![]() |
بين عمر بن أبي ربيعة ومرأة في الحج
أورد ابن الجوزي في كتابه أخبار النساء هذه الواقعة في الطواف وفيها الكثير من الدلالات والعبر بينما ابن أبي ربيعة في الطّواف، إذ رأى جاريةً من أهل البصرة، فأعجبته، فدنا منها، فكلّمها، فلم تلتفت إليه. فلمّا كان في الليلة الثّانية عاودها، فقالت له: إليك عنّي أيّها الرّجل فإنّك في موضعٍ عظيم الحرمة! وألحّ عليها وشغلها عن الطّواف، فأتت زوجها، فقالت له: تعال معي فأرني المناسك. فأقبلت وهو معها وعمر جالسٌ على طريقها فلمّا رأى الرّجل معها عدل عنها فقالت: تعدو الذئاب على من لا كلاب له ... وتتّقي مربض المستأسد الحامي فحدّث المنصور هذا الحديث، فقال: وددت أنّه لم تبق فتاةٌ من قريش في خدرها إلاّ سمعت الحديث. |
دعوة لأم
دعا أعرابي بمكة لأمه فقيل له: ما بال أبيك قال: ذاك رجل يحتال لنفسه كأن أمه أرضعتك حضر أعرابي إلى مائدة بعض الخلفاء ، فقدم جدي مشوي، فجعل الأعرابي يسرع في أكله منه. فقال له الخليفة : أراك تأكله بتشفي كأن أمه نطحتك ! فقال : أراك تشفق عليه كأن أمه أرضعتك ! قراءة القرآن على صياح الديك حكى السيوطي في ( البغية ) أن أبا حاتم السجستاني دخل بغداد فسُئل عن قوله تعالى: { قـُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ } ، ما يقال منه للواحد ؟ فقال: قِ ، فقال: فالاثنين ؟ فقال: قيا. قال : فالجمع ؟ قال: قوا، قال: فاجمع لي الثلاثة، قال: قِ ، قيا ، قوا . قال وفي ناحية المسجد رجل جالس معه قماش ، فقال لواحد: احتفظ بثيابي حتى أجيء ، ومضى إلى صاحب الشُّرطة ، وقال: إني ظفرت بقومٍ زنادقة يقرؤون القرآن على صياح الديك. فما شعرنا حتى هجم علينا الأعوان والشُّرطة فأخذونا وأحضرونا مجلس صاحب الشُّرْطة، فسألنا فتقدمت إليه وأعلمته بالخبر وقد اجتمع خلق من خلق الله، ينظرون ما يكون، فعنَّفني وقال: مثلك يطلق لسانه عند العامة بمثل هذا ! وعمَد إلى أصحابي فضربهم عشرة عشرة، وقال: لا تعودوا إلى مثل هذا، فعاد أبو حاتم إلى البصرة سريعاً، ولم يُقِمْ ببغداد ولم يأخذ عنه أهلها. |
في الأسماء الستة
هناك ثلاث لغات في ( أب ـ أخ ـ حم ) . الأولى : وهي أشهرها وذلك أن تكون بالواو رفعا وبالألف نصبا وبالياء جرا نحو : قال أبوك ـ رأيت أباك ـ مررت بأبيك الثانية : تكون بالألف مطلقا وهي لغة بني الحارث وخثعم وزبيد نحو : إن أباها وأبا أباها *** قد بلغا في المجد غايتاها الثالثة : لغة النقص وهي أقل شيوعا من السابقتين وذلك بحذف الواو والألف والياء والإعراب بالحركات الظاهرة على الباء والخاء والميم نحو : هذا أبُه ـ أخـُه ـ حمـُها رأيت أبـَه ـ أخـَه ـ حمهـَا مررت بأبـِه ـ بأخـِه ـ بحمـِها . قال الشاعر : بأبـِه اقتدى عدي في الكرم *** ومن يشابه أبـَه فما ظلم |
استنوق الجمل
أصله أن طرفة بن العبد كان بحضرة بعض الملوك والمتلمـِّس ينشد شعرا وفيه : وقد أتناسى الهم عند احتضاره *** بناج ٍ عليه الصيعرية مُـكدَم فقال ( بناج ٍ ) يعني فحلا و( الصيعرية ) سمة في عنق الناقة لا للفحول . فقال طرفة : (( استنوق الجمل )) أي جعله كالناقة في دلِّها فضحك الناس وسارت مثلا . يضرب للرجل المخلـِّط في كلامه لا فض َّ فوك أي لا نثرت أسنانك ولا كسرت... والتعبير يقال في الدعاء لمن تكلم فأجاد . روي أن النابغة الجعدي لما أنشد النبي صلى الله عليه وسلم قصيدته الرائية وانتهى إلى قوله : بلغنا السما مجدا وفخرا وسؤددا *** وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا قال له : إلى أين يا أبا ليلى ؟ فقال : إلى الجنة يا رسول الله فقال له : لا يفضض الله فاك . قالوا : وإنما يريدون بالفم الأسنان تسمية للشيء باسم محله من باب المجاز . الحجاج وأعرابي قال : ' الحجاج ' لأعرابي كان يأكل بسرعة على مائدته : ارفق بنفسك فقال له الأعرابي : وأنت ... اخفض من بصرك |
نقد
سئل حافظ إبراهيم عن رأيه في شعر أحد أدعياء الأدب فأجابه : إن شعره يجب أن ينسى عن ظهر قلب ! بلاغة صبيّ أورد الأصمعي أنه ذات مرة كان يتجول في أحياء العرب ، فسمع غلاما ً يصيح ، وهو يحاول منع قربة ماءٍ من السقوط عن ظهر الفرس : يا أبتِ أدرك فاها ، لقد غلبني فوها ، لا طاقة لي بفيها من أدب الصّديق رضي الله عنه رأى أبو بكر رضي الله عنه رجلاً بيده ثوب فقال: هو للبيع? فقال: لا أصلحك الله!. فقال رضي الله عنه: هلا قلت: لا وأصلحك، لئلا يشتبه الدعاء لي بالدعاء علي? |
فن الخطابة
خطبة لخالد بن عبد الله القسريّ صَعِد المِنْبر يوم جُمعة وهو والي مكّة فذكر الحجّاج فأحمد طاعته وأثنى عليه خيراً. فلمّا كان في الجمعة الثانية وَرد عليه كتابُ سُليمان بن عبد الملك يأمره فيه بشَتْم الحجّاج وذِكْر عيوبه وإظهار البَراءة منه. فَصعد المِنْبر فَحَمد اللّه وأثنى عليه ثمِ قال? إن إبليس كان مَلَكاً من الملائكة، وكان يُظهر من طاعةِ اللّه ما كانت الملائكة ترى له به فَضْلاً، وكان اللهّ قد عَلِم من غِشّه وخًبثه ما خَفِي على ملائكته فلمّا أَراد الله فضيحته ابتلاه بالسًّجود لآدم، فظهر لهم ما كان يخفيه عنهم، فَلعنوه? وإنّ الحجّاج كان يُظهر من طاعة أمير المًؤمنينِ ما كُنا نرى له به فَضْلاً، وكان اللّه قد أَطْلع أميرَ المُؤمنين من غِشّه وخُبثه على مَا خفِي عنَا، فلمّا أراد فَضيحته أَجرى ذلك على يد أَمير المُؤمنين، فالعنوه، لَعنه الله |
الغنيمة الباردة
قال سفيان : دخل إليّ جعفرُ بنُ محمدِ بنِ عليِّ بنِ الحسينِ بنِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ - رضي الله عنهم - فقال : يا سفيان ، أعلمتَ أني فكرت في المعروف ، فرأيت أنه لا يتم إلا بثلاث ؟ فقلت : ما هّن بأبي أنت وأمي ؟ قال: تعجيله وستره وتصغيره، فإنك إذا عجلته هنأته ، وإذا سترته أتممته ، وإذا صغرته عظمته. وإذا أنت مطلته ، وسوفته ، وكدرته نقصته وأفسدته . ثم أنشأ يقول متمثلا : يرّبُّ معروفَه ويحفظُه ... وإنما العُرْفُ بالربَابَاتِ فقلت: هذه - والله - الغنيمة الباردة من غير تكلفِ ارتحالٍ ولا مشقة تسيار) . أخبار أبي القاسم الزجاجي |
حلم معن بن زائدة
من القصص اللطيفة التي ترويها كتب التراث .. معن بن زائدة الأمير والشاعر معن بن زائدة اشتهر بحلمه وحكمته. ولما تولّى الإمارة دخل عليه أعرابي بلا استئذان من بين الذين قدموا لتهنئته وقال بين يدي معن: أتذكر إذ لحافك جلد شاةٍ *** وإذ نعلاك من جلد البعير ِ فأجاب معن: نعم أذكر ذلك ولا أنساه ... فقال الأعرابي: فسبحان الذي أعطاك مُلكاً *** وعلّمك الجلوس على السرير ِ قال معن: سبحانه على كل حال وذاك بحمد الله لا بحمدك .. فقال الأعرابي: فلستُ مُسَلّماً إن عِشتُ دهراً *** على معن ٍ بتسليم الأمير ِ قال: السلام سنة تأتي بها كيف شئت .. فقال: أميرٌ يأكلُ الفولاذ سِـرّاً *** ويُطعم ضيفه خبز الشعير ِ قال: الزاد زادنا نأكل ما نشاء ونـُطعم من نشاء .. فقال الأعرابي: سأرحلُ عن بلادٍ أنتَ فيها *** ولو جارَ الزمانُ على الفقير ِ قال معن: إن جاورتنا فمرحباً بك وإن رحلت عنّا فمصحوب بالسلامة ... قال: فجد لي يا ابن ناقصة بشيءٍ *** فإني قد عزمتُ على المسير ِ قال: أعطوه ألفَ درهم ...... فقال: قليل ما أتيت به وإني *** لأطمع منك بالمال الكثير ِ قال: أعطوه ألفاً آخر. فأخذ الأعرابي يمدحه بأربعة أبيات بعد ذلك وفي كل بيت مدح يقوله يعطيه من حوالي الأمير معن ألفاً من عندهم، فلما انتهى تقدم الأعرابي يقبل رأس معن بن زائدة وقال: ما جئتك والله إلا مختبراً حلمك لما اشتهر عنك، فألفيت فيك من الحلم ما لو قسّم على أهل الأرض لكفاهم جميعاً فقال: سألت الله أن يبقيك ذخراً *** فما لك في البرية من نظير ِ قال معن: (( أعطيناه على هجونا ألفين فأعطوه على مديحنا أربعة )) |
نصائح أعرابي لهشام بن عبد الملك
دخل رجل على هشام ، فقال : يا أمير المؤمنين ، احفظْ عني أربعَ كلماتٍ فيهن صلاح ملكك واستقامة رعيتك . فقال هاتهن . فقال : لا تَعِدَنَّ عِدَةً لا تثقُ من نفسك بإنجازها . قال : هذه واحدة ، فهات الثانية . قال : لا يغرنَّكَ المرتقى ، وإن كان سهلاً إذا كان المنحدر وعراً . قال : هات الثالثة . قال : إن للأعمال جزاءً فاتقِ العواقبَ . قال : هات الرابعة . قال : واعلمْ أن للأمور بغتاتٍ ؛ فكنْ على حذر |
شيطان
قال رجل ٌ لأبي العيناء : أشتهي أرى الشيطان ، فقال له : انظر في المرآة |
الساعة الآن 07:06 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |