منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   واحة الأدب والشعر العربي (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=199)
-   -   شعراء من فلسطين (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=26512)

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 04:04 AM

بلادي
دموع العين اسكبها
إذا عطشت، واسقيها
دماء القلب أنزفها
سمادا في أراضيها
لتبقى خصبة خضراء
لئلا تبتلى بالقحط والمحل
وأشجار بها شماء
لتبقى صلبة السيقان والأصل
لئلا تنحني للريح أو تكسر
لئلا ترتضي بالذل أو تقهر
بلادي،
أمي الأخرى
وحب بلادي الأكبر

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 04:04 AM

خواطر الميلاد
1- تحية لبيت لحم :
وافى من الشرق القصي ليسجدوا
للطفل في المهد الوديع مجوس
قالوا قدمنا إذ علمنا أن في
هذي الديار سيولد القدوس
في مهد فقر كل عرش دونه
ميلاد خير ترتجيه نفوس
يا بيت لحم اليوم هبي وافرحي
إذ أنت عن دون البلاد عروس

2- صلاة العيد :
رباه علمنا حياة تواضع
وتسامح ومودة وإخاء
رباه يسر خبزنا وكفافنا
حتى تقينا منّة البخلاء
رباه بارك أرضنا وجهودنا
وأزرع بذور الخير في الأنحاء
واجعل علاقات الشعوب ببعضها
دنيا سلام دائم وصفاء.

3- هدية العيد:
يا إخوتي في الأرض يا كل البشر
أحلى الأماني في حلول العيد
في أمسيات العيد كم يحلو السمر
في شرب كاس أو سماع نشيد
الله أسأل أن تظل حياتكم
أيام سعد في ليالٍ غيدِ
هذي تحياتي لكم وهديتي
ضمنتها شعري وصدق قصيدي.

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 04:04 AM

ذات يوم
ذات يوم كان طفل هاهنا
يلهو وطفلة،
كان كل الكون مزمارا وطبلة
ليس إلا!
كان هذا حين كنا برعمين
عابثين...
كان ليل إذ سهرنا
ذات يوم،
قد غفا السمار لكنا بقينا
ساهرين،
كم سهرنا دونما ندري بأنا قد كبرنا
وغدونا ذات ليل عاشقين؟
ذات يوم كانت الدنيا مساء
والتقينا مثلما اعتدنا اللقاء
غير أنا لم نجد شيئا نقول
عقرب الساعات قد مل الدوار
والثواني مثل أجراس المآثم
هل ترانا قد سئمنا ليل أيام الشتاء
فافترقنا
غير ما كنا التقينا
ذات يوم !

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 04:05 AM

صوت يبحث عن صداه
كان شوكا كل دربي عندما الليل اعتراه
غير أني سرت، لم آبه، ولا أصدرت آه...
رحت أمشي في طريقي رغم أني لا أراه،
ذاك إيمانا بأني بالغ يومًا مداه...
أيُّ ليلٍ دون فجرٍ، دونما صبحٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍِِ تلاه ؟
فارقبوا في الأفق فجري، ربّما لاحت رؤاه
أين أصحابي وقد كانوا معي في مبتداه؟
أين من قالوا: تقدّم، ما لنا درب سواه ؟
هالهم ليلٌ وشوكٌ فانثنوا ، وارِفقتاه...
صرت وحدي حيت زاغ الكل في كل اتجاه،
لم يعد ظلّي رفيقي، ما الذي ظلي طواه ؟
ها أنا أوشكتُ، لكن متعبًا، والجسم واه،
ساعدوني خطوةً للفجر، كي نلقى سناه
لم يعد ليلي رهيبًا، لا ولا عادت دُجاه ،
فاجمعوا أشلاءكم يا إخوتي في مُنتهاه،
واخرجوا نستقبل النورَ الذي اشتقنا بهاه...
هل أنا أسمعتُ قومًا هَمّهُم طعم الحياة
أم ترى أصبحت صوتًا طاف بحثًا عن صداه؟

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 04:05 AM

حكايات جدّي
كان جدّي
مثل حاسوبٍ، وأغزر
يحفظ الأشياء عن غيبٍ
فلا يحتاج دفترْ،
يستقي الأخبار من أوثق مصدرْ
ثم يرويها انسيابًا
ليس يعثرْ،
ينبش التاريخ منْ
أيامه الأولى البعيدة
ليس يقرأ
في كتابٍ أو جريدةْ
فهو لم يذهب لكتّابٍ
ولم يعرفْ قراءةْ
وهو درويشٌ وسيمٌ
بالبساطة والبراءةْ
كان جدّي
يتقن التفصيل بالقول الوجيزْ
كان كلّ الحيّ مشغوفًا
بذيّاكَ العجوزْ
ضارب الأمثال حلاّل الرموزْ
لم أزل أذكر منهمْ
جارنا عبد العزيزْ...
كان هذا يستزيد الجد أكثرْ
وهو يطري هاتفًا :
الله أكبرْ
باشتداد البرد في كانونَ
بعد وقد النار في الكانون
كان الجدّ يجمع الجيران حولهْ
ثم يمضي قائلاً ما شاء قولهْ
يقتفيها من أبي زيدٍ وعنترْ
عَبْرَ هولاكو
وتاتارٍ وبَربَرْ
ذات ليل ٍ
قال: يا عبد العزيزْ
دالت الأتراك قبل الانكليزْ
قل لمن يبكي على أطلال خولةْ:
صال جنكيزخان صولةْ،
لم تدم للظلم دولةْ

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 04:05 AM

ولدي
يسألني ولدي عن كمَدي
والجرح النازف في كبدي
يا ولدي، جُرحي موروثٌ
فاحذر ما يورثُ في بلدي
يسألني ولدي عن بلدي
والعَلَمُ الضائع من أمَدِ
يا ولدي عَلمي لم يَبْرَحْ
منتظرًا حلّي من عقدي
يسألني ولدي عن عقدي
عن تلك ال"تنهش في جسدي"
يا ولدي عقدي أنكرُها
كي تخلوَ أنتَ من العقدِ
يسألني ولدي عن جلدي
عن سرِّ الأمل المتَّقد
يا ولدي أمسي مشتعلٌ
نورًا يهديكَ بفجر غدِ

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 04:06 AM

أتوق
أتوق لبقعة في الأرض يهوى شَمْسَها ظِلّيْ
أتوق لقطرة الظلِّ
قبيل الصبح، عند الفجرِ قد عَلَقَتْ
على أوراق لوزتنا
كبلّور النّقا الحر
أتوق لبئر ساح الدارْ،
أتوق لنقطةٍ من ماءِ تلك البئرِ في الحَرِّ
وقيلولةْ
بظلّ التينةِ الخضراءِ في تمّوز أو في آبْ،
أتوق لشُلّة الأصحابْ،
ولقمة "كبةٍْْ نَيّهْ"
وتبّولة
أتوق لعودة الراعي بأغنامهْ
وأنغامه،
وصوت الناي والموّال بعد العصرْ،
أتوق لشطحة في الوعرْ،
أتوق لعودةٍ في العمرْ
لعودِ الحَرثِ والنوْرَجٍْ
وتل القمحِ في البيدرْ...
أتوقُ لليْلنا المُمْطِرْ
وقرصِ الجمرِ في الأوجاقْ
يعانق ركوةَ القهوةْ
بحَبِّ الهالِ في البَكرَجْ
أتوق لجدّتي تروي
أتوق لكلمة حلوةْ
أتوق ل " قربّت تُفْرَجْ"

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 04:06 AM

الأثقال الخفيفة
حين أمسى موطنُ الإنسان للإنسان غُربهْ
حين أفنى في ظلام اللّيلِ نجمُ القطبِ قطبهْ
أدركَ المظلومُ دربهْ
لم يعد بالموتِ يأبهْ
لقمةٌ في الذُّل صعبَهْ
شوكة الأيام حربَهْ
قد تناسى العاشق الولهانُ في الأحداثِ حبَّهْ
مذ غدا تهليلةٌ للطفلِ صوت البندقيَّة
حين تاهت أمّه في الأرض بحثًا عن هويَّةْ
في المتاهات العتيّةْ
وغدا الجاني ضحيّة
في مفاهيم البريةْ
صارت النيران تُصلي في حروف الأبجديةْ
حين يغدو البطش والتنكيل من صلب الوظيفة
والبطولات الشريفة
حين يأبى حاكم إطعام محكوم رغيفه
تصبح الأشعار أشباحا مخيفة
تصبح الكلمات أقوى من قذيفة
تصبح الأثقال أحمالا خفيفة

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 04:07 AM

الشاعر حسن البحيري
نبذة
من مواليد 1921م في مدينة حيفا .
اضطر إلى ترك حيفا لينضم إلى جموع الفلسطينيين الذين تشردوا في الشتات عام 1948م وكان من بين الذين ذهبوا إلى سوريا .
عقد البحيري صداقات مع الشعراء السوريين والشعراء العرب الآخرين .
أصدر البحيري عدداً من المجموعات الشعرية كرّسها جميعاً للقضية الفلسطينية والتعبير عن الحنين العميق للوطن المضاع ، منها "الأصائل والأسحار" ( 1943) و" أفراح الربيع" ( 1944) و" ابتسام الضحى" ( 1946) و"حيفا في القلب" ( 1973) و" لفلسطين أغني" (1979) و"الأنهار الظماء" ( 1982) و" جنة الورد" ( 1989) .
منح البحيري عام 1990 وسام القدس تقديراً لإنجازه الأدبي .

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 04:07 AM

الـداء والـدواء
على هامش وعد "بلفـور"..
الدهر بالحــدثان شـدا ومضى وصـار الأمر جداً
واربد وجه العيش في زمن على الجـور استبـدا
وتصارعت هوج الريـاح فراعــت الأطواد هـدا
وتراكم الغيـم الحبـي على عبــوس الأفق ســدا
وتلفــت الثقــلان في عكر الدجــى للنور نشدا
وانصاع بعد الليـل نور من مسيل الجــر فدا
وعلت تباشير الصبــاح فبــدت الظلمــاء بدا
والعيش بدله الجديــدان المطــارف فاستجدا
والكون زلزل والحيـاة تطاحنت عكســاً وطردا
وأراكمو في غفوة السكرات ما زلــتم عبــدي
لا تملكون سوى الكــلام يساء في الحفــلات سردا
فثريكم في غمرة اللـذات يمضــي العيـش رغدا
ما همه الوطن المبيـــع ولا شجــاه الأمــر ندا
فإذا دعته اللذة الهوجــاء فاض لهــا وأنــدى
فإذا دعا الوطن الجــريح حمــةً أعــطى فأكدى
وإذا دعــــــته اللذة الهوجــاء فاض لها وأندى
وخطيبكم كالديـــك في فلق الصبــاح إذا تبدى
متســـنم عود المنابر كي يفـــوق علـيه ندا
شفتاه تصطرعــــان بالأقوال فهو يسـوق عردا
وضميره مــيت فليس يهزه شعـــب تـــردى
يا من جعلتم خــــادع الأقوال للتصفيـق قصدا
وغفـلتمو لاهيــن عن هول يحيـق بكم وشدى
هاكم عداكم في حمــاكم شمروا ومضــوا ألـدا
شبانهم تمشي بسيــف فنائكم وتصــول جندا
وشيوخهم تبدي الحــجا وتكن في الأطـواء حقدا
بعتم لهم إرث الجــدود وما رعيتــم فيه عهدا
عهداً دم الشهــداء مار على صحيفــة مـردا
ويل لكم.. أبأرضـــكم تتوثب الأعـــداء شدا
وعيونكم – عشيت – قصارهــا بفيـض الدمـع تندى
*****
يا أيها الباكون يجرون الدموع جـــوىً وسهداً
رفداً من الجفنين يستتلي على الخديــن رفـدا
ما نال ذو حق هوى بالدمع يغـرق منه خدا
فالحق يؤخذ بالصفاح تؤدهــا الأبطال أدا
والمجد يبنيه القوي وما بنى ذو الضعـف مجدا
يا من جهرتم بالكلام فأز في الأفــــواه رعدا
لا يمحي جرح العروبة مــن فؤادٍ كاد يردى
بالقول نمقه اللســان فسـال للأسماع شهدا
أو بالمنى رفـت على سنة يراح بها ويغدى
أو بالتشكي من صروفٍ سيرت نحساً وسعـدا
جرح العروبة طـبه عمل من العلم استمـدا
وحصين خلق لا تروعه المفــاسد أن يبدا
والعلم نبــراس الألى نهدوا إلى العلياء نهدا
والخلق أس الصـرح يعمده بناة المجد عمدا
*****
أين الذي أعددتمــوه لتنقذوا الوطــن المفدى
الشعب يثقله الضنـى وينوء بالأغــلال جهدا
والفـقر يغمـره بما يُبكي فؤاد الصخر وجدا
والجهل يلبسـه من الآلام والأسقــام بردا
واليأس دون مـناة في سُبُل الحيــاة يقوم سدا
أين الملاجئ تسعـدون بها الألى حرموه جــدا
أين المصـانع تلبسون حديدهــا حلقاً وسردا
أين الفيالق تصرعــون ببأســها الخصم الألدا
أو ما أتاكــم قول ذي الصمصامــة البتار حدا:
" كل امرئ يجري إلى يوم الهياج بما استـعدا"
إن شئتمو سبل الحيـاة تنمــروا شيباً ومردا
فهي الصلال تألبــت وتقلبـــت ناباً وجلدا
لا تخدعنكم السياســة تجعل الأشــواك ورداً
كي تركنوا لمنى سراب لاح للصاديــن بـردا
فلرب شهد في كؤوس رضابــها بالسـم مدا
*****
قومي: أجــدوا فاز مشتمل ردا صبر أجدا
واستعذبوا ورد الردى يا طيبــة بالعز وردا
جدوا وشدوا واستبدوا مات شعــب ما استبدا
وتدرعوهــا مــرةً قدت من الأفنــاد قدا
وتساندوا وتعاضــدوا وتكاتفــوا قلباً و زندا
وامضوا بعزمٍ صــادق يأتج كالنيــران وقدا
وابنوا صروح المجد في غاب العلا واحموه أسدا
واسترجعوا ما ضـاع من أوطانكم غوراً ونجدا
أولا فإن المـوت مـن عيش الونى أهدى وأجدى
والعبد يرضيه الهـوان ولا يبـالي أن يصـدا
والحر يأبى أن يضام ولا يطيق العيش عبدا!!


الساعة الآن 02:45 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى