منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   سِير أعلام وشخصيات (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=57)
-   -   شخصيات اردنية (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=467)

أرب جمـال 1 - 11 - 2009 08:31 PM

اللواء العين محمد رسول باشا زيد الكيلاني

http://upload.wikimedia.org/wikipedi...sol-kelani.jpg
  • مواليد السلط 30/3/1933 .
  • تدرج من رتبة ملازم أول حتى فريق.
  • مدير للمخابرات العامة.
  • مدير للأمن العام .
  • وزير للداخلية.
  • سفير للاردن في عدة دول عربية.
  • عضو في مجلس الاعيان.
  • مستشار الملك الحسين للأمن القومي
  • توفي في 29/12/2003
ولد المرحوم في السلط بتاريخ 30/12/1933 حيث التحق بالخدمة العسكرية برتبة ملازم اول وتدرج في الرتب العسكرية الى ان وصل الى رتبة فريق حيث شغل المرحوم عدة مناصب كان اهمها مديرا للمخابرات العامة ومديرا للأمن العام ووزيرا للداخلية وسفيرا للأردن في عدة دول عربية وعضوا في مجلس الاعيان وكان اخرها مستشار المغفور له جلالة الملك الحسين رحمه الله للأمن القومي. عرف المرحوم بوطنيته وانتمائه لبلده الاردن وللعرش الهاشمي.

[تحرير] بدايته

ولد في السلط بتاريخ 30 آذار 1933 ينسب أصله من الى فلسطين. ومن الؤكد تغييره مكان ولادته بحكم المواقع الحساسة التي تقلدها درس في مدرسة السلط وتخرج منها. حصل في العام 1956 على بكالوريوس علوم مالية وإقتصادية من جامعة دمشق، و على بكالوريوس حقوق من نفس الجامعة عام 1960. إلتحق بالخدمة العسكرية عام 1957 برتبة ملازم أول.
يعتبر من أشهر ضباط المخابرات الأردنيين، وكان له الدور الأكبر في المحافظة على النظام الأردني بوجه المنظمات الفلسطينية. عرف ببأسه الشديد عندما تولى إدارة المخابرات الأردنية. تتهمه المنظمات الفلسطينية بالبطش بها عام 1970، لكن الأردنيون يعتبرونه بطلا بمحافظته على الأمن والنظام.
[تحرير] المناصب

صورة:Mohammad-drassol-kelani.jpgاللواء محمد رسول الكيلاني



أرب جمـال 1 - 11 - 2009 08:31 PM


http://i177.photobucket.com/albums/w...eeh/101795.jpg

زينب أبو غنيمة / 1922 - أول معلمة للثانوية في الأردن


لقد تم تأسيس أول مدرسة ثانوية حكومية لللإناث في عهد امارة شرقي الاردن عام 1922 وقد اطلق على هذه المدرسة اسم «مدرسة اناث عمّان» .. وكانت اول فتاة أردنية كانت قد التحقت بدار للمعلمات لتصبح أول معلمة ثانوية ورائدة تربوية تمارس مهنة التربية والتعليم هي «زينب علي ابو غنيمة» ، وعن مسيرة هذه الشخصية النسائية المتميزة فقد ولدت السيدة زينب في مدينة إربــد شمالي الاردن عام 1905 حيث تلقت تعليمها في البيت بمساعدة اشقائها محمود ومحمد وحسن ابو غنيمة وهم المتعلمون والمثقفون جيدا مما اهلها هذا التعليم المنزلي الخاص للالتحاق في دمشق بمدرسة (البيمارستان) عام 1919 حيث تخرجت بعد سنتين من الدراسة الثانوية لتعمل معلمة في مدرسة اناث عمّان وذلك في العام 1921 - 1922 حيث كان يقيم شقيقها الاكبر حسن ابو غنيمة ولتكون أول معلمة أردنية تمارس مهنة التعليم الثانوي في ذلك الوقت.

ثم عملت كمعلمة في مدرسة «اناث اربد الثانوية» عام 1923 حيث ورد في مذكرات الناقد الراحل حسان ابو غنيمة في كتابه الصادر عام 1995 ص12 ما يلي: «وكانت الدار الجديدة التي سكنها اهلي مستأجرة من آل الناصر وكانت قريبة من دارنا القديمة وكان يحيط بها من الجهات الاربع الحديقة الرومانية القديمة التي يبلغ عمر اشجارها الالفي عام تقريبا وخلفها تكمن مدرسة حسن كامل الصباح الثانوية والتي كانت من قبل مدرسة ثانوية بنات اربد والتي ادارتها عمتي (زينب) لسنوات طوال قبل ان تنتقل الى موقعها الجديد في شارع الحصن حيث تحولت المدرسة القديمة لتصبح ثانوية للشباب في اربد اضافة الى مدرسة اربد القديمة على ظهر التل والتي كانت المدرسة الثانوية الحكومية الاولى في اربد».

هذا وقد اكملت السيدة زينب تعليمها العالي ما بعد الثانوي في دار المعلمات بدمشق عام 1924 لمدة سنة لتعود الى بلدتها ومسقط رأسها اربد وتصبح مديرة للمدرسة التي كانت معلمة بها حتى عام 1938.

وتزوجت السيدة والمربية الفاضلة زينب ابو غنيمة من المرحوم سعيد الناصر وتركت التعليم حتى عام 1955 حينما عادت مديرة مرة اخرى ولكنها انتقلت الى عمّان كمديرة للمدرسة العريقة والمعروفة وهي مدرسة الاميرة عالية في جبل اللويبدة من العام 57 - 1960 حيث تقاعدت عن العمل.

هذا وقد منحها المغفور له جلالة الملك الحسين رحمه الله في العام 1973 وسام التربية من الدرجة الاولى في حفل تكريمي كبير اقيم لرواد التربية والتعليم في الاردن.


أرب جمـال 1 - 11 - 2009 08:32 PM

http://www.alarabalyawm.net/uploads/...1111_new47.jpg


هذه قصة من قصص الأردنيين الذين دافعوا عن قضايا الأمة شرقها وغربها ولبوا النداء ونفروا خفافاً وثقالاً في سبيل قضاياها



الحديث عن المجاهد الشهيد نجيب البطاينة هو الحديث عن رجل عانق الشمس من أجل أن يصنع للوطن مكاناً يليق بشعبه وأمته، وهو لا يفرق بين مشرق الوطن ومغربه، فناضل عسكرياً في الجيش العثماني، واستشهد قائداً مجاهداً في صفوف الثورة الشعبية الليبية، ولد في الشمال الأردني وسقط شهيداً في الجنوب الشرقي الليبي، فالبطولة لها أشكالها وأنواعها، ولها زمانها ومكانها، فرسم لوحة على جدار الزمن ليتحدث التاريخ عن البطولة والأبطال، وعن أحرار الأردن الذين أسقوا بدمائهم الزكية شجرة الحرية في ليبيا واليمن، وفلسطين والعراق، وسورية، و الجزائر ...



وصدق دولة المرحوم سليمان النابلسي الذي قال: أرى في الشعب الأردني شعباً فريداً بين الشعوب العربية، فهو لم يضرب مرة من أجل مصالحه الخاصة، ولم يقم بمظاهرة في سبيل منافعه الذاتية، ولم تنزل قطرة دم واحدة منه من أجل قضية محلية. كل تضحياته قدمت في سبيل إخوانه في فلسطين وسوريا وليبيا والجزائر و اليمن.. ".



إن أردت أن تعرف شعباً من الشعوب فعليك أن تتعرف على رجاله، لأن هذه الرموز هي التي تخوض معركة الحياة بخيرها وشرها، وهي التي تصنع التاريخ للأمة، وهي التي أسهمت في إضاءة الدروب للأجيال الصاعدة والمتجددة في وطننا، وهي التي صاغت البيان التحريضي لنهضة الأمة، وهم الذين علمونا الوعي بثقافة المقاومة .



ونجيب البطاينة من هؤلاء الرجال الأبطال الذين أضاءوا أفق الرؤية، وكان لـه شرف بلورة الهوية القومية من أجل بناء وطن كانت رؤاه الوحدوية منطلقة في الدفاع عن العروبة في كل بقعة من بقاع الوطن العربي.



قد تختلف العوامل التي تصنع الرجال، إلا أنها تشترك في استحالة تحقيق هذا الرجل أو ذاك دون رصيد حقيقي من مواقف وأقوال وأفعال ومنجزات يسجلها لـه التاريخ ويتحدث عنها البعيد والقريب، وذاكرة أبناء الأردن من الرعيل الأول والثاني والثالث تحتفظ بالكثير من الأحداث وصناعة الفعل الثوري والجهادي.


تروي حكايا هذا المجاهد المعتز بعروبته وإسلامه.. فعندما قاد شهيدنا البطل نجيب البطاينة فصائل المقاومة الشعبية الليبية لم يكن مباهاة لتعزيز الهيبة ولا ترفاً لصيد الرجال، وإنما كان دفاعاً عن قدسية الأرض وكرامة الإنسان العربي، فقد صاغ خطابه الجهادي وفق معطيات مرحلته بكل تحولاتها العميقة وتحدياتها الخطرة، ومستجداتها الصعبة بتفكير ثاقب، ووعي ناضج متمسكاً بفكر المقاومة الشعبية مع القوى الوطنية الليبية ممثلاً بالمجاهدين: أحمد الشريف ومحمد المهدي، ومحمد بن عبد الله، وغيرهم من أبطال المقاومة الليبية الذين كان وإياهم يعبرون عن مجمل الشعور الجمعي لرسالة النضال المكونة في ذاكرتهم وهم يقارعون الغزاة وأعداء الوطن والأمة.



معركتي الشلظيمية والكردايسي


عندما تصبح المقاومة ثقافة للشعب الباحث عن الحرية والاستقلال، ينتصر التحدي بإرادة الصمود، ويهزم العدو مهما كانت قوته العسكرية، ويقهر جيشه القادم من وراء البحار لاستعمار الشعوب ونهب ثرواتها وإذلالها، وعندما يصبح قرار المقاومة بأيد أمينة ومؤمنة، يكون الانتصار حتمياً مهما طال الزمن، ومهما كثرت المعارك ومواقع التحرير..



هكذا كان شعبنا العربي الليبي البطل في صراعه مع الاستعمار الإيطالي ولمدة عشرين عاماً (1911- 1931م)، وهكذا كان (نجيب) سيفاً من سيوف المقاومة الليبية، وما سيوف (محروقة) إلا امتداد طبيعي لسيوف الشلظيمية والكردايسي، ومسوس، لأن مسافات الجغرافيا قصيرة بينها ومتقاربة على مسرح الأرض والزمن، مؤكداً على هذه الرموز المترابطة التي تلخص وتوجز أهداف المقاومة السامية وهي تنتقل من حال إلى حال وكلها كتبت بالدماء، وبالبذل السخي والفداء لطرح الدخيل الوافد من روما وبروجيا وغيرهما من مستعمرات الاستعمار الإيطالي.



لم تقف القوى الشعبية الليبية على ناصية التاريخ متفرجة، بل كانت منذ تأسيس مقاومتها تمخر عبابه فاعلة متفاعلة، خاضت غماره ممتطية صهوة الزمن دون رهان، وخيول السبق للشهادة تدق حوافرها الوعر، وصهيلها يسبق الحداء، وكان لها على سطح الأرض الليبية - من البحر إلى الجبل الأخضر - محطات نور وإشعاع



وكان (نجيب) على موعد مع النصر قبل الاستشهاد في معركة الشلظيمية التي وقعت يوم 28 شباط 1914م، واستمرت هذه المعركة أكثر من عشر ساعات، كان (نجيب) نجيبها وقائدها وفارسها وجريحها، فتكبد العدو الإيطالي أكثر من ثلاثمائة قتيل



يقول المجاهد شكيب أرسلان عن هذه المعركة: كانت معركة الشلظيمية فتحاً عظيماً للمقاومة الليبية، وكان الثوار أطول هاماً من النخيل الليبي وأقوى، وقدّم الشعب الليبي كوكبة من الشهداء ارتوت الأرض بدمائهم الزكية، لتنبت الحرية والكرامة، وكان عدد شهداء هذه المعركة بحدود 200 شهيدً، كانوا سداً منيعاً لمنع أو لتأخير القائد الإيطالي (مياني) من التقدم إلى إقليم (فزان)، وجرح نجيب الحوراني في هذه المعركة، ولم يسترح لجرحه، بل ضمد الجراح، ليجرح مرة ثانية في معركة الكردايسي .



بدأت معركة الكردايسي يوم 1 آذار 1914، أي في اليوم التالي لمعركة الشلظيمية، ولم تكن أقل فعلاً من المعارك السابقة، بل كانت - كما يقول شكيب - أشد وجعاً على الجيش الإيطالي، واستعمل فيها نجيب أسلوب القتال العسكري النظامي (الكر والفر) ثم المباغتة في الجوانب، وهذا الأسلوب مكّن المقاومة من الوصول إلى الأطراف حيث قادة الفصائل من الضباط الطليان، وقتل أكثر من سبعة ضباط من الرتب المتقدمة، وتمكنت المقاومة من تدمير الأسلحة والذخيرة وحرق سيارات التموين والصحة ..



وفي هذه المعركة جرح نجيب للمرة الثانية في كتفه وساقه، وأخرج الرصاصة التي استقرت في ساقه اليسرى وبدون مساعدة من أحد رفاقه، واستمر في القتال ولم يقبل الرجوع إلى الخلف، إذ حاول شقيق زوجته (سنوسي) أن ينقله من أرض المعركة إلا أنه رفض رفضاً مطلقاً على الرغم من نزيف في ساقه اليسرى، وظل يقاتل حتى توقفت المعارك بانسحاب القوات الإيطالية فانتقل إلى منطقة (مسوس) حيث ينظم المجاهد أحمد الشريف صفوف المجاهدين، ويستعد لمعركة مقبلة مع الجيش الإيطالي الزاحف باتجاه المنطقة.
معركة مسوس و استشهاده

مسوس
: قرية تقع جنوب شرق (بنغازي) أسس فيها السنوسيون زاوية، والزوايا هي مركز إصلاح وتعليم أسسها الصوفيون في ليبيا وغيرها من دول الشمال الإفريقي، وهي شبيهة بالزوايا المغاربية، مثل: الزاوية الدلالية لمحمد حجي، والزاوية الوزانية لمحمد برادي، والزاوية الشرقاوية لأحمد بوكاري، وغيرها من الزوايا (الصوفية) السنية. وكانت الزوايا تقوم بمهمات علمية واجتماعية، وفي عهد الاحتلال تركز عملها على الجهاد ونشر ثقافة المقاومة . وفي (مسوس) كانت زاوية ولذلك فإن المعركة وقعت قرب (زاوية مسوس) التي هدمها الطليان.


وكان المجاهد أحمد الشريف قد اتخذ من (مسوس) هذه مقراً للقيادة في ظروف أذاقوا فيها الطليان صنوفاً من العذاب بعد معركة (سيدي كريك القرباع) التي وقعت يوم 16 أيار 1913، إذ تقدم الجنرال (مامبراتي) نحوها فخسر 72 قتيلاً من الجنود، و(13) ضابطاً بالإضافة إلى أسر 400 جندي، وأخذ منه المجاهدون (999) بندقية غير الأسلحة المختلفة .


لم تشر الوثائق الليبية إلى أسماء قادة هذه المعركة غير أحمد الشريف، إلا أن المجاهد شكيب أرسلان أشار إلى أن (نجيب الحوراني) اشترك في جميع المعارك إلى جانب الشريف باستثناء معركة (الأبيار) التي وقعت في اليوم التالي لاستشهاده.


إذن.. جاءت معركة (القرباع) لتؤكد على قوة المقاومة الليبية، وقد شعرت القيادة العسكرية الإيطالية بقوة المقاومة وتمكنها من قتل وأسر المئات من جنودها، وفشلت مرة ثانية في معركة الشلظيمية، وثالثة في معركة الكردايسي، فقررت الانتقام بقوة ولحسم أمرها مع المقاومة في معركة (مسوس) حيث انتقل إليها أحمد الشريف ونجيب البطاينة، والمهدي والسنوسي، وأسسوا فيها القيادة العامة لجيش المقاومة الشعبية


وفي صباح يوم 3 آذار 1914، بدأت المعركة الحامية وتمكنت القوات الإيطالية من تدمير (زاوية مسوس)، وأبدت المقاومة جهاداً بطولياً كبدت فيه الجيش الإيطالي مئات القتلى، وبالمقابل خسرت المقاومة أيضاً مئات الشهداء فاستشهد (المهدي) شقيق زوجة نجيب، وتلاه شقيقه (السنوسيوجرح نجيب، وكانت إصابته في الصدر وفي الفخذ قاتلة، فنقل من أرض المعركة إلى منزله لعلاجه، وبقي حياً إلى اليوم التالي (4 آذار 1914) ليفارق الحياة، ودفن في قرية مسوس بعيداً عن وطنه وأهله وزوجته، بعد معارك كان نجمها وفارسها وبطلها، فجاءت شهادته على الأرض الليبية تأكيداً على قومية وعروبة المعركة ضد الاستعمار في مغرب الوطن ومشرقه.


الشهيد نجيب في ذاكرة الشعب الليبي

يقول المؤرخ العربي الفلسطيني مصطفى مراد الدباغ في كتابه (بلادنا فلسطين) الجزء الثالث، صفحة 461: نجيب السعد ابن المرحوم سعد باشا العلي وجيه عشيرة البطاينة في قرية البارحة، اشترك في حروب طرابلس الغرب عام 1912، ضد الطليان، وكثيراً ما خاض المعارك مع أحمد الشريف. جرح مرتين واستشهد في الثالثة، وحزن عليه الشعب الليبي حزناً شديداً، وترك في بلاد المغرب العربي ذكراً خالداً .


وقال يعقوب العودات (البدوي الملثم) في كتابه (القافلة المنسية) صفحة (96- 99) نقلاً عن مذكرات شكيب أرسلان، ما يلي: لم يحزن السيد احمد الشريف على أحد حزنه على نجيب الحوراني لباهر شجاعته وإخلاصه .


وعندما انتقل أحمد الشريف إلى الجبل الأخضر، لم يقطع شكيب بالرسائل، وفي كل رسالة كان يترحم على رفيق سلاحه ودربه الجهادي الشهيد نجيب، يقول شكيب عن هذه الرسائل: وكان السيد أحمد الشريف يكتب لي من الجبل الأخضر، وهو وافر الثناء عليه وهو اليوم دائم الترحيم عليه، والشهيد المذكور هو نجيب بك بن الشيخ سعد العلي من مشايخ بلاد عجلون ترك في بلاد الغرب (المغرب العربي، ليبيا، ذكراً خالداً).. .


وظل اسم (نجيب الحوراني) من ألمع الأسماء بين أولئك القادمين من بلاد الشام أو العراق، يقول الدكتور سعد أبو دية: ... وحدثني الدكتور عارف البطاينة أن هناك ضريح شخص من اليمن إلى جانب ضريح نجيب، وقرأت في كتاب الاستاذ الفرنسي (جورج ريمون) الذي ألقى الضوء على الزعماء والمناضلين العرب والأتراك ونشير هنا إلى أن قيادة الثورة الليبية وجهت دعوة رسمية لمعالي الدكتور عارف البطاينة شقيق الشهيد نجيب، وقام بزيارة (مسوس)، وقابل مختار القرية وحدثه عن قصة استشهاد أخيه والأثر البالغ الذي تركه في نفوس الناس، إذ أصبحوا يضربون المثل بالحزن عليه ويقولون هناك: أنت تبكين على فلان وكأنه نجيب .


وكرّمت الحكومة الليبية الشهيد نجيب بتسمية شوارع رئيسة في طرابلس وفي بنغازي باسمه، وتشير إلى الاسمجيب الحوراني).


بعد استشهاد نجيب، خاض المجاهدون معركة في منطقة (الأبيار) وأطلق عليها اسم معركة الثأر للشهيد نجيب الحوراني، وبعد هذه المعركة توقفت المعارك لمدة طويلة، أما قائد الثورة والمقاومة الليبية أحمد الشريف، فقد ذهب إلى استانبول واستقر فيها مدة طويلة، وأخيراً نزح عن تركيا واستقر في الحجاز، وفي سنة 1933م توفي في المدينة المنورة.


بعد خمسين عاماً فايزة السنوسي تلتقي بأهلها


شاءت ظروف الجهاد المقدس أن يرحل نجيب إلى ليبيا لمواصلة المهمة النضالية ويترك زوجته السيدة فايزة عبد الله السنوسي في البارحة، ويستشهد وتبقى هي في البارحة ولتتزوج في وقت لاحق من الشيخ عقلة نصيرات وتنجب أولاداً ومنهم شايش وفيصل.


كان شايش عقلة نصيرات ضابطاً في الجيش العربي الأردني، وخلال وجوده في معسكر الزرقاء يتلقى هاتفاً غريباً من القاهرة، وكان المتحدث معه الشريف أحمد الهوني وزير المواصلات في حكومة العهد الملكي عام 1965م، ويكون الشريف الهوني ابن شقيقة السيدة فايزة السنوسي، وبدأ التعارف على الهاتف، وبعد ذلك يسافر الضابط شايش ووالدته إلى ليبيا وتلتقي بأهلها بعد غياب دام أكثر من خمسين عاماً، ويساهم المرحوم الشريف ناصر بن جميل بتسهيل مهمة سفر شايش ووالدته بمنحه إجازة طويلة ليتعرف على أخواله، ولتعيد (فايزة) ذكريات الماضي، وتزور ضريح زوجها الأول في مسوس.


أما أصل الحكاية فيرويها شايش إلى الدكتور سعد أبو دية، وكانت على الوجه التالي:

كان هناك اجتماع في الجامعة العربية للقيادة العربية الموحدة، وفي هذا الاجتماع التقى الشريف أحمد الهوني مع الضباط الأردنيين: فهد جرادات ويوسف كعوش، وعلي القضاة، وبواسطة الضابط فهد جرادات تم الاتصال فوراً مع شايش في معسكر الزرقاء، وشرح له ظروف والدته ورغبتها بالتعرف على أهلها، فتم تنظيم الزيارة، وقابلوا الملك ادريس السنوسي، ثم قاموا بزيارة (مسوس) وتعرفوا على ظروف استشهاد نجيب، وكانت الزيارة عام 1965م، وبقي (فيصل) مدة طويلة في ليبيا.


وفي المقابل تمت دعوة الشريف أحمد الهوني إلى الأردن، ومكث فترة طاف فيها الضفتين، وكان بضيافة أبناء الشيخ عقلة نصيرات، وأبناء الشيخ سعد العلي البطاينة، وفي 24 تشرين الأول سنة 1975 انتقلت السيدة فايزة السنوسي إلى رحاب الرفيق الأعلى بعد أن قضت في الأردن ستين عاماً منذ قدومها الأول عام 1914م مع زوجها الأول نجيب.

وشاءت الأقدار أن تموت الليبية في الأردن وتدفن في ربوعها، ويموت الأردني في ليبيا ويدفن في ربوعها، وبالقرب من جبلها الأخضر.. وبهذا يكون نجيب البطاينة أول الشهداء العرب على الأرض الليبية .

أرب جمـال 1 - 11 - 2009 08:33 PM


http://www.alrai.com/img/154500/154445.jpg

معالي المشير حابس المجالي / (حابس حبسهم بالوادي .. حابس وجنوده وتادي)

سنة الهية تلك الثورة التي أججها رجال الكرك والمحيطون بها ، حاملين مئات بل آلاف من صفحات التاريخ العريق، الهية أو هية الكرك تعد فاصلة حاسمة في تاريخ نضال الشعب العربي، وعلامة أولى للتحول من حقبة معتمة إلى أخرى مسكونة بالأمل والهواجس معاً، هنا.. في هذه اللحظة التاريخية، والرجال الأحرار ينثرون أرواحهم فداء للأرض والكرامة رفعاً للظلم والظلام، فينثرونها دحنوناً مرتوياً كما يطلقون الرصاص من أفواه البنادق معدودة العد والعدة، هنا بالتحديد عندما سيرت الدولة العثمانية قطعانها المدججة بالمدافع والعسكر من أجل هدم البيوت وحصد الأرواح الأبية والعصية على الرضوخ، ومن اجل ملئ القلعة بالمعتقلين والسجناء، وهي التي بنيت حضارة بعد حضارة لحفظ الأرض والأنفس والأعراض.

وسط كل ذلك، في خضم إرهاصاته أنجبت بندر الكركية حابس المجالي ، ولدته في المعتقل وهي ترافق (مشخص) فكانتا أول معتقلتين سياسيتين في المنطقة، حرائر ثائرات وزوجات شيوخ، قادوا ثورة كانت بوابة كبرى عبرت منها حركات التحرر العربية حتى انطلاق ثورة العرب الكبرى.

ولد حابس المجالي من رحم الثورة وعلى جبينه رايات المرحلة القادمة ، ففي تلك السنة 1910 م أرخ لمولد المشير حابس المجالي، وإن ذهب البعض إلى أن ولادته كانت سنة 1914 م، لكن العرب كانوا يؤرخون بالأحداث وهو من أبناء سنة الهيّة ، ولعل من آثار تلك المرحلة أن دفعت بحابس للالتحاق بالخدمة العسكرية في سن مبكرة، فهو مفطور على النضال والفروسية، حاملاً في ذاكرته وفكره صور تلك البطولات التي خطّها الآباء والأجداد في سجلات الفخار الأردني، فلم يكن عام 1932 م يؤرخ لدخول منتسب جديد لصفوف الجيش العربي الناشئ فقط، بل يؤكد على توجهات شاب توج حياته ووطنه بالبطولة والفداء، حيث أخذ الفتى الكركي يثبت نبوغه العسكري وإخلاصه الحقيقي من خلال تدرجه في الرتب والمناصب العسكرية التي كلما علت وزاد رقيها ثقلت مسؤولياتها وتعاظمت واجباتها.

يعد حابس المجالي أسطورة عسكرية تجلت صورها من خلال حروب جيش الإنقاذ في فلسطين عام 1948 م ، فلا زالت الوثائق الإسرائيلية والعربية تشهد على شجاعته وحنكته كلما حمي وطيس المعركة، فهو أسد معارك القدس في اللطرون وباب الواد .

ففي معركة اللطرون التي قاد خلالها حابس القوات الأردنية المكونة من (1200) جندي في مواجهة شرسة مع عدد جيد التسليح يصل تعداده إلى (6500) جندي، وتمكن هذا القائد الشاب أن يدفع بالقوات الأردنية للتفوق وتحقيق نصر عز نظيره في تلك الحروب، منادياً نشامى الجيش العربي بعبارته الشهيرة ( الموت ولا الدنية) فتلحق بالقوات الإسرائيلية هزيمة نكراء، وقد قدرت بعض الجهات اليهودية خسائرها بألفي قتيل، وأسر عدد كبير من الإسرائيليين من بينهم رئيس وزراء إسرائيل السابق (ارئيل شارون) ونقل إلى معسكر الأسرى في مدينة المفرق، وقد كانت هذه المعركة خطوة كبيرة في تحرير القدس، ليكون النقيب حابس المجالي يومها قد كسر توقعات العدو، ورفع معنويات الجيوش العربية التي عانت من إخفاقات متلاحقة.

أما معركة باب الواد فهي درس بالغ القسوة لقنه اسود الجيش العربي الأردني لليهود بقيادة حابس المجالي، وقد وقعت هذه المعركة بعد اقل من أسبوع على معركة اللطرون ، وتجلت في هذه المعركة أروع صور البسالة والفداء ، وانقضّ نشامى الجيش على خطوط اليهود مقدمين أرواحهم فداء للقدس والأرض المباركة، ففتكوا بهم والحقوا بهم شر هزيمة. فلقد قتل منهم المئات وجرح أكثر من ألف جندي وعدد من الأسرى، في حين استشهد من الجيش العربي الأردني عشرون جندياً، وبذلك تمكنت القوات الأردنية من تحرير مدينة القدس من يد القوات الإسرائيلية من خلال رائعة عسكرية، وملحمة تاريخية قدم فيها حابس المجالي نفسه كقائد عظيم قادر على التعامل مع أقسى الظروف وفي ظل ضعف الإمكانيات للقوات العربية ، وسجل الجيش الأردني واحدة من انصع الصفحات في التاريخ العربي الحديث، فقد قال مؤسس الكيان الإسرائيلي ديفيد بنغوريون عام 1949 م أمام الكنيست "لقد خسرنا في معركة باب الواد وحدها أمام الجيش الأردني ضعفي قتلانا في الحرب كاملة".

وفي ظروف صعبة واجهت الأردن أصبح المشير حابس المجالي قائداً عاماً للجيش عام 1970 م، ليثبت من جديد انه الجندي الوفي والشجاع ، وانه قادر إذا ما دعت الحاجة، أن يلبي نداء الواجب في أحلك الظروف لتعود عمّان عاصمة للأمن والطمأنينة، وداراً لأحرار العرب ومستغيثيهم، لذلك لم يبخل (أبو سطام ) حابس بيوم واحد من عمره على الوطن الغالي.

وتقلد مناصب عدة وهبها كل ما يستطيع لا يبغى غير حفظ الأرض الأردنية وخدمة شعبها وقيادتها، فعين كبيراً لأمناء جلالة الملك ووزيراً للبلاط ووزيراً للدفاع وعضواً في مجلس الأعيان حتى وفاته.

وكان القائد البطل رقيق القلب ، مرهف الحس، كثيراً ما انساب الشعر على لسانه رقيقاً سلساً، ومن أشعاره:

يا عيال مين يريحني
ويطرد هوى البيض يومين
وانا هوى البيض سوسحني
سم وسقط بين ضلعيني
دنا القلم وابيض القرطاس
وبخاطري ناظم بيتين
عاللي بهواها سلين الناس
سبع سنين تواليني
وش علمك بالمراجيل
ياردي الجبل وش علمك بالمراجيل
والمشي بالليل حنا ارجال
حنا كراسيها حنا رماح
القنا لا تعكزت فيها


عاش المشير حابس المجالي قرابة التسعين عاماً قضاها جندياً مقاتلاً وقائداً شجاعاً ومسؤولاً رفيع المستوى حتى وفاته في 24 /4 /2001 .. رحمه الله.

أرب جمـال 1 - 11 - 2009 08:33 PM

وصفي التل مع جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه

ولد في 1919 م في كردستان العراق ، أبوه شاعر الأردن مصطفى وهبي التل وأمه منيفة ابراهيم بابان. أنهى أبوه دراسته في مدرسة عنبر في دمشق والتحق بقطاع التعليم في العراق، وهناك تعرف بأمه، بعد ولادة وصفي التل عاد أبوه إلى الأردن ليدرس في مدارسه، قضى وصفي بعض طفولته في شمال العراق ليعود إلى مدينة والده إربد بعد بلوغه السادسة من العمر، ويبقى متنقلا مع والده في ترحاله وتدريسه وتقلده مناصب حقوقية في إربد والشوبك بلواء معان.


أنهى وصفي دراسته الثانوية من مدرسة السلط الثانونية في العام 1937 م ليلتحق بكلية العلوم الطبيعية في جامعة بيروت العربية مع رفيقيه خليل السالم وحمد الفرحان، وتأثر في أفكاره السياسية بحركة القومين العرب التي كانت على خلاف مع حركة القوميين السوريين.



بداياته و مشاركته في حرب 48

بعد عودته إلى الأردن

التحق وصفي بالعمل الحكومي ودرس في عدد من مدارس الكرك وغيرها،
انضم إلى الجيش البريطاني ثم سرح من الخدمة
التحق بجيش الجهاد المقدس بقيادة فوزي القاوقجي، وحارب في حرب فلسطين في 1948 م.
استقر بعدها في القدس ليعمل في المركز العربي الذي كان يديره موسى العلمي.

التحق بوظيفة مأمور ضرائب في مأمورية ضريبة الدخل وموظفا في مديرية التوجيه الوطني التي كانت مسؤولة عن الإعلام آنذاك مطلع الخمسينات.

تزوج سعدية الجابري ذات الأصول الحلبية وتوفيت السيدة سعدية عام 1995م وكانت قد اوصت بتحويل بيته الى متحف وهذا ما حدث بالفعل ، يذكر ان التل لم ينجب اطفالا، فاشرفت وزارة الثقافة على البيت الذي صارا متحفا

عن وصفي

اشتهر وصفي التل بنظافة اليد والضرب بيد من حديد على الفساد والمحسوبية، ولما مات كان عليه دينا قيمته 92 ألف دينار معظمها لمؤسسة الضمان الاجتماعي قرضا لإنشاء مزرعة له في الحمر غرب عمان. كان وصفي التل أول من أطلق شعار "عمان هانوي العربأي جعل عمان عاصمة النضال الفلسطيني، ولكن تدخلات إسرائيل والأنظمة العربية وشذوذ بعض المنظمات الفدائية شوه العمل الفدائي ما نجم عن مصادمات عنيفة تتوجت بما يعرف بأيلول الأسود في العام 1971 م.

مؤلفاته

نشر وصفي التل كتاب واحد تحت اسم مستعار عن خفايا الهزيمة العربية ومؤامرات ما قبل الحرب العربية الاسرائلية، ونشرت اللواء كتاب كتابات في القضايا العربية ضم معظم انتاج وصفي التل.


نبذة سريعة عن الشهيد:

المرحوم وصفي التل رئيس الوزراء الاسبق الذي اغتيل غدرا في القاهرة اثناء مشاركته في اجتماع مجلس الدفاع العربي المشترك.
ويعد الشهيد وصفي التل من ابرز الشخصيات السياسية الاردنية حيث تولى منصب رئيس الوزراء في اعوام 1962 و 1965 و1970 وعرف باخلاصه وولائه لقيادته الهاشمية وعشقه لوطنه وامته العربية ووحدتها .
وامتاز الشهيد بايمانه بالعمل العربي المشترك والتصدي للاخطار المواجهة للامة العربية ودعمه لكفاح الشعب الفلسطيني في سبيل تحرير ارضه ووطنه.
ولد المرحوم وصفي التل عام 1920 وهو ابن شاعر الاردن المعروف مصطفى وهبي التل حيث تلقى دراسته الابتدائية في الاردن ثم انتقل الى الدراسة في الجامعة الاميركية في بيروت.
وتقلد الراحل الكبير العديد من المناصب الرسمية والوظائف في عمان والقدس واريحا ولندن وعمل دبلوماسيا في السفارات الاردنية في موسكو وطهران وبغداد

رحم الله وصفي التل وجعل مثواه الجنه

لما كان مخلصا لبلدة وامته

أرب جمـال 1 - 11 - 2009 08:34 PM


الشهيـد الرائـد محمـد ضيـف الله الهباهبـه
تاريخ ومكان الاستشهاد قرية السموع جنوب مدينة الخليل يوم 13/11/1966م

شهيدنا البطل هو من مدينة الشوبك التي تقع الى الجنوب من مدينة عمّان، ولد شهيدنا البطل هناك وكبر و ترعرع و التحق بصفوف القوات المسلحة الأردنية وشارك معارك البطولة والشهادة على ثرى فلسطين الطهور خلال معارك عام 1948م خدم في احد وحدات القوات المسلحة الاردنية في الضفة الغربية التي حافظ عليها جيشنا العربي الأردني بعد حرب عام 1948 و من ضمنها مدينة القدس وكانت وحدته تقع بالقرب من مدينة الخليل.


قصة استشهاده

اما قصة استشهاده فتعود الى انه وقبل ثلاثة ايام من تاريخ استشهاده كان يزور احد اصدقاءه من سكان مدينة الخليل و اخبره بنيته المغادرة الى عمان بعد ثلاثة ايام في اجازة لعدة ايام وانه وبعد عودته سوف يقدم طلب لاحالته على التقاعد، الا أن الله اختاره لتفيض روحه الطاهرة الى بارئها حيث سقط شهيدا دفاعاعن ثرى فلسطين قبل أن يرى أهله.

غادر شهيدنا البطل وحدته على متن سيارة عسكرية يرافقه سائق متوجها الى عمّان كما هو مقرر و أثناء مروره بالقرب من مدينة السموع شاهد جحافل القوات الاسرائيلية المدججة بالاسلحة الثقيلة والارتال والجرافات وهي تستعد للقيام بعدوان على قرية السموع، فطلب من سائقه ان يعود من فوره الى الوحدة حفاظا على المعلومات والمعدات التي كان من المقرر ان يحملها معه الى عمّان ليقدمها الى القيادة العامة للقوات المسلحة و طلب منه ان يخبر قائد الوحدة بالحشود الاسرائيلية قرابة الحدود، وطلب منه ايضا ان يعطيه رشاشه ويغادر على الفور، وبالفعل غادر السائق المكان وبقي شهيدنا البطل وحده في ساحة القتال منتظرا دخول القوات الغازية لمواجهتها و الابطاء من تقدمها.

وعند اختراق القوات المعادية لخطوط الهدنة، بدأ شهيدنا في مواجهتهم وقتالهم لوحده برشاش واحد حيث استطاع ايقاف تقدمهم نحو القرية واستطاع اسقاط عدد من جنود الاحتلال، الا أن ذخيرة هذا الرشاش انتهت، فاستخدم مسدسه الخاص الا أن ذخيرته خذلته، فخرج لهم بالسلاح الأبيض وحده وهو يردد الله أكبر، الله أكبر، الا أن الكثرة تغلب الشجاعة فسقط بطلنا شهيدا وفي جسده مالا يعد ولا يحصى من الطلقات و فاضت روحه الى بارئها في اليوم الذي قرر فيه أن ينهي خدمته العسكرية.

ومع وصول الجيش العربي الأردني الى السموع استطاع الحفاظ على هذه القرية و دحر القوات الغازية رغم انه لم يكن لديه التغطية الجوية اللازمة حيث كانت أجواؤه مكشوفة للقوات المعادية التي استخدمت عدة أسراب من طائراتها حيث دخلت القرية وتمركزت على مرتفعاتها و استولت على جثمان الشهيد البطل، الا أن قواتنا الباسلة استطاعت ردعها ودحرها من السموع قبل نهاية اليوم، و أعادت جثمان شهيدنا البطل، حيث لف بالعلم الأردني و من ثم نقله الى عمّان فمدينته الشوبك حيث تم تشيعه هناك بمراسم عسكرية مهيبة.

و أثناء محاولة المراقبين الدوليين التحقيق مع جنود العدو، سمعوا منهم عن شجاعة هذا الشهيد و استبساله في مواجهتهم.

أما أهالي الشوبك و أقربائه وفور سماعهم لخبر استشهاد ابنهم البطل عمهم حزن كبير ممزوج بالفخر، وحاولوا اخفاء الامر عن والده الشيخ كبير السن خوفا عليه، فاخبروه بان الشهيد أصيب في احدى المعارك، فما كان منه الا ان قال هذه الابيات :


جانا خبر مع طلعة شمس ياجواد
قالوا : محمد صابرا له صواب
فكرت لربعي وغشى وجوهها حداد
بلعون وانه رايحا ياعذابي
صرخت صوتا من شغاميم الفؤاد
واشوف الدنيا انا بعيني ظلام
جسمي تقطع واشتعلت نار الفؤاد
على حبيب راح عني وغابي
يالله يا اللي على المخاليق جواد
تقطب جروحا مخطرة على جنابي
على عزيز الروح طعام الكباد
كريم ومحلى هرجته لصحاب
خليت ابوك دشرت الاولاد
واقفيت للجنة مع جزيل الارحام
من عقبك ضاقت علي كل البلاد
من الحزن والفرقة وكثر الشياب
واجوح جوح اللي قصر فوق الاوتاد
عجزان عن مشيه على راس نابي
واختم واصلي على نبي كل العباد
محمد المختار نور الظلام

أرب جمـال 1 - 11 - 2009 08:34 PM

http://img153.imageshack.us/img153/1490/97083502nx2.jpg
اللواء علي خلقي باشا الشرايري

إن الحديث عن علي خلقي الشرايري هو حديث عن شخصية وطنية ناضلت في سبيل هذا الوطن وحماية عروبته ، ووقفة ضد الاستعمار أينما وجد في الوطن العربي ، ليس حباً في الحرب والقتال وإنما من أجل حرية الوطن والإنسانية ، فالحرية في مفهومة قيمة وهدف.

ولد علي خلقي في اربد عام 1878 في مغارة جده ، والولادة في المغارة معروفة في عقيدتنا وفي معتقدنا لها مكانة خاصة في حياتنا لعدة أسباب: أنها تعطي فكرة ودلالة عن الحياة التي أتى إليها هذا المناضل الكبير وهي حياة أسرة فلاحية يولد لها هذا الابن في مغارة تفرح له ولا تدري ما الذي سيكونه هذا الطفل الذي يولد في هذه المغارة المتواضعة من أملاك جده.

أول صفاته الخلق الجميل ، فلقب '' خلقي '' ألحق باسمه في شبابه، لما تميز به من نبل وشهامة وإيثار، تجلت في خدمته العسكرية، والمعارك التي قادها في القوقاز وليبيا واليمن ، وهو بذلك يؤكد قدراته العسكرية وثبات جأشه .

كلما اشتد الوغى وحمي وطيس المعركة، التي قادته من أرض إلى أرض، فلم يتقاعس عنها مهما كانت نائية ومحاطة بالمخاوف. كانت اربد لا تزال ذات تربة خصبة زاخرة بالخيرات، وموطن الفلاحين المواظبين على فلاحة الأرض واستدرار مكنوناتها ، وكان سكن الكهوف شائعاً في القرن التاسع عشر، وهو نوع من الالتجاء إلى الأرض من قسوة الطقس وشظف العيش .

هذه الأسرة اقتضت أن يعمل علي خلقي الشرايري في نشأته مع والده في الزراعة بحكم البيئة والمجتمع والجو الاجتماعي الذي كان يعيشه والده لكن الغريب في هذا البداية البسيطة جداً لإربد التي لم يكن بها غير الكتاب ، ينزع هذا الطفل إلى التعليم ويشعر بعدم الارتياح إلى العمل في الزراعة ، لا لأنه يكره الزراعة بدليل أنه بعد أن تقاعد عاد إلى العمل في الزراعة ولكن لأن في نفسه طموحاً كبيراً للتعليم ورغبة جامحة لهذا التعليم لفهمه منذ صغره ووعيه إلى أن التعليم هو أساس التقدم والرقي وأن الدور الذي يتطلع إليه علي خلقي الشرايري لا يمكن أن يقوم به إلا أن يؤهل نفسه بالتعليم ، فطلب من والده أن يذهب إلى المدرسة وعن طريق إقناع والدته لزوجها أو لوالده أرسله إلى مدرسة كانت تعرف باسم صاحبها "أبو الضباع" وهو من آل الخطيب الكرام كانت مدرسة متواضعة وهي كتاب ، بعد ذلك عرض على والده أن يذهب إلى المدرسة الرشيدية في دمشق ولكن والده لحاجته إليه لم يرغب في ذلك وحاول أن يمنعه من هذا ، لجأ إلى طرفة جميلة جداً لأنه ذكرها في مذكراته ، حيث أخذ بغلة عند والده كان يستعملها للحراثة والزراعة وغير ذلك وباعها في درعا في سوريا وذهب بثمنها إلى دمشق ودخل المدرسة الرشيدية ، غاب مدة الدراسة وعاد يحمل شهادة المتميز جداً من هذه المدرسة ، عندما عاد علي خلقي ، كان في نظر الناس الذي اخذ دابة والده وباعها ليتعلم ، فاصبح يتطلع إليه أهل اربد بنظرة احترام وتقدير لهذه الشخصية الفذة العصامية القوية ذات الموقف والرأي التي حققت ما تريد.

احضر لوالده مقابل ذلك شهادة تفوق وتميز من المدرسة ، عندها تحولت قناعة والده، وسعى إلى دعم ابنه بالذهاب إلى اسطنبول للالتحاق بالمدرسة العسكرية هناك ، وهي المدرسة الأفضل في الإمبراطورية العثمانية ، وأصبح علي تلميذاً في مدرسة الأستانة الحربية، وقد كان لتفوقه ولسماته الشخصية دورً كبير في تسهيل قبوله في هذه المدرسة ، ففي العام 1902 م أنهى دراسته وتخرج برتبة ملازم ثاني في الجيش العثماني ، فلم يكتف بذلك، فرغبته بالمعرفة والتقدم دفعته، إلى الالتحاق بكلية المدفعية ليرفّع بعد التخرج منها إلى رتبة ملازم أول، وكان ذلك في العام 1905 م .

عرف علي الشرايري بالكفاءة العلمية والعسكرية ، وقد لفت انتباه قادته في الجيش، وحصل على تقارير أشادت بقدراته وكفاءته، مما سارع بترقيته حتى احتل مكانة متقدمة في الجيش ، فعين قائداً للسرية السابعة المدفعية في الفرقة (51) المتواجدة في منطقة الدردنيل ، ثم انتقل إلى القوقاز وتركستان من اجل الاشتراك في الحرب ضد الجيش الروسي ، واستطاع خلال الحرب الروسية من تحقيق انتصارات عديدة، دلت على شجاعته وقدراته العسكرية.

منحته قيادة الأركان وسام الشجاعة من المرتبة الأولى، ورفّعته إلى رتبة رئيس أول ، وفي عام 1906 م أصبح في قيادة المدفعية في الفرقة نفسها ، وشهدت تلك الفترة الكثير من التحولات السياسية والعسكرية، في مختلف المناطق التابعة للدولة العثمانية، وعلى حدودها المختلفة نتيجة لضعف بنية الدولة.

في نهايات العام 1907 م نقل الشرايري إلى قيادة الفرقة (14) المتمركزة في لبنان وسوريا والأردن ، وفي الفترة نفسها رفع إلى رتبة قائم مقام عسكري ، وقد لمس خلال وجوده في بلاد الشام الإرهاصات الأولى للتحرك ضد الوضع الراهن ، حيث كان له دور واضح في الجمعية العربية الفتاة المناهضة لسياسة التتريك، التي اخذ جماعة الاتحاد والترقي بإتباعها ، ولم تدم إقامته في سوريا، حيث نقل سنة 1908 م إلى اليمن للمشاركة في مواجهة الثورة العارمة هناك، التي أشرت على ضعف الدولة، ودخولها مرحلة التراجع السريع.

ساهم بالمفاوضات التي منحت الإمام يحيى سلطات حقيقية واسعة، ودعماً مالياً كبيراً.

وكانت القوات الايطالية قد بدأت بغزو ليبيا فأرسل علي خلقي الشرايري للمشاركة في الحرب ضد الجيوش الايطالية عام 1911 م ، لكن ضعف الدولة وتخلف نظمها العسكرية أدى إلى سقوط ليبيا في يد الايطاليين ، فعاد بعدها الشرايري إلى اسطنبول في العام 1913م.

التحاقه بالثورة العربية الكبرى :

أصبح علي الشرايري حاكماً عسكرياً لمنطقة مكة المكرمة ، وهناك التحق بالثورة العربية الكبرى بقيادة الشريف الحسين بن علي ، واستطاع إقناع الجنود والضباط العرب في الحامية التركية بالوقوف إلى جانب جيش الثورة العربية ، وبذلك أعلن الولاء للشريف الحسين في قيادة الثورة ، وقد كان لعلي خلقي الشرايري دور بارزً في مجريات الأحداث والمعارك التي قادها العرب، لتحقيق انتصارات متتالية على القوات التركية حتى تم تحرير المنطقة العربية وصولاً إلى شمال مدينة حلب.

دور علي خلقي في الحكومات المحلية و تأسيس الامارة :

بعد خروج الملك فيصل من سوريا، عمد الشرايري بالتعاون مع أبناء الأردن إلى تشكيل حكومات الحكم المحلي ، مثل حكومة اربد التي ترأسها علي خلقي الشرايري، نظراً لخبرته ومكانته في الثورة وصحبته للملك فيصل الأول ، وعمل على تنظيم قوة عسكرية في شمال الأردن وأجزاء من جنوب سوريا ، وتم إقامة مؤتمر عام في أم قيس من أجل إنشاء هذه الحكومة المحلية التي ضمت وجهاء عشائر اربد ومحيطها وضمت أيضاً احمد مريود عن منطقتي الجولان وحوران ، في دلاله على التوجه القومي حتى لدى حكومات الحكم المحلي الأردنية ، لان علي خلقي كان يتطلع إلى تحرير البلاد العربية، من كل قوى الاستعمار والاستبداد.

وتعتبر هذه الحكومة ممهدة لقيام إمارة شرق الأردن، بقيادة الأمير عبد الله الأول ابن الحسين ، حيث نص أحد بنودها على تأسيس حكومة عربية وطنية مستقلة برئاسة أمير عربي هاشمي ، وقد تميزت علاقة الشرايري بالأمير عبد الله المؤسس بالحميمية القائمة على الود والتقدير.

زاره الأمير (الملك فيما بعد) في منزله في اربد عدة مرات ، وفي سنة 1923 م، دخل علي خلقي الشرايري حكومة حسن أبو الهدى، حيث أصبح ناظر المعارف واشترك في عدد من اللجان والمهام ذات التأثير في بناء الدولة.

كان علي خلقي الشرايري رجل دولة ، جمع بين العلم والخبرة العسكرية الاحترافية ، وكان عروبي الانتماء أردني الولاء ، وقدم حياته كلها خدمة لبلده وأمته ، وكان من ابرز رجالات جيل الرواد، الذين تركوا بصماتهم الذهبية على مسيرة التحرر العربي، وبناء الدولة في ظروف بالغة القسوة وغنية بالتحولات الكبيرة.

"ان هموم البلاد أكبر بكثير من همومنا الشخصية" - علي حلفي باشا الشرايري.

رحم الله اللواء علي خلقي الشرايري و اسكنه فسيح جناته.


أرب جمـال 1 - 11 - 2009 08:35 PM


ونتحدث عن

http://www.alrai.com/img/184500/184442.jpg
دولة المرحوم بهجت التلهوني

الحديث عن بهجت التلهوني حديث عن شخصية مرموقة من الرعيل الأول ساهمت بدور متألق وحضور قوي في مسيرة الحياة السياسية مدة لا تقل عن ثلاثين عاماً. شخصيتنا لهذا اليوم دولة المرحوم بهجت التلهوني.

يعد بهجت التلهوني من الشخصيات الاردنية التي كان لها دور بارز في مجمل الأحداث الهامة في تاريخ الاردن المعاصر أو تلك التي تركت بصمات واضحة في تشى ميادين العمل السياسي الاردني ولقد عرف بمواقفه الوطنية والقومية الثابتة.

وُلد بهجت التلهوني في معان سنة 1913 ، ونشأ فيها ثم انتقل إلى سوريا مع والده ووالدته وأخيه وأخواته ، وذلك أثناء الحرب العالمية الأولى ، وفي الطريق قُتل والده ووالدته وإخوانه وكان في حالة ضياع ومن هناك أخذه الناس إلى خالاته في دمشق حيث آووه ورعوه لفترة معينة ثم تولى عمه خليل التلهوني رعايته وأتم الدراسة الابتدائية في عمان وقتها وكانت الكتاتيب والمدارس صغيرة.

كان عنده طموح لمتابعة الدراسة فأصر أن يذهب إلى مدرسة السلط ولكن عمه أصر عليه أن يدخل في التجارة حتى يساعده ولم يكن مقتنعاً بأن الدراسة مجدية قدر التجارة لكنه أصر وطلب وجهاء وشخصيات معان فذهبوا إلى عمه وترجوه وطلبوا منه أن يسمح له أن يذهب ويدرس في السلط ، حيث أنهى الدراسة الثانوية ، ثم غادر إلى دمشق حيث أنهى الحقوق وبعد ذلك عمل في مكتب محاماة في عمان ثم أصبح رئيس محكمة البداية في الكرك ، وأخيراً في اربد قبل عودته إلى عمان وفي عمان اشتغل رئيس محكمة البداية والاستئناف ، ثم صارت حكومة فوزي الملقي وصار بها وزيراً للداخلية ثم أصبح وزيراً للعدلية ومن ثم في زمن المرحوم جلالة الملك حسين صار أول رئيس ديوان في زمنه عام 1953 ، وبقي رئيساً للديوان الملكي حتى سنة ,1960

وقد تحدث دولة السيد أحمد اللوزي عن اللقاء الأول الذي جمع بينه وبين المرحوم بهجت التلهوني قائلاً: في عام 1953 كنت مساعداً لرئيس التشريفات الملكية وكنا نلتقي في مكتب المرحوم منيب الماضي في عمارة المرحوم عبد الرحمن بشار الماضي ، وكان يلتقي مع دولة المرحوم أبو عدنان وهو كان رئيس محكمة.

والحقيقة الأساسية عندما أصبحت مساعداً لرئيس التشريفات الملكية ودولة المرحوم بهجت التلهوني بعد استقالة المرحوم فوزي الملقي ، أصبح رئيسا للديوان الملكي عام 1954 ، وفي عام 1954 بدأت العلاقة أنا كنت موظفا في الديوان مساعد رئيس التشريفات وهو رئيس الديوان الملكي والحقيقة لم يكن في ذلك الوقت موظفون في الديوان إلا بعدد أصابع اليدين رئيس الديوان وله مساعد ، رئيس التشريفات وله مساعد عبارة عن موظفين عاديين منهم أنور مصطفى ، غازي خير عبده فرج ، الدكتور شوكت الطبيب الخاص والشريف ناصر جاء ناظراً للخاصة الملكية ، وتسارعت الأحداث والحقيقة أن دولة المرحوم بهجت التلهوني امتاز بمواقف متعددة في القضاء فكان له مواقف وأحكام هامة فهو الذي حاكم رئيس الحزب الشيوعي "فؤاد نصار" وكانت له أحكام حتى في اربد لأشخاص مرموقين.

يشهد لأبي عدنان بالأمانة والاستقامة والجرأة بالحق ثم عندما بدأت الأمور تتفاعل وتسلم جلالة الملك الحسين في 2 ـ 5 مسؤولياته الدستورية عام 1953 حصلت عدة أمور كان دولة أبوعدنان رئيس الديوان الملكي: أولها: تعريب قيادة الجيش العربي ، وكان هو ومعالي المرحوم فلاح المدادحة اللذين ذهبا إلى بيت كلوب باشا واصطحباه إلى عندما اتخذ مجلس الوزراء القرار بتنفيذ رغبة جلالة الملك بتعريب القيادة وإنهاء خدمات كلوب وإنهاء خدمات القادة البريطانيين جميعاً ، والحقيقة هذا حاجز قام له العالم وقامت له الدنيا ، وقامت له المنطقة العربية بالإعجاب والإشادة بجلالة الملك لأن النفوذ البريطاني كان متمثلاً بالفريق كلوب باشا قائد الجيش العربي ثم كان له خدمات في العراق وفي المنطقة وحضور بين العشائر فاعتبر هذا القرار أنه إنهاء للهيمنة البريطانية.

أما عن علاقة رئيس الوزراء الاسبق عبد الرؤوف الروابدة ببهجت التلهوني فيقول فيها الروابدة ان فارق السن بيني وبين المرحوم كان كبيراً كان رئيس وزراء قبل أن أتخرج من الجامعة تخرجت عام 1962 واستقال من الحكومة الأولى كانت لديه اهتمامات سياسية ونيابية ومنذ تلك الأيام منذ أن دخلت الوظيفة ولذلك كانت لي زيارات متكررة لنادي الملك الحسين وفي هذا النادي كان أبو عدنان رحمه الله هو المحور الذي يجتمع حوله العديد من السياسيين الاردنيين أما ما جذبني له وما جذبه لي فأنه معجب بالشباب أولاً ومعجب بالجرأة لأنها صفاته يعني أنا ما جذبني إليه رغم الاختلاف السياسي أحياناً مع جرأته في رأيه وجرأته في إيقاف الآخرين عند حدودهم وأحترامه لذاته أنه يحترم ذاته ولا يقبل من أحد أن يتجاوز حدود التعامل معه ، واحترامه للمنصب ، أنا أذكره وهو رئيس للوزراء لم يكن يقبل أن يتم التجاوز على صلاحياته ، أو على صلاحيات الحكومة بملمتر واحد من أي طرف كان.

وتحدثت السيدة زهرة المرادي عن طبيعة العلاقة التي كانت تجمع بينها وبين المرحوم أبو عدنان قائلةً: الحمد لله عشنا حياة هادئة مستقرة متفاهمين مع الاحترام المتبادل بيني وبينه ، وحياتنا كانت من أروع ما يكون والحمد لله وأنجبت ثلاثة أطفال منى وعدنان وغسان وبالنسبة للسياسة أنا لم أتدخل بالسياسة لأن أهلي ليسوا سياسيين. نحن يقولون عنا "مزارعون ملاكون" كنت مبسوطة معه ومرتاحة لأني أعرف أنه يسلك في الطريق المستقيم وأكثر شىء أفتخر به عندما وضع القانون المدني الذي تبنته كل البلاد العربية.

أما عن التدرج الوظيفي في حياة بهجت التلهوني فقد تحدث الدكتور سعد أبو ديه قائلاً: عمل أبو عدنان في مكتب عادل العظمة وأعجب في الوظيفة وكان يشتغل معه في القضايا ، وعندما عُين عادل العظمة في دمشق فترك له المكتب والقضايا فهو مبسوط في هذه الوظيفة عندما يتم التعيين في الحكومة يشترط أن يُعين خريج الحقوق إما رئيس كتاب أو مأمور إجراء وقال هو أنه يريد أن يتعين قاضيا وهذه أول وظيفة في الاردن ظل في القضاء ستة عشر عاماً ، أنا لاحظت أنه يحب القضاء لدرجة أنه عندما تعين رئيس وزراء في عام (1964) اختار معه رئيس وزراء وزير العدلية ، ما اختار وزارة خارجية أو وزارة دفاع وظل يحب القضاء. والمحطة الثانية في حياته عندما استلم وزيراً للداخلية وعُين في مكان آخر قاضيا للقضاة ووزير عدلية هناك وجد نفسه. ثم المحطة الثالثة عام (1956) التعريب إلى جانب جلالة الملك الحسين يرحمه الله.

أبو عدنان شكل الوزارة ثلاث مرات المرة الأولى والثانية كانتا ترميم بعد حادثة اغتيال هزاع المجالي وعندما طلب منه جلالة الملك أن يشكل وزارة في الديوان وتكون الرئاسة في الديوان.

وحول عمله رئيساً لمجلس الأعيان فقد أضاف الروابدة قائلاً: في دراسته للتشريعيات ، واستفادته من خلفيته القانونية ، خلفيته القضائية وكانت سيطرته على إدارة الجلسة وليست سيطرته على المجلس والفارق بينهما كبير ، سيطرته على إدارة الجلسة وهذه من صفات القادة الإدرايين الحنكة يوجد هنالك أناس يسيطرون على مرؤوسيهم بأساليب مختلفة ، اما أن تسيطر بأسلوب إداري ، أنا أعتقد أنه كان ينجز إنجازا جيدا ، مجلس الأعيان في موضوع التشريعات في العهد الذي تولى فيه أبو عدنان.

وقال اللوزي: ان إنجاز ابوعدنان التاريخي كان القانون المدني عام 1977 بالنسبة للأردن فدولة أبو عدنان بصماته ومواقفه وخدمته للوطن برأيي من القضاء إلى الوزارة إلى الديوان الملكي لرئاسة الأعيان كانت خدمة مرموقة وكان جسرا وهمزة وصل حتى مع الدول التي نختلف معها في الرأي ، وعندما طرح جلالة سيدنا مشروع الممكلة العربية المتحدة بين الاردن وفلسطين كان هو الرسول مع وفد من الأعيان والحكومة في ذلك الوقت.

ووصف الروابدة بهجت التلهوني قائلاً: كان شخصية سياسية قيادية أردنية مرت في تاريخ هذا البلد كان لها دور بارز وفي مفاصل أو في مواقف مفصلية في هذا البلد ، نحترم ونقدر الدور الذي قام به نحترم اختلافه معنا واختلافنا معه ، لأنه هذا الاختلاف لم يكن قائماً على قواعد شخصانية ، بتاتاً وإنما اختلاف من أجل المصحلة العامة ، ولذلك تمتع بالاحترام.

أما اللوزي فيقول: أنا أترحم عليه الرحمات من رب العالمين ، ولكني أستشعر أنه للحقيقة والحق كان رجل مواقف ورجلا يتوخى العدل ما استطاع إليه سبيلا ويحب الناس ويقترب منهم ويوادهم ويختلف ويرضى ويغضب لكن للحق وللعدل وليس لشىء شخصي.

كان لدولة المرحوم بهجت التلهوني دور مؤثر في الاردن وفي صنع القرار الاردني.

وتمثل ذلك من خلال مساهمته إلى جانب العديد من رجالات الاردن في بناء دعائمه وتوطيد أركانه.

وتحدث الاستاذ حسن إبراهيم عن بداية معرفته بدولة الرئيس بهجت التلهوني قائلاً: "بهجت التلهوني"الصديق العزيز ، حقيقة بدأت معرفتي بدولته سماعياً لأن هنالك شخصية قضائية مرموقة ، القاضي بهجت التلهوني وكنت دائماً أتطلع للتعرف على هذا القاضي النزيه الحكيم الذي يتوخى العدالة وبالفعل اصبحت موظفاً في الحكومة الاردنية ومن خلال العمل واللقاءات الرسمية المختلفة بدأت المعرفة الشكلية التي لم تأخذ دور العلاقة المباشرة حتى جاءت مناسبة اجتماعية وتعرفت على دولته في عشاء عند صديق لدولته وجرى التعارف وبدأ بيننا حوار ودي في تلك الجلسة واستمرت تتطور حتى أصبحنا على علاقة تسمى صداقة أخوية متينة تحمل كثيرا من تقديري ومحبتي واعتزازي بتلك العلاقة. طبعا بعد هذا التعارف ، جرى أنه أنا نقلت من وزارة الخارجية في عمان إلى السفارة الاردنية في القاهرة.

وكذلك تحدث الاستاذ أحمد العقايلة عن بداية المعرفة مع بهجت التلهوني قائلاً: بداية تعارفي مع المرحوم ، كانت 48( أو )49 كنت طالباً في المرحلة الثانوية وكنت أسكن بالقرب من مسجد التلهوني ، وكان المرحوم خليل التلهوني وهو شيخ عشيرة التلهوني ، قائدهم وكبيرهم ، كان يحنو علي وكان صديقا للمرحوم الوالد وزاره دولة المرحوم في بيته وأخذني الحج خليل وقدمني له في (1948م أو 1949م) وشعرت منه بالود والحنان وعطف وإنسانية غمرني بها كلياً وأخذ يسألني عن حياتي "ماذا تريد أن تدرس أي إنهاء الجامعة في الخارج" فأخذ يوجهني وبدأت أراسله من ذلك الحين وهو رئيس محكمة بداية اربد ، فبدأت أبعث له رسائل وهو يوجهني وأرد عليه ويرد علي كنت أحبه وكذلك هو يحبني وبقيت هذه العلاقة قوية متينة حتى عندما كنت أعود من مصر كنت أذهب إلى اربد لزيارته ، أو في أي مكان آخر واستمرت هذه العلاقة متينة وقوية.

وحول طبيعة العلاقة الأسرية التي كانت تجمع بهجت التلهوني بأسرته فقد كان أبو عدنان عاطفيا جدا بالنسبة لأولاده ، وتولعه فيهم كان كبيرا وكان حنونا ومحبا وعطوفا حتى مع بقية الناس الذين يراهم.

لا يوجد لديه وقت يكون لقاؤه فيهم قليلا فيعطيهم كل الحنان في الأوقات التي يكون موجودا فيها ، وأي وقت كان عنده إجازة أو وقت فراع كان يمضيه معهم.

وتحدث عدنان التلهوني عن الخبرة التي اكتسبها من الوالد في مجال العمل الدبلوماسي قائلاً: الوالد كان مدرسة ، ففي مجالسه السياسية كنا نجلس معه أنا أو غسان منذ طفولتنا وعندما يذهب في رحلة في يوم الجمعة ، كنا نرافقه بها ، كان يحثنا على المجالس أو مكان جلسته في الديوان ، في منزله يدعونا لكي نجلس ونرى النقاشات بينه وبين الذين يختلفون معه في الرأي والذين يتفقون معه في الرأي وفي أحاديثه كان عبارة عن استاذ للجميع ، طبعا نحن أبناءه استفدنا من هذه المدرسة التي رُبينا فيها وعليها ، فالوالد كان حنوناً جدا وعاطفته كانت لأولاده ولجميع الناس بشكل عام وطبعا في أيام الديوان الملكي في الخمسينات والستينات كرئيس وزراء كان وقته ممتلئا يعني أنا أتذكر كطفل لم أكن أراه يخرج في الصباح ويعود متأخراً فقط أتذكر أن كل ليلة كان يأتي ويحضر لنا الشوكلاته أو الحلويات ويضعها تحت الوسادة حتى في صباح اليوم التالي نأخذها "أي أنه كان يعوض وقته في الشيء المقدور عليه".

وأضاف غسان التلهوني قائلاً: أولاً كان أهم صفاته التواضع فكان يتعامل مع الناس كوحدة واحدة ، وبعد ذلك معرفته بأهل البلد ، لا تنسى أن الوالد خدم في اربد ، في الكرك ، في عجلون وهذا التواضع فهو علمنا كيف نتعامل مع العالم ، هذه مدرسة ، عندما يرى أحد في الشارع ويسأله عن اسمه إذا لم يعرف اسمه يعرف أباه أو أمه أو اخواله أو أعمامه وأقاربه ، وأيضا باب البيت لم يغلق بوجه إنسان حتى عندما كان رئيس ديوان.

الكل يستذكر أنه عندما كان جلالة سيدنا الحسين الله يرحمه يريد أن يستقبل المراجعين يكونون باب الديوان فوراً يدخلون عند بهجت التلهوني فهذه صفة مهمة.

فيما تحدث الاستاذ حسن إبراهيم عن دور بهجت التلهوني في تحسين العلاقة مع الإتحاد السوفييتي قائلاً: أنا آخذ لمحات من هذا السجل الطويل وأذكر أيضا لما كنت سفيرا في الإتحاد السوفيتي وأصر دولته كرئيس أو نائب رئيس في مجلس الأعيان في ذلك الحين قام بزيارة للإتحاد السوفيتي في عام (1969) وكانت انطباعاتي أن تعامله مع القادة السوفيتيين كان ملتزماً وأذكر أنه عندما لاحظ الإنضباط الموجود عند السوفيتيين واهتمامهم في الصغائر والكبائر طلب من جميع النواب أن نكون ملتزمين وان كان هناك نائب لا يتلزم بالوقت لا ننتظره أبدا لأنه كما قال الباب يفتح الساعة العاشرة فيدخل الضيف فلا يوجد مجال للتأخير وهذا يدل على التزامه وانضباطه وفي أحاديثه مع السوفييت يحب الحديث العفوي ويحب الحرارة ، في الحديث ويبنون أشياء على العلاقات الشخصية يعتبرون أن لها أهمية فكان هو بحكمته العقلية التي عنده قد بدأ بكل كلماته يعطيهم درساً جميلاً في توضيح الأمور وذكرهم بالشكل الصحيح والسليم فهذا انعكس فيما بعد على زيارات متكررة وعلاقاته هنا مع السفير السوفييتي الذي يزور الاردن علاقة متصلة ودعمها عندما تولي رئاسة جمعية الصداقة الاردنية السوفيتية هذه الجمعية على المستوى الشعبي عززت الروابط الاردنية السوفييتية وانعكست على علاقات البلدين وعلى صداقة القيادات وكانت لها شأن كبير في المرحلة الأخيرة.

وفي الحقيقة نظرتي له أنه كان قاضيا وسياسيا وصديقا وبديهيا وواضحاً وملتزماً ووفياً هذا ما أستطيع أن اختصره لشخص دولته وهذا كله كان منعكسا على خدمة الوطن وجلالة الملك المعظم رحمه الله.

وقد أضاف الاستاذ أحمد العقايلة قائلاً: رحم الله أبا عدنان فقد كان جريئاً ، واضحاً ، مواجهاً ، بعيد النظر ، عميق التفكير ، سديد الرأي ، ناصحاً وموجهاً ، واسع التجارب ، وفياً لأصدقائه ، خبيراً في قضايا أمته ، إنسانا بكل معنى الكلمة ، كان يتمنى أن تكون الأمة أمة موحدة في قضاياها ، وفكرها ، طروحاتها ، لا تتفرق ودائماً يدعو إلى أمة موحدة في الكلمة والرأي.

وتحدث الاستاذ عدنان التلهوني قائلاً: الأب المربي الذي حظي بمحبة عائلتنا ، العائلة الصغيرة والعائلة الكبيرة في الاردن والإيمان والولاء للوطن والملك.

وأكد أيضاً غسان التلهوني قائلاً: رحمه الله هو شجرة زرعت في البلد ، وجذورها ثابتة ولا نزال نتفيأ ظل هذه الشجرة. تغمد الله بهجت التلهوني بواسع رحمته ورضوانه وأدخله فسيح جناته.


أرب جمـال 1 - 11 - 2009 08:36 PM


http://www.alrai.com/img/171500/171372.jpg

عوده القسوس / رجل القضاء والانتماء

في أواسط القرن التاسع عشر و ما تلاه، كانت الكرك المدينة الأبرز في جنوب الشام، وتعد مركزاً إدارياً كبيراً، ومنطقة إشعاع تعليمي، بالإضافة إلى نفوذها العشائري القوي المنسجم مع الطابع الاجتماعي في تلك الفترة ، وقد أسهم موقعها الجغرافي الحصين ووجود القلعة بحجمها الذي شمل المدينة كلها آنذاك، بالإضافة إلى قربها من خط سير الحجاج ، كل هذه العوامل جعلت من الكرك ذات مكانة فاعلة في إدارة المنطقة ، وذات تأثير واضح في حالتي السلم والحرب ، وقد زاد الواقع الديمغرافي في غنى المنطقة، من خلال الدور الفاعل الذي لعبته العشائر المسيحية مع العشائر المسلمة في تمازج مثالي عز نظيره.

ففي العام 1877م ولد عودة القسوس من عشيرة الهلسا ، وكان والده سلمان القسوس رجلاً قروياً بسيطاً عمل في الزراعة وتربية الماشية ، وكان أمياً في عصر أعتبر التعليم فيه غير ميسر، ولا يتماشى مع طبيعة الحياة وصعوبات العيش ، لكن عوده القسوس عرف بالذكاء والفطنة من نعومة أظفاره ، فألحقه والده بمدرسة الروم الارثذوكس في الكرك ، فدرس فيها ، وقد تعلم اللغة التركية إلى جانب اللغة العربية وكان متفوقاً في دراسته ، ولم يكن في تلك الأيام معاهد عليا قريبة ، وليس في مقدور الجميع السفر إلى الشام أو اسطنبول طلباً للعلم والشهادات الجامعية ، لذا عندما أنهى عودة دراسته في مدرسة الروم الارثذوكس انخرط في سلك الوظيفة الحكومية.

تم تعيين عودة القسوس حينها في محكمة بداية الكرك ، وهي وظيفة ليست بالسهلة وتعد منصباً محترماً لا يتوفر إلا للقلة المتعلمة ، وكان هذا التعيين عام 1900م.

واستطاع من خلال وظيفته وانفتاحه على الناس توثيق صلاته مع أبناء مجتمعه ، وقد استمر في هذه الوظيفة حتى العام 1906م ، حيث شكل هذا العام في حياته فاصلة تحول كبير دفعت به إلى الحياة العامة ، وإلى آفاق سياسية نضالية كبيرة ، فلقد انتخب عودة القسوس عضواً في المجلس العمومي لولاية سوريا، التي ضمت جل المنطقة العربية بين الحجاز والأناضول، وكانت هذه الخطوة فاعلة في وضع هذا الرجل في بؤرة التواصل الوطني القومي، في خضم تحولات متلاحقة مع دخول الحكومة العثمانية مرحلة التتريك والتمييز العرقي ، أو على أقل تقدير إهمال رعايا الدولة من غير الأتراك، وإثقال كاهلهم بالضرائب والتنكيل بأحرارهم ، وكان من إفرازات هذا الوعي، أن أسهم القسوس في الأحداث القومية والوطنية في أوائل القرن العشرين وتأسيس الإمارة.

بعد ذلك أصبح عودة القسوس مأموراً لإجراء الكرك، منذ العام 1908 م وحتى العام 1916 م ، ثم أصبح لفترة من الوقت مفتشاً للأعشار ، ودلت هذه المناصب على جدارته في الإدارة وتميزه في العمل، بالإضافة إلى مكانته الاجتماعية والعشائرية ، وقد توضحت معاناة العرب تحت حكم جماعة الاتحاد والترقي، وذراعهم في المنطقة والي الشام جمال باشا السفاح لشدة ما فتك بأحرار العرب، وعلقهم على أعواد المشانق في الساحات العامة ، وهو واقع مهد الطريق أمام قيام الثورة العربية الكبرى، وخلال امتداد جيش الثورة العربية جنوب وشرق الأردن بعد تحرير العقبة ، كان كبار رجال الكرك يتواصلون مع جيش الثورة وقادته الهاشميين، ومساهمين في التعبئة والإمداد العسكري ، وهو أمر وصل لأسماع جمال باشا، فألقى القبض على بعض هؤلاء الأعيان، و قام بنفيهم إلى الأناضول في وسط تركيا ، وكان من بينهم عودة القسوس ، وقد طال نفيهم هذا إلى ما يزيد عن العام ، أي حتى نهاية الحرب العالمية الأولى.

بعد الانتصارات التي حققتها الثورة العربية، وخروج القوات التركية من شرق الأردن ، قام الأمير فيصل من خلال أخيه الأمير زيد بن الحسين، بتشكيل إدارة عربية جديدة في الكرك ، وعين عوده القسوس عضواً في محكمة البداية ومدعياً عاماً ، وقد قام بمهام هذا المنصب حتى تأسيس إمارة شرق الأردن، على يد الأمير عبد الله بن الحسين ، حيث عين عضواً في محكمة الاستئناف بعمان في العام 1921م ، وفي أعقاب أحداث عام 1923م في منطقة البلقاء اتهم بالمشاركة في حركة العدوان ،وحيث تم عزله ونفيه إلى مدينة جدة لستة أشهر ، وقد كان عوده القسوس منتمياً إلى الحزب الوطني الذي ظهر في تلك الفترة .


لكن العفو صدر سريعاً فعاد القسوس وعمل في المحاماة ، وفي أول انتخابات تشريعية انتخب نائباً عن الكرك في العام 1929م ، ومن ثم عضواً في المجلس التنفيذي ، وشغل منصب النائب العام حتى العام 1938م، حيث أحيل على التقاعد ، وكانت حياته العملية والسياسية حافلة بالأحداث والمنجزات، التي أهلته للتكريم على كافة الصعد وأعلى المستويات ، فقد حاز على عدد من الألقاب والأوسمة منها : النيشان الرابع المجيدي ، والنيشان الخامس المجيدي وكذلك ميدالية الحرب الفضية ولقب بك.

أما الحكومة الفيصلية في دمشق فقد منحته رتبة قائد ، وخلال خدمته ضمن الحكومة الأردنية حصل على رتبة زعيم فخري، ووسام النهضة من الدرجة الثالثة، ووسام الاستقلال من الدرجة الثانية ، بعد ذلك حاز على لقب باشا من بطريركية الروم الارثذوكس ووسام القبر المقدس من رتبة فارس سنة 1914، ووسام القبر المقدس من رتبة قائد أعظم.

وكان من حبه للثقافة والعلوم والتراث، أن قام بتأليف كتاب القضاء البدوي وطبع سنة 1936.
وفي الثاني من أيلول عام 1943 م توفي عودة القسوس في عمّان وعاد جثمانه إلى مسقط رأسه الكرك ، رافعاً بذلك راية الفخر والانتماء في سجل ذاكرتنا الوطنية الذهبي.

أرب جمـال 1 - 11 - 2009 08:37 PM

http://www.eqla3.com/sh3r/pictures/uI_0092.jpg

اسمه: الشيخ مثقال بن سطام بن فندي بن عواد بن ذياب الموح الفايــز

استلم مشيخة بني صخر بعد وفاة اخيه الشيخ فايز السطام في النصف الاول من القرن العشرين
وكانت عزوته ونخوته : راعي البلها

منح لقب " بـاشــا " من الدوله التركيه كما منح نفس اللقب بعد الثوره العربيه الكبرى من الهاشميين مع قيام الاماره الهاشمية في شرق الاردن

وهو من الاجواد المشهورين والشجعان المذكورين كما كان يتولى القضاء في قبيله بني صخر ويحل مشاكلهم ومشاكل بعض القبائل المجاورة
قاد جموع بني صخر في العديد من الصدامات والغزوات
كما انه شارك بني صخر في عهد الشيخ امير الامراء طلال باشا الفايز في معركة (( يوم لقفه )) ضد السرديه ومما قيل في شجاعته في ذلك اليوم :
اللي توشع الخيل هايل وذوقان ...... ومثقال شوق امجليات الثنايا

كما تزعم جموع بني صخر لصد هجوم " الاخــوان " الاول وهو مايعرف ((بالكون الاول))
وقد ذكر الاستاذ الشاعر عبد المحسن الكاظمي من مصر في بيتين ارسلهما الى الامير
عبد الله بن الحسين الهاشمي يمدح بها فعل بني صخر والشيخ مثقال باشا:
وليحيا اقوام مثقال فقد وزنوا ...... من الرجال بمثقال قناطيرا

كما كانت له دعوة الشيخ مثقال الفايز- يرحمه الله- والتي جرى فيها جمع السلاح والمال وتجنيد المتطوعين للقتال إلى جانب الثوار في فلسطين"
ومن المواقف له المشهورة موقفه مع فردريك بيك الذي كان له مواقف سيئة من بني صخر، الذي كان حانقاً على بني صخر بعد أن سجنه الشيخ مثقال الفايز لمدة يوم أو يومين في غرفة التبن. ولكن الفضل ما شهدت به الأعداء.

وقد اشتهر الشيخ مثقال بمواقفه الوطنيه ضد الاستعمار ورفضه المعاهده البريطانيه
الاردنيه عام 1928 م وطالب بإلغائها وفي عام 1931 م طالب بدعم الثوره السورية
ضد الانتداب الفرنسي .


ومن الاشعار التي قيلت فيه:
مثقال مثل هداد سيـــد الجويــه ...... اللي على تسعه وتســـعين مطواع
لااقفــن بين محــانـي اطويــــه ...... وليـا اقبلن جمه يلاطم شفا القـــاع
بس الطشيش اللي تطشه ادليـــه ...... يروي دياره مع هـــزاهيز الاقطـاع
بني صخر اللي على الخيل سيه ...... حــمر النواظـــر عكف الانياب بتاع

وقيل أيضآ:
ياراكبن أشعل القعدان
للشيخ مثقال متعني
سلم اليا جيت أبوسلطان
تعذرة ديرته مني
عادتنانرمي الخيال
لو هو علي الطير متثني

وقيل لما أعلن مثقال ترشحة للانتخابات النيابية:
الصوت يااللي تريد الصوت
الصوت يصلح لمثقال
حنا الفايز وهيل بخوت
ماهي تصاويت رعيان



ومن القصص عنه:
قصة شيخ مشايخ بني صخر الشيخ / م
ثقال باشا الفايز مع الملك عبد العزيز:
وهذه قصة قديمة يتناقلها كبار السن جيل بعد جيل وتدور حول ان الشريف عبدالله بن الحسين طيب الله ثراه هو والشيخ / مثقال باشا الفايز يرحمه الله ذهبوا للحج في احدى السنيين وصدف وقتها ان غزا الاخوان بقيادة ابن نهير بني صخر وهزموا ووصلت الاخبار الى نجد وقد قدم مثقال باشا للسلام على الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه وكان الملك في مجلسه وحوله اعيان وشيوخ البلد فقال الملك موجه كلامه للشيخ مثقال : يابن فايز علام الربع اللي عندكم رجعوا وما طولو فرد الشيخ مثقال قائلا : يا طويل العمر البلاد ما عجبتهم فقال الملك سمعتوا يالربع رد ابن فايز ما قال ذبحناهم شوفوا رد ابن فايز فقال الملك : يا بن فايز لا والله ماهي الديار ماعجبتهم إلا اهلها عيو بها ( اي ان اهلها ردوهم ).

قصته مع الشركس:
يتداول رواة الصقر قصة طريفة عن زيارة الشيخ مثقال الفايز الى الشركس على سيل عمان مصطحبا معه أحد عبيده، حيث قرر مثقال الفايز زيارة الشركس الذين أقاموا على رأس العين في وادي عمان، وهم أقوام مسلمة من بلاد القوقاز فروا بأرواحهم وذراريهم ودينهم من ظلم الروس، وانتشروا في بلاد الشام، ومع حلول عام 1890 بدأ إستقرارهم في البلقاء، وكانوا عجم، لا يفقهون من العربية شيئا، سوى بعض الكلمات من القرآن الكريم، وكلمات تساعدهم في تدبر أمورهم وأحوالهم، حتى أنهم كانوا يؤنثون المذكر ويذكرون المؤنث، ولا يفقهون عن عاداة وتقاليد العرب شيئا.

فلما وصل اليهم، حيوه بتحية الملوك، وهبوا يخدمونه، ولا يصدقون أنفسهم أن مثقال الفايز حل ضيفا عليهم، وبدأوا يتشاورون حول كيفية إكرام هذا الضيف المرموق، إكراما يليق بمقامه، فاحتاروا ماذا يقدمون له من أصناف الزاد، فاستقر أمرهم بعد شد وجذب على أن يذبحوا له أكبر وأعز حيوان يملكونه، وكانت ثروتهم من الكدش والبغال والحمير القبرصية تجر لهم عرباة أحضروها معهم من بلادهم، سمع العبد تهامسهم ، فهمس في أذن عمه قائلا: ودهم يذبحون لك كديش، فقال له مثقال: أمك على أبوك لا تخليهم يسمعونك. وبينما هم كذلك بدؤا بفك أحد الكدش وسحبوا السكاكين، فقال مثقال الفايز للعبد: رح قولهم عمي أوصاه طبيبه الخاص أن لا يأكل الا لحم الخروف الصغيرة، فذهب العبد وأوصل لهم الرسالة، فذبحوا له ما طلب.





وهنا مقال لحسن البراري في جريدة الغد يتحدث فيه عن دور مثقال الفايز:
ما يدفعني للكتابة عن أحد أبرز سياسيي الأردن في النصف الأول من القرن الماضي هو بالفعل إحساسي بغياب الكتابات المعرفية الشائعة عن دور ومساهمة هؤلاء في تشكيل الأردن بالصورة التي تطور بها تاريخيا.

وبما أن الحديث هو عن رموز الأردن "الآباء المؤسسين"، فإن مثقال الفايز هو بلا شك شيخ العشيرة السياسي الأبرز الذي لعب دورا كبيرا في المساهمة بااستقرار إمارة شرق الأردن وفي الدفاع البطولي عن سيادة هذا الكيان أمام غزوات "الخوين" التي كانت تمثل التحدي أو لنقل الخطر الاستراتيجي الأكثر عدائية لإمارة شرق الأردن بعد الخطر الصهيوني. وبالتالي تحمل مثقال الفايز وعشيرته العبء الأكبر، إذ لو سقط هذا الخط أما غزوات الخوين، لربما تغيرت خارطة الإقليم.



قرأت مؤخرا كتابا صادرا في لندن للمؤلف يوآف ألون، الذي يحمل درجة الدكتوراه من جامعة أكسفورد، ويعتبر من أهم المختصين والباحثين في العلاقة بين القبيلة والدولة في الحالة الأردنية. بعد الاضطلاع على الوثائق البريطانية والإسرائيلية والمراسلات بين زعماء تلك المرحلة، أظهر الكتاب مثقال الفايز بأنه السياسي الأبرز في شرق الأردن في الفترة المشار إليها. وسبق لهذا الباحث أن خصص أطروحة متكاملة عن دور مثقال الفايز في تلك الحقبة التاريخية المهمة.



لا أحد يستطيع التنكر لمقدرة وحنكة مثقال الفايز في أدواره المتعددة (شيخ عشائر بني صخر وسياسي أردني بارز) ولتركته السياسية في الموازنة بين الولاء للعرش والاستقلالية بشكل يطرح نموذج سياسي غير ريعي. فقد أبدع في اللعب على التوازنات الداخلية والإقليمية وساهم في بناء وتطور الكيان الأردني بهذا الشكل.

مساهمات مثقال الفايز السياسية لم تقتصر على بناء الوطن أو الدفاع عن الوطن عندما تعرض لأشرس الهجمات، لكنه أيضا كان له موقف قومي في فلسطين. وقد حاول جاهدا أن يطرح فكرة التدخل في فلسطين عندما اندلعت الثورة الفلسطينية (1936-39). وكان السبّاق في الدعوة لعقد مؤتمر لشيوخ العشائر في أم العمد (عاصمة بني صخر)، للتفكير في وضع إستراتيجية تدخل في فلسطين لمناصرة الفلسطينيين في نضالهم المزدوج ضد بريطانيا والحركة الصهيونية.

وكانت بريطانيا تنظر إلى الفايز كأكثر شيخ عشيرة نشاطا في الشأن الفلسطيني وهو أمر مقلق بالنسبة للانجليز. ويؤكد غلوب باشا في تقاريره التي كان يبعث بها الى عاصمة الضباب أن مؤتمر أم العمد كان مصدر قلق كبير له وللمشروع البريطاني في المنطقة.

وهنا تجدر الإشارة الى أن موضوع الثورة الفلسطينية والحركة الصهيونية والمشروع البريطاني في فلسطين هو أكبر مما يمكن للعشائر مجتمعة أن تقوم به. لكن هذا الحراك ساهم في تعزيز المشاعر القومية للأردنيين التي تفجرت لاحقا إذ أصبح هذا الشعور مصدر الهام للعديد من السياسيين الذين جاءوا في مرحلة الاستقلال وكان لهذه المشاعر دور في زيادة منسوب بسالة الجيش الأردني في القدس واللطرون وباب الواد وغوش عتصيون.

ولا يكفي أن يشار الى هؤلاء الزعماء أمثال مثقال الفايز وحسين الطراونة وصايل الشهوان العجارمة وسلطان العدوان ورفيفان المجالي وحمد بن جازي وغيرهم في بعض كتابات المؤرخين الأردنيين. هؤلاء الزعماء وإن اختلقوا وتخاصموا فيما بينهم وإن اختلفوا مع الحكم المركزي في بعض الأحيان، فقد كان لحراكهم الأثر الكبير في تشكيل الأردن. ويستحقون منا أن تفرد لهم الكتب والأطروحات العلمية.

الأردن ليس صنيعة العامل الخارجي، كما يصر المستشرقون وبعض الأكاديميين العرب الذين بلعوا رواية المستشرقين. في قصة قيام الأردن هناك عامل داخلي له علاقة بالحراك الاجتماعي والسياسي والاقتصادي الذي من رموزه البارزين مثقال الفايز.

هذا العامل الداخلي تم تجاهله لأسباب عديدة، لكن حان الوقت ليتصدى الباحثون الأردنيون لمهمة إعادة الاعتبار لرموزه المؤسسين.




وفاته:
توفي في أواخر الستينيات من هذا القرن ودفن في ام العمـــد فتغمده الله بواسع رحمته

وعقب عدد من الابناء ومن اشهرهم :
الشيخ سلطان وهو اكبرهم
الشيخ عاكف باشا
الشيخ سامي مثقال الفايز وهو شيخ مشايخ بني صخر الحالي
الشيخ طايل
الشيخ طلال



في النهاية ارجوا ان اكون قد وُفقت في جمع كل المعلومات عن حياة الشيخ مثقال باشا الفايز



الساعة الآن 01:21 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى