![]() |
سيبويه في أدب طالب العلم مع أستاذه، وفي عزم المسلم الصادق في تحصيل ما ينفعه قال سيبويه: (لا جرم، سأطلب علمًا لا تُلَحِّنيَّ فيه (لا تُخَطِّئني فيه). مقولة قالها سيبويه لأستاذه حماد بن سلمة مفتي البصرة، فقد كان يعقد حلقة للعلم، وكان سيبويه تلميذه، وكان حريصًا كل الحرص على حضورها، وذات مرة جلس حماد يلقي درسًا من دروسه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس من أصحابي إلا من لو شئت لأخذت عليه ليس أبا الدرداء) فظن سيبويه أن شيخه قد أخطأ في عبارة: (ليس أبا الدرداء) فقام من مكانه ليصححها له،وقال: (ليس أبو الدرداء) لأنه اعتقد أن كلمة (أبا) اسم ليس التي ترفع المبتدأ وتنصب الخبر فابتسم الشيخ في وجه الفتى الصغير وقال: لحنتَ وأخطأتَ يا سيبويه، ليس هذا حيث ذهبتَ، إنما ليس ها هنا استثناء، فقال سيبويه بأدب لأستاذه قولته السابقة: لا جرم سأطلب علمًا لا تُلَحِّني فيه. ومنذ ذلك الحين بدأ الفتى الصغير رحلة الاجتهاد والجد، لتحصيل علوم اللغة العربية وخاصة علم النحو، ولد أمير النحاة (عمرو بن عثمان بن قنبر) أبو بِشْر، المعروف بـ(سيبويه) في (البيضاء) إحدى قرى (شيراز) ببلاد فارس عام 148هـ، وكان نظيفًا كل من يلقاه يشم منه رائحة طيبة؛ وكانت أمه تناديه منذ صغره بـ(سيبويه) وهي كلمة فارسية تعني: رائحة التفاح، وذلك لطيب رائحة التفاح. رحل سيبويه إلى البصرة، فنشأ بها، وكانت لديه رغبة شديدة في تحصيل العلم؛ فبدأ يتعلم الحديث والفقه ولازم الفقهاء وأهل الحديث، ثم أخذ يتلقى العلم على أيدي العلماء، فتعلم على يد (حماد ابن سلمة) مفتي البصرة وأحد علماء عصره، كما تعلم على يد (الأخفش الأكبر) وهو من أئمة اللغة والنحو، فأخذ عنه سيبوبه اللغة وشيئًا من النحو، أما (الخليل بن أحمد) فقد كان المعلم الأكبر لسيبويه، حتى إنه دخل على الخليل ذات مرة، فقال له: مرحبًا بزائر لا يُمل، وكان يحب سيبويه كثيرًا ويفسح له صدره. ظل سيبويه على هذه الحال حتى أصبح معلمًا، وأصبح له تلاميذ يلتفون حوله ويأخذون منه، ويكتبون عنه، وكان من تلاميذه (أبو الحسن الأخفش) وقد ألف سيبويه كتابًا عظيمًا في علم النحو سماه (الكتاب) جمع فيه كل ما سمعه من أستاذه (الخليل بن أحمد) وغيره من العلماء في هذا العلم، واشتهر بعده بـ (كتاب سيبويه) الذي يعده العلماء دستورًا لعلم النحو وقانونًا لقواعده، ومن شدة اعتزاز الفَرَّاء -وهو أحد كبار علماء النحو- بهذا الكتاب أن الناس وجدوا عند موته وتحت وسادته (كتاب سيبويه)!! وقد أفاد سيبويه الكثيرين بعلمه، حتى وصل علمه إلى عامة الناس الذين أخذوا عنه، وتعلموا منه الفصاحة.. يحكي أن رجلاً قال لسماك (يبيع السمك) بالبصرة: بكم هذه السمكة؟ قال: بدرهمان.. فضحك الرجل مستهزئًا من السماك لأنه رفع المجرور. فقال السماك: ويلك أنت أحمق، لقد سمعت سيبويه يقول: ثمنها درهمان!! وقد أصيب سيبويه بمرض قبل وفاته، وفي أثناء مرضه، وجده أخوه -يومًا- متعبًا قد اشتد عليه المرض، فبكى وتساقطت دموعه على وجه سيبويه، فرآه سيبويه فأنشد يقول: يَسُرُّ الفَتَى مَا كَانَ قَدَّمَ مِنْ تُقَى إِذَا عَرَفَ الدَّاءَ الذي هُوَ قَاتِلُهْ وعند مماته أخذ ينصح أصحابه ومن حوله قائلاً: يُؤمِّــــل دُنْيَا لِتَبْقَى لَـــــهُ فَمَات المؤَمِّلُ قَبْلَ الأَمَــلْ حَثِيثًا يُرَوِّي أُصُولَ النَّخِيلِ فَعَاشَ الفَسِيلُ وَمَاتَ الرَّجُلْ ومات سيبويه سنة 180هـ بعد أن ترك ثروة كبيرة من العلم، لينتفع بها الناس في كل زمان ومكان. |
مي زيادة (1886 - 1941)
كانت شاعرة وأديبة فلسطينية، ولدت في الناصرة عام 1886، اسمها الأصلي كان ماري إلياس زيادة، واختارت لنفسها اسم مي فيما بعد. كانت تتقن ست لغات ومنها الفرنسية و الألمانية و الإنجليزية والايطالية ، وكان لها ديوان باللغة الفرنسية. ولدت ماري زيادة (التي عرفت باسم ميّ) في مدينة الناصرة بفلسطين عام 1886 [1]. ابنةً وحيدةً لأب من لبنان وأم فلسطينية أرثوذكسية. تلقت الطفلة دراستها الابتدائية في الناصرة, والثانوية في عينطورة بلبنان. وفي العام 1907, انتقلت ميّ مع أسرتها للإقامة في القاهرة. وهناك, عملت بتدريس اللغتين الفرنسية والإنكليزية, وتابعت دراستها للألمانية والإسبانية والإيطالية. وفي الوقت ذاته, عكفت على إتقان اللغة العربية وتجويد التعبير بها. وفيما بعد, تابعت ميّ دراسات في الأدب العربي والتاريخ الإسلامي والفلسفة في جامعة القاهرة. وفى القاهرة, خالطت ميّ الكتاب والصحفيين, وأخذ نجمها يتألق كاتبة مقال اجتماعي وأدبي ونقدي, وباحثة وخطيبة. وأسست ميّ ندوة أسبوعية عرفت باسم (ندوة الثلاثاء), جمعت فيها - لعشرين عامًا - صفوة من كتاب العصر وشعرائه, كان من أبرزهم: أحمد لطفي السيد, مصطفى عبدالرازق, عباس العقاد, طه حسين, شبلي شميل, يعقوب صروف, أنطون الجميل, مصطفى صادق الرافعي, خليل مطران, إسماعيل صبري, وأحمد شوقي. وقد أحبّ أغلب هؤلاء الأعلام ميّ حبًّا روحيًّا ألهم بعضهم روائع من كتاباته. أما قلب ميّ زيادة, فقد ظل مأخوذًا طوال حياتها بـجبران خليل جبران وحده, رغم أنهما لم يلتقيا ولو لمرة واحدة. ودامت المراسلات بينهما لعشرين عامًا: من 1911 وحتى وفاة جبران بنيويورك عام 1931. نشرت ميّ مقالات وأبحاثا في كبريات الصحف والمجلات المصرية, مثل: (المقطم), (الأهرام), (الزهور), (المحروسة), (الهلال), و(المقتطف). أما الكتب, فقد كان باكورة إنتاجها العام 1911 ديوان شعر كتبته باللغة الفرنسية وأول أعمالها بالفرنسية اسمها أزاهير حلم ظهرت عام 1911 وكانت توقع باسم ايزس كوبيا, ثم صدرت لها ثلاث روايات نقلتها إلى العربية من اللغات الألمانية والفرنسية والإنكليزية. وفيما بعد صدر لها: (باحثة البادية) (1920), (كلمات وإشارات) (1922), (المساواة) (1923), (ظلمات وأشعة) (1923), (بين الجزر والمد) (1924), و(الصحائف) (1924). وفى أعقاب رحيل والديها ووفاة جبران تعرضت ميّ زيادة لمحنة عام 1938, إذ حيكت ضدها مؤامرة دنيئة, وأوقعت إحدى المحاكم عليها الحجْر, وأودعت مصحة الأمراض العقلية ببيروت. وهبّ المفكر اللبناني أمين الريحاني وشخصيات عربية كبيرة إلى إنقاذها, ورفع الحجْر عنها. وعادت ميّ إلى مصر لتتوفّى بالقاهرة في 17 تشرين أول(أكتوبر) 1941. أتمت دروسها في لبنان ثم هاجرت مع أبيها إلى القاهرة. نشرت مقالات أدبية ونقدية واجتماعية منذ صباها فلفتت الأنظار إليها. كانت تعقد مجلسها الأدبي كل يوم ثلاثاء من كل أسبوع وقد امتازت بسعة الأفق ودقة الشعور وجمال اللغة.توفيت عام 1941 م في مصر. ربما قليلون فقط يعرفون أن مي زيادة عانت الكثير وقضت بعض الوقت في مستشفى للأمراض النفسية وذلك بعد وفاة جبران فأرسلها أصحابها بإرسالها إلى لبنان حيث يسكن ذووها فأساؤوا إليها وأدخلوها إلى مستشفى الأمراض العقلية مدة تسعة أشهر وحجروا عليها فإحتجت الصحف اللبنانية وبعض الشرفاء من الكتاب والصحفيين يحتجون بعنف على السلوك السيء من قبل ذويها تجاه مي فنقلت إلى مستشفى خاص في بيروت ثم خرجت إلى بيت مستأجر حتى عادت لها عافيتهاو أقامت عند الأديب أمين الريحاني عدة أشهر ثم عادت إلى مصر وبذلك يمكن القول مع الاستاذة نوال مصطفى أن :الفصل الأخير في حياة مي كان حافلاً بالمواجع والمفاجآت! فصل بدأ بفقد الأحباب واحدًا تلو الآخر.. والدها عام 1929. جبران عام 1931. ثم والدتها عام 1932. وعاشت مي صقيع الوحدة.. وبرودة هذا الفراغ الهائل الذي تركه لها من كانوا السند الحقيقي لها في الدنيا. وحاولت مي أن تسكب أحزانها على أوراقها وبين كتبها.. فلم يشفها ذلك من آلام الفقد الرهيب لكل أحبابها دفعة واحدة. فسافرت في عام 1932 إلى إنجلترا أملاً في أن تغيير المكان والجو الذي تعيش فيه ربما يخفف قليلاً من آلامها.. لكن حتى السفر لم يكن الدواء.. فقد عادت إلى مصر ثم سافرت مرة ثانية إلى إيطاليا لتتابع محاضرات في جامعة بروجية عن آثار اللغة الإيطالية.. ثم عادت إلى مصر.. وبعدها بقليل سافرت مرة أخرى إلى روما ثم عادت إلى مصر حيث استسلمت لأحزانها.. ورفعت الراية البيضاء لتعلن أنها في حالة نفسية صعبة.. وأنها في حاجة إلى من يقف جانبها ويسندها حتى تتماسك من جديد. |
مشكورة على هذه المعلومات القيمة التي يستفيد منها الجميع .
بورك عطاؤك . |
السيرة الذاتية لـ الشيخ محمد بن عثيمين عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية (1347 ـ 1421هـ) http://www.ashefaa.com/a3lam/shekh/a3lam-ashefaa-8.jpg أولاً: بيانات عامة .اسم العائلة: ابن عثيمين. .الاسم: محمد بن صالح بن محمد بن عثيمين الوهيبي التميمي. .تاريخ ومحل الميلاد: 27 رمضان 1347هـ، في مدينة عنيزة، بالقصيم. .الجنسـية: سعودي. .الحالة الاجتماعية: متزوج، عدد البنين: (5). عدد البنات: (3). .تاريخ وفاته: 15 شوال 1421هـ. ثانياً: دراسته وشيوخه قرأ الشيخ ابن عثيمين القرآن على يد جده لأمه، الشيخ عبد الرحمن السليمان الدامغ، فحفظه، ثم اتجه إلى طلب العلم، فتعلم الخط والحساب وبعض فنون الأدب. وكان الشيخ عبد الرحمن السعدي قد أقام اثنين من طلبة العلم عنده ليدرسا للطلبة الصغار؛ أحدهما، الشيخ علي الصالحي، والثاني، الشيخ محمد بن عبد العزيز المطوع. فقرأ عليه مختصر العقيدة الواسطية للشيخ عبد الرحمن السعدي ومنهاج السالكين في الفقه للشيخ عبد الرحمن كذلك، والأجرومية والألفية. كما قرأ على الشيخ عبد الرحمن بن علي بن عودان في الفرائض، وعلى الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي، الذي يعد شيخه الأول، إذ لازمه وقرأ عليه التوحيد والتفسير والحديث والفقه وأصول الفقه والفرائض ومصطلح الحديث والنحو والصرف. وقرأ على الشيخ الراحل عبد العزيز بن باز شيخه الثاني. ولما فُتحت المعاهد العلمية، في الرياض، التحق بها عام 1372هـ. وبعد سنتين تخرج وعُيِّن مدرساً في معهد عنيزة العلمي، مع مواصلة الدراسة، انتساباً، في كلية الشريعة، ومواصلة طلب العلم، على يد الشيخ عبد الرحمن السعدي. ثالثاً: مسيرته العلمية ومؤلفاته في عام 1371هـ، جلس ابن عثيمين للتدريس في الجامع الكبير بعنيزة. ولما تُوفي الشيخ عبد الرحمن السعدي تولى الشيخ ابن عثيمين إمامة الجامع، والتدريس في مكتبتها الوطنية، إضافة إلى التدريس في المعهد العلمي. ثم انتقل إلى التدريس في كليتي الشريعة وأصول الدين، بفرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالقصيم، إضافة إلى عضوية هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية. وللشيخ نشاط كبير في الدعوة إلى الله، وتبصير الدعاة في كل مكان، وقد اشتهر بالتقشف والتواضع وكان منزله في عنيزة بسيطاً، كما كان زاهداً في حياته، إلى درجة كبيرة. وقد ترك ابن عثيمين ثروة علمية هائلة، ما بين شروحات كتب ورسائل علمية وأشرطة سمعية، من أبرزها: تلخيص كتاب "الحموية"، وهو أول كتاب، يُطبع له في 8 ذي القعدة 1380هـ؛ وتفسير آيات الأحكام؛ ومصطلح الحديث والوصول في علم الأصول؛ ورسالة في الوضوء والغسل والصلاة؛ ورسالة في كفر تارك الصلاة؛ ومجالس رمضان؛ والأضحية والزكاة والمنهج لمريد الحج والعمرة؛ وتسهيل الفرائض؛ وشرح لمعة الاعتقاد؛ وشرح الواسطية، وعقيدة أهل السنة والجماعة؛ والقواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى؛ ونيل الأدب من قواعد ابن رجب؛ والضياء اللامع من الخطب الجوامع؛ والفتاوى النسائية وزاد الداعية إلى الله عز وجل، وهي الرسالة الأولى من سلسلة أُطلق عليها العقد الثمين من محاضرات الشيخ العثيمين. رابعاً: منهجه في التدريس يُعد الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين، من العلماء الربانيين، الذين حباهم الله بالذكاء والفهم والدقة والحرص على التحصيل، والهمة العالية، إضافة إلى الزهد والورع، وهما صفتان نبيلتان اتصف بهما الأنبياء والتزم بهما العلماء الذين جعلوا من منهج الأنبياء صورة حية يعيشونها ويطبقونها في واقع حياتهم. وما الشيخ ـ رحمه الله ـ إلا صورة من هؤلاء. وقد أخذ الشيخ ـ رحمه الله ـ عن علماء كثيرين، ولا يمكن حصر من تتلمذ على الشيخ، لأنهم ازدحموا في مجلسه، لا سيما في السنوات الأخيرة، بما يزيد على خمسمائة طالب، ويرجع ذلك لعدة عوامل منها: . صدقه رحمه الله وإخلاصه في تعليم العلم، وبذل نفسه في ذلك. . وضوحه في الأداء سواء في ما يرجع إلى اللفظ، أو ما يرجع إلى المعنى، فكان في غاية الوضوح مع قوة الأسلوب، وجزالة العبارة، التي يفهمها عامة الناس، فضلاً عن طلاب العلم. . طريقته الفذة في التدريس. . عدم تعصبه وجموده على مذهب معين، بل كان رحمه الله متبعاً للدليل. . استجابته للدعوات الموجهة إليه لإلقاء المحاضرات. . كثرة الأشرطة العلمية، التي سجلت له، سواء في ما يتعلق بشرح المتون أو إلقاء المحاضرات. أما منهجه العلمي، فكان اتباعه لما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم. فقد كان ـ رحمه الله ـ متجرداً للحق، حيثما ثبت الدليل يمم وجهه إليه، وحيثما وجد الحق فهو ضالته ومطلبه. وكان ـ رحمه الله ـ إذا اخذ بقول، ثم تبين له رجحان غيره من حيث الدليل، رجع عن قوله الأول، ولذلك أمثلة منها: . كان يرى أن الكدرة قبل الحيض لها حكم الحيض إذا وجدت القرائن كأوجاع العادة، ثم رجع عن هذا واعتبر الحيض هو الدم دون ما تقدمه من كدرة ونحوها. . أن دم النفاس لا حد لأكثره، ثم رجع عن ذلك واعتبر حده أربعين يوما. . أن المستحاضة تتوضأ لوقت كل صلاة، ثم رجع عن ذلك وان طهارتها باقية ما لم يتجدد حدث آخر. . استحباب جلسة الاستراحة مطلقا، ثم رجع عن ذلك إلى استحبابها عند الحاجة. وغير ذلك. اتخذ الشيخ رحمه الله منهجا في التدريس، مخالفا للأساليب التي ينتهجها العلماء في وقته، فيأخذ اللفظ الذي يريد شرحه سواء كان من كتاب الله أو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أو من متون أهل العلم فيتعرض لجانبه العقدي والفقهي، واللغوي، والنحوي وغير ذلك من الجوانب، فيظل طول الدرس يشرح مع ضرب الأمثلة والتكرار عند الحاجة وتقسيم المسألة إلى أقسام وصور مما يقرب فهم ذلك للطلبة. اهتم رحمه الله تعالى بطلابه، وحرص على تذليل الصعاب التي تواجههم في مسيرتهم العلمية، وذلك انه خصص للمغتربين منهم سكنا مجانيا توفر فيه جميع سبل الراحة من المأكل والمشرب وغير ذلك. كما هيأ مكتبة داخل السكن تضمنت سائر أنواع الفنون. ومن اهتمامه بطلابه كذلك، عيادة مريضهم، وزيارتهم، وتفقد أحوالهم، وإعانتهم، والشفاعة لهم. |
صرف الشيخ رحمه الله من وقته لإخوانه في الخارج، ويتمثل ذلك بما يلي: . إلقاء المحاضرات والدروس في المراكز الإسلامية عن طريق الهاتف، ومنها ما يكون دورياً كل شهر. . اتصاله بهم أثناء أزماتهم ومصائبهم، ومن الأمثلة على ذلك انه كان على اتصال بإخوانه في البوسنة والهرسك إلى انتهاء تزمتهم، وكذا إخوانه بالشيشان. . حثه لبعض طلبته على السفر للخارج بغرض الدعوة إلى الله عز وجل. وللشيخ ابن عثيمين مواقف عديدة، انبثقت عن فهم صحيح للإسلام ووسطيته ومنهاجه العادل، وعن فهم سليم لمهمة العالم الداعية. وهذا الفهم لمقاصد الدعوة، جعل منه العالم الذي يحرص الناس على الاستفادة من علمه. فكان كبيراً في عيونهم، رفيع القدر عندهم. لم يكن ابن عثيمين الواعظ المرتجل، بقدر ما كان عالماً وداعية ذا منهاج واع، استوعب احتياجات المسلمين، وحدد الموضوعات التي، تحتاج إلى معالجة، حسب أولوياتها، معتبراً أن نشر عقيدة أهل السنة والجماعة في مقدمة مهام الداعية في هذا العصر، لأهميتها في حياة المسلم وآخرته، كما أشار، رحمه الله، في مقدمة كتاب "عقيدة أهل السنة والجماعة". ولا شك أن مجموع الجهود، التي بذلها في مجال العقيدة، كانت ترتكز على ضوابط الكتاب والسنة، وما حدده علماء السلف في ذلك، ملاحظاً خلال جهوده السعي إلى إصلاح ما فسد من عقائد، عملت على نشرها وإشاعتها بين الناس، اتجاهات غير صحيحة، انحرفت عن الوجه الحق، الذي كان عليه أهل السنة والجماعة، وهادفاً إلى ربط المسلمين بمنهاج الأسوة الحسنة، نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وبما أُنزل عليه من الكتاب والحكمة، معتبراً أن ذلك هو طريق صلاح العباد واستقامة أحوالهم في دينهم ودنياهم، وهو الطريق الذي ترك النبي صلى الله عليه وسلم عليه أمته. أما في حياة الخلق، فقد حرص على صحة البناء الاجتماعي للمسلمين، وكان يراه من أولويات عمل الداعية ومتابعته. ولعله، رحمه الله تعالى، وجد في قضايا الحقوق وتعليمها للناس، والتأكيد عليها في المحاضرات والدروس والكتب والمواعظ، خير وسيلة لصيانة البنيان الاجتماعي، في البيئة الإسلامية وفي حياة المسلمين، ملاحظاً، كذلك، أن الحديث عن الحقوق يفرض الحديث عن الواجبات، لما بين الحق والواجب من اقتران في الشريعة الإسلامية. ويتضح اهتمامه في هذا الجانب الأساسي من حياة المسلمين، في كتابه "حقوق دعت إليها الفطرة وقررتها الشريعة"، الذي بدأه ببيان حقوق الله ورسوله على المسلم، ومن ثم أبان ـ رحمه الله ـ الحقوق الأخرى، التي تصون البنيان الاجتماعي للمسلمين، مثل حق الوالدين، وحق الأولاد، وحقوق الأقارب، وحق الزوجين، وحق الجيران، وحقوق المسلمين عامة، ثم حقوق غير المسلمين. لقد انتهج الشيخ ابن عثيمين، رحمه الله، منهاج علماء السلف في أعماله العلمية، ونهجه الدعوي، وطرق التربية والتعليم الأخلاقي، ومن عرفه عن كثب عرف في منهاجه ما كان عليه سلف الأمة، ولعل ابرز الملامح في منهاجه رحمه الله: . حرصه الشديد على التقيد بما كان عليه السلف الصالح في الاعتقاد، علماً وعملاً ودعوة وسلوكاً، وذلك مقترن بالتنفير والتحذير مما يخالف ذلك. . الحرص على صحة الدليل، وصواب التعليل، ووضوحه ومناسبته. . الربط بين العمل الدعوي والتقعيد الفقهي، ضماناً لسلامة أعمال الدعوة وما يضعه الدعاة، بين أيدي الناس من كتب مذكرات وغيرها. . العناية بمقاصد الشريعة الإسلامية وقواعد الدين، لأن ذلك مناط الحكم الإسلامي الذي أمر به الله سبحانه وتعالى. . الاعتدال والتوسط في المنهاج والسلوك، والفهم والتقيد، في ذلك بما كان عليه السلف الصالح. . الاهتمام بالتطبيق والعناية بالأمثلة والتخريج. . التيسير الذي يبعد الداعية عن التعقيد أو التنفير. . البعد عن التعصب والتقليد الأعمى، والحرص على التوفيق بين النص والمصلحة. وقد حرص ـ رحمه الله ـ على بيان العلاقة بين الولاة والرعية، موضحاً أن الولاة هم الذين يتولون أمور المسلمين، سواء كانت الولاية عامة أم خاصة. وكان رحمه الله يعلم طلابه الحقوق المتبادلة بين الرعية وراعيها، معتبرا ان حقوق الرعية على الولاة ان يقوموا بالأمانة التي حملهم الله إياها والزمهم القيام بها من النصح للرعية والسير بها على النهج القويم الكفيل بمصالح الدنيا والآخرة وذلك باتباع سبيل المؤمنين وهي الطريق التي كان عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن فيها السعادة لهم ولرعيتهم ومن تحت أيديهم وهي أبلغ شيء يكون به رضا الرعية عن رعاتهم والارتباط بينهم وطاعتهم في أوامرهم وحفظ الأمانة في ما يولونه إياهم، مؤكداً أن من اتقى الله سلم من الناس، ومن أرضى الله كفاه الله شر الناس وأرضاهم عنه، لأن القلوب بيد الله يقلبها كيف يشاء. وأما حقوق الولاة على الرعية، فكان يحرص على تعليمها للناس، وهي النصح لهم في ما يتولاه الإنسان من أمورهم، وتذكيرهم إذا غفلوا، والدعاء لهم إذا مالوا عن الحق، وامتثال أمرهم في غير معصية الله، لأن في ذلك قوام الأمر وانتظامه، وفي مخالفتهم وعصيانهم انتشار الفوضى وفساد الأمور، ولذلك أمر الله بطاعته وطاعة رسوله وأولي الأمر، فقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم). وله رحمه الله موازنات في مجال الحكم، بين حكم الشريعة الإسلامية، الذي يوفر الاستقرار الاجتماعي والسياسي في المجتمع المسلم، كما هي الحال في المملكة العربية السعودية، والتعددات السياسية الحزبية. يقول، رحمه الله، في خلاصة له لذلك: "الواجب على الحكومة في أي بلد من البلدان الإسلامية، الرجوع إلى الكتاب والسنة وتوحيد الأحزاب السياسية على حزب واحد، وهو حزب الله، المنفذ لشريعة الله. وهذا الحزب لن يضر بالأمة الإسلامية، مثل ما يحصل من التعدد الحزبي. وقد أشار الله، عز وجل، في القرآن الكريم، إلى أن التعدد الحزبي، يورث التنازع والاختلاف. والتنازع هو سبب الفشل، قال سبحانه: "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم" وقال كذلك: "ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم". لقد كانت حياته، رحمه الله، حياة جد وكفاح، وعمل دؤوب، لمصلحة الإسلام والمسلمين، تعليماً ووعظاً ونصحاً وتأليفاً. خامساً: مرضه وموته تُوفي الشيخ ابن عثيمين، يوم الأربعاء 15 شوال 1421هـ، عن عمر يناهر 74 عاماً، متأثرا بمرض السرطان، في مستشفى الملك فيصل التخصصي بمدينة جدة، الذي تلقى فيه العلاج الأخير. وكان الشيخ قد عولج من المرض في المستشفى نفسه بالرياض، ونقل بطائرة خاصة قبل وفاته بشهر إلى الولايات المتحدة الأمريكية للعلاج من المرض الخبيث. وفضل الفقيد أن يموت بقرب بيت الله الحرام، بعد أن علم بأن المرض قد بلغ مداه، ولم يمنعه ذلك من إلقاء الدروس والمحاضرات في مدن المملكة المختلفة، وكان آخر درس له، ألقاه في المسجد الحرام. صُلي على الشيخ ابن عثيمين في المسجد الحرام، بعد صلاة عصر الخميس، 16 شوال 1421هـ. وقد اكتظ المسجد، قبيل صلاة العصر بحشود من طلاب الشيخ ومحبيه. وقد تقدم المصلين عدد من الأمراء، وعدد كبير من العلماء، وأعضاء هيئة كبار العلماء، ورجال الفكر الإسلامي، والمشايخ، وطلبة العلم. ودفن بمقابر العدل بمكة المكرمة، بالقرب من قبر الشيخ عبدالعزيز بن باز، رحمه الله. |
علي مصطفى مشرفة باشا
(11 يوليو 1898- 15 يناير 1950 م) عالم رياضيات مصري ،ولد في دمياط، تخرج في مدرسة المعلمين العليا 1917، وحصل علي دكتوراه فلسفة العلوم Ph.D من جامعة لندن 1923 ثم كان أول مصري يحصل على درجة دكتوراة العلوم D.Sc من إنجلترا من جامعة لندن 1924، عُين أستاذ للرياضيات في مدرسة المعلمين العليا ثم للرياضة التطبيقية في كلية العلوم 1926. مُنح لقب أستاذ من جامعة القاهرة وهو دون الثلاثين من عمره. كان يتابع أبحاثه العالم أينشتاين صاحب نظرية النسبية، ووصفه بأنه واحد من أعظم علماء الفيزياء. انتخب في عام 1936 عميداً لكلية العلوم، فأصبح بذلك أول عميد مصري لها. حصل على لقب البشاوية من الملك فاروق. تتلمذ على يده مجموعة من أشهر علماء مصر، ومن بينهم سميرة موسى. ولد علي مصطفى مشرفة في الحادي عشر من يوليو عام 1898 في مدينة دمياط، وكان الابن البكر لمصطفى مشرفة أحد وجهاء تلك المدينة وأثريائها، ومن المتمكنين في علوم الدين المتأثرين بافكار جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده العقلانية في فهم الإسلام ومحاربة البدع والخرافات، وكان من المجتهدين في الدين وله أتباع ومريدون سموه صاحب المذهب الخامس. تلقى على دروسه الأولى على يد والده ثم في مدرسة "أحمد الكتبي"، وكان دائما من الأوائل في الدراسة، ولكن طفولته خلت من كل مباهجها حيث يقول عن ذلك : (لقد كنت أفني وأنا طفل لكي أكون في المقدمة، فخلت طفولتي من كل بهيج. ولقد تعلمت في تلك السن أن اللعب مضيعة للوقت - كما كانت تقول والدته -، تعلمت الوقار والسكون في سن اللهو والمرح، حتى الجري كنت أعتبره خروجاً عن الوقار). وكان في الحادية عشرة من عمره عندما فقد والده عام 1909، بعد أن فقد ثروته في مضاربات القطن عام 1907 وخسر أرضه وماله وحتى منزله، فوجد عليّ نفسه رب عائلة معدمة مؤلفة من والدة وأخت وثلاث أشقاء، فأجبرهم هذا الوضع على الرحيل للقاهرة والسكن في إحدى الشقق المتواضعة في حي عابدين، بينما التحق علي بمدرسة العباسية الثانوية بالإسكندرية التي أمضى فيها سنة في القسم الداخلي المجاني انتقل بعدها إلى المدرسة السعيدية في القاهرة وبالمجان أيضاً لتفوقه الدراسي، فحصل منها على القسم الأول من الشهادة الثانوية (الكفاءة) عام 1912، وعلى القسم الثاني (البكالوريا) عام 1914، وكان ترتيبه الثاني على القطر كله وله من العمر ستة عشر عاما، وهو حدث فريد في عالم التربية والتعليم في مصر يومئذ. وأهله هذا التفوق - لاسيما في المواد العلمية - للالتحاق بأي مدرسة عليا يختارها مثل الطب أو الهندسة، لكنه فضل الانتساب إلى دار المعلمين العليا، حيث تخرج منها بعد ثلاث سنوات بالمرتبة الأولى، فاختارته وزارة المعارف العمومية إلى بعثة علمية إلى بريطانيا على نفقتها. و بدأت مرحلة جديدة من مسيرته العلمية بانتسابه في خريف 1917 إلى جامعة توتنجهام الإنجليزية، التي حصل منها على شهادة البكالوريوس في الرياضيات خلال ثلاث سنوات بدلا من أربع. وأثناء اشتعال ثورة 1919 بقيادة سعد زغلول، كتب مصطفى مشرفة إلى صديقه محمود فهمي النقراشي - أحد زعماء الثورة - يخبره فيها برغبته الرجوع إلى مصر للمشاركة في الثورة، وكان جواب النقراشي له: "نحن نحتاج إليك عالما أكثر مما نحتاج إليك ثائراً، أكمل دراستك ويمكنك أن تخدم مصر في جامعات إنجلترا أكثر مما تخدمها في شوارع مصر". و قد لفتت نتيجته نظر أساتذته الذين اقترحوا على وزارة المعارف المصرية أن يتابع مشرفة دراسته للعلوم في جامعة لندن، فاستجيب لطلبهم، والتحق عام 1920 بالكلية الملكية (kings college)، وحصل منها عام 1923 على الدكتوراة في فلسفة العلوم بإشراف العالم الفيزيائي الشهير تشارلس توماس ويلسون Charles T. Wilson - نوبل للفيزياء عام 1927 - ثم حصل عام 1924 علي دكتوراه العلوم من جامعة لندن وهي أعلي درجة علمية اتجه إلى ترجمة المراجع العلمية إلى العربية بعد أن كانت الدراسة بالانجليزية فأنشأ قسماً للترجمة في الكلية. شجع البحث العلمي وتأسيس الجمعيات العلمية، وقام بتأسيس الجمعية المصرية للعلوم الرياضية والطبيعية والمجمع المصري للثقافة العلمية. اهتم أيضاً بالتراث العلمي العربي فقام مع تلميذه محمد مرسي أحمد بتحقيق ونشر كتاب الجبر والمقابلة للخوارزمي. أحب الفن وكان يهوى العزف على الكمان، وأنشأ الجمعية المصرية لهواة الموسيقى لتعريب المقطوعات العالمية. ويعد مشرفة أحد القلائل الذين عرفوا سر تفتت الذرة وأحد العلماء الذين ناهضوا استخدامها في صنع أسلحة في الحروب ، ولم يكن يتمنى أن تُصنع القنبلة الهيدروجينية أبداً، وهو ما حدث بالفعل بعد وفاته بسنوات في الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي. وتُقدر أبحاثه المتميزة في نظريات الكم والذرة والإشعاع والميكانيكا بنحو 15 بحثاً، وقد بلغت مسودات أبحاثه العلمية قبل وفاته حوالي 200 مسودة. دارت أبحاث الدكتور مشرفة حول تطبيقه الشروط الكمية بصورة معدلة تسمح بإيجاد تفسير لظاهرتي شتارك وزيمان. كذلك كان الدكتور مشرفة أول من قام ببحوث علمية حول إيجاد مقياس للفراغ ؛ حيث كانت هندسة الفراغ المبنية على نظرية "أينشتين" تتعرض فقط لحركة الجسيم المتحرك في مجال الجاذبية. وقد درس مشرفة العلاقة بين المادة والإشعاع وصاغ نظرية علمية هامة في هذا المجال. أهم مؤلفاته كان الدكتور مشرفة من المؤمنين بأهمية دور العلم في تقدم الأمم، وذلك بانتشاره بين جميع طوائف الشعب حتى وإن لم يتخصصوا به، لذلك كان اهتمامه منصبا على وضع كتب تلخص وتشرح مبادئ تلك العلوم المعقدة للمواطن العادي البسيط، كي يتمكن من فهمها والتحاور فيها مثل أي من المواضيع الأخرى، وكان يذكر ذلك باستمرار في مقدمات كتبه، والتي كانت تشرح الألغاز العلمية المعقدة ببساطة ووضوح حتى يفهمها جميع الناس حتى من غير المتخصصين. وكان من أهم كتبه الآتي: * الميكانيكا العلمية والنظرية 1937 * الهندسة الوصفية 1937 * مطالعات عامية 1943 * الهندسة المستوية والفراغية 1944 * حساب المثلثات المستوية 1944 * الذرة والقنابل الذرية 1945 * العلم والحياة 1946 * الهندسة وحساب المثلثات 1947 * نحن والعلم 1945 * النظرية النسبية الخاصة 1943 وفاته توفي في 15 يناير 1950م ، اثر أزمة قلبية، ويشاع أنه توفي مسموما وقيل أن أحد مندوبي الملك فاروق كان خلف وفاته، كما قيل أيضا أنها أحد عمليات جهاز الموساد الإسرائيلي.[1] يذكر أن ألبرت أينشتاين - الذي كان يتابع أبحاثه - قد نعاه عند موته قائلا : "لا أصدق أن مشرفة قد مات، إنه لا يزال حياً من خلال أبحاثه". كان من تلاميذه فهمي إبراهيم ميخائيل ومحمد مرسي أحمد وعطية عاشور وعفاف صبري وسميرة موسى و محمود الشربيني |
مرحبا حنان الطيبة حياك الله |
يعتبر القسم من اهم الاقسام المتواجدة في المنتدى .....فتحية إحترام السيدة المديرة على طرحها للفكرة .....
|
حنبعل
http://upload.wikimedia.org/wikipedi...vre_MR2093.jpg http://bits.wikimedia.org/skins-1.17...gnify-clip.png
تمثال حجري لحنبعل http://upload.wikimedia.org/wikipedi...rthaginian.jpg http://bits.wikimedia.org/skins-1.17...gnify-clip.png حنبعل حنبعل بن اميلكار برقا الشهير بهانيبال أو حنبعل قائد عسكري قرطاجي من عائلة بونيقية عريقة يُنسب إليه اختراع العديد من التكتيكات الحربية في المعارك. كان أبوه اميلكار برقا قائداً للقرطاجيين في الحرب البونيقية الأولى، وكان أخواه صدربعل وماجو من أعظم قادة القرطاجيين، وكان شقيقاً لزوجة صدربعل العادل. ولد بمدينة قرطاجنة (احدى ضواحي مدينة تونس حاليا) في عام 247 ق.م.، ورافق وهو في التاسعة من عمره والده اميلكار برقا إلى إسبانيا. وفي عام 221 ق.م.، اختاره الجنود قائدا بعد اغتيال صدربعل العادل زوج أخته، فتمكن من بسط نفوذ قرطاجنة على كامل شبه الجزيرة الإيبيرية بما في ذلك ساغونتو إحدى المعسكرات الرومانية. لذا، فقد رأت روما ذلك خرقا للمعاهدة التي عقدت إثر الحرب البونيقية الأولى، وطالبت بتسليمها حنبعل، وقد كان رفض هذا الطلب سببا في اندلاع الحرب البونيقية الثانية بين عامي 218 ق.م. و201 ق.م. عاش حنبعل خلال فترة من التوتر في البحر المتوسط، عندما حاولت روما فرض سطوتها على القوى العظمى في المنطقة مثل قرطاجنة ومملكة مقدونيا الهلستينية وسرقوسة والإمبراطورية السلوقية. كانت أكبر إنجازاته خلال الحرب البونيقية الثانية، عندما سار بجيش يضم فيلة حربية، من أيبيريا عبر جبال البرانس وجبال الألب إلى شمال إيطاليا. في سنواته القليلة الأولى في إيطاليا، حقق ثلاثة انتصارات مثيرة في معارك تريبيا وبحيرة تراسمانيا وكاناي. وخلال 15 عام، إحتل حنبعل معظم إيطاليا مع ذلك اضطر إلى أن يعود لمواجهة الغزو الروماني لشمال أفريقيا. وهناك، هزمه سكيبيو الإفريقي في معركة زامة. بعد الحرب، أصبح حنبعل حاكماً لقرطاجنة، وعندئذ قام بسنّ العديد من الإصلاحات السياسية والمالية ليتمكن من دفع تعويضات الحرب المفروضة على قرطاجنة لروما. كانت هذه الإصلاحات لا تحظى برضا الطبقة الأرستقراطية القرطاجي فوشت به لروما، ففرض عليه النفى. خلال منفاه، عاش في الإمبراطورية السلوقية، حيث قام بدور المستشار العسكري لأنطيوخس الثالث في حربه ضد روما. بعد هزيمة أنطيوخس، إضطر إلى قبول شروط روما، وفر هانيبال مرة أخرى إلى مملكة أرمينيا، واستقر في بيثينيا، حيث ساعدهم لتحقيق فوزاً بحرياً بارزاً على أسطول من بيرجامس. بعد ذلك تعرض للخيانة وكان من المفترض ان يسلم إلى الرومان, الا انه آثر تناول السم الذي قيل انه احتفظ به في خاتم لبسه لوقت طويل على ان يموت اسيرا في يد الاعداء. يعتبر حنبعل واحدا من أعظم الجنرالات في العصور القديمة، جنبا إلى جنب مع الإسكندر الأكبر ويوليوس قيصر وسكيبيو الإفريقي وبيروس الأيبيري. الكثيرين من قادة العصر الحديث أمثال نابليون بونابرت ودوق ولينجتون، يعتبرون حنبعل "قائداً استراتيجياً موهوباً". كما تناولت العديد من الأفلام والبرامج الوثائقية قصة حياته. يعزى إليه المقولة الشهيرة: "سوف نجد حلاً، أو سنصنع واحداً". |
شكرا لك احمد |
الساعة الآن 02:42 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |