أرب جمـال |
24 - 12 - 2010 05:26 PM |
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أرب جمـال
(المشاركة 566)
في عتمة الليل رحلت طفلتي
فوق أهدابي كانت طفولتك الشاردة في حلمها الوردي تلعب ,,, وفي دمي كنت تسبحين وتدندنين ماما ..ماما.. بابا ... بابا..
رحلت بصمت الملائكة دون وداع.. رحلت حاملة في يمينها عقدا من مطر الشتاء وفي الأخرى ترنيمة من أهازيج المساء.
رحلت طفلتي دون ان تكمل دورة الحياة.. دون ان تحمل في يدها كسرة خبز أو قلما.. رحلت طفلتي دون ان تعرف كيف تفتح بابا أو تلفازا أو كيف تتدرج في مشيها كالأطفال..
رحلت صغيرتي وما عرفت سوا وجوه اليفة ربما اختزنتهم في ذاكرتها البريئة وربما لم تحاول لأن عمرها أقل من عمر شقائق النعمان..
هذا مهدها يتساءل حينا ويضج حينا.. لقد ألف صراخها وهدهدتها.. وألف لعبتها ونسيج ثيابها.. مركون هناك بلا حراك يعاتبني ويعاتب اباها ويعاتب الصمت القابع في كل مكان..
هذه بعض صورها واسورتها المحفور عليها اسمها وآخر ثياب لبستها.. كلهم يتساءلون أين من ملأت البيت حركة وضجة وأملا في الأمس والغد القادم اين ذهبت؟؟ والجواب صمت في صمت وعذاب..
اناديك في عتمة الليل علّك تكوني بحاجة لثدي امك أو قليل من حنان.. يأتي صوت من المجهول يقول: أما تدرين انها رحلت؟؟ أما آن الاوان لأن تعترفي بذلك؟؟
والدك يلاحقني بنظرة وآهة عاجزة عن أن تشق طريقها.. يربت على كتفي حانيا ويقول: غدا" ستكون سندا" لنا في جنة الله سبحانه..
غدا" ستكون لنا طفلة تعوضنا وتعوضنا..ولكني في قرارة نفسي اعترف بأني عاجزة عن الحمل والميلاد..عاجزة ان ازف خبرا" كهذا لأقرب الناس الى قلبي بعدك يا ابنتي..
هل حقا" طواك الثرى؟ هل حقا" تنفست التراب.. وماذا قلت للملائكة؟ هل أخبرتهم بأنك أحببت ماما وبابا بقدر ما أحبوك؟ هل استوعب قلبك الصغير معنى الحب؟
ليت كل منا يستطيع ان يهب من عمره لحظة من حياة لكنت وهبتك كل حياتي..
ها هو الغد يأتي ويرحل وتاريخ ميلادك وشهادة وفاتك محفورين في جدار القلب قبل ان يحفروا على جدار البيت..
وهاهو صوتك ما زال صداه في سكون البيت وصمته ينادي ماما وبابا وما زلت ابتسم كلما سمعته لعلي آتيك لتلقمي ثديا جفّ أو.. لعلّي آتيك لأغني لك ترنيمة من ترانيم المساء شرخت برحيلك بآهات ودمعات.
بقلم
أرب جمـال
غـا لـيــتـي أ رب
أ دمـعـت عـيـنـي بـرا ئـعـتـك هـذ ه
لا حـرمـنـا مـنـك يـا طـيـّـبـة الـقـلـب
تحيّاتي الخالصة
اخوك ناجي
|
الأخ ناجي
تحيتي لك
قمت بالرد وبدا كأنه تعديلا للقصة
اشكرك على حضورك وسأتلافى ما حصل باعادة تعديلها
تقديري
|