![]() |
تعالي لنرسم معاً قوس قزح نازلاً كنت : على سلم أحزان الهزيمة
نازلاً .. يمتصني موت بطيء صارخاً في وجه أحزاني القديمة : أحرقيني ! أحرقيني .. لأضيء ! لم أكن وحدي ، ووحدي كنت ، في العتمة وحدي راكعاً .. أبكي ، أصلي ، أتطهر جبهتي قطعة شمع فوق زندي وفمي .. ناي مكسّر .. كان صدري ردهة ، كانت ملايين مئه سجداً في ردهتي .. كانت عيوناً مطفأه ! واستوى المارق والقديس في الجرح الجديد واستوى المارق والقديس في العار الجديد واستوى المارق والقديس يا أرض .. فميدي واغفري لي ، نازلاً يمتصني الموت البطيء واغفري لي صرختي للنار في ذل سجودي : أحرقيني .. أحرقيني لأضيء نازلاً كنت ، وكان الحزن مرساتي الوحيدة يوم ناديت من الشط البعيد يوم ضمدت جبيني بقصيدة عن مزاميري وأسواق العبيد من تكونين ؟ أأختاً نسيتها ليلة الهجرة أمي ، في السرير ثم باعوها لريح ، حملتها عبر باب الليل .. للمنفى الكبير ؟ من تكونين ؟ أجيبيني .. أجيبي ! أي أخت ، بين آلاف السبايا عرفت وجهي ، ونادت : يا حبيبي ! فتلقتها يدايا ؟ أغمضي عينيك من عار الهزيمة أغمضى عينيك .. وابكي ، واحضنيني ودعيني أشرب الدمع .. دعيني يبست حنجرتي ريح الهزيمة وكأنا منذ عشرين التقينا وكأنا ما افترقنا وكأنا ما احترقنا شبك الحب يديه بيدينا .. وتحدثنا عن الغربة والسجن الكبير عن أغانينا لفجر في الزمن وانحسار الليل عن وجه الوطن وتحدثنا عن الكوخ الصغير بين احراج الجبل .. وستأتين بطفلة ونسميها " طلل " وستأتيني بدوريّ وفلـّه وبديوان غزل ! قلت لي - أذكر - من أي قرار صوتك مشحون حزناً وغضب قلت يا حبي ، من زحف التتار وانكسارات العرب ! قلت لي : في أي أرض حجرية بذرتك الريح من عشرين عام قلت : في ظل دواليك السبيه وعلى أنقاض أبراج الحمام ! قلت : في صوتك نار وثنية قلت : حتى تلد الريح الغمام جعلوا جرحي دواة ، ولذا فأنا أكتب شعري بشظية وأغني للسلام ! وبكينا مثل طفلين غريبين ، بكينا الحمام الزاجل الناطر في الأقفاص ، يبكي .. والحمام الزاجل العائد في الأقفاص ... يبكي ارفعي عينيك ! أحزان الهزيمة غيمه تنثرها هبة الريح ارفعي عينيك ، فالأم الرحيمة لم تزل تنجب ، والأفق فسيح ارفعي عينيك ، من عشرين عام وأنا أرسم عينيك ، على جدران سجني وإذا حال الظلام بين عيني وعينيك ، على جدران سجني يتراءى وجهك المعبود في وهمي ، فأبكي .. وأغني نحن يا غاليتي من واديين كل واد يتبناه شبح فتعالي . . لنحيل الشبحين غيمه يشربها قوس قزح ! وسآتيك بطفلة ونسميها " طلل " وسآتيك بدوريّ وفلـّه وبديوان غزل !! |
الخفافيش الخفافيش على نافذتي،
تمتصّ صوتي الخفافيش على مدخل بيتي والخفافيش وراء الصّحف في بعض الزوايا تتقصّى خطواتي والتفاتي والخفافيشُ على المقعد، في الشارع خلفي.. وعلى واجهة الكُتب وسيقان الصّبايا، كيف دارت نظراتي! ....................... الخفافيشُ على شرفة جاري والخفافيش جهازٌ ما، خبّيءٌ في جدار. والخفافيشُ على وشك انتحار. ...................... إنّني أحفرُ درباً للنهار! |
بطاقات معايدة أُسْوَةً بالملائكةِ الخائفينَ على غيمةٍ خائفهْ في مَدى العاصفهْ أُسْوَةً بالأباطرةِ الغابرينْ والقياصرةِ الغاربينْ في صدى المدنِ الغاربَهْ وبوقتٍ يسيرُ على ساعتي الواقفَهْ أُسْوَةً بالصعاليكِ والهومْلِسّ بين أنقاضِ مانهاتن الكاذبَهْ أُسْوَةً بالمساكينِ في تورا بورا، وإخوتِهم، تحت ما ظلَّ من لعنةِ التوأمينِ، ونارِ جهنَّمها اللاهبَهْ أُسْوَةً بالجياعِ ونارِ الإطاراتِ في بوينس إيريسْ، وبالشرطةِ الغاضبَهْ أُسْوَةً بالرجالِ السكارى الوحيدين تحت المصابيحِ، في لندنَ السائبَهْ أُسْوَةً بالمغاربةِ الهائمينَ على أوجه الذلِّ والموتِ ، في ليلِ مِلِّيلَةَ الخائبَهْ أُسْوَةً بالمصلّينَ في يأسهم والمقيمينَ ، أسرى بيوتِ الصفيح العتيقْ أُسْوَةً بالصديقِ الذي باعَهُ مُخبرٌ ، كانَ أمسِ الصديقَ الصديقْ أُسْوَةً بالرهائن في قبضةِ الخاطفينْ أُسْوَةً برفاقِ الطريقْ أُسْوَةً بالجنودِ الصِّغار على حربِ أسيادهم ، وعلى حفنةٍ من طحينْ أُسْوَةً بالمساجين ظنّاً ، على ذمّةِ البحثِ عن تهمةٍ لائقَهْ أُسْوَةً بالقراصنةِ الميّتينْ بضحايا الأعاصيرِ والسفنِ الغارقَهْ بالرعاةِ الذين أتى القحطُ عاماً فعاماً على جُلِّ إيمانهمْ وعلى كُلِّ قُطعانهمْ أُسْوَةً بالشبابِ المهاجرِ سرّاً ، إلى لقمةٍ ممكنَهْ خارجَ الجوعِ في وطنِ الفاقةِ المزمنَهْ أُسْوَةً بالفدائيِّ أَوقَعَهُ خائنٌ في كمينْ أُسْوَةً بالنواصي التي جزَّها النزقُ الجاهليّ والرقابِ التي حزَّها الهَوَسُ الهائجُ المائجُ الفوضويّ أُسْوَةً بالمذيعِ الحزينْ مُعلناً ذَبْحَ سبعينَ شخصاً من العُزَّلِ الآمنينْ باسم ربِّ السماءِ الغفورِ الرحيمْ والرسولِ العظيمْ والكتابِ الكريمْ وصراط الهدى المستقيمْ أُسْوَةً باليتامى الصغارْ بالمسنّينَ في عزلةِ الزمنِ المستعارْ بينَ نارٍ وماءٍ.. وماءٍ ونارْ أُسْوَةً بالجرار التي انكسرتْ ، قبلَ أن تبلغَ الماءَ ، في واحةٍ تشتهيها القفارْ أُسْوَةً بالمياهِ التي أُهرقتْ في الرمالِ ، ولم تستطعْها الجرارْ أُسْوَةً بالعبيد الذينْ أَعتقتْهم سيولُ الدماءْ ثمَّ عادوا إلى رِبْقَةِ السادةِ المترفينْ في سبيلِ الدواءْ وبقايا بقايا غذاءْ أُسْوَةً بالقوانين ، تقهرها ظاهرَهْ بالبحارِ التي تدَّعيها سفينَهْ بالجهاتِ التي اختصرتْها مدينَهْ بالزمانِ المقيمِ على اللحظةِ العابرَهْ أُسْوَةً برجالِ الفضاءِ وحربِ النجومِ اللعينَهْ أُسْوَةً بضحايا الحوادثِ في الطرقِ المتعَبَهْ وضحايا السلامْ وضحايا الحروبِ وأسرارِها المرعبَهْ وضحايا الكلامْ وضحايا السكوتِ عن القائلينَ بحُكم الظلامْ وبفوضى النظامْ أُسْوَةً بالمياهِ التي انحسرتْ ، عن رمادِ الجفافْ والجذوعِ التي انكسرتْ ، واستحالَ القطافْ أُسْوَةً بالشعوبِ التي أوشكتْ أن تبيدْ واللغات التي أوشكتْ أن تبيدْ في كهوفِ النظامِ الجديدْ أُسْوَةً بضحايا البطالَهْ يبحثونَ عن القوتِ في حاوياتِ الزبالَهْ أُسْوَةً بالطيورِ التي هاجرتْ ثم عادتْ إلى حقلِهَا الموسميّ في الشمالِ القَصِيّ لم تجدْ أيَّ حقلٍ.. ولا شيءَ غير المطارْ والفراشاتُ ظلُّ الفراشاتِ في المشهد المعدنيّ ظِلُّ نفاثةٍ قابعَهْ خلفَ نفّاثةٍ طالعَهْ بعدَ نفّاثةٍ ضائعَهْ خلفَ نفّاثةٍ راجعَهْ لم تجدْ غير دوّامةٍ من دُوارْ أُسْوَةً بغيومِ الشتاءِ على موتها مُطبِقَهْ بالبراكينِ في آخرِ العمرِ.. مُرهَقةً مُرهِقَهْ بالرياحِ التي نصبتْ نفسها مشنقَهْ وتدلَّتْ إلى قبرِهَا بين قيعانِ وديانها الضيّقَهْ أُسْوَةً بالشعوبِ التي فقدتْ أرضَها بضحايا الزلازلِ والإيدز والجوعِ والأوبئَهْ أُسْوَةً بالبلادِ التي خسرتْ عِرضَها ومواعيدَ تاريخها المُرجأهْ في سُدى هيئةِ الأُمم المطفَأَهْ أُسْوَةً بي أنا نازفاً جارحا غامضاً واضِحا غاضباً جامحا أُسْوَةً بي أنا مؤمناً كافراً كافراً مؤمِنا أُسْوَةً بي أنا أرتدي كفني صارخاً: آخ يا جبلي المُنحني آخ يا وطني آخ يا وطني آخ يا وطني ! |
مقاطع من 30 آذار
(أعلناه يومًا للأرض . . وأعلنته دماء شهدائنا عيدًا فلسطينيًا من أعياد الصمود والفداء . .) 1 – مع الشهداء . . "كل عام وأنتم بخير" صاحها دمكم وانكفا ساخنًا نابضًا في وحام الجذور نيزك الحب والحقد صاح: انهضوا ! أجّ في الليل نارًا ونور أشعل الحب والحقد في دمنا زلزل الطمي في غورنا وانكفا دمكم – دمنا سال ، لكنه ما انطفأ . . (يا أم الشهيد زغردي كل الشباب أولادك) الإذاعات والصحف المترفه تجهل الفرق يا أخوتي بين معرفة الدم، والمعرفه فاكرزوا في الشعوب ، اكرزوا باسمنا دمكم صوتنا ! أين سخنين ، عرابة ، كفر كنَّه ؟ أين بحر البقر ؟ أين يا أخوتي دير ياسين أو كفر قاسم ؟ أين يا أخوتي عين جالوت أو ميسلون ؟ أين ؟ لا نسأل ! أين ؟ لا نجهل ! نحن لا نجهل الفرق يا أخوتي بين معرفة الدم، والمعرفة نحن لا نسأل الخارطة دمكم وحده الخارطة ليس للنقب أو الجليل دمكم شارة في الطريق الطويل ! عندما يفقد الزمن النذل أعصابه عندما يفتح الموت أبوابه تنتخي أختنا ، يرتخي المستحيل ويصيح العذاب الفتي العجوز : لعناوينها شفرة (أيها الموت خذ بيدي) لدمي شفرة . . فانهضوا ! حكمة الدم يا فتيتي أن يسيل ! (تنقذني من موتي البسمة يا وطني تنقذني البسمة حين أرى أطفالك في الساحات شررا يحرق أعصاب الدبابات حين أرى أطفالك يلقون قشور الموز على الطرقات فعسى ولعل يتزحلق علج من جيش المحتل!) يا له من عَماس أن تداس الشفاه التي أقسمتْ أنها لن تُداس. عارنا فادحْ. حقدنا فادح. والألم هل بكينا؟ أجل ! غير أن دموع الغضب لهجة في بلاد العربْ فاسمعي يا جميع الأمم موتنا جملة كامله فلنفك الرموز معًا ولتكن بئرنا راحة القافلة بئرنا ؟ بحَّةُ الموت في صوتنا صوتنا ؟ يعلم الله يا صاحبي ! يعلم الله يا صاحبي ! بين ليلين : ليل الهلاك وليل الهلاك تقرعُ الأرض أقدامنا الحافيه ترصد الخطوة الباقيه غير أن الألم لم يزل جاهزًا للقتال والمطر جاهزٌ للقتال فاسمعي واشهدي يا جميع الأمم (بالروح بالدم نفديك يا وطن) عندما أطلقوا النار صاح الشهيد : أطلقوا النار كيف اشتهيتُم طلقة . . طلقة . . وانتهيتم . ثم غاص الشهيد في مطاوي جذور الجدود واستوى في ذرى مكَّةٍ صائحًا : وها أنا يا يوم القيامة عاظِبُ يبددني وكْس ويجمع لازِبُ تُدثرُ أثواب الأفاعي جوارحي وينهشني همٌّ من الروح ناصب ولكن لي سرًا قديمًا ذخرته يشع ، فدرب في الدجنات لاحب أناقب فيه كل وجه نسيته وكم شام وجهي في ثناياه ناقب مقيم على ضيم مقيم . . وانني مقيم ، وطاغوت الطواغيت ذاهب فيا قاتلي استكملوا كل عدة وصولوا وجولوا واحشدوا وتكابلوا تقمصت الحوباء مني عوالمًا إذا غاب منها نابض ، عاد غائب ويا قتلي اليوم ، صدق شهادتي وموت المحبين المعاميد كاذب أنا الحق . جلت عن نكوص مشيئتي وها آنذا قد شئت . والحق غالب ! ثم ضجت شرابينه وعلى مسمع الخوذ البربرية صاح في الساحة المركزية : جسدي غيمة . صخرة . مدرسه جسدي ألف طفل جديد. جسدي قبلة صاغّة. جسدي أرغن الموت والبعث فلتسمعي يا جميع الأمم : أهديل ؟ أم غرغرات دماء ؟ أم لواء مصفق للواء ؟ أم تراها زغرودة للسرايا أطلقتها ((سكينة)) من خباء ؟ لا تسل . والجواب في كل وجه من وجوه العروبة السمراء غمغمات وجلجلات تدوي بين فجر كابٍ وليلٍ مضاء يقتل الجزر مدَّه . ثم يعلو ألف مد على رقاب الفداء انها سُنَّة البطولات : كر بعد فرّ . ومطرح للرجاء فتقر القبور . لا لوقوف وبكاء . . لكن للاستيحاء ! (يسعدني أن أعلن للعالم أنك يا وطني ترجيء موتي حتى ميعاد آخر حتى يتضح الفرق الهائل بين المعرفة ومعرفة الدم فلتأتِ شعوب الأرض إلي اليوم ولتسمع أرغن جسدي يتفجر بالدم الصاخب بين الكدف الأحمر والعشب الأخضر ولتشهد وجهي الساطع في ليل الأعداء شمسًا تحرق ذيل العصفورة نارًا تأكل جذر الأسطورة ولتدلِ شعوب الأرض بأقوال شهادتها في محكمة العدل الدولية لا في لاهاي . . ولكن في سخنين !) آن أن يزهق الباطلُ آن أن يعلم اللصُّ والقاتل بين كفِّ الشعوب ومخرز أعدائها لن يطول الحوار بعد ليلٍ قصيرٍ يطل نهار تجمع الأرض أشتات سيمائها ينطقُ الأخرس ينهضُ المقعد تبرأ الشمس من كل أوبائها ! عاودَ الفرسُ والروم كراتها لحمُنا نهبُ أنيابهم . . آن يا أخوتي آن أن نبعث الثائر المصطفى آن أن تشهر الثورة الرمح والمُصحفا آن أن يعلم اللصُّ والقاتلُ أنَّه زائل زائل زائل ! |
رماد ..!!
ألا تشعرين؟.... بأنّا فقدنا الكثير. وصار كلاماً هوانا الكبير. فلا لهفةٌ .. لا حنين... ولا فرحةٌ في القلوب، إذا ما التقينا ولا دهشةٌ في العيون.. ألا تشعرين؟.. بأنّ لقاءاتنا جامدة. وقُبلاتنا باردة. وأنّا فقدنا حماس اللقاء وصرنا نجاملُ في كل شيءٍ.. وننسى وقد يرتمي موعدٌ.. جثّةٌ هامدة. فنكذبُ في عُذرنا.. ثم ننسى ألا تشعرين؟.. بأنّ رسائلنا الخاطفة. غدت مبهماتٍ .. قصيرة. فلا حسّ .. لا روح فيها.. ولا عاطفة. ولا غمغماتٌ خياليةٌ ولا أمنياتٌ.. ولا همساتٌ مثيرة! وأن جواباتنا أصبحت لفتاتٍ بعيدة. كعبءٍ ثقيلٍ..نخلّصُ منه كواهلنا المتعبة. ألا تشعرين؟.. بدنيا تهاوت.. ودنيا جديدة. ألا تشعرين ؟.. بأن نهايتنا مرّةٌ .. مرعبة. لأنّ نهايتنا .. لم تكن مرّةٌ .. مرعبة؟!.. |
الشاعر طارق علي الصيرفي
نبذة وُلد الشاعر الفلسطيني طارق علي الصيرفي عام 1977م في مخيم عسكر القديم ، قضاء مدينة نابلس التي هاجر إليها أهله أثر النكبة التي حلت بفلسطين عام 1948م ، فاضطروا إلى ترك قريتهم المسعودية المستلقية على شواطئ يافا أمثال آلاف الفلسطينيين . درس المرحلتين الابتدائية والإعدادية في مدرسة المخيم التابعة لوكالة الغوث الدولية . درس المرحلة الثانوية في مدرسة قدري طوقان الثانوية بنابلس . حصل على شهادة البكالوريوس في تخصص اللغة العربية وأساليب تدريسها من كلية العلوم التربوية ( دار المعلمين ) رام الله ، يعمل الآن مدرساً للغة العربية في مدرسة مخيم عسكر . كتب الشعر في بداية المرحلة الثانوية ، ونشر العديد من القصائد في الصحف المحلية والمجلات الأدبية ، نشر العديد من قصائده في صفحات الإنترنت والمنتديات الأدبية ، أجرى بعض المقابلات مع إذاعة فلسطين ، أصدر ديوانه الأول ( رحلة إليك ) عام 2001م ، يستعد لإصدار الديوان الثاني ، عضو في اتحاد الكتاب الفلسطينيين ، عضو في ملتقى بلاطة الثقافي . |
الإِهْداء
أبي وَأمّي وَيا مَنْ بـِتُّ أعـْشَقُها أهدي كِتابي الذي يَكْتَظُّ بالـشِعْـرِ لروحِ جَدّي الذي للـشِعْـرِ قَرَّبنا لَكُمْ جميعاً ، لَكُمْ أهدي شَـذا عُمْرِي رحلة إليك ( 1 ) رِحلةٌ إليكِ إِنّـي تَـعِبتُ.. مِـنَ الـرَّحيلِ إِلـيْكِ وَتعِبتُ مِنْ صَبري الطويلِ عَليْكِ لأنـالَ شَـيئاً مِـنْ وِصـالِكِ فَـانْعِمي أنـتِ الـكَريمةُ.. والـوِصالُ لَـدَيْكِ أو خَـلّصيني مِـنْ هَـوائلِ رِحلَتي وَتَـشـوُّقي دَومــاً... إلــى عَـيـنيْكِ فَالشوقُ يحرِقُني، وَيحرِقُ مُهجتي وَالـنَّـارُ حـولي.. فَـابْعثي زَنْـدَيْكِ يـا أجـملَ امرأةٍ تُضيءُ قَصائدي قَـلبي رَهـيناً... صـارَ بـينَ يَدَيْكِ فَسُهولُكِ الخضراءُ صعبٌ غَزوُه وَوُرودُكِ الـحـمراءُ.. فـي خَـدَّيْكِ وَجِـبالُكِ الـشَّمَّاءُ كَيف أطولُها ؟ وَرِيـاحُـكِ الـهـوْجاءُ.. فـي رِئَـتَيْكِ قَـلَقي عـليكِ يَـكادُ يَـعصِرُ خـافِقي لا أطْـمَـئـنُّ... فَـسَـبّـلي جَـفـنَـيْكِ شَـفَتي تُـردّدُ لَـحْنَ أغْـنِيَةِ الـهوى وَالـلـحْنُ مَـنـقوشٌ عَـلى.. شَـفَتَيْكِ إِنـي تَعبتُ مِنَ الرَّحيلِ.. حَبيبتي وَتـعبتُ مِـنْ عَـدَمِ الـوُصولِ إِلَـيْكِ |
أحبيني
أيـــا نَــزَّاعَـةَ... الـبَـشَـرِ ألَـمْ تُـبقي.. وَلَـمْ تَـذَري؟ أيــا مـحَـبوبتي.. الـشَّقرا ءَ، يـــا مَـجـهـولَةَ الـقَـدَرِ أنــا الـمسْجونُ فـي عـينيْ كِ.. قـبلَ الـخَلْقِ والـبَشَرِ أحِـبـيـني... أيـــا وَعْـــداً يـجـيءُ... بـآخِـرِ الـعُـمُرِ خُـــدودُكِ دائــمـاً أحــلـى مِــنَ الـتـفّاحِ... وَالـزَّهَـرِ وَصـوْتُكِ.. باتَ يُطرِبُني كَــآهٍ فــي صَــدى.. وَتَـرِ وَذِكـرُكِ فـي كِـتابِ الله، فـــي عَـــدَدٍ مِــنَ الـسُّـوَرِ وَحُـبُّكِ، صـارَ لـي وَطَـناً أيــا أغْـلـى.. مِـنَ الـدُّرَرِ أيــا مَـنْ لَـوَّعَتْ... قَـلبي أحِـبـيـني.. أو اسْـتَـتِـري أحِـبـيـنـي ... لأَحــزانـي لأَلـحـانـي.. أو انْــدَثِـري فُــؤادي... كَـعـبةُ الأحـزا نِ حِـجّي لـي أو اعْـتَمِري أنــا فـي الـحبّ.. مُـبتَدِئٌ خُــذي بـيَديَّ وَاصْـطَبِري عـلى شمسي على غَيْمي على صَيفي على مَطَري عـلى روحـي عـلى قَلبي عـلى شِـعْري عـلى فِكَري وضُـمـيني إِلــى صَــدْرٍ، بِــهِ مَـوْتـي.. بِــهِ قَـدَري وَكـوني أنـتِ ... مُلْهِمَتي وَكـوني البَدْرَ في سَهَري وَكـوني فَـرْحَتي الـكُبرى وَكوني الخيْرَ.. وَانْهَمِري فَـلِـي قَـلْـبٌ.. بِــلا عِـشْقٍ فَـصُبّي العِشْقَ وَانتَظِري إِلـى أنْ تَـسمَعي.. صَـوْتاً كَـصَـوْتِ الـرَّعْدِ وَالـمطَرِ وَذوبــي فـي خَـلايا الـقَلْ بِ ذوبـي فيهِ، وَانصَهِري أحِــبُّـكِ... حـيـنَ يَـأتـيني خَـيـالُكِ.. سـاعَـةَ الـسَّحَرِ أحِـبُّكِ ... صِـرتُ أكْـتبُها عَـلـى الـنَّـجماتِ وَالـقَمَرِ أحَـبّـيـني... كَــمـا أهــوا كِ سَـيّـدتـي أو اعْـتَـذِري أحِـبّـيـني ... لأَشــعـاري أحِـبّـيـنـي... لـتِـفْـتَـخِري فَـتِـلكَ قَـصـيدةٌ ... بُـنِيَتْ عَــلـى الأَحْــكـامِ وَالـعِـبَرِ بِـهـا وَعْـظٌ ... بِـها عِـبَرٌ أحِــبّـيـنـي... لِـتَـعْـتَـبِري أحِــبّـيـنـي، وَلا تَــسَــلـي أيـنْـهي حُـبَّـنا سَـفَـري ؟ فَـحُـبُّـكِ ســاكِـنٌ ... أبَــدَاً بِـقَلبِ الـقَلبِ.. يـا عُمُري وَلـكـنْ... جـاءنـي طَـيْـرٌ يـحـادِثُني.. عَــنِ الـخَـبَرِ عَــرَفْـتُ... بِــأنَّ عُـشَّـاقاً أتَــوْكِ فَـحـاذِري خَـطَري أنـــا كَـالـسَّـيفِ سَـيّـدتـي أقــاتـلُ... دونَــمـا حَــذَرِ وَلـكـنْ ... قُـوَّتـي عَـبَـثٌ وَقَـلـبـي... غَـيْـرُ مُـقْـتَدِرِ عــلـى إِيـــذاءِ.. سَـيّـدتي وهـلْ أؤْذيكِ يا نَظَري ؟ لأجـلـكِ بـعـتُ أصـحابي فـصارَ الـقلبُ.. كَـالحَجَرِ وَصـارَ الـجُرحُ.. أغْنِيَتي أغَـنّـيـها... مَــعَ الـشَـجَرِ سَـأنـسـى قِـصَّـةً رَحَـلـتْ وَقَـلـبـاً... غَـيـرَ مُـنـتَظِرِ فَـهِـمـتُ الـلـعبَةَ الـكُـبرى، فَـقـلـبُكِ.. لـيـسَ كَـالـبَشَرِ وَشُـكـراً.. يــا مُـراوِغَتي سَـأَرحلُ عَـنكِ فَانتَصِري |
آهاتٌ وأناتٌ ماذا أخْبِرُكُمْ عن نَفسي ؟ مِنْ قَلبي... تَنبعُ آهاتي أقضي للنَّاسِ حَوائِجَهُمْ وَأنا لا تُقضى حاجاتي أكتُبُ لِلعِشقِ وَيُؤسِفُني أنْ أنسى حُبّي.. وَحَياتي أمسَحُ للعاشِقِ.. أدمُعَهُ وَأنا تُحرِقُني.. دَمْعاتي وَحَبيبةُ قَلبي... راحِلَةٌ تُبْحِرُ في عَكْسِ المَوْجاتِ مَنْ يَشعرُ في هذي الدنيا؟ مَنْ يَشعرُ بي وبمأساتي ؟ أسْهَرُ في الليلِ وَأوراقي وَأعُدُّ... قَصائِدَ أنّاتي كَمْ هذا الحزنُ.. يُؤَرّقُني يَحرِمُني لَمْسَ وِساداتي مازالَ الهمُّ... يُرافِقُني وَيَعيشُ عَلى حِبرِ دَواتي يَتَغذَّى شِعراً.. أو وَرَقاً يَتَسلَّلُ... بينَ الكَلِماتِ يَشربُ مِنْ جُرحي خَمْرَتَهُ وَيَثورُ.. يَثورُ عَلى ذاتي فَمَتى أتَخَلَّصُ مِنْ حُزني ؟ وَأعيشُ... بدونِ الآهاتِ |
عيناكِ والليلُ والحزنُ الليلُ الدَّامِسُ يـأْتي مِن خَلفِ العَينيْنْ.. عَينيكِ السَّوْداوَيـْنْ يأتي مَسكوناً وَمَليئاً بالحزْنْ يختارُ طريقاً نسْلُكُهُ.. ما بينَ الوترِ المهمومِ.. الوترِ المجنونِ.. وبينَ اللحْنْ يسكَرُ أحياناً مِن كأسي أو مِن حِبري.. ويدمّرُ كلَّ الشِعرِ وَكلَّ النَّثرِ وكلَّ الفَنْ يسكرُ.. يسكرُ.. يسكرُ.. ليسَ لديهِ فُروقٌ.. ما بينَ الإنسِ وبينَ الجِنْ نحنُ المأْساةُ بمعناها.. نحنُ المأْساةُ وَلَسنا نخجَلُ سيّدتي مِن دمعِ العيْنْ نحنُ الألوانُ .. وَلَسنا نـعرفُ مَعنى اللوْنْ نحنُ الأَشكالُ وَلكِنَّا.. نحتاجُ _ لِـتشكيلِ الحُبّ _ إِلى بَعضِ العَوْنْ ما بالُ دموعِكِ سيّدتي تنزلُ كالنهرِ على الخَدَّيـْنْ أمطارُ الحزنِ تجيءُ إِلينا.. مِن عينيكِ المُمْطرتَيْنْ وَتجيءُ طُيورٌ مُرهقةٌ.. تحمِلُ أحزاناً سيّدتي فوقَ جناحَيْها المكسورَيْنْ وَيجيءُ الليلُ الدَّامِسُ.. مِن خلفِ العينينِ الواسِعتَيْنْ وَأجيءُ أنا.. أحملُ أحزاني سيّدتي.. فوقَ الكَتِفَيْنْ أبكي مِن حُملي أحياناً.. أبكي مِن حُزني مِن هَمّي.. أبكي مِن ناري سيّدتي والنار تحُيطُ مِن الجنبَيْنْ حُبُّكِ مَزروعٌ في قلبي.. مثلُ السّكّينِ ، وفي الرّئَتَيْنْ لكنَّ الحزنَ يُرافِقنا.. آهٍ.. آهٍ.. آهٍ.. أخَذَتنا الموجةُ سيّدتي وَرَمتنا في أعماقِ البَحْرْ وَغَرِقنا في مأساةِ العُمْرْ الحزنُ يسيرُ بأَعصابي.. وأنا أتَقَلَّبُ فوقَ الجَمْرْ ويسيرُ بأَورِدَتي وبأَقلامي.. حتى يتغلغلَ في أوزانِ الشِعْرْ وتسيرُ الأَحزانُ.. بعينيكِ كَبَحْرْ قدْ ضاعَ الأَملُ وضاعَ الصَّبْرْ قدْ ضاعَ الصَّبْرْ سبحانَ الله.. فبَعدَ العُسرِ يجيءُ الـيُسْرْ بعدَ الظلماءِ أتانا الفجْرْ وَنجونا سيّدتي.. مِن هذا القَهْرْ مِن هذا القَبْرْ آهٍ.. آهٍ.. آهٍ.. لكنَّ فؤادي يا سيّدتي يلهَثُ في وَسَطِ الصَّحراءْ سبحانَ الله.. فكيفَ أكون بعمقِ البحرِ.. وقلبي يلهَثُ .. في وَسَطِ الصَّحراءْ؟!! لا ظِلَّ هناكَ سِوى ظِلّ فُؤادي لا يُوجَدُ إنسٌ أو جِنٌّ.. لا يُوجدُ ماءْ.. هل يمكِنُ أنْ يحيا قلبي مِن غيرِ الماءْ؟ مِن غيرِ هَواءْ؟ مِن غيرِ رَجاءْ؟ هل يحيا مِن غيرِ لَيالٍ ظَلماءْ؟ مِن غيرِ الحزنِ القادمِ مِن خَلـفِ العَينَيْنْ؟ أبَدَاً.. أبَدَاً يا سيّدتي لولا عيناكِ..ولولا الليلُ.. ولولا الحزنُ لما عِشتُ.. ولا عاشَ فؤادي في حُبّكِ يَومَيْنْ |
مَررْتِ في خَيالي مَررْتِ في خَيالي.. فَراشةً بَيضاءَ في خَواطرِ الـجـبالِ مَررْتِ يا حَبيبتي قصيدةً طويلةً.. تَبْحثُ عَن شاعِرِها وقصَّةً جميلةً.. تَبْحثُ عَن كاتِبِها مَررْتِ كالجوابِ يا أميرتي يَبْحثُ عَن سُؤالِ مَررْتِ في خَيالي.. مَررْتِ مثلَ كوكبٍ.. يدورُ في مَداري مَررْتِ كالشهابِ يا حَبيبتي يُضيءُ ليلَ غُرفتي..وَداري قولي إذنْ.. قولي أيا أميرتي: إِنكِ بانتِظاري إِنكِ قد مَررْتِ في خَيالي |
حَبيبتي وَالقُدْسُ تَـسْريحَةُ شَـعْرِكِ تُـعجِبُني بـاتَتْ... كَـجراحٍ تُـؤلمني وَطَــنٌ.. وَبــلادٌ.. أجْـهَـلُها وأفَـتّشُ عَنكِ وعَن وَطَني قـــد قـلـتُ أحِـبُّـكِ..سيّدتي فَـتـحَجَّرَ قَـلـبي... كَـالوَثَنِ أحـزانُـكِ، لـيـسَتْ أحـزاناً وأنـا.. كَالغارِقِ في الحَزَنِ لا يُـوجَدُ صَـدْرٌ فـي الدُّنيا يَـتَحَمَّلُ هَمّي... أو شَجَني الـصَّخْرةُ تَبكي..والأقْصى فَـتَعالي قُـدْسُ... وَلا تَهَني سُـفُـنٌ... وَبـحـارٌ أجْـهَـلُها فَصَنَعتُ شِراعاً، مِن كَفَني وبَـدَأتُ رَحـيلي.. في بَحْرٍ لا مَـرسـى.. فـيهِ يـا سُـفُني قـد كُنْتُ وَحيداً في سَفَري فَـأُحِـيطَ فُـؤادِيَ... بـالعَفَنِ سَـفَـرٌ... ورَحـيـلٌ أتـعَبَني ما أسرعَ... تيَّارَ الزَمَنِ وَهَـجرتُكِ دَهْـراً يـا حُـبّي فَـنَسيتُ... خَـوازيقَ الثَمَنِ أنـــي ضَـيَّـعتُكِ.. سـيّـدتي وَأضَـعتُ عَـناوينَ الوَطَنِ |
ذِكرى وَعَدتْ.. بأَنْ تأْتي إِلَيّْ قالتْ سَتأتي.. حينَ يغمرُُنا الغُروبُ اللؤلؤيّْ وَأنا ببستانِ اشتياقٍ.. مثلُ صوفيٍّ وَلِيّْ أنا بانتظارِ حَبيبتي.. إِيقاعُ مَشيَتِها يرِنُّ بمسمَعيّْ خُطُواتُها نَغَمٌ ، وَصَوتُ ثِيابِها نَغَمٌ.. وضِحْكَـتُها.. وأصواتُ الحِلِيّْ أنا بانتظارِ حَبيبتي.. والقلبُ في شَوقٍ تـَربَّـعَ في يَدَيّْ جاءتْ تُسابـقُها الغيومُ لموعدِي.. وَتَأَخَّرتْ.. جاءتْ تُسابـقُها النُّجومُ لموعدِي.. وَتَأَخَّرتْ.. مَرَّ الـغُروبُ بصَمتِهِ.. وَبحزنِهِ الحُلْوِ الشَّهِيّْ وَأتى المَساءُ الفُستُقِيّْ وَالليلُ جاءَ ، يَزيدُ في الأَرضِ احتراقاً.. وَالنُّجومُ تَزيدُ ناراً في العِلِيّْ وَأنا عَلى الكُرسِيّ محُتَرِقٌ.. أفَكّرُ ، هلْ سَتأْتي _ مِثلما وَعَدتْ _ إِلَيّْ أمْ أنـَّهـا كَذَبَتْ عَلَيّْ؟ لم تأْتِ سيّدتي _كَما وَعَدتْ _ إِلَيّْ كَذَبـتْ عَلَيّْ.. كَذَبـتْ عَلى قَلبي الوَفِيّْ مَرَّتْ دُهورٌ عَشرةٌ وَأنا أفَكّرُ.. هلْ سَتأتي _مِثلما وَعَدتْ _ إِلَيّْ مَاذا أقولُ؟.. بِداخِلي مَطَرٌ، وفي قَلبي اشتياقٌ جاهِلِيّْ أنا بانتظارِ حَبيبتي.. لا بُدَّ في يومٍ مِنَ الأَيّامِ.. أنْ تأتي _ وَلَوْ ذِكرى _ إِلَيّْ |
أحِبُّكِ أكثَرَ مِنّي أحِبُّكِ أكثرَ مِنّي أحِبُّكِ أكثرَ مِن أيّ إنسٍ.. وَمِن أيّ جِنِّ فَأنتِ حَياتي ، وأقربُ دَوماً.. إلى القلبِ عَنّي فماذا تريديـنَ مِنّي ؟ وَكيفَ تريدينني أنْ أغَنّي ؟ وَقَلبي حَزيـنٌ..وَصَوتي حَزيـنٌ وَشِعري حَزيـنٌ.. كَذلـكَ لَحني أحِبُّكِ سَيفاً يُقطّعُ أشجارَ حُزنٍ وَيَزرعُ أشجارَ حُزنِ أحِبُّكِ سَيفاً يُمزّقُ كِبْدي.. يُمزّقُ كُلَّ شَرايينِ قَلبي.. يُمزّقُ شِعري وَفَنّي يُمزّقُ أهدابَ عَيني فَكيفَ تُريدينني أنْ أغَنّي؟ أحِبُّكِ سِرَّاً.. يُسافِرُ ما بينَ قَلبي وَبيني فَليسَ يُقالُ.. وَليسَ يُباحُ..وَلكنْ يُغنّي أحِبُّكِ سِرَّاً حَزيناً كَحُزني أحِبُّكِ... كَيفَ تُريدينني أنْ أقولَ: (أحِبُّكِ أنـتِ..) ؟ أحِبُّكِ.. سَوفَ أقولُ بأَعلى صُراخي وَصَوتي أحِبُّكِ أنـتِ.. فإني وُلِدْتُ بعينيكِ.. حيَن رَأيتُكِ أوَّلَ مَرَّةْ وَأفنَيتُ عُمْرِيَ بينَ الرَّحيلِ.. وَبينَ الـبُكاءِ.. وَسَوفَ تَتِمُّ بقلبِكِ كُلُّ مَراسيمِ مَوتي فَكيفَ تريدينني أنْ أغَنّي ؟ أحِبُّكِ أكثرَ مِنّي.. لأني أحِبُّكِ أكثرَ مِنّي فإني.. لأجلِكِ سَوفَ أغَنّي وَسَوفَ تَتِمُّ بقلبِكِ كُلُّ مَراسيمِ دَفني |
رِحلةُ العَذابِ لا تـسأَليني عـن مَـتاعِبِ.. رِحـلتي يـا مَـنْ سَـكَبْتِ الـنَّارَ فـوقَ جِراحي سَـفَري عَـذابٌ.. طـالَ دونَ مَـحطةٍ أمـحطَّتي.. هـي مَـوطنُ الأَشباحِ ؟ هــل تـذكرينَ حَـنانَ قـلبي... دائـماً حينَ احْتضنتُكِ تحتَ ريشِ جَناحي والآنَ... أصـبحَ كُـلُّ شَـيءٍ ضـائِعاً قــد دَمَّـرَتْـهُ عـواصِفي... وَرِيـاحي أسِـلاحُكِ الجرحُ الذي في خافِقي ؟ والـشِـعرُ أصـبحَ مِـدفعي وَسِـلاحي وَوَقـعتُ فـي سجنِ الهُمومِ ولم أمُتْ هــا قــد سـألتكِ تُـطلقيَن.. سَـراحي لا تـسـأَلـيني... عـــن نِـهـايَةِ حُـبِّـنا فَـأَنا الـذي سَـرَق الـغَباءُ.. وِشـاحي فَـهَل انـتِهائي أو دَمـاري في الهوى هُوَ نَصرُكِ الموعودُ.. دونَ كِفاحِ ؟ بَـكَـتِ الـعـيونُ.. فـأُحرِقتْ أهـدابُها مِــن كََـثـرةِ الأَحــزان... والأَبـراحِ حـتى الـخدودُ تـجَوَّفتْ مِـن أدمُـعي والـقـلـبُ شـــابَ... لِـقـلَّةِ الأَفــراحِ لا تـقـفلي الأَبــوابَ... بـعدَ دُخـولنا فَـلـقَـدْ وَهـبـتُكِ... بـالـهوى مِـفـتاحي هـل تُـشعلينَ الـنَّارَ، بعدَ خُمودِها ؟ وَهَـل الحرائِقُ يا تُرى.. أفراحي ؟ هـل تُـطفئينَ الـنُّورَ.. بـعدَ رَحيلِنا؟ وأنــا ظـنـنتُكِ.. بـالهوى مِـصباحي لَــنْ يـكتُبَ الـقَلمُ الـحزينُ.. قَـصيدةً فَـقَصيدتي احـترقَتْ.. بوهجِ صَباحِ ضـاقتْ بِـيَ الـدُّنيا فـهل مِنْ عاشقٍ سَـمِع الأَنينَ بداخلي.. وَصِياحي ؟ هـل فـكَّرَ الـتاريخُ بِـي.. وَبـمهجَتي أو بـاحـتراقِ الـقـلبِ.. وَالأرواحِ ؟ سَـفَـري وتِـرحـالي... أحِــنُّ إِلـيهِما وكَــأَنَّـهُ.. شـــوقٌ.. إِلـــى الأَقــداحِ فَـسَكِرتُ مِـن خَمْرِ العذابِ برحلتي فـالـكأْسُ كـأْسُكِ.. والـرَباحُ رَبـاحي لا تـطـلبي مِـني الـسَّماحَ ، حَـبيبتي إِنــي فَـقَـدتُ مـحَـبَّتي... وَسَـمـاحي |
أهْواكِ وَلا تَدرينْ إني أهواكِ أيا سيّدتي ..منذُ سِنينْ حُبُّكِ يَتغلغَلُ في قلبي... مثلَ السّكّينْ ويَسيرُ يسيرُ بأورِدَتي.. وَبأَعصابي... وَيُثيرُ عَواصفَ أشواقٍ.. ويُثيرُ حَنينْ حُبُّكِ جَبَّارٌ دَمَّرَني.. حُبُّكِ مجنونْ يا مَنْ أحرقْتِ حُروفَ الضَّادْ وَقَتلتِ الهَمْزةَ وَالتنويـنْ مِنْ بعدِكِ صارَ الشِعرُ حَزيـنْ والقلبُ حَزيـنْ يقتُلُني شَغَفي أحياناً.. يقتُلُني شَوقي أحياناً.. يقتُلُني حُزني أحياناً.. لكنْ.. يـُؤسِفُني أكثَرَ سيّدتي . يُـؤلمِنُي أكثَرَ.. يـُحْزِنـُني.. أني أهواكِ ولا تَدريـنْ أني أهواكِ... وَلا.. تَدريـنْ |
رحلة إليكِ ( 2 ) مرَّةً جَديدةً والشارعُ الحزيـنُ في ضبابِهِ مُلَّبَّدُ وقلبيَ الحزينُ.. في جـِراحِهِ مُقيَّدُ يُغرّدُ.. يُغرّدُ.. جُرحٌ جديدٌ في فؤادي يُنشِدُ أنشودةً حزينةً يُردّدُ عَيني أنا.. في الليلِ دوماً تَسهدُ قلبي أنا.. في الليلِ دوماً يَسهدُ لا شَيءَ فينا يَسعَدُ ما دُمتِ يا حَبيبتي.. بَعيدةْ فَكيفَ كيفَ أسْعَدُ؟ وَكيفَ ناري في فؤادي تَبرُدُ؟ ما دُمتِ يا حَبيبتي.. بَعيدةْ .. وَمرَّةً جَديدةْ رَجَعتُ نحوَ غُرفتي.. محُطَّماً.. سَكرانَ لا أصحو.. ولا أستَرقِدُ سَكرانَ.. لا أحيا ولا أستشهِدُ رَجَعتُ نحوَ غُرفتي.. مُلَطَّخاً بالحزنِ والجراحْ فَكيفَ يا مَراكبي نبحرُ في دُنيا الهوى.. وَكُلُّها عَواصِفٌ.. وَكُلُّها رِياحْ؟!! مِنْ يومِ أنْ هَجَرتـِني تَـأَكَّدي... ولنْ يجيئنا الغَدُ مِنْ يومِ أنْ هَجَرتِني.. ما عادَ في عينيكِ.. يا صَغيرتي لي مَعبَدُ لكنني.. لكنني بالله يا حَبيبتي مُستنجـِدُ بالله يا حَبيبتي.. أستنجـِدُ |
إِلى أمّي
لِعينيكِ سوفَ أغَنّي وأطربُ كلَّ النّساءِ وكلَّ الرجالِ بِفَنّي لأَجلكِ أنتِ أغَنّي لأَجلكِ أمّي.. فأنتِ التي تَشعُريـنَ.. بِهمّي وأنتِ التي تمسحينَ دموعيَ.. عندَ البُكاءْ وأنتِ التي تُرجعينَ الحياةَ.. الهواءَ.. الفؤادَ.. لقلبِ ضُلوعيَ عندَ الشَّقاءْ وأنتِ التي تُوقدينَ شموعَ الحنانِ.. إذا جاءَ ليلُ الشّتاءْ أيا سِتَّ كلّ الحبيباتِ.. يا سِتَّ كلّ النّساءْ تُرى أيَّ شيءٍ سَأهدي إِليكِ؟ أيكفيكِ قلبي؟ أتكفيكِ روحي؟ فأنتِ التي تعرفينَ وأنتِ التي تَشعُريـنَ.. وأنتِ التي تمسحينَ دموعَ جروحي دعيني أنامُ على ركبتيكِ.. كطفلٍ صَغيرٍ فإني تعبتُ مِنَ العُمرِ أمّي.. وناري تحيطُ مِنَ الجانِبَيْنْ دعيني أنامُ بحضنِكِ أمي لثانيتينِ اثنَـتـيْنْ فإني سأَشكو إليكِ جميعَ هُمومي دعي دمعَ حزني وهَمّي.. وشِعري وقلبي.. يسيلُ مِنَ المقلَتَيْنْ أحِبُّكِ يا موطِناً منْ حَنانِ يُغنّي.. فيملأُ كلَّ الدُّنى بالأَغاني ويملأُها بالأَماني أحِبُّكِ بالصوتِ.. بالصمتِ.. بالحزنِ.. بالفرْحِ.. بالبحرِ.. بالبرِ.. بالغيمِ.. بالشمسِ.. في كلّ شيءٍ فأنتِ كياني لِعينيكِ سوف أغَنّي.. وأكتبُ أحلى قَصيدةْ أحِبُّكِ حينَ تكونينَ عنّي بَعيدةْ.. وحينَ تكونينَ قُربي جميعُ النساءِ اللواتي دَخلْنَ فؤادي خَرجنَ.. وأنتِ بقيتِ المليكةَ داخِلَ قلبي وأنتِ بقيتِ على العرشِ.. وحدَكِ داخِلَ قلبي |
أفْكارٌ هذا أنا.. بجميعِ أفكاري حُزني أنا.. لحَني وَأوتاري إِني أحبكِ... يا مُعذّبَتي وأحبُّ في عينيكِ أسفاري عيناكِ مُلهِمتانِ لي... أبَدَاً فَصنعتُ مِن عينيكِ أشعاري إِني الْتجأْتُ.. إِليكِ سيّدتي فَهَواكِ يكتُبُ.. كُلَّ أقداري إِني أحبكِ... والهوى خَطَرٌ قد لا أبوحُ.. بكُلّ أسراري غاباتُ صدرِكِ كُلُّها... ثَمَرٌ عَشِقَتْ ثمِارُكِ لِينَ مِنْشاري نارُ الهوى.. دَخلتْ لمملَكَتي فَتَكوَّمَتْ نارٌ... على نارِ أحْرقتِ كُلَّ قَصائدي غَضَباً وَنسيتِ أحزاني، وأخباري إِني سَئِمتُ العَطفَ سيّدتي وَمَللتُ مِنْ قلبي.. وأفكاري سافرتُ في عينيكِ دونَ هُدى يا ليتني استكملتُ مِشواري فَغَرِقتُ وَحدي في بحِارِهِما وَذَرفتُ مثلَ الطّفلِ أمطاري لكنني سَأَعودُ... فانتَظِري لأُعيدَ في عينيكِ.. إِبحاري لا تَيْأَسي في الحبّ سيّدتي هذا أنا.. بجميعِ أفكاري إِني أحبكِ... والهوى قَدَرٌ وأحِبُّ في عينيكِ أسفاري شُكراً لحبكِ… يا مُراوِغَتي فَهَواكِ يكتُبُ.. كُلَّ أقداري |
إِلى حبيبةٍ قاسيةٍ
أحِبّيني.. وضُمّيني.. وعيشي في شَراييني أنا بالحبّ مجنونٌ.. فكوني مِن مجانيني وكوني مثلَ آلافِ الملايينِ ومثلَ الوردِ والأَزهارِ في أحلى بساتيني فأنتِ الشِعرُ أنتِ النثرُ.. من قبلِ الدواوينِ وأنتِ الماءُ أنتِ النَّارُ.. أنتِ الدمُّ في أقصى الشرايينِ أحِبّيني فَنارُ الشَّوقِ تُحرِقُني وَتفنيني ونارُ الوجدِ تبدِئـُني وَتُنهيني أميتيني على حبٍ.. على حزنٍ وأحييني ولا تَنْسَيْ قوانينَ الهوى في قلبِ مملكـتي ولا تَنسيْ قوانيني فتنسيني.. ولا تَقسي على قلبي ، ولا بالعشقِ تكويني أريحيني لكي أنسى جروحَ القلب يا قمري ، وضمّيني فلن أبقى جَريحاً.. أو حَزيناً مثلَ أصحابي المساكينِ ولن أبقى كقيسٍ أو كمَن _ في الحبّ _ صارَ مِن المجانينِ ***** أحبيني.. إِلى حدِّ الدَّمار.. إِلى حُدودِ القبرِ والموتِ أحبيني فمازالتْ لنا قِصَصٌ ومازِلـتِ.. أحبَّ النَّاسِ يا قمري إلى قلبي وأغنِيَتي فأنتِ حبيبتي دوماً.. وطولَ العُمْرِ سيّدتي أحبيني قليلاً أو كثيراً يا مُراوِغَتي أحبيني أيا سيفاً يمزّقُ كلَّ أنسِجَتي يمزّقُ كلَّ أوْرِدَتي.. أحبيني بلا صَمْتِ ولا تتقيَّدي بالدّهرِ والوقتِ فإني أكره الأَيامَ والأَعوامَ والأَحزانَ يا أنتِ فقلبي ماتَ من زَمَنٍ.. وَلا يأتي إليهِ الحبُّ لا يأتي.. أحبيني.. فقلبي شاشةٌ صُغرى بلا لونٍ ولا صوتِ وباتَ يَئنُّ في الدنيا.. بلا وطنٍ بلا مأوى بلا بيتِ أحبيني.. فإنَّ الحزنَ بَكَّاني وليلُ الحبّ سَهَّرني وألقاني إِلى عينيكِ سيّدتي.. إِلى وَجَعي وَأحزاني إِلى شِعري وألحاني ولكنَّ الهوى يَغدو وَينساني.. ويذبَـحُني وَيدفنني بأشجاني فأرداني قتيلاً.. في سبيلِ الحبّ أرداني وفي عينيكِ.. بعدَ العمرِ أحياني أحبيني ولا تَتَساءلي إنْ كانَ لي وَطَنٌ فقلبكِ وحدَهُ وَطَني.. وهمسُكِ مثلُ ضَوْءِ البدرِ سَهَّرَني وشَوَّقَني.. أنا أحتاجُ سيّدتي إِلى قلبٍ مَليءٍ بالحنانِ... وبالهوى العذريّ والسُفُنِ فلا مرسى بِهِ أنجو مِن الحَزَنِ فما أقساكِ سيّدتي! فَحبكِ كادَ يَقتُلُني أنا قد عِشْتُ في وَهْمٍ.. فلن أبقى طَوالَ العمرِ والزَمَنِ أنامُ أنا على أذُني ***** أحبيني.. ولا تتساءلي عن أيّ مُشكلةٍ فإني لستُ حلّالاً لِكلّ مَشاكلِ الحبِّ وإني مثلُ كلّ الناسِ في حُبي وأنتِ الكرُّ أنتِ الفرُّ أنتِ السيفُ.. أنتِ الترسُ في الحربِ ( فوا أسَفي على حبٍ بلا قلبِ ) ( فوا أسفي على قلبٍ بلا حبِّ ) مَشاعِرُنا مُعلَّبةٌ.. صَنعناها بأنفُسِنا عَواطِفُنا مُكلَّفةٌ.. وَضِحكـتُنا مُبطَّنةٌ.. ولهفَتُنا مُثلَّجةٌ ، وبارِدَةٌ ومَيّتةٌ وأشواقٌ بنيناها على أسُسٍ مِن الكِذْبِ سنشربُ نخبَ قِصَّتِنا التي فيها.. يَفوزُ الحزنُ والفَشَلُ ونكسِرُهُ.. فما الأَشواقُ ما الأَحزانُ نَصنَعُها؟ وما العَمَلُ؟ فليس لقِصَّتي وَلــِحُبِنا أمَلُ فكيفَ نعيشُ في مَدٍ وفي جَزْرٍ؟ وأنتِ البحرُ أنتِ الموجُ سيّدتي.. وقلبي البَرُّ والطَّلَلُ وأنتِ النحلُ أنتِ الوردُ أنتِ الشَّهدُ.. أنتِ المرُّ والعَسَلُ سننهي ما بدأناهُ ولن نبقى بمجرى الحبِ.. لن نبقى بمجراهُ فهذا الحزنُ يقتلنا.. وهذا الحبُّ في صمتٍ قتلناهُ وفي قبرِ القلوبِ لقد دفناهُ فمِن سوقٍ قديمٍ قد شَريناهُ بلا ثَمَنٍ وَبعناهُ وقلبكِ ذلك الغَدَّارُ.. ما أقساكِ سيدتي وأقساهُ! دعيني في اللظى وحدي فقد غَنَّى بقلبي الحزنُ والآهُ |
خمسونَ عاماً لا الوضعُ الماضي أعْجَبَنا أو هذا الحاضِرُ.. أقْنَعَنا خمسونَ مِنَ الأَعوامِ مَضَتْ والخَيمةُ قَد أضحَتْ وَطَنا قد بِعنا القُدْسَ.. بِكامِلِها وقَبَضنا الذُّلَ... لهَا ثَمَنا نشتاقُ.. ليافا.. ولحيفا ونذوبُ حَنيناً.. أو شَجَنا شُكراً لدموعٍ... كاذِبَةٍ نسكُبُها... نشكو نكْبَتَنا هذا كَذِبٌ.. يا سيّدتي أنْ نغرقَ شَوقاً.. أو حَزَنا خمرٌ.. ونساءٌ.. ونقودٌ نسكَرُ كَي ننسى ضَيعَتَنا فاليأْسُ يُحيطُ بِنا دَوماً والحزنُ.. أحاطَ بِنا زَمَنا فكأَنَّ الرُّوحَ قد اهْتَرَأتْ والقلبَ يضخُّ بِنا.. عَفَنا اخترنا السِّلم.. ولا سِلمٌ وقَبِلنا الصَّمتَ.. لَنا كَفَنا فسواءٌ عِشنا.. أم مُتنا لا بَيتَ لَنَا... لا قَبْرَ لَنَا بحرُ الأَحزانِ... ينادينا فنعودُ مَراكِبَ.. أو سُفُنا نرجعُ لا نعرفُ أرضاً، أو وَطَناً يستنظِرُ.. عودَتَنا مِن جبلِ النَّارِ أتيتُ لَكُمْ أقرأ مِن قَهري... خَيبَتَنا والآنَ أعودُ... إِلى قلبي علّي أهدمُ... فيهِ الوَثَنا والآنَ أعودُ.. إِلى شِعري علّي ألقى... فيهِ الوَطَنا |
نزار قباني ( دخلتُ إلى منزلنا وكان أبي وأمي يتحادثان ) ..وفجأَةً.. وفجأَةً.. سالتْ دموعٌ مِن أبي وقالَ لي : ( ماتَ الهوى والشِعرُ ماتَ يا بُنيّْ) وضمَّني لِصَدرِهِ.. وشدَّ _ في رِفقٍ _ يَدَيّْ فقلتُ ما الذي جَرى ؟ فقال لي : ( اليومَ قد ودَّعَنا نزارْ، عادَ إلى خالِقهِ نزارْ ) رَحلتَ يا نزارْ وماتت الأَشعارْ.. وماتت الأَقوالُ والأَفكارْ وماتت الحريةُ الخضراءُ والطيورُ والأَسماكُ والأَشجارْ وأصبحتْ حَزينةً مِن أجلكَ الأخبارْ بعدَكَ يا عزيزَنا نزارْ.. ليس لنا معلمٌ.. ليس لنا مدرسةٌ.. ندرسُ فيها العِشقَ والغرامَ يا أستاذَنا الكُبَّارْ بعدَكَ يا حَبيبنا نزارْ.. ليسَ لنا مَزارْ محطَّةٌ حزينةٌ تلك الدُّنى.. محطَّةٌ مليئةٌ بالوردِ والأَزهارْ مليئةٌ بالعشقِ والعشاقِ والأَخيارْ تنتظِرُ القِطارْ.. وأنتَ يا حَبيبنا القِطارْ بعدَكَ يا نزارْ.. يا مَن زرعتَ الضَوْءَ في ظلامِنا.. يا مَن زرعتَ الحبَّ في أعماقِنا.. ليس لنا مِظلَّةٌ تحمي لنا ثيابنا.. مِن شِدَّةِ الأَمطارْ تحمي لنا أجسادَنا مِن شِدَّةِ الشُّموسِ في نيسانْ وشِدَّةِ الشُّموسِ في أيَّارْ بعدَكَ يا نزارْ.. حُريّةُ النساءِ صارتْ قِصَّةً قديمةً مُهملةً.. في عالمِ النّسيانْ سَأَلتهُ.. سَأَلتهُ : وكيفَ ماتَ يا أبي ؟ أجابني : مَشيئةُ الأَقدارْ مَشيئةُ الرحمنْ ذهبتَ يا كبيرَنا.. تركتَ في قلوبنا بحراً مِن الأَحزانْ نزارُ يا أميرَنا.. كيفَ رحلتَ صامتاً ؟!! تنامُ في عيوننِا.. تأكلُ مِن طعامِنا.. تشربُ مِن شرابنا تقرأ مِن أشعارِنا.. ولم تزلْ في القلبِ والوِجدانْ يرقصُ قلبي في الهوى.. _ وليس هذا طَرَباً _ لأنني ذُبحِتُ مثلَ الطيرِ يا حَبيبَنا.. في ذلك الميدانْ حَبيبتي.. لا تلبسي السَّوادَ.. يا حَبيبتي حُزناً على نزارْ فاختارهُ الرحمنْ.. لا تحزني.. وادْعي لهُ الرحمنْ يرحمهُ.. يُسكِنُهُ الجِنانْ |
أنا لا أظنُّ أنا لا أظنُّكِ... لُعبةً بيَديَّا يا مَن رَجَعتِ.. مع الشُّروقِ إِلَيَّا أنتِ الرَّفيقةُ.. والصَّديقةُ والهوا ءُ، أنا بدونِكِ.. لا أساوي شَيَّا لا حُبَّ غيرَكِ في الفؤادِ، تأكَّدي أنتِ الحبيبةُ... والحَنانُ لديَّا اليومَ نعشقُ.. والورودُ تَفتحتْ وَشِفاهُكِ اشتاقتْ.. إِلى شَفَتيَّا هل تذكرينَ وأنتِ نائِمةٌ على كَتِفي على صَدري على زَنديَّا؟ حينَ احتضنتُكِ بالحنانِ وبالهوى فَجَعلتُ قلبَكِ... جَنَّةً بيَديَّا ماذا جرى؟ فالحقدُ جاءكِ فجأةً أتُرى... لماذا تحقدينَ عَليَّا؟ ماذا تريدينَ انطُقي.. وتَكَلَّمي ؟ فالقلبُ أصبحَ في الهوى.. مَنفيَّا جُرحانِ في صَدري أعاني مِنْهُما فمتى سَأَشكو للهوى جُرحيَّا؟ جُرحُ الكِتابَةِ.. إذْ أخُطُّ قَصيدةً جُرحُ الحَبيبةِ... باتَ في رِئَتيَّا الظُّلمُ في عَينيكِ كانَ.. ولم يَزَلْ والحزنُ محفورٌ... على عينيَّا تَتَسلَّحينَ... بمِدفعِ الحبّ الذي تركَ الفؤادَ مَعَ اللظى... مَنسيَّا فَنَسيتُ أفراحي بمملكةِ الهوى فالنارُ مِن فوقي.. ومِن جَنبيَّا |
المحارِبُ المهزومُ لماذا أحاربُ بالشِعرِ ألـفَ بلادٍ قريبةْ وألـفَ بلادٍ غَريبةْ ؟ لماذا أحاربُ بالشِعرِ حتى بلادَ العروبةْ ؟ لماذا.. لماذا ؟؟ وليسَ لَديَّ حَبيبةْ لماذا أحارب بالشِعرِ..؟ ما عُدتُ أدري فنارٌ تثورُ برأسي.. ونارٌ تثورُ بصدري لماذا أحبُّكِ ؟ ما عُدتُ أدري لماذا طلبتُ اللجوءَ إليكِ.. لماذا طلبتُ الحنينَ إليكِ.. وكيف عشقتكِ ، كيفَ كرهتكِ؟ ما عُدتُ أدري لماذا أحاربُ كلَّ اللغاتِ بشِعري؟ أنا لستُ أدري.. لماذا يطيبُ بقلبيَ جرحٌ.. وتصحو جِراحْ ؟ لماذا أسافرُ عكسَ الرياحْ ؟ دَعيني.. دَعيني أعالجُ جُرحي بنفسي وأسكرُ وَحدي.. وأقرعُ كأسي بكأسي وأكتبُ شِعر عِتابٍ بيأسي دعيني أفكّر فيكِ قَليلاً.. وأنسى عذابَ هَواكِ قَليلاً.. وأبكي وأشكو إليكِ.. دعيني أذوبُ قَليلاً بحزني.. وهمّي وبؤسي دعيني أذوبُ بغيمي وشمسي دعيني أذوبُ بجوّي وطقسي دعيني أموتُ قَليلاً.. لعلّي.. إذا مُتُّ أشعرُ أني قتلتكِ داخل نفسي ولكنَّ قتلَكِ صعبٌ.. فما مُتِّ أنتِ.. ولكنَّني قد قُتلتُ بنفسي |
أنا وأنتِ والقرارُ عنيفانِ جدَّاً.. رهيبانِ جدَّاً ؟ ونحنُ ضعيفانِ جدَّاً أمامَ القرارْ بشأنِ هوانا.. بشأنِ الذَّهابِ وشأنِ الرُّجوعِ.. وشأنِ الحضور وشأنِ الغيابِ.. بشأنِ البناءِ.. وشأنِ الدَّمارْ ضعيفانِ جدَّاً.. بشأنِ الكلامِ الجميلِ.. وشأنِ الحوارْ بشأنِ احتراقي.. وشأنِ احتراقِكِ ليلَ نهارْ فحينَ أكونُ بحالةِ شوقٍ إليكِ.. وحينَ تكونينَ أنتِ.. بحالةِ شوقٍ إليَّ.. تُسمينَ هذا انتحارْ فكيفَ نعيشُ نهاراً بثلجٍ.. وكيف نعيش نهاراً بنارْ ؟ وليس لدينا اختيارْ أحبكِ جداً.. وأحتاجُ دوماً إليكِ.. فكيف تكونُ الحياةُ بغيرِ بحارْ ؟ وكيف تكون البيوتُ.. بغيرِ جِدارْ ؟ وكيفَ يكونُ مَساءٌ بغيرِ نهارْ ؟ وكيف تذوبينَ أنتِ اشتياقاً.. وكيف أذوبُ انتظارْ ؟ ونحن ضعيفانِ جداً ، أمامَ القرارْ إلامَ سنبقى بهذا الدُّوارْ ؟ إلامَ.. إلامَ سنبقى بهذا الحِصارْ ؟ فنحنُ بجنَّةِ حُبٍ تحيطُ بها.. ألـفُ نارٍ ونارْ فكيف النَّجاةُ ونحنُ غريبانِ جداً ؟ فقلبُكِ هذا ككتلةِ ثلجٍ.. وقلبي كبحرِ جمارْ لماذا التناقُضُ بيني وبينَكِ ؟ إني أحبكِ.. لكنني لستُ أملكُ بالحبّ أيَّ خِيارْ ولا تملكينَ بحبي وحبكِ أيَّ خِيارْ فإنــَّا ضعيفانِ جداً أمامَ القرارْ حزينان جداً.. غريبانِ جداً.. أمام القرارْ أمام القرارْ |
في عيدِ الحُبّ
ماذا أهديكِ بِعيدِ الحبّْ ؟ ماذا أهديكِ أسيّدتي ؟ هل يكفي أن أهدِيَكِ القلبّْ ؟ لكنَّ القلبَ كثيرُ الوَجْسْ لا أملك شيئاً لا في الشرقِ ولا في الغربْ لو كنتُ غنياً يا قمري.. لجعلتُ البدرَ كـقُرْطٍ في أذْنِكِ والشمْسْ وجمعتُ نجوماً في طَوْقٍ.. وضممتُ الرأسْ وأحطتُ الجيدَ بعِقدٍ من فُلٍ ووُرودْ.. وبعثتُ إليكِ رسالةَ حبٍ سيّدتي.. زيَّنتُ سُطورَ مساحَتِها بحروفِ الهمسْ وحروفِ الهجسْ.. أنا لستُ غنياً سيدتي.. فالفقرُ يكاد يُدمّرني ، ويكاد البُؤسْ حُزني.. آهٍ يا حُزني.. يا أكبَرَ من حُزنِ القُدْسْ تُضربُ أمثالٌ في حظّي من هذا النَّحسْ لا أملك شيئاً يا حبي.. لا أملك إلا عِزَّةَ نفس0ْ فَتَّشتُ كثيراً.. وكثيراً وتعبتُ كثيراً يا قلبي.. واحترتُ كثيراً في أمري وقرأتُ الصُحفَ اليَوميَّةَ.. عمَّا أهديهِ لمولاتي في أجملِ يومٍ يجمعنا يحبسنا.. آهٍ سيّدتي.. في أجملِ حبسْ فقرأتُ اليومَ ببرجِ القوسْ: ( ستكونُ بأفضلِ حالاتِكْ.. فاهدِ المحبوبَ جميعَ الحبّ.. ولا تنظرْ أبداً للأَمسْ لا تبخلْ.. كُنْ مثلَ جميلٍ أو قيسْ ) ماذا أتمنّى سيّدتي في هذا اليومْ.. في هذا العيدْ ؟ آهٍ.. لو كنتِ معي يا سيدتي لصنعتُ سِواراً مغزولاً.. بخيوطِ الشمسْ ومن القمرِ الأبيضِ سيّدتي ثوبَ العُرسْ لو كنتُ غنياً يا قمري.. أهديتُ إليكِ كنوزَ البحرْ فكّرتُ كثيراً.. حتى ضاعَ بعقلي الفِكرْ وصبرتُ كثيراً آهٍ.. فكرتُ كثيراً يا قمري فيما أهديكِ.. بِعيدِ الحبّ وعيدِ الخيرْ فكرتُ بأن أهديكِ قصيدةَ شِعرْ هلا ترضيكِ قصيدةُ شِعرْ ؟؟ |
رحلة إليكِ ( 3 ) حَبيبتي.. يا دمعةً حزينةً ، تعيشُ في عيوني ومركباً مسافراً.. وطائراً مهاجراً.. يحومُ في ظنوني يُشعلُ نارُ الشَّوقِ والحنينِ يبكي بلا صوتٍ.. بلا دمعٍ بلا رنينِ حبيبتي.. يا كعبتي ، وقِبلتي ، ومُهجتي.. يا حُرقةَ الآهاتِ والأَنينِ حبيبتي.. يا قمري المضيءَ في سمائي يا قطرةً ثمينةً.. عزيزةً تسيرُ في دِمائي حبيبتي.. يا هِبَةَ الله مِن السماءِ لا تحزني.. فالحزنُ في عينيكِ من أعدائي هيا اجرحيني مَرَّةً.. جرحُكِ يا حبيبتي دوائي هيا اقتليني في الهوى.. فالموتُ فيكِ إنمَّا.. رفعٌ إلى السَّماءِ.. |
إِنـــَّـهُ الحُـبُّ قالَ الصِّحابُ: لَنا يا صاحِ أشواقُ وإِنَّنا في بِلادِ الحُبِ... عُشَّاقُ كَمِ ابْتَسَمتُ ، فَما للصَّحبِ مِن عَمَلٍ إِلا الغَرامُ.. وإِلا العِشقُ.. لو تاقوا فَحاوَلوا _ أبَداً_ وَصْلاً فَما اتَّصَلوا وَحاوَلوا قُدُماً... لكِنَّهُمْ ضاقوا يا أصدقاءُ.. أطالَ الله عُمرَكُمُ الحُبُ سُمٌّ.. وَما لِلحُبِ.. تِرياقُ لَكَمْ عَذَلتُ أصَيحابي.. بِعِشقِهِمُ فَلُمتُ نَفسِيَ.. لَمَّا ذُقتُ ما ذاقوا كَمِ اشتَكوا لِيَ شوقاً في جَوانِحِهِمْ ما كُنتُ أحسَبُ أنّي سَوفَ أشتاقُ رَأيتُ ظَبياً.. رَمى قلبي بِنَظرَتِهِ والقلبُ _ سيدتي _ لِلموتِ سَبَّاقُ فَإِن جَرَحتِ.. فَإِني مُخلِصٌ أبَداً وإِن ذَبَحتِ... فَلي بالحُبِ أخلاقُ يا مَن بِحُبِكِ آمالي.. مُعَلَّقَةٌ أصبو إِليكِ... فإِنَّ القلبَ مُشتاقُ لَقَدسَهِرتُ.. وعيني ما غَفَتْ أبَداً وقَد لَقيتُ أنا... أضعافَ ما لاقوا ذُبنا نُحولاً ، فَصارَ الجِسمُ سيدتي كَالغُصنِ مُلتَوِياً... ما فيهِ أوراقُ ماذا أقولُ ؟ بُكائي ليسَ يُسعِفُني فَالدَّمعُ _ وا وَجَعي _ في العينِ رَقراقُ هل ذلكَ الحُبُّ ثلجٌ.. لا انصِهارَ لَهُ أمْ أنهُ لَهَبٌ ، في الصَّدرِ حَرَّاقُ ؟ بَكَتْ حَمائِمُ روحي حينَما رَحَلتْ هَلِ الحَمامُ.. كَما الإِنسانُ يَشتاقُ ؟ قَد صارَ لِلقلبِ بَعدَ الحُبِ أجنِحَةٌ وصارَ لِلرُّوحِ... بَعدَ الحُبِ آفاقُ ما غابَ مَشهَدُها عن خافِقي أبَداً الله أكبرُ.. هَلْ للقَلبِ أحداقُ ؟ إِني أحِبُّ ، فَجَمرُ العِشقِ في كَبِدي وَالرُّوحُ مُرهَقَةٌ... والقلبُ خَفَّاقُ هذا هُوَ الحُبُّ ما جَدوى مُكابَرَتي إِني أحِبُّ... وَفي عَيْنَيَّ أشواقُ لا تَعذُلوا أحَداً في العِشقِ حَدَّثَكُمْ بَلِ اعذُلوا بَشَراً ، شابوا وَما اشتاقوا الحُبُّ شَمسٌ أضاءتْ كَيفَ نُنكِرُها؟ بَعدَ الغُروبِ.. وَبَعدَ الليلِ إِشراقُ |
جُروحٌ وأحْزانٌ
كلُّ الجروحِ تَلتـئِمْ إِلا جُروحي وحدَها.. لا تلتـئِمْ عادتْ إِليَّ النارُ والأَحزانُ والجروحُ يا حبيبتي فليسَ باستِطاعَتي أنْ أنتقِمْ مِن الهوى.. ومنكِ يا حبيبتي مُشكِلَتي غَريبةٌ.. دمي أنا مُسمَّمٌ.. بالحبّ والبترولِ يا عزيزتي فكيفَ ، كيفَ أقتحِمْ ؟ هذا المكانَ المُزدحِمْ قلبَكِ يا حبيبتي.. اعْتَرِفي سيّدتي.. أنَّ بلادي اخْشَوشَنتْ.. ترفضُ أنْ أكونَ مِن أبنائِها.. ترفضُ أنْ أكونَ مِن سُكَّانِها.. .. يروي لــِيَ التاريخُ عن أحزانِهِ أمّا أنا لم أتّهِمْ شخصاً مِن التاريخِ يا حبيبتي.. أو ذلك التاريخَ ، لا.. لم أتّهِمْ شخصاً بقتلِ الحبّ لا لم أتّهِمْ فنحنُ مَن خانَ الهوى.. لأننا لم نحترِمْ هذا الهوى لم نحترِمْ.. الله يا حبيبتي.. وقفتُ في دَوَّامَةِ التاريخِ وَحدي أحتدِمْ والنارُ مِن قلبي ومِن روحي ومِن جِسمي.. ومِن لحَمي ومِن عَظمي ومني تلتهِمْ الله يا حبيبتي.. هاأنَذا.. في الطّينِ وَحدي مُرتطِمْ في البحرِ وحدي مُرتطِمْ في الحزنِ وحدي مُرتطِمْ والجرحُ لا يُشفى.. ولمّا يلتـئِمْ ****** حبيبتي.. تجوّلي.. وامشي على شوارعِ الدُّموعِ في عيوني تكلّمي.. فالصمتُ نارٌ أحرقَتْ لي مُهجتي وأحرقَتْ جُفوني.. حبيبتي.. ما أنتِ ما الأَشعارُ ما الأَوراقُ .. ما الأَقلامُ ما ؟ بِدوني حبيبتي.. تَشجَّعي.. تَقَدَّمي.. وكوني كَموطِنٍ حَنونِ وبادليني الحبَّ والشُّعورَ والأَشواقَ .. والأَحزانَ بادليني تَحرَّكي.. بِكلّ ما لَديكِ مِن عَواصفِ الأَشواقِ والحنينِ وحاذِري مني.. ومن جنوني ومن لَظى الأَحزانِ من سُكوني تقدَّمي بكلّ ما لديكِ من مُجونِ لا بَأْسَ يا حبيبتي.. فَغازِلي.. وصاحِبي.. غيري أنا وخوني وقطّعي أزاهِري.. ودَمّري لي ثَمَري.. وحطّمي غُصوني لا بأْسَ يا حبيبتي.. فلا ولنْ تكوني سيّدةً فاتِنةً ساحِرةً بَرَّاقةَ العُيونِ بدون أشعاري.. وأوراقي التي أحرقتُها بدوني أمّا أنا سيّدتي ، حاولتُ أن أفنيكِ في فُنوني لأنني متّهَمٌ بكثرةِ الخيالِ والجنونِ.. متّهَمٌ بكثرةِ الأَحزانِ والجروحِ .. والدُّموعِ والهمومِ والظُّنونِ حبيبتي.. نامي ولو لمرَّةٍ واحِدةٍ.. في بُؤبُؤيْ عُيوني.. نامي ولو لِلحظةٍ في بُؤبُؤيْ عُيوني |
حَوَّاءُ الحبُّ أشرقَ يا حَوَّاءُ.. والغَزَلُ والقلبُ يَأْمرُنا.. عِشقاً..فنمتَثِلُ أحبُّ وجهَكِ يا حَوَّاءُ مُبتَسِماً فالليلُ يَبسمُ... حينَ البدرُ يَكتَمِلُ يَسترسِلُ الشَّعرُ حينَ المِشطُ يلمَسُهُ ويبرِقُ الدُّرُّ في عَينيكِ.. والخَضَلُ أسنانُكِ البيضُ مثلُ المِشطِ أعشَقُها كالأُقحوانِ... بِلونِ الثَّلجِ تحتَفِلُ والوردُ يخجَلُ مِن خَدَّيكِ سيّدتي نِعمَ الجَمالُ، ونِعمَ الحُسنُ.. والخَجَلُ كُلُّ الكواكبِ تَغدو.. نحوَ خالِقِها وكلُّ نَجمٍ إِلى... عَينيكِ يبتَهِلُ أدْمنتُ حبَّكِ حتَّى زادَ في وَلَهي إِني بحبكِ سَكرانُ الهوى... ثَمِلُ دَلالُ حَوَّاءَ لَنْ تَلقوهُ.. في امْرَأةٍ يَكادُ يَقتُلُني _ في حُبّها _ الدَّلَلُ أسرتِ قلبي، ووِجداني وهاأنَذا بنارِ حبّكِ... يا حَوَّاءُ أشْتَعِلُ خَوفي عليكِ.. مِن الهِجرانِ مزَّقَني إِني أخافُ... ويغزو قلبيَ الوَجَلُ الموتُ أرحَمُ... مِمَّا أنتِ فاعِلَةٌ فالبُعدُ يَنهشُ مِن قلبي، وينتَشِلُ ما فارقَ الدَّمعُ عيني في النَّوى أبَدَاً فَبِتُّ والعينُ... بالدَّمعاتِ تَكْتَحِلُ كلُّ الجروحِ... سَأُبقيها مُفتَّحَةً كلُّ الجروحِ... بقلبي ليسَ تندَمِلُ عيني مِن الشَّوقِ لم تَرحمْ مَدامِعَها فالدمعُ يلمعُ في عيني.. وَيَنهَمِلُ مَلَلْتُ أعزِفُ ألحاناً... لأُغنِيَةٍ يَنتابُها الهَمُّ.. والأَحزانُ.. والمَلَلُ جُودي بِوصلِكِ، إنَّ الشَّوقَ يَغمُرُني ما عُدتُ _ هَجرَكِ ، حَوَّاءُ _ أحْتَمِلُ عيناكِ بَحري، وأسفاري، وأمْنِيَتي لكنَّ قلبكِ... في أحشائِهِ الجَدَلُ باتتْ عُيوني.. على المَأْساةِ باكِيَةً وباتَ قلبي... على الأَطلالِ يَعتَوِلُ مَراكبُ العُمرِ في دُنياكِ... مُبْحِرَةٌ تاهَ الفؤادُ... وضاعَ العُمرُ والأَمَلُ أبوابُ حُبّكِ... في وَجهي مُغلَّقَةٌ إِني على الله يا حَوَّاءُ... أتَّكِلُ يَسِنُّ حُبّيَ عَذْلٌ... لا مثيلَ لَهُ لا يقتلُ الحبَّ... إِلا اللومُ والعَذَلُ (ما كلُّ ما يَتَمنَّى القلبُ يُدرِكُهُ ) تمضي السُّنونَ ويأْتي الموتُ والأَجَلُ لكنَّ حُبَّكِ يُحييني... وَأقبلُ أنْ أبقى وراءكِ _ بعدَ البَعثِ _أرْتَحِلُ |
أحِبُّكِ كيْ أتَحَضَّر أحـبُّكِ في اليومِ.. عاماً وَأكبرْ وإِنـي أحـبُّكِ... كيْ أتَحَضَّرْ أحـبُّكِ شـمساً تُضيءُ حَياتي وَبـدراً.. يُـسهّرني ثُـمَّ يسهَرْ يُـسافر في الليلِ.. بينَ النُّجومِ ويـغرقُ خلفَ الغُيومِ.. ويظهَرْ أذوبُ بِـناري.. وبُـعدِكِ عني وألَـتذُّ لـيلاً... بِحُزني وأسهَرْ فـهجرُكِ نـارٌ... ووَصلُكِ نارٌ ونـارُكِ بَـردٌ.. ومُرُّكِ.. سُكَّرْ فـعِندَ غِـيابِكِ.. أشـتاقُ دَوماً وعِـندَ حُضورِكِ.. أشتاقُ أكثَرْ دَعـيني.. أفـسّرُ هذا الشُّعورَ دَعـيني... وَلـكنَّهُ لا يُـفسَّرْ فـؤادي يَـعومُ... بِبحرِ هَواكِ فـمُنذُ سِـنينَ... بـحبّكِ أبحَرْ دَعـيني... أشُـمُّ أريجَ هَواكِ فـحبُّكِ طِـيبٌ... بِـهِ أتَعَطَّرْ وحـبُّكِ مِـسْكٌ... يُضرّجُ قلبي ورائِـحَةُ الـمِسكِ... لا تتغَيَّرْ وحـبُّكِ.. فَـتَّحَ أبوابَ شِعري وإنـي بـحبّكِ قد صِرتُ أشْعَرْ عـصافيرُ حـبّكِ جاءتْ تُغنّي إِلى القلبِ هلْ في فؤادِيَ بَيْدَرْ؟! عـيونُكِ فـيها الـنَّبيذُ... مُثيرٌ وإِنـي بخمرةِ عَينيكِ... أسْكَرْ جَـمالُكِ سِـرُّ الإِلهِ.. وسِرُّ ال حَـياةِ.. وسِـرُّ الفؤادِ.. المُسيَّرْ ولـستُ أرى فـي جَمالِكِ إِنْساً كَــأَنَّ جَـمالَكِ... لا يَـتَكَرَّرْ لآلِـئُ عـينيكِ... كََـنزٌ ثمينٌ نَـقِيٌّ بـمالِ الدُّنى... لا يُقدَّرْ لَـينمو بـخدَّيكِ... وردُ الرَّبيعِ ويـنمو عـلى شَفَتيكِ الشَّمنْدَرْ وشَـعرُكِ فاقَ الليالي... سَواداً وفـاقَ السَّنابِلَ... طُولاً ومَنظَرْ أحـبُّكِ جِـدَّاً... ولا.. أتَـذَكَّرُ أنّــي نَـسيتُكِ... لا أتَـذَكَّرْ أحـبُّكِ فـي اليومِ عاماً وقلبي يـحبُّكِ في اليومِ.. قَرناً ويكبرْ |
لا تَسأَليني الحُبَّ لا تَـسأَليني الحبَّ سيّدَتي فالنارُ في قلبي.. وأورِدَتي لا تَطْلبي مني الهوى.. أبَدَاً فَـأَنا حَزينٌ... مثلُ أغنِيَتي إِيَّـاكِ مِن قلبي ومِن فِكَري إِيَّاكِ مِن شِعري ومِن لُغَتي إِنَّ الحروفَ.. جَميعَها حِمَمٌ تَغلي كَبُركانٍ.. على شَفَتي لا تَـطلبي مُـلْكاً.. ومملَكَةً نـارٌ أنـا.. نارٌ.. كَمَملكَتي هـذا أنا... طَيرٌ بِلا وَطَنٍ وَحَـقيبتي بَيتي وَأشرِعَتي عُـودي لِعقلِكِ، إِنني رَجُلٌ أقْسى وأصعَبُ مِنكِ مُشكِلَتي |
إِلى مُسافرةٍ
مادُمتِ سيّدتي مُصمّمةً على هذا السَّفَرْ فَلَقد عَرَفتُ الآنَ.. ما مَعنى السَّهَرْ وعَرَفتُ كيفَ أرى خَيالَكِ في القَمَرْ لا تَذهَبي.. لا تَذهَبي.. قد كادَ يَقـتُلُني القَدَرْ.. ***** مادُمتِ يا حُبّي مُصمّمةً على هذا السَّفَرْ فأَنا حَزيـنْ عُودي إِلى قلبي الذي.. مازالَ يُشعِلُهُ الأَنينْ لا تَذهَبي.. لا تَذهَبي.. قد كادَ يَقـتُلُني الحنينْ.. ***** مازلتُ أسأَلُ: كيفَ أبتَدِئُ الوَداعْ ؟ أو كيفَ أحتملُ الوَداعْ ؟ لا تَذهَبي.. لا تَرحَلي.. قلبي تَمَزَّق بِالرَّحيلِ حَبيبتي.. مثلَ الشِراعْ.. |
يافا وَحَبيبتي مُتَنقّلٌ بينَ الحقيقةِ والخيالْ لا شيءَ يبكي في الرَّحيلِ حبيبتي إلا حُقولُ البُرتقالْ.. يافا تُنادينا وتَسأَلُنا ، وفي قلبي اشتياقٌ هائِلٌ لا.. ليسَ يُوصفُ أو يُقالْ أينَ الرَّحيلُ ؟؟.. وكم يُمزّقُني ويُحزِنني السُّؤالْ ***** يافا.. تُنادينا الشَّوارعُ والمنازلُ والمقاهي والمرافِئْ يافا.. تذكَّرتُ السَّفائِنَ والمراكبَ والموانِئْ ولقد تَذكَّرتُ الطُّفولَةَ والمدارِسْ يافا.. تُنادينا الجوامِعُ والكنائِسْ.. يافا تنادينا النَّوارِسْ وتقولُ: عودوا للمَنازلِ والشَّواطِئِ والرّمالْ عودوا إِلى أوطانِكُمْ.. فُكُّوا قُيودَ الذُّلّ عن أطرافِكُمْ وَتَعلَّموا الحريَّـةَ الخضراءَ مِن أطفالِكُمْ.. وَتَعلَّموا فنَّ القِتالْ ***** في القلبِ جَمرٌ ، وَانطِفاءُ دَمي اشتعالْ إنَّ الطريـقَ بَعيدةٌ.. وتصيرُ أقربَ بالنضالْ الموت ليسَ نِهايتي.. فهو ابتِدائي يافا أحبكِ والهوى.. زادي ومائي وهو احتِرافي وانتِمائي في القلبِ جَمرٌ يا هوى.. والسَّلْوُ يا يافا مُحالْ.. ***** يافا.. تُنادينا قُراكِ أحياؤُكِ الشَّمَّاءُ شامخةٌ بِوَجهِ الرّيحِ.. والإِعصارِ والطُّوفانِ تَسأَلُ عن هواكِ والبحرُ يسأَلُنا الرُّجوعَ.. لِكي نَهيمَ بملتقاكِ بالله مَن إِلاه يحملُ لي شَذاكِ ؟ القلبُ يا يافا فِداكِ.. والرُّوحُ يا يافا فِداكِ.. يا حُلوتي.. وعزيزتي يافا وأنتِ حبيبتي ما عاشَ في قلبي سِواكِ.. ***** في القلبِ ثلجٌ يا هوى والقلبُ دافِئْ قلبي يخافُ مِن الهوى ، ويخافُ مِن جُرحٍ مُفاجِئْ ويخافُ مِن موتٍ مُفاجِئْ يافا.. لَقد طَرَدوا فؤادي مِن ضُلوعي.. (ثُمَّ قالوا: أنتَ لاجِئْ ) أحبيبتي.. عيناكِ باقيتانِ في يافا ، وقلبي ليسَ لاجِئْ مازالَ في يافا يَلُمُّ اللؤلُؤَ البَحريَّ.. مِن عينيكِ سيّدتي ، ففي عينيكِ تُختزنُ اللآلِئْ الرُّومُ مُنتشرون في يافا.. ومن عينيكِ قد أخَذوا اللآلِئْ مَرُّوا على قلبي.. وقلبي مُتْعَبٌ يبكي عليكِ حبيبتي وَعَلى اللآلِئْ وبكى الغروبُ على الشواطِئْ.. عيناكِ مُرهقتانِ راحِلتانِ عن يافا.. وقلبي للأَسى قد صارَ لاجِئْ.. |
وِقفةٌ عَلى الأَطلالِ قِـفا عـندَ الـطُّلولِ.. وَحَدِّثاني فـبَعدَ الـهجرِ... هـاأنَذا أعاني صِـفا لـليلِ، كيفَ الرُّوحُ تَبكي ويـبكي فـي فـؤادِيَ... خافِقانِ فَـما بَـقِيَتْ دُموعٌ.. في عُيوني وقـدْ غَرِقَ الزَّمانُ... مَع المكانِ إِلـى أينَ الرَّحيلُ.. وكيفَ أحيا بَـعيداً عـنكِ.. يا وَطنَ الحنانِ؟ فـبَعدَكِ تاهَ.. في الصَّحراءِ قلبي وأمْـسى الشِعرُ بَعدَكِ.. لا يَراني وبَـعدَكِ لا أرى يـوماً... سَعيداً وبَـعدَكِ لم أذُقْ ... طَعمَ الأَمانِ وَقـفتُ على الطُّلولِ، وكانَ قلبي يُـردّدُ مـا يَشاءُ... مِن الأَغاني رَحـلتِ، وهـلْ رَحيلٌ بَعدَ هذا؟ فـكيفَ أعيشُ.. يا بَدرَ الزَّمانِ؟ عـلى لَـهَبِ الفِراقِ.. يَنامُ قلبي ويـصحو شاكياً.. جَمرَ الأَماني سَهِرتُ مع النُّجومِ.. أصوغ شِعراً وتَـكويني الـدَّقائِقُ... والثَّواني وتُـحرِقُني جمارُ الشوقِ.. دوماً فـهذا الـبُّعْدُ... آهٍ كـم شَجاني وهـذا الـبُعْدُ.. يَـرسمُها بقلبي ويـحفرُها.. كَـنقْشٍ.. بِـافتنانِ فَـوَجهٌ مثلُ بَدرِ الصَّيفِ، يَشدو وَشَـعرٌ... مـثلُ أنـهارِ الجِنانِ وَثَـغرٌ... كـادَ مِـنهُ الدَّمُّ يحكي وأسـنانٌ... كَـزَهرِ الأُقْـحوانِ وَرَمـشٌ كـاد يَـقتلني... بِسَهْمٍ فَـفي القلبِ الحزينِ.. لقد رَماني أصـيحُ.. وليسَ يَسمَعُني صَديقٌ وقـدْ جَـمُدَ الكَلام.. على لِساني فـأَركبُ نـاقتي... وألـومُ قلبي وأمـسحُ دَمـعَتي... مِمَّا دَهاني وأقـطعُ هذه الصَّحراءَ.. وَحدي وأطـويها... كـما حُزنٌ طَواني خَـليليَّ احـذَرا... فالحبُّ بَلوى ولـيتَ الله... فـيهِ مـا ابتلاني قِفا وقتَ الغُروبِ غُروبِ شمسي وفـي صَمتٍ حَزينٍ... وَدِّعاني |
نِهايةُ حُبٍّ لا تَـظُنِّي أَنَّ شـمسي تَنطَفي أَو خَـيالي ذاتَ يَـومٍ يَـختَفي كَـمْ تَـخِذتِ الغَدرَ شُغْلاً مُمتِعاً وزَرَعـتِ الهَمَّ في قلبي الوَفي واقِـفٌ قُـدَّامَ ريـحٍ صَرْصَرٍ لَـم أَخَـفْ مِـنها وَلم أَرتَجِفِ وَجـهُكِ الحُلوُ الذي... كانَ لَنا دائِـمَ الـنُّورِ... مُـثيرَ الكَلَفِ كـان بَـدراً ساحِراً... سيّدتي واخـتفى حُسنُكِ، خلفَ النَّجَفِ وعـيونٌ... مـاتَ فـيها أمَلي وشِـفاهٌ... صِرنَ مثلَ الصَّدَفِ لا تَـقولي عنْ هَوانا... لم يَزلْ عـائِشاً عِـندَكِ... أو في كَنَفي فـالهوى مـاتَ... وماتَتْ مَعَهُ قِصَصُ الحبِّ... وَعهدُ التَّرَفِ أحـملُ الجرحَ بقلبي... ضاحِكاً وَجـبالُ الحزنِ هَدَّتْ... كَتِفي كُـلَّما قُـلتُ لِقلبي... لا تَخُضْ فَـنَهارُ الـحبّ... مثلُ الشَّدَفِ ردَّ قـلبي قـائلاً.. لا، لا تَخَفْ ما الهوى ما العشقُ إِنْ لم أخَفِ؟ آهِ مِـن حـبّكِ... قـدْ دَمَّرَني وَرَمـاني... في بحارِ الخَرَفِ وَصَفوا لي الحبَّ... للقلبِ دوا أيّ حُـبٍ.. سوفَ يُشفي دَنَفي إِنـني مُـستسلِمٌ ... فاسْتَسلِمي إِنْ أرادَ الحبُّ عَدْلاً... يَنْصِفِ سَـيجيءُ اليومُ... حتى تَندَمي وَيـجيءُ اليومُ... حتى تَنزِفي فاسمَحي للقلبِ أن يَنسى الهوى واسمحي لي.. أن أسَوّي مَوقِفي واترُكيني... في هُمومي غارِقاً فَـأَنا... بـالحزنِ خِـلاً أكْتَفي وَدَعـيني.. لِـنَبيذي.. وارحَلي لم يَعُدْ في القلبِ بعضُ الشَّغَفِ أسَـفي كانَ.. على حُبٍ مَضى وعـلى حُـبٍ... سَيأْتي أسَفي فـإِليكَ الله... أشـكو مِـحنتي وَعَـذاباً.. كـادَ يُـدني.. تَلَفي غَرَبتْ شمسُ الهوى.. وانطَفَأَتْ كـانَ ظَـنّي... أنها لا تَنطَفي |
ديوان ( لن تصلبوني مرة أخرى )
مَدخَلٌ إِنْ كانَ شِعري طَرَباً أَرجوكُمُ أَنْ تَغضَبوا أَو كانَ شِعري غَضَباً أَرجوكُمُ.. لا تَطرَبوا عائِدونَ وَدِّعْ طُلولَكَ في حَيفـا ، وَفي يافـا وَقَبِّلِ الـبَحرَ..أَسـماكاً وَأَصدافـا هذي البِلادُ التي كانَتْ... لَنـا وَطَناً هـانَحنُ،نَنْزِلُ فيهـا الآنَ أَضيافـا طَبِّبْ جِراحَكَ ، لا تَيْأَسْ وَإِن كَثُرَتْ وَازْرعْ مَكانَ جُروحِ القَلبِ صَفْصافا وَاحْمِلْ سِلاحَكَ ، إِنَّـا عائِدونَ لَها وَزِدْ جُهـودَكَ، أَضعافـاً وَأَضعافـا أَيْقِظْ ضَميرَ بِـلادِ العُرْبِ… قاطِبَةً إِنَّ الـضَّميرَ.. إِذا أَيْقظْتَهُ... وافـى أَنتَ الشُّجاعُ ، وَنَحنُ الصَّابرونَ هُنا مـا هانَ قَلبُكَ في الدُّنيا، وَلا خافـا سَنُرجِعُ الأَرضَ كُلَّ الأَرضِ يا عَرَبٌ سَـهلاً وَمـاءً، وَأَجبالاً وَأَريـافـا وَتَرجِعُ القُدسُ… وَالأَحبابُ يا وَطَني لَـو يُرهِفونَ سُيوفَ الثَّـأْرِ ، إِرهافا لا تَجبُنوا أَبَـداً.. وَابْقوا عَلـى أَمَلٍ لا يُصبِحُ الـشَّعبُ ، وَالثُّوارُ أَطيافـا لا قِمَّـةٌ عُقِدَتْ.. إِلا وَقَـدْ عُقِرَتْ فَالفِعلُ يُنْسى،وَيُضحي القَولُ سَفْسافا دَعُوا الكَلامَ لَهُمْ ، وَامضوا بِعَودَتِكُمْ إِنَّـا سَـنَرجِعُ أَحفـادًا..وَأَسلافـا دَعُوا الكَلامَ.. وَلا تَنْسَوا بَـنادِقَكُمْ هِيَ الطَّريقُ- وَإِنْ طالَتْ – إِلى يافـا يا عائِدونَ إِلـى أَرضي، وَأَرضِ أَبي خُـذوا الفُؤادَ فَيكفيهِ الذي عـافـا تَنْسابُ روحِيَ في وَجدٍ ، وَفي وَلَـهٍ وَالعَينُ سـاهِرَةٌ وَالـنَّومُ قَد جافـى هذا خَيالُ فِلَسطيـنٍ ، وَأَعـرِفُـهُ يـا طولَ لَيْلِيَ بِالأَشواقِ إِن طافـا سَأَجعلُ القَلبَ مِرسـاةً… وَبُوصَلَةً وَالرُّوحَ أَشْرعَةً… وَالنَّفسَ مِجدافـا وَأَجعلُ الـفَجرَ… ميلادَاً لأُغْنِيَتـي وَأُشهِرُ الليلَ، فـي الأَعداءِ أَسيافـا إِنَّـا سَنَرجِعُ إِن طالَ الرَّحيلُ ، وَإِنْ جارَ الزَّمانُ عَلى شَعبـي، وَإِنْ حافا هذي البِلادُ لَنـا يا قُدْسُ ، فَاحْتَفِلي بِـالعائِدينَ فَلَنْ يَـأْتوكِ أَخيـافـا |
لَنْ تَصلُبوني مَرَّةً أُخرى (( وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا)) سورة النساء – 157 - 1 - لَيلٌ وَأُغنِيَةٌ وَنايٌ.. يَصنَعُ اللَّحنَ الحَزينْ وَدُموعُ أُمي تَحتَ نَخلَتِها ، تُعَلِّمُني القِراءةَ وَالكِتابَةَ.. وَالكَلامَ ، وَلم أَزلْ في الغَيبِ طِفلاً أَو جَنينْ حَكَموا عَليَّ بِأَن أَموتَ قُبَيْلَ أَن آتي إِلى الدُّنيا.. وَجِئتُ ، وَجِئْتُ أَمتَلِكُ اليَقينْ نَفْيٌ.. وَتَشريدٌ وَتَغريبٌ.. وَتَعذيبٌ.. وَإِنّي عائِدٌ.. لِلبَيتِ مَرفوعَ الجَبينْ لا تَحزَني أُمَّاهُ ! سَوفَ نَعودُ.. سَوفَ نَعودُ لِلمَهدِ – العَرينْ - 2 - طَرَدوا جَميعَ الأَنبِياءْ.. طَرَدوكُمُ.. لا تَيأَسوا إِنْ عَيَّروكُمْ ، أَو نَفوكُمْ خارِجَ الدُّنيا وَما بَعدَ السَّماءْ طُوبى لَكُمْ.. طُوبى فَأَنتُم مِلحُ هذي الأَرضِ.. أَنتُم كُلُّ ما في الأَرضِ مِن لَبَنٍ ، وَمِن عَسَلٍ وَمِن رَمْلٍ وَماءْ لا تَحزَنوا ، لا تَيأَسوا.. روما لَهُم ، روما لَهُم والله مَوْلانا.. سَيَنصرُنا وَيهزِمُ مَنْ يَشاءْ - 3 - أُمَّاهُ ، إِنِّي قَد تَعبتُ مِنَ الرَّحيلِ إِلى الرَّحيلْ وَحدي أُحَدِّقُ في الظَّلامِ وَلا أَرى شَيئاً.. أُحَدِّقُ في الفَراغِ وَلا أَرى أَحَدَاً.. (( أَضاعوني وَأَيَّ فَتىً أَضاعوا )) لمْ أَثِقْ بِهِمُ.. أُحَدِّقُ في الحُقولِ ، وَلا أَرى شَجَرَ النَّخيلْ هُزِّي إِليْكِ بِجذْعِها.. مِنْ أَينَ يا أُمِّي النَّخيلْ ؟! سَرَقوا النَّخيلَ ، وَأَرضَنا وَسُهولَنا.. وَجِبالَنا وَمِياهَنا.. سَرَقوا الشَّواطِئَ وَالأَغاني وَالأَماني وَالرُؤَى.. وَالقدسَ وَالمَهدَ الجَميلْ نَهَبوا الجَليلْ.. سَلَبوا الخَليلْ. صارَعْتُ مَوتي وَانْتَفَضْتُ.. كَسرتُ قَيدي عَن يَدي.. وَنَزَعتُ تاجَ الشَّوكِ عَن رَأْسي ، وَعَن وَجْهي وَعَنْ جَسَدي النَّحيلْ أُمَّاهُ لا تَتَأَثَّري أَو تَحزَني.. أُمَّاهُ لا تَبكي فَإِني عائِدٌ.. وَالرُّوحُ يَحمِلُ مَوتَهُ مُتَفائِلاً.. وَالليلُ أَطوَلُ مِن طَويلْ - 4 - وَطَني هُنا ، شَعبي هُنا ، وَأَنا هُنا.. مِنْ بَيتِ لَحمَ إِلى الجَليلِ.. مِن الجَليلِ لِبيتِ لَحمَ.. وَرُبَّما تَغتالُني الطُرُقاتُ يا أُمي فَأَمضي لِلمَدى ، وَإِلى جُروحي الثَّائِرَهْ - باعوكَ بَل صَلَبوكَ.. كَيْ يَرِثوا المَكانَ – كَما يُحَلِّلُها المُؤَرِّخُ وَالرُّواةُ – وَلا مَكانَ لَهُمْ ، وَلا حَتَّى زَمانَ لَهُمْ.. وَجاؤُوا.. مِن فَيافي الأَرضِ جاؤُوا.. مِن مَنافي الكَونِ ، كَي يَرِثوا البِلادَ الصَّابِرَهْ - الله ما أَحلى بِلادي كُلَّها ! مِنَ بَيتِ لَحمَ أَجوبُها لِلنَّاصِرَهْ مِن أُورْشَليمَ ، تَجوبُني لِلسَّامِرَهْ حُرَّاسُ هَيْكَلِهِمْ – وَما في القَلبِ هَيْكَلُهُم – ذِئابٌ كاسِرَهْ الله يا الله ، طَهِّرْ أُورْشَليمَ.. مِنَ الوُجوهِ الكَافِرَهْ طَهِّرْ بِلادَ القُدسِ ، مِن رِجْسِ الكِلابِ الماكِرَهْ - 5 - لمَ تَكتَمِلْ بَعدُ القَضِيَّهْ وَالمَسرَحُ المُكتَظُّ بِالتَّمثيلِ وَالجُمهورِ.. قَد سَقَطتْ سَتائِرُهُ.. وَقَدْ بَدَأَتْ بِصَلبي المَسرَحِيَّهْ وَأَنا أَصيحُ ، أَصيحُ يا أُمِّي.. (( أَضاعوني وَأَيَّ فَتىً أَضاعوا )) لَمْ تَزَلْ أُمِّي هُناكَ بِأَرضِنا.. مَزروعَةً تَبكي عَلَيَّهْ تَبكي عَلى عُمري الذي سَرَقوهُ مِنْ أَحضانِها.. وَبَكَتْ عَلَيَّ المَجْدَلِيَّهْ غَسَلَتْ بِأَدمُعِها لُعابَ الذِّئْبِ عَنْ قَدَمي ، وَعَنْ جُرْحَينِ نَزَّا في يَدَيَّهْ - 6 - أَيْنَ الأَرامِيُّونَ ؟ هَلْ ذَهَبوا وَهَلْ هَرَبوا ؟ وَإِسرائيلُ تَقْصِفُ كُلَّ ثانِيَةٍ – بِمِدفَعِها – وَكُلَّ دَقيقَةٍ فَرَحي وَأَحلامي.. وَلَيْلَ قَصيدَتي وَطُفولَتي.. أَيْنَ الأَرامِيُّونَ ؟ هَلْ سَكَتوا وَهَلْ صَمَتوا ؟ وَكمْ أَنْكَرتَني يا بُطْرُسُ العَرَبِيُّ ، كَمْ أَنْكَرْتَني - 7 - إِنِّي أُواجِهُ دَوْلَةً.. جَيشاً بِأَكمَلِهِ.. أُواجِهُ طائِراتٍ قاصِفاتٍ.. قاذِفاتٍ بارِجاتٍ.. كُنْتُ وَحدي آهِ.. يا أُمِّي ، وَلَمْ تَتَحَرَّكِ الدُّنْيا.. وَلا الأَعرابُ ، لكِنِّي صَمَدْتُ أَمامَهُمْ وَصَرَختُ مِنْ فَوقِ الصَّليبِ.. صَرَختُ : لا.. لَنْ تَصْلِبوني مَرَّتَيْنْ وَتَكاثَروا حَوْلَ الصَّليبِ ، تَكاثَروا مِثلَ الجَرادِ.. وَدَمْعُ جُرحي سالَ مِنْ كِلْتا اليَدَيْنْ لَنْ تَصلِبوني مَرَّةً أُخرى.. بَني صَهيونَ لا.. لَنْ تَسْلُبوا حُرِّيَّتي أَبَدَاً.. ( قَيافا ) حُكْمُكَ القاسي يُرَدُّ إِلَيْكَ يَومَاً ما ، وَلا.. لَنْ تَصلِبوني مَرَّتَيْنْ - 8 - شُكْراً لِروما ، فَصَّلَتْ صُلبانَها.. فَبِحَجْمِ هذا الكَوْنِ كانَ صَليبُها.. وَأَنا وَحيدٌ في المَدى بِيلاطُسُ البُنْطِيُّ ، يُعْلِنُ عَنْ بَراءَتِهِ قُبَيْلَ الصَّلْبِ.. يَغْسِلُ بِالمِياهِ.. يَدَيْهِ يَرْجِعُ كَالمَلاكِ بَراءةً وَيُشِعُّ نُورَاً أَو نَقاءً أَبْيَضَاً.. هذا المَلاكُ بِقلبِ شَيطانٍ رَجيمْ هذا يَهوذا الخائِنُ العَرَبيُّ.. لَن يَتَكرَّرَ التَّاريخُ ثانِيَةً.. يَهوذا سَوفَ تُصْلبُ ، سَوفَ تُقتَلُ وَانْتَظِرْ لَن يَرجِعَ التَّاريخُ ثانِيَةً.. وَسَوفَ تَذوبُ في نارِ الجَحيمْ - 9 - لَن تَصلِبوني.. رُبَّما سافَرْتُ في رُؤْيايَ.. لِلوَطَنِ – المَدى ، المَنْفى – المَدى وَصَرخْتُ مِن فَوقِ الصَّليبِ.. صَرَختُ لَن أَتَرَدَّدَا رَجَعَ الصَّدى وَتَرَدَّدَا نَزَفَ الوَريدُ فَقُلتُ : لَنْ أَتَجَمَّدَا عانَقتُ مَوتي.. وَاتَحَدتُ مَعَ الرَّدى لأَعيشَ ، لا لأَموتَ.. في دَوَّامةٍ.. وَأَتى فَراشُ العُمْرِ من عُمْقي البَعيدِ مُقَيَّدَا أَطْلَقْتُهُ ، فَصَحا الفُؤادُ وَغَرَّدَا صَرَخَ الفُؤادُ وَأَنْشَدا.. لَن تَصلِبوني مَرَّةً أُخرى.. وَلَنْ أَتَقَيَّدا - 10 - لَمْ تَكْتمِلْ بَعدُ القَصيدَهْ.. هَلْ غادَرَ الشُّعَراءُ مِن زَمَني ؟! لَمْ تَكتمِلْ بَعدُ القَضِيَّةُ وَالعَقيدَهْ.. هَل غادَرَ الشُهَداءُ مِن وَطَني ؟! وَصَرَختُ : (( يَمَّا مويلِ الهَوى يَمَّا مويلِيَّا.. ضَرْبِ الخَناجِرْ وَلا.. حُكمِ النَّذِلْ فِيَّا.. يَمَّا مويلِ الهَوى يَمَّا مويلِيَّا.. ضَرْبِ الخَناجِرْ وَلا.. حُكْمِ الصَّهْيونِيَهْ.. )) |
مِنْ ذِكرَياتِ كَنعانَ - 1 - مِنَ الأَرضِ نَخرُجُ ، كَي تَبدَأَ الأَرضُ مِنَّا وَكيْ نَستَعيدَ الحَياةَ.. رُويداً.. رُويداً... وَنحيا.. وَنحلُمَ بِالحُبِّ وَالخيرِ وَالقَمحِ ، وَالخُبزِ وَالأَرضِ.. لَيسَ لِشيْءٍ ، وَلكنْ لِنَحيا مِنَ الليلِ نَخرُجُ ، كي نَلِدَ الفَجرَ نحنُ وَنحمِلَ شمسَ نَهارٍ سَيأَتي، وَندخُلَ أَجْمَلَ دُنيا مِنَ الموتِ نُولدُ نحنُ.. مِنَ الموتِ تَبدَأُ فينا الحَياةُ وَنحيا وَنَنبُشُ نحن بَقايا الرَّمادِ.. فَنَخرجُ بُركانَ نارٍ.. وَثَورةَ شَعبٍ ، تَطولُ الثُّرَيَّا - 2 - هُوَ الشَّوقُ يُشعِلُني في المساءِ وَيجعلُ قلبي رَماداً.. فَأَمضي وَأَلجأُ لِلحُلمِ.. يَكسِرُني الليلُ.. يَجعَلني قِطعَتينِ ، وَيَسحَقُني ثُمَّ يَغفو تَناثَرتُ فَوقَ الرَّصيفِ ، كَأَنّي غُبارٌ تَناثَرتُ فَوقَ الشَّواطِئِ ، مِثلَ الرِّمالِ.. فَعُدتُ إِلى الحُلمِ أَجْمَعُ نَفسي.. أُلملِمُ ذِكرى غَدَتْ زَمَناً ماضِياً أَو غَدَتْ وَطَناً ماضِياً.. وَأُلملِمُ أَوراقَ شِعري وَأَكتُبُ فَوقَ جِدارِ الزَّمانِ : (( هُنا قَد وُلِدتُ ، وَسَوفَ أَموتُ وَأُبعَثُ حَيَّا )) - 3 - إِلى أَينَ تَرتحِلينَ ؟ فَإِنَّ تُرابَكِ يَسري بِأَورِدَتي كَدَمي وَإِنَّ حُروفَكِ.. صارتْ قَصائِدَ ثائِرَةً في فَمي إِلى أَينَ فاتِنَتي القُدسَ تَرتَحلينَ ؟ فَإِن بَهاءَكِ يُفدى بِأَرواحِنا وَالدَّمِ - 4 - عَلى أَرضِنا يا حَبيبةَ قَلبي كَتَبنا الملاحِمَ حَرفاً فَحَرفاً.. كَتَبنا الأَساطِيرَ سَطْراً فَسَطْرا عَلى أَرضِنا يا حَبيبةَ عُمْري.. كَتبنا الحُروبَ ، كَتبنا المَعارِكَ شِعراً وَنَثرا وَأَشياءَ أُخرى.. وَكانَتْ دِماءُ الأَعادي مِنَ العابِرينَ.. مِداداً وَحِبْرا وَكانَت جُسومُ الرِّجالِ الذينَ.. رَوُوا أَرضَنا بِالعَبيرِ.. إِلى القُدسِ جِسرا - 5 - مِنَ الأَرضِ نَخرجُ نادي ( عَناةْ ) وَقولي لِشَمسِ الشُّموسِ : بَأَنَّا عَلى قَيدِ هذي الحَياةْ وَقُولي لَها : إِنَّ ( بَعْلاً ) عَلى قَيدِ هَذي الحَياةِ كَذلِكَ.. نادي وَقولي لَها : إِنَّ ( بَعلاً ) سَيَرجِعُ.. مِنْ باطِنِ الأَرضِ يُولَدُ.. يا ( بَعلُ ) إِنَّا نُجَدِّدُ ( بَعلاً ) ، فَعُدْ ( لِعَناةْ ) وَدَعْ باطِنَ الأَرضِ وَاخرُجْ ، بِباقَةِ وَردٍ مِنَ الزَّنبقاتْ مِنَ الأَرضِ نَخرجُ وَردَاً.. لِكَي تَبدَأَ الأُمْنِياتْ مِنَ الأَرضِ نَخرجُ لَحناً.. لِكَي تَبدَأَ الأُغنياتْ وَنَمضي وَنَعشَقُ بَينَ كُرومِ ( الخَليلِ ) وَبَينَ كُرومِ ( الجَليلِ ).. وَنَصنَعُ خُبزاً وَنَملأُ جَرَّاتِنا بِالنَبيذِ.. وَنَركُضُ بَينَ حُقولِ ( يَبوسَ ).. وَبَينَ حُقولِ ( شَكيمَ ).. وَنَحتَفِلُ اليومَ بَينَ الأَيائِلِ وَالقُبَّراتْ بِعِيدِ الشَّعيرِ ، وَعِيدِ الحَصادِ ، وَعِيدِ الكُرومِ وَنَدفِنُ ( مَوتَ ) وَ( يَمَّ ) بِقَبرِ السُّباتْ مِنَ البَحرِ نَبدَأُ حُلمَ الرُّجوعِ.. لِكَي نَجْعلَ الرِّيحَ – حينَ نَعودُ – كَمَا نَشتَهي وَنُريدُ.. وَيَبتَدِئَ الكَونُ مِنَّا.. وَتَبدَأَ فينا الحَياةْ.. وَنُرجِعَ ما كان في الأَرضِ مِنْ ذِكْرَياتْ. |
الغامِضُ الواضِحُ يُغضي عَلى جِراحِهِ.. يُغْضي عَلى أَحزانِهِ.. يُغْضي عَلى بُركانِهِ الجَمرُ في وَريدِهِ.. وَالنَّارُ في شَريانِهِ زَمانُهُ يَحبو عَلى مَكانِهِ مَكانُه يَصبو إِلى زَمانِهِ يَعيشُ أَوْ يَموتُ كَالزَّيتونِ واقِفاً.. أَتَعرفونَ مَنْ ؟؟ يَبكي بِلا دُموعْ.. يَموتُ أَو يَذوبُ أو يَجوعْ وَيَرفُضُ الرُّكوعْ.. يَحمِلُ جَمرَ الحُزنِ في الضُّلوعْ وَيَرفُضُ الخُنوعْ.. يَصرُخُ في الأَعداءِ : لا وَلَمْ وَلَنْ.. يَكْرهُ أَن يَقولَها : نَعمْ أَتعرِفونَ مَنْ ؟؟؟ يَمشي عَلى الحُطامْ لكِن إِلى الأَمامْ يَخافُهُ الموتُ البَطيءُ وَالزُّؤامْ يُحَطِّمُ الأَصنامْ.. وَيُوقِظُ الأَحلامْ وَينْحني أَمامَ كِبريائِهِ الوَثَنْ يا سيِّداتي سادَتي أَتعرفونَ مَنْ ؟؟ |
الساعة الآن 05:53 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |