثمَراتِ كمكّةَ كالنهْرِ كالبيتِ كالحبِّ كالشعْرِ كالكلماتِ الجميلةِ كالليلِ في عينِ طفلٍ يتيمٍ تمرّدْ كنهرِ جميلٍ على أيِّ أرضٍ يسيرْ http://www.arabna.info/vb/../images/spacer.gif http://www.arabna.info/vb/../images/spacer.gif |
صوتك
صوتكْ ظبيٌ جريحْ للريحِ أطلقَني وقيدني على قرنٍ .. أعالجُ نزعةَ الموتِ الصريحْ صوتُكْ تلويحُ قيثارةْ غمَست بنبعِ الليلِ أوتارَ السَحَرْ نثرت تفاصيلَ الزجاجِ فَزُرتُها مدُناً على قلبي وفسّرتُ انكساري بالودادْ * * * صوتُك يا أيّها المفتونُ بالنهرِ جسورٌ تنفي مساءَ العابرينْ يا أيها الماءُ الذي نبعتْ روافدُه .. فأورقنيَ على حرفٍ معينْ آوي شراييني إلى أعيادِ صوتِكَ حيثُ آلافُ العصافيرِ تطالَ أعشاشَ الغيومِ وتبثُّ آلافُ الأساطيرِ حكايا الساحراتِ وتحتفلُ الفراديسُ بآلافِ الزهيراتِ وآلافُ الحرائرِ يغتسلنَ بالبدرِ ويُهدينَ الرسائلَ للنجومْ وآلافَ البحارِ تذيبُ في صوتك اللؤلؤَ يا سيد الأصدافِ آويني إلى كأسٍ حنونٍ وزدني من الموجِ لأنجوُ وزدني من الجُرحِ ارتشافْ * * * صوتُكْ سرُّ جزيرةْ أقرأُ في أعشابِها لونُ ندايْ أروي بهاَ شَجَرَ الهديرِ يالهذا البحْرِ الذي أرسىَ في رمالي هديرهْ يا لهذا الشراعِ الذي قيّدَ مركبي وشقَّ نسيمَ أميرةْ * * * وعيونُكَ الفيحاءُ لي مثلَ ضوءٍ وأناشيدْ يعلمُ ربُّكَ يا سيدَ الأشعارِ منذُ حنينِ اللحظةِ الأولىَ تخطيتُ حُرّاسَ المواجيدْ آهٍ حينما أبتلُّ بالقمحِ الذي يسقطُ من ناركْ آهٍ من الثلجِ الذي ذابَ في الروحِ وآواهُ فناركْ ارفعِ من ترانيمِ الأسىَ ليلي ومن فجرِ حصاركْ آويني إلى صوتك إنِّ للصمتِ لهيبٌ لو كانَ في الجمرِ حواركْ * * * يا ياسمينَ الهمسِ صوتُكْ قصّةُ حقلٍ وزّعَ الآقاحَ إذكاءً للحقولْ ونوافيرُ أدت رقصةَ الماءِ لترميمِ السيولْ أعطيكَ مني ضوءُ روحي لو زارني في المساءِ سِرْبٌ تخطى تضاريسَ الدخولْ * * * صوتُكْ جُرحُ الورودْ يهمي من نزفهِ شهدٌ ومِن شوكِ السُدودْ آوي بقايا عاشقةْ ذهبت لتطفأَ ليلها فتوقفت بينَ شمسِكَ والكواكبْ وتعلّقت بغناءِ صدْركَ للمراكبْ يا سيِّدَ الحب آوي إلى صوتكَ نجمةً من وفاءٍ تتردد في المدى.. ضوءَ السكوتْ.. 3 يناير 2004 |
عطر.. أغنية الأغنية
بينَ فاصلتينِ وأغنيتينِ وريشِ حمامْ .. بينَ هاتنتينِ وزارعَتيْ وردتينِ وساقيتيْ من رحيقِ الغمامْ .. كنتُ ألهو وأغفو وأغسلُ وجهَ النخيلِ برفقٍ .. برفقٍ وكنتُ أنامُ .. أنامْ □ هل أتتكِ المسافاتُ "عطرُ " بشوقي.. هل أتتكِ الفراشاتُ حُبلى برغوةِ قلبْ!؟ هل أتتكِ عروسُ الكلامِ بأزرار زهرتها الذابلةْ!؟ هل أتتكِ الفيافي بغيمِ الخريفِ وحمّى الشجَرْ!؟ هل أتتكِ الينابيعُ تمشيْ على موجةٍ مُبهمةْ!؟ هل أتاكِ اجتيازُ الضفافِ بسلسلةِ السوسنةْ!؟ هل أتاكِ رمادُ فمِ الساقيةْ!؟ هل أناديكِ أم أنزوي في شفاهِ مَضِيقِ الكلامْ!؟ □ هدهديني وراءَ السياجِ .. تكوّمَ ظليّ وحكَّ جدارَ الشموعِ بنبضْ واسأليهِ لماذا تضيءُ الظلالُ وَعْولَ الحكاياَ بشمعتها وتضيءُ صهيلَ دمِ الذاكرةْ !؟ هدهديني وراءَ السياجِ ضلوعي تصرُّ على قطعِ قافيتيِ بغزالٍ تدحرجَ من حربةٍ نادِرةْ! عاصفٌ فَقْدُكِ .. مثلماَ فقدُ طفلٍ بريحِ الرصاصةِ عاصفْ وحدهُ الليلُ يجلوُ بساطَ ارتعاشيْ فاسأليهِ عنِ الحزنِ ثمّ ابعثيهِ الظلامْ! □ سطرناَ فاضَ من جملةٍ خاتمةْ سطرناَ شنقَ الشمسَ في نقطةٍ تستفزُّ نهايتناَ الحائرةْ هدهدي الجملةَ وابقي هنا مرةً خاسرةْ هكذا هكذاَ .. يتشقّقُ حُلمُ الضحى هكذاَ يسرقُ الضوءُ في عتمةِ الهاجرةْ! أيٌّ معنىً لقلبيَ عطرْ!؟ إن غدا الأقحوانُ سياجاً يذكرني بالوطنْ والرحيلُ مدينتَنا المستريحةَ في نظرةٍ عابرةْ! إن تسلّقَ شوكُ المجاهلِ أوردتي من يديكِ. لم أنمْ ليلةً مُذْ بكيتُ ومنذُ بكيتِ وحدهُ الليلُ نامَ جواري حزيناً وقامْ □ بللي الليلَ عطرُ بترنيمةٍ هتنتْ كقليلٍ قليلٍ .. وهبيني الفراغَ ليرسوُ الرذاذُ القليلُ ليسَ بدريَ بدرٌ ولا لسمائي فروعُ. ليسَ نهريَ نهرٌ ولا شرفتي ضفّةٌ يرتديهاَ المساءُ الجميلُ! بللي الليلَ عطرُ .. بأغنيةٍ بينَ فاصلتينِ تأوّهَتاَ بلليهِ .. بروحٍ تحبُّ مطالعَ فجريْ .. سلامٍ سلامْ! 21 مارس 2003 |
مريم
رُغمَ أنَّ الحنينَ عقيمٌ تكوَّنَ طفلُ الأغانيْ رغمَ أنّ التفاصيلَ تُنسى تذكّرتُ طيراً على ما أظنُّ رآنيْ كنتُ أمشي على قلقٍ حولَ طيفي وكانَ رصيفاً يعرّيهِ موجُ الموانيءِ ضمنَ الموانيْ * * * منذُ بدءِ السباحةِ مرّتْ غيومٌ تودُّ امتصاصَ حكاياتنا والهطولَ على جسرِ بحرٍ بعيدْ منذُ بدءِ السباحةِ كانَ لكف السواحلِ ظفرٌ يخرمشُ أمواجنا لا يريدُ لنا ما نريدْ * * * نحنُ وردٌ سيبقى لليلٍ ويرحلْ أيُّها العطرُ كلُّ الورودِ ستذبُلْ .. ثمَّ ننسى .. رُغمَ أنّا سنبحثُ عن وردناَ في البريدْ ثمَّ ننسى وننسى لنذكُرنا من جديدْ * * * لستَ .. لستَ! أودّعهُ الطريقُ الذي لا أُحبُّ سأقطعهُ لستَ لستَ أودّعهُ كالمدينةِ يخرجُ من بَابها بحرُها والطيورُ فتغدوُ تراباً تنامُ عليهِ المراكبْ كالنهاياتِ تحتَ السماواتِ أمضي بشاليْ .. وأتركُ قيثارةً في مكاني فيندّسُ فيَّ غناءُ النجومِ وجُرحُ الكواكبْ * * * وهناكَ .. تصادفني لثغاتُ الرضيعةْ تتنفسُّ روحيْ مناغاتُها يالها يالها من نخيلٍ يالهُ يالهُ من مطرْ يتراقصُ مسرحُها المستحيلُ ومن فمها تتحدّرُ فقّاعةٌ وعصافيرُ تأويْ إلى عشّها المُختصرْ أنتِ يا ابنةَ أُختي مساحَةُ بيتٍ أؤَثثها بتماثيلِ نزفِ الحمامْ يا سلاااامْ أنتِ أجملُ من حكمةِ الحكماءِ أصابعكِ مثلُ عشرِ فلاسفةٍ صامتينَ وشعركِ قوسُ هلالٍ أميرٍ وثغركِ نصفُ سماءٍ ونصفُ قمرْ وعيناكِ مدهشتانِ السحابُ يحاورْهُما ويرشُّ مياهَ العقيقِ تردّدُ: دادا .. أقولُ لها: صادفيني تمامَ اشتياقي لأنسى وأنسى فتسرقني لافتاتُ الطريقِ * * * صادفيني .. لأهرُبَ في عطرِكِ الجسدي أُخبّأُ طيرَ الموانيءِ في ثوبكِ الأرنبيِّ وأعلو فأنسى وأنسى .. 26 مارس 2003 |
الساعة الآن 01:44 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |