منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   المكتبة العامة (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=239)
-   -   سير أعلام النبلاء - محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=4018)

أرب جمـال 8 - 2 - 2010 02:31 AM

شهداء يوم الرجيع

في سنة أربع بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - عشرة رهط عينا ، عليهم عاصم بن ثابت [ ص: 241 ] بن أبي الأقلح الأنصاري . فأحاط بهم بقرب عسفان ، حي من هذيل ، هم نحو المائة ، فقتلوا ثمانية ، وأسروا خبيب بن عدي ، وزيد بن الدثنة ، فباعوهما بمكة .

ومن الثمانية : عبد الله بن طارق ، حليف بني ظفر ، وخالد بن البكير الليثي ، ومرثد بن أبي مرثد الغنوي . وتحرير ذلك ذكرته في مغازي النبي - صلى الله عليه وسلم .

شهداء بئر معونة

بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - أربعين رجلا سنة أربع ، أمر عليهم المنذر بن عمرو الساعدي أحد البدريين ، ومنهم حرام بن ملحان النجاري ، والحارث بن الصمة ، وعروة بن أسماء ، ونافع بن بديل بن ورقاء الخزاعي وعامر بن فهيرة مولى الصديق ، فساروا حتى نزلوا بئر معونة ، فبعثوا حراما بكتاب النبي [ ص: 242 ] - صلى الله عليه وسلم - إلى عامر بن الطفيل ، فلم ينظر في الكتاب حتى قتل الرجل .

ثم استصرخ بني سليم ، وأحاط بالقوم ، فقاتلوا حتى استشهدوا كلهم ، ما نجا سوى كعب بن زيد النجاري ، ترك وبه رمق فعاش ، ثم استشهد يوم الخندق وأعتق عامر بن الطفيل عمرو بن أمية الضمري ; لأنه أخبره أنه من مضر .

كلثوم بن الهدم

ابن امرئ القيس بن الحارث بن زيد بن عبيد بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري العوفي ، شيخ الأنصار ، ومن نزل عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - أول ما قدم المدينة بقباء . وكان قد شاخ .

قال صاحب " الطبقات " : أنبأنا محمد بن عمر ، حدثنا مجمع بن يعقوب ، عن سعيد بن عبد الرحمن بن رقيش ، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جارية ، عن عمه مجمع ( ح ) وأنبأنا محمد بن عمر ، حدثنا ابن أبي سبرة ، عن عثمان بن وثاب ، عن أبي غطفان ، عن ابن عباس قالا : كان كلثوم بن الهدم رجلا شريفا .

وكان مسنا ، أسلم قبل مقدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة ، فلما هاجر ، نزل عليه . وكان يتحدث في منزل سعد بن خيثمة ، وكان يسمى منزل العزاب . [ ص: 243 ]

فلذلك قال الواقدي : قيل : نزل النبي - صلى الله عليه وسلم - على سعد بن خيثمة ، ونزل على كلثوم بن الهدم جماعة من المهاجرين ، ثم لم يلبث أن توفي - رضي الله عنه - وذلك قبل بدر وكان رجلا صالحا .

أبو دجانة الأنصاري

سماك بن خرشة بن لوذان بن عبد ود بن زيد الساعدي .

كان يوم أحد عليه عصابة حمراء ، يقال : آخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين عتبة بن غزوان .

قال الواقدي : ثبت أبو دجانة يوم أحد مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وبايعه على الموت . وهو ممن شارك في قتل مسيلمة الكذاب ، ثم استشهد يومئذ .

قال محمد بن سعد : لأبي دجانة عقب بالمدينة وببغداد إلى اليوم .

وقال زيد بن أسلم : دخل على أبي دجانة وهو مريض ، وكان وجهه يتهلل . فقيل له : ما لوجهك يتهلل ؟ فقال : ما من عمل شيء أوثق عندي من اثنتين : كنت لا أتكلم فيما لا يعنيني ، والأخرى فكان قلبي للمسلمين سليما . [ ص: 244 ]

وعن أنس بن مالك قال : رمى أبو دجانة بنفسه يوم اليمامة إلى داخل الحديقة ، فانكسرت رجله ، فقاتل وهو مكسور الرجل حتى قتل - رضي الله عنه .

وقيل : هو سماك بن أوس بن خرشة .

صالح بن موسى ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : لما وضعت الحرب أوزارها ، افتخر أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأيامهم ، وطلحة ساكت لا ينطق ، وسماك بن خرشة أبو دجانة ساكت لا ينطق فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين رأى سكوتهما : " لقد رأيتني يوم أحد وما في الأرض قربي مخلوق غير جبريل عن يميني ، وطلحة عن يساري .

وكان سيف أبي دجانة غير دميم " ; وذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - عرض ذلك السيف حتى قال : " من يأخذ هذا السيف بحقه ؟ فأحجم الناس عنه ، فقال أبو دجانة : وما حقه يا رسول الله ؟ قال : تقاتل به في سبيل الله حتى يفتح الله عليك أو تقتل " . فأخذه بذلك الشرط ، فلما كان قبل الهزيمة يوم أحد خرج بسيفه مصلتا وهو يتبختر ، ما عليه إلا قميص وعمامة حمراء قد عصب بها رأسه ، وإنه ليرتجز ويقول : [ ص: 245 ]
إني امرؤ عاهدني خليلي إذ نحن بالسفح لدى النخيل أن لا أقيم الدهر في الكبول
أضرب بسيف الله والرسول
قال : يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إنها لمشية يبغضها الله ورسوله إلا في مثل هذا الموطن "
.

وحرز أبي دجانة شيء لم يصح ما أدري من وضعه .

أرب جمـال 8 - 2 - 2010 02:33 AM

ص: 246 ] خبيب بن عدي

ابن عامر بن مجدعة بن جحجبا الأنصاري الشهيد .

ذكره ابن سعد فقال : شهد أحدا ، وكان فيمن بعثه النبي - صلى الله عليه وسلم - مع بني لحيان ، فلما صاروا بالرجيع ، غدروا بهم ، واستصرخوا عليهم ، وقتلوا فيهم ، وأسروا خبيبا ، وزيد بن الدثنة ، فباعوهما بمكة ، فقتلوهما بمن قتل النبي - صلى الله عليه وسلم - من قومهم ، وصلبوهما بالتنعيم .

قال مسلمة بن جندب : عن الحارث بن البرصاء قال : أتي بخبيب ، فبيع بمكة ، فخرجوا به إلى الحل ليقتلوه ، فقال : دعوني أصلي ركعتين . ثم [ ص: 247 ]

قال : لولا أن تظنوا أن ذلك جزع لزدت ، اللهم أحصهم عددا . قال الحارث : وأنا حاضر ، فوالله ما كنت أظن أن سيبقى منا أحد .

ابن إسحاق : عن عاصم بن عمر قال : لما كان من غدر عضل والقارة بخبيب وأصحابه بالرجيع ، قدموا به وبزيد بن الدثنة . فأما خبيب ، فابتاعه [ ص: 248 ] حجير بن أبي إهاب لعقبة بن الحارث بن عامر ، وكان أخا حجير لأمه ، ليقتله بأبيه . فلما خرجوا به ليقتلوه ، وقد نصبوا خشبته ليصلبوه ، فانتهى إلى التنعيم ، فقال : إن رأيتم أن تدعوني أركع ركعتين . فقالوا : دونك . فصلى ، ثم قال : والله لولا أن تظنوا إنما طولت جزعا من القتل ، لاستكثرت من الصلاة . فكان أول من سن الصلاة عند القتل .

ثم رفعوه على خشبته ، فقال : اللهم أحصهم عددا ، واقتلهم بددا ، ولا تغادر منهم أحدا ، اللهم إنا قد بلغنا رسالة رسولك ، فبلغه الغداة ما أتى إلينا .

قال : وقال معاوية : كنت فيمن حضره ، فلقد رأيت أبا سفيان يلقيني إلى الأرض ، فرقا من دعوة خبيب . وكانوا يقولون إن الرجل إذا دعي عليه فاضطجع ، زلت عنه الدعوة .

قال ابن إسحاق : فحدثني يحيى بن عباد ، عن أبيه ، عن عقبة بن الحارث قال : والله ما أنا قتلته ؛ لأنا كنت أصغر من ذلك ، ولكن أخذ بيدي أبو ميسرة العبدري ، فوضع الحربة على يدي ، ثم وضع يده على يدي فأخذها بها ، ثم قتله .

عبد الله بن إدريس : حدثني عمرو بن عثمان بن موهب ، مولى الحارث بن عامر قال : قال موهب : قال لي خبيب ، وكانوا جعلوه عندي : أطلب إليك [ ص: 249 ]

ثلاثا : أن تسقيني العذب ، وأن تجنبني ما ذبح على النصب ، وأن تؤذني إذا أرادوا قتلي .

ابن إسحاق : حدثنا ابن أبي نجيح ، عن ماوية مولاة حجير ، وكان خبيب حبس في بيتها ، فكانت تحدث بعدما أسلمت ، قالت : والله إنه لمحبوس إذ اطلعت من صير الباب إليه ، وفي يده قطف عنب مثل رأس الرجل يأكل منه ، وما أعلم في الأرض حبة عنب ، ثم طلب مني موسى يستحدها .

معاذ بن عمرو بن الجموح

ابن كعب ، الأنصاري الخزرجي السلمي المدني البدري العقبي ، قاتل أبي جهل

قال جرير بن حازم ، عن ابن إسحاق : معاذ بن عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة . شهد بدرا . [ ص: 250 ]

روى عنه ابن عباس . وعاش إلى أواخر خلافة عمر

وفي " الصحيحين " من طريق يوسف بن الماجشون ، أنبأنا صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ، عن أبيه ، عن جده ، قال : إني لواقف يوم بدر في الصف ، فنظرت فإذا أنا بين غلامين من الأنصار حديثة أسنانهما ، فتمنيت أن أكون بين أضلع منهما ، فغمزني أحدهما ، فقال : يا عم ، أتعرف أبا جهل ؟ قلت : نعم . وما حاجتك ؟ قال : أخبرت أنه يسب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، والذي نفسي بيده إن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا . فتعجبت لذلك .

فغمزني الآخر ، فقال مثلها ، فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل وهو يجول في الناس ، فقلت : ألا تريان ؟ هذا صاحبكما . قال : فابتدراه بسيفيهما حتى قتلاه ، ثم انصرفا إلى النبي فأخبراه ، فقال : " أيكما قتله ؟ فقال كل منهما : أنا قتلته . فقال : هل مسحتما سيفيكما ؟ قالا : لا . فنظر في السيفين ، فقال : كلاكما قتله " . وقضى بسلبه لمعاذ بن عمرو . والآخر هو معاذ بن عفراء


وعن معاذ بن عمرو ، قال : جعلت أبا جهل يوم بدر من شأني ، فلما أمكنني ، حملت عليه فضربته ، فقطعت قدمه بنصف ساقه ، وضربني ابنه عكرمة بن أبي جهل على عاتقي ، فطرح يدي وبقيت معلقة بجلدة بجنبي ، وأجهضني [ ص: 251 ] عنها القتال ، فقاتلت عامة يومي وإني لأسحبها خلفي ، فلما آذتني ، وضعت قدمي عليها ثم تمطأت عليها حتى طرحتها

. هذه - والله - الشجاعة ، لا كآخر ، من خدش بسهم ينقطع قلبه ، وتخور قواه .

نقل هذه القصة ابن إسحاق وقال : ثم عاش بعد ذلك إلى زمن عثمان .

قال : ومر بأبي جهل معوذ بن عفراء ، فضربه حتى أثبته ، وتركه وبه رمق ، ثم قاتل معوذ حتى قتل ، وقتل أخوه عوف قبله ، وهما ابنا الحارث بن رفاعة الزرقي .

ثم مر ابن مسعود بأبي جهل ، فوبخه وبه رمق ، ثم احتز رأسه .

أخبرنا أحمد بن سلامة ، عن ابن مسعود الجمال ، أنبأنا أبو علي ، أنا أبو نعيم ، حدثنا سليمان بن أحمد ، حدثنا أحمد الأبار حدثنا الهيثم بن خارجة حدثنا رشدين بن سعد ، عن عبد الله بن الوليد التجيبي ، عن أبي منصور مولى الأنصار أنه سمع عمرو بن الجموح يقول : إنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " قال الله - عز وجل - : إن أوليائي من عبادي وأحبائي من خلقي الذين يذكرون بذكري ، وأذكر بذكرهم "

[ ص: 252 ] تفرد به رشدين ، وهو ضعيف . وليس هذا الحديث لصاحب الترجمة ; بل لأبيه .

وقد قالوا إن عمرا قتل يوم أحد ، فكيف يسمع منه أبو منصور ؟ .

أرب جمـال 8 - 2 - 2010 02:34 AM

معوذ بن عمرو بن الجموح الأنصاري السلمي

شهد مع أخويه معاذ وخلاد بدرا ، لكن لم يذكره ابن إسحاق ، فالله أعلم . أخوهما خلاد بن عمرو

شهد بدرا ، واستشهد يوم أحد .

وأبوهم عمرو بن الجموح

ابن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد ، بن جشم بن الخزرج الأنصاري السلمي الغنمي .

والد معاذ ، ومعوذ ، وخلاد المذكورين ، وعبد الرحمن ، وهند .

[ ص: 253 ] روى ثابت البناني : عن عكرمة ، قال : قدم مصعب بن عمير المدينة يعلم الناس ، فبعث إليه عمرو بن الجموح : ما هذا الذي جئتمونا ؟ قالوا : إن شئت جئناك ، فأسمعناك القرآن . قال : نعم . فقرأ صدرا من سورة يوسف ، فقال عمرو : إن لنا مؤامرة في قومنا - وكان سيد بني سلمة - فخرجوا ، ودخل على مناف فقال : يا مناف ، تعلم - والله - ما يريد القوم غيرك ، فهل عندك من نكير ؟ .

قال : فقلده السيف وخرج ، فقام أهله فأخذوا السيف ، فلما رجع قال : أين السيف يا مناف ؟ ويحك ! إن العنز لتمنع استها ، والله ما أرى في أبي جعار غدا من خير . ثم قال لهم : إني ذاهب إلى مالي فاستوصوا بمناف خيرا .

فذهب ، فأخذوه فكسروه وربطوه مع كلب ميت وألقوه في بئر ، فلما جاء قال : كيف أنتم ؟ قالوا : بخير يا سيدنا ، طهر الله بيوتنا من الرجس . قال : والله إني أراكم قد أسأتم خلافتي في مناف . قالوا : هو ذاك ، انظر إليه في ذلك البئر . فأشرف فرآه ، فبعث إلى قومه فجاءوا ، فقال : ألستم على ما أنا عليه ؟ قالوا : بلى ، أنت سيدنا . قال : فأشهدكم أني قد آمنت بما أنزل على محمد .

قال : فلما كان يوم أحد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين " . فقام - وهو أعرج - فقال : والله لأقحزن عليها في الجنة . فقاتل حتى قتل .

وعن عاصم بن عمر أن إسلام عمرو بن الجموح تأخر ، وكان له صنم يقال له مناف ، وكان فتيان بني سلمة قد آمنوا ، فكانوا يمهلون ، حتى إذا ذهب الليل [ ص: 254 ] دخلوا بيت صنمه فيطرحونه في أنتن حفرة منكسا ، فإذا أصبح عمرو غمه ذلك ، فيأخذه فيغسله ويطيبه ، ثم يعودون لمثل فعلهم ، فأبصر عمرو شأنه وأسلم ، وقال أبياتا منها :
والله لو كنت إلها لم تكن أنت وكلب وسط بئر في قرن أف لمثواك إلها مستدن
فالآن فتشناك عن شر الغبن
روى محمد بن مسلم ، عن عمرو بن دينار ( ح ) وفطر بن خليفة ، عن حبيب بن أبي ثابت ( ح ) ، وابن عيينة ، عن ابن المنكدر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " يا بني سلمة ، من سيدكم ؟ قالوا : الجد بن قيس ، وإنا لنبخله . قال : وأي داء أدوى من البخل ؟ ! بل سيدكم الجعد الأبيض عمرو بن الجموح " .

قال الواقدي : لم يشهد بدرا - كان أعرج - ولما خرجوا يوم أحد منعه بنوه ، وقالوا : عذرك الله . فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يشكوهم ، فقال : " لا عليكم أن لا تمنعوه ; لعل الله يرزقه الشهادة " . [ ص: 255 ]

قالت امرأته هند أخت عبد الله بن عمرو بن حرام : كأني أنظر إليه قد أخذ درقته وهو يقول : اللهم لا تردني . فقتل هو وابنه خلاد .

إسرائيل : عن سعيد بن مسروق ، عن أبي الضحى : أن عمرو بن الجموح قال لبنيه : أنتم منعتموني الجنة يوم بدر ، والله لإن بقيت لأدخلن الجنة . فلما كان يوم أحد ، قال عمر : لم يكن لي هم غيره ، فطلبته ، فإذا هو في الرعيل الأول .

قال مالك : كفن هو وعبد الله بن عمرو بن حرام في كفن واحد .

مالك : عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة أنه بلغه أن عمرو بن الجموح ، وابن حرام كان السيل قد خرب قبرهما ، فحفر عنهما ليغيرا من مكانهما ، فوجدا لم يتغيرا ، كأنما ماتا بالأمس . وكان أحدهما قد جرح ، فوضع يده على جرحه ، فدفن كذلك ، فأميطت يده عن جرحه ثم أرسلت ، فرجعت كما كانت .

وكان بين يوم أحد ويوم حفر عنهما ست وأربعون سنة .

أرب جمـال 8 - 2 - 2010 02:37 AM

[ ص: 256 ] عبيدة بن الحارث

ابن المطلب بن عبد مناف بن قصي القرشي المطلبي . وأمه من ثقيف .

وكان أحد السابقين الأولين ، وهو أسن من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعشر سنين ، هاجر هو وأخواهالطفيل وحصين .

وكان ربعة من الرجال ، مليحا ، كبير المنزلة عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وهو الذي بارز رأس المشركين يوم بدر فاختلفا ضربتين ، فأثبت كل منهما الآخر ، وشد علي وحمزة على عتبة فقتلاه ، واحتملا عبيدة وبه رمق .

ثم توفي بالصفراء في العشر الأخير من رمضان ، سنة اثنتين رضي الله عنه .

وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أمره على ستين راكبا من المهاجرين ، وعقد له لواء ، فكان أول لواء عقد في الإسلام ، فالتقى قريشا وعليهم أبو سفيان عند ثنية المرة ، وكان ذاك أول قتال جرى في الإسلام . قاله ابن إسحاق .
ص: 257 ] أعيان البدريين

أبو بكر ، وعمر ، وعلي ، وسعد ، والزبير ، وأبو عبيدة ، وعبد الرحمن بن عوف ، وزيد بن حارثة ، ومسطح بن أثاثة ، ومصعب بن عمير ، وابن مسعود ، والمقداد ، وصهيب ، وعمار ، وأبو سلمة ، وزيد بن الخطاب ، وسعد بن معاذ ، وعباد بن بشر ، وأبو الهيثم بن التيهان ، وقتادة بن النعمان ، ورفاعة ومبشر ابنا عبد المنذر ، ولم يحضرها أخوهما أبو لبابة ; لأنه استخلف على المدينة .

وأبو أيوب ، وأبي بن كعب ، وبنو عفراء ، وأبو طلحة ، وبلال ، وعبادة ، ومعاذ ، وعتبان بن مالك ، وعكاشة بن محصن ، وعاصم بن ثابت ، وأبو اليسر - رضي الله عنهم .

ربيعة بن الحارث

ابن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي ، أبو أروى .

وله من الولد : محمد ، وعبد الله ، والحارث ، والعباس ، وأمية ، وعبد شمس ، وعبد المطلب ، وأروى الكبرى ، وهند ، وأروى ، وآدم . وآدم : هو المسترضع له في هذيل ، فقتله بنو ليث بن بكر في حرب كانت بينهم ، وكان صغيرا يحبو أمام البيوت ، فأصابه حجر قتله ; فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " وأول دم أضعه دم ابن ربيعة بن الحارث " .

ويروى أن قال فيه : " آدم رأى في [ ص: 258 ] الكتاب دم ابن ربيعة ، فزاد ألفا ، والظاهر أنه لصغره ما حفظ اسمه . وقيل : كان اسمه تمام بن ربيعة " .

قالوا : وكان ربيعة أسن من عمه العباس بسنتين ، ونوبة بدر كان ربيعة غائبا بالشام .

قال ابن سعد : فلما خرج العباس ونوفل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مهاجرين أيام الخندق ، شيعهما ربيعة إلى الأبواء ، ثم أراد الرجوع ، فقالا له : أين ترجع ؟ إلى دار الشرك تقاتلون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتكذبونه ، وقد عز وكثف أصحابه ، ارجع .

فسار معهما حتى قدموا جميعا مسلمين . وأطعم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ربيعة بخيبر مائة وسق كل سنة ، وشهد معه الفتح وحنينا ، وابتنى دارا بالمدينة ، وتوفي في خلافة عمر .

ويروى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " نعم العبد ربيعة بن الحارث ; لو قصر من شعره ، وشمر من ثوبه " .

وكان ربيعة شريكا لعثمان في التجارة ، وقد جاء في حديث جابر الذي في [ ص: 259 ] المناسك : " وإن أول دم أضع دم [ ابن ] ربيعة بن الحارث " أراد الذي يستحق ربيعة به الدية من أجل ولده .

وقيل : إنه توفي سنة ثلاث عشرة وأمه هي غزية بنت قيس بن طريف .


أرب جمـال 8 - 2 - 2010 02:39 AM

عبد الله بن الحارث

ابن عبد المطلب الهاشمي ، أخو ربيعة ونوفل ، وكان اسمه عبد شمس فغير ; فرووا أنه هاجر قبيل الفتح ، فسماه النبي - صلى الله عليه وسلم - عبد الله .

وخرج مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في بعض مغازيه ، فمات بالصفراء فكفنه في قميصه - يعني قميص النبي - صلى الله عليه وسلم .

وقد قيل إنه قال فيه : " هو سعيد أدركته السعادة " . كذا أورد ابن سعد هذا بلا إسناد ، ولا نسل لهذا .

خالد بن سعيد

ابن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي . [ ص: 260 ] السيد الكبير أبو سعيد القرشي الأموي ، أحد السابقين الأولين .

روي عن أم خالد بنت خالد ، قالت : كان أبي خامسا في الإسلام ، وهاجر إلى أرض الحبشة ، وأقام بها بضع عشرة سنة ، وولدت أنا بها .

وروى إبراهيم بن عقبة ، عن أم خالد قالت : أبي أول من كتب : بسم الله الرحمن الرحيم .

وروي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استعمله على صنعاء ، وأن أبا بكر أمره على بعض الجيش في غزو الشام .

قال موسى بن عقبة ، أخبرنا أشياخنا أن خالدا قتل مشركا ، ثم لبس سلبه ديباجا أو حريرا ، فنظر الناس إليه وهو مع عمرو ، فقال : ما لكم تنظرون ؟ من شاء فليفعل مثل عمل خالد ، ثم يلبس لباسه .

ويروى أن خالدا - رضي الله عنه - استشهد ، فقال الذي قتله بعد أن أسلم : من هذا الرجل ؟ فإني رأيت نورا له ساطعا إلى السماء .

وقيل : كان خالد بن سعيد وسيما جميلا ، قتل يوم أجنادين ، وهاجر مع جعفر بن أبي طالب إلى المدينة زمن خيبر . وبنته المذكورة عمرت ، وتأخرت إلى قريب عام تسعين .

وكان أبوه أبو أحيحة من كبراء الجاهلية ، مات قبل غزوة بدر مشركا .

وله عدة أولاد منهم :
أبان بن سعيد

أبو الوليد الأموي ، تأخر إسلامه ، وكان تاجرا موسرا سافر إلى الشام ، وهو الذي أجار ابن عمه عثمان بن عفان يوم الحديبية حين بعثه النبي - صلى الله عليه وسلم - رسولا إلى مكة ، فتلقاه أبان وهو يقول :
أقبل وأنسل ولا تخف أحدا بنو سعيد أعزة البلد
ثم أسلم يوم الفتح ; لا بل قبل الفتح ، وهاجر ; وذلك أن أخويه خالدا المذكور وعمرا لما قدما من هجرة الحبشة إلى المدينة بعثا إليه يدعوانه إلى الله تعالى ، فبادر وقدم المدينة مسلما .

وقد استعمله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سنة تسع على البحرين ، ثم إنه استشهد هو وأخوه خالد يوم أجنادين على الصحيح . وأبان : هو ابن عمة أبي جهل .
وأخوهما عمرو بن سعيد الأموي

له هجرتان : إلى الحبشة ، ثم إلى المدينة . وله حديث في " مسند الإمام أحمد " . [ ص: 262 ]

استشهد يوم اليرموك ويقال : يوم أجنادين مع أخويه رضي الله عنهم .

وروى عمرو بن سعيد الأشدق أن أعمامه خالدا وأبانا وعمرا رجعوا عن أعمالهم حين بلغهم موت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال أبو بكر : ما أحد أحق بالعمل من عمال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ; ارجعوا إلى أعمالكم . فأبوا ، وخرجوا إلى الشام فقتلوا - رضي الله عنهم .
العلاء بن الحضرمي ( ع )

واسمه العلاء بن عبد الله بن عماد بن أكبر بن ربيعة بن مقنع بن حضرموت .

كان من حلفاء بني أمية ، ومن سادة المهاجرين وأخوه ميمون بن الحضرمي هو المنسوب إليه بئر ميمون التي بأعلى مكة ، احتفرها قبل المبعث .

وأخواهما : عمرو وعامر . [ ص: 263 ]

ولاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - البحرين ، ثم وليها لأبي بكر وعمر .

وقيل : إن عمر بعثه على إمرة البصرة ، فمات قبل أن يصل إليها .

وولي بعده البحرين لعمر أبو هريرة .

له حديث : " مكث المهاجر بعد قضاء نسكه بمكة ثلاثا " . رواه عنه السائب بن يزيد .

وروى عنه أيضا حيان الأعرج ، وزياد بن حدير .

روى منصور بن زاذان ، عن محمد بن سيرين عن ابن العلاء ، أن العلاء ابن الحضرمي كتب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فبدأ بنفسه .

قال ابن إسحاق : كان والدهم الحضرمي حلف حرب بن أمية ، وهو من بلاد حضرموت ، واسمه عبد الله بن عباد بن الصدف . [ ص: 264 ]

ابن لهيعة عن أبي الأسود ، عن عروة قال : بعثه - يعني العلاء - أبو بكر الصديق في جيش قبل البحرين - وكانوا قد ارتدوا - فسار إليهم وبينه وبينهم البحر - يعني الرقراق - حتى مشوا فيه بأرجلهم ، فقطعوا كذلك مكانا كانت تجري فيه السفن ، وهي اليوم تجري فيه أيضا ، فقاتلهم ، وأظهره الله عليهم ، وبذلوا الزكاة .

توفي سنة إحدى وعشرين .

وروي عن أبي هريرة : بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع العلاء بن الحضرمي ووصاه بي ، فكنت أؤذن له .

وقال المسور بن مخرمة : بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - العلاء إلى البحرين ، ثم عزله بأبان بن سعيد .

قال محمد بن سعد : بعث أبو بكر العلاء بن الحضرمي ، فخرج من المدينة في ستة عشر راكبا ، وكتب له كتابا أن ينفر معه كل من مر به من المسلمين إلى عدوهم ، فسار العلاء في من تبعه حتى لحق بحصن جواثى فقاتلهم ، فلم يفلت منهم أحد .

ثم أتى القطيف وبها جمع ، فقاتلهم ، فانهزموا ، فانضمت [ ص: 265 ] الأعاجم إلى الزارة ، فأتاهم العلاء ، فنزل الخط على ساحل البحر ، فقاتلهم ، وحاصرهم إلى أن توفي الصديق ، فطلب أهل الزارة الصلح فصالحهم ، ثم قاتل أهل دارين ، فقتل المقاتلة ، وحوى الذراري . وبعث عرفجة إلى ساحل فارس ، فقطع السفن ، وافتتح جزيرة بأرض فارس واتخذ بها مسجدا .

مجالد : عن الشعبي أن عمر كتب إلى العلاء بن الحضرمي وهو بالبحرين أن سر إلى عتبة بن غزوان ; فقد وليتك عمله ، وطننت أنك أغنى منه ، فاعرف له حقه . فخرج العلاء في رهط ، منهم أبو هريرة ، وأبو بكرة ، فلما كانوا بنياس مات العلاء .

وكان أبو هريرة يقول : رأيت من العلاء ثلاثة أشياء لا أزال أحبه أبدا : قطع البحر على فرسه يوم دارين ; وقدم يريد البحرين ، فدعا الله بالدهناء ، فنبع لهم ماء فارتووا ; ونسي رجل منهم بعض متاعه فرد ، فلقيه ولم يجد الماء . [ ص: 266 ]

ومات ونحن على غير ماء ، فأبدى الله لنا سحابة ، فمطرنا ، فغسلناه ، وحفرنا له بسيوفنا ، ودفناه ، ولم نلحد له .

أرب جمـال 8 - 2 - 2010 02:42 AM

سعد بن خيثمة

ابن الحارث بن مالك بن كعب بن النحاط بن كعب بن حارثة بن غنم بن السلم أبو عبد الله الأنصاري الأوسي البدري النقيب ، أخو أبي ضياح النعمان بن ثابت لأمه .

انقرض عقبه سنة مائتين .

وكان ابن الكلبي يخالف في النحاط ، ويجعله الحناط بن كعب .

آخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين أبي سلمة بن عبد الأسد .

قالوا : وكان أحد النقباء الاثني عشر .

ولما ندب النبي - صلى الله عليه وسلم - المسلمين يوم بدر فأسرعوا ، قال خيثمة لابنه سعد : آثرني بالخروج ، وأقم مع نسائك . فأبى وقال : لو كان غير الجنة ، آثرتك به . فاقترعا ، فخرج سهم سعد فخرج ، واستشهد ببدر واستشهد أبوه خيثمة يوم أحد .
[ ص: 267 ] البراء بن معرور

ابن صخر بن خنساء بن سنان .

السيد النقيب أبو بشر الأنصاري الخزرجي أحد النقباء ليلة العقبة .

وهو ابن عمة سعد بن معاذ ، وكان نقيب قومه بني سلمة ، وكان أول من بايع ليلة العقبة الأولى ، وكان فاضلا ، تقيا ، فقيه النفس .

مات في صفر قبل قدوم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة بشهر .

محمد بن إسحاق : حدثني معبد بن كعب ، عن أخيه عبد الله ، عن أبيه قال : خرجنا من المدينة نريد النبي - صلى الله عليه وسلم - بمكة وخرج معنا حجاج قومنا من أهل الشرك ، حتى إذا كنا بذي الحليفة قال لنا البراء بن معرور - وكان سيدنا وذا سننا - : تعلمن والله لقد رأيت أن لا أجعل هذه البنية مني بظهر ، وأن أصلي إليها . فقلنا : والله لا نفعل ، ما بلغنا أن نبينا يصلي إلا إلى الشام ، فما كنا لنخالف قبلته . فلقد رأيته إذا حضرت الصلاة يصلي إلى الكعبة . قال : فعبنا عليه وأبى إلا الإقامة عليه ، حتى قدمنا مكة ، فقال لي : يا ابن أخي ، لقد صنعت [ ص: 268 ] في سفري شيئا ما أدري ما هو ، فانطلق إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلنسأله عما صنعت . وكنا لا نعرف رسول الله ، فخرجنا نسأل عنه ، فلقينا بالأبطح رجلا ، فسألناه عنه .

فقال : هل تعرفانه ؟ قلنا : لا . قال : فهل تعرفان العباس ؟ قلنا : نعم . فكان العباس يختلف إلينا بالتجارة فعرفناه ، فقال : هو الرجل الجالس معه الآن في المسجد ، فأتيناهما فسلمنا وجلسنا ، فسألنا العباس : فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من هذان يا عم ؟ " قال : هذا البراء بن معرور سيد قومه ، وهذا كعب بن مالك ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " الشاعر ؟ " فقال البراء : يا رسول الله ، والله لقد صنعت كذا وكذا . فقال : " قد كنت على قبلة لو صبرت عليها " . فرجع إلى قبلته ، ثم واعدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة العقبة الأوسط . . وذكر القصة بطولها .

وروى يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة ، عن أمه ، عن أبيه أن البراء بن معرور أوصى بثلثه للنبي - صلى الله عليه وسلم - وكان أوصى بثلث في سبيل الله ، وأوصى بثلث لولده ، فقيل للنبي - صلى الله عليه وسلم - فرده على الورثة ، فقدم النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد مات . فسأل عن قبره فأتاه ، فصف عليه وكبر ، وقال : اللهم اغفر له وارحمه ، وأدخله الجنة ، وقد فعلت .

وكان البراء ليلة العقبة هو أجل السبعين ، وهو أولهم مبايعة لرسول الله [ ص: 269 ] - صلى الله عليه وسلم - وكان ابنه : بشر بن البراء

من أشراف قومه ، وقد روي من حديث أبي هريرة وجابر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " من سيدكم يا بني سلمة ؟ قالوا : الجد بن قيس ; على أن فيه بخلا . فقال : وأي داء أدوى من البخل ؟ بل سيدكم الأبيض الجعد بشر بن البراء " .

قلت : هو الذي أكل مع النبي - صلى الله عليه وسلم - من الشاة المسمومة يوم خيبر فأصيب . وهو من كبار البدريين .




أرب جمـال 8 - 2 - 2010 02:43 AM

سعد بن عبادة

ابن دليم بن حارثة بن أبي حزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج .

السيد الكبير الشريف أبو قيس الأنصاري الخزرجي الساعدي المدني ، النقيب سيد الخزرج .

له أحاديث يسيرة وهي عشرون بالمكرر .

مات قبل أوان الرواية ، روى عنه سعيد بن المسيب ، والحسن البصري ، مرسل . له عند أبي داود ، والنسائي حديثان .

قال أبو الأسود : عن عروة إنه شهد بدرا ، وقال جماعة : ما شهدها . [ ص: 271 ]

قال ابن سعد : كان يتهيأ للخروج إلى بدر ، ويأتي دور الأنصار يحضهم على الخروج ، فنهش ، فأقام ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " لإن كان سعد ما شهد بدرا ، لقد كان حريصا عليها " .

قال : وكان عقبيا نقيبا سيدا جوادا .

ولما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة كان يبعث إليه كل يوم جفنة من ثريد اللحم أو ثريد بلبن أو غيره ، فكانت جفنة سعد تدور مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيوت أزواجه .

وقال البخاري في " تاريخه " : إنه شهد بدرا . وتبعه ابن منده .

وممن روى عنه أولاده : قيس ، وسعيد ، وإسحاق ، وابن عباس . وسكن دمشق - فيما نقل ابن عساكر - قال : ومات بحوران ، وقيل : قبره بالمنيحة .

روى ابن شهاب : عن عبيد الله ، عن ابن عباس ، عن سعد بن عبادة أن أمه ماتت وعليها نذر ، فسألت النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فأمرني أن أقضيه عنها . [ ص: 272 ]

والأكثر جعلوه من مسند ابن عباس .

أحمد في " مسنده " : حدثنا يونس ، حدثنا حماد ، حدثنا عبد الرحمن بن أبي شميلة ، عن رجل رده إلى سعيد الصراف ، عن إسحاق بن سعد بن عبادة ، عن أبيه ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن هذا الحي من الأنصار مجنة ، حبهم إيمان ، وبغضهم نفاق " .

قال موسى بن عقبة والجماعة : إنه أحد النقباء ليلة العقبة .

وعن معروف بن خربوذ عن أبي الطفيل ، قال : جاء سعد بن عبادة ، والمنذر بن عمرو ، يمتاران لأهل العقبة وقد خرج القوم ، فنذر بهما أهل مكة . فأخذ سعد ، وأفلت المنذر . قال سعد : فضربوني حتى تركوني كأني [ ص: 273 ] نصب أحمر - يحمر النصب من دم الذبائح عليه - قال : فخلا رجل كأنه رحمني ، فقال : ويحك ! أما لك بمكة من تستجير به ؟ قلت : لا ، إلا أن العاص بن وائل قد كان يقدم علينا المدينة فنكرمه . فقال رجل من القوم : ذكر ابن عمي ، والله لا يصل إليه أحد منكم . فكفوا عني ، وإذا هو عدي بن قيس السهمي .

حجاج بن أرطاة : عن الحكم ، عن مقسم ، عن ابن عباس ، قال : كان لواء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع علي ، ولواء الأنصار مع سعد بن عبادة .

رواه أبو غسان النهدي ، عن إبراهيم بن الزبرقان ، عنه .

معمر : عن عثمان الجزري ، عن مقسم - لا أعلمه إلا عن ابن عباس - : إن راية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانت تكون مع علي ، وراية الأنصار مع سعد بن عبادة .

حماد بن سلمة : عن ثابت ، عن أنس ، قال : لما بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إقفال أبي سفيان قال : " أشيروا علي " . فقام أبو بكر ، فقال : اجلس . فقام سعد بن عبادة . [ ص: 274 ] فقال : لو أمرتنا يا رسول الله أن نخيضها البحر لأخضناها ، ولو أمرتنا أن نضرب أكبادها إلى برك الغماد لفعلنا .

أبو حذيفة : حدثنا سفيان ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر : " من جاء بأسير فله سلبه " . فجاء أبو اليسر بأسيرين ، فقال سعد بن عبادة : يا رسول الله ، حرسناك مخافة عليك . فنزلت يسألونك عن الأنفال .

ورواه عبد الرزاق ، عن سفيان .

علي بن بحر : حدثنا عبد المهيمن بن عباس بن سهل ، حدثنا أبي عن جدي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يخطب المرأة ويصدقها ، ويشرط لها " صحفة سعد تدور معي إذا درت إليك " . فكان يرسل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بصحفة كل ليلة .

محمد بن إسحاق بن يسار ، عن أبيه مرسلا نحوه . [ ص: 275 ]

الأوزاعي : عن يحيى بن أبي كثير : كان للنبي - صلى الله عليه وسلم - من سعد كل يوم جفنة تدور معه حيث دار ، وكان سعد يقول : اللهم ارزقني مالا ; فلا تصلح الفعال إلا بالمال .

أحمد : حدثنا يزيد ، حدثنا عباد بن منصور ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : لما نزلت والذين يرمون المحصنات قال سعد سيد الأنصار : هكذا أنزلت يا رسول الله ؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " يا معشر الأنصار ، ألا تسمعون إلى ما يقول سيدكم ؟ " قالوا : لا تلمه ; فإنه غيور ، والله ما تزوج امرأة قط إلا بكرا ، ولا طلق امرأة قط ، فاجترأ أحد يتزوجها . فقال سعد : يا رسول الله ، والله لأعلم أنها حق ، وأنها من الله ، ولكني قد تعجبت أن لو وجدت لكاع قد تفخذها رجل لم يكن لي أن أهيجه ولا أحركه حتى آتي بأربعة شهداء ، فلا آتي بهم حتى يقضي حاجته . الحديث .

وفي حديث الإفك : قالت عائشة : فقام سعد بن عبادة ، وهو سيد الخزرج ، وكان قبل ذلك رجلا صالحا ، ولكن احتملته الحمية فقال : كلا والله لا تقتله ولا تقدر على ذلك . [ ص: 276 ]

يعني يرد على سعد بن معاذ سيد الأوس . وهذا مشكل ; فإن ابن معاذ كان قد مات .

جرير بن حازم ، عن ابن سيرين : كان سعد بن عبادة يرجع كل ليلة إلى أهله بثمانين من أهل الصفة يعشيهم .

قال عروة : كان سعد بن عبادة يقول : اللهم هب لي حمدا ومجدا ، اللهم لا يصلحني القليل ، ولا أصلح عليه .

قلت : كان ملكا شريفا مطاعا ، وقد التفت عليه الأنصار يوم وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليبايعوه ، وكان موعوكا ، حتى أقبل أبو بكر والجماعة ، فردوهم عن رأيهم ، فما طاب لسعد .

الواقدي : حدثنا محمد بن صالح عن الزبير بن المنذر بن أبي أسيد الساعدي أن الصديق بعث إلى سعد بن عبادة : أقبل فبايع ; فقد بايع الناس . فقال : لا والله ، لا أبايعكم حتى أقاتلكم بمن معي . فقال بشير بن سعد : يا خليفة رسول الله ، إنه قد أبى ولج ، فليس يبايعكم حتى يقتل ، ولن [ ص: 277 ] يقتل حتى يقتل معه ولده وعشيرته ، فلا تحركوه ما استقام لكم الأمر ، وإنما هو رجل وحده ما ترك . فتركه أبو بكر .

فلما ولي عمر ، لقيه فقال : إيه يا سعد ! فقال : إيه يا عمر ! فقال عمر : أنت صاحب ما أنت صاحبه ؟ قال : نعم . وقد أفضى إليك هذا الأمر ، وكان صاحبك - والله - أحب إلينا منك ، وقد أصبحت كارها لجوارك . قال : من كره ذلك تحول عنه . فلم يلبث إلا قليلا حتى انتقل إلى الشام ، فمات بحوران .

إسنادها كما ترى .

ابن عون ، عن ابن سيرين أن سعدا بال قائما فمات ، فسمع قائل يقول :


قد قتلنا سيد الخز رج سعد بن عباده ورميناه بسهمي
ن فلم نخط فؤاده
وقال سعد بن عبد العزيز : أول ما فتحت بصرى ، وفيها مات سعد بن عبادة .

وقال أبو عبيد : مات سنة أربع عشرة بحوران .

وروى ابن أبي عروبة : عن ابن سيرين أن سعد بن عبادة بال قائما ، فمات ، وقال : إني أجد دبيبا . [ ص: 278 ]

الأصمعي : حدثنا سلمة بن بلال عن أبي رجاء ، قال : قتل سعد بن عبادة بالشام ، رمته الجن بحوران .

الواقدي : حدثنا يحيى بن عبد العزيز ، من ولد سعد ، عن أبيه ، قال : توفي سعد بحوران لسنتين ونصف من خلافة عمر ، فما علم بموته بالمدينة حتى سمع غلمان قائلا من بئر يقول :
قد قتلنا سيد الخز رج سعد بن عباده
ورميناه بسهمي ن فلم نخط فؤاده
فذعر الغلمان ، فحفظ ذلك اليوم ، فوجدوه اليوم الذي مات فيه .

وإنما جلس يبول في نفق ، فمات من ساعته . ووجدوه قد اخضر جلده .

وقال يحيى بن بكير وابن عائشة وغيرهما : مات بحوران سنة ست عشرة .

وروى المدائني : عن يحيى بن عبد العزيز ، عن أبيه ، قال : مات في خلافة أبي بكر .

قال ابن سعد : كان سعد يكتب في الجاهلية ، ويحسن العوم والرمي . [ ص: 279 ]

وكان من أحسن ذلك ، سمي الكامل . وكان سعد وعدة آباء له قبله ينادى على أطمهم : من أحب الشحم واللحم ، فليأت أطم دليم بن حارثة .

أرب جمـال 8 - 2 - 2010 02:46 AM

سعد بن معاذ

ابن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل .

السيد الكبير الشهيد أبو عمرو الأنصاري الأوسي الأشهلي ، البدري الذي اهتز العرش لموته . ومناقبه مشهورة في الصحاح ، وفي السيرة ، وغير ذلك .

وقد أوردت جملة من ذلك في تاريخ الإسلام في سنة وفاته .

نقل ابن الكلبي ، عن عبد الحميد بن أبي عيسى بن جبر ، عن أبيه أن قريشا سمعت هاتفا على أبي قبيس يقول :
فإن يسلم السعدان يصبح محمد بمكة لا يخشى خلاف المخالف
فقال أبو سفيان : من السعدان ؟ سعد بكر ، سعد تميم ؟ فسمعوا في الليل ، الهاتف يقول :
أيا سعد سعد الأوس كن أنت ناصرا ويا سعد سعد الخزرجين الغطارف
[ ص: 280 ] أجيبا إلى داعي الهدى وتمنيا على الله في الفردوس منية عارف
فإن ثواب الله للطالب الهدى جنان من الفردوس ذات رفارف
فقال أبو سفيان : هو والله سعد بن معاذ وسعد بن عبادة .

أسلم سعد بن معاذ على يد مصعب بن عمير . فقال ابن إسحاق : لما أسلم وقف على قومه ، فقال : يا بني عبد الأشهل ، كيف تعلمون أمري فيكم ؟ قالوا : سيدنا فضلا ، وأيمننا نقيبة . قال : فإن كلامكم علي حرام ، رجالكم ونساؤكم ، حتى تؤمنوا بالله ورسوله . قال : فوالله ما بقي في دار بني عبد الأشهل رجل ولا امرأة إلا وأسلموا .

أبو إسحاق : عن عمرو بن ميمون ، عن ابن مسعود ، قال : انطلق سعد بن معاذ معتمرا ، فنزل على أمية بن خلف - وكان أمية إذا انطلق إلى الشام يمر بالمدينة فينزل عليه - فقال أمية له : انتظر حتى إذا انتصف النهار وغفل الناس طفت . فبينا سعد يطوف إذ أتاه أبو جهل ، فقال : من الذي يطوف آمنا ؟ قال : أنا سعد . فقال : أتطوف آمنا وقد آويتم محمدا وأصحابه ؟ قال : نعم . فتلاحيا . فقال أمية : لا ترفع صوتك على أبي الحكم ; فإنه سيد أهل الوادي . فقال سعد : والله لو منعتني ، لقطعت عليك متجرك بالشام . قال : فجعل أمية يقول : لا ترفع صوتك . فغضب وقال : دعنا منك ، فإني سمعت محمدا - صلى الله عليه وسلم - يقول : يزعم أنه قاتلك . قال : إياي ؟ قال : نعم . قال : والله ما يكذب محمد . [ ص: 281 ] فكاد يحدث فرجع إلى امرأته ، فقال : أما تعلمين ما قال لي أخي اليثربي ؟ زعم أنه سمع محمدا يزعم أنه قاتلي . قالت : والله ما يكذب محمد . فلما خرجوا لبدر قالت امرأته : ما ذكرت ما قال لك أخوك اليثربي ؟ فأراد أن لا يخرج . فقال له أبو جهل : إنك من أشراف أهل الوادي ، فسر معنا يوما أو يومين . فسار معهم ، فقتله الله .

قال ابن شهاب : وشهد بدرا سعد بن معاذ . ورمي يوم الخندق . فعاش شهرا ، ثم انتقض جرحه فمات .

ابن إسحاق : حدثني أبو ليلى عبد الله بن سهل أن عائشة كانت في حصن بني حارثة يوم الخندق وأم سعد معها ، فعبر سعد عليه درع مقلصة قد خرجت منه ذراعه كلها وفي يده حربة يرفل بها ويقول :
لبث قليلا يشهد الهيجا حمل لا بأس بالموت إذا حان الأجل
يعني : حمل بن بدر . فقالت له أمه : أي بني ، قد أخرت . فقلت لها : يا أم سعد ، لوددت أن درع سعد كانت أسبغ مما هي . فرمي سعد بسهم قطع منه الأكحل ، رماه ابن العرقة ، فلما أصابه قال : خذها مني وأنا ابن العرقة . فقال : عرق الله وجهك في النار . اللهم إن كنت أبقيت من حرب قريش شيئا فأبقني [ ص: 282 ] لها ، فإنه لا قوم أحب إلي من أن أجاهدهم فيك من قوم آذوا نبيك وكذبوه وأخرجوه ، اللهم إن كنت وضعت الحرب بيننا وبينهم ، فاجعلها لي شهادة ، ولا تمتني حتى تقر عيني من بني قريظة .

هشام : عن أبيه ، عن عائشة قالت : رمى سعدا رجل من قريش يقال له : حبان بن العرقة ، فرماه في الأكحل ، فضرب عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيمة في المسجد ليعوده من قريب . قالت : ثم إن كلمه تحجر للبرء . قالت : فدعا سعد ، فقال في ذلك : وإن كنت قد وضعت الحرب بيننا وبينهم فافجرها واجعل موتتي فيها . فانفجر من لبته ، فلم يرعهم إلا والدم يسيل ، فقالوا : يا أهل الخيمة ، ما هذا ؟ فإذا جرحه يغذو ، فمات منها .

متفق عليه بأطول من هذا .

الليث : عن أبي الزبير ، عن جابر ، قال : رمي سعد يوم الأحزاب ، فقطعوا أكحله ، فحسمه النبي - صلى الله عليه وسلم - بالنار ، فانتفخت يده فتركه ، فنزفه الدم ، فحسمه [ ص: 283 ] أخرى ، فانتفخت يده ، فلما رأى ذلك قال : اللهم لا تخرج نفسي حتى تقر عيني من بني قريظة . فاستمسك عرقه ، فما قطرت منه قطرة حتى نزلوا على حكم سعد ، فأرسل إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فحكم أن يقتل رجالهم ، وتسبى نساؤهم وذراريهم ، قال : وكانوا أربع مائة ، فلما فرغ من قتلهم انفتق عرقه .

يزيد بن عبد الله بن الهاد : عن معاذ بن رفاعة ، عن جابر ، قال : جلس النبي - صلى الله عليه وسلم - على قبر سعد وهو يدفن ، فقال : سبحان الله ، مرتين . فسبح القوم . ثم قال : الله أكبر ، الله أكبر . فكبروا ، فقال : عجبت لهذا العبد الصالح ، شدد عليه في قبره ، حتى كان هذا حين فرج له .

ابن إسحاق : حدثني من لا أتهم ، عن الحسن البصري ، قال : كان سعد بادنا ، فلما حملوه ، وجدوا له خفة . فقال رجال من المنافقين : والله إن كان [ ص: 284 ] لبادنا ، وما حملنا أخف منه . فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : " إن له حملة غيركم . والذي نفسي بيده لقد استبشرت الملائكة بروح سعد ، واهتز له العرش " .

يزيد بن هارون : أنبأنا محمد بن عمرو بن علقمة ، عن أبيه ، عن جده ، عن عائشة قالت : خرجت يوم الخندق أقفو آثار الناس ، فسمعت وئيد الأرض ورائي ، فإذا سعد ومعه ابن أخيه الحارث بن أوس يحمل مجنه . فجلست ، فمر سعد وعليه درع قد خرجت منه أطرافه . وكان من أطول الناس وأعظمهم ، فاقتحمت حديقة ، فإذا فيها نفر فيهم عمر ، فقال : ما جاء بك ؟ والله إنك لجريئة ! ما يؤمنك أن يكون بلاء ؟ فما زال يلومني حتى تمنيت أن الأرض اشتقت ساعتئذ ، فدخلت فيها ، وإذا رجل عليه مغفر ، فيرفعه عن وجهه ، فإذا هو طلحة . فقال : ويحك ! قد أكثرت ، وأين التحوز والفرار إلا إلى الله .

محمد بن عمرو : عن محمد بن إبراهيم ، حدثني علقمة بن وقاص ، عن عائشة قالت : أقبلنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قافلين من مكة حتى إذا كنا بذي الحليفة وأسيد بن حضير بيني وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . فيلقى غلمان بني عبد الأشهل من الأنصار . فسألهم أسيد ، فنعوا له امرأته . فتقنع يبكي ، قلت له : غفر الله لك ، أتبكي على امرأة وأنت صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وقد قدم الله [ ص: 285 ] لك من السابقة ما قدم ؟ فقال : ليحق لي أن لا أبكي على أحد بعد سعد بن معاذ . وقد سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول ما يقول ، قال : قلت : وما سمعت ؟ قال : قال : " لقد اهتز العرش لوفاة سعد بن معاذ " .

إسماعيل بن مسلم العبدي : حدثنا أبو المتوكل أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكر الحمى ، فقال : من كانت به ، فهو حظه من النار . فسألها سعد بن معاذ ربه ، فلزمته ، فلم تفارقه حتى مات .

أبو الزبير : عن جابر ، قال : رمي سعد بن معاذ يوم الأحزاب ، فقطعوا أكحله ، فحسمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالنار . فانتفخت يده فنزفه ، فحسمه أخرى .

أبو إسحاق : عن عمرو بن شرحبيل ، قال : لما انفجر جرح سعد ، عجل إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فأسنده إلى صدره والدماء تسيل عليه . فجاء أبو بكر ، فقال : وانكسار ظهراه على سعد ! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " مهلا أبا بكر " . فجاء عمر فقال : إنا لله وإنا إليه راجعون رواه شعبة عنه .

محمد بن عمرو : عن أبيه ، عن جده ، عن عائشة قالت : حضر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر ، سعد بن معاذ ، وهو يموت في القبة التي ضربها عليه [ ص: 286 ] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد . قالت : والذي نفس محمد بيده إني لأعرف بكاء أبي بكر من بكاء عمر ، وإني لفي حجرتي ، فكانا كما قال الله رحماء بينهم قال علقمة فقلت : أي أمه ، كيف كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصنع ؟ قالت : كان لا تدمع عينه على أحد ، ولكنه كان إذا وجد ، فإنما هو آخذ بلحيته .

أرب جمـال 8 - 2 - 2010 02:47 AM

يزيد بن هارون : أنبأنا إسماعيل بن أبي خالد ، عن رجل من الأنصار ، قال : لما قضى سعد في بني قريظة ، ثم رجع ، انفجر جرحه ، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فأتاه فوضع رأسه في حجره ، وسجي بثوب أبيض ، وكان رجلا أبيض جسيما . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " اللهم إن سعدا قد جاهد في سبيلك ، وصدق رسولك ، وقضى الذي عليه ، فتقبل روحه بخير ما تقبلت به روحا " . فلما سمع سعد كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتح عينيه ، ثم قال : السلام عليك يا رسول الله ، إني أشهد أنك رسول الله . وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأهل البيت : " استأذن الله من ملائكته عددكم في البيت ليشهدوا وفاة سعد " . قال : وأمه تبكي وتقول :
ويل أمك سعدا حزامة وجدا
فقيل لها : أتقولين الشعر على سعد ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " دعوها فغيرها من الشعراء أكذب "
هذا مرسل .

الواقدي : أنبأنا معاذ بن محمد ، عن عطاء بن أبي مسلم ، عن عكرمة ، عن [ ص: 287 ] ابن عباس ، قال : لما انفجرت يد سعد بالدم ، قام إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاعتنقه ، والدم ينفح من وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولحيته ، حتى قضى .

عاصم بن عمر : عن محمود بن لبيد ، قال : لما أصيب أكحل سعد ، فثقل ، حولوه عند امرأة يقال لها رفيدة تداوي الجرحى . فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا مر به يقول : " كيف أمسيت ، وكيف أصبحت ؟ " فيخبره ، حتى كانت الليلة التي نقله قومه فيها وثقل ، فاحتملوه إلى بني عبد الأشهل إلى منازلهم ، وجاء رسول الله ، فقيل : انطلقوا به . فخرح وخرجنا معه ، وأسرع حتى تقطعت شسوع نعالنا ، وسقطت أرديتنا ، فشكا ذلك إليه أصحابه ، فقال : " إني أخاف أن تسبقنا إليه الملائكة فتغسله كما غسلت حنظلة " . فانتهى إلى البيت ، وهو يغسل ، وأمه تبكيه وتقول :
ويل أم سعد سعدا حزامة وجدا
فقال : " كل باكية تكذب إلا أم سعد " . ثم خرج به ، قال : يقول له القوم : ما حملنا يا رسول الله ميتا أخف علينا منه . قال : " ما يمنعه أن يخف وقد هبط من الملائكة كذا وكذا لم يهبطوا قط قبل يومهم ، قد حملوه معكم "
.

شعبة : عن سماك ، سمع عبد الله بن شداد يقول : دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على سعد وهو يكيد نفسه ، فقال : " جزاك الله خيرا من سيد قوم ، فقد أنجزت ما وعدته ، ولينجزنك الله ما وعدك " .

[ ص: 288 ] حماد بن سلمة : عن محمد بن زياد ، عن عبد الرحمن بن سعد بن معاذ أن بني قريظة نزلوا على حكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فأرسل إلى سعد ، فجيء به محمولا على حمار ، وهو مضنى من جرحه ، فقال له : " أشر علي في هؤلاء " . قال : إني أعلم أن الله قد أمرك فيهم بأمر أنت فاعله . قال : " أجل ، ولكن أشر " . قال : لو وليت أمرهم ، لقتلت مقاتلتهم ، وسبيت ذراريهم . فقال : " والذي نفسي بيده لقد أشرت علي فيهم بالذي أمرني الله به " .

محمد بن صالح التمار : عن سعد بن إبراهيم ، عن عامر بن سعد ، عن أبيه قال : لما حكم سعد في بني قريظة أن يقتل من جرت عليه المواسي قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لقد حكم فيهم بحكم الله الذي حكم به من فوق سبع سموات " .

[ ص: 289 ] إسرائيل : عن أبي إسحاق ، عن أبي ميسرة ، قال : لم يرق دم سعد حتى أخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - بساعده ، فارتفع الدم إلى عضده . فكان سعد يقول : اللهم لا تمتني حتى تشفيني من بني قريظة .

الواقدي : حدثني سعيد بن محمد ، عن ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد ، عن أبيه ، عن جده ، قال : كنت ممن حفر لسعد قبره بالبقيع ، فكان يفوح علينا المسك كلما حفرنا ، حتى انتهينا إلى اللحد .

ثم قال ربيح : وأخبرني محمد بن المنكدر ، عن محمد بن شرحبيل بن حسنة ، قال : أخذ إنسان قبضة من تراب قبر سعد ، فذهب بها ، ثم نظر فإذا هي مسك . ورواها محمد بن عمرو بن علقمة ، عن ابن المنكدر .

الواقدي : أنبأنا عبيد بن جبيرة ، عن الحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ ، قال : كان سعد بن معاذ رجلا أبيض ، طوالا ، جميلا ، حسن الوجه ، أعين حسن اللحية ، فرمي يوم الخندق ، سنة خمس من [ ص: 290 ] الهجرة ، فمات من رميته تلك وهو يومئذ ابن سبع وثلاثين سنة . فصلى عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ودفن بالبقيع .

ابن سعد : أنبأنا محمد بن عمر ، حدثني إبراهيم بن الحصين ، عن داود بن الحصين ، عن عبد الرحمن بن جابر ، عن أبيه ، قال : لما انتهوا إلى قبر سعد ، نزل فيه أربعة : الحارث بن أوس ، وأسيد بن الحضير ، وأبو نائلة سلكان ، وسلمة بن سلامة بن وقش ، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - واقف . فلما وضع في قبره ، تغير وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وسبح ثلاثا ، فسبح المسلمون حتى ارتج البقيع ، ثم كبر ثلاثا ، وكبر المسلمون ، فسئل عن ذلك ، فقال : " تضايق على صاحبكم القبر ، وضم ضمة لو نجا منها أحد لنجا هو ، ثم فرج الله عنه " .

قلت : هذه الضمة ليست من عذاب القبر في شيء ; بل هو أمر يجده المؤمن كما يجد ألم فقد ولده وحميمه في الدنيا ، وكما يجد من ألم مرضه ، وألم خروج نفسه ، وألم سؤاله في قبره وامتحانه ، وألم تأثره ببكاء أهله عليه ، وألم قيامه من قبره ، وألم الموقف وهوله ، وألم الورود على النار ، ونحو ذلك .

فهذه الأراجيف كلها قد تنال العبد وما هي من عذاب القبر ، ولا من عذاب جهنم قط ، ولكن العبد التقي يرفق الله به في بعض ذلك أو كله ، ولا راحة للمؤمن دون لقاء ربه .

قال الله تعالى : وأنذرهم يوم الحسرة وقال : وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر فنسأل الله - تعالى - العفو واللطف الخفي . ومع هذه الهزات ، فسعد ممن نعلم أنه من أهل الجنة ، وأنه [ ص: 291 ] من أرفع الشهداء - رضي الله عنه - . كأنك يا هذا تظن أن الفائز لا يناله هول في الدارين ، ولا روع ولا ألم ولا خوف ، سل ربك العافية ، وأن يحشرنا في زمرة سعد .

شعبة : حدثنا سعد بن إبراهيم ، عن نافع ، عن عائشة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : إن للقبر ضغطة ، ولو كان أحد ناجيا منها ، نجا منها سعد بن معاذ إسناده قوي .

عقبة بن مكرم : حدثنا ابن أبي عدي ، عن شعبة ، عن سعد بن إبراهيم ، عن نافع ، عن صفية بنت أبي عبيد ، عن عائشة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : لو نجا أحد من ضمة القبر ، لنجا منها سعد .

يزيد بن هارون : أنبأنا محمد بن عمرو ، عن واقد بن عمرو بن سعد ، قال : دخلت على أنس بن مالك - وكان واقد من أعظم الناس وأطولهم - فقال لي : من أنت ؟ قلت : أنا واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ . قال : إنك بسعد لشبيه ، ثم بكى ، فأكثر البكاء ، ثم قال : يرحم الله سعدا ، كان من أعظم الناس وأطولهم . بعث رسول الله جيشا إلى أكيدر دومة ، فبعث إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بجبة من ديباج منسوج فيها الذهب . فلبسها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فجعلوا يمسحونها وينظرون إليها . فقال : " أتعجبون من هذه الجبة ؟ قالوا : يا رسول الله ، ما رأينا ثوبا قط أحسن منه . قال : فوالله لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن مما ترون " .

[ ص: 292 ] قيل : كان سعد بن معاذ وأسعد بن زرارة ابني خالة .

أرب جمـال 8 - 2 - 2010 02:48 AM

وقال ابن إسحاق : آخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين سعد بن معاذ وأبي عبيدة بن الجراح ، وقيل : آخى بينه وبين سعد بن أبي وقاص . وقد تواتر قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : " إن العرش اهتز لموت سعد فرحا به " وثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في حلة تعجبوا من حسنها : " لمناديل سعد بن معاذ في الجنة خير من هذه " .

وقال النضر بن شميل : حدثنا عوف ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " اهتز العرش لموت سعد بن معاذ " [ ص: 293 ] ثم قال النضر ، وهو إمام أهل اللغة : اهتز : فرح . الأعمش : عن أبي سفيان ، عن جابر مرفوعا : " اهتز عرش الرحمن لموت سعد " .

يوسف بن الماجشون ، عن أبيه ، عن عاصم بن عمر بن قتادة ، عن جدته رميثة قالت : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول - ولو أشاء أن أقبل الخاتم الذي بين كتفيه من قربي منه لفعلت - وهو يقول : " اهتز عرش الرحمن له " - أي : لسعد بن معاذ إسناد صالح .

وخرج النسائي من طريق معاذ بن رفاعة ، عن جابر ، قال : جاء جبريل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : من هذا العبد الصالح الذي مات ؟ فتحت له أبواب السماء ، وتحرك له العرش ، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فإذا سعد . قال : فجلس على قبره الحديث .

إسماعيل بن أبي خالد : عن إسحاق بن راشد ، عن أسماء بنت يزيد قالت : لما توفي سعد بن معاذ صاحت أمه ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " ألا يرقأ دمعك ويذهب حزنك ؟ فإن ابنك أول من ضحك الله إليه ، واهتز له العرش " [ ص: 294 ] هذا مرسل .

ابن جريج : عن أبي الزبير ، عن جابر أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول ، وجنازة سعد بين أيديهم : " اهتز لها عرش الرحمن " .

ابن أبي عروبة : عن قتادة ، عن أنس ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وجنازة سعد موضوعة : " اهتز لها عرش الرحمن " .

جماعة : عن عطاء بن السائب ، عن مجاهد ، عن ابن عمر يرفعه : " اهتز العرش لحب لقاء الله سعدا " .

يونس : عن ابن إسحاق ، عن معاذ بن رفاعة قال : حدثني من شئت من رجال قومي " أن جبريل أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين قبض سعد معتجرا بعمامة من إستبرق . فقال : يا محمد ، من هذا الميت الذي فتحت له أبواب السماء ، واهتز له العرش ؟ فقام سريعا يجر ثوبه إلى سعد ، فوجده قد مات " .

قال ابن إسحاق : عن أمية بن عبد الله ، عن بعض آل سعد ، أن رجلا قال :
وما اهتز عرش الله من موت هالك سمعنا به إلا لسعد أبي عمرو
عبد الله بن إدريس : حدثنا عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر - ومنهم من [ ص: 295 ] أرسله - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " هذا العبد الصالح الذي تحرك له العرش ، وفتحت أبواب السماء ، وشهده سبعون ألفا من الملائكة لم ينزلوا إلى الأرض قبل ذلك ، لقد ضم ضمة ثم أفرج عنه " يعني سعدا .

رواه محمد بن سعد ، عن إسماعيل بن مسعود ، عنه .

أبو معشر : عن سعيد المقبري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " لو نجا أحد من ضغطة القبر لنجا سعد ، ولقد ضم ضمة اختلفت منها أضلاعه من أثر البول " هذا منقطع .

ويروى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حمل جنازة سعد خطوات . ولم يصح .

الواقدي : حدثني سعيد بن محمد ، عن ربيح بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن جده أبي سعيد ، قال : كنت ممن حفر لسعد قبره بالبقيع . وكان يفوح علينا المسك كلما حفرنا .

قال ربيح : فأخبرني محمد بن المنكدر عن رجل ، قال : أخذ إنسان قبضة من تراب قبر سعد فذهب بها ، ثم نظر إليها بعد فإذا هي مسك .

وروى نحوه محمد بن عمرو بن علقمة ، عن ابن المنكدر ، عن محمد بن شرحبيل بن حسنة .

محمد بن عمرو بن علقمة : عن أبيه ، عن جده ، عن عائشة قالت : ما كان [ ص: 296 ] أحد أشد فقدا على المسلمين بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - وصاحبيه أو أحدهما من سعد بن معاذ .

الواقدي : أنبأنا عبيد بن جبيرة عن الحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ ، قال : كان سعد أبيض ، طوالا ، جميلا ، حسن الوجه ، أعين ، حسن اللحية ، عاش سبعا وثلاثين سنة .

أبو إسحاق السبيعي : عن رجل ، عن حذيفة ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " اهتز العرش لروح سعد بن معاذ " .

وروى سليمان التيمي ، عن الحسن ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " اهتز عرش الرحمن لوفاة سعد " .

ابن سعد : أنبأنا محمد بن فضيل ، عن عطاء بن السائب ، عن مجاهد ، عن ابن عمر ، قال : " اهتز العرش لحب لقاء الله سعدا " . قال : إنما يعني السرير . وقرأ ورفع أبويه على العرش قال : إنما تفسحت أعواده .

قال : ودخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبره ، فاحتبس ، فلما خرج ، قيل يا رسول الله ، ما حبسك ؟ قال : " ضم سعد في القبر ضمة ، فدعوت الله أن يكشف عنه "


[ ص: 297 ] قلت : تفسيره بالسرير ما أدري أهو من قول ابن عمر ، أو من قول مجاهد .

وهذا تأويل لا يفيد . فقد جاء ثابتا عرش الرحمن وعرش الله ، والعرش خلق لله مسخر إذا شاء أن يهتز اهتز بمشيئة الله ، وجعل فيه شعورا لحب سعد ، كما جعل تعالى شعورا في جبل أحد بحبه النبي - صلى الله عليه وسلم - . وقال تعالى : يا جبال أوبي معه وقال تسبح له السماوات السبع والأرض .

ثم عمم ، فقال : وإن من شيء إلا يسبح بحمده وهذا حق . وفي صحيح البخاري قول ابن مسعود : كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل . وهذا باب واسع سبيله الإيمان .

أبو نعيم : حدثنا إسماعيل بن مسلم العبدي ، عن أبي المتوكل أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكر الحمى ، فقال : " من كانت به ، فهي حظه من النار " . فسألها سعد بن معاذ ربه ، فلزمته حتى فارق الدنيا .

كان لسعد من الولد : عبد الله ، وعمرو ، فكان لعمرو تسعة أولاد .


الساعة الآن 01:16 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى