![]() |
( العجوز تعتقل عرسها )) العجوز تعتقل عرسها الهارب ببساطة سريالية ساذجة تذهل خشب الصندوق العتيق ... *** ها هو ثوب العرس ملفوف بالزمن و حشرات العتق مهترىء مصفر ببصمات اصابع نصف قرن *** و لكن العجوز الفقيرة و الغنية ما تزال تفتح صندوقها من آن لآخر دونما انقطاع على طول آلآف السنين و تفتح صناديق الذاكرة و تخرج صرتها و تنشر الثوب الذي تبدل كوجهها كصوتها تلحظ الفارق و لا تلحظه *** تتحسس الثوب مغمضة العينين فتطالعها صورة زين الشباب مختالا يوم عرسها الى جانب الثوب و هي شابة بداخله!... تاتيها اصوات ذلك الزمن و تهب موسيقاه و روائحه ... و ترتعش في اعماقها لثانية الفرحة المنسية ذاتها .... 22/5/1975 ________ |
(اعتقال لحظة تفاؤل)) تستطيع الريح ان تعصف و تطفىء الشموع السود لمدينة كسرت مصابيحها... *** يستطيع البحر ان يثور مدمرا مراكب الهرب كلها و قوارب نجاق القلب الوحيد... *** يستطيع جسد الغربة ان يلفني بذراعيه من جديد و يجرني مع من جديد الى فراش الثلج و الرماد *** يستطيع الحب خلع قناعه فيصيير وجهه مرابيا عتيقا .. و يستطيع حبيبي اهمالي كاسطوانة عتيقة مل سماعها *** لكن شيئأ من ذلك كله لا يستطيع اطفاء تلك الجمرة المشتعلة ابدا في اعماقي كنار الآلهة المقدسة ... *** لقد تعثرت و سقطت مرة تلو المرة و صار جبلي هوة و سهلي مستنقعا ... لقد احترقت مرة تلو المرة و شاهدت الشمس تصير لهبة شمعة و العمالقة يتحولون اقزاما... لكن شيئا من ذلك كله لم يستطع اطفاء تلك الجمرة المشتعلة ابدا في اعماقي... *** و اعرف ان الليل قادم و انه قد يطول هذه المرة و قد لا شاهد الشروق المقبل للشمس لكن تلك الجمرة في اعماقي ستظل تضيىء كعيني طفل ولد للتو... 17/1/1975 _______ |
(( اعتقال شاطىء البحر ذات مساء !)) ربما لانك كنت معي استحال البحر الى مراة خرافية شاسعة من الفضة و الصخور الى تلال من الذهب و العاج و خرجت السلاطعين حمراء كالمرجان و تمددت على طول الشاطىء... و بدأت الاسماك ترقص فوق صفحة الماء و حصان البحر يمضي برشاقة اسطورية في الريح *** ...و يدي داخل يدك محمرتان نابضتان كانهما قلبان عاريان ... و على الرصيف بدأت تتكسر عدة اوان فضية من ضوء القمر *** و تضمني الى صدرك رغم فضول المارة فالصق اذني بقلبك منصتة الى دقات الرعد و الريح ... *** يا حبيبي اذا غادرت صورتك عيني استحالتا الى ندبين في وجهي لجرح نصف مندمل ... *** يا رفيق البحر ذات مساء ... في الليل تحول جسدي الى اسطوانة تحمل اصواتك و بصماتك و ادور فوق سطح الظلمة و السكون و تركض فوقي ابرى الذكرى و اسمع كل كلمة قلتها لي و استعيد كل لمسة و أحبك 30/6/1976- فندق البحر – شاطىء الليل |
-- حاشية : بعد عامين لحظة رفعتني في المكان نفسه بعد عامين على يدك نحو السماء الريح كالروح موحية و خرافية و الليل كلأم وديا باسطا ذراعيه و النجوم غامقة الضياء بصورة استثنائية احسستني حقا نجمة جديدة ترتسم على خرائط الفلكين و يرصدها العشاق ..كان المكان ذاته ... و السحر ذاته ...و لم اعد متاكدة مما اذا كنت الرجل ذاته و لكن ما الفرق ؟ لقد كان الاحساس ذاته و قد تمرس على الاحساس فازداد كثافة و رهافة و صقلته اللامبالاة بالتفاصيل و الامعان في عيش الجوهر |
(( اعتقال ر.ف)) قبل ان تضجر علمني كيف ادير خدي الايمن لمن انتهى للتو من التهام خدي الايسر و علمني كيف اصلي بصوت عال من اجل اللذين قطعوا لساني و كيف امزق رادار الوعي المنتشر كشبكة عنكبوت على طول روحي علمني كيف امنح ببراءة للذين يتاجرون بي باجرام علمني كيف احب اصدقائي و انا كفيلة بحب اعدائي! 3/9/1977 |
(( لحظة هاربة تعتقلني )) كلؤلؤة فتحت محارتي لك فنفضت فيها رماد لفافتك و مضيت! *** وقرعت أبواب الليل آملة أن يطل وجهك القديم فأطل أحد أقنعتك و نبح في وجهي *** و كان الليل لا متناهيا كجرحي و أنا وحيدة و مبتلة و مسكينة كثقب في جورب متسول شتائي و سقطت تحت أكداس الظلمة المتراكمة فوقي كانهيارات الثلج الاسود.. هنا سقطت ..هنا نبت العشب.. هنا تقمص الجرح... و حين طلع الفجر ظنني زهرة أحرقتها صاعقة فغطاني بالندى *** اني حزينة و مذهولة لا لفراقك آه كيف استطعت ارتداء قناع الحب طويلا هكذا؟!.. أحببتك أمام بحار ثلاثة : الحنان و الود و الأمل ... من الصعب أن تظل حيا حين يموت كل ما حولك الأبواب و النوافذ و الأفق و المطر و المحراث و الأشجار و الانسان الذي أحببت أحببت ..أحببت.... *** متى يتقدم سيف العقل الحاد داخل غابة عشقي الهوجاء النمو الوحشية الكثافة ( حيث تعتقلني لحظاتنا الهاربة ) و يقص نافذة للشمس و بابا لي للهرب ؟.. 2/11/1977 |
(( اعتقال شجار )) و بدأنا نقول الكلمات المراوغة و الأكثر مراوغة من الأسماك *** ثم صرت صامتة كالغبار مفتتة كالغبار و كان صمتي صرخة استغاثةلم تسمعها! و استحال الحب سكينا نتبادل بها الطعنات و صارت نظراتنا عواء لكلبين جائعين في الثلج! *** و اشعر بالرغبة في ضربك ضربا مبرحا و اكور قطعة (كلينكس) و اقذفك بها... و تقول انني صلبة كالفولاذ المقسى و احس انني هشة كالرماد و شرسة كمنجل القطاف في آن واحد... و في صدري بركان تتلاحق انفجاراته فاقضم الثلج بصمت و هدوء دون أن اشرب من كأسي و أعي بهلع: ان بذور الشجار حين تنمو تصيير سورا من الأشواك اسمها الفراق. 6/9/1975 |
(( اعتقال تخاطر)) أفكر بك بكثافة أتذكرك أمثل في حضرتك البهية و في الوقت ذاته أبذل جهدا خارقا لمتابعة قراءة كتابي المشوق لكن حادثا اثيريا ما قد طرا و ها هي مفاتيحي الاخلية السرية أسيرة مغناطسية مجهولة غامضة تجتذبها.. و ها أنا أفكر بك بكثافة اتذكرك أمثل في حضرتك البهية و أسمع صوتك و أنا واثقة من أنك تعاني الشيء ذاته في اللحظة ذاتها و اننا في هذه الثانية نتواصل عبر هاتف روحي ما و يجتذب كل منا صاحبه بطريقة ما عبر كهارب اثير كوني غامض *** ارجوك كف عن الصراخ في اذني هكذا و انت بعيد هكذا... 5/8/1976 ________ |
(( اعتقال مظلة الحلم)) و تذهب لتشتري خبزا فتعود وقد فقدت اسنانك و تذهب لتتسول ماء فتعود مشنوقا بامعائك.. و تذهب لتشتري نفاحا فتعود بتفاحة و تفقد انثاك و تخلفها ممزقة على بوابة مستشفى يدمرها مطر النار الديك صار يصييح وقت الغروب و القطط تعول صرخاتها "الشباطية" في منتصف آب و النمل يخرج من حنفيات المياه الجافة و الفئران تتسكع على أسلاك الكهرباء الميتة... صار الأكل ترفا و الاستحمام طموحا *** و تخرج من جحرك و تذهب الى شاطىء البحر لتتذكر التنفس المجاني فتعود و في رئتك شظية.... *** و اختلطت العناصر و سكنت الحياة في الموت و لولاك... لولا حلمي المحموم بك لولا يقيني بولادتك شابا مفترسا لولا انتظارك لانهرت على الشاطىء مثل قذيفة فارغة لم تصب هدفها... 5/7/1976 بيروت |
(( اعتقال اشارة استفهام)) يا غريب الى اين تذهب الاغاني بعد أن نسمعها؟... *** الى اين تمضي كلمات الحب بعد أن نقولها؟... *** الى اين ترحل اللحظات الحلوة بعد أن نعيشها؟... *** الى اين يذهب لهب الشمعة بعد احتراقها؟... *** الى اين تذهب لمساتك بعد أن تمضي يدك؟ *** اين يذهب البرق بعد انطفائه؟ و عواصف الغابات بعد رحيلها؟ و الشهب بعد احتراقها؟ قل لي الى اين لانتظرك هناك يا حبيبي 21/7/1976 ______ |
الساعة الآن 08:25 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |