![]() |
*2* http://www.al-eman.com/Islamlib/images/up.gif الباب التاسع فيما أوله ذال. 1451- ذَهَبَ أَمْسِ بِمَا فِيهِ. أول من قال ذلك ضَمْضَم بن عمرو اليَرْبُوعي، وكان هَوِىَ امرأةً، فطلبها بكل حيلة، فأبت عليه، وقد كان غر بن ثعلبة ابن يربوع يختلف إليها، فاتبع ضمضمٌ أثَرَهما وقد اجتمعا في مكان واحد فصار في خَمَر إلى جانبهما يراهما ولا يريانه، فقال غر: قديماً تُوَاتِيِني وتأبى بنفسها * على المرء جَوّاب التَّنُوفَةِ ضَمْضَمِ فشد عليه ضمضم فقتله، وقال: ستعلم أني لست آمن مبغضا * وأنَّكَ عَنْهَا إن نأيْتَ بمَعْزِلِ فقيل له: لِمَ قتلت ابن عمك؟ قال: ذهب أمس بما فيه، فذهب قولُه مثلاً. 1452- ذَرِي بِمَا عِنْدَكِ يَالَيْغَاءُ. ذَرِي: أي أبِينِي ذَرْواً من كلامك أستدلُّ به على مُرَادك، واللَّيغاء: تأنيث الأليغ، وهو الذي لا يُبِين كلامه. يضرب لمن يكتم صاحبَه ذاتَ نفسِه. 1453- ذَكَّرَنِي فُوكِ حِمَارَيْ أَهْلِي. أصله أن رجلا خَرَجَ يطلبُ حمارين ضلاَّ له، فرأى امرأة مُنْتَقِبة، فأعجبته حتى نَسِيَ الحمارين، فلم يزل يطلب إليها حتى سَفَرَتْ له، فإذا هي فَوْهَاء، فحين رأى أسَنَاَنَها ذكر الحمارين، فقال: ذكرني فوكِ حماري أهلي، وأنشأ يقول: لَيْتَ النِّقابَ على النساء محرَّمٌ * كَيْلاَ تَغُرَّ قبيحةٌ إنساناً 1454- ذَهَبُوا أَيْدِي سَبا، وَتَفَرَّقُوا أَيْدِي سَبا. أي تفرقوا تفرقاً لا اجتماع معه. أخبرنا الشيخ الإمام أبو الحسن علي ابن أحمد الواحدي، أخبرنا الحاكم أبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي، أخبرنا أبو عمرو ابن مطر، حدثنا أبو خليفة، حدثنا أبو همام، حدثنا إبراهيم بن طهمان، عن أبي جناب، عن يحيى بن هاني، عن فروة بن مسيك، قال: أتيتُ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقلت: يا رسول اللّه أخبرني عن سَبَأ أرجلٌ هو أم امرأة، فقال: هو رجل من العرب، ولد عَشَرَةً، تَيَامَنَ منهم ستة، وتشاءَمَ منهم أربعة، فأما الذين تيامَنُوا فالأزد وكِنْدَة [ص 276] ومَذْحِج والأشعرون وأنمار منهم بجيلة، وأما الذين تشاءموا فعَامِلة وغَسَّان ولَخْم وجُذام، وهم الذين أرسل عليهم سَيْل العَرِم، وذلك أن الماء كان يأتي أرض سبأ من الشِّحْر وأودية اليمن، فرَدَمُوا رَدْما بين جبلين، وحبسوا الماء، وجعلوا في ذلك الردم ثلاثة أبواب بعضُها فوقَ بعض، فكانوا يسقون من الباب الأعلى، ثم من الثاني، ثم من الثالث، فأخْصَبُوا، وكثرت أموالهم، فلما كَذَّبوا رسولهم بعث اللّه جُرَذا نقبت ذلك الردمَ حتى انتقض، فدخل الماء جَنَّتَيْهم فغرقهما، ودفن السيلُ بيوتهم، فذلك قوله تعالى {فأرسلنا عليهم سيل العرم} والعرم: جمع عرمة، وهي السِّكْرُ الذي يحبس الماء، وقال ابن الأعرابي: العَرِم السيلُ الذي لا يُطَاق، وقال قتادة ومقاتل: العرم اسم وادي سبأ. وأخبرنا الإمام على بن أحمد أيضاً، أخبرنا أبو حسان المزكى، أخبرنا هرون بن محمد الاستراباذي، أخبرنا إسحاق بن أحمد الخزاعي، أخبرنا أبو الوليد الأزرقي، حدثنا جدي، حدثنا سعيد بن سالم القَدَّاح عن عثمان بن ساج عن الكلب عن أبي صالح قال: ألقت طريفة الكاهنة إلىعمرو بن عامر الذي يقال له مُزَيْقيا بن ماء السماء، وهو عمرو بن عامر بن حارثة بن ثعلبة بن امرئ القيس بن مازن بن الأزد بن الغَوْث ابن نَبْت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ ابن يَشْجُب بن يَعْرُب بن قَحْطان، وكانت قد رأت في كهانتها أن سَدَّ مأرب سَيَخْرب، وأنه سيأتي سيلُ العَرِم فيخرب الجنتين، فباع عمرو بن عامر أموالَه، وسار هو وقومُه حتى انتهوا إلى مكة فأقاموا بمكة وما حولها، فأصابتهم الحمىَّ، وكانوا ببلد لا يَدْرُون فيه ما الحمى، فَدَعَوْا طريفَةَ فشَكَوْا إليها الذي أصابهم، فقالت لهم: قد أصابني الذي تَشْكُون، وهو مُفَرق بيننا، قالوا: فماذا تأمرين؟ قالت: من كان منكم ذا هَمٍّ بعيد، وجمل شديد، ومزاد جديد، فليلحق بقصر عمان المشيد، فكانت أزد عمان، ثم قالت: من كان منكم ذا جلد وقسر، وصبر على أزمات الدهر، فغليه بالأراك من بطن مر، فكانت خزاعة، ثم قالت: من كان منكم يريد الراسيات في الوَحْل، المُطْعمات في المَحْل، فليلحق بيثرب ذات النَّخْل، فكانت الأوس والخزرج، ثم قالت: من كان منكم يريد الخمر والخمير، والملك والتأمير، ويلبس الديباج والحرير، فليلحق ببصرى وغوير، وهما من أرض الشأم، فكان الذين سكنوها آل جَفْنة من غَسَّان، ثم قالت: مَنْ كان [ص 277] منكم يريد الثياب الرقاق، والخيل العتاق، وكنوز الأرزاق، والدم المُهْراق، فليلحق بأرض العراق، فكان الذين سكنوها آل جَذيمة الأبرش ومن كان بالحِيرة وآل محرق. 1455- اذْهَبِي فَلَا أنْدَهُ سَرْبَكِ. النَّدْه: الزجر، والسَّرْب: المال الراعي، وكان يقال للمرأة في الجاهلية: اذْهَبِي فلا أنْدَهُ سَرْبَكِ، فكانت تطلق بهذه اللفظة. 1456- الذَّوْدُ إِلىَ الذَّوْدِ إِبِل. قال ابن الأعرابي: الذَّوْد لا يُوَحَّد، وقد يجمع أذودا، وهو اسم مؤنث يقع على قليل الإبل ولا يقع على الكثير، وهو ما بين الثلاث إلى العشر إلى العشرين إلى الثلاثين ولا يجاوز ذلك. يضرب في اجتماع القليل إلى القليل حتى يؤدي إلى الكثير. 1457- الذِّئْبُ يَأْدُو للْغَزَالِ. قال: أَدَوْتُ لَهُ آدُو أَدْواً، إذا خَتَلْته، وينشد: أدوت له لآخُذَهُ * فَهَيْهَاتَ الْفَتَى حَذِرَا (نصب "حذرا" بفعل مضمر أي لا يزال حذرا، أو على الحال من فاعل اسم الفعل.) يضرب في الخديعة والمكر. ويجوز أن يكون الهمر في أدوت بدلا من العين، وكذلك في يأدو، أي يعدو لأجله، من العَدْوِ. 1458- ذِئْبُ الخَمَرِ. الخَمَر: ما واراك من شجر أو حجر أو جرف وادٍ، وإنما يضاف إلى الخمر للزومه إياه، ومثله: ذئب غَضاً، وقنفذ برقة، وتيس حلب، وهو نبت تعتادهُ الظباء، ويقال: تيس الربل، وضب السحا، وشيطان الحَمَاطة، وأرنب الخلة. 1459- الذَّئْبُ يُكْنَى أَبَا جَعْدَةَ. يقال: إن الجَعْدَة الرِّخْلُ، وهي الأنثى من أولاد الضأن، يكنى الذئب بها لأنُه يقصدها ويطلبها لضعفها وطيبها، وقيل: الجَعْدة نبت طيب الرائحة ينبت في الربيع ويجفُّ سريعاً، فكذلك الذئب إن شَرُف بالكنية فإنه يغدر سريعاً، ولا يبقى على حالة واحدة، وقيل: يعني أن الذئب وإن كانت كنيته حسنة فإن فعله قبيح، وقيل: إنه لعَبيد بن الأبرص قاله حين أراد النعمان ابن المنذر قتله. يضرب لمن يبرك باللسان ويريد بك الغَوَائل. وسئل بن الزبير عن المتعة، فقال: الذئب يكنى أبا جعدة، يعني أنها كنية [ص 278] حسنة للذئب الخبيث، فكذلك المتعة حسنة الاسم قبيحة المعنى. وقيل: كنى الذئب بأبي جعدة وأبي جعادة لبُخْله من قولهم "فلان جَعْدُ اليدين" إذا كان بخيلا. 1460- ذَهَبُوا إِسْرَاءَ قُنْفُذٍ. أي كان ذهابهم ليلا كالقنفذ لا يَسْرِي إلا ليلا. 1461- الذِّئْبُ خَالياً أَسَدٌ. ويروى "أشَدُّ" أي إذا وجَدَك خاليا وَحْدك كان أَجْرَأ عليك، هذا قول قاله بعضهم. وأجود من هذا أن يقال: الذئب إذا خلا من أَعْوانٍ من جنسه كان أسداً، لأنه يتكل على ما في نفسه وطبعه من الصَّرَامة والقوة فَيَثِب وَثْبة لا بُقْيَا معها، وهذا أقرب إلى الصواب، لأن "خالياً" حال من الذئب لا من غيره، والتقدير: الذئب يشبه الأسد إذا كان خالياً، كما تقول: زيد ضاحكا قمر، ومعنى التشبيه عامل في الحال، قال أبو عبيد: يقول: إذا قَدَرَ عليك في هذه الحال فهو أقوى عليك وأجرأ بالظلم، أي في غير هذه الحال، أراد لا تَعْجِزْ عنه ولا معين له من جنسه. وقال أيضاً: قد يضرب هذا المثل في الدِّينِ، ومنه حديث معاذ رضى اللّه تعالى عنه "عليكم بالجماعة فإن الذئب إنما يُصيب من الغنم الشَّاذَّةَ القاصِيَة" قال أبو عبيد: فصار هذا المثل في أمر الدين والدنيا. يضرب لكل متوحِّدٍ برأيه أو بِدِينه أو بسفره. 1462- ذَهَبَ فِي الاَخْيَبِ الاَذْهَبِ. وذهب في الخيبة الخَيْبَاء، إذا طلب ما لا يَجِدُ ولا يُجْدِى عليه طلبه شيئاً، بل يرجع بالخيبة. 1463- الذِّئْبُ مَغْبُوطٌ بِذِي بَطْنِهِ. ويروى "الذئب يُغْبَطُ بغير بطنة" وذو بطنِهِ: ما في بطنه، ويقال: ذو البطن اسمٌ للغائط، ويقال: ألقى ذا بَطْنِه، إذا أحْدَثَ، قال أبو عبيد: وذلك أنه ليس يُظَنُّ به أبدا الجوعُ، إنما يظن به البِطْنَة، لأنه يعدو على الناس والماشية، قال الشاعر: وَمَنْ يَسْكُنِ الْبَحْرَيْنِ يَعْظُمْ طِحَالُهُ * وَيْغُبَطُ ما فِي بَطْنِهِ وَهْوَ جَائِعُ وقال غيره: إنما قيل ذلك لأنه عظيم الجُفْرَةِ أبدا (الجفرة - بضم فسكون - البطن)، لا يَبِينُ عليه الضُّمُور، وإن جَهَدَه الجوع، وقال الشاعر: لكالذِّئْبِ مَغْبُوطُ الْحَشَا وَهْوَ جَائِعُ* [ص 279] 1464- الذِّئْبُ أَدْغَمُ. قال ابن دُرَيْد: تفسير ذلك أن الذئاب دُغْم وَلَغَتْ أو لم تَلَغ، والدُّغْمَة لازمة لها، فربما قيل قد ولغ وهو جائع. يضرب لمن يُغْبَطُ بما لم يَنَلْه. والدُّغْمَة: السواد، والدُّغْمَانُ من الرجال: الأسْوَدُ. 1465- ذَهَبُوا شَغَرَ بَغَرَ، وَشَذَرَ مَذَرَ، وَشِذَرَ مِذَرَ، وَخِذَعَ مِذَعَ. أي في كل وَجْه. 1466- ذَهَبَ دَمُهُ دَرَجَ الرِّيَاحِ. ويروى "أدراج الرياح" وهي جمع دَرَج، وهي طريقها. يضرب في الدم إذا كان هَدَرا لا طالبَ له. 1467- ذَهَبَتْ هَيْفٌ لأَدْيَانِهَا. الهَيْف: الريح الحارة تَهُبُّ من ناحية اليمن في الصيف، قال أبو عبيد: وأصل الهَيْفِ السموم، وقوله "لأديانها" جمع دِين، وهو العادة، أي لعاداتها، وإنما جمع الأديان لأن الهيف اسم جنس، وجاء باللام على معنى إلى، أي رجعت إلى عاداتها، وعادتُهَا أن تجفف كل شيء وتيبسه. يضرب مثلا عند تفرق كل إنسان لشأنه، ويقال: يُضرب لكل مَنْ لَزِمَ عادته ولم يفارقها. 1468- ذَلِيلٌ عَاذ بِقَرْمَلَةٍ. قال الأصمعي: القَرْمَلَة شجيرة ضعيفة لا وَرَق لها، قال جرير: كَانَ الفرزدقُ حين عَاذَ بِخَالِهِ * مثلَ الذليلِ يَعُوذُ وَسْطَ الْقَرْمَلِ 1469- ذَكَّرْتَنِي الطَّعْنَ وكُنْتُ نَاسِياً. قيل: إن أصله أن رجلا حَمَلَ على رجل ليقتله، وكان في يد المحمول عليه رُمْح فأنساه الدهش والجزَعُ ما في يده، فقال له الحامل: ألْقِ الرمْحَ، فقال الآخر: إنَّ معي رمحا لا أشعر به؟ ذكَّرْتَنِي الطَّعْنَ - المثلَ، وحمل على صاحبه فطعنه حتى قتله أو هَزَمه، يضرب في تذكر الشيء بغيره. يقال: إن الحامل صَخْر بن مَعَاوية السُّلَمي، والمحمول عليه يزين بن الصَّعِق. وقال المفضل: أول من قاله رهيم بن حزن الهلالي، وكان انتقل باهله وماله من بلده يريد بلدا آخر، فاعترضه قوم من بني تغلب فعرفوه وهو لا يعرفهم، فقالوا له: خَلِّ ما معك وانجُ، قال لهم: دونَكم المال [ص 280] ولا تعرضوا للحُرَم، فقال له بعضهم: إن أردْتَ أن نفعل ذلك فألقِ رمحك، فقال: وإنَّ معي لَرُمْحاً؟ فشدَّ عليهم فجعل يقتلهم واحداً بعد واحد وهو يرتجز ويقول: رُدُّوا علي أقْرَبِهَا الأقاصِيَا * إنَّ لها بِالْمَشْرَفِّي حَادِياَ ذكَّرْتَنِي الطَّعْنَ وَكُنْتُ نَاسِيَا* 1470- ذُقْهُ تَغْتَبِطْ. أصله أن قوما كانوا على شَرَاب وفيهم رجل لا يشرب، فطربوا وهو مُسْبِت، فقيل له هذا القول: أي ذُقْ حتى تَطْرَبَ كما طربنا. يضرب لمن حُرِم لتَوَانيه في السعي. 1471- ذَهَبَ أَهْلُ الدَّثْرِ بِالأجْرِ. الدَّثْر: كثرة المال، يقال: مال دَثْر، ومالانِ دَثْر، وأموال دَثْر، أي كثير، وهذا المثل يروى في الحديث. (في الحديث "ذهب أهل الدثور بالأجور") 1472- ذَهَبَ فِي السُّمَّهَى. قال أبو عمر: أي في الباطل، وجرى فلانٌ السُّمَّهى، إذا جرى إلى أمرٍ لا يعرفه، وذهبَتْ إبلُه السُّمَّهَى، إذا تفرقت في كل وجه، والسُّمَّهَى: الهواء بين السماء والأرض والسمهى والسميهي: الكذبُ والباطل. 1473- اذْكُرْ غَائِباً يَقْتَرِبْ. ويروى "اذْكُرْ غائبا تَرَه" قال أبو عبيد: هذا المثل يروى عن عبد اللّه بن الزبير أنه ذكر المُخْتَار يوما وسأل عنه، والمختار يومئذ بمكة قبل أن يَقْدَمَ العراق، فبينا هو في ذكره إذ طَلَع المختار، فقال ابن الزبير: اذْكُرْ غائبا - المثَلَ. 1474- ذُلٌّ لَوْ أَجِدُ نَاصِراً. قال المفضل: كان أصله أن الحارث بن أبي شمر الغَسَّاني سأل أنَسَ بن أبي الحجير عن بعض الأمر، فأخبره، فلَطَمه الحارث، فغضب أنس وقال: ذُلٌّ لو أجِدُ نَاصِراً، ثم لَطَمه أخرى، فقال: لو نهيت الأولى لانتهت الأخرى، فذهبت كلمتاه مثلين، وتقدير المثل: هذا ذل لو أجدُ ناصرا لَمَا قَبِلْته. 1475- ذَهَبَ كاسِباً فَلَجَّ بِهِ. أي لجَّ الشرُّ به حتى أهْلَكَه وأوقعه في شر إما غَرَق أو قَتْل أو غيرهما. 1476- ذَهَبَ مَالُهُ شَعَاعِ. مبني على الكسر مثل قَطَام، أي - متفرقاً، قال الشاعر: أغلّ بِمَالِهِ زيدٌ فأضْحَى * وَتَالِدُهُ وَطَارِفُةُ شَعَاعِ 1477- ذَآنِينُ لاَ رِمْثَ لَهَا. الذؤْنُون: نَبْت، والرِّمْث: مَرْعى [ص 281] الإبل من الْحَمْض، وهذا الذؤنون يثبت في الرمث. يضرب للقوم لا قديم لهم، ولا يُرْجَى خيرُ مَنْ لا قديم له. |
1478- ذَهَبَ المُحَلِّقُ فِي بَنَاتِ طَمَارِ. التحليقُ: الارتفاع في الهواء. يقال حَلَّق الطائر، وطَمَارِ: المكانُ المرتفع، قال الأصمعي: يقال انْصَبَّ عليه من طَمَارِ، مثل قَطَامِ، قال الشاعر: فإن كُنْتِ لاَ تَدْرِينْ ما الموتُ فَانْظُرِي * إلى هانئ في السُّوقِ وَابْنِ عَقِيلِ إلى بَطَلٍ قد عفَّرَ السيفُ وجهه * وآخَرَ يَهْوِي من طَمَارِ قَتِيلِ وكان ابن زياد أمَرَ برمي مسلم بن عَقيل من سَطْح عالٍ، وقال الكسائي: من طَمَارِ وطَمَارَ، بفتح الراء وكسرها. يضرب فيما يذهب باطلا. 1479- ذَهَبَ فِي ضُلِّ بْنِ أُلٍّ. إذا ركبَ رأسَه في الباطل، يقال: ذهب في الضَّلاَل والألال، والضلال والتلال، إذا ذهب في غير حق. 1480- ذَلِيلٌ مَنْ يذَلِّلُهُ خِذَامُ. قالوا: خِذَام كان رجلا ذليلا. يضرب للضعيف يَقْهره مَنْ هو أضعفُ منه. 1481- الذَّلِيلُ مَنْ تَأْكُلُهُ الوَبْراءُ. قالوا: الوَبْرَاء الرخَمة، وهي تُحَمَّق وتضعف، وأرادوا بوبرها ريشَها. 1482- ذَهَبَ مِنْهُ الأطْيَبانِ. يضرب لمن قد أسَنَّ، أي لذة النكاح والطعام، قال نَهْشَلَ: إذا فات منك الأطْيَبَانِ فلا تُبَلْ * حتى جاءكَ اليومُ الّذِي كُنْتَ تَحْذَرُ 1483- ذِكْرٌ وَلاَ حَسَاسِ. مبني على الكسر مثل قَطَامِ وَحَذَامِ. يضرب للذي يَعِدُ ولا يحس إنجازه. ويروى ولا حَسَاسَ نصبا على التبرئة، ومنهم من يرفعه وينون، ويجعل لا بمنزلة ليس، ومنهم من يقول: ولا حَسِيسَ، ينصب بغير تنوين، ومنهم من يرفع بتنوين. 1484- ذَلَّ بَعْدَ شِمَاسِهِ الْيَعْفُورُ. يضرب لمن انْقَاد بعد جِمَاحه، واليَعْفُور: اسم فرس. 1485- أَذَلُّ النَّاسِ مُعْتَذِرٌ إِلَى لَئِيمٍ. (من حق النظام أن يجعل هذا المثل فيما جاء على أفعل من هذا الحرف.) لأن الكريم لا يُحْوِج إلى الاعتذار، ولعل اللئيم لا يَقْبَل العذر. [ص 282] 1486- الذِّئْبُ لِلضَّبُعِ. أي هو قرنه. يضرب في قَرِيني سوء. 1487- ذَهَبَتْ طُولاً، وَعَدِمَتْ مَعْقُولاً. يضرب للطويل بلا طائل. 1488- ذَهَبُوا تَحْتَ كُلِّ كَوْكَبِ. يضرب للقوم إذا تفرقوا. 1489- ذَهَبُوا في الْيَهْيَرِّ. أي في الباطل، اليَهْيَرُّ يَفْعَلُ، لأنه ليس في الكلام فَعْيَلٌّ، وهو صَمْغ الطَّلْح، وأنشد أبو عمرو: أطْعَمْتُ راعيّ مِنَ اليَهْيَرِّ * فَظَلَّ يَعْوِي حبطا بِشَرِّ أي من هذا الصمغ، وقال الأحمر: حَجَر يَهْير أي صُلْب، ويقال: أكْذَبُ من اليَهْيَرِّ، وهو السَّرَاب، وقال ابن السرَّاج: ربما زادوا فيه الألف، فقالوا يَهْيَرَّي، وهو من أسماء الباطل. 1490- ذَاكَ أَحَدُ الأحَدِينَ. قال ابن الأعرابي: هذا أبْلَغُ المَدْحِ، قال: ويقال "إحدى الإحَدِ" كما تقول: واحد لا نَظِيرَ له، ويقال: فلان وَاحدُ الأحَدِينَ، ووَاحِدُ الآحادِ، وقولهم "هذا إحْدَى الإحَدِ" قالوا: التأنيث للمبالغة، بمعنى الداهية، وأنشدوا: عَدُّونِيَ الثَّعْلَبَ فِيمَا عَدَّدُوا * حَتَّى اسْتَثَارُوا بِيَ إحْدَى الإحَدِ يضرب لمن لا نهاية لدهائه، ولا مِثْلَ له في نَكْرَائه. 1491- ذَهَبَتْ فِي وَادِي تِيهٍ بَعْدَ تِيهٍ. يضرب لمن يَسْلُكُ سبيلَ الباطل. 1492- ذِيبَةُ قُفٍّ مَا لهَا غَمِيسُ. القُفُّ: ما غَلُظ من الأرض، والغَمِيس: الوادي فيه شجر ملتفّ. يضرب لمن جاهر بالعداوة وأظهر المناوأة. 1493- الذِّيخُ فِي خَلْوتِهِ مِثْلُ الأَسَدِ. الذِّيخ: الذكَرُ من الضِّباع. يضرب لمن يَدَّعي منفرداً ما يعجز عنه إذا طُولب به في الجمع، وهذا مثل قولهم "كُلُّ مُجْرٍ في الخَلاَء يُسَرُّ" . 1494- ذُبَابُ سَيْفٍ لَحْمُهُ الْوَقَائِصُ. الوَقيصة: المكسورة العُنُقِ من الدوابّ. يضرب لمن له مال وسَعَة وهو مُقَتِّر على عياله، ولمن قدرة وقوة فهو لا ينازع إلا ضعيفا ذليلا. 1495- ذِيبَةُ مِعْزىً وظَلِيمٌ في الْخُبْرِ. يقال في جمع الماعز: مَعْز ومَعِيز ومِعْزىً والألف في مِعْزىً للإلحاق بفِعْلَل مثل [ص 283] هِجْرَع وهِبْلَع ودِرْهَم، وتصغيرها مُعيز، والْخُبْرُ: اسم من الاختبار، يقول: هو في الخبث كالذئب وقع في المِعْزَى، وفي الاختبار كالظَّليم: إن قيل له "طِرْ" قال: أنا جَمَل، وإن قيل له "احْمِلْ" قال: أنا طائر. يضرب للخَلُوب المكَّار. *3*http://www.al-eman.com/Islamlib/images/up.gif ما جاء على أفعل من هذا الباب. 1496- أَذَلُّ مِنْ قَيْسِيٍّ بِحِمْصَ. وذلك أن حِمْص كلها لليمن، ليس بها من قيس إلا بيت واحد. 1497- أَذَلُّ مِنْ يَدٍ في رَحِمٍ. يريد الضعفَ والهَوَان، وقيل: يعني يَدَ الْجَنِينِ. وقال أبو عبيد: معناه أن صاحبها يتوقَّي أن يصيب بيده شيئاً. 1498- أَذَلُّ مِنْ بَعِيرِ سَانِيَةٍ. وهو البعير الذي يُسْتَقى عليه الماء، قال الطرماح: قُبَيِّلَةٌ أَذَلُّ مِنَ السَّوَانِي * وَأَعْرَفُ لِلْهَوَانِ مِنَ الخصاف (الذي في كتب اللغة أن الخصف - بالفتح - النعل ذات الطراق، وكل طراق منها خصفة) يعني النعل. 1499- أَذَلُّ مِنْ حِمَارِ قَبَّانَ. وهو ضرب من الخَنافس يكون بين مكة والمدينة، وقال: يَا عَجَبَا وَقَدْ رَأَيْتُ عَجَبَا * حِمَارَ قَبَّانَ يَقُودُ أرْنَبَا خَاطِمَهَا زَأَمَّهَا أَنْ تَذْهَبَا * فَقُلْتُ أَرْدِفْنِي فَقَالَ مَرْحَبَا 1500- أَذَلُّ مِنْ قُرَادٍ بِمَنْسِمٍ. قال الفرزدق: هُنَالِكَ لو تَبْغِي كُلَيْباً وجَدْتَهَا * أذلَّ مِنَ القِرْدَانِ تَحْتَ المنَاسِمِ 1501- أَذَلُّ مِنْ وَتِدٍ بِقَاعٍ. لأنه يُدَقُّ أبداً، وأما قولهم: 1502- أَذَلُّ مِنْ حِمَارٍ مُقَيَّدٍ. فقد قال فيه الشاعر وفي الوتد: إنَّ الهَوَانَ حمارُ الأهْلِ يعرفُه * والحرُّ ينكرُهُ والْجَسْرَةُ الأجُدُ (الجسرة - بالفتح - الناقة العظيمة، والأجد - بضم الهمزة والجيم جميعاً - الموثقة الخلق المتصلة فقار الظهر.) ولا يُقِيمُ بدَارِ الذُّلِّ يعرفُهَا * إلا الأذَلاَّنِ عَيْرُ الأهْلِ وَالوَتِدُ هذَا على الْخَسْفِ مَرْبُوطٌ برُمَّتِهِ * وذا يُشَجُّ فلا يأوِي لَهُ أحَدُ [ص 284] 1503- أَذَلُّ مِنْ فَقْعٍ بِقَرْقَرَةٍ. لأنه لا يمتنع على من اجتناهُ، ويقال: بل لأنه يُوطَأ بالأرجل، والفَقْع: الكَمْأة البيضاء: والجمع فَقْعَة، مثل جَبْء وجَبْأة، ويقال: حمام فقيع، إذا كان أَبْيَضَ، ويُشَبَّهُ الرجلُ الذليلُ بالفَقْع فيقال: هو فقعُ قَرْقَر، لأن الدوابَّ تنجله بأرجلها، قال النابغة يهجو النعمان بن المنذر: حَدّثُونِي بني الشَّقِيقَةِ مَا يَمْـ * ـنَعُ فَقْعاً بِقَرْقَرٍ أن يَزُولاَ لأن الفَقْعة لا أصول لها ولا أغصان، ويقال "فلان فقعةُ القاعِ" كما يقال في مولد الأمثال لمن كان كذلك "هو كَشُوثُ الشجر" لأن الكَشُوثَ نَبْت يتعلَّق بأغصان الشجر من غير أن يضرب بعِرْقٍ في الأرض، قال الشاعر: هُوَ الكَشُوثُ فلا أَصْلٌ ولا وَرَقٌ * ولا نَسِيمٌ ولا ظِلٌّ ولا ثَمَرُ 1504- أَذَلُّ مِنَ السُّقْبَانِ بَيْنَ الْحَلاَئِبِ. السُّقْبَان: جمع السَّقْب، وهو ولد البعير الذكر، ويقال للأنثى: حائل، والحلائب: جمع الحَلُوبة، وهي التي تُحْلَبُ. 1505- أَذَلُّ مِنَ اليَعْرِ. هو الْجَدْي أو العَنَاق يشدُّ على فم الزُّبْيَة ويغطَّى رأسُه، فإذا سمع السبعُ صوتَه جاء في طلبه فوقع في الزُّبْيَة فأخذ. 1506- أَذلُّ مِنَ النّقَدِ. قال أهل اللغة: النَّقَد جنسٌ من الغنم قصارُ الأرجُلِ قِباحُ الوجوه يكون بالبحرين، الواحدة نَقَدَة، قال الأصمعي: أجود الصوف صوفُ النَّقَدِ، وقال: فُقَيْمُ ياشَّر تميمٍ مَحْتِداَ * لو كُنْتُمُ ضَأناً لكُنْتُم نَقَدَا أو كنتُمُ ماءً لكنتُمْ زَبَدَا * أو كُنْتُمُ صُوفًا لكنتم قَرَدَا (القرد - بالتحريك - نفاية الصوف) 1507- أَذَلُّ مِمَّنْ بَالتْ عَلَيْهِ الثَّعَالِبُ. هذا مثل يضرب للشيء يُستَذَل، كما يقال في المثل الآخر"هدمة الثعلب" يعني جحره المهدوم، ويقال في الشر يقع بين القوم وقد كانوا على صلح "بال بينهم الثعالب" و "فَسَا بينهم الظَّرِبَانُ" و "كسر بينهم رُمْح" و "يَبِسَ بينهم الثَّرَى" و "خريت بينهم الضبع" قال حميد بن ثور: ألم تر ما بيني وبينَ ابْنِ عامرٍ * من الوُدِّ قد بَالَتْ عليه الثَّعَالِبُ وأصْبَحَ باقِي الودِّ بيني وبينه * كأنْ لم يَكُنْ والدهْرُ فيه عَجَائِبُ [ص 285] 1508- أَذَلُّ مِنْ قَرْملَةٍ. القَرْمَل: شجر قِصار لا ذَرَى لها، ولا مَلْجَأ، ولا سِتر، ويقال في مثل آخر: "ذَلِيلٌ عاذ بِقَرْمَلَةٍ" أي بشجرة لا تستره ولا تمنعه، أي هو ذليل عاذ بأذلَّ من نفسه. 1509- أَذَلُّ مِنَ الَّنْعِل. هذا من قول البَعِيث: وكلُّ كُلَيَبْي صَفِيحَةُ وَجْهِهِ * أَذَلُّ على مَسِّ الهَوَانِ من النَّعْلِ ويروى: "أذل لأقدام الرجال من النعل" . 1510- أَذَلُّ مِنَ البَذَجِ. يعنون الحَمَل، والجمع بِذْجَان، وأنشد: قد هَلَكْت جَارَتُنَا من الهَمَجْ * وإن تَجُعْ تأكُلْ عَتُوداً أو بَذَجْ وفي الحديث: "يؤتى بابن آدم يوم القيامة كأنه بَذَجٌ من الذل". 1511- أَذَلُّ مِنْ بَيْضَةِ البَلدِ. هي بيضة تتركها النعامةُ في فَلاَةٍ من الأرض فلا ترجع إليها، قال الراعي: تأبى قُضَاعَةُ أَنْ تَعْرِفْ لكم نَسَباً * وَابْنَا نِزَارٍ فأنْتُمْ بَيْضَةُ البَلَدِ. (يستشهد النحاة بهذا البيت على أن من العرب قوما يجزمون بأن المصدرية) 1512- أَذْكَى مِنَ الْوَرْدِ، وَمِنَ المِسْكِ الأَصْهَبِ، وَالعَنْبَرِ الأَشْهَبِ. 1513- أَذَلُّ مِنْ أَمَوِيٍّ بالكُوفَةِ يَوْمُ عَاشُورَاءَ. 1514- أَذَلُّ مِنْ قِمَعٍ. يَعْنُون هذا الملتزِق بأعلى التمر، يرمى به فيوطأ بالأرجل. 1515- أَذَلُّ مِنْ عَيْرٍ. العَيْر: الوتد، وإنما قيل ذلك لأنه يُشَجَّجُ رأسُه أبداً، ويجوز أن يراد به الحمار. 1516- أَذَلُّ مِنْ حُوَارٍ. وهو ولد الناقة. ولا يزال يدعى حُوَارا حتى يُفْصل. 1517- أَذَلُّ مِنَ الْحِذَاءِ. لأنه يُمْتَهن في كل شيء عند الوَطْء، وكذلك يقولون: 1518- أَذَلُّ مِنَ الرِّدَاءِ، وَأَذَلُّ مِنَ الشَّسْعِ. 1519- أَذَلُّ مِنَ البسَاطِ. يَعْنُون هذا الذي يُبْسَط ويُفْرَش، فيَطَؤُه كلُّ أحد. [ص 286] *3*http://www.al-eman.com/Islamlib/images/up.gif المولدون. ذِئْبٌ في مَسْكِ سَخْلَةٍ. ذِئْبٌ اسْتَنْعَجَ. ذُلُّ العَزْلِ يَضْحَكُ مِنْ تِيهِ الوِلاَيَةِ. ذَنَبُ الكَلْبِ يُكْسِبُهُ الطعْمَ، وفَمُهُ يُكْسِبُهُ الضَّرْبَ. ذَلَّ مَنْ لا سَفِيهَ لَهُ. ذُدْتُ السِّبَاعَ ثُمَّ تَفْرِسُنِي الضِّباعُ. ذَهَبَ الحِمَارُ يَطْلُبُ قَرْنَيْنِ، فَعَادَ مَصْلُومَ الأُذُنَينِ. ذَهَبَ النَّاسُ، وَبَقِيَ النَّسْنَاسُ. ذَهَبَ عَصِيرِي وَبَقي ثَجِيرِي. للشيء تذهب منفعته وتبقى كلفته. ذَكَرَ الْفِيلُ بِلاَدَهُ. ذَمَمْتَنِي عَلَى الإساءَةِ، فَلِمَ رَضِيتَ عَنْ نَفْسِكَ بالْمُكَافَأةَ؟ قاله على بن أبي عبيدة. ذَرْ مُشْكِلَ القَوْلِ وإنْ كَانَ حَقًّا. الذُّلُّ في أَذْنَابِ البَقَرِ. |
نكمل غدا بإذن الله
سلام |
الباب العاشر فيما أوله راء.
1520- رَعَى فَاقْصَبَ. يقال: قَصَبَ البعيرُ يَقْصِبُ، إذا امتنع من الشرب، و "أقْصَبَ الراعي" إذا فعلت إبلُه ذلك، أي أساء رَعْيَها فامتنعت من الشرب، وليس في قوله "رعى" ما يدل على الإساءة والتقصير، ولكن استدل بقوله "أقصب" على سوء الرَّعْي، وذلك أن الإبل امتنعت من الشرب إما لخَلاَء أجْوَافها وإما لامتلائها، وهما يدلان على إساءة الرعي. يضرب لمن لا ينصح ولا يبالغ فيما تولى حتى يَفْسُدَ الأمرُ. 1521- رَمَتْنِي بِدَائِها وانْسَلَّتْ. هذا المثل لإحدى ضرائر رُهْم بنتِ الخَزْرَج امرأة سَعْد بن زيد مَنَاة رَمَتْها رُهْم بعيبٍ كان فيها، فقالت الضرة: رمتني بدائها - المثلَ، وقد ذكرتُ القصة بتمامها في باب الباء في قوله "ابْدَئِيهِنَّ بعَفَال سُبِيتِ". يضرب لمن يُعَيِّر صاحبه بعيبٍ هو فيه. [ص 287] 1522- رَماهُ بِأقْحَافِ رَأْسِهِ. أي اسكَتَه بداهية أورَدَها عليه، وإنما قيل بلفظ الجمع لأنهم أرادوا رَمَاه به مرةً بعد مرة، ويجوز أن يجمع بما حَوْله إرادةَ أن كل جزء منه قِحْفٌ، كما قالوا: غَلِيظُ المَشَافِرِ، وعظيم المَنَاكِبِ، والقِحْف: اسم لما يعلو الدماغ من الرأس، ولا يرميه به ما لم يُزِلَّهُ عن موضعه وينزعه منه، وهذا كناية عن قَتْله، فكأنه بلَغَ به في الإسكات غايةً لا وراء لها وهو القتل، والمقتول لا يتكلم. 1523- رَمَاهُ اللّهُ بِداءِ الذِّئْب. معناه أهلكه اللّه، وذلك أن الذئب لا داء له إلا الموت، ويقال: معناه رماهُ اللّه بالجوع، لأن الذئب أبدا جائع. 1524- رَمَاهُ اللّه بِثَالِثَةِ الأثافِي. قالوا: هي القطعة من الجبل يُوضَع إلى جَنْبها حَجَران ويُنْصَب عليها القِدْر. يضرب لمن رُمى بداهية عظيمة، ويضرب لمن لا يبقى من الشر شيئاً، لأن الأثْفِيَّةَ ثلاثة أحجارٍ كلُّ حجرٍ مثلُ رأس الإنسان، فإذا رماه بالثالثة فقد بلغ النهاية، كذا قاله الأزهري، قال البديع الهَمَذَاني: وَلِي جِسْمٌ كَوَاحِدَةِ المَثَانِي * له كَبدٌ كَثَالِثَةِ الأثَافِي. يريد القِطْعَةَ من الجبل. 1525- رُمِى فُلاَنٌ بِحَجَرِِه. أي بِقِرْنِهِ الذي هو مثلُه في الصلابة والصعوبة، جعل الحجر مثلا للقِرْن لأن الحجر يختلف باختلاف المَرْمِىِّ، فصغار هذا لصغار ذاك وكباره لكباره. وفي حديث صِفِّين أن معاوية لما بَعَثَ عمرو بن العاص حكَماً مع أبي موسى جاء الأحنفُ بن قَيْس إلى على كرم اللّه وجهه فقال: إنك قد رُمِيتَ بحجر الأرض، فاجعل معه ابنَ عباس، فإنه لا يَشُدُّ عقدةً إلا حَلَّها، فأراد علي أن يفعل ذلك فأبَتِ اليمانيةُ إلا أن يكون أحد الحكَمَيْنِ منهم، فعند ذلك بعث أبا موسى، ومعناه: إنك رُمِيتَ بحجرٍ لا نظير له فهو حَجَرُ الأرض في انفراده، كما تقول: فلانٌ رجُلُ الدهر، أي لا نظير له في الرجال. 1526- رُمِيَ فُلاَنٌ مِنْ فُلاَنٍ في الرَّأسِ. إذا أعرض عنه وساء رأيه فيه حتى لا ينظر إليه. قال أبو عبيد: ومنه حديث عمر بن الخطاب رضي اللّه تعالى عنه حين سَلَّم عليه زياد بن حذير فلم يردَّ عليه، فقال زياد: لقد رُمِيتُ من أمير المؤمنين في الرأس، وكان [ص 288] ذلك لهيئة رآها عليه فكرهها، وأراد زياد لقد ساء رأيُ أمير المؤمنين فيَّ، فإذا قيل "رمي فلان من فلان في الرأس" كان التقدير: رمى في رأسه منه شيء، أي ألقى في دِماغه منه وَسْوَسة حتى ساء رأيُه فيه، والألف واللام من قولهم "في الرأس" ينوبان عن الإضافة كقوله: وآنُفُنَا بَيْنَ اللِّحى وَالْحَوَاجِبِ*. 1527- رَهبُوتٌ خَيْرٌ مِنْ رَحَمُوتٍ. أي لأَنْ تُرْهَبَ خيرٌ من أنْ تُرحَمَ، قال المبرد: رَهَبُوتَي خير من رَحَمُوتَي، ومثله في الكلام جَبَرُوتٌ وجَبَرُوتي. 1528- رُوَيْدَ الغَزْوَ يَنْمَرِقُ. هذه مقالة امرأة كانت تغزو، وتسمى رَقَاشِ، من بني كِنانة، فحملت من أسيرٍ لها، فذُكر لها الغَزْوُ، فقالت: رُوَيْدَ الغزو، أي أمهل الغزو، حتى يخرج الولد. يضرب في التمكث وانتظار العاقبة. ذكر المفضل أن امرأة كانت من طيء يقال لها رقاش، فكانت تغزو بهم ويَتَيَمَّنُونَ برأيها، وكانت كاهنةً لها حَزْم ورأي، فأغارت طيء وهي عليهم على إياد بن نِزَار ابن مَعَدّ يوم رحى جابر، فظفرت بهم وغنمت وسَبَتْ، فكان فيمن أصابت من إياد شاب جميل، فاتخذته خادماً، فرأت عَوْرَته فأعجبها فدَعَتْه إلى نفسها فحملت فأتِيَتْ في إبَّان الغزو، فقالوا: هذا زمانُ الغزو فاغزي إن كنت تريدين الغزو، فجعلت تقول: رويد الغزو ينمرق، فأرسلتها مثلا، ثم جاؤا لعادتهم فوجَدَوها نُفَساء مُرْضِعا قد ولَدَتْ غلاماً، فقال شاعرهم: نُبِّئْتُ أنَّ رَقَاشِ بَعْدَ شِمَاسِهَا * حَبِلَتْ وقد ولَدَتْ غلاما أكْحَلاَ فاللّه يُحْظِيهَا وَيَرْفَعُ بُضْعَهَا * واللّه يُلْقِحُهَا كشافا مقبلا كَانَتْ رَقَاشِ تقودُ جَيْشاً جَحْفَلاً * فَصَبَتْ وأحْرِ بِمَنْ صَبَا أن يَحْبَلاَ |
1529- رُوَيْدَ الشِّعْرَ يَغِبَّ. الغابُّ: اللحم البائب، أي دَعْه حتى تأتي عليه أيام فتنظر كيف خاتمته أيحمد أم يذم، ويجوز أن يراد دَعِ الشعر يغبّ، أي يتأخر عن الناس، من قولهم: غَبَّت الحُمَّى إذا تأخَّرَتْ يوماً، أي لا يتواتر شعرك عليهم فَيَمَلُّوه. 1530- رُوَيْداً يَعْلُونَ الجَدَدَ. ويروى "يعدون الخَبَار" الخَبَار: الأرض الرِّخْوَة، والجَدَد: الصلبة. [ص 289] يضرب مثلا للرجل يكون به عِلة فيقال: دَعْه حتى تذهب علته. قاله قيسٌ يومَ داحِسٍ، حين قال له حُذَيفة: سبقتُكَ يا قيس، فقال: أمهل حتى يعدوا الجَدَدَ، أي في الجَدَدِ، ومن روى يعلون كان الجَدَدُ مفعولا، وقد ذكرت هذه القصة بتمامها في باب القاف عند قولهم "قد وقعت بينهم حرب داحس". 1531- رُوَيْداً يَلْحَقُ الدَّارِيُّونَ. الدارِيُّ: رب النَّعَم، سمي بذلك لأنه مقيم في داره، فنسب إليها. يضرب في صدق الاهتمام بالأمر، لأن اهتمام صاحب الإبل أَصْدَقُ من اهتمام الراعي. 1532- رُوغِى جَعَارِ وَانْظُرِي أَيْنَ المَفَرّ. جَعَارِ: اسمٌ للضبع، سميت بذلك لكثرة جَعْرِها، وهي مبنية على الكسر، مثل قَطَامِ. يضرب للجبان الذي لا مَفَرَّ له مما يخاف. 1533- رَيحُ حَزَاءٍ فَالنَّجَاءَ. الحَزَاء - بفتح الحاء - نبتٌ ذفر يُتَدَخَّنُ به للأرواح، يشبه الكرفس يزعمون أن الجنَّ لا تقرب بيتاً هو فيه. يضرب للأمر يُخَاف شره، فيقال: اهْرُبْ فإن هذا ريحُ شر. والنَّجَاء: الإسراع، يمد ولا يقصر إلا في ضرورة الشعر، كما قال: رِيحُ حَزَاءٍ فَالنَّجَا لاَ تَكُنْ * فَرِيسَةً للأسَدِ اللاَّبِدَ قيل: دخل عمر بن حكيم النَّهْدِي على يزيدَ بن المهلَّب وهو في الحبس، فلما رآه قال: يا أبا خالد ريح حَزَاء، أي أن هذا تباشيرُ شر وما يجيء بعده شَرٌّ منه، فهرب من الغد. 1534- رِيحُهُمَا جَنُوبٌ. يضرب للمتصافيين، فإذا تكدَّر حالهما قيل: شَمَلَتْ ريحُهما، وقال: لَعَمْرِي لئن رِيحُ المودة أصْبَحَتْ * شَمَالاً لقد بَدَّلْتُ وَهْيَ جَنُوبُ 1535- ارْعَيْ فَزَارَةُ لاَ هَنَاكِ المَرْتَعُ. يضرب لمن يصيب شيئاً يُنْفَس به عليه. 1536- رَمَي فِيهِ بأَرْوَاقِهِ. يضرب لمن ألقى نفسَه في شيء، قال الشاعر: لما رأى المَوْتَ مُحْمَرّاً جوانبُهُ * رَمَى بأرْوَاقِهِ في الموت سِرْبَالُ [ص 290] قال الليث: رَوْقُ الإنسان هَمُّه ونَفْسه، إذا ألقاه على الشيء حرصاً يقال: ألقى عليه أَرْوَاقَه، وسربال: اسمُ رجلٍ. 1537- رَأْسٌ بِرَأْسٍ وَزِيَادَةِ خَمسِمائَةٍ. قالوا: أول من تكلم به الفرزدق في بعض الحروب، وكان صاحب الجيش قال: مَنْ جاءني برأسٍ فله خمسمائة درهم، فبرز وجل وقتل رجلا من العَدُو، فأعطاه خمسمائة درهم، ثم برز ثانية فقُتِل، فبكى أهلُه عليه، فقال الفرزدق: أما تَرضَوْن أن يكون رأسٌ برأسٍ وزيادة خمسمائةٍ، فذهبت مثلا. 1538- رُبَّ قَوْلٍ أَشَدَّ مِنْ صَوْلٍ. يضرب عند الكرم يؤثر فيمن يواجَه به قال أبو عبيد: وقد يضرب هذا المثل فيما يتقى من العار. وقال أبو الهيثم: أشد في موضع خفض لأنه تابع للقول، وما جاء بعد رب فالنعت تابع له. 1539- رُبَّ حَامٍ لأَنْفِهِ وَهُوَ جَادِعُهُ. يضرب لمن يأنَفُ من شيء ثم يقع في أشَدَّ مما حمى منه أنفه. 1540- أَرَاكَ بَشَرٌ مَا أَحَارَ مِشْفَرٌ. أي لما رأيت بشرته أغناك ذلك أن تسأل عن أكله. يضرب للرجل ترى له حالا حسنه أو سيئة. ومعنى "أحار" ردَّ ورجع، وهو كناية عن الأكل، يعني ما ردَّ مِشْفَرُهَا إلى بطونها مما أكل، يقال: حارتِ الغصة، إذا انحدرت إلى الجَوْف، وما أحارها صاحبُها: أي حَدَرَها. 1541- أَرَادَ أَنْ يَأْكُلَ بِيَدَيْنِ. يضرب لمن له مَكْسَب من وجه فيَشْرَه لوجه آخر فيفوته الأول. 1542- رَدَدْتُ يَدَيْهِ في فِيهِ. يضرب لمن غِظْتَه، ومنه قوله تعالى {فردُّوا أيديَهُمْ في أفواههم}. 1543- رَمَاهُ فَأَشْوَاهُ. الإشواء: إخطاء المَقْتَل، من الشَّوَى وهو الأطراف، والشَّوَى: القوائم، ومنه: سَلِيمُ الشظَاعَبْلُ الشَّوَى شَنِجُ النَّسَاء* يضرب لمن يُقْصَد بسوء فيسلم منه. 1544- أَرْجُلَكُمْ والعُرْفُطَ. قالوا: حديثه أن عامر بن ذُهْل بن ثَعْلبة كان من أشدِّ الناس قوةً، فأسَنَّ وأقعد، فاستهزأ منه شَبَابٌ من قومه، وضحكوا من ركوبه، فقال: أجَلْ واللّه إني لضعيف فَادْنُوا مني فاحملوني، فَدَنَوْا منه ليحملوه، [ص 291] فضم رجلين إلى إبطه ورجلين بين فَخِذَيْه ثم زَجَر بَعيره فنهض بهم مسرعا، وقال: بني أخي أرْجُلَكم والعُرْفُطَ، فأرسلها مثلا، وضمهم حتى كادوا يموتون. يضرب لمن يَسْخَر ممن هو فوقه في المال والقوة وغيرهما. 1545- أُرِيَها اسْتَهَا وَتُرِينِي القَمَرَ. قال الشَرْقي بن القطامي: كانت في الجاهلية امرأة أكملت خَلَقا وجمالا، وكانت تزعم أن أحداً لا يقدر على جِماعها لقوتها، وكانت بكراً، فخاطرها ابنُ ألْغَزَ الإيادي - وكان واثقاً بما عنده - على أنه إن غلبها أعطته مائة من الإبل وإن غلبته أعطاها مائة من الإبل، فلما واقعها رأت لَمْحاً باصراً ورَهْزاً شديداً وأمْراً لم تر مثله قط، فقال لها: كيف تَرَيْن، قالت: طَعْناً بالركبة يا ابن ألْغز، قال: فانظري إليه فيك، قالت: القَمَر هذا، فقال: أريها اسْتَهَا وتريني القمر، فأرسلها مثلا، وظفر بها، وأخذ مائة من الإبل، وبعضهم يرويه: أريها السُّهَا وتُرينِي القَمَرَ. يضرب لمن يُغَالط فيما لا يخفى. 1546- رُبَّ أَخٍ لَكَ لَمْ تَلِدْهُ أمُّكَ. يروى هذا المثلُ لِلُقْمَان بن عَاد، وذلك أنه أقبل ذاتَ يومٍ فبينا هو يسير إذ أصابه عَطَش، فهجَم على مِظَلَّة في فنائها امرأة تُدَاعب رجلا، فاستسقى لقمان، فقالت المرأة: اللبَنَ تَبْغِي أم الماء؟ قال لقمان: أيهما كان ولا عِدَاء، فذهبت كلمته مثلا، قالت المرأة: أما اللبن فخَلْفك وأما الماء فأمامَكَ، قال لقمان: المَنْعُ كان أوْجَزَ، فذهبت مثلا، قال: فبينا هو كذلك إذ نظر إلى صبي في البيت يَبْكي فلا يُكْتَرَث له ويَسْتَسقِى فلا يُسْقى، فقال: إنْ لم يكن لكم في هذا الصبي حاجة دفَعْتُمُوه إلي فكَفَلْته، فقالت المرأة: ذاك إلى هانئ، وهانئ زوجها، فقال لقمان: وهانئ من العَدَد؟ فذهبت كلمته مثلا، ثم قال لها: مَنْ هذا الشاب إلى جَنْبك فقد علمته ليس ببَعْلك؟ قالت: هذا أخي، قال لقمان: رُبَّ أخٍ لك لم تلده أمك، فذهبت مثلا، ثم نظر إلى أثر زوجها في فَتْل الشعر فعرف في فتله شَعْرَ البِناء أنه أعْسَر، فقال: ثكلَتْ الأعَيْسِرَ أمه، لو يعلم العِلْمَ لطال غَمُّه، فذهب مثلا، فذُعِرَتِ المرأة من قوله ذعراً شديداً، فعرضت عليه الطعام والشراب، فأبى وقال: المبيت على الطَّوَى حتى تَنَالَ به كريمَ المَئْوَى خيرٌ من إتيان ما لا تَهْوَى، فذهبت مثلا، ثم مضى حتى إذا كان مع العشاء إذا [ص 292] هو برجل يسوق إبلَه وهو يرتجز ويقول: رُوحِي إلى الحيِّ فإنَّ نَفْسِي * رَهِينَةٌ فيهم بِخَيْرِ عِرْسِ حُسَّانَةُ المُقْلَةِ ذَاتُ أنْسِ * لا يُشْتَرَى اليومُ لها بأمْسِ فعرف لقمان صوته ولم يَرَه، فهتف به: يا هانئ، يا هانئ، فقال: ما بالُكَ؟ فقال: يَا ذَا البِجَادِ الحلكة * والزَّوْجَةِ المُشْتَركَهْ عِشْ رُوَيْداً أبْلُكَهْ * لَسْتَ لِمَنْ لَيْسَتْ لَكَهْ فذهبت مثلا، قال هانئ: نَوِّرْ نَوِّرْ، لله أبوك، قال لقمان: عليَّ التنوير، وعليك التَّغيير، إن كان عندك نكير، كل امرئ في بيته أمير، فذهبت مثلا، ثم قال: إني مَرَرْتُ وبي أُوَام فَدُفِعْتُ إلى بيت فإذا أنا بامرأتك تغازل رجلا، فسألتها عنه، فزعَمَتْهُ أخاها، ولو كان أخاها لجلَّى عن نفسه وكفاها الكلام، فقال هانئ: وكيف علمت أن المنزل منزلي والمرأة امرأتي؟ قال: عرفت عَقَائِقَ هذه النوق في البناء، وبوهدة الخلية في الفِناء، وسَقْب هذه الناب، وأثَرِ يدك في الأطناب، قال: صدقتني فِدَاك أبي وأمي، وكذبتني نفسي، فما الرأي؟ قال: هل لك علم؟ قال: نعم بشأني، قال لقمان: كل امرئ بشأنه عليم، فذهبت مثلا، قال له هانئ: هل بقيَتْ بعد هذه؟ قال لقمان: نعم، قال: وما هو؟ قال: تَحْمِي نفسك، وتحفظ عِرْسَك، قال هانئ: أفعل، قال لقمان: مَنْ يَفْعلِ الخير يَجِد الخبر، فذهبت مثلا، ثم قال: الرأيُ أن تقلب الظهرَ بَطْناً والبَطْنَ ظهراً، حتى يستبين لك الأمر أمراً، قال: أفلا أعاجِلُها بِكَيَّةٍ، توردها المنية، فقال لقمان: آخر الدَّوَاء الكَيُّ، فأرسلها مثلا، ثم انطلَقَ الرجلُ حتى أتى امرأته فقصَّ عليها القصة، وسل سيفه فلم يزل يضربها به حتى بَرَدَتْ. 1547- رَأْىُ الشَّيْخِ خَيْرٌ مِنْ مَشْهَدِ الغُلاَمِ. قاله علي رضي اللّه تعالى عنه في بعض حُروبه. 1548- أَرْغُوا لَها حُوَارَهَا تَقِرَّ. وأصله أن الناقة إذا سمعت رُغَاء حُوَارها سكنَتْ وهدأت. يضرب في إغاثة الملهوف بقضاء حاجته، أي أعْطِهِ حاجَتَه يسكُنْ. 1549- رَئِمْتُ لَهُ بَوَّضَيْمٍ. الْبَوّ: جلد الحُوَار المحشوّ تِبْناً. وأصله أن الناقة إذا ألقت سَقْطَها فخِيفَ [ص 293] انقطاعُ لبنها أخذوا جلد حُوَارها فيُحْشى ويلطخ بشيء من سَلاَها فَتَرْأمه وتَدِرُّ عليه، يقال: ناقة رائم، ورَؤُم، إذا رَئِمتْ بَوّها أو ولدها، فإن رئِمَته ولم تدرَّ عليه فتلك العَلُوق، وينشد: أنَّى جَزَوْا عامراً سَوْءَى بفعلهمُ * أم كيف يَجْزُونَنِي السَّوْءَى منَ الحسَنِ أمْ كَيْفَ يَنْفَعُ ما تُعْطِي العَلُوقُ به * رِئْمَانُ أنْفٍ إذا ما ضُنَّ باللَّبَنِ وأنشد المبرد: رَئمتُ بَسلْمَى بوّضَيْمٍ، وإنَّنِي * قديماً لآَبى الضَّيْمَ وَابْنُ أبَاةِ فقد وَقَفَتْنِي بين شَكٍّ وشُبْهَةٍ * وما كُنْتُ وَقَّافاً على الشُّبُهَاتِ يضرب المثل لمن ألِفَ الضيمَ ورضي بالخَسف طلباً لرضا غيره. واللام في "له" معناه لأجله، واستعار للضيم بوّا ليوافق الرِّثْمَان، يريد قبلت وألِفْتُ هذا الضيمَ لأجله. 1550- أَرْخَتْ مَشَافِرَهَا لِلْعُسِّ وَالحلَبِ. يضرب للرجل يطلب إليك الحاجة فترده، فيعاود، فتقول: أرخت مَشَافِرَهَا، أي طَمِعَ فيها. 1551- رَمَّدَتِ الضَّأْنُ فَرَبِّقْ رَبِّقْ. التَّرْميد: أن تَعْظُم ضُروعُها، فإذا عظمت لم تَلْبَث الضأن أن تَضَع، ورَبِّقْ: أي هيئ الأرباق، وهي جمع رِبْق، والواحدة رِبْقَة، وهو أن يعمد إلى حَبْل فيجعل فيه عُراً يشد فيها رؤوس أولادها. يضرب لما لا ينتظر وقوعُه انتظاراً طويلاً. وفي ضده يقال: 1552- رَمَّدَتِ المِعْزَى فَرَنِّقْ رَنِّقْ. الترنيق والترميق: الانتظار، وإنما يقال هذا لأنها تُبْطئ وإن عُظُمت ضروعها. 1553- ارْقَ عَلَى ظَلْعِكَ. يقال: ظَلَع البعيرُ يَظْلَع، إذا غَمَز في مشيته، ومعنى المثل تكلَّفْ ما تطيق، لأن الراقي في سُلَّم أو جَبَل إذا كان ظالعا فإنه يرفق بنفسه، ويقال "قِ عَلَى ظَلْعك" من وَقَى يَقِي، أي أبْقِ عليه. يضرب لمن يتوعَّدُ فيقال له: اقصد بذَرْعِك، وَارْقَ على ظَلْعك، أي على قدر ظلعك، أي لا تُجَاوز حَدَّك فِي وعبدك، وأبْصِرْ نَقْصَك وعَجْزَك عنه. ويقال "أرْقَأْ على ظلعك" بالهمز - أي أصلح أمْرِك أولاً، من قولهم "رَقَأتُ ما بينهم" أي أصلحت، ويقال: معناه كُفَّ [ص 294] واربع وأمسك، من "رَقَأ الدمعُ يَرْقَأ" قال الكسائي: معنى ذلك كله اسكت على ما فيك من العيب، قال المرار الأسدي: مَنْ كان يَرْقَى على ظَلْع يُدَارِئه * فإنَّنِي نَاطِقٌ بالحقِّ مُفْتَخِرُ 1554- رُبَّ صَلَفٍ تَحْتَ الرَّاعِدَةِ. الصَّلَف: قلة النزل والخير، والراعدة: السحابة ذاتُ الرعد. يضرب للبخيل مع الوُجْدِ والسَّعَة، كذلك قاله أبو عبيد. 1555- رُبَّ عَجَلَةٍ تَهَبُ رَيْثاً. ويروى "تَهُبُّ رَيْثاً" قاله أبو زيد، ورَيْثاً: نصبٌ على الحال في هذه الرواية، أي تهبُّ رائثةً، فأقيم المصدر مقام الحال، وفي الرواية الأولى نصب على المفعول به. وأول من قال ذلك - فيما يحكي المفضل - مالكُ بن عوف بن أبي عمرو بن عوف بن مُحَلِّم الشَّيْباني، وكان سنان بن مالك بن أبي عمرو ابن عوف بن ملحم شَامَ غَيْماً، فأراد أن يرحل بامرأته خماعة بنت عوف بن أبي عمرو، فقال له مالك: أين تظعن يا أخي؟ قال: أطلب موقع هذه السحابة، قال: لا تفعل فإنه ربما خَيَّلَتْ وليس فيها قَطْر، وأنا أخاف عليك بعضَ مقانب العرب، قال: لكني لست أخاف ذلك، فمضى، وَعَرَضَ له مروان القرظ بن زِنْبَاع بن حُذَيفة العَبْسي فأعجله عنها وانطلق بها وجعلها بين بناته وأخواته ولم يكشف لها سِتْراً، فقال مالك ابن عوف لسنان: ما فعلَتْ أختي؟ قال: نفتني عنها الرماح، فقال مالك: رُبَّ عجلة تهبُ رَيْثاً، ورب فَرُوقَة يُدْعَى لَيْثاً، ورب غَيْثٍ لم يكن غَيْثاً، فأرسلها مثلا. يضرب للرجل يشتدُّ حرصه على حاجة ويخرق فيها حتى تذهب كلها. 1556- أَرِينِهَا نَمرَةً أُرِكْهَا مَطِرَةً. الهاء في "أرنيها" راجعة إلى السحابة: أي إذا رأيت دليلَ الشيء علمتَ ما يتبعه، يقال: سحاب نَمِر وأنمر، إذا كان على لون النمر، وقوله "مطرة" يجوز أن يكون للازدواج، ويجوز أن يقال: سحاب مَاطِر ومَطِر، كما يقال: هاطل وهَطِل. 1557- رَأَى الكَوْكَبَ ظُهْراً. أي أَظْلَم عليه يومُه حتى أبصر النجم نهاراً، كما قال طَرَفَة: إِنْ تُنَوِّلْهُ فَقَدْ تَمْنَعُهُ * وَتُرِيهِ النَّجْمَ يَجْرِي بالظُّهُرْ يضرب عند اشتداد الأمر. [ص 295] 1558- رَجَعْتُ أَدْرَاجِي. أي في أَدْرَاجِي، فحذف "في" وأوصل الفعل، يعني رجَعْتُ عَوْدِي على بَدْئي، وكذلك رَجَعَ أَدْرَاجَه، أي طريقَه الذي جاء منه، قال الراعي: لما دَعَا الدَّعْوَةَ الأولى فأسْمَعَنِي * أَخَذْتُ ثَوْبِيَ فَاسْتَمْرَرْتُ أَدْرَاجِي ولقب عامر بن مجنون الجرمي جَرْمِ زبان "مُدَرِّج الريح" ببيته: أعَرَفْتَ رَسْماً من سُمَيَّةَ باللوى * دَرَجَتْ عليه الريحُ بَعْدَكَ فَاسْتَوَى يقال: إنه قال "أعرفت رسماً من سمية باللوى" ثم أُرْتِجَ عليه سنةً، ثم أرسل خادما له إلى منزل كان ينزله قد خَبَأ فيه خبيئة، فلما أتته قال لها: كيف وجدت أثر منزلنا؟ قالت: دَرَجَت عليه الريحُ بعدك فاستوى، فأتمَّ البيت بقولها، ولقب "مدرج الريح". 1559- أَرْقُبُ لَكَ صُبْحاً. يقوله الرجلُ لمن يتوعَّده، فيقول: ستصبح فَتَرَى أنك لا تقدر على ما تتوعدني به، ويقال أيضاً للرجل يحدثك بحديث فتكذبه، فتقول: أرقُبُ لك صبحاً، أي سيظهر كذبُكَ. 1560- رَضِيتُ مِنَ الغَنِيمَةِ بالإيَابِ. أول من قاله امرؤ القيس بن حُجْر في بيتٍ له، وهو: وقد طَوَّفْتُ في الآفاق حَتَّي * رضيتُ من الغَنِيمَةِ بالإيابِ يضرب عند القناعة بالسلامة. 1561- أَرْخِ يَدَيْكَ وَاسْتَرْخِ، إِنَّ الزِّنَادَ مِنْ مَرْخ. يضرب للرجل يطلب الحاجة إلى كريم فيقال له: لا تتشدَّدْ في طلب حاجتك، فإن صاحبك كريم، والمَرْخُ يكتفي باليسير من القَدْح. 1562- رَجَعَ بأَفْوَقَ نَاصِلٍ. الناصل: السهمُ سقَط نصلُه، والأفْوَقُ: الذي انكسر فُوقه. يضرب لمن رَجَع عن مقصده بالخيبة، أو ربما لا غَنَاء عنده. 1563- رَمَوْهُ عَنْ شِرْيَانَةٍ. الشِّرْيَان: شجَر يتخذ منه القِسِىُّ، أي اجتمعوا عليه ورَمَوْه عن قوسٍ واحدة. 1564- رَمَاهُ بِنَبْلِهِ الصَّائِبِ. إذا أجاب كلامَ خصمه بكلام جيد، قال لبيد: [ص 296] فرمَيْتُ القَوْمَ نَبْلاً صائباً * لَيْسَ بالعصل ولا بالمفتعل 1565- ارْجِعْ إِنْ شِئْتَ في فُوقِى. أي عُدْ إلى ما كنت وكُنَّا من التواصل والمؤاخاة، قال الشاعر: هل أنتِ قائلة خَيْراً، وتارِكَةٌ * شرا، وراجِعَةٌ إن شِئْتِ في فُوقِى؟ 1566- رَكِبَ المُغَمِّضَةَ. أصلها الناقة ذِيدَتْ عن الحَوْضِ، فغمضت عينيها، فحَمَلت على الذائد، فوردت الحوض مغمضة، قال أبو النجم: يرسلها التغميض إنْ لم تُرْسَلِ* وقال بعضهم: إياك ومغمضات الأمور، يعني الأمور المشكلة، قال الكميت: تحت المغمضة العَمَا * سُ ومُلْتَقَى الأسَلِ النَّوَاهِلْ يضرب لمن ركب الأمر على غير بيان. وتقدير المثل: ركب الخطَّةَ المغمضة، أي الخطة التي يغمض فيها، ويجوز أن يقال: أراد رَكِبَ ركوبَ المغمضة، أي ركب رأسَه ركوبَ الناقة المغمضة رأسها. 1567- أَرِطِّى إِنَّ خَيْرَكِ بالرَّطِيطِ. أرَطَّ: أي جلب وصاح، والرطيط: الجلبة والصياح، يريد جبلي وصيحي، فإن خيرك لا يأتيك إلا بذاك. يضرب لمن لا يأتيه خيره إلا بمسألة وكَدٍّ. 1568- رَجَعَ بِخُفَّيْ حُنَيْنٍ. (انظر المثل "أخيب من حنين" رقم 1363) قال أبو عبيد: أصلُه أن حُنَيناً كان إسكافا من أهل الحِيرة، فساوَمَه أعرابي بخُفَّين، فاختلفا حتى أغْضَبه، فأراد غَيْظَ الأعرابي، فلما ارتَحَلَ الأعرابي أخذ حنينٌ أحدَ خفيه وطَرَحه في الطريق، ثم ألقى الآخر في موضع آخر، فلما مرَّ الأعرابي بأحدهما قال: ما أشبه هذا الْخفَّ بخف حنين ولو كان معه الآخر لأخذته، ومضى، فلما انتهى إلى الآخر نَدِمَ على تركه الأولَ، وقد كَمنَ له حنينٌ، فلما مضى الأعرابي في طلب الأول عمد حنينٌ إلى راحلته وما عليها فذهب بها، وأقبل الأعرابي وليس معه إلا الخُفَّانِ، فقال له قومه: ماذا جئت به من سفرك؟ فقال: جئتكم بِخُفَّيْ حُنَين، فذهبت مثلاً. يضرب عند اليأس من الحاجة والرجوع بالخيبة. وقال ابن السكيت: حنين كان رجلا شديداً ادَّعَى إلى أسد بن هاشم بن عبد مناف فأتى عبد المطلب وعليه خُفَّانِ أحمرانِ فقال: يا عم أنا ابنُ أسد بن هاشم، فقال عبد المطلب: [ص 297] لا وثيابِ ابن هاشم، ما أعرف شمائل هاشم فيك، فارجع، فرجَع، فقالوا: رجع حنين بخفيه، فصار مثلا. 1569- رُبَّ نَعْلٍ شَرُّ مِنَ الْحَفَاءِ. قال الكسائي: يقال رجُل حَافٍ بين الحُفْوَة والحِفْيَة والحِفَايَةِ والحَفَاء بالمد، وكان الخليل بن أحمد رحمه اللّه تعالى يُسَاير صاحبا له، فانقطع شِسْعُ نعلِهِ، فمشى حافياً، فخلع الخليلُ نعلَه وقال: من الْجَفَاء، أن لا أواسيك في الْحَفَاء. 1570- رُبَّ أَكْلَةٍ تَمْنَعُ أَكْلاَتٍ. يضرب في ذم الحرص على الطعام. قال المفضل: أول من قال ذلك عامر ابن الظَّرِبِ العَدْوَاني، وكان من حديثه أنه كان يدفع بالناس في الحج، فرآه ملك من ملوك غَسَّان، فقال: لا أترك هذا العَدْوَاني أو أُذِلَّهُ، فلما رجع الملك إلى منزله أرسل إليه: أُحِبُّ أن تزورني فأحْبُوَكَ وأكرمك وأتخذك خِلاًّ، فأتاه قومه فقالوا: تَفِدُ ويَفِدُ معك قومُك إليه، فيصيبون في جَنْبك ويَتَجَيَّهُونَ بجاهك، فخرج وأخرج معه نَفَراً من قومه، فلما قدم بلادَ الملك أكرمه وأكرم قومه، ثم انكشف له رأيُ الملك فجَمَع أصحابه وقال: الرأيُ نائم والهوى يَقْظَان، ومن أجل ذلك يغلبُ الهوى الرأيَ، عَجِلْتُ حين عجلتم، ولن أعود بعدها، إنا قد تَوَرَّدْنَا بلاد هذا الملك، فلا تسبقوني برَيْثِ أمرٍ أقيم عليه ولا بعَجَلَةِ رأي أخفُّ معه، فإن رأيي لكم، فقال قومه له: قد أكرمَنَا كما ترى، وبعد هذا ما هو خير منه، قال: لا تَعْجَلوا فإن لكل عام طعاما، ورب أَكْلَةٍ تمنَعُ أكلات، فمكثوا أياماً، ثم أرسل إليه الملك فتحدَّثَ عنده ثم قال له الملك: قد رأيتُ أن أجعلك الناظِرَ في أموري، فقال له: إنَّ لي كَنْزَ علمٍ لستُ أعلم إلا به، تركتُه في الحي مدفوناً، وإن قومي أَضِنَّاء بي، فاكتب لي سِجِلاًّ بجباية الطريق، فيرى قومي طَمَعاً تطيبُ به أنفسُهم فأستخرج كنزي وأرجع إليك وافراً، فكتب له بما سأل، وجاء إلى أصحابه فقال: ارْتَحِلُوا، حتى إذا أدبروا قالوا: لم يُرَ كاليوم وافدُ قومٍ أقل ولا أبعد من نَوَالٍ منك، فقال: مهلا، قليس على الرزق فَوْت، وغَنِمَ من نجا من الموت، ومَنْ لا يُر باطنا يَعِش واهنا، فلما قدم على قومه أقام فلم يَعُدْ. 1571- رَبَضُكَ مِنْكَ وَإِنْ كانَ سَمَاراً. يقال لقوت الإنسان الذي يقيمه ويعتمده [ص 298] من اللبن: رَبَضٌ، والسَّمَار: اللبن المَمْذُوق، يقول: منك أهلُكَ وخَدَمْك ومن تأوِي إليه وإن كانوا مُقَصِّرِين، وهذا كقولهم: "أَنْفُكَ منك وإن كان أَجْدَعَ". 1572- رُبَّ مُكْثِرٍ مُسْتَقِلٌّ لما في يَدَيْهٍ. يضرب للرجل الشحيح الشَّرِه الذي لا يقنع بما أعطى. 1573- أرِنِي غَيًّا أزِدْ فِيهِ. يضرب للرجل يتعرَّضُ للشر ويُوقِع نفسه فيه. 1574- رَأيْتُهُ بأَخِي الْخَيْرِ. أي رأيته بشر، ورأيته بأخي الشر، أي رأيته بخير. 1575- رُبَّ سَامِعِ عِذْرَتِي لَم يَسْمَعْ قِفْوَتِي. العِذْرَة: المعذرة، والقِفْوَة: الذنب، يقال: قَفَوْتُ الرجلَ، إذا قَذَفْتَه بفُجُور صريحاً، وفي الحديث "لا حَدَّ إلا في القَفْو البين" والاسم: القِفْوَة. والمثلُ يقوله الرجل يعتذر من أمر شتم به إلى الناس، ولو سكت لم يعلم به. ويروى "رب سامع قِفْوَتِي، ولم يسمع عِذْرَتِي" قال الأصمعي: معناه سمع ما أكره من أمري ولم يسمع ما يغسله عني. 1576- رُهْبَاكَ خَيْرٌ مِنْ رُغْبَاكَ. ويروى "رَهْبَاكَ خَيْرٌ من رَغْبَاك" والضم أجود من الفتح، لأنه إذا فتح مد، يقال: الرُّغْبَى والرَّغْبَاء والنُّعْمَى والنَّعْمَاء، والبُؤْسَى والبَأْساء، اللّهم إلا أن يقال: أرادوا المد فقصروا، وكلاهما مصدر أضيف إلى المفعول، يقول: فَرَقُه منك خيرٌ لك من حُبِّه لك، وقيل: لأن تُعْطَى على الرَّهْبَة منك خيرٌ من أن ترغب إليهم، ومثل هذا قولهم "رَهَبُوتٌ خيرٌ من رَحَمُوت" وقد مر قبل ذلك. 1577- رَآهُ الصَّادِرُ وَالْوَارِدُ. يضرب لكل أمرٍ مشهورٍ يعرفه كل أحد. 1578- اسْتَرَاحَ مَنْ لاَ عَقْلَ لَهُ. يقال: إن أول مَنْ قال ذلك عمرو بن العاص لابنه، قال: يا بني، والٍ عادلٌ خير من مطر وابل، وأسد حَطومٌ خير من والٍ ظلوم، ووالٍ ظلومٌ خير من فتنة تدوم. يا بني عَثْرَة الرِّجْلِ عَظْم يُجْبَرُ، وعثرة اللسان لا تُبْقِي ولا تَذَر، وقد استراح من لا عقل له. قال الراعي: [ص 299] أَلِفَ الهمومُ وِسَادَهُ وَتَجَنَّبَتُ * كَسْلاَنَ يُصْبِحُ في المَنَامِ ثَقِيلاَ وقال بعض المتأخرين: مستراح من لا عقل له. 1579- رُبَّ لاَئِمٍ مُلِيمٌ. أي أن الذي يلوم الممسك هو الذي قد ألام في فعله، لا الحافظ له، قاله أكْثَمُ بن صَيْفي. 1580- رُبَّ سَامِعٍ بِخَبَرِي لم يَسْمَعْ عُذْرِي. يقول: لا أستطيع أن أعلنه، لأن في الإعلان أمراً أكرهه، ولست أقدر أن أوسع الناس عُذراً، والباء في "بخبري" زائدة. 1581- رُبَّ رَمْيَةٍ مِنْ غَيْرِ رَامٍ. أي: رُبَّ رميةٍ مصيبة حَصَلت من رام مخطئ، لا أن تكون رمية من غير رام، فإن هذا لا يكون قط. وأول من قال ذلك الْحَكَم بن عَبْد يَغُوث المنقري، وكان أرمى أهلِ زمانه، وآلى يمينا ليذبَحَنَّ على الغَبْغَبِ مَهَاة، ويروى ليدجنَّ، فحمل قوسَه وكِنانته، فلم يصنع يومه ذلك شيئاً، فرجع كئيباً حزيناً، وبات ليلته على ذلك، ثم خرج إلى قومه فقال: ما أنتم صانعون فإني قاتلُ نفسي أسفاً إن لم أذبحها اليوم؟ ويروى أدجها، فقال له الحُصَيْن بن عبد يَغُوث أخوه: يا أخي دج مكانها عَشْراً من الإبل ولا تقتل نفسك، قال: لا واللاتِ والعُزَّى لا أظلم عاترة، وأترك النافرة، فقال ابنه المُطْعِمُ بن الحكم: يا أبة احملني معك أرْفِدْكَ، فقال له أبوه: وما أحمل من رعش وَهِلْ، جَبَان فشل، فضحك الغلام وقال: إن لم تر أوْدَاجَها تخالط أمشاجها فاجعلني وداجها، فانطلقا، فإذا هما بمَهَاة فرماها الحكمُ فأخطأها، ثم مرت به أُخرى فرماها فأخطأها، فقال: يا أبة أعْطِنِي القوسَ، فأعطاه فرماها فلم يخطئها، فقال أبوه: رُبَّ رميةٍ من غير رَامٍ. 1582- رَكِبَ جَنَاحَيْ نَعَامَةٍ. يضرب لمن جَدَّ في أمرٍ إما انهزامٍ وإما غير ذلك. 1583- رُبَّ ساعٍ لِقاعِدٍ. ويروى معه "وآكِلٍ غير حامد" يقال: إن أول من قاله النابغة الذبياني، وكان وفَدَ إلى النعمان بن المنذر وفودٌ من العرب فيهم رجل من بني عَبْس يقال له شقيق، فمات عنده، فلما حبا النعمانُ الوفودَ بعث إلى أهل شقيق بمثل حِباء الوَفْد، [ص 300] فقال النابغة حين بلغهُ ذلك: ربَّ ساعٍ لقاعد، وقال للنعمان: أبقيْتَ للعَبْسِيِّ فَضْلاً ونعْمَةً * ومَحْمَدَةً من باقيات المَحَامِدِ حباء شقيق فَوْقَ أعْظُمِ قَبْرِهِ * وكان يُحْبَى قبلَه قبرُ وافِدِ أتى أهْلَهُ منه حِبَاءٌ ونعمة * ورُبَّ امرئ يَسْعَى لآخَرَ قَاعِدِ ويروى "لسْلَمِى أمَّ خالد، رب ساع لقاعد" قالوا: إن أول مَنْ قال ذلك معاوية ابن أبي سفيان، وذلك أنه لما أخَذَ من الناس البيعةَ ليزيد ابنهِ قال له: يا بني، قد صيرتك وليَّ عهدي بعدي، وأعطيتك ما تمنيت، فهل بقيَتْ لك حاجة أو في نفسك أمر تحب أن أفعله؟ قال يزيد: يا أمير المؤمنين، ما بقيَتْ لي حاجة ولا في نفسي غُصَّة ولا أمرٌ أحبُّ أن أناله إلا أمر واحد، قال: وما ذاك يا بني؟ قال: كنت أحِبُّ أن أتزوج أم خالد امرأةَ عبد اللّه بن عامر بن كريز، فهي غايتي ومُنْيَتي من الدنيا، فكتب معاوية إلى عبد اللّه بن عامر فاستقدمه، فلما قدم عليه أكرمه وأنزله أياماً، ثم خلا به فأخبره بحال يزيد ومكانه منه وإيثاره هَوَاه. وسأله طلاقَ أم خالد على أن يطعمه فارسَ خمسَ سنين، فأجابه إلى ذلك، وكتب عهده، وخَلَّى عبدُ اللّه سبيلَ أم خالد، فكتب معاوية إلى الوليد ابن عُتْبَة وهو عامل المدينة أن يعلم أم خالد أن عبد اللّه قد طَلَّقها لتعتدَّ، فلما انقضَتْ عدتُها دعا معاويةُ أبا هريرة فدفع إليه ستين ألفاً، وقال له: ارْحَلْ إلى المدينة حتى تأتيَ أمَّ خالد فتخطبها على يزيد، وتعلمها أنه وليُّ عهد المسلمين، وأنه سَخِيٌّ كريم، وأن مهرها عشرون ألف دينار، وكرامتها عشرون ألف دينار، وهديتها عشرون ألف دينار، فقدم أبو هريرة المدينةَ ليلا، فلما أصبح أتى قبرَ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فلقيه الحسنُ بن علي، فسلم عليه وسأله: مَتَى قدمت؟ قال: قدمتُ البارحةَ، قال: وما أقْدَمَك؟ فقصَّ عليه القصة، فقال له الحسن: فاذْكُرْنِي لها، قال: نعم، ثم مضى، فلقيه الحسينُ بن علي وعبيدُ اللّه بن العباس رضي اللّه تعالى عنهم، فسألاه عن مَقْدَمه فقصَّ عليهما القصة، فقالا له: اذكرنا لها، قال: نعم، ثم مضى فلقيه عبدُ اللّه بن جعفر بن أبي طالب وعبدُ اللّه ابن الزبير وعبد اللّه بن مُطيع بن الأسود، فسألوه عن مَقْدَمه فقصَّ عليهم القصة، فقالوا: اذكرنا لها، قال: نعم، ثم أقبل حتى دخل عليها، فكلَّمها بما أمر به معاويةُ، ثم قال [ص 301] لها: إن الحسَنَ والحسين ابني علي وعبدَ اللّه ابن جعفر وعبيدَ اللّه بن العباس وابنَ الزبير وابنَ مطيع سألوني أن أذكرهم لك، قال: أما هَمِّي فالخروج إلى بيت اللّه والمجاورة له حتى أموت أو تشير علي بغير ذلك، قال أبو هريرة: أمّا أنا فلا أختار لك هذا، قالت: فاختر لي، قال: اختاري لنفسك، قالت: لا، بل اخْتَرْ أنت لي، قال لها: أما أنا فقد اخْتَرْتُ لك سيدَيْ شبابِ أهل الجنة، فقالت: قد رضيتُ بالحسن بن علي، فخرج إليه أبو هريرة فأخبر الحسنَ بذلك وزوَّجَها منه، وانصرف إلى معاوية بالمال، وقد كان بلغ معاوية قصته، فلما دخل عليه قال له: إنما بَعَثْتُك خاطباً ولم أبعثك محتسباً، قال أبو هريرة: إنها استشارتني والمستشار مؤتمن، فقال معاوية عند ذلك: اسْلَمِي أم خالد، رب ساع لقاعد، وآكل غير حامد، فذهبت مثلا. 1584- رضَا النَّاسِ غَايَةٌ لاَ تُدْرَكُ. هذا المثل يروى في كلام أكْثَمَ بن صَيْفي. 1585- الرَّبَاحُ مَعَ السَّمَاحِ. الرَّبَاح: الرِّبْحُ، يعني أن الجود يُورِثُ الحمدَ ويربح المدح. 1586- أَرِها أَجَلَى أنَّى شِئْتَ. أجلى: مَرْعىً معروفٌ، وهذا من كلام حُنَيْفِ الحَنَاتم لما سئل عن أفضل مَرْعىً، وكان من آبَلِ الناس فقال: كذا وكذا، فعَدَّ مواضعَ ثم قال بعد هذا: أرِهَا - يعني الإبِلَ - أجلَى أنِّي شئت، يعني متى شئت، أي اعْرِضْ عليها، ويروى "أرْعِهَا أجلى". يضرب مثلا للشيء بَلَغَ الغاية في الجودة. |
1587- ارْكَبْ لِكُلِّ حالٍ سِيسَاءهُ. السِّيسَاء: ظهرُ الحمار، ومعناه اصبر على كل حال. 1588- ارْضَ مِنَ المَرْكَبِ بِالتَّعْلِيقِ. أي ارْضَ من عظيم الأمور بصغيرها. يضرب في القَنَاعة بإدراك بعض الحاجة، والمركب: يجوز أن يكون بمعنى الركوب أي ارْضَ بدَلَ ركوبك بتعليق أمتعتك عليه، ويجوز أن يراد به المركوب، أي ارْضَ منه بأن تتعلق به في عُقْبتك ونَوْبتك. 1589- أَرِقْ عَلَى خَمْرِكَ أَوْ تَبَيَّنْ. أي رَقِّقْهَا بالماء لئلا تذهب بعقلك، أو تَبَيَّنْ فانْظُرْ ما تصنع. 1590- رُبَّ مُخْطِئَةٍ مِنَ الرَّامي الذَّعَّافِ. أي رب رَمْيَة مخطئة من الرامي القاتل من قولهم "ذَعَفَه" إذا سقاه الذعَاف، وهو [ص 302] السم القاتل، وهذا قريب من قولهم "قَدْ يَعْثُرُ الجَوَاد". 1591- رُبَّ شَدٍّ فِي الكُرْزِ. يقال: إن فارساً طَلَبه عَدُوٌّ وهو على عقوق، فألقت سليلها وعَدَا السليلُ مع أمه، فنزل الفارس وحمله في الجوالق، فرهَقَه العدو وقال له: ألْقِ إليَّ الفَلُوَّ، وقال هذا القول، يعني أنه ابن منجبين. يضرب لمن يُحْمَدُ مَخْبره. 1592- رُبَّ حَثِيثٍ مَكِيثٌ. يقال: مَكَثَ فهو ماكِث ومَكِيث. يضرب لمن أراد العَجَلة فحَصَل على البطء. 1593- رِجْلاَ مُسْتَعِيرٍ أَسْرَعُ مِنْ رِجْلَىْ مُؤَدٍّ. يضرب لمن يُسْرِع في الاستعارة ويبطئ في الردِّ. 1594- رُبَّ شانِئَةٍ أَحْفَى مِنْ أُمٍّ . يعني أنها تُعْنَى بطلب عيوبك فعِنَايتها أشَدُّ من عناية الأم، لأن الأم تُخْفِي عَيْبَكَ فتبقى عليه، وهي تظهره فتتهذب بسببها. 1595- رُبَّ أَخٍ لَكَ لَمْ تَلِدْهُ أُمُّكَ. يعني به الصديق، فإنه ربما أرْبى في الشفقة على الأخ من الأب والأم. 1596- رُبَّ رَيْثٍ يُعْقِبُ فَوْتاً. هذا مثل قولهم "في التأخير آفات" أي ربما أخِّرَ أمرٌ فيفوت. 1597- رُبَّ طَلَبٍ جَرَّ إِلَى حَرَبٍ. أي ربما طلب المرءُ ما فيه هلاكُ مالِهِ، ومثلُه: 1598- رُبَّ أُمْنِيَّةٍ، جَلَبَتْ مَنِيَّة. ويروى "نَتَجَتْ منيةً" ومثلهما: 1599- رُبَّ طَمَعٍ أَدْنَى إِلىَ عَطَبِ. وقريب مما تقدم قولهم: 1600- رُبَّ نَارِكَيٍّ خِيلَتْ نَارَ شَيٍّ. وقال: لاتَتْبَعَنْ كُلَّ دُخَانٍ تَرَى * فالنَّارُ قَدْ تُوقَدُ لِلْكَيَّ 1601- رُبَّمَا كانَ السُّكُوتُ جَوَاباً. هذا كقولهم "تَرءكُ الجواب جَوَابٌ" قال أبو عبيد: يقال ذلك للرجل الذي يجلُّ خَطَره عن أن يكلم بشيء، فيجاب بترك الجواب. 1602- رُبَّمَا أَعْلَمُ فأَذَرُ. أي ربما أعلم الشيء فأذره، لما أعرف من سوء عاقبته. [ص 303] 1603- رَأَى الكَوَاكِبَ مُظْهِراً. يقال "أظْهَرَ" إذا دخَلَ في وقت الظهيرة. يضرب لمن دُهِىَ فأظلم عليه يومُه. 1604- رَضِيَ مِنَ الوَفَاءِ بِاللَّفَاءِ. الوَفَاء: التوفية، يقال: وَفَّيْتُه حقَّه تَوْفِية ووَفَاء، واللَّفاء: الشيء الحقير، يقال: لَفَّاه حَقَّه إذا بَخَسه، فاللَّفَاء والوفاء مصدران (يعني أنهما يدلان على معنى المصدر، وإن كان كل منهما - عند النحاة - اسم مصدر كالكلام والسلام والبيان، بمعنى التكليم والتسليم والتبيين) يقومان مقام التوفية والتلفية. يضرب لمن رضي بالتافه الذي لا قَدْرَ له دون التام الوافر. 1605- أَرْسِلْ حَكِيماً وأَوْصِهِ. أي أنه وإن كان حكيما فإنه يحتاج إلى معرفة غرضِكَ. وبضده يقال: 1606- أرْسِلْ حَكِيماً ولاَ تُوصِهِ. أي هو مستغنٍ بحكمته عن الوصية. قالوا: إن هذين المثلين للقمان الحكيم، قالهما لابنه. 1607- الرَّشْفُ أنْقَعُ. أي أذْهَبُ وأقْطَعُ للعطش. والرَّشْفُ: التأني في الشرب. يضرب في ترك العَجَلة. 1608- الرُّغْبُ شُؤْمٌ. يعني أن الشَّرَه يعود بالبلاء، يقال: رَغِب رَغباً فهو رَغِيبٌ، والرغيب أيضاً: الواسعُ الجوفِ، وأكثر ما يستعمل في ذم كثرة الأكل والحرصِ عليه. 1609- الرَّفِيقَ قَبْلَ الطَّرِيق. أي حَصِّلِ الرفيق أولا واخْبُرْهُ، فربما لم يكن موافقا ولا تتمكن من الاستبدال به. 1610- الرَّاويِةُ أحَدُ الشَّاتِمَيْنِ. هذا مثل قولهم "سَبَّكَ مَنْ بَلَّغَكَ" 1611- رَكِبْتُ هَجَاجِي فَرَكِبَ هَجَاجَهُ. يقال: ركبَ فلانٌ هَجَاجَ غير مُجْرىً (غير مجرى: معناه غير منون) وهَجَاجِ مثلَ قَطَامِ، إذا ركبَ رأسَه. يضرب للرجلين إذا تَدَارَيَا، أي ركبتُ باطلي فركْب باطلَه. 1612- ارْتَدَّتْ عَلَيْهِ أرْعَاظُ النَّبْلِ. يضرب لمن طلب شيئاً فلم يصل إليه. [ص 304] 1613- رُبَّ فَرَسٍ دُونَ السَّابِقَةِ. يضرب عند الترضية بالقَنَاعة بما دون المنى. 1614- رَكِبَتْ عَنْزُ بِحِدْجٍ جَمَلاَ. عَنْز: امرأة من طَسْم سُبِيَتْ فحملت في هَوْدج، يهزؤن بها، والتقدير: ركبت عنز جملا مع حِدْج، أو جملا سائرا بحدج، وقد ذكرت الكلام فيه في باب الشين عند قوله "شر يوميها وأغْوَاهُ لها". 1615- أرْخِ عِنَاجَهُ يُدَالِكَ. العِناج: العَنْجُ، وهو أن تثني بالزمام، والمُدَالاَةُ: المُدَاراة والرفق، أي ارْفُقْ به يتابعك، وذلك أن الرجل إذا ركب البعيرَ الصَّعْبَ وعَنَجَه بالزمام لم يتابعه، ويجوز أن يكون "يُدَالِكَ" من الدَّلْوِ وهو السير الرويد، يقال: دَلَوْتُ الناقَةَ، أي سيرتُهَا سيراً رويداً، وقال: لا تَقْلُوَاهَا وادْلُوَاهَا دَلْوَا * إِنَّ مَعَ الْيَوْمِ أَخَاهُ غَدْوَا 1616- أرَوَغَاناً يَاثُعَال، وقَدْ عَلِقْتَ بالْحِبَال؟ ثعالة: الثعلب. يضرب لمن يُرَاوغ وقد وجَبَ عليه الحق. 1617- ارْفَعْ بِاسْتِ مُمْجِرٍ ذَاتِ وَلَدٍ. الممجر من الشاء: التي لا تستطيع أن تَنْهَضَ بولدها من الهُزَال. يضرب للرجل العاجز يُضَيَّقُ عليه أمره فلا يستطيع الخروجَ منه فيقال لك أعِنْهُ. 1618- رَمَاهُ اللّه بِالطُّلاَطِلَةِ وَالْحُمَّى المُمَاطِلَةِ. الطُّلاَطلة: الداء العُضَال لا دواء له، وقال أبو عمرو: هو سقوط اللَّهَاة. يضرب هذا لمن دُعِيَ عليه، أي رماه اللّه بالداهية. 1619- أرَى خَالاً وَلاَ أرَى مَطَرَا. الخَالُ: السحاب يُرْجى منه المطر. يضرب للكثير المالِ لا يُصَاب منه خير. 1620- رَكُوضٌ فِي كُلِّ عَرُوضٍ. العَرُوضُ: الناحية. يضرب لمن يَمْشي بين القوم بالفَسَاد. 1621- رَجَعْتَ وخَسْأً وَذَمًّا. يضرب لمن يرجع عن مطلوبه خائباً مذموما، ونصب "خَسْأ وذما" بالواو التي بمعنى مع، أي رجعت مع خسء وذم. 1622- رُبَّ فَرْحَةٍ تَعُودُ تَرْحَةً. يعني أن الرجل يولَدُ له الولدُ فيفرح، [ص 305] وعسى أن يعود فرحه إلى ترح لجناية يجنيها أو ركوبِ أمرٍ فيه هلاكُه. 1623- رُبَّ جُوعٍ مَرِيء. يضرب في ترك الظلم، أي لا تظلم أحداً فتتخم. 1624- رَمانِي مِنْ جُولِ الطَّوِىِّ. الجُول والجَالُ: نواحي البئر مِن داخِلٍ أي رماني بما هو راجع إليه. 1625- رَكِبَ عُودٌ عُوداً. يعنون السهم والقوس. 1626- رُبَّ كَلِمَةٍ سَلَبَتْ نِعْمَةً. يضرب في اغتنام الصَّمْتِ. 1627- رَتْواً يُحْلَبُ الأبْكَارُ. قال الأموي: رَتَوْتُ بالدَّلْو، أي مددتُها مدّاً رفيقا، والأبكار جمع بِكر، وهي من الإبل الناقة التي ولدت بطناً واحداً ونصب رَتْواً على المصدر، أي ارفق رفقا يلحق الأتباع. 1628- رُبَّ مَلُومٍ لاَ ذَنْبَ لَهُ. هذا من قول أكْثَمَ بن صَيْفي، يقول: قد ظهر للناس منه أمر أنْكَرُوه عليه، وهم لا يعرفون حجته وعذره، فهو يُلاَم عليه، وذكروا أن رجلا في مجلس الأحنف بن قيس قال: ليس شيء أبغض إليَّ من التمر والزبد، فقال الأحنف: رُبَّ مَلُوم لا ذنب له. 1629- ارْضَ مِنَ العُشْبِ بِالْخُوصَةِ. هذا مثل قولهم "ارْضَ من المركب بالتعليق". والخوصة: واحدة الخوص، وهي وَرَق النخل والعرفج، يقال: أخْوَصَتِ النخلة، وأخْوَصَ العرفج، إذا تفطر بوَرَق. يضرب في القناعة بالقليل من الكثير. 1630- الرَّيْعُ مِنْ جَوْهَرِ البَذْرِ. يقال: رَاعَ الطعامُ يَرِيعُ وأرَاعَ يُرِيع، إذا صارت له زيادة في العَجْن والْخَبْز. يضرب للفرع الملائم للأصل. 1631- الرِّفْقُ يُمْنٌ والْخُرْقُ شُؤْمٌ. اليمن: البركة، والرِّفْقُ: الاسمُ من رَفَقَ به يَرْفُق، وهو ضد العُنْف، والذي في المثل من قولهم "رَفُقَ الرجلُ فهو رَفِيق" وهو ضد الخُرْق من الأخْرَقِ، وفي الحديث "ما دَخَلَ الرفقُ شيئاً إلا زانه" أراد به ضد العنف. يضرب في الأمر بالرفق والنهي عن سوء التدبير. 1632- الرُّومُ إِذَا لَمْ تُغْزَ غَزَتْ. يعني أن العدو إذا لم يقهر رام القهرَ، وفي هذا حَضٌّ على قهر العدو. [ص 306] 1633- أُرِيدُ حِبَاءَه وَيُرِيدُ قَتْلِي. هذا مَثَل تمثل به أمير المؤمنين عليّ كرم اللّه وجهه حين ضربه ابنُ مُلْجَم لعنه اللّه، وباقي البيت: عَذِيرَكَ من خَلِيلِكَ مِنْ مُرَاد* 1634- رُبَّ طَرْفٍ أفْصَحُ مِنْ لِسَانٍ. هذا مثل قولهم "البغض تُبْدِيه لك العينان". 1635- رُبَّ كَلِمَةٍ تَقُولُ لِصَاحِبِهَا دَعْنِي. يضرب في النهي عن الإكثار مخافة الإهجار. ذكروا أن نلكا من ملوك حِمْيَر خرج مُتَصَيِّداً معه نديم له كان يُقَرِّبه ويكرمه، فأشرف على صخرة مَلْساء ووقَف عليها، فقال له النديم: لو أن إنسانا ذُبِحَ على هذه الصخرة إلى أين يبلغ دمه؟ فقال الملك: اذبحوه عليها ليرى دمه أين يبلغ، فذبح عليها، فقال الملك: رُبَّ كلمة تقول لصاحبها دعني. 1636- رُبَّ ممْلُولٍ لاَ يُسْتَطَاعُ فِرَاقُهُ. 1637- رُبَّ رَأْسٍ حَصِيدُ لِسَانٍ. الْحَصِيد بمعنى المحصود. يضرب عند الأمر بالسكوت. 1638- رُبَّ ابْنِ عَمٍّ لَيْسَ بابْنِ عَمٍّ. هذا يحتمل معنيين: أحدهما أن يكون شكاية من الأقارب، أي رب ابن عم لا ينصرك ولا ينفعك، فيكون كأنه ليس بابنِ عم، والثاني أن يريد رُبَّ إنسان من الأجانب يهتم بشأنك ويستحي من خذلانك فهو ابن عم مَعنىً وإن يكن ابن عم نسباً، ومثله في احتمال المعنيين قولهم: "رُبَّ أخٍ لك لم تلده أمك". 1639- رَزَمَةً وَلاَ دِرَّةً. الرَّزَمَةُ: حَنينُ الناقة، والدِّرَّة: كثرة اللبن وسيلانه. يضرب لمن يعد ولا يفي. 1640- رُدَّ الْحَجَرَ مِنْ حَيْثُ جاءَكَ. أي لا تَقْبل الضَّيْمَ وارْمِ مَنْ رَمَاك. 1641- رَكَضَ ما وَجَدَ مَيْدَاناً. أي رَكَضَ مدة وجدانه المَرْكَضَ. يضرب لمن تعدَّى حدَّ القَصْد. 1642- رُبَّ طَمَعٍ يَهْدِى إِلَى طَبَعٍ. الطبع: الدَّنَسُ، قال الشاعر: لا خَيْرَ في طَمَع يَهْدِي إلى طَبَعٍ * وَغُفَّةٌ مِنْ قِوَامِ العَيْشِ تَكْفِينِي [ص 307] 1643- رَبَاعِي الإبِلِ لاَ يَرْتَاع مِنَ الْجَرَسِ. هذا مثل تبتذله العامة، والرباعي: الذي ألقى رَبَاعِيَتَه من الإبل وغيرها، وهي السن التي بين الثَّنِيَّة والناب، يقال: رَبَاع مثل ثمَان، والأنثى رَبَاعِية، قال العجاج يصف حماراً وحشياً: رَبَاعِياً مُرْتَبِعاً أوْ شوقباً* ويطلق على الغنم في السنة الرابعة، وعلى البقر والحافر في الخامسة، وعلى الخف في السابعة. يضرب لمن لقى الخطوبَ، ومارَسَ الحوادثَ. 1644- رُبَّمَا أصَابَ الأَعْمَى رُشْدَهُ. أي ربما صادف الشيء وَفْقَه من غير طلب منه وقصد، وكثيراً ما يقولون "بما أصاب الأعمى رشده" مكان "ربما" قال حسان: إنْ يكُنْ غَثَّ من رَقَاشِ حَدِيثٌ * فَبِمَا تأكُلُ الحدِيثَ السَّمِينَا قالوا: أراد ربما، قلت: يجوز أن تكون الباء في قوله: "فبما تأكل" باء البدل كما يقال: هذا بذاك، أي بدله، يقول: إن غثَّ حديثها الآن فببدل ما كنت تسمع السمين من حديثها قبل هذا، ومثله قول ابن أخت تأبط شراً يرثي خاله: فلئن فَلَّتْ هُذَيلٌ شَبَاه * لَبِمَا كان هُذَيْلاً يفلُّ وُبمَا يتركهم في مناخ * جعجع ينقب فيه الأظَل. 1645- أُرَيْنب مُقْرَنْفِطَهْ، عَلَى سَوَاءِ عُرْفُطَهْ. أُرَيْنب: تصغير أرنب، وهي تؤنث، والاقرنفاط: الانقباض، ومنه قول الرجل لامرأته وقد شاخا: يا حبذا مُقْرَنْفَطُك * إذ أنا لا أفرِّطُك فقالت: ياحَبَّذَا ذَبَاذِبُكَ * إذ الشَّبَابُ غالبك وهذه أرنب هَرَبَتْ من كلب أو صائد فعلت شجرة عُرْفُطة، وسَوَاء الشيء: وسَطُه. يضرب لمن يستتر بما ليس يستره. 1646- رَماهُ اللّه بأَحْبَى أقْوَس.َ أي بالداهية، والأحبى الأقوس: الداهي المُمَارس من الرجال، تقول العرب: قالت الأرنب: لا يدرِينِي - أي لا يختلني - إلا الأحْبَي الأقْوَسُ، الذي يبدرني ولا يَيْأس. قلت: الأحبى: أفعل من الحَبْوِ، وهو الصائد الذي يَحْبُو للصيد، والأقوس: المُنْحَنِيُّ [ص 308] الظهر، وهو من صفة الصائد أيضاً، فصار اسماً للداهية، فلذلك نكَّره، وبعضهم يروى "رماه اللّه بأحوَى" بالواو كما يقال "رماه اللّه بأحوى ألوى" هذا من الحي واللَّيِّ، أي بمَنْ يجمع ويمنع، ومنه: "لَيُّ الواجِدِ ظُلْمٌ". 1647- رُبَّ حَمْقَاءَ مُنْجِبَة. يقال "أَنْجَبَ الرجلُ" إذا كانت أولاده نُجَباء، وأنجبت المرأة: ولدت نَجِيباً. قال ابن الأعرابي: أربعة مَوْقَى: كلابُ بن ربيعة بن عامر بن صَعْصعة، وعِجْل بن لُجَيْم، ومالك بن زيد مَنَاة بن تميم، وأَوْسُ بن تغلب، وكلهم قد أَنْجَبَ. 1648- رَمَى الكَلاَمَ عَلَى عَوَاهِنِهِ. إذا لم يُبَال أصاب أم أخطأ. قلت: أصل هذا التركيب يدلُّ على سهولة ولين وقلة عَنَاء في شيء ومنه العِهْن المَنْفُوش، ورجل عاهن: أي كسلان مُسْتَرْخٍ، والعواهن: عروق في رحم الناقة، ولعل المثل يكون من هذا، أي أن القائل من غير روية لا يعلم ما عاقبة قوله كما لا يعلم ما في الرحم. 1649- رُبَّمَا أرَادَ الأَحْمَقُ نَفْعَكَ فَضَرَّكَ. يضرب في الرَّغْبة عن مخالطة الجاهل. 1650- رَكِبَ عُرْعُرَهُ. إذا أساء خلقه، وهذا كما يقال "ركِبَ رأسه" وعُرْعُرة الجبل والسَّنَام: أعلاه ورأسُه. 1651- رَجَعَ عَلَى حَافِرَتِهِ. أي الطريق الذي جاء منه، وأصله من حافِرِ الدابة، كأنه رجع على أثر حافره. يضرب للراجع إلى عادته السوء. 1652- رَفَعَ بِهِ رَأْساً. أي رضي بما سمع وأصاخ له، أنشد ابن الأعرابي في هذا المعنى: فَتًى مثلُ صَفْو الماء ليس بِبَاخِلٍ * بشيء ولا مُهْدٍ مَلاَما لباخِلِ ولا قَائلٍ عَوْرَاءَ تُؤْذِى جليسَه * ولا رافعٍ رأساً بَعْورَاءِ قائِلٍ ولا مُظْهِرٍ أحدوثَةَ السوء مُعْجَباً * بإعلانها في المجلس المُتَقَابِلِ أي في أهل المجلس. وحكى أن محمد بن زُبَيْدَة حبَس أبا نُوَاس في أمرٍ، فكتب إليه من الحَبس: [ص 309] قل للخليفة: إنني * حَيٌّ، أراك بكل باس مَنْ ذا يَكُون أبا نُوَا * سِك إذْ حَبَسْتَ أبا نُوَاس إنْ أنْتَ لم تَرْفَعْ به * رأساً هُدِيتَ فَنِصْفَ رَاسِ قال: فلم يرفع بما كتبت إليه رأساً، ولم يُبَالِ بي، ومكثت في الحبس ثلاثة أشهر. 1653- رمَاهُ اللّه بأَفْعَى حَارِيَة. الأفعى: حية يقال لمذكرها الأفْعُوَان، وهي أفعل قد ينون، كما يقال: "أَرْوًى" بالتنوين والحارية: التي نَقَصَ جسمها من الكبر، يقال: حَرَى يَحْرِى حَرْياً، وفلان يحرى كما يحرى القمر، أي ينقص، يقال: إن الأفعى الحارية لا تطنى، أي لا تبقى لَدِيغَهَا، بل تقتل من ساعها. 1654- رمَاهُ اللّه بالصُّدَامِ وَالأَوْلَقِ وَالْجُذاَمِ. الصُّدَام: داء يأخذ في رؤوس الدواب قال الجوهري: هو الصِّدَام بالكسر، وقال الأزهري: بالضم. قلت: وهذا هو القياس، لأن الأدواء على هذه الصيغة وردت مثل الزُّكَام والسُّعَال والْجُذَام والصُّدَاع والخُرَاع وغيرها، والأوْلَقُ: الْجُنُون، وهو فَوْعَل، لأنه يقال "رجُلٌ مُؤَوْلَقٌ" أي مجنون، قال الشاعر: وَمُؤَوْلَقٍ أَنْضَجْتُ كيَّةَ رأسِهِ * فَتَرَكْتُهُ ذَفِراً كرِيح الْجَوْرَبِ ويجوز أن يكون وزنه أفعل، لأنه يقال: أُلِقَ الرجل فهو مألوق، أي جُنَّ فهو مجنون. والْجُذَام: داء تتقرَّح منه الأعضاء وتتعفَّن، وربما تساقَطُ، نعوذ باللّه منه ومن جميع الأدواء. والمثلُ من قول كثير بن المطلب بن أبي وَدَاعة. قال الرياشي: كتب هشام إلى والي المدينة أن يأخذ الناسَ بسبِّ علي بن أبي طالب رضي اللّه تعالى عنه، فقال كثير: لَعَنَ اللّه من يَسُبُّ حُسَيْناً * وأخاه من سُوقَةٍ وإمَامِ ورَمَي اللّه من يَسُبُّ عليّاً * بصُدَامٍ وَأَوْلَقٍ وَجُذَامِ طِبْتَ بيتاً وطاب أَهْلُكَ أهْلاً * أَهْلِ بَيْتِ النبي والإسْلاَمِ رَحْمَةُ اللّه والسَّلاَمُ عليكم * كلَّما قام قائم بسَلاَمِ يأْمَنُ الطيرُ والظَّباءُ ولا يأ * مَنُ رَهْطُ النبيِّ عند المقامِ قال: فحبسه الوالي، وكتب إلى هشام [ص 310] بما فعل، فكتب إليه هشام يأمره بإطلاقه، وأمر له بعطاء. 1655- رَمَاهُ اللّه بلَيْلَةٍ لاَ أُخْتَ لَهَا. أي بليلة يَمُوتُ فيها. 1656- رَمَاُه اللّه بِدَيْنِهِ. يعنون به الموتَ، لأن الموت دَيْنٌ على كل أحد سيقضيه إذا جاء متقاضيه. 1657- رَمَاهُ اللّه مِنْ كُلِّ أكَمَةٍ بِحَجَرٍ. يقال هذا في الدعاء على الإنسان. 1658- ارْبِطْ حِمَارَكَ إنهُ مُسْتَنْفِرُ. يقال: رَبَطَ يَرْبُطُ وَيَرْبِطُ، واستنفر بمعنى نَفَرَ، ويكون بمعنى أنفر. يضرب لمن يؤذي قومه. ومعناه: كُفَّ فقد عِرْتَ في شتم قومك (عار الفرس ونحوه يعير عيرا - من باب ضرب - إذا انفلت وذهب ههنا وههنا من مرحه، أو هام على وجهه لا يثنيه شيء) كما يَعيِرُ الحمار عن مربطه. 1659- أرِنِي حَسَناً أُرِكْهُ سَمِيناً. يقولون: قال رجل لرجل: أَرِنِي حسناً، فقال: أريكه سميناً، يعني أن الحُسْنَ في السِّمَن، وهذا كقولهم: قيل للشحم: أين تذهب؟ قال: أقوِّمُ المُعْوَجَّ. 1660- رُبَّ كَلِمَةٍ أفَادَتْ نِعْمَةً. هذا ضد قولهم "ربَّ كلمةٍ سلَبت نعمة". 1661- رُبَّمَا أصَابَ الغَبِيُّ رُشْدَهُ. الغَبَاوة: الحُمْق. ضرب في التسليم والرضا بالقدر. 1662- رُبَّ بَعِيدٍ لاَ يُفْقَدُ بِرُّهُ، وَقَرِيبٍ لا يُؤْمَنُ شَرُّهُ. 1663- الرَّقِيقُ جَمَالٌ وَليْسَ بمَالٍ. وهذا كما قالوا: اشْتَرِ الموَتَان، ولا تشتر الحيوان. 1664- رُبَّ عَالِمٍ مَرْغُوبٌ عَنْهُ، وَجَاهِلٍ مُسْتَمَعٌ مِنْهُ. 1665- رُبَّ عَزِيزٍ أذَلَّهُ خُرْقُهُ، وَذَلِيلٍ أعَزَّهُ خُلُقُهُ. 1666- رُبَّ مُؤْتَمَنٍ ظَنِينٌ، وَمُتَّهَمٍ أمِينٌ. 1667- رُبَّ شَبْعَانَ مِنَ النِّعَمِ، غَرْثَانُ مِنَ الكَرَمِ. 1668- ارْتَجَنَتْ الزُّبْدَةُ. الارتجان: اختلاطُ الزُّبْدَة باللبن، فإذا خلَصَت الزبدة فقد ذهب الارتجان. يضرب للأمر المُشْكِل لا يهتدَى لإصلاحه. [ص 311] 1669- رَمَى بِسَهْمِهِ الأَسْوَدِ والمُدَمَّى. أصل هذا المثل أن الجَمُوحَ أخا بني ظَفَر بَيَّتَ بني لَحْيَان، فهُزم أصحابه وفي كِنانته نَبْل مُعلم بسواد، فقالت له امرأته: أين النَّبْلُ التي كنت ترمي بها؟ فقال: قالت خليدة لمَّا جئتُ زائرهَا * هلاَّ رَمَيْتَ ببَعْضِ الأْسُهم السود والمدمَّي: الملطَّخ بالدم. يضرب للرجل لا يبقى في الأمر من الجد شيئاً. 1670- رَعْداً وبَرْقا والجهَامُ جافِرُ. يقال: جفَلَ السحابُ وجَفَر، إذا أراق ماءه، ونصب رَعْداً وبَرْقاً على المصدر، أي يرعد رعدا ويبرق برقا. يضرب لمن يتزيَّا بما ليس فيه. 1671- رَأيْتُ أرْضاً تَتَظَالَمُ مِعْزاهَا. أي: تتناطح من سمنها وكثرة عُشْبها. يضرب لقوم كَثُرتْ نعمتهم ولذَّتْ معيشتهم فهم يَبْطَرونها. 1672- أرَانِي غَنِيًّا ما كُنْتُ سَويّاً. يعني أن الغني في الصحة، وهذا يروى عن أكْثَمَ بن صَيْفي. 1673- الرِّفْقُ بُنَيُّ الحلْمِ. أي مثلُه، وينشد: يا سعد يا ابْنَ عملي يا سَعْدُ * هل يُرْوِيَنْ ذَوْدَكَ نَزْعٌ مَعْدُ وساقيانِ سَبِطٌ وجَعْدٌ* أراد بقوله "يا ابن عملي" يا من يعمَل مثلَ عملي. 1674- رُبَّمَا دَلَّكَ عَلَى الرَّأْيِ الظَّنُونَ. قال الفراء: يراد ربما أصاب المتهَمُ في عقله الضعيفُ في رأيه شاكلَةَ الصوابِ إذا استشير، والظَّنُون: كل ما لم يُوثَقْ به من ماء أو غيره. وقال أبو الهيثم: الظَّنُون من الرجال الذي يُظَن به الخيرُ فلا يوجَد كذلك. 1675- أرَادَ مَا يُحْظِينِي فَقَالَ ما يَعْظِينِي. الإحظاء: أن تجعله ذا حُظْوة ومنزلة، والعَظْى: الرمْىُ، يقال: عظاه يَعْظِيه (في القاموس أنه أجوف واوي، يقال عظاء يعظوه عظوا، فلعل هذه لغة أخرى) عَظْيا، ولقي فلان ما عَجَاه وما عَظَاه، إذا لقى شدةً، ولقَّاه اللّه ما عَظَاه، أي ما ساءه. يضرب للرجل ينصح صاحبه فيخطئ فيقول له ما يَغِيظه ويسوءه. 1676- أُرْوِيَّةٌ تَرْعَى بِقاعٍ سَمْلَقٍ. الأروية: الأنثى من الأوْعَال، وهي [ص 312] ترعى في الجبال، والقاعُ: الأرضُ المستوية، والسَّمْلَق والسلق: المطمئنّ من الأرض. يضرب لمن يُرَى منه ما لم يُرَ قبلُ من صلاح أو فساد. 1677- ارْمِ فَقَدْ أفَقْتَهُ مَرِيشاً. يقال: أفَقْتَ السهمَ إذا وضَعْتَ فُوقه في الوتَر. يضرب لمن تمكَّن من طَلِبته. 1678- رَحْلٌ يَعَضُّ غارِباً مَجْرُوحاً. الغاربُ: أعلى السَّنام، يقال: عَضَّه وعَضَّ به وعَضَّ عليه. يضرب لمن هو في ضبق وضَنْك فألْقى غيره عليه ثقْلَه. 1679- رَازَلَكَ القُنْفُذُ أُمَّ جابِرٍ. الرَّوْزُ: الاختبار، وأم جابر: امرأة كانت دَمِيمةً. يقول: إن القنفذ اختَبَر لأجلك هذه المرأة، يعني أنها في حركاتها ودَمَامتها مثل القنفذ فقد بين القنفذ لك صفتها. يضرب لمن يَدُلُّك تصرفه على ما في قلبه من الضعن. 1680- رَأْسٌ لِشَوْرٍ ما يُطارُ نُعرَتُهُ. شَوْر: اسم رجل، والنُّعَرة: ذباب يتعرض للحمير وسائر الدواب فيدخل أنفها. يضرب لمن أصَرَّ على جَهْله فلا يزجره زجر ناصح. 1681- أرْوَاحُ وَجْرَى كُلُّهَا دَبُورُ. يقال: ريح وأرْوَاح ورِيَاح وأرْيَاح، فمن قال أرواح بناه على أصله، ومن قال أرياح بناه على لفظ الريح، ووَجْرَى: موضع بالشأم قريب من أرمينية فيه برد شديد، يقال: إن ريح الشمال فيها لا تفتر، والدَّبور: ريح تأتي من جانب القبلة، وهي أخبث الأرواح، يقال: إنها لا تلقح شجرا ولا تنشئ سحابا. يضرب لمن كلُّه شر. 1682- رَتَوْتَ بِالغَرْبِ العَظِيمِ الأثْجَلِ. الرَّتْو: الخطو، والغَرْب: الدَّلو العظيمة، والاَثْجَلُ: الواسع. يضرب لمن يحتمل المشاق والأمور العظيمة ناهضاً بها. 1683- رَمَاهُ بِسُكاتِهِ. أي رماه بما أسكته، يعني بداهية دَهْيَاء. 1684- رُبَّ قَوْلٍ يُبْقِى وَسْماً. قالوا: إن أول مَنْ قال ذلك أعرابي، وكان رَثَّ الحال، فقال له رجل: يا أعرابي، واللّه ما يسرني أن أبيتَ لك ضيفاً، قال الأعرابي: فواللّه لو بتَّ ضيفاً لي لأصبحت [ص 313] أبْطَنَ من أمك قبل أن تلدك بساعة، إنا إذا أخْصَبْنا فنحن آكَلُ للمأدوم، وأعطى للمحروم، ولَرُبَّ قول يبقى وَسْما، قد رَدَّه منا فعال تَحْسِم ذما، فذهبت من قوله مثلا. 1685- رُبَّ زَارِعٍ لِنَفْسِهِ حاصِدٌ سِوَاهُ. قال ابن الكلبي: أول مَنْ قال ذلك عامر بن الظَّرِب، وذلك أنه خَطَب إليه صَعْصَعة بن معاوية ابنَته، فقال: يا صعصعة إنك جئْتَ تشترِي مني كَبِدِي وأرْحَمَ ولدي عندي منَعْتُك أو بعتك، النكاحُ خيرٌ من الأيْمَة، والحسيب كفء الحسيب، والزوج الصالح يعد أبا، وقد أنكحتك خَشْيَةَ أن لا أجد مثلك، ثم أقبل على قومه فقال: يا معشرَ عَدْوَان أخرجت من بين أظهركم كريمَتكم على غير رَغْبة عنكم، ولكن مَنْ خُطَّ له شيء جاءه، رب زارع لنفسه حاصد سواه، ولولا قَسْم الحظوظ على غير الحدود ما أدرك الآخر من الأول شيئاً يعيش به، ولكن الذي أرسل الْحَيَا أنبت المَرْعَى ثم قسمه أكْلاً لكل فَمٍ بَقْلَة ومن الماء جرعة، إنكم ترون ولا تعلمون، لن يرى ما أصِفُ لكم إلا كلُّ ذي قلب وَاعٍ، ولكل شيء راعٍ، ولكل رزق ساعٍ، إما أكْيَسُ وإما أحْمَق، وما رأيت شيئاً قط إلا سمعت حِسَّه، ووجَدْتُ مَسَّه، وما رأيت موضوعاً إلا مصنوعاً، وما رأيت جائيا إلا داعيا ولا غانما إلا خائبا، ولا نعمة إلا ومعها بؤس، ولو كان يميت الناسَ الداءُ لأحياهم الدواء، فهل لكم في العلم العليم؟ قيل: ما هو؟ قد قلتَ فأصبت، وأخبرتَ فصدقت، فقال: أموراً شَتَّى، وشيئاً شيا، حتى يرجعع الميت حياً، ويعود لاشيء شيئاً، ولذلك خلقت الأرض والسماء، فتولوا عنه راجعين، فقال: وَيْلُمِّها نصيحةً لو كان مَنْ يقبلها. 1686- ارْقُبِ البَيْتَ مِنْ راقِبِهِ. أي احفظ بيتَكَ من حافظه، وانظر مَنْ تخلَّف فيه. وأصله أن رجلا خلَّف عبده في بيته فرجَعَ وقد ذهب العبدُ بجميع أمتعته، فقال هذا، فذهب مثلا. 1687- رُبَّ جِزَّةٍ عَلَى شَاةِ سُوءٍ. الجِزَّة: ما يُجَز من الصوف. يضرب للبخيل المستغني. 1688- رُبَّ مُسْتَغْزِرٍ مُستَبْكِئٍ. يقال: استغزرته، أي وجدته غَزيراً، وهو الكثير اللبن، واستبكأتُهُ: أي وجدته بَكِيّاً، وهو القليل اللبن. [ص 314] يضرب لمن استقلَّ إحسانك إليه وإن كان كثيراً. 1689- رَجَعَ عَلَى قَرْوَاهُ. أي على عادته، وهو فَعْلَى من قَرَوْته أي تتبعته. يضرب لمن يرجع إلى طَبْعه وخُلُقه. 1690- رُبَّ عَيْنٍ أَنَمُّ مِنْ لِسَانٍ. هذا كقولهم: "جَلَّى محبٌّ نَظَره" وكقولهم "شَاهِدُ اللَّحْظِ أَصْدَقُ" . 1691- رُبَّ حَالٍ أَفْصَحُ مِنْ لِسَانٍ. هذا كما قيل "لسان الحال أبين من لسان المقال". 1692- رَحِمَ اللّه مَنْ أَهْدَى إِلَيَّ عُيُوبِي. قاله عمر بن عبد العزيز رحمه اللّه تعالى. 1693- رِزْقُ اللّه لاَ كَدُّكَ. أي لا ينفعك كدُّكَ إذا لم يقدَّر لك، قال الأصمعي: أي أتاك الأمر من اللّه لا من أسباب الناس، وهذا كما قال الشاعر: هَوِّنْ عَلَيْكَ فإنَّ الأمُورَ* بكفِّ الإلهِ مَقَاديرُهَا فَلَيْسَ بآتيكَ مَنْهِيُّهَا * ولا قاصِر عنكَ مأمُورُهَا 1694- رُمِىَ فُلاَنٌ بِرِيشِهِ عَلَى غَارِبِه. يضرب لمن خُلِّى ومراده لا يُنَازعه فيه أحد وهذا يروى عن عائشة رضي اللّه عنها، أنها قالت ليزيد بن الأصم الهلالي ابن أخت ميمونة رضي اللّه عنها زوج النبي صلى اللّه عليه وسلم: ذهَبَتْ واللّه ميمونة، ورمى بريشك على غاربك. قلت: يمكن أن يكون هذا من قولهم "أعطاه مائة برشها" قال أبو عبيدة: كانت الملوك إذا حَبَوْا حِباء جعلوا في أسنمة الإبل ريشَ نعامٍ ليعرَفَ أنها حِباء الملك، وأن حكْم ملكه ارتفع عنها، فكذلك هذا المُخَلَّى ورأيه ارتفع عنه حكم غيره. والرواية الصحيحة في هذا المثل "رُمِيَ فلان برَسَنِهِ على غاربه" وعلى هذه الرواية لا حاجة لنا إلى شرحه وتفسيره. 1695- رَبٌّ يُؤَدِّبُ عَبْدَهُ. قاله سعد بن مالك الكناني للنعمان بن المنذر، وقد ذكرتُ قصته في الباب الأول عند قولهم "إن العصا قُرِعَتْ لذي الْحِلْم". |
1696- رَأْيُهُ دُونَ الْحِدَابِ يَحْصَرُ. الْحِداب: جمع حدب، وهو ما ارتفع من الأرض، و"حَصِرَ": إذا ضاق وعجز. يضرب لمن استبهم عليه رأيه عند صغار الأمور، فكيف عند عظامها إذا عَرَتْهُ وهَجَمت عليه؟ [ص 315] *3*http://www.al-eman.com/Islamlib/images/up.gif ما جاء على أفعل من هذا الباب. 1697- أَرْوَى مِنَ النَّعَامَةِ. لأنها لا تريد الماء فإن رأته شربته عبثاً. 1698- أَرْوَى مِنْ ضَبٍّ. لأنه لا يشرب الماء أصلا، وذلك أنه إذا عَطِشَ استقبلَ الريحَ ففتح لها فاه، فيكون في ذلك ريه. والعربُ تقول في الشيء الممتنع: لا يكونُ كذا حتى يَرِدَ الضبُّ، ولا أفعل ذلك حتى يَحِنَّ الضَّبُّ في أثر الإبل الصادرة، وهذا ما لا يكون. 1699- أَرْوَى مِنْ حَيَّةٍ. لأنها تكون في القَفَار فلا تشرب الماء ولا تريده. وكذلك: 1700- أَرْوَى مِنَ النَّمْلِ. لأنها تكون أيضاً في الفَلَوَات. 1701- أَرْوَى مِنَ الْحُوتِ. ويقال أيضاً: أَظْمَأ من الحوت، وسيرد في باب الظاء. 1702- أَرْوَى ِمْن بَكْرِ هَبَنَّقَةَ. هو يزيد بن ثَرْوَان، وهو الذي يُحَمِّق وكان بَكْره يصدر عن الماء مع الصادر وقد روى، ثم يرد مع الوارد قبل أن يصل إلى الكلأ. 1703- أَرْوَى مِنْ مُعْجِلِ أَسْعَدَ. هذا كان رجلا أَحْمَقَ وقَع في غدير، فجعل ينادي ابنَ عم له يقال له أسعد فيقول: ويلك نَاوِلْنِي شيئاً أشرب به الماء، ويصيح بذلك حتى غرق، وقال الأصمعي في كتابه في الأمثال: أروى من مُعَجِّل أسعد، مشدداً، وقال: المُعَجِّل الذي يجلب الإبل جلبة ثم يحدرها إلى أهل الماء قبل أن ترد الإبل، ففَسَّر هذه اللفظة ولم يذكر قصة للمثل، وأسعد على هذا التأويل قبيلة. 1704- أَرْجَلُ مِنْ خُفٍّ. يعنون به خُفَّ البعير، والجمع أَخْفَاف وخِفاف، وهي قوائمه. 1705- أَرْمَي مِنْ ابْنِ تِقْنٍ. هو رجل من عاد كان أرمى مَنْ تَعَاطَى الرمي في زمانه، وقال: يَرْمِى بهَا أَرْمَى مِنَ ابْنِ تِقْنِ* 1706- أَرْسَحُ مِنْ ضِفْدِعٍ. قال حمزة في تفسيره: حديث من أحاديث الأعراب، زعمت الأعراب في [ص 316] خُرَافاتها أن الضِّفْدِعَ كان ذا ذَنب، فسلَبه الضبُّ ذنبه، قالوا: وكان سبب ذلك أن الضبَّ خاصم الضفدع في الظمأ أيهما أصبر، وكان الضب ممسوحَ الذنب، فخرَجَا في الكلأ فصَبَر الضبُّ يوماً فناداه الضفدع: يا ضَبُّ وِرْداً وِرْداً* فقال الضب: أصْبَحَ قَلْبِي صَرِدَا * لا يَشْتَهِي أنْ يَرِدَا إلاَّ عِرَادًا عردا * وَصِلِّيَانًا بردَا وعنكثا مُلْتَبِدَا* فلما كان في اليوم الثاني ناداه الضفدع: "يا ضَبُّ وِرْداً وِرْداً" فقال الضب: "أصبح فلبي صَرِدَا" إلى آخر الأبيات، فلما كان في اليوم الثالث نادى الضفدع: "يا ضب ورداً ورداً" فلم يجبه، فلما لم يجبه بادَرَ إلى الماء، فتبعه الضب فأخذ ذنبه، وقد ذكره الكميت بن ثعلبة في شعره، فقال: عَلَى أخذها عند غِبِّ الوُرُودِ * وَعِنْدَ الْحُكُومَةِ أَذْنَابَهَا 1707- أَرْسَى مِنْ رَصَاصٍ. الرسُوُّ: الثبوت، يريدون به القتل. 1708- أَرْسَبُ مِنْ حِجَارَةٍ. الرُّسُوب: ضد الطَّفْو، أي أثبت تحت الماء. 1709- أَرَقُّ مِنْ رَقْرَاقِ السَّرَابِ. وهو ما تلألأ منه، وكل شيء له تلألؤ فهو رَقْرَاق. 1710- أرْجَلُ مِنْ حَافِرٍ. يعنون به الرجلة، وهي القوة على المشي راجلا، يقال: رجل رَجِيل وامرأة رَجِيلة، إذا كانا قويين على المشي، قال الشاعر: أنَّى اهْتَدَيْتِ وَكُنْتِ غَيْرَ رَجِيلَةٍ * شَهِدَتْ عَلَيْكِ بمَا فَعَلْتِ عُيُون 1711- أَرَقُّ مِنْ غِرْقِيءِ البَيْضِ. و "من سَحَا البيض" الغِرْقئ: القشرةُ الرقيقة داخلَ البيض، وسحا كل شيء: قشره، وهو مقصور، وفي كتاب حمزة ممدود، والصحيح أنه يفتح ويقصر، وسحاء الكتاب يمد ويكسر. 1712- أَرَقُّ مِنَ النَّسِيمِ. و "من الهواء" و "من الماء" و "من دمع الغمام" و "من دمع المستهام" و "من دمعة شيعية" وهذا من قول الشاعر: أَرَقَّ مِنْ دمعة شيعية * تَبْكِي عَلِيَّ بن أبي طالب 1713- أَرَقُّ مِنْ رِدَاءِ الشُّجَاعِ. قالوا: الشجاعُ ضربٌ من الحيَّات، [ص 317] ورداؤه: قِشرْهُ، ويقال أيضاَ "أرق من ريق النحل" وهو لُعابه و "مِن دين القَرَامِطَة". 1714- أَرْخَصُ مِنَ الزَّبْلِ. و "من التراب" و "من التَّمْر بالبصرة" و "من قاضي منى" وذلك أنه يصلي بهم، ويَقْضي لهم، ويَغْرَمُ زيتَ مسجدهم من عنده. 1715- أرْزَنُ مِنَ النُّصَارِ. يعني الذهب. 1716- أرْمَي مَنْ أخَذَ بأَفْوَاقِ النَّبْلِ. 1717- أَرْفَعُ مِنَ السَّمَاءِ. 1718- أَرْوَغُ مِنْ ثُعَالَةَ، وَمِنْ ذَنَبِ ثَعْلَبٍ. قال طَرَفة: كلُّ خَليلٍ كنتُ خَالَلْتُه * لا تَرَكَ اللّه له وَاضِحَهْ كلهمُ أَرْوَغُ من ثَعْلب * مَا أَشْبَهَ اللَّيْلَةَ بالبَارِحَهْ 1719- أرْوَحُ مِنَ اليَأْسِ. هذا كما قيل: اليأسُ إحدى الراحتين. 1720- أَرْعَنُ مِنْ هَوَاءِ البَصْرَةِ. الرَّعَن: الاسترخاء والاضطراب، وقال: ورَحِّلُوها رِحْلَةً فيها رَعَنْ* وإنما وصفوا هواءها بذلك لاضطراب فيه وسرعة تغيره، وأما قولهم: "البصرة الرعناء" كما قال الفرزدق: لولا ابن عُتْبه عَمْرٌو وَالرَّجَاء له * ما كانت البَصْرَةُ الرَّعْنَاء لي وَطَنَا فقال ابن دريد: سميت رَعْنَاء تشبيها برعن الجبل، وهو أنفه المتقدم الناتئ، وقال الأزهري: سميت بذلك لكثرة مَدِّ البحر وعكيكه بها. *3*http://www.al-eman.com/Islamlib/images/up.gif المولدون. رَأْسُهُ في القِبْلَةِ، وَاسْتهُ ُفي الْخَرِبَةِ. يضرب لمن يدعي الخير وهو عنه بمعزل. رَأْسٌ في السَّمَاءِ واستٌ في المَاءِ. رَأْسُ كَلبٍ أَحَبُّ إليْهِ مِنْ ذَنبِ أَسَدٍ. رَأْسُ المَالِ أَحَدُ الرِّبحَيْنِ. رَأْسُ الدِّينِ المَعْرِفَة. رَأْسُ الْخَطَايَا الْحِرْصُ والغَضَبُ. رأْسُ الْجَهْلِ الاغْتِرَارُ. رُكُوبُ الْخَنَافِسِ، ولا المشْيُ عَلَى الطَّنَافِسِ. [ص 318] رَضِيَ الْخَصْمَانِ وَأَبَى القَاضِي. رُدَّ مِنْ طَهَ إِلَى - بسم اللّه. يضرب للرفيع يَتَّضع. رِيحٌ وَلَكِنَّهُ مَلِيحٌ. رِيحٌ في القَفَصِ. يضرب للباطل. رَقِيقُ الحَافِرِ. للمتهم. رَقَصَ في زَوْرَقِه. إذا سخر به وهو لا يَشْعُر. رِيقُ العَذُولِ سَمٌّ قَاتِل. رُبَّ مَزْح في غَوْرِهِ ِجدٌّ. رُب صَدِيقٍ يُؤْتَى مِنْ جَهْلِهِ لاَ مِنْ حُسْنِ نِيَّتِه. رُبَّ صَبَابَةٍ غُرِسَتْ مِنْ لَحْظَةٍ. رُبَّ حَرْبٍ شَبَّتْ مِنْ لَفْظَةٍ. رُبَّ واثِقٍ خَجِلٍ. رُبَّ ضَنْكٍ أفْضَى إِلَى سَاحَةٍ وَتَعَبٍ إلى رَاحَةٍ. رُبَّمَا شَرِقَ شارِبُ المَاءِ قَبْلَ رِيِّهِ. رُبَّمَا أَصْحَبَ الحَرُونُ. رُبَّمَا غَلاَ الشَيْءُ الرَّخِيصُ. رُبَّمَا اتَّسَعَ الأْمُر الَّذِي ضَاقَ. رُبَّمَا صَحَّتِ الأْجَساُم بِالعِلَلِ. رُبَّ سُكُوتٍ أّبْلَغُ مِنْ كَلاَمٍ. رُبَّ عَطَبٍ تَحْتَ طَلَبٍ. رُبَّ مُسْتَعْجِلٍ لأَذِيَّةٍ ومُسْتَقْبِلٍ لِمَنِيَّة. رُبَّ صَبَاحٍ لاِمْرِئٍ لَمْ يُمْسِهِ. رَدُّ الظَّرْفِ، مِنَ الظَّرْفِ. رُبَّ كَلِمَةٍ لَيِسْتُ علَيَهْاَ أْذُنِى مَخَافَةَ أَنْ أَقْرَعَ لهَا سِنِّى. الرَّأْسُ صَوْمَعَةُ الحَوَاسِّ. الرَّدِئُ لاَ يُسَاوِي حَمُولَتَهُ. الرَّدِئُ رَدئُ كلَّما جَلَوْتَهُ صَدِى. أَرْدَى الدَّوَابِّ يَبْقَى عَلَى الآرِىِّ. وقال الشاعر: والدهر قِدْماً يا أبا مَعْمَرٍ * يُبْقى على الآرىِّ شَرّ الدَّوَابْ. [ص 319] |
*2* http://www.al-eman.com/Islamlib/images/up.gif الباب الثاني عشر فيما أوله سين 1763- سَبَقَ السَّيْفُ العَذَلَ قاله ضَبَّة بن أدّ لما لامه الناسُ على قتله قاتلَ ابنه في الحرم، وقد مر تمامُ القصة فيما تقدم عند قوله "إنَّ الحديثَ ذو شُجُون" ويقال: إن قولهم "سبق السيف العذل" لخزيم بن نَوْفل الهَمْدَاني. 1764- سَقَطَ العَشَاءُ بِهِ عَلَى سِرْحَانٍ قال أبو عبيد: أصلُه أن رجلا خرج يلتمس العَشَاء، فوقع على ذئب فأكله، وقال الأصمعي: أصلُه أن دابةً خرجت تطلب العشاء، فلقيها ذئب فأكلها، وقال ابن الأعرابي: أصل هذا أن رجلا من غَنِىٍّ، يقال له سِرْحَان بن هزلة كان بطلاً فاتكا يتَقَّيه الناسُ، فقال رجل يوماً: والله لأرْعِيَنَّ إبلي هذا الوادي، ولا أخاف سرحان بن هزلة، فورد بإبله ذلك الوادي، فوجد به سِرْحان وهَجَم عليه فقتله، وأخذ إبله، وقال: أبلغ نَصيِحَةَ أن رَاعِيَ أَهْلِهَا *سَقَطَ العَشَاءُ بِهِ على سِرْحَانِ سَقَطَ العَشَاء به على مقتمر* طَلْقِ الْيَدَيْنِ مُعَاوِدٍ لِطِعَانِ يضرب في طلب الحاجة يؤدّي صاحبها إلى التلف. 1765- سَرَتْ إِلَيْنَا شَبَادِعُهُمْ الشبدع: العقربُ، ويشبه بها اللسان، لأنه يَلْسَع به الناسَ، قال الْجَعْدِي: يخبركم أَنَّهُ نَاصِحٌ * وفي نُصْحِه ذَنَبُ الْعَقْرَبِ ومعنى المثل سَرَى إلينا شَرُّهم ولومهم إيانا وما أشبه ذلك. 1766- سَدَّ ابْنُ بَيْضٍ الطَّرِيقَ ويروى ابن بِيض بكسر الباء. قال الأضمعي: أصله أن رجلا كان في الزمن الأول يقال له"ابن بيض"عَقَرَ ناقَةً على ثنية فسدَّ بها الطريق، فمنع الناسَ من سلوكها. وقال المفضل: كان ابن بيض رجلا من عادٍ وكان تاجراً مكثراً، وكان لقمان بن عاد يَخْفره في تجارته ويُجيره على خَرْج يعطيه ابنَ بيضٍ يَضَعه له على ثَنِيَّةٍ إلى أن يأتي [ص 329] لقمان فيأخذه، فإذا أبْصَرَه لقمان قد فعل ذلك قال: سدَّ ابن بيضٍ السبيلَ. يقول إنه لم يجعل لي سبيلا على أهله وماله حين وَفَى لي بالجُعْلِ الذي سَمَّاه لي، وينشد على قول الأصمعي: سَدَدْنَا كما سَدَّ ابْنُ بيضٍ طريقَهُ * فلم يَجِدُوا عند الثَّنِيَّةِ مَطْلَعَا وقال المخبل السعدي: لقد سَدَّ السَّبِيلَ أبو حُمَيْد * كما سَدَّ المخاطبة ابنُ بيضِ 1767- أَسَعْدٌ أَمْ سُعِيْدٌ. هما ابنا ضبة بن أد، وقد ذكرتُ قصتَهما في باب الحاء عند قوله"الحديث ذو شُجُون". يضرب في العناية بذي الرحم، وفي الاستخبار أيضاً عن الأمرين الخير والشر، أيهما وقع. ومنه قول الحجاج لقتيبة بن مسلم وقد تزوج، فقال: أسعد أم سعيد؟ أراد أحسناء أم شَوْهَاء، جعل التصغير مثلا للقبح، والتكبيرَ مثلا للحسن، وكما قال أبو تمام: غَنِيتُ به عَمَّن سِواه، وحُوِّلَتْ * عِجَافُ رِكَابِي عن سُعَيْد إلى سَعْدِ يَعني عن الجدب إلى الخصب. 1768- سَاَوَاكَ عَبْدُ غَيْرِكَ هذا المثل مثل قولهم: عبد غيرك حُرٌّ مثلُك، يعني أنه بتَعَاليه عن أمرك ونَهْيك مثلُك في الحرية. 1769- السِّرَاحُ مِنَ النَّجَاحِ يضرب لمن لا يريد قَضَاء الحاجة، أي ينبغي أن تُؤيسه منها إذا لم تَقْضِ حاجته. 1770- أَسْمَحَتْ قَرُونَتُهُ القَرُونة والقَرُون والقَرِينة والقَرِين: النَّفْسُ، أي استقامت له نفسُه وانقادت، وقال مصعب بن عطاء: أي ذهب شكه وعزم على الأمر. 1771- سَوَاسِيَةٌ كأسْنَانِ الْحِمَارِ قال الأصمعي وأبو عمرو: ما أَشَدَّ ما هجا القائل"سَوَاسية كأسنان الحمار"ومثله: "سَوَاسيةٌ كأسنان المُشْطِ" قال كُثَير: سَوَاءٌ كأسْنَانِ الحمار، فلا تَرَى * لذي شَيْبة منهم على ناشِىء فَضْلاَ وقالت الخنساء: فَاْليَوْمَ نَحْنُ وَمَنْ سِوَا * نَا مِثْلُ أَسْنَانِ الْقَوَارِحْ أي لا فَضْلَ لنا على أحد، قال أصحاب المعاني: السَّوَاء: العدل، وهو مأخوذ من الاستواء والتساوي، يقال: فلان وفلان [ص 330] سَوَاء أي متساويان، و"قوم سَوَاء" لا يُثَنَّى ولا يجمع، لأنه مصدر، وأما "سواسية" فقال الأخفش: وَزْنُه فَعَلْفِلة، وهي جمع سواء على غير قياس، فسواء فَعَال وسية فِعَة أو فِلة، إلا أن فعة أقيس، لأن أكثر ما ينقلون موضع اللام، وأصل سِيَة سِوْيَة، فلما سكنت الواو وانكسر ما قبلها صارت الواو ياء، ثم حذفت إحدى الياءين تخفيفاً، فبقي سية، وقال بعضهم: الأصل سَوَاء سِيّ يعني السِّيَّ الذي هو المثل، ثم خافوا إيهام كونهما اسمين باقيين على الأصل، فحذفوا مَدَّة سَوَاء وأبدلوا من الياء الثانية من سي هاءً كما فعلو في زَنَادِقة وصَيَارِفة، وأصله زَنَاديق وصَيَاريف. |
1772- سَكَتَ أَلْفاً وَنَطَقَ خَلْفاً الْخَلْفُ: الرديء من القَوْل وغيره، قال ابن السكيت: حدثني ابن الأعرابي قال: كان أعرابي مع قوم فحبَقَ حَبْقَة، فتشور فأشار بإبهامه إلى إسْتِه وقال: إنها خَلْفٌ نَطَقَتْ خلفاً.ونصب "ألفا" على المصدر: أي سكت ألفَ سكتة ثم تكلم بخطأ. 1773- أَسَاءَ سَمْعاً فأَساءَ جَابَةً ويروى "سَاءَ سَمْعاً فأساءَ إجابة" وساءَ في هذا الموضع تعمل عمل بئس، نحوقوله تعالى (ساء مثلا) ونصب سمعاً على التمييز، وأساء سمعاً نصب على المفعول به، تقول: أسأت القولَ وأسأت العمل، وقوله"فأساء جابة" هي بمعنى إجابة، يقال: أجابَ إجابةً وجَابة وجَوَابا وجَيْبةً . ومثل الجابة في موضع الإجابة: الطَّاعَة والطَّاقَة والغَارة والعَارَة، قال المفضل: هذه خمسة أحرف جاءت هكذا .قلت: وكلها أسماء وُضِعت موضع المصادر. قال المفضل: إن أول من قال ذلك سُهَيل بن عَمْرو أخو بني عامر بن لؤي، وكان تزوج صفية بنت أبي جهل بن هشام، فولدت له أنَسَ بن سُهْيل، فخرج معه ذات يوم وقد خرج وَجْهُه، يريد الْتَحَىِ، فوقفا بحَزَوَّرَة مكة، فأقبل الأخنس ابن شَرِيق الثقفي، فقال: مَنْ هذا؟ قال سهيل: ابني، قال الأخنس: حَيَّاكَ اللّه يا فتى، قال: لا واللّه ما أمي في البيت، انطلَقَتْ إلى أم حنظلة تَطْحَنُ دقيقاً، فقال أبوه: أساء سَمْعاً فأساء جَابة، فأرسلها مثلا، فلما رجَعا قال أبوه: فَضَحَني ابنُكَ اليوم عند الأخنس قال كذا وكذا، فقالت الأم: إنما ابني صبي، قال سهيل: أشْبَهَ امرؤٌ بعضَ بَزِّه، فأرسلها مثلا. 1774- سُقطَ فِي يَدِهِ يضرب لمن نَدِم. [ص 331] وقال الأخفش: يقال سُقِط في يده أي نَدِم، وقرأ بعضُهم (ولما سُقِط في أيديهم) كأنه أضمر الندم، وجوز أُسْقِطَ في يده، وقال أبو عمرو: لا يقال "أسْقِطَ" بالألف على ما لم يُسَمَّ فاعلُه، وكذلك قال ثعلب، وقال الفراء والزجاج: يقال سُقِط وأُسْقِطَ في يده، أي ندم. قال الفراء: وسُقِط أكثر وأَجْوَد، وقال أبو القاسم الزجاجي: سُقِط في أيديهم نَظْم لم يسمع قبل القرآن، ولا عَرَفَتْهُ العرب، ولم يوجد ذلك في أشعارهم، والذي يدل على ذلك أن شعراء الإسلام لما سمعوا هذا النظم واستعملوه في كلامهم، خفي عليهم وجهُ الاستعمال، لأن عاداتهم لم تَجْرِ به، فقال أبو نواس: ونَشْوَة سُقِطْتُ مِنْهَا في يدي* وأبو نُوَاس هو العالم النحرير، فأخطأ في استعمال هذا اللفظ، لأن فُعِلْتُ لا يبنى إلا من فعل يتعدَّى، لا يقال رُغِبْتُ ولا يقال غُضِبْت، وإنما يقال: رُغِبَ فيَّ وغُضِبَ عليَّ، قال: وذكر أبو حاتم: سَقَطَ فلان في يده أي ندم، وهذا خطأ مثل قول أبي نواس، هذا كلامه، قلت: وأما ذكر اليد فلأن النادم يعضُّ على يديه، ويَضْرِبُ إحداهما بالأخرى تَحَسُّراً كما قال (ويومَ يعضُّ الظالم على يَدَيْه) وكما قال (فأصْبَحَ يُقَلِّبُ كفيه على ما أنفق فيها) فلهذا أضيف سقوط الندم إلى اليد. 1775- سَقَطَ فِي أُمِّ أَدْرَاصٍ الدَّرْصُ: ولد اليربوع وما أشبهه، وأُمُّ أَدْرَاصٍ: اليربوع. يضرب لمن وقع في داهية، قال طفيل: وماأم أَدْرَاصٍ بليل مُضَلل * بأغْدَرَ من قَيْسٍ إذا الليلُ أَظْلَمَا ويروى "بأرض مضلة". 1776- سَحَابُ نَوْءٍ مَاؤُهُ حَميِمٌ يضرب لمن له لسان لطيف ومَنْظَر جميل وليس وَرَاءه خير. 1777- سَهْمُكَ يَا مَرْوَانُ ليِ شَبِيعُ السهم الشبيع: القاتل، قلت: وهذا لفظ لم أسمعه إلا في هذا المثل، ولا أدري ما صحته، واللّه أعلم، وإنما وجدته في أمثال الإصطخري قال: يضرب لسيفهِ يَتَبَذَّى على حليم أي اعْدِلْ سهمك إلى مَنْ يُبَاذيك. 1778- السِّرُّ أَمَانَة قاله بعض الحكماء، وفي الحديث المرفوع "إذا حَدَّثَ الرجل بحديث، ثم الْتَفَتَ، فهو [ص 332] أمانة، وإن لم يستكتمه" قال أبو محجن الثقفي في ذلك: وأطعن الطَّعْنَةَ النَّجْلاَء عن عرض * وأكْتُمُ السِّرَّ فيِه ضَرْبَةُ الْعُنُقِ 1779- اسْتُ البَائِن أَعْلَمُ البائن: الذي يكون عند حَلْبِ الناقة من جانبها الأيسر، ويقال للذي يكون من الجانب الآخر: المُعَلِّى، والمستعلى، وهو الذي يُعْلِى العُلْبة إلى الضَّرْع، والبائن: الذي يحلب، ويقال بخلاف هذا، وهما الحالبان في قولهم "خَيْرَ حَالبَيْكِ تَنْطَحِين" وهذا المثل يروى أن قائله الحارث بن ظالم، وذلك أن الْجُمَيْح وهو مُنْقذ بن الطَّمَّاح خرج في طلب إبل له، حتى وقع عليها في قبيلة مرة، فاستجار بالحارث بن ظالم المُرِّي، فنادى الحارث مَنْ كان عنده شيء من هذه الإبل فليردَّها، فردَّتْ جميعاً غير ناقة يقال لها اللِّفْاع، فانطلق يَطُوف حتى وجدها عند رجلين يَحْلُبانها، فقال لهما: خَلِّيا عنها فليست لكما، وأهْوَى إليهما بالسيف، فضَرَط البائنُ، فقال المعلى: واللّه ما هي لك، فقال الحارث: اسْتُ البائن أعلم، فأرسلها مثلا. يضرب لمن ولى أمراً وصلى به فهو أعلم به ممن لما يمَارسه ولم يصل به. 1780- اُسْتٌ لَمْ تُعَوَّدِ الِمْجمَرَ يقال: إن أول مَنْ قال ذلك حاتم بن عبد اللّه الطائي، وذلك أنَّ ماوية بنت عَفْزَر كانت ملكة، وكانت تتزَّوج مَنْ أرادت، وربما بعثت غِلْمانا لها ليأتُوها بأوْسَمِ مَنْ يجدونه بالحِيرة، فجاؤها بحاتم، فقالت له: استقدم إلى الفِراش، فقال: اسْتٌ لم تُعَوَّدِ المجمر، فأرسلها مثلا. 1781- اُسْتُهُ أضْيَقُ مِنْ ذَلكَ قاله مهلهل أخو كُلَيب لما أخْبَره هَمّام بن مُرَّة أن أخاه جَسَّاسَ بن مُرَّة قتل كليبا، وكان همام ومهلهل متصافين، فلما قتل جساس كليبا أخبر همام مهلهلا بذلك، فقال مهلهل هذا، استعباداً لما أخبر به. 1782- ساَعِدَايَ أحْرَزُ لَهُماَ أول من قال ذلك بن زيد مَنَاة بن تَمِيم، وكان أحمق، فزوَّجه أخوه سعدُ بن زيد نَوَار بنت حُلّ بن عديّ بن عبد مَنَاة ابن أد، ورجا سعد أن يولَد لأخيه، فلما بَنَى مالك بيته وأدخلت عليه امرأته انطلق به سعد حتى إذا كان عند باب بيته قال له سعد: لِجْ بيتَكَ، فأبى مالك، مرارا، فقال: لِجْ مَالِ ولَجْتَ الرَّجْمَ، والرجم: القبر، ثم إن مالكا ولَجَ ونعلاه معلقتان في ذراعيه، [ص 333] فلما دنا من المرأة قالت: ضَعْ نعليك، قال ساعداي أحْرَزُ لهما، فأرسلها مثلا، ثم أتى بطِبيبٍ، فجعل يجعله في استه، فقالوا: ما تصنع؟ فقال: استي أخْبَثِى، فأرسلها مثلا 1783- اُسْقِ أخَاكَ النَّمَرِيَّ قال أبو عبيد: أصله أن رجلا من النمر ابن قاسطٍ صحب كَعْبَ بن مَامَةَ وفي الماء قلة، فكانوا يشربون بالْحَصَاة، وكان كلما أراد كعب أن يشرب نظر إليه النمري فيقول كعب للساقي: اسْقِ أخاك النمري، فيسقيه، حتى نفذ الماء ومات كعب عطشاً. يضرب للرجل يطلب الحاجة بعد الحاجة 1784- اُسْقِ رَقَاشِ إِنَّها سَقَّايَة رَقَاشِ مثل حذام مبني على الكسر: اسم امرأة. يضرب في الإحسان إلى المحسن. 1785- اُسْتَنَّتِ الِفصَالُ حَتَّى القَرْعى ويروى "اسْتَنَّتِ الفُصْلاَن حتى القريعى" يضرب للذي يتكلم مع مَنْ لا ينبغي أن يتكلم بين يديه لجلالة قدره. والقَرْعى: جمع قَريع مثل مَرْضَى ومَرِيض، وهو الذي به قَرَع، بالتحريك، وهو بَثْر أبيض يخرج بالفصال، ودواؤه المِلْحُ وحَبَابُ ألبان الإبل، ومنه المثل"هو أحَرُّ مِنَ الْقَرَعِ". 1786- سِرْحَانُ القَصيِمِ هذا مثل قولك"ذئب الغضى" والقصيم: رملة تنبت الغَضَى 1787- سَمِّنْ كَلبْكَ يَأْكُلْكَ ويروى "أسْمِنْ" قالوا: أول من قال ذلك حازم بن المنذر الحمَّاني، وذلك أنه مر بمحلة هَمْدَان فإذا هو بغلام ملفوف في المَعَاوِز (المعاوز: جمع نعوز - بوزن منبر - وهو الثوب الخلق)، فرحِمَه وحَمَله على مُقَدَّم سَرْجه حتى أتى به منزله وأمر أمةً له أن ترضعه، فأرضعته حتى فطم وأدرك وراهق الحُلم، فجعله راعيا لغنمه وسَمَّاه جُحَيْشاً، فكان يرعى الشاء والإبل، وكان زاجرا عائفا، فخرج ذاتَ يومٍ فعرَضَت له عُقَاب، فعافها، ثم مر به غدَاف فزجره، وقال: تُخْبِرُنيِ شواحِجُ الغُدْفَانْ * والخُطْبُ يَشْهَدْنَ مع العِقْبَانْ (الخطب: جمع أخطب، وهو الصرد والصقر) أني جُحَيْش مَعْشرِى هَمْدانْ * ولَسْتُ عَبْداً لبني حَّمانْ فلا يزال يتغنى بهذه الأبيات، وإن ابنةً لحازم يقال لها رَعُوم هَوِيَت الغلام وهَوِيَهَا، وكان الغلام ذا منظر وجمال، [ص 334] فتبعه ذاتَ يوم حتى انتهى إلى موضع الكلأ فسرح الشاء فيه واستظلَّ بشجرة واتكأ على يمينه وأنشأ يقول: أمَالَكَ أم فُتدْعَى لَهَا * ولا أنت ذُو وَالِدٍ يُعْرَفُ؟ أرى الطَّيْرَ تُخْبِرُنِي أنَّنِي * جحيش وأنَّ أبى حرشف يقولُ غُرَابٌ غدا سَانِحاً *وشاهده جاهدا يَحلِفُ بأنِّى لهَمْدَانَ في غرّهَا * وَمَا أنا جاَفٍ ولا أهْيَفُ ولكنَّنِي من كرام الرجال * إذا ذكر السَّيِّدُ الأشْرَفُ وقد كَمنتْ له رَعُوم تنظر ما يصنع، فرفع صوته أيضاً يتغنى ويقول: يا حَبَّذَا رَبِيبَتِي رَعُومُ * وحَبَّذَا مَنْطِقُهَا الرَّخِيمُ وَرِيحُ مَا يأتي بهِ النَّسِيمُ * إنِّي بها مكلّفٌ أهِيمُ لو تعلمين العلم يا رَعُومُ * إنَي مِنْ هَمْدَانِهاَ صَميمُ فلما سمعت رَعُومُ شعره ازدادت فيه رغبة وبه إعجابا، فدنت منه وهي تقول: طار إلَيْكُمْ عَرَضاً فُؤَادِي * وقَلَّ من ذِكْرَاكُمُ رُقاَدِي وَقَدْ جَفَا جَنْبي عن الوِسَادِ *أبيتُ قَدْ حاَلَفنِي سُهَادِي فقام إليها جُحَيش فعانقها وعانقته، وقعدا تحت الشجرة يتغازلان، فكانا يفعلان ذلك أيَّاماً، ثم إن أباها افْتَقَدَها يوماً وفَطِنَ لها فرصَدَها، حتى إذا خرجت تبعها فانتهى إليهما وهما على سوأة، فلما رآهما قال: سَمِّنْ كَلْبَكَ يأكلك، فأرسلها مثلا، وشدَّ على جُحَيش بالسيف فأفلت ولحق بقومه هَمْدان، وانصرف حازم إلى ابنته وهو يقول: مَوْتُ الْحُرَّة خيرٌ من العَرَّة، فأرسلها مثلا، فلما وصل إليها وجدها قد اختنقت فماتت، فقال حازم: هَان عَلَيَّ الثُّكْل لسوء الفعل، فأرسلها مثلا، وأنشأ يقول: قَدْ هَانَ هذَا الثُّكْلُ لَوْلاَ أَّننِي * أحْبَبْتُ قَتْلكِ بالُحساَم الصَّارِمِ ولقد هَمَمْتُ بذاك لولا أنني *شَمَّرْتُ في قتل اللَّعِينِ الظالم فَعَلَيْك مَقْتُ الَلهِ مِنْ غَدَّارةٍ * وعَلَيْكِ لَعْنَتُهُ ولعنة حَازِمِ وقال قوم: إن رجلا من طَسْم ارتَبَطَ كلبا، فكان يُسَمنه ويطعمه رجاء أن يصيدَ به، فاحتبس عليه بطعمه يوما، فدخل عليه صاحبُه فوثَب عليه فافترسه، قال عوف بن الأحوص: [ص 335] أرَانِي وعَوْفاً كالْمُسَمِّنِ كَلْبَهُ * فخدشه أنيابه وأظافره وقال طرفة: ككَلْب طَسْم وَقَدْ تَرَبَّبَهُ * يَعُلهُ بالْحَليِب فِي الْغَلَسِ طلَّ عَلَيْه يَوماً بقَرْقَرَةٍ * إنْ لاَ يَلْغِ فِي الدماء يَنْتَهِسِ 1788- أَسَافَ حَتَّى مَا يَشْتَكيِ السَّوَافَ الإسافة: ذَهَاب المالِ، يقال: وقَعَ في المال سَوَاف، بالفتح، أي موت، هذا قول أبي عمرو . وكان الأصمعي يضمه ويلحقه بأمثاله. قال أبو عبيد: يضرب لمن مَرنَ على جوائح الدهر فلا يجزع من صروفه. 1789- سِرْ وَقَمرٌ لَكَ أي اغتنم العمَلَ ما دام القمر لك طالعا يضرب في اغتنام الفُرْصة . ويروى "أسْرُ وقمرلك"من السُّرَى، والواو في الروايتين للحال: أي سر مُقْمِراً. 1790- أَساَئِرٌ الْقَوْمُ وَقَدْ زَالَ الظُّهْرُ قال يونس: أصله أن قوما أغِيرَ عليهم، فاستصرخوا بني عمهم، فابطئوا عنهم حتى أسِرُوا وذُهِبَ بهم، ثم جاؤا يسألون عنهم، فقال لهم المسئول هذا القول. يضرب في اليأس من الحاجة، يقول: أتطمع فيما بعد وقد تبين لك اليأس. 1791- سَالَ الْوَادِي فَذَرْهُ يضرب للرجل يُفَرِّطُ في الأمر. 1792- أَساَءَ رَعْياً فَسَقَي أصله أن يُسيء الراعي رَعْيَ الإبل نهاره، حتى إذا أراد أن يُريحها إلى أهلها كره أن يظهر لهم سوء أثره عليها فيسقيها الماء لتمتلىء منه أجوافُها. يضرب للرجل لا يُحْكِم الأمر ثم يريد إصلاحه فيزيده فساداً. 1793- سلُّوا السُّيُوفَ وَاسْتَلَلْتُ الَمنْتَنَ قالوا: الْمَنْتَنُ السيفُ الردىء . يضرب للرجل لا خير عنده يريد أن يلحق بقوم لهم فعال. قلت: لفظ الْمَنْتن معناه مما ينبو عنه السمع ولا يطمئنُّ إليه القلب، والله أعلم بصحته. 1794- سَوَاءٌ عَلَيْنَا قَاتِلاَهُ وَساَلبُه وأوله *فَمُرَّا على عُكْلٍ نُقَضِّ لُبَانَةً* قالوا: معناه إذا رأيتَ رجلا قد سَلَبَ رجلا دَلّكَ على أنه لم يسلبه وهو حي ممتنع، فعلم بهذا أنه قاتله، فمن هذا جعلوا السالب قاتلا، وتمثل به معاوية في قَتَلَة عثمان رضي الله عنه، ورأيت في شرح [ص 336] الإصلاح للفارسِيِّ أبياتاً ذكر أنها للوليد ابن عقبة أولُها: بني هاشم كَيْفَ الهَوَادَةُ بيننا * وعند علّيٍ دِرْعُهُ ونَجَائِبُهْ قَتْلتُمْ أخي كَيْمَا تكونوا مَكانَهُ * كما غَدَرَتْ يوماً بِكِسْرَى مَرَازِبُهْ وإلا تحللْهَا يُعَالُوكَ فَوْقَهَا * وكَيْفَ يُوَقَّى ظَهْرُ مَا أَنْتَ رَاكِبُهْ ثَلاَثَةُ رَهْطٍ قاَتِلاَنِ وَسَالِبٌ * سَوَاء عَلَيْنَا قاتِلاَهُ وَسَالِبُهْ قال: يعني بالقاتلين التجيبي (التجيبي: كنانة بن بشر قاتل عثمان رضي الله عنه، من تجيب بطن من كندة ) ومحمد بن أبي بكر، وبالسالب عليّاً رضي الله عنه. 1795- ساَجَلَ فُلاَنٌ فُلاَناً أصله من السَّجْل، وهو الدَّلْو العظيمة، والمُسَاجلة: أن يَسْتَقى ساقيان فيُخْرِج كل واحد منهما في سَجْله مثلَ ما يخرج الآخر فأيهما نكَل فقد غُلب، فضربت العربُ به المثلَ في المفاخرة والمساماة، قال الفضل بن العباس بن عُتْبة بن أبي لَهَبٍ: مَنْ يُسَاجِلْني يسَاجِلْ ماجداً * يَمْلأَ الدَّلْو إلى عَقْد الكَرَبْ يقال: إن الفرزدق مرَّ بالفضل وهو يستقي وينشد هذا الشعر فَسَرَى الفرزدق ثيابَه عنه، وقال أنا أسَاجِلُكَ، ثقةً بنسبه، فقيل له: هذا الفضل بن العباس بن عُتْبة بن أبي لهب، فردَّ الفرزدق عليه ثيابه، وقال: ما يساجلك إلا من عَضَّ أيْرَ أبيه 1796- سَبَقَ دِرَّتَهُ غِرَارُهُ الغِرار: قلة اللّبن، والدرة: كثرته، أي سبق شره خيره، ومثله: 1797- سَبَقَ مَطَرَهُ سَيْلُهُ يضرب لمن يسبق تهديدُه فعلَه. 1798- سَرْعَاَنُ ذَا إِهَالَةً سَرْعان: بمعنى سرع، نقلت فتحة العين إلى النون فبنى عليها، وكذلك وَشْكان وعَجْلان وشَتّان، قال الخليل: هي ثلاث كلمات سَرْعان، وعَجْلان، ووَشْكان، وفي وَشْكان وسَرْعان ثلاث لغات: فتح الفاء، وضمها، وكسرها، تقول العرب: لَسَرْعَانَ ما خَرَجْتَ، ولَسَرْعَانَ ما صَنَعْتَ كذا. وأصل المثل أن رجلا كانت له نَعْجة عَجْفاء، وكان رُغَامها يسيل من منخريها لهزالها، فقيل: وَدَكُها، فقال السائل: سَرْعَان ذا إهَالَةً: نصب إهالة على الحال، وذا: إشارة [ص 337] إلى الرُّغَام، أي سَرُع هذا الرغام حالَ كونه إهالة، ويجوز أن يُحْمَل على التمييز على تقدير نقل الفعل، مثل قولهم: تَصَبَّبَ زيدٌ عَرَقاً. يضرب لمن يخبر بكينونة الشيء قبل وقته 1799- سَمْنُكُمْ هُرِيقَ فيِ أَدِيمِكُمْ يضرب للرجل يُنْفِقُ مالَه على نفسه، ثم يريد أن يمتنَّ به. 1800- سَمِنَ حَتَّى صَارَ كأنَّهُ الَخْرْسُ قالوا: الخَرْسُ الدَّنُّ العظيم، والخَرَّاسُ: صانعه. 1801- سُوءُ حَمْلِ الفَاقَةِ يَضَعُ الشَّرَفَ أي إذا تعرض للمطالب الدَّنِيَّةِ حَطَّ ذلك من شرفه، قال أوس بن حارثة لابنه: خيرُ الغنى القُنُوع، وشر الفقر الخُضُوع، وينشد: ولقد أبِيتُ عَلَى الطّوَى وَأظَلّهُ * حَتَّى أَنَالَ بِه كَرِيمَ المأْكَلِ أراد أبيتُ على الطوى وأظل عليه، فحذف حرف الجر وأصل الفعل، والباء في "به" بمعنى مع، أي حتى أنال مع الجوع المأكَلَ الكريمَ فلا يُتَّضع شرفي ولا تنحطُّ درجتي، وينشد أيضاً: فَتىً كان يُدْنِيِه الغِنَي من صَدِيقِهِ * إذَا ما هُوَ اسْتَغْنَي ويُبْعِدُهُ الفَقْرُ والأصلُ في هذا كلام أكثم بن صيفي حيث قال: الدنيا دُوَل، فما كان منها لك أتاك على ضَعْفك، وما كان منها عليك لم تَدْفَعْه بقوتك، وسُوءُ حمل الغنى يْورِثُ مرحاً، وسوء حمل الفاقة يضع الشرفَ، والحاجة مع المحبة خيرٌ من البغضة مع الغنى والعادة أمْلَكُ بالأدب . 1802- سَمِنَ كَلْبٌ بِبُؤْسِ أَهْلِهِ يقال: كلبٌ اسمُ رجلٍ خِيف فسئل رَهْناً فرهَنَ أهله ثم تمكن من أموال مَنْ رهنهم أهلَه فساقها وترك أهله، قال الشاعر: وفينا إذا ما أنْكَرَ الكَلْبُ أهْلَهُ * غَدَاةَ الصَّبَاحِ الضَّارِبُونَ الدَّوابِراَ (كذا، ولعله "غداة الصياح....) يعني إذا خذل غيرُنا أهلَه تخلُّفاً عن الحرب فنحن نضرب الدروعَ، والدوابر: حلَقُ الدُّروعِ، يقال: درع مُقَابَلَة مُدَابَرَة، إذا كانت مُضَاعفة. 1803- اسْتَكَّتْ مَسَامِعُهُ معناه صَمَتَ، وأصله السَّكَكُ، وهو صغر الأذنين، وكأنَّ السكك صار كنايةً عن انتفاء السمع، حتى كأن الأذن ليست، وفي انتفائها معنى الصَّمَم، والمراد منه صَمَّتْ أذنه ولا سَمِعَ ما يسره. [ص 338] 1804- اسْمَحْ يُسْمَحْ لكَ ويروى "أسْمِحْ" بقطع الألف . يضرب في المُوَاتاة والمُوَافقة. 1805- أَساَءَ كَارِهٌ مَا عَمِلَ وذلك أن رجلا أكْرَهَ رجلا على عمل فأساء عملَه فقال هذا المثل. يضرب لمن تُطلب إليه الحاجة فلا يبالغ فيها. 1806- َاٌد مِنْ عَوَزٍ السِّدَاد: اسم من سَدَّ يَسُدَّ سَدّا، والسَّداد: لغة فيه، قاله ابن السكيت، وقال ثعلب: السِّداد من سَدّ يَسُد، والسَّدَاد من سَدَّ السهم يَسُدُّ، وقال النضر بن شميل: أصل السِّداد شيء من اللبن يَيْبَس في إحليل الناقة، سمي به لأنه يَسُدُّ مَجْرَى اللبن، والعَوَز: اسم من الإعواز، يقال: أعْوَزَ الرجلُ، إذا افتقر، وعَوِز مثله، وعَوِز الشيء يَعْوَزُ عَوَزاً، إذا لم يوجد. يضرب للقليل يسد الخَلَّة . 1807- سَبَّحَ ليَسْرِقَ يضرب لمن يُرَائي في عمله. 1808- سَلأََتْ وأَقَطَتْ أي أذَابَتِ السمنَ وجَفَّفَتِ الأقِطَ. يضرب لمن أخْصَبَ جنابه بعد جَدْب 1809- استُرْ عَوْرَةَ أَخِيكَ لِمَا يَعْلَمُهُ فِيكَ أي إن بحثْتَ عنه بحثَ عنك، كقولهم: من نَجَلَ الناسَ نَجَلُوه 1810- سَفِيهٌ مَأْمُورٌ هذا من كلام سعد بن مالك بن ضُبَيعة للنعمان بن المنذر، وقد ذكرته في قولهم"إن العصا قُرِعَتْ لذي الحلم". 1811- سَوَاءُ ُهَو والعَدَمُ ويقال: العُدْم، وهما لغتان، ويروى: سواء هو والقَفْرُ، أي إذا نزلْتَ به فكأَنك نازل بالقِفَار المُمْحِلَة، قاله أبو عبيد. يضرب للبخيل. 1812- سَمِنَ فَأَرِنَ الأرَنُ: النشاط، يقال: أرِنَ فهو أرِنٌ وأرُونُ مثل مَرِحٍ ومَرُوح. يضرب لمن تَعَدَّى طَوْره. 1813- سَوَّاءٌ لَوَّاءٌ هما فَعَّال من اسْتَوَى والْتَوَى قلت: هذا شاذ: أن يبنى فَعَّالٌ من غير الثلاثي، ومثل قول الأخطل: لاَ بِالْحَصُورِ وَلا فِيهَا بِسأَّرِ* وقولهم جَبَّار، وهما من اسْأرْت وأجْبَرْتُ. [ص 339] والمثل يضرب للنساء، أي هن يستوين ويلتوين ويجتمعن ويتفرقن ولا يثبتن على حال واحدة، ويضرب للمُتَلَوِّن. ويقال أيضا للنساء: 1814- سَوَاهٍ لَوَاهٍ من السَّهْو واللَّهْو، يعني أنهن يَسْهُونَ عما يجب حفظُه ويشتغلن باللهو. 1815- سُرِقَ السَّارِقُ فَانْتَحَرَ يقال "انْتَحَرَ الرجلُ" إذا نَحَر نفسه حزنا على ما فاته. وأصله أن سارقاً سرق شيئاً فجاء به إلى السوق ليبيعه، فسُرِقَ، فنحر نفسه حزناً عليه، فصار مثلاً للذي يُنتزع من يده ما ليس له فيجزع عليه، يقال: سَرَق منه مالاً، وسَرَقَه مالاً، على حذف حرف الجر وتعدية الفعل بعد الحذف، أو على معنى السَّلْب كأنه قال: سَلَبه مالاً. وتقدير المثل سُرِق السارقُ سرقَتَه، أي مسروقه، فانتحر: أي صار منحوراً كمداً. 1816- سَفِيهُ لَمْ يَجِدْ مُسَافِهاً هذا المثل يروى عن الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما، قاله لعمرو بن الزبير حين شمته عمرو. 1817- السَّليِمُ لاَ يَنَامُ َولاَ يُنِيمُ قال المفضل: أول مَنْ قال ذلك إلياس ابن مُضَر، وكان من حديث ذلك - فيما ذكر الكلبي عن الشَّرْقي بن القطامي - أن إبل إلياس نَدَّتْ ليلاً، فنادى ولدَه وقال: إني طالب الإبل في هذا الوجه، وأمر عَمْرا ابنه أن يطلب في وَجْه آخر، وترك عامراً ابنه لعلاج الطعام، قال: فتوجه إلياس وعمرو وانقطع عمير ابنه في البيت مع النساء، فقالت ليلى بنت حُلْوان امرأتُه لإحدى خادميها: اخرجي في طلب أهلك، وخرجت ليلى فلقيها عامر محتقباً صيداً قد عالجه، فسألها عن أبيه وأخيه فقالت: لا علم لي، فأتى عامر المنزل وقال للجارية: قُصِّي أثر مولاك، فلما ولَّت قال لها: تَقَرْصَعِي، أي اتئدي وانقبضي، فلم يَلْبَثوا أن أتاهم الشيخ وعمرو ابنه قد أدرك الإبل، فوضع لهم الطعام، فقال إلياس: السليم لا ينام ولا ينيم، فأرسلها مثلاً، وقالت ليلى امرأته: والله إن زِلْتُ أخَنْدِفُ في طلبكما والهة، قال الشيخ: فأنت خِنْدِف، قال عامر: وأنا والله كنت أدْأبُ في صَيْدٍ وطَبْخٍ، قال: فأنت طَابِخَةٌ قال عمرو: فما فعلت أنا أفضل، أدْرَكْتُ الإبلَ، قال: فأنت مُدْرِكة، وسمي عميراً قمعَةً، لانقماعه في البيت، فغلبت هذه الألقاب على أسمائهم،[ص 340] يضرب مثلا لمن لا يستريح ولا يُريح غيرَه. 1818- اسْعَ بِجَدَّكَ لاَ بِكَدِّكَ قالوا: إن أول من قال ذلك حاتم بن عميرة الهَمْدَاني، وكان بَعَثَ ابنيه الحِسْلَ وعاجنة إلى تجارة، فلقي الحِسْلَ قومٌ من بني أسد، فأخذوا ماله وأسروه، وسار عاجنة أياما ثم وقع على مالٍ في طريقه من قبل أن يبلغ موضع مَتْجَره، فأخذه ورجع وقال في ذلك: كَفَائيِ اللّه بُعْدَ السَّيْر، إني * رَأيتُ الخَيْرَ في السفر الْقَرِيبِ رأيتُ الْبُعْدَ فيِه شَقاً وَنأيٌ * ووَحْشَة كلِّ مُنْفَرِدٍ غَرِيبِ فأسْرَعْتُ الإيابَ بخَيْرِ حالٍ * إلى حَوْرَاء خُرْعبُةٍ لَعُوبِ وإني لَيْسَ يَثْنيني إذا ما * رَحَلتُ سنوحُ شَحَّاج نَعُوب فلما رجع تباشَر به أهلُه، وانتظروا الحِسْل، فلما جاء إبَّانُه الذي كان يجيء فيه ولم يرجع رَابَهم أمرُهُ، وبعث أبوه أخاً له لم يكن من أمه يقال له شاكر في طلبِه والبحثِ عنه، فلما دنا شاكر من الأرض التي بها الحِسْلُ وكان الحسل عائفاً يَزْجُر الطيرَ فقال: تُخَبِّرُنيِ بالنجاةِ القَطَاةُ * وقَوْلُ الْغُرَابِ بها شَاهِدُ تقول: ألاَ قَدْ دَنَا نَازِحٌ * فِدَاء له الطرف وَالتَّالِدُ أخ لم تكُنْ أمُّنَا أمَّهُ * ولكن أبوُنا أبٌ واحِدُ تداركَنِي رأفَةً حَاتِمٌ * فَنِعْمَ المربِّبُ وَالوَالِدُ ثم إن شاكراً سأل عنه، فأخبر بمكانه فاشتراه ممن أسَره بأربعين بعيراً، فلما رجع به قال له أبوه: اسْعَ بجَدِّك لا بكدك، فذهبت مثلا. 1819- سِرْ عَنْكَ قالوا: إن أول من قال ذلك خِدَاش بن حابس التَّميمي، وكان قد تزوج جارية من بني سَدوس يقال لها الرَّباب وغاب عنها بعد ما مَلَكها أعواما، فعلقها آخر من قومها يقال سلم، ففضحها، وإن سلما شَرَدَت له إبل فركب في طلبها، فوافاه خِداش في الطريق، فلما علم به خداش كتَمَه أمرَ نفسِه ليعلم علم امرأته، وسارا، فسأل سلم خداشا: ممن الرجل؟ فخبره بغير نسبه، فقال سلم: أغِبْتَ عَنِ الرَّبَابِ وَهَامَ سَلْمٌ * بِهَا وَلَها بِعِرْسِكَ يَاخِدَاشُ [ص 341] فَيَالَكَ بَعْلَ جاريةٍ هَوَاهَا * صَبُورٌ حين تَضْطَرِبُ الْكِبَاشُ وَيَا لَكَ بَعْلَ جاريةٍ كَعُوبٍ (كذا، ولعله"لعوب"أو "كعاب") * تَزيدُ لذاذةً دُونَ الرَّيَاشِ وَكُنْتَ بها أخَا عَطَشٍ شَدِيدٍ * وَقَدْ يَرْوَى عَلَى الظّمَأ العِطَاشُ فإن أرْجِعْ وَيَأْتيهَا خِدَاش * سَيُخْبِرُهُ بمَا لاقى الفِرَاشُ فعرف خداش الأمر عند ذلك، ثم دنا منه فقال: يا أخا بني سَدوس، فقال سلم: علقتُ امرأةً غاب عنها زوجُها، فأنا أنْعَمُ أهلِ الدنيا بها، وهي لذة عيشي، فقال خداش: سر عنك، فسار ساعة، ثم قال: حدثنا يا أخا بني سَدوس عن خليلتك، قال: تَسَدَّيتُ خِباءها ليلا فبتُّ بأقر ليلة أعلُو وأعْلى وأعانِق وأفْعَلُ ما أهوى، فقال خداش: سر عنك، وعرف الفضيحةَ، فتأخرَّ واخترط سيفه وغَطّاه بثوبه، ثم لحقه وقال: ما آية ما بينكما إذا جئْتَها، قال: أذهَبُ ليلا إلى مكان كذا من خِبائها وهي تخرج فتقول: يالَيْلُ هَلْ مِنْ ساهرٍ فيكَ طالبٍ * هَوَى خلَّةٍ لا يَنْزَحَنْ مُلْتَقَاهُماَ فأجاوبها: نَعَمْ سَاهِرٌ قَدْ كَابَدَ الليلَ هائِم * بِهاَئِمَةٍ ما هَوَّمَتْ مُقْلَتَاُهُماَ فتعرف أني أنا هو، ثم قال خداش: سر عنك، ودنا حتى قَرَن ناقته بناقته، وضربه بسيفه فأطار قِحْفَهُ وبقي سائره بين سرخي الرَّحْل يضطرب، ثم انصرف فأتى المكانَ الذي وصَفه سلم، فقعد فيه ليلا، وخرجت الرَّباب وهي تتكلم بذلك البيت، فجاوبها بالآخر، فدنَتْ منه وهي ترى أنه سلم، فقنَّعها بالسيف ففلَق ما بين المفرق إلى الزور، ثم ركب وانطلق . يضرب في التغابي والتغاضي عن الشيء. قلت: بقي معنى قوله"سر عنك" قيل: معناه دَعْني واذْهَبْ عني، وقيل: معناه لا تربع على نفسك، وإذا لم يربع على نفسه فقد سار عنها، وقيل: العربُ تزيد في الكلام "عن" فتقول: دع عنك الشك، أي دع الشك، وقيل: أرادوا بعنك لا أبالك وأنشد: فصار واليوم له بَلاَبِلُ * من حُبِّ جُمْلٍ عَنْكَ ما يُزَايِلُ أي لا أبالك، فعلى هذا معناه: سر لا أبالك، على عادتهم في الدعاء على الإنسان من غير إرادة الوقوع. 1820- اُسْتُ المسْؤُلِ أَضْيَقُ. لأن العيب يرجع إليه، قاله أسَدُ بن [ص 342] خُزَيمة في وصيته لبنيه عند وفاته، قال: يا بني اسألوا فإن اسْتَ المسؤل أَضْيَقُ. 1821- سُوءُ الاسِتْمسَاكِ خَيْرٌ مِنَ حُسْنِ الصِّرْعَةِ يعني حصول بعض المراد على وجه الاحتياط خيرٌ من حصول كله على التهور. 1822- سَدِكَ بامْرِىءٍ جُعَلُهُ أي: أولِعَ به كما يُولَع الْجُعَل بالشيء . يضرب لمن يُفْسد شيئاً. قال أبو زيد: وذلك أن يطلب الرجل حاجة فإذا خلا ليذكر بعضَها، جاء آخر يطلب مثلها، فالأول لا يقدر أن يذكر شيئاً من حاجته لأجله فهو جُعَله، وقال: إذا أَتَيْتُ سُلَيْمَى شبَّ ليِ جُعَلٌ * إنَّ الشَّقِيَّ الذي يُلْكَى به الُجْعَلُ (يلكى به الجعل: يولع به.) وقال أبو الندى: سَدِك بأمْرِي جُعَله، ومَنْ قال " بامرىء " فقد صَحَّف. 1823- سُقُوا بِكَأْسِ حَلاَقِ يعني أنَّهم اسْتُؤْصِلوا بالموت، وحَلاَقِ: اسمٌ للمنية لأنه يستأصِلُ الأحياء كما يستأصل الْحَلْقُ الشعْرَ . 1824- سُلِّي هَذَا مِنَ اُسْتِكِ أَوَّلاً يضرب لمن يَلُومك وهو أَحَقُّ باللوم منك . 1825- سُبَّنِي وَأُصْدُقْ يضرب في الحثِّ على الصدق في القول، وأصلُ السبِّ إصابة السُّبَّة، يعني الاست. 1826- سَيْرُ السّوَانِي سَفَرٌ لا يَنْقَطِعُ السَّوَاني: الإبلُ يُسْتَقى عليها الماء من الدوليب، فهي أبداً تسير. 1827- سَلَكُوا وَادِيَ تُضُلِّلَ يضرب لمن عمل شيئاَ فأخطأ فيه. 1828- سَقَطَتْ بِهِ النَّصيِحةُ عَلَى الظِّنَّة أي أسْرَفَ في النصيحة حتى اتُّهم. 1829- سَبَّكَ مَنْ بَلَّغَكَ السَّبَّا أي مَنْ واجَهَك بما قَفاك به غيره من السبّ فهو السابّ. 1830- سَبِّحْ يَغْتَرُّوا أي أَكْثِرْ من التسبيح يغترُّوا بك فيثقوا فتخونهم. يضرب لمن نَافَقَ. 1831- سِيلَ بِهِ وَهْوَ لا يَدْرِي أي ذهب به السيلُ، يريد دُهِي وهو لا يعلم. يضرب للساهي الغافل، وقال: يا مَنْ تمادى في مُجُون الْهَوَى * سالَ بك السَّيْلُ ولا تدْرِي [ص 343] 1832- سِرُّكَ مِنْ دَمِكَ أي ربما كان في إضاعة سرك إراقة دمك، فكأنه قيل: سرُّك جزءٌ من دَمِكَ 1833- سُوءُ الاكْتِسَابِ يَمْنَعُ مِنَ الانْتِسَابِ أي قُبْحُ الحال يمنع من التعرف إلى الناس. 1834- سَيْرَيْنِ في خُرْزَةٍ. يضرب لمن يجمع حاجتين في حاجة، وقال: سأجْمَعُ سَيْرَيْنِ في خُرزة * أمجِّدُ قومي وأحْمِي النَّعَمْ وقال ابو عبيدة: ويروى "خرزتين في سير" قال: وهو خطأ، ونصب "سيرين" على تقدير استعمل أو جَمَع، قال أبو عبيد: ويروى "خرزتين في خرزة". |
1835- سَأَكْفِيكَ ما كانَ قِوَالا. كان النَّمْرُ بن تَوْلَب العُكْلي تزوج امرأة من بني أسَد بعد ما أسنَّ يقال لها: جمرة بنت نوفل، وكان للنمر بنو أخ، فراودها عن نفسها، فشكَتْ ذلك إليه، فقال لها: إذا أرادوا منك شيئاً من ذلك، فقولي كذا وقولي كذا، فقالت: سأكفيك ما يرجع إلى القول والمُجَاملة . 1836- أَسْرَعَ فِي نَقْصِ امْرِيءٍ تمامهُ. يعني أن الرجل إذا تمَّ أخذ في النُّقْصَان. 1837- اسْتَوَتْ بِهِ الأَرْضُ. يعنون أنه مات ودَرَس قبره حتى لا فرق بينه وبين الأرض التي دُفن فيها. 1838- أَسْوأُ القَوْلِ الإفْرَاطُ. لأن الإفراط في كل أمر مُؤَدٍّ إلى الفساد. 1839- السَّعِيدُ مَنْ وُعِظَ بغَيْرِهِ. أي ذو الْجَدِّ من اعتبر بما لحق غيره من المكروه فيجتنب الوقوع في مثله. قيل: إن أول من قال ذلك مَرْثَد بن سَعْد أحد وَفْد عاد الذين بُعِثُوا إلى مكة يَسْتَسْقُون لهم، فلما رأى ما في السحابة التي رُفعت لهم في البحر من العَذَاب أَسْلَم مرثد، وكتم أصحابَه إسلامه، ثم أقبل عليهم فقال: ما لكم حَيَارى كأنكم سَكَارى، إن السعيد من وُعِظ بغيره، ومن لم يعتبر الذي بنفسه يلقى نَكَال غيره، فذهبت من قوله أمثالا. 1840- سِيَّانِ أَنْتَ وَالعُزْلُ. الأعزل: الذي لا سلاح معه. يضرب لمن لا غَنَاء عنده في أمر. 1841- سَفَهٌ بالنَّابِ الرُّغَاءُ. أي سَفَه بالشيخ الكبير الصِّبا والتَّضَجر [ص 344] 1842- سَوْفَ تَرَىَ وَيَنْجَلِي الغُبَارُ * أَفَرَسٌ تَحْتَكَ أَمْ حِمَارُ يضرب لمن يُنْهَى عن شيء فيأبى . 1843- أَسْمَعُ صَوْتاً، وَأَرَى فَوْتاً يضرب لمن يَعِدُ ولا يُنْجز. 1844- أَسْرِعْ فِقْدَاناً تُسْرِعُ وِجْدَانا. أي إذا كنت متفقداً لأمرك لم تَفُتْكَ طَلِبَتُكَ. 1845- سَلَّطَ اللّهُ عَلَيْهِ الأَيْهَمَيْنِ. ويقال: "الأعميين" يعني السيلَ والجَمَلَ الهائج. 1846- سُورِى سَوارِ. مثل قولهم " صمي صَمَامِ" للداهية، قال الأزدي: فقام مُؤَذِّنٌ مِنَّا وَمِنْهُمْ * يُنَادِي بالضُّحَى سُورِي سَوَارِ 1847- سَبَهْلَلٌ يَعْلُو الأَكَمَ. السَّبَهْلَل: الفارغ. يضرب لمن يصعد في الآكام نَشَاطا وفراغا. 1848- سَائِلُ اللّهِ لا يَخِيبُ. يضرب في الرغبة عن الناس وسؤالهم 1849- سَحَابَةُ صَيْفٍ عَنْ قَلِيلٍ تَقَشَّعُ. يضرب في انقضاء الشيء بسرعة. 1850- السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ العَذَاب. يعني من عذاب جهنم، لما فيه من المشاق. 1851- السَّفَرُ مِيزَانُ السَّفْرِ. أي أنه يُسْفِرُ عن الأخلاق. 1852- سُوءُ الظَّنِّ مِنْ شِدَّةِ الضَّنِّ. هذا مثل قولهم: " إن الشَّفيق بسوء ظَنِّ مُولَع". 1853- سَقَطَ العَشَاءُ بِهِ عَلَى مُتَقَمِّرِ. قالوا: هو الأسد يَطْلُب الصيد في القَمْراء، وأراد سقط طلبُ العَشَاء به على كذا، وعلى هذا تقدير ما تقدم من قولهم" سقط العشاء به على سِرْحَان". 1854- سَمْعاً لا بَلْغاً. يضرب في الخبر لا يعجب، أي نسمع به ولا يتم. ويقال" سِمْعاً لا بِلْغاً" وقال الكسائي إذا سمع الرجل الخبرَ لا يعجبه، قال اللهم: سَمْع لا بَلْغ، وسِمْع لا بِلْغ. قلت: السَّمْع: مَصْدر وضع موضع [ص 344] المفعول، والبَلْغ: البالغ، يقال: أمر الله بَلْغ، والسِّمْع - بالكسر - فِعْل بمعنى مفعول كالذِّبْح والطِّحن والفِرْق والفِلْق، والبِلْغ - بالكسر - ازدواج وإتباع للسِّمْع، ونصب سمعاً وبلغا على معنى اللهم اجعله - يعني الخبر - مسموعاً لا بالغاً، ومن رفع حذف المبتدأ: أي هذا مسموع لا يبلغ تمامه، وحقيقته على طريق التفؤل . 1855- سَهْمُ الْحَقِّ مَرِيشٌ يَشُكُّ غَرَضَ الْحُجَّةِ. الشَّكُّ: الشق، ومنه قول عنترة: فَشَكَكْتُ بالرُّمْح الأصَمِّ ثيَابَهُ * لَيْسَ الْكَرِيمُ عَلَى الْقَنَا بِمُحَرَّمِ 1856- سَلِمَ أَدِيمُهُ مِنَ الْحَلَمِ. يقال: حَلِمَ الأديم، إذا وقع فيه الحَلَمَةُ ( الحلمة - بفتحات - دودة تقع في الجلد فتأكله، والأديم: الجلد.) يضرب لمن كان بارعاً سالماً من الدَّنَسِ 1857- سَبَنْتَاةٌ في جِلْدِ بَجَنْدَاةٍ. السبنتي: النَّمِرُ، وألفه ليست للتأنيث ويقال للمؤنث: سَبَنْتَاة، والجمع سَبَانِت، ومنهم من يقول سَبَانيت، وبعضهم يقول: سَبَاتٍ، وكذلك في جمع بَخَنْدَاة بَخَانِد وبَخَادٍ، وفي جمع عَلَنْدَاة عَلاَنِد وعَلاَدٍ. يضرب للمرأة السَّلِيطة الصَّخَّابة. 1858- اسْمَعْ مِمَّنْ لاَ يَجِدُ مِنْكَ بُدّاً. يضرب في قبول النصيحة، أي اقْبَلْ نصيحة من يطلب نفعك، يعني الأبوين، ومن لا يستجلب بنصحك نفعا إلى نفسه بل إلى نفسك. 1859- سَالَ بِهِمِ السَّيْلُ وَجَاشَ بِنَا البَحْرُ. أي وقعوا في شديد ووقعنا نحن في أشد منه، لأن الذي يجيش به البحر أشَدُّ حالا من الذي يسيل به السيل. 1860- سَحَابَةٌ خَالَتْ وَلَيْسَ شَائِمٌ. يقال: أخالت السحابةُ، وتَخَيِّلَتْ، إذا رجت المطر، فأما خالت فلا ذكر له في كتب اللغة، والصحيح أخالت، والشائم: الناظر إلى البرق. يضرب لمن له مال ولا آكل له. 1861- اسْأَلْ عَنِ النَّقْيِ النَّشُّولَ المُصْطَلِب. النِّقْي: المُخُّ. والنَّشول: مبالغة الناشل، وهو الذي ينشل الحم من القِدْر، والمُصْطَلِب: الذي يأخذ الصليب وهو الوَدَك. يضرب لمن احْتَجَنَ مال غيره إلى نفسه. [ص 346] 1862- سِلْقَةُ ضَبٍّ وَاأَمَتْ مَكُوناً. السِّلقة: الضبة التي قد ألقت بَيْضها، والمَكُون: التي جمعت بيضَها في جوفها، والمُوَاأمة: المفاخرة. يضرب للضعيف يُبَارى القوي. 1863- أَسْرِعْ بِذَاكمْ صَابَةً نِقَاباً. يقال إن امرأةً خرجَتَ من بيتها لحاجةٍ فلما رجعت لم تهتدِ إلى بيتها، فكانت تردد بين الحي على تلك الحال خمسا، ثم أشرفت فرأت بيتها إلى جنبها فعرفته فقالت: أسْرِعْ بذاكم صابة نقابا، يقال: لقيت فلانا نِقَابا، أي فجأة، وتعني بقولها " صَابَةً" إصابة وهي مثل الطَّاقَة والطَّاعة والجابة، أي ما أسْرَعَ الإصابة مفاجئة . يضرب لمن بالغ في إبطائه ويَرَى أنه أسرع فيما أمر به. 1864- سَيْلٌ بِدِمْنٍ دَبَّ فِي ظَلامِ. الدِّمْن: البعر والرَّوْث يدب السيلُ تحته فلا يشعر به حتى يهجم ولا سيما في الظلام. يضرب لمن يظهر الودَّ ويضمر الود ويضمر العداوة. 1865- سَمَّيْتُكَ الفَشْفَاشَ إِنْ لَمْ تَقْطَعِ. الفَشْفَاش: السيف الكَهَام، وروى أبو حاتم الفشفاش - بكسر الشين - جعله مثل قطام ورقاش، ثم أدخل عليه الألفَ واللام. يضرب لمن ينفذ في الأمور ثم خيف منه النبوّ. 1866- سِيرِي عَلَى غَيْرِ شُجُرٍ فَإنِّي غَيْرُ مُتَعَتَّهٍ لَهُ. قال المؤرج: سمعت رجلا من هُذْيل يقول لصاحبه إذا رَوِيَ بعيرُك فسره بهذه الصخرة، أي اربِطْهُ بها، والشُّجُر: جمع شِجار، وهو العود يلقي عليه الثياب، والتعته: التنوق والتحذلق، يقول: اربطي على غير عود مَعْروض فإني غير مُتَنَوِّق فيه، وذلك لأن العود إذا عرض فربط عليه القِدُّ كان أثبتَ له. ومعنى المثل لا تكلفني فوق ما أطيق، قاله المؤرج. [ص 347] *3*http://www.al-eman.com/Islamlib/images/up.gif ما جاء على أفعل من هذا الباب. 1867- أسْرَقُ مِنْ شِظَاظٍ. هو رجل من بني ضبة كان يصيبُ الطريقَ مع مالك بن الرَّيْب المازني، زعموا أنه مَرَّ بامرأة من بني نمير وهي تعقل بعيراً لها وتتعوّذ من شر شِظَاظ، وكان بعيرها مُسِنا، وكان هو على حاشية من الإبل وهي الصغير، فنزل وقال لها: أتخافين على بعيرك هذا شِظَاظاً؟ فقالت: ما آمَنُه عليه، فجعل يَشْغَلها، وجعلت تُرَاعى جمله بعينها، فأغفلت بعيرها، فاستوى شِظاظ عليه وجعل يقول: رُبَّ عَجُوزٍ من نمير شَهْبَرهْ * عَلَّمْتُهَا الإنقاض بَعْدَ الْقَرْقَرَهْ الإنقاض: صوت صغار الإبل، والقرقرة: صت مَسَانِّها، فهو يقول: علمتها استماعَ صوت بعيري الصغيرِ بعد استماعها قرقرةَ بعيرها الكبير. 1868- أسْألُ مِنْ فَلْحَسِ. ويروى "أعظم في نفسه من فَلْحَس" وهو رجل من بني شَيْبان، كان سيداً عزيزاً يسأل سَهْماً في الجيش وهو في بيته فيُعْطَى لعزه، فاذا أعْطِيَه سأل لامرأته، فإذا أعْطِيَهُ سأل لبعيره. قال الجاحظ: كان لفلحس ابن يقال له زاهر بن فَلْحَس مَرَّ به غَزِيٌّ من بني شيبان فاعترضهم، وقال: إلى أين ؟ قالوا: نريد غَزْوَ بني فلان، قال: فاجعلوا لي سَهْما في الجيش، قالوا: قد فعلنا، قال: ولامرأتي، قالوا: لك ذلك، قال: ولناقتي، قالوا: أما ناقتُكَ فلا، قال: فإني جارٌ لكل من طلعت عليه الشمس ومانعُه منكم، فرجعوا عن وَجْههم ذلك خائبين، ولم يغزو عامَهم ذلك. وقال أبو عبيد: معنى قولهم"أسْألُ من فَلْحَس"أنه الذي يتحيَّنُ طعامَ الناسِ، يقال: أتانا فلان يتفلحس، كما يقال في المثل الآخر: جاءنا يَتَطَفَّل، ففلحس عندُه مثل طُفَيْل. 1869- أسْأَلُ مِنْ قَرْثَعٍ. هو رجل من بني أَوْس بن ثَعْلبة، وكان على عهد معاوية، وفيه يقول أعشى بني تغلب: إذا ما الْقَرْثَعُ الأَوسِيُّ وَافَى * عَطَاءَ النَّاسِ أوْسَعَهُمْ سُؤَالاَ 1870- أَسْرَعُ مِنَ حُدَاجَةَ. هو رجل من عَبْس بعثته بنو عَبْس [ص 348] حين قتلوا عمرو بن عمرو بن عدس - إلى الربيع بن زياد ومَرْوان بن زِنْبَاع ليُنْذِرَهُما قبل أن يبلغ بني تميم قتلُ صاحبهم فيغتالوهما فكان أسْرَعَ الناسِ، فضُرِبَ به المثل في السرعة. 1871- أَسْرَعُ مِنْ نِكاحِ أُمِّ خَارِجَةَ. هي عَمْرَة بنت سعد بن عبد الله بن قدار بن ثعلبة، كان يأتيها الخاطبُ، فيقول: خِطْبٌ، فتقول نِكْحٌ، فيقول: انزلي، فتقول: أنِخْ، ذكر أنها كانت تسير يوماً وابنٌ لها يقود جملَها فرفع لها شخص فقالت لابنها: مَنْ ترى ذلك الشخص؟ فقال: أراه خاطباً، فقالت: يابنيَّ تراه يعجلنا أن نحل؟ ماله؟ أُلَّ وغلَّ. وكانت ذَوَّاقَةً تُطَلَّقُ الرجلَ إذا جربته وتتزوج آخر، فتزوجت نيفا وأربعين زوجا وولدت عامة قبائل العرب، تزوجت رجلا من إيادٍ فخَلَعها منه ابنُ أختها خلف بن دعج، فخلف عليها بعد الإيادي بكر بن يَشْكُر بن عَدْوَان بن عمرو بن قَيْس عَيْلان فولدت له خارجة، وبه كنيت، وهو بطن ضخم من بطون العرب، ثم تزوجها عمرو بن ربيعة بن حارثة بن عمرو مُزَيْقيا، فولدت له سعداً أبا المُصْطَلق والحيا، وهما بَطْنان في خُزَاعة، ثم خَلَف عليها بكر بن عبد مَنَاة بن كِنانة، فولدت له لَيْشاً والدِّيلَ وعريجا، ثم خَلَفَ عليها مالك بن ثعلبة بن دُودَان بن أسد، فولدت له غَاضِرَةَ وعَمْراً، ثم خلَفَ عليها جُشَمُ بن مالك بن كعب بن القَيْن بن جَسْر من قُضَاعة، فولدت له عرنية بطناً ضخما، ثم خلَفَ عليها عامر ابن عمرو بن لحيون البَهْرَاني من قُضَاعة فولدت له ستة: بَهْرَاء، وثعلبة، وهِلاَلا، وبيانا، ولخوة، والعنبر، ثم خلَفَ عليها عمروبن تميم، فولدت له أسيدا والهُجَيْم. قال المبرد: أم خارجة قد ولَدَت في العرب في نيف وعشرين حيا من آباء متفرقين قال حمزة: وكانت أم خارجة هذه ومارية بنت الجعيد العَبْدِية وعاتكة بنت مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان السلمية وفاطمة بنت الخُرْشُب الأنمارية والسوّاء العَنْزِية ثم الهَزَّانية وسلمى بنت عمرو بن زيد بن لبيد أحد بني النجار وهي أم عبد المطلب بن هاشم، إذا تزوجت الواحدةُ منهنَّ رجلا وأصبحت عنده كان أمرُها إليها، إن شاءت أقامت، وإن شاءت ذهبت. ويكون علامة ارتضائها للزوج أن تعالج له طعاما إذا أصبح. [ص 349] 1872- أَسْرَعُ مِنْ ذِي عَطَسٍ. يعني به العُطَاس، وهذا كما يقال "أسْرَعُ من رَجْعِ العُطَاس" 1873- أَسْرَعُ مِنَ الْيَدِ إِلَى الْفَمِ. و"أقْصَدُ من اليد إلى الفم" قال زهير بن أبي سلمى: بكَرْنَ بُكُورَا وَاسْتَحَرْنَ بِسُحْرَةٍ * فَهُنَّ وَوَادِي الرَّسِّ كَالْيَدِ لِلْفَمِ 1874- أَسْمَعُ مِنْ فَرَسٍ، بِيَهْمَاء في غَلَسِ. يقال: إن الفرس يسقط الشعر منه فيسمع وقعه على الأرض . 1875- أَسْرَعُ مِنْ فَرِيقِ الْخَيلِ. هذا فَعِيل بمعنى مُفَاعل كنَدِيمٍ وجَلِيس، ويعني به الفرسَ الذي يُسَابق فيسبق، فهو يفارق الخيل وينفرد عنها. 1876- أَسْرَعُ غَدْرَةً مِنَ الذِّئْبِ. وقال فيه بعض الشعراء: وَكُنْت كذِئْبِ السُّوءِ إذْ قَالَ مَرَّةً * لعمروسة وَالذِّئْبُ غَرْثَانُ مُرْمِلُ أأنْتِ الَّتِي فِي غَيْرِ ذَنْبٍ شَتَمْتِنِي * فَقَالَتْ: مَتَى ذَا؟ قال: ذَا عَامُ أوَّلُ فَقَالَتْ: وُلِدْت الْعَام، بَلْ رُمْتَ غَدْرَةً * فَدُونَكَ كُلْنِي لاَهَنَا لَكَ مَأكَلُ 1877- أسْرَعُ مِنْ وَرَلِ الْحَضِيضِ. قال الخليل: الوَرَلُ شيء على خِلْقة الضبِّ، إلا أنه أعظم، يكون في الرمال، فإذا نظر إلى إنسانٍ مَرَّ في الأرض لا يردُّه شيء. 1878- أَسْمَعُ مِنْ قُرَادٍ. وذلك أنه يَسْمع صوتَ أخفاف الإبل من مسيرة يوم، فيتحرك لها. قال أبو زياد الأعرابي: ربما رحل الناسُ عن دارهم بالبادية وتركوها قِفَاراً، والقردان منتثرة في أعطان الإبل وأعقار الحياض، ثم لا يعودون إليها عشر سنين وعشرين سنة، ولا يخلفهم فيها أحد من سواهم، ثم يرجعون إليها فيجدون القردان في تلك المواضع أحياء، وقد أحَسَّت بروائح الإبل قبل أن توافي فتحركت، قال ذو الرمة: بأعْقَارِه القِرْدَانُ هَزْلَي كأنَّهَا * نَوَادِرُ صيصاء المبيد المحطَّمِ إذا سمعَتْ وَطْء الركاب تَنَعَّشَتْ * حُشَاشاتُهَا في غير لَحْمٍ ولا دَمِ 1879- أَسْرَعُ مِنْ الْخُذْرُوفِ. هو حَجَر يُثْقَب وسَطُه فيُجْعَل فيه خيط يَلْعَبُ بها الصبيان، إذا مَدُّوا الخيطَ دَرَّ دَرِيراً، قال يصف الفرس: [ص 350] وكأنَّهُنَّ أجادِلٌ وكأنَّهُ * خُذْرُوف يَرْمَعَةٍ بكفِّ غُلاَم 1880- أَسْرَعُ مِنْ عَدْوَى الثُّؤَبَاءِ. وذلك أن من رأى آخر يتثاءب لم يَلْبث أن يفعل مثل فعله. 1881- أَسْرَعُ مِنْ تَلَمُّظِ الوَرَلِ. ويروى"من تَلْميظة الوَرَل" قالوا: هو دابة مثل الضبِّ، واللمظ: الأكل والشرب بطرف الشفة، يقال: لَمَظَ يلمظ لَمْظاً، وتَلَمَّظَ يَتَلَمَّظُ أيضاً، إذا تتبع بلسانه بقيةَ الطعام في فمه، أو أخرج لسانه فمسح به شفتيه، ومن روى "تلميظة وَرَل" أراد الكثرة، ويقال " تلمظَتِ الحيةُ" إذا أخرجت لسانَها كتلمظ الأكل. 1882- أَسْرَعُ مِنْ المُهَثْهِثَةِ. وهي النمَّامة، هذه رواية محمد بن حبيب، وروى ابن الأعرابي المهتهتة - بالتاء المعجمة من فوقها بنقطتين - وقال: هي التي إذا تكلمت قالت هت هت، قال حمزة: وهذا التفسير غير مفهوم، قلت: قال ابن فارس: الهثهثة الاختلاط، والهتهتة صوتُ البكر، "ورجل مِهَتٌّ"خفيف في العمل وقال الأصمعي: رجل مِهَتٌّ وهَتَّات، أي خفيف كثير الكلام، وكلاهما - أعني التاء والثاء - يدلان على ما ذهب إليه محمد بن حبيب، لأن النَّمَّامة تخف وتسرع في نقل الكلام وتخليطه، وحكي عن أبي عمرو أن الهتاء الكذابة والنمامة، وأما ما قاله ابن الأعرابي: إنها هي التي إذا تكلمت قالت هت هت، فإنه أراد قلة مبالاتها بما تقول لسخافة عقلها وكلامها، وجعل قولها صوتا لا معنى وراءه، كقولهم في حكاية الأصوات غَسْغَسَ إذا قال غس غس وهَجْهَجَ إذا قال هج هج، وأشباه ذلك، وإذا كان على هذا الوجه فتفسير ابن الأعرابي مفهوم. 1883- أَسْرَعُ غَضَباً مِنْ فَاسِيَةٍ. يعنون الخنفَسَاء، لأنها إذا حركت فَسَتْ ونَتَّنَتْ. 1884- أَسْرَعُ مِنَ الْعَيْرِ. قالوا: إن العَيْر ههنا إنسان العين، سمي عيراً لنتوِّهِ، ومن هذا قولهم في المثل الآخر "جاء فلان قبل عَيْر وما جرى" يريدون به السرعة، أي قبل لحظة العين، قال تأبط شرا: ونارٍ قد حَضَأتُ بُعَيْدَ وَهْنٍ * بِدَارٍ ما أرَدْتُ بها مُقَامَا سِوَى تَحْلِيل رَاحِلَةٍ وعَيْر *أكَالِئُهُ مَخَافَةَ أنْ يَنَامَا [ص 351] ويروى"أغالبه" وقوله"حضأت " أي أوقدت، ومما يجرى هذا المجرى قول الحارث بن حِلِّزَةَ: زَعَمُوا أنَّ كُلَّ مَنْ ضَرَبَ الْعَيْـ * ـرَ (العير) مَوَالٍ لَنَا وَأنَّا الْولاَءُ قالوا: معنى قوله"كل من ضرب العير" أي كل من ضرب بجَفْنٍ على عين، وهذا قول الخليل بن أحمد في كتاب العين، وحكى أبو حاتم عن أبي عبيدة والأصمعي عن أبي عمرو بن العَلاَء أنه قال: ذهب مَنْ كان يُحْسِنُ تفسيرَهذا البيت، وقال قوم: العيرُ السيد، وعنى به ههنا كليب وائل، سماه عيرا لأن كل ما أشرف من عَظْم الرجل يسمى عَيْراً، فلما كان كليب أشرفَ قومِه سماه عَيْرا، وزعم آخرون ممن العيرُ عندهم السيدُ أن السيد إنما سمي عَيْرا على التشبيه، لأن العير قَيِّمُ الأتُنِ وقَريعُها، وقال آخرون: معنى قوله"زعموا أن كل من ضرب العير مُوَالٍ لنا" أن العربَ ضربت العيرَ في أمثالها من وجوه كثيرة، فقالوا "أقبل عير وما جرى" و "العير يضرط و المكواة في النار" و"كذب العير وإن كان برح" فيقول هذا الشاعر: إن العربَ كلها قد ضربت العيرَ مثلا، وكُلُّ من جنى عليكم من العرب ألزمتمونا ذَنْبَه، وقال بعضهم: إن هذا الشاعر عَنَى بقوله العير الوتد، سماه عيرا لنتوه مثل عير النصل، وهو الناتىء في وسطه، وذلك أن العرب كلها تضرب لبيوتها أوتاداً فيقول: كل من ضرب لبيته وَتِداً ألزمتمونا ذنبه، وقال بعضهم: العير جبل معروف، ومعنى قوله ضرب العير أي ضرب في عير وتد الخيمة، فيقول: كل من سكن ناحيةَ عيرٍ ألزمتمونا ما يجنيه عليكم، وجاء في الحديث أن عَيْراً يسير في آخر الزمان إلى موضع كذا ثم يسير أحُد بعده، فيُرَاعُ الناسُ فيقولون: سار أحدكم كما سار عير، وقال قوم: عنى بقوله كل من ضرب العير إيادا أي أنهم أصحاب حمير، وقال آخرون: بل عنى به المنذر بن ماء السماء لأن شمرا قتله يوم عين أباغ، وشمر حنفي من ربيعة فهو منهم، وقال آخرون: المعنى أن العرب تضرب الأخْبِية لأنفسها والمضاربَ لملوكها، والمضارب إنما ترتبط بالأوتاد، فيقول: إن كل من تُضرب له المضاربُ لنا خَوَل وعَبيد، قال أبو حاتم: قد أكثر الناسُ في هذا، وليس شيء منه بمُقْنع، وإنما أصل العَيْر العَيِّرُ والعائر، فأحوجه الشعر واضطره إلى أن قال العَيْر، والعَيْر والعَيَّر والعائر كلُّها هو ما ظَهَر على الحَوضْ من قذًى، فإذا أرادوا أن ينفوا عنه ما عارضه من القذى نَضَحوه بالماء [ص 352] فانتفت الأقذاء عنه إلى جُدْرَان الحوض وصَفَا الماء لشاربه، فالعربُ أصحاب حِياض، وهذا فعلُهم بها، فيقول هذا الشاعر: إن إخواننا من بكر بن وائل، زعموا أن كل من قَرَى في الحِياض ونَفَى الأقذاء عن مائها مَوَالٍ لنا وأن لنا الولاء عليهم. 1885- أَسْمَعُ مِنْ سِمْعٍ. ويقال أيضاً" أسْمَع من السِّمْع الأزَلِّ"لأن هذه الصفة لازمة له، كما يقال للضبع "العَرْجَاء"والسِّمْع: سبع مركب، لأنه ولد الذئب من الضبع، والسِّمْع كالحية لا يَعْرِف الأسقام والعلل، ولا يموت حَتْفَ أنفه، بل يموت بعَرَض من الأعراض يعرض له، وليس في الحيوان شيء عَدْوه كعدو السِّمْع لأنه أسرع من الطير، قال الشاعر: تراه حَديدَ الطَّرْفِ أبْلَجَ واضِحاً * أغَرَّ طويلَ الباع أسْمَعَ من سِمْعِ يقال: وثَبَاتُ السِّمْع تزيد على عشرين أو ثلاثين ذراعاً، قال حمزة: ومن المركبات العِسْبَار والأسبور والدَّيْسَم، فأما العسبار فولد الضبع من الذئب، وهو بإزاء السِّمْع، وأما الأسبور فولد الكلب من الضبع، وأما الدَّيْسَم فولد الذئب من الكلبة، قال: ومن المركبات حيوان بين الثعلب والهرة الوحشية، حكى ذلك يحيى بن حكيم، ويقال يحيى بن بحيم، وأنشد لحسان بن ثابت الأنصاري في ذلك: أبُوكَ أبُوكَ وأنْتَ ابْنُهُ * فبئس البُنَيُّ وبئْسَ الأبُ وأمُّكَ سَوْدَاء نُوبِيَّةٌ * كأنَّ أنَامِلَهَا الحُنْظُبُ يَبِيتُ أبُوكَ لها مردفا * كَمَا سَاَفَد الهرةَ الثَّعْلَبُ ومن المركبات نوع آخر إلا أنه لا يكون بأرض العرب، وهو الزرافة، وذلك أن بأرض النوبة يعرض الذيخ للناقة من الحوش فيفسدها فيجيء شيء بين الضبع والناقة، فإن كان الولد أنثى عرض لها الثور الوحشي فيضربها فتجيء الزرافة، وإن كان الولد ذكراً عرض للمَهَاة فألقحها الزرافة. قلت: قوله "للناقة من الحوش" يحتاج إلى تفسير، وهو أنهم زعموا أن الحوش بلاد الجن، وهو من وراء رَمْل يَبْرين لا يسكنها أحد من الناس، والإبل الحوشية منسوبة إلى الحوش، يعني أن فحولها من الجن، لأن العرب تزعم أنها ضربت في نَعَم بعضهم فنسبت الإبل إليها، فقوله"للناقة من الحوش "أي من نَسْل فحول الحوش، ويقال أيضاً للنعم المتوحشة الحوش، فيجوز على هذا أن الذيخَ يعرض للناقة منها فيفسدها. [ص 353] قالوا: ومن المركبات نوع آخر من الحيات يقال له الهرهير، حكى ذلك المبرد، وزعم أنه مركب بين السُّلَحْفَاة وبين أسْوَدَ سالخ، قالوا: وهو من أخْبَثِ الحيات، ينام ستة أشهر ثم لا يسلم سليمُهُ (سليمه: أي لديغه.) 1886- أسْمَحُ مِنْ لاَفِظَةٍ. قد اختلفوا فيها، فقال بعضهم: هي العَنْز التي تُشْلَى (تشلى: تدعى) للحلب فتجيء لافظَةً بجرَّتها فرحاً بالحلب، وقال بعضهم: هي الحَمَامة لأنها تُخْرِج ما في بطنها لفَرْخها، وقال بعضهم: هي الديك، لأنه يأخذ الحبة بمنقاره فلا يأكلها، ولكن يُلْقِيها إلى الدَّجَاجة، والهاء فيها للمبالغة ههنا، وقال بعضهم: هي الرَّحَى، لأنها تلفِظُ ما تَطْحَنه، أي تقذف به، وقال بعضهم: هي البحر، لأنه يلفظ بالدرة التي لاقيمة لها، قال الشاعر: تجودُ فتُجْزِلُ قَبْلَ السُّؤَالِ * وكَفُّكَ أسْمَحُ مِنْ لاَفِظَهْ 1887- أَسْمَحُ مِنْ مُخَّةِ الرَّيْرِ. الرَّيِرُ والرَّارُ: اسمان للمخ الذي قد ذاب في العظم حتى كأنه خَيْطٌ أو ماء، يقال: سَمَاحُهما من حيث الذَّوَبان والسَّيَلان، لأنهما لا يُحْوِجانك إلى إخراجهما. 1888- أَسْرَقُ مِنْ بُرْجَانَ. يقال إنه كان لِصّاً من ناحية الكوفة، صُلِب في السَّرَق فسَرَقَ وهو مصلوب. 1889- أَسْرَقُ مِنْ تاجَةَ. قال حمزة: حكى هذا المثلَ محمدُ بن حبيب فلم ينسب الرجل ولا ذكر له قصة. 1890- أَسْرَقُ مِنْ زَبَابَةٍ. هي الفأرة البرية، والفأر ضروب، فمنها الجُرَذ والفأر المعروفان، وهما كالجواميس والبقر والبُخْت والعِرَاب، ومنها اليرابيع والزَّبَاب والخلد، فالزباب صُمٌّ، يقال: زبابة صَمَّاء، ويُشَبَّه بها الجاهِلُ، قال الحارث بن حِلِّزَةَ: ولقد رأيْتُ مَعَاشِراً * جَمَعُوا لهم مالاً ووُلْدَا وَهُمُ زَبَابٌ حَائِرٌ * لا تسمع الآذَانُ رَعْدَا أي لا يسمعون شيئاً، يعني الموتى، والخلد ضرب منها أعمى. 1891- أسْلَطُ مِنْ سِلْقَةٍ. قال حمزة: هي الذئبة، ولم يزد على هذا، وفي بعض النسخ ولا يقال للذكر سِلْق. قلت: السِّلْق الذئب، والسِّلْقة الذئبة، وتُشَبَّه بها المرأة السَّلِيطة فيقال: هي سِلْقَة، وأما قولهم "أسلط من سلقة" فإن أرادوا امرأةً بعينها تسمى سلقة فلا وجه لتنكيرها، [ص 354] وإن أرادوا بالسَّلاَطة الصَّخبَ فالكلامُ صحيح، كأنهم قالوا: أصْخَبُ من ذئبة، ويقولون "امرأة سليطة" أي صَخَّابة، ويجوز أن يكون من السَّلاَطة التي هي القَهْر والغلبة، ومنها يقال: السُّلْطَان، وإناثُ السباعِ أجرأ من ذكورها، يقولون: اللَّبُؤة أجْرَأ من الأسد، وهذا وجه. 1892- أَسْهَلُ مِنْ جِلْذَاَنَ هو حِمىً قريبٌ من الطائف لَيِّن مستوٍ كالراحة، وهي بععض الأمثال "قد صرحت بجلذان". يضرب للأمر الواضح الذي لا يخفى، لأن جلذان لاخَمَرَ فيه يُتَوَارى به. 1893- أسْلَحُ مِنْ حُباَرَى، وَمِنْ دَجاَجَةٍ الحُبَارى تسلح ساعةَ الخوفِ، والدجاجة ساعَة الأمن. 1894- أسْبَحُ مِنْ نُونٍ يعني السمك، وجمع النون أنْوَان ونِينان، كما يقال أحْوَات وحِيتان في جمع الحُوتِ. 1895- أَسْيَرُ مِنْ شِعّرٍ لأنه يَرِدُ الأندية، ويَلِجُ الأخبية، سائراً في البلاد، مُسَافراً بغير زاد. يَرِدُ المياه فَلاَ يزالُ مداولا * فِي الْقَوْمِ بين تَمَثُّلٍ وسَمَاعِ وقال بعض حكماء العرب: الشعر قَيْدُ الأخبار، وبَرِيدُ الأمثال، والشعراء أمراء الكلام، وزُعَمَاء الفَخَار، ولكل شيء لسان، ولسانُ الدهر هو الشعر. 1896- أسْرَى مِنْ جَرَادٍ قال حمزة: هو من السرى التي هي سير الليل، والجراد لا يَسْرِى ليلا. قلت: لو قيل أسرأ من قولهم" سَرَأت الجرادة تَسْرَأ سَرْأ" إذا باضت، فلينت الهمزة فقيل أسرا من جَرَاد أي أكثر بيضا منه لم يكن بأس، والسِّرْاة بالكسر: بيضة الجراد، وقد يقال سَرْوَة، والأصلُ الهمزُ. 1897- أسْرَى مِنْ أَنْقَدَ. هذا من السُّرَى، وأنْقَدُ: اسمٌ للقنفذ معرفة لا يصرف ولا تدخله الألف واللام، كقولهم للأسد أُسَامة وللذئب ذُؤَالة، والقنفذ لا ينام الليل، بل يَجُول ليلَه أجمع، ويقال في مثل آخر "بات فلان بليل أنقد" وفي مثل آخر "اجعلوا ليلَكم ليل أنقد". 1898- أَسْعَى مِنْ رِجْلٍ قال حمزة: لا أدري أرجلُ الإنسان يراد بها أم رجل الجراد. [ص 355] قلت: أكثر الحَيَوَانات يسعى على الرجل، فلا يبعد أن يراد به رجل الإنسان وغيره التي يسعى عليها. 1899- أَسْهَرُ مِنْ قُطْرُبٍ. هو دويبة لا تنام الليلَ من كثرة سيرها، هذا قول أبي عمرو، وغيرهُ لا يرويه " أسهر " وإنما يروى "أسعى" ويحتجُّ بأن سَهَره إنما يكون نهاراً لا ليلاً، ويستشهد بقول عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه: لا أعرفن أحدَ جيفَةَ ليلٍ قطربَ نهارٍ، قال: وذلك أن القطرب لا يسترح النهار. 1900- أَسْهَرُ مِنَ النَّجْمِ. 1901- أسْرَى مِنَ الخَيَال. 1902- أسْرَى مِنَ جُدْ جُدٍ. هو شيء شيبه بالجراد قَفَّاز، يقال له صَرَّار الليل. 1903- أَسْمَنُ مِنَ يَعْرٍ. ويقال "يغر" قالوا: هو دابة تكون بِخُرَاسان تسمن على الكد. 1904- أَسْرَعُ مِنَ الرّيحِ، وَمِنَ البَرْقِ، وَمِنَ الإِشَارةِ، وَمِنَ الَجْوَابِ، وَمِنَ البَيْنِ، وَمِنَ اللَّمْحِ، وَمِنَ الطَّرْفِ، وَمِنْ لَمْح البَصَرِ، وَمِنْ طَرْفِ العَيْنِ، وَمِنْ رَجْعِ الصَّدَى . وهو الذي يُجِيُكَ بمثل صوتك من الجبل وغيره. و"مِنْ رَجْعِ العُطَاس " و"مِنْ حَلْبِ شَاةٍ" و"مِنْ مَضْغِ تَمْرَة" و"مِنْ لَمْعِ الكَفِّ". اللَّمْع: التحريك، ومنه: كلَمْع اليَدَيْنِ في حَبِيٍّ مُكَلَّلِ* وأَلْمَعْتُ بالشيء، والتمعته: أي اختلسته و"من السَّمِّ الوَحِيِّ"و"مِنَ المَاءِ إلَى قَرَارِهِ" و"مِنْ كَلْبٍ إلَى وُلُوغِهِ"، يقال: وَلَغ الكلبُ بَلِغ وُلُوغاً، إذا شرب ما في الإناء. و"مِنْ لَحْسةِ الكلْبِ أَنْفَهُ"و "مِن لَفْتِ رِدَاءِ الُمْرتَدِي"، و"مِنَ السَّيْلِ إلى الُحْدُور"، و"مِنَ النَّارِ فِي يَبيِسِ العَرْفَج"، و"مِنْ شرَارَةِ في قَصْبَاءَ"، و"مِنَ النَّار تُدْنَي مِنَ الحَلْفْاَء"، وَ"أَسْرَعُ مِنْ دَمْعَةِ الَخْصِيِّ"، وَ" مِنْ قَولِ قَطَاةٍ قَطاً" 1905- أَسْمَعُ مِنْ حَيَّةٍ، وَمِنْ ضَبِّ، وَمِنْ قُنْفُذِ، وَمِنْ دُلْدُلِ، وَمِنْ صَدًى، وَمِنْ فَرْخِ العُقَابِ [ص 356] 1906- أَسْفَدُ مِنْ هِجْرِسٍ، وَمِنْ ضَيْوَنِ، وَمِنْ دِيكٍ، وَمِنْ عُصْفُور 1907- أَسْوَدُ مِنَ اْلأَحْنَفِ . هذا من السِّيادة. 1908- أَسْجُد مِنْ هُدْهُدٍ. يضرب لمن يرمى بالأبنة. 1909- أَسْبَقُ مِنَ اْلأَجَلِ، وَمِنَ اْلأَفْكَارِ. 1910- أَسْيَرُ مِنَ الْخَضِرِ . عليه السلام. 1911- أَسْمَجُ مِنْ شَيْطَانٍ عَلَى فِيلٍ. 1912- أَسَرُّ مِنْ غِنىً بَعْدَ عُدْمٍ، وَبُرْءٍ بَعْدَ سُقْيمٍ. 1913- أَسْأَلُ مِنْ صَمَّاءَ . قال ابن الأعرابي: يعنون الأرض، وذلك أنها لا تسمع صَليلَ الماء، ولا تمَلُّ انصبابه فيها، وأنشد: فلو كُنْتَ تُعْطِى حينَ تَسْأَلُ ساَمَحَتْ * لَكَ النَّفْسُ وَاحْلَوْلاَكَ كلُّ خَليِلِ أَجَلْ لاَ وَلَكِنْ أَنْتَ أَلأَْمُ مَنْ مَشَى * وَأَسْأَلُ مِنْ صَمَّاءَ ذَاتِ صَليِلِ يعني الأرض، وصَليلُها: صوتُ دخولَ الماء فيها. *3*http://www.al-eman.com/Islamlib/images/up.gif المولدون. سُوسُوا السَّفِلَ بالْمَخَافَةِ. سُلْطَاَنٌ غَشُومٌ، خَيْرٌ مِنْ فِتْنَةٍ تَدُومُ. سُوءُ الخُلْقُ يُعْدي. سَمَاعُ الِغنَاء بِرْسَامٌ حَادٌّ. لأن المرء يَسْمَع فيَطْرب، ويطرب فيَسْمَح، ويسمح فيفتقر، ويفتقر فيغنتم، ويغتم فيمرض، ويمرض فيموت، قاله الكندي. سُبْحَانَ الَجْاَمِعِ بَيْنَ الثَّلْج والنار، وَبَيْنَ الضَّبِّ والنُّونِ. يضرب للمتضادين يجتمعان. سَواءٌ قَوْلُهُ وَبَوْلُه. سَبُعٌ في قَفَصٍ. يضرب للرجل الجلد المحبوس. سَرَاوِيُلهُ فِي زِيِقهِ. أي أن الحاجة والجَهْد ألجآه إلى أن رقع قميصه بسراويله. سَارَتُ بِه الرُّكْبَانُ. يضرب للحديث الفاشي. السُّكُوتُ أَخُو الرِّضا. [ص 357] سيِّدُ القَوْمِ أَشْقَاهُم. لأنه يُمَارس الشدائد دون العشيرة. سَامِعاً دَعَوْتَ. يُخَاطِبُ به الرجلُ الرجلَ قد أَمَرَه بشيء فظن أنه لم يفهمه. سُوقُنَا سُوقُ الجنَّةِ. كناية عن الكساد. سَالَ به السَّيْلُ . إذا هلك. سَخُنَ صَدْرُهُ عَلَيْكَ. سَفِيرُ السُّوء يُفْسِدُ ذَاتَ البَيْنِ . سَتُسَاقُ إِلىَ ما أَنْت لاَقِ. السُّودَدُ مَعَ السَّوادِ. أي مع الجماعة والجمهور. السَّلَفُ تَلَف. الأسْوَاقُ مَوَائِدُ اللّه فِي أَرْضِهِ. السَّيْف يَقْطَعُ بِحَدِّهِ. السَّاجُورُ خَيْرٌ مِنَ الكَلْبِ. الاسْتِقْصَاءُ فُرْقَةٌ. السَّالِمُ سَرِيعُ اْلأَوْبِةَ. السَّعِيُد مَنْ كُفِيَ. السَّلاَمَةُ إِحْدَى الغَنِيمَتيْنِ. السِّعْرُ تَحْتَ الِمنْجَلِ. السُّلطَانُ يُعْلَمُ وَلاَ يُعَلُّمُ. السُّودَانُ بالتَّمرِ يُصْطَادُونَ. اسْتَنَدْتَ إِلىَ خُصٍّ مائِلٍ. اسْتَغْنِ أَوْ مُتْ. اسْمَعْ ولا تُصَدِّقْ اسْجُدْ لِقرْدِ السُّوء فِي زَمَانِهِ. اسْتُرْ مَا سَتَرَ اللّه. اسْعَيِنُوا عَلَى حَوَائِجِكُمْ بالإبْرَامِ. السِّنَّورُ الصَّيَّاحُ لا يَصْطاَدُ شَيْئاً. لأن الفأر يأخذ منه حذره. يضرب لمن يُوعِدُ ولا يفي. [ص 358] |
الساعة الآن 11:20 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |