منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   المكتبة العامة (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=239)
-   -   رياض الصالحين - الإمام العلامة محيي الدين بن شرف النووي الدمشقي (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=4522)

صائد الأفكار 27 - 2 - 2010 04:33 AM

http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif باب وجوب صوم رمضان وبيان فضل الصيام وما يتعلق به‏:‏
قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم‏}‏ إلى قوله تعالى‏:‏ ‏{‏شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس، وبينات من الهدي والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه، ومن كان مريضًا، أو على سفر فعدة من أيام أخر‏}‏ ‏(‏‏(‏الآية البقرة‏:‏ 183‏)‏‏)‏‏.‏
وأما الأحاديث فقد تقدمت في الباب الذي قبله‏.‏
1213- وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏قال الله عز وجل‏:‏ كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به‏.‏ والصيام جُنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله، فليقل‏:‏ إني صائم‏.‏ والذي نفس محمد بيده لخُلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك‏.‏
‏"‏للصائم فرحتان يفرحهما‏:‏ إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏ ‏.‏‏(‏‏(‏وهذا لفظ رواية البخاري‏.‏ وفي رواية له‏:‏ يترك طعامه، وشرابه، وشهوته، من أجلي، الصيام لي وأنا أجزي به، والحسنة بعشر أمثالها‏.‏
وفي رواية لمسلم‏:‏ ‏"‏كل عمل ابن آدم يضاعف‏:‏ الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف‏.‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏(إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به‏:‏ يدع شهوته وطعامه من أجلي‏.‏ للصائم فرحتان‏:‏ فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه‏.‏ ولخلوف فيه أطيب عند الله من ريح المسك‏)‏‏.‏
1214- وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏‏"‏ من أنفق زوجين في سبيل الله نودي من أبواب الجنة ‏:‏يا عبد الله هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ‏"‏ قال أبو بكر، رضي الله عنه ‏:‏بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما على من دعي من تلك الأبواب من ضرورة، فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏ نعم وأرجو أن تكون منهم ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏
1215- وعن سهل بن سعد رضي الله عنه عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏إن في الجنة بابًا يقال له‏:‏ الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم يقال‏:‏ أين الصائمون‏؟‏ فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏
1216- وعن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏ ما من عبد يصوم يومًا في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفًا‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏
1217- وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غفر له ما تقدم من ذنبه ‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏
1218- وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏
1219- وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غَبِيَ عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه وهذا لفظ البخاري‏)‏‏)‏‏.‏
وفي رواية مسلم‏:‏ ‏"‏فإن غم عليكم فصوموا ثلاثين يومًا‏"‏‏.‏
218-
http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif باب الجود وفعل المعروف والإكثار من الخير في شهر رمضان
والزيادة من ذلك في العشر الأواخر منه‏:‏

1220- وعن ابن عباس رضي الله عنهما‏:‏ قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فَلَرَسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة‏"‏ ‏.‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏
1221- وعن عائشة رضي الله عنها قالت‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله، وشد المئزر‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏
219- http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif باب النهي عن تقدم رمضان بصوم بعد نصف شعبان إلا لمن وصله بما قبله، أو وافق عادة كان عادته صوم الاثنين والخميس فوافقه
1222- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏لا يتقدمن أحدكم رمضان بصوم يوم أو يومين، إلا أن يكون رجل كان يصوم صومه، فليصم ذلك اليوم‏"‏ ‏.‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏
1223- وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏ لا تصوموا قبل رمضان صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن حالت دونه فأكملوا ثلاثين يومًا‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح‏.‏
(27)
1224- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏إذا بقي نصف من شعبان فلا تصوموا‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح‏)‏‏)‏‏.‏
1225- وعن أبي اليقظان عمار بن ياسر، رضي الله عنهما قال‏:‏ ‏"‏من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصي أبا القاسم، صلى الله عليه وسلم‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه أبو داود والترمذي وقال‏:‏ حديث حسن صحيح‏)‏‏)‏‏.‏
220- http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif باب ما يقال عند رؤية الهلال‏:‏
1226- عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى الهلال قال‏:‏ ‏"‏اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام، ربي وربك الله، هلال رشد وخير‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه الترمذي وقال‏:‏ حديث حسن‏)‏‏)‏‏.‏
221- http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif باب فضل السحور وتأخيره ما لم يخشَ طلوع الفجر‏:
1227- عن أنس، رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏تسحروا فإن في السحور بركة‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏
1228- وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال‏:‏ تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قمنا إلى الصلاة قيل كم كان بينهما‏؟‏ قال‏:‏ خمسون آية ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏
1229- وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال‏:‏ كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم مؤذنان‏:‏ بلال وابن أم مكتوم‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏ إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم‏"‏ قال ولم يكن بينهما إلا أن ينزل هذا ويرقى هذا، ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏
1230- وعن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رسول الله قال‏:‏ ‏"‏فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏
222- http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif باب فضل تعجيل الفطر وما يفطر عليه وما يقوله بعد إفطاره‏:‏
1231- عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏
1232- وعن أبي عطية قال‏:‏ دخلت أنا ومسروق على عائشة رضي الله عنها فقال لها مسروق‏:‏ رجلان من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كلاهما لا يألو عن الخير‏:‏ أحدهما يعجل المغرب والإفطار، والآخر يؤخر المغرب والإفطار‏؟‏ فقالت‏:‏ من يعجل المغرب والإفطار‏؟‏ قال‏:‏ عبد الله - يعني ابن مسعود- فقالت‏:‏ هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏
(28)
1233- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل‏:‏ ‏"‏أحب عبادي إلي أعجلهم فطرًا‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه الترمذي وقال حديث حسن‏)‏‏)‏‏.‏
1234- وعن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إذا أقبل الليل من ههنا وأدبر النهار من ههنا، وغربت الشمس، فقد أفطر الصائم‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏
1235- وعن أبي إبراهيم عبد الله بن أبي أوفى، رضي الله عنهما قال‏:‏ سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو صائم فلما غربت الشمس قال لبعض القوم‏:‏ ‏"‏يا فلان انزل فاجدح لنا، فقال‏:‏ يا رسول الله لو أمسيت‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏انزل فاجدح لنا‏"‏ قال‏:‏ إن عليك نهارًا، قال‏:‏ ‏"‏انزل فاجدح لنا‏"‏ قال‏:‏ فنزل فجدح لهم فشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال‏:‏ ‏"‏إذا رأيتم الليل قد أقبل من ههنا، فقد أفطر الصائم‏"‏ وأشار بيده قبل المشرق‏.‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏
(29)
1236- وعن سلمان بن عامر الضبي الصحابي، رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏إذا أفطر أحدكم، فليفطر على تمر فإن لم يجد فليفطر على ماء فإنه طهور‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه أبو داود، والترمذي وقال‏:‏ حديث حسن صحيح‏)‏‏)‏‏.‏
1237- وعن أنس رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر قبل أن يصلي على رطبات، فإن لم تكن رطبات فتميرات فإن لم تكن تميرات حسا حسوات من ماء‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه أبو داود والترمذي وقال‏:‏ حديث حسن‏)‏‏)‏‏.‏
223- http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif باب أمر الصائم بحفظ لسانه وجوارحه عن المخالفات والمشاتمة ونحوها‏:
1238- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله، فليقل‏:‏ إني صائم‏"‏
1239- وعنه قال‏:‏ قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه البخاري‏)‏‏)‏‏.‏
224- http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif باب في مسائل من الصوم‏:‏
1240- وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏إذا نسي أحدكم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏
1241- وعن لقيط بن صبرة رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله أخبرني عن الوضوء‏؟‏ قال‏"‏ ‏"‏أسبغ الوضوء، وخلل بين الأصابع، وبالغ في الاستنشاق، إلا أن تكون صائمًا‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه أبوداود، والترمذي وقال‏:‏ حديث حسن صحيح‏)‏‏)‏‏.‏
1242- وعن عائشة رضي الله عنها قالت‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدركه الفجر وهو جنب من أهله ثم يغتسل ويصوم ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏
1243- وعن عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما قالتا‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبح جنبًا من غير حلم ثم يصوم‏.‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏
225- http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif باب بيان فضل صوم المحرم وشعبان والأشهر الحرم‏:‏
1244- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أفضل الصيام بعد رمضان‏:‏ شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة‏:‏ صلاة الليل‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏
1245- وعن عائشة رضي الله عنها قالت لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يصوم من شهر أكثر من شعبان فإنه كان يصوم شعبان كله وفي رواية‏:‏ كان يصوم شعبان إلا قليلا‏.‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏
1246- وعن مجيبة الباهلية عن أبيها أو عمها، أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم انطلق فأتاه بعد سنة وقد تغيرت حاله وهيئته، فقال‏:‏ يا رسول الله أما تعرفني‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏ومن أنت‏؟‏‏"‏ قال‏:‏ أنا الباهلي الذي جئتك عام الأول‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏فما غيرك، وقد كنت حسن الهيئة‏؟‏‏"‏ قال‏:‏ ما أكلت طعامًا منذ فارقتك إلا بليل‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏عذبت نفسك‏!‏‏"‏ ثم قال‏:‏ ‏"‏صم شهر الصبر، ويومًا من كل شهر‏"‏ قال‏:‏ زدني، فإن بي قوة، قال‏:‏ ‏"‏ صم يومين‏"‏ قال‏:‏ زذني، قال‏:‏ ‏"‏صم ثلاثة أيام‏"‏ قال‏:‏ زدني‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏صم من الحرم واترك، صم من الحرم واترك، صم من الحرم واترك‏"‏ وقال بأصابعه الثلاث فضمها، ثم أرسلها‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه أبو داود‏.‏ ‏)‏‏)‏‏.‏
(30)
226- http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif باب فضل الصوم وغيره في العشر الأول من ذي الحجة‏:‏
1247- وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام‏"‏ يعني أيام العشر، قالوا‏:‏ يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه، وماله فلم يرجع من ذلك بشيء‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه البخاري‏)‏‏)‏‏.‏
227- http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif باب فضل صوم يوم عرفة وعاشوراء وتاسوعاء‏:
1248- وعن أبي قتادة رضي الله عنه قال‏:‏ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ عن صوم يوم عرفة‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏يكفر السنة الماضية والباقية‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏
1249- وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صام يوم عاشوراء، وأمر بصيامه‏.‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏
1250- وعن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صيام يوم عاشوراء فقال‏:‏ ‏"‏يكفر السنة الماضية‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏
1251- وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏
228- http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif باب استحباب صوم ستة أيام من شوال‏:‏
1252- عن أبي أيوب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال كان كصيام الدهر‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏
229- http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif باب استحباب صوم الاثنين والخميس‏:‏
1253- عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ سئل عن صوم يوم الاثنين فقال‏:‏ ‏"‏ذلك يوم ولدت فيه، ويوم بعثت أو أنزل علي فيه‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏
1254- وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه الترمذي وقال‏:‏ حديث حسن، ورواه مسلم بغير ذكر الصوم‏)‏‏)‏‏.‏
1255- وعن عائشة رضي الله عنها قالت‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحرى صوم الاثنين والخميس‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه الترمذي وقال حديث حسن‏)‏‏)‏‏.‏
230- http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif باب استحباب صوم ثلاثة أيام من كل شهر‏:
والأفضل صومها في الأيام البيض، وهي الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر‏.‏ وقيل الثاني عشر والثالث عشر، والرابع عشر، والصحيح المشهور هو الأول‏:‏
1256- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث‏:‏ صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى وأن أوتر قبل أن أنام‏.‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏
1257- وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال‏:‏ أوصاني حبيبي، صلى الله عليه وسلم بثلاث لن أدعهن ما عشت‏:‏ بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وصلاة الضحى، وبأن لا أنام حتى أوتر‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏
1258- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص، رضي الله عنهما، قال‏:‏ قال رسول الله‏:‏ ‏"‏صوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر كله‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏
1259- وعن معاذة العدوية أنها سألت عائشة رضي الله عنها‏:‏ أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم من كل شهر ثلاثة أيام، فقالت‏:‏ نعم‏.‏ فقلت‏:‏ من أي الشهر كان يصوم‏؟‏ قالت‏:‏ لم يكن يبالي من أي الشهر يصوم‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏
1260- وعن أبي ذر رضي الله عنه، قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إذا صمت من الشهر ثلاثًا، فصم ثلاث عشرة، وأربع عشرة وخمس عشرة‏"‏ رواه الترمذي وقال‏:‏ حديث حسن‏.‏
1261- وعن قتادة بن ملحان، رضي الله عنه، قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بصيام أيام البيض‏:‏ ثلاث عشرة، وأربع شعرة وخمس عشرة‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه أبو داود‏.‏
1262- وعن ابن عباس، رضي الله عنهما، قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏لا يفطر أيام البيض في حضر ولا سفر‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه النسائي بإسناد حسن‏)‏‏)‏‏.‏
231- http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif باب فضل من فطر صائمًا، وفضل الصائم الذي يؤكل عنده ودعاء الآكل للمأكول عنده‏:
1263- عن زيد بن خالد الجهني، رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏من فطر صائمًا، كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه الترمذي وقال‏:‏ حديث حسن صحيح‏)‏‏)‏‏.‏
1264- وعن أم عمارة الأنصارية، رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها فقدمت إليه طعامًا فقال ‏"‏ كلي‏"‏ فقالت‏:‏ إني صائمة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن الصائم تصلي عليه الملائكة إذا أكل عنده حتى يفرغوا‏"‏ وربما قال‏:‏ ‏"‏حتى يشبعوا‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه الترمذي وقال‏:‏ حديث حسن‏)‏‏)‏‏.‏
1265- وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء إلى سعد بن عبادة رضي الله عنه فجاء بخبز وزيت، فأكل ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أفطر عندكم الصائمون وأكل طعامكم الأبرار وصلت عليكم الملائكة‏"‏‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه أبو داود بإسناد صحيح‏)‏‏)‏‏.‏
باب الاعتكاف في رمضان

1266- عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان‏.‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏
1267- وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان، حتى توفاه الله، تعالى ثم اعتكف أزواجه من بعده‏.‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏
1268- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام، فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يومًا ‏(‏‏(‏رواه البخاري‏)‏‏)‏‏.‏

صائد الأفكار 27 - 2 - 2010 04:34 AM

كتاب الحج

http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif باب وجوب الحج وفضله
قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين ‏}‏ ‏(‏‏(‏آل عمران‏:‏ 97‏)‏‏)‏
1269- وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ بني الإسلام على خمس‏:‏ شهادة أن لا إله إلى الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏
1270- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏يا أيها الناس إن الله قد فرض عليكم الحج فحجوا‏"‏ فقال رجل‏:‏ أكل عام يا رسول الله‏؟‏ فسكت، حتى قالها ثلاثًا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏لو قلت نعم لوجبت، ولما استطعتم‏"‏ ثم قال‏:‏ ‏"‏ذروني ما تركتكم، فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم، واختلافهم على أنبيائهم، فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه‏"‏‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏
1271- وعنه قال‏:‏ سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أفضل‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏إيمان بالله ورسوله‏"‏ قيل‏:‏ ثم ماذا‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏الجهاد في سبيل الله‏"‏ قيل ثم ماذا‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏حج مبرور‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏
‏"‏المبرور‏"‏ هو الذي لا يرتكب صاحبه فيه معصية‏.‏
1272- وعنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏من حج، فلم يرفث ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏
1273- وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏
1274- وعن عائشة رضي الله عنها قالت‏:‏ قلت يا رسول الله نرى الجهاد أفضل العمل، أفلا نجاهد‏؟‏ فقال‏:‏ ‏:‏ ‏"‏لَكُنّ أفضل الجهاد حج مبرور‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه البخاري‏)‏‏)‏‏.‏
1275- وعنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال‏:‏ ‏"‏ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏
1276- وعن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏عمرة في رمضان تعدل عمرة أو حجة معي‏"‏‏.‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏
1277- وعنه أن امرأة قالت‏:‏ يا رسول الله إن فريضة الله على عباده في الحج، أدركت أبي شيخًا كبيرًا، لا يثبت على الراحلة، أفأحج عنه‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏نعم‏"‏‏.‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏
1278- وعن لقيط بن عامر رضي الله عنه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ إن أبي شيخ كبير لا يستطيع الحج ولا العمرة، ولا الظعن قال‏:‏ ‏"‏حج عن أبيك واعتمر‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه أبو داود والترمذي وقال‏:‏ حديث حسن صحيح‏.‏ ‏)‏‏)‏‏.‏
1279- وعن السائب بن يزيد رضي الله عنه، قال‏:‏ حج بي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وأنا ابن سبع سنين‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه البخاري‏)‏‏)‏‏.‏
1280- وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم لقي ركبا بالروحاء فقال‏:‏ ‏"‏من القوم‏؟‏‏"‏ قالوا‏:‏ المسلمون‏.‏ قالوا من أنت‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏رسول الله‏"‏ فرفعت امرأة صبيًا فقالت‏:‏ ألهذا حج‏؟‏ قال ‏"‏نعم ولك أجر‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏
1281- وعن أنس رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حج على رحل وكانت زاملته‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه البخاري‏)‏‏)‏‏.‏
1282- وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ كانت عكاظ ومجنة، وذو المجاز أسواقًا في الجاهلية، فتأثموا أن يتجروا في المواسم، فنزلت‏:‏ ‏{‏ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم‏}‏ ‏(‏‏(‏البقرة‏:‏ 198‏)‏‏)‏ في مواسم الحج‏.‏‏(‏‏(‏رواه البخاري‏)‏‏)‏‏.‏

صائد الأفكار 27 - 2 - 2010 04:35 AM

كتاب الجهاد


http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif باب وجوب الجهاد وفضل الغدوة والروحة

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة، واعلموا أن الله مع المتقين‏}‏ ‏(‏‏(‏التوبة 36‏)‏‏)‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شر لكم، والله يعلم وأنتم لا تعلمون‏}‏ ‏(‏‏(‏البقرة 216‏)‏‏)‏‏.‏، وقال تعالى‏:‏‏{‏انفروا خفافًا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله‏}‏ ‏(‏‏(‏التوبة 41‏)‏‏)‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدًا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم‏}‏ ‏(‏‏(‏التوبة 11‏)‏‏)‏‏.‏ وقال الله تعالى‏:‏ ‏{‏لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم، فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى، وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرًا عظيمًا، درجات منه ومغفرة ورحمة وكان الله غفورًا رحيمًا‏}‏ ‏(‏‏(‏النساء 95‏)‏‏)‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم، وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين‏}‏ ‏(‏‏(‏الصف 1- 13‏)‏‏)‏ والآيات في الباب كثيرة مشهورة

وأما الأحاديث في فضل الجهاد فأكثر من أن تحصر فمن ذلك‏:‏

1283- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي العمل أفضل‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏إيمان بالله ورسوله‏"‏ قيل‏:‏ ثم ماذا‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏الجهاد في سبيل الله‏"‏ قيل‏:‏ ثم ماذا‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏حج مبرور‏"‏‏.‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏

1284- وعن ابن مسعود، رضي الله عنه قال‏:‏ قلت يا رسول الله أي العمل أحب إلى الله تعالى‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏الصلاة على وقتها‏"‏ قلت‏:‏ ثم أي‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏بر الوالدين‏"‏ قلت ثم أي‏:‏ قال‏:‏ ‏"‏الجهاد في سبيل الله‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏

1285- وعن أبي ذر رضي الله عنه قال‏:‏ قلت يا رسول الله أي العمل أفضل‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏الإيمان بالله والجهاد في سبيله‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏

1286- وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏

1287- وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال‏:‏ أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ أي الناس أفضل‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله‏"‏ قال‏:‏ ثم من‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏مؤمن في شعب من الشعاب يعبد الله ويدع الناس من شره‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏

1288- وعن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها، وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها، والروحة يروحها العبد في سبيل الله تعالى، أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها‏.‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏

1289- وعن سلمان رضي الله عنه قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات فيه أجري عليه عمله الذي كان يعمل، وأجري عليه رزقه، وأمن الفتان‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1290- وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏كل ميت يختم على عمله إلا المرابط في سبيل الله فإنه ينمى له عمله إلى يوم القيامة، ويؤمن فتنة القبر” ‏(‏‏(‏رواه أبو داود والترمذي وقال‏:‏ حديث حسن صحيح‏)‏‏)‏‏.‏

1291- وعن عثمان رضي الله عنه قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏رباط يوم في سبيل الله خير من ألف يوم فيما سواه من المنازل‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه الترمذي وقال‏:‏ حديث حسن صحيح‏)‏‏)‏‏.‏

1292- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏تضمن الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا جهاد في سبيلي، وإيمان بي وتصديق برسلي فهو علي ضامن أن أدخله الجنة، أو أرجعه إلى منزله الذي خرج منه بما نال من أجر، أو غنيمة، والذي نفس محمد بيده ما من كلم يكلم في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة كهيئته يوم كلم، لونه لون دم، وريحه ريح مسك، والذي نفس محمد بيده لولا أن يشق على المسلمين ما قعدت خلاف سرية تغزو في سبيل الله أبدا، ولكن لا أجد سعة فأحملهم ولا يجدون سعة عليهم أن يتخلفوا عني، والذي نفس محمد بيده لوددت أن أغزو في سبيل الله فأقتل، ثم أغزو فأقتل ثم أغزو فأقتل‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم وروى البخاري بعضه‏)‏‏)‏‏.‏

‏(‏‏(‏‏"‏الكلم‏"‏ الجرح‏.‏‏)‏‏)‏

1293- وعنه قال‏:‏ قال‏:‏ رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏ما من مكلوم يكلم في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة، وكلمه يدمي اللون لون دم، والريح ريح مسك‏:‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏

1294- وعن معاذ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏من قاتل في سبييل الله من رجل مسلم فواق ناقة وجبت له الجنة، ومن جرح جرحًا في سبيل الله أو نكب نكبة فإنها تجيء يوم القيامة كأغزر ما كانت‏:‏ لونها الزعفران، وريحها كالمسك‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه أبو داود والترمذي وقال‏:‏ حديث حسن‏)‏‏)‏‏.‏

1295- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ مر رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بشعب فيه عيينة من ماء عذبة فأعجبته، فقال‏:‏ لو اعتزلت الناس فأقمت في هذا الشعب، ولن أفعل حتى استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏لا تفعل فإن مقام أحدكم في سبيل الله أفضل من صلاته في بيته سبعين عامًا، ألا تحبون أن يغفر الله لكم ويدخلكم الجنة‏؟‏ اغزو في سبيل الله من قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت له الجنة‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه الترمذي وقال‏:‏ حديث حسن‏)‏‏)‏‏.‏ ‏(‏‏(‏‏"‏والفواق‏"‏‏:‏ ما بين الحلبتين‏)‏‏)‏‏.‏

1296- وعنه قال قيل يا رسول الله‏:‏ ما يعدل الجهاد في سبيل الله‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏لاتستطيعونه‏"‏ فأعادوا عليه مرتين أو ثلاثًا كل ذلك يقول‏:‏ ‏"‏لاتستطيعونه‏!‏‏"‏ ثم قال‏:‏ ‏"‏مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم القانت بآيات الله لا يفتر‏:‏ من صلاة ولا صيام، حتى يرجع المجاهد في سبيل الله‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه، وهذا لفظ مسلم‏)‏‏)‏ ‏.‏

وفي رواية البخاري، أن رجلا قال‏:‏ يا رسول الله دلني على عمل يعدل الجهاد‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏لا أجده‏"‏ ثم قال‏:‏ ‏"‏هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك فتقوم ولا تفتر وتصوم ولا تفطر‏؟‏ فقال‏:‏ ومن يستطيع ذلك‏؟‏‏!‏‏.‏


1297- وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏من خير معاش الناس لهم رجل ممسك بعنان فرسه في سبيل الله، يطير على متنه كلما سمع هيعة، أو فزعة طار على متنه، يبتغي القتل أو الموت مظانه، أو رجل في غنيمة أو شعفة من هذه الشعف أو بطن واد من هذه الأودية يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة، ويعبد ربه حتى يأتيه اليقين ليس من الناس إلا في خير‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1298- وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏إن في الجنة مائة درجة أعدها للمجاهدين في سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه البخاري‏)‏‏)‏‏.‏

1299- وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏من رضي بالله ربًا وبالإسلام دينًا، وبمحمد رسولا وجبت له الجنة‏"‏ فعجب لها أبو سعيد فقال أعدها علي يا رسول الله فأعادها عليه ثم قال‏:‏ ‏"‏وأخرى يرفع الله بها العبد مائة درجة في الجنة، ما بين كل درجتين، كما بين السماء والأرض‏"‏ قال‏:‏ وما هي يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏الجهاد في سبيل الله، الجهاد في سبيل الله‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1300- وعن أبي بكر بن أبي موسى الأشعري، قال‏:‏ سمعت أبي رضي الله عنه وهو بحضرة العدو، يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف‏"‏ فقام رجل رث الهيئة فقال يا أبا موسى أأنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا‏؟‏ قال‏:‏ نعم، فرجع إلى أصحابه، فقال‏:‏ ‏"‏اقرأ عليكم السلام‏"‏ ثم كسر جفن سيفه فألقاه، ثم مشى بسيفه إلى العدو فضرب به حتى قتل‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1301- وعن أبي عبس عبد الرحمن بن جبير، رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ما اغبرت قدما عبد في سبيل الله فتمسه النار‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه البخاري‏)‏‏)‏‏.‏

1302- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لا يلج النار رجل بكي من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع، ولا يجتمع على عبد غبار في سبيل الله ودخان جهنم‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه الترمذي وقال‏:‏ حديث حسن صحيح‏)‏‏)‏‏.‏

1303- وعن ابن عباس، رضي الله عنهما قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ “عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه الترمذي وقال‏:‏ حديث حسن‏.‏ ‏)‏‏)‏‏.‏

1304- وعن زيد بن خالد، رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏من جهز غازيًا في سبيل الله فقد غزا ومن خلف غازيا في أهله بخير فقد غزا‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏

1305- وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أفضل الصدقات ظل فسطاط في سبيل الله، ومنيحة خادم في سبيل الله، أو طروقة فحل في سبيل الله‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه الترمذي وقال‏:‏ حديث حسن صحيح‏)‏‏)‏‏.‏

1306- وعن أنس رضي الله عنه أن فتى من أسلم قال‏:‏ يا رسول الله إني أريد الغزو وليس معي ما أتجهز به، قال‏:‏ ‏"‏ائت فلانًا، قد كان تجهز فمرض فأتاه فقال‏:‏ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرئك السلام ويقول‏:‏ أعطني الذي تجهزت به قال‏:‏ يا فلانة أعطيه، الذي كنت تجهزت به ولاتحبسي منه شيئًا فوالله لا تحبسي منه شيئًا فيبارك لك فيه ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1307- وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى بني لحيان، فقال‏:‏ ‏"‏لا ينبعث من كل رجلين أحدهما، والأجر بينهما‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

(1)‏‏.‏

1308- وعن البراء رضي الله عنه قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل مقنع بالحديد، فقال يا رسول الله أقاتل أو أسلم‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏أسلم، ثم قاتل‏"‏ فأسلم، ثم قاتل فقتل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ عمل قليلا وأُجر كثيرًا‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه وهذا لفظ البخاري‏)‏‏)‏ ‏.‏

1309- وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وله ما على الأرض من شيء إلا الشهيد، يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة”

(2)

1310- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏يغفر الله للشهيد كل شيء إلا الدين‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

(3)

1311- وعن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فيهم فذكر أن الجهاد في سبيل الله والإيمان بالله أفضل الأعمال فقام رجل فقال يا رسول الله أرأيت إن قتلت في سبيل الله أتكفر عني خطاياي‏؟‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏نعم إن قتلت في سبيل الله وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر‏"‏ ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏كيف قلت‏؟‏‏"‏ قال‏:‏ أرأيت إن قتلت في سبيل الله أتكفر عني خطاياي‏؟‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏نعم وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر إلا الدين فإن جبريل عليه السلام قال لي ذلك‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1312- وعن جابر رضي الله عنه قال‏:‏ قال رجل‏:‏ أين أنا يا رسول الله إن قتلت‏؟‏ قال‏:‏ “في الجنة‏"‏ فألقى تمرات كن في يده ثم قاتل حتى قتل‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1313- وعن أنس رضي الله عنه قال انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حتى سبقوا المشركين إلى بدر وجاء المشركون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏لا يقدمن أحد منكم إلى شيء حتى أكون أنا دونه‏"‏ فدنا المشركون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض‏"‏ قال‏:‏ يقول عمير بن الحمام الأنصاري رضي الله عنه‏:‏ يا رسول الله جنة عرضها السماوات والأرض‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏نعم‏"‏ قال‏:‏ بخ بخ‏!‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ “ما يحملك على قولك بخ بخ‏"‏ قال فإنك من أهلها فأخرج تمرات من قرنه فجعل يأكل منهن، ثم قال لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة‏!‏ فرمى بما كان معه من التمر، ثم قاتلهم حتى قتل‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏ (4)

1314- وعنه قال‏:‏ جاء ناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن ابعث معنا رجالا يعلمونا القرآن والسنة فبعث إليهم سبعين رجلا من الأنصار يقال لهم‏:‏ القراء، فيهم خالي حرام، يقرءون القرآن ويتدارسونه بالليل يتعلمون، وكانوا بالنهار يجيئون بالماء فيضعونه في المسجد، ويحتطبون فيبيعونه، ويشترون به الطعام لأهل الصفة، وللفقراء فبعثهم صلى الله عليه وسلم فعرضوا لهم فقتلوهم قبل أن يبلغوا المكان، فقالوا‏:‏ اللهم بلغ عنا نبينا أن قد لقيناك فرضينا عنك ورضيت عنا، وأتى رجل حراما خال أنس من خلف فطعنه برمح حتى أنفذه، فقال حرام‏:‏ فزت ورب الكعبة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏إن إخوانكم قد قتلوا وإنهم قالوا‏:‏ اللهم بلغ عنا نبينا أنا قد لقيناك فرضينا عنك ورضيت عنا‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه وهذا لفظ مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1315- وعنه قال‏:‏ غاب عمي أنس بن النضر رضي الله عنه عن قتال بدر، فقال‏:‏ يا رسول الله غبت عن أول قتال قاتلت الشركين لئن الله أشهدني قتال المشركين ليرين الله ما أصنع‏.‏ فلما كان يوم أحد انكشف المسلمون، فقال اللهم إني اعتذر إليك مما صنع هؤلاء - يعني الصحابة- وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء يعني المشركين- ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ فقال‏:‏ يا سعد بن معاذ الجنة ورب النضر، إني أجد ريحها من دون أحد‏!‏ قال سعد‏:‏ فما استطعت يا رسول الله ما صنع‏!‏ قال أنس‏:‏ فوجدنا به بضعًا وثمانين ضربة بالسيف، أو طعنة برمح أو رمية بسهم، ووجدناه قد قتل ومثل به المشركون، فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه، قال أنس‏:‏ كنا نرى -أو نظن- أن هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه‏:‏ ‏{‏من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه‏}‏ إلى آخره ‏(‏‏(‏الأحزاب 23‏)‏‏)‏‏.‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏ وقد سبق في باب المجاهدة‏.‏

1316- وعن سمرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ “رأيت الليلة رجلين أتياني فصعدا بي الشجرة وأدخلاني دارًا هي أحسن وأفضل، لم أر قط أحسن منها، قال أما هذه الدار فدار الشهداء‏"‏ (5)

1317- وعن أنس رضي الله عنه أن أم الربيع بنت البراء وهي أم حارثة بن سراقة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت‏:‏ يا رسول الله ألا تحدثني عن حارثة‏.‏ وكان قتل يوم بدر، فإن كان في الجنة صبرت، وإن كان غير ذلك اجتهدت عليه في البكاء، فقال‏:‏ ‏"‏يا أم حارثة إنها جنان في الجنة، وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه البخاري‏)‏‏)‏‏.‏

1318- وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال‏:‏ جيء بأبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم قد مثل به فوضع بين يديه، فذهبت أكشف عن وجهه فنهاني قوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها” ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

1319- وعن سهل بن حنيف رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏من سأل الله تعالى الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1320- وعن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏من طلب الشهادة صادقًا أعطيها ولو لم تصبه‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1321- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏ما يجد الشهيد من مس القتل إلا كما يجد أحدكم من مس القرصة‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه الترمذي وقال‏:‏ حديث حسن صحيح‏)‏‏)‏‏.‏

1322- وعن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أيامه التي لقي فيها العدو انتظر حتى مالت الشمس، ثم قام في الناس فقال‏:‏ ‏"‏ أيها الناس، لا تتمنوا لقاء العدو، وسلو الله العافية، فإذا لقيتموه فاصبروا، واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف‏"‏ ثم قال‏:‏ ‏"‏اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب، وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏

1323- وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏ثنتان لا تردان، أو قلما تردان‏:‏ الدعاء عند النداء وعند البأس حين يلحم بعضهم بعضًا‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه أبو داود بإسناد صحيح‏)‏‏)‏‏.‏

1324- وعن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غزا قال‏:‏ ‏"‏اللهم أنت عضدي ونصيري، بك أحول وبك أجول وبك أصول، وبك أقاتل‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه أبو داود، والترمذي وقال‏:‏ حديث حسن‏)‏‏)‏‏.‏

1325- وعن أبي موسى، رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خاف قومًا قال‏:‏ اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم‏"‏‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه أبو داود بإسناد صحيح‏)‏‏)‏‏.‏

1326- وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏

1327- وعن عروة البارقي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة‏:‏ الأجر والمغنم‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏

1328- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏من احتبس فرسًا في سبيل الله إيمانًا بالله وتصديقًا بوعده، فإن شبعه، وروثه، وبوله في ميزانه يوم القيامة” ‏(‏‏(‏رواه البخاري‏)‏‏)‏‏.‏

1329- وعن أبي مسعود رضي الله عنه قال‏:‏ جار رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم بناقة مخطومة فقال‏:‏ هذه في سبيل الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لك بها يوم القيامة سبعمائة ناقة كلها مخطومة‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1330- وعن أبي حماد- ويقال‏:‏ أبو سعاد، ويقال‏:‏ أبو أسد، ويقال‏:‏ أبو عامر، ويقال‏:‏ أبو عمرو، ويقال‏:‏ أبو الأسود، ويقال‏:‏ أبو عبس- عقبة بن عامر الجهني، رضي الله عنه قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يقول‏:‏ “وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي‏"‏‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

وعنه قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏ستفتح عليكم أرضون ويكفيكم الله فلا يعجز أحدكم أن يلهو بأسهمه‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1331- وعنه أنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏من عُلم الرمي ثم تركه فليس منا أو فقد عصى‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1333- وعنه، رضي الله عنه قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏إن الله يدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة‏:‏ صانعه يحتسب في صنعته الخير، والرامي به ومنبله‏.‏ وارموا واركبوا، وأن ترموا أحب إلي من أن تركبوا‏.‏ ومن ترك الرمي بعد ما علمه رغبة عنه فإنها نعمة تركها‏"‏ أو قال‏:‏ ‏"‏كفرها‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه أبو داود‏)‏‏)‏‏.‏

1334- وعن سلمه بن الأكوع، رضي الله عنه قال‏:‏ مر النبي صلى الله عليه وسلم على نفر ينتضلون، فقال‏:‏ ‏"‏ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميًا‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه البخاري‏)‏‏)‏‏.‏

1335- وعن عمرو بن عبسة رضي الله عنه قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ من رمى بسهم في سبيل الله فهو له عدل محررة‏:‏ ‏(‏‏(‏رواه أبو داود، والترمذي وقال‏:‏ حديث حسن صحيح‏.‏ ‏)‏‏)‏‏.‏

1336- وعن أبي يحيي خريم بن فاتك رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏من أنفق نفقة في سبيل الله كتب له سبعمائة ضعف‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه الترمذي وقال‏:‏ حديث حسن‏)‏‏)‏‏.‏

1337- وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏ما من عبد يصوم يومًا في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفًا‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏

1338- وعن أبي أمامة، رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏من صام يومًا في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار خندقًا كما بين السماء والأرض‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه الترمذي وقال‏:‏ حديث حسن صحيح‏)‏‏)‏‏.‏

1339- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏من مات ولم يغزُ، ولم يحدث نفسه بالغزو، مات على شعبة من النفاق‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1340- وعن جابر رضي الله عنه قال‏:‏ كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة فقال‏:‏ ‏"‏إن بالمدينة لرجالا ما سرتم مسيرًا، ولا قطعتم واديًا إلا كانوا معكم حبسهم المرض‏"‏

(6)

1341- وعن أبي موسى، رضي الله عنه أن أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا رسول الله الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل ليذكر، والرجل يقاتل ليرى مكانه‏؟‏

وفي رواية‏:‏ يقاتل شجاعة، ويقاتل حَمِيّة‏.‏

وفي رواية‏:‏ ويقاتل غضبًا، فمن في سبيل الله‏؟‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، فهو في سبيل الله‏"‏
‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏

1342- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص، رضي الله عنهما، قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ما من غازية أو سرية تغزو، فتغنم وتسلم، إلا كانوا قد تعجلوا ثلثي أجورهم، وما من غازية أو سرية تخفق وتصاب إلا تم لهم أجورهم‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1343- وعن أبي أمامة، رضي الله عنه أن رجلا قال‏:‏ يا رسول الله ائذن لي في السياحة‏.‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏إن سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله، عز وجل‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه أبو داود بإسناد جيد‏)‏‏)‏‏.‏

1344- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏قفلة كغزوة‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه أبو داود بإسناد جيد‏)‏‏)‏‏.‏

(7)

1345- وعن السائب بن يزيد، رضي الله عنه قال‏:‏ لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك تلقاه الناس، فلقيته مع الصبيان على ثنية الوداع‏.‏ (8)

1346- وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ من لم يغزُ أو يجهز غازيًا، أو يخلف غازيًا في أهله بخير أصابه الله بقارعة قبل يوم القيامة‏:‏ ‏(‏‏(‏رواه أبو داود بإسناد صحيح‏)‏‏)‏‏.‏

1347- وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه أبو داود بإسناد صحيح‏)‏‏)‏‏.‏

1348- وعن أبي عمرو ويقال‏:‏ أبو حكيم النعمان بن مقرن رضي الله عنه قال‏:‏ شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لم يقاتل من أول النهار أخر القتال حتى تزول الشمس وتهب الريح وينزل النصر‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه أبو داود، والترمذي، وقال‏:‏ حديث حسن صحيح‏)‏‏)‏‏.‏

1349- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏لا تتمنوا لقاء العدو، فإذا لقيتموه فاصبروا‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏

1350- وعنه وعن جابر، رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏الحرب خُدعة‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏

230- http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif باب بيان جماعة من الشهداء في ثواب الآخرة يغسلون ويصلى عليهم بخلاف القتيل في حرب الكفار

1351- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏الشهداء خمسة‏:‏ المطعون والمبطون، والغريق، وصاحب الهدم والشهيد في سبيل الله‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏

1352- وعنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏ما تعدون الشهداء فيكم‏؟‏ قالوا‏:‏ يا رسول الله من قتل في سبيل الله فهو شهيد‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏إن شهداء أمتي إذًا لقليل‏!‏‏"‏ قالوا‏:‏ فمن يا رسول الله ‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏من قتل في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في الطاعون فهو شهيد، ومن مات في البطن فهو شهيد، والغريق شهيد‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1353- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص، رضي الله عنهما قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ “من قتل دون ماله فهو شهيد‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏

1354- وعن أبي الأعور سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، رضي الله عنهم، قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون عرضه فهو شهيد‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه أبو داود والترمذي وقال‏:‏ حديث حسن صحيح‏)‏‏)‏‏.‏

1355- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا رسول الله أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏فلا تعطه مالك‏"‏ قال‏:‏ أرأيت إن قاتلني‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏قاتله‏"‏ قال‏:‏ أرأيت إن قتلني قال‏:‏ ‏"‏فأنت شهيد‏"‏ قال‏:‏ أرأيت إن قتلته‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏هو في النار‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

231- http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif باب فضل العتق‏:‏

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة فك رقبة‏}‏ ‏(‏‏(‏البلد 11-13‏)‏‏)‏‏.‏

1356- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏من أعتق رقبة مسلمة أعتق الله بكل عضو منه عضوًا منه من النار حتى فرجه بفرجه‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏

1357- وعن أبي ذر رضي الله عنه قال‏:‏ قلت يا رسول الله أي الأعمال أفضل‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏الإيمان بالله، والجهاد في سبيل الله‏"‏ قلت‏:‏ أي الرقاب أفضل‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏أنفسها عند أهلها وأكثرها ثمنًا” ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏

232- http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif باب فضل الإحسان إلى المملوك‏:‏

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا وبالوالدين إحسانًا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم‏}‏ ‏(‏‏(‏النساء 35‏)‏‏)‏‏.‏

1358- وعن المعرور بن سويد قال‏:‏ رأيت أبا ذر رضي الله عنه وعليه حلة وعلى غلامه مثلها، فسألته عن ذلك فذكر أنه ساب رجلا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فعيره بأمه فقال النبي صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏إنك امرؤ فيك جاهلية‏"‏ ‏:‏ هم إخوانكم، وخولكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل ويلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم” ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏

1359- وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏إذا أتى أحدكم خادمه بطعامه، فإن لم يجلسه معه فليناوله لقمة أو لقمتين أو أُكلة أو أُكلتين فإنه ولي علاجه‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه البخاري‏)‏‏)‏‏.‏ (9)

233- http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif باب فضل المملوك الذي يؤدي حق الله وحق مواليه‏:‏

1360- عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏إن العبد إذا نصح لسيده، وأحسن عبادة الله، فله أجره مرتين‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏

1361- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏للعبد المملوك المصلح أجران، والذي نفس أبي هريرة بيده لولا الجهاد في سبيل الله والحج، وبر أمي لأحببت أن أموت وأنا مملوك‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏

1362- وعن أبي موسى الأشعري قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏المملوك الذي يحسن عبادة ربه ويؤدي إلى سيده الذي عليه من الحق، والنصيحة والطاعة له أجران‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه البخاري‏)‏‏)‏‏.‏

1363- وعنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏ثلاثة لهم أجران‏:‏ رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه، وآمن بمحمد، والعبد المملوك إذا أدى حق الله، وحق مواليه، ورجل كانت له أمة فأدبها فأحسن تأديبها وعلمها فأحسن تعليمها، ثم أعتقها فتزوجها فله أجران‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏

234- http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif باب فضل العبادة في الهرج وهو الاختلاط والفتن ونحوها‏:‏

1364- عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏العبادة في الهرج كهجرة إلي‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

235- http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif باب فضل السماحة في البيع والشراء والأخذ والعطاء وحسن القضاء وإرجاح المكيال والميزان والنهي عن التطفيف، وفضل إنظار الموسر المعسر، والوضع عنه‏:‏

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم‏}‏ ‏(‏‏(‏البقرة 215‏)‏‏)‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏ويا قوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشياءهم‏}‏ ‏(‏‏(‏هود 85‏)‏‏)‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين‏}‏ ‏(‏‏(‏المطففين 6‏:‏1‏)‏‏)‏

1365- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم يتقاضاه فأغلظ له فهم به أصحابه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏دعوه فإن لصاحب الحق مقالا‏"‏ ثم قال‏:‏ ‏"‏أعطوه سنا مثل سنه‏"‏ قالوا‏:‏ يا رسول الله لا نجد إلا أمثل من سنه، قال‏:‏ ‏"‏أعطوه فإن خيركم أحسنكم قضاء‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏ ‏.‏

1366- وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏رحم الله رجلا سمحًا إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه البخاري‏)‏‏)‏‏.‏

1367- وعن أبي قتادة رضي الله عنه قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة، فلينفس عن معسر أو يضع عنه‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1368- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏كان رجل يداين الناس، وكان يقول لفتاه‏:‏ إذا أتيت معسرا فتجاوز عنه، لعل الله أن يتجاوز عنا فلقي الله فتجاوز عنه‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏

1369- وعن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏حوسب رجل ممن كان قبلكم فلم يوجد له من الخير شيء إلا أنه كان يخالط الناس، وكان موسرًا وكان يأمر غلمانه أن يتجاوزوا عن المعسر قال الله عز وجل‏:‏ ‏"‏نحن أحق بذلك منه، تجاوزوا عنه‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1370- وعن حذيفة رضي الله عنه قال‏:‏ أتي الله تعالى بعبد من عباده آتاه الله مالا فقال له ماذا عملت في الدنيا‏؟‏ قال‏:‏ ولا يكتمون الله حديثا- قال‏:‏ يا رب آتيتني مالك فكنت أبايع الناس، وكان من خلقي الجواز فكنت أتيسر على الموسر وأنظر المعسر فقال الله تعالى‏:‏ “‏"‏أنا أحق بذا منك، تجاوزوا عن عبدي‏"‏ فقال عقبة بن عامر، وأبو مسعود الأنصاري رضي الله عنهما هكذا سمعناه من في رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1371- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏من أنظر معسرًا أو وضع له، أظله الله يوم القيامة تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله‏"‏‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه الترمذي وقال‏:‏ حديث حسن صحيح‏)‏‏)‏‏.‏

1372- وعن جابر، رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم اشترى منه بعيرًا فوزن له فأرجح‏.‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏
1373- وعن أبي صفوان سويد بن قيس، رضي الله عنه قال‏:‏ جلبت أنا ومخرمة العبدي بزًا من هجر، فجاءنا النبي صلى الله عليه وسلم فساومنا سراويل، وعندي وزان يزن بالأجر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم للوزان ‏"‏زن وأرجح‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه أبو داود والترمذي وقال‏:‏ حديث حسن صحيح‏)‏‏)‏‏.‏

صائد الأفكار 27 - 2 - 2010 04:36 AM

كتاب العلم


http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif باب فضل العلم تعلما وتعليما لله

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وقل رب زدني علما‏}‏ ‏(‏‏(‏طه 114‏)‏‏)‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون‏}‏ ‏(‏‏(‏الزمر‏:‏ 9‏)‏‏)‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات‏}‏ ‏(‏‏(‏المجادلة‏:‏ 11‏)‏‏)‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏إنما يخشى الله من عباده العلماء‏}‏ ‏(‏‏(‏فاطر‏:‏ 28‏)‏‏)‏‏.‏

1374- وعن معاوية رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏من يرد الله به خيرًا يفقه في الدين‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏

1375- وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لا حسد إلا في اثنتين‏:‏ رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏

(1)

1376- وعن أبي موسى رضي الله عنه قال‏:‏ قال النبي صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضًا، فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء فأنبتت الكلأ، والعشب الكثير وكان منها أجادب أمسكت الماء، فنفع الله بها الناس، فشربوا منها وسقوا وزرعوا، وأصاب طائفة منها أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به وعلم، ومثل من لم يرفع بذلك رأسًا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏

1377- وعن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي رضي الله عنه ‏:‏ ‏"‏فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير من حمر النعم‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏

1378- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه البخاري‏)‏‏)‏‏.‏

1379- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ومن سلك طريقًا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقًا إلى الجنة‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1380- وعنه أيضًا رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1381- وعنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث‏:‏ صدقة جارية ،أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1382- وعنه قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله تعالى، وما والاه، وعالمًا أو متعلمًا‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه الترمذي وقال‏:‏ حديث حسن‏.‏ ‏)‏‏)‏‏.‏ (2)

1383- وعن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏من خرج في طلب العلم، فهو في سبيل الله حتى يرجع‏"‏ رواه الترمذي وقال‏:‏ حديث حسن‏.‏

1384- وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏لن يشبع مؤمن من خير حتى يكون منتهاه الجنة‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه الترمذي وقال حديث حسن‏)‏‏)‏‏.‏

1385- وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم‏"‏ ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلمي الناس الخير‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه الترمذي وقال‏:‏ حديث حسن‏.‏ ‏)‏‏)‏‏.‏

1386- وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏من سلك طريقًا يبتغي فيه علمًا سهل الله له طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما صنع، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات والأرض حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهما وإنما ورثوا العلم‏.‏ فمن أخذه أخذ بحظ وافر‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه أو داود والترمذي‏)‏‏)‏‏.‏

1387- وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏نضر الله امرءًا سمع منا شيئًا فبلغه كما سمعه فرب مبلغ أوعي من سامع‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه الترمذي وقال‏:‏ حديث حسن صحيح‏)‏‏)‏‏.‏

1388- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه أبو داود والترمذي، وقال‏:‏ حديث حسن‏.‏

1389- وعنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏من تعلم علمًا مما يبتغى به وجه الله عز وجل لا يتعلمه إلا ليصيب به غرضًا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة‏"‏ ‏(‏‏(‏يعني ريحها‏)‏‏)‏، ‏(‏‏(‏رواه أبو داود بإسناد صحيح‏.‏ ‏)‏‏)‏‏.‏
1390- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبقِ عالمًا، اتخذ الناس رءوسًا جهالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا‏:‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

صائد الأفكار 27 - 2 - 2010 04:37 AM

كتاب حمد الله تعالى وشكره


242- http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif باب وجوب الشكر

قال الله تعالى‏:‏‏{‏فاذكروني أذكركم، واشكروا لي ولا تكفرون‏}‏ ‏(‏‏(‏البقرة‏:‏ 152‏)‏‏)‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏لئن شكرتم لأزيدنكم‏}‏ ‏(‏‏(‏الإسراء‏:‏ 111‏)‏‏)‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين‏}‏ ‏(‏‏(‏يونس‏:‏ 10‏)‏‏)‏‏.‏

1393- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي ليلة أسري به بقدحين من خمر ولبن، فنظر إليهما فأخذ اللبن، فقال جبريل صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏الحمد لله الذي هداك للفطرة لو أخذت الخمر غوت أمتك” ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1394- وعنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه‏:‏ بالحمد لله فهو أقطع‏"‏ حديث حسن، ‏(‏‏(‏رواه أبو داود وغيره‏)‏‏)‏‏.‏

1395- وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏إذا مات ولد العبد قال الله تعالى لملائكته‏:‏ قبضتم ولد عبدي‏؟‏ فماذا قال عبدي‏؟‏ فيقولون‏:‏ حمدك واسترجع، فيقول الله تعالى‏:‏ ابنوا لعبدي بيتًا في الجنة، وسموه بيت الحمد‏"‏‏.‏ رواه الترمذي وقال حديث حسن‏.‏
1396- وعن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها، ويشرب الشربة، فيحمده عليها‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

صائد الأفكار 27 - 2 - 2010 04:39 AM

كتاب الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم


243- http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif باب الأمر بالصلاة عليه وفضلها وبعض صيغها

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏إن الله وملائكته يصلون على النبي، يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما‏}‏ ‏(‏‏(‏الأحزاب‏:‏ 56‏)‏‏)‏‏.‏

1397- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص، رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏من صلى علي صلاة، صلى الله عليه بها عشرًا‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1398- وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ “أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة‏"‏ رواه الترمذي وقال حديث حسن‏.‏

1399- وعن أوس بن أوس، رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فأكثروا على من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة علي‏"‏ فقالوا‏:‏ يا رسول الله، كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت‏؟‏ قال‏:‏ يقول‏:‏ بلىت، قال‏:‏ ‏"‏إن الله عز وجل حرم على الأرض أجساد الأنبياء‏"‏ رواه أبو داود بإسناد صحيح‏.‏

1400- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصلِ علي‏"‏ رواه الترمذي وقال حديث حسن‏.‏

1401- وعنه رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لا تجعلوا قبري عيدًا وصلوا علي، فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم‏"‏ رواه أبو داود بإسناد صحيح‏.‏

1402- وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه أبو داود بإسناد صحيح‏)‏‏)‏‏.‏

1403- وعن علي رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ البخيل من ذكرت عنده، فلم يصلِ علي‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه الترمذي وقال‏:‏ حديث حسن صحيح‏)‏‏)‏‏.‏

1404- وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه قال‏:‏ سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يدعو في صلاته لم يمجد الله تعالى، ولم يصلِ على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏عجل هذا‏"‏ ثم دعاه فقال له -أو لغيره‏:‏ إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد ربه سبحانه، والثناء عليه، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يدعو بعد ما شاء‏"‏ رواه أبو داود والترمذي وقال حديث صحيح‏.‏

1405- وعن أبي محمد كعب بن عجرة رضي الله عنه قال‏:‏ خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا‏:‏ يا رسول الله، قد علمنا كيف نسلم عليك، فكيف نصلي عليك‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏قولوا‏:‏ اللهم صلِ على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد‏.‏ اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

1406- وعن أبي مسعود بن عبادة البدري، رضي الله عنه، قال‏:‏ أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحن في مجلس سعد بن عبادة رضي الله عنه، فقال له بشير بن سعد‏:‏ أمرنا الله تعالى أن نصلي عليك يا رسول الله، فكيف نصلي عليك‏؟‏ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى تمنينا أنه لم يسأله، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏قولوا اللهم صلِ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، والسلام كما قد علمتم‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏
1407- وعن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه قال‏:‏ قالوا‏:‏ يا رسول الله كيف نصلي عليك‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏قولوا‏:‏ اللهم صلِ على محمد، وعلى أزواجه وذريته، كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد، وعلى أزواجه وذريته، كما باركت على إبراهيم، إنك حميد مجيد‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

صائد الأفكار 27 - 2 - 2010 04:40 AM

كتاب الأذكار


http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif 244- باب فضل الذكر والحث عليه

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏ولذكر الله أكبر‏}‏ ‏(‏‏(‏العنكبوت‏:‏ 45‏)‏‏)‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏فاذكروني أذكركم‏}‏ ‏(‏‏(‏البقرة‏:‏ 152‏)‏‏)‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏واذكر ربك في نفسك تضرعًا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال، ولا تكن من الغافلين‏}‏ ‏(‏‏(‏الأعراف‏:‏ 205‏)‏‏)‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏اذكروا الله كثيرًا لعلكم تفلحون‏}‏ ‏(‏‏(‏الجمعة‏:‏ 10‏)‏‏)‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏إن المسلمين والمسلمات‏}‏ إلى قوله تعالى‏:‏ ‏{‏والذاكرين الله كثيرًا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما‏}‏ ‏(‏‏(‏الأحزاب‏:‏ 35‏)‏‏)‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرًا كثيرًا، وسبحوه بكرة وأصيلا‏}‏ ‏(‏‏(‏الأحزاب‏:‏41،42‏)‏‏)‏ والآيات في الباب كثيرة معلومة‏.‏

1408- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن‏:‏ سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

1409- وعنه رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ لأن أقول‏:‏ سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، أحب إلي مما طلعت عليه الشمس” ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1410- وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأتِ أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه‏"‏ وقال‏:‏ ‏"‏من قال سبحان الله وبحمده، في يوم مائة مرة حطت عنه خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

1411- وعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، عشر مرات، كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

1412- وعن أبي ذر رضي الله عنه قال‏:‏ قال لي رسول صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ألا أخبرك بأحب الكلام إلى الله‏؟‏ إن أحب الكلام إلى الله‏:‏ سبحان الله وبحمده‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1413- وعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله، والحمد لله تملآن -أو تملأ- ما بين السماوات والأرض‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1414- وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال‏:‏ جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ علمني كلامًا أقوله‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله رب العالمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم” قال فهؤلاء لربي، فما لي‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏قل اللهم اغفر لي، وارحمني، واهدني، وارزقني‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1415- وعن ثوبان رضي الله عنه قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثا ، وقال ‏:‏ ‏"‏ اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام “ قيل للأوزاعي ، وهو أحد رواة الحديث ‏:‏ كيف الاستغفار ‏؟‏ قال ‏:‏ يقول ‏:‏ أستغفر الله أستغفر الله ‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1416 - وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان إذا فرغ من الصلاة وسلم قال ‏:‏ ‏"‏لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير‏.‏ اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

1417- وعن عبد الله ابن الزبير رضي الله عنهما أنه كان يقول دبر كل صلاة، حين يسلم‏:‏ لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ‏.‏ لا حول ولا قوة إلا بالله ،لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، له النعمة، وله الفضل وله الثناء الحسن‏.‏ لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ‏.‏ قال ابن الزبير‏:‏ وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يهلل بهن دبر كل صلاة‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1418- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن فقراء المهاجرين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا‏:‏ ‏"‏ذهب أهل الدثور بالدرجات العلى، والنعيم المقيم‏:‏ يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ولهم فضل من أموال‏:‏ يحجون، ويعتمرون، ويجاهدون، ويتصدقون‏.‏ فقال‏:‏ ‏"‏ألا أعلمكم شيئًا تدركون به من سبقكم، وتسبقون به من بعدكم، ولا يكون أحد أفضل منكم إلا من صنع مثل ما صنعتم‏؟‏ قالوا‏:‏ بلى يا رسول الله، قال‏:‏ ‏"‏تسبحون، وتحمدون، وتكبرون، خلف كل صلاة ثلاثًا وثلاثين قال أبو صالح الراوي عن أبي هريرة، لما سئل عن كيفية ذكرهن، قال‏:‏ يقول‏:‏ سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، حتى يكون منهن كلهن ثلاثًا وثلاثين‏.‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

وزاد مسلم في روايته‏:‏ فرجع فقراء المهاجرين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا‏:‏ سمع إخواننا أهل الأموال بما فعلنا، وفعلوا مثله‏؟‏ فقال رسول الله‏:‏ ‏"‏ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء‏"‏‏.‏

‏(‏‏((1)‏)‏‏)‏‏.‏

1419- وعنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين، وحمد الله ثلاثًا وثلاثين، وكبر الله ثلاثًا وثلاثين، وقال تمام المائة‏:‏ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر” ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏

1420- وعن كعب بن عجرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏معقبات لا يخيب قائلهن -أو فاعلهن- دبر كل صلاة مكتوبة‏:‏ ثلاثًا وثلاثين تسبيحة وثلاثًا وثلاثين تحميدة، وأربعًا وثلاثين تكبيرة‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1421- وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ دبر الصلوات بهؤلاء الكلمات‏:‏ ‏"‏اللهم إني أعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من أن أرد إلى أرذل العمر وأعوذ بك من فتنة الدنيا، وأعوذ بك من فتنة القبر” ‏(‏‏(‏رواه البخاري‏)‏‏)‏‏.‏

1422- وعن معاذ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده وقال‏:‏ ‏"‏يا معاذ والله إني لأحبك‏"‏ فقال‏:‏ ‏"‏أوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة تقول‏:‏ اللهم أعني على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك‏"‏‏.‏ رواه أبو داود بإسناد صحيح‏.‏

1423- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع، يقول‏:‏ اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1424- وعن علي رضي الله عنه قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة يكون من آخر ما يقول بين التشهد والتسليم‏:‏ ‏"‏اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أسرفت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم، وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1425- وعن عائشة رضي الله عنه قالت‏:‏ كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده‏:‏ سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

1426- وعنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه وسجوده‏:‏ ‏"‏سبوح قدوس رب الملائكة والروح‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1427- وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ فأما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء، فقمن أن يستجاب لكم‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1428- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1429- وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في سجوده‏:‏ “اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله، وأوله وآخره، وعلانيته وسره‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1430- وعن عائشة رضي الله عنها قالت‏:‏ افتقدت النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فتحسست، فإذا هو راكع‏.‏-أو ساجد- يقول‏:‏ ‏"‏سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت‏"‏ ، وفي رواية‏:‏ فوقعت يدي على بطن قدميه، وهو في المسجد، وهما منصوبتان، وهو يقول‏:‏ ‏"‏اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1431- وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال‏:‏ كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏أيعجز أحدكم أن يكسب في كل يوم ألف حسنة‏!‏‏"‏ فسأله سائل من جلسائه‏:‏ كيف يكسب ألف حسنة‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏يسبح مائة تسبيحة، فيكتب له ألف حسنة، أو يحط عنه ألف خطيئة‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

‏(‏‏(‏(2)‏)‏‏)‏‏.‏

1432- وعن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ “يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة‏:‏ فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزي من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1433- وعن أم المؤمنيين جويرية بنت الحارث رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح وهي في مسجدها، ثم رجع بعد أن أضحي وهي جالسة، فقال‏:‏ ‏"‏مازلت على الحالة التي فارقت عليها‏؟‏‏"‏ قالت‏:‏ نعم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لقد كنت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات، لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن‏:‏ سبحان الله وبحمده عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

وفي رواية له‏:‏ سبحان الله عدد خلقه، سبحان الله رضا نفسه، سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله مداد كلماته‏"‏‏.‏

وفي رواية الترمذي‏:‏ ألا أعلمك كلمات تقولينها‏؟‏ سبحان الله عدد خلقه، سبحان الله عدد خلقه، سبحان الله عدد خلقه، سبحان الله رضا نفسه، سبحان الله رضا نفسه، سبحان الله رضا نفسه، سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله مداد كلماته، سبحان الله مداد كلماته، سبحان الله مداد كلماته‏"‏‏.‏

1434- وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال‏:‏ ‏"‏مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره، مثل الحي والميت‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه البخاري‏)‏‏)‏‏.‏

ورواه مسلم فقال‏:‏ ‏"‏مثل البيت الذي يذكر الله فيه، والبيت الذي لا يذكر الله فيه، مثل الحي والميت‏"‏‏.‏

1435- وعن أبي هريرة، رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال‏:‏ ‏"‏يقول الله تعالى‏:‏ أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه، ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملإٍ ذكرته في ملإٍ خير منهم‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

1436- وعنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏سبق المفردون‏"‏ قالوا‏:‏ وما المفردون يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏الذاكرون الله كثيرًا والذكرات‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

‏(‏‏(‏(3)‏)‏‏)‏‏.‏

1437- وعن جابر رضي الله عنه قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏أفضل الذكر‏:‏ لا إله إلا الله‏"‏‏.‏ رواه الترمذي وقال حديث حسن‏.‏

1438- وعن عبد الله بن بشر رضي الله عنه أن رجلا قال‏:‏ يا رسول الله، إن شرائع الإسلام قد كثرت علي، فأخبرني بشيء أتشبث به قال‏:‏ ‏"‏لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله‏"‏‏.‏ رواه الترمذي وقال حديث حسن‏.‏

1439- وعن جابر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏من قال‏:‏ سبحان الله وبحمده، غرست له نخلة في الجنة‏"‏‏.‏ رواه الترمذي وقال حديث حسن‏.‏

1440- وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لقيت إبراهيم صلى الله عليه وسلم ليلة أسري بي، فقال‏:‏ يا محمد أقرئ أمتك مني السلام، وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة، عذبة الماء، وأنها قيعان، وأن غراسها‏:‏ سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر‏"‏‏.‏ رواه الترمذي وقال حديث حسن‏.‏

1441- وعن أبي الدرداء، رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم، ويضربوا أعناقكم‏؟‏‏"‏ قالوا‏:‏ بلى، قال‏:‏ ‏"‏ذكر الله تعالى‏"‏‏.‏ رواه الترمذي وقال الحاكم أبو عبد الله إسناده صحيح‏.‏

1442- وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة وبين يديها نوى -أو حصى- تسبح به فقال‏:‏ ‏"‏أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا - أو أفضل‏"‏ فقال‏:‏ ‏"‏سبحان الله عدد ما خلق في السماء، وسبحان الله عدد ما خلق في الأرض، وسبحان الله عدد ما بين ذلك، وسبحان الله عدد ما هو خالق، والله أكبر مثل ذلك، والحمد لله مثل ذلك، ولا إله إلا الله مثل ذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله مثل ذلك‏"‏‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه الترمذي وقال‏:‏ حديث حسن‏)‏‏)‏‏.‏

1443- وعن أبي موسى رضي الله عنه قال‏:‏ قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة ‏؟‏‏"‏ فقلت‏:‏ بلى يا رسول الله قال‏:‏ ‏"‏لا حول ولا قوة إلا بالله‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif 245- باب ذكر الله تعالى قائمًا وقاعدًا ومضطجعًا ومحدثًا وجنبا وحائضًا إلا القرآن فلا يحل لجنب ولا حائض‏.‏

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏إن في خلق السموات والأرض، واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب * الذين يذكرون الله قياما وقعودًا وعلى جنوبهم‏}‏ ‏(‏‏(‏آل عمران‏:‏ 190،191‏)‏‏)‏‏.‏

1444- وعن عائشة رضي الله عنها قالت‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله تعالى على كل أحيانه‏.‏ رواه مسلم‏.‏

1445- وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال‏:‏ بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، فقضى بينهما ولد لم يضره ‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif 246- باب ما يقوله عند نومه واستيقاظه

1446- عن حذيفة، وأبي ذر رضي الله عنهما قالا‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه قال‏:‏ ‏"‏باسمك اللهم أموت وأحيا‏"‏ وإذا استيقظ قال‏:‏ ‏"‏الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه البخاري‏)‏‏)‏‏.‏

http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif 247- باب فضل حلق الذكر والندب إلى ملازمتها والنهي عن مفارقتها لغير عذر

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه، ولا تعد عيناك عنهم‏}‏ ‏(‏‏(‏الكهف‏:‏ 28‏)‏‏)‏‏.‏

1447- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏إن لله تعالى ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر، فإذا وجدوا قومًا يذكرون الله عز وجل، تنادوا‏:‏ هلموا إلى حاجتكم، فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا، فيسألهم ربهم - وهو أعلم‏:‏ ما يقول عبادي‏؟‏ قال‏:‏ يقولون‏:‏ يسبحونك، ويكبرونك، ويحمدونك، ويمجدونك، فيقول‏:‏ هل رأوني‏؟‏ فيقولون‏:‏ لا لا والله ما رأوك، فيقول‏:‏ كيف لو رأوني‏؟‏‏!‏ قال‏:‏ يقولون‏:‏ لو رأوك كانوا أشد لك عبادة، وأشد لك تمجيدًا، وأكثر لك تسبيحًا فيقول‏:‏ فماذا يسألون‏؟‏ قال‏:‏ يقولون‏:‏ يسألونك الجنة‏.‏ قال‏:‏ يقول‏:‏ وهل رأوها‏؟‏ قال‏:‏ يقولون‏:‏ لا والله يا رب ما رأوها‏.‏ قال‏:‏ يقول‏:‏ فكيف لو رأوها‏؟‏‏!‏ قال‏:‏ يقولون‏:‏ لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصًا، وأشد لها طلبًا، وأعظم فيها رغبة‏.‏ قال‏:‏ فمم يتعوذون‏؟‏ قال يقولون‏:‏ يتعوذون من النار، قال‏:‏ فيقول‏:‏ وهل رأوها‏؟‏ قال‏:‏ يقولون‏:‏ ولا والله ما رأوها‏.‏ فيقول‏:‏ كيف لو رأوها‏؟‏‏!‏ قال‏:‏ يقولون‏:‏ لو رأوها كانوا أشد فرارًا، وأشد لها مخافة‏.‏ قال‏:‏ يقول‏:‏ فأشهدكم أني قد غفرت لهم، قال‏:‏ يقول ملك من الملائكة‏:‏ فيهم فلان ليس منهم، إنما جاء لحاجة، قال‏:‏ هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

وفي رواية لمسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏إن لله ملائكة سيارة فضلا يتتبعون مجالس الذكر، فإذا وجدوا مجلسًا فيه ذكر، قعدوا معهم، وحف بعضهم بعضًا بأجنحتهم حتى يملئوا ما بينهم وما بين السماء الدنيا، فإذا تفرقوا عرجوا وصعدوا إلى السماء، فيسألهم الله عز وجل - وهو أعلم‏:‏ من أين جئتم‏؟‏ فيقولون‏:‏ جئنا من عند عباد لك في الأرض‏:‏ يسبحونك، ويكبرونك، ويهللونك، ويحمدونك، ويسألونك‏.‏ قال‏:‏ وماذا يسألوني‏؟‏ قالوا‏:‏ يسألونك جنتك‏.‏ قال‏:‏ وهل رأوا جنتي‏؟‏ قالوا‏:‏ لا، أي رب‏.‏ قال‏:‏ فكيف لو رأوا جنتي‏؟‏‏!‏ قالوا‏:‏ ويستجيرونك‏.‏ قال‏:‏ ومم يستجيروني‏؟‏ قالوا‏:‏ من نارك يا رب‏.‏ قال‏:‏ وهل رأوا ناري‏؟‏ قالوا‏:‏ لا، قال‏:‏ فكيف لو رأوا ناري‏؟‏ قالوا‏:‏ ويستغفرونك، فيقول‏:‏ قد غفرت لهم، وأعطيتهم ما سألوا، وأجرتهم ما استجاروا‏.‏ قال‏:‏ فيقولون‏:‏ رب فيهم فلان عبد خطاء إنما مر، فجلس معهم، فيقول‏:‏ وله غفرت، هم القوم لا يشقى بهم جليسهم‏"‏‏.‏

1448- وعنه وعن أبي سعيد رضي الله عنهما قالا‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لا يقعد قوم يذكرون الله عز وجل إلا حفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1449- وعن أبي واقد الحارث بن عوف رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بينما هو جالس في المسجد، والناس معه، إذ أقبل اثنان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذهب واحد، فوقفا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأما أحدهما فرأى فرجة في الحلقة، فجلس فيها وأما الآخر، فجلس خلفهم، وأما الثالث فأدبر ذاهبًا‏.‏ فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال‏:‏ ألا أخبركم عن النفر الثلاثة‏:‏ أما أحدهم، فأوى إلى الله، فآواه الله ، وأما الآخر فاستحيى فاستحيى الله منه، وأما الآخر، فأعرض، فأعرض الله عنه‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

1450- وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال‏:‏ خرج معاوية رضي الله عنه على حلقة في المسجد، فقال‏:‏ ما أجلسكم‏؟‏ قالوا‏:‏ جلسنا نذكر الله‏.‏ قال‏:‏ آلله ما أجلسكم إلا ذاك‏؟‏ قالوا‏:‏ ما أجلسنا إلا ذاك، قال‏:‏ أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم، وما كان أحد بمنزلتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم أقل حديثًا مني‏:‏ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه فقال‏:‏ ‏"‏ما أجلسكم‏؟‏‏"‏ قالوا‏:‏ جلسنا نذكر الله، ونحمده على ما هدانا للإسلام، ومنَّ به علينا‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏آلله ما أجلسكم إلا ذاك‏؟‏‏"‏ قالوا‏:‏ والله ما أجلسنا إلا ذلك‏"‏‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم، ولكنه أتاني جبريل فأخبرني أن الله يباهي بكم الملائكة‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif 248- باب الذكر عند الصباح والمساء

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين‏}‏ ‏(‏‏(‏الأعراف‏:‏ 205‏)‏‏)‏، قال أهل اللغة‏:‏ ‏"‏الآصال‏"‏‏:‏ جمع أصيل، وهو ما بين العصر والمغرب‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها‏}‏ ‏(‏‏(‏طه‏:‏ 130‏)‏‏)‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار‏}‏ ‏(‏‏(‏غافر‏:‏ 55‏)‏‏)‏ قال أهل اللغة‏:‏ ‏"‏العشي‏"‏‏:‏ ما بين زوال الشمس وغروبها‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله‏}‏ الآية ‏(‏‏(‏النور‏:‏ 36 ومرة بلفظ 37‏)‏‏)‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق‏}‏ ‏(‏‏(‏ص‏:‏ 18‏)‏‏)‏‏.‏

1451- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏من قال حين يصبح وحين يمسي‏:‏ سبحان الله وبحمده مائة مرة، لم يأتِ أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به، إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد‏"‏ ‏(‏‏(‏ رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1452- وعنه قال‏:‏ جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال‏:‏ يا رسول الله ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة‏!‏ قال‏:‏ ‏"‏أما لو قلت حين أمسيت‏:‏ أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضرك‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1453- وعنه عنه النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه كان يقول إذا أصبح‏:‏ ‏"‏اللهم بك أصبحنا، وبك أمسينا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك النشور‏"‏‏.‏ وإذا أمسى قال‏:‏ ‏"‏اللهم بك أمسينا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك المصير‏"‏‏.‏ رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن‏.‏

1454- وعنه أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال‏:‏ يا رسول الله مرني بكلمات أقولهن إذا أصبحت وإذا أمسيت، قال‏:‏ قل‏:‏ ‏"‏اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة، رب كل شيء ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه‏"‏ قال‏:‏ ‏"‏قلها إذا أصبحت، وإذا أمسيت، وإذا أخذت مضجعك‏"‏‏.‏ رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح‏.‏

1455- وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال‏:‏ كان نبي الله صلى الله عليه وسلم، إذا أمسى قال‏:‏ أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له‏"‏ قال الراوي‏:‏ أراه قال فيهن‏:‏ ‏"‏له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، رب أسألك خير ما في هذه الليلة، وخير ما بعدها، وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها، رب أعوذ بك من الكسل، وسوء الكبر، رب أعوذ بك من شر ما في هذه الليلة، وخير ما بعدها، وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها، رب أعوذ بك من الكسل، وسوء الكبر، رب أعوذ بك من عذاب النار، وعذاب في القبر‏"‏ وإذا أصبح قال ذلك أيضًا‏:‏ ‏"‏أصبحنا وأصبح الملك لله‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1456- وعن عبد الله بن خُبيب -بضم الخاء المعجمة- رضي الله عنه قال‏:‏ قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏اقرأ‏:‏ قل هو الله أحد، والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح، ثلاث مرات، تكفيك من كل شيء‏"‏‏.‏ رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح ‏.‏

1457- وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة‏:‏ بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، ثلاث مرات، إلا لم يضره شيء‏"‏‏.‏ رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح ‏.‏

http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif 249- باب ما يقوله عند النوم

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏إن في خلق السموات والأرض، واختلاف الليل والنهار، لآيات لأولي الألباب * الذين يذكرون الله قيامًا وقعودًا، وعلى جنوبهم، ويتفكرون في خلق السموات والأرض‏}‏ الآيات ‏(‏‏(‏آل عمران‏:‏ 190،191‏)‏‏)‏‏.‏

1458- وعن حذيفة وأبي ذر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه قال‏:‏ ‏"‏باسمك اللهم أحيا وأموت‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه البخاري‏)‏‏)‏‏.‏

1459- وعن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له ولفاطمة، رضي الله عنهما‏:‏ ‏"‏إذا أويتما إلى فراشكما، أو‏:‏ إذا أخذتما مضجعكما - فكبرا ثلاثًا وثلاثين، وسبحا ثلاثًا وثلاثين، واحمدا ثلاثًا وثلاثين‏"‏ وفي رواية‏:‏ التسبيح أربعًا وثلاثين‏"‏ وفي رواية‏:‏ ‏"‏التكبير أربعًا وثلاثين‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

1460- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إذا أوى أحدكم إلى فراشه، فلينفض فراشه بداخلة إزاره فإنه لا يدري ما خلفه عليه، ثم يقول‏:‏ باسمك ربي وضعت جنبي، وبك أرفعه؛ إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها، فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

1461- وعن عائشة، رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان إذا أخذ مضجعه نفث في يديه، وقرأ بالمعوذات ومسح بهما جسده‏.‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

وفي رواية لهما‏:‏ ‏"‏أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه، ثم نفث فيهما فقرأ فيهما‏:‏ قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، ثم مسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه، وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات‏"‏‏.‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

‏(‏‏(‏(4)‏‏)‏‏)‏‏.‏

1462- وعن البراء بن عازب رضي الله عنهما، قال‏:‏ قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، وقل‏:‏ اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت، فإن مت، مت على الفطرة، واجعلهن آخر ما تقول‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

1463- وعن أنس رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان إذا أوى فراشه قال‏:‏ ‏"‏الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا، وكفانا وآوانا، فكم ممن لا كافي له ولا مئوي‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏
1464- وعن حذيفة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان إذا أراد أن يرقد وضع يده اليمنى تحت خده، ثم يقول‏:‏ ‏"‏اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك‏"‏‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه الترمذي وقال حديث حسن ورواه أبو داود من رواية حفصة رضي الله عنه وفيه أنه كان يقوله ثلاث مرات‏)‏‏)‏‏.‏

صائد الأفكار 27 - 2 - 2010 04:41 AM

كتاب الدعوات


http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif 250- باب الأمر بالدعاء وفضله وبيان جمل من أدعيته صلى الله عليه وسلم

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وقال ربكم ادعوني أستجب لكم‏}‏ ‏(‏‏(‏غافر‏:‏ 60‏)‏‏)‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏ادعوا ربكم تضرعًا وخفية إنه لا يحب المعتدين‏}‏ ‏(‏‏(‏الأعراف‏:‏ 55‏)‏‏)‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان‏}‏ الآية ‏(‏‏(‏البقرة‏:‏ 186‏)‏‏)‏‏.‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء‏}‏ ‏(‏‏(‏النمل‏:‏ 62‏)‏‏)‏

1465- وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏الدعاء هو العبادة‏"‏‏.‏

1466- وعن عائشة، رضي الله عنه الله عنها، قالت‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يستحب الجوامع من الدعاء، ويدع ما سوى ذلك‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه أبو داود بإسناد جيد‏)‏‏)‏‏.‏

1467- وعن أنس رضي الله عنه، قال‏:‏ كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

زاد مسلم في روايته قال‏:‏ وكان أنس إذا أراد أن يدعو بدعوة دعا بها، وإذا أراد أن يدعو بدعاء دعا بها فيه‏.‏


1468- وعن ابن مسعود، رضي الله عنه، أن النبي، صلى الله عليه وسلم، كان يقول‏:‏ ‏"‏اللهم إني أسألك الهدى، والتقى، والعفاف، والغنى‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1469- وعن طارق بن أشيم، رضي الله عنه، قال‏:‏ كان الرجل إذا أسلم علمه النبي صلى الله عليه وسلم، الصلاة، ثم أمره أن يدعو بهؤلاء الكلمات‏:‏ ‏"‏اللهم اغفر لي، وارحمني، واهدني، وعافني، وارزقني‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

وفي رواية له عن طارق أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم، وأتاه رجل، فقال‏:‏ يا رسول الله، كيف أقول حين أسأل ربي‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏قل‏:‏ اللهم اغفر لي، وارحمني، وعافني، وارزقني، فإن هؤلاء تجمع لك دنياك وآخرتك‏"‏‏.‏

1470- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص، رضي الله عنهما، قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1471- وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال‏:‏ ‏"‏تعوذوا بالله من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماته الأعداء‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

وفي رواية‏:‏ قال سفيان‏:‏ أشك أني زدت واحدة منها‏.‏

1472- وعنه قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول‏:‏ ‏"‏اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1473- وعن علي رضي الله عنه قال‏:‏ قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏قل‏:‏ اللهم اهدني، وسددني‏"‏‏.‏ وفي رواية‏:‏ ‏"‏اللهم إني أسألك الهدى، والسداد‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1474- وعن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ يقول‏:‏ ‏"‏اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والهرم، والبخل، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات‏"‏‏.‏ وفي رواية‏:‏ ‏"‏وضلع الدين وغلبة الرجال‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1475- وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ علمني دعاء أدعو به في صلاتي، قال‏:‏ ‏"‏قل‏:‏ اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني، إنك أنت الغفور الرحيم‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏ وفي رواية‏:‏ ‏"‏وفي بيتي‏"‏ وروي‏:‏ ‏"‏ظلمًا كثيرًا‏"‏ وروي ‏"‏كبيرًا‏"‏ بالثاء المثلثة وبالباء الموحدة، فينبغي أن يجمع بينهما، فقال‏:‏ كثيرًا كبيرًا‏.‏

1476- وعن أبي موسى، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه كان يدعو بهذا الدعاء‏:‏ ‏"‏اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي، وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي جدي وهزلي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم، وأنت المؤخر، وأنت على كل شيء قدير‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

1477- وعن عائشة، رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يقول في دعائه‏:‏ ‏"‏اللهم إني أعوذ بك من شر ما علمت ومن شر ما لم أعمل‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1478- وعن ابن عمر رضي الله عنه الله عنهما قال‏:‏ كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1479- وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول‏:‏ ‏"‏اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، والبخل والهرم، وعذاب القبر، اللهم آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها، اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها‏"‏‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1480- وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يقول‏:‏ ‏"‏اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت، وما أخرت وما أسررت وما أعلنت، أنت المقدم، وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت‏"‏ زاد بعض الرواة‏:‏ ‏"‏ولا حول ولا قوة إلا بالله‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

1481- وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يدعو بهؤلاء الكلمات‏:‏ ‏"‏اللهم إني أعوذ من بك من فتنة النار، وعذاب النار، ومن شر الغنى والفقر‏"‏‏.‏ رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح وهذا لفظ أبي داود‏.‏

1482- وعن زياد بن علاقة عن عمه، وهو قطبة بن مالك، رضي الله عنه، قال‏:‏ كان النبي صلى الله عليه وسلم، يقول‏:‏ ‏"‏اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق، والأعمال، والأهواء‏"‏‏.‏ رواه الترمذي وقال حديث حسن‏.‏

1483- وعن شكل بن حميد، رضي الله عنه قال‏:‏ قلت يا رسول الله‏:‏ علمني دعاء‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏قل‏:‏ اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي، ومن شر بصري، ومن شر لساني، ومن شر قلبي، ومن شر مني‏"‏‏.‏ رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن‏.‏

1484- وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يقول‏:‏ ‏"‏اللهم إني أعوذ بك من البرص والجنون، والجذام، وسيئ الأسقام‏"‏‏.‏ رواه أبو داود بإسناد صحيح‏.‏

1485- وعن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول‏:‏ ‏"‏اللهم إني أعوذ بك من الجوع، فإنه بئس الضجيع، وأعوذ بك من الخيانة، فإنها بئست البطانة‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه أبو داود بإسناد صحيح‏)‏‏)‏‏.‏

1486- وعن علي، رضي الله عنه، أن مكاتبًا جاءه، فقال‏:‏ إني عجزت عن كتابتي‏.‏ فأعني‏.‏ قال‏:‏ ألا أعلمك كلمات علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لو كان عليك مثل جبل دينا أداه الله عنك‏؟‏ قل‏:‏ ‏"‏اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه الترمذي وقال‏:‏ حديث حسن‏)‏‏)‏‏.‏

1487- وعن عمران بن الحصين، رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم علم أباه حصينًا كلمتين يدعو بهما‏:‏ ‏"‏اللهم ألهمني رشدي، وأعذني من شر نفسي‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه الترمذي وقال‏:‏ حديث حسن‏)‏‏)‏‏.‏

1488- وعن أبي الفضل العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال‏:‏ قلت يا رسول الله‏:‏ علمني شيئًا أسأله الله تعالى، قال‏:‏ ‏"‏سلوا الله العافية‏"‏ فمكثت أيامًا، ثم جئت فقلت‏:‏ يا رسول الله‏:‏ علمني شيئًا أسأله الله تعالى، قال لي‏:‏ ‏"‏يا عباس با عم رسول الله سلوا الله العافية في الدنيا والآخرة‏"‏‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه الترمذي وقال‏:‏ حديث حسن صحيح‏)‏‏)‏‏.‏

1489- وعن شهر بن حوشب قال‏:‏ قلت لأم سلمة، رضي الله عنها، يا أم المؤمنين ما كان أكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا كان عندك‏؟‏ قالت‏:‏ كان أكثر دعائه‏:‏ ‏"‏يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه الترمذي، وقال‏:‏ حديث حسن‏)‏‏)‏‏.‏

1490- وعن أبي الدرداء، رضي الله عنه، قال‏:‏ رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏كان من دعاء داود صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏اللهم إني أسألك حبك، وحب من يحبك، والعمل الذي يبلغني حبك، اللهم اجعل حبك أحب إلى من نفسي، وأهلي، ومن الماء البارد‏"‏‏.‏ رواه الترمذي وقال حديث حسن‏.‏

1491- وعن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ألظوا بياذا الجلال والإكرام‏"‏‏.‏ رواه الترمذي ورواه النسائي من رواية ربيعة بن عامر الصحابي قال الحاكم حديث صحيح الإسناد‏.‏ ‏(‏‏(‏‏(1)‏)‏‏)‏‏.‏

1492- وعن أبي أمامة، رضي الله عنه قال‏:‏ دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم، بدعاء كثير لم نحفظ منه شيئًا، فقال‏:‏ ‏"‏ألا أدلكم على ما يجمع ذلك كله‏؟‏ تقول‏:‏ ‏"‏اللهم إني أسألك من خير ما أسألك منه نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، وأعوذ بك من شر ما استعاذ منه نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، وأنت المستعان، وعليك البلاغ، ولا حول ولا قوة إلا بالله‏"‏‏.‏ رواه الترمذي وقال حديث حسن‏.‏

1493- وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال‏:‏ كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏اللهم إني أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والسلامة من كل إثم، والغنيمة من كل بر، والفوز بالجنة، والنجاة من النار‏"‏‏.‏

‏(‏‏(‏رواه الحاكم أبو عبد الله، وقال‏:‏ حديث صحيح على شرط مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif 251- باب فضل الدعاء بظهر الغيب

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏والذين جاءوا من بعدهم يقولون‏:‏ ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان‏}‏ ‏(‏‏(‏الحشر‏:‏ 10‏)‏‏)‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏واستغفر لذنبك، وللمؤمنين والمؤمنات‏}‏ ‏(‏‏(‏محمد‏:‏ 19‏)‏‏)‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ إخبارًا عن إبراهيم عليه السلام ‏{‏ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب‏}‏ ‏(‏‏(‏إبراهيم‏:‏ 41‏)‏‏)‏‏.‏

1494- وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك ولك بمثل‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1495- وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول‏:‏ ‏"‏دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به‏:‏ آمين، ولك بمثل‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif 252- باب في مسائل من الدعاء

1496- وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏من صنع إليه معروف، فقال لفاعله‏:‏ جزاك الله خيرًا، فقد أبلغ في الثناء‏"‏‏.‏ رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ‏.‏

1497- وعن جابر رضي الله عنهما قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعو على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء، فيستجيب لكم‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1498- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1499- وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏يستجاب لأحدكم ما لم يعجل‏:‏ يقول‏:‏ قد دعوت ربي، فلم يستجب لي‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏ وفي رواية لمسلم لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدعُ بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل‏.‏ قيل يا رسول الله ما الاستعجال‏؟‏ قال يقول قد دعوت وقد دعوت فلم أرَ من يستجب لي فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء‏.‏

1500- وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال‏:‏ قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ أي الدعاء أسمع‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏جوف الليل الآخر ودبر الصلوات المكتوبات‏"‏‏.‏ رواه الترمذي وقال حديث حسن‏.‏

1501- وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ما على الأرض مسلم يدعو الله تعالى بدعوة إلا آتاه الله إياها، أو صرف عنه من السوء مثلها‏.‏ ما لم يدع بإثم، أو قطيعة رحم‏"‏ فقال رجل من القوم‏:‏ إذًا نكثر قال‏:‏ ‏"‏الله أكثر‏"‏‏.‏
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح‏.‏

‏(‏‏((2)‏‏)‏‏)‏‏.‏

1502- وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب‏:‏ ‏"‏لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب العرش الكريم‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif 253- باب كرامات الأولياء وفضلهم

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون * الذين آمنوا وكانوا يتقون * لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم‏}‏ ‏(‏‏(‏يونس‏:‏ 62-64‏)‏‏)‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا * فكلي واشربي‏}‏ ‏(‏‏(‏مريم‏:‏ 25،26‏)‏‏)‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب‏}‏ ‏(‏‏(‏آل عمران‏:‏ 37‏)‏‏)‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله، فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته، ويهيئ لكم من أمركم مرفقًا * وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين، وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال‏}‏ ‏(‏‏(‏الكهف‏:‏ 16،17‏)‏‏)‏‏.‏

1503- وعن أبي محمد عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما أن أصحاب الصُّفة كانوا أناسًا فقراء، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال مرة‏:‏ ‏"‏من كان عنده طعام اثنين، فليذهب بثالث، ومن كان عنده طعام أربعة، فليذهب بخامس بسادس‏"‏ أو كما قال‏:‏ وأن أبا بكر رضي الله عنه جاء بثلاثة، وانطلق النبي صلى الله عليه وسلم بعشرة، وأن أبا بكر تعشى عند النبي صلى الله عليه وسلم ثم لبث حتى صلى العشاء، ثم رجع، فجاء بعد ما مضى من الليل ما شاء الله‏.‏ قالت له امرأته‏:‏ ما حبسك عن أضيافك‏؟‏ قال‏:‏ أو ما عشيتهم‏؟‏ قالت‏:‏ أبوا حتى تجيء وقد عرضوا عليهم قال‏:‏ فذهبت أنا، فاختبأت، فقال‏:‏ يا غُنثر، فجدع وسب، وقال‏:‏ كلوا لا هنيئًا، والله لا أطعمه أبدًا، قال‏:‏ وايم الله ما كنا نأخذ من لقمة إلا ربا من أسفلها أكثر منها حتى شبعوا، وصارت أكثر مما كانت قبل ذلك، فنظر إليها أبو بكر فقال لامرأته‏:‏ يا أخت بني فراس ما هذا‏؟‏ قالت‏:‏ لا وقرة عيني لهي الآن أكثر منها قبل ذلك بثلاث مرات‏!‏ فأكل منها أبو بكر وقال‏:‏ إنما كان ذلك من الشيطان، يعني يمينه‏.‏ ثم أكل منها لقمة، ثم حملها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأصبحت عنده، وكان بيننا وبين قوم عهد، فمضى الأجل، فتفرقنا اثني عشر رجلا، مع كل رجل منهم أناس، الله أعلم كم مع كل رجل، فأكلوا منها أجمعون‏.‏

وفي رواية‏:‏ فحلف أبو بكر لا يطعمه، فحلفت المرأة لا تطعمه، فحلف الضيف -أو الأضياف- أن لا يطعمه، أو يطعموه حتى يطعمه، فقال أبو بكر‏:‏ هذه من الشيطان‏!‏ فدعا بالطعام، فأكل وأكلوا، فجعلوا لا يرفعون لقمة إلا ربت من أسفلها أكثر منها، فقال‏:‏ يا أخت بني فراس، ما هذا‏؟‏ فقالت‏:‏ وقرة عيني إنها الآن لأكثر منها قبل أن نأكل، فأكلوا، وبعث بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر أنه أكل منها‏.‏ وفي رواية‏:‏ إن أبا بكر قال لعبد الرحمن‏:‏ دونك أضيافك، فإني منطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فافرغ من قراهم قبل أن أجيء، فانطلق عبد الرحمن، فأتاهم بما عنده، فقال‏:‏ اطعموا، فقالوا‏:‏ أين رب منزلنا‏؟‏ قال اطعموا، قالوا‏:‏ ما نحن بآكلين حتى يجيء رب منزلنا، قال‏:‏ اقبلوا عنا قراكم، فإنه إن جاء ولم تطعموا، لنلقين منه، فأبوا، فعرفت أنه يجد علي، فلما جاء تنحيت عنه، فقال‏:‏ ما صنعتم‏؟‏ فأخبروه، فقال‏:‏ يا عبد الرحمن فسكت، ثم قال‏:‏ يا عبد الرحمن، فسكت، فقال‏:‏ يا غُنثر أقسمت عليك إن كنت تسمع صوتي لما جئت‏!‏ فخرجت، فقلت‏:‏ سل أضيافك، فقالوا‏:‏ صدق، أتانا به‏.‏ فقال‏:‏ إنما انتظرتموني والله لا أطعمه الليلة، فقال الآخرون‏:‏ والله لا نطعمه حتى تطعمه، فقال‏:‏ ويلكم ما لكم لا تقبلون عنا قراكم‏؟‏ هات طعامك، فجاء به، فوضع يده، فقال‏:‏ بسم الله‏.‏ الأولى من الشيطان، فأكل وأكلوا‏.‏
‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

‏(‏‏(‏(3)‏)‏‏)‏‏.‏

1504- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لقد كان فيما قبلكم من الأمم ناس محدثون، فإن يك في أمتي أحد، فإنه عمر‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه البخاري، ورواه مسلم من رواية عائشة، وفي روايتهما قال ابن وهب‏:‏ ‏"‏محدثون‏"‏ أي‏:‏ ملهمون‏)‏‏)‏‏.‏

1505- وعن جابر بن سَمُرة، رضي الله عنهما، قال‏:‏ شكا أهل الكوفة سعدًا، يعني‏:‏ ابن أبي وقاص، رضي الله عنه الله عنه، إلى عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، فعزله واستعمل عليهم عمارًا، فشكوا حتى ذكروا أنه لا يحسن يصلي، فأرسل إليه، فقال‏:‏ يا أبا إسحاق، إن هؤلاء يزعمون أنك لا تحسن تصلي، فقال‏:‏ أما أنا والله فإني كنت أصلي بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا أخرم عنها أصلي صلاة العشاء فأركد في الأوليين، وأخف في الأخريين، قال‏:‏ ذلك الظن بك يا أبا إسحاق، وأرسل معه رجلا -أو رجالا- إلى الكوفة يسأل عنه أهل الكوفة، فلم يدع مسجدًا إلا سأل عنه، ويثنون معروفًا، حتى دخل مسجدًا لبني عبس، فقام رجل منهم، يقال له أسامة بن قتادة، يكنى أبا سعدة‏.‏ فقال‏:‏ أما إذ نشدتنا فإن سعدًا كان لا يسير بالسرية ولا يقسم بالسوية، ولا يعدل في القضية، قال سعد‏:‏ أم والله لأدعون بثلاث‏:‏ اللهم إن كان عبدك هذا كاذبًا، قام رياء، وسمعة، فأطل عمره، وأطل فقره، وعرضه للفتن‏.‏ وكان بعد ذلك إذا سئل يقول‏:‏ شيخ كبير مفتون، أصابتني دعوة سعد‏.‏

قال عبد الملك بن عمير الرواي عن جابر بن سمرة‏:‏ فأنا رأيته بعد قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر، وإنه ليتعرض للجواري في الطرق فيغمزهن‏.‏
‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

1506- وعن عروة بن الزبير أن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، رضي الله عنه الله عنه خاصمته أروى بنت أوس إلى مروْان بن الحكم، وادعت أنه أخذ شيئًا من أرضها، فقال سعيد‏:‏ أنا كنت آخذ من أرضها شيئًا بعد الذي سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم‏!‏‏؟‏ قال‏:‏ ماذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏من أخذ شبرًا من الأرض ظلمًا، طوقه إلى سبعين أرضين‏"‏ فقال له مروْان‏:‏ لا أسألك بينة بعد هذا، فقال سعيد‏:‏ اللهم إن كانت كاذبة، فأعمِ بصرها، واقتلها في أرضها، فقال‏:‏ فما ماتت حتى ذهب بصرها وبينما هي تمشي في أرضها إذ وقعت في حفرة فماتت‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

وفي رواية لمسلم عن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بمعناه وأنه رآها عمياء تلتمس الجدر تقول‏:‏ أصابتني دعوة سعيد، وأنها مرت على بئر في الدار التي خاصمته فيها، فوقعت فيها فكانت قبرها‏.‏

1507- وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه الله عنهما قال‏:‏ لما حضرت أحد دعاني أبي من الليل فقال‏:‏ ما رآني إلا مقتولا في أول من يقتل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وإني لا أترك بعدي أعز علي منك غير نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن علي دينا فاقضِ، واستوصِ بأخواتك خيرًا، فأصبحنا، فكان أول قتيل، ودفنت معه آخر في قبره، ثم لم تطب نفسي أن أتركه مع آخر، فاستخرجته بعد ستة أشهر، فإذا هو كيوم وضعته غير أذنه، فجعلته في قبر على حدة‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه البخاري‏)‏‏)‏‏.‏

1508- وعن أنس رضي الله عنه أن رجلين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خرجا من عند النبي صلى الله عليه وسلم، في ليلة مظلمة ومعهما مثل المصباحين بين أيديهما، فلما افترقا، صار مع كل واحد منهما واحد حتى أتى أهله‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه البخاري‏)‏‏)‏ من طرق، وفي بعضها أن الرجلين أسيد بن حضير، وعباد بن بشر رضي الله عنهما‏.‏

1509- وعن أبي هريرة، رضي الله عنه ، قال‏:‏ بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة رهط عينًا سرية، وأمَّر عليهم عاصم بن ثابت الأنصاري، رضي الله عنه، فانطلقوا حتى إذا كانوا بالهدأة، بين عسفان ومكة، ذكروا لحي من هذيل يقال لهم‏:‏ بنو لحيان، فنفروا لهم بقريب من مائة رجل رام، فاقتصوا آثارهم، فلما أحس بهم عاصم وأصحابه، لجئوا إلى موضع فأحاط بهم القوم، فقالوا‏:‏ انزلوا، فأعطوا بأيديكم ولكم العهد والميثاق أن لا نقتل منكم أحدًا، فقال عاصم بن ثابت‏:‏ أيها القوم أما أنا، فلا أنزل على ذمة كافر‏:‏ اللهم أخبر عنا نبيك صلى الله عليه وسلم، فرموهم بالنبل فقتلوا عاصمًا، ونزل إليهم ثلاثة نفر على العهد والميثاق، منهم خُبيب، وزيد بن الدِّثِنَّة ورجل آخر‏.‏ فلما استمكنوا منهم أطلقوا أوتار قسيهم، فربطوهم بها، قال الرجل الثالث‏:‏ هذا أول الغدر والله لا أصحبكم إن لي بهؤلاء أسوة، يريد القتلى، فجروه وعالجوه، فأبى أن يصحبهم، فقتلوه، وانطلقوا بخُبيب، وزيد بن الدِّثِنَّة، حتى باعوهما بمكة بعد وقعة بدر، فابتاع بنو الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف خُبيبًا، وكان خُبيب هو قتل الحارث يوم بدر، فلبث خُبيب عندهم أسيرًا حتى أجمعوا على قتله، فاستعار من بعض بنات الحارث موسى يستحد بها فأعارته، فدرج بُنيٌّ لها وهي غافلة حتى أتاه، فوجدته مجلسه على فخذه الموسى بيده، ففزعت فزعة عرفها خُبيب، فقال أتخشين أن أقتله ماكنت لأفعل ذلك قالت‏:‏ والله ما رأيت أسيرا خيرا من خُبيب فوالله لقد وجدته يومًا يأكل قطفًا من عنب في يده وإنه لموثق بالحديد وما بمكة من ثمرة، وكانت تقول‏:‏ إنه لرزق رزقه الله خُبيبًا، فلما خرجوا به من الحرم ليقتلوه في الحل، قال لهم خبيب‏:‏ دعوني أصلي ركعتين، فتركوه، فركع ركعتين، فقال‏:‏ والله لولا أن تحسبوا أن ما بي جزع لزدت‏.‏ اللهم أحصهم عددًا، واقتلهم بددًا، ولا تُبقِ منهم أحدًا، وقال‏:‏

فلست أبالي حين أُقتل مســــلمًا**على أي جنب كان لله مصرعــي

وذلك في ذات الإله وإن يشأ**يبارك على أوصـــال شلو ممزع


وكان خُبيب هو سَنَّ لكل مسلم قُتل صبرًا الصلاة، وأخبر -يعني النبي صلى الله عليه وسلم - أصحابه يوم أصيبوا خبرهم، وبعث ناسٌ من قريش إلى عاصم بن ثابت حين حدثوا أنه قُتل أن يؤتوا بشيء منه يُعرف، وكان قتل رجلا من عظمائهم، فبعث الله لعاصم مثل الظلة من الدبر فحمته من رسلهم، فلم يقدروا أن يقطعوا منه شيئًا‏.‏
‏(‏‏(‏رواه البخاري‏)‏‏)‏

قوله‏:‏ الهدأة‏:‏ موضع، والظلة‏:‏ السحاب، الدبر‏:‏ النحل‏.‏

وقوله‏:‏ ‏"‏اقتلهم بَِددًا‏"‏ بكسر الباء وفتحها، فمن كسر، قال‏:‏ هو جمع بدة بكسر الباء، وهو النصيب، ومعناه‏:‏ اقتلهم حصصًا منقسمة لكل واحد منهم نصيب، ومن فتح ، قال معناه‏:‏ متفرقين في القتل واحدًا بعد واحد من التبديد‏.‏

وفي الباب أحاديثُ كثيرة صحيحة سبقت في مواضعها من هذا الكتاب، منها حديث الغلام الذي كان يأتي الراهب والساحر، ومنها حديث جُريج، وحديث أصحاب الغار الذين أطبقت عليهم الصخرة، وحديث الرجل الذي سمع صوتًا في السحاب يقول‏:‏ اسقِ حديقة فلان، وغير ذلك‏.‏ والدلائل في الباب كثيرة مشهورة، وبالله التوفيق‏.‏
1510- وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال‏:‏ ما سمعت عمر رضي الله عنه يقول لشيء قط‏:‏ إني لأظنه كذا إلا كان كما يظن‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه البخاري‏)‏‏)‏

صائد الأفكار 27 - 2 - 2010 04:43 AM

كتاب الأمور المنهي عنها


http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif 254- باب تحريم الغيبة والأمر بحفظ اللسان

قال الله تعالى‏:‏‏{‏ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم‏}‏ ‏(‏‏(‏الحجرات‏:‏ 12‏)‏‏)‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا‏}‏ ‏(‏‏(‏الإسراء‏:‏ 36‏)‏‏)‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد‏}‏ ‏(‏‏(‏ق‏:‏ 18‏)‏‏)‏‏.‏

اعلم أنه ينبغي لكل مكلف أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلا كلامًا ظهرت فيه المصلحة، ومتى استوى الكلام وتركه في المصلحة، فالسنة الإمساك عنه؛ لأنه قد ينجر الكلام المباح إلى حرام أو مكروه، وذلك كثير في العادة، والسلامة لا يعدلها شيء‏.‏

1511- وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا، أو ليصمت‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

وهذا صريح أنه ينبغي أن لا يتكلم إلا إذا كان الكلام خيرًا، وهو الذي ظهرت مصلحته، ومتى شك في ظهور المصلحة، فلا يتكلم‏.‏

1512- وعن أبي موسى رضي الله عنه قال‏:‏ قلت‏:‏ يا رسول الله أي المسلمين أفضل‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏من سلم المسلمون من لسانه ويده‏"‏‏.‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

1513- وعن سهل بن سعد قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏من يضمن لي ما بين لحييه، وما بين رجليه أضمن له الجنة‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

1514- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ “إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها إلى النار أبعد مما بين المشرق والمغرب‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏ ‏(‏‏(‏(1)‏)‏‏)‏‏.‏

1515- وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يُلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى لا يُلقي لها بالا يَهوي بها في جهنم‏"‏‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه البخاري‏)‏‏)‏‏.‏

1516- وعن أبي عبد الرحمن بلال بن الحارث المزني رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه”‏.‏ رواه مالك في الموطأ والترمذي وقال حديث حسن صحيح‏.‏

1517- وعن سفيان بن عبد الله رضي الله عنه قال‏:‏ قلت يا رسول الله حدثني بأمر أعتصم به قال‏:‏ ‏"‏ قل ربي الله ثم استقم‏"‏ قلت‏:‏ يا رسول الله ما أخوف ما تخاف علي‏؟‏ فأخذ بلسان نفسه، ثم قال‏:‏ “هذا”‏.‏ رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح‏.‏

1518- وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله، فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله تعالى قسوة للقلب‏!‏ وإن أبعد الناس من الله القلب القاسي‏"‏‏.‏ رواه الترمذي‏.‏

1519- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ومن وقاه الله شر ما بين لحييه، وشر ما بين رجليه دخل الجنة‏"‏‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه الترمذي، وقال‏:‏ حديث حسن‏)‏‏)‏‏.‏

1520- وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال‏:‏ قلت يا رسول الله ما النجاة‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏أمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابكِ على خطيئتك‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه الترمذي، وقال‏:‏ حديث حسن‏)‏‏)‏‏.‏

1521- وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ “إذا أصبح ابن آدم، فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان، تقول‏:‏ اتقِ الله فينا، فإنما نحن بك‏:‏ فإن استقمت استقمنا وإن اعوججت اعوججنا”‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه الترمذي‏)‏‏)‏‏.‏ ‏(‏‏(‏(2)‏)‏‏)‏‏.‏

1522- وعن معاذ رضي الله عنه قال‏:‏ قلت يا رسول الله‏:‏ أخبرني بعمل يدخلني الجنة، ويباعدني من النار‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏لقد سألت عن عظيم، وإنه ليسير على من يسره الله تعالى عليه‏:‏ تعبد الله لا تشرك به شيئًا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا ثم قال‏:‏ ألا أدلك على أبواب الخير‏؟‏ الصوم جُنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل من جوف الليل” ثم تلا‏:‏ ‏{‏تتجافى جنوبهم عن المضاجع‏}‏ حتى بلغ‏:‏ ‏{‏يعملون‏}‏ ‏(‏‏(‏السجدة‏:‏ 6‏)‏‏)‏‏.‏ ثم قال‏:‏ ‏"‏ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذِروة سنامه‏"‏ قلت‏"‏ بلى يا رسول الله، قال‏:‏ رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذِروة سنامه الجهاد” ثم قال‏:‏ “ألا أخبرك بملاك ذلك كله‏؟‏‏"‏ قلت‏:‏ بلى يا رسول الله، فأخذ بلسانه قال‏:‏ ‏"‏كف عليك هذا‏"‏ قلت‏:‏ يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به‏؟‏ فقال‏:‏ ثكلتك أمك‏!‏ وهل يُكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم‏؟‏‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه الترمذي وقال‏:‏ حديث حسن صحيح، وقد سبق شرحه في باب قبل هذا‏)‏‏)‏‏.‏

1532- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ “أتدرون ما الغيبة‏؟‏” قالوا‏:‏ الله ورسوله أعلم قال‏:‏ ‏"‏ذكرك أخاك بما يكره‏"‏ قيل‏:‏ أفرأيت إن كان في أخي ما أقول‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏إن كان فيه ما تقول، فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته”‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1524- وعن أبي بكر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبته يوم النحر بمنًى في حجة الوداع‏:‏ ‏"‏إن دماءكم، وأموالكم، وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا هل بلغت” ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

1525- وعن عائشة رضي الله عنها‏:‏ قالت قلت للنبي صلى الله عليه وسلم حسبك من صفية كذا وكذا‏.‏ قال بعض الرواة‏:‏ تعني قصيرة، فقال‏:‏ ‏"‏لقد قلت كلمة لو مُزجت بماء البحر لمزجته‏!‏‏"‏ قالت‏:‏ وحكيت له إنسانًا فقال‏:‏ “ما أحب أني حكيت إنسانًا وإن لي كذا وكذا”‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح‏.‏‏)‏‏)‏

ومعني‏:‏ ‏"‏مزجته‏"‏ خالطته مخالطة يتغير بها طعمه، أو ريحه لشدة نتنها وقبحها، وهذا الحديث من أبلغ الزواجر عن الغيبة، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى‏}‏‏.‏

1526- وعن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ “لما عُرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نُحاس يخمشون وجوههم وصدورهم، فقلت‏:‏ من هؤلاء يا جبريل‏؟‏ قال‏:‏ هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس، ويقعون في أعراضهم‏!‏”‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه أبو داود‏.‏‏)‏‏)‏

1527- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏كل المسلم على المسلم حرام‏:‏ دمه وعرضه وماله‏"‏‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif 255- باب تحريم سماع الغيبة وأمر من سمع غيبة محرمة بردها والإنكار على قائلها فإن عجز أو لم يقبل منه فارق ذلك المجلس إن أمكنه

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه‏}‏ ‏(‏‏(‏القصص‏:‏ 55‏)‏‏)‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏والذين هم عن اللغو معرضون‏}‏ ‏(‏‏(‏المؤمنون‏:‏ 3‏)‏‏)‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا‏}‏ ‏(‏‏(‏الإسراء‏:‏ 36‏)‏‏)‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين‏}‏ ‏(‏‏(‏الأنعام‏:‏ 68‏)‏‏)‏‏.‏

1528- وعن أبي الدرداء رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏من رد عن عِرض أخيه، رد الله عن وجهه النار يوم القيامة‏"‏‏.‏‏(‏‏(‏رواه الترمذي وقال حديث حسن‏.‏‏)‏‏)‏

1529- وعن عتبان بن مالك رضي الله عنه في حديثه الطويل المشهور الذي تقدم في باب الرجاء قال‏:‏ قام النبي صلى الله عليه وسلم يصلي فقال‏:‏ ‏"‏أين مالك بن الدخشم‏؟‏ فقال رجل‏:‏ ذلك منافق لا يحب الله ورسوله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ “لا تقل ذلك ألا تراه قد قال‏:‏ لا إله إلا الله يريد بذلك وجه الله‏!‏ وإن الله قد حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

‏(‏‏(‏‏(3)‏)‏‏)‏‏.‏

1530- وعن كعب بن مالك رضي الله عنه في حديثه الطويل في قصة توبته وقد سبق في بابه التوبة‏.‏ قال‏:‏ قال النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس في القوم بتبوك‏:‏ ‏"‏ما فعل كعب مالك‏؟‏ فقال رجل من بني سلمة‏:‏ يا رسول الله حبسه برداه، والنظر في عطفيه فقال معاذ بن جبل رضي الله عنه بئس ما قلت والله يا رسول الله ما علمنا عليه إلا خيرًا، فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

‏(‏‏(‏‏(4)‏)‏‏)‏‏.‏

http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif 256- باب ما يباح من الغيبة

اعلم أن الغيبة تباح لغرض صحيح شرعي لا يمكن الوصول إليه إلا بها، وهو بستة أسباب‏:‏

الأول‏:‏ التظلم، فيجوز للمظلوم أن يتظلم إلى السلطان والقاضي وغيرهما ممن له ولاية أو قدرة على إنصافه من ظالمه، فيقول ظلمني فلان بكذا‏.‏

الثاني‏:‏ الاستعانة على تغيير المنكر، ورد العاصي إلى الصواب، فيقول لمن يرجو قدرته على إزالة المنكر‏:‏ فلان يعمل كذا، فازجره عنه ونحو ذلك ويكون مقصوده التوصل إلى إزالة المنكر، فإن لم يقصد ذلك كان حرامًا‏.‏

الثالث‏:‏ الاستفتاء، فيقول للمفتي‏:‏ ظلمني أبي، أو أخي، أو زوجي، أو فلان بكذا فهل له ذلك، وما طريقي في الخلاص منه، وتحصيل حقي، ودفع الظلم‏؟‏ ونحو ذلك، فهذا جائز للحاجة، ولكن الأحوط والأفضل أن يقول‏:‏ ما تقول في رجل أو شخص، أو زوج، كان من أمر كذا‏؟‏ فإنه يحصل به الغرض من غير تعيين ومع ذلك، فالتعيين جائز كما سنذكره في حديث هند إن شاء الله تعالى‏.‏

الرابع‏:‏ تحذير المسلمين من الشر ونصيحتهم، وذلك من وجوه‏:‏ منها جرح المجروحين من الرواة والشهود، وذلك جائز بإجماع المسلمين، بل واجب للحاجة‏.‏

ومنها المشاورة في مصاهرة إنسان، أو مشاركتة، أو إيداعه، أو معاملته، أو غير ذلك، أو مجاورته، ويجب على المشاور أن لا يخفي حاله، بل يذكر المساوئ التي فيه بنية النصيحة‏.‏

ومنها إذا رأى متفقهًا يتردد إلى مبتدع، أو فاسق يأخذ عنه العلم، وخاف أن يتضرر بذلك، فعليه نصيحته ببيان حالة، بشرط أن يقصد النصيحة، وهذا مما يغلط فيه، وقد يحمل المتكلم بذلك الحسد، ويلبس الشيطان عليه ذلك، ويخيل إليه أنه نصيحة فيتفطن لذلك‏.‏

ومنها أن يكون له ولاية لا يقوم بها على وجهها‏:‏ إما بأن لا يكون صالحًا، وإما بأن يكون فاسقًا، أو مغفلا، ونحو ذلك فيجب ذكر ذلك لمن له عليه ولاية عامة ليزيله ويولي من يصلح، أو يعلم ذلك منه ليعامله بمقتضى حاله، ولا يغتر به، وأن يسعى في أن يحثه على الاستقامة أو يستبدل به‏.‏

الخامس‏:‏ أن يكون مجاهرًا بفسقه أو بدعته كالمجاهر بشرب الخمر، ومصادرة الناس، وأخذ المُكس؛ وجباية الأموال ظلمًا، وتولي الأمور الباطلة، فيجوز ذكره بما يجاهر به؛ ويحرم ذكره بغيره من العيوب؛ إلا أن يكون لجوازه سبب آخر ما ذكرناه‏.‏

السادس‏:‏ التعريف ، فإذا كان الإنسان معروفًا بلقب، كالأعمش والأعرج والأصم والأعمى، والأحول، وغيرهم جاز تعريفهم بذلك، ويحرم إطلاقه على جهة التنقص، ولو أمكن تعريفه بغير ذلك كان أولى‏.‏

فهذه ستة أسباب ذكرها العلماء وأكثرها مجمع عليه، ودلائلها من الأحاديث الصحيحة مشهورة‏.‏ فمن ذلك‏:‏

1531- عن عائشة رضي الله عنها أن رجلا استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ “ائذنوا له، بئس أخو العشيرة‏؟‏ ‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

احتج به البخاري في جواز غيبة أهل الفساد وأهل الريب‏.‏

1532- وعنها قالت‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ما أظن فلانًا وفلانًا يعرفان من ديننا شيئًا‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه البخاري‏)‏‏)‏‏.‏ قال الليث بن سعد أحد رواة هذا الحديث‏:‏ هذان الرجلان كانا من المنافقين‏.‏

1533- وعن فاطمة بنت قيس رضي الله عنها قالت‏:‏ أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت‏:‏ إن أبا الجهم ومعاوية خطباني‏؟‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏‏"‏أما معاوية، فصعلوك لا مال له ، وأما أبوالجهم، فلا يضع العصا عن عاتقه‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏ ‏.‏

وفي رواية لمسلم ‏:‏ ‏"‏وأما أبو الجهم فضراب للنساء‏"‏ وهو تفسير لرواية‏:‏ ‏"‏ لا يضع العصا عن عاتقه‏"‏ وقيل‏:‏ معناه‏:‏ كثير الأسفار‏.‏

1534- وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال‏:‏ خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر أصاب الناس فيه شدة، فقال عبد الله بن أبي‏:‏ لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا وقال‏:‏ لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرته بذلك، فأرسل إلى عبد الله بن أبي ، فاجتهد يمينه‏:‏ ما فعل، فقالوا‏:‏ كذب زيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقع في نفسي مما قالوا شدة حتى أنزل الله تعالى تصديقي ‏{‏إذا جاءك المنافقون‏}‏ ثم دعاهم النبي صلى الله عليه وسلم، ليستغفر لهم فلووا رءوسهم‏.‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏ ‏.‏

1535- وعن عائشة رضي الله عنها قالت‏:‏ قالت هند امرأة أبي سفيان للنبي صلى الله عليه وسلم ‏:‏ إن أبا سفيان رجل شحيح وليس يعطيني ما يكفيني وولدي إلا ما أخذت منه، وهو لا يعلم‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏ ‏.‏

http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif 257- باب تحريم النميمة وهي نقل الكلام بين الناس على جهة الإفساد

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏هماز مشاء بنميم‏}‏ ‏(‏‏(‏سورة ن ‏:‏11‏)‏‏)‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد‏}‏ ‏(‏‏(‏ق‏:‏18‏)‏‏)‏‏.‏

1536- وعن حذيفة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏لا يدخل الجنة نمام‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

1537- وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقبرين فقال‏:‏ “إنهما يعذابان ، وما يعذبان في كبير‏!‏ بلى إنه كبير‏:‏ أما أحدهما ، فكان يمشي بالنميمة، وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله ‏(‏‏(‏متفق عليه وهذا لفظ إحدى روايات البخاري‏)‏‏)‏‏.‏

قال العلماء‏:‏ معنى ‏"‏وما يعذبان في كبير‏"‏ أي كبير في زعمهما وقيل‏:‏ كبير تركه عليهما‏.‏

1538- وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ “ ألا أنبئكم ما العِضَه‏؟‏ هي النميمة، القالة بين الناس‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

‏(‏‏(‏‏(5)‏)‏‏)‏‏.‏

http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif 258- باب النهي عن نقل الحديث وكلام الناس إلى ولاة الأمور إذا لم تدعُ إليه حاجة كخوف مفسدة ونحوها

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏ولا تعاونوا على الإثم‏}‏ ‏(‏‏(‏المائدة‏:‏ 2‏)‏‏)‏ وفي الباب الأحاديث السابقة في الباب قبله‏.‏

1539- وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ “لا يُبلغني أحد من أصحابي عن أحد شيءا، فإني أحب أن أخرج إلىكم وأنا سليم الصدر‏"‏‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه أبوداود والترمذي‏)‏‏)‏

http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif 259- باب ذم ذي الوجهين

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول، وكان الله بما يعملون محيطًا‏}‏ ‏(‏‏(‏النساء‏:‏ 108‏)‏‏)‏‏.‏

1540- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ “تجدون الناس معادن‏:‏ خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، وتجدون خيار الناس في هذا الشأن أشدهم له كراهية، وتجدون شر الناس ذا الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجه، وهؤلاء بوجه‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

1541- وعن محمد بن زيد أن ناسًا قالوا لجده عبد الله بن عمر رضي الله عنهما‏:‏ إنا ندخل على سلاطيننا فنقول لهم بخلاف ما نتكلم إذا خرجنا من عندهم‏.‏ قال‏:‏ كنا نعد هذا نفاقًا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه البخاري‏)‏‏)‏‏.‏

http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif 260- باب تحريم الكذب

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏ولا تقفُ ما ليس لك به علم‏}‏ ‏(‏‏(‏الإسراء‏:‏ 36‏)‏‏)‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد‏}‏ ‏(‏‏(‏ق ‏:‏ 18‏)‏‏)‏‏.‏

1542- وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏ إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقًا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابًا‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

1543- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من نفاق حتى يدعها‏:‏ إذا أؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

وقد سبق بيانه مع حديث أبي هريرة بنحوه في باب الوفاء بالعهد‏.‏

1544- وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال‏:‏ ‏"‏ من تحلم بحلم لم يره، كُلف أن يعقد بين شعيرتين ولن يفعل، ومن استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون، صب في أذنيه الآنُك يوم القيامة، ومن صور صورة، عذب وكلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ‏"‏‏.‏

‏(‏‏(‏‏(6)‏)‏‏)‏‏.‏

1545- وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال‏:‏ قال النبي صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏أفرى الفرى أن يري الرجل عينيه ما لم تريا‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه البخاري‏)‏‏)‏ ‏(‏‏(‏(7)‏)‏‏)‏‏.‏

1546- وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يكثر أن يقول لأصحابه‏:‏‏(‏‏(‏هل رأى أحد منكم رؤيا‏؟‏‏)‏‏)‏ فيقص عليه من شاء الله أن يقص، وإنه قال لنا ذات غداة‏:‏‏(‏‏(‏إنه أتاني الليلة آتيان، وإنهما قالا لي‏:‏ انطلق، وإني انطلقت معهما، وإنا أتينا على رجل مضطجع، وإذا آخر قائم عليه بصخرة، وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه، فيثلغ رأسه، فيتدهده الحجر ها هنا، فيتبع الحجر فليأخذه، فلا يرجع إليه حتى يصح رأسه كما كان، ثم يعود عليه، فيفعل به مثل ما فعل المرة الأولى‏!‏‏"‏ قال‏:‏ ‏"‏قلت لهما‏:‏ سبحان الله‏!‏ ما هذان‏؟‏ قالا لي‏:‏ انطلق انطلق، فانطلقنا، فأتينا على رجل مستلق لقفاه، وإذا آخر قائم عليه بكلوب من حديد، وإذا هو يأتي أحد شقي وجهه فيشرشر شدقه إلى قفاه، ومنخره إلى قفاه، وعينه إلى قفاه، ثم يتحول إلى الجانب الآخر، فيفعل به مثل ما فعل بالجانب الأول، فما يفرغ من ذلك الجانب حتى يصح ذلك الجانب كما كان، ثم يعود عليه، فيفعل مثل ما فعل في المرة الأولى‏"‏ قال‏:‏ قلت‏:‏ سبحان الله‏؟‏ ما هذان‏؟‏ قال‏:‏ قالا لي‏:‏ انطلق انطلق، فانطلقنا، فأتينا على مثل التنور‏"‏ فأحسب أنه قال‏:‏ ‏"‏فإذا فيه‏:‏ لغط وأصوات، فاطلعنا فيه فإذا فيه رجال ونساء عراة، وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضئوا‏.‏ قلت‏:‏ ما هؤلاء‏؟‏ قالا لي‏:‏ انطلق انطلق، فانطلقنا فأتينا على نهر‏"‏ حسبت أنه كان يقول‏:‏ ‏"‏أحمر مثل الدم، وإذا في النهر رجل سابح يسبح، وإذا على شط النهر رجل قد جمع عنده حجارة كثيرة، وإذا ذلك السابح يسب ما يسبح، ثم يأتي ذلك الذي قد جمع عنده الحجارة، فيفغر له فاه، فيلقمه حجرًا، فينطلق فيسبح، ثم يرجع إليه، كلما رجع إليه، فغر له فاه، فألقمه حجرًا، قلت لهما‏:‏ ما هذان‏؟‏ قالا لي‏:‏ انطلق انطلق، فانطلقنا، فأتينا على رجل كريه المرآة، أو كأكره ما أنت راء رجلا مرأى فإذا هو عنده نارٌ يحشها ويسعى حولها‏.‏ قلت لهما‏:‏ ما هذا‏؟‏ قال لي‏:‏ انطلق انطلق، فانطلقنا فأتينا على روضة معتمة فيها من كل نور الربيع، وإذا بين ظهري الروضة رجل طويل لا أكاد أرى رأسه طولا في السماء، وإذا حول الرجل من أكثر ولدان رأيتهم قط، قلت‏:‏ ما هذا‏!‏ وما هؤلاء‏؟‏ قالا لي‏:‏ انطلق انطلق، فانطلقنا، فأتينا إلى دوحة عظيمة لم أرَ دوحة قط أعظم منها، ولا أحسن‏!‏ قالا لي‏:‏ ارقَ لي‏:‏ ارقَ فيها، فارتقينا فيها إلى مدينة مبنية بلبن ذهب ولبن فضة، فأتينا باب المدينة فاستفتحنا، ففتح لنا، فدخلناها، فتلقانا رجال شطر من خلقهم كأحسن ما أنت راء‏!‏ وشطر منهم كأقبح ما أنت راء‏!‏ قالا لهم‏:‏ اذهبوا فقعوا في ذلك النهر، وإذا هو نهر معترض يجري كأن ماءه المحض في البياض، فذهبوا فوقعوا فيه‏.‏ ثم رجعوا إلينا قد ذهب ذلك السوء عنهم، فصاروا في أحسن صورة‏.‏ قال‏:‏ قالا لي‏:‏ هذه جنة عدن، وهذاك منزلك، فسما بصري صعدًا، فإذا قصر مثل الربابة البيضاء‏.‏ قالا لي‏:‏ هذاك منزلك‏؟‏ قلت لهما‏:‏ بارك الله فيكما، فذراني فأدخله‏.‏ قالا‏:‏ أما الآن فلا، وأنت داخله‏.‏ قلت لهما‏:‏ فإني رأيت منذ الليلة عجبًا‏؟‏ فما هذا الذي رأيت‏؟‏ قالا لي‏:‏ أما إنا سنخبرك‏:‏ أما الرجل الأول الذي أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر، فإنه الرجل يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة، وأما الرجل الذي أتيت عليه يشرشر شدقه إلى قفاه، ومنخره إلى قفاه، وعينه إلى قفاه، فإنه الرجل يغدو من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق‏.‏ وأما الرجال والنساء العراة الذين هم في مثل بناء التنور، فإنهم الزناة والزواني، وأما الرجل الذي أتيت عليه يسبح في النهر، ويلقم الحجارة، فإنه آكل الربا، وأما الرجل الكرية المرآة الذي عند النار يحشها ويسعى حولها، فإنه مالك خازن جهنم، وأما الرجل الطويل الذي في الروضة، فإنه إبراهيم، وأما الولدان الذين حوله، فكل مولود مات على الفطرة‏"‏ وفي رواية البرقاني‏:‏ ‏"‏ولد على الفطرة‏"‏ فقال بعض المسلمين‏:‏ يا رسول الله، وأولاد المشركين‏؟‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏وأولاد المشركين، وأما القوم الذين كانوا شطر منهم حسن، وشطر منهم قبيح، فإنهم قوم خلطوا عملا صالحًا وآخر سيئًا، تجاوز الله عنهم‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه البخاري‏)‏‏)‏‏.‏

وفي رواية له‏:‏ ‏"‏رأيت الليلة رجلين أتياني فأخرجاني إلى أرض مقدسة‏"‏ ثم ذكره وقال‏:‏ ‏"‏فانطلقنا إلى نقب مثل التنور، أعلاه ضيق وأسفله واسع؛ يتوقد تحته نارًا، فإذا ارتفعت ارتفعوا حتى كادوا أن يخرجوا، وإذا خمدت، رجعوا فيها، وفيها رجال ونساء عراة‏"‏‏.‏ وفيها‏:‏ ‏"‏حتى أتينا على نهر من دم‏"‏ ولم يشك ‏"‏فيه رجل قائم على وسط النهر، وعلى شط النهر رجل، وبين يديه حجارة، فأقبل الرجل الذي في النهر، فإذا أراد أن يخرج، رمى الرجل بحجر في فيه، فرده حيث كان، فجعل كلما جاء ليخرج جعل يرمي في فيه بحجر، فيرجع كما كان‏"‏‏.‏ وفيها‏:‏ ‏"‏فصعدا بي الشجرة، فأدخلاني دارًا لم أرَ قط أحسن منها، فيها رجال شيوخ وشباب‏"‏‏.‏ وفيها‏:‏ ‏"‏الذي رأيته يشق شدقه فكذاب، يحدث بالكذبة فتحمل عنه حتى تبلغ الآفاق، فيصنع به ما رأيت إلى يوم القيامة‏"‏ وفيها‏:‏ ‏"‏الذي رأيته يشدخ رأسه فرجل علمه الله القرآن، فنام عنه بالليل، ولم يعمل فيه بالنهار، فيفعل به إلى يوم القيامة، والدار الأولى التي دخلت دار عامة المؤمنين، وأما هذه الدار فدار الشهداء، وأنا جبريل، وهذا ميكائيل، فارفع رأسك، فرفعت رأسي، فإذا فوقي مثل السحاب، قالا‏:‏ ذاك منزلك، قلت‏:‏ دعاني أدخل منزلي، قالا‏:‏ إنه بقي لك عمر لم تستكمله، فلو استكملته، أتيت منزلك‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه البخاري‏)‏‏)‏‏.‏
‏(‏‏(‏(8)


صائد الأفكار 27 - 2 - 2010 04:45 AM

http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif 261- باب بيان ما يجوز من الكذب

اعلم أن الكذب، وإن كان أصله محرمًا، فيجوز في بعض الأحوال بشروط قد أوضحتها في كتاب‏:‏ ‏"‏الأذكار‏"‏، ومختصر ذلك‏:‏ أن الكلام وسيلة إلى المقاصد، فكل مقصود محمود يمكن تحصيله بغير الكذب يحرم الكذب فيه، وإن لم يمكن تحصيله إلا بكذب، جاز الكذب‏.‏ ثم إن كان تحصيل ذلك المقصود مباحًا كان الكذب مباحًا، وإن كان واجبًا، كان الكذب واجبًا‏.‏ فإذا اختفى مسلم من ظالم يريد قتله، أو أخذ ماله، وسئل إنسان عنه، وجب الكذب بإخفائه‏.‏ وكذا لو كان عنده وديعة وأراد ظالم أخذها وجب الكذب بإخفائها والأحوط في هذا كله أن يوري، ومعنى التورية‏:‏ أن يقصد بعبارته مقصودًا صحيحًا ليس هو كاذبًا بالنسبة إليه، وإن كان كاذبًا في ظاهر اللفظ، وبالنسبة إلى ما يفهمه المخاطب، ولو ترك التورية وأطلق عبارة الكذب، فليس بحرام في هذا الحال‏.‏

واستدل العلماء لجواز الكذب في هذه الحال بحديث أم كلثوم رضي الله عنها أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏ليس الكذاب الذي يُصلح بين الناس، فينمي خيرًا أو يقول خيرًا‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

زاد مسلم في رواية‏:‏ ‏"‏قالت أم كلثوم‏:‏ ولم أسمعه يرخص في شيء مما يقول الناس إلا في ثلاث‏"‏ تعني‏:‏ الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته، وحديث المرأة زوجها‏.‏

http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif 262- باب الحث على التثبت فيما يقوله ويحكيه

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏ولا تقفُ ما ليس لك به علم‏}‏ ‏(‏‏(‏الإسراء‏:‏ 36‏)‏‏)‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد‏}‏ ‏(‏‏(‏ق‏:‏ 18‏)‏‏)‏‏.‏

1547- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏كفى بالمرء كذبًا أن يحدث بكل ما سمع‏"‏‏.‏

1548- وعن سمرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏من حدث عني بحديث يرى أنه كذب، فهو أحد الكاذبين‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1549- وعن أسماء رضي الله عنها أن امرأة قالت‏:‏ يا رسول الله إن لي ضَّرة فهل علي جناح إن تشبعت من زوجي غير الذي يعطيني‏؟‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏المتشبع بما لم يعطَ كلابس ثوبي زور‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

‏(‏‏(‏(9)‏)‏‏)‏‏.‏

http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif 263- باب بيان غلظ تحريم شهادة الزور

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏واجتنبوا قول الزور‏}‏ ‏(‏‏(‏الحج‏:‏ 30‏)‏‏)‏، وقال تعالى‏:‏‏{‏ولا تقفُ ما ليس لك به علم‏}‏ ‏(‏‏(‏الإسراء‏:‏ 36‏)‏‏)‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد‏}‏ ‏(‏‏(‏ق‏:‏ 18‏)‏‏)‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏إن ربك لبالمرصاد‏}‏ ‏(‏‏(‏الفجر‏:‏ 14‏)‏‏)‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏والذين لا يشهدون الزور‏}‏ ‏(‏‏(‏الفرقان‏:‏72‏)‏‏)‏‏.‏

1550- وعن أبي بكر رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏ألا أنبئكم بأكبر الكبائر‏؟‏‏"‏ قلنا‏:‏ بلى يا رسول الله‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏الإشراك بالله، وعقوق الوالدين‏"‏ وكان متكئا فجلس، فقال‏:‏ ‏"‏ألا وقول الزور‏!‏‏"‏ فما زال يكررها حتى قلنا‏:‏ ليته سكت‏.‏

‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif 264- باب تحريم لعن إنسان بعينه أو دابة

1551- عن أبي زيد ثابت بن الضحاك الأنصاري رضي الله عنه، وهو من أهل بيعة الرضوان قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏من حلف على يمين بملة غير الإسلام كاذبًا متعمدًا، فهو كما قال، ومن قتل نفسه بشيء، عُذب به يوم القيامة، وليس على رجل نذر فيما لا يملكه، ولعن المؤمن كقتله‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

1552- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏لا ينبغي لصدِّيق أن يكون لعانًا‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1553- وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏لا يكون اللعانون شفعاء، ولا شهداء يوم القيامة‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1554- وعن سَمُرَة بن جُندب رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏لا تلاعنوا بلعنة الله، ولا بغضبه، ولا بالنار‏"‏‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح‏)‏‏)‏‏.‏

1555- وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذي‏"‏‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه الترمذي وقال حديث حسن‏)‏‏)‏‏.‏

1556- وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏إن العبد إذا لعن شيئًا، صعدت اللعنة إلى السماء، فتغلق أبواب السماء دونها، ثم تهبط إلى الأرض، فتغلق أبوابها دونها، ثم تأخذ يمينًا وشمالا، فإذا لم تجد مساغًا رجعت إلى الذي لُعن، فإن كان أهلا لذلك، وإلا رجعت إلى قائلها‏"‏‏.‏

1557- وعن عمران بن الحصين رضي الله عنه الله عنهما قال‏:‏ بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، وامرأة من الأنصار على ناقة، فضجرت، فلعنتها، فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏خذوا ما عليها ودعوها، فإنها ملعونة‏"‏ قال عمران‏:‏ فكأني أراها الآن تمشي في الناس ما يَعرض لها أحد‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1558- وعن أبي برزة نضلة بن عبيد الأسلمي رضي الله عنه قال بينما جارية على ناقة عليها بعض متاع القوم، إذ بصرت بالنبي صلى الله عليه وسلم، وتضايق بهم الجبل، فقالت‏:‏ حل، اللهم العنها‏.‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏لا تصاحبنا ناقة عليها لعنة‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

‏(‏‏(‏(10)‏.‏

http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif 265- باب جواز لعن أصحاب المعاصي غير المعيَّنين

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏ألا لعنة الله على الظالمين‏}‏ ‏(‏‏(‏هود‏:‏ 18‏)‏‏)‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين‏}‏ ‏(‏‏(‏الأعراف‏:‏ 44‏)‏‏)‏‏.‏

وثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏لعن الله الواصلة والمستوصلة‏"‏ وأنه قال‏:‏ ‏"‏لعن الله آكل الربا‏"‏ وأنه لعن المصورين، وأنه قال‏:‏ ‏"‏لعن الله من غير منار الأرض‏"‏ أي حدودها، وأنه قال‏:‏ ‏"‏لعن الله السارق يسرق البيضة‏"‏ وأنه قال‏:‏ ‏"‏لعن الله من لعن والديه‏"‏ ‏"‏ولعن الله من ذبح لغير الله‏"‏، وأنه قال‏:‏ ‏"‏من أحدث فيها حدثًا أو آوى محدثًا، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين‏"‏، وأنه قال‏:‏ ‏"‏اللهم العن رعلا، وذكوان، وعصية عصوا الله ورسوله‏"‏ وهذه ثلاث قبائل من العرب وأنه قال‏:‏ ‏"‏لعن الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد‏"‏‏.‏ وأنه لعن المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال‏"‏‏.‏

وجميع هذه الألفاظ في الصحيح، بعضها في صحيحي البخاري ومسلم، وبعضها في أحدهما، وإنما قصدت الاختصار بالإشارة إليهما، وسأذكر معظمها في أبوابها من هذا الكتاب، إن شاء الله تعالى‏.‏

http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif 266- باب تحريم سب المسلم بغير حق

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانًا وإثما مبينًا‏}‏ ‏(‏‏(‏الأحزاب‏:‏ 58‏)‏‏)‏‏.‏

1559- وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

1560- وعن أبي ذر رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏لا يرمي رجل رجلا بالفسق أو الكفر، إلا ارتدت عليه، إن لم يكن صاحبه كذلك‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه البخاري‏)‏‏)‏‏.‏

1561- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏المتسابان ما قالا فعلى البادي منهما حتى يعتدي المظلوم‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1562- وعنه قال‏:‏ أتي النبي صلى الله عليه وسلم برجل قد شرب قال‏:‏ ‏"‏اضربوه‏"‏ قال أبو هريرة‏:‏ فمنا الضارب بيده، والضارب بنعله، والضارب بثوبه‏.‏ فلما انصرف، قال بعض القوم‏:‏ أخزاك الله، قال‏:‏ ‏"‏لا تقولوا هذا، لا تُعينوا عليه الشيطان‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه البخاري‏)‏‏)‏‏.‏

1563- وعنه قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏من قذف مملوكه بالزنا يقام عليه الحد يوم القيامة، إلا أن يكون كما قال‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif 267- باب تحريم سب الأموات بغير حق ومصلحة شرعية

وهو التحذير من الاقتداء به في بدعته، وفسقه، ونحو ذلك، وفيه الآية والأحاديث السابقة في الباب قبله‏.‏

1564- وعن عائشة رضي الله عنها قالت‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا‏"‏‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه البخاري‏)‏‏)‏‏.‏

http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif 268- باب النهي عن الإيذاء

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانًا وإثما مبينًا‏}‏ ‏(‏‏(‏الأحزاب‏:‏ 58‏)‏‏)‏‏.‏

1565- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

1566- وعنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏من أحب أن يزحزح عن النار، ويدخل الجنة، فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأتِ إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏ وهو بعض حديث طويل سبق في باب طاعة ولاة الأمور‏.‏

http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif 269- باب النهي عن التباغض والتقاطع والتدابر

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏إنما المؤمنون إخوة‏}‏ ‏(‏‏(‏الحجرات‏:‏ 10‏)‏‏)‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين‏}‏ ‏(‏‏(‏المائدة‏:‏ 54‏)‏‏)‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم‏}‏ ‏(‏‏(‏الفتح‏:‏ 29‏)‏‏)‏‏.‏

1567- وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏لا تباغضوا، ولا تحاسدوا ولا تدابروا، ولا تقاطعوا، وكونوا عباد الله إخوانًا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

1568- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏تُفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئًا، إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال‏:‏ أنظروا هذين حتى يصطلحا‏!‏ أنظروا هذين حتى يصطلحا‏!‏‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏ وفي رواية له ‏"‏تعرض الأعمال في كل يوم خميس واثنين‏"‏ وذكر نحوه‏.‏

http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif 270- باب تحريم الحسد وهو تمني زوال النعمة عن صاحبها‏:‏ سواء كانت نعمة دين أو دنيا قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله‏}‏ ‏(‏‏(‏النساء‏:‏ 54‏)‏‏)‏‏.‏

وفيه حديث أنس السابق في الباب قبله‏.‏

1569- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏إياكم والحسد، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، أو قال‏:‏ العشب‏"‏‏.‏

http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif 271- باب النهي عن التجسس والتسمع لكلام من يكره استماعه
قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏ولا تجسسوا‏}‏ ‏(‏‏(‏الحجرات‏:‏ 12‏)‏‏)‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا، فقد احتملوا بهتانًا وإثمًا مبينا‏}‏ ‏(‏‏(‏الأحزاب‏:‏ 58‏)‏‏)‏‏.‏

1570- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانًا كما أمركم‏.‏ المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله ولا يحقره‏.‏ التقوى ههنا، ‏"‏ ويشير إلى صدره ‏"‏بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام‏:‏ دمه، وعرضه، وماله، إن الله لا ينظر إلى أجسادكم، ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم‏"‏‏.‏ وفي رواية‏:‏ ‏"‏لا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تجسسوا، ولا تحسسوا ولا تناجشوا وكونوا عباد الله إخوانًا‏"‏‏.‏

وفي رواية‏:‏ ‏"‏لا تقاطعوا، ولا تدابروا، ولا تباغضوا ولا تحاسدوا، وكونوا عباد الله إخوانًا‏"‏‏.‏ وفي رواية‏:‏ ‏"‏لا تهاجروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض‏"‏‏.‏


‏(‏‏(‏رواه مسلم بكل هذه الروايات، وروى البخاري أكثرها‏)‏‏)‏‏.‏

1571- وعن معاوية رضي الله عنه قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏إنك إن اتبعت عورات المسلمين أفسدتهم، أو كدت تفسدهم‏"‏‏.‏ حديث صحيح رواه أبو داود بإسناد صحيح‏.‏

1572- وعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه أتي برجل فقيل له، هذا فلان تقطر لحيته خمرًا، فقال‏:‏ إنَّا قد نهينا عن التجسس، ولكن إن يظهر لنا شئ، نأخذ به‏"‏‏.‏ حديث حسن صحيح رواه أبو داود بإسناد على شرط البخاري ومسلم‏.‏

http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif 272- باب النهي عن سوء الظن بالمسلمين من غير ضرورة

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرًا من الظن إن بعض الظن إثم‏}‏ ‏(‏‏(‏الحجرات‏:‏ 12‏)‏‏)‏‏.‏

1573- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif 273- باب تحريم احتقار المسلمين

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرًا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرًا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون‏}‏ ‏(‏‏(‏الحجرات‏:‏ 11‏)‏‏)‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏ويل لكل همزة لمزة‏}‏ ‏(‏‏(‏الهمزة‏:‏ 1‏)‏‏)‏‏.‏

1574- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏بحسب امرئ من الشر أن يحقر المسلم‏"‏‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم، وقد سبق قريبًا بطوله‏)‏‏)‏‏.‏

1575- وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر‏"‏ فقال رجل‏:‏ إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنًا، ونعله حسنة، فقال‏:‏ ‏"‏إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بَطَر الحق، وغمط الناس‏"‏‏.‏‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

ومعنى ‏"‏بَطَر الحق‏"‏‏:‏ دفعه، ‏"‏وغمطهم‏"‏‏:‏ احتقارهم، وقد سبق بيانه أوضح من هذا في باب الكبر‏.‏

1576- وعن جُندب بن عبد الله رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏قال رجل‏:‏ والله لا يغفر الله لفلان، فقال الله عز وجل‏:‏ من ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان‏!‏ فإني قد غفرت له، وأحبطت عملك‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif 274- باب النهي عن إظهار الشماتة بالمسلم

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏إنماالمؤمنون إخوة‏}‏ ‏(‏‏(‏الحجرات‏:‏10‏)‏‏)‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏ إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة‏}‏ ‏(‏‏(‏النور‏:‏19‏)‏‏)‏‏.‏

1577- وعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏ لا تظهر الشماتة لأخيك، فيرحمه الله ويبتليك‏"‏‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه الترمذي وقال‏:‏ حديث حسن‏)‏‏)‏

وفي الباب حديث أبي هريرة السابق في باب التجسس‏:‏ ‏"‏ كل المسلم على المسلم حرام‏"‏ الحديث‏.‏

http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif 275- باب تحريم الطعن في الأنساب الثابتة في ظاهر الشرع

قال تعالى ‏:‏ ‏{‏والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانًا وإثما مبينا‏}‏ ‏(‏‏(‏ الأحزاب ‏:‏ 58‏)‏‏)‏‏.‏

1578- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏ اثنتان في الناس هما بهم كفر‏:‏ الطعن في النسب، والنياحة على الميت‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif 276- باب النهي عن الغش والخداع

قال تعالى‏:‏ ‏{‏والذين يؤذون المؤمنين المؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانًا وإثما مبينا‏}‏ ‏(‏‏(‏ الأحزاب‏:‏ 58‏)‏‏)‏‏.‏

1579- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ من حمل علينا السلاح، فليس منا، ومن غشنا، فليس منا‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

وفي رواية له أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على صبرة طعام، فأدخل يده فيها، فنالت أصابعه بللا، فقال‏:‏ ‏"‏ ما هذا ياصاحب الطعام‏؟‏‏"‏ قال أصابته السماء يارسول الله، قال‏:‏ ‏"‏ أفلا جعلته فوق الطعام حتى يراه الناس‏!‏ من غشنا فليس منا‏"‏‏.‏

1580- وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال‏:‏ ‏"‏ لا تناجشوا‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

1581- وعن ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن النَجَش، ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

وعنه قال‏:‏ ذكر رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يُخدع في البيوع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏من بايعت‏؟‏ فقل ‏:‏ لا خلابة‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏ ‏"‏الخِلابة‏"‏ بخاء معجمة مكسورة، وباء موحدة‏:‏ وهي الخديعة‏.‏

1583- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏من خبب زوجة امرئ، أو مملوكه، فليس منا‏"‏‏.‏

‏"‏خَبَب‏"‏ بخاء معجمة، ثم باء موحدة مكررة‏:‏ أي‏:‏ أفسده وخدعه‏.‏

http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif 277- باب تحريم الغدر

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود‏}‏ ‏(‏‏(‏المائدة‏:‏1‏)‏‏)‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا‏}‏ ‏(‏‏(‏الإسراء‏:‏ 34‏)‏‏)‏‏.‏

1584- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ أربع من كن فيه، كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خصلة منهن، كان فيه خصلة من النفاق حتى يدعها‏:‏ إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

1585- وعن ابن مسعود، وابن عمر، وأنس رضي الله عنهم قالوا‏:‏ قال النبي صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏ لكل غادر لواء يوم القيامة، يقال‏:‏ هذه غدرة فلان‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

1586- وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏:‏ ‏"‏ لكل غادر لواء عند استه يوم القيامة يرفع له بقدر غدره، ألا لا غادر أعظم غدرًا من أمير عامة‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1587- وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ قال الله تعالى‏:‏ ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة ‏:‏ رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرًا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرًا، فاستوفى منه، ولم يعطه أجره‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه البخاري‏)‏‏)‏‏.‏

http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif 278- باب النهي عن المن بالعطية ونحوها

قال تعالى‏:‏ ‏{‏ياأيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى‏}‏ ‏(‏‏(‏البقرة‏:‏264‏)‏‏)‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏ الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا ولا أذى‏}‏ ‏(‏‏(‏ البقرة ‏:‏262‏)‏‏)‏‏.‏

1588- وعن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم‏"‏ قال‏:‏ فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرار‏.‏ قال أبو ذر‏:‏ خابوا وخسروا من هم يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ المسبل، والمنان، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

وفي رواية له ‏:‏ ‏"‏ المسبل إزاره‏"‏ يعني‏:‏ المسبل إزاره وثوبه أسفل من الكعبين للخُيلاء‏.‏

http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif 279- باب النهي عن الافتخار والبغي

قال تعالى‏:‏ ‏{‏فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى‏}‏ ‏(‏‏(‏ النجم‏:‏ 32‏)‏‏)‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم‏}‏ ‏(‏‏(‏الشورى‏:‏ 42‏)‏‏)‏‏.‏

1589- وعن عياض بن حمار رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏إن الله تعالى أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد، ولا يفخر أحد على أحد‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏ قال أهل اللغة‏:‏ البغي‏:‏ التعدي والاستطالة‏.‏

1590- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏إذا قال الرجل‏:‏ هلك الناس، فهو أهلكهم‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

‏(‏‏(‏(11)

http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif
280- باب تحريم الهجران بين المسلمين فوق ثلاثة أيام إلا لبدعة في المهجور أو تظاهر بفسق أو نحو ذلك


قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم‏}‏ ‏(‏‏(‏الحجرات‏:‏ 10‏)‏‏)‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏ولا تعاونوا على الإثم والعدوان‏}‏ ‏(‏‏(‏المائدة‏:‏ 2‏)‏‏)‏‏.‏

1591- وعن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏لا تقاطعوا ولا تدابروا، ولا تباغضوا، ولا تحاسدوا، وكونوا عباد الله إخوانًا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

1592- وعن أبي أيوب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال‏:‏ يلتقيان، فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

1593- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏تعرض الأعمال في كل اثنين وخميس، فيغفر الله لكل امرئ لا يشرك بالله شيئا، إلا امرءا كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقول‏:‏ اتركوا هذين حتى يصطلحا‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1594- وعن جابر رضي الله عنه قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكن في والتحريش بينهم ‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

التحريش‏:‏ الإفساد وتغيير قلوبهم وتقاطعهم‏.‏

1595- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، فمن هجر فوق ثلاث، فمات دخل النار‏"‏‏.‏‏(‏‏(‏رواه أبو داود بإسناد على شرط البخاري‏)‏‏)‏‏.‏

1596- وعن أبي خراش حدرد بن أبي حدرد الأسلمي، ويقال السلمي الصحابي رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه‏"‏‏.‏‏(‏‏(‏رواه أبو داود بإسناد صحيح‏)‏‏)‏‏.‏

1597- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏لا يحل لمؤمن أن يهجر مؤمنًا فوق ثلاث، فإن مرت به ثلاث، فليلقه، وليسلم عليه، فإن رد عليه السلام، فقد اشتركا في الأجر، وإن لم يرد عليه، فقد باء بالإثم، وخرج المسلم من الهجرة‏"‏‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه أبو داود بإسناد حسن قال أبو داود‏:‏ إذا كانت الهجرة لله تعالى، فليس من هذا في شيء‏)‏‏)‏‏.‏

http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif
281- باب النهي عن تناجي اثنين دون الثالث بغير إذنه إلا لحاجة وهو أن يتحدثا سرًا بحيث لا يسمعهما وفي معناه إذا تحدثا بلسان لا يفهمه


قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏إنما النجوى من الشيطان‏}‏ ‏(‏‏(‏المجادلة‏:‏ 10‏)‏‏)‏‏.‏

1598- وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏إذا كانوا ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الثالث‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

‏(‏‏(‏ورواه أبو دواد وزاد‏:‏ قال أبو صالح‏:‏ قلت لابن عمر‏:‏ فأربعة‏؟‏ قال‏:‏ لا يضرك‏.‏ ورواه مالك في الموطأ‏:‏ عن عبد الله بن دينار قال‏:‏ كنت أنا وابن عمر عند دار خالد بن عقبة التي في السوق، فجاء رجل يريد أن يناجيه، وليس مع ابن عمر أحد غيري، فدعا ابن عمر رجلا آخر حتى كنا أربعة فقال لي وللرجل الثالث الذي دعا‏:‏ استأخرا شيئًا، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏لا يتناجى اثنان دون واحد‏"‏‏.‏

1599- وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏إذا كنتم ثلاثة، فلا يتناجى اثنان دون الآخر حتى تختلطوا بالناس، من أجل أن ذلك يحزنه‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif
282- باب النهي عن تعذيب العبد والدابة والمرأة والولد بغير سبب شرعي أو زائد على قدر الأدب


قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وبالوالدين إحسانا وبذي القربي واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورًا‏}‏ ‏(‏‏(‏النساء‏:‏ 36‏)‏‏)‏‏.‏

1600- وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏عذبت امرأة في هِرة حبستها حتى ماتت، فدخلت فيها النار، لا هي أطعمتها وسقتها، إذ هي حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

‏(‏‏((12)ا‏)‏‏)‏‏.‏

1601- وعنه أنه مر بفتيان من قريش قد نصبوا طيرًا وهم يرمونه، وقد جعلوا لصاحب الطير كل خاطئة من نبلهم، فلما رأوا ابن عمر تفرقوا، فقال ابن عمر‏:‏ من فعل هذا‏؟‏ لعن الله من فعل هذا، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن من اتخذ شيئًا فيه روح غرضًا‏.‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

‏"‏الغَرَض‏"‏ ‏:‏ بفتح الغين المعجمة والراء، وهو الهدف، والشيء الذي يرمى إليه‏.‏

1602- وعن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تُصبر البهائم‏.‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

ومعناه‏:‏ تحبس للقتل‏.‏

1603- وعن أبي علي سويد بن مقرن رضي الله عنه قال‏:‏ لقد رأيتني سابع سبعة من بني مقرن ما لنا خادم إلا واحدة لطمها أصغرنا فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نعتقها‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏ ورواية‏:‏ ‏"‏سابع إخوة لي‏"‏‏.‏

1604- وعن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال‏:‏ ‏"‏كنتُ أضرب غلامًا لي بالوسط، فسمعت صوتًا من خلفي‏:‏ ‏"‏اعلم أبا مسعود‏"‏ فلم أفهم الصوت من الغضب، فلما دنا مني إذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو يقول‏:‏ ‏"‏اعلم أبا مسعود أن الله أقدرُ عليك منك على هذا الغلام‏"‏ فقلت‏:‏ لا أضرب مملوكًا بعده أبدًا‏.‏

‏(‏‏(‏وفي رواية‏:‏ فسقط السوط من يدي من هيبته‏)‏‏)‏

‏(‏‏(‏وفي رواية‏:‏ فقلت‏:‏ يارسول الله هو حر لوجه الله تعالى، فقال‏:‏ ‏"‏أما لو لم تفعل، للفحتك النار، أو لمستك النار‏"‏
‏(‏‏(‏رواه مسلم بهذه الروايات‏)‏‏)‏‏.‏

1605- وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏من ضرب غلامًا له حدًا لم يأتهِ، أو لطمه، فإن كفارته أن يعتقه‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1606- وعن هشام بن حكيم بن حزام رضي الله عنه أنه مر بالشام على أناس من الأنباط، وقد أقيموا في الشمس، وصُب على رءوسهم الزيت فقال‏:‏ ما هذا‏؟‏ يُعذبون في الخراج وفي رواية‏:‏ حُبسوا في الجزية‏.‏ فقال هشام‏:‏ أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا‏"‏ فدخل على الأمير، فحدثه، فأمر بهم فخلوا‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏.‏ ‏"‏الأنباط‏"‏ الفلاحون من العجم‏)‏‏)‏‏.‏

1607- وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم حمارًا موسوم الوجه، فأنكر ذلك‏؟‏ فقال‏:‏ والله لا أسمه إلا أقصى شيء من الوجه، وأمر بحماره، فكوي في جاعرتيه، فهو أول من كوى الجاعرتين‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

‏(‏‏(‏‏(13)‏)‏‏)‏‏.‏

1608- وعنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ‏:‏ مر عليه حمار قد وُسم في وجهه، فقال‏:‏ ‏"‏لعن الله الذي وسمه‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏.‏ وفي رواية لمسلم أيضًا‏:‏ نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الضرب في الوجه، وعن الوسم في الوجه‏)‏‏)‏‏.‏

http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif
283- باب تحريم التعذيب بالنار في كل حيوان حتى القملة ونحوها


1609- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعث فقال‏:‏ ‏"‏إن وجدتم فلانًا وفلانًا‏"‏ لرجلين من قريش سماهما ‏"‏فأحرقوهما بالنار‏"‏ ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أردنا الخروج‏:‏ ‏"‏إني كنت أمرتكم أن تحرقوا فلانًا وفلانًا، وإن النار لا يعذب بها إلا الله، فإن وجدتموهما فاقتلوهما‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه البخاري‏)‏‏)‏‏.‏

1610- وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال‏:‏ كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فانطلق لحاجته، فرأينا حمرة معها فرخان، فأخذنا فرخيها، فجاءت الحمرة فجعلت تعرش فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏من فجع هذه بولدها‏؟‏ ردوا ولدها إليها‏"‏ ورأى قرية نمل قد حرقناها، فقال‏:‏ ‏"‏من حرق هذه‏؟‏‏"‏ قلنا‏:‏ نحن‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏إنه لا ينبغي أن يعذِّب بالنار إلا رب النار‏"‏‏.‏ ‏(‏‏(‏(14)‏)‏‏)‏‏.‏

http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif
284- باب تحريم مطل الغني بحق طلبه صاحبه


قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها‏}‏ ‏(‏‏(‏النساء‏:‏ 58‏)‏‏)‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏فإن أمن بعضكم بعضًا فليؤد الذي اؤتمن أمانته‏}‏ ‏(‏‏(‏البقرة‏:‏ 283‏)‏‏)‏‏.‏

1611- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏مطل الغني ظلم وإذا أُتبع أحدكم على مليء فليتبع‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏.‏ معنى ‏"‏أتبع‏"‏‏:‏ أحيل‏)‏‏)‏‏.‏

http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif
285- باب كراهية عودة الإنسان في هبة لم يسلمها إلى الموهوب له وفي هبة وهبها لولده وسلمها أو لم يسلمها إلى الموهوب له وفي هبة وهبها لولده وسلمها أو لم يسلمها وكراهة شرائه شيئًا تصدق به من الذي تصدق عليه أو أخرجه عن زكاة أو كفارة ونحوها ولا بأس بشرائه من شخص آخر قد انتقل إليه


1612- عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏الذي يعود في هبته كالكلب يرجع في قيئه‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

‏(‏‏(‏وفي رواية‏:‏ ‏"‏مثل الذي يرجع في صدقته، كمثل الكلب يقيء، ثم يعود في قيئه فيأكله‏"‏‏.‏ وفي رواية‏:‏ ‏"‏العائد في هبته كالعائد في قيئه‏)‏‏)‏‏.‏

1613- وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال‏:‏ حملت على فرس في سبيل الله فأضاعه الذي كان عنده، فأردت أن أشتريه، وظننت أنه يبيعه برخص، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏لا تشتره ولا تعد في صدقتك وإن أعطاكه بدرهم، فإن العائد في صدقته كالعائد في قيئه‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

قوله‏:‏ ‏"‏حملت على فرس في سبيل الله‏"‏ معناه‏:‏ تصدقت به على بعض المجاهدين‏.‏

http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif
286- باب تأكيد تحريم مال اليتيم


قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلمًا إنما يأكلون في بطونهم نارًا وسيصلون سعيرًا‏}‏ ‏(‏‏(‏النساء‏:‏ 10‏)‏‏)‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن‏}‏ ‏(‏‏(‏الأنعام‏:‏ 152‏)‏‏)‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم، والله يعلم المفسد من المصلح‏}‏ ‏(‏‏(‏البقرة‏:‏ 220‏)‏‏)‏‏.‏

1614- وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏اجتنبوا السبع الموبقات‏"‏ قالوا‏:‏ يا رسول الله وما هن‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏الشرك بالله، والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏.‏ ‏"‏الموبقات‏"‏ المهلكات‏)‏‏)‏‏.‏

http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif
287- باب تغليظ تحريم الربا


قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا، وأحل الله البيع وحرم الربا، فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون* يمحق الله الربا ويربي الصدقات‏}‏ إلى قوله تعالى‏:‏ ‏{‏يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا‏}‏ ‏(‏‏(‏البقرة‏:‏ 275-278‏)‏‏.‏

وأما الأحاديث فكثيرة في الصحيح مشهورة، منها حديث أبي هريرة السابق في الباب قبله‏.‏

1615- وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال‏:‏ ‏"‏ لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

‏(‏‏(‏(15)‏)‏‏)‏‏.‏

http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif
288- باب تحريم الرياء


قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء‏}‏ ‏(‏‏(‏البينة‏:‏5‏)‏‏)‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏لا تُبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس‏}‏ ‏(‏‏(‏ البقرة‏:‏ 264‏)‏‏)‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏ يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا‏}‏ ‏(‏‏(‏ النساء‏:‏142‏)‏‏)‏‏.‏

1616- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏ قال الله تعالى‏:‏ أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري، تركته وشركه‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1617- وعنه قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏ إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل اسُتشهد، فأتي به، فعرفه نعمته، فعرفها، قال‏:‏ فما عملت فيها‏؟‏ قال‏:‏ قاتلت فيك حتى اسُتشهدت، قال‏:‏ كذبت، ولكنك قاتلت لأن يقال‏:‏ جريء، فقد قيل، ثم أمر به، فسحب على وجهه حتى ألقي في النار‏.‏ ورجل تعلم العلم وعلمه، وقرأ القرآن، فأتي به، فعرفه نعمه فعرفها‏.‏ قال فما عملت فيها‏؟‏ قال تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن‏.‏ قال كذبت، ولكنك تعلمت ليقال‏:‏ عالم‏.‏ وقرأت القرآن ليقال‏:‏ هو قارئ، فقد قيل‏:‏ ثم أُمر به، فسُحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل وسع الله عليه، وأعطاه من أصناف المال، فأتي به فعرفه نعمه، فعرفها‏.‏ قال‏:‏ فما عملت فيها ‏؟‏ قال‏:‏ ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك، قال‏:‏ كذبت، ولكنك فعلت ليقال‏:‏ جواد، فقد قيل، ثم أُمر به فسُحب على وجهه ثم ألقي في النار‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏ ‏(‏‏(‏‏(16)‏)‏‏)‏‏.‏

1618- وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن ناسًا قالوا له‏:‏ إنا ندخل على سلاطيننا فنقول لهم بخلاف ما نتكلم إذا خرجنا من عندهم‏؟‏ قال ابن عمر رضي الله عنهما‏:‏ كنا نعد هذا نفاقًا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏(‏‏(‏رواه البخاري‏)‏‏)‏‏.‏

1619- وعن جُندب بن عبد الله بن سفيان رضي الله عنه قال‏:‏ قال النبي صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏من سمَّع سمَّع الله به، ومن يرائي الله يرائي به‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم أيضًا من رواية ابن عباس رضي الله عنه‏)‏‏)‏‏.‏

‏"‏سمَّع‏"‏ بتشديد الميم، ومعناه‏:‏ أظهر عمله للناس رياء ‏"‏ سمَّع الله به‏"‏ أي فضحه يوم القيامة، ومعنى‏:‏ ‏"‏ من راءى‏"‏ أي‏:‏ من أظهر للناس العمل الصالح ليعظم عندهم ‏"‏راءى الله به‏"‏ أي‏:‏ أظهر سريرته على رءوس الخلائق‏.‏

1620- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏ من تعلم علمًا مما يبتغى به وجه الله عز وجل لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضًا من الدنيا، لم يجد عَرف الجنة يوم القيامة‏"‏ يعني ريحها‏.‏ رواه أبو داود بإسناد صحيح‏.‏

http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif
289- باب ما يُتوهم أنه رياء وليس برياء


1621- وعن أبي ذر رضي الله عنه قال‏:‏ قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير، ويحمده الناس عليه‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏ تلك عاجل بشرى المؤمن‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

http://www.al-eman.com/IslamLib/images/up.gif
290- باب تحريم النظر إلى المرأة الأجنبية والأمرد الحسن لغير حاجة شرعية


قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم‏}‏ ‏(‏‏(‏النور‏:‏30‏)‏‏)‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا‏}‏ ‏(‏‏(‏الإسراء‏:‏36‏)‏‏)‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏يعلم خائنة الأعين وما تُخفي الصدور‏}‏ ‏(‏‏(‏غافر‏:‏19‏)‏‏)‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏إن ربك لبالمرصاد‏}‏ ‏(‏‏(‏الفجر‏:‏ 14‏)‏‏)‏‏.‏

1622- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏كُتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة‏:‏ العينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه‏"‏‏.‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏.‏ وهذا لفظ مسلم، ورواية البخاري مختصرة‏)‏‏)‏‏.‏

1623- وعن أبي سعيد الخُدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏إياكم والجلوس في الطرقات‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ يا رسول الله ما لنا من مجالسنا بُد نتحدث فيها‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏فإذا أبيتم إلا المجلس، فأعطوا الطريق حقه‏"‏ قالوا‏:‏ وما حق الطريق يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر المعروف والنهي عن المنكر‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

1624- وعن أبي طلحة زيد بن سهل رضي الله عنه قال‏:‏ كنا قعودًا بالأفنية نتحدث فيها فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالم علينا فقال‏:‏ ‏"‏ما لكم ولمجالس الصعدات‏؟‏ فقلنا‏:‏ إنما قعدنا لغير ما بأس، قعدنا نتذاكر، ونتحدث‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏إما لا فأدوا حقها‏:‏ غض البصر، ورد السلام، وحسن الكلام‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏ ‏"‏الصُّعُدات‏"‏ بضم الصاد والعين، أي‏:‏ الطرقات‏.‏

1625- وعن جرير رضي الله عنه قال‏:‏ سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجأة فقال‏:‏ ‏"‏اصرف بصرك‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1626- وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت‏:‏ كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده ميمونة، فأقبل ابن أم مكتوم، وذلك بعد أن أُمرنا بالحجاب فقال النبي صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏احتجبا منه‏"‏ فقلنا‏:‏ يا رسول الله إلىس هو أعمى لا يبصرنا، ولا يعرفنا‏؟‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏أفعمياوان أنتما ألستما تبصرانه‏؟‏‏!‏‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه أبو داود والترمذي‏:‏ وقال حديث حسن صحيح‏)‏‏)‏‏.‏
1627- وعن أبي سعيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا المرأة إلى عورة المرأة، ولا يفضي الرجل إلى الرجل في ثوب واحد، ولا تفضي المرأة إلى المرأة في ثوب واحد‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏


الساعة الآن 01:30 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى