منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   واحة الأدب والشعر العربي (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=199)
-   -   شعراء من فلسطين (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=26512)

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 05:12 AM

حُروفٌ مِنْ ذَهَبٍ
الفاء :
فَتَحتُ فُؤادِيَ لِلعِشقِ لَيلاً..
وَكانَ بِهِ جَنَّةٌ مِنْ خَيالٍ،
وَقَصرٌ يَضُمُّ هَوانا..
وَكانَ عَلى بابِهِ حارِسانْ
وَكانَ يُزَقْزِقُ فِيَّ الهَوى وَالحَنانْ
وَكانْ..
فَراشُ الرَّبيعِ المُلوَّنُ..
وَالعِطرُ وَالظِّلُ وَالفُلُّ وَالبَيْلسانْ
وَزَهرُ البَنَفْسجِ، وَالياسَمينُ المُعَرِّشُ وَالأُقْحُوانْ
يُغَنِّي ، كَأَنَّ الفُؤادَ بِهِ مَهْرَجانْ
فَأَفْقِدُ هذا الشُّعورَ بِجمرِ الوُجودِ..
وَبَردِ الزَّمانْ
فَدَيْتُكِ سَيِّدتي فَادْخُلي بِسلامٍ..
إِذا شِئتِ هذا المكانْ
اللام :
لَكِ الحُبُّ، آهِ لَكِ العُمْرُ وَالذِّكْرَياتْ
لَكِ الصُّبْحُ وَالليلُ وَالأُمْنِياتْ
لَكِ الشِّعرُ وَاللحْنُ وَالأُغنياتْ
لِيَ الحُزنُ حينَ تَغيبينَ، حينَ تَجيئينَ،
حينَ تَكونينَ مِثلَ ( عَناةْ )
وَبِنتَ ( عَناةْ )
لَنا دينُنا، وَلَهمْ دينُهُمْ
لَهُمْ حَتْفُهمْ وَلَنا نَحنُ أَحلى حَياةْ
السين :
سَأَبقى أُحِبُّكِ ما سارَ فِيَّ الدَّمُ
سَأَبقى أُحِبُّكِ كَي يَفْهَموا
وَلَنْ يَفهَموا..
سَأَزرَعُ حَقلَ أَبي بِالنُّجومِ
وَأَبني عَلى لَيلِهِ كُوخَنا الأَبَدِيَّ..
سَنَبقى هُنا سَوفَ نَبقى هُنا..
وَلَنْ يَفرحَ المُجْرِمُ
سَلامٌ عَليكِ..
سَلامٌ عَلى القَلبِ حينَ يَراكِ
سَلامٌ عَلى الجُرحِ حينَ يُعانِقُهُ البَلْسَمُ
الطاء :
طَريقي إِليكِ طَويلٌ طَويلْ
وَإِنِّي أُحِبُّكِ وَالحُبُّ ضَرْبٌ مِنَ المُستَحيلْ
( فَلا بُدَّ لليلِ أنْ يَنجَلي ) وَيَزولْ
طَرِبْتُ، وَصَوتُكِ كانَ حَزيناً
طَرِبْتُ فَأَشعَلَ قَلبي الهَديلْ
طُيورٌ مِنَ القَلبِ طارتْ إِليكِ..
تُسابِقُ شَوقَ الرِّياحِ..
فَأَحرَقَها الحُبُّ..
عادَتْ تُعانِقُ هذا الغَرامَ الجَميلْ
طُموحي بِغَيرِ حُدودٍ،
وَشَوقي وَرُوحي بِغَيرِ حُدودٍ..
لِذاكَ أَشُدُّ إِليكِ الرَّحيلْ
الياء :
يُقَيِّدُني الشَّوقُ حينَ أُسافِرُ..
بَينَ حُروفِكِ وَالقَلبُ مَلَّ القُيودْ
وَيَرسُمُني نَخلَةً..
وَيَرسُمُني الحُبُّ زَيتونَةً مُنذُ عَهدِ الجُدودْ
يُدَوْزِنُ قَلبيَ عُودَ أَبي..
وَيَضْبِطُ لَحنَ الرُّجوعِ وَلَحنَ الخُلودْ
( يَبوسُ ) تُغنّي عَلى لَحْنِنا..
وَنُغنِّي عَلى لَحنِها وَنَجودْ
يُسافِرُ قَلبي بِغيرِ جَوازٍ..
فَحاصَرَهُ العابِرونَ عَلى جُرْحِهِ بِالحُدودْ
النون :
نَراكِ هَوانا، وَلَسنا نَراكِ
نَعيشُ لِعيْنيكِ دَهراً وَلسنا نَعيشُ..
نَموتُ حَنيناً وَشَوقاً إِليكِ..
وَلَسنا نَموتُ..
نُحِبُّ وَلَسنا نُحِبُّ سِواكِ
نُسافِرُ في الليلِ مِثلَ النُّجومِ،
وَيَسبِقُنا لِلمنافي هَواكِ
( نَبوخَذَنَصَّرَ ) حينَ أَتى قَدْ أَتى عاشِقاً..
لِيَنالَ رِضاكِ
نَعودُ فِلَسطينُ إِنَّا نَعودُ
فَأَرواحُنا خُلِقَتْ مِنْ ثَراكِ
نَعودُ فِلَسطينُ، أَثْمَلَنا الحُبُّ،
هَل تَقبَلينَ الهَوى يا مَلاكي ؟

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 05:12 AM

عَنْ غِيابِ الشَّمسِ
إِلى فَدوى طُوقان
- 1 -
كَالحُلْمِ جاءَتْ ، كَالهَوى
جاءَتْ كَزهرَةِ جُلَّنارْ
جاءَتْ تُضيءُ ظلامَنا..
وَكَأَنَّها نَجمَهْ
وَهَبَتْ إِلينا روحَها نَسمَهْ
بَسَطتْ عَلينا قلبَها خَيمَهْ
وَمَضتْ عَلى مَهَلٍ..
تُسافِرُ وحدَها
وَكأنَّها غَيمَهْ
ماذا سَأَكتُبُ عَنكِ سَيِّدتي ؟
وَهَلْ تُجدي وَتَمسحُ دَمعَنا الكِلْمَهْ ؟
ماذا سَأكتبُ عَنْ غِيابِ الشَّمسِ
في وَضَحِ النَّهارْ ؟
كَلِماتُنا مَمزوجَةٌ بِالحزنِ سَيِّدتي..
وَفي أَرواحِنا مَليونُ نارْ
ماذا أَقول ؟
مَضى القِطارْ
مازِلْتُ وَحدي في المَحَطَّةِ راثِيَاً
رُوحي وَروحَ الإِنتِظارْ
- 2 -
يا أنتِ يا زَيتونَةً عَرَبِيَّةً
في أرضِ كَنعانٍ..
وَيا حُلُماً يُسافِرُ في قُلوبِ العاشِقينْ
تَتَبَسَّمينَ لِطِفلَةٍ فَقَدَتْ ذَويها مِنْ سِنينْ
كُنَّا نُسمِّيها بِلادَ التِّينِ وَالزَّيتونِ..
وَالنَّخلِ الحَزينْ
وَتُسافِرينَ عَلى غَمامٍ مِنْ حَنينْ
وَتُعانِقينَ تُرابَكِ الغالي..
تَشُمِّينَ الأَريجَ..
وَتَرحَلينَ بِصَمْتِكِ الأَزَلِيِّ
آهٍ تَرحَلينْ..
- 3 -
تَبكي عَليكَ مَدائِنُ الدُّنيا
وَكُلُّ بُيوتِها تَرثيكِ سَيِّدتي..
وَيَبكي كُلُّ طائِرْ
تَبكيكِ طالِبةٌ بِمدرَسَةِ الزَّمانِ..
وَطالِبٌ يَشدو حَزيناً..
شِعرَكِ المَحبوبَ ،
تَبكيكِ الدَّفاتِرْ
( عِيبالُ ) يَسأَلُ عَنكِ ( جَرزيماً )..
فَتَحْتَرقُ الحَناجِرْ
فَدوى إِذا مَرَّتْ عُيونُكِ لحَظَةً..
في روحِنا
فَدوى فَأَنتِ بِبالِنا أَحلى الخَواطِرْ
وَإِذا رَحَلتِ..
فَقَدْ وَلَدتِ حَبيبتي في بَيتِنا..
مَليونَ أُغْنيةٍ وَشاعِرْ

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 05:12 AM

أُغنِيةٌ إِلى غَزَّةَ

هُنا يا بنَ غَزَةَ ، لَن نَتْرُكَ الأَرْضَ..
لَن نَترُكَ البَحرَ ، لَن نَترُكَ الرَّمْلَ..
لَن نَترُكَ الأُمْنِياتْ
تَمَتْرَسْ تَحَدَّ ،
وَقِفْ يا بنَ غَزَّةَ ، قِفْ جَبَلاً..
قِفْ بِوَجْهِ الأَعاصيرِ وَجْهِ الرِّياحِ..
وَوَجْهِ الذينَ أَتَوا مَعَ مُوسى ،
فَقَدْ كَذَّبوهُ وَقَدْ عَذَّبوهُ..
وَمَنْ يَدَّعونَ بِأَنَّ البِلادَ لَهُمْ وَحدَهُمْ..
مِنَ النِّيلِ حَتى الفُراتْ
وَحيداً بِوَجهِ الجَحيمِ صَمَدتَ..
فَأَنْتَ خَلَقْتَ الثَّباتْ
وَحيداً بِدونِ مَتاريسَ..
كانَ الفَراغُ مَتارِيسَ بَينَكَ أَنتَ ،
وَبَينَ مُدَرَّعَةِ الحِقدِ وَالحاقِدينَ..
وَصَهيونُ يَفَتحُ بابَ جَهَنَّمَ ، مِن كُلِّ صَوبٍ
مِنَ البَرِّ وَالبَحرِ وَالجَوِّ..
يَفتَحُهُ مِن جَميعِ الجِهاتْ
تَنامُ عَلى شاطِئِ الليلِ غَزَّةُ..
مِثلَ عَروسٍ وَتَحلُمُ بِالفَجْرِ..
وَالغَدِ وَالأَمسِ وَالذِّكْرَياتْ
تُوَدِّعُ غَزَةُ كُلَّ نَهارٍ شَهيداً..
وَتَزرَعُ حَقْلاً مِنَ الشُّهَداءِ..
وَيَنمو النَّخيلُ عَلى كُلِّ قَبرٍ..
وَتَبدَأُ مِنهُ الحَياةْ.

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 05:13 AM

نَجمةٌ في سَماءِ العُروبَةِ



مُتَشبِّثونَ بِأَرضِهِمْ

يَتَمتْرسونَ بِدورِهِمْ
يَتَمتْرسونَ بِروحِهِمْ..
وَيُبَشِّرونَ بِثَورةٍ وَبِثَورَةٍ..
وَيُحارِبونَ، يُحارِبونْ
وَيُبَشِّرونَ بِجَنَّةٍ..
سَتُقامُ فَوقَ الأَرضِ مِن ( فِلسٍ وَطينْ )
حَمَلوا المُخَيَّمَ نَجمةً بِسَماءِ أُمَّتِنا،
أَضاؤُوا لَيلَنا..
وَالعالَمُ العَربيُّ يَغرقُ في السُّكونْ
وَعَلى سَماءِ الكَونِ قَد كَتَبوا :
(( هُنا في أَرضِ كَنعانٍ
هُنا كُنَّا هُنا.. وَهُنا نَكونْ
سَنَكونُ فَوقَ الأَرضِ أَشجاراً..
وَتَحتَ الأَرْضِ جَذْراً للذينَ سَيُبعَثونْ ))
- وَقَعَ الجِدارُ..
- سَنَحتَمي بِصُدورِنا..
- سَقَطَ المُقاتِلُ..
- سَوفَ نَنْتَظرُ ابنَهُ حتى يَكونْ
- فَرَغتْ بَنادِقُكُمْ ، وَلا أَحَدٌ سِواكُمْ في اللظَى..
- سَنُحاربُ الدُّنيا بِأَيدينا..
أَصابِعِنا أَظافِرِنا وَأَهدابِ العُيونْ
لم يَرفَعوا العَلَمَ المُضَرَّجَ بِالهوانِ وَبِالبياضِ..
وَبِالبياضِ وَبِالهوانِ..
تَقَدَّموا، حَفَروا بِفُوْهاتِ البَنادِقِ..
فَوقَ جُدرانِ الزَّمانِ :
(( نموتُ فيها كَي تَعيشَ بِنا جِنينْ ))

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 05:13 AM

النَّسْرُ العائِدُ

- 1 -
مَطَرٌ عَلى قَلبي خَفيفٌ ناعِمٌ..
وَالدَّرْبُ سَيَّدتي بَعيدْ
وَالأَرضُ مِن تَحتي تَميدْ
وَالأُفْقُ مُمْتَدٌّ ، وَلَيسَ لَهُ انْتهاءٌ في المَدى
وَأَنا عَلى ظَهري صَليبٌ.. لَيسَ يَرحَمُني
وَأمشي ، لَيسَ يَرحَمُني ، وَأَمضي مِنْ جَديدْ
هذا أَنا..
مَطَرٌ عَلى جُرحي نَما عُشْبٌ..
نَما شَعبٌ نَما حُزنٌ وَلكنِّي سَعيدْ
يا أَيُّها القَلْبُ المُسافِرُ في اللظَى
يا أَيُّها الشَّعبُ المُسافِرُ في الأَسى
هَيَّا لِنَرحَلْ مِنْ هُنا..
هَيَّا لِنَبْحثْ عَن مَكانٍ آخَرٍ ،
كَي نَستَعيدَ وِلادَةَ الأَرواحِ وَالأَفْكارِ..
في وَطَنٍ يُعيدُ تَكَوُّني..
وَيُعيدُ تَكوينَ المَلامِحِ..
وَالمَلاحِمِ وَالقَصيدْ
أَنا عاشِقٌ أَنا شاعِرٌ وَمُهاجِرٌ
أنا عائِدٌ..
حُرُيَّتي بَحرٌ ، وَحُزني لا يُقَيِّدُني
وَفي ( إِلْياذَتي ) أَمْحو وَأَكْتُبُ ما أُريدْ
أَحَبيبتي..
أَمشي إِلَيْكِ وَأَنتِ تَبْتَعِدينَ..
في الأُفُقِ المَديدْ
وَيَشُدُّني شَوقي إِليكِ..
يَشُدُّني شَغَفي إِليكِ..
يَشُدُّني حُزني الشَّديدْ
قِنديلُ عُمْري مُطْفَأٌ..
وَالشَّوقُ في قَلبي يَزيدْ
هذا أَنا ، أَمشي وَلَستُ أَرى سِوايَ
عَلى طَريقِ الحُزنِ..
أَمشي لَيسَ يَتْبَعُني..
سِوى ظِلِّي فَأَبدَأُ بِالنَّشيدْ
يا مَنْ نَقَشتِ الجُرحَ في قَلبي
سَأَكْتُبُ مِن دُموعي أَلفَ أُغنِيَةٍ..
لِعَيْنَيْ مَوطِني.
لا شَخصَ يَسمَعُني
وَلكنِّي أُغَنِّي كَمْ أَنا رَجُلٌ عَنيدْ
لا شَيْءَ يَسمَعُني..
فَإِنِّي دائِماً نَسرٌ وَحيدْ
لا شَيْءَ يُشبِهُني سِوى شِعْري..
وَشِعْري غاضِبٌ مِثلي..
وَقَلبي مِنْ حَديدْ
وَيُبَشِّرُ الدُّنيا بِميلادٍ وَنَصرٍ ،
يَأْتِيانِ وَثَوْرةٍ تَأتي وَعيدْ
مَطَرٌ رَوى أَرضي رَوى وَكْري..
رَوى رُوحي وَهذا ما أُريدْ
- 2 -
سَفَري أَنا لا يَنْتَهي..
وَحَقائِبي دَوماً مُسافِرَةٌ مَعي
وَقَصائِدي ، وَمَدينَتي وَحَبيبتي أَيْضاً
وَلكنَّ الوُصولَ إِلى مُرادي مُستَحيلْ
وَطَني عُيونُ حَبيبتي ،
لَكنْ عُيونُ حَبيبَتي رَحَلتْ..
وَهاأَنَذا بِلا وَطَنٍ أَعودُ..
وَمَرَّةً أُخرى ، بِلا وَطَنٍ أَعودُ إِلى المَدى
كَمْ مَرَّةً سَيُهاجِرُ الإِنْسانُ مِن أَرضٍ إِلى أَرضٍ..
وَمِن بَيتٍ إِلى بَيتٍ وَمِن قَبرٍ إِلى قَبرٍ..
كَفى إِنَّ البِعادَ يُذيبُني..
وَيُذيبُني سَفَري وَتِرحالي..
وَبُؤْسي وَالعَويلْ
أَحَبيبَتي..
فَلْتَعذُريني إِن جَرَحتُكِ
أَو قَتلتُكِ بِالخَيالِ وَبِالحَديثِ ؛
فَإِنَّني مِن جُرحِ قَلبي تَخرُجُ الأَحلامُ الكَلِماتُ
سَكرى فَاعذِريني..
وَاعْذري قَلبي النَّحيلْ
هذا زَمانُ الضَّيْمِ وَالحَظِّ القَليلْ
ماذا سَنفعَلُ ضاعَ جودي..
ضَاعَ جودُكِ إِنَّهُ الزَّمَنُ البَخيلْ
يا بائِعي وَطَني وَيا مَن قَد سَلَبْتُمْ روحَهُ
فَلْتسمَعوا..
لا القُدْسُ عائِدَةٌ وَلا يافا..
ولا حَيْفا وَلا حَجَرٌ يَعودُ مِنَ الجَليلْ
لا بَيتُ لَحْمَ وَلا الخَليلْ
مادُمْتُمُ بِعتُمْ بِلادي كُلَّها..
وَبِلادَ مَن صَمَدوا وَمَنْ صَبَروا
وَوَجْهَ حَبيبَتي..
فَكَفى كَفى! فَالحِملُ فَوقَ القَلبِ..
أَثقَلُ مِن ثَقيلْ
أَحَبيبَتي الشَّقراءَ يا قَمَري الجَميلْ
الجُرحُ يُؤْلِمُني أُغَطِّي الجُرحَ – في خَجَلٍ –
فَما جُرحي أَمامَ جُروحِ أَقْصانا العَليلْ ؟
أَمشي بِدَربي تائِهاً ..
وَالدَّربُ سَيِّدتي طَويلْ
لا يَنتَهي..
ضاعَتْ بِعُرضِ البَحرِ بُوصَلَتي
وَهاأنَذا أرى قَلبي يُشيرُ..
إِلى فِلَسطينَ الحَبيبةِ ، أَنتَ يا قَلبي الدَّليلْ
وَالدَّربُ سَيِّدتي طَويلْ
لا يَنتَهي..
يا سارِقي وَطَني وَروحَ مَدينَتي
يا واقِفونَ أَمامَ وَجهِ قَصيدَتي
ذوقوا حَريقَ جَهَنّمي..
ذوقوا عَذابَ الشِّعرِ..
أَنتُمْ مَن أَضَعْتُم دَربَكُمْ
وَاخْترتُمُ هذا السَّبيلْ
لكِنَّنا سَنَعودُ..
في يَومٍ مِنَ الأَيَّامِ يا وَطَني
وَإِنْ طالَ التَّغرُّبُ وَالتَّشَتُّتُ وَالرَّحيلْ
- 3 -
ثَلْجٌ عَلى أَوراقِ قَلبي
وَالرِّياحُ مِنَ الشَّمالْ
يا أَيُّها الوَطَنُ المُحاصَرُ بَينَ جُرحي وَالمُدى
بَينَ الإِجابةِ وَالسُّؤالْ
بَينَ الحَقيقةِ وَالخَيالْ
أَمضي أَتيهُ بِحُزنِيَ الأَزَلِيِّ وَالأَبَدِيِّ..
يَصْرَعُني التَّمزُّقُ وَالأَسى
وَالقَلبُ يَشتَعِلُ اشتِعالْ
يافا تُناديني : تَعالْ
وَإِليكِ سَيِّدتي إِليكِ..
أَشُدُّ سَيِّدتي الرِّحالْ
فَيَكادُ يُثمِلُني عَبيرُ البُرتُقالْ
تَتَكاثَرُ الذِّكرى بِعقلي..
أَستَفيقُ عَلى الخَيالْ
فَيَشُدُّني شَغَفي إِلى شَيْءٍ أَراهُ ،
وَلا أَراهُ ، وَلا أَزالْ
أَصبو إِلى امْرَأَةٍ تُبادِلُني الهَوى
أَصبو إِلى وَطَنٍ يُناديني وَيَصرُخُ بِي تَعالْ
هذا أَنا نَسرٌ بِلا وَطَنٍ..
وَلكنِّي أَرى الدُّنيا بِلادي
عائِدٌ أَنا عائِدٌ..
لا المَوتُ يُرْهِبُني وَلا الشَّيْءُ المُحالْ
- 4 -
وَحدي أَنا في غُربَتي
وَطَني هُناكَ ، هُناكَ خَلفَ الليلِ
إِني قادِمٌ..
وَمَعي جِراحاتي وَحُزني
وَأَنا المُغَنِّي
فَالقَولُ قَولي وَالأساطيرُ القَديمَةُ..
وَالهَوى وَالعودُ لي..
وَاللحنُ لَحْني
أَحَبيبَتي..
يا أجْمَلَ امْرأَةٍ
وَيا قَلبي وَروحي وَالهَنا..
وَضِياءَ عَيني
إِني قَريبٌ كيفَ تَبتَعِدينَ عَنِّي
وَإِذا ابْتعدتُ فَلستِ تَقتَرِبِينَ مِنِّي
ماذا يُبَدِّدُ وَحشَتي ؟!
يا مَن تُزَيِّنُ كُلَّ أَشعاري وَفَنِّي
- 5 -
أَمشي إِلى الإِنسانِ في ذاتي
تَضيعُ الذَّاتُ فِيَّ مِنَ البِدايَهْ
أَمشي إِلى الإِنسانِ في جَسَدي ،
أُعانِقُ – مُتْعباً – روحَ المَدى
فَيُغادِرُ الإِنسانُ مِن جَسَدي..
وَأَبقى دونَما جَسَدٍ ، وَأَبْقى..
دونَما روحٍ ، أَضيعُ كَنَجْمَةٍ في اللانِهايَهْ
وَحِكايَتي صارَتْ حِكايَهْ
فَنَثرتُ أَيَّامي وَأحزاني وَأَوراقي ،
أَمامي كَي أَرى نَفسي..
وَلكنْ ما رَأَيتُ سِوى بَقايا هَيْكَلٍ
فَحَزِنتُ لَملَمْتُ البَقايا..
وَانْتَشيتُ ، نَقَشتُ فَوقَ ضَريحِ صَمْتي
ألفَ آيهْ
هَل تُصبحينَ قَبيلَتي ؟
هَل تُصبحينَ مَدينَتي ؟
كوني إِذَنْ سَيفاً وَرايهْ
فَسَتُصبحينَ وَسيلتي
مادُمْتِ لي هَدَفاً وَغايَهْ
يا أَجْمَلَ امْرَأَةٍ وَيا أَحْلى رِوايَهْ
- 6 -
مادُمتِ سَيِّدتي مَعي..
سَأَمُوتُ كَالأَشجارِ – في وَطَني –
وُقوفاً لا أَهونُ وَلنْ أَهونْ
مادُمتِ سَيِّدتي مَعي..
سَأُحاربُ الدُّنيا بِأَكمَلِها ،
لأَخْلُدَ في العُيونْ
فَأَنا أُحِبُّكِ كَي أَرى أَبعادَ روحي..
كَي أَرى وَطَني أَرى حُرِّيَّتي
وَأَنا أُحاربُ كَي تَكوني أَنتِ لي..
وَأَنا أُحبكِ كَي أَكونْ
نَسراً أُحَلِّقُ في سَما وَطَني..
وَإِلا لَن أَكونْ
لَولا هَواكِ لَضاقَتِ الدُّنيا..
وَضاقَ الشِّعرُ وَالقَلبُ الحَنونْ
هذا هُوَ السِّرُ الإِلهيُّ اجْمَعيني ،
وَانْثُريني.. وَاجْمَعيني..
كُلَّما حاوَلتُ أَن أَمتَدَّ..
في الأُفُقِ البَعيدِ وَفي المَدى
ثُمَّ اجْمَعيني مَرَّةً أُخرى..
وَكوني مَرَّةً أُفُقاً ، وَكوني مَرَّةً بَحْراً
لأَعرِفَ مَن أَنا في اللانِهاياتِ..
امْنَحي جَسَدي وَروحي مُتعَةَ الإِحساسِ..
بِالموتِ البَطيءِ وَبِالهَوى
وَبِما يُخَلِّفُهُ الجُنونْ
ثُمَّ امْنحيني مَوطِناً لأَقولَ :
إِنَّا عائِدونْ
- 7 -
يَمَّمتُ وَجهي شَطرَ وَكْري ،
فَوقَ هذي القِمَّةِ الشَّمَّاءِ..
عاوَدَني الحَنينْ
جَسَدي يُحاصِرُني وَقَد أَشْعلتُهُ لَيلاً
فَأَطفَأَني ، وَأشعَلَني الهَوى
وَاشْتدَّ في صَدري الأَنينْ
وَلَقد خَرَجتُ مِنَ الرَّمادِ..
نَهَضتُ مِنَ عَدَمي ، لأَبدأَ رِحْلَتي
وَخَفقْتُ أَجْنحتي بِجُدرانِ المَدى
وَفَتحتُ بابَ الليلِ للأَشعارِ وَالذِّكرى
وَللأَشواقِ سَيَّدتي لِحُزني للوَجى..
وَلِكُلِّ ما يَأْتي بِهِ أَزَلُ السِّنينْ
وَنَشرْتُ أَشرِعَتي وَغَنَّى البَحرُ
وَالنَّايُ الحَزينْ
الأَرضُ لي وَلإِخوَتي..
فَلَنا جُذورٌ مُنذُ كَنعانٍ ،
لَنا جِذعٌ طَويلٌ في مَدى التَّاريخِ..
قَد وَصَلَ السَّماءَ وَليسَ يَقْطعُهُ الزَّمانُ ،
وَلا المَكانُ ، فَتِلكَ تِلْكَ بِلادُنا..
كانَت وَمازالتْ لَنا..
وَالنَّاسُ كانوا عابِرينْ
أَحَبيبتي..
كوني مَعي
قولي بِوجهِ الخَائِنينْ
قولي بِوجهِ الهارِبينْ
قولي بِوجهِ الظَّالِميْن
لا البُعدُ يَمحو ما بِذاكِرَتي..
وَلا يَلغي الرَّحيلُ هُوِيَّتي
فَهُوِيَّتي.. فِلْسٌ وَطِينْ

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 05:14 AM

غَريبُ الدَّارِ

- 1 -
غَريبُ الدَّارِ وَالأَحلامِ وَالمَنفى..
غَريبُ الطِّينِ وَالتُّربَهْ
وَحيدٌ في مَدينَتِكُمْ..
وَحيدٌ في بِلادِ الليلِ وَالغُربَهْ
بِلا صُحبَهْ..
غَريبٌ تُتْعِبُ الطُرُقاتُ أَقدامي
وَتُوجِعُها..
وَأَمشي ، آهِ لا أَشكو وَلا أَسْأَلْ
وَيَمتَصُّ الدُّجى فَرَحي..
وَلا أَزعَلْ
أَنا أَتَجَرَّعُ الحِنْظَلْ..
مَدينَتُكُمْ حَلاوتُها كَما الحِنظَلْ
يُجَرِّدُني الأَسى وَالليلُ مِن فَرَحي
وَمِن أَمَلي مِنَ الأَشواقِ وَالأَحلامِ..
تَرسُمُ غُربَتي مَنفىً عَلى قَلبي
بِحَدِّ الحُزنِ وَالمِنجَلْ..
- 2 -
- غَريبُ الدَّارْ ؟
- أَتَسأَلُني ؟! أَتَسْأَلُني ؟!
أَجلْ إِنِّي غَريبُ الدَّارْ.
وَقَلبي كُتلةٌ مِن نارْ
مَدينَتُكُمْ بِلا شَمسٍ وَلا أَقمارْ
بِلا حُبٍّ وَلا أَشعارْ..
بِلا فَرَحٍ وَلا أَمطارْ
نِساءٌ ما لَهُنَّ قَرارْ..
عُيونٌ كُلُّها أَسرارْ
وَحيدٌ ، آهِ في بَحرِ الهَوى
لا البَحرُ يُرسيني عَلى بَرٍّ وَلا التَّيَّارْ
وَحيدٌ تُهتُ في دُنيا مَدينَتِكُمْ
وَيَبقى اللحنُ مَهمومَاً..
وَإِنْ تَتَبَدَّلِ الأَوتارْ
فَهلَ مازلتَ تَسأَلُني..
غَريبُ الدَّارْ؟
- 3 -
غَريبٌ كُلُّ ما في الكَونِ يَجهَلُني
وَنَفسي آهِ..
حَتَّى النَّفسُ تَجْهَلُني
بَعيدٌ عَن حِمى أَهْلي
بَعيدٌ عَن رُبى وَطَني
قِطارُ العُمرِ في سَبْقٍ مَعَ الزَّمَنِ
أَحِنُّ إِليكِ يا أُمِّي..
وَكَم أَحتاجُ حينَ الليلُ يَغمُرُني
وَحينَ أَتيهُ في شَجَني
إِلى قِنديلِ عَينيْكِ..
وَكَم أَحتاجُ حينَ أَلوبُ..
حينَ أَذوبُ ، حينَ أُحِبُّ ، حينَ أَموتُ يا أُمِّي
إِلى تَمسيدِ كَفَّيْكِ..
خُذيني وَانْفُضي عَنِّي
غُبارَ الغُربَةِ الصَّفراءَ..
ضُمِّيني بِزَندَيْكِ..
فَإِنَّ الغُربَةَ اتَّسَعَتْ
وَإِنَّ الحُزنَ يَسكُنُني
وَكُلَّ الكَونِ يُنكِرُني
- 4 -
وَحيدٌ ..
في لَيالي الغُربةِ السَّوداءِ..
لا امرَأَةٌ تُدَلِّلُني لأَسكُنَها
وَتَقرأَ قِصَّةً أَو قِصَّتينِ ، وَتُرجِعَ الدُّنيا
وَتُرجِعَ لي طُفولَتِيَ التي شاخَتْ
وَتُرجِعَني إِلى الماضي إِلى الذِّكرى..
وَتَحمِلَني إِلى وَطَني
قُبَيْلَ النَّومِ..
لا أَحبابَ لا أَصحابَ لا أَوطانْ
وَلا امرأَةٌ أُلَحِّنُها كَأُغنِيَةٍ
فَتَنشِدُني..
وَأَكتُبُها فَتمْحوني
وَأَمْحوها فَتَكتُبُني
وَأَقرَأُها ، وَأَزرعُها بِأَعماقي
وَأَعشَقُها ، وَأَرسُمُها
بِأَجْمَلِ أَجْمَلِ الأَلوانْ
وَأَنشُدُها بِأَعذَبِ أَعذَبِ الأَلحانْ
وَلكِنِّي حَزينٌ..
لا الدُّموعُ تُفيدُ في المَنفى
وَلا الأَحزانْ
أُسافِرُ فيكِ يا دُنيا..
غَريبَ الدَّارِ وَالأَشجانْ
وَعِنواني..
بِلا عِنوانْ..

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 05:14 AM

غَزالٌ مِن أَرضِ كَنعانَ

أَتيتَ تُخَلِّصُ فِردَوسَكَ الدُّنْيَوِيَّ..
مِنَ الإِثْمِ وَالآثمينْ
وَهاهُوَ فِردَوْسُكَ الأَبَدِيُّ ، يُناديكَ..
فَادْخلْ سَلامٌ عَليكَ..
سَلامٌ عَلى أَجْمَلِ الدَّاخلينْ
عَلى عَرشِكَ الطِّفلِ..
كانَ الرَّبيعُ يُغَني..
وَكانتْ مَلائِكَةُ الله حَولَكَ..
فَافْتحْ فُؤادَكَ لِلعاشِقينْ
صَغيرٌ ، وَلكنَّ فَهمَكَ لِلقُدسِ..
أَكبرُ مِن كَونِنا..
آهِ كَمْ أَنتَ عَذبٌ..
تُسافِرُ مِثلَ غَزالٍ رَشيقٍ
عَلى أَكتُفِ الحَالِمينْ
جَميلٌ ، كَأَنَّكَ زَهرُ الرَّبيعِ..
رَقيقٌ طَرِيٌّ..
كَأَنَّكَ مِثلُ الفَراشِ..
عُيونُكَ لَيلٌ يُسافِرُ في أَرضِ كَنعانَ..
يَمسحُ وَجهَ المَدى وَالفَضاءَ..
وَقَلبُكَ حَقلٌ مِنَ الياسمينْ
تُعَلِّمُنا الحُبَّ..
وَالأَرضَ ، وَالحقلَ وَالقَمحَ..
أَنتَ مُعَلِّمُنا الأَزَلِيُّ ،
وَأَنتَ مُعَلِّمُنا الأَبَدِيُّ ،
وَعُمْرُكَ تِسعُ سِنينْ

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 05:14 AM

أَينَ السَّلامُ ؟؟

أَتُوَقِّعونْ ؟
بِدَمي..
وَلَحمي فَوقَ مائِدَةِ السَّلامْ
هَلْ تَشرَبونْ ؟
نَخبَ الفِلَسطينِيِّ يا عَرَبَ الكَلامْ
شُكْراً لَكُمْ..
مازلتُ أَبْحَثُ في الظَّلامْ
مازلتُ أَبْحَثُ عَن يَدي..
بِيَدي التي فيها السِّلاحُ..
فَلَمْ أَجِدْها ،
كانَتِ الدُّنيا ظَلاماً دامِساً..
وَالكوْنُ نامْ
وَمَدَدْتُ أَقدامي ، لأَبْحثَ مَرَّةً أُخرى..
وَلكنْ دونَ جَدْوى..
ضَاعتِ الأَقدامُ أَيضاً في الظَّلامْ
وَأَطَلَّ نَجمٌ مِن بَعيدٍ قَد أَزالَ..
أَزالَ عَن لَيلي اللِثامْ
فَرَأَيْتُ جُزءَاً مِنْ يَدي..
فَوقَ الثَّرى..
وَرَأَيْتُ فيها غُصنَ زَيتونٍ..
تُضَمِّخُهُ الدِّماءُ..
فَأَينَ ما سمَّيتموهُ سلامَكم
بئسَ السَّلامْ ...

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 05:15 AM

العُصفورُ والصَّيَّادُ



أَشتاقُ كَالعُصفورِ سَيدتي..

إِلى لَونِ السَّماءْ
أَشتاقُ لليلِ المُكَلَّلِ بِالنُّجومِ ، وَبِالكَواكِبِ وَالفَضاءْ
وَحدي أُحَدِّقُ مِن وَراءِ نَوافِذي..
أَصِلُ المَدى - المَحدودَ في هذا المَدى..
فَيَصُبُ في أُذُني هَديرَ الطَّائِراتِ ،
أَشُمُّ رَائِحَةَ الدَّمِ المَسفوكِ..
وَالسِّكِّينِ وَالكِبريتِ ، وَالذَّبحِ المُعَدِّ لَنا..
أَشُمُّ المَوتَ عَبرَ الشَّارِعِ المُمْتَدِّ..
أَو عَبرَ الهَواءْ
الحُزنُ صورَتُنا عَلى جُدرانِنا
وَالدَّمعُ ساعَتُنا التي فَرَّتْ عقارِبُها..
وَضاعَتْ في الثَّرى أَرقامُها
وَالليلُ تَرجَمَ لَونَنا أَو شَكْلَنا..
وَالحُبُّ داءْ
فَأَطُلُّ مِن بابِ القَصيدةِ مَرَّةً..
وَأَطُلُّ مِن جُرحي مِراراً..
كي أَرى غَدِيَ المُقَيَّدِ..
بِالغُموضِ وَبِالضَّبابِ وَبِالهَباءْ
ماذا أَقولُ أنا إِذا جاءَ الغُزاةُ ؟
وَحاصَروا قَلبي وَأحلامَ الصِّبا
وَتَغَلْغلوا بَينَ الوِسادَةِ وَالغِطاءْ
أَو تَحتَ أَجنِحَتي..
وَأَكمامي وَجَيْبي وَالحِذاءْ
ماذا سَأَفعلُ عِنْدَها ؟
سَأَمُرُّ بَينَ قَذيفَتَينِ كَأَنَّني حُلُمٌ..
فَأَصحو ، وَالمَكانُ مُضَرَّجٌ بِلَظى الدِّماءْ
وَأُلَملِمُ الأَشلاءَ – أَشلائِي وَأَجْمَعُها
لأَرسُمَ صورَتي ، أَو صورةً صَفراءَ تُشْبِهُني
وَأَبدَأَ بِالمَسيرَةِ مِنْ جَديدِ
وَأُلَملِمَ الأَوراقَ – أَوراقي وَأَفكاري ، حُروفي
صَوْتِيَ المَبحوحَ ، ذِكرى الحُبِّ سَيَّدتي
وَأَيَّامَ الهَوى ، لُغَتي لأَبدَأَ بِالنَّشيدِ
لَمْ أَستَطِعْ أَبَداً..
حِصارٌ في حِصارٍ حَولَ روحي مِنَ حَديدِ
بَيني وَبَينَ حَبيبَتي دَبَّابَةٌ – حُبْلى
تُراقِبُ كُلَّ أَشواقِي لِعَينَيْها ، وَتَقصِفُها
وَتَقْصِفُ كُلَّ ما في القَلبِ..
مِن فَرَحٍ وَمِن حُبٍّ وَمِن أَمَلٍ عَنيدِ
صَبُّوا عَلى لَيلِ المُخَيَّمِ نارَهُمْ
في الشَّارِعِ الخَلْفِيِّ – وَالمَذبوحِ مِن شَريانِهِ
وَمِنَ الوَريدِ إِلى الوَريدِ..
هُناكَ يَتَّكِئُ الشَّهيدُ عَلى الشَّهيدِ عَلى الشَّهيدِ
قِمَمٌ عَلى قِمَمٍ..
بِها يَستَعرِضونَ دَمي وَلَحْمي
لِلمَزادِ وَلِلعِبادِ وَلِلعَبيدِ
عَرَبٌ عَلى عَرَبٍ.. يَبيعونَ العُروبَةَ ،
وَالكَرامَةَ ، وَالقَصيدَةَ لِليَهودِ

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 05:15 AM

النَّسرُ الذي تَخَلَّى عَن أَجنِحَتِهِ

لِماذا تَركتَ السَّماءَ ، وَجِئتَ إِلى الأَرضِ ؟
هَل جِئتَ تَمشي عَلى قَدَميْكَ ؟
لِتَنسى جَناحيْكَ..
أَمْ جِئتَ لِلأَرضِ كَي تَتَصادَقَ أَنتَ
وَمَن يَعشقونَ اصْطِيادَ النُّسورْ ؟
أَيا سَيِّدَ الجَوِّ ، ماذا اعْتراكَ ؟
لِماذا تَخلَّيتَ عَن سِربِكَ الوَطَنِيِّ ؟
خَسِرتَ كَثيرًا..
خَسِرتَ المَدى وَالفَضاءَ..
خَسِرتَ الحُضورْ
لِماذا نَزَلتَ إِلى الأَرضِ ؟
هَل يَتعبُ النَّسرُ يَوماً مِنَ الطَّيرانِ ؟
وَهَل تَتْعَبُ الثَّوْرَةُ الأَزَلِيَّةُ ، وَالأَبَدِيَّةُ حينَ تَثورْ ؟
رَجَوناكَ أَلا تُغادِرَ هذا الفَضاءَ..
وَلا تَترُكَ الجَوَّ ، مَهما دَعاكَ الحَنينُ إِلى الأَرضِ..
إِنْ مُتَّ مُتْ في السَّماءِ..
وَأَنتَ تُحَلِّقُ..
(( فَالشَّمسُ مَقبَرَةٌ لِلنُّسورْ ))

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 05:15 AM

قِراءةٌ في كَفِّ المَدى

- 1 -
أَرى في المَدى أُفُقاً بَعثَرَ الغَيْمَ..
قُربَ الغُروبِ
وَيَختَرقُ الغَيمَ أَلفُ شُعاعٍ..
مِنَ الشَّمسِ..
تَرسُمُ في الأُفْقِ لَوحاتِها ، بِهُدوءٍ وَصَبرٍ
- وَبَينَ الأَشِعَّةِ كانَ الرَّذاذُ..
يُضيءُ شُموعاً –
وَتَرسُمُ ماضِيَّ ، تَرسُمُني غَيمَةً.. غَيمَةً
وَشُعاعاً شُعاعاً عَلى مَهَلٍ..
وَتَذَكَّرتُ وَجهَ حَبيبي
وَتَرسُمُ حاضِرَنا غامِضاً..
مِثلَ يَومِ القِيامَةِ..
لا يَعرِفُ المَرءُ هل سَوفَ يَنجو..
وَيَدخُلُ فِرْدَوسَهُ خالِداً..
أَم سَيَخلُدُ بَينَ الجَحيمِ ، وَبَينِ اللهيبِ
وَتَرسُمُ مُستَقبَلاً مُعْتِماً مُظْلِماً..
مِثلَ لَيلٍ تَراكَمَ في شَهرِ كانونَ..
لا قَمَرٌ في السَّماءِ ، وَلا أَنجُمٌ في الدُّروبِ
أُحَدِّقُ في الأُفْقِ..
أَقْرَأُهُ طائِراً طائِراً..
وَأَعُدُّ شَرايينَ عَيني
لِكَثرَةِ ما كُنتُ أَتْرُكُها..
تَتَبَصَّرُ خَلفَ الغُيوبِ
أَرى ما أَرى..
وَرَأَيْتُ القَتيلَ يُصافِحُ قاتِلَهُ وَيُقَبِّلُ كَفَّيْهِ..
يَدعو لَهُ بِالمَزيدِ مِنَ العُمرِ ،
يَدعو لَهُ أَنْ تَزولَ جَميعُ الذُّنوبِ
أَرى ما أَرى..
وَرَأيْتُ طُيوراً مُهاجِرَةً للشَّمالِ
وللشَّرقِ للغربِ أو لِلجَنوبِ
- 2 -
وَأَرخى المَساءُ سَتائِرَهُ فَوقَ بَحري ،
أَمُدُّ شِراعي وَأَنشُرُهُ في الظَّلامِ
أُجَدِّفُ وَحدي ،
وَما مِن شِراعٍ سِوايْ
لَقَد سَبَقوني جَميعاً..
وَقَد تَرَكوني وَحيداً..
فَأَغرَقُ أَغْرَقُ ، ثُمَّ أَعودُ وَأَطْفو ،
وَأَغْرَقُ ثانِيَةً ثُمَّ أَطْفو..
أُفَتِّشُ عَن ..
لَستُ أَدري ..
فَما عَثَرتْ في الظَّلامِ عَلى أيِّ شَيْءٍ يَدايْ
أُحَدِّقُ في لُجَجِ البَحرِ..
أَمواجُهُ مِن بَعيدٍ تَجيءُ كَأَشباحِ مَوتَى ،
فَلَيسَ أَمامِيَ ضَوْءٌ ، وَلَيسَ وَرائِيَ ضَوْءٌ
وَلا عَن يَميني ، وَلا عِن شِمالي
وَلا ضَوْءَ فَوقي ، وَلا ضَوْءَ تَحتي..
صَرخْتُ إِلى أينَ أَمضي ؟
صَرخْتُ وَما مِن مُجيبٍ..
تَذَكَّرتُ أنِّيَ وَحدي ،
وَأَمَّا رِفاقي فَقَدْ وَصَلوا شَطَّهُمْ بِأَمانٍ
وَضاعتْ بِهذا الظَّلامِ رُؤايْ
- 3 -
أَرى في المَدى سُحُباً أَثقَلَتْها الرُّعودُ
أَرى سُحُباً سَوفَ تُمطِرُ فَوقَ مَسائِي
وَتُغرِقُني بِالحَنينِ لأُمِّي..
فَهل يا تُرى سَأَعودُ ؟
أَرى ظِلَّ زَيتونَةٍ فَوقَ أَرضِ أَبي..
أَحرَقوها..
وَقَد صادَروا الظِّلَ مِنَّي
وَقَد جَرَّدوني مِنَ الذِّكْرياتِ
مِنَ الأُغنِياتِ..
مِنَ الأُمنِياتِ..
وَمِنْ أَرضِ جَدِّي وَزيتونِهِ..
وَالتَّأَمُّلِ في الأُفقِ حينَ يَمرُّ الجُنودُ
أَضاءَ شِهابٌ مُفاجَأَةً ، فَتَهَزْهَزَ قَلبي
وَطارَ ، وَصارَ يُغَنِّي..
أُحَدِّقُ مِلْءَ عُيوني
وَأَختَرِقُ الأُفقَ سَطراً فَسَطراً..
وَأَخترِقُ الليلَ مِن غَيرِ جَدوى
ظَلامٌ.. ظَلامٌ
وَضاعَ الشُّعاعُ الوَحيدُ

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 05:15 AM

لَنْ نَرحَلَ
- 1 -
سَأَظلُّ يا وَطني هُنا أَلعبْ
لي ذِكرَياتٌ هاهُنا..
فَالليلُ أُغنيةُ الهَوى..
وَقَصيدةٌ عَربيَّةٌ ،
وَالشَّمسُ لي مَلعبْ
لَن يَمحُوَ التَّاريخُ ذاكِرتي..
فَذاكِرتي تُنيرُ كَأَنَّها كَوْكبْ
سَأَظلُّ يا وَطَني هُنا أَكتبْ
قَلَمي عَدُوُّي حِينَ لا يَكتبْ..
قَلبي جَبانٌ حينَ لا يُحببْ
سَأَظلُّ حَتَّى تَرْحلَ الحَشَراتُ مِن دَمِنا..
فَلنْ أَتعبْ.
الصَّلبُ يَرجفُ حينَما أُصلَبْ
وَالموتُ يَخشاني ،
وَحينَ أَطُلُّ مِن جُرحِ الهَوى يَهربْ
سَأَظلُّ يا وَطني وَلنْ أَذهبْ.
- 2 -
سَأَظلُّ يا وَطَني وَلن أَرحلْ
أُعطيكَ أُغنِيَتي ، وَكُلَّ قَصائِدي ، وَمَشاعِري
أُعطيكَ يا وَطَني وَلا أَبخلْ
وَطَني ، هَواكَ هَوايَ ، أَنتَ العَينُ
أَنتَ القَلبُ أَنتَ الذِّكرياتُ جَميعُها..
أَنتَ الهَوى الأَوَّلْ
سَأظلُّ مَهما جاءَ مُحتَلٌّ..
وَجاءَ بُعيْدَهُ مُحتَلْ
سَرَقوا هُويَّتَنا ؟؟!!
هُويَّتُنا تُرابُ الحَقلِ وَالمِعوَلْ
وَالقمْحُ والمِنجَلْ
لا نَرتَضي بِالذُّلِّ جَنَّتَكمْ
وَكَأْسَ حياتِكم أَبَداً..
وَنَرضى لَو شَربنا بِالمَعزَّةِ أَلفَ بَحرٍ
مِن عَصيرِ المُرِّ وَالحَنظَلْ
سَنَظلُّ يا وَطَني فَأَنتَ رِباطُنا الأَزَليُّ ،
وَالأَبَديُّ ، أَنتَ حَبيبُنا الأَوَّلْ
أَنتَ النَّدى أنتَ الصَّدى ، أَنتَ الدَمُ العَرَبيُّ
في دَمِنا ، وَأنتَ الرُّوحُ في أرواحِنا..
وَالدفءُ والمَنزلْ
سَنَظلُّ في هذي السَّماءِ طُيورَها..
سَنَظلُّ في هذي الحُقولِ تُرابَها..
زَيتونَها أو تينَها...
سَنَظلُّ يا وَطَني وَلن نَرحلْ

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 05:16 AM

اعْتِذارٌ صَريحٌ لِحَبيبَتي

- 1 -
مَطَرٌ عَلى جُدرانِ لَيلَتِنا..
وَمازالتْ عُيونُ الليلِ باكِيَةً..
وَكَمْ أَحتاجُ هذا الوَقْتَ أَن أَبكي ،
وَلكنِّي عَصِيُّ الدَّمعِ يا فِردَوسِيَ المَفقودَ..
في هذا المَساءْ
ضاعَتْ جَميعُ الأَبجَديَّاتِ احْتَرقْتُ..
لِكي أُكَوِّنَ أَبجَدِيَّةَ حُبِّنا
لَكنَّهُمْ قَد صادَروا كُلَّ الحُروفِ..
وَأَبجَديَّةَ حُبِّنا ،
قَد صادَروا لُغَتي ، وَحُنْجُرَتي ،
وَعَينيْكِ اللتينِ إِليهِما آوي..
إِذا ضاقَ الفَضاءْ
عَيناكِ تَحتَرِقانِ في قَلبي..
وَعُمْري في مَحَطَّتِهِ الأَخيرَةِ..
يَسأَلُ الرُّكَّابَ عَن عَينيْكِ..
هَل رَحَلَ الرَّبيعُ وَلَمْ تَزَلْ عَيناكِ في الدُّنيا ؟
وَهَل رَحَلتْ عُيونُكِ أَم سَتَبقى ؟
هَل سَنَبقى دُونَما شَمسٍ وَلا قَمَرٍ
- إِذا ما سافَرتْ عيناكِ سَيدتي - إِلى يَومِ اللقاءْ ؟!
- 2 -
تَتَلأْلَئينْ..
كَسَنىً بَهيجٍ تَلمَعينْ
يا مَن يُغَطِّي جِسْمَها ،
عِشرونَ حَقلاً مِن حُقولِ الياسَمينْ
يا مَن يَسيرُ وراءهَا،
سِربٌ مِنَ الغِزلانِ ، كَي تَتَعَلَّمَ المَشيَ الأَنيقَ..
عَلى غُيومِ القَلبِ ، في فَصْلِ الهَوى
تَمشي فَراشاتٌ مُلَوَّنَةٌ ، وَراءَ مَليكَتي
وَأَنا حَزينْ
- 3 -
مُرِّي مُرورَ سَحابَةٍ بَيضاءَ..
فَوقَ حُقولِ قَلبي ،
وَاهطِلي بَرَداً وَثَلجَاً ، طَهِّريهِ مِنَ الفُتورْ
تَتَراقَصُ الكَلِماتُ فَوقَ يَدي..
وَبَينَ أَصابِعي..
وَأَنا أُحاوِلُ أَنْ أُشَكِّلَ مِنكِ أُغنِيَةً..
وَلكنَّ الحُروفَ تَضيعُ ما بَينَ السُّطورْ
مازِلتُ أَبْحَثُ عَن رَحيقِ الحَرفِ في لُغَتي..
وَلكنِّي وَجَدتُ حَريقَهُ
فَتَقَلَّبتْ بَعضُ الحُروفِ..
وَغَيَّرتْ مَعنى السِّياقِ ،
فَغِبتِ أَنتِ مَعَ الحُضورْ
مَن ذا يُعيدُ كِتابَتي وَقِراءتي ؟
وَالحُزنُ أَرهَقَني وَأَرهَقَ ما تَبَقَّى
في إِناءِ الرُّوحِ مِنْ رَمَقٍ..
وَمِن وَشَلٍ وَمِن صَبرٍ صَبورْ
- 4 -
أَحَبيبَتي..
قَدْ نَلتَقي في غُربةِ الرُّوحِ ،
اترُكيني هائِماً بَينَ المَنافي وَالفَيافي وَالضِّفافِ..
فَقد أَجِيءُ وَلا أَجيءُ..
فَحاوِلي أَن تَقرَئِيني مَرَّةً أو مَرَّتَيْنِ ،
وَحاوِلي أن تَعشَقيني مَرَّةً أَو مَرَّتيْنِ ،
وَحاوِلي أن تَقتُليني مَرَّةً أو مَرَّتيْنِ ،
لِكي أَعيشَ أنا وَأنتِ بِروحِنا الأَبَدِيِّ..
في وَطَنٍ يُعَلِّمُنا تَرانيمَ الهَوى
فَسَنَملأُ الجَرَّاتِ بِالخَمرِ المُقَدَّسِ وَالمُعَتَّقِ ،
ثُمَّ نَمزُجُهُ وَنَشرَبُهُ بِدَمعِ الزَّنْجَبيلْ
وَسَأَجْمَعُ النَّجمَ المُسافِرَ بَينَ أَحضانِ المَدى..
تاجاً يُزَيِّنُ رأسَكِ العالي..
وَأَجْمَعُ مِن عُيونِ الليلِ كَأْساً..
كي أُكَحِّلَ مِنهُ عَينيْكِ المُسافِرَتَيْنِ في قَلبي ،
وَأَصغي يا مُعَذِّبَتي لِصَوْتِكِ وَالهَديلْ
- 5 -
شَفَتاكِ أَشهى مِن نَبيذِ الليلِ..
لَكنِّي تَعبتُ..
تَعبتُ مِن تَفكيرِيَ المَسجونِ في عَقلي..
فَحولَ العَقلِ أَلفُ كَتيبَةٍ
لا أَنتِ قادِرةٌ عَلى الأَحلامِ سَيِّدتي..
ولا أَنا قادِرٌ ، وَالحُلْمُ عيدْ
بَيني وَبَينَكِ حائِطٌ يَعلو.. وَيَعلو..
كُلَّما حاوَلتُ أَنْ أَعلو ، عَلا..
عَيناكِ تَبتَعِدانِ في الأُفُقِ البَعيدْ
وَالرُّوحُ هائِمَةٌ..
وَقَلبي وَالمزامِيرُ العَتيقَةُ وَالنَّشيدْ
- 6 -
أَعداؤُنا أَخَذوا عُيونَكِ..
يا مُعَذِّبَتي وَراحوا
أَخَذوا النَّشيدَ - نَشيدَ إِنشادي وَراحوا
وَضَعوا القَصيدَةَ في وُجاقِ النَّارِ سَيِّدتي ، وَباحوا
لليلِ ما لا يُستَباحُ
سَحَبوكِ مِن روحي وَثاروا وَاستَراحوا
وَالقَلبُ تَمْلأُهُ الجِراحُ
يا طائِرَ الفينيقِ في قَلبي أَفِقْ..
أَنا طائِرٌ لَكِ مِن بَقايا العُمرِ..
مِن صَمْتِ الرَّمادِ..
فَحَرَّضوا بَعضي عَلى بَعضي ،
فَما خَفَقَ الجَناحُ
- 7 -
أَعداؤُنا يَتكاثَرونَ يُحاصِرونَ قَصيدَتي
فَخُذي سَديمَ الرُّوحِ وَانْتَشِري..
دُهوراً حَولَ أَيَّامي وَلا لا تَرحَلي..
أَبَداً وَظَلِّي مِثلَ ظِلِّي لا يُفارِقُني ،
خُذي ما شِئتِ أَنتِ حَبيبَتي ،
وَطَني وَداري
وَأَنا المُحاصَرُ بَينَ حُزني وَانْكِساري..
بين وَجْهَكِ وَاحْتِضاري..
بَينَ أَشواقي وَناري
فَلِذا أُقَدِّمُ يا مُعَذِّبَتي اعْتِذاري

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 05:16 AM

استمرِاريَّةٌ

حينَ يَجيءُ الليلُ..
وَتَقْدحُ في القَلبِ شَرارَهْ
تَنمو تَكْبَرُ تُمسي شُعْلَهْ
تُشْرقُ فِكْرَهْ..
تَغدو جَمرَهْ
تَتَكاثَرُ تُمسي – حينَ يَنامُ الكونُ وَراءَ الليلِ –
لَهيباً كَالبُرْكانْ..
فَيَثورُ ، يثَورُ وَيَهدَأُ..
لا يَخمَدُ ، لا ، بَل يَهدأُ..
حينَ يَفيقُ الكَونُ بُعَيْدَ الليلِ..
وَيَرقُصُ في الأُفْقِ بَعيداً..
خَيطُ دُخانْ
يُفصِحُ عَن ميلادِ شَرارَهْ..
إِلى آخِرِهِ.. إِلى آخِرِهِ..

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 05:17 AM

الشاعر عز الدين المناصرة
نبذة
مواليد محافظة الخليل بفلسطين في 11/4/1946
حصل على شهادة الدكتوراه (ph.D) في الأدب المقارن ـ جامعة صوفيا 1981.
يعمل منذ يوليو 1995 ـ أستاذا مشاركا بجامعة فيلادلفيا الأردنية
عاش متنقلا في البلدان التالية :
فلسطين (1946 ـ 1964
)
الأردن (1970 ـ 1973)
لبنان (1973 ـ 1977)
بلغاريا (1877 ـ 1981)
لبنان (1981 ـ 1982)
تونس (1982 ـ 1983)
الجزائر (قسنطينة) (1983 ـ 1987)
الجزائر (تلمسان) (1987 ـ 1991)
الأردن (1991 ـ ...)

صدرت له المجموعات الشعرية التالية:
يا عنب الخليل 1968 ـ القاهرة
الخروج من البحر الميت ـ 1969, بيروت
قمر جرش كان حزينا ـ 1974, بيروت
بالأخضر كفناه ـ 1976, بيروت
جفرا, 1981 بيروت
كنعانيادا, 1983, بيروت
حيزية ـ ,1990 عمان
رعويات كنغانية ـ ,1991 قبرص
لا أثق بطائر الوقواق ـ ,1999 فلسطين
مجلد الأعمال الشعرية الكاملة ـ (725 صفحة), المؤسسة العربية للدراسات والنشر, بيروت 1994 (الطبعة الرابعة)

(باللغة الفرنسية): مختارات من شعره بعنوان (رذاذ اللغة). ترجمة محمد موهوب وسعد الدين اليماني, صدرت عن دار سكامبيت, ,1997 فرنسا.
(باللغة الفارسية): مختارات من شعره بعنوان (صبر أيوب), ترجمة موسى بيدج, طهران 1997. كما صدرت له الكتب النقدية التالية:
الفن التشكيلي الفلسطيني, بيروت, 1975
السينما الإسرائيلية في القرن العشرين, بيروت 1975
(جمع وتحقيق) الأعمال الكاملة للشاعر الفلسطيني الشهيد عبد الرحيم محمود, دمشق 1988
المثاقفة والنقد المقارن, عمان 1988.
الجفرا والمحاورات (قراءة في الشعر اللهجي بفلسطين الشمالية), عمان. 1993
جمرة النص الشعري, عمان, 1995
المسألة الأمازيغية في الجزائر والمغرب, 1999 عمان.

جوائز وأوسمة:
وسام القس, 1993 ـ فلسطين
جائزة غالب هلسا للإبداع الثقافي 1994 الأردن
جائزة الدولة التقديرية في الأدب 1995 ـ الأردن
جائزة (سيف كنعان) 1998 فلسطين

المفتش كرمبو 12 - 8 - 2012 05:17 AM

الحمد لله ع السلامة

شعراء فلسطين
xzx
لقد اثلجت صدرى بهذا الموضوعzolz

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 05:17 AM

وجهة نظر
قال لي
عن زبد البحر
بقايا الكلام
وهو يومئ للنرجسة
وموضع غمازة الخد
أنظر إلى مشية الفارسة
قال لي أنه قارئ الشد
أكتب عن الخنفساء
تهرش أطرافك الواهية.
عن القز والنحل، أكتب عن الساقية.
في مكاتبها الأبنوس تنم لكي تطعم المتعبين
عن الطبل والزمر أكتب عن الحاشية.
تشعلق قلبي طيور الخيام
أخي، ترجموك إلى كومة من عظام
أكتب عن الخنفساء
وهي تدخل في الليل فوق سريرك
تهرش أطرافك الواهية.
قال لي - وهو يومئ للراعية:
عن القز والنحل، أكتب عن الساقية.
- أراه: لن تتعب الماشية
في مكاتبها الأبنوس تنم لكي تطعم المتعبين
قال: وانظر لقبعة الجنرال الموشاة بالمادحين
عن الطبل والزمر أكتب عن الحاشية.
قلت : مهلا
تشعلق قلبي طيور الخيام
أخي أيها الثلج في طرقات النعاس
أخي، ترجموك إلى كومة من عظام
وأنا يانع مثل نعناع مريام صعب المرام

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 05:17 AM

مفاوضات
الينابيع والورد كانت وهشت لمقدمها وانحنت
الرصين.
في جبال اليقين
بعشب يغطي تصحر أفئدة في الصقيع.
حيث الرخام العريق
كانت التينة النبوية تهذي
في السلاسل خروبة وشوشت جارة الماء في الليل
زغرغتها العصافير فانفلقت فلقتين
هوت في البقيع.
تتلولح مفتونة في فضاء البراري العتيقة
تجهز أكواب فرحتها، ليلة الأقحوان.
يطرزن عرقا من السعف فوق الصدور
كانت السعفة المائلة
كان شيخ يقص الروايات في ساحة البئر
وعن عشبة المريمية حيث تخبأ فيها
كانت المطبعة
الينابيع والورد كانت وهشت لمقدمها وانحنت
في كمال غلالتها في الربيع
تتقصع سيدتي الغالية
عندما وز من جهة الرمل هذا الرصاص الجديد
حسدتها طيور الحديد.
كانت الأمهات
يطرزن عرقا من السعف فوق الصدور
يهاهين فوق شواهدهم في الخلاء
كانت السعفة المائلة
تجرجرني في الكلام عن النبعة الجارية.
كان شيخ يقص الروايات في ساحة البئر
عن غضب البحر: زلزالة في الضلوع
وعن عشبة المريمية حيث تخبأ فيها
يسوع
كانت المطبعة
تحرك أسنانها بالمناشير قرب الحدود.
الينابيع والورد كانت وهشت لمقدمها وانحنت
عندما هبطت تحمل الشمع في درج الغرفة العالية
في كمال غلالتها في الربيع
قالت الدالية:
تتقصع سيدتي الغالية
بكمال غلالتها.... وأمام الجميع
عندما وز من جهة الرمل هذا الرصاص الجديد
هوت في الينابيع في مرمر التجربة
حسدتها طيور الحديد

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 05:18 AM

جفــرا
أرسلتْ لي داليةً 00 وحجارةً كريمة
مَنْ لم يعرفْ جفرا 000 فليدفن رأْسَهْ
من لم يعشق جفرا 000 فليشنق نَفْسَهْ
فليشرب كأس السُمِّ العاري يذوي , يهوي 000 ويموتْ
جفرا جاءت لزيارة بيروت ْ
هل قتلوا جفرا عند الحاجز, هل صلبوها في تابوت ؟؟ !!
**
جفرا أخبرني البلبلُ لّما نَقَّر حبَّاتِ الرمِّانْ
لّما وَتْوَتَ في أذني القمرُ الحاني في تشرينْ
هاجتْ تحت الماء طيورُ المرجانْ
شجرٌ قمريٌّ ذهبيٌّ يتدلّى في عاصفة الالونْ
جفرا عنبُ قلادتها ياقوتْ
هل قتلو ا جفرا..قرب الحاجز هل صلبوها في التابوت ؟؟
**
تتصاعدُ أُغنيتي عَبْر سُهوب زرقاءْ
تتشابه أيام المنفى ,كدتُ أقول :
تتشابه غابات الذبح هنا وهناك .
تتصاعد أغنيتي خضراء وحمراءْ
الأخضر يولد من الشهداء على الأحياء
الواحةُ تولد من نزف الجرحى
الفجرُ من الصبح إذا شَهَقَتْ حبّاتُ ندى الصبح المبوحْ
ترسلني جفرا للموت، ومن أجلك يا جفرا
تتصاعدُ أغنيتي الكُحيَّلة.
منديلُكِ في جيبي تذكارْ
لم ارفع صاريةً إلاَّ قلتُ : فِدى جفرا
ترتفع القاماتُ من الأضرحة وكدتُ اقولْ :
زَمَنٌ مُرٌّ جفرا ... كل مناديلك قبل الموت تجيءْ
في بيروت ، الموتُ صلاةٌ دائمةٌ والقتل جريدتُهُمْ
قهوتُهمْ ، والقتل شرابُ لياليهمْ
القتل اذا جفَّ الكأس مُغنّيهمْ
وإذا ذبحوا ... سَمَّوا باسمك يابيروت .
سأعوذُ بعُمّال التبغ الجبليّ المنظومْ
هل كانت بيروتُ عروساً ،هل كانت عادلةً ... ليست بيروتْ
انْ هي إلاّ وجع التبغ المنظومْ
حبَّاتُ قلادته انكسرتْ في يوم مشؤومْ
انْ هي إلاّّ همهمة لصيّادين إذا غضب البحر عليهمْ
انْ هي الاّ جسد إبراهيم
إنْ هي الاّ ابناؤك يا جفرا يتعاطون حنيناً مسحوقاً في فجرٍ ملغومْ
إنْ هي الاّ اسوارك مريامْ
إنْ هي الاّ عنبُ الشام
ما كانت بيروت وليستْ ، لكنْ تتواقد فيها الاضدادْ
خلفكِ رومٌ
وأمامكِ رومْ. !!!
**
للأشجار العاشقة أُغنّي.
للأرصفة الصلبة ، للحبّ أُغنّي .
للسيّدة الحاملة الأسرار رموزاً في سلَّة تينْ
تركض عبر الجسر الممنوع علينا ، تحمل أشواق المنفينْ
سأغني .
لرفاقٍ لي في السجن الكحليّ ، أُغني
لرفاقٍ لي في القبر، أغني
لامرأةٍ بقناعٍ في باب الأسباط ، أغني
للعاصفة الخضراء ، أغني
للولد الاندلسيّ المقتول على النبع الريفيّ ، اغنّي .
لعصافير الثلج تُزقزقُ في عَتَبات الدورْ
للبنت المجدولة كالحورْ
لشرائطها البيضاء ْ
للفتنة في عاصفة الرقص الوحشيْ
سأغنّي .
هل قتلوا جفرا ؟؟
الليلةَ جئنا لننام هنا سيّدتي ... يا أُمَّ الأنهارْ
يا خالة هذا المرج الفضيْ
يا جدَّة قنديل الزيتونْ
هل قتلوا جفرا ؟؟
الليلة جئناكِ نغّني .
للشعر المكتوب على أرصفة الشهداء المغمورين ، نُغنّي
للعمّال المطرودين ، نغّني
ولجفرا ... سنُغنّي .
جفرا ... لم تنزل وادي البادان ولم تركضْ في وادي شُعَيبْ
وضفائرُ جفرا ، قصّوها عن الحاجز ، كانت حين تزور الماءْ
يعشقها الماء ... وتهتز زهور النرجس حول الاثداء
جفرا ، الوطن المَسْبيْ
الزهرةُ والطلْقةُ والعاصفة الحمراءْ
جفرا...إنْ لم يعرفْ من لم يعرفْ غابة تُفَّاحٍ
ورفيفُ حمام ٍ... وقصائد للفقراءْ
جفرا...من لم يعشق جفرا
فليدفنْ هذا الرأس الاخصر في الرَمْضاءْ
أرخيتُ سهامي ، قلتُ : يموتُ القاتل بالقهر المكبوتْ
منْ لم يخلع عين الغول الاصفر ... تبلعُهُ الصحراء .
جفرا عنبُ قلادتها ياقوتْ
جفرا ، هل طارت جفرا لزيارة بيروت ؟
جفرا كانت خلف الشُبَّاك تنوحْ
جفرا ... كانت تنشد أشعاراً ... وتبوحْ
بالسرّ المدفونْ
في شاطيء عكّا ... وتغنّي
وأنا لعيونكِ ياجفرا سأغنّي
سأغنّي
سأُغنّي .
لصليبكِ يا بيروتُ أُ غنّي.
كانتْ ... والآنَ : تعلّقُ فوق الصدر مناجل للزرعِ وفوق
الثغر حماماتٌ بريّةْ.
النهدُ على النهدِ ، الزهرةُ تحكي للنحلةِ ، الماعز سمراء،
الوعلُ بلون البحر ، عيونكِ فيروزٌ يا جفرا.
وهناك بقايا الرومان : السلسلةُ على شبكة صليبٍ ... هل
عرفوا شجر قلادتها من خشب اليُسْرِ وهل
عرفوا أسرار حنين النوقْ
حقلٌ من قصبٍ ، كان حنيني
للبئر وللدوريّ إذا غنَّى لربيعٍ مشنوقْ
قلبي مدفونٌ تحت شجيرة برقوقْ
قلبي في شارع سَرْوٍ مصفوفٍ فوق عِراقّية أُمّي
قلبي في المدرسة الغربيّةْ
قلبي في النادي ، في الطلل الأسمر في حرف نداءٍ في السوقْ.
جفرا ، أذكرها تحمل جرَّتها الخمرية قرب النبعْ
جفرا، أذكرها تلحق بالباص القرويْ
جفرا ، أذكرها طالبةً في جامعة االعشّاقْ.
من يشربْ قهوته في الفجر وينسى جفرا
فَلْيدفنْ رأسَهْ
مَنْ يأكلْ كِسْرتَهُ الساخنة البيضاءْ
مَنْ يلتهم الأصداف البحرية في المطعم ينهشُها كالذئبْ
من يأوي لِفراش حبيبتهِ، حتى ينسى الجَفْرا
فليشنقْ نفَسَهْ.
جفرا ظلَّتْ تبكي ، ظلَّتْ تركض في بيروتْ
وأبو الليل الاخضرِ ، من أجلكِ يا جفرا
يشهقُ من قهرٍ شهقتَهُ... ويموت .!!!

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 05:18 AM

بالأخضر كفناه
بالأخضر كفناه بالأحمر كفناه
بالأبيض كفناه بالأسود كفناه
بالمثلث والمستطيل بأسانا الطويل
نزف المطر على شجر الأرزيل ذكراه وعلى الأكتاف حملناه
بكت النزل البيضاء لمرآه
دمه ينزف والبدوي تنتظر الأيام
دمه ينزف زغرد سرب حمام
والبدوية تنتظر حبيبا سيزور الشام
بالأخضر كفناه بالأبيض كفناه
بالأسود كفناه بالأحمر كفناه
كان خليلا من صيدون حمصيا من حدروب
بصريا من عمان وصعيديا من بغداد
كان جليليا من حورام
كان رباطيا من وهران
مطر في العينين وتحت القلب دفناه

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 05:19 AM

الشاعر مازن دويكات

نبذة
شاعر وكاتب , مواليد عام 1954م في نابلس – فلسطين.
ـ دبلوم مساحة وحساب كميات. ـ عضو مؤسس في ملتقى بلاطة الثقافي في نابلس.
ـ عضو هيئة إدارية في اتحاد الكتاب الفلسطينيين.
ـ عضو هيئة إدارية في مركز اغاريت للثقافة والنشر.
ـ عمل سكرتير تحرير لمجلة نوافذ الصادرة عن دار الفاروق للثقافة والنشر في نابلس.
ـ عمل مشرفاً على مجلة الملتقى الأدبية التي تصدر عن ملتقى بلاطة الثقافي في نابلس.
من أعماله:-
1-
أناشيد الشاطر حسن، قصائد للأطفال، جمعية الأطفال العرب ـ حيفا 1994.
2-
المسرات ـ قصائد ـ ملتقى بلاطة الثقافي ـ نابلس 1996.
3-
مائة أغنية حب ـ قصائد ـ دار الفاروق ـ نابلس 1997.
4-
والحكي للجميع ـ مسلسل إذاعي أذاعته إذاعة فلسطين 1997.
5-
الثيران الثلاثة ـ قصة شعرية للأطفال ـ دار الفاروق ـ نابلس 1998.
6-
صابر الجرزيمي ـ نصوص ساخرة ـ اتحاد الكتاب الفلسطينيين ـ القدس، ودار الفاروق ـ نابلس 1998.
7-
قراءات في جدارية محمود درويش ـ مع آخرين ـ ملتقى بلاطة الثقافي ـ نابلس 2002.
8-
مرايا البعد الثالث ـ نصوص ـ ملتقى بلاطة الثقافي ـ نابلس 2001.
9-
حارس الغابة ـ قصة شعرية للأطفال ـ منشورات مركز أوغاريت للنشر والترجمة 2001.
10-
وسائد حجرية, قصائد ـ منشورات مركز أوغاريت للنشر والترجمة 2003
11-
حرائق البلبل على عتبات الوردة، عمل مشترك مع عفاف خلف ـ منشورات مركز أوغاريت للنشر والترجمة 2004
12-
احتفال في مقهى الخيبة, مجموعة قصصية مشتركة

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 05:20 AM

المجنون
وميضٌ يغسلُ الشرفات
فليهبط غبار مدينة الموتى على الأسوار
أنت من التراب فعدْ إليه
وخذْ وصيتك الأخيرة
من صهيل الغيم في البستان
من بوح الحمامة فوق سطح الدار
كيف تكونني وأكونها الأزهار
من ملأ الإناء بدمعه
هذي الغمامة أم أنا!
فكأنني ملئ الحديقة في اشتعالات الخريف
وكأنها في خامتي الأولى العجينة والخميرة
والأرض سلتنا الصغيرة
كم نسينا على طرف الرصيفْ
أمضي وأحمل تبغ يومي والرغيفْ
قفْ يا غريب الدار، حدقْ
زهرتي محنية فوق الأصيصْ
وتشمني بتويجها العالي
تقدم أيها الموت الرخيصْ
وانشرْ على الأحواض أجنحة الرحيلْ
والآن دعني لحظة
فوق السياج شذاً أسيلْ
الأفق مباحٌ
والأرض مباحه
والمجنون كهيئة طيرٍ
مدّ جناحه
أين يطيرُ وأين يسيرْ
والفسحة غير متاحهْ
معصوب الروح أتى
وافترش الساحة
في المخلاة رغيفان وتفاحةْ
وقصيدة شعر
تنـزف في الليل جراحه
ارتوت الصحراء فشب على عجلٍ
قصبُ الواحةْ
أأنا بوح الناي
أم حنجرة المجنون الصدّاحة((
فكأن لي في الأرض متسعٌ
أعينني كي أقوم إذن وأدفن بذرتي
رعدٌ يحكُ رحيقها
تفاحة المجنون ضاحكة
لقد جُنت شوارعنا
ومن حملهم على هذا الدمار
ومن يرمم ما تبقى، زهرة الحمقى
بكامل طيشها وبهائها
مطرٌ تدافع في عراء الروح
قلتُ إذن توقف أيها المجنون، ليس لدي متسع
أحاول أن أرمم جرة الفخّار
بئري بعد أن وصلوا تسمم ماؤها
سرقوا من القطرات زمزمها الجليل
لا ماء من شهوات " دفنا" سوف ينبجسُ
إلا بقية دمعة ضنت بها دهراً
لتذرفها على الشهداء في العرس الأخير
والنارُ فاتحة على القتلى
وخاتمه بلا شفتين تتلى
كلما اشتعلتْ بحقل الثلج سنبلة الشعير
)أحبكُ " دفنّا "
و "دفنا " الغزالةُ والناي
" دفنا " تحددُ لي ما أرى
فرأيتُ الذي لا يراه سواي
رأيتُ سيولاً
من الصور النازفة
في جداول رعشتها
ومرايا صباي
رأيت دمىً خائفة
أن تعود لخاماتها الأولية
في نهوند القرنفل والناي
" دفنا " قفي وانظري
من وميض دمي
من خرير الشذى في فمي
لن ترين سواك
ولن تلمحي سواي(
لا عشب في الواد المقدس
لا أرى إلا الحصى في الضفة الأخرى
ومن بلع الخرافة ثم صدّقها
وأين النهر إن وجد الخريرْ
هذي الخطى للذئب أعرفها
وأعرف أين ولّى
من عواء الجرحِ في برية الجسدِ النحيلْ
ماذا سيسقط من علٍ
إني أرى الأشياء واقفة
على قدمين من ورقٍ مجعدْ
والخريفُ مضى على عجلٍ
ليرجعَ عن تداعيها المجددْ
والشتاء آتى على خبلٍ
ستغسل منْ وهذا البيت أسودْ
منْ سوف يسقطُ، منْ
إن الطغاة فقطْ
أحلى وأجمل من سقطْ
بدل القذائف فوق غابات النخيلْ
)أرى ما أشاء لمن ذهبوا
ومن جلسوا
في ممر الصنوبر تحت الترابْ
أرانا على أهبة العيش عشقاً
ونصعدُ من حجرٍ في السفوحْ
نعدُّ خيول المدينة قبل الذهاب
وبعد الإيابْ
وماذا تبقّى من الروح
ماذا تبقّى
رؤوس تدلتْ عن السرجْ
والعمرُ زهرةُ ثلجْ
بحقل جروحْ
سترجع كل الجيادْ
إلى مستقر الصهيلْ
ورف الحمامْ
إلى مستهل الهديلْ
أرى نقطة الضوء
عالية في البعيدْ
سأربطها ثم أجذبها
بخيوط النشيدْ
أراها تحاولُ
والمستقر الوحيد
ترابُ البلادْ
ترابُ البلادْ
ترابُ البلادْ(
من يحمل التابوت. هل يصلون روما
من بلاد الزيت والزيتون، أين يتممون صلاتهم
والشمس في الوادي المقدسْ
لم تصلْ قوسَ المغيبْ
فخذوا الصلاة
خذوا عواءَ ضلوعكم
وخذوا فحيحَ خشوعكم
ولربما يصل القتيلْ
أنتم بدأتم وانتهتْ فينا هزائمكم
فعودوا إن أردتم
مرة أخرى إلى حرب الصليبْ
من ها هنا سترون دمع الأمهاتَ
وأسرَّة الزوجات، وردَ العاشقات
وترسلون مع الجنازة
دمعة أخرى على الأحياء
إن وصلوا المدينة فوقَ قنطرة الهديلْ
سترون أولنا نهاراً مقبلاً
وترون آخركم ركاماً مهملاً
عودوا إذا شئتم لمغفرة الكهانة
بعد أن تعلو ملامحكم جداراً ساقطاً
والأرض تخرجُ من قداستها
وتهبط تحت أرجلكم بلا أبنائها
وسيصعدون على سلالم موتكم
والميت يصعدُ هابطاً
والأرض تخرج من قميص فصولها
هذا الربيع بلا أبٍ
لا أم سوف تهشُ سندسه المريضَ
عن الحقولِ
ومن يعيدُ بهاءها العربي في الزمن البخيلْ
(رأيتُ يداً
تنحتُ الحزن حتى اكتملْ
ما الذي يتساقط غير الغبار
عن الجسد المتهالكْ
أرى وطناً في الهزيع مضاءً
لمن وصلوا، كيف لي أن أصلْ
وهذا الغبار يسدُ المسالكْ
لنا الحق في شمس هذا النهارْ
لنا أن نعلق غيمتنا
في ممر الندى
كي نفيض رذاذاً بكل مدى
ولها الحق أن تستدل علينا
زهور البراري
ورف الحجلْ)
من يقرعُ الجرسَ المعلقَ في الأعالي
في هديل حمامةٍ
وعلى جناحِ غمامةٍ
من أيها المجنون ينحتُ رؤية فوقَ المكان
يعيدُ ترتيب الفصولْ
وينسقُ الفوضى بمصطبةِ الحقولْ
فاصدحْ بما ملكته فيك يدُ البصيرة
إني أرى ما لم يُرى
هذا مكاني لمْ أجدْ إلاّ هنا حجراً
تحكَ به جناحيها فراشاتي الصغيرة
هذا مكانك والوقوف به صلاةْ
فارفع صلاتك كل ثانية
وفي كل اتجاه
إني أرى ما لم يُرى فوق البسيطة
ورأيت ثعلب وابن آوى تحت دالية
يعدّون الخريطة
ضاقتْ على جسدي النحيلْ
(إلى أين تحملني
يا جناحي المهيضْ
سكنتُ الجهات جميعاً
فلم تحتملني ولم أحتملها
أنا الضدُ وهي النقيضْ
سأشعلُ قنديلُ روحيْ
إلى أن تذوب الذبالة بين أصابعكم
فأعلنوا أيها الأصدقاء انطفائيْ
وقولي بأني مريضْ
مضاءٌ أنا بجنونيْ
ولي أن أنام على جمرة
كيْ تَمدَّ دمي بالوميضْ)
ورأيت "دفنا " في حديقة جسمها
كانت تحاول جهدها
دفع الأنوثة عن طريق لصوصها
ورأيت حلمتها تنقط
من ثقوب قميصها
لا شيء أحمله لألتقط الرذاذ
"جيوب بنطالي ممزقة
وداعاً للجمال"
فلم أصل أرض الجزيرة
والقادمون من الشمال
دخلوا شراشف مهدها
سرقوا من النهدين رضعتي الأخيرة

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 05:20 AM

اجتياح
-1-
حجرٌ وحيدٌ من بقايا الدار
والأشياءُ غامضةٌ على قدرٍ
يفسرُ منطقَ الطيرِ:
أصوّبُ في ليالي القصفِ أُغنيتي
على جسدِ الرصاصْ
وعلى ما تبقى في الجدارِ من القذيفة
لي أن أُمارسُ مهنتي في الأرض,
أن أحيا وأخلصُ في الوظيفة
عما قليلٍ يرحلُ القناصُ
وأُصبحُ فوق أشجاري على خير
-2-
بين رأسي والمخدة
طلقةٌ
يقطرُ
منها
دمُ
وردة
-3-
لنا قمرٌ بعيدٌ في الأعالي
سوف نلمحه وإن رفعوا الجدارَ
وسيجوا الأزهار بين العاشقين
فضاؤنا عالٍ ورفرفة الجناح تسيل ضواً
بين خاصرتين.
واحدة تعدُّ سنابلَ الوادي
وواحد تعد الحَبَ في حقلِ البرتقالِ
-4-
الاجتياح مدينةٌ ملتفةٌ
بعباءة الليلِ
مجنزرة ٌ تواجهُ زهرةَ الفلِ
وجنديٌ يصوّبُ بندقيته
على أمٍ
تهدهدُ جثة الطفلِ
والإجتياح شوارعٌ
تعوي الذئاب بها
وتبحثُ عن فريسةْ
ودمٌ يسيلُ
على رخامِ المسجدِ
ودرج الكنيسةْ
-5-
فوق التلال وفي ممر الإقحوانِ
فتى على الأعشابِ مكتمل السلالةْ
من أين جاءتة الغزالة
حامتْ على الجسدِ المعطر, قمته
في سرير الزهرِ, فارتعشتْ
خيوطُ المسكِ
حين طوتْ قميصَ الدمِ
اقتربي وشميِ آه أمي
للأرضِ رائحة جديدة
-6-
في الحروب النظيفة
تنامُ الطفولةُ
تحت جناحِ القذيفة
في الحروب النظيفة
طبق الجنرال المفضلِ
دمُّ وجيفةْ
-7-
هنا في الصباح المدرسيِّ
يصوّب الجنديُ مدفعه
يصيدُ فتى طريدْ
ويصوّب الولدُ المشاكسُ كيْ يصيدْ
يوماً سعيدْ
-8-
هنا كلُ شيء
يثير حساسية الجند,
الصبيةُ الذاهبون ليومٍ جديد
شوارعنا إذْ ترمم بين تجاعيدها
خطر الأنبياء
رفوف النجوم الشريدة
تنعفُ في شرفات البيوتِ
حريرَ الضياءْ
وتقرعُ أجراسَها في البعيدْ
حمامُ القبابِ الذي يتسلى
بتأثيث هذا الفضاء
بعشب الهديل وقشِ الحصيدْ
وأمي التي علمتني
قراءة كفَ الدماء
وكيف سأنسى بطلقتهم أن أموت
وأحيا شهيد
-9-
جدارٌ
حصارٌ
حواجزُ
جندُ
إجتياحْ
وما يتبقى
من المفردات
تساقطَ
من معجم الأبجديةِ
ذات صباح
-10-
تضيق على شفتيَّ اللغة
وأنا ملزمٌ بالقصيدة
ولي في الشمال ممرٌ
إلى "أوغاريت"* الجديدة
فلا بد أنْ أبلغه

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 05:21 AM

يصعدون بلا خيوط واضحة
ناران، واحدة تمد لسانَها للموتِ
والأُخرى، تمد يداً مقطعة الأصابع للحياة
ناران لي، لست المجوسيُ المعمدُ بالدخان
أُلاعب اللهبَ الجميل ضحى
وأقطف برتقال سحابة خضراء
قبل تفتح الأشجار في شجر الخليقة
هابطٌ، ظلي وحيدٌ كالحقيقة
لا أرى أحداً، وتعبرني الضفاف وتكتملْ
كوصية الموتى الذين تجمهروا ليروا وصاياهم
لمن وصل الترابَ معفراً بخصوبة الشهداء
أعرفهم هنا، وهناك بين وريدها
ونشيد من عبروا سراط المذبحة
هذي البقية بدء من ولدوا
وخروا شاهرين قماطهم وعلى أصابعهم
بقايا من حليب الأمهات ودمعهن المشتعلْ
هذا انحناء النائمين على وسائد ماء بهجتنا المثلثْ:
لونه العدمي والطعم المعذب في سياط الرائحة
هذا هبوطي، يصعدون
كقطة عمياء تقفز في فراغ انتباهي
ليس إلا الملح يحفر في الجراح ويستقر على شفاهي
كم سيبقى الوحش في البستان يلهث
لست انكيدو لأُتقن مهنة الترويض
ليس هو الغزالة ثديها المكتظ يقطر في فمي
بين الكهولة والفطام
ولست من نسل الظباء الشاردة
فالأرض أصغر من قفصْ
والأرض أوسع من فضاء خطى المهاجر
في المنافي الباردة
والصوت أعرفه
وأعرف من يجدف في مياهي
أرتدُ ثانية وأصعد، يهبطون كقطة ملكت عماها
كي ترى شجراً على الطرقات يمشي، ليس من أحد سواها
سوف يشهد في الهزيع هبوطهم
وسيصعدون بلا خيوط واضحة
هذا الوضوح بكف من ولدوا
على حجرين في الواد المقدس
اخلعوا النعلين كي تصلوا
خذوا العتبات للبيت اصعدوا
السفحين فوق خيوطكم
وإذا سقطتم قبل أن تصلوا الجبل
سنعيد تشييد الذي نسفته أيديكم هنا
وكفى البلاد سقوطكم
ناران تتحدان، فيها الموت أصغر من يد مرفوعة
ويد تشير على طريق، والصدى
"من هاهنا خرج الغزاة
وقفوا على أطرافها
لا شيء فيها من ملامحهم الغريبة
لا التراب ولا الجبال ولا الشجر
قدمان من خشب تنجر في خريف الغزو
من مدن بعيده
خذوا قدمي وارتحلوا، فضائي ضيق
ودمي يعود من الرصاصة للوريدِ
وأعود أجمل للحياة
خذوا جسدي وعودا مثلما جئتم من البلد البعيدِ
عودا كما جئتم غزاة
ودعوا على عشب السياجِ
براءة التين والزيتون،
لا ورق يغطي سوءة الحكماء في ليل الجريمة
وخذوا من الماء المقدس
حاجة التيه المخلّدْ
ودّعوا عسل البلاد وسمنها
في طاسة امرأة
تلملم طفلها من شارع القتل المهوّدْ
وادخلوا سينا الجديدة
دون منِّ دون سلوى
أول الطوفان يبدأ من دم الأطفال
لا بحر سيحمل مركب الأزواج
لا نوح يبارك من نجى
سيعود ثانية، تباركه الأساطير القديمة
أعمى، أصم، أخرس، لا يرتجى
سيعود ثانية
ويخرج من عباءة آخر الكهان
مستعر الهياج

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 05:21 AM

نجمة شكيم
قبل أن يولدُ في الكون أحدْ
حملتنا الأرضُ في هودجها، فاتحةُ العهد القديم
قبل أن يُعجن من صلصالها الغالي جسدْ
قبل أن يحبو على مصطبة العالم، بنتٌ وولدْ
قال رب الكون كوني جبل النار
وكانت لي بلدْ
هبطتْ يحملها جنحانْ، عيبالُ وجرزيم
وهنا ثبتها كنعانْ، والاسم: شكيم.
يدُ أمي أم يدُ الوردةِ
حطتْ فوقَ جرحي في مساء القتلةْ
أخرج الآن إلى باب النهايات
وأمشي في صراط المدن المشتعلةْ
من يدي تنبجسُ الغيمةُ برداً وسلاماً
ونشيداً دموياً وخزامى
هو ذا عرسُ دمي
وأنا وحدي أغني، بجراحي وحدها، لا بفمي
أعبرُ حقل القطن من باب البدايات
إلى نابلس المحتملة
وأرى ما لا يُرى والريح مرة
رقصة الجند على إيقاع تدمير البيوتْ
سيموتون كما نحن نموتْ
أول الموت لنا، في البدء كانت
بذرة الموت على الأرضِ عناقيدُ مسرة
آخر الموت لهم، لا
لن يمس الأرض عشب القتلة
لن يعودون وإن عاشوا وماتوا ألف مرة
لن يعودون، وهذا ما تبقى من صراطي المستقيم
ليمت عشرون جلاداً
على بابك يا أمي شكيم
ثم تحيا في بلادي سنبلة
أيها القاتل ماذا لو توقفت قليلاً
ربما تنجو ولم تسقط قتيلا
بدمائي المقبلة
آه أمي
كل ما أذكره من مصرعي
أنني عشت وعشتين معي
نجمة كاملة مكتملة

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 05:21 AM

تشكيل
إمرأةٌ ومدينة
أمان لطفل
مست روح الله جنينه
فأضاءت في الليل جبينه
هو ذا المولود على حجر الضوء
تعثر في الحبو
مد أصابعه الخمس
فكّك في درب الآلام كمينه
جسد مطعونْ
ما زال ينز دماً بين رحى الطاعونْ
هذي الحنطة أمٌ
كانت ترفوا بالإبرة شال العرسْ
سقطت إبرتُها في القبو
فأضاءت في الليل قباب القدسْ
كتم المصلوب أنينه
قام يحاول
من ثقب الإبرة دفع فلسطينه
فاءٌ ...... لامٌ ...... سين في الطرف الآخر
بأن النصف أمام صيارفة الفلسْ
لا شيء تبقّى بين أصابعه الخمسْ
غيرُ الطينة
شكلها ثانية وطناً مكتملاً

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 05:22 AM

شهداء
الفتيةُ الآتون منْ
وجعِ المخيمِ والمدائنِ والقرى
والصاعدون إلى الأَعالي والذُرى
لم يطوا أجنحَةِ الوصولْ
لم يمسحوا دمهم
عن القمصان بعد،
كأنهم بمهمةِ أخرى بأطراف الحقولْ
الفتية المتجذرين بسرة الأرض الصغيرة
يأتون سرباً للضباء
ينسقون ورودهم فوق المداخلِ
دائماً تأتي وتهجعُ في جراحكمو الفصول
على أي حبلٍ أو ضفيرة
سوف تهبط من علٍ
في حضن أمك أيها الولد الخجولْ؟
دمهم براق الأرضِ، والوطن البعيدِ
بدا
على مرمى دمٍ
بين الرصاصةِ والوريدِ
طوبى لمن صعدوا
لكي يصلوا بنا
أقصى وصخرة قدسهم
خضراء غرفة نومهم
خضراء، لا أحدٌ هنا
في السدرةِ الخضراءَ ينعسْ
عما قليلٍ يخرجون كما تركناهم
بساحة عرسهم
وعلى الأصابع أورقت
أشتالُ حنّاءٍ مقدسْ
لَم يسقطوا أبدا
ولم يمضوا سدى
أصغي وإيقاع الخطى
"نهوند" يعزفه لنا
جسدٌ عفيْ
إنني أراهم جالسين أمامنا
في أولِ الصفِ الخفيْ

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 05:22 AM

ضفاف
ضفاف
سمائي بلا سحبٍ وسنيني عجافْ
وليس بخابية الروحِ سبعُ سنابل
أولمها في زمان الجفافْ
ومن زمنٍ منجلي لم يسرّحْ
جدائل قمحِ الحقول
ولا رقَّص الحاصِدين
بعيد القطاف
ورغم المجاعة في وطني
أشتهى أن أكونَ بلا قدمين
لكي لا أغادر هذي الضفافْ
وأن لا أكون بكفٍ وخمسِ أصابعَ
كي لا أوقع صك اعتراف
بمن قتل العاشقين
وعطّلَ هذا الزفافْ

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 05:22 AM

نهرُ المسـرّة
وسادَتِي الحجريةُ في موطني
وهذا السريرُ المعلقُ في شرفةِ الضوءِ
ليس يُهزُّ بغير أصابعَ
من كان أقسمَ بالتين والزيتِ
والبلدِ الآمنِ المؤمنِ
يُبللنّي شهدُ ثغرِك
حين تقولين "يا مرحبا"
وأجيئُكِ كالطيرِ
أهجعُ في نهوندَ الحكايا
إذا الشوق في جمره مسّني
ليس معي غيرُ نبضي
وشيب الصبّا
قامتي قوّستها ظلالُك فوقَ المرايا
ولكنَّما الروحُ لم تنحنِ
الكهولةُ لي
فأغفري صبوتي
والطفولةُ لي
باركي شهوتي
وهنا فزَّ في لحظةٍ
مستحيلي من الممكنِ.
غريبٌ أنا…
من يقودَ فراشاتِ روحي
لينبوع ضوئك
في خلّةِ السوسنِ؟!
صدى الناي في عصب السفحْ
وصوت المغني الذي أشعلَ الأُقحوان
وحين يميلُ
يُرقصُ أجنحةِ السُمنِ
فتصغي لإيقاعهِ
شَليةُ الماعزِ الأرعنِ
هنا صارَ نبضي لأجراسِ أسمكِ..
صار الصدى..
وتموّج عبرَ المدى..
حلَّ خِتمَ فمي،
وفاضَ نبيذُ الهوى
من جرارِ دمي…
وتفجّرَ نهرُ المسرّةِ في موطني

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 05:23 AM

قصائد حب
1
تجيئين من أفقٍ لا يحدْ نوافيرَ مسكٍ وشلا لَ شهدْ
تجيئين في عرباتٍ
قوادمُ أفراسهاالبيضٍ برقٌ ورعدْ
تغيمُ السماءُ وفي مقلتيك ُتمطّرُ
ضوًا ولازوردْ
وقبّلَ الوصولِ، أحسُكِ مِلئي
وملئ القصيدة والنهوندْ
فأنت على مقددرة
والجميلُ باقدارنا أنها لا ُتردْ
2
أنا زهرُة وهواك اقتلعني
وبعثرني في المدى وجمعني
وط ّيرني وجناحاهُ
معراجي الدنيويه الذي قدْ رفعني
وأودعني فوق أحلى سماءٍ
وفي قوسِها القزحي زرعني
فصحتُ به في الأعالي:
أعدني،ولكنه عندما لم يُطعني
حمدتُ الإله كثيرًا
لأني عكس الذي قلته ،كنتُ أعني
3
لنا قصةُ سجعُ الحمامةِ قّّّّّّّصّها
اقرأ بانجيلَ الصنوبر نصّها
سمراءُ في حقل الفؤاد فراشةٌ
وعلى زهورِ دمي تواصلُ رقصها
قمٌر تناسَلَ في يديَّ أهلّة
شمسٌ وقْدْ عصرتْ بروحي قرصَها
منها الذ ي قد زادَ أكملَ ناقصي
مني الذي قد زادَ اكملَ نقََصها
أرواحنا في العشق قد ُصهرتْ
بها قد خصني ربي وبي قد خصّها
4
ثملٌ وأعشقُ في هواكِ ترّنحي
َتعبتْ ُخطاي ولم أُغادرْ مطرحي
كم ضعتُ ،لم أعثرْ عليّ بقامتي
فُُوجدتُ حين أضعتُ فيكِ ملامحي
كيفَ الخروجُ وجنتي نارٌ
وناركُ في دمي جناتُ عدنَ جوارحي
كم مرةً راسي تدحرجَ في الهوى
وأقوم قومة (عازرٍ) من مذبحي
فأنا قتيلٌ لم يمتْ وتعددتْ
في هذة المقل الجميلة أضرحي
5
ليس في جعبتي حكايا مثيرة
معلنٌ ماخباته في السريرة
طيعٌ في دمي هوى مقلتيك
وعصيٌ على الجراحِ المغيرة
أنا (دنكشوت)أحمل مرساتي
وحيدًا،وساعديك الجزيرة
عمرٌ واحدٌ أحبك فبه
كيف يكفي وكف عمري قصيرة
نفذََ العمرُ من أصابعَ روحي
وانا بعد ما بدأتُ المسيرة
6
وعرافةٍ قرأتْ في يدي
عيونكِ لي قبل أن تولدي
وإنكِ مشدودةٌ في وريدي
فليس يفيدكِ أنْ تبعدي
فنامي بقلبي وسوف أهزّ
سريركَ في نبضي المجهدِ
وحين تفيقينَ لا بدّ أنْ تطلقي
ُخصلَ الشعر من سجنها الأسودِ
لانَّ جدائلهُ لاتحبُ التنّزه
. إلا على ساعدي
7
مدارُك لا يلتقى مع مداري
وخلفَ جداركِ يعلو جداري
وبين الجدارين،حراسُنا واقفونْ
يشّدون طوقَ الحصارِ
تفيقينَ حينَ أنام وحينَِ
يجئُ نها ُركِ يمضي نهاري
وحاورتِ حلَّميَّ سرًا وسرًا
أحاورُ حلمكَ من ُقفلِ داري
ومابين إغفائةٍ وإفاقةِِ
نواصلُ ما بيننا من حوارِ
8
وأحرى بوجهكِ أنْ يتنصلْ
من الوردِ والياسمين ا لمخضل
و أنْ يتبرأمن نجماتَ السماءِ
ومن قوسِها القزحيَّ المد للْ
ومن قمٍر عند أولِ صبحٍٍ
يُلملُِم أضواءة ثُمَّ يرحلْ
ومنْ زهرةٍ آمنتْ بالخريفِ
ولا تتفتحُ إلا لتذبلْ
فكيفِ لوجهُكِ أن ينتمي
للجمال ، ووجهك أحلى وأجملْ
9
باروعِ ما في الدّنى من لغاتْ
تنزّلَ في آية السوسناتْ
وقدْ رتلتهُ على راحتينا
رفوفُ العصافيرِ والقبراتْ
تثائبَ من شدوها بردى
وانحنى دجلةٌ لعناق الفراتْ
لنا يا مقدسته المقلتين
هوىلامثيل له في الحياة
لان هوانا الخرافيُ معجزةٌ
في زمانٍ بلا معجزاتْ
10
با قليمكِ الصعبِ كانَ متاهي
وملحُ بحارُكِ غطّى شفاهي
وخلجاُنكِ الزَبَد يةُ ممعنةٌ
بتباعدِها المتناهي
فكيفَ الوصول إليكِ
وبوصلتي لا تطيعُ اتجاهي
وصوليَّ صعبٌ وأصعبُ منه
الرجوع إلى شاطئي ومياهي
ترى كمْ منَ العمرِ يكفي
لأعبر هذا المدى، كمْ تُرى.....يالهي.

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 05:24 AM

الشاعر معين شلبية

نبذة
ولدت في الرابع عشر من تشرين أول عام 1958 في قرية المغار الجليلية التي تطل على بحيرة طبرية وتحيطها غابة من أشجار الزيتون الخضراء. عشت طفولة معذبة شأن أطفال فلسطين بعد نكبة شعبنا؛ تأثرت بحالات المعاناة التي عشناها حتى رافقتني إلى يومنا هذا، وكانت كافية لأن تجعلني أسيرها ومحكوما بها إلى الأبد.
أنهيت دراستي الابتدائية في قريتي المغار عام 1972 والثانوية في قرية الرامة عام 1976.
خلال دراستي الثانوية أصابتني أعراض الشعر الحقيقية وبدأت أتعرف على الثقافات واطلع على شعرها؛ ثم بدأت بنشر قصائدي في المنشورات الوطنية، الصحف الفلسطينية والعربية واختار قراءاتي من الإغريق مرورًا بالمتنبي حتى محمود درويش.
التحقت بقسم اللغة العربية والإدارة العامة في جامعة حيفا حيث بدأت مرحلة جديدة من الحياة حيث مارست النشاط السياسي، الثقافي، الاجتماعي، والنقابي إلى يومنا هذا.
شاركت في أمسيات ومهرجانات ثقافية، شعرية، محلية، عربية وعالمية عديدة..خاصة في مصر والأردن وحزت على شهادات تقدير عديدة وأخيرًا على درع تكريم شعراء ومبدعي فلسطين.
عضو في اتحاد الكتاب العرب وأحد مؤسّسي جمعية إبن رشد للثقافة والفنون.
تناولت نتاجي الأدبي عدة دراسات نقدية داخل البلاد وخارجها.
عملتُ بكد وجهد على تحقيق التطلعات الوطنية لشعبنا من خلال المواقع الوطنية العديدة؛ وأعتبر أن حياتي ليست سوى وميض في خوالد المكان والزمان، ولكنها دائمة الصراخ، دائمة السفر، دائمة التخيّل.
الكتابة، سفر تكويني الخاص، تسوية أخلاقية بين تجربتي الإنسانية وبين هاجس البحث عن سؤال الحرية، الحقيقة والعدالة في جو استثنائي شخصي وذاتي يبدأ من الصرخة الأولى ويمتد نحو التصاعد الغامض المتوتر والقلق الذي لا يتوقف على حال من اجل بناء تجانس كينوني بين الجماعي والفردي، بين الأنا والآخر، بين العشق والمرأة، بين الأرض والوطن.
ولكن يبقى سؤال الكتابة مبحراً في الأزرق كما يبدو، معاناة لا شفاء منها، دهشة مشبعة بالوعي والهوس، تحك المخيلة، تداعب اللاواعي كي تصل إلى اللذة التي لا أحب الوصول إليها في هذا العالم الغائب، الضيق والسحيق.
وهكذا، ولدت من رحم المعاناة حاملاً جواز سفر في عالم الفن والجمال، أحك الفضاء الواسع المسكون بالإبداع والظمأ، أعانق رجالا في الشمس، باحثا عن أوراق الزيتون في هذا الزمن الخريفي، راسما جدارية الحياة والموت حاملا سؤال الحرية والحقيقة في عالم مختل، مدهش وغريب.
كنت ابحث عن الحلم الأول، عن الألم الأول مشعلا الحرائق في كل مكان، محترفا الحزن والانتظار، تائها في سبر غور حالة القدرة على معرفة نفسي وموسيقى الكون.
كنت ابحث عن الوعي الأول المثير، المغامر العنيد والمشتعل بنار العشق، طارحا السؤال الثقيل: سؤال الحياة والموت.
في تلك الحالة الاستثنائية، الإنسانية الشاملة في جوهرها المتألق، المتوتر، الحائر والمأزوم، كنت اسأل لأعود مع اقرب عاصفة كي أخترق جدار الذاكرة، وكلما داهمتني هذه الحالة كنت استعيد توازني في عالم لا يرحم. كنت استرخي في غيبوبة الوجع، هناك، على شاطئ البحر، اتألم زرقته وأتمنى الخلاص حتى تفيض الروح دهشة، تمردا ورؤىً.
هذا الرحيل المستمر، تعبيري عن التجربة الحياتية على حقيقتها؛ يتداخل صراخي في غمار الأحزان، تتشابك الصور المضطربة، يتسع الهامش.. وتمضي غيمة.
وهكذا استمر هذا الحضور اللامتناهي حتى يومنا هذا.
لقد أصبت بخيبات أمل عديدة منذ طفولتي الأولى؛ أخذتني حالات الخوف والقلق في غمرة الدفاع عن دفاعي الذي تجلّى إمامي كلمح الوطن. قاومت بشتى أشكال التعبير الإنساني الظواهر السلبية وعبّرت عن انفعالي بتطويعه الطوعي لذاك الصوت الذي يسكن شقوق السؤال.. ولكن هيهات يشبعني هاجس يسكن الأفق.
سكنت غابات عينيها، سكنت الضلوع، وقلت:
الحب دائماً...
واستمر قلبي يرفع صرخات الاحتجاج وهو ينادي:
القلب لا يتحمل زمنين رديئين. التفت فلم أجد إلا ظلي... وسقطت جميع الأقنعة.أنا ألان وحدي أقاسي عذاب النص، أعانق بشغف ورغبة حرارة المرأة التي ما زالت النيران تشتعل في ثيابها، وتعود كما تعود الدائرة إلى نقطة البيكار، وكأن لسان حالها يهمس:
أيها الفتى: أنت قد رأيت في غربتك مدنا كثيرة، فخبرني: أية مدينة أطيب؟
قلت: تلك التي فيها من اختطفت قلبي!
فدعيه يستدفئ حول بيتك، ونامي.
الأعمال الشعرية :
1. الموجة عودة 1989 دار الأسوار للثقافة الفلسطينية - عكا
2. بين فراشتين 1999 المؤسسة العربية الحديثة - القدس
3. ذاكرة الحواس 2001 المؤسسة العربية الحديثة - القدس
4.طقوس التَّوحد 2004 دار الأسوار - عكا
5.هجرة الأشواق العارية. 2005 دار الأسوار - عكا (تحت الطبع).
الأعمال النثرية :
1. تأملات 1992 النهضة للنشر والتوزيع - حيفا
2. مساء ضيّق 1995 أبو رحمون للنشر - عكا
3. شطحات 1998 منشورات البطوف - حيفا

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 05:24 AM

الموجة عودة
ولماذا أسامح يا أصحاب ؟
هل أحد منكم يحمل أمتعة الصبح مكاني
هل من يقرأ في حزني النكبة
ويشارك في موت الليل مقاساة العتمة
ويمزق شريانا في أحشاء زماني
كانت في قلبي تتفتح زهرة
كانت في روحي زنبقة مرة
مر العمر ويا ليته... ما مرّ.
كانت في قلبي تتفتح طفلة
تتململ في رحم الأحزان.. تعاني
كانت في روحي أنثى
ترسم أجنحة الشمس وأعقاب البسمة
لكن سهاما من قوس أحبائي
بعثت في عز الصبح إلى روحي ... فأصابت !
ماذا أفعل يا أصحاب ؟
هل يوجد من يحمل منكم أتعاب الأمة
هل أحد منكم يقرأ أسفار البحر
ويرشف من قاع الكأس بقايا الجمرة ؟
وتقول الطفلة:
ماذا أفعل كي تجعلني حبلى!؟
ماذا أكتب يا أغراب؟
هل يوجد من يفهم فيكم ما قد أكتب؟
قد أكتب عنكم كل خطاياكم
وأعانق فيكم في عز الظهر عذابي
لتكون الثورة
لتكون الثورة
لتكون الثورة..
ماذا أعمل يا عشاق؟
هل أحد منكم يعرف طعم الجرح المالح
في صدر القبلة؟
هل أحد منكم يعرف كيف يكون الحب
على جسر العودة؟
هل أحد منكم يعرف كيف تغيب الروح
على خصر الخيمة؟
هل أحد منكم يعرف كيف يجوع القلب
وتنتحر الشهوة...؟!
ماذا أفعل يا أحباب؟
سراب هذا ... هذا سراب
واصل شهوتك المائية
واصل أحلام الزوجة
فغدا ستعانق تلك الموجة
الموجة عودة
الموجة عودة
الموجة عودة.

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 05:24 AM

دع الشمس وانصرف
وهج خفيض
يومض خلف مشكاة الضباب
يتهجَّى سؤال الغيب
كما يتهجَّى موت وجوه الأنبياء
وقبل أن يمهلني الرَّديد
حطَّ عليه الرِّحال
وغاب.
مسيَّجا بنفسي
وصلت منعطف الرَّحيل
على ضفاف الرِّيح نزلت
لتأخذنا الى العلويِّ
فلتتوتر شعاب الليل سهما
حين ينهمر الشعاع على الأصيل.
لن نطفئ الوعد الذي
نسجته روحك
مذ سافرت بخطاك ناصية السراب
لن نطفئ الباب الذي
نبشته فيك مصطبة الغياب
كأنما ذرفتك لؤلؤة التَّمنِّي
حين دثَّرك الفناء
فكيف تومئ رغبتك البهيَّة
وفوق البحر رائحة تهبُّ
كلما لاذت بنفسجة عصيَّة
تحت نافذة الخراب.
لم ينبجس وهم لثأرك في الوعود
حين ضاق الأفق وانكمش الفضاء
تركوك خلف مفازة الأحلام تعدو
ليندمل فيك التَّحدي
وينقشط عنك القرار
لكنَّ وهجك ظلَّ منتصبا
يؤرِّث ما تخضِّبه المواجع والرعود.
هل عشقت فاتنة لتبتليك
وأنت على معبر لا يمسِّد إلا
غموض التُّراب؟!
هل عشقتك فاتنة
لتحمل هذا العذاب العذاب؟!.
ليل بعيد
والطريق يمطُّ نسغ الوصول
على سياج الروح
يكفتون الشَّوق في صمت
ويمحون الفصول
وأنا حلم يحلِّق في المنافي
وبعث خلَّفته الآلهة
يا أيُّها الوثنيُّ:
وقع الفداء يزيل الطُّغاة
يبيد الغزاة..
يا أيُّها الوثنيُّ:
دع الشَّمس في خدرها
وانصرف !!!

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 05:24 AM

رحيل الروح
رأيتك ترسمين الحلم بين النار والغسق
وفوق الليل أقمار
وخلف الروح أحزان
ولون الحزن كالشفق.
رأيتك تحملين البحر في عينيك مغتربا
وألواحا من الإيمان والكفر
سألت البحر هل يدري بحامله
فرد البحر أمواجا من الأرق.
رأيتك تغرقين الحزن في شفتيك صامتة
ألا تتساءلين الآن عن غرقي؟
فقلت: بلى
لماذا النهر لا يجري كما نبغي
ولا نبغي عبور الحب كالورق.
رايتك تحضنين الشوك
والأشواك جارحة
فقلت: كفى
جروح الشوك في القلق.
رأيتك خلف أحزاني وداخلها
فهل تتحملين الحزن في السفر؟
تعبت أنا من الأحزان لا أدري
هل الأحزان يمحوها
رحيل الروح
عند مشارف الغسق؟
تعبت أنا من الأحزان لا أدري
هل الأحزان يمحوها
رحيل الروح للعنق !؟.

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 05:25 AM

طقس التّوحد
مِن سدَّة العبث المكثَّف
هيَّأت نفسي للصُّعود
يسكنني قمر الضَّياع
يجتاحني طقس التَّوحد
يبزغ من الصَّحراء كتابي
علَّ الحبر يبوح
ببعث أو وداع.
كفراشة يصطادها عابر، نزحتُ
على نقوش كنعان اتَّكأت
وفضت في الرَّحب الخصيب
تلمَّست الفصول الأربعة
كتبت فوق الريح
مأساتي الأخيرة
لكنَّ المغني جفَّ من سيل الحنين
وغاب يلحس ما تقشَّر من شفاه متعَبة.
كان ليلا واضحا
لكي أبني بالمكابدة سقفا ينزُّ
كان المكان ينأى ويدنو
لخيام شرَّدتني
كما يشرط ضوء فاتر
وجه الرُّخام
كان الزمان يعلو ويهبط
لكن ..
على الدنيا الرُّكام.
مِن رحلة التيه
من نار الشُّموس الباقية
رجعت كزهرة النُّعمان
قربانا يئنُّ
لوطنٍ
كلَّما فركته ذاكرتي
فاح بين البحر والصَّحراء.
مِن سيرة الغيب
من عتبات سومر عدت
رافعا وجع الدُّعاء :
يا بحر
يا شوقا يخيط لي الشِّراع
متى أعود الى الجليل
متى أعود ؟.
يا راحلاً في دعسات الموت
يا زبد اللهاث وباحة الجرح العتيق
سلاماً من الباقين .. هيَّا
عليك سلام الغائبين
سلاماً يوم تموت وتطفو
ثمَّ تموت وتطفو
وتُبعثُ حيَّا.

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 05:25 AM

قبل الماء
غبش على سطح المرايا والدخان
خيول تسحب الأحلام
من غسق البحار الى البحار
غضب الزرقة يمحو لذيذ الأقحوان
والريح تخلع صمتها العاري وتزحف
على رصيف الأقحوان
وأنا خيام من ظلال اللازورد تفترش الغمام
تقرأ ما رسمت من المدن الكئيبة
ثمَّ تمضي في هطولنا السري
تلعن شوقنا الوحشي
في سكة النسيان.
-
هي سطوة الحزن المقيم
وشهوة بحرية علقت على طقس الضياع
هي ومضة العشق المؤجل وحبل أمشاج الوداع
على مرابطها اتكأت وبت في السمح الرطيب
نبضي تصدع قيد أنفاس حميمة
جسدي طامح بسكينة اللقيا
ماء في كل المهابط فجرته الآلهة
لم يبق في رئة المواجع ما ينفس رغبتي بين يديَّ
فالمسافات تنزُّ وتشلح رجعها العاتي
على شفة يتيمة.
-
مِن إسار الدمع في عيني ومن صمتي العصي
تبعثرت ارتباكاً حول منحدر الفنون
ما دلني أحد عليها لأجمع دهشتي مني إليها
لعلي طائر النار الحرون..
تورطت وعياً على ركبة الأمكنة
لأسقف المنفى بأجنحة الضباب
فانثال قبلي الماء ما بين الأنوثة والغياب
كأن الناء بين نارين
والماء يسند حلمه المائي ويجري
في رهام الأزمنة.
-
مطر على حرير خريفنا المحزون
ليس فيَّ سوى تجاعيد التوتر والتأزم
يا تواشيحي الدفينة
صوتي تسمر عند منعطف الرهان
والروح غافية على وجع
تجمد في مفاصلها الحنان
سالت؛ وطال انهماري في خروم ترددي
عن موجة صخرية سقطت
في لجة الموت العتيقة
وقفت؛ والقلب يرفو من تعرقه
قمراً تجلى خلف طيات الركون
قالت:
سأعود من رحلة التيه المسجَّى
فوق أروقة الشتات
سأرجع؛ ما دام لي نجم ترابي
وتحتي ذكريات !
قلت؛ وكان الكلام خطيئتي ومشيئتي:
لا شيء يؤول الأحلام في هذا الزمان
لا شيء يؤول الأحزان في هذا المكان.!؟

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 05:26 AM

محنة الألوان
هناك خلف البحار العتيقة
لا نوى قرمزيّ يربض خلف الزحام
لا نوارس تودع عشّ الندى
ولا هواء يحرك فيَّ الصدى
لي خلف البحار بحار
ولي وردة في مرايا الكلام
وفناء مرجعي يحمل خيط المدى
يدي على ساحل الجسد المخيم
ويدي الأخرى نواحي الكلام
فاخرجوا مني لتعبر خطوتي
رويداً رويداً
ثقوب الخيام.
لم يبق بي جرح يذاكرني
كي تراوغ مهجتي مني عليَّ
لم يبق بي رجع ليخمش
كنه مأساتي القطيعة.
خبأت في صور الكآبة دمعها
لأسبر ما وراء الموت
لم أجد فيه الخلاص
فالذكريات تفر من هلع الكتابة
حين يأخذني المخاض
لم أجد فيها الخلاص
وأنا هبة من خيول الغيب
ليس فيَّ سوى مراثٍ كنستها الآلهة
نفحٌ تشظَّى
على فكّة النور المغطى بالإيماض.
طال انتظاري في سماء الفاجعة
طال انتحاري
كنحلة عطشى تجرجَر
في شوارع لونها المقتول
كفراشة حلَّت ببرزخ الأحلام
حين تُطمس الأحلام
والحلم بتول.
طال طوافي في منابع نورها
ونورها قمر ضبابي
تلظَّى بنار الثلج والأوهام.
يبست عروقي
ونام طالع الأحزان في دمي
لا تنبشي وجعي وصيف طفولتي
لا تقتلي ليمون ذاكرتي
واتركي كفيك مرآة على حلمي
يكاد الحلم يشبهني
وأنا المحاصر في ظلال الله
على وردة يابسة.
لا ترحلي ساعة المساء
خذي المدامع والشُّفوف
قلق الروائح، طيف نعاسي، برد الطرقات
ودعي الأغاني والمواجع والطقوس
وبعض مدائن عشقي والنساء.
لا تهجريني عندما يخبو الضياء
لم يبق لي منفى يعاودني
ولا وطن يحدق في العراء.
على جسدي تطفو حيرة الألوان
والروح تفتح بابها للريح
علَّ الروح تخلع جسمها الصوفي
وبوح سديمها
فالدنيا خـواء
لا ترضعي بؤسي المراق
فهذي بلادي ثانيةً
تهرهر كربـلاء .!!!؟؟؟

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 05:26 AM

مرايا الغمام
غامت في دلالتها الحروفُ
وغابت نفحة الطين المرصَّع بالشتات
تحسَّست انعتاقي في مغيب اللون
حين فرَّ الحلم من خلف الظِّلال
حاملاً صوتي مرايا
لابساً وجه الهواء
لعلَّ ماءً دافقاً يفضي
صوب سيرتنا الطريدة.
ريح الضَّياع تعصف في خيام اللاجئين
والموحشات تسُفُّ من ألق البلاد
حين تنفطر السماء على السماء
فاكتب نشيدك للحياة
واشعل طقوس العائدين
على طيف يزنِّر صهوة الاسراء
نحو مأساتي المجيدة.
جسدي قبر على سجادة المنفى
روحي بياض في ملاذ العاصفة
وأنا لست قديساً ولا متصوفاً
لأعرف ما وراء الغيب
وأكمل رحلة الأضداد
في نسغ مغناتي الشريدة.
سأحلم؛ كلما شطَّبت حرفاً راكداً؛
بسماحة الألوان
وكلما فتشت عنه
عاد يهذي مرة أخرى بقافية
تطلُّ عليَّ من صحراء قافلتي
كخيمة المنفي في حضن القصيدة.
لا ذنب في كفي، لا، ولا ريح القبور
تكفي كي تدق القارعة
لا وقت عند الوقت
فاحمل جانحيك فوق الريح
علَّ الريح تمطر الأحلام من بعدي
على خدِّ الشَّهيدة.
دالت الأحزان
والأحزان مرساتي الأخيرة
فخذي بقايا الماء مني
وانثري جسدي المعبَّأ بالغمام
على جبين الشمس
كأنَّ الشمس توشك أن تطلَّ
على جبيني مرَّة أخرى
وترمي شالها الورديَّ
في دمِّي الذي
كَسَرَت حدودَه.
فرَغت مِن رسالتها القصيدة
فلترفعِِ الريح قربانها
والبحار جُنَّازها
لنعبر رَخْوَةَ الكشفِ
مثلما تعبر الغيمة العالمِين
ونمشي نحو سيرتنا
في حُمَّةِ اللغةِ العتيدَة

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 05:26 AM

نافذتي الضبابية
خلف نافذتي الضبابية
تجتاحني رغبة المكاشفة
عن كوكب أوغل في ثنايا السحاب
عن بقايا رائحة تخمش فيَّ مسامات الجسد
لأعبر فيها
مثلما يعبر الحالم مرايا الغياب.
خلف نافذتي الضبابية
كتبت ستائرها الحروف
فوق الزجاج الموشَّى
برائحة العرق المخملي
ينشق أمامي في الظلمة حيِّز للقمر
يسترق النظرة على طيفها الطالع
تحت المطر.
خلف نافذتي الضبابية
تمرُّ أمامي
كلمح الآه في صدري
يلهث فيَّ البحر
كحصان عابر للشهوات
بينما الزرقة الأبدية
تمحو ظلال الرمل وأرحل
حيثما تحمل الكلمات
في مراثي الذكريات.
خلف نافذتي الضبابية
جمعت الحطب في داخلي
وأضرمت النيران
رتبت سجادتي العجمية
بعض كتاباتي، تبغي، حواسي
حفنة موسيقى وفوح ملابسها
تحسست حتى الحيطان.
خلف نافذتي الضبابية
ينتابني حدس مهيض، بالضيق، بالقلق
بالخوف، بالحنين الى أحد
يتسلل نحو الغامض المرئيِّ
ويصعد حتى الشجى
يطل على ذاتي لكن
سرعان ما أتصور أني
لا أحد، لا أحد.
خلف نافذتي الضبابية
يندف الثلج على معاطف قلبي
فينهمر الضياع
تشتد ذائقة المطر
تبحر في روحي الأحزان
فأصرخ:
سيدتي يا سيدتي
يا امرأة تخلع إلا أنوثتها
ستملأ الريح ثيابي
وعلى سرير الحب
ستبت شهقة الإبداع.
خلف نافذتي الضبابية
تأتيني من العدم
تحمل جرحها الناريَّ
فتوقظ فيَّ
تموز الذي ما غاب يوماً
تموز الذي
لا
بدَّ
أن
يعـود

أرب جمـال 12 - 8 - 2012 05:27 AM

نجمة يناير
( هي وحدها، وأنا أمام جمالها وحدي؛ لماذا لا توحّدنا الهشاشة ؟ ).
صباح اللهفة، أيتها الأميرة !
صباح الدهشة المفعم بأريج الأنوثة والعذوبة والوقار
صباح الحبّ لمن تعرَّت روحها
وراح جسمها الغضّ يفيض ناراً ونوراً
وأنا عند قدميها الحافيتين، أرفع حالات التجلّي..
أرفع حالات الهيمان.
يثيرني ضبابك الكثيف، غموضك المذهل
شهقة فتحة عري روحك الطيّبة
إنسيابك العاطفي المضطرب، جسدك المباغت
أنوثتك التي أكثر من أن تكون امرأة لأحد.
أحاول استحضارك
وأقبض على هذه اللحظة في شطحات الحلم
حتى لا أنقرض؛
وأعرف أن الحلم بدونك لا قيمة له
أستقوي بخساراتي، علّك تخرجين من سباتك العاطفي
تعتلين صهوة الريح، تلبّين الرغبة، وتأتين.
في القلب أشياء كثيرة تتشظى بوحاً،
تستعصي على الخروج
لفتاة تنهض في ضيافة المطر
لفتاة قد تفرّغت الفراديس لها
لفتاة هي الفتاة.. والباقيات سدى.
هل سيكتب لي أن أستمع إلى تقطعات تنهداتك
وهي تتمزق على صدري ذات يوم !؟
وأسأل:
كيف سأمضي الفصول عارياً منك
من رائحتك، من ضحكتك الآسرة
من خوفك وجمالك وحضورك المتوتر الشّهي؟.
قوارب الوجد تحملني إليك
لغيابك وحشة للسرير، ورائحة توقظ الأعضاء
تؤثث الخطايا الجميلة وتشعل المكان والزمان،
كل شيء يعيدني إليك، وكلما هممت بمغادرتك
تعثرت بك ..
أتخيَّل معك التفاصيل الصغيرة والكبيرة
المسموحة والممنوعة
الروحي والذهني.. حتى الدفء الجسدي المشترك.
حضورك فائض التأنيث
يورطني بالأشياء الجميلة
تحت عريشة جمالية
تحضنين فاكهة التّألق وحيرة الفراق
كأنك خيبة مؤجلة.
سيدتي:
طوبى لك، ما زلت مريضاً بك
نظراتك الماطرة، أصابعك المخضلّة، ركبتك الملساء،
إرتجاف الفلّ في ساقيك، أنفك الخضوب،
غمازتك الساحرة، فوح ملابسك، شعرك المبلّل،
مزاجك غير المهيأ لمزيد من الحزن،
نبضات نهديك الصغيرين، النبيذ المعتق في شفتيك،
دورة نهارك، خصرك السابح،
ثنايا ثيابك الداخلية، سرّتك الناعمة، أنوثتك المغلولة،
محاولة فك الإشتباك مع عينيك،
رائحة الطيب تحت إبطيك،
قدرتك على فتح شهيّتي .. لالتهامك...
وبعدُ وبعدُ.
أبحث في ذاكرة الحنين، عن مدينة خارج الخوف
نلتقي فيها بدون ذعر، عن حالة نمارسها
جديرة أن تشكَّل بوحشية ناعمة
محميّة استثنائية، خارجة عن المألوف
ذاك العادي المغلّف بشراشف الشوق والشهوة.
خُلقت الأحلام كي لا تتحقق ..
فما زلت أقضم فاكهة فراقك مذ عرفتك،
"فإن أجمل حبّ ،
هو الذي نعثر عليه أثناء بحثنا عن شيء آخر"؛
ولكن سرعان ما يتحول إلى مداد كتابة،
حالة من الفقدان، نواح داخلي لا يتوقف
وتوق إلى الإرتعاش في حضرة النشوة المرجوّة.
معك يبدو الحزن جميلاً، والحلم أجمل.!
أما العمر:
"إنه العمر إلا قليلاً قد مضى
وأنا لم أزل فوق جمر الغضى
أتقرى السبيلا
لك ألاّ تجودي، ولي
أن أظلّ الذي يطلب المستحيلا " !؟
ولكن يا سيدة المساء:
" إن القصائد مفتاح باب الدخول
إلى باحة المطلق المتهلل؛
آه ... وأني أودّ الدخولا ".
فهل تأذنين يا سيدتي ؟!.


الساعة الآن 05:37 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى